Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

‫مقدمة‪:‬‬

‫إذا كان المبدأ أن المقاوالت التجارية تستمر في مزاولة نشاطها بشكل عادي‪ ،‬وبشكل يوفر للفاعلين‬
‫االقتصاديين األهداف المنشودة من وراء إنشائها‪ ،‬فإن هذه المقاوالت ال تلبث أن تعرف بحكم طبيعة‬
‫الحياة التجارية التي تتأثر بكثير من العوامل تضرب في الصميم األهداف المرجوة‪.‬‬
‫فالمشاكل القانونية او االقتصادية او المالية او االجتماعية تعصف في بعض األحيان بمستقبل المقاولة‬
‫وتفضي بها إلى الموت‪ ،‬األمر الذي ينعكس سلبا على جميع المتعاملين معهـا وعلى االقتصاد الوطني‬
‫برمته‪ ،‬على اعتبار أن هذه المقاولة من قواعد هذا االقتصاد‪.‬‬
‫وفي ضوء التحديات االقتصادية التي يعيشهـا المغرب‪ ،‬وسعيا وراء الحفاظ على استمرارية استغالل‬
‫المقاوالت‪ ،‬وعلى مناصب الشغل الموجودة بها‪ ،‬بالموازاة مع عملية إبراء ذمتها من الديون المترتبة‬
‫عليها‪ ،‬أمور فرضت على المشرع المغربي هجر نظام اإلفالس‪ ،‬وتبني نظاما لإلجراءات الجماعية‬
‫يرتكز في جوهره على مساطر وقائية وعالجية تهدف الى ضمان استمرارية المقاولة المتعثرة متى‬
‫توافرت شروط انقاذها داخل اجال حددها المشرع بقصد تسريع هذه المساطر‪.‬‬
‫وبما أن االجل يلعب دورا اساسيا في السير الصحيح لكل مسطرة على حدة‪ ،‬فان المشرع عمد الى‬
‫تضمين نضام صعوبات المقاولة مجموعة من اآلجال المختلفة والمتعددة باختالف وتعدد المساطر‬
‫واألجهزة وتنوعها‪.‬‬
‫هذه اآلجال التي تهدف إلى تنظيم إجراءات نضام صعوبات المقاولة ربطها المشرع في حاالت معينة‬
‫بالمساطر المكونة لهدا النظام وربطها في حاالت معينة باألجهزة بنوعيها القضائية وغير القضائية‪.‬‬
‫و بعد ان كان المشرع يجعل من عدم اداء الديون في اجل استحقاقها سببا موجبا إلفالس التاجر و‬
‫معاقبته في ضل نضام االفالس الملغى ‪ ،‬فانه في اطار الكتاب الخامس من مدونة التجارة المتعلق‬
‫بمساطر صعوبات المقاولة ‪ ،‬حاول المشرع جعل االجال في خدمة هدا النظام من خالل التسريع‬
‫باإلجراءات حتى ال تتدهور وضعية المقاولة ‪ ،‬اال انه بعد مرور ‪ 12‬سنة على تطبيق الكتاب الخامس‬
‫ابان الواقع العملي عن فشله ‪ ،‬الشيء الدي دفع بالمشرع الى نسخه و تعديله بالقانون ‪ ، 37.23‬و الدي‬
‫جاء بمستجدات مهمة تتعلق باآلجال ‪ ،‬و دلك بهدف تجاوز النقائص التي كانت تعتري التنظيم السابق ‪.‬‬

‫وتتمثل اهمية موضوع اآلجال في مساطر صعوبات المقاولة في الدور المحوري واالساسي الدي يلعبه‬
‫االجل في تحقيق المصالح المشتركة‪ ،‬فالمقاولة التي تعاني من الصعوبات وفي سبيل استرجاع عافيتها‬
‫واستعادة انفاسها وحتى تجد توازنها وتعود الى سالف نشاطها‪ ،‬فإنها تسعى دائما للحصول على اجال‬
‫لألداء‪ ،‬تناسب قدراتها الذاتية وتالئم ايقاع سير نشاطها‪ .‬اما بالنسبة للدائنين فان الهدف االهم بالنسبة لهم‬
‫يكمن في الحصول على ديونهم في أقرب اآلجال الممكنة‪.‬‬

‫وإذا كان األجل باعتباره قاعدة شكلية بامتياز‪ ،‬يحدد االبعاد الزمنية لكل إجراء قانوني وكل مسطرة على‬
‫حدة‪ .‬فهل تخدم اآلجال المقررة في نضام صعوبات المقاولة االهداف التي سطرها المشرع لهدا النظام؟‬
‫إن معالجة هدا االشكال تقتضي منا االحاطة بكل االجال التي اوردها المشرع في الكتاب الخامس‪ ،‬وبما‬
‫ان هده اآلجال هي كثيرة ومتعددة فإننا سنكتفي بدراسة اهمها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ولذلك نقترح التصميم التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬خصوصيات اآلجال في مساطر الوقاية من صعوبات المقاولة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصيات اآلجال في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬خصوصيات اآلجال في مساطر الوقاية من صعوبات‬
‫المقاولة‬

‫ال شك أنه بمجرد وقوع المقاولة في صعوبة‪ ،‬ولو كانت هده األخيرة في بدايتها األولى‪،‬‬
‫يفرض على جميع أجهزة المقاولة التدخل بسرعة وبفعالية من أجل احتواء الوضع غير‬
‫العادي‪ ،‬الذي أصبحت تعيشه المقاولة‪ ،‬على اعتبار أن كل تأخر من شأنه أن يرتب نتائج‬
‫سلبية وأن يصعب من مأمورية األجهزة المتدخلة إلصالح الوضعية‪.‬‬
‫لذلك تدخل المشرع من خالل فرض مجموعة من اآلجال سواء في مرحلة الوقاية الداخلية‬
‫أو الخارجية (المطلب األول) أو في مسطرة اإلنقاذ (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصوصيات آجال الوقاية الداخلية والخارجية من صعوبات‬


‫المقاولة‬
‫وعيا من المشرع المغربي بأهمية ومكانة عنصر األجل في بناء نظام الوقاية من‬
‫صعوبات المقاولة واعتبارا لكون التحدي األكبر يكمن في كيفية جعل هذا العنصر‪-‬أي‬
‫األجل يخدم النظام القانوني عوض عرقلته‪ ،‬فإنه خصص لكل إجراء وكل مسطرة أجال‬
‫تدور رحاهما خالله‪.‬‬
‫لذلك هدف المشرع إلى اعتماد تقنية األجل كإحدى الوسائل الرئيسية لبلوغ مرامي‬
‫الوقاية المنشودة كما أناط بالعديد من األجهزة القضائية وغير القضائية مجموعة من األدوار‬
‫التدخلية الحتواء أي وضع غير عادي‪ 1‬أصبحت تعيشه المقاولة‪ ،‬وربط مهام هذه األجهزة‬
‫بالكثير من اآلجال المتنوعة التي يتعين أن تعطي النتائج المرجوة منها‪.‬‬
‫وتتجلى مظاهر اعتماد تقنية األجل على مستوى مساطر الوقاية من خالل وضع نظام‬
‫زمني الغرض منه مالءمة اآلجال والتسريع بوثيرة اإلنقاذ عن طريق اعتماد نظام تصاعدي‬
‫لآلجال خدمة للوقاية من الصعوبات داخليا {الفقرة األولى}‬
‫ثم جعل هذه اآلجال بين آليتي التقدير والتحديد عند الوقاية الخارجية {الفقرة الثانية}‬
‫لتحقيق فلسفة المشرع‪.‬‬

‫‪-1‬ابراهيم أقبلي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‪ ،‬جامعة‬
‫موالي اسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2122.2122‬ص‪.11 :‬‬

‫‪3‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اعتماد نظام تصاعدي لآلجال خدمة للوقاية من الصعوبات‬
‫داخليا‬
‫يتضح من خالل المادتين ‪ 547-548‬اللتين نظمتا مسطرة الوقاية الداخلية أن التنظيم‬
‫القانوني لمساطر الوقاية اعتمد تقنية االجل واعتبرها عامال أساسيا علق على االلتزام بها‬
‫نجاح فعاليات المسطرة ‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل التنظيم التصاعدي لآلجال المكرسة في‬
‫المادتين السالفتين الذكر حيث خصص أجل ثمانية أيام لتبليغ الوقائع التي من شأنها اإلخالل‬
‫باستمرارية االستغالل (أوال)‬
‫ثم أجل خمسة عشر يوما لدعوة الجمعية العامة لالنعقاد (ثانيا)‬
‫في الوقت الذي نص على ضرورة إخبار رئيس المحكمة في األحوال التي ال تجدي فيها‬
‫هذه اإلجراءات نفعا‪ ،‬في ظل غياب أي تنظيم لعنصر االجل فيما يخص نطاق إخبار جهاز‬
‫رئيس المحكمة (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النطاق الزمني لتبليغ الوقائع المكتشفة إلى رئيس المقاولة‬

‫‪2‬‬
‫نظرا للطابع الوقائي الذي يسود المسطرة في هذه المرحلة باإلضافة الى حساسيتها‬
‫الشيء الدي يفرض االبقاء عليها سرية قدر االمكان فإن المشرع كلف مراقب الحسابات إن‬
‫وجد أو أي شريك بتبليغ الوقائع المكتشفة التي تخل باستمرارية المقاولة إلى رئيسها داخل‬
‫أجل حدده المشرع بموجب المادة ‪ 743‬من م ت في ثمانية أيام ابتداء من يوم اكتشافها‪.‬‬
‫ويعد هذا األجل حدا أقصى ال يمكن لألطراف تجاوزه حسب ما يفهم من صيغة‬
‫المادة السالفة الذكر‪ ،‬وهو ما يعني بالضرورة أنه يبقى لمراقب الحسابات أو الشريك‬
‫االختيار حسب تقديره وحسب خطورة الوقائع المكتشفة في تبليغ هذه الوقائع داخل أجل أقل‬
‫مما ذكره أعاله‪.‬‬
‫حيث يتحدد الزمن المؤطر لنطاق التبليغ في هذه األحوال استناد إلى ظروف الواقع‪،‬‬
‫ذلك أن التعجيل بتبليغ الوقائع إلى رئيس المقاولة إثر اكتشافها من عدمه يتوقف على جسامة‬
‫العراقيل المكتشفة وخطورتها‪ ،‬في حين يمكن للجهاز المكتشف للوقائع أحقية التأجيل حتى‬
‫اليوم الموالي أو اليوم الذي يليه‪ ،‬وفي جميع األحوال له صالحية االستفادة من أجل الثمانية‬
‫أيام كامال‪.‬‬

‫‪ : 2‬كمال الدزاز ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‪ ،‬جامعة موالي‬
‫‪2‬‬
‫اسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2122.2122‬ص‪22 :‬‬

‫‪4‬‬
‫ويعد أجل الثمانية أيام مناسبا لكونه ليس طويال يشجع على التراخي في التعاطي مع‬
‫العراقيل التي بدأت تعيشها المقاولة الشيء الذي من شأنه أن يؤدي إلى تعميق مشاكل‬
‫المقاولة‪ 3‬وإنما يعد متناغما مع المدد التي أقرها الكتاب الخامس المتعلق بالمساطر الجماعية‬
‫عموما‪ ،‬حيث يكون عنصر الزمن في مثل هذه الحاالت حاسما‪.4‬‬
‫ويبدو جليا من خالل ما سبق أن اكتشاف وتبليغ الوقائع التي تعرقل السير الطبيعي‬
‫للمقاولة يعتمد على يقظة الشريك ومراقب الحسابات ومدى تتبعه لشؤون المقاولة ودقة‬
‫مالحظته بها‪.‬‬
‫ومهما يكن فإن عامل الزمن يؤدي دورا مهما وحاسما في تحريك مسطرة الوقاية‬
‫الداخلية لذا يجب على مراقب الحسابات أو الشريك في الشركة التحلي باليقظة والحذر في‬
‫تحريكها‪ ،‬فالتدخل في الوقت المناسب يساهم بنسبة ‪ %50‬من نجاح المهمة ذاتها‪.‬‬
‫وبالمقابل فكل تسرع أو تهور سيكون له أشد النتائج وأوخمها على مسار المقاولة‬
‫وهو ما يجلي قيمة وأهمية عنصر الزمن على هذا المستوى إذ أن كل تأخير أو تراخ‬
‫سيسبب خلال في عملية الوقاية وسيجعل التدخل دون أثر لفوات أوانه مما يقتضي ضبط‬
‫اختيار التوقيت المناسب بحيث ال يكون الخطأ في تقديره إما باإلبطاء غير الالزم أو‬
‫باإلسراع الالهث‪.‬‬
‫وحال توصل رئيس المقاولة بتبليغ المراقب أو الشريك فإنه يتعين عليه أن يبادر‬
‫شخصيا أو بمساعدة مجلس المراقبة أو مجلس اإلدارة إن وجد إلى تصحيح وتدارك‬
‫االختالالت داخل حيز زمني حدده المشرع في ‪ 15‬يوما‪ ،‬ويعتبر هدا االجل طويال بما فيه‬
‫الكفاية ليمنح لرئيس المقاولة امكانية القيام بالخطوات الالزمة لتصحيح الوضعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أجل دعوة الجمعية العامة لالنعقاد‬

‫إذا كان المشرع قد حدد األجلين السابقين بدقة متناهية‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بأجل التبليغ‬
‫الذي قدر له ثمانية أيام وأجل االستجابة والتوصل إلى نتائج مفيدة المحدد في خمسة عشر‬
‫يوما‪ ،‬وهو تنظيم غاية في األهمية وذلك حتى يكون عنصر الزمن أداة ووسيلة في خدمة‬
‫المقاولة التي الحت بوادر الصعوبات في أفقها‪.‬‬

‫‪ -3‬ابراهيم أقبلي‪ ،‬م س ص‪.17 :‬‬


‫‪ -4‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬آليات تدخل المساهم غير المسير في تدبير شركة المساهمة‪ ،‬نحو حكامة جيدة‪-‬أطروحة لنيل دكتوراه‬
‫الدولة في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق فاس‪ ،‬جامعة سيدي دمحم بن عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2122-2010،‬ص‪266:‬‬

‫‪5‬‬
‫فإنه في ضل التنظيم السابق لمساطر الوقاية الداخلية قد أغفل تعيين الوقت المحدد‬
‫النعقاد الجمعية‪ 5‬األمر الذي من شانه أن يعجل بحالة التوقف عن الدفع‪ ،‬على اعتبار أنه‬
‫كلما طال أجل انتظار انعقاد هذه الجمعية زادت الصعوبات التي تعترض المقاولة وقللت من‬
‫فرص إنقاذها ‪.‬‬

‫وقد تنبه المشرع لهدا االختالل في التعديل االخير للكتاب الخامس وحدد اجل الخمسة‬
‫عشر يوما لدعوة الجمعية العامة لالنعقاد حيت نصت المادة ‪547‬على ما يلي " وجب عليه‬
‫العمل على عقد الجمعية العامة داخل اجل الخمسة عشر يوما قصد التداول في شان دلك "‬

