Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫‪1‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪2‬‬

‫السعادة‬
‫ما هي؟ وكيف احلصىل عليها؟‬

‫كتبه‬

‫خالد بن عبد الله باحميد األنصاري‬

‫تاريخ النشر األول‪1423/2/11:‬ه‪ ،‬الموافق‪2222/4/24:‬م‬

‫تاريخ النشر الرابع‪1442/1/1:‬ه‪ ،‬الموافق‪2218/9/11:‬م‬


‫‪3‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫مقدمت‬
‫‪   ‬‬

‫احلمد هلل رب العادلني‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا حممد‬


‫وعلى آلو وصحبو أمجعني‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫يتفق الناس يف طلب السعادة‪...‬‬


‫القليل َم ْن حصل عليها!‬
‫لكن َ‬ ‫و َّ‬
‫الكل يريد أن يعيش سعيداً‪...‬‬
‫ُّ‬
‫الكثري اعًتفوا بأهنم غري سعداء!‬
‫لكن َ‬ ‫و َّ‬

‫فإذا كان الواقع كذلك فاحلاجة ُملِ َّحةٌ للكالم عن‬


‫السعادة‪ ،‬والكالم عن السعادة يتلخص يف أمرين‪:‬‬
‫ما ىي؟ وكيف احلصول عليها؟‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪4‬‬

‫ما هي انسعادة؟‬
‫السعادة ىي احلياة الطيبة‪.‬‬
‫وحقيقة احلياة الطيبة انشراح الصدر‪.‬‬
‫وسبب انشراح الصدر شعور القلب بالراحة‪.‬‬
‫وضد السعادة الشقاء‪.‬‬
‫والشقاء ىو ادلعيشة الضنك‪.‬‬
‫وحقيقة ادلعيشة الضنك ضيق الصدر‪.‬‬
‫وسبب ضيق الصدر شعور القلب بعدم الراحة‪.‬‬
‫وعلى ىذا فالسعادة ىي أن ََتيا حياة طيبة‪ ،‬أن يكون‬
‫منشرحا‪ ،‬أن يشعر قلبك بالراحة‪.‬‬‫ً‬ ‫صدرك‬
‫ومن مثار ىذه السعادة‪:‬‬
‫أن ال تُبالِ َغ يف احلزن على ادلاضي‪.‬‬
‫وال تُبالِ َغ يف النكد على احلاضر‪.‬‬
‫وال تُبالِ َغ يف اخلوف من ادلستقبل‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫كيف احلصول عهى انسعادة؟‬


‫اإلنسان خملوق من جسد وروح‪.‬‬
‫فللجسد سعادة خاصة بو‪ ،‬وللروح سعادة خاصة هبا‪.‬‬
‫فأما اجلسد فمخلوق من شيء حمسوس وىو الًتاب‪،‬‬
‫وسة؛ فيَ ْس َع ُد‬
‫لذلك سعادتو تكون عن طريق األمور الْ َم ْح ُس َ‬
‫نظره بادلرئيات‪ ،‬وتَ ْس َع ُد بطنُو‬ ‫َسَْعُو بادلسموعات‪ ،‬ويَ ْس َع ُد ُ‬
‫بادلأكوالت وادلشروبات‪ ،‬ويَ ْس َع ُد أن ُفو بادلشمومات‪ ،‬وىكذا‪.‬‬
‫وأما الروح فنفخة من الْ َملَك‪ ،‬لذلك سعادهتا تكون عن‬
‫طريق الْ َملَك؛ فتَ ْس َع ُد بامتثال الدين الذي شرعو اهلل تعاىل‬
‫ونزل بو الْ َملَك على آخر الرسل حممد ‪.‬‬
‫وعلى ىذا فالسعادة سعادتان‪ :‬جسدية‪ ،‬وروحية‪.‬‬
‫سعيدا حىت يُ ْسعِ َد جسده بالسعادة‬ ‫وال يكون اإلنسان ً‬
‫اخلاصة بو‪ ،‬ويُ ْسعِ َد روحو بالسعادة اخلاصة هبا‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪6‬‬

