Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 392

‫شكر وعرفان‬

‫لألستاذة الدكتوزة عبيدة صبطي على كل التوحيهات‬


‫يسست خسوج‬ ‫العلمية السديدة والتسهيالت التي َّ‬

‫هرا البحث إلى النوز؛‬


‫إلى ألاستاذة املناقشين الرين ثفضلوا بقبول مناقشة‬
‫هرا العمل؛‬
‫إلى كل من قدم مساهمة ذلل بها صعوبات‬
‫هرا البحث‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ ً‬
‫شكرا لكم جميعا‪.‬‬
‫مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدمة‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫مازال ُيشكل الدين أحد القضايا الشائكة والمفاهيم المعقدة بالنسبة للعقل اإلنساني‪ ،‬والزالت العالقة بين‬
‫ثالثية اإلله واإلنسان والطبيعة هاجسًا تخطى حدود العلم والمعرفة إلى الفنون على اختالف أنواعها مما يجسد‬
‫نزعة إنسانية ال متناهية لفهم هذه العالقة واإلجابة على هذا التساؤل الملِح‪ ،‬في م ِ‬
‫عترك اإلجابة على هذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الخطاب الديني باعتباره كل المحاوالت اإلنسانية المعرفية‬
‫ُ‬ ‫عبر احتكاك العقل اإلنساني بالدين؛ ظهر‬
‫السؤال َ‬
‫والفنية وقبلها تلك المرتبطة بالمؤسس ات الدينية ورجال الدين لفهم وتفسير مسألة الدين‪ ،‬في اقتراب وابتعاد هذه‬
‫المحاوالت من النصوص الدينية المقدسة بات الخطاب الديني إعادة إنتاج للدين وابتعدت االجتهادات عن‬
‫النصوص األصلية؛ فظل الدين متساميًا متعالياً في اتجاهه العمودي بينما اتخذ الخطاب الديني اتجاهًا‬
‫عموديًا في تراكمه عبر التاريخ‪.‬‬

‫التراكمية التاريخية للخطاب الديني واتخاذ السلوك اإلنساني ُبعدًا مؤسساتيا وتصاعد دور اآللة بعد‬
‫الثورة الصناعية ثم انفجار التكنولوجيا والتقنية وتنامي النزعة المادية واالستهالكية للحداثة‪ ،‬أخرج الخطاب‬
‫الديني من ضرب المحاوالت الفردية إلى األيديولوجيات الكبرى التي تنخرط فيها جماعات إنسانية عدة ال‬
‫يمكنها تفسير وإدراك واقعها االجتماعي إال من خلل منظار هذه األيديولوجيات في عملية ال واعية شديدة‬
‫التنميط وأكثر نزوعًا لتكون العادة والمنطق‪ ،‬ليصبح بذلك الخطاب الديني قوة بسيكو سوسيولوجية‪ ،‬بمفهوم‬
‫يكاد ُيلمح أثرها على المجتمع بكامل أنساقه‪.‬‬
‫ميشال فوكو‪ ،‬شديدة التعقيد والتشفير ال ُ‬

‫إذ ذاك؛ يتداخل الدين في نزوعه الدائم نحو التسامي والتعالي مع هذه الخطابات الدينية المؤدلجة حتى‬
‫المفارقية‬
‫ُيطمس الدين بشكل تام لتحل محله هذه الخطابات التي تتراوح بين اإللحادية والحلولية والشركية و ُ‬
‫وغيرها من المذاهب واأليديولوجيات‪ ،‬كما ينصهر الخطاب والمنطق والعقل والمعرفة والدين في ُك ٍّل واحد‬
‫تام للفروق بينها ‪ ،‬وبالتالي تصبح المعرفة اإلنسانية بكل‬
‫ليحيل كل مفهوم منها على اآلخر في اضمحالل ٍّ‬
‫أنواعها حتى العلمية منها رهينة هذه األيديولوجيات‪ ،‬وعلى اعتبار الدين أحد مصادر للمعرفة بل وحتى هناك‬
‫من يرى أن أصل المعرفة ديني بحت‪ ،‬يصبح طمس الدين طمس موازي للمعرفة بالشكل الذي يمكن أن نقول‬
‫فيه أن األيديولوجيا هي أال تعرف الحقيقة أبدًا‪.‬‬

‫في معرض حديثنا عن التكنولوجيا والتقنية والطابع المؤسساتي للسلوك اإلنساني‪ ،‬تظهر السينما كأحد‬
‫أهم الوسائط االتصالية والثقافية التي يمكن أن تنتشر من خاللها األوعية األيديولوجية‪ ،‬ظلت السينما منذ‬
‫ظهورها الوسيلة األكثر قدرة على االستحواذ على حواس اإلنسان وعقله ووجدانه معا‪ ،‬وحتى عندما ظهر‬
‫التلفزيون بعدها لم يستطع فعل ذلك؛ فمشاهدة التلفاز قد يصاحبها حديث عائلي‪ ،‬أو مكالمة هاتفية أو تردد‬

‫أ‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫تقل هذه األخيرة لتنعدم في‬


‫على أحد مواقع التواصل االجتماعي على الهاتف الذكي وغيرها من األنشطة‪ُّ ،‬‬
‫يتعرض له‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حضرة الفيلم السينمائي أين ينزع المتلقي للسكون والهدوء مستسلمًا بشكل تام لما‬

‫الشخوص‪ ،‬الطبيعة ‪ ،‬األلوان‪ ،‬الوقائع؛ ووجود بأكمله يسحب إلى الشاشة والصورة المتحركة‪ ،‬وعبر‬
‫االنتقال من العصر الصورة التماثلية إلى عصر الصورة الرقمية ثم الصورة المستحدثة عبر الكومبيوتر‪،‬‬
‫ازدادت المسافة بين نقل السينما للواقع االجتماعي وصناعة عوالم ال تمت للواقع اإلنساني ِ‬
‫بصلة‪ ،‬لتتأرجح‬
‫بذلك األجناس السينمائية بين الواقعية والفانتازية‪ /‬الخيالية وتتعدد األساليب بين الدراما والميلودراما والتشويق‬
‫واإلثارة والتخويف‪ ...‬أمام مواضيع بمستويات شتى على الصعيد االجتماعي والسياسي واالقتصادي‬
‫والتاريخي والديني‪.‬‬

‫وعليه يصبح الخطاب الديني في السينما أحد أهم أنماط إعادة إنتاج الدين وتداوله‪ ،‬كما تصبح المسافة‬
‫بين نقل الواقع وبنائه ف ارغٌ النتشار األيديولوجيات وقوة أكبر في تحركها وسيطرتها وقدرتها على تفكيك هوية‬
‫الفرد والمجتمع وبعث االضطراب الهوياتي خصوصا إذا تعلق األمر بالدين الذي يشكل أحد أهم عناصر‬
‫الهوية على الصعيدين الفردي واالجتماعي ‪ ،‬وهنا تتجاوز السينما هدف الترفيه؛ السيما عندما تتحول إلى‬
‫صناعة ضخمة ومؤسسات إنتاج عديدة وأفالم تفوق المئات سنوياً‪.‬‬

‫اء كان تنوله قصدي أو عرضي‬ ‫وعلى الرغم من أن كل سينمات العالم تحتوي على خطاب ديني؛ سو ً‬
‫فال يكاد يخلو أي فيلم في ا لعالم إلى إشارة أو إيماءة دينية‪ ،‬إال أن الحديث عن السينما العالمية بمفهوم‬
‫االكتساح واالنتشار والسيطرة والصناعة يسوقنا بشكل مباشر إلى السينما األمريكية وتحديدا هوليوود مركز‬
‫الصناعة السينمائية األضخم في العالم؛ التي تحولت إلى ثقب أسود ابتلع الوجود بأكمله بتناولها لكل‬
‫نعيش فيه‪ ،‬ولعل الخطاب الديني في السينما األمريكية قد فاق‬
‫ُ‬ ‫المواضيع حتى باتت عالماً موازيا لهذا الذي‬
‫الواقع والمتوقع بتناوله المتعدد ألبعاد الدين؛ وفقًا لمختلف األساليب واألجناس واألنماط السينمائية‪ ،‬بالشكل‬
‫الذي يمكن أن نتساءل فيه عن نمط خطابي خاص بتعاطي السينما األمريكية مع مسألة الدين‪.‬‬