‫إن عنصر الزمن كلما تم تضييق نطاقه يكون له دور محدد ومحوري خالل هذه‬
‫المرحلة التي تهدف إلى رقابة داخلية تمتاز بالسرية‪ ،‬ذلك أنه إن طال األمد زاد‬
‫وضع المقاولة تأزما‪ ،‬وكلما شاع خبر هذه األزمة بين الدائنين‪ ،‬أربكت تصرفات المسيرين‬
‫وكل المرتبطين بالمقاولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إغفال تنظيم أجل أخبار رئيس المحكمة أية خلفية؟‬

‫يأتي اخبار رئيس المحكمة كآخر درجة من المنحى التصاعدي الدي تتخذه مسطرة‬
‫الوقاية الداخلية‪ ،‬والوصول الى هده المحطة التي تتميز بتخل شخص أجنبي عن المقاولة‬
‫والدي يتمثل في رئيس المحكمة يبرز بجالء فشل المراحل السابقة‪.‬‬
‫وقد اعطت المادة ‪ 745‬مهمة أخبار رئيس المحكمة التجارية الى كل من مراقب‬
‫الحسابات ورئيس المقاولة والشريك‪ ،‬إال أن ما يؤاخذ على المشرع في هذا الصدد إهماله‬
‫لعنصر الزمن‪ ،6‬بحيث أنه لم يحدد أجال معينا يضبط به اللحظة التي يجب فيها على هاته‬
‫الجهات رفع تقرير أخباري لرئيس المحكمة‪.‬‬
‫وفي ظل استمرارية هفوة إغفال تنظيم عنصر الزمن فإن الهدف من مسطرة الوقاية‬
‫الداخلية التي تقوم أساسا على هذا األخير في سبيل استهداف تصحيح وضعية المقاولة في‬
‫جو من السرية يبقى صعب التحقيق ومبهم الوقوع من حيث التاريخ‪.‬‬
‫ومرد ذلك راجع إلى أن الجمع العام الذي بناء على خالصاته يقوم مراقب الحسابات أو‬
‫الشريك او رئيس المقاولة برفع تقرير إخباري لرئيس المحكمة تقبل أكثر من افتراض‪.‬‬

‫‪5‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.169 :‬‬


‫‪6‬إبراهيم اقبلي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪6‬‬
‫ففي األحوال التي تتعمد فيها الجمعية العامة إهمال تداول وضعية المقاولة عن طريق‬
‫إغفال جدول أعمالها للنقط التي أثارها مراقب الحسابات أو الشريك‪ ،‬فإن أجل رفع التقرير‬
‫إلى رئيس المحكمة يكون بعد انتهاء اجتماع الجمعية العامة مباشرة مما يجعل من نطاق‬
‫رفع التقرير إلى رئيس المحكمة قصيرا من حيث الزمن‪ ،‬الشيء الذي قد يعجل بإنقاذ‬
‫المقاولة والحد من هذه الصعوبات في هذه المحطة‪.‬‬
‫أما الحالة التي تجعل فيها الجمعية العامة تصحيح وضعية المقاولة إحدى نقط جدول‬
‫أعمالها فإن أجل رفع هذا التقرير قد يطول لمدة غير محددة بالنظر لطبيعة الصعوبات التي‬
‫تم اكتشافها والحلول التي تم اقتراحها والتدابير التي تم أو سيتم اتخاذها من طرف المعنيين‪،‬‬
‫في هذه األحوال يجب االنتظار إلى غاية اللحظة التي يتم التيقن فيها أن الوضعية لم تصحح‬
‫أو أن االختالل باق رغم كل ما تم اتخاذه من إجراءات‪ ،‬حينذاك يتم اخبار رئيس المحكمة‬
‫التجارية‪.7‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال المتعلقة بالوقاية الخارجية والمصالحة‬

‫تتميز مساطر الوقاية الخارجية بتدخل أجهزة خارج محيط المقاولة‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫بكل من مسطرة الوقاية الخارجية ومسطرة المصالحة التي تبقى في حد ذاتها خارجية‬
‫بالنظر لألجهزة المتدخلة فيها والموكول إليها صالحية تفعيل هذه المسطرة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى اختالف هذين المسطرتين عن بعضهما البعض من حيث األجهزة‬
‫المتدخلة في كل منهما فإن االختالف من حيث التنظيم لعنصر االجل حاضر يتجلى‬
‫بوضوح من حيث المدد الزمنية المخصصة لكل منهما‪.8‬‬
‫وباستقراء المواد المنضمة لمسطرة الوقاية الخارجية والمصالحة نالحظ أن المشرع‬
‫المغربي قد رغب عن تحديد عنصر االجل في بعض الحاالت بحيث أخضع تحديده للسلطة‬
‫التقديرية لرئيس المحكمة {أوال}‬
‫وعمل على تحديده بشكل دقيق في حاالت أخرى {ثانيا}‬

‫‪7‬إبراهيم أقبلي‪ ،‬مس‪ ،‬ص‪.26 :‬‬


‫‪8‬إبراهيم أقبلي‪ ،‬مس‪ ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪7‬‬
‫أوال‪ :‬اآلجال المتعلقة بالوقاية الخارجية‬

‫خول المشرع لرئيس المحكمة التجارية صالحيات واسعة النطاق فيما يخص تحديد‬
‫مجموعة من اآلجال المتعلقة بالمساطر الوقائية عموما بهدف إنقاذ المقاولة في وقت مبكر‪،‬‬
‫وتتجلى هذه الصالحيات في ضبط وتنظيم عنصر االجل من خالل تحديد أجل استدعاء‬
‫رئيس المقاولة‪ ،‬وكذا من خالل تحديد أجل قيام الوكيل الخاص بمهامه‪.‬‬
‫فبالنسبة لتحديد استدعاء رئيس المقاولة من حيث الزمن‪ ،‬فإن المشرع المغربي على‬
‫غرار المشرع الفرنسي لم يعمد إلى تحديد األجل الفاصل بين تاريخ االستدعاء الصادر من‬
‫هذا الجهاز والتاريخ المحدد إلجراء اجتماع بينه وبين رئيس المقاولة وهو ما يفرغ هذه‬
‫الخطوة من محتواها بالنظر لكثرة انشغاالت رئيس المحكمة من جهة‪ ،‬وصعوبة الحصول‬
‫على المعلومات الكافية في وقت قصير من جهة ثانية في ظل الطابع االختياري لهذه‬
‫المسطرة بالنسبة لرئيس المحكمة ورئيس المقاولة‪.‬‬
‫فبالرجوع للمادة ‪ 745‬في فقرتها الثانية نجدها تنص على انه "يستدعي رئيس‬
‫المحكمة فورا الى مكتبه رئيس المقاولة "‬
‫ويالحظ ان المشرع استعمل عبارة " فورا " تعبيرا عن السرعة التي يجب ان تطبع‬
‫هده المسطرة من اجل ايجاد حل في أقرب وقت للصعوبات التي تعاني منها المقاولة في‬
‫هده المرحلة‪.‬‬
‫اال ان هدا التعبير لوحده غير كاف على اعتبار ان المشرع لم يحدد االجل ولم ينص‬
‫على الجزاء المترتب عن التأخر في استدعاء رئيس المقاولة‪ ،‬لدلك يجب على رئيس‬
‫المحكمة ان يعمد على استدعاء رئيس المقاولة في اجل معقول خوفا من وصول المقاولة‬
‫الى مرحلة التوقف عن الدفع وبالتالي دخولها مرحلة اخرى من الصعوبات‪.‬‬
‫إن التدقيق في عنصر االجل على هذا المستوى بتحديد أجل قصير بين تاريخ رفع‬
‫التقرير إلى رئيس المحكمة وتقديم هذا األخير استدعاء لرئيس المقاولة‪ ،‬وبين تاريخ هذا‬
‫االستدعاء وتاريخ الحضور يلعب دورا هاما في إضفاء عنصر الفعالية على المسطرة‪.‬‬
‫مما يبرز خصوصية إسهام االجل في خدمة القانون بتنظيمه من قبل هذا األخير على‬
‫اعتبار أن كلما كان منظما وقصيرا كانت فرص إنقاذ المقاولة كثيرة‪ ،‬وكلما كان طويال‬
‫سيؤدي ال محالة إلى تعقد هذه الصعوبات مما قد يعجل بدخول المقاولة في وضعية التوقف‬
‫عن الدفع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أما بالنسبة لتحديد النطاق الزمني الذي ينبغي أن تستغرقه مهام الوكيل الخاص‬
‫المحددة من قبل رئيس المحكمة‪ ،‬فإن المشرع ترك أمر تحديده للسلطة التقديرية لهذا األخير‬
‫الذي يحدد باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬الشخص المناسب والمهام التي يوكلها إليه‪. .9‬‬
‫وقد اعتبر البعض ان عدم تحديد أجل قيام الوكيل الخاص بمهامه يعتبر إغفاال وقع فيه‬
‫المشرع المغربي وهفوة لزمه تجاوزها‪.‬‬
‫وخالفا لهذا الرأي يرى األستاذ عبد الرحيم شميعة أن المشرع أحسن صنعا في هذا‬
‫اإلطار وذلك نظرا لنجاعة الزمن القضائي على هذا المستوى الذي يتحدد من منطلق واقعي‬
‫يستند فيه القاضي إلى المهام التي اسندت للوكيل الخاص والوسائل واإلمكانيات المتاحة‪.‬‬
‫ومن بين المستجدات التي جاءت بها المادة ‪ 775‬امكانية تمديد اجل انجاز مهمة‬
‫الوكيل الخاص حيت نصت المادة المذكورة على انه " ادا تبين لرئيس المحكمة من تقرير‬
‫الوكيل الخاص ان نجاح المهمة رهين اما بتمديد اجل انجازها او بتبديل الوكيل مدد االجل‬
‫" وهي نقطة تحسب للمشرع على اعتبار انه في حالة تحديد اجل قصير من طرف رئيس‬
‫المحكمة وكان هدا االجل غير كاف‪ ،‬يتم تمديد االجل بهدف تحقيق الهدف االساسي المتمثل‬
‫في اخراج المقاولة من الصعوبات التي تعاني منها‪.‬‬
‫عموما إذا ما تمكن الوكيل الخاص من أداء المهام التي انيطت به وحقق الهدف من‬
‫تعينه بأن ساهم في تذليل الصعوبات بالكيفية التي تضمن السير العادي للمقاولة فإن األمور‬
‫تتوقف عند هذا الحد‪.‬‬
‫أما إن فشل في ذلك‪ ،‬فإن األمر يفتح الباب أمام رئيس المقاولة لتقديم طلب إجراء‬
‫مصالحة بينه وبين الدائنين أو بينه وبين دائنيه الرئيسيين فقط‪ ،‬الذي بدوره لم يخضع أجل‬
‫البت فيه من قبل رئيس المحكمة التجارية للتأطير القانوني من طرف المشرع وترك ذلك‬
‫لسلطة القاضي التقديرية‪ ،‬وعموما فإن الوضعية تستدعي اإلسراع بفتح المسطرة داخل أجل‬
‫قصير‪ 10‬من أجل تحقيق الغاية من سلوك هذه المسطرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلجال في مسطرة المصالحة‪.‬‬

‫خالفا للقواعد العامة التي تعطي الحق لكل دائن في الحصول على دينه ضمن اآلجال‬
‫المحددة‪ ،‬فإنه خالل هذه المسطرة يتم دفع الدائنين إلى تأجيل مهلة استيفاء الديون إما عن‬
‫طريق المشاركة والتوقيع على االتفاق الذي يعمل المصالح على إبرامه‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ :‬كمال الدزاز ‪ :‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 10‬زكرياء العماري‪ ،‬التسوية الودية كآلية للوقاية من صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2008-2007 :‬ص‪.113 :‬‬

‫‪9‬‬
‫وإما عن طريق فرض آجال معينة من طرف رئيس المحكمة على الدائنين الراغبين‬
‫عن المشاركة والتوقيع في هذا االتفاق‪.‬‬
‫وخالفا للمسطرة السابقة فقد حدد المشرع أجال أقصى لقيام المصالح بمهامه‪ ،‬حيث‬
‫حدده في ثالثة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من المصالح فتصبح بذلك المدة‬
‫القصوى التي قد يستغرقها المصالح في سبيل تسهيل سير المقاولة والعمل على إبرام اتفاق‬
‫المصالحة مع الدائنين هي ستة أشهر‪.‬‬
‫وهدا على خالف ما كانت تنص عليه المادة ‪ 777‬و التي كانت تسمح بتمديد االجل‬
‫شهرا على األكثر ‪.‬‬
‫ولم يكتف المشرع بتحديد النطاق الزمني لمهام المصالح وحسب‪ ،‬وإنما جعل تقنية‬
‫االجل في يده يستعملها طلبا في إنجاح المسطرة من خالل آلية أجل الوقف المؤقت‬
‫لإلجراءات والمتابعات‪.‬‬
‫بحيث إذا رأى المصالح أنه من أجل تنفيذ مهمته البد من خلق هدنة وتهيئ المقاولة‬
‫إلنجاح االتفاق‪ ،‬فإن له طلب إيقاف جميع اإلجراءات التي تواجه أو سوف تواجه المقاولة‬
‫بعرض ذلك على رئيس المحكمة الذي يصدر أمرا غير قابل ألي طعن يقضي بالوقف‬
‫المؤقت لجميع اإلجراءات والمتابعات التي تواجه المقاولة ويحدد مدة هذا الوقف في أجل ال‬
‫يتعدى األجل المحدد لقيام المصالح بمهامه‪،‬‬
‫عموما تعكس مسطرة المصالحة‪ ،‬مدى وعي المشرع بأهمية عنصر االجل باعتباره‬
‫آلية من آليات القوانين المسطرية التي تتوخى ضمان أهداف تشريعية تعكس فلسفة المشرع‬
‫من اعتمادها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلجال المتعلقة بمسطرة اإلنقاذ‬

‫إن الوعي بجسامة المخاطر التي قد تلحق المصلحة االقتصادية العامة من جراء عدم قدرة‬
‫إحدى المقاوالت على أداء الديون المترتبة في ذمتها أو اختالل وضعيتها بشكل ال رجعة‬
‫فيه‪ ،‬وما قدي يترتب على ذلك من أضرار يصعب تداركها‪ ،‬وأمام الفشل الذي تعانيه‬
‫منظومة الوقاية‪ ،11‬فرض على المشرع التدخل لتدارك ذلك من خالل إقرار قواعد قانونية‬
‫ترمي إلى الوقاية من هذه الصعوبات والعبور بالمقاولة إلى بر األمان‪ .‬وهو ما تجسد من‬
‫خالل إحداث مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬والتي تعتبر من ضمن أهم المستجدات التي جاء بها قانون‬
‫‪ ،37.23‬حيث راهن المشرع على تعزيز وتدعيم منظومة الوقاية بإجراءات إنقادية وقائية‬
‫مواكبة للمقاوالت التي تعاني من صعوبات توشك أن تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ :‬لوبنى بوهمتاين ‪ ،‬مسطرة االنقاد ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماسترفي القانون الخاص ‪ ،‬جامعة دمحم الخامس الرباط ‪ ، 2122.2122 ،‬ص ‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد تضمنت مسطرة اإلنقاذ مجموعة من اآلجال منها ما يتعلق بأجل طلب فتح المسطرة‬
‫والبث فيها (الفقرة األولى)‬
‫ومنها ما يتعلق بإعداد الحل (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أجل طلب فتح المسطرة والبث فيها‬

