Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫نص الحديث‬

‫‪ّ .I‬‬
‫اب ر ِضي اهلل عْنه قَ َ ِ‬ ‫َع ْن َِأمرْيِ املْؤ ِمنِنْي َ َأيِب َح ْف ٍ‬
‫ت َر ُس ْو ُل‬‫ال‪“ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ص عُ َمَر ب ِن اخلطَّ ِ َ َ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس‪.‬لَّم َي ُق‪.ْ .‬و ُل‪ِ”:‬إمَّنَ‪.‬ا ْ‬
‫‪.‬ل ْ‪.‬ام ِرٍئ َم‪..‬ا َن َ‪.‬وى‪ ،‬فَ َم ْن‬‫‪.‬ال بِالنِّيَ‪..‬ات‪ ،‬و ِإمَّنَ‪.‬ا ل ُ‪.‬ك ِّ‬
‫اَألع َم ُ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َ‬
‫ت ِهجرتُ‪..‬ه لِ ُ‪.‬د ْنيا ي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِإ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َكانَ ِ ِإ ِ‬
‫ص‪ْ.‬يُب َها‬ ‫ت ه ْجَرتُهُ ىَل اهلل َوَر ُس‪ْ .‬وله‪ ،‬فَ ِه ْجَرتُ‪.‬هُ ىَل اهلل َوَر ُس‪ْ .‬وله‪َ ،‬وَم ْن َك‪.‬انَ ْ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫اجَر ِإلَْي ِه”‪.‬‬ ‫ِإ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َْأو ْامَرَأة َيْنك ُح َها فَ ِه ْجَرتُهُ ىَل َما َه َ‬

‫رواه إم‪..‬ام احمل ّدثني أب‪..‬و عب‪..‬د اهلل حمم‪..‬د بن إمساعيل بن إب‪.‬راهيم ابن املغ‪..‬رية بن َب ْرِد ْزبَ‪.ْ .‬ه‬
‫ي ىف ص‪.‬حيحهما‬ ‫ي النَّْي َس‪.‬ابُ ْوِر ُّ‬
‫بن احلَ َّجاج بن مس‪.‬لم ال ُق َش‪.‬رْيِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬لم ُ‬ ‫البخاري‪ ,‬وأب‪.‬و احلُ َس‪.‬نْي مس ُ‬
‫صنَّنَ ِة‪.‬‬ ‫اللَّ َذيْ ِن مها َ‬
‫َأص ُّح الكتب املُ َ‬

‫رواه البخارى أول صحيحه‪ ,‬وىف اإلميان (باب م‪..‬ا ج‪..‬اء أن األعم‪..‬ال بالني‪..‬ة احلس‪..‬نة‬
‫ولك ‪..‬ل ام ‪..‬رئ م ‪..‬ا ن ‪..‬وى) ومواض ‪..‬ع أخ ‪..‬ري من ص ‪..‬حيحه ‪ 0‬ومس ‪..‬لم ىف اإلم ‪..‬ارة (ب ‪..‬اب قول ‪..‬ه‬
‫ص‪.‬م‪ :‬إمَّن ا األعمال بالنية) رقم ‪0 / 1907‬‬

‫أهميته‬ ‫‪.II‬‬

‫إن ه‪..‬ذا احلديث من األح‪..‬اديث اهلام‪..‬ة‪ ,‬ال‪..‬يت عليه‪..‬ا م‪..‬دار ااإلس‪..‬الم فه‪..‬و أص‪..‬ل ىف‬
‫الدين وعليه تدور غالب أحكامه و يتضح هذا من كالم العلم‪..‬اء‪ ,‬ق‪..‬ال أب‪..‬و داود‪ :‬إن ه‪..‬ذا‬
‫احلديث (إمّن ا األعم‪..‬ال بالني‪..‬ات) نص‪..‬ف اإلس‪..‬الم ألن ال‪..‬دين ظ‪..‬اهر وه‪..‬و العم‪..‬ل‪ ,‬أو ب‪..‬اطن‬
‫وهو النية‪ .‬وق‪..‬ال اإلم‪..‬ام أمحد والش‪..‬افعي‪ :‬ي‪..‬دخل يف ح‪.‬ديث‪( :‬إمّن ا األعم‪..‬ال بالني‪..‬ات) ثلث‬
‫العلم‪ ,‬وس‪..‬بب ذل‪..‬ك أن كس‪..‬ب العب‪..‬د يك‪..‬ون بقلب‪..‬ه ولس‪..‬انه وجوارح‪..‬ه‪ .‬فالني‪..‬ة ب‪..‬القلب أح‪..‬د‬
‫األقس ‪.. .‬ام الثالث ‪.. .‬ة‪ .‬ول ‪.. .‬ذا اس ‪.. .‬تحب العلم ‪.. .‬اء أن تس ‪.. .‬تفتح ب ‪.. .‬ه الكتب واملص ‪.. .‬نفات‪ ,‬فجعل‪.. .‬ه‬
‫البخ ‪.. .‬اري يف أول ص ‪.. .‬حيحه‪ .‬وابت ‪.. .‬دأ ب ‪.. .‬ه الن ‪.. .‬ووي ىف كتب ‪.. .‬ه الثالث ‪.. .‬ة (ري ‪.. .‬اض الص ‪.. .‬احلني) و‬

‫‪1‬‬
‫(األذكار) و (أربعني حديثا النووية)‪ .‬وفائدة ه‪.‬ذا الب‪.‬دء تنبي‪.‬ه ط‪.‬الب العلم أن يص‪.‬حح نيت‪.‬ه‬
‫لوجه اهلل تعاىل يف طلب العلم وعمل اخلري‪.‬‬

