Professional Documents
Culture Documents
الاجل في مساطر صعوبات المقاولة 1
الاجل في مساطر صعوبات المقاولة 1
إذا كان المبدأ أن المقاوالت التجارية تستمر في مزاولة نشاطها بشكل عادي ،وبشكل يوفر للفاعلين
االقتصاديين األهداف المنشودة من وراء إنشائها ،فإن هذه المقاوالت ال تلبث أن تعرف بحكم طبيعة
الحياة التجارية التي تتأثر بكثير من العوامل تضرب في الصميم األهداف المرجوة.
فالمشاكل القانونية او االقتصادية او المالية او االجتماعية تعصف في بعض األحيان بمستقبل المقاولة
وتفضي بها إلى الموت ،األمر الذي ينعكس سلبا على جميع المتعاملين معهـا وعلى االقتصاد الوطني
برمته ،على اعتبار أن هذه المقاولة من قواعد هذا االقتصاد.
وفي ضوء التحديات االقتصادية التي يعيشهـا المغرب ،وسعيا وراء الحفاظ على استمرارية استغالل
المقاوالت ،وعلى مناصب الشغل الموجودة بها ،بالموازاة مع عملية إبراء ذمتها من الديون المترتبة
عليها ،أمور فرضت على المشرع المغربي هجر نظام اإلفالس ،وتبني نظاما لإلجراءات الجماعية
يرتكز في جوهره على مساطر وقائية وعالجية تهدف الى ضمان استمرارية المقاولة المتعثرة متى
توافرت شروط انقاذها داخل اجال حددها المشرع بقصد تسريع هذه المساطر.
وبما أن االجل يلعب دورا اساسيا في السير الصحيح لكل مسطرة على حدة ،فان المشرع عمد الى
تضمين نضام صعوبات المقاولة مجموعة من اآلجال المختلفة والمتعددة باختالف وتعدد المساطر
واألجهزة وتنوعها.
هذه اآلجال التي تهدف إلى تنظيم إجراءات نضام صعوبات المقاولة ربطها المشرع في حاالت معينة
بالمساطر المكونة لهدا النظام وربطها في حاالت معينة باألجهزة بنوعيها القضائية وغير القضائية.
و بعد ان كان المشرع يجعل من عدم اداء الديون في اجل استحقاقها سببا موجبا إلفالس التاجر و
معاقبته في ضل نضام االفالس الملغى ،فانه في اطار الكتاب الخامس من مدونة التجارة المتعلق
بمساطر صعوبات المقاولة ،حاول المشرع جعل االجال في خدمة هدا النظام من خالل التسريع
باإلجراءات حتى ال تتدهور وضعية المقاولة ،اال انه بعد مرور 12سنة على تطبيق الكتاب الخامس
ابان الواقع العملي عن فشله ،الشيء الدي دفع بالمشرع الى نسخه و تعديله بالقانون ، 37.23و الدي
جاء بمستجدات مهمة تتعلق باآلجال ،و دلك بهدف تجاوز النقائص التي كانت تعتري التنظيم السابق .
وتتمثل اهمية موضوع اآلجال في مساطر صعوبات المقاولة في الدور المحوري واالساسي الدي يلعبه
االجل في تحقيق المصالح المشتركة ،فالمقاولة التي تعاني من الصعوبات وفي سبيل استرجاع عافيتها
واستعادة انفاسها وحتى تجد توازنها وتعود الى سالف نشاطها ،فإنها تسعى دائما للحصول على اجال
لألداء ،تناسب قدراتها الذاتية وتالئم ايقاع سير نشاطها .اما بالنسبة للدائنين فان الهدف االهم بالنسبة لهم
يكمن في الحصول على ديونهم في أقرب اآلجال الممكنة.
وإذا كان األجل باعتباره قاعدة شكلية بامتياز ،يحدد االبعاد الزمنية لكل إجراء قانوني وكل مسطرة على
حدة .فهل تخدم اآلجال المقررة في نضام صعوبات المقاولة االهداف التي سطرها المشرع لهدا النظام؟
إن معالجة هدا االشكال تقتضي منا االحاطة بكل االجال التي اوردها المشرع في الكتاب الخامس ،وبما
ان هده اآلجال هي كثيرة ومتعددة فإننا سنكتفي بدراسة اهمها.
1
ولذلك نقترح التصميم التالي:
المبحث األول :خصوصيات اآلجال في مساطر الوقاية من صعوبات المقاولة
المبحث الثاني :خصوصيات اآلجال في مساطر معالجة صعوبات المقاولة
2
المبحث األول :خصوصيات اآلجال في مساطر الوقاية من صعوبات
المقاولة
ال شك أنه بمجرد وقوع المقاولة في صعوبة ،ولو كانت هده األخيرة في بدايتها األولى،
يفرض على جميع أجهزة المقاولة التدخل بسرعة وبفعالية من أجل احتواء الوضع غير
العادي ،الذي أصبحت تعيشه المقاولة ،على اعتبار أن كل تأخر من شأنه أن يرتب نتائج
سلبية وأن يصعب من مأمورية األجهزة المتدخلة إلصالح الوضعية.
لذلك تدخل المشرع من خالل فرض مجموعة من اآلجال سواء في مرحلة الوقاية الداخلية
أو الخارجية (المطلب األول) أو في مسطرة اإلنقاذ (المطلب الثاني).
-1ابراهيم أقبلي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس ،جامعة
موالي اسماعيل ،السنة الجامعية 2122.2122ص.11 :
3
الفقرة األولى :اعتماد نظام تصاعدي لآلجال خدمة للوقاية من الصعوبات
داخليا
يتضح من خالل المادتين 547-548اللتين نظمتا مسطرة الوقاية الداخلية أن التنظيم
القانوني لمساطر الوقاية اعتمد تقنية االجل واعتبرها عامال أساسيا علق على االلتزام بها
نجاح فعاليات المسطرة ،ويتضح ذلك من خالل التنظيم التصاعدي لآلجال المكرسة في
المادتين السالفتين الذكر حيث خصص أجل ثمانية أيام لتبليغ الوقائع التي من شأنها اإلخالل
باستمرارية االستغالل (أوال)
ثم أجل خمسة عشر يوما لدعوة الجمعية العامة لالنعقاد (ثانيا)
في الوقت الذي نص على ضرورة إخبار رئيس المحكمة في األحوال التي ال تجدي فيها
هذه اإلجراءات نفعا ،في ظل غياب أي تنظيم لعنصر االجل فيما يخص نطاق إخبار جهاز
رئيس المحكمة (ثالثا).
2
نظرا للطابع الوقائي الذي يسود المسطرة في هذه المرحلة باإلضافة الى حساسيتها
الشيء الدي يفرض االبقاء عليها سرية قدر االمكان فإن المشرع كلف مراقب الحسابات إن
وجد أو أي شريك بتبليغ الوقائع المكتشفة التي تخل باستمرارية المقاولة إلى رئيسها داخل
أجل حدده المشرع بموجب المادة 743من م ت في ثمانية أيام ابتداء من يوم اكتشافها.
ويعد هذا األجل حدا أقصى ال يمكن لألطراف تجاوزه حسب ما يفهم من صيغة
المادة السالفة الذكر ،وهو ما يعني بالضرورة أنه يبقى لمراقب الحسابات أو الشريك
االختيار حسب تقديره وحسب خطورة الوقائع المكتشفة في تبليغ هذه الوقائع داخل أجل أقل
مما ذكره أعاله.
حيث يتحدد الزمن المؤطر لنطاق التبليغ في هذه األحوال استناد إلى ظروف الواقع،
ذلك أن التعجيل بتبليغ الوقائع إلى رئيس المقاولة إثر اكتشافها من عدمه يتوقف على جسامة
العراقيل المكتشفة وخطورتها ،في حين يمكن للجهاز المكتشف للوقائع أحقية التأجيل حتى
اليوم الموالي أو اليوم الذي يليه ،وفي جميع األحوال له صالحية االستفادة من أجل الثمانية
أيام كامال.
: 2كمال الدزاز ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس ،جامعة موالي
2
اسماعيل ،السنة الجامعية 2122.2122ص22 :
4
ويعد أجل الثمانية أيام مناسبا لكونه ليس طويال يشجع على التراخي في التعاطي مع
العراقيل التي بدأت تعيشها المقاولة الشيء الذي من شأنه أن يؤدي إلى تعميق مشاكل
المقاولة 3وإنما يعد متناغما مع المدد التي أقرها الكتاب الخامس المتعلق بالمساطر الجماعية
عموما ،حيث يكون عنصر الزمن في مثل هذه الحاالت حاسما.4
ويبدو جليا من خالل ما سبق أن اكتشاف وتبليغ الوقائع التي تعرقل السير الطبيعي
للمقاولة يعتمد على يقظة الشريك ومراقب الحسابات ومدى تتبعه لشؤون المقاولة ودقة
مالحظته بها.
ومهما يكن فإن عامل الزمن يؤدي دورا مهما وحاسما في تحريك مسطرة الوقاية
الداخلية لذا يجب على مراقب الحسابات أو الشريك في الشركة التحلي باليقظة والحذر في
تحريكها ،فالتدخل في الوقت المناسب يساهم بنسبة %50من نجاح المهمة ذاتها.
وبالمقابل فكل تسرع أو تهور سيكون له أشد النتائج وأوخمها على مسار المقاولة
وهو ما يجلي قيمة وأهمية عنصر الزمن على هذا المستوى إذ أن كل تأخير أو تراخ
سيسبب خلال في عملية الوقاية وسيجعل التدخل دون أثر لفوات أوانه مما يقتضي ضبط
اختيار التوقيت المناسب بحيث ال يكون الخطأ في تقديره إما باإلبطاء غير الالزم أو
باإلسراع الالهث.
وحال توصل رئيس المقاولة بتبليغ المراقب أو الشريك فإنه يتعين عليه أن يبادر
شخصيا أو بمساعدة مجلس المراقبة أو مجلس اإلدارة إن وجد إلى تصحيح وتدارك
االختالالت داخل حيز زمني حدده المشرع في 15يوما ،ويعتبر هدا االجل طويال بما فيه
الكفاية ليمنح لرئيس المقاولة امكانية القيام بالخطوات الالزمة لتصحيح الوضعية.
إذا كان المشرع قد حدد األجلين السابقين بدقة متناهية ،ويتعلق األمر هنا بأجل التبليغ
الذي قدر له ثمانية أيام وأجل االستجابة والتوصل إلى نتائج مفيدة المحدد في خمسة عشر
يوما ،وهو تنظيم غاية في األهمية وذلك حتى يكون عنصر الزمن أداة ووسيلة في خدمة
المقاولة التي الحت بوادر الصعوبات في أفقها.
5
فإنه في ضل التنظيم السابق لمساطر الوقاية الداخلية قد أغفل تعيين الوقت المحدد
النعقاد الجمعية 5األمر الذي من شانه أن يعجل بحالة التوقف عن الدفع ،على اعتبار أنه
كلما طال أجل انتظار انعقاد هذه الجمعية زادت الصعوبات التي تعترض المقاولة وقللت من
فرص إنقاذها .