‫تنص المادة ‪ 762‬على ما يلي " يمكن أن تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من كل مقاولة دون أن‬
‫تكون في حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬تعاني من صعوبات ليس بمقدورها تجاوزها من شأنها أن‬
‫تؤدي بها في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع "‪.‬‬
‫يتضح من خالل هذه المادة أن المشرع لم يحدد األجل الذي يتعين على رئيس المقاولة التقيد‬
‫به من أجل تقديم طلب فتح المسطرة‪ ،‬وإنما اكتفى باإلشارة إلى وجود صعوبات من شأنها‬
‫أن تؤدي في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫فتماشيا مع عنصر السرعة الذي يجب أن يطبع هذه المرحلة‪ ،‬وعلى اعتبار أن الوضعية‬
‫المالية للمقاولة قد تتدهور بشكل سريع‪ ،‬يتعين على رئيس المقاولة متى استشعر وجود‬
‫صعوبات أن يتقدم أمام المحكمة بطلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 767‬فإنه على المحكمة المقدم إليها طلب فتح مسطرة اإلنقاذ أن تعمل على‬
‫استدعاء رئيس المقاولة المعني باألمر قصد االستماع إليه‪ ،‬إال أنه ما يالحظ بهذا الخصوص‬
‫أن المشرع المغربي لم يحدد األجل الذي يتعين على المحكمة أن تعمل فيه على استدعاء‬
‫رئيس المقاولة قصد المثول أمامها‪ ،‬ونرى بأن هذا االستدعاء يجب أن يتم فورا ودون أجل‬
‫مجرد التوصل بالطلب المقدم‪ ،‬وذلك من أجل تفادي تدهور وضعية المقاولة وتزايد‬
‫الصعوبات التي تواجهها‪.‬‬
‫وثبت المحكمة في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ خالل أجل ‪ 27‬يوما من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬
‫ويطرح التساؤل حول مدى كفاية هذا األجل‪ ،‬بمعنى هل هذا األجل قصير وغير كاف‬
‫ليكون القاضي قناعته حول الملف والبث فيه؟‬
‫أم أنه مناسب وكاف للبث في فتح مسطرة اإلنقاذ؟‬
‫إن هذا األجل يمكن النظر إليه من زاويتين‪ ،‬أولهما أن هذا األجل قصير‪ ،‬وغير كاف لتكون‬
‫الحكمة قناعتها‪ ،‬على اعتبار أن المحكمة ملزمة باالستماع لرئيس المقاولة‪ ،‬والبحث في‬

‫‪11‬‬
‫الوضعية المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة من أجل التأكد من عدم توافر واقعة‬
‫التوقف عن الدفع‪ .‬وهذه اإلجراءات قد تتطلب وقتا أكثر من ‪ 27‬يوما‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يمكن القول أيضا بأن هذا األجل قد يكون كافيا لتسريع المسطرة وإيقاف‬
‫تدهور المقاولة واإلسراع في إنقاذها‪.‬‬
‫ونرى أن هذا األجل هو أجل معقول وكاف‪ ،‬ذلك أن األمر يتعلق فقط بمسطرة من مساطر‬
‫الوقاية‪ ،‬ولم تصل بعد المقاولة إلى مرحلة التوقف عن الدفع‪ ،‬وحتى إذا تبين للمحكمة بعد‬
‫فتح مسطرة اإلنقاذ أن المقاولة كانت في حالة توقف عن الدفع فإنها تقضي بتحويل مسطرة‬
‫اإلنقاذ إلى مسطرة تسوية أو تصفية قضائية‪.‬‬
‫لذلك فضمان نجاعة مسطرة اإلنقاذ في تصحيح األوضاع المالية واالقتصادية والقانونية‬
‫للمقاولة المعينة والحيلولة دون وصولها لمرحلة التوقف عن الدفع‪ ،‬يقتضي العمل على فتح‬
‫إجراءات هذه المسطرة داخل أجل قصير‪ ،‬بعد تقديم الطلب تفاديا الستفحال الصعوبات‪ ،‬وما‬
‫سيتبع ذلك من تدهور المركز المالي للمقاولة وانتمائها إلى وضع ال ينفع معه أي وقاية وال‬
‫عالج‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 767‬تطبق بشأن آثار الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ وإجراءات الشهر والنشر‬
‫والتبليغ مقتضيات المادة ‪.754‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال المتعلقة بتنفيذ مخطط اإلنقاذ‬

‫يعتبر حكم فتح مسطرة اإلنقاذ بداية لمرحلة جديدة من حياة المقاولة‪ ،‬تتميز بتدخل مباشر‬
‫من القضاء في محاولة منه إليجاد حل للصعوبات التي تعاني منها المقاولة‪.12‬‬
‫وتستند المحكمة في تحديد وضعية العالج على المعلومات التي تستقيها من رئيس المقاولة‬
‫أو من كل شخص تبين لها أن أقواله مفيدة أو على الوثائق التي يمكنها الحصول عليها من‬
‫جميع األطراف المرتبطة بالمقاولة‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ ،732‬تحدد المحكمة مدة لتنفيذ مخطط اإلنقاذ على أال تتجاوز خمس سنوات‪.‬‬
‫إن تحديد الزمن يعتبر وبحق عامال أساسيا من عوامل ضبط المخطط إذ يساعد المقاولة‬
‫والساهرين عليها لضبط عقارب الساعة وتنفيذ التزاماتهم المضمنة في المخطط‪ ،‬وتملك‬
‫المحكمة السلطة التقديرية الكاملة في تحديد مدة اإلنقاذ بحسب ظروف كل مقاولة وما تتطلبه‬
‫وضعيتها المتعثرة وال يحد من هذه السلطة إال تجاوز الحد األقصى الذي حدده المشرع‬
‫والمنصوص عليه في المادة ‪ 732‬والمتمثل في خمس سنوات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ :‬لوبنى بوهمتاين ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪12‬‬
‫إن هذه المدة التي تحددها المحكمة تكون مبنية على مجموعة من االعتبارات أهمها حجم‬
‫المقاولة ومقدار ديونها وحجم تعامالتها مع الغير إلى غير ذلك من الصعوبات التي يمكن أن‬
‫تتعرض لها المقاولة دون أن تكون قد وصلت إلى مرحلة التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫ولم يرتب المشرع المغربي أي جزاء عن تجاوز مدة الخمس سنوات‪.‬‬
‫ويطرح التساؤل حول الحالة التي تحدد فيها المحكمة أجل ثالث سنوات لتنفيذ المخطط‪ ،‬هل‬
‫يمكن تقديم طلب لتمديد هذا األجل؟‬
‫نرى في هذا الباب أن للمحكمة أن تستجيب لهذا الطلب بشرط عدم تجاوز المدة التي حددها‬
‫المشرع في المادة ‪ 732‬والمتمثلة في خمس سنوات‪.‬‬
‫إن أجل خمس سنوات يعد كافيا إلنقاذ المقاولة فالمقاوالت التي ال يكفيها هذا األجل لتصحيح‬
‫وضعيتها من األسلم لها أن يتم إخضاعها إما لمسطرة التسوية أو التصفية القضائية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصيات اآلجال في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫إن نجاح مساطر معالجة صعوبات المقاولة رهين بوضع المقاولة في سياقها الزمني الذي‬
‫يعطي ألجهزة تلك المساطر رؤية واضحة عن حياة المقاولة ليتسنى اتخاذ اإلجراءات‬
‫والتدابير التي تساهم في إنجاح المسطرة الحقا‪.‬‬
‫ويعد الحكم القاضي بفتح المسطرة العامل الفاصل الذي يخول ألجهزة المسطرة التي تعين‬
‫بمقتضاه للوقوف في الموقع الذي يؤهلها لتفعيلها‪.13‬‬
‫وفي هذا السياق اعتمد المشرع تقنية الزمن بغية التحكم في مجرياته بنصوص القانون‬
‫لجعله في خدمة المسطرة بهدف تسوية وضعية المقاولة في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وسنخصص هذا المبحث للتطرق لآلجال المرتبطة بفتح المسطرة (المطلب األول)‬
‫ثم اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة وحقوق الدائنين (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ 13‬عيشوش دمحم‪ ،‬قراءة في الزمن التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي دمحم ابن عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7102/7102‬ص ‪.021‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اآلجال المرتبطة بفتح المسطرة‬

‫إن فعالية مساطر معالجة صعوبات المقاولة تتطلب تسهيل عملية تقديم طلب فتحها وسير‬
‫إجراءاتها بسرعة بعيدا عن الصعوبات والتعقيدات المعروفة في القواعد العامة‪ ،‬لذا قد‬
‫خصها المشرع بقواعد إجرائية تختلف وتتباين عن تلك المعمول بها في باقي القضايا‬
‫األخرى‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أجل طلب فتح المسطرة والبث فيها‬

‫تغير مفهوم الدعوى في ظل قانون مساطر صعوبات المقاولة من المفهوم التقليدي المرتبط‬
‫أساسا بوجود ادعاء صادر من المدعي ضد المدعى عليه‪ ،‬إلى مفهوم تشاركي حديث يجعل‬
‫كل األطراف بمثابة مشاركين في البحث عن سبل تهدف إلى معالجة وضعية المقاولة‪.14‬‬
‫فهذه الخصوصية هي التي تترجم أن دعوى افتتاح المسطرة ضد المقاولة يمكن تقديمها من‬
‫قبل المدين داخل أجل محدد وكذا من الدائن والجهاز القضائي اللذين لم يلزمهما المشرع‬
‫بأي أجل (أوال)‪.‬‬
‫وقد أدخل قانون معالجة صعوبات المقاولة أدوات مسطرية جديدة تمكن المحكمة من تجسيد‬
‫الدور الجديد الذي أناطها به هذا القانون‪ ،‬بعيدا عن تعقيدات ومعيقات القواعد المسطرية‬
‫العادية‪.‬‬
‫وتتمثل في هذه اآلليات المسطرية في وضع أجل قصير للبث في النزاع‪ ،‬يختلف اختالفا‬
‫واضحا عن اآلجال المقررة للبث في النزاعات العادية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ : 01‬سعد بهتي ‪ :‬االجال في مساطر التسوية القضائية ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫‪14‬االقتصادية و االجتماعية سطات ‪ ،‬جامعة الحسن االول ‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 7107.7102 ،‬ص ‪01‬‬

‫‪14‬‬
‫أوالا‪ :‬أجل طلب فتح المسطرة‬

‫أورد المشرع رئيس المقاولة على رأس قائمة األشخاص الذين يمكن لهم طلب افتتاح‬
‫مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬وألزمه بتقديم هذا الطلب داخل أجل ثالثون يوما تلي‬
‫توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫وهذا على خالف ما كان معموال به قبل التعديل األخير‪ ،‬حيث كان المشرع يلزم رئيس‬
‫المقاولة بتقديم هذا الطلب داخل أجل ‪ 27‬يوما ‪ ،‬ويبدو أن صعوبة احترام هذا األجل‬
‫األخير نظرا الرتباطه بعوامل ذاتية تتعلق بالمدين والمتمثلة في كونه يتوهم أن نشاطه ال‬
‫يعيش ظروفا مالية صعبة‪ ،‬حيث يمكن له تجاوزها على الرغم من وجود مؤشرات واضحة‬
‫على وجود صعوبات‪ ،‬مما يزيد في التدهور الكلي لوضعية المقاولة دون اللجوء إلى طلب‬
‫فتح مساطر المعالجة في الوقت المناسب‪.‬‬
‫باإلضافة إلى عوامل موضوعية ترتبط بمدونة التجارة‪ ،‬و المتمتلة اساسا في الجزاء‬
‫المترتب عن عدم تقديم الطلب داخل االجل المحدد ‪ ،‬الشيء الذي يؤثر على دور القضاء‬
‫الذي دأب على تجاوز مبدأ اإللزامية بالسماح للمدين بتقديم الطلب حتى خارج األجل المحدد‬
‫قانونا‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في العديد من قراراتها‪ ،‬من‬
‫ذلك مثال القرار الذي جاء فيه‪:15‬‬
‫" وحيث إن التنصيص المذكور لم يجعل سقوط األهلية التجارية المتخذ ضد مسير المقاولة‬
‫عقوبة آلية تطبق بمجرد عدم التصريح بالتوقف عن الدفع في األجل المحدد وإنما يجب‬
‫تطبيقها عند االقتضاء الشيء الذي يستلزم بالضرورة وجود مبررات تستدعي هذا التطبيق‬
‫من شأنها اإلضرار بمصالح المقاولة المدينة أو مصالح دائنيها"‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫والمقتضى نفسه أكدته المحكمة نفسها في قرار آخر‪:‬‬
‫" وحيث إن المشرع وإن كان قد أعطى للمحكمة الحق في الحكم بسقوط األهلية التجارية‬
‫في إحدى حاالت الفصل ‪ 324‬من مدونة التجارة ومنها عدم التصريح بالتوقف عن الدفع‬
‫داخل أجل ‪ 27‬يوما من تاريخ ذلك التوقف فإن المحكمة تلزم أن تراعي فيه الظروف التي‬
‫جعلت المقاول ال يحترم ذلك األجل‪ ،‬وحيث إن الثابت من أوراق الملف وتصريحات‬
‫السيد‪ ...‬كلها أسباب تبرر عدم مواجهته بذلك األجل وتطبيق الفصل ‪ 324‬في حقه "‪.‬‬
‫كل هذه األسباب أدت بالمشرع في التعديل األخير إلى تمديد أجل ‪ 27‬يوما إلى ‪ 75‬يوما‪،‬‬
‫والذي يعتبر أجال كافيا ومعقوال‪ ،‬ليقوم داخله رئيس المقاولة بتقديم طلب فتح المسطرة‪،‬‬

‫‪ 15‬قرار رقم ‪ 12-22 07‬صدر بتاريخ ‪ ،7112/12/12‬ملف رقم ‪ ،00-7112 72 22‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 16‬قرار رقم ‪ 7117-011‬بتاريخ ‪.7117/10/01‬‬

‫‪15‬‬
‫فهو خير من يقدر مركزه المالي واالقتصادي واالجتماعي‪ .‬وهو بالتالي أكثر األشخاص‬
‫اطالعا ومعرفة بالصعوبات التي تواجه المقاولة‪ ،‬وحجم وخطورة الصعوبات‪ ،‬ويكون بذلك‬
‫ملزما باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمعالجة تلك الصعوبات‪.17‬‬
‫كما يمكن فتح المسطرة بمقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه طبقا‬
‫للمادة ‪ ،735‬وما يالحظ أن هذه المادة لم تقيد الدائن بأي أجل‪ .‬ولكن هذا ال يعني أن هذه‬
‫اإلمكانية بيد الدائن لألبد‪ ،‬بل إنها تخضع لقواعد التقادم الذي يختلف أمده حسب طبيعة‬
‫الدين‪.‬‬
‫ويمكن كذلك فتح المسطرة ضد تاجر وضع حدا لنشاطه أو توفي‪ ،‬وذلك داخل أجل سنة من‬
‫تاريخ وضعه حدا لنشاطه أو داخل أجل ‪ 6‬أشهر من تاريخ وفاته‪ ،‬إذا كان التوقف عن الدفع‬
‫سابقا لهذه الوقائع (المادة ‪.)735‬‬
‫ويمكن أيضا فتح المسطرة ضد شريك متضامن داخل أجل سنة من تاريخ انسحابه من‬
‫شركة التضامن‪ ،‬عندما يكون توقف الشركة عن الدفع سابقا لهذا االنسحاب (المادة ‪.)755‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬أجل البث في طلب فتح المسطرة‬

