Professional Documents
Culture Documents
البطالة النقود
البطالة النقود
البطالة
تعتبر البطالة من حالة غير صحية يعاني منها أي اقتصاد اذا لم يتم تشغيل كافة افراده القادرين على
العمل ،و كلما كان حجم البطالة كبيرا كلما ازداد حجم هدر المورد البشري مما يؤثر سلبا على حجم
الناتج الوطني @.و يجب االشارة الى انه من غير الممكن الوصول الى نسبة بطالة مساوية للصفر و ان
هناك ما يسمى بالبطالة الطبيعية بحيث ال تتجاوز نسبتها@ 5بالمائة .
ان التحليل الكنزي قدم رأيا مخالفا للنظرية الكالسيكية التي كانت ترى ان االختالل في سوق العمل يتعدل
بفعل القوة الخفية للسوق (دعه يعمل دعه يمر) مثله مثل باقي االسواق@ ،و عرض كينز ضمن كتابه
المشهور@ "النظرية العامة للتشغيل ،الفائدة و النقود" نظريته في البطالة حيث بين ان البطالة حالة غير
ارادية ناتجة عن قصور@ في الطلب الفعال (االستثمار و االستهالك ) و ان االجور@ غير مرنة بالقدر
الكافي الذي يسمح بتعادل قوى العرض و الطلب في سوق@ العمل.
ان البطالة من المؤشرات االساسية التي تعتمد عليها الحكومات العداد سياساتها و برامجها لتتفادى
المشاكل االقتصادية الناجمة عنها كمشكلة الفقر و غيرها .
-1تعريف البطالة :تعرف البطالة بأنها ظاهرة اختالل في التوازن في سوق العمل ،بحيث ال يتمكن جزء
من قوة العمل في المجتمع من الحصول على عمل منتج ،رغم انه راغب وقادر على القيام بالعمل.
وتعرف@ بأنها الفرق بين حجم العمل المعروض و حجم العمل المستخدم عند مستويات االجور@ السائدة
في سوق العمل و ذلك خالل فترة زمنية معينة .و ال يمكن تحديد مفهوم البطالة بشكل شامل بسبب
صعوبة ادراك االفراد العاطلين من العمل و حصرهم@ بصفة دقيقة اذ ان بعض الفئات تسجل ضمن
العاطلين عن العمل رغم انها اعمل و لكن في نشاطات غير منتظمة مثل الخدم و السائقين ،ووجود@ فئة
تعمل في وظائف متقطعة لو في مواسم معينة لذلك يبقى مفهوم البطالة بالمعنى الضيق مرتبط@ بالشروط@
التالية :
و قد اوضحت المنظمة الدولية للعمل ILOهذا المفهوم في قاموس 1مصطلحاتها كما يلي :
International labor organization, Gender, Employment, and the Informal Economy: Glossary of Terms Beirut, 1
ILO, 2009
العاطل من العمل هو كل شخص يزيد عمره على سن معينة ويكون خالل الفترة المرجعية:
بال عمل ،أي غير ملتحق بعمل بأجر أو غير عامل لحسابه الخاص؛
متاح حاليَّا لاللتحاق بعمل ،أي متاح لاللتحاق بعمل بأجر أو كعامل لحسابه الخاص خالل الفترة
المرجعية؛
يبحث عن عمل ،أي اتخذ إجراءات محددة في فترة قريبة معينة للبحث عن عمل بأجر أو كعامل
لحسابه الخاص .وقد تكون اإلجراءات المحددة قد شملت التسجيل في مكاتب التوظيف@ العامة أو
الخاصة ،وتقديم طلبات ألصحاب العمل ،واالستفسار@ في مواقع@ العمل ،أو المزارع ،أو على
أبواب المصانع ،أو في األسواق أو غيرها من أماكن التجمع ،ونشر إعالنات في الصحف أو الرد
على ما تنشره من إعالنات ،والتماس مساعدة األصدقاء@ واألقرباء ،والبحث عن أرض أو مبنى أو
آالت أو معدات إقامة منشأة لنفسه ،وتدبير@ الموارد المالية ،والتقدم بطلبات للحصول على تصاريح
وتراخيص.