‫أول طريق انسعادة‬


‫﴿‪        ‬‬

‫‪        ‬‬


‫‪[ ﴾  ‬األنعام‪.]125:‬‬
‫يف ىذه اآلية داللة على أن ادلهتدي إىل اإلسالم منشرح‬
‫الصدر‪ ،‬والضال عنو ضيق الصدر‪.‬‬
‫وذلك أن اهلل تعاىل خلق اإلنسان من جسد وروح‪ ،‬وجعل‬
‫يف روحو حاجة للدين الذي شرعو‪ ،‬والدين الذي شرعو ىو‬
‫اإلسالم؛ فمن اىتدى إليو أي َعَرفَوُ واعتنقو انشرح صدره‪ ،‬ومن‬
‫ضل عنو أي مل يعرفو أو عرفو ومل يعتنقو ضاق صدره‪.‬‬
‫بني منتح ٍر ومفك ٍر‬
‫وادلتأمل يف واقع غري ادلسلمني جيدىم ما َ‬
‫باالنتحار‪ ،‬وما ذاك إال لشدة ما يعانون من ضيق الصدر‪.‬‬
‫وعلى ىذا فأول طريق السعادة ىو اإلسالم‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫وصيب كم مسهم مه انسعادة‬


‫﴿‪        ‬‬

‫‪[ ﴾  ‬النحل‪.]97:‬‬

‫يف ىذه اآلية داللة على أن الذي مجع بني اإلميان‬


‫والعمل ََييَا حياة الطيبة‪.‬‬
‫وذلك أن اإلسالم يتحقق باإلميان والعمل‪.‬‬
‫أي أن اهلل تعاىل خلق اإلنسان من جسد وروح‪ ،‬وجعل يف‬
‫روحو حاجة دلعر ِفة أخبا ٍر غيبية يُ ْؤِم ُن هبا‪ ،‬ومبعرفتو ذلذه األخبار‬
‫واإلميان هبا ينضبط تصوره للغيبيات فيحيا حياة طيبة‪ ،‬وجعل‬
‫ٍ‬
‫أحكام يَ ْع َم ُل هبا‪ ،‬ومبعرفتو ذلذه األحكام‬ ‫يف روحو حاجةً دلعر ِفة‬
‫والعمل هبا تنضبط عباداتو ومعامالتو فيحيا حياة طيبة‪.‬‬
‫وعلى ىذا فنصيب كل مسلم من السعادة على قدر علمو‬
‫أحكاما وعلى قدر امتثالو للدين إميانًا وعمالً‪.‬‬ ‫أخبارا و ً‬ ‫بالدين ً‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪8‬‬

‫مه هم انسعداء؟‬
‫األحكام يف الدين قسمان‪:‬‬
‫أحكام الزمة‪ ،‬وىي‪ :‬الواجبات‪ ،‬واحملرمات‪.‬‬
‫وأحكام غري الزمة‪ ،‬وىي‪ :‬ادلستحبات‪ ،‬وادلكروىات‪.‬‬
‫وادلسلمون يف العمل باألحكام على أربعة أصناف‪:‬‬
‫الصنف األول‪ :‬الذين َميتثلون أصل الدين وال يبالون‬
‫كثريا من‬ ‫ِ‬
‫باألحكام؛ فيَكتفون بكوهنم مسلمني‪ ،‬ويًتكون ً‬
‫كثريا من احملرمات‪ ،‬ويتوسعون يف إمتاع‬‫الواجبات‪ ،‬ويفعلون ً‬
‫أجسادىم سواء كانت ادلتعة حالالً أو حر ًاما؛ فهؤالء أقل‬
‫ادلسلمني سعادة‪ ،‬وكثري منهم يعجب لِماذا يعًتيو الشعور بالنكد‬
‫مسلما ليس بكافر‪ ،‬بل منهم من ينتحر ومنهم‬‫العظيم مع كونو ً‬
‫من يفكر باالنتحار كالكافر؟ والسبب يف ىذا الشعور أنو‬
‫تشبَّو بالكافر من حيث إعراضو عن الدين وتوسعو يف إمتاع‬
‫جسده فحصل لو من الشعور شبو ما حصل للكافر‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫الصنف الثاني‪ :‬ال ذين َميتثل ون م ا يل زمهم م ن األحك ام؛‬


