Professional Documents
Culture Documents
التصفية القضائية المبسطة
التصفية القضائية المبسطة
التصفية القضائية المبسطة
» .failliteلكن ما إن تقع األزمة إال و نصير حالمين بعالم دون قانون إلعادة بناء
المقاوالت التي أنهكتها الصعوبات ،غير أن القانون لم يعد يتبع مقاربة قانونية صرفة بل إن
المقاربات االقتصادية أضحت غالبة توجه القانون في إطار تفسيرات تخدم المصلحة العامة
االقتصادية للدولة.1
لذلك انتقلت التشريعات إلى األخذ بمقاربة عالجية للمقاوالت التي تمر من صعوبات،
عكس المقاربة العقابية التي كان يعرفها نظام اإلفالس ،و حتى في الوضع الذي تكون فيه
المق اولة غير قابلة لإلنقاذ ال يتركها جهاز القضاء وحيدة تواجه مصيرها ،بل إن المشرع
خلق مسطرة قضائية لتصفيتها.
التصفية القضائية دليل على إخفاق ،le constat d’un échecو أن المقاولة ال
مستقبل لها .2فنصل إلى سيناريو يعاكس الغاية من إحداث مساطر صعوبات المقاولة التي
تتوخى إنقاذ المقاولة و ضمان استمراريتها :فتختفي المقاولة و تختفي معها فرص الشغل
مرض لكتلة
ٍ التي كانت تخلقها .فيغدو الهدف الوحيد هو تصفية المقاولة ،باعتباره حال غير
الدائنين ،3بحيث ال يحصلون إال على جزء فقط من دينهم ،هذا إن كانت لهم ضمانات قوية،
أما الدائنين العاديين فال يظل لهم إال النزر القليل يدارون به خيبتهم.4
إن مسطرة التصفية القضائية مسطرة مستقلة عن المراحل األخرى بحيث ال يمكن المزج
بين مرحلة و أخرى ،حيث تطبق على المقاولة التي فقد فيها أمل االستمرار لكنها تستحق
أن يغدو وضعها واضحا .فهاجس المشرع في هاته المسطرة هو تصفية الخصوم و إنهاء
المقاولة دون تأخر مع محاولة إرضاء الدائنين.5
في إطار قانون بفرنسا 1985لم تكن مسطرة التصفية القضائية متاحة لكل المقاوالت،
حيث كان يلزم المقاولة لتستفيد من مسطرة التصفية القضائية أن تكون قد مرت من مسطرة
المالحظة ،فلم تكن %95من المقاوالت التي وصلت إلى وضع مختل بشكل ال رجعة فيه
تطبق عليها هاته المسطرة .لكن بعد إصالح 1995أضحت مسطرة مستقلة و يمكن الحكم
1
-DENIS VOIOT, Droit économique des entreprises en difficultés, LGDJ 2007, P1.
2
-YVES GUYON, Droit des affaires , Tome2 : Entreprises en difficultés, Redressement judiciaire- Faillite, 9
édition 2003,p :329.
3
- YVES GUYON, op.cit, p329.
4
-Plus de 90% des procédures se terminent par une liquidation et les chirographaires touchent rarement plus
de 5% du montant de leur créance (Infostat Justicen19,janv.1991).
YVES GUYON, op.cit, p329.
5
- YVES GUYON, op.cit,p330.
1
بها غير مرتبط بفترة المالحظة La liquidation judiciare peut être prononcée
.6immédiatement
فهاجس المشرع في تمديد مسطرة التصفية و عدم حصرها في شرط مسطرة المالحظة،
هو اقتصادي باألساس ،حيث لم يعد األمر مستساغا أن تكون هناك مقاوالت تعيش اختالال
ينذر بموتها دون أن نطبق عليها مسطرة التصفية و تبقى خارج مؤسسة القضاء رهينة
للمتابعات الفردية.
باإلضافة إلى رغبة المشرع الفرنسي في إخضاع المقاوالت لمسطرة التصفية فقد أبدع
"مسطرة تصفية قضائية مبسطة"» « La liquidation judiciare simplifiéeفي
إصالح 26يوليوز 2005ثم أدخل عليها تعديالت في إصال 28دجنبر 2006ثم بعدها
إصالح 18دجنبر 2008و أخيرا إصالح 12مارس .2014و الغاية من إحداث هاته
المسطرة هو تطبيقها على مقاوالت ال تتجاوز رقم معامالتها 300000أورو أي المقاوالت
ا لصغرى ،و ذلك بغية التسريع في تصفيها و إزالة الوضعيات المختلة التي تؤذي السير
العادي للحياة االقتصادية.
فليس من مصلحة االقتصاد الوطني أن تظل مساطر التصفية القضائية معمرة لمدة طولة
بالمحاكم ،لما في ذلك من خلق للركود ،إضافة الحتمال ارتفاع تكلفة المسطرة التي ذات
المدة المرتفعة ،مما حدا بالمشرع الفرنسي إلى التشديد في المدد التي سنها في المسطرة
المبسطة.
من هنا تبرز أهمية الموضوع ،فمن الناحية النظرية تبرز أهميته في الوقوف عند المكنات
القانونية الممنوحة للقضاء إلنجاح تطبيق مسطرة التصفية القضائية .أما من الناحية العملية
فتتبدى في حضور الهواجس االقتصادية في عملية التصفية القضائية.
انطالقا من التقديم الذي سقناه أعاله يمكن طرح اإلشكال التالي :إلى أي حد استطاع
المشرع المغربي مواكبة الهواجس االقتصادية في مسطرة التصفية القضائية؟
من خالل اإلشكالية ترتسم أمامنا خطة معالجة موضوعنا:
المبحث األول :مسطرة التصفية القضائية العادية:
المبحث الثاني :مسطرة التصفية القضائية المبسطة:
6
-Dominique LeGEAIS, Droit commercial et des affaires , 23 édition2017 LMD, p597.
2
المبحث األول :التصفية القضائية العادية
يعتبر الحكم بالتصفية القضائية الحل األجدر باالتباع في حاالت عديدة خاصة متى كانت
وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه كما يمكن أن يكون الحل األخير الممكن من تعذر
انقاذ المقاولة بواسطة إحدى وسائل العالج كمخطط االستمرارية أو التفويت.