‫ضرورة السرعة في البث في النزاع مبررة أيا كان نوع النزاع‪ .‬ولكن لها أهمية قصوى في‬
‫الميدان االقتصادي الذي يمثل فيه عامل الزمن دورا مهما جدا‪ ،18‬لذلك نجد أن المشرع‬
‫المغربي قيد المحكمة التجارية من خالل المادة ‪ 751‬بأجل ‪ 27‬يوما على األكثر من تاريخ‬
‫رفع الدعوى إليها‪ ،‬لثبت في طلب فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬
‫ويتضح من صياغة الفقرة األخيرة من المادة ‪ 751‬أن واضعيها كانوا على بينة من أمرهم‬
‫بخصوص علمهم المسبق بصعوبة تحديد دقيق لألجل الواجب على المحكمة احترامه للبث‬
‫في الدعوى المرفوعة أمامها بخصوص المقاولة المتوقفة عن الدفع‪ ،‬فمن جهة أولى وأمام‬
‫إكراه ضرورة التعجيل بإصدار الحكم القاضي بفتح المسطرة القضائية لما ينتج عنه من آثار‬
‫قانونية غاية في األهمية والخطورة‪ ،‬إذ يؤدي إلى وقف جميع المتابعات الفردية ومنع ألداء‬
‫كل دين سابق‪ ،‬وهو ما يعتبر تحصينا للذمة المالية للمقاولة ووقف نزيف األداء الذي يهدد‬

‫‪17‬‬
‫عالل فالي‪ ،‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،7101 ،‬ص‪.021‬‬
‫‪ 18‬دمحم جالل أمهلول‪ ،‬تقييم عمل المحاكم التجارية ورصد مواقع الخلل في النص والتطبيق‪ ،‬مجلة المحاماة‪ ،‬عدد ‪ 14‬دجنبر ‪،7112‬‬
‫ص‪.070‬‬

‫‪16‬‬
‫استمراريتها‪ ،‬وهذا ما يفسر اعتماد صيغة " على األكثر " مما يوحي بأن المحكمة مجبرة‬
‫على احترام هذا األجل دون إمكانية تجاوزه‪.19‬‬
‫ومن جهة ثانية‪ ،‬واستحضارا لصعوبة احترام أجل ‪ 27‬يوما من تاريخ وضع الدعوى‪ ،‬فإن‬
‫واضعي هذه الفقرة لم يرتبوا أي جزاء في حالة مخالفة ذلك‪.20‬‬
‫وفي نظرنا فإن أجل ‪ 27‬يوما غير كاف وقصير جدا‪ ،‬ال يساعد المحكمة على إعداد النازلة‬
‫والبث في معطياتها باقتناع‪ ،‬خاصة مع اتساع دائرة نفوذ المحكمة التجارية وقلة عددها‪.‬‬
‫وهو ما يقلص من الفعالية والمرونة والبساطة المتوخاة منها‪ ،‬لذلك كان على المشرع في‬
‫التعديل األخير أن يمدد هذا األجل وعدم اإلبقاء على نفس المقتضى الذي كانت تنص عليه‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪.763‬‬
‫وإذا ما رجعنا إلى األحكام الصادرة في الموضوع‪ ،‬نجد أن أجل ‪ 27‬يوما بالرغم من‬
‫إلزاميته ال يجد احتراما أو تطبيقا في غالبية األحيان‪ .21‬فال يعقل أن يتم التنصيص على‬
‫أجل قد يبدو مقبوال‪ ،‬ولكنه من الناحية العملية ال يمكن احترامه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال الخاصة بإجراءات الشهر والطعن‬

‫نظرا ألهمية اآلثار التي يرتبها الحكم القاضي بفتح المسطرة بالنسبة لمختلف األطراف التي‬
‫لها مصالح مرتبطة إما بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة بهذه المسطرة‪ ،‬فإن المشرع‬
‫المغربي أقر آجاال قصيرة سواء فيما يتعلق بالشهر (أوال)‬
‫أو بالطعن (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 19‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون ‪ ،10.01‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة وراقة‬
‫سجلماسة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7101‬ص ‪.012‬‬
‫‪ 20‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.011‬‬
‫‪ - 21‬حكم تجارية فاس رقم ‪ 7117-27‬ملف رقم ‪ 7110-74‬بتاريخ ‪ 7117/12/12‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬حكم تجارية فاس رقم ‪ 1170‬ملف رقم ‪ 2-7117-1111‬بتاريخ ‪ 7117/11/02‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬حكم تجارية أكادير رقم ‪ 01‬ملف رقم ‪ 14 – 01 -221‬بتاريخ ‪ 7101/01/14‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬حكم تجارية الدار البيضاء رقم ‪ 47‬ملف رقم ‪ 7112-71-01‬بتاريخ ‪ 7112/12/01‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬حكم تجارية الرباط رقم ‪ 11‬ملف رقم ‪ 7110-12-11‬بتاريخ ‪ 7110/12/71‬غير منشور‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أوالا‪ :‬اآلجال المرتبطة بإجراءات الشهر‬

‫قرر المشرع في المادة ‪ 754‬قواعد وشكليات خاصة بالنسبة لنشر وشهر الحكم القاضي‬
‫بفتح المسطرة‪ ،‬هدف من خاللها إعالم جميع دائني المقاولة بصدور هذا الحكم من أجل‬
‫تمكينهم من المساهمة في المسطرة المفتوحة ومراقبتها‪ ،‬وكذا ممارسة حقوقهم‪.22‬‬
‫وتختلف آجال هاته اإلجراءات حسب المدة الزمنية المخصصة لكل إجراء على حدة بحيث‬
‫أن هناك إجراءات شهر ذات طابع فوري وغير محددة المدة الزمنية‪ ،‬وهناك إجراءات ذات‬
‫طابع سريع وأجل محدد‪.‬‬
‫وهكذا حسب الفقرة األولى من المادة ‪ " 754‬يسري أثر الحكم القاضي بفتح المسطرة من‬
‫تاريخ صدوره ويشار إليه في السجل التجاري المحلي‪ ،‬والسجل التجاري المركزي فور‬
‫النطق به "‪.‬‬
‫وقد هدف المشرع من تمتيع األحكام واألوامر الصادرة في مادة معالجة صعوبات ومنها‬
‫حكم فتح المسطرة بهذا االمتياز‪ ،‬رغبة في ضمان تنفيذ سريع للمقررات الصادرة في هذه‬
‫المادة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بتقرير القيود الالزمة على تصرفات المدين والدائنين‪.‬‬
‫وبالقيام بكافة اإلجراءات التحفظية الكفيلة بحماية أصول المقاولة ومصالح دائنيها‪ ،‬ذلك أن‬
‫حالة االستعجال التي تطبع التحرك من أجل إنقاذ وتسوية وضعية المقاولة‪ ،‬جعلت المشرع‬
‫يفرض عدة التزامات على العديد من األطراف‪ ،‬ويقرر ترتيب مجموعة من اآلثار ابتداء‬
‫من تاريخ صدور الحكم ودون انتظار تبليغه وشهره‪.23‬‬
‫وباإلضافة إلى اإلجراءات الفورية السابقة‪ ،‬حدد المشرع أجل ‪ 5‬أيام للقيام بنشر إشعار‬
‫بالحكم من تاريخ صدوره في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية‬
‫واإلدارية وفي الجريدة الرسمية‪ ،‬كما يبلغ كاتب الضبط الحكم إلى رئيس المقاولة والسنديك‬
‫داخل أجل ‪ 5‬أيام من تاريخ صدوره‪.‬‬
‫إن أجل ثمانية أيام التي حددها المشرع للقيام بإجراءات الشهر هذه تعتبر قصيرة بما فيه‬
‫خدمة للسرعة المطلوبة خالل هذه المرحلة‪ ،‬كما تمس أيضا رغبة المشرع في مالئمة‬
‫اآلجال مع كل مرحلة على حدة من مراحل إنقاذ المقاولة ولو أدى به األمر إلى الخروج عن‬
‫القواعد والشكليات المألوفة‪.24‬‬
‫إال أن فعالية هذه اآلجال التي يتضمنها النص القانوني النظري قد يصاحبه محدوديتها على‬
‫مستوى الواقع العملي كما يشير إلى ذلك بعض الفقه بقوله "فإذا كان هذا األجل يحترم‬
‫بخصوص النشر بالجرائد المخول لها نشر اإلعالنات القانونية لتعددها واستعدادها الدائم‬
‫‪ 22‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.024‬‬
‫‪ 23‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.017‬‬
‫‪ 24‬إبراهيم أقبلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪18‬‬
‫للقيام بذلك‪ ،‬فإن هذا األجل ال يحترم فيما يتعلق بالنشر بالجريدة الرسمية‪ ،‬وهو ما من شأنه‬
‫التأثير على انطالقة أجل التصريح وكذا أجل السنة المقرر لرفع دعوى رفع السقوط‪.25‬‬
‫ويمكن طرح تساؤل حول هذه اإلجراءات هل هي عمليات مرتبطة ال يغني إجراء بعضها‬
‫عن البعض‪ ،‬أم يكفي القيام بالنشر في الجريدة الرسمية دون باقي اإلجراءات في انطالق‬
‫اآلجال؟‬
‫تجيبنا محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في قرار لها " وحيث لما كانت إجراءات‬
‫اإلشهار المنصوص عليها في المادة ‪ 765‬من مدونة التجارة عبارة عن عمليات مرتبطة ال‬
‫يغني إنجاز بعضها عن القيام باألخرى كإغفال باقي وسائل الشهر األخرى‪...‬‬
‫ألن نشر الحكم بالجريدة الرسمية فقط ال ينهض وحده قرينة على تحقق العلم الكافي بفتح‬
‫المسطرة في حق المدين ألن العلم الكافي يكون بسلوك كافة عمليات اإلشهار التي نصت‬
‫عليها المادة ‪ 756‬من مدونة التجارة "‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬اآلجال المرتبطة بالطعن‬

‫سعى المشرع المغربي في سبيل إنقاذ المقاولة وحمايتها‪ ،‬وكذا من أجل حماية مصالح‬
‫الدائنين وحسن سير المسطرة إلى تحقيق نوع من المالءمة بين آجال الطعن‪ ،‬وإجراءاته من‬
‫جهة‪ ،‬وضرورات المرحلة التي تتطلب السرعة في التنفيذ والتبسيط في اإلجراءات من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫فاستقراء المواد المنظمة لطرق الطعن المقررة في مادة معالجة صعوبات المقاولة يتضح أن‬
‫المشرع متع هذه الطعون بمميزات خاصة سواء تعلق األمر بآجال ممارسة هذه الطعون أو‬
‫ببداية تاريخ انطالق هذه اآلجال‪ ،‬وذلك مقارنة مع اآلجال المتعلقة بالمادة التجارية في حد‬
‫ذاتها أو الخاصة بالمادة المدنية أو اإلدارية‪.‬‬
‫وهكذا حدد المشرع أجل االستئناف والنقض في ‪ 25‬أيام‪ ،‬كما حدد أجل تعرض الغير‬
‫الخارج عن الخصومة في ‪ 27‬يوما‪( 26‬المادة ‪.)366-364-367‬‬
‫ويعتبر هذا األجل أقصر حتى من ذلك المعتمد من طرف المشرع في المادة التجارية‪،‬‬
‫بحيث راعى في تحديده وتقديره طابع االستعجال والسرعة الذين يطبعان مساطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬وهو ما يتطلب من جميع األطراف المعنية االحتياط والتتبع المباشر‬

‫‪ 25‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫‪ 26‬كانت المادة ‪ 274‬تحدد هذا األجل في ‪ 01‬أيام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫لمراحل المسطرة من أجل ممارسة الطعون التي يكفلها لهم القانون داخل اآلجال القانونية‪،‬‬
‫وعدم مواجهتهم بفواتها‪.27‬‬
‫أما بخصوص بداية انطالق هذه اآلجال فقد جعل المشرع من التصريح لدى كتابة الضبط‬
‫وسيلة قانونية للطعن‪ ،‬بحيث يتم تعرض الغير الخارج عن الخصومة ضد المقررات‬
‫الصادرة‪ ،‬بتصريح لدى كتابة الضبط داخل أجل ‪ 27‬يوما من تاريخ النطق بالمقرر أو‬
‫نشره بالجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر (المادة ‪.)367‬‬
‫ويتم االستئناف أيضا بتصريح لدى كتابة ضبط المحكمة داخل أجل ‪ 25‬أيام ابتداء من‬
‫تاريخ تبليغ المقرر القضائي‪ ،‬كما يقدم الطعن بالنقض داخل أجل ‪ 25‬أيام ابتداء من تبليغ‬
‫القرار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة وحقوق الدائنين‬

‫إذا كانت فلسفة المشرع من خالل تبنيه مساطر التسوية القضائية هي حماية المقاولة‬
‫والنهوض بها عبر تسوية وضعيتها‪ ،‬فإن ذلك يحتاج إلى تدعيم المسطرة بأجهزة مساعدة‬
‫تقوم بدور كبير‪ ،‬من جهة في مساعدة المقاولة والنهوض بها‪ ،‬ومن جهة أخرى مساعدة‬
‫المحكمة في تسيير المسطرة والتسريع بإجراءاتها‪ ، 28‬وقد وضع المشرع مجموعة من‬
‫االجال تقيد هده االجهزة من اجل التسريع بالمسطرة (المطلب األول)‬
‫كما فرض آجال صارمة تؤدي إلى ضياع حقوق الدائنين في حالة عدم احترامها‪ ،‬فرغبة‬
‫المشرع في تحقيق المناخ المالئم إلنجاح عملية معالجة الصعوبات التي تعترض المقاولة‬
‫جعلته يضحي بحقوق الدائنين من أجل استمرارية المقاولة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة‬

‫عمد المشرع إلى منح المحكمة التي قضت بفتح المسطرة صالحية تعيين أجهزة مساعدة‬
‫لها‪ ،‬يتعلق األمر بالقاضي المنتدب والسنديك (أوال)‬
‫والقاضي المنتدب (ثانيا)‪،‬‬
‫وسنحاول اإلحاطة باآلجال المرتبطة بعمل هاته األجهزة‪.‬‬

‫‪ 27‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.701‬‬


‫‪28‬‬
‫‪ : 71‬بوبكر الكتامي ‪ ،‬محدودية دور االجهزة الفاعلة في مساطر صعوبات المقاولة ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية مكناس ‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل ‪ ، 7102.7102 ،‬ص ‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫أوالا‪ :‬اآلجال المرتبطة بجهاز السنديك‬