‫فيفعل ون الواجب ات ويًتك ون احملرم ات‪ ،‬إال أهن م يتوس عون يف‬
‫إمت اع أجس ادىم ب ادلتع ادلباح ة وادلكروى ة؛ فه ؤالء أكم ل س عادة‬
‫م ن أولئ ك‪ ،‬وكث ري م نهم يعج ب دل اذا يعًتي و قَ ْدٌر ل يس بالقلي ل‬
‫م ن الش عور بالنك د م ع كون و يتجن ب احملرم ات؟! والس بب أن و‬
‫توسع يف ادلتع اجلسدية‪ ،‬والدنيا ليست حمالً للتوسع يف ذلك‪.‬‬
‫الصنف الثالث‪ :‬الذين ميتثلون ما يلزمهم من األحكام وما‬
‫ال يلزمهم؛ فيفعلون الواجبات‪ ،‬ويًتكون احملرمات‪ ،‬وَيرصون‬
‫على فعل ادلستحبات وترك ادلكروىات‪ ،‬وميَُتِّعون أجسادىم‬
‫بادلتع ادلباحة من غري توسع؛ فالواحد من ىؤالء الذي يهمو‬
‫من الطعام سد اجلوع ومن الشراب سد العطش‪ ،‬وإن كان ال‬
‫َميتنع عن الطعام الشهي والشراب اللذيذ‪ ،‬والذي يهمو من‬
‫اللباس السًت ومن الْ َمْن ِزِل ادلأوى وىكذا‪ ،‬وال يتتبع الكماليات؛‬
‫فهؤالء ىم أكمل ادلسلمني سعادة‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪12‬‬

‫الصنف الرابع‪ :‬الذين َميتثلون ما يلزمهم من األحكام؛‬


‫فيفعلون الواجبات ويًتكون احملرمات‪ ،‬وقد َميتثلون ما ال‬
‫يلزمهم‪ ،‬فيحرصون على فعل ادلستحبات وترك ادلكروىات‪،‬‬
‫إال أهنم مينعون أنفسهم من ادلتع ادلباحة؛ فالواحد من ىؤالء‬
‫قد َُيَِّرُم على نفسو السكن يف الْ َمْن ِزِل أو َُيَِّرُم على نفسو‬
‫أكل اللحم أو شرب العسل أو َيرم على نفسو الزواج ورمو‬
‫ذلك‪ ،‬من باب منع النفس يف الدنيا من ادلتع اجلسدية‪ ،‬فهذا‬
‫قد يشعر بسعادة روحية عظيمة إال أنو أشقى جسده بال‬
‫فائدة‪ ،‬وغالب ىؤالء يظنون أن يف ىذا التشدد قربة إىل اهلل‬
‫تعاىل‪ ،‬وىذا من جهلهم بالدين القومي‪.‬‬
‫وعلى ىذا فالسعداء ىم ادلسلمون ادلستقيمون على‬
‫دينهم فِ ْعالً للواجبات وتَ ْرًكا للمحرمات‪.‬‬
‫حرصا على إسعاد أرواحهم‬ ‫وأكملهم سعادة أكثرىم ً‬
‫توسعا يف إسعاد أجسادىم بال تشدد‪.‬‬ ‫وأقلهم ً‬
‫‪11‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫مِه عالمت انسعداء‬


‫إذا كان السعداء ىم ادلسلمني ادلستقيمني على دينهم‬
‫فإن من عالمتهم توجو قلوهبم لآلخرة واحتقار الدنيا‪.‬‬
‫فكيف يستقيم على الدين من َملْ يتوجو قلبو لآلخرة‪،‬‬
‫استعدادا للحساب‪ ،‬ورغبةً يف الثواب‪ ،‬وخوفًا من العقاب؟!‬
‫ً‬
‫كيف يستقيم على الدين من مل ََيتقر الدنيا الفانية اليت‬
‫تُ ْشغِل َّ‬
‫طالهبا عن توجو القلب لآلخرة؟!‬
‫وليس ادلراد باحتقار الدنيا أنو ال يطلب الرزق ويعمل‬
‫لسد حاجتو وحاجة من يعول‪ ،‬بل ادلراد باحتقار الدنيا أن ال‬
‫يكون ذلا قدر يف نفسو‪ ،‬إمنا يريد أن يأخذ منها ما َيتاج‪.‬‬
‫وذلذا ال يتناىف احتقار الدنيا مع كثرة ادلال ما دام أنو‬ ‫ِ‬
‫يكتسب ادلال بوجو مباح ويستغل كثرتو يف إنفاقو فيما يعود‬
‫عليو بالنفع يف اآلخرة‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪12‬‬