وخالفا لموقف المشرع المغربي الذي قصر حالة النطق بالتصفية القضائية على اختالل
وضعية المقاولة بشكل ال رجعة فيه أضاف المشرع الفرنسي حالة أخرى وهي توقف نشاط
المقاولة لمدة طويلة .ولدراسة مختلف الجوانب المتعلقة بهذه المسطرة سنقوم أوال بتناول
آثار مسطرة التصفية القضائية (المطلب األول) ،على أن نخصص االمطلب الثاني.
تتلخص أهم اآلثار ا لمترتبة عن الحكم بالتصفية القضائية في تخلي المدين عن تسيير أمواله
والتصرف فيها وفي إمكانية استمرار نشاط المقاولة وفقا لشروط معينة.
ينبغي اإلشارة في البداية أن استمرار نشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية ال يعد شيئا
جديدا ً أو من مبتكرات المدونة الجديدة لسنة ( 1996المادة 620من المدونة) ،وإنما كان
يجري العمل حتى في ظل نظام اإلفالس في مدونة 1913المنسوخة ،إال أن المدونة
الجديدة راجعت شروط وكيفيات تطبيق استمرار النشاط.7
فاستثنا ًء على مبدأ توقف المقاولة المفتوحة في مواجهتها مسطرة التصفية القضائية عن
نشاطها 8نصت المادة 620من م.ت على أنه يمكن للمحكمة إذا اقتضت المصلحة العامة أو
مصلحة الدائنين استمرار نشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية ،أن تأذن بذلك لمدة
تحدد إما تلقائيا ً أو بطلب من السنديك أو وكيل الملك.
-7أحمد شكري السباعي" ،الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوب التي تعترض المقاولة ومساطر معالجتها" ،الجزء الثاني في
التصفية القضائية والقواعد المشتركة بين مسطرتي التسوية القضائية والتصفية القضائية ،والجزاءات التجارية والجنائية المتخذة ضد
مسيري المقاولة ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،2009 ،ص.37 .
-8عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،مطبعة دار السالم الرباط ،الطبعة الثانية ،نونبر ،2015ص.319 .
3
يظهر من قراءة المادة 620من م.ت أن اإلذن باستمرار نشاط المقاولة الخاصعة للتصفية
القضائية يتعلق فقط باالستمرار في استثمار ما أو في نشاط المقاولة ال ببدء نشاط أو
استثمار جديد ،ألن من شأن بدء االستثمار الجديد أن يؤخر التصفية .9وهذا ما سارت عليه
المحكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 02/9/30بقولها" :10استمرار نشاط المقاولة
الخاضعة للتصفية القضائية تعني استمرارها في نشاطها المعهود وليس تسيير نشاط أو
استثمار جديد".
والمالحظ أن هذه المادة استثنت رئيس المقاولة من طلب استمرار نشاط المقاولة ،وهذا ما
"ال صفة لرئيس 11
ذهبت إليه محكمة االستئناف التجارية بالبيضاء بتاريخ :07/5/22
المقاولة في تقديم طلب مواصلة نشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية".
إذا كانت مدونة التجارة المغربية ارتأت أن تمنح للمحكمة سلطة تقديرية لتحديد مدة
استمرار نشاط المقاولة بناء على المعطيات االقتصادية والقانونية وظروف كل مقاولة ،فإن
التشريع الفرنسي اختار نهجا آخر تحكميا يقيد سلطة المحكمة ،وال يجيز لها أن ترخص
باستمرار النشاط سوى لمدة أقصاها شهران قابلة للتمديد ،بناء على طلب وكيل الجمهورية،
لمدة أخرى مساوية لها.12
حفاظا على استمرار نشاط المقاولة وعلى الزبناء وعلى الدخل تدخل المشرع المغربي
لضبط العالقات بين المقاول المدين المكتري وبين المكري مالك المحل أو العقار ،إذ تنص
المادة 621من م.ت" :ال تؤدي التصفية القضائية ،بقوة القانون إلى فسخ عقد كراء
العقارات المخصصة لنشاط المقاولة" .وهذا ما أكده المجلس األعلى – محكمة النقض حاليا-
"في حالة انتقال المسطرة من التسوية 13
في قرار صادر عنها بتاريخ :07/12/12
القضائية إلى التصفية القضائية فإن عقد الكراء يبقى قائما ً ومنتجا ً آلثار وال تؤدي التصفية
وجدير بالذكرهنا أن محكمة النقض الفرنسية قد أكدت في إحدى قراراتها على أن الحكم
بالتصفية القضائية ليس لها بحد ذاتها أثر في إنهاء أو فسخ عقود الشغل ،بل يجب الحكم
بإنهاء تلك العقود بشكل مستقل.15
يعد غل المدين ،أي رفع المدين عن اإلدارة والتصرف والتقاضي ،16من أهم المؤسسات
17
القانونية التي سنها ونظمها المشرع لحماية الضمان العام ""Le gage commun
الذي وضعت حجر األساسي وإطارها المادتان 1241و 1242من مدونة االلتزامات
والعقود المغربية.
وقد خصصت مدونة التجارة لموضوع غل اليد الفقرتين الثالثة والرابعة من المادة .619
ورب تساءل ،حول ما إذا كان يجوز للمحكمة إن رأت ذلك مناسباً ،أن تقبل مشاركة المفلس
على وجه التدخل في الدعوى؟
أنه بالرغم من عدم وجود نص يقضي بذلك ،فإنه ال مانع من تأذن 18
يرى جانب من الفقه
المحكمة في ظل المدونة الجديدة ،للمحكوم عليه بالتصفية القضائية أن يتدخل في الدعوى
وإن كان ال يملك حق رفعها ،متى ارتأت المحكمة أن هذا التدخل يفيد المسطرة.
-14كما جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ 08/02/13أن" :األمر الصادر عن القاضي المنتدب
بتسليم مفاتيح المقاولة المفتوحة في حقها مسطرة التصفية القضائية يعد مخالفا لمقتضيات المادة المذكورة – المادة 621م.ت -وتحتم
اعتبار المسطرة القاضية بذلك ملغية ويتعين إرجاع الملف للقاضي المنتدب التخاذ اإلجراءات القانونية به".
15
- Cass. Soc.26 Nov2015, Gazette du palais 19 janvier 2016.
-16يختلف غل اليد في مسطرة التصفية القضائية عنه في المرحلة المؤقتة التي تتلو الحكم بالتسوية القضائية ،فعل اليد في المسطرة
األولى يتميز بالشمولية بمعنى أن السنديك يحل بقوة القانون محل المقاول المدني في التصرف ة واإلدارة والتقاضي ،أما في المرحلة
االنتقالية ،فإن مدى غل اليد وتطبيقه يخضع للسلطة التقديرية للمحكمة.