أسباب البطالة: -1
ان أسباب البطالة تختلف من بلد الى اخر حسب درجة التطور@ االقتصادي@ فيها و حسب الظروف
السياسية و االجتماعية و االقتصادية التي تحيط بكل مجتمع لذلك تقسم هذه األسباب الى :
-3انواع البطالة:
نميز بين نوعين من البطالة :البطالة الصريحة او السافرة و البطالة المقنعة أي المستترة ،تتمثل الثانية
في ان يعمل االفراد و لكن باقل من الطاقة اإلنتاجية المفترضة أي انهم في حالة عمالة ظاهرة اال انهم ال
يخلقون قيمة مضافة ،و اما األولى فهي األكثر شيوعا و هي ان يوجد افراد قادرين@ على العمل و ال
يشغلون وظائف@ و تنقسم الى بطالة اجبارية و بطالة اختيارية أي ان يختار االفراد عدم العمل كبعض
األغنياء و المتسولين و كذلك االفراد الذين ال يرغبون في االلتحاق بمناصب الن اجورها@ اقل مما كانوا
يتحصلون عليه ،و تنقسم البطالة الى :
-البطالة االحتكاكية (الوظيفية) :unemployment Frictionalهي تلك البطالة التي تمنع العمال
المؤهلين العاطلين من االلتحاق بفرص العمل المتاحة ،لوجود@ فجوة زمنية معينة بين ترك الوظيفة
والحصول@ على أخرى (فراغات العمل (.Job Vacancies Between Jobs andو عليه يمكن القول
بأن البطالة االحتكاكية تنشأ نتيجة لطبيعة السوق الديناميكية و نقص المعلومات سواء للباحثين عن عمل أو
أصحاب األعمال.
البطالة الهيكلية :Structural Unemploymentتنشأ عن تغيرات واضحة في هيكلية االقتصاد@ أو
صناعات معينة .فالبطالة الهيكلية هي "تلك البطالة التي تنشأ نتيجة وجود تغيرات هيكلية في االقتصاد
نتيجة اختالف في نوعية الطلب على العمل عن نوعية عرضه في منطقة معينة أو بين المناطق" .و اذا
كانت االجور مرنة و كات تكاليف االنتقال بين الوظائف@ في منطقة معينة او االنتقال بين المناطق المختلفة
منخفضة ،فان تكيف السوق@ العمل سرعان ما يقضي على هذا النوع من البطالة و هذا صعب التحقيق
عمليا لذلك يرتبط هذا النوع من البطالة بعدم التوافق@ بين مؤهالت العاطلين و متطلبات الوظائف@ و بعدم
التوافق@ الجغرافي بين اماكن الوظائف الشاغرة و اماكن البحث عنها .
2-4البطالة الموسمية :Seasonal Unemploymentتنشأ بسبب قصور الطلب على العمالة في
مواسم@ معينة كخدمات السياحة الصيفية ،موسم الحج و مواسم@ الحصاد في النشاط@ الزراعي الخ ...و
يكمن وجه االختالف بين البطالة الدورية و الموسمية في ان االولى سببها نقص في الطلب الكلي على
العمالة بينما يكون النقص في قطاعات معينة بالنسبة البطالة الموسمية .
انخفاض الناتج المحلي االجمالي ،وذلك بسبب انخفاض حجم االستهالك واالستثمار@.
تفكك المجتمع بسبب الشعور بالظلم االقتصادي واالجتماعي ،وما لذلك من أضرار@ نفسية خطيرة
هجرة الكفاءات العلمية مما يعيق مسار@ التنمية
عبء التعويضات و المنخ التي تدفعها بعض الدول للعاطلين عن العمل
االحتجاجات و االعتصامات التي ثد تهدد استقرار البالد
كقاعدة عامة هناك عالقة عكسية بين معدل التضخم@ و معدل البطالة ،وهذه العالقة أوضحها@ االقتصادي@
البريطاني(فيليبس) .Philipsفيما ُيعرف باسم منحنى فيليبس كما يتضح من الرسم البياني رقم ( )4حيث
وجد فيليبس أن األجور ترتفع بشكل ملموس عند انخفاض معدل البطالة ،و أنها تنخفض بشدة عندما
ترتفع معدالت البطالة.
و التحليل االقتصادي لذلك هو أن زيادة مستوى@ الطلب الكلي في اقتصاد@ ما يؤدي@ إلى زيادة حجم
االستثمار@ ،و هذا يؤدي@ إلى خلق فرص عمل جديدة و إغرائهم بأجور@ مرتفعة ،و نتيجة لذلك ترتفع
تكاليف اإلنتاج مما يسبب ارتفاع األسعار ( زيادة معدل التضخم@ ) و المعروف أن خلق فرص عمل
جديدة يعني انخفاض معدل البطالة .
أما في حالة الركود@ و الكساد فيقل حجم االستثمار@ و تزداد معدالت البطالة و تنخفض األجور و األسعار@
مما يعني انخفاض معدل التضخم .و تجدر االشارة اخيرا ان هذا منحنى فليبس مثل التجربة البريطانية
الى غاية الستينات غير ان االحداث اختلفت بعد ذلك ,فقد تزامنت معدالت عالية من التضخم مع معدالت
عالية ايضا من البطالة و سميت هذه الظاهرة بالتضخم الركودي@ stagflationمما أزال الوضع العالقة
التي بينها منحنى فليبس.