‫مِه صفاث انسعداء‬


‫ُك ُّل ٍ‬
‫إنسان يُبتلى باخلري والشر‪.‬‬
‫ولكن يتميز السعيد عن غريه بأنو إذا ابْتُلِ َي باخلري شكر‪،‬‬
‫وإذا ابْتُلِ َي بالشر صرب‪.‬‬
‫فالذي يشكر اهلل تعاىل على نِ َع ِم ِو اليت ال َُتصى يكون‬
‫سعيدا‪ ،‬والذي يشكر اهلل تعاىل على أن وفقو للشكر يكون‬ ‫ً‬
‫أكثر سعادة‪.‬‬
‫والذي يصرب على ما ابتاله اهلل من ادلرض والفقر وغري‬
‫سعيدا‪ ،‬والذي يصرب على ما ابتاله اهلل من أذى‬ ‫ذلك يكون ً‬
‫الناس لو فيتحمل إساءهتم إليو وال َيقد عليهم وال يلقي باالً‬
‫يكون أكثر سعادة‪ ،‬بل إذا زاد على ذلك وقابل اإلساءة‬
‫باإلحسان ازدادت سعادتو‪.‬‬
‫وعلى ىذا فمن صفات السعداء التحلي بالشكر والصرب‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫ادلبتهى مبصيبت كيف يكون سعيداً؟‬


‫سلكت أول طريق السعادة‪.‬‬
‫َ‬ ‫مسلما فقد‬
‫كنت ً‬ ‫إذا َ‬
‫وعلى قدر امتثالك للدين يكون نصيبك من السعادة‪.‬‬
‫مستقيما تفعل الواجبات وتًتك احملرمات فأنت‬
‫ً‬ ‫فإن كنت‬
‫شك من السعداء‪.‬‬ ‫ال َّ‬
‫حمتقرا للدنيا فهذه‬
‫متوجها إىل اآلخرة ً‬ ‫ً‬ ‫وإذا كان قلبك‬
‫عالمةٌ على أنك من السعداء‪.‬‬
‫وإذا كنت متحليِّا بالشكر يف السراء والصرب يف الضراء‬
‫فهذه صفةٌ من صفات السعداء‪.‬‬
‫ت ِمبصيبة‪ ،‬وظننت َّأهنا فوق طاقتك‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬
‫لكن لو ابْتُلْي َ‬
‫تُ َقلِّ ُل نسبةً من سعادتك‪ ،‬فما احلل؟‬
‫اعلم ابتداءً أنو مهما كانت مصيبتك فالبد أ ْن يُوجد‬
‫حامدا هلل على كل حال‪.‬‬
‫َمن ىو أشد مصيبة منك‪ ،‬فكن ً‬
‫ت‬‫مت هبا ثَبَ َّ‬
‫مث إليك ىذه اخلطوات الثالث اليت إ ْن قُ َ‬
‫على ما أنت فيو من السعادة‪ ،‬بل يُرجى أن تزداد سعادة‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪14‬‬

‫اخلطوة األوىل‬
‫ت مبصيبة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يا من بُلْي َ‬
‫تَ َذ َّك ْر‪:‬‬
‫أن السعيد حقِّا من متسك بدينو‪.‬‬
‫وأن الشقي حقِّا من َّفرط يف دينو‪.‬‬
‫فإن كنت متمس ًكا بدينك فلتحمد اهلل عز وجل على أن‬
‫وىون ادلصيبة على نفسك‪ ،‬فنقصان‬‫َم َّن عليك بذلك‪ ،‬واصرب ِّ‬
‫الدنيا أىون من نقصان الدين‪.‬‬
‫وإن كنت مفرطًا يف دينك فباهلل عليك كيف تشكو من‬
‫مصيبة وأنت واقع يف مصيبة أعظم منها؟! فاحرص على‬
‫صالح دينك أوالً مث احرص على صالح دنياك‪.‬‬
‫وعلى ىذا فاخلطوة األوىل ىي أن جتعل فرحك بتمسكك‬
‫بدينك سببًا لتقليل احلزن من ادلصيبة يف دنياك‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫(قصة)‪:‬‬
‫دخلت مكا َن االنتظار يف إحدى ادلستشفيات‪.‬‬
‫ُ‬
‫جالسا لوحده‪.‬‬
‫وجدت رجالً من اإلخوة الوافدين ً‬‫ُ‬
‫تظهر يف وجهو عالمات احلزن‪.‬‬
‫ورد علي السالم‪.‬‬
‫مت عليو‪َّ ،‬‬‫سلَّ ُ‬
‫أردت أن أواسيو‪ ،‬وأخفف من احلزن الذي فيو‪.‬‬
‫ابتدأت معو احلديث قائالً‪ :‬ألك يف ىذا ادلستشفى‬ ‫ُ‬
‫مريض؟‬
‫قال‪ :‬ال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أأنت مريض؟‬
‫قال ال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬دلاذا إذن أنت ىنا؟‬
‫مستشار أمر ٍ‬
‫اض قلبية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫طبيب‬
‫قال‪ :‬أنا ىنا ٌ‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪16‬‬