وقد تنبه المشرع لهدا االختالل في التعديل االخير للكتاب الخامس وحدد اجل الخمسة
عشر يوما لدعوة الجمعية العامة لالنعقاد حيت نصت المادة 547على ما يلي " وجب عليه
العمل على عقد الجمعية العامة داخل اجل الخمسة عشر يوما قصد التداول في شان دلك "
إن عنصر الزمن كلما تم تضييق نطاقه يكون له دور محدد ومحوري خالل هذه
المرحلة التي تهدف إلى رقابة داخلية تمتاز بالسرية ،ذلك أنه إن طال األمد زاد
وضع المقاولة تأزما ،وكلما شاع خبر هذه األزمة بين الدائنين ،أربكت تصرفات المسيرين
وكل المرتبطين بالمقاولة.
يأتي اخبار رئيس المحكمة كآخر درجة من المنحى التصاعدي الدي تتخذه مسطرة
الوقاية الداخلية ،والوصول الى هده المحطة التي تتميز بتخل شخص أجنبي عن المقاولة
والدي يتمثل في رئيس المحكمة يبرز بجالء فشل المراحل السابقة.
وقد اعطت المادة 745مهمة أخبار رئيس المحكمة التجارية الى كل من مراقب
الحسابات ورئيس المقاولة والشريك ،إال أن ما يؤاخذ على المشرع في هذا الصدد إهماله
لعنصر الزمن ،6بحيث أنه لم يحدد أجال معينا يضبط به اللحظة التي يجب فيها على هاته
الجهات رفع تقرير أخباري لرئيس المحكمة.
وفي ظل استمرارية هفوة إغفال تنظيم عنصر الزمن فإن الهدف من مسطرة الوقاية
الداخلية التي تقوم أساسا على هذا األخير في سبيل استهداف تصحيح وضعية المقاولة في
جو من السرية يبقى صعب التحقيق ومبهم الوقوع من حيث التاريخ.
ومرد ذلك راجع إلى أن الجمع العام الذي بناء على خالصاته يقوم مراقب الحسابات أو
الشريك او رئيس المقاولة برفع تقرير إخباري لرئيس المحكمة تقبل أكثر من افتراض.
6
ففي األحوال التي تتعمد فيها الجمعية العامة إهمال تداول وضعية المقاولة عن طريق
إغفال جدول أعمالها للنقط التي أثارها مراقب الحسابات أو الشريك ،فإن أجل رفع التقرير
إلى رئيس المحكمة يكون بعد انتهاء اجتماع الجمعية العامة مباشرة مما يجعل من نطاق
رفع التقرير إلى رئيس المحكمة قصيرا من حيث الزمن ،الشيء الذي قد يعجل بإنقاذ
المقاولة والحد من هذه الصعوبات في هذه المحطة.
أما الحالة التي تجعل فيها الجمعية العامة تصحيح وضعية المقاولة إحدى نقط جدول
أعمالها فإن أجل رفع هذا التقرير قد يطول لمدة غير محددة بالنظر لطبيعة الصعوبات التي
تم اكتشافها والحلول التي تم اقتراحها والتدابير التي تم أو سيتم اتخاذها من طرف المعنيين،
في هذه األحوال يجب االنتظار إلى غاية اللحظة التي يتم التيقن فيها أن الوضعية لم تصحح
أو أن االختالل باق رغم كل ما تم اتخاذه من إجراءات ،حينذاك يتم اخبار رئيس المحكمة
التجارية.7
تتميز مساطر الوقاية الخارجية بتدخل أجهزة خارج محيط المقاولة ،ويتعلق األمر
بكل من مسطرة الوقاية الخارجية ومسطرة المصالحة التي تبقى في حد ذاتها خارجية
بالنظر لألجهزة المتدخلة فيها والموكول إليها صالحية تفعيل هذه المسطرة.
وباإلضافة إلى اختالف هذين المسطرتين عن بعضهما البعض من حيث األجهزة
المتدخلة في كل منهما فإن االختالف من حيث التنظيم لعنصر االجل حاضر يتجلى
بوضوح من حيث المدد الزمنية المخصصة لكل منهما.8
وباستقراء المواد المنضمة لمسطرة الوقاية الخارجية والمصالحة نالحظ أن المشرع
المغربي قد رغب عن تحديد عنصر االجل في بعض الحاالت بحيث أخضع تحديده للسلطة
التقديرية لرئيس المحكمة {أوال}
وعمل على تحديده بشكل دقيق في حاالت أخرى {ثانيا}
7
أوال :اآلجال المتعلقة بالوقاية الخارجية
خول المشرع لرئيس المحكمة التجارية صالحيات واسعة النطاق فيما يخص تحديد
مجموعة من اآلجال المتعلقة بالمساطر الوقائية عموما بهدف إنقاذ المقاولة في وقت مبكر،
وتتجلى هذه الصالحيات في ضبط وتنظيم عنصر االجل من خالل تحديد أجل استدعاء
رئيس المقاولة ،وكذا من خالل تحديد أجل قيام الوكيل الخاص بمهامه.
فبالنسبة لتحديد استدعاء رئيس المقاولة من حيث الزمن ،فإن المشرع المغربي على
غرار المشرع الفرنسي لم يعمد إلى تحديد األجل الفاصل بين تاريخ االستدعاء الصادر من
هذا الجهاز والتاريخ المحدد إلجراء اجتماع بينه وبين رئيس المقاولة وهو ما يفرغ هذه
الخطوة من محتواها بالنظر لكثرة انشغاالت رئيس المحكمة من جهة ،وصعوبة الحصول
على المعلومات الكافية في وقت قصير من جهة ثانية في ظل الطابع االختياري لهذه
المسطرة بالنسبة لرئيس المحكمة ورئيس المقاولة.
فبالرجوع للمادة 745في فقرتها الثانية نجدها تنص على انه "يستدعي رئيس
المحكمة فورا الى مكتبه رئيس المقاولة "
ويالحظ ان المشرع استعمل عبارة " فورا " تعبيرا عن السرعة التي يجب ان تطبع
هده المسطرة من اجل ايجاد حل في أقرب وقت للصعوبات التي تعاني منها المقاولة في
هده المرحلة.
اال ان هدا التعبير لوحده غير كاف على اعتبار ان المشرع لم يحدد االجل ولم ينص
على الجزاء المترتب عن التأخر في استدعاء رئيس المقاولة ،لدلك يجب على رئيس
المحكمة ان يعمد على استدعاء رئيس المقاولة في اجل معقول خوفا من وصول المقاولة
الى مرحلة التوقف عن الدفع وبالتالي دخولها مرحلة اخرى من الصعوبات.
إن التدقيق في عنصر االجل على هذا المستوى بتحديد أجل قصير بين تاريخ رفع
التقرير إلى رئيس المحكمة وتقديم هذا األخير استدعاء لرئيس المقاولة ،وبين تاريخ هذا
االستدعاء وتاريخ الحضور يلعب دورا هاما في إضفاء عنصر الفعالية على المسطرة.
مما يبرز خصوصية إسهام االجل في خدمة القانون بتنظيمه من قبل هذا األخير على
اعتبار أن كلما كان منظما وقصيرا كانت فرص إنقاذ المقاولة كثيرة ،وكلما كان طويال
سيؤدي ال محالة إلى تعقد هذه الصعوبات مما قد يعجل بدخول المقاولة في وضعية التوقف
عن الدفع.
8
أما بالنسبة لتحديد النطاق الزمني الذي ينبغي أن تستغرقه مهام الوكيل الخاص
المحددة من قبل رئيس المحكمة ،فإن المشرع ترك أمر تحديده للسلطة التقديرية لهذا األخير
الذي يحدد باإلضافة إلى ذلك ،الشخص المناسب والمهام التي يوكلها إليه. .9
وقد اعتبر البعض ان عدم تحديد أجل قيام الوكيل الخاص بمهامه يعتبر إغفاال وقع فيه
المشرع المغربي وهفوة لزمه تجاوزها.
وخالفا لهذا الرأي يرى األستاذ عبد الرحيم شميعة أن المشرع أحسن صنعا في هذا
اإلطار وذلك نظرا لنجاعة الزمن القضائي على هذا المستوى الذي يتحدد من منطلق واقعي
يستند فيه القاضي إلى المهام التي اسندت للوكيل الخاص والوسائل واإلمكانيات المتاحة.
ومن بين المستجدات التي جاءت بها المادة 775امكانية تمديد اجل انجاز مهمة
الوكيل الخاص حيت نصت المادة المذكورة على انه " ادا تبين لرئيس المحكمة من تقرير
الوكيل الخاص ان نجاح المهمة رهين اما بتمديد اجل انجازها او بتبديل الوكيل مدد االجل
" وهي نقطة تحسب للمشرع على اعتبار انه في حالة تحديد اجل قصير من طرف رئيس
المحكمة وكان هدا االجل غير كاف ،يتم تمديد االجل بهدف تحقيق الهدف االساسي المتمثل
في اخراج المقاولة من الصعوبات التي تعاني منها.
عموما إذا ما تمكن الوكيل الخاص من أداء المهام التي انيطت به وحقق الهدف من
تعينه بأن ساهم في تذليل الصعوبات بالكيفية التي تضمن السير العادي للمقاولة فإن األمور
تتوقف عند هذا الحد.
أما إن فشل في ذلك ،فإن األمر يفتح الباب أمام رئيس المقاولة لتقديم طلب إجراء
مصالحة بينه وبين الدائنين أو بينه وبين دائنيه الرئيسيين فقط ،الذي بدوره لم يخضع أجل
البت فيه من قبل رئيس المحكمة التجارية للتأطير القانوني من طرف المشرع وترك ذلك
لسلطة القاضي التقديرية ،وعموما فإن الوضعية تستدعي اإلسراع بفتح المسطرة داخل أجل
قصير 10من أجل تحقيق الغاية من سلوك هذه المسطرة.
خالفا للقواعد العامة التي تعطي الحق لكل دائن في الحصول على دينه ضمن اآلجال
المحددة ،فإنه خالل هذه المسطرة يتم دفع الدائنين إلى تأجيل مهلة استيفاء الديون إما عن
طريق المشاركة والتوقيع على االتفاق الذي يعمل المصالح على إبرامه،
9
:كمال الدزاز :م.س ،ص 22
10زكرياء العماري ،التسوية الودية كآلية للوقاية من صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة دمحم الخامس ،الرباط ،السنة الجامعية ،2008-2007 :ص.113 :
9
وإما عن طريق فرض آجال معينة من طرف رئيس المحكمة على الدائنين الراغبين
عن المشاركة والتوقيع في هذا االتفاق.
وخالفا للمسطرة السابقة فقد حدد المشرع أجال أقصى لقيام المصالح بمهامه ،حيث
حدده في ثالثة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من المصالح فتصبح بذلك المدة
القصوى التي قد يستغرقها المصالح في سبيل تسهيل سير المقاولة والعمل على إبرام اتفاق
المصالحة مع الدائنين هي ستة أشهر.
وهدا على خالف ما كانت تنص عليه المادة 777و التي كانت تسمح بتمديد االجل
شهرا على األكثر .