النسبة السنوية
للتغير في األسعار
زيادةة
معدل البطالة
0
انخفاض
مقدمة :
تعتبر دراسة النقود وتأثيرها على االقتصاد@ و طرق@ التحكم في كميتها المتاحة على جانب كبير من األهمية
,وذلك ألن غالبية المشكالت التي يعاني منها االقتصاد الحديث لها جوانبها النقدية ,وتتطلب سياسات
وإجراءات نقدية لمعالجتها .وتأتي في مقدمة هذه المشكالت :التضخم و البطالة وعدم االستقرار
االقتصادي .
و لم تأخذ النقود نصيبها من االهمية في الدراسات الكالسيكية اذ اعتبرها الكالسيكيون مجرد مرآة 2تعكس
المعامالت االقتصادية في المجتمع ،فقد استبعد جان بابتيس ساي ( و كثيرون مثل ستيوارت ميل الخ) دور
النقود تماما في تحليله المعروف بقانون ساي لالسواق@ الذي يؤكد بان العرض يخلق طلبه الخاص به ،
فاإلنتاج يخلق معه قوته الشرائية وبتعبير نقدي كل إنتاج يخلق معه إنفاقا مساويا@ له وان زيادة أو انخفاض
العرض عن الطلب سرعان ما يزول بحكم فعالية السوق أو جهاز األسعار@ على غير ان نظرية كينز التي
جاء بها هذا االخير عبر كتابه الشهير "النظرية العامة في التوظيف@ و الفائدة و النقود" عام ،1936
اعطت للنقود حقها في التحليل االقتصادي ،و جاءت كرد فعل على األزمة االقتصادية العالمية في عام
1929التي أثبتت عدم صحة دور@ النقود المحايد على النشاط االقتصادي الذي افترضه الكالسيك ،وان
بإمكان التغيرات في المعروض النقدي وفق ما تصّدره البنوك المركزية من عملة ،وما تخلقه المؤسسات@
المالية الوسيطة المصرفية وغير المصرفية من ائتمان ،وعبر التغيرات في أسعار الفائدة ،أن تؤثر@ في
متغيرات االستثمار@ والتشغيل والناتج الكلي.
التطور التاريخي لنشأة النقود : -1
تطور@ االنتاج في المجتمعات البشرية البدائية مع نمو طاقاتها@ االنتاجية ,لتنتقل تلك المجتمعات من مرحلة
االنتاج من أجل االكتفاء الذاتي الى مرحلة التبادل .
أصبحت هذه المجتمعات تنتج اكثر من احتياجاتها@ ,فتحقق فائضا ً اقتصاديا ً لغرض مبادلته مع المجتمعات
األخرى .وكان التبادل التجاري@ في البداية تبادالً مباشراً للسلع من خالل عملية المقايضة .Barter
1-1صعوبات نظام المقايضة :
مع التوسع في التبادل التجاري وتطور ونمو@ المجتمعات ,ظهرت مساوئ@ هذا النظام وهي :
أوالً :عدم توافق الرغبات :
من الصعب عمليا ً ان نجد شخصا ً يمتلك سلعة معينة يرغب في مقايضتها بسلعة اخرى متوفرة لدى
شخص آخر يكون بدوره راغبا ً في مقايضتها@ بتلك السلعة ,وذلك بسبب عدم وجود التوافق@ المزدوج
للرغبات بين الناس .
ثانيا ً :عدم وجود وحدة لقياس القيمة :
هناك العديد من السلع والخدمات يتم تداولها@ في األسواق وتختلف وحدات السلعة الواحدة من حيث النوعية
والجودة .
ورقية تمثل كمية من الذهب أو الفضة مودعة في المصرف على شكل نقود أو سبائك لتعادل
قيمتها@ المعدنية قيمة هذه الصكوك وفي@ هذه الحالة يحصل تداول الذهب أو الفضة دون أن ينتقل
من الخزانة و السبب في االلتجاء إلى هذه األوراق@ هو سهولة حملها و عدم تعرضها@ للتآكل أو
السرقة.
و لم تكن تتمتع هذه النقود بصفتها كنقود ،الن القانون لم يكن يلزم الدائن بقبولها وفاء لدينهن
لذلك اضطر المشرع في الدول المختلفة الى فرض هذه النقود بقوة القانون ،و قد تم هذا في
انجلترا عام 1833و في فرنسا عام .1877
و بعدها لم يصبح البنك يصدر هذه االوراق مع مساواتها تماما لما هو مودع لديه من ذهب ،بل
اعتمد على الثقة المتوافرة فيه و اصبح يصدر اوراقا@ تفوق في قيمتها قيمة الذهب بخزائنه ،و
اصبحت هذه النقود متداولة بين االفراد دون ان يطالبوا@ البنك بتحويلها@ الى ذهب ،ووجدت
البنوك ان لديها كميات كبيرة من الذهب ال تخرج منها ابدا مما دفعها الى اصدار نقودا يكون
غطاؤها الذهبي في حدود 10او %15فقط ،و قد أدى هذا الى تدخل الدولة لتنظيم@ عملية
اإلصدار@ و قصرت هذه العملية على بنك واحد .