‫قلت يف نفسي‪ :‬ال أظنك جلست ىنا إال لنكد تشعر‬


‫بو يف قلبك‪.‬‬
‫مث قلت لو‪ :‬صالح قلوب الناس ِمبحبة اهلل واخلوف منو‬
‫والتوجو إىل اآلخرة واحتقار الدنيا‪.‬‬
‫فإذا صلحت قلوهبم صلحت جوارحهم بفعل الواجبات‬
‫وترك احملرمات‪.‬‬
‫ُمثَّ وجدوا بذلك السعادة يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫تأثرا بالغًا‪.‬‬
‫فتأثر الطبيب من ىذا الكالم ً‬
‫مث قال‪ :‬كنت يف قرييت أحصل من مهنيت بأجر زىيد‪.‬‬
‫لكن كنت أحافظ على الصالة خاصة صالة الفجر‪.‬‬
‫وكنت أشعر بسعادة عظيمة‪.‬‬
‫وأنا اآلن رغم أن راتيب كبري‪ ،‬لكن‪:‬‬
‫ال أحافظ على الصالة كما كنت أحافظ عليها من قبل‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫وال أشعر بالسعادة اليت كنت أشعر هبا‪.‬‬


‫ُمثَّ توقف احلوار مبجيء صديقي الذي كنت انتظره‪.‬‬
‫حكيت ىذه القصة لرجل آخر من الوافدين‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كنت يف بلدي‪:‬‬ ‫فقال يل‪ :‬حينما ُ‬
‫كانت يل أعمال كثرية‪ ،‬تَ ُد ُّر علي بأرباح كثرية‪.‬‬
‫وكان يأتيين من الزوار شخصيات كبرية‪.‬‬
‫فما كنت أشعر بالسعادة‪.‬‬
‫بل كنت أشعر بالتكلف وادلشقة‪.‬‬
‫لكن بعد أن َم َّن اهلل عز وجل علي باذلداية‪.‬‬
‫وصارت حيايت تغمرىا البساطة‪.‬‬
‫أىل عل ٍم وطلبةُ عل ٍم‪:‬‬
‫وصار يأتيين من الزوار ُ‬
‫فتُلقى يف بييت دروس ومواعظ‪.‬‬
‫صرت أشعر بسعادة ال تُوصف‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪18‬‬

‫اخلطوة انثاويت‬
‫ت مبصيبة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يا من بُلْي َ‬
‫ِّع ِم بعد الدين األمن يف الوطن‪،‬‬ ‫ْاعلَ ْم أن أعظم الن َ‬
‫والصحة يف البدن‪ ،‬ولقيمات تقيم هبا صلبك‪ ،‬وقطرات من‬
‫ادلاء تروي ِهبا عطشك‪ ،‬فإن أُنعِم عليك بذلك فمهما كانت‬
‫مصيبتك بعد ذلك فإهنا ال تُ َع ُّد شيئًا جبانب ىذه النعم‪.‬‬
‫وعطشا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جوعا‬
‫أناسا فقدوا الطعام والشراب ميوتون ً‬ ‫تَ َذ َّك ْر ً‬
‫تَ َذ َّك ْر إخوانًا لك فقدوا األمن دامههم العدو فقتَّلوا رجاذلم‬
‫وىتكوا أعراض نسائهم‪.‬‬
‫َسَّرةِ البيضاء فقدوا الصحة‬ ‫تَ َذ َّكر إخوانًا لك على األ ِ‬
‫ْ‬
‫يعانون من األمراض ادلستعصية‪.‬‬
‫وعلى ىذا فاخلطوة الثانية ىي أن جتعل تذكرك للنعم اليت‬
‫ت هبا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت عليها سببًا لتقليل احلزن من ادلصيبة اليت أُصْب َ‬ ‫ص ْل َ‬ ‫َح َ‬
‫‪19‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫(قصة)‪:‬‬
‫زرت صدي ًقا يل يف َمْن ِزلِو‪.‬‬
‫ُ‬
‫قلت لو‪ :‬أرى يف وجهك عالمات احلزن‪.‬‬
‫مل يتمالك نفسو‪ ،‬وغلبتو الدموع‪.‬‬
‫مث قال بصوت حزين‪ :‬عندي زوجة‪ ،‬وعندي طفلة‪.‬‬
‫وَملْ أجد وظيفة‪.‬‬
‫كيف أنفق على نفسي؟‬
‫كيف أنفق على زوجيت؟‬
‫كيف أشًتي احلليب لطفليت؟‬
‫قلت لو‪ :‬إذا أذَّن ادلؤذن ىل تستطيع أن خترج من بيتك‬
‫ومتشي إىل ادلسجد لتؤدي الصالة؟‬
‫قال‪ :‬نعم أستطيع‪.‬‬
‫قلت‪ :‬غريك قد تتيسر لو وظيفة راقية‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪22‬‬