ولم يكتف المشرع بتحديد النطاق الزمني لمهام المصالح وحسب ،وإنما جعل تقنية
االجل في يده يستعملها طلبا في إنجاح المسطرة من خالل آلية أجل الوقف المؤقت
لإلجراءات والمتابعات.
بحيث إذا رأى المصالح أنه من أجل تنفيذ مهمته البد من خلق هدنة وتهيئ المقاولة
إلنجاح االتفاق ،فإن له طلب إيقاف جميع اإلجراءات التي تواجه أو سوف تواجه المقاولة
بعرض ذلك على رئيس المحكمة الذي يصدر أمرا غير قابل ألي طعن يقضي بالوقف
المؤقت لجميع اإلجراءات والمتابعات التي تواجه المقاولة ويحدد مدة هذا الوقف في أجل ال
يتعدى األجل المحدد لقيام المصالح بمهامه،
عموما تعكس مسطرة المصالحة ،مدى وعي المشرع بأهمية عنصر االجل باعتباره
آلية من آليات القوانين المسطرية التي تتوخى ضمان أهداف تشريعية تعكس فلسفة المشرع
من اعتمادها.
إن الوعي بجسامة المخاطر التي قد تلحق المصلحة االقتصادية العامة من جراء عدم قدرة
إحدى المقاوالت على أداء الديون المترتبة في ذمتها أو اختالل وضعيتها بشكل ال رجعة
فيه ،وما قدي يترتب على ذلك من أضرار يصعب تداركها ،وأمام الفشل الذي تعانيه
منظومة الوقاية ،11فرض على المشرع التدخل لتدارك ذلك من خالل إقرار قواعد قانونية
ترمي إلى الوقاية من هذه الصعوبات والعبور بالمقاولة إلى بر األمان .وهو ما تجسد من
خالل إحداث مسطرة اإلنقاذ ،والتي تعتبر من ضمن أهم المستجدات التي جاء بها قانون
،37.23حيث راهن المشرع على تعزيز وتدعيم منظومة الوقاية بإجراءات إنقادية وقائية
مواكبة للمقاوالت التي تعاني من صعوبات توشك أن تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع.
11
:لوبنى بوهمتاين ،مسطرة االنقاد ،رسالة لنيل دبلوم الماسترفي القانون الخاص ،جامعة دمحم الخامس الرباط ، 2122.2122 ،ص 2
10
وقد تضمنت مسطرة اإلنقاذ مجموعة من اآلجال منها ما يتعلق بأجل طلب فتح المسطرة
والبث فيها (الفقرة األولى)
ومنها ما يتعلق بإعداد الحل (الفقرة الثانية).
تنص المادة 762على ما يلي " يمكن أن تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من كل مقاولة دون أن
تكون في حالة التوقف عن الدفع ،تعاني من صعوبات ليس بمقدورها تجاوزها من شأنها أن
تؤدي بها في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع ".
يتضح من خالل هذه المادة أن المشرع لم يحدد األجل الذي يتعين على رئيس المقاولة التقيد
به من أجل تقديم طلب فتح المسطرة ،وإنما اكتفى باإلشارة إلى وجود صعوبات من شأنها
أن تؤدي في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع.
فتماشيا مع عنصر السرعة الذي يجب أن يطبع هذه المرحلة ،وعلى اعتبار أن الوضعية
المالية للمقاولة قد تتدهور بشكل سريع ،يتعين على رئيس المقاولة متى استشعر وجود
صعوبات أن يتقدم أمام المحكمة بطلب فتح مسطرة اإلنقاذ.
وحسب المادة 767فإنه على المحكمة المقدم إليها طلب فتح مسطرة اإلنقاذ أن تعمل على
استدعاء رئيس المقاولة المعني باألمر قصد االستماع إليه ،إال أنه ما يالحظ بهذا الخصوص
أن المشرع المغربي لم يحدد األجل الذي يتعين على المحكمة أن تعمل فيه على استدعاء
رئيس المقاولة قصد المثول أمامها ،ونرى بأن هذا االستدعاء يجب أن يتم فورا ودون أجل
مجرد التوصل بالطلب المقدم ،وذلك من أجل تفادي تدهور وضعية المقاولة وتزايد
الصعوبات التي تواجهها.
وثبت المحكمة في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ خالل أجل 27يوما من تاريخ تقديم الطلب.
ويطرح التساؤل حول مدى كفاية هذا األجل ،بمعنى هل هذا األجل قصير وغير كاف
ليكون القاضي قناعته حول الملف والبث فيه؟
أم أنه مناسب وكاف للبث في فتح مسطرة اإلنقاذ؟
إن هذا األجل يمكن النظر إليه من زاويتين ،أولهما أن هذا األجل قصير ،وغير كاف لتكون
الحكمة قناعتها ،على اعتبار أن المحكمة ملزمة باالستماع لرئيس المقاولة ،والبحث في
11
الوضعية المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة من أجل التأكد من عدم توافر واقعة
التوقف عن الدفع .وهذه اإلجراءات قد تتطلب وقتا أكثر من 27يوما.
ومن جهة أخرى يمكن القول أيضا بأن هذا األجل قد يكون كافيا لتسريع المسطرة وإيقاف
تدهور المقاولة واإلسراع في إنقاذها.
ونرى أن هذا األجل هو أجل معقول وكاف ،ذلك أن األمر يتعلق فقط بمسطرة من مساطر
الوقاية ،ولم تصل بعد المقاولة إلى مرحلة التوقف عن الدفع ،وحتى إذا تبين للمحكمة بعد
فتح مسطرة اإلنقاذ أن المقاولة كانت في حالة توقف عن الدفع فإنها تقضي بتحويل مسطرة
اإلنقاذ إلى مسطرة تسوية أو تصفية قضائية.
لذلك فضمان نجاعة مسطرة اإلنقاذ في تصحيح األوضاع المالية واالقتصادية والقانونية
للمقاولة المعينة والحيلولة دون وصولها لمرحلة التوقف عن الدفع ،يقتضي العمل على فتح
إجراءات هذه المسطرة داخل أجل قصير ،بعد تقديم الطلب تفاديا الستفحال الصعوبات ،وما
سيتبع ذلك من تدهور المركز المالي للمقاولة وانتمائها إلى وضع ال ينفع معه أي وقاية وال
عالج.
وحسب المادة 767تطبق بشأن آثار الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ وإجراءات الشهر والنشر
والتبليغ مقتضيات المادة .754
يعتبر حكم فتح مسطرة اإلنقاذ بداية لمرحلة جديدة من حياة المقاولة ،تتميز بتدخل مباشر
من القضاء في محاولة منه إليجاد حل للصعوبات التي تعاني منها المقاولة.12
وتستند المحكمة في تحديد وضعية العالج على المعلومات التي تستقيها من رئيس المقاولة
أو من كل شخص تبين لها أن أقواله مفيدة أو على الوثائق التي يمكنها الحصول عليها من
جميع األطراف المرتبطة بالمقاولة.
وحسب المادة ،732تحدد المحكمة مدة لتنفيذ مخطط اإلنقاذ على أال تتجاوز خمس سنوات.
إن تحديد الزمن يعتبر وبحق عامال أساسيا من عوامل ضبط المخطط إذ يساعد المقاولة
والساهرين عليها لضبط عقارب الساعة وتنفيذ التزاماتهم المضمنة في المخطط ،وتملك
المحكمة السلطة التقديرية الكاملة في تحديد مدة اإلنقاذ بحسب ظروف كل مقاولة وما تتطلبه
وضعيتها المتعثرة وال يحد من هذه السلطة إال تجاوز الحد األقصى الذي حدده المشرع
والمنصوص عليه في المادة 732والمتمثل في خمس سنوات.
12
:لوبنى بوهمتاين ،م.س ،ص 22
12
إن هذه المدة التي تحددها المحكمة تكون مبنية على مجموعة من االعتبارات أهمها حجم
المقاولة ومقدار ديونها وحجم تعامالتها مع الغير إلى غير ذلك من الصعوبات التي يمكن أن
تتعرض لها المقاولة دون أن تكون قد وصلت إلى مرحلة التوقف عن الدفع.
ولم يرتب المشرع المغربي أي جزاء عن تجاوز مدة الخمس سنوات.
ويطرح التساؤل حول الحالة التي تحدد فيها المحكمة أجل ثالث سنوات لتنفيذ المخطط ،هل
يمكن تقديم طلب لتمديد هذا األجل؟
نرى في هذا الباب أن للمحكمة أن تستجيب لهذا الطلب بشرط عدم تجاوز المدة التي حددها
المشرع في المادة 732والمتمثلة في خمس سنوات.
إن أجل خمس سنوات يعد كافيا إلنقاذ المقاولة فالمقاوالت التي ال يكفيها هذا األجل لتصحيح
وضعيتها من األسلم لها أن يتم إخضاعها إما لمسطرة التسوية أو التصفية القضائية.
إن نجاح مساطر معالجة صعوبات المقاولة رهين بوضع المقاولة في سياقها الزمني الذي
يعطي ألجهزة تلك المساطر رؤية واضحة عن حياة المقاولة ليتسنى اتخاذ اإلجراءات
والتدابير التي تساهم في إنجاح المسطرة الحقا.
ويعد الحكم القاضي بفتح المسطرة العامل الفاصل الذي يخول ألجهزة المسطرة التي تعين
بمقتضاه للوقوف في الموقع الذي يؤهلها لتفعيلها.13
وفي هذا السياق اعتمد المشرع تقنية الزمن بغية التحكم في مجرياته بنصوص القانون
لجعله في خدمة المسطرة بهدف تسوية وضعية المقاولة في الوقت المناسب.
وسنخصص هذا المبحث للتطرق لآلجال المرتبطة بفتح المسطرة (المطلب األول)
ثم اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة وحقوق الدائنين (المطلب الثاني).
13عيشوش دمحم ،قراءة في الزمن التجاري ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،جامعة سيدي دمحم ابن عبد هللا ،السنة الجامعية ،7102/7102ص .021
13
المطلب األول :اآلجال المرتبطة بفتح المسطرة
إن فعالية مساطر معالجة صعوبات المقاولة تتطلب تسهيل عملية تقديم طلب فتحها وسير
إجراءاتها بسرعة بعيدا عن الصعوبات والتعقيدات المعروفة في القواعد العامة ،لذا قد
خصها المشرع بقواعد إجرائية تختلف وتتباين عن تلك المعمول بها في باقي القضايا
األخرى.
تغير مفهوم الدعوى في ظل قانون مساطر صعوبات المقاولة من المفهوم التقليدي المرتبط
أساسا بوجود ادعاء صادر من المدعي ضد المدعى عليه ،إلى مفهوم تشاركي حديث يجعل
كل األطراف بمثابة مشاركين في البحث عن سبل تهدف إلى معالجة وضعية المقاولة.14
فهذه الخصوصية هي التي تترجم أن دعوى افتتاح المسطرة ضد المقاولة يمكن تقديمها من
قبل المدين داخل أجل محدد وكذا من الدائن والجهاز القضائي اللذين لم يلزمهما المشرع
بأي أجل (أوال).
