لا ترحل من كون

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫الباب األول‬

‫المقدمة‬

‫خلفية البحث‬ ‫ا‪.‬‬

‫ف إن ت راث علمائن ا الك رام غ ين مبختل ف العل وم والنظري ات‪ ،‬وإن كن وزهم‬

‫ال يت تركوه ا لن الو فتحت واس تخدمت اس تخداما جي دا ألغنتن ا عن ك ل م ا ه و‬

‫دخيل يف ثقافتنا حضارتنا‪ ،‬فلقد أفنوا أعمارهم املباركة يف خدمة العلم فاجتهدوا‬

‫وابتكروا الكثري‪ ،‬وتفننوا يف شيت جمالت احلياة‪.‬‬

‫ولص لتهم القوي ة باهلل تع ايل وفك رهم الص ايف وقل وهبم الن رية‪ ،‬وبص ريهتم‬

‫الناف ذة ه داهم اهلل تع ايل ايل كث ري مما يع ود ب النفع العظيم والفائ دة العام ة علي‬

‫البشرية مجعاء‪ .‬فقدنشروا الوية العلم يف شيت ارجاء العامل وكان هلم قصب السبق‬

‫يف ط رق الرتبي ة والتعليم‪ ،‬ويف االقتض اد واالجتم اع‪ ،‬ويف املنهج العلمي ىف التفك ري‬

‫يف الطريان وغريها‪.‬‬

‫وهذه املقالة سنبحث عن احلكم ‪" 42‬ال ترحل من كون إىل كون"‬

‫تحديد المسألة‬ ‫ب‪.‬‬

‫من خلفية حبثنا حندد مسألتنا علي األمور اآلتية‪:‬‬

‫مااملبحث األساسي من بعض منت "ال ترحل من كون إىل كون"؟‬ ‫‪.1‬‬

‫مااملبحث األديب من بعض منت " ال ترحل من كون إىل كون "؟‬ ‫‪.2‬‬

‫أهداف البحث‬ ‫ج‪.‬‬

‫من حتديد مسألتنا متحورت أهدافنا علي احملورين‪:‬‬

‫معرفة املبحث األساسي من بعض منت " ال ترحل من كون إىل كون "‬ ‫‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫معرفة املبحث األديب من بعض منت " ال ترحل من كون إىل كون "‬ ‫‪.2‬‬

‫الباب الثاني‬

‫البحث‬

‫ال ترحل من كون إلى كون‬

‫المفردات‪:‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫كل ما عدا اللّه‬


‫‪ّ :‬‬ ‫الكون‬

‫‪ :‬اللّه‪ ،‬غاية الغايات‪ ،‬ومنتهى اآلمال‬ ‫املكون‬


‫ِّ‬

‫‪ :‬الطاحون‪ ،‬ميشي دائبا يف حركة دائرية ضمن مساحة مغلقة‪،‬‬ ‫محار الرحى‬

‫يسري‪ ،‬و املكان الذي ارحتل منه سرعان مايعود إليه‪ ،‬يكرر ذلك املرة تلو املرة‪ ،‬دون‬

‫انقطاع‬

‫فمن كانت هجرته إىل اللّه و رسوله ‪ :‬نية وقصدا‬

‫فهجرت ه إىل اللّ ه ورس وله ‪ :‬وص والً‪ ،‬االرحتال من األك وان إىل املك ِّون وه و املطل وب‬

‫من العبد‬

‫فهجرته إىل ما هاجر إليه ‪ :‬البقاء مع األكوان وهو املنهي عنه‬

‫نص الحكم‬
‫ّ‬

‫الر َحى يَ ِس ْيُر والَّ ِذ ْي ارحَتَ َل ِإلَْي ِه ُه َو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِإ‬ ‫ِ‬
‫الَ َت ْر َح ْل م ْن َك ْون ىَل َك ْون‪َ ،‬فتَ ُك ْو َن َكح َم ار ّ‬
‫ك املْنَت َهى) [النجم ‪:‬‬ ‫(و َأىَّن ِإىَل َربِّ َ‬
‫َ‬ ‫الَّ ِذ ْي ارحَتَ َل ِمْن هُ‪َ ،‬ولَ ِك ْن ْار َح ْل ِم ْن اَأل ْك َو ِان ِإىَل امل َك ِّو ِن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ت ِه ْجَرتُهُ ِإىَل اللّ ِه َو َر ُس ْولِِه‪ ،‬فَ ِه ْجَرتُهُ ِإىَل اللّ ِه‬ ‫ِ‬
‫‪ ]42‬وانظر إىل َق ْو ِل َر ُس ْو ُل اللّه ‪{ :‬فَ َم ْن َكانَ ْ‬

‫‪2‬‬
‫ِإ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ورس ولِِه‪ ،‬ومن َك انَ ِ‬
‫ت ه ْجَرتُ هُ ىَل ُد ْنيَ ا يُص ْيُب َها َْأو ْام َرَأة َيَتَز َّو ُج َه ا فَ ِه ْجَرتُ هُ ىَل َم ا َه َ‬
‫اجَر‬ ‫ْ‬ ‫ََ ُ ْ ََ ْ‬
‫ِ‬
‫ِإلَْيه} فافهم قولَه عليه الصالة والسالم وتأمل هذا األمر إن ُكْن َ‬
‫ت َذا فهم‪.‬‬

‫المبحث األدبي‬

‫تشبيه جممل ‪ :‬كحمار الرحى‬

‫اإلنشاء الطليب يف النهي ‪ :‬الترحل من كون إىل كون‬

‫الش رط و ج واب الش رط ‪ :‬فمن ك انت هجرت ه إىل اللّ ه ورس وله‪ ،‬فهجرت ه إىل‬

‫يتزوجه ا فهجرت ه إىل م ا‬


‫اللّه ورس وله‪ ،‬ومن ك انت هجرت ه إىل دني ا يص يبها أو ام رأة ّ‬
‫‪1‬‬
‫هاجر إليه‬