‫لكنو مريض أو مشلول ال يستطيع أن خيرج من البيت‪.‬‬


‫فأيهما أىون حاالً أنت أم ىو؟‬
‫قال‪ :‬بل أنا‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬ما ظنك يف رجل ميلك ادلاليني من النقود‪.‬‬
‫قلت ً‬
‫لكنو يف مرض خطري‪.‬‬
‫ىل سيكون يف استعداد أن ينفق ىذه ادلاليني ليشفى من‬
‫مرضو؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قلت لو‪ :‬الصحة اليت أنت فيها نعمة مل تعرف قدرىا‪.‬‬
‫عرفت قدرىا ىانت عليك مصيبتك‪.‬‬
‫ولو َ‬
‫‪21‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫اخلطوة انثانثت‬
‫ت مبصيبة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يا من بُلْي َ‬
‫قد تَ ْعظُم عليك ادلصيبة‪ ،‬ومل تتهيأ لك األسباب للتخلص‬
‫منها‪ ،‬فاعلم أن ربك احلكيم الذي ابتالك ِهبذه ادلصيبة ىيَّأَ لك‬
‫بابًا تطرقو للتخلص ِدمَّا أنت فيو من ادلصيبة‪ ،‬أال وىو الدعاء‪،‬‬
‫أتعرف ما الدعاء؟ ىو أن تتوجو إىل ربك فتطلب منو ما تريد‪،‬‬
‫أليس اهلل تعاىل يسمعك؟ أليس اهلل تعاىل يراك؟ أليس اهلل تعاىل‬
‫قادرا على َتقيق ما تريد؟ أليس اهلل تعاىل وعد من دعاه باإلجابة؟‬
‫ً‬
‫فعود نفسك على الدعاء فإنو باب مضمون للتخلص من‬ ‫ِّ‬
‫قل طارقوه‪ ،‬فتوجو إىل ربك الغين الكرمي‬ ‫ادلصائب‪ ،‬ولكن َّ‬
‫وأظهر االفتقار إليو‪ ،‬وأ َِدم اإلحلاح والتضرع بني يديو‪ ،‬وإياك‬
‫من ادللل والقنوط‪ ،‬فإذا كان ادلخلوق يرمحك دلا أنت فيو من‬
‫ادلصيبة فاهلل تعاىل أرحم بعبده من األم بولدىا‪.‬‬
‫وعلى ىذا فاخلطوة الثالثة ىي أن تدعو اهلل حلل مصيبتك‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪22‬‬

‫(قصة)‪:‬‬
‫طلب العل ِم‪.‬‬
‫ب َ‬ ‫َح َّ‬
‫شاب أ َ‬
‫ٌ‬
‫مل يستطع أن جيمع بني طلب الرزق وطلب العلم‪.‬‬
‫فآثر طلب العلم‪.‬‬
‫وكان أحد أىل العلم قد ىيَّأ مسكنًا لطلبة العلم‪.‬‬
‫فرحل يطلب العلم عنده‪.‬‬
‫وبعد سنوات شعر أنو حباجة إىل الزواج‪.‬‬
‫ولكن كيف يتزوج وليس عنده مال؟‬
‫وأين الزوجة اليت سًتضى حبالو وال تشغلو عن طلب العلم؟‬
‫فتوجو إىل ربو‪.‬‬
‫وأكثر الدعاء والتضرع‪.‬‬
‫ومع كثرة دعائو وتضرعو رأى وىو يف سجوده وجو فتاة‪،‬‬
‫اضحا كأنو يرى حقيقة‪.‬‬
‫رأى خياالً و ً‬
‫‪23‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫رأى وجو فتاة كان يعرفها يف صغرىا‪.‬‬


‫فاتصل ىاتفيِّا بوالدتو‪.‬‬
‫يريد أن خيربىا عن رغبتو يف الزواج‪.‬‬
‫ولكنو مل يتجرأ على الكالم‪.‬‬
‫ولَ َّما أراد إهناء احملادثة أنطقها اهلل‪.‬‬
‫وقالت‪ :‬أال تريد أن تتزوج؟‬
‫فقال‪ :‬اختاري يل العروس ادلناسبة‪.‬‬
‫مث خشي أن ختتار غري اليت رآىا يف سجوده‪.‬‬
‫فقال ذلا‪ :‬ما رأيك بفالنة؟‬
‫قالت‪ :‬باألمس كنا نتحدث عنها نريدىا لك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬اخطبوىا يل‪.‬‬
‫فتقدم والده خلطبتها ومتت ادلوافقة مث مت الزواج‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪24‬‬