وقد أدخل قانون معالجة صعوبات المقاولة أدوات مسطرية جديدة تمكن المحكمة من تجسيد
الدور الجديد الذي أناطها به هذا القانون ،بعيدا عن تعقيدات ومعيقات القواعد المسطرية
العادية.
وتتمثل في هذه اآلليات المسطرية في وضع أجل قصير للبث في النزاع ،يختلف اختالفا
واضحا عن اآلجال المقررة للبث في النزاعات العادية (ثانيا).
: 01سعد بهتي :االجال في مساطر التسوية القضائية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية و
14االقتصادية و االجتماعية سطات ،جامعة الحسن االول ،السنة الجامعية ، 7107.7102 ،ص 01
14
أوالا :أجل طلب فتح المسطرة
أورد المشرع رئيس المقاولة على رأس قائمة األشخاص الذين يمكن لهم طلب افتتاح
مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،وألزمه بتقديم هذا الطلب داخل أجل ثالثون يوما تلي
توقفه عن الدفع.
وهذا على خالف ما كان معموال به قبل التعديل األخير ،حيث كان المشرع يلزم رئيس
المقاولة بتقديم هذا الطلب داخل أجل 27يوما ،ويبدو أن صعوبة احترام هذا األجل
األخير نظرا الرتباطه بعوامل ذاتية تتعلق بالمدين والمتمثلة في كونه يتوهم أن نشاطه ال
يعيش ظروفا مالية صعبة ،حيث يمكن له تجاوزها على الرغم من وجود مؤشرات واضحة
على وجود صعوبات ،مما يزيد في التدهور الكلي لوضعية المقاولة دون اللجوء إلى طلب
فتح مساطر المعالجة في الوقت المناسب.
باإلضافة إلى عوامل موضوعية ترتبط بمدونة التجارة ،و المتمتلة اساسا في الجزاء
المترتب عن عدم تقديم الطلب داخل االجل المحدد ،الشيء الذي يؤثر على دور القضاء
الذي دأب على تجاوز مبدأ اإللزامية بالسماح للمدين بتقديم الطلب حتى خارج األجل المحدد
قانونا ،وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في العديد من قراراتها ،من
ذلك مثال القرار الذي جاء فيه:15
" وحيث إن التنصيص المذكور لم يجعل سقوط األهلية التجارية المتخذ ضد مسير المقاولة
عقوبة آلية تطبق بمجرد عدم التصريح بالتوقف عن الدفع في األجل المحدد وإنما يجب
تطبيقها عند االقتضاء الشيء الذي يستلزم بالضرورة وجود مبررات تستدعي هذا التطبيق
من شأنها اإلضرار بمصالح المقاولة المدينة أو مصالح دائنيها".
16
والمقتضى نفسه أكدته المحكمة نفسها في قرار آخر:
" وحيث إن المشرع وإن كان قد أعطى للمحكمة الحق في الحكم بسقوط األهلية التجارية
في إحدى حاالت الفصل 324من مدونة التجارة ومنها عدم التصريح بالتوقف عن الدفع
داخل أجل 27يوما من تاريخ ذلك التوقف فإن المحكمة تلزم أن تراعي فيه الظروف التي
جعلت المقاول ال يحترم ذلك األجل ،وحيث إن الثابت من أوراق الملف وتصريحات
السيد ...كلها أسباب تبرر عدم مواجهته بذلك األجل وتطبيق الفصل 324في حقه ".
كل هذه األسباب أدت بالمشرع في التعديل األخير إلى تمديد أجل 27يوما إلى 75يوما،
والذي يعتبر أجال كافيا ومعقوال ،ليقوم داخله رئيس المقاولة بتقديم طلب فتح المسطرة،
15قرار رقم 12-22 07صدر بتاريخ ،7112/12/12ملف رقم ،00-7112 72 22غير منشور.
16قرار رقم 7117-011بتاريخ .7117/10/01
15
فهو خير من يقدر مركزه المالي واالقتصادي واالجتماعي .وهو بالتالي أكثر األشخاص
اطالعا ومعرفة بالصعوبات التي تواجه المقاولة ،وحجم وخطورة الصعوبات ،ويكون بذلك
ملزما باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمعالجة تلك الصعوبات.17
كما يمكن فتح المسطرة بمقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه طبقا
للمادة ،735وما يالحظ أن هذه المادة لم تقيد الدائن بأي أجل .ولكن هذا ال يعني أن هذه
اإلمكانية بيد الدائن لألبد ،بل إنها تخضع لقواعد التقادم الذي يختلف أمده حسب طبيعة
الدين.
ويمكن كذلك فتح المسطرة ضد تاجر وضع حدا لنشاطه أو توفي ،وذلك داخل أجل سنة من
تاريخ وضعه حدا لنشاطه أو داخل أجل 6أشهر من تاريخ وفاته ،إذا كان التوقف عن الدفع
سابقا لهذه الوقائع (المادة .)735
ويمكن أيضا فتح المسطرة ضد شريك متضامن داخل أجل سنة من تاريخ انسحابه من
شركة التضامن ،عندما يكون توقف الشركة عن الدفع سابقا لهذا االنسحاب (المادة .)755
ضرورة السرعة في البث في النزاع مبررة أيا كان نوع النزاع .ولكن لها أهمية قصوى في
الميدان االقتصادي الذي يمثل فيه عامل الزمن دورا مهما جدا ،18لذلك نجد أن المشرع
المغربي قيد المحكمة التجارية من خالل المادة 751بأجل 27يوما على األكثر من تاريخ
رفع الدعوى إليها ،لثبت في طلب فتح مسطرة المعالجة.
ويتضح من صياغة الفقرة األخيرة من المادة 751أن واضعيها كانوا على بينة من أمرهم
بخصوص علمهم المسبق بصعوبة تحديد دقيق لألجل الواجب على المحكمة احترامه للبث
في الدعوى المرفوعة أمامها بخصوص المقاولة المتوقفة عن الدفع ،فمن جهة أولى وأمام
إكراه ضرورة التعجيل بإصدار الحكم القاضي بفتح المسطرة القضائية لما ينتج عنه من آثار
قانونية غاية في األهمية والخطورة ،إذ يؤدي إلى وقف جميع المتابعات الفردية ومنع ألداء
كل دين سابق ،وهو ما يعتبر تحصينا للذمة المالية للمقاولة ووقف نزيف األداء الذي يهدد
17
عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،الطبعة الثانية ،7101 ،ص.021
18دمحم جالل أمهلول ،تقييم عمل المحاكم التجارية ورصد مواقع الخلل في النص والتطبيق ،مجلة المحاماة ،عدد 14دجنبر ،7112
ص.070
16
استمراريتها ،وهذا ما يفسر اعتماد صيغة " على األكثر " مما يوحي بأن المحكمة مجبرة
على احترام هذا األجل دون إمكانية تجاوزه.19
ومن جهة ثانية ،واستحضارا لصعوبة احترام أجل 27يوما من تاريخ وضع الدعوى ،فإن
واضعي هذه الفقرة لم يرتبوا أي جزاء في حالة مخالفة ذلك.20
وفي نظرنا فإن أجل 27يوما غير كاف وقصير جدا ،ال يساعد المحكمة على إعداد النازلة
والبث في معطياتها باقتناع ،خاصة مع اتساع دائرة نفوذ المحكمة التجارية وقلة عددها.
وهو ما يقلص من الفعالية والمرونة والبساطة المتوخاة منها ،لذلك كان على المشرع في
التعديل األخير أن يمدد هذا األجل وعدم اإلبقاء على نفس المقتضى الذي كانت تنص عليه
الفقرة األخيرة من المادة .763
وإذا ما رجعنا إلى األحكام الصادرة في الموضوع ،نجد أن أجل 27يوما بالرغم من
إلزاميته ال يجد احتراما أو تطبيقا في غالبية األحيان .21فال يعقل أن يتم التنصيص على
أجل قد يبدو مقبوال ،ولكنه من الناحية العملية ال يمكن احترامه.
نظرا ألهمية اآلثار التي يرتبها الحكم القاضي بفتح المسطرة بالنسبة لمختلف األطراف التي
لها مصالح مرتبطة إما بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة بهذه المسطرة ،فإن المشرع
المغربي أقر آجاال قصيرة سواء فيما يتعلق بالشهر (أوال)
أو بالطعن (ثانيا).
19عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون ،10.01الجزء األول ،مطبعة وراقة
سجلماسة ،الطبعة األولى ،7101ص .012
20عبد الرحيم شميعة ،مرجع سابق ،ص.011
- 21حكم تجارية فاس رقم 7117-27ملف رقم 7110-74بتاريخ 7117/12/12غير منشور.
-حكم تجارية فاس رقم 1170ملف رقم 2-7117-1111بتاريخ 7117/11/02غير منشور.
-حكم تجارية أكادير رقم 01ملف رقم 14 – 01 -221بتاريخ 7101/01/14غير منشور.
-حكم تجارية الدار البيضاء رقم 47ملف رقم 7112-71-01بتاريخ 7112/12/01غير منشور.
-حكم تجارية الرباط رقم 11ملف رقم 7110-12-11بتاريخ 7110/12/71غير منشور.
17
أوالا :اآلجال المرتبطة بإجراءات الشهر
قرر المشرع في المادة 754قواعد وشكليات خاصة بالنسبة لنشر وشهر الحكم القاضي
بفتح المسطرة ،هدف من خاللها إعالم جميع دائني المقاولة بصدور هذا الحكم من أجل
تمكينهم من المساهمة في المسطرة المفتوحة ومراقبتها ،وكذا ممارسة حقوقهم.22
وتختلف آجال هاته اإلجراءات حسب المدة الزمنية المخصصة لكل إجراء على حدة بحيث
أن هناك إجراءات شهر ذات طابع فوري وغير محددة المدة الزمنية ،وهناك إجراءات ذات
طابع سريع وأجل محدد.
وهكذا حسب الفقرة األولى من المادة " 754يسري أثر الحكم القاضي بفتح المسطرة من
تاريخ صدوره ويشار إليه في السجل التجاري المحلي ،والسجل التجاري المركزي فور
النطق به ".
وقد هدف المشرع من تمتيع األحكام واألوامر الصادرة في مادة معالجة صعوبات ومنها
حكم فتح المسطرة بهذا االمتياز ،رغبة في ضمان تنفيذ سريع للمقررات الصادرة في هذه
المادة ،وخاصة فيما يتعلق بتقرير القيود الالزمة على تصرفات المدين والدائنين.
وبالقيام بكافة اإلجراءات التحفظية الكفيلة بحماية أصول المقاولة ومصالح دائنيها ،ذلك أن
حالة االستعجال التي تطبع التحرك من أجل إنقاذ وتسوية وضعية المقاولة ،جعلت المشرع
يفرض عدة التزامات على العديد من األطراف ،ويقرر ترتيب مجموعة من اآلثار ابتداء
من تاريخ صدور الحكم ودون انتظار تبليغه وشهره.23
وباإلضافة إلى اإلجراءات الفورية السابقة ،حدد المشرع أجل 5أيام للقيام بنشر إشعار
بالحكم من تاريخ صدوره في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية
واإلدارية وفي الجريدة الرسمية ،كما يبلغ كاتب الضبط الحكم إلى رئيس المقاولة والسنديك
داخل أجل 5أيام من تاريخ صدوره.