‫املكون‬
‫اجلناس غري التام ‪ :‬ارحل من األكوان إىل ّ‬

‫رد األعج از على الص دور ‪ :‬فمن ك انت هجرت ه إىل اللّ ه ورس وله‪ ،‬فهجرت ه إىل اللّ ه‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫ورسوله‬

‫المبحث األساسي‬

‫ش بّه احلكم إلبن العطائي ة بش أن ال دواب من البش ر ألج ل العيش و الطع ام و‬

‫الشرب‪ ،‬مثّ عود إىل املتعة و العيش وهكذا الدور إىل أن يأيت ميقات انتقاله من ساحة‬

‫احلي اة كحم ار ال رحى أو احلم ار ال ذي ميش ي دائب ا يف حرك ة ال دائرة املغلق ة فس وف‬

‫املكان الذي ارحتل منه سرعان ما يعود إليه يكرر دائما دون انقطاع‪.‬‬

‫‪ 1‬البالغة في علم المعانى‪,‬لكلية املعلمات اإلسالمية ص ‪15 :‬‬


‫‪ 2‬البالغة في علم البيان‪ ،‬لكلية املعلمات اإلسالمية ص ‪20 :‬‬

‫‪3‬‬
‫ال ‪ِ :‬إ ّن اهلل أودع يف ه ذه احلي اة ال دنيا مقوم ات العيش اإلنس اين‬
‫وال يص ح أن يُ َق َ‬

‫وأسباب الرغد فيها‪ ،‬ليجد الناس أسباب سعادهتم ولَ َذاِئذ عيشهم دون أي غاية أخرى‬

‫وراءها‪ .‬فاملنطوق أن يقرر مقومات العيش اليت جهز اللّ ه هبا مكان اإلنسان يف حياته‬

‫ال دنيا‪ ،‬إمّن ا هي أس باب لت دبري عيش ه وتنظيم حيات ه وليس ت هي الس بب أو احلكم ة‬
‫‪3‬‬
‫ألصل حياته ووجوده‪.‬‬

‫ك لِْل َمالَِئ َك ِة‬ ‫[وِإ ْذ قَ َ‬


‫ال َربُّ َ‬ ‫فاحلكمة من إجياد اللّ ه اإلنسان‪ ،‬هي هذه‪ ،‬كقوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ض َخلِْي َف ةً] مبع ىن اللّ ه قض ت مش يئته أن يُقيم اإلنس ان خليف ة يف‬ ‫ِ‬
‫ِإيِّنْ َجاع ٌل يِف ْ‬
‫اَألر ِ‬

‫األرض يعمرها على النهج الذي يرتضيه وطبق الشرعية اليت أوحى هبا إليه‪ ،‬مثّ ليجزيه‬

‫بع د ذل ك اجلزاء األوىف إن ه و أحس ن اخلالف ة ووىّف العه د ونف ذ األم ر‪ ،‬وإمنا اجلزاء‬

‫األوىف أن يكرمه اللّ ه باخللود الدائم بعد أن يقوم الناس لرب العاملني‪ ،‬يف مقعد صدق‬

‫مكرما بكل أصناف السعادة و التكرمي‪.‬‬


‫عند مليك مقتدر ّ‬

‫أما األقوات و األرزاق ومتع احلياة الدنيا ‪ ،‬فإمنا هي خ ّدام لإلنسان وحاجته على‬

‫الطريق‪ ،‬إذ يباشر واجباته وينهض بأداء حقوق هذه اخلالفة اليت كلفه وشرفه اللّه عز‬

‫وجل هبا‪.‬‬

‫إذن توج ه اإلنس ان باحلي اة إىل رض ا اللّ ه‪ ،‬ب أداء رس الته وتنفي ذ ش رعته ه و اهلدف‬

‫الكلي األقدس‪ ،‬أما تعامله مع مقومات العيش وأسباب الرزق و املتع اليت جهز اللّه ‪،‬‬

‫فخدم وحشم أقامهم اللّه يف الطريق إىل حتقيق رسالته وتنفيذ أوامره‪.‬‬

‫‪ 3‬عبد اجمليد الثرنويب‪ ،‬شرح الحكم العطائية‪( ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق بريوت‪ )1989،‬ص ‪52 :‬‬

‫‪4‬‬
‫الباب الثالث‬

‫االختتام‬

‫ال ‪ِ :‬إ ّن اهلل أودع يف ه ذه احلي اة ال دنيا مقوم ات العيش اإلنس اين‬
‫وال يص ح أن يُ َق َ‬

‫وأس باب الرغ د فيه ا‪ ،‬ليج د الن اس أس باب س عادهتم ولَ َذاِئذ عيش هم دون أي غاي ة أخ رى‬

‫وراءه ا‪ .‬ف املنطوق أن يق رر مقوم ات العيش ال يت جه ز اللّ ه هبا مك ان اإلنس ان يف حيات ه‬

‫ال دنيا‪ ،‬إمّن ا هي أس باب لت دبري عيش ه وتنظيم حيات ه وليس ت هي الس بب أو احلكم ة ألص ل‬

‫حياته ووجوده‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المرجع‬

‫عبد اجمليد الثرنويب‪ ،‬شرح احلكم العطائية‪( ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق بريوت‪)1989،‬‬
‫البالغة يف علم املعاىن‪,‬لكلية املعلمات اإلسالمية‬
‫البالغة يف علم البيان‪ ،‬لكلية املعلمات اإلسالمية‬

‫‪6‬‬

You might also like