‫إن إنقاذ المقاولة من صعوبتها يستدعي االسراع بالقيام بإجراءات المسطرة وضبط أجل‬
‫التدخل خاللها‪ ،‬وأمام ثقل وجسامة المهام الموكولة للسنديك‪ ،‬فإن احتمال عدم احترام هذه‬
‫اآلجال وارد وبقوة ‪ ،‬الشيء الذي من شأنه أن يجعل المسطرة أكثر طوال وأكثر بطء‪ ،‬وهو‬
‫أمر يتعرض مع الصبغة االستعجالية التي تطبع نظام صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫أ‪ -‬آجال االستشارة‬


‫يقوم السنديك من أجل معرفة موقف الدائنين من اآلجال أو التخفيضات التي سيقترحها في‬
‫المخطط باستشارتهم بشكل فردي أو جماعي‪.‬‬
‫فبالنسبة لالستشارة الفردية والتي تعتمد على توجيه السنديك رسالة لكل دائن على حدة‬
‫تهدف من جهة إلى إعطاء الدائن صورة واضحة عن وضعية المقاولة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫تمكنه من اإلدالء بآرائه حول المقترحات المقدمة له من لدن السنديك عن طريق الرد على‬
‫رسالة هذا األخير داخل أجل ‪ 75‬يوما ابتداءا من تلقي رسالة السنديك‪ ،‬ويكون عدم الجواب‬
‫داخل هذا األجل بمثابة موافقة‪.29‬‬
‫وهو االتجاه الذي كرسته محكمة النقض في أحد قراراتها‪ ،‬حيث اعتبرت أن " رسالة‬
‫السنديك المتواصل بها من البنك الدائن والمتضمنة القتراح ‪ 75%‬والتنازل عن الفوائد تعد‬
‫بمثابة استشارة للدائنين بصورة فردية عمال بأحكام المادة ‪( 757‬التي تقابلها المادة ‪)652‬‬
‫وتتدرج في مشروع مخطط استمرارية المقاولة الخاضعة لمسطرة المعالجة وال يمكن‬
‫اعتبارها منازعة في الدين حتى ينطبق على البنك جزاء فوات األجل بعد مرور ‪ 75‬يوما‬
‫طبقا للمادة ‪( 657‬التي تقابلها المادة ‪ )316‬المتعلقة بمسطرة تحقيق الديون‪ ،‬والمحكمة‬
‫التي رتبت األثر القانوني للمادة المذكورة على رسالة السنديك المتعلقة باالستشارة الفردية‬
‫بدل ما هو مقرر بالمادة ‪( 757‬التي تقابلها ‪ )652‬تكون قد خرقت القانون وعرضت‬
‫قرارها للنقض‪.30‬‬
‫إن ما يمكن مالحظته بخصوص هذا األجل هو أنه أجل معقول ال هو بالقصير‪ ،‬وال‬
‫بالطويل‪ ،‬يتناسب مع ما تقتضيه وضعية المقاولة من تسريع ويقظة‪.31‬‬

‫‪ 29‬تنص المادة ‪ ... " 210‬وفي حالة استشارته لهم فرديا يكون عدم الجواب داخل أجل ‪ 21‬يوما ابتداء من تلقي رسالة السنديك‬
‫بمثابة موافقة "‪.‬‬
‫‪ 30‬قرار رقم ‪ 171‬صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ .7111/11/12‬ملف تجاري عدد ‪.7112/411‬‬
‫‪ 31‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة ومساطر معالجتها الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،7112 ،‬ص‪.714‬‬

‫‪21‬‬
‫ويعتبر هذا األجل من النظام العام‪ ،‬ال يمكن لألطراف تجاوزه أو خرقه‪ ،‬فتقاعس الدائن عن‬
‫الجواب خالل األجل المحدد قانونا يعد بمثابة موافقة منه على اآلجال والتخفيضات موضوع‬
‫االستشارة‪ .‬كما يعد هذا األجل أجال كامال ال يحتسب فيه اليوم األول واألخير وذلك طبقا‬
‫للقواعد العامة‪.‬‬
‫ويمكن للسنديك كذلك أن يقوم باستشارة الدائنين بصورة جماعية‪ ،‬وذلك بتوجيهه استدعاء‬
‫لهم لحضور االجتماع الذي ينعقد تحت رئاسته داخل أجل ينحصر ما بين اليوم الخامس‬
‫عشر والواحد والعشرين من تاريخ إرسال االستدعاء طبقا للمادة ‪.657‬‬
‫وإذا كان المشرع قد أعطى للسنديك إمكانية نشر هذا االستدعاء أيضا بجريدة مخول لها‬
‫نشر اإلعالنات القانونية وتعليقه في اللوحة المخصصة لهذا الغرض في المحكمة رغبة منه‬
‫في إعالم جميع الدائنين بموضوع هذا االستدعاء‪ ،‬فإن تقريره بدأ الحساب من تاريخ إرسال‬
‫الرسالة‪ ،‬بدل البدئ من تاريخ التوصل بها كان مجانبا للصواب على اعتبار أن بدء الحساب‬
‫من التاريخ األخير سيعرقل المسطرة أكثر مما سيفيدها‪.32‬‬
‫وال تقتصر استشارة السنديك على الدائنين بل ألزمه المشرع بتبليغ المقترحات التي يرغب‬
‫في تقديمها للدائنين إلى كل من رئيس المقاولة والمراقبين حسب المادة ‪.657‬‬
‫ويجب على رئيس المقاولة إبالغ السنديك بمالحظاته‪ ،‬ثمانية أيام بعد توصله باإلشعار من‬
‫قبل هذا األخير‪ .33‬غير أن المشرع لم يقيد المراقبين بأي أجل‪ ،‬ويبدو ذلك منطقيا كون‬
‫المراقبين يعينون من بين الدائنين والذين يكونون قد عبروا عن رأيهم من خالل عملية‬
‫االستشارة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أجل ممارسة حق االختيار المتعلق بالعقود الجارية‬


‫يعد حق االختيار الممنوح للسنديك من بين أهم المهام التي يقوم بها حيث جعل المشرع‬
‫مصير العقود الجارية في يد السنديك وحده حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 755‬من مدونة‬
‫التجارة إذ يستأثر بصالحية المطالبة بتنفيذ هذه العقود أو استبعادها‪.‬‬
‫ويعكس التنظيم القانوني للعقود الجارية تحوال بنيويا في المنظومة القانونية المغربية‪ ،‬إذ‬
‫انتصر القانون لمصلحة المقاولة ومس بأحد أهم مسلمات القانون المدني أال وهي " القوة‬
‫الملزمة للعقد "‪ ،‬حيث إذا ارتأى السنديك أن مصلحة المقاولة وإمكانية إنقاذها تتأسس على‬

‫‪ 32‬سعد بهتي‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫‪ 33‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.072‬‬

‫‪22‬‬
‫المس أو عدم المس بالعقود التي سبق للمقاولة إبرامها كان له ذلك رغم إرادة المدين‪ ،‬بل‬
‫وكذلك رغم تعرض المتعاقد معه‪.34‬‬
‫ويشكل هذا التحول منعطفا جديدا في البناء الفلسفي القانوني‪ ،‬حيث انتقلتا بذلك من المرحلة‬
‫التي تقوم على فلسفة الحرية التي عنوانها مبدأ سلطان اإلرادة إلى مرحلة فلسفة اقتصادية‬
‫أساسها وقوامها " المصلحة االقتصادية للمقاولة " ولو اقتضى األمر المس بالقوة الملزمة‬
‫للعقد‪ ،‬ويعني ذلك ضرب المبدأ المدني القائم على العقد شريعة المتعاقدين"‪.35‬‬
‫والمالحظ أن المشرع لم يعمل على تقييد السنديك بأجل يلزمه فيه بإعالن موقفه بخصوص‬
‫مواصلة العقود الجارية‪ .‬إال أن المشرع قد راعى عن مصلحة الطرف المتعاقد مع المقاولة‬
‫خوفا من تهاون السنديك في استعمال حقه في الوقت المناسب‪ .‬وأعطى له إمكانية توجيه‬
‫إنذار إلى السنديك يلزمه بممارسة حق االختيار فإن ظل هذا اإلنذار دون جواب لمدة تفوق‬
‫شهرا يفسخ العقد بقوة القانون‪.‬‬
‫وهذا ما أكده القرار الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء‪:‬‬
‫" حيث وجهت الطاعنة إلى السنديك طلبات فسخ عقود االئتمان اإليجاري المتعلق بعدة‬
‫سيارات واستردادها‪ .‬وقد توصل بتلك الطلبات بتاريخ ‪ 1553/53/13‬ولم يجب‪ .‬ومن‬
‫المقرر حسب المادة ‪ 737‬أنه يفسخ العقد بقوة القانون بعد توجيه إنذار إلى السنديك يظل‬
‫دون جواب لمدة تفوق شهرا‪.36‬‬
‫ونرى أن هذه المدة غير كافية ليتخذ السنديك قراره ويبدي موقفه لصعوبة المهمة التي يقوم‬
‫بها‪ .‬وكثرة المهام التي يضطلع بها طول سير المسطرة على اعتبار أن بعض العقود تحتاج‬
‫إلى الدراسة الكافية لتحديد موقف بخصوصها‪.‬‬
‫ويطرح األجل المحدد في شهر إشكاال هاما يتمثل في كيفية احتسابه‪ ،‬وبمعنى أدق هل يبدأ‬
‫سريان هذا األجل من تاريخ إرسال اإلنذار‪ ،‬أم من تاريخ التوصل به؟‬
‫وفي هذا الباب يرى جانب من الفقه الفرنسي أن حساب أجل االختيار يبدأ من تاريخ إرسال‬
‫اإلنذار وليس من تاريخ التوصل به‪.‬‬
‫في حين يرى جانب من الفقه المغربي‪ 37‬أن حساب أجل الشهر يبتدئ من تاريخ التوصل ال‬
‫من تاريخ توجيه اإلنذار بالرغم من أن تاريخ التوصل صعب اإلثبات‪ .‬وقد يعطل المسطرة‬
‫في بعض األحيان‪.‬‬
‫أما القضاء المغربي‪ 38‬فقد ذهب إلى القول أنه‬

‫‪ 34‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫‪ 35‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.014‬‬
‫‪ 36‬قرار عدد ‪ 7112/0242‬بتاريخ ‪ 7111/12/72‬في الملف عدد ‪( 00/7112/721‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ 37‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.272‬‬
‫‪ 38‬أورده شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.272‬‬

‫‪23‬‬
‫" يجب احتساب األجل من تاريخ اإلنذار بناء على مقتضيات المادة ‪ 737‬من مدونة‬
‫التجارة التي جاءت واضحة وصريحة في هذا األمر وأنه ال اجتهاد مع ووجود النص"‪.‬‬

‫ج‪ -‬أجل فك الرهن خالل مسطرة التصفية القضائية‬


‫تسهيال لتحقيق أصول المقاولة فقد مكن المشرع من خالل المادة ‪ 675‬من مدونة التجارة‬
‫السنديك بعد حصوله على إذن من القاضي المنتدب أن يقوم بأداء الديون المضمونة برهن‬
‫أو حبس على أموال المقاولة وهي نفس اإلمكانية المتاحة خالل مرحلة التسوية القضائية‪.‬‬
‫غير أنه إذا تعذر على السنديك ذلك الرهن أو حق الحبس‪ ،‬فإنه يتعين عليه تحقيق الرهن في‬
‫أجل ‪ 6‬أشهر يبتدأ من تاريخ الحكم القاضي بفتح التصفية القضائية‪ ،‬بحيث يقوم ببيع األشياء‬
‫موضوع الرهن‪ .‬ويجب على السنديك إخبار الدائن المرتهن باإلذن بفك الشيء المرهون أو‬
‫المحبوس داخل أجل ‪ 27‬يوما قبل تحقيق الرهن‪.‬‬

‫د‪-‬اآلجال المرتبطة بتحقيق الديون‬


‫يقوم السنديك بمساعدة المراقبين وبحضور رئيس المقاولة بتحقيق الديون طبقا للمادة ‪316‬‬
‫من مدونة التجارة‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع للسنديك من خالل المادة ‪ 313‬أجل ‪ 6‬أشهر لقيامه بهذه المهمة وهي‬
‫المدة التي يجب عليه خاللها أن يقوم بإعداد قائمة بالديون المصرح بها مع اقتراحاته بالقبول‬
‫أو الرفض أو اإلحالة إلى المحكمة‪.‬‬
‫وإذا كان الدين المصرح به منازعا فيه‪ ،‬فإن السنديك يخبر الدائن بذلك بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع إشعار بالتوصل تبين سبب النزاع‪ ،‬واحتماالت مبلغ الدين الذي تم اقتراح‬
‫تقييده‪ ،‬وتدعو الدائن إلى تقديم شروحاته ‪.‬‬
‫و حسب المادة ‪ 316‬فإنه يجب أن يشار في رسالة السنديك أنه إذا لم يقدم الرد داخل أجل‬
‫‪ 75‬يوما لن تقبل أية منازعة الحقة القتراح السنديك‪.‬‬
‫وهو جزاء قاسي وضعه المشرع في مواجهة الدائن‪ ،‬غير أن السلطة التقديرية الممنوحة‬
‫للقاضي المنتدب في قبول الدين تخفف من قساوة هذا الجزاء إذ تبقى لهذا األخير الحرية في‬
‫قبول أعذار الدائن‬

‫‪24‬‬
‫و هكدا جاء في امر صادر عن القاضي المنتدب بالمحكمة التجارية بمراكش " طرح‬
‫اقتراحات السنديك بالقبول الجزئي جانبا واألمر بإجراء خبرة حسابية لتحقق من جدية‬
‫‪39‬‬
‫المنازعة في الدين "‪.‬‬
‫وفي حالة التفويت الكلي أو التصفية القضائية كلف المشرع من خالل المادة ‪ 317‬من‬
‫مدونة التجارة السنديك بالقيام بتسليم القاضي المنتدب بيانا يتضمن ثمن التفويت وتقييما‬
‫لألصول والخصوم العادية منها والممتازة وذلك داخل أجر شهر واحد من تولية العمل‪.‬‬