-17أحمد شكري السباعي ،م.س ،ص.45 .
-18أحمد شكري السباعي ،م.س ،ص.46 .
5
وقد أثار هذا النوع من التدخل عدة إشكاليات ،تتعلق األولى حول ما إذا كان التدخل يقع بناء
على طلب من المحكوم عليه بالتصفية القضائية فقط أم يجوز للمحكمة أن تثيره من تلقاء
نفسها.
يمكن القول أن المحكمة ال تملك حق إثارة هذا التدخل ألنه استثنائي ،واالستثناء يجب أن
يفسر تفسيرا ً ضيقا ،خاصة أن التشريع ذاته سكت عن هذا الموضوع نهائياً.
وأثيرت إشكالية هامة أخرى ،تنشأ مبدأ قبول تدخل المحكوم عليه بالتصفية القضائية ،وهي
هل يُ ْق َب ُل التدخل أمام المحاكم التجارية فقط ،أم يسوغ التدخل كذلك ،ولو ألول مرة أمام
محاكم االستئناف التجارية وأمام المحاكم العادية أو غيرها ومحاكم االستئناف في القضايا
األخرى المرتبطة بالتصفية القضائية؟
االتجاه األول :يرى هذا الرأي بعدم صحة قبول التدخل األول مرة أمام محكمة االستئناف
لما في ذلك من خرق صريح لقواعد المسطرة (المادة 19من قانون إحداث المحاكم
التجارية) ،التي ال تفتح باب التدخل سوى لفائدة من كان له حق التعرض الخارج عن
الخصومة.19
االتجاه الثاني :يجيز هذا الرأي القائم على المنطق والشرعية القانونية قبول التدخل ولو
ألول مرة أمام محكمة االستئناف ،غير أنه ال يمكن تأييد هذا الرأي ،أي ال يجوز قبول
التدخل ألول مرة أمام محكمة االستئناف في ظل مدونة التجارة الجديدة ،نظرا ً لكون
المشرع المغربي قد تخلى عن الفقرة األخيرة من المادة 203من المدونة القديمة التي كانت
تنص على ما يلي" :ويجوز للمحكمة إذا رأت مناسبا أن تقبل مشاركة المفلس على وجه
التدخل".
تجدر اإلشارة إلى أن هذا التخلي ال يشمل دعاوى المدين الشخصية وال التنصب كمطالب
بالحق المدني بهدف إثبات إدانة مرتكب جناية أو جنحة قد يكون ضحية لها ،حيث يحق
للمدين ممارستها دون االستفادة الشخصية من التعويضات الممنوحة بمقتضاها ،بحيث
-19تنص المادة 144من ق.م.م على أنه" :ال يُ ْقبَ ُل أي تدخل إال ممن قد يكون لهم الحق في أن يستعملوا التعرض الخارج عن
الخصومة".
6
(الفقرة األخيرة من المادة 619م.ت)، 20
تستخلص هذه األخيرة لفائدة المسطرة المفتوحة
ُ
"لئن كان 21
وفي هذا اإلطار قضى قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ :07/01/31
الحكم بالتصفية القضائية يرتكب عن تخلي المدين بقوة القانون عن تسيير أمواله والتصرف
فيها ،ويقوم السنديك بممارسة حقوقه بدالً عنه وإقامة الدعاوى بشأن ذمته المالية طيلة فترة
التصفية القضائية ،فإن ذلك ال يمس أهلية المدين في التقاضي بخصوص حقوقه
الشخصية."...
تحقيق األصول :نظم المشرع المغربي أحكام تحقيق أصول المقاولة الخاضعة للتصفية
القضائية في المواد من 622إلى 629من الكتاب الخامس لمدونة التجارة ،تحت عنوان بيع
األصول ،والتي استهلها ببيع العقارات وتفويت وحدات اإلنتاج وفك األموال المرهونة
والمحبوسة ،22كما أن نفس المواد قد قامت بمنح السنديك بإذن أو ترخيص من القاضي
المنتدب ،صالحية القيام بمجموعة من اإلجراءات التي تسهل وتساعد على تحقيق أصول
المقاولة المحكوم عليها بالتصفية القضائية.
7
بيع العقارات :نظمت المادة 622من مدونة التجارة ،إجراءات بيع العقارات كوحدات
منفصلة بحيث يمكن للقاضي المنتدب إذا ما تطلبت الضرورة ذلك ،اللجوء إلى هذا النوع
من البيوع ،االختيار بين طريقتين للبيع بحسب المزايا التي توفرها كل طريقة:23
فبالنسبة إلى الطريقة األولى ،يتم بيع العقارات وفق اإلجراءات المنصوص عليها في الفصل
469وما يليه من قانون المسطرة المدنية ،المتعلقة بالحجز العقاري؛ تحت مراقبة القاضي
المنتدب الذي تعود له مهمة تحديد الثمن االفتتاحي للمزايدة والشروط األساسية للبيع ،وكذا
تحديد شكليات الشهر؛ وذلك بعد االستماع لرئيس المقاولة والسنديك أو استدعائهما بصفة
قانونية ،وتلقي مالحظات المراقبين ،وتعتبر هذه اإلجراءات ضرورية تحت طائلة بطالن
البيع العقاري.24
وكما نعرف فالحكم القاضي بفتح مسطرة للتصفية القضائية يؤدي إلى وقف جميع المتابعات
الفردية ،التي كان من الممكن على دائني المقاولة اللجوء إليها وكذا إجراءات التنفيذ التي
يباشرها هؤالء الدائنين المنشئة ديونهم قبل فتح المسطرة ،فان إجراءات الحجز العقاري
التي قد بدأها احد هؤالء الدائنين والتي توقفت بمقتضى الحكم السابق ذكره ،يمكن أن يستمر
فيها السنديك؛ هذا األخير الذي يحل محل الدائن في إتمام هذه اإلجراءات من المرحلة التي
توقفت فيها بمقتضى الحكم.25
أما بالنسبة إلى الطريقة الثانية فهي تلك المنصوص عليها في الفقرة الثالثة من المادة 622
من مدونة التجارة ،وتتجلى هذه الطريقة في إمكانية القاضي المنتدب بان يأذن بالبيع في
مزايدة ودية وبالثمن االفتتاحي الذي يحدده ،وإما بالتراضي وفقا للشروط والثمن اللذان
يحددهما أيضا.26
23عالل فالي ،مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،دجنبر ،2012دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،ص 326و .327
24محمد كرام ،مرجع سابق ،ص .120