إن أجل ثمانية أيام التي حددها المشرع للقيام بإجراءات الشهر هذه تعتبر قصيرة بما فيه
خدمة للسرعة المطلوبة خالل هذه المرحلة ،كما تمس أيضا رغبة المشرع في مالئمة
اآلجال مع كل مرحلة على حدة من مراحل إنقاذ المقاولة ولو أدى به األمر إلى الخروج عن
القواعد والشكليات المألوفة.24
إال أن فعالية هذه اآلجال التي يتضمنها النص القانوني النظري قد يصاحبه محدوديتها على
مستوى الواقع العملي كما يشير إلى ذلك بعض الفقه بقوله "فإذا كان هذا األجل يحترم
بخصوص النشر بالجرائد المخول لها نشر اإلعالنات القانونية لتعددها واستعدادها الدائم
22عالل فالي ،مرجع سابق ،ص.024
23عالل فالي ،مرجع سابق ،ص.017
24إبراهيم أقبلي ،مرجع سابق ،ص.12
18
للقيام بذلك ،فإن هذا األجل ال يحترم فيما يتعلق بالنشر بالجريدة الرسمية ،وهو ما من شأنه
التأثير على انطالقة أجل التصريح وكذا أجل السنة المقرر لرفع دعوى رفع السقوط.25
ويمكن طرح تساؤل حول هذه اإلجراءات هل هي عمليات مرتبطة ال يغني إجراء بعضها
عن البعض ،أم يكفي القيام بالنشر في الجريدة الرسمية دون باقي اإلجراءات في انطالق
اآلجال؟
تجيبنا محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في قرار لها " وحيث لما كانت إجراءات
اإلشهار المنصوص عليها في المادة 765من مدونة التجارة عبارة عن عمليات مرتبطة ال
يغني إنجاز بعضها عن القيام باألخرى كإغفال باقي وسائل الشهر األخرى...
ألن نشر الحكم بالجريدة الرسمية فقط ال ينهض وحده قرينة على تحقق العلم الكافي بفتح
المسطرة في حق المدين ألن العلم الكافي يكون بسلوك كافة عمليات اإلشهار التي نصت
عليها المادة 756من مدونة التجارة ".
سعى المشرع المغربي في سبيل إنقاذ المقاولة وحمايتها ،وكذا من أجل حماية مصالح
الدائنين وحسن سير المسطرة إلى تحقيق نوع من المالءمة بين آجال الطعن ،وإجراءاته من
جهة ،وضرورات المرحلة التي تتطلب السرعة في التنفيذ والتبسيط في اإلجراءات من جهة
أخرى.
فاستقراء المواد المنظمة لطرق الطعن المقررة في مادة معالجة صعوبات المقاولة يتضح أن
المشرع متع هذه الطعون بمميزات خاصة سواء تعلق األمر بآجال ممارسة هذه الطعون أو
ببداية تاريخ انطالق هذه اآلجال ،وذلك مقارنة مع اآلجال المتعلقة بالمادة التجارية في حد
ذاتها أو الخاصة بالمادة المدنية أو اإلدارية.
وهكذا حدد المشرع أجل االستئناف والنقض في 25أيام ،كما حدد أجل تعرض الغير
الخارج عن الخصومة في 27يوما( 26المادة .)366-364-367
ويعتبر هذا األجل أقصر حتى من ذلك المعتمد من طرف المشرع في المادة التجارية،
بحيث راعى في تحديده وتقديره طابع االستعجال والسرعة الذين يطبعان مساطر معالجة
صعوبات المقاولة ،وهو ما يتطلب من جميع األطراف المعنية االحتياط والتتبع المباشر
19
لمراحل المسطرة من أجل ممارسة الطعون التي يكفلها لهم القانون داخل اآلجال القانونية،
وعدم مواجهتهم بفواتها.27
أما بخصوص بداية انطالق هذه اآلجال فقد جعل المشرع من التصريح لدى كتابة الضبط
وسيلة قانونية للطعن ،بحيث يتم تعرض الغير الخارج عن الخصومة ضد المقررات
الصادرة ،بتصريح لدى كتابة الضبط داخل أجل 27يوما من تاريخ النطق بالمقرر أو
نشره بالجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر (المادة .)367
ويتم االستئناف أيضا بتصريح لدى كتابة ضبط المحكمة داخل أجل 25أيام ابتداء من
تاريخ تبليغ المقرر القضائي ،كما يقدم الطعن بالنقض داخل أجل 25أيام ابتداء من تبليغ
القرار.
إذا كانت فلسفة المشرع من خالل تبنيه مساطر التسوية القضائية هي حماية المقاولة
والنهوض بها عبر تسوية وضعيتها ،فإن ذلك يحتاج إلى تدعيم المسطرة بأجهزة مساعدة
تقوم بدور كبير ،من جهة في مساعدة المقاولة والنهوض بها ،ومن جهة أخرى مساعدة
المحكمة في تسيير المسطرة والتسريع بإجراءاتها ، 28وقد وضع المشرع مجموعة من
االجال تقيد هده االجهزة من اجل التسريع بالمسطرة (المطلب األول)
كما فرض آجال صارمة تؤدي إلى ضياع حقوق الدائنين في حالة عدم احترامها ،فرغبة
المشرع في تحقيق المناخ المالئم إلنجاح عملية معالجة الصعوبات التي تعترض المقاولة
جعلته يضحي بحقوق الدائنين من أجل استمرارية المقاولة (المطلب الثاني).
عمد المشرع إلى منح المحكمة التي قضت بفتح المسطرة صالحية تعيين أجهزة مساعدة
لها ،يتعلق األمر بالقاضي المنتدب والسنديك (أوال)
والقاضي المنتدب (ثانيا)،
وسنحاول اإلحاطة باآلجال المرتبطة بعمل هاته األجهزة.
20
أوالا :اآلجال المرتبطة بجهاز السنديك
إن إنقاذ المقاولة من صعوبتها يستدعي االسراع بالقيام بإجراءات المسطرة وضبط أجل
التدخل خاللها ،وأمام ثقل وجسامة المهام الموكولة للسنديك ،فإن احتمال عدم احترام هذه
اآلجال وارد وبقوة ،الشيء الذي من شأنه أن يجعل المسطرة أكثر طوال وأكثر بطء ،وهو
أمر يتعرض مع الصبغة االستعجالية التي تطبع نظام صعوبات المقاولة.
29تنص المادة ... " 210وفي حالة استشارته لهم فرديا يكون عدم الجواب داخل أجل 21يوما ابتداء من تلقي رسالة السنديك
بمثابة موافقة ".
30قرار رقم 171صادر عن محكمة النقض بتاريخ .7111/11/12ملف تجاري عدد .7112/411
31أحمد شكري السباعي ،الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة ومساطر معالجتها الجزء الثاني ،مطبعة
المعارف الجديدة الجديدة ،الرباط ،الطبعة الثانية ،7112 ،ص.714
21
ويعتبر هذا األجل من النظام العام ،ال يمكن لألطراف تجاوزه أو خرقه ،فتقاعس الدائن عن
الجواب خالل األجل المحدد قانونا يعد بمثابة موافقة منه على اآلجال والتخفيضات موضوع
االستشارة .كما يعد هذا األجل أجال كامال ال يحتسب فيه اليوم األول واألخير وذلك طبقا
للقواعد العامة.
ويمكن للسنديك كذلك أن يقوم باستشارة الدائنين بصورة جماعية ،وذلك بتوجيهه استدعاء
لهم لحضور االجتماع الذي ينعقد تحت رئاسته داخل أجل ينحصر ما بين اليوم الخامس
عشر والواحد والعشرين من تاريخ إرسال االستدعاء طبقا للمادة .657
وإذا كان المشرع قد أعطى للسنديك إمكانية نشر هذا االستدعاء أيضا بجريدة مخول لها
نشر اإلعالنات القانونية وتعليقه في اللوحة المخصصة لهذا الغرض في المحكمة رغبة منه
في إعالم جميع الدائنين بموضوع هذا االستدعاء ،فإن تقريره بدأ الحساب من تاريخ إرسال
الرسالة ،بدل البدئ من تاريخ التوصل بها كان مجانبا للصواب على اعتبار أن بدء الحساب
من التاريخ األخير سيعرقل المسطرة أكثر مما سيفيدها.32
وال تقتصر استشارة السنديك على الدائنين بل ألزمه المشرع بتبليغ المقترحات التي يرغب
في تقديمها للدائنين إلى كل من رئيس المقاولة والمراقبين حسب المادة .657
ويجب على رئيس المقاولة إبالغ السنديك بمالحظاته ،ثمانية أيام بعد توصله باإلشعار من
قبل هذا األخير .33غير أن المشرع لم يقيد المراقبين بأي أجل ،ويبدو ذلك منطقيا كون
المراقبين يعينون من بين الدائنين والذين يكونون قد عبروا عن رأيهم من خالل عملية
االستشارة.
22
المس أو عدم المس بالعقود التي سبق للمقاولة إبرامها كان له ذلك رغم إرادة المدين ،بل
وكذلك رغم تعرض المتعاقد معه.34
ويشكل هذا التحول منعطفا جديدا في البناء الفلسفي القانوني ،حيث انتقلتا بذلك من المرحلة
التي تقوم على فلسفة الحرية التي عنوانها مبدأ سلطان اإلرادة إلى مرحلة فلسفة اقتصادية
أساسها وقوامها " المصلحة االقتصادية للمقاولة " ولو اقتضى األمر المس بالقوة الملزمة
للعقد ،ويعني ذلك ضرب المبدأ المدني القائم على العقد شريعة المتعاقدين".35
والمالحظ أن المشرع لم يعمل على تقييد السنديك بأجل يلزمه فيه بإعالن موقفه بخصوص
مواصلة العقود الجارية .إال أن المشرع قد راعى عن مصلحة الطرف المتعاقد مع المقاولة
خوفا من تهاون السنديك في استعمال حقه في الوقت المناسب .وأعطى له إمكانية توجيه
إنذار إلى السنديك يلزمه بممارسة حق االختيار فإن ظل هذا اإلنذار دون جواب لمدة تفوق
شهرا يفسخ العقد بقوة القانون.
وهذا ما أكده القرار الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء:
" حيث وجهت الطاعنة إلى السنديك طلبات فسخ عقود االئتمان اإليجاري المتعلق بعدة
سيارات واستردادها .وقد توصل بتلك الطلبات بتاريخ 1553/53/13ولم يجب .ومن
المقرر حسب المادة 737أنه يفسخ العقد بقوة القانون بعد توجيه إنذار إلى السنديك يظل
دون جواب لمدة تفوق شهرا.36
ونرى أن هذه المدة غير كافية ليتخذ السنديك قراره ويبدي موقفه لصعوبة المهمة التي يقوم
بها .وكثرة المهام التي يضطلع بها طول سير المسطرة على اعتبار أن بعض العقود تحتاج
إلى الدراسة الكافية لتحديد موقف بخصوصها.