‫ه‪-‬أجل عرض تقرير الموازنة على القاضي المنتدب‬


‫يجب على السنديك وهو بصدد إعداد الحل الذي تفضي إليه المسطرة إنجاز تقرير يبين فيه‬
‫الوضعية المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‪ ،‬و على ضوء هذا التقرير يقترح‬
‫السنديك أحد الحلول الثالثة إما استمرارية المقاولة أو تفويتها أو تصفيتها‪.‬‬
‫ويتعين على السنديك عرض هذه االقتراحات على القاضي المنتدب داخل أجل أقصاه أربعة‬
‫أشهر تلي صدور حكم فتح المسطرة‪ .‬ويمكن تمديد هذا األجل لمرة واحدة ولنفس المدة‬
‫بطلب من السنديك ليكون بذلك األجل األقصى الممنوح لهذا األخير إلعداد تقريره محددا في‬
‫‪ 5‬أشهر‪.‬‬
‫ويجب أال يتعدى هذا األجل في جميع الحاالت‪.‬‬
‫وهذا على خالف ما هو معمول به في التشريع الفرنسي الذي تصل فيه هذه المدة إلى ‪6‬‬
‫أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،40‬ويمكن أن تصل إلى ‪ 25‬أشهر أو أكثر‪.‬‬
‫وبمقارنتنا بين المدد المنصوص عليها في التشريع المغربي وتلك المضمنة بالقانون‬
‫الفرنسي نالحظ أن المشرع المغربي اعتمد مدة قصيرة نوعا ما‪ ،‬وهذا األجل دفع جانبا من‬
‫الفقه إلى التساؤل حول اآلجال المعقولة واألكثر نجاعة‪ ،‬هل هي اآلجال القصيرة أم‬
‫الطويلة؟‬
‫في معرض اإلجابة على هذا السؤال أكد األستاذ شكري السباعي أن لكل منهما منافعه‬
‫فالمدة القصيرة تساعد على تسريع المسطرة‪ ،‬وتحديد مصير المقاولة في أقرب اآلجال تفاديا‬
‫لتدهور وضعيتها‪ ،‬أما إطالة المدة فتمنح لألطراف وقتا أطول للتفكير واتخاذ القرار‬
‫األنسب‪.41‬‬

‫‪ 39‬المحكمة التجارية بمراكش‪ ،‬أمر القاضي المنتدب‪ ،‬عدد ‪ ،12‬بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ ،7112‬في ملف التسوية القضائية‪ ،‬رقم‬
‫‪.7110/71‬‬
‫‪ 40‬المادة ‪ L-270-4‬من مدونة التجارة الفرنسية‪.‬‬
‫‪ 41‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.712‬‬

‫‪25‬‬
‫لذلك يتعين على السنديك عدم استغالل اإلمكانية التي منحهم إياها المشرع‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫تقديم طلب تمديد تاريخ أو مدة إجراء الموازنة المالية واالقتصادية إال في الحاالت التي‬
‫يصعب معها إنجاز هذا التقرير في أربعة أشهر األولى‪.‬‬
‫وعلى المحكمة أال تستجيب لكل طلبات التمديد إال في الحاالت الضرورية‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي يالحظ في مجموعة من األحكام ومن ذلك الحكم الصادر عن المحكمة التجارية بفاس‪،‬‬
‫والذي جاء فيه ‪:‬‬
‫" حيث إنه من الثابت من أوراق الملف أن تاريخ تبليغ الحكم القاضي بفتح المسطرة‬
‫للسنديك هو ‪ 1552/55/54‬وأنه تحقيقا للغاية التي من أجلها تم تعيينه من طرف المحكمة‪،‬‬
‫ونظرا لطبيعة القضية وما تتطلبه من وقت وجهد‪ ،‬اقتضى نظر المحكمة تحديد المدة‬
‫الممنوحة إليداع تقريره مرة واحدة إلى غاية ‪ 1551-57-54‬تبتدئ من تاريخ انتهاء الفترة‬
‫األولى وذلك تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 735‬من مدونة التجارة"‪.42‬‬
‫بقي أن نشير إلى إشكالية تطرح نفسها بشدة في هذا الصدد والتي لم يتناولها بالتنظيم ال‬
‫المشرع المغربي وال الفرنسي وهي تلك المتعلقة بالحالة التي ال يتم فيها احترام اآلجال من‬
‫طرف السنديك‪.‬‬
‫في هذا الصدد يمكن القول بأن إعمال فلسفة المشرع وأهدافه من التشريع المتعلقة‬
‫بصعوبات المقاولة والمتمثلة في انقاد المقاولة كأولوية من أولويات هذه المساطر يؤدي إلى‬
‫اعتبار أن تجاوز المدة الخاصة إلعداد الحل لظروف تكون قد أملتها معطيات واقعية معينة‬
‫ال يرتب أية نتيجة سلبية‪ ،‬شريطة أال تطول بصورة كبيرة بشكل يضر المقاولة‪.‬‬
‫فالمهم هو تسوية وضعية المقاولة ال تجاوز أو عدم تجاوز فترة إعداد الحل‪.‬‬

‫و‪ -‬أجل تلقي العروض‬


‫تنص المادة ‪ 676‬على أنه " يجب إبالغ السنديك بكل عرض داخل األجل الذي سبق له أن‬
‫حدده وأعلم به المراقبين‪ ،‬كما يجب أن يفصل بين تاريخ توصل السنديك بالعرض وبين‬
‫الجلسة التي تنظر فيه خاللها المحكمة أجل مدته ‪ 27‬يوما‪ ،‬إال إذا حصل اتفاق بين رئيس‬
‫المقاولة والسنديك والمراقبين "‪.‬‬
‫يتضح من خالل هذه المادة أن المشرع منح للسنديك حرية مطلقة في تحديد أجل تقديم‬
‫العروض‪ ،‬لكن التساؤل الذي يبقى مطروحا في هذا اإلطار يتعلق بمصير العقود المقدمة‬
‫خارج األجل الذي يعينه السنديك؟‬

‫‪ 42‬حكم عدد ‪ 7117-1117‬بتاريخ ‪ 7117-10-02‬في ملف رقم ‪ 2-7110-1171‬غير منشور‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ما دام المشرع المغربي لم يرتب أي جزاء يلحق العروض التي قدمت خارج األجل فإنه‬
‫يتوجب علينا االستئناس بموقف الفقه والقضاء المقارن في هذه النقطة‪ ،‬حيث نجد هذا‬
‫األخير لم يكترث لهذه المسألة من زاوية احترام األجل من عدمه‪ ،‬بل رجع مصلحة المقاولة‬
‫على صرامة شكلية لألجل‪.‬‬
‫فالمهم هو اختيار العرض الجيد سواء تم داخل األجل أم خارجه شرط أن يقدم قبل حصر‬
‫مخطط التفويت‪ .‬فالتمسك الحرفي باألجل قد يفوت على المقاولة والدائنين عرضا جيدا قدم‬
‫خارج األجل‪.43‬‬
‫هذا ويجب أال يفصل بين تاريخ توصل السنديك بالعرض وبين الجلسة التي تنظر فيها‬
‫المحكمة أجل مدته ‪ 27‬يوما كحد أدنى‪ ،‬إال إذا حصل اتفاق بين رئيس المقاولة والسنديك‬
‫والمراقبين‪.‬‬
‫إن ما يمكن مالحظته بخصوص هذا األجل هو أنه أجل قانوني قابل ألن يكون أجال اتفاقيا‪،‬‬
‫ألن أجل الخمسة عشر يوما ال يعتبر قاعدة آمرة‪ ،‬بل رخص المشرع إمكانية تعديله‬
‫بالتخفيض منه‪.‬‬
‫لكن المشرع لم يحدد مدى هذا االتفاق‪ ،‬فقد يتفق األطراف المعينون على أجل يوم واحد أو‬
‫يومين‪ ،‬مما ينعكس سلبا على مصير المقاولة‪ ،‬ونرى أنه كان على المشرع التعامل بحزم‬
‫بخصوص هذا األجل وذلك بتحديده مدى هذا االتفاق بقوله مثال " بشرط أال يتجاوز هذا‬
‫االتفاق أجل مدته خمسة أيام "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلجال المرتبطة بعمل القاضي المنتدب‬

‫تعتبر اآلجال التي خص بها المشرع القاضي المنتدب غاية في األهمية إذ جعل من هذا‬
‫الجهاز محورا أساسيا في جعل اآلجال تخدم األهداف المسطرة لنظام صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫‪ 43‬عبد الحميد أخريف‪ ،‬الدور القضائي الجديد في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،7111/7110 ،‬ص‪.702‬‬

‫‪27‬‬
‫أ‪ -‬أجل إيداع أوامر القاضي المنتدب‬
‫يعد تسريع اإلجراءات من أهم المهام التي خص بها المشرع القاضي المنتدب حسب نص‬
‫المشرع في المادة ‪ 631‬على أنه " يسهر القاضي المنتدب على السير السريع للمسطرة‬
‫وعلى حماية المصالح المتواجدة "‬
‫فالقاضي المنتدب جهاز مدعو أكثر من غيره إلى احترام ضوابط تسريع المسطرة‪ ،‬بالرغم‬
‫من أن المشرع لم يحدد له أي أجل يلزمه فيه بإصدار أوامره في االختصاصات التي منحها‬
‫له‪ ،‬وإنما اختار استعمال كلمه "فورا" من أجل التعبير عن السرعة التي يجب أن تطبع‬
‫المسطرة‪ ،‬وذلك من خالل القيام بمختلف العمليات واإلجراءات داخل آجال معقولة‪.44‬‬
‫لكن يبقى السؤال مطروحا حول حدود هذا األجل أمام غياب معايير موضوعية لمفهوم‬
‫األجل المعقول‪.‬‬
‫نرى في هذا الصدد أن المحكمة هي التي تملك السلطة التقديرية لتحديد مدى األجل‬
‫المعقول‪ ،‬خصوصا أمام ما رتبه المشرع الفرنسي على عدم بث القاضي المنتدب داخل أجل‬
‫معقول‪ ،‬حيث أعطى للمحكمة تلقائيا‪ ،‬أو بناء على طلب أحد األطراف‪ ،‬أو بناء على طلب‬
‫النيابة العامة‪ ،‬أن تتصدى المسألة المعروضة على أنظار القاضي المنتدب نتيجة إهماله أو‬
‫تراخيه في البث‪.‬‬
‫وتعتقد أن مثل هذا المقتضى أضحى ضروريا لما يلعبه من دور في تسريع المسطرة‪ ،‬فترك‬
‫المجال مفتوحا أمام القاضي المنتدب دون تقييده بآجال من شأنه أن يعطل المسطرة ويتنافى‬
‫وفلسفة المشرع في تسريع إجراءات المسطرة الجماعية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن المشرع اعتبر في الفقرة الثانية من المادة ‪ 631‬على أنه يجب أن تودع‬
‫أوامر القاضي المنتدب بكتابة الضبط فورا‪ ،‬فإنه باالطالع على بعض األوامر الصادرة من‬
‫القاضي المنتدب‪ ،‬فإن البعض منها جاء خاليا من األمر باإليداع الفوري ومن أي أمر‬
‫بالتبليغ‪.45‬‬
‫في حين جاء البعض اآلخر مشيرا فقط إلى تبليغ األمر المتخذ إلى جهات معينة كاألطراف‬
‫أو الدائنين‪ .‬كما هو الحال بالنسبة لألمر الصادر عن القاضي المنتدب لدى المحكمة‬
‫التجارية بالرباط الذي جاء فيه " نأمر بتبليغ نسخة من هذا المقرر لكل األطراف ومنهم‬
‫الدائنين الواردة أسماؤهم بقائمة الديون األولى وكذا الخزينة العامة‪.46‬‬

‫‪ 44‬إبراهيم أقبلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ 45‬كما هو الحال في األمر عدد ‪ 712‬الصادر عن القاضي المنتدب أدى المحكمة التجارية بالرباط بتاريخ ‪ 7111/00/77‬ملف رقم‬
‫‪ 7111/70/222‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 46‬أمر عدد ‪ ،141‬بتاريخ ‪ ،7112/12/07‬ملف رقم ‪ 7112/70/222‬غير منشور‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ب‪ -‬أجل إشعار األطراف بمقررات القاضي المنتدب‬
‫حدد المشرع من خالل الفقرة الثانية من المادة ‪ 375‬من مدونة التجارة أجل ‪ 5‬أيام من أجل‬
‫قيام كاتب الضبط بإشعار األطراف بمقررات القاضي المنتدب المتعلقة بعدم االختصاص أو‬
‫بالمقررات الي ثبت في المنازعة في الدين بجميع الوسائل المتاحة قانونا‪ .‬وذلك على خالف‬
‫المادة ‪ 656‬التي كانت تقتصر على اإلشعار برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد جاء في أمر صادر عن القاضي المنتدب لدى المحكمة التجارية بالرباط‬
‫"‪ ...‬بتبليغ نسخة من هذا المقرر لألطراف بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‬
‫داخل أجل ‪ 5‬أيام‪.47‬‬
‫وقد جاءت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 375‬خالية من أي تحديد ألجل تبليغ المقررات التي تهم‬
‫قبول الديون غير المنازع فيها إلى الدائنين‪ ،‬كما أن هذه الفقرة جعلت التبليغ يكون عن‬
‫طريق رسالة عادية‪.‬‬
‫وسبب هذا االختالف في طريقة التبليغ واألجل الالزم أن يقع هذا التبليغ إلى األطراف‬
‫داخله‪ ،‬راجع إلى إعطاء الفرصة والمدة الكافية لألطراف من أجل الطعن في هذه المقررات‬
‫المتعلقة بعدم االختصاص أو التي تبث في المنازعة في الدين‪ ،‬في حين أن المقررات التي‬
‫تهم قبول الدين تكون غير معنية بهذا الطعن‪.48‬‬
‫ويبدو من خالل هذه المقتضيات أن المشرع سعى إلى التقليص من أجل التبليغ وذلك حتى‬
‫ال تطول هذه المسطرة أكثر من الالزم فتساهم في عرقلة المسطرة عوض التسريع بها من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فالتبليغ يعطي الفرصة لألطراف من أجل الطعن في مقررات‬
‫القاضي المنتدب‪.‬‬

‫ج‪ -‬آجال الطعن في أوامر القاضي المنتدب‬


‫حدد المشرع من خاللها المادة ‪ 372‬من مدونة التجارة أجل ‪ 27‬يوما من أجل تقديم الطعن‬
‫أمام محكمة االستئناف التجارية إذا كان النزاع من اختصاص المحكمة التجارية‪.‬‬
‫هذا األجل يبتدئ سريانه من تاريخ التبليغ بالنسبة للدائن ورئيس المقاولة‪ ،‬ومن تاريخ‬
‫صدور األمر بالنسبة للسنديك‪.‬‬
‫وال بد أن نشير إلى أن الدائن الذي وقع نزاع في دينه كال أو بعضا والذي لم يرد على‬
‫رسالة السنديك داخل أجل ‪ 75‬يوما (المادة ‪ )316‬ال يمكنه أن يطعن في أوامر القاضي‬
‫المنتدب المؤيد القتراح السنديك (الفقرة الثانية من المادة ‪.)372‬‬

‫‪ 47‬أمر عدد ‪ 221‬بتاريخ ‪ 7112/12/71‬ملف رقم ‪ 7111/70/212‬غير منشور‪.‬‬


‫‪ 48‬إبراهيم أقبلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪29‬‬
‫وحسب الفقرة األخيرة من المادة ‪ 372‬فإنه " حينما يكون الموضوع من اختصاص محكمة‬
‫أخرى يؤدي تبليغ المقرر القاضي بعدم االختصاص الصادر عن القاضي المنتدب إلى‬
‫سريان أجل مدته شهران يجب خالله على الدائن أن يرفع الدعوى إلى المحكمة المختصة‬
‫تحت طائلة السقوط‪ ،‬ما لم يتعلق األمر بدين عمومي فيتعين في هذه الحالة أن ترفع الدعوى‬
‫من طرف المدين خالل نفس األجل وإال اعتبر متنازال عن المنازعة في الدين "‪.‬‬
‫ويبدو أن هذا األجل طويل نسبيا بشكل يجعله يتعارض ويعرقل سير المسطرة التي من‬
‫المفترض أن تتسم بالسرعة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬خول المشرع لألغيار أيضا أن يقدموا تعرضا ضد المقررات الصادرة‬
‫عن القاضي المنتدب داخل أجل ‪ 27‬يوما تبتدئ من تاريخ النشر بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال المرتبطة بحقوق الدائنين‬