25محمد كرام ،مرجع سابق ،ص .121
26عالل فالي ،مرجع سابق ،ص .327
8
ومن اآلثار المباشرة للمزايدات ،تطهير العقود من الرهون الرسمية ،وكذا قيام السنديك
بتوزيع ناتج البيع وتحديد ترتيب الدائنين؛ مع األخد بعين االعتبار النزاعات المعروضة
على المحكمة التجارية المختصة المحلية.27
وبالرجوع إلى مسودة مشروع قانون الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،نجده قد أضاف لنا
في هذا اإلطار إمكانية الطعن في القرار الصادر عن القاضي المنتدب ،والقاضي بترتيب
الدائنين وبتوزيع منتوج التصفية القضائية ،بالطعن فيه باالستئناف داخل اجل 15يوما من
تاريخ صدوره.28
التفويت الشامل لوحدات اإلنتاج :إذا ما رجعنا إلى مقتضيات الكتاب الخامس من مدونة
التجارة ،نجد أن األمر ال يقتصر على بيع عقارات المقاولة أو الشركة فقط ،بل انه وحسب
المادة 623من نفس القانون يمكن لوحدات إنتاج؛ مكونة من جزء أو مجموع األصول
المنقولة أو العقارية أن تكون موضوع تفويت شامل ،بشكل يحافظ على نشاط المقاولة بصفة
جزئية أو كلية وعلى مناصب الشغل والزبناء.29
والمالحظ أن مقتضيات هذا التفويت تشبه بشكل كبير المقتضيات الخاصة بمخطط التفويت
في إطار مسطرة التسوية القضائية ،سواء من حيث الدور الرئيسي الذي يقوم به السنديك
فيها أو من حيث طبيعة العروض المتلقاة.30
ويتم تفويت وحدات اإلنتاج وفق مسطرة يسهر عليها السنديك ،هذا األخير الذي يسعى إلى
تلقي عروض التملك ويحدد اجل تقديمها ،ولقبولها يجب أن يكون العرض كتابيا ،وان
يشتمل على سائر البيانات المنصوص عليها في البنود من 1إلى 5من المادة 604تماما
كما هو الشأن بالنسبة لمخطط التفويت ،ويتم إيداع العروض لدى كتابة ضبط المحكمة
27نور الدين لعرج ،مساطر صعوبات المقاولة 2016 ،مطبعة سليكي اخوين ،طنجة ،الطبعة االولى ،ص .217
28محمد الهيني ،االعمال التحضيرية لمسودة مشروع قانون صعوبات المقاولة ،منشور في موقع العلوم القانونية ،نشر في 19يناير 2015وقد
تم االطالع عليه بتاريخ 2018/01/05على الساعة .23:04
29محمد كرام ،مرجع سابق ،ص 121و 122
30عالل فالي ،مرجع سابق ،ص 328و .329
9
التجارية ،حيث يمكن لكل من يهمه األمر أن يطلع عليها ،كما يجب تبليغ القاضي المنتدب
بهذه العروض.31
إال انه ال يمكن للمدين ،أن يتقدم لشراء هذه الوحدات ،وكذا ألي قريب له أو أصهاره؛ حتى
الدرجة الث انية من القرابة بدخول الغاية ،ويقوم القاضي المنتدب بعد سماع رئيس المقاولة
والمراقبين ،وان اقتضى الحال مالكي المحالت التي تستغل بها وحدات اإلنتاج باختيار
العرض األكثر جدية.32
فك األموال المرهونة أو المحبوسة :بالرجوع إلى مقتضيات المادة 626من مدونة التجارة،
نجد انه يمكن للسنديك الذي أذى الدين ،والمادون له من طرف القاضي المنتدب فك األموال
المرهونة من قبل المدين أو األشياء المحبوسة عند الدائنين نتيجة عدم وفاء المدين بديونه
خالل أجال الحلول ،33وفي حالة تعذر هذه اإلمكانية يجب على السنديك خالل اجل 6أشهر
يبتدئ من تاريخ صدور الحكم القاضي بالتصفية القضائية القيام بتحقيق الرهن.34
يجب على السنديك إخبار الدائن المرتهن باإلذن بفك المرهون المحبوس داخل اجل 15
يوما ،وفي حالة البيع من طرف السنديك فان حق الحبس ينقل بقوة القانون إلى ثمن البيع،
وإذا لم يقبل دين الدائن المرتهن كليا أو جزئيا يجب عليه إرجاع المرهون أو ثمنه مع حفظ
الحصة المقبولة من دينه ،ويلجا السنديك إلى طلب الشطب على الرهن ،في حالة تقييده
سواء كان مسجال في المحافظة العقارية أو في السجل التجاري.35
تصفية الخصوم :الحكم القاضي بالتصفية القضائية يؤدي إلى حلول أجال جميع الديون
المؤجلة وتصبح واجبة ومستحقة األداء ،وإذا سبق تقسيم ثمن العقارات وتوزيع واحد أو
أكثر المبالغ ،تحص الدائنون حاملوا االمتيازات والرهون الرسمية في توزيع المستحقات،
يتناسب مع مجمل ديونهم .حيث انه بعد بيع العقارات والحسم نهائيا في ترتيب الدائنين
أصحاب الرهو ن الرسمية واالمتيازات ،فان الحاصل منهم على رتبة معينة ومناسبة ال
10
يتقاضون مبلغ ترتيبهم الرهني في التوزيع ،عن مجمل ديونهم من ثمن العقارات إال بعد
خصم المبالغ التي سبق لهم تقاضيها ويستفيد الدائنين العاديين من المبالغ المخصومة.36
وبالنسبة إلى الدائنين المستفيدين من مال منقول خاص تطبق عليهم أحكام 37المواد 625إلى
،632وال يوزع الثمن الباقي من مبلغ األصول بعد األداء للدائنين دوي الضمانات
واالمتيازات ،على الدائنين العاديين إال بعد خصم مصاريف التصفية القضائية؛ واإلعانات
المقدمة لرئيس المقاولة أو مسيريها أو إلى عائالتهم والمادون بها من طرف القاضي
المنتدب ،وكذا المبالغ التي يتقاضاها الدائنون أصحاب االمتياز.38
ويوضع احتياطيا الجزء من مبلغ األصول ،الموازي للديون التي لم يتم البث فيها نهائيا
بقبولها ،والسيما أجور المسيرين ما لم يبث في شان وضعيتهم.39
وبعد تطرقنا للعمليات التي تتم من خاللها مسطرة التصفية القضائية سننتقل للفقرة الثانية من
هذا المطلب للحديث عن قفل هذه المسطرة.