‫ج‪ .‬شرح ألفاظ الحديث‬

‫احلفص‪ :‬األسد‪ ,‬وأبو حفص‪ :‬كنية لعمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬إمّن ا‪ :‬أداة حصر تثبت بعدها و تنفي ما عداه‪.‬‬

‫بالني‪..‬ات ‪ :‬لغ‪..‬ة القص‪..‬د واإلرادة‪ ،‬واص‪..‬طالحا متي‪..‬يز العب‪..‬ادات بعض‪..‬ها عن بعض‪ .‬وق‪..‬د ت‪..‬أيت‬ ‫‪‬‬

‫مبعىن متييز املقصود بالعمل‪.‬‬

‫‪ ‬امرئ‪ :‬إنسان‪ ,‬رجال كان أو امرأة‪.‬‬

‫‪ ‬هجرت‪..‬ه ‪ :‬لغ‪..‬ة االنتق‪..‬ال من مك‪..‬ان إىل مك‪..‬ان‪ ،‬وتع‪..‬ين أيض‪..‬ا ال‪..‬رتك‪ .‬واص‪..‬طالحا‪ :‬مفارق‪..‬ة دار‬

‫الكفر إىل دار اإلسالم خوف الفتنة‪ ,‬واملراد هبا يف احلديث‪ :‬االنتقال من مك‪..‬ة وغريه‪..‬ا إىل‬

‫املدينة قبل فتح مكة‪.‬‬

‫‪ ‬إىل اهلل‪ :‬إىل حمل رضاه نية و قصدا‪.‬‬

‫فهجرته إىل اهلل ورسوله‪ :‬قبوال و جزاءً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لدنيا يصيبها‪ :‬لغرضها دنيوي يريد حتصيله‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د‪ .‬سبب ورود الحديث‬

‫‪4‬‬
‫روى الط‪.‬رباين ىف معجم‪..‬ه الكب‪.‬ري بإس‪.‬ناده رجال‪.‬ه ثق‪..‬ات‪ ,‬عن ابن مس‪.‬عود رض‪..‬ي اهلل‬

‫عن‪..‬ه ق‪..‬ال‪ :‬ك‪..‬ان فين‪..‬ا رج‪..‬ل خطب ام ‪.‬رأة يق‪..‬ال هلا‪ :‬أم قيس‪ ,‬ف‪..‬أبت أن تزوج‪..‬ه ح‪..‬ىت ه‪..‬اجر‪,‬‬

‫فهاجر‪ ,‬فتزوجها‪ ,‬فكنا نسميه‪ :‬مهاجر أم قيس‪.‬‬

‫ه‪ .‬فقه الحديث‬

‫اش‪. .‬رتاط الني ‪..‬ة‪ :‬اتف ‪..‬ق العلم ‪..‬اء على أن األعم ‪..‬ال الص ‪..‬ادرة من املكلمني املؤم ‪..‬نني‪ .‬ال تص ‪..‬ري‬ ‫‪.1‬‬

‫معتربة شرعا‪ :‬وال يرتتب الثواب على فعلِها إال بالنية‪.‬‬

‫والنية يف العبادة املقصودة‪ ,‬كالصالة واحلج والصوم‪ .‬ركن من أركتنها فال تصح إال‬

‫هبا‪ ,‬وأم ‪..‬ا م ‪..‬ا ك ‪..‬ان وس ‪..‬يلة كالوض ‪..‬وء والغس ‪..‬ل‪ ,‬فق ‪..‬ال احلنيف ‪..‬ة‪ :‬هي ش ‪..‬رط كم ‪..‬ال فيه ‪..‬ا‬

‫لتحصيل الثواب‪ .‬وقال الش‪.‬افعية وغ‪.‬ريهم‪ :‬هي ش‪.‬رط ص‪.‬حة أيض‪.‬ا‪ ,‬فال تص‪.‬ح الوس‪.‬ائل‬

‫إال هبا‪.‬‬

‫وقته ‪..‬ا وحمله ‪..‬ا‪ :‬وقت الني ‪..‬ة أول العب ‪..‬ادة كتكب ‪..‬رية اإلح‪. .‬رام بالص ‪..‬الة‪ ,‬واالح‪. .‬رام ب ‪..‬احلج‪ّ ,‬أم ‪..‬ا‬ ‫‪.2‬‬

‫الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر‪.‬‬

‫و حمل الني‪..‬ة القلب‪ :‬فال يش‪..‬رتط التلف‪..‬ظ هبا‪ .‬فال يكفي أن ين‪..‬وي الص‪..‬الة ب‪..‬ل الب‪ّ .‬د‬

‫من تعيينها بصالة الظهر أو العصر‪..‬اخل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يفيد احلديث أن من نوى عمال صاحلا‪ .‬فمنعه من القيام به عذر ق‪..‬اهر من م‪..‬رض أو وف‪..‬اة‬ ‫‪.3‬‬

‫أو حنو ذلك‪ .‬فإنه يثاب عليه‪.‬‬

‫يرش‪..‬دنا احلديث إىل اإلخالص ىف العم‪..‬ل والعب‪..‬ادة ح‪..‬يت حنص‪..‬ل األج‪..‬ر والث ‪.‬واب يف االخ‪..‬رة‬ ‫‪.4‬‬

‫والتوفيق والفالح يف الدنيا‪.‬‬

‫كل عمل نافع و خري يصبح بالنية واإلخالص وابتغاء رضاء اهلل تعاىل عبادة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪4‬‬

You might also like