‫لم يكن المشرع بنفس الصرامة في تعامله مع األجهزة المتدخلة في المسطرة مقارنة مع‬
‫بعض أطرافها‪ ،‬ونخص هنا بالتحديد الدائنين‪ ،‬بحيث إذا كان قد غيب عنصر الجزاء بالنسبة‬
‫لآلجال المحددة لألجهزة المتدخلة في المسطرة‪ ،‬فإنه كان صارما إلى حد اإلجحاف في حق‬
‫الدائنين عند عدم احترامهم لآلجال المحددة قانونا‪.49‬‬

‫أوالا‪ :‬فترة الريبة وأثرها على حقوق الدائنين‬

‫إذا كان المشرع قد سعى إلى الحيلولة دون تضرر المقاولة وكذا دائنيها من خالل الحفاظ‬
‫على أموال المقاولة التي تتشكل الضمان العام للدائنين أمام بعض التصرفات المشبوهة التي‬
‫يقوم بها المدين‪ ،‬والتي من شأنها أن تحدث اختالال في التوازن المالي للمقاولة‪.‬‬
‫فإنه بالمقابل قد خلف مؤسسة ذات األثر البالغ على مصلحة المتعاقد حسن النية من خالل‬
‫المس بمبدأ االستقرار والثبات الذي يعد شرطا أساسيا في المعامالت التجارية‪.50‬‬
‫ويتعلق األمر بفترة الريبة‪ ،‬التي يقصد بها تلك المدة الزمنية التي تتراوح بين تاريخ التوقف‬
‫عن الدفع والحكم القاضي بفتح المسطرة وتضاف إليها مدة سابقة على التوقف بالنسبة‬
‫لبعض العقود (المادة ‪.)321‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ :‬ابراهيم اقبلي ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪50‬‬
‫إبراهيم أقبلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.017‬‬

‫‪30‬‬
‫والمالحظ من خالل المادة ‪ 327‬أن المشرع جعل فترة الريبة طويلة‪ ،‬قد تصل في بعض‬
‫الحاالت إلى ‪ 14‬شهرا‪ ،‬مما يجعل البطالن يطال حجما كبيرا من المعامالت‪ ،‬وعددا ال‬
‫يستهان به من العقود والتصرفات التي يجريها المدين خالل هذه الفترة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن المشرع المغربي قد ألغى شرط علم المتعاقد مع المدين من خالل‬
‫المواد ‪ 324‬و‪ ،327‬فيكون بذلك يفترض سوء نية المدين فيما يتعلق بالتصرفات التي‬
‫يجريها خالل هذه الفترة‪ .‬ويرجح مصلحة المقاولة وجعلها فوق كل اعتبار‪ ،‬ويصبح المتعاقد‬
‫تبعا لذلك عرضة لضياع حقوقه‪ ،‬بحيث أنه ورغم جهله لوجود المدين في حالة التوقف عن‬
‫الدفع أو تعاقده قبل تاريخ هذا التوقف‪ ،‬فإنه قد يتعرض وفقا لهذا المبدأ الذي أقره المشرع‬
‫إلى إمكانية بطالن تصرفه مع المدين‪ ،‬فهو في هذه الحالة يوجد تحت رحمة القضاء الذي‬
‫يملك السلطة التقديرية الواسعة إلعمال البطالن الجوازي من عدمه‪.‬‬
‫وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض " أن المشرع المغربي لم يشترط في المادة ‪651‬‬
‫المذكورة والمطبقة من طرف المحكمة أي شرط بعلم المتعاقد مع المدين بتوقفه عن الدفع‪،‬‬
‫ولم يشترط توفر سوء النية من طرف ذلك المتعاقد وأنه لئن خولت المواد المذكورة السلطة‬
‫التقديرية للمحكمة لالستجابة لطلب اإلبطال الجوازي من عدمها فإنها ملزمة بأن تبرز في‬
‫قرارها أوال كون التعاقد كان بمقابل أم ال‪ ،‬وقت إبرامه وما إذا كان المتصرف إليه المتعاقد‬
‫قد توصل بماله على المقاولة المدنية دون مقابل من طرفه أو دون سبب مشروع إضرارا‬
‫بباقي الدائنين وهو مل لم تناقشه المحكمة رغم تمسك الطاعن أمامها كون المتعاقد قد تم‬
‫دون مقابل مما يكون معه القرار بما ذهب إليه ناقص التعليل الموازي النعدامه وغير‬
‫مرتكز على أساس وعرضة للنقض‪.51‬‬
‫وبذلك يكون المشرع قد خالف ما هو معمول به في القانون الفرنسي‪ ،‬حيث جاء في المادة‬
‫‪ 255‬من قانون ‪ 17‬يناير‪ ... " 2557‬إذا كان المتعاقد على علم بواقعة التوقف عن‬
‫الدفع‪ "...‬فحسب القانون الفرنسي حتى يتم إعمال بطالن تصرفات المدين خالل فترة الريبة‬
‫يجب أن يكون المتعاقد على علم بواقعة التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫كما لم يشترط المشرع حدوث ضرر في جانب الدائنين من جراء تصرف المدين‪ ،‬مما‬
‫يعطي للمحكمة المجال الواسع إلعمال سلطتها التقديرية التامة والكاملة من أجل النطق‬
‫ببطالن التصرف المجرى من قبل المدين داخل فترة الريبة من عدمه‪ ،‬دون عناء البحث عن‬
‫وجود الضرر‪.‬‬
‫وهكذا اعتبر بعض الفقه المغربي أن المشرع لم يشترط إثبات الغش أو التواطؤ أو حتى‬
‫الضرر‪ ،‬وال حتى علم المتعاقد معه‪ ،‬أو المتصرف إليه بحالة توقف المدين عن الدفع‪ ،‬ألن‬
‫الضرر واضح‪ ،‬وافتقار الذمة جلي وسوء النية بين وال يحتاج إلى إثبات أو علم‪.‬‬

‫‪ 51‬القرار عدد ‪ ،02‬الصادر بتاريخ ‪ ،7112/10/01‬الملف عدد ‪ 7111/0/2/211‬و‪.7111/0/2/222‬‬

‫‪31‬‬
‫فالدائنون يخسرون كل شيء من تهريب ذمة المدين المتوقف عن الدفع دون مقابل أو‬
‫عوض‪ ،‬والمتصرف إليه يربح كل شيء دون مقابل أو عوض‪.52‬‬
‫إال أن بعض الفقه الفرنسي اشترط ضرورة حدوث هذا الضرر من أجل إعمال البطالن‬
‫حيث أشار إلى أنه " ال دعوى بدون مصلحة " فإذا لم يترتب الضرر أو كان هذا األخير‬
‫تافها‪ ،‬فإن المحكمة عليها أن ترفض النطق بالبطالن‪ ،‬استعماال لسلطتها التقديرية‪.‬‬
‫ويضاف إلى ما سبق أن المشرع لم يقيد رفع دعوى البطالن بأي أجل حيث نصت المادة‬
‫‪ " 325‬يمارس السنديك دعوى البطالن قصد إعادة جمع أصول المقاولة "‪ ،‬ونفس األمر‬
‫ينطبق على المشرع الفرنسي الذي لم يحدد بدوره األجل الذي يجب أن ترفع خالله دعوى‬
‫البطالن‪.‬‬
‫وهكذا جاء في حكم صادر عن المحكمة التجارية بمكناس‪ 53‬قضت فيه بما يلي ‪:‬‬
‫" وحيث إن المشرع في إطار تنظيمه لهاته الدعوى لم يحدد أي أجل لممارسة البطالن‬
‫وترك األمر مفتوحا أمام السنديك لممارسة الدعوى دون أن يقيده بأجل معين‪ ،‬وحيث إن‬
‫آجال السقوط والتقادم‪ ،‬يجب أن يرد نص صريح بها وال يمكن استنتاجه أو القياس على‬
‫مقتضيات أخرى"‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬آجال التصريح بالديون‬

‫نظرا للدور األساس الذي تمثله عملية تحديد اآلجال في ضمان السير السريع للمساطر‬
‫الجماعية‪ ،‬ورغبة منه في مساعدة السنديك وتمكينه بجميع المعطيات المتعلقة بمديونية‬
‫المقاولة التي تتعلق بصعوبات في أقصر اآلجال‪ ،‬حتى يتمكن من إعداد الحل بخصوص‬
‫المقاولة المعينة ربط المشرع المغربي التصريح بالديون بآجال معينة ينبغي على الدائن‬
‫التصريح بديونهم داخلها‪.‬‬
‫وهكذا وبقراءتنا لمقتضيات المادة ‪ 315‬من مدونة التجارة نجدها تنص على ما يلي "يجب‬
‫تقديم التصريح بالديون داخل أجل شهرين ابتداءا من‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة السابقة‪ ،‬بالنسبة للدائنين المدرجين بالقائمة وكذا‬
‫المعروفين لدى السنديك‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة السابقة بالنسبة للدائنين الحاملين لضمانات أو عقد‬
‫ائتمان إيجاري تم إشهارهما‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ نشر المقرر القاضي بفتح المسطرة بالجريدة الرسمية بالنسبة لباقي الدائنين‪.‬‬

‫‪ 52‬عالل فالي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫‪53‬‬
‫حكم صادر بتاريخ ‪ 02‬فبراير ‪ ،7112‬ملف تجاري رقم ‪ 111-11/1‬حكم رقم ‪.002‬‬

‫‪32‬‬
‫ويمدد هذا األجل بشهرين بالنسبة للدائنين القاطنين خارج المملكة المغربية‪.‬‬
‫فيما يخص المتعاقد إليه في المادة ‪ ،755‬ينتهي أجل التصريح ‪ 27‬يوما بعد تاريخ الحصول‬
‫على التخلي على مواصلة العقد‪ ،‬إذا كان هذا التاريخ الحقا لتاريخ األجل المنصوص عليه‬
‫في الفقرة األولى "‪.‬‬
‫وباستقراء للمقتضيات الجديدة التي جاء بها المشرع في المادة ‪ 315‬يتبين أن المشرع قد‬
‫جعل أجل الشهرين يبتدئ من تاريخ إشعار السنديك بالنسبة للدائنين المعروفين لديه وكذا‬
‫المدرجين بالقائمة المدلى بها والناشئة ديونهم قبل صدور حكم فتح المسطرة‪ ،‬والدائنين‬
‫الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما‪.‬‬
‫أما بالنسبة لباقي الدائنين فإن أجل الشهرين يبتدئ من تاريخ نشر المقرر القاضي بفتح‬
‫المسطرة بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫وإذا كان الدائن قاطنا خارج المغرب‪ ،‬يمدد هذا األجل إلى شهرين‪.‬‬
‫أما الدائنين أصحاب العقود الجارية فقد حدد لهم المشرع أجل ‪ 27‬يوما للتصريح بديونهم‪،‬‬
‫يبتدئ من تاريخ الحصول على التخلي عن مواصلة العقد ‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬ومساعدة للسنديك فإن رئيس المقاولة مطالب بتسليم هذا األخير قائمة‬
‫مصادق عليها بدائنيه ومبلغ ديونهم ‪ 5‬أيام على األكثر بعد صدور حكم فتح المسطرة وذلك‬
‫باستثناء الحالة التي فتحت فيها المسطرة بناء على طلبه‪.‬‬
‫و قد اتارت هده المقتضيات الجديدة مجموعة من االشكاالت ‪ ،‬فرغبة المشرع في تجاوز‬
‫سلبيات النص القديم و التي كانت تجعل انطالق احتساب اجل الشهرين بالنسبة للدائنين‬
‫الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم شهرهما من تاريخ اشعارهم من طرف‬
‫السنديك ‪ ،‬و من تاريخ نشر الحكم القاضي بفتح المسطرة في الجريدة الرسمية بالنسبة لباقي‬
‫الدائنين ‪ ،‬االمر الدي كان يؤدي الى اغفال الدائنين التصريح بديونهم داخل االجل بسبب‬
‫عدم العلم بنشر الحكم بالجريدة الرسمية ‪ ،‬مما يترتب عنه سقوط ديونهم ‪.‬‬
‫وهدا ما ادى بالفقه الى المناداة بضرورة التراجع عن هدا المقتضى و جعل اجل الشهرين‬
‫يبتدا من تاريخ اشعار السنديك ‪ ،‬و قد استجاب المشرع لهده المطالب اال انه ضمن المادة‬
‫‪ 315‬عبارة الدائنين المعروفين لديه ‪ ،‬و التي تعتبر غير دقيقة ‪ ،‬فكيف سيعرف السنديك‬
‫الدائنين و المفروض انه اجنبي عنهم ؟‬
‫كما يطرح التساؤل ايضا حول الحالة التي يعمد فيها رئيس المقاولة الى عدم ادراج اسم احد‬
‫الدائنين في القائمة ‪ ،‬هل سيواجه هدا الدائن بضرورة التصريح بدينه داخل اجل شهرين من‬
‫نشر الحكم القاضي بفتح المسطرة ؟‬
‫حسب مقتضيات المادة ‪ 315‬فان الدائن الدي لم يدرج في القائمة التي ادلى بها رئيس‬
‫المقاولة ‪ ،‬و الدي ال يدخل ضمن الدائنين اصحاب ضمانات او عقد ائتمان ايجاري تم‬

‫‪33‬‬
‫شهرهما ‪ ،‬فانه يتعين عليه التصريح بدينه داخل اجل شهرين من نشر الحكم القاضي بفتح‬
‫المسطرة ‪.‬‬
‫و هو امر غير مقبول ‪ ،‬فالمنطق يفرض القول بان عدم قيام رئيس المقاولة بالتصريح بدائن‬
‫عادي ‪ ،‬ال يجب ان يترتب عنه سقوط دين هدا االخير ادا لم يصرح بدينه داخل االجل‬
‫القانوني ‪.‬‬