والحكم القاضي بإقفال إجراءات مسطرة التصفية ال يحوز قوة الشيء المقضي به؛ إذ يمكن
أن يطلب من المحكمة استئناف عمليات التصفية من جديد ،إذ يحق لكل ذي مصلحة
وخصوصا الدائنين المطالبة من جديد باستئناف عمليات التصفية القضائية إذ ظهر وثبت أن
بعض أصول المقاولة لم يتم تحقيقها أو ثمة دعاوى لمصلحة الدائنين لم تتم إثارتها أثناء
36محمد لفروجي ،صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعلجتها ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة االولى ،ص .421
37محمد كرام ،مرجع سابق ،ص 127
38محمد كرام مرجع سابق ،ص .127
39المادة 634من مدونة التجارة.
- 40تجدر اإلشارة إلى أن الحكم القاضي بقفل مسطرة التصفية القضائية إلجراءات الشهر المنصوص عليها في المادة 569من مدونة التجارة.
11
عمليات سريان عمليات التصفية كدعوى المسؤولية ضد المسيرين أو دعوى تمديد المسطرة
لمقاولة أخرى لتداخل الذمم أو للصورية ،إذا ثبت أن المدين أخفى بعض أمواله.41
ويذهب الفقه في فرنسا إلى أن المطالبة بإعادة استئناف عمليات التصفية القضائية بعد قفلها
ال ينحصر على الدائنين فقط ،يمكن للنيابة العامة والمصفي السابق تقديم نفس الطلب ،بل
يمكن للمحكمة أن تقضي بإعادة فتح المسطرة القضائية تلقائيا دون أن تكون مقيدة بدون
أجل.42
وبالرجوع إلى مدونة التجارة وباألخص المادة 635منها يتبن أنها حددت الحاالت التي
تستوجب قفل التصفية القضائية وهي كالتالي:
-3إذا استحال االستمرار في القيام بعمليات التصفية القضائية لعدم كفاية األصول.
-2زوال أو انتهاء غل يد المدين للتصرف في أمواله ،حيث هذا األخير يسترجع حقه
في اإلدارة والتسيير المادة 619من مدونة التجارة ،واسترجاع المدين لحريته في
اإلدارة والتصرف في أمواله مقرون بعدم صدور حكم سقوط األهلية التجارية.
-3استرجاع الدائن الحق في إقامة الدعاوى الفردية خاصة إذا حكم بقفل مسطرة
التصفية لعدم كفاية األصول وتجدر اإلشارة إلى أن هذا المقتضى غير منصوص
عليه في مدونة التجارة وإنما كان منصوص عليه في ظل قانون التجارة لسنة 1913
الملغى.
- 41محمد كرام ،الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،2010المطبعة والوراقة الوطنية
مراكش ،ص.128 :
42
-F.PEROCHON et R.BONHOMME.OP.CIT.P :463.
أورده محمد كرام في كتلبه المشار إليه أعاله ،ص.129:
12
إذ جاء في قرار صادر عن محكمة النقض الفرنسية مؤرخ في ،2000/10/17أن قفل
مسطرة التصفية القضائية لعدم كفاية األصول يضع حدا لمبدأ غل يد المدين في التصرف
في أمواله ويحق لهذا األخير إقامة دعاوى استخالص دين أو ديون نشأت بعد فتح المسطرة
والتي لم يستخلصها سنديك التصفية ،شريطة أن تكون هذه الديون لم يطالها التقادم.43
وقد انقسم الفقه بخصوص هذا األثر إلى اتجاهين األول مؤيد والثاني معارض:
االتجاه األول :يؤسس هذا االتجاه موقفه على سكوت القانون وعلى كون وقف
المتابعات الفردية جاء في مدونة التجارة ضيقا جدا بحيث ال يشمل جميع الدعاوى
وإنما تلك المنصوص عليه فقط في المادة 653من مدونة التجارة ،هذا فضال عن
كون استعادة هذا الحق يخلق توازنا عادال بين المدين والدائنين ،فإذا كان األول
يحظى برفع غل اليد بعد الحكم بقفل التصفية القضائية كما تمت اإلشارة إلى ذلك
أعاله فإن العدالة تقتضي حسب نفس االتجاه كذلك استرجاع الدائنين لحقهم في
ممارسة الدعوى الفردية.44
االتجاه الثاني :يرى على أن حكم قفل المسطرة ال يؤدي إلى استرجاع الدائنين حق
ممارسة الدعاوى الفردية إال إذا كان الدين ناتجا عن دعوى جنائية ،من أجل وقائع
خارجة عن دائرة النشاط المهني لهذا المدين وإما عن حقوق مرتبطة بشخص ذات
45
المدين أو في حالة ثبوت غش تجاه الدائنين
13
تعد التصفية القضائية المبسطة مسطرة أكثر سرعة وأقل تكلفة من التصفية القضائية
العادية ،حيث أوجد المشرع الفرنسي في تعديالت سنة 2005و 2014طرقا جديدة
للتعامل مع المقاوالت الصغرى كالشركة ذات األسهم المبسطة بشريك واحد والشركة ذات
المسؤولية محدودة بشريك واحد ،التي دخلت في صعوبات مالية باألخص يأس من وجود
حل لها.
وهكذا ،تبقى فلسفة المشرع الفرنسي في إيجاد هذه التصفية المبسطة هو تطلبه شروطا
واعتماده على إجراءات سريعة ،الهدف منها هو تحقيق جميع أصول المقاولة طالما تبقى
محصورة في المنقوالت دون العقارات ،وذلك داخل آجال جد قصيرة ال تتعدى الستة أشهر،
لتمكين رئيس المقاولة من ممارسته من جديد لنشاط مقاوالتي آخر.
وهكذا ،يبقى الهدف من وراء هذه المسطرة المبسطة هو تسريع اإلجراءات حين تجتمع
بعض الشروط :هذه السرعة طبعا يجب أن تمكن المدين بسرعة أكبر من بقاء بعض
األنشطة االقتصادية مع تحمله أقل التكاليف .49فميزة أن تكون المقاولة صغيرة ،غير مشغلة
46
- Michel Jeantin et Paul Le Cannu, Droit commercial, Entreprises en difficulté, 7 édition 2007, p : 719.
47
- Dominique Legeais, Droit commercial et des affaires, 23 édition 2017, p :611.