‫تلك اإليرانية؛ التي تتجه هي األخرى‬


‫ُيحيلنا التأمل المستمر لظاهرة الخطاب الديني في السينما إلى َ‬
‫إلى العالمية من خالل الصدى واالهتمام الذي تلقاه في العالم عبر اختالقها لخط سينمائي يخصها وحدها؛‬
‫طورت فيه أسلوب المدرسة الواقعية في التصاق شديد بهويتها االجتماعية والثقافية‪ ،‬هذه السينما أيضا تفرد‬
‫حي از كبي ار لموضوع الدين‪ ،‬حيث يبدو أن النظام اإلسالمي للجمهورية اإليرانية قد أثر بشكل كبير على‬

‫ب‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمة‬

‫أطروحات الخطاب الديني فيها‪ ،‬إذ ذاك يسوقنا التعاطي الراسخ للسينما اإليرانية مع سؤال الدين عن‬
‫التوجهات األيديولوجية التي يبطنها في مقابل تلك المضمرة في السينما األمريكية‪.‬‬

‫الملِح لهذا البحث الذي يستهدف تحليل ومقارنة الخطاب الديني في‬ ‫وعليه؛ نجد أنفسنا أمام الطرح ُ‬
‫السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة من األفالم‪ ،‬ولمعالجة هذا الموضوع قسمنا دراستنا إلى ثمانية‬
‫فصول؛ فصل منهجي‪ ،‬وفصليين نظريين مكتبيين‪ ،‬وخمسة فصول تطبيقية؛ أربعة منها تحليلية وواحد مقارن‬
‫نفصلها كاآلتي‪:‬‬

‫تناولنا في الفصل ال ول ؛ اإلجراءات المنهجية والنظرية للدراسة في ثالثة مباحث؛ حيث عرضنا‬
‫إشكالية الدراسة في المبحث األول ونوع الدراسة ومنهجها وعينتها في المبحث الثاني والدراسات المشابهة‬
‫والمنظور الدراسة في المبحث الثالث‪.‬‬
‫خصصنا الفصل الثاني لمفهوم الخطاب الديني الذي فككناه في ثالثة مباحث؛ وضحنا في األول منها‬
‫مفهوم الخطاب وامتداداته في الثقافتين العربية والغربية واستراتيجياته‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد وقفنا فيه على‬
‫مفهوم الدين ونظريات نشأته من المنظورين اإلسالمي والغربي وفي المبحث الثالث تناولنا مفهوم الخطاب‬
‫الديني وخصائصه العامة وتحدياته المعاصرة‪.‬‬
‫في الفصل الثالث؛ تناولنا مفهوم السينما في ثالثة مباحث؛ خصصنا األول منها لـتأصيل مفهوم‬
‫السينما وخصائصها ونشأتها وآثارها ووظائفها‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد تعرضنا فيه للسينما اإليرانية من خالل‬
‫تاريخها وتنولها لموضوع الدين ومسألة الرقابة عليها‪ ،‬في حين خصصنا المبحث الثالث للسينما األمريكية من‬
‫خالل تناول تاريخها واقتصادياتها‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالفصول الرابع والخامس والسادس والسابع فقد خصصناها لتحليل عينة األفالم‬
‫ٍّ‬
‫فصل منها يحتوي على ثالثة مباحث‪ُ ،‬نفكك في األول‬ ‫اإليرانية واألمريكية بما يقابل فصل لكل فيلم؛ كل‬
‫ونحلل في الثاني القوى الفاعلة والحجاج الفيلمي ونفسر في الثالث السياق‬
‫األطروحة الخطابية للفيلم‪ُ ،‬‬
‫األيديولوجي للخطاب‪.‬‬
‫وجاء الفصل الثامن‪ /‬األخير للمقارنة بين الخطابين الدينيين في السينما اإليرانية واألمريكية؛ من خالل‬
‫عينة األفالم المحللة والكشف عن نقاط االقتراب واالبتعاد بينها‪ ،‬وهو الفصل الذي قسمناهُ إلى ثالثة مباحث‬
‫وفقا لمؤشرات المقارنة التي اعتمدنا فيها على مستويات تحليل الخطاب؛ األطروحة الخطابية‪ ،‬القوى الفاعلة‪،‬‬
‫الحجاج و السياق األيدي ولوجي للخطاب‪ .‬لنتوصل في األخير إلى أهم نتائج هذه الدراسة التي أوردناها في‬
‫خاتمة البحث‪.‬‬

‫ت‬
‫الفصل األول‬
‫اإلجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫المبحث األول‪ :‬إشكالية الدراسة‬


‫أوال‪ :‬موضوع الدراسة‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب الدراسة وأهدافها وأهميتها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نوع الدراسة ومنهجها وعينتها‬


‫أوال‪ :‬نوع الدراسة‬
‫ثانيا‪ :‬منهج الدراسة‬
‫ثالثا‪ :‬أدوات الدراسة‬
‫رابعا‪ :‬مجتمع الدراسة وعينتها‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الدراسات المشابهة ومنظور الدراسة‬


‫أوال‪ :‬الدراسات المشابهة‬
‫ثانيا‪ :‬منظور الدراسة‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫تمهيد‬

‫يتناول هذا الفصل اإلجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‪ ،‬حيث يقدم لموضوعها‪ ،‬أسباب اختياره‬
‫وأهميته‪ ،‬واألهداف المرجوة من اإلجابة عن إشكاليتها‪ .‬كما يحدد المفاهيم المركزية الثالث التي تضمنتها‬
‫الخطاب الديني‪ ،‬السينما اإليرانية‪ ،‬والسينما األمريكية‪ .‬ثم ينتقل لتوضيح نوع الدراسة ومنهجها بين تحليل‬
‫الخطاب والمنهج المقارن‪ ،‬وأدوات الدراسة (تحليل األطروحة‪ ،‬تحليل القوى الفاعلة‪ ،‬تحليل الحجاج‪ ،‬تحليل‬
‫السياق)‪ .‬يتناول الفصل أيضا مجتمع الدراسة وعينتها والدراسات المشابهة لها؛ ليركز أخي ار على مدرسة‬
‫تحليل الخطاب االجتماعي واإلدراكي كمنظور تحليلي لدراسة "الخطاب الديني في السينما األمريكية‬
‫واإليرانية"‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬موضوع الدراسة‪:‬‬

‫تشكل معرفة الذات اإلنسانية مركز اهتمام العقل البشري منذ عهود الفلسفة األولى وصوال إلى انفصال‬
‫ظل العقل من خالل الفلسفة والعلوم في مواجهة حادة وصراع‬
‫العلوم عنها ومسيرتها المتواصلة نحو العقالنية‪َّ ،‬‬
‫دائم مع الدين الذي يقدم من خالل الوحي إجابات محددة حول الذات اإلنسانية وعالقاتها المعقدة مع نفسها‪،‬‬
‫مع الله‪ ،‬مع اآلخر ثم مع الطبيعة‪ ،‬هذه اإلجابات التي ال تحقق اليقين المنشود إلى جانب قيام الديانات‬
‫السماوية على شق غيبي زاد من حالة الصدام بين العقل الفلسفي والعلمي والطرح الديني وبالتالي صدام‬
‫العقالني بالوجداني؛ وتصاعد سؤال العالقة بين الوحياني واإلنساني‪.‬‬

‫لم يبق الدين دينًا؛ بل أصبح خطابًا دينيًا من خالل انخراطه في شبكة العالقات االجتماعية‬
‫والممارسات المنبثقة عنها محققا بذلك (أي الدين) حالة تماهي كلية مع جميع أشكال الحياة االجتماعية‬
‫الموجودة والممكنة‪ ،‬وعليه يصبح الخطاب الديني كل محاوالت العقل اإلنساني في فهم وشرح وتفسير الوحي‬
‫وغايات ومبررات وجوده والحاجة إليه ودواعي اعتماد اإلنسان والمجتمع عليه‪ ،‬لنكون بذلك أمام الدين‪ /‬الوحي‬
‫اإللهي والخطاب الديني الذي يمثل إعادة إنتاج اإلنسان لهذا الوحي وفقا لتصورات عقلية وأبعاد وجدانية؛ إذ‬
‫ذاك يصبح كل ما قيل وكتب بشأن الدين خطابا دينياً ‪.‬‬