ويطرح األجل المحدد في شهر إشكاال هاما يتمثل في كيفية احتسابه ،وبمعنى أدق هل يبدأ
سريان هذا األجل من تاريخ إرسال اإلنذار ،أم من تاريخ التوصل به؟
وفي هذا الباب يرى جانب من الفقه الفرنسي أن حساب أجل االختيار يبدأ من تاريخ إرسال
اإلنذار وليس من تاريخ التوصل به.
في حين يرى جانب من الفقه المغربي 37أن حساب أجل الشهر يبتدئ من تاريخ التوصل ال
من تاريخ توجيه اإلنذار بالرغم من أن تاريخ التوصل صعب اإلثبات .وقد يعطل المسطرة
في بعض األحيان.
أما القضاء المغربي 38فقد ذهب إلى القول أنه
23
" يجب احتساب األجل من تاريخ اإلنذار بناء على مقتضيات المادة 737من مدونة
التجارة التي جاءت واضحة وصريحة في هذا األمر وأنه ال اجتهاد مع ووجود النص".
24
و هكدا جاء في امر صادر عن القاضي المنتدب بالمحكمة التجارية بمراكش " طرح
اقتراحات السنديك بالقبول الجزئي جانبا واألمر بإجراء خبرة حسابية لتحقق من جدية
39
المنازعة في الدين ".
وفي حالة التفويت الكلي أو التصفية القضائية كلف المشرع من خالل المادة 317من
مدونة التجارة السنديك بالقيام بتسليم القاضي المنتدب بيانا يتضمن ثمن التفويت وتقييما
لألصول والخصوم العادية منها والممتازة وذلك داخل أجر شهر واحد من تولية العمل.
39المحكمة التجارية بمراكش ،أمر القاضي المنتدب ،عدد ،12بتاريخ 20يوليوز ،7112في ملف التسوية القضائية ،رقم
.7110/71
40المادة L-270-4من مدونة التجارة الفرنسية.
41أحمد شكري السباعي ،مرجع سابق ،ص.712
25
لذلك يتعين على السنديك عدم استغالل اإلمكانية التي منحهم إياها المشرع ،والمتمثلة في
تقديم طلب تمديد تاريخ أو مدة إجراء الموازنة المالية واالقتصادية إال في الحاالت التي
يصعب معها إنجاز هذا التقرير في أربعة أشهر األولى.
وعلى المحكمة أال تستجيب لكل طلبات التمديد إال في الحاالت الضرورية ،وهو األمر
الذي يالحظ في مجموعة من األحكام ومن ذلك الحكم الصادر عن المحكمة التجارية بفاس،
والذي جاء فيه :
" حيث إنه من الثابت من أوراق الملف أن تاريخ تبليغ الحكم القاضي بفتح المسطرة
للسنديك هو 1552/55/54وأنه تحقيقا للغاية التي من أجلها تم تعيينه من طرف المحكمة،
ونظرا لطبيعة القضية وما تتطلبه من وقت وجهد ،اقتضى نظر المحكمة تحديد المدة
الممنوحة إليداع تقريره مرة واحدة إلى غاية 1551-57-54تبتدئ من تاريخ انتهاء الفترة
األولى وذلك تطبيقا لمقتضيات المادة 735من مدونة التجارة".42
بقي أن نشير إلى إشكالية تطرح نفسها بشدة في هذا الصدد والتي لم يتناولها بالتنظيم ال
المشرع المغربي وال الفرنسي وهي تلك المتعلقة بالحالة التي ال يتم فيها احترام اآلجال من
طرف السنديك.
في هذا الصدد يمكن القول بأن إعمال فلسفة المشرع وأهدافه من التشريع المتعلقة
بصعوبات المقاولة والمتمثلة في انقاد المقاولة كأولوية من أولويات هذه المساطر يؤدي إلى
اعتبار أن تجاوز المدة الخاصة إلعداد الحل لظروف تكون قد أملتها معطيات واقعية معينة
ال يرتب أية نتيجة سلبية ،شريطة أال تطول بصورة كبيرة بشكل يضر المقاولة.
فالمهم هو تسوية وضعية المقاولة ال تجاوز أو عدم تجاوز فترة إعداد الحل.
26
ما دام المشرع المغربي لم يرتب أي جزاء يلحق العروض التي قدمت خارج األجل فإنه
يتوجب علينا االستئناس بموقف الفقه والقضاء المقارن في هذه النقطة ،حيث نجد هذا
األخير لم يكترث لهذه المسألة من زاوية احترام األجل من عدمه ،بل رجع مصلحة المقاولة
على صرامة شكلية لألجل.
فالمهم هو اختيار العرض الجيد سواء تم داخل األجل أم خارجه شرط أن يقدم قبل حصر
مخطط التفويت .فالتمسك الحرفي باألجل قد يفوت على المقاولة والدائنين عرضا جيدا قدم
خارج األجل.43
هذا ويجب أال يفصل بين تاريخ توصل السنديك بالعرض وبين الجلسة التي تنظر فيها
المحكمة أجل مدته 27يوما كحد أدنى ،إال إذا حصل اتفاق بين رئيس المقاولة والسنديك
والمراقبين.
إن ما يمكن مالحظته بخصوص هذا األجل هو أنه أجل قانوني قابل ألن يكون أجال اتفاقيا،
ألن أجل الخمسة عشر يوما ال يعتبر قاعدة آمرة ،بل رخص المشرع إمكانية تعديله
بالتخفيض منه.
لكن المشرع لم يحدد مدى هذا االتفاق ،فقد يتفق األطراف المعينون على أجل يوم واحد أو
يومين ،مما ينعكس سلبا على مصير المقاولة ،ونرى أنه كان على المشرع التعامل بحزم
بخصوص هذا األجل وذلك بتحديده مدى هذا االتفاق بقوله مثال " بشرط أال يتجاوز هذا
االتفاق أجل مدته خمسة أيام ".
تعتبر اآلجال التي خص بها المشرع القاضي المنتدب غاية في األهمية إذ جعل من هذا
الجهاز محورا أساسيا في جعل اآلجال تخدم األهداف المسطرة لنظام صعوبات المقاولة.
43عبد الحميد أخريف ،الدور القضائي الجديد في مساطر صعوبات المقاولة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،جامعة الحسن األول ،7111/7110 ،ص.702
27
أ -أجل إيداع أوامر القاضي المنتدب
يعد تسريع اإلجراءات من أهم المهام التي خص بها المشرع القاضي المنتدب حسب نص
المشرع في المادة 631على أنه " يسهر القاضي المنتدب على السير السريع للمسطرة
وعلى حماية المصالح المتواجدة "
فالقاضي المنتدب جهاز مدعو أكثر من غيره إلى احترام ضوابط تسريع المسطرة ،بالرغم
من أن المشرع لم يحدد له أي أجل يلزمه فيه بإصدار أوامره في االختصاصات التي منحها
له ،وإنما اختار استعمال كلمه "فورا" من أجل التعبير عن السرعة التي يجب أن تطبع
المسطرة ،وذلك من خالل القيام بمختلف العمليات واإلجراءات داخل آجال معقولة.44
لكن يبقى السؤال مطروحا حول حدود هذا األجل أمام غياب معايير موضوعية لمفهوم
األجل المعقول.
نرى في هذا الصدد أن المحكمة هي التي تملك السلطة التقديرية لتحديد مدى األجل
المعقول ،خصوصا أمام ما رتبه المشرع الفرنسي على عدم بث القاضي المنتدب داخل أجل
معقول ،حيث أعطى للمحكمة تلقائيا ،أو بناء على طلب أحد األطراف ،أو بناء على طلب
النيابة العامة ،أن تتصدى المسألة المعروضة على أنظار القاضي المنتدب نتيجة إهماله أو
تراخيه في البث.
وتعتقد أن مثل هذا المقتضى أضحى ضروريا لما يلعبه من دور في تسريع المسطرة ،فترك
المجال مفتوحا أمام القاضي المنتدب دون تقييده بآجال من شأنه أن يعطل المسطرة ويتنافى
وفلسفة المشرع في تسريع إجراءات المسطرة الجماعية.
وعلى الرغم من أن المشرع اعتبر في الفقرة الثانية من المادة 631على أنه يجب أن تودع
أوامر القاضي المنتدب بكتابة الضبط فورا ،فإنه باالطالع على بعض األوامر الصادرة من
القاضي المنتدب ،فإن البعض منها جاء خاليا من األمر باإليداع الفوري ومن أي أمر
بالتبليغ.45
في حين جاء البعض اآلخر مشيرا فقط إلى تبليغ األمر المتخذ إلى جهات معينة كاألطراف
أو الدائنين .كما هو الحال بالنسبة لألمر الصادر عن القاضي المنتدب لدى المحكمة
التجارية بالرباط الذي جاء فيه " نأمر بتبليغ نسخة من هذا المقرر لكل األطراف ومنهم
الدائنين الواردة أسماؤهم بقائمة الديون األولى وكذا الخزينة العامة.46
28
ب -أجل إشعار األطراف بمقررات القاضي المنتدب
حدد المشرع من خالل الفقرة الثانية من المادة 375من مدونة التجارة أجل 5أيام من أجل
قيام كاتب الضبط بإشعار األطراف بمقررات القاضي المنتدب المتعلقة بعدم االختصاص أو
بالمقررات الي ثبت في المنازعة في الدين بجميع الوسائل المتاحة قانونا .وذلك على خالف
المادة 656التي كانت تقتصر على اإلشعار برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل.
وفي هذا الصدد جاء في أمر صادر عن القاضي المنتدب لدى المحكمة التجارية بالرباط
" ...بتبليغ نسخة من هذا المقرر لألطراف بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل
داخل أجل 5أيام.47
وقد جاءت الفقرة الثالثة من المادة 375خالية من أي تحديد ألجل تبليغ المقررات التي تهم
قبول الديون غير المنازع فيها إلى الدائنين ،كما أن هذه الفقرة جعلت التبليغ يكون عن
طريق رسالة عادية.
وسبب هذا االختالف في طريقة التبليغ واألجل الالزم أن يقع هذا التبليغ إلى األطراف
داخله ،راجع إلى إعطاء الفرصة والمدة الكافية لألطراف من أجل الطعن في هذه المقررات
المتعلقة بعدم االختصاص أو التي تبث في المنازعة في الدين ،في حين أن المقررات التي
تهم قبول الدين تكون غير معنية بهذا الطعن.48
ويبدو من خالل هذه المقتضيات أن المشرع سعى إلى التقليص من أجل التبليغ وذلك حتى
ال تطول هذه المسطرة أكثر من الالزم فتساهم في عرقلة المسطرة عوض التسريع بها من
جهة ،ومن جهة أخرى فالتبليغ يعطي الفرصة لألطراف من أجل الطعن في مقررات
القاضي المنتدب.