48
-Ordonnance n° 2014-326 du 12 mars 2014 portant réforme de la prévention des difficultés des entreprises
et des procédures collectives .
49
- Jocelyne Vallansan, Difficultés des entreprises, 5édition 2009, p :407.
14
لعدد كبير من األجراء تجنب المدين مجموعة من المقتضيات المكلفة والمعقدة المقررة في
التصفية القضائية في صيغتها العادية.
أما في ما يتعلق بالشروط الواجب توفرها لتطبيق التصفية القضائية المبسطة ،فإلى جانب
الشروط العادية المتطلبة في التصفية القضائية من ضرورة وجود توقف عن الدفع واستحالة
استمرار نشاط المقاولة ،ألزم المشرع الفرنسي في المواد ، L641-2-1،L641-2
D641-1ضرورة غياب األموال العقارية » « les biens immobiliersوليس
» « les droits immobiliersطالما أن المقاولة بإمكانها مثال 50
الحقوق العقارية أي
إبرام عقود كراء لمحالت تمارس فيها أنشطتها التجارية ،زيادة على ذلك يجب أال يتجاوز
عدد األجراء أجيرا واحدا في الستة أشهر األخيرة ،وأن يقل أو يساوي رقم أعمال المقاولة
بين 300.000و .51750.000
في ما يخص مجال تطبيق مسطرة التصفية القضائية المبسطة ،فهي محجوزة استنادا للمادة
L 641-2للمقاوالت الصغرى ،التي ال تحتاج لمندوبي األجراء وال باقي اإلجراءات
األخرى المعقدة ،فهي تهم بالخصوص الشركة ذات األسهم المبسطة بشريك واحد،52
والشركة ذات المسؤولية محدودة بشريك واحد.53
وكما سبق الذكر ،يتطلب المشرع إلعمال التصفية القضائية المبسطة غياب األموال
العقارية ،كما تم تأكيده من طرف محكمة النقض الفرنسية في قرار 54صادر عنها بتاريخ 4
مارس ،2008وهذا الشرط في الحقيقة يبقى من السهل التحقق من وجوده طالما أن
50
- Pierre-Michel Le Corre, La reforme du droit des entreprises en difficulté, Avril 2009 Dalloz, p :1525.
51
-Décret n°2005-1677 du 28 décembre 2005 pris en application de la loi n° 2005-845 du 26 juillet 2005 de
sauvegarde des entreprises. - Article 223 : Les seuils prévus par le second alinéa de l'article L. 641-2 du code de
commerce, pour l'application de la procédure de liquidation judiciaire simplifiée, sont fixés, pour le chiffre
d'affaires hors taxes à 750 000 euros et pour le nombre de salariés à 5.Le montant du chiffre d'affaires est
défini conformément aux dispositions du cinquième alinéa de l'article 17 du décret du 29 novembre 1983
susvisé. Il est apprécié à la date de clôture du dernier exercice comptable. Le nombre de cinq salariés ne doit
pas avoir été dépassé au cours des six mois précédant l'ouverture de la procédure.
52
- SASU : société par actions simplifiée unipersonnelle
53
- EURL : entreprise unipersonnelle à responsabilité limitée
54
-Cass.com, 4 mars 2008, n07-10033.
15
األموال العقارية ملزمة بالشهر العقاري .55وفي الحقيقة تبقى الغاية من وراء إدراج هذا
الشرط هو تفعيل حقيقي للسرعة في المساطر ،حيث أن عملية التحقيق التي تقع على
العقارات معقدة وتأخذ حيزا زمنيا كبيرا ،إلى جانب تدخل مجموعة من المؤسسات في
عملية التحقيق من قاضي منتدب ورئيس محكمة وسنديك ،كما في غالب األحيان تكون
مثقلة بديون أو مقدمة على سبيل الضمان في إطار رهن رسمي أو رهن حيازي ،أو متبوعة
بعقود كعقود الكراء أو الوعد بالبيع مثال وهذا ما يصعب عملية تحقيقها ،في حين نحن أمام
تصفية قضائية مبسطة تهم فقط المقاوالت الصغرى التي ال تشغل إال عدد قليل من األجراء
ورقم أعمالها اإلجمالي جد عادي ،ولهذا األمر يتطلب المشرع تواجد فقط األموال المنقولة
كاآلالت والمعدات واألدوات والسيارات التي يبقى تحقيقها سهال إما عن طريق بيعها
بالتراضي أو عبر العروض العمومية بعد عملية حصرها .فالتصفية القضائية المبسطة
« actifs de faible مخصصة ببساطة لألصول ذات قيمة زهيدة ،جد عادية
» .valeur
وال بد من اإلشارة هنا أن الحكم بالتصفية القضائية في صيغتها المبسطة يبقى أمرا اختياريا
يمكن للمحكمة النطق به حتى ولو بعد فتح المسطرة مباشرة إذا تحققت شروطه كما أكدت
على ذلك محكمة النقض الفرنسية في رأيها بتاريخ 10يوليوز 2006رقم 006
.000856
وفي نفس السياق ،وضع المشرع الفرنسي أمام السلطة القضائية نوعين من المساطر
المتعلقة بالتصفية القضائية المبسطة :من جهة أولى توجد التصفية القضائية اإللزامية والتي
تم اإلشارة إليها في المادة ،L 644-2حيث أن المصفي أي السنديك له الحق في بيع أمول
المدين المنقولة طبعا إما بالتراضي أو عبر العروض العمومية ،57حيث يبقى له الحق في
اختيار المسطرة ،دون الحصول على إذن من القاضي المنتدب ،حيث أن السنديك عليه
55
- Michel Jeantin et Paul Le Cannu, op.cit, p :721.
56
- Cette interprétation a été adoptée par la cour de cassation dans un avis n 006 0008 en date du 10 juillet
2006 exprimé avec un grande sobriété : « L’application de la liquidation judiciaire simplifiée prévue par l’article
L641-2 du code de commerce est une faculté dont le tribunal peut faire usage dés l’ouverture de la
» procédure.
57
- Pierre-Michel Le Corre, La reforme du droit des entreprises en difficulté, Avril 2009 Dalloz, p :322.