‫ويترتب على عدم التقيد باآلجال المحددة قانونا للتصريح بالديون إلى السنديك سقوط حق‬
‫الدائن المعني باألمر في المطالبة بماله من ديون في ذمة المقاولة الخاضعة للمعالجة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫إال أن المشرع حاول التلطيف من صرامة جزاء سقوط الديون غير المصرح بها داخل‬
‫األجل القانوني بتخويله للدائنين حق مراجعة القاضي المنتدب من أجل رفع السقوط عن‬
‫دينهم من خالل وسيلة خاصة واستثنائية أطلق عليها دعوى رفع السقوط‪.‬‬
‫واشترط المشرع أن يتم تقديم طلب رفع السقوط إلى القاضي المنتدب داخل أجل سنة ابتداء‬
‫من تاريخ إشعار الدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان إيجاري تم إشهارهما والدائنين‬
‫المدرجين بالقائمة المشار إليها في المادة ‪ ،733‬ومن تاريخ نشر مقرر فتح المسطرة‬
‫بالجريدة الرسمية بالنسبة لباقي الدائنين‪.‬‬
‫ويفتح المقرر القاضي برفع السقوط أجال جديدا للتصريح بالدين ال يتعدى ثالثين يوما من‬
‫تاريخ تبليغ المقرر بالموطن الحقيقي أو المختار للدائن‪.‬‬
‫بقي أن نشير إلى أنه بالرغم من أن المشرع لم يحدد أجل سنة هل هو أجل سقوط أم أجل‬
‫تقادم‪ ،‬فإن الفقه المغربي وكذا الفرنسي الذين تناوال الموضوع اعتبر أن أجل السنة هو أجل‬
‫سقوط وليس أجل تقادم‪ ،‬مما يترتب عن ذلك أنه مهما كانت األسباب التي حالت دون‬
‫تصريح الدائن بدينه للسنديك داخل األجل القانوني‪ ،‬ال يمكن لهذا الدائن أن يمارس الدعوى‬
‫الرامية إلى رفع السقوط إذا انصرمت مدة السنة‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بفاس حيث ذهبت في إحدى قراراتها إلى أن‬
‫"أجل رفع السقوط أمام القاضي المنتدب في المادة ‪ 655‬من مدونة التجارة يعتبر أجل‬
‫‪54‬‬
‫سقوط ال ينقطع وال يتوقف حسب ما استقر عليه االجتهاد القضائي‪ ،‬وليس أجل تقادم‪.‬‬

‫‪ 54‬قرار رقم ‪ 02‬ملف عدد ‪ 12-24‬صادر بتاريخ ‪.7111/2/01‬‬

‫‪34‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد حاولنا عبر هذا البحث المتواضع الوقوف على مختلف المقتضيات التشريعية المتعلقة‬
‫باآلجال من خالل نظام صعوبات المقاولة‪ ،‬وحاولنا التطرق لمختلف الجوانب المؤثرة في‬
‫عنصر اآلجال وكذا تلك المتأثرة به‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا لهذا الموضوع تبين لنا ان المشرع حاول جاهدا العمل على مالئمة‬
‫اآلجال لمختلف مراحل و مساطر نظام صعوبات المقاولة حيت قصر اآلجال عندما أراد‬
‫التسريع بالمسطرة و دلك في سبيل تجاوز التعثرات التي قد تعاني منها المقاولة في بدايتها‬
‫و إنقاذها قبل ان تشل هده االختالالت حركتها و استمرارية نشاطها‪ ،‬في حين جعل هذه‬
‫اآلجال طويلة في حاالت أخرى عندما كان ال بد من التأني في اتخاذ القرار وإعطاء‬
‫األجهزة الوقت الكافي لتشخيص الوضعية والبحث عن الحلول الممكنة ومناقشتها قبل‬
‫اختيار الحل المالئم لوضعية المقاولة‪ ،‬و الكفيل بإخراجها من مأزق الصعوبات التي‬
‫تعترضها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق فإننا سجلنا أيضا من خالل هذا البحث أن المشرع المغربي إذا كان قد‬
‫فرض مجموعة من اآلجال والتي يجب االلتزام بها والتقيد بها‪ ،‬فإنه بالمقابل لم يفرض لها‬
‫جزاء في حالة عدم احترامها من قبل األجهزة الفاعلة‪ ،‬وعلى عكس ذلك نجده قد فرض‬
‫وطبق مجموعة من الجزاءات القاسية على الدائنين في حالة عدم احترامهم اآلجال المحددة‬
‫قانونا‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق ندعو المشرع المغربي إلى‪:‬‬
‫إعادة النظر في أجل ‪ 01‬يوما الممنوحة للمحكمة للبث في طلبات فتح مسطرة‬ ‫‪-‬‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬واعتماد أجل شهر أو ‪ 01‬يوما‪.‬‬
‫النص على إمكانية تجديد أجل الشهر الممنوح للسنديك لممارسة حق االختيار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورة وضع جزاء يترتب على عدم احترام اآلجال من طرف أجهزة المسطرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم مواجهة الدائنين الذين لم يتم إشعارهم من طرف السنديك بالتصريح بديونهم‬ ‫‪-‬‬
‫بجزاء السقوط‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬المراجع العامة‪:‬‬
‫‪-‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون‬
‫‪ ،52.24‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة وراقة سجلماسة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1527‬‬
‫‪-‬عالل فالي‪ ،‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1527 ،‬‬
‫‪-‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة‬
‫ومساطر معالجتها الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.1527‬‬
‫االطروحات‬
‫‪-‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬آليات تدخل المساهم غير المسير في تدبير شركة المساهمة‪ ،‬نحو‬
‫حكامة جيدة‪-‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق فاس‪ ،‬جامعة سيدي دمحم‬
‫بن عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1522-1525 ،‬‬
‫‪-‬عبد الحميد أخريف‪ ،‬الدور القضائي الجديد في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول‪.1555/1552 ،‬‬
‫‪ ‬الرسائل‪:‬‬
‫‪-‬ابراهيم أقبلي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.1521.1522‬‬
‫‪-‬سعد بهتي ‪ ،‬االجال في مساطر التسوية القضائية ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية سطات ‪ ،‬جامعة الحسن االول ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.1521.1527 ،‬‬
‫‪-‬عيشوش دمحم‪ ،‬قراءة في الزمن التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي دمحم ابن عبد هللا‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.1523-1526‬‬
‫‪-‬كمال الدزاز ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية ‪-1522‬‬
‫‪.1521‬‬
‫‪-‬لوبنى بوهمتاين ‪ ،‬مسطرة االنقاد ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪،‬‬
‫جامعة دمحم الخامس الرباط ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي‬
‫‪.1527-1524‬‬
‫‪-‬بوبكر الكتامي ‪ ،‬محدودية دور االجهزة الفاعلة في مساطر صعوبات المقاولة ‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫مكناس ‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل ‪.1523-1526،‬‬
‫‪-‬زكرياء العماري‪ ،‬التسوية الودية كآلية للوقاية من صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪2007 - 2008‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬دمحم جالل أمهلول‪ ،‬تقييم عمل المحاكم التجارية ورصد مواقع الخلل في النص والتطبيق‪،‬‬
‫مجلة المحاماة‪ ،‬عدد ‪ 45‬دجنبر ‪.1553‬‬

‫‪37‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة …………………………………………………………………‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬خصوصيات اآلجال المرتبطة بوقاية المقاولة من الصعوبات‪7………...‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خصوصيات آجال الوقاية الداخلية والخارجية من صعوبات المقاولة‪7….‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اعتماد نظام تصاعدي لآلجال خدمة للوقاية من الصعوبات داخليا‪4…...‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال المتعلقة بالوقاية الخارجية والمصالحة‪3................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلجال المتعلقة بمسطرة اإلنقاذ‪25……………………………….‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أجل طلب فتح المسطرة والبث فيها‪22…………………………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال المتعلقة بتنفيذ مخطط اإلنقاذ‪21…………………………..‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصيات آجال معالجة صعوبات المقاولة……………………‪27‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اآلجال المرتبطة بفتح المسطرة‪24………………………………..‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أجل طلب فتح المسطرة والبث فيها‪24…………………………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال الخاصة بإجراءات الشهر والطعن‪23 ………………………..‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة وحقوق الدائنين……………‪15......‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اآلجال المرتبطة بأجهزة المسطرة‪15………………………….‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلجال المرتبطة بحقوق الدائنين……………………………‪75‬‬
‫خاتمة ‪77…………………………………………………………….‬‬
‫الئحة المراجع ‪76………………………………………………………..‬‬

‫‪38‬‬
‫المواد المنظمة لآلجال في مسطرة الوقاية الداخلية‪:‬‬
‫المضمون‬ ‫قانون ‪37.23‬‬ ‫الكتاب الخامس‬
‫الملغى‬
‫‪ -‬اجل تبليغ الوقائع لرئيس المقاولة‬ ‫‪743‬‬ ‫‪746‬‬
‫‪ -‬اجل عقد الجمعية العامة‬

‫المواد المنظمة لآلجال في مسطرة الوقاية الخارجية‪:‬‬


‫‪ -‬اجل غير محدد لقيام الوكيل‬ ‫‪775‬‬ ‫‪745‬‬
‫الخاص بمهامه‬
‫‪ -‬إمكانية تمديد اجل انجاز الوكيل‬
‫الخاص بمهامه‬

‫المواد المنظمة لآلجال في مسطرة المصالحة‪:‬‬


‫تعيين المصالح لمدة ال تتجاوز ثالثة‬ ‫‪777‬‬ ‫‪777‬‬
‫اشهر قابلة لتمديد مرة واحدة‬
‫‪-‬إمكانية وقف اإلجراءات في اجل ال‬ ‫‪777‬‬ ‫‪777‬‬
‫يتعدى قيام المصالح بمهامه ‪ ,‬توقف تبعا‬
‫لدلك االجال المحددة‬
‫‪ -‬يمكن لرئيس المحكمة ان يمنح‬ ‫‪776‬‬ ‫‪776‬‬
‫للمدين اجاال لالداء فيما يخص‬
‫الديون التي لم يشملها االتفاق ‪ ,‬و‬
‫دلك في حالة ابرام اتفاق مع‬
‫الدائنيين الرئيسيين‬
‫‪ -‬يوقف االتفاق االجال المحددة‬ ‫‪775‬‬ ‫‪775‬‬
‫للدائنيين‬
‫‪ -‬في حالة عدم تنفيد االتفاق تسقط‬
‫كل اجال االداء‬

‫المواد المنظمة لآلجال في مسطرة اإلنقاذ‪:‬‬


‫‪ -‬فتح مسطرة االنقاذ بطلب من كل مقاولة تعاني من‬ ‫‪762‬‬
‫صعوبات يمكن ان تؤدي بها الى اجل قريب الى‬
‫التوقف عن الدفع‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬تبث المحكمة في طلب فتح مسطرة االنقاذ خالل‬ ‫‪767‬‬
‫أجل ‪ 27‬يوما من تاريخ تقديمه اليها‬
‫‪ -‬تحدد المحكمة مدة تنفيذ مخطط االنقاذ على ان ال‬ ‫‪732‬‬
‫تتجاوز خمس سنوات‬

‫المواد المنظمة لآلجال في مسطرة التسوية القضائية‪:‬‬


‫يجب على رئيس المقاولة ان يطلب فتح‬ ‫‪-‬‬ ‫‪736‬‬ ‫‪762‬‬
‫مسطرة التسوية القضائية في اجل أقصاه ‪75‬‬
‫يوما‬
‫أجل فتح المسطرة ضد التاجر الدي وضع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪764‬‬
‫حدا لنشاطه او الذي توفي‬
‫أجل فتح المسطرة ضد شريك متضامن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪755‬‬ ‫‪767‬‬
‫أجل بث المحكمة في طلب فتح المسطرة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪751‬‬ ‫‪763‬‬
‫أجل نشر الحكم بالجريدة الرسمية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪754‬‬ ‫‪765‬‬
‫أجل تبليغ كاتب الضبط الى رئيس المقاولة و‬ ‫‪-‬‬
‫السنديك‬
‫ال يترتب عن صدور الحكم سقوط األجل‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪756‬‬ ‫‪732‬‬
‫‪ -‬أجل فسخ العقد الجاري في حالة عدم جواب‬ ‫‪755‬‬ ‫‪737‬‬
‫السنديك‪.‬‬

‫‪ -‬أجل عرض اقتراحات السنديك على القاضي‬ ‫‪757‬‬ ‫‪735‬‬


‫المنتدب‪.‬‬
‫‪ -‬يقيد العرض صاحبه إلى حين صدور حكم‬ ‫‪755‬‬ ‫‪751‬‬
‫المحكمة بحصر المخطط‪ ،‬وال يمكن تغييره‬
‫إال إذا صدر الحكم خالل الشهر الذي يلي‬
‫إليداع تقرير السنديك‪.‬‬
‫‪ -‬األجل المتعلق باالستشارة الفردية‪.‬‬ ‫‪652‬‬ ‫‪757‬‬

‫‪ -‬األجل المتعلق باالستشارة الجماعية‪.‬‬ ‫‪657‬‬ ‫‪753‬‬


‫‪ -‬يبلغ رئيس المقاولة مالحظاته إلى السنديك‬ ‫‪657‬‬ ‫‪755‬‬
‫داخل أجل ‪ 5‬أيام‪.‬‬
‫‪ -‬تحدد المحكمة مدة مخطط االستمرارية على‬ ‫‪615‬‬ ‫‪756‬‬
‫أال تتجاوز ‪ 25‬سنوات‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬سلطة المحكمة في تخفيض اآلجال أو الزيادة‬ ‫‪675‬‬ ‫‪755‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -‬الجزاء المترتب عن عدم تنفيذ المخطط داخل‬ ‫‪674‬‬ ‫‪651‬‬
‫اآلجال المحددة‪.‬‬
‫‪ -‬اآلجال المتعلقة بإبالغ السنديك بالعروض‪.‬‬ ‫‪676‬‬ ‫‪654‬‬
‫‪ -‬أجل الطعن في أوامر القاضي المنتدب‪.‬‬ ‫‪632‬‬ ‫‪675‬‬
‫‪ -‬أجل طلب استبدال السنديك‪.‬‬ ‫‪633‬‬ ‫‪645‬‬
‫‪ -‬يوقف حكم فتح المسطرة اآلجال المحددة تحت‬ ‫‪653‬‬ ‫‪674‬‬
‫طائلة السقوط‪.‬‬
‫‪ -‬أجل طلب إبطال العقود أو التسديد الذي تم‬ ‫‪652‬‬ ‫‪675‬‬
‫خرقا لمقتضيات المادة ‪.655‬‬
‫‪ -‬ال يحتج على الكفالء بسقوط األجل‪.‬‬ ‫‪656‬‬ ‫‪661‬‬
‫‪ -‬أجل ممارسة دعوى استراد المنقول‪.‬‬ ‫‪355‬‬ ‫‪663‬‬
‫‪ -‬مدة فترة الريبة‪.‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪635‬‬
‫‪ -‬تحديد تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬ ‫‪357‬‬ ‫‪655‬‬
‫‪ -‬أجل بطالن العقود بجون مقابل‪.‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪652‬‬
‫‪ -‬إمكانية بطالن العقود بمقابل‪ ،‬إذا قام بها‬ ‫‪327‬‬ ‫‪651‬‬
‫المدين بعد التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬أجل التصريح بالديون‪.‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪653‬‬
‫‪ -‬أجل تسلم رئيس المقاولة للسنديك قائمة‬ ‫‪311‬‬ ‫‪655‬‬
‫مصادق عليها بدائنيه‪.‬‬
‫‪ -‬أجل رفع دعوى السقوط‪.‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪655‬‬
‫‪ -‬أجل الطعن في مقررات القاضي المنتدب‪.‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪653‬‬
‫‪ -‬أجل الطعن‪.‬‬ ‫‪374‬‬ ‫‪355‬‬

‫‪41‬‬

You might also like