29
وحسب الفقرة األخيرة من المادة 372فإنه " حينما يكون الموضوع من اختصاص محكمة
أخرى يؤدي تبليغ المقرر القاضي بعدم االختصاص الصادر عن القاضي المنتدب إلى
سريان أجل مدته شهران يجب خالله على الدائن أن يرفع الدعوى إلى المحكمة المختصة
تحت طائلة السقوط ،ما لم يتعلق األمر بدين عمومي فيتعين في هذه الحالة أن ترفع الدعوى
من طرف المدين خالل نفس األجل وإال اعتبر متنازال عن المنازعة في الدين ".
ويبدو أن هذا األجل طويل نسبيا بشكل يجعله يتعارض ويعرقل سير المسطرة التي من
المفترض أن تتسم بالسرعة.
ومن جهة أخرى ،خول المشرع لألغيار أيضا أن يقدموا تعرضا ضد المقررات الصادرة
عن القاضي المنتدب داخل أجل 27يوما تبتدئ من تاريخ النشر بالجريدة الرسمية.
لم يكن المشرع بنفس الصرامة في تعامله مع األجهزة المتدخلة في المسطرة مقارنة مع
بعض أطرافها ،ونخص هنا بالتحديد الدائنين ،بحيث إذا كان قد غيب عنصر الجزاء بالنسبة
لآلجال المحددة لألجهزة المتدخلة في المسطرة ،فإنه كان صارما إلى حد اإلجحاف في حق
الدائنين عند عدم احترامهم لآلجال المحددة قانونا.49
إذا كان المشرع قد سعى إلى الحيلولة دون تضرر المقاولة وكذا دائنيها من خالل الحفاظ
على أموال المقاولة التي تتشكل الضمان العام للدائنين أمام بعض التصرفات المشبوهة التي
يقوم بها المدين ،والتي من شأنها أن تحدث اختالال في التوازن المالي للمقاولة.
فإنه بالمقابل قد خلف مؤسسة ذات األثر البالغ على مصلحة المتعاقد حسن النية من خالل
المس بمبدأ االستقرار والثبات الذي يعد شرطا أساسيا في المعامالت التجارية.50
ويتعلق األمر بفترة الريبة ،التي يقصد بها تلك المدة الزمنية التي تتراوح بين تاريخ التوقف
عن الدفع والحكم القاضي بفتح المسطرة وتضاف إليها مدة سابقة على التوقف بالنسبة
لبعض العقود (المادة .)321
49
:ابراهيم اقبلي ،م.س ،ص 11
50
إبراهيم أقبلي ،مرجع سابق ،ص.017
30
والمالحظ من خالل المادة 327أن المشرع جعل فترة الريبة طويلة ،قد تصل في بعض
الحاالت إلى 14شهرا ،مما يجعل البطالن يطال حجما كبيرا من المعامالت ،وعددا ال
يستهان به من العقود والتصرفات التي يجريها المدين خالل هذه الفترة.
ومن جهة أخرى ،فإن المشرع المغربي قد ألغى شرط علم المتعاقد مع المدين من خالل
المواد 324و ،327فيكون بذلك يفترض سوء نية المدين فيما يتعلق بالتصرفات التي
يجريها خالل هذه الفترة .ويرجح مصلحة المقاولة وجعلها فوق كل اعتبار ،ويصبح المتعاقد
تبعا لذلك عرضة لضياع حقوقه ،بحيث أنه ورغم جهله لوجود المدين في حالة التوقف عن
الدفع أو تعاقده قبل تاريخ هذا التوقف ،فإنه قد يتعرض وفقا لهذا المبدأ الذي أقره المشرع
إلى إمكانية بطالن تصرفه مع المدين ،فهو في هذه الحالة يوجد تحت رحمة القضاء الذي
يملك السلطة التقديرية الواسعة إلعمال البطالن الجوازي من عدمه.
وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض " أن المشرع المغربي لم يشترط في المادة 651
المذكورة والمطبقة من طرف المحكمة أي شرط بعلم المتعاقد مع المدين بتوقفه عن الدفع،
ولم يشترط توفر سوء النية من طرف ذلك المتعاقد وأنه لئن خولت المواد المذكورة السلطة
التقديرية للمحكمة لالستجابة لطلب اإلبطال الجوازي من عدمها فإنها ملزمة بأن تبرز في
قرارها أوال كون التعاقد كان بمقابل أم ال ،وقت إبرامه وما إذا كان المتصرف إليه المتعاقد
قد توصل بماله على المقاولة المدنية دون مقابل من طرفه أو دون سبب مشروع إضرارا
بباقي الدائنين وهو مل لم تناقشه المحكمة رغم تمسك الطاعن أمامها كون المتعاقد قد تم
دون مقابل مما يكون معه القرار بما ذهب إليه ناقص التعليل الموازي النعدامه وغير
مرتكز على أساس وعرضة للنقض.51
وبذلك يكون المشرع قد خالف ما هو معمول به في القانون الفرنسي ،حيث جاء في المادة
255من قانون 17يناير ... " 2557إذا كان المتعاقد على علم بواقعة التوقف عن
الدفع "...فحسب القانون الفرنسي حتى يتم إعمال بطالن تصرفات المدين خالل فترة الريبة
يجب أن يكون المتعاقد على علم بواقعة التوقف عن الدفع.
كما لم يشترط المشرع حدوث ضرر في جانب الدائنين من جراء تصرف المدين ،مما
يعطي للمحكمة المجال الواسع إلعمال سلطتها التقديرية التامة والكاملة من أجل النطق
ببطالن التصرف المجرى من قبل المدين داخل فترة الريبة من عدمه ،دون عناء البحث عن
وجود الضرر.
وهكذا اعتبر بعض الفقه المغربي أن المشرع لم يشترط إثبات الغش أو التواطؤ أو حتى
الضرر ،وال حتى علم المتعاقد معه ،أو المتصرف إليه بحالة توقف المدين عن الدفع ،ألن
الضرر واضح ،وافتقار الذمة جلي وسوء النية بين وال يحتاج إلى إثبات أو علم.
31
فالدائنون يخسرون كل شيء من تهريب ذمة المدين المتوقف عن الدفع دون مقابل أو
عوض ،والمتصرف إليه يربح كل شيء دون مقابل أو عوض.52
إال أن بعض الفقه الفرنسي اشترط ضرورة حدوث هذا الضرر من أجل إعمال البطالن
حيث أشار إلى أنه " ال دعوى بدون مصلحة " فإذا لم يترتب الضرر أو كان هذا األخير
تافها ،فإن المحكمة عليها أن ترفض النطق بالبطالن ،استعماال لسلطتها التقديرية.
ويضاف إلى ما سبق أن المشرع لم يقيد رفع دعوى البطالن بأي أجل حيث نصت المادة
" 325يمارس السنديك دعوى البطالن قصد إعادة جمع أصول المقاولة " ،ونفس األمر
ينطبق على المشرع الفرنسي الذي لم يحدد بدوره األجل الذي يجب أن ترفع خالله دعوى
البطالن.
وهكذا جاء في حكم صادر عن المحكمة التجارية بمكناس 53قضت فيه بما يلي :
" وحيث إن المشرع في إطار تنظيمه لهاته الدعوى لم يحدد أي أجل لممارسة البطالن
وترك األمر مفتوحا أمام السنديك لممارسة الدعوى دون أن يقيده بأجل معين ،وحيث إن
آجال السقوط والتقادم ،يجب أن يرد نص صريح بها وال يمكن استنتاجه أو القياس على
مقتضيات أخرى".
نظرا للدور األساس الذي تمثله عملية تحديد اآلجال في ضمان السير السريع للمساطر
الجماعية ،ورغبة منه في مساعدة السنديك وتمكينه بجميع المعطيات المتعلقة بمديونية
المقاولة التي تتعلق بصعوبات في أقصر اآلجال ،حتى يتمكن من إعداد الحل بخصوص
المقاولة المعينة ربط المشرع المغربي التصريح بالديون بآجال معينة ينبغي على الدائن
التصريح بديونهم داخلها.
وهكذا وبقراءتنا لمقتضيات المادة 315من مدونة التجارة نجدها تنص على ما يلي "يجب
تقديم التصريح بالديون داخل أجل شهرين ابتداءا من:
-تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة السابقة ،بالنسبة للدائنين المدرجين بالقائمة وكذا
المعروفين لدى السنديك.
-تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة السابقة بالنسبة للدائنين الحاملين لضمانات أو عقد
ائتمان إيجاري تم إشهارهما.
-تاريخ نشر المقرر القاضي بفتح المسطرة بالجريدة الرسمية بالنسبة لباقي الدائنين.
32
ويمدد هذا األجل بشهرين بالنسبة للدائنين القاطنين خارج المملكة المغربية.
فيما يخص المتعاقد إليه في المادة ،755ينتهي أجل التصريح 27يوما بعد تاريخ الحصول
على التخلي على مواصلة العقد ،إذا كان هذا التاريخ الحقا لتاريخ األجل المنصوص عليه
في الفقرة األولى ".
وباستقراء للمقتضيات الجديدة التي جاء بها المشرع في المادة 315يتبين أن المشرع قد
جعل أجل الشهرين يبتدئ من تاريخ إشعار السنديك بالنسبة للدائنين المعروفين لديه وكذا
المدرجين بالقائمة المدلى بها والناشئة ديونهم قبل صدور حكم فتح المسطرة ،والدائنين
الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما.
أما بالنسبة لباقي الدائنين فإن أجل الشهرين يبتدئ من تاريخ نشر المقرر القاضي بفتح
المسطرة بالجريدة الرسمية.
وإذا كان الدائن قاطنا خارج المغرب ،يمدد هذا األجل إلى شهرين.
أما الدائنين أصحاب العقود الجارية فقد حدد لهم المشرع أجل 27يوما للتصريح بديونهم،
يبتدئ من تاريخ الحصول على التخلي عن مواصلة العقد .
إضافة إلى ما سبق ،ومساعدة للسنديك فإن رئيس المقاولة مطالب بتسليم هذا األخير قائمة
مصادق عليها بدائنيه ومبلغ ديونهم 5أيام على األكثر بعد صدور حكم فتح المسطرة وذلك
باستثناء الحالة التي فتحت فيها المسطرة بناء على طلبه.
و قد اتارت هده المقتضيات الجديدة مجموعة من االشكاالت ،فرغبة المشرع في تجاوز
سلبيات النص القديم و التي كانت تجعل انطالق احتساب اجل الشهرين بالنسبة للدائنين
الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما من تاريخ اشعارهم من طرف
السنديك ،و من تاريخ نشر الحكم القاضي بفتح المسطرة في الجريدة الرسمية بالنسبة لباقي
الدائنين ،االمر الدي كان يؤدي الى اغفال الدائنين التصريح بديونهم داخل االجل بسبب
عدم العلم بنشر الحكم بالجريدة الرسمية ،مما يترتب عنه سقوط ديونهم .