‫هذه العملية تمثل انتقاال تاريخيا من الدين إلى الخطاب الديني؛ إال أن االنتقال هنا ال يعني تجاوز‬
‫الثاني لألول بل التوزاي الصراعي‪ ،‬يتأتى هذا الوضع ويستمر تاريخيا بفعل القوة فأهم خاصية تجمع الدين‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫الوحياني اإللهي والخطاب الديني اإلنساني (كتجلي للدين في العقل والوجدان وإعادة إنتاجه) مفهوم القوة؛‬
‫فالدين يستمر بالقوة و الخطاب الديني كذلك ألننا ال يمكن أن نتجاوز حقيقة أن فهمنا للنص الوحياني‬
‫المقدس يتم من خالل عقول إنسانية توصف بالعلماء لفهم هذا النص وتبنيه وهنا تتضح قوة الخطاب الديني‬
‫واستحالة تجاوزه تماما كالدين‪ ،‬ال يمكن هنا الحديث عن أي شكل من أشكال العالقة بين القوة اإللهية والقوة‬
‫العقلية اإلنسانية ألن الدين ينطلق من الخضوع وطاعة الخالق والعقل بالمفهوم الفلسفي والعلمي يخضع كل‬
‫شيء للشك والسؤال‪ ،‬وعليه يصبح اليقين‪/‬الحقيقة مستحيال في الدين لوجود الغيب؛ ويؤكد الله سبحانه وتعالى‬
‫ذلك في منزل تحكيمه في قوله "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"‪ 1‬وفي مقابل ذلك يبقى الشك والسؤال في مواجه‬
‫مستمرة مع أي حالة يقينية بما فيها الدين‪.‬‬

‫يبدو أن الوحي والعقل يتجهان إلى االتفاق بشأن استحالة الحقيقة الكاملة ‪/‬اليقين إال أنها يستمران في‬
‫فرض سيطرتهما على اإلنسان بالقوة ‪ ،‬لذلك يتسم الدين (الوحي) والخطاب(العقل) كمفهومين مستقلين بالسلطة‬
‫وقدرتهما الالمتناهية على تشكيل وإعادة إنتاج المجتمعات والتحكم فيها من خالل تماسف واضح بين الدين‬
‫والخطاب الديني يزداد طرديا في كل محاولة عقلية لفهم الوحي و بالتالي ابتعاد الخطاب الديني عن الدين‬
‫وضياع الفرد والمجتمع بينهما‪.‬‬

‫تتعدد وسائل إفراغ الدين في المجتمع لتحقيق االنتشار والذيوع وبما أن هدف الخطاب الديني أن ينتشر‬
‫ويذيع أيضا تتعدد أدواته أيضا؛ يركز الدين (في اإلسالم) على الحالة الوجدانية عبر اإليمان والعبادة حتى‬
‫يت حقق اليقين ويستند العقل على الشك والسؤال حتى يتحصل عليه؛ إن الشك والسؤال ذو خاصية تفكيكية؛ إذ‬
‫ذاك يصبح التفكيك منهج عقلي في الخطاب الديني وعليه يصبح التساؤل بشأن البناء بعد التفكيك أهم‬
‫مخرجات الخطاب الديني‪.‬‬

‫إن أهم وسائل تبليغ الدين‪/‬الوحي في المجتمع اتصالية في األصل من الكتب السماوية واألنبياء إلى‬
‫الدعاة والفقهاء والكهنة ‪ ،‬تنسحب هذه الوسائل على الخطاب الديني أيضا؛ إال أن العقل األداتي ابتكر وسيلة‬
‫جديدة للتعاطي مع الدين تتمثل في وسائل اإلعالم‪ ،‬هذه األخيرة التي باتت وعاءا كبي ار تنصهر فيه كل‬
‫ا لوسائل السابقة لتصبح بذلك أحد أهم المنصات التي يتجلى فيها الخطاب الديني بكل أنواعه ومستوياته؛ إذ‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪ :‬سورة الحجر ‪ ،‬اآلية ‪.99‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫ذاك تصبح وسائل اإلعالم تجليا للعقل الذي يسعى باستمرار إلى فهم الوحي في صيرورة صراعية تطورية‬
‫تاريخية ال تتوقف‪.‬‬

‫يتجلى بذلك الخطاب الديني في الصحف واإلذاعات وشاشات التلفزيون والسينما عبر عقول كثيرة‪ ،‬إال‬
‫أن السينما حافظت كأحد أقوى وسائل اإلعالم والتعبئة واالستقطاب على إبهارها وقدرتها المتزايدة على سحب‬
‫الواقع والخيال إلى شاشتها وبالتالي صياغة وإفهام العالم للمتلقي بما في ذلك الدين؛ تتجه أغلب الدراسات‬
‫السينمائية إلى تبني فرضية صناعة السينما للواقع وليس نقله فإذا كانت األخبار في الصحف والتلفزيون ال‬
‫تنقل الحقيقة فلماذا تفعل السينما ذات التوجه الترفيهي والنزوع إلى الخيال ذلك‪ ،‬ليست كل السينما خيال‬
‫فهناك مدارس سينمائية عدة؛ ا نبعثت من مدارس الفن كالرومانسية والواقعية والسريالية إال أن كل تيار‬
‫يتعاطى مع الواقع والخيال من زاوية محددة و عليه ال يصبح الواقع واحدا بل مستويات واقع وتصورات للواقع‬
‫وال يصبح الخيال واحدا بل مستويات خيال وتصورات خيالية‪.‬‬

‫في زمن األحادية القطبية والعولمة الثقافية‪ ،‬يصبح صعبا أن نتجاوز السينما األمريكية عند الحديث‬
‫عن السينما؛ بل أن هناك من يرى أن السينما هي هوليوود‪ ،‬هذه الصناعة الفائقة العابرة للقارات والحدود‬
‫الجغرافية التي تلج كل بيوت العالم بقصصها المختلفة وزواياها المتعددة من أفالم رعب وخيال علمي‪،‬أفالم‬
‫الحب والحرب أين تتعدد الشخوص الواقعية والخيالية و يصبح اإلنسان مستويات أيضا‪ ،‬فهناك اإلنسان اآللي‬
‫واإلنسان الذي نصفه آلة ونصفه إنسان وهناك البطل الخارق وهناك اإلنسان الوحش وغيرها من المستويات‬
‫النفسية واالجتماعية والسريالية لإلنسان‪.‬‬

‫لقد تحولت هوليوود إلى صناعة ضخمة واقتصاد مستقل بماليين األفالم وباليين الدوالرات التي ما‬
‫فتئت تخضع كل العالم لشاشتها فمن الصعب اليوم أن نجد موضوعا واقعيا أو خياليا لم تتعرض له السينما‬
‫األمريكية لقد أعادت السينما إنتاج العالم في أذهان المتلقين؛ وبالتالي من المنطق الحديث عن إعادة إنتاج‬
‫الدين في السينما عبر خطاب ديني ال يفلت أي جزئية؛ وهو ما يتجلى بوضوح في السينما األمريكية التي‬
‫أنتجت كل قصص األنبياء كان آخرها فيلم نوح )‪.(2014 Noah‬‬

‫األمركة إلى منافسة أفالم هوليوود على‬


‫َ‬ ‫وعلى الرغم من بروز أقطاب سينمائية عالمية تسعى في زمن‬
‫غرار السينما الهندية (بوليوود) والسينما الروسية والفرنسية واإليطالية واأللمانية وحتى المصرية‪ ،‬ظل منافس‬
‫واحد يتاخم السينما األمريكية في تناول الخطاب الديني؛ والذي يتمثل في السينما اإليرانية‪ ،‬هذه األخيرة وعلى‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫الرغم من نزوعها إلى المدرسة الواقعية في السينما (المدرسة اإليطالية) وخلوها التام من مشاهد الخيال‬
‫والفانتازيا والعوالم التي يصنعها الحاسوب وفي ظل ممارستها في إطار نظام إسالمي مغلق ومتشدد إال أنها‬
‫استطاعت أن تكون المنافس األول لهول يوود في إنتاج الخطاب الديني باعتراف أمريكا ذاتها بعد حصول‬
‫الفيلم اإليراني انفصال (‪ )1122‬على األوسكار كأحسن فيلم أجنبي سنة ‪ 1121‬إلى جانب حصول األفالم‬
‫اإليرانية التي تعالج المجتمع اإليراني الذي يعيش في نطاق دولة إسالمية على العديد من الجوائز في مختلف‬
‫المهرجانات العالمية؛ وهو ما يزيد من االعتراف العالمي بهذه السينما ويفرض حضورها القوي في الوسط‬
‫السينمائي‪.‬‬