16
داخل أجل 3أشهر فقط تحقيق أموال المدين عبر بيعها ،حيث يبتدئ تاريخ احتساب أجل
ثالثة أشهر من يوم الحكم بالتصفية القضائية.58
وجدير بالذكر هنا أن المشرع الفرنسي في التصفية القضائية المبسطة عمل على تقليص مدة
أجل التحقيق أي بيع أموال المدين المنقولة ضمانا لتسريع المسطرة وتبسيطها أكثر ،فجعلها
محددة في ثالثة أشهر كحد أقصى ،مع العلم أن أجل قفل مسطرة التصفية القضائية المبسطة
كاملة يجب أن ال تتعدى أجل ستة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بثالثة أشهر ،59هذا ما يؤكد
بساطة المسطرة وسرعة إجراءاتها مقارنة بالتصفية القضائية العادية ،فتحقيق أموال المدين
فيها وحدها محدد في أجل سنتين قابل للتمديد ،60وهذا عكس ما ذهب فيه التشريع المغربي،
حيث أن المادة 635من مدونة التجارة جعلت قفل عمليات التصفية القضائية بيد المحكمة
في أي وقت ولو تلقائيا.61
وضمانا للتنزيل السريع إلجراءات التصفية القضائية المبسطة ،استبعد المشرع الفرنسي
القاضي المنتدب من التدخل في هذه المسطرة ،فمثال بالرجوع للمادة L 642.19المتعلقة
بمسطرة التحقيق في التصفية القضائية ،نجدها تؤسس على أن القاضي المنتدب هو
المسؤول عن عمليات حصر األموال وبيعها سواء بالتراضي أو عبر العروض العمومية
بناء على اختياراته ،في حين بالرجوع للتصفية القضائية المبسطة ،فالمحكمة وحدها دون
غيرها من تتخد هذا القرار ،كما أنه في حالة البيع عبر العروض العمومية لألموال
المستبعدة عن البيع بالتراضي أو التي لم تتم من خالل هذه العميلة ،فالسنديك هو من يتولى
عميلة التحقيق هنا داخل أجل ثالثة أشهر كما سبق الذكر.
وقد أشار الفقه الفرنسي هنا إلى إشكال مهم قد يثيره أجل الثالثة األشهر المنصوص عليها
كأجل لتحقيق أموال المدين المنقولة في مسطرة التصفية القضائية المبسطة ،حيث في حالة
58
- Rapport au président de la république sur l’ordonnance n 2008-1345 du 18 dec. 2008, JO 19 dec. 2008,
titre1, chap.2, art.95 et 96.
59
- Chambre de commerce et d’industrie de Paris, Ressources pour les enseignants et les formateurs, p :4.
60
- Article L643-9 du code de commerce français.
- 61المادة : 635يمكن للمحكمة أن تقضي في أي وقت ولو تلقائيا بقفل التصفية القضائية بعد استدعاء رئيس المقاولة وبناء على تقرير القاضي
المندب وذلك في األحوال التالية -1 :إذا لم يعد ثمة خصوم واجبة األداء أو توفر السنديك على المبالغ الكافية لتغطية ديون الدائنين -2 ،إذا استحال
االستمرار في القيام بعمليات التصفية القضائية لعدم كفاية األصول.
17
على أن 62
إذا انتهى هذا األجل دون تحقيق كل أموال المدين ،هنا يتفق أغلب الفقه الفرنسي
مسطرة البيع عبر العروض العمومية هي الطريق الوحيد المتبقي لتسريع المسطرة أكثر
وبيع بقية األموال المنقولة.
وجدير بالذكر في األخير على أنه يبقى من حق المحكمة في أي وقت أرادت أن تقرر
العودة لمسطرة التصفية القضائية العادية في حالة فشل الصيغة المبسطة فيها.63
62
-Pierre Michel Le Corre, op.cit, P :323.
Pierre Michel Le Corre, Droit et pratique des procédures collectives, 7édition 20013, Dalloz.
Jocelyne Vallansan, Difficultés des entreprises commentaire article par article du livre 5 du code de commerce.
63
- Chambre de commerce et d’industrie de Paris, la liquidation judiciaire, p :4.
18
المطلب الثاني :القواعد اإلجرائية للتصفية القضائية المبسطة:
إن فلسفة المشرع الفرنسي في خلق مسطرة التصفية القضائية المبسطة تتبدى في تبني
طريقة مبسطة لتحقيق األصول ذات القيمة القليلة Actifs faiblesالتي تكون حصرا
منقوالت ،64هذا من جهة .و من جهة أخرى ،رغبته في التخفيض من تكلفة مسطرة
التي تكون مكلفة بالنظر لقيمة األصول المراد تحقيقها ،ثم وضع حد للمقاوالت التصفية65
المختلة بشكل ال رجعة فيه بأسرع وقت ممكن ،إذ يظهر ذلك في اآلجاالت القصيرة التي
اعتمدها المشرع في المسطرة المبسطة .
وبذلك فإن كال وجهي التصفية معنيان بتبسيط مسطرتهما :تحقيق األصول و مراجعة
الخصوم؛ من خالل تقنية توزيع جديدة.66
-التحقيق المبسط لألصول :في مسطرة التصفية القضائية العادية ،القاضي المنتدب له
الخيار بين األمر ببيع أموال المقاولة بالمزاد العلني أو البيع بالتراضي ، 67على عكس
التصفية القضائية المبسطة ،حيث تدرس المحكمة أصول المقاولة إن كانت قابلة للبيع
بالتراضي » « vente de gré à gréباعتبارها الطريقة األسهل لتصفية
الخصوم في هاته المسطرة.68
إن حكم التصفية القضائية يصدر أوال في صيغة التصفية القضائية العادية ،69ثم
بعد أن يجري المصفي تقريره بخصوص أصول المقاولة يكون في وضع يسمح له
بتحديد المسطرة المثلى لتصفية المقاولة عكس الحكم األول الذي ال تكون فيه المحكمة
في وضع يمكنها من جرد أصول المقاولة لتبيان مدى إمكانية إخضاع المقاولة
لمسطرة التصفية القضائية بالنظر للشروط التي حددها المشرع.70
64
-Pierre-Michel Le Corre ,Droit et pratique des procédures collectives, 7 édition 2013 , DALLOZ , p :1521.
65
--Pierre-Michel Le Corre, op.cit , p :1521.
66
-Michel jeantin et Paul Le Cannu, Droit commercial, Entreprises en difficulté, 7 édition 2007, Dalloz, p :723.
-4المادة 624من مدونة التجارة":يأمر القاضي المنتدب بالبيع بالمزاد العلني أو البيع بالتراضي ألموال المقاولة األخرى بعد االستماع
لرئيس المقاولة أو استدعائه قانونيا و بعد االطالع على مالحظات المراقبين".