وهدا ما ادى بالفقه الى المناداة بضرورة التراجع عن هدا المقتضى و جعل اجل الشهرين
يبتدا من تاريخ اشعار السنديك ،و قد استجاب المشرع لهده المطالب اال انه ضمن المادة
315عبارة الدائنين المعروفين لديه ،و التي تعتبر غير دقيقة ،فكيف سيعرف السنديك
الدائنين و المفروض انه اجنبي عنهم ؟
كما يطرح التساؤل ايضا حول الحالة التي يعمد فيها رئيس المقاولة الى عدم ادراج اسم احد
الدائنين في القائمة ،هل سيواجه هدا الدائن بضرورة التصريح بدينه داخل اجل شهرين من
نشر الحكم القاضي بفتح المسطرة ؟
حسب مقتضيات المادة 315فان الدائن الدي لم يدرج في القائمة التي ادلى بها رئيس
المقاولة ،و الدي ال يدخل ضمن الدائنين اصحاب ضمانات او عقد ائتمان ايجاري تم
33
شهرهما ،فانه يتعين عليه التصريح بدينه داخل اجل شهرين من نشر الحكم القاضي بفتح
المسطرة .
و هو امر غير مقبول ،فالمنطق يفرض القول بان عدم قيام رئيس المقاولة بالتصريح بدائن
عادي ،ال يجب ان يترتب عنه سقوط دين هدا االخير ادا لم يصرح بدينه داخل االجل
القانوني .
ويترتب على عدم التقيد باآلجال المحددة قانونا للتصريح بالديون إلى السنديك سقوط حق
الدائن المعني باألمر في المطالبة بماله من ديون في ذمة المقاولة الخاضعة للمعالجة
القضائية.
إال أن المشرع حاول التلطيف من صرامة جزاء سقوط الديون غير المصرح بها داخل
األجل القانوني بتخويله للدائنين حق مراجعة القاضي المنتدب من أجل رفع السقوط عن
دينهم من خالل وسيلة خاصة واستثنائية أطلق عليها دعوى رفع السقوط.
واشترط المشرع أن يتم تقديم طلب رفع السقوط إلى القاضي المنتدب داخل أجل سنة ابتداء
من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم إشهارهما والدائنين
المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة ،733ومن تاريخ نشر مقرر فتح المسطرة
بالجريدة الرسمية بالنسبة لباقي الدائنين.
ويفتح المقرر القاضي برفع السقوط أجال جديدا للتصريح بالدين ال يتعدى ثالثين يوما من
تاريخ تبليغ المقرر بالموطن الحقيقي أو المختار للدائن.
بقي أن نشير إلى أنه بالرغم من أن المشرع لم يحدد أجل سنة هل هو أجل سقوط أم أجل
تقادم ،فإن الفقه المغربي وكذا الفرنسي الذين تناوال الموضوع اعتبر أن أجل السنة هو أجل
سقوط وليس أجل تقادم ،مما يترتب عن ذلك أنه مهما كانت األسباب التي حالت دون
تصريح الدائن بدينه للسنديك داخل األجل القانوني ،ال يمكن لهذا الدائن أن يمارس الدعوى
الرامية إلى رفع السقوط إذا انصرمت مدة السنة.
وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بفاس حيث ذهبت في إحدى قراراتها إلى أن
"أجل رفع السقوط أمام القاضي المنتدب في المادة 655من مدونة التجارة يعتبر أجل
54
سقوط ال ينقطع وال يتوقف حسب ما استقر عليه االجتهاد القضائي ،وليس أجل تقادم.
34
خاتمة:
لقد حاولنا عبر هذا البحث المتواضع الوقوف على مختلف المقتضيات التشريعية المتعلقة
باآلجال من خالل نظام صعوبات المقاولة ،وحاولنا التطرق لمختلف الجوانب المؤثرة في
عنصر اآلجال وكذا تلك المتأثرة به.
ومن خالل دراستنا لهذا الموضوع تبين لنا ان المشرع حاول جاهدا العمل على مالئمة
اآلجال لمختلف مراحل و مساطر نظام صعوبات المقاولة حيت قصر اآلجال عندما أراد
التسريع بالمسطرة و دلك في سبيل تجاوز التعثرات التي قد تعاني منها المقاولة في بدايتها
و إنقاذها قبل ان تشل هده االختالالت حركتها و استمرارية نشاطها ،في حين جعل هذه
اآلجال طويلة في حاالت أخرى عندما كان ال بد من التأني في اتخاذ القرار وإعطاء
األجهزة الوقت الكافي لتشخيص الوضعية والبحث عن الحلول الممكنة ومناقشتها قبل
اختيار الحل المالئم لوضعية المقاولة ،و الكفيل بإخراجها من مأزق الصعوبات التي
تعترضها.
باإلضافة إلى ما سبق فإننا سجلنا أيضا من خالل هذا البحث أن المشرع المغربي إذا كان قد
فرض مجموعة من اآلجال والتي يجب االلتزام بها والتقيد بها ،فإنه بالمقابل لم يفرض لها
جزاء في حالة عدم احترامها من قبل األجهزة الفاعلة ،وعلى عكس ذلك نجده قد فرض
وطبق مجموعة من الجزاءات القاسية على الدائنين في حالة عدم احترامهم اآلجال المحددة
قانونا.
ومن خالل ما سبق ندعو المشرع المغربي إلى:
إعادة النظر في أجل 01يوما الممنوحة للمحكمة للبث في طلبات فتح مسطرة -
التسوية القضائية ،واعتماد أجل شهر أو 01يوما.
النص على إمكانية تجديد أجل الشهر الممنوح للسنديك لممارسة حق االختيار. -
ضرورة وضع جزاء يترتب على عدم احترام اآلجال من طرف أجهزة المسطرة. -
عدم مواجهة الدائنين الذين لم يتم إشعارهم من طرف السنديك بالتصريح بديونهم -
بجزاء السقوط.
35
الئحة المراجع:
المراجع العامة:
-عبد الرحيم شميعة ،إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون
،52.24الجزء األول ،مطبعة وراقة سجلماسة ،الطبعة األولى .1527
-عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،الطبعة الثانية.1527 ،
-أحمد شكري السباعي ،الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة
ومساطر معالجتها الجزء الثاني ،مطبعة المعارف الجديدة الجديدة ،الرباط ،الطبعة الثانية،
.1527
االطروحات
-عبد الرحيم شميعة ،آليات تدخل المساهم غير المسير في تدبير شركة المساهمة ،نحو
حكامة جيدة-أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق ،كلية الحقوق فاس ،جامعة سيدي دمحم
بن عبد هللا ،السنة الجامعية .1522-1525 ،
-عبد الحميد أخريف ،الدور القضائي الجديد في مساطر صعوبات المقاولة ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،جامعة
الحسن األول.1555/1552 ،
الرسائل:
-ابراهيم أقبلي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،مكناس ،جامعة موالي اسماعيل ،السنة الجامعية
.1521.1522
-سعد بهتي ،االجال في مساطر التسوية القضائية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون
الخاص ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية سطات ،جامعة الحسن االول ،
السنة الجامعية .1521.1527 ،
-عيشوش دمحم ،قراءة في الزمن التجاري ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي دمحم ابن عبد هللا ،السنة
الجامعية .1523-1526
-كمال الدزاز ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،مكناس ،جامعة موالي اسماعيل ،السنة الجامعية -1522
.1521
-لوبنى بوهمتاين ،مسطرة االنقاد ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،
جامعة دمحم الخامس الرباط ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي
.1527-1524
-بوبكر الكتامي ،محدودية دور االجهزة الفاعلة في مساطر صعوبات المقاولة ،رسالة
لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية
مكناس ،جامعة موالي اسماعيل .1523-1526،
-زكرياء العماري ،التسوية الودية كآلية للوقاية من صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة دمحم الخامس ،الرباط،
السنة الجامعية 2007 - 2008
36
المقاالت:
-دمحم جالل أمهلول ،تقييم عمل المحاكم التجارية ورصد مواقع الخلل في النص والتطبيق،
مجلة المحاماة ،عدد 45دجنبر .1553
37
الفهرس:
مقدمة …………………………………………………………………2
المبحث األول :خصوصيات اآلجال المرتبطة بوقاية المقاولة من الصعوبات7………...
المطلب األول :خصوصيات آجال الوقاية الداخلية والخارجية من صعوبات المقاولة7….
الفقرة األولى :اعتماد نظام تصاعدي لآلجال خدمة للوقاية من الصعوبات داخليا4…...
الفقرة الثانية :اآلجال المتعلقة بالوقاية الخارجية والمصالحة3................
المطلب الثاني :اآلجال المتعلقة بمسطرة اإلنقاذ25……………………………….
الفقرة األولى :أجل طلب فتح المسطرة والبث فيها22…………………………….
الفقرة الثانية :اآلجال المتعلقة بتنفيذ مخطط اإلنقاذ21…………………………..
المبحث الثاني :خصوصيات آجال معالجة صعوبات المقاولة……………………27
المطلب األول :اآلجال المرتبطة بفتح المسطرة24………………………………..
الفقرة األولى :أجل طلب فتح المسطرة والبث فيها24…………………………….
الفقرة الثانية :اآلجال الخاصة بإجراءات الشهر والطعن23 ………………………..
المطلب الثاني :اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة وحقوق الدائنين……………15......
الفقرة األولى :اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة15………………………….
الفقرة الثانية :اآلجال المرتبطة بحقوق الدائنين……………………………75
خاتمة 77…………………………………………………………….
الئحة المراجع 76………………………………………………………..
38
المواد المنظمة لآلجال في مسطرة الوقاية الداخلية:
المضمون قانون 37.23 الكتاب الخامس
الملغى
-اجل تبليغ الوقائع لرئيس المقاولة 743 746
-اجل عقد الجمعية العامة
39
-تبث المحكمة في طلب فتح مسطرة االنقاذ خالل 767
أجل 27يوما من تاريخ تقديمه اليها
-تحدد المحكمة مدة تنفيذ مخطط االنقاذ على ان ال 732
تتجاوز خمس سنوات
40
-سلطة المحكمة في تخفيض اآلجال أو الزيادة 675 755
فيها.
-الجزاء المترتب عن عدم تنفيذ المخطط داخل 674 651
اآلجال المحددة.
-اآلجال المتعلقة بإبالغ السنديك بالعروض. 676 654
-أجل الطعن في أوامر القاضي المنتدب. 632 675
-أجل طلب استبدال السنديك. 633 645
-يوقف حكم فتح المسطرة اآلجال المحددة تحت 653 674
طائلة السقوط.
-أجل طلب إبطال العقود أو التسديد الذي تم 652 675
خرقا لمقتضيات المادة .655
-ال يحتج على الكفالء بسقوط األجل. 656 661
-أجل ممارسة دعوى استراد المنقول. 355 663
-مدة فترة الريبة. 351 635
-تحديد تاريخ التوقف عن الدفع. 357 655
-أجل بطالن العقود بجون مقابل. 324 652
-إمكانية بطالن العقود بمقابل ،إذا قام بها 327 651
المدين بعد التوقف عن الدفع.
-أجل التصريح بالديون. 315 653
-أجل تسلم رئيس المقاولة للسنديك قائمة 311 655
مصادق عليها بدائنيه.
-أجل رفع دعوى السقوط. 317 655
-أجل الطعن في مقررات القاضي المنتدب. 372 653
-أجل الطعن. 374 355
41