‫كمال انسعادة‬
‫﴿‪        ‬‬
‫[هود‪.]128:‬‬ ‫‪﴾ ‬‬
‫سعيدا‪:‬‬
‫يا َم ْن تريد أن تعيش ً‬
‫أمامك سفر طويل‪ ،‬موت مث قرب مث بعث مث حشر مث‬ ‫َ‬
‫حساب مث جزاء إما جنة وإما نار‪.‬‬
‫سعيدا يف الدنيا فقط؟‬
‫فهل تريد أن تعيش ً‬
‫سعيدا يف الدنيا وعند ادلوت ويف القرب‬
‫أم تريد أن تكون ً‬
‫ويف البعث ويف احلشر ويف احلساب مث تَُز ْحَزح عن النار‬
‫ويكون مآلك إىل اجلنة؟‬
‫إذا أردت ذلك فاعلم أن السعيد يف الدنيا ىو السعيد‬
‫يف اآلخرة؛ فادلستقيم على الدين ىو السعيد يف روحو‪ ،‬فإذا‬
‫حان وقت موتو فإنو بذلك يبدأ رحلة اكتمال السعادة‬
‫األخرى السعادة اجلسدية‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫سعيدا‪.‬‬
‫فعند ادلوت تبشره ادلالئكة باجلنة فيكون بذلك ً‬
‫ويف القرب يكون أكثر سعادة؛ ألنو عند ادلوت بُشِّر باجلنة‬
‫َساعا‪ ،‬ويف القرب يُبَش َُّر باجلنة رؤية‪ ،‬حيث يُفتح لو باب إىل‬‫ً‬
‫اجلنة فريى مكانو فيها‪.‬‬
‫ويف البعث يكون أكثر سعاد ًة؛ القًتاب موعد دخولو اجلنة‪.‬‬
‫ويف احلشر يكون أكثر سعاد ًة؛ ألن الناس يعانون من‬
‫أىوال ذلك اليوم‪ ،‬ومن شدة حر الشمس‪ ،‬وأما ىو فمع‬
‫الذين يظلهم اهلل يف ظلو يوم ال ظل إال ظلو‪.‬‬
‫ويف احلساب يكون أكثر سعادة؛ ألن الناس يُناقَ ُشون‬
‫يسريا‪.‬‬
‫اسبُون حسابًا ً‬ ‫احلساب‪ ،‬وأما ىو فمع الذين َُي َ‬
‫ُمثَّ بعد احلساب يدخل اجلنة دار السعادة اليت فيها ما ال‬
‫ت وال خطر على قلب بشر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عني رأت وال أذن ََس َع ْ‬
‫اعا‪.‬‬
‫أىلها على صورة أبيهم آدم‪ ،‬طوذلم ستون ذر ً‬
‫رجل واحد‪ ،‬ال تباغض بينهم‪.‬‬ ‫قلب ٍ‬ ‫قلوهبم على ِ‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪26‬‬

‫ال يبولون وال يتغوطون وال يتفلون وال ميتخطون‪.‬‬


‫أدناىم َمْن ِزلة من ميلك مثل الدنيا وعشرة أمثاذلا‪.‬‬
‫جيتمعون كل مجعة‪:‬‬
‫فتهب ريح الشمال فتحثوا يف وجوىهم وثياهبم‪.‬‬
‫فيزدادون حسنًا ومجاالً‪.‬‬
‫فيقول ذلم نساؤىم‪ :‬واهلل لقد ازددمت حسنًا ومجاالً‪.‬‬
‫فيقولون‪ :‬وأنتم واهلل لقد ازددمت بعدنا حسنًا ومجاالً‪.‬‬
‫نادون فيها‪:‬‬
‫يُ َ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫إن لكم أ ْن ََْتيَوا فال َمتُْوتُوا ً‬‫َّ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫ص ُّحوا فال تسقموا ً‬ ‫وإن لكم أ ْن تَ ِ‬
‫َّ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫وإن لكم أ ْن تشبوا فال َهترموا ً‬ ‫َّ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫وإن لكم أ ْن تنعموا فال تبأسوا ً‬ ‫َّ‬
‫يقول ذلم الرب تبارك وتعاىل‪ :‬تريدون شيئًا أزيدكم؟‬
‫فيقولون‪ :‬أمل تبيض وجوىنا؟‬
‫‪27‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫أمل تدخلنا اجلنة وتنجنا من النار؟‬