68
-Michel jeantin et Paul Le Cannu, op.cit, p723.
69
- L’article L644.1dispose que : « La procédure de liquidation judiciaire simplifiée est soumise aux
» règles de la liquidation judiciaire, sous réserve des dispositions du présent chapitre.
70
---Pierre-Michel Le Corre, op.cit , p :1525.
19
هذا ما دفع الفقه الفرنسي إلى انتقاد مسألة عدم تحديد الحكم منذ البداية لنهج
المسطرة المبسطة ،حيث يخشى عدم احترام األجل الذي حددته المادة L.644-571من
مدونة التجارة في ستة أشهر قابلة للتمديد لثالثة أشهر بعد اإلصالح األخير ل 13
مارس 2014الذي خفض هذا األجل من سنة إلى ستة أشهر .إذ من شأن عدم إدراج
نوع المسطرة التي ستتبع في نص الحكم الفاتح لمسطرة التصفية ،أن يضرب في
الغاية الكامنة وراء تبني المشرع لصيغة مبسطة للتصفية القضائية .حيث نَا َدى الفقه
بتجاوز هذا األمر من طرف القضاء بتحديد نوع المسطرة في الحكم ،ربحا ً للوقت
غاية هاته المسطرة.72
مرن لمحكمة النقض الفرنسية تسمح فيه بأن يحدد الحكم،
ٍ مما أدى إلى بروز رأي ٍ
الذي يصدر بفتح المسطرة ،نوعها .73إال أن تعديل 23دجنبر 2006في المادة 312
أبان عن ردة فع ٍل معاكس ٍة لتوجه محكمة النقض المرن في تفسير النص ،حيث أضحى
أكثر صراحة في تنصيصه على أن الحكم يأمر بفتح المسطرة فقط.74
-تصفية الخصوم :تنص المادة L644-375على أنه يتم مراجعة الديون التي تكون في
رتبة مفيدة في التوزيع ،باإلضافة إلى الديون الناتجة عن عقود شغل.
غير أن هاته المادة لم تسلم من االنتقاد لما قد تجلبه من حيف و ظلم لبعض
الدائنين الذين ال تكون مرتبتهم جيدة ،كما أن صياغة المادة قد تخضع مسألة
71
-L’article 84 de la réforme de 13 mars 2014 dispose que : « L'article L. 644-5 est ainsi
modifié :
1° Le premier alinéa est complété par la phrase suivante : « La clôture est prononcée au plus tard
dans le délai de six mois lorsque le tribunal ou, selon le cas, son président ont statué en application
; » de l'article L. 641-2.
» 2° Au second alinéa, le mot : « Il » est remplacé par les mots : « Le tribunal ».
72
- Michel jeantin et Paul Le Cannu, op.cit, p724.
73
--Pierre-Michel Le Corre, op.cit , p :1526.
74
---Pierre-Michel Le Corre, op.cit , p :1526.
75-« Par dérogation aux dispositions de l'article L. 641-4, il est procédé à la vérification des seules
créances susceptibles de venir en rang utile dans les répartitions et des créances résultant d'un
» contrat de travail.
20
مراجعة الديون خاضعة لرغبة المصفي .76غير أن المشرع خول للدائنين الحق في
التعرض على مشروع التوزيع كمكنة لتصويب الحيف الذي قد يطال حقوق بعضهم.
-اعتماد آجال قصيرة :بالرجوع للمادة 624من مدونة التجارة المغربية نجدها ال
تحدد األجل الذي يجب على القاضي المنتدب أن يحترم للحسم في االختيار بين البيع
بالمزاد العلني أو البيع بالتراضي ،إذ تنص على أنه": ":يأمر القاضي المنتدب بالبيع
بالمزاد العلني أو البيع بالتراضي ألموال المقاولة األخرى بعد االستماع لرئيس
المقاولة أو استدعائه قانونيا و بعد االطالع على مالحظات المراقبين" .مما يجعل
األمر مفتوح األجل غر خاضع لمدة محددة فتطول مسطرة التصفية .هذا على عكس
المشرع الفرنسي في المسطرة المبسطة حيث ألزم القاضي المنتدب في الحسم في
إحدى اآلليتين خالل الثالثة أشهر بعد الحكم القاضي بفتح مسطرة التصفية من خالل
المادة .L644-277
-إعداد مشروع للتوزيع :يعد القاضي المنتدب مشروعا للتوزيع إنطالقا من حصيلة
األصول المتحصل عليها و من مراجعة قائمة الدائنين .و احتراما من المشرع
الفرنسي لمبدأ الشفافية حرص على التنصيص على ضرورة نشر 78مشروع التوزيع
في الجريدة الرسمية لإلعالنات المدنية والتجارية ثم بجريدة أخرى خاصة
باإلعالنات.79
76
- Pierre-Michel Le Corre, op.cit , p :1533.
77
-L’article 644-2 dispose que : « Par dérogation aux dispositions de l'article L. 642-19,
lorsque la procédure simplifiée est décidée en application de l'article L. 641-2, le
liquidateur procède à la vente des biens mobiliers de gré à gré ou aux enchères
» publiques dans les trois mois suivant le jugement de liquidation judiciaire.
78
-L’article L644-4 : « A l'issue de la procédure de vérification et d'admission des créances telle que
prévue à l'article L. 644-3 et de la réalisation des biens, le liquidateur fait figurer ses propositions de
répartition sur l'état des créances. Cet état ainsi complété est déposé au greffe et fait l'objet d'une
» mesure de publicité.
79
- Michel jeantin et Paul Le Cannu, op.cit, p724 et 725.
21
-الحق في التعرض على مشروع التوزيع :يحق للدائنين التعرض على مشروع
التوزيع داخل أجل ثالثين يوما من نشر مشروع التوزيع ،و ذلك أمام القاضي
المنتدب ،كما يحق لهم استئناف الحكم الصادر بشأن التعرض في أجل ثمانية أيام أمام
المحكمة. 80
-قفل مسطرة التصفية القضائية المبسطة :حدد المشرع الفرنسي أجل ستة أشهر
قابلة للتمديد لثالثة أشهر ،التي سبق وأن أشرنا لها ،لقفل المسطرة و التي تظهر رغبة
المشرع في عدم إطالة المسطرة و الحسم في قفلها لما لذلك من إيجابية بإنهاء
الوضعيات المختلة في الحياة االقتصادية.
80
- jeantin et Paul Le Cannu, op.cit, p 725.
22
الفهرس:
المقدمة.............................................................................................
1...
23