‫يسوقنا الحديث عن الدين في السينما عموما والدين في السينما األمريكية واإليرانية إلى وجوب التمييز‬
‫بين السينما الدينية والخطاب الديني في السينما؛ فالسينما الدينية تعيد صياغة الحادثة الدينية كما توردها‬
‫الكتب المقدسة أو المذاهب الدينية الشائعة أو التاريخ الديني دون تدخل أو تغيير كأن نقول فيلم المسيح‬
‫عيسى وفقا الرواية التوراتية أو الرواية المسيحية مثال‪ ،‬كما يكون الدين فيها موضوعا واضحا وصريحا وواحدا‬
‫على غرار ا ألفالم التي تتناول السيرة الذاتية لألنبياء كالفيلم العربي الرسالة (‪ )2911‬أو الفيلم األمريكي آالم‬
‫المسيح (‪ )1112‬أو الفيلم اإليراني محمد رسول الله (‪.)1122‬‬

‫أما الحديث عن خطاب ديني في السينما –وهو ما تهتم به دراستنا‪ -‬فيحيلنا على شكل سينمائي‬
‫معاكس تماما للسينما الدينية حيث ال يصبح االعتراف بالدين ضروري وال يكون االستناد على الكتب‬
‫السماوية والمذاهب والتاريخ منطلقها األيديولوجي‪ ،‬كما أن مواضيعها ليست صريحة وواضحة بل شديدة‬
‫اإليحاء والترميز لدرجة أن المشاهد قد ال يتفطن بالمرة بأن الفيلم يحتوي على أطروحة دينية مدافعة أو‬
‫مناهضة للدين؛ إن سينما الخطاب الديني؛ سينما مفتوحة على نشاط العقل و بالتالي التشكيك والسؤال‬
‫والتفكيك في تفاعل متصاعد بين األفكار والتكنولوجيا وما تتيحه من أطروحات ممكنة‪.‬‬

‫يعيدنا الخطاب في كل مرة إلى مفهوم القوة والسلطة وكيفية تحكمه في إعادة إنتاج أشكال الحياة‬
‫االجتماعية بمختلف مستوياتها وأبعادها‪ ،‬وعلى الرغم من أن ميشال فوكو قد دحض إمكانية التعرف على‬
‫قواعد هذا الخطاب ألنها مجهولة تاريخيا وال حتى طرق تشكلها‪ ،‬إال أن تون فان دايك قد حسم أمر الخطاب‬
‫وارتباطه بالسلطة والهيمنة باعتباره تحويل لمسار المعرفة عبر األيديولوجيا التي تعد أساس اإلدراك وتنظيم‬
‫مواقف األفراد والجماعات يتم هذا التنظيم االجتماعي والتحكم في اإلدراك بواسطة الخطاب عبر نماذج‬
‫اصطلح عليها فان دايك بالنماذج الفوقية أو النماذج اإلدراكية التي يتم من خاللها نمذجة المواضيع والرسائل‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫والنصوص بطريقة تضبط اإلدراك المطلوب من قبل الوعي وفقا إليقاع محدد؛ وبالتالي تحقيق التحكم‬
‫والسيطرة على الظاهرة وإدراك‪/‬وعي العقل لها‪/‬بها في آن واحد‪.‬‬

‫يمكن إسقاط رؤية فان دايك على الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية عبر الكشف على‬
‫األطروحات األيديولوجية التي تتناولها والنماذج اإلدراكية التي تسعى لبنائها بهدف تحقيق إيقاع محدد من‬
‫الوعي واإلدراك بالظاهرة الدينية وبالتالي بلوغ الفهم واإلفهام لدى المتلقي؛ وهو ما يعتبر الغاية العليا التي‬
‫ينشدها الخطاب وعليه تروم هذه الدراسة إلى اإلجابة على هذا التساؤل الرئيس‪ :‬ما هي األيديولوجيا الكامنة‬
‫في الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم المختارة وما الفرق بينهما ؟ وما‬
‫هي النماذج اإلدراكية التي ُينتجها الخطابين ؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نفككها إلى التساؤالت الفرعية اآلتية‪:‬‬

‫‪ .2‬ما هي أطروحات الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية وما الفرق بينها؟‬
‫‪ .1‬ما هي صفات وأدوار القوى الفاعلة في الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية وما الفرق‬

‫بينهما؟‬
‫‪ .3‬ما هي البنية الحجاجية للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية وما الفرق بينهما؟‬
‫‪ .2‬ما هي سياقات الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية وما الفرق بينهما؟‬
‫‪ .2‬ما هي النماذج اإلدراكية التي يبنيها الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية و ما الفرق‬
‫بينهما؟‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‪:‬‬

‫تحتوي هذه الدراسة على ثالثة مفاهيم أساسية؛ كل مفهوم يتركب من مصطلحين‪ ،‬وسنركز في تحديدنا‬
‫وضبطنا لهذه المفاهيم على تصورنا لهذه المتغيرات انطالقا من اإلشكال الذي يجمعها وهو ما يفرض رؤية‬
‫محددة لهذه المفاهيم تالزمها طيلة مسار الدراسة‪ ،‬لتصبح بذلك مفاهيما إجرائية ترتكز عليها سيرورة العملية‬
‫البحثية‪ ،‬علمًا أن هذه المفاهيم قد تم تفصيلها حسب ما ورد في األدبيات العلمية في فصلين توثيقيين كاملين‪:‬‬

‫‪ .2‬الخطاب الديني‪َ :‬نقصد بالخطاب الديني في هذه الدراسة؛ األطروحات الدينية المنبثقة عن‬
‫أيديولوجيا معنية أو تصورات محددة حول الدين‪ ،‬يتم بناؤها وفق آليات حجاجية محددة‪ ،‬بهدف‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫نمذجة الدين إدراكيا وفقا لتصورات تخدم أصحاب هذه األيديولوجيات المهيمنة‪ ،‬وبالتالي إعادة‬
‫إنتاج عالقة الدين بالفرد والمجتمع على جميع المستويات خاصة على مستوى الوعي بالدين‪.‬‬
‫‪ .1‬السينما اإليرانية‪ :‬نقصد بالسينما اإليرانية في هذه الدراسة؛ السينما التي تنتج على مستوى الحيز‬
‫الجغرافي للجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬لتتجاوز هذا الحيز إلى المتلقي العالمي‪ ،‬كما تتخذ هذه‬
‫السينما من الدين خطابا ضمنيا أساسيا لها عبر إدماجه في جملة من المواضيع المتعلقة بالواقع‬
‫االجتماعي اإليراني‪.‬‬
‫‪ .3‬السينما األمريكية‪ :‬نقصد بالسينما األمريكية في هذه الدراسة؛ الصناعة السينمائية األمريكية التي‬
‫تشرف عليها مؤسسات اإلنتاج السينمائي في هولييود‪ ،‬الموجهة للتلقي العالمي من خالل إعادة‬
‫إنتاج الدين في أطروحات توافق نمط اإلنتاج السينمائي األميركي من رعب وإثارة وخيال وغيرها‬
‫من األنماط التي تتجه في خطابها إلى العولمة الثقافية للقيم األمريكية العالمية وليس الواقع‬
‫األمريكي الحقيقي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب الدراسة وأهدافها وأهميتها‪:‬‬
‫أ‪ .‬أسباب اختيار موضوع الدراسة‪:‬‬
‫‪ .2‬تزايد االهتمام بالدين موضوعا وخطابا في السينما العالمية السيما؛ السينما اإليرانية واألمريكية‪.‬‬
‫‪ .1‬تزايد االهتمام بالسينما وخطاب الصورة في مقابل تراجع المدون والمكتوب‪.‬‬
‫‪ .3‬تزايد موجة اإللحاد في العالم وتشكل مفهوم آخر للدين عبر وسائل اإلعالم وفي مقدمتها السينما‪.‬‬
‫‪ .2‬تصاعد خطاب الكراهية في العالم وما ينتج عنه من ممارسات عنيفة والسعي المتواصل لربطها‬
‫‪1‬‬
‫بالخطاب الديني‪.‬‬
‫‪ .2‬إثبات الدراسات اإلعالمية العربية المتعددة لتعمد تشويه صورة اإلسالم والمسلمين في السينما‬
‫األمريكية؛ وعدم خروج هذه الدراسات من معالجة صورة اإلسالم إلى صورة الدين في مفهومه العام‪.‬‬
‫ب‪ .‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ .2‬معرفة أطروحات الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية في بعدها واقترابها من الدين‪.‬‬
‫‪ .1‬الكشف عن البنية الحجاجية للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية والفروق القائمة بينهما‪.‬‬

‫‪ -1‬أحد انعكاسات خطاب الكراهية والحقد الديني الهجوم المسلح األخير على مسجد نيوزيلندا؛ أين قتل إرهابي أسترالي ‪21‬‬
‫مسلما أثناء أدائهم لصالة الفجر بالمسجد بإطالق النار عليهم وبث العملية في فيديو مباشر على حسابه على أحد منصات‬
‫مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫‪ .3‬فهم طرق تشكيل الوعي بالدين عبر الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية والنماذج‬
‫اإلدراكية التي تحكم هذا الوعي‪.‬‬
‫‪ .2‬تبيان األيديولوجيا الكامنة في الخطاب الديني من خالل السينما اإليرانية واألمريكية ونقاط التالقي‬
‫والتباعد بينهما‪.‬‬

‫ج‪.‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫‪ .2‬جدة الدراسة من حيث خروجها من حقل البحث عن صورة اإلسالم والمسلمين في وسائل اإلعالم‬
‫(‪ )micro level‬إلى البحث في الخطاب الديني وبالتالي الدين في مفهومه الواسع (‪.)Macro level‬‬

‫‪ .1‬قلة الدراسات اإلعالمية العربية التي اشتغلت وفق منهج تحليل الخطاب وبالتالي الـتأسيس لنمط جديد‬
‫من البحوث اإلعالمية في تحليل الخطاب اإلعالمي عموما والسينمائي تحديدا‪.‬‬

‫‪ .3‬ندرة النماذج العلمية التي تؤسس لنماذج جزئية في الخطاب السينمائي وهو ما تسعى إليه هذه‬
‫الدراسة عبر استهدافها للكشف على النماذج اإلدراكية التي يتم بناؤها في الخطاب الفيلمي للتحكم في الوعي‬
‫بالظاهرة الدينية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نوع الدراسة‪ ،‬منهجها وعينتها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نوع الدراسة‪:‬‬

‫تقع هذه الدراسة ضمن نطاق البحوث الكيفية التحليلية التي تستهدف الفهم العميق للظاهرة واإلحاطة‬
‫بها في حدود عينة الدراسة‪ ،‬وتتحد خطوات المبحوث الكيفية عموما فيما يأتي‪:1‬‬

‫‪ ‬تحديد مجاالت الموضوعات الرئيسة‪.‬‬


‫‪ ‬تحليل المجموعة الفرعية للبيانات‪.‬‬
‫‪ ‬كتابة الفئات التصنيفية‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تحليل البيانات؛ تحليل بيانات إضافية‪.‬‬
‫‪ ‬تدوين المالحظات في الفئات الموجزة‪.‬‬

‫‪ -1‬شارلين هس بيبر وباتريشيا ليفي‪ ،‬ترجمة هناء الجوهري‪ :‬البحوث الكيفية في العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪،‬‬
‫‪ ،1122‬ص ‪.21‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫‪ ‬تنقيح فئات التصنيف؛ تأليف فئات عامة ذات طبيعة وشاملة‪.‬‬


‫‪ ‬تفسير المضمون‪.‬‬
‫‪ ‬العرض النهائي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫نهج‪( :‬اسم)‪ ،‬الجمع‪َ :‬مناهج و َمناهيج‪َ ،‬م ْن َهج ‪ /‬م ْن َهج‪ ،‬م ْنهاج ‪،‬‬ ‫ورد في معجم المعاني الجامع لفظ َم َ‬
‫َ‬
‫لعدة عمليات‬‫طة منظمة َّ‬ ‫طريق واضح‪ ،‬منهاج؛ وسيلة محددة توصل إلى غاية معيَّنة‪ .‬والمنهج العلمي‪ :‬خ َّ‬

‫ذهنيَّة أو حسيَّة بغية الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة عليهاـ و مناهج التَّعليم ‪ :‬برامج الدراسة ‪ ،‬وسائله‬
‫وطرقه وأساليبه ‪ 1.‬وعلى مستوى ملموس أكثر؛ فإن كلمة منهج يمكن إرجاعها إلى طريقة تصور وتنظيم‬
‫البحث‪ ،‬ينص المنهج إذن على كيفية تصور وتخطيط العمل حول موضوع دراسة ما‪ ،‬إنه يتدخل بطريقة‬
‫‪2‬‬
‫أكثر أول أقل إلحاحا‪ ،‬بأكثر أو أقل دقة في كل مراحل البحث‪.‬‬

‫وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على منهجي تحليل الخطاب والمنهج المقارن؛ ويعرف جورج مونان‬
‫تحليل الخطاب بأنه‪ :‬كل تقنية تسعى إلى التأسيس العام والشكلي للروابط الموجودة بين الوحدات اللغوية‬
‫للخطاب المنطوق أو المكتوب‪ ،‬في مستوى أعلى من مستوى الجملة‪ 3.‬كما يعرفه محمد شومان بأنه ‪ :‬منهج‬
‫الكشف عن الوظائف الفكرية (إنتاج و تكوين األفكار) و وظيفة تصوير العالقات االجتماعية و الهويات‬
‫‪4‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫يتوجب هنا التوضيح بأنه ال يوجد منهج واحد لتحليل الخطاب بل مناهج متعددة وفقا لمستويات‬
‫الخطاب الثالثة‪ :‬المستوى التركيبي (النحوي) والمستوى الداللي والمستوى التداولي؛ بالنسبة للمستوى التركيبي‬
‫يقف تحليل الخطاب عند بنية الجملة ونسقها الداخلي والقواعد والمعايير اللغوية‪ /‬اللسانية التي تدل على نوع‬
‫العالقة الوظيفية التي تربط الكلمات أو المفردات داخل التركيب‪ ،‬وقد تجاوزنا هذا المستوى في تحليل‬
‫الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية ألن عينة التحليل تتمثل في أفالم بلغات أجنبية (فارسية‬

‫‪ -1‬أنظر التعريف اللغوي للمنهج في قاموس المعاني الجامع‪ ، www.almaany.com :‬تاريخ التصفح‪.1129 /10 /10 :‬‬
‫‪ -2‬موريس أنجرس‪ :‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،1110 ،‬ص‬
‫‪.99‬‬
‫‪ -3‬أنظر عمر بلخير‪ :‬الخطاب و بعض مناهج تحليله ‪ ، www. omarbelkheir.wordpress.com:‬تاريخ التصفح‪:‬‬
‫‪.1129 /10 /10‬‬
‫‪ -4‬محمد شومان‪ :‬تحليل الخطاب اإلعالمي (أطر نظرية ونماذج تطبيقية)‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪ ،1111،‬ص ‪.31‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫وإنجليزية) وبالتالي ضرورة االعتماد على الترجمة وليس على النص األصلي مما يحول دون إمكانية‬
‫االشتغال النحوي على اللغتين الفارسية واإلنجليزية؛ إضافة إلى عدم استهداف الدراسة للخوض للحقل اللساني‬
‫الذي يعد اختصاصا مستقال في اللغويات‪.‬‬

‫أما المستوى الثاني فيعنى بتحليل الداللة أو ما يسمى بمنهج التحليل السيميولوجي ؛ الذي يسعى إلى‬
‫تعقب معاني العالمات في الخطاب ودالالتها الظاهرة والضمنية ‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أن هذه الدراسة ال تبغي‬
‫التأويل وال تعتبره هدفها المنشود قط ألنها تستهدف الكشف عن األيديولوجيا الكامنة في الخطاب الديني في‬
‫السينما اإليرانية واألمريكية عبر تفكيك سياقاتها واستخراج نماذجها اإلدراكية والبنية الحجاجية التي تستند‬
‫عليها‪ ،‬إن هذه النماذج هي التي تتحكم في الفهم والتأويل بل وتعد شرطا إلنتاجه وتحققه بالمعنى الخطابي‬
‫لذلك يصطلح عليها بالنماذج الفوقية ألنها تتجاوز تراسندنتاليا‪ 1‬التأويل وتسيطر عليه؛ وهو الطرح الذي يؤيده‬
‫ميشال فوكو في رفضه المطلق لتأويل الخطاب باعتباره منتجا للمعنى ومتحكما فيه بالقوة بل يتجاوز إنتاج‬
‫المعنى إلى إنتاج الفاعلين والمجتمع برمته‪.‬‬