‫فيكشف احلجاب‪.‬‬
‫فما أٌعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إىل رهبم‪.‬‬

‫فأين ادلستقيم الذي َيمد اهلل تعاىل على نعمة االستقامة‪،‬‬


‫ويسألو الثبات على دينو وادلزيد من فضلو‪ ،‬ويعمل للجنة‪ ،‬وال‬
‫ََيزن وال يتحسر على ما فاتو من متع الدنيا الفانية؟‬
‫وأين ادلفرط الذي يعترب حبالو من النكد‪ ،‬ويتخوف من‬
‫نكدا‪ ،‬ويستغل الفرصة قبل حلول أجلو‬ ‫مآلو الذي ىو أشد ً‬
‫فيسلك طريق السعداء؟‬

‫(قصة)‪:‬‬
‫شاب مفرط يف دينو‪.‬‬
‫كان يتهاون يف أداء الصالة‪ ،‬مث تركها بالكلية‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪28‬‬

‫مث أُصيب ِمبرض "اجللطة"‪.‬‬


‫دعاين أحد اإلخوان لزيارتو وتذكريه‪.‬‬
‫فلما رأيتو أشفقت عليو‪.‬‬‫َّ‬
‫قلت لو‪ :‬الدنيا فيها اخلري وفيها الشر‪ ،‬والسعيد ىو الذي‬
‫يستقيم على دينو ويشكر اهلل تعاىل على اخلري ويصرب على الشر‪.‬‬
‫ومن كان ىكذا انتقل يوم القيامة إىل اجلنة اليت ليس فيها‬ ‫َ‬
‫وذمِّي من النار اليت ليس فيها إال الشر‪.‬‬‫إال اخلري‪ُ ،‬‬
‫مث قلت لو‪ :‬أتريد أن تدخل اجلنة‪ ،‬وتنجو من النار؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إذن تصلي؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ ،‬لن أصلي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف تريد أن تدخل اجلنة وتنجو من النار وأنت‬
‫ال تصلي؟‬
‫ت من ادلرض سأصلي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قال‪ :‬إذا ُشفْي ُ‬
‫‪29‬‬ ‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬

‫شف؟‬
‫قلت‪ :‬وإن َملْ تُ َ‬
‫قال‪ :‬لن أصلي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أتريد أن تتعب يف الدنيا واآلخرة؟‬
‫يضا يف الدنيا‪ ،‬وأدخل النار يف اآلخرة‪.‬‬‫قال‪ :‬دعين أكون مر ً‬
‫ت يوم القيامة‬ ‫ِ‬
‫قلت‪ :‬ىذا كالم تقولو اآلن‪ ،‬ولكن إذا بُعثْ َ‬
‫ووقفت بني يدي ملك ادللوك ستندم وتبكي على ىذا الكالم‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫َ ِ‬
‫فسكت ومل ُجي ْ‬
‫خرجت وما ىي إال أيام قالئل حىت بلغين خرب موتو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مث‬

‫أسأل اهلل تعاىل أن يصلح قلوبنا وأعمالنا‪ ،‬وأن َيسن‬


‫خامتتنا‪ ،‬واهلل ادلوفق‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آلو‬
‫وصحبو وسلم‪.‬‬
‫السعادة ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟‬ ‫‪32‬‬

‫‪‬‬
‫مقدمة ‪3 ............................. ................................‬‬
‫ما هي السعادة؟ ‪4 ................... ................................‬‬
‫كيف الحصول على السعادة؟ ‪5 ......................................‬‬
‫أول طريق السعادة ‪6 ................. ................................‬‬
‫نصيب كل مسلم من السعادة ‪7 .......................................‬‬
‫من هم السعداء؟ ‪8 ................... ................................‬‬
‫ِمن عالمة السعداء ‪11 ............... ................................‬‬
‫ِمن صفات السعداء ‪12 .............. ................................‬‬
‫المبتلى بمصيبة كيف يكون سعيداً؟ ‪13 ...............................‬‬
‫الخطوة األولى ‪14 ................... ................................‬‬
‫الخطوة الثانية ‪18 ................... ................................‬‬
‫الخطوة الثالثة ‪21 ................... ................................‬‬
‫كمال السعادة ‪24 ................... ................................‬‬

You might also like