‫إذ ذاك؛ يبقى أمامنا المستوى التداولي في تحليل الخطاب وهو ما ترومه هذه الدراسة ولكن قبل ذلك ما‬
‫هي التداولية؟‬

‫ترى فرونسواز ريكاناتي وماري ديلر أن التداولية هي المبحث الذي يدرس استخدام اللغة داخل‬
‫الخطابات والسمات المميزة التي تؤسس وجهته الخطابية في صلب اللغة‪ 2.‬وتقوم التداولية في جوهرها على‬
‫رفض ثنائية ‪ ( :‬اللغة ‪ /‬الكالم ) التي نادى بها رائد اللسانيات الحديثة دي سوسير القائلة‪ :‬بان اللغة وحدها‬
‫دون الكالم هي الجديرة بالدراسة العلمية ‪ ..‬وعلى ذلك فان التداولية تعنى بالبحث في العالقات القائمة بين‬
‫اللغة ومتداويلها من الناطقين بها‪ ،‬فتأخذ على عاتقها تحليل عمليات الكالم ووصف وظائف األقوال‬
‫وخصائصها لدى التواصل اللغوي‪ 3.‬بهذا المعنى ستكون التداولية دراسة اللغة أثناء ممارستها إحدى وظائفها‬
‫اإلنجازية أي الحوارية والتواصلية‪ ،‬كما يصبح القصد من وراء العملية االتصالية أهم محاورها‪.‬‬

‫‪-1‬من ‪transcendantale‬؛ بمعنى متعالي ‪/‬متجاوز ‪/‬متسامي‪.‬‬


‫‪ -2‬يسمينة عبد السالم‪ :‬نظرية األفعال الكالمية في ظل جهود أوستين‪ ،‬مجلة المخبر‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص ‪.211‬‬
‫‪ -3‬هلين فردناند‪ ،‬ترجمة زياد عز الدين العوف‪ :‬التداولية‪ ،‬مجلة األدب العالمي‪ ،‬العدد ‪ ،212‬دمشق‪ ،1110 ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫عندما يصبح القصد في الفيلم اإلقناع والتأثير من خالل أطروحات تتبع مسار برهنة محدد يعمل على‬
‫إنتاج نماذج إدراكية تستهدف ذهن المتلقي‪ ،‬ينتقل الخطاب مباشرة إلى وضعية التداول‪ ،‬لذلك تسمى التداولية‬
‫أيضا بالبراجماتية ‪ ، pragmatics‬أو بمعنى آخر الهدف من الخطاب ‪ ،‬إن السعي إلى اإلقناع يقودنا إلى‬
‫الحجاج فال إقناع بال حجة؛ إذ ذاك يصبح التساؤل حول "بماذا نريد أن نقنع؟" أساسيا وضروريا‪ ،‬هل نقنع‬
‫بالحقيقة أم الزيف؟ وهل الحقيقة‪ 1‬في حاجة ألن نقنع بها؟ إذا كانت الحقيقة ليست في حاجة إلى إقناع‬
‫فحتما نحن أما األيديولوجيا وبالتالي تحليل الخطاب األيديولوجي‪.‬‬

‫إن األيديولوجيا عند دوستي دو تراسي ‪ ،Desttut de Tracy‬ليست سوى علم األفكار وبالتالي‬
‫تعنى بدراسة كيف نفكر ‪ ،‬كيف نتحدث و كيف نبرر ونبرهن ‪ 2.‬؛ إذ ذاك يصبح كل تحليل للخطاب‬
‫األيديولوجي تحليال للحجاج في ذات الوقت ؛ والخطاب الحجاجي جنس خاص من الخطاب يبنى على قضية‬
‫أو فرضية خالفية يعرض فيه المتكلم دعواه مدعومة بتبريرات عبر سلسلة من األقوال المترابطة ترابطا منطقيا‬
‫‪3‬‬
‫قاصدا إقناع اآلخر بصدق دعواه أو التأثير في موقفه أو سلوكه تجاه تلك القضية‪.‬‬

‫ويحدد فان دايك الخطوات اإلستراتيجية العامة لتحليل الخطاب األيديولوجي في اآلتي‪:4‬‬

‫‪ .2‬العضوية‪ :‬من نحن؟‪ ،‬من ينتمي إلينا‪ ،‬ومن يمكن قبوله بيننا؟‬
‫‪ .1‬النشاطات‪ :‬ماهي خططنا‪ ،‬ماذا سنفعل وماذا نتوقع؟‬
‫‪ .3‬األهداف‪ :‬لماذا نفعل هذا الشيء‪ ،‬وما الذي نريد بلوغه؟‬
‫‪ .2‬القيم والمعايير‪ :‬ما هو الجيد والسيئ بالنسبة لنا‪ ،‬ما هو المسموح والممنوع؟‬
‫‪ .2‬العالقة مع األخر‪ :‬من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا؟ وأين موقعنا في المجتمع؟‬
‫‪ .0‬المصادر‪ :‬ما الذي نملكه وال يملكه اآلخر؟ ما الذي ال نملكه ويملكه اآلخر؟‬

‫أما المنهج الثاني الذي اعتمدته هذه الدراسة فيتمثل في المنهج المقارن؛ والمقارنة وفي اللغة العربية‬
‫قارن – للمتعدي‪َ ،‬ق َارَن َرفيَقه ‪َ :‬ارَفَقه َوا ْق َت َرَن به‪َ ،‬ق َارَن‬
‫قارَن ًة ‪ ،‬فهو مقارن ‪ ،‬والمفعول م َ‬
‫قارَن‪ ،‬يقارن ‪ ،‬قرًانا وم َ‬

‫‪ -1‬في اإلسالم ال يوجد اإلقناع بل توجد الدعوة إلى الدين‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Teun Avan Dijk : Idiology‬‬ ‫‪And Discourse (A multidisciplinary introsuction),carocci,‬‬
‫‪rome, 2004 , p6.‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم النورج حمدي‪ :‬تحليل الخطاب السياسي في ضوء نظرية االتصال اللغوي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1122 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Teun Avan Dijk : ibid. p 43.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬


‫َب ْي َن اْل َخط ْين ‪َ :‬ق َاب َل َب ْيَنه ْم‪َ ،‬ق َارَ َب ْي َن الناس ‪َ :‬س َّوى َب ْيَنه ْم‪َ ،‬ق َارَ َب ْي َن الزْو َج ْين ق َراناً ‪َ :‬ج َم َع َب ْيَنه َما‪ ،‬قار الش َ‬
‫يء‬
‫‪1‬‬
‫بالشيء ‪ /‬قارن بين الشيء والشيء ‪ :‬وازنه به ‪ ،‬قابل بينهما ‪ ،‬وازن بينهما ‪ ،‬نظر في التشابه واالختالف‪.‬‬

‫والمنهج المقارن عبارة عن أسلوب المقابلة والمقايسة بين األحداث والظواهر المختلفة‪ ،‬وموازنة بعضها‬
‫‪2‬‬
‫ببعضها اآلخر‪ ،‬بهدف الكشف عما بينها من عالقات ووجوه شبه أو اختالف وتباين‪.‬‬

‫إن عملية البحث المقارن تقع ضمن خمس خطوات‪ ،‬وفق الشكل اآلتي‪:3‬‬

‫‪ .1‬تحديد موضوع الدراسة المقارنة‪:‬‬

‫ال بد للباحث الذي يعتمد المنهج المقارن أن يحدد مسائل بحثه علي وجه الدقة‪ ،‬ويحدد موضوع‬
‫المقارنة تحديدًا دقيقًا؛ فالبحث المقارن في العقيدة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يتطلب تحديدًا دقيقًا لموضوعي المقارنة‬
‫فيه‪ ،‬فهل المقارنة فرضًا بين األشاعرة والمعتزلة في موضوع العدل‪ ،‬أم في موضوع العصمة؟ وهل المقارنة‬
‫بناء على مبادئ النظريات أم على نتائجها وآثارها العملية؟‬
‫ستقوم ً‬

‫‪ .2‬تحديد نطاق المقارنة‪:‬‬

‫دور في تحديد نطاق المقارنة‪ ،‬نظير المؤهالت الشخصية‪ ،‬وإمكانيات البحث‪،‬‬


‫ثمة عوامل متعددة تلعب ًا‬
‫دور مهمًا في تحديد ذلك‬
‫وقابلية المقارنة‪ ،‬وتعد قابلية المقارنة بين موضوعي البحث من العوامل التي تلعب ًا‬
‫النطاق‪ .‬ويوجد اتجاهان في تحديد قابلية األمور للمقارنة‪ :‬االتجاه األول يعتبر أن التباين الكامل بين‬
‫الموضوعين يشكل مانعًا من إمكانية المقارنة بينهما‪ ،‬أما االتجاه الثاني فيعتبر أن التباين ال ينفي إمكانية‬
‫المقارنة بين الموضوعين‬

‫أن مقياس المقارنة يتبلور من خالل مالحظة الهدف من البحث المقارن‪ .‬فلو كان‬
‫لكن الصحيح َّ‬
‫الهدف هو الكشف عن المساحات المشتركة بين موضوعي المقارنة‪ ،‬فإن مقياس المقارنة يتمثل بعدم وجود‬
‫تباين جذري بينهما‪ ،‬أما لو كان هدف البحث الفهم واالستيعاب األعمق لمختلف األبعاد والجوانب المتعلقة‬
‫بموضوعي المقارنة‪ ،‬فإن التباين الكامل بينهما ال يشكل مانعًا أمام الدراسة المقارنة‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ ،www.almaany.com :‬تاريخ التصفح‪.1129 /10 /10 :‬‬


‫‪-2‬أنظر المنهج المقارن‪ ،www.almaaref.org :‬تاريخ التصفح‪.1129 /10 /10 :‬‬
‫‪ -3‬أنظر المنهج المقارن‪ ،www.almaaref.org :‬تاريخ التصفح‪.1129 /10 /10 :‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫تتبع مستويات االشتراك وال ّتباين الشكلية‪:‬‬


‫‪ّ .3‬‬

‫ال َّبد للباحث أن يتتبع الحد األقصى من مستويات االشتراك والتباين‪ ،‬فيبدأ بالشكلية منها‪ ،‬ليصل فيما‬
‫بعد إلى الجوهرية‪ ،‬إذ ال يمكننا تجاوز الشكل والتوصل إلي االشتراك والتباين الجوهري والحقيقي مباشرة‬
‫واألمور الشكلية تتمثل باللغة واأللفاظ‪ ...‬وكلما قمنا بإثراء القائمة التي تحصي جوانب الشبه والتباين‪،‬‬
‫تضاعف مستوي نجاح البحث‪.‬‬

‫تتبع مستويات االشتراك وال ّتباين الجوهرية‪:‬‬


‫‪ّ .4‬‬

‫تتمثل المرحلة األهم في البحث المقارن في االنتقال من مساحة االشتراك والتباين الشكلية إلي‬
‫الجوهرية‪ ،‬واالنتقال إلي ما وراء اللفظ والجسم‪ ,‬ويمكن الوصول للمقارنة الجوهرية عبر األساليب اآلتية‪:‬‬

‫مما‬
‫طرح اإلشكالية الرئيسة واإلشكاالت الثانوية والفرضيات المتعلقة بموضوعي الدراسة المقارنة؛ َّ‬ ‫أ‪.‬‬
‫يتيح للباحث تجنب المقارنات الجزافية غير المبررة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مقارنة األطر التاريخية والمعرفية لموضوعي المقارنة‪.‬‬
‫ت‪ .‬مقارنة المبادئ التصورية والتصديقية لموضوعي الدراسة‪.‬‬
‫ث‪ .‬مقارنة األدلة‪ ،‬واالتجاهات والمناهج‪.‬‬
‫ج‪ .‬مقارنة اللوازم واآلثار والنتائج‪.‬‬
‫سبيال آخر‬
‫ح‪ .‬مقارنة البدائل‪ ،‬والنظائر والنقائض حين يتعذر الفهم المباشر لموضوع ما‪ ،‬يمكن أن تجد ً‬
‫للمعرفة من خالل فهم ضده أونظيره‪ ،‬أو وبديله‪.‬‬
‫خ‪ .‬مقارنة المنظومة الفكرية أو النطاق الفكري الذي ينتمي إليه موضوع البحث فقد يصل الباحث إلى‬
‫نتائج خاطئة وغير دقيقة نتيجة مقارنة موضوعي الدراسة علي نحو جزئي منعزل دون مالحظة‬
‫المنظومة الكلية‪.‬‬
‫‪ .5‬تفسير حاالت ال ّتباين واالشتراك‪:‬‬

‫تعقيدا‪ ،‬حيث يحاول الباحث توظيف القوانين المعرفي ة‬


‫ً‬ ‫وهي أصعب خطوات البحث المقارن وأكثرها‬
‫والتاريخية وغيرها؛ ليقدم نظرية تفسيرية لحاالت التباين واالشتراك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫ثالثا‪ :‬أدوات الدراسة‪:‬‬

‫تشكل أدوات الدراسة األساس اإلجرائي لكل بحث‪ ،‬حيث من شأنها أن تساعد على الحصول على‬
‫العناصر المكونة للمادة‪/‬الظاهرة وبالتالي إمكانية ترتيبها وتصنيفها وتحليلها‪ ،‬وقد اعتمدت هذه الدراسة على‬
‫ثالثة أدوات ضمن منهج تحليل الخطاب الحجاجي‪/‬األيديولوجي نفصلها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .2‬أداة تحليل األطروحة‪ :‬إن األطروحة تستلزم البرهنة؛ وتحليل األطروحة يقصد به تحديد مجال‬
‫الخطاب وط بيعة الحدث الذي ينطلق منه أو طبيعة النشاط االجتماعي المتصل بالكالم ويتالقى‬
‫حوله المشاركون‪ .‬تتكون كل أطروحة داخل الخطاب من قضايا جزئية مكونة لها (أفكار فرعية)‬
‫وبالتالي يهدف تحليل األطروحة إلى كشف ترتيب القضايا داخل األطروحة حسب أولويات‬
‫‪1‬‬
‫الخطاب‪.‬‬

‫يعتمد أي نص على مجموعة من األطروحات والبراهين التي تترابط وتسعى لتحقيق هدف أو أهداف‬
‫معلنة أو مضمرة‪ ،‬و عادة ما تدور األطروحة حول فكرة ترتبط بسياق النص وأهدافه‪ ،‬أي أن شرط اعتبارها‬
‫أطروحة أن يكون لها دور في بناء المنطق الداخلي للنص وأن تكون متنامية باتجاه تحقيق أهدافه‪.2‬‬

‫األطروحة هي فكرة أو معنى معين يريد منتج الخطاب توصيله للمتلقي بحيث يتم فهم الخطاب على‬
‫النحو الذي يريده منتج الخطاب‪ ،‬وهي مدخل مهم لتحليل الخطاب؛ألن األطروحة تعد بنية موحدة يقدمها منتج‬
‫الخطاب بهدف أو أهداف معينة‪ ،‬واألطروحات الفكرية تشكل البنية الكبرى لنص الموضوعات التي يتم‬
‫تناولها وذلك على المستوى الكلي للنص أو الخطاب بأكمله‪ ،‬وتتمثل البنية الكبرى في األفكار الفرعية التي‬
‫‪3‬‬
‫تعبر عن عناصر أو وحدات أصغر تسمى البنى الصغرى عنها الفقرات‪.‬‬

‫ويستخدم تحليل األطروحات في بعض األحيان بمعنى تحليل بنية الموضوع‪،‬ويقصد بها البنية الفكرية‬
‫وليست البنية اللغوية‪،‬على أساس أن الخطاب يحتوي على أفكار بناء استداللي يضفي المنطقية والبرهنة على‬
‫مقولة أو مقوالت أساسية يريد مصدر الخطاب أن يقنع بها اآلخرين‪ ،‬وتشمل األطروحات الفكرية البنية‬
‫الكبرى للنص‪،‬التي تعبر عن الموضوعات التي يتم تناولها وذلك على المستوى الكلي للنص أو الخطاب‬

‫‪ -1‬إبراهيم النورج حمدي‪ :‬تحليل الخطاب السياسي في ضوء نظرية االتصال اللغوي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1122‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬محمد شومان‪ :‬تحليل الخطاب اإلعالمي (أطر نظرية و نماذج تطبيقية)‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪ .1111،‬ص‬
‫‪.212‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز بركات‪ :‬مناهج البحث اإلعالمي‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1122 ،‬ص ‪.312‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫بأكمله‪،‬وتتكون الوحدة الكبرى من عناصر أو وحدات أصغر تتمثل في األفكار الفرعية التي تعبر عنها‬
‫الفقرات‪،‬والتي تشكل األطروحات المتضمنة في الخطاب بأكمله‪ ،‬ويتم رصد األطروحات المتضمنة في‬
‫الخطاب من خالل تحديد الموضوعات األساسية‪ ،‬ثم الفقرات بما تحويه من عبارات وجمل باعتبار أن‬
‫‪1‬‬
‫الفقرات هي مقوالت تعبر عن األطروحات التي يتضمنها الخطاب‪.‬‬

‫وقد نلجأ أثناء تحليل األطروحة إلى تقسيم السياق الزمني المذكور في الخطاب إلى فترات (سنوات أو‬
‫شهور)‪ ،‬وذلك إن احتوى الخطاب على تغير أو تناول أفكار أو موضوعات خالل سياق زمني محدد‪،‬وهناك‬
‫من يقتصر في تحليل الخطاب على (الشرح الكيفي المتعمق) وذلك بشرح أكثر تفصيالً لكل قضية على حده‬
‫‪2‬‬
‫وقد يلجأ الباحثون إلى (التوضيح الكمي المفصل) وذلك سعيا ً لزيادة الفهم والتوضيح للموضوعات الفرعية‬

‫‪ .1‬أداة تحليل القوى الفاعلة‪ :‬قد تكون حجج األطروحة حول أدوار الفاعلين في الخطاب‪ ،‬وإذا كان‬
‫الخطاب األيديولوجي يتأسس على اآلنا واآلخر يصبح تحليل الفاعلين مهما جدا‪ ،‬وبالتالي تقوم أداة‬
‫تحليل القوى الفاعلة على كيفية عرض الفاعلين في الخطاب وصفاتهم عبر اإلجابة على األسئلة‬
‫التالية‪:3‬‬
‫‪ ‬هل يظهر الفاعلون أفرادا أم جماعات‪.‬؟‬
‫‪ ‬هل يظهر الفاعلون داخل الجماعة األيديولوجية (نحن) أم خارجها (اآلخر)‬
‫‪ ‬هل يظهر الفاعلون بمظهر عام أم خاص؟‬
‫‪ ‬هل يظهر الفاعلون بأسمائهم أم بصفاتهم أم بمهنهم أم بوظائفهم؟‬
‫‪ ‬ما هي األدوار التي يقوم بها الفاعلون؟‬

‫ويفصل حمدي النورج أدوار القوى الفاعلة في الخطاب من خالل الخصائص التالية‪:4‬‬

‫‪ ‬طبيعة المشاركين في الخطاب وحالتهم‪.‬‬


‫‪ ‬العالقات الدائمة والمؤقتة بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬كيف يتم تبادل األدوار بينهم‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شومان‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫عبد العزيز بركات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.312‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- Teun Avan Dijk: Idiology And Discourse (A multidisciplinary introsuction),p51.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -4‬بلقاسم دفة‪ :‬إستراتيجية الخطاب الحجاجي (دراسة تداولية في الرسالة اإلشهارية العربية)‪ ،‬مجلة المخبر‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص ‪.290‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫‪ ‬كيفية توزيع الكالم بين المتخاطبين‪.‬‬


‫‪ ‬العالقات االجتماعية بين أطراف الخطاب‪.‬‬
‫‪ ‬المالبسات النفسية المهيمنة‪.‬‬
‫‪ ‬السمات االجتماعية التي يتسم بها الفاعلون ووضعهم في عملية إنتاج الخطاب‪.‬‬
‫‪ .3‬أداة تحليل الحجاج‪ :‬يعرف باتريك شارودو الحجاج بأنه‪ :‬حاصل نصي من مكونات مختلفة تتعلق‬
‫بهدف ذي مقام إقناعي‪ ،‬وقد اصطلح س‪ .‬بيرلمان مصطلح البالغة الجديدة على دراسة الحجاج؛‬
‫وتوصل إلى أن الحجاج سلسة من الحجج تنتهي بشكل كلي إلى تأكيد نفس النتيجة‪ ،‬ولعله نص هنا‬
‫على كونه أسلوبا تنظيميا في عرض الحجج وبنائها وتوجيهها نحو هدف معين يكون عادة اإلقناع‬
‫والتأثير غايته‪ ،‬فتكون الحجة في سياق هذا الغرض بمثابة الدليل على الصحة أو الدحض‪.‬‬

‫ويقسم بيرلمان أنماط الحجج الممكنة للدفاع على األطروحة في الخطاب إلى‪:1‬‬

‫‪ .2‬الحجج شبه المنطقية‪ :‬وهي الحجج التي يتم مشابهتها بالطرق المنطقية والشكلية في البرهنة‪.‬‬
‫‪ .1‬الحجج التي ترتكز على بنية الواقع و هي الحجج التي تصل عنص ار بعنصر آخر واقعي كالربط‬
‫السببي‪.‬‬
‫‪ .3‬الحجج المؤسسة لبنية الواقع‪ :‬وهو االتصال الذي يبني صورة الواقع كالتمثيل واالستعارة‪.‬‬
‫‪ .2‬حجة االتجاه‪ :‬وغرضها التحذير من وقوع شيء ما‪.‬‬
‫‪ .2‬الحجة الرمزية‪ :‬للرمز قوة تأثيرية في الذين يقرون بوجود عالقة بين الرامز والمرموز إليه‪.‬‬

‫في هذا المقام يجب التمييز بين أنواع الحجج المذكورة أعاله وتقنيات الحجاج التي تعني األساليب التي‬
‫ترتبط فيها هذه الحجج على مستوى القضايا لتشكل في النهاية البنية الكبرى المتمثلة في األطروحة ويمكن‬
‫تصنيف تقنيات‪/‬آليات الحجاج فيما يلي‪:‬‬

‫‪- R.Amossy : L'argumentation dans le discours, Nathan, 2000, p 9.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫‪1‬‬
‫‪ .2‬االستنتاج‪ :‬وهو عملية ذهنية تقوم باألساس على االنتقال من العام إلى الخاص‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .1‬االستنباط‪ :‬وهو االنتقال من الخاص إلى العام أو من الجزء إلى الكل؛ من الفعل إلى القاعدة‪.‬‬
‫‪ .3‬الشرح ‪ :‬وهو تبرير أطروحة بإعطاء معلومات من خالل الشرح؛ ينطلق هذا األخير عبر اإلجابة‬
‫‪3‬‬
‫على سؤال لماذا؟؛ ويعد أكثر آليات الحجاج استخداما في الحياة اليومية‪.‬‬
‫‪ .2‬الحجاج السببي ‪ :‬وهو إقامة روابط السبب باألفعال بين مختلف العناصر والظواهر والوضعيات‬
‫‪4‬‬
‫(سبب‪ /‬نتيجة) ‪.‬‬
‫‪ .2‬التخيير‪ :‬هو االختيار بين أمرين و يعد أفضل شرح لمبدأ اإلجبار‪/‬اإلك اره في الحياة اليومية بين‬
‫‪5‬‬
‫أمرين متقابلين ليتم اختيار أحدهما و إهمال اآلخر‪.‬‬
‫‪ .0‬المواضع (الحجج الجاهزة) وهي عبارة عن أفكار مجردة وعامة جدا و قابلة للتطبيق في كل‬
‫الموضوعات من خالل التواضع عليها من قبل الناس؛ كاالستشهاد واالقتباس مثال‪ ،‬لمفهوم المواضع‬
‫مكانة هامة و أساسية في الدرس الحجاجي الحديث؛ يقول بلونتان المواضع تعرف كوسيلة لسانية‬
‫‪6‬‬
‫رابطة لأللفاظ و منظمة و معرفة للخطاب‪.‬‬
‫‪ .2‬أداة تحليل السياق‪ /‬األطر المرجعية‪ :‬يستخدم مصطلح السياق في الدراسات اإلعالمية بشكل خاص‬

‫في بعده االجتماعي لكن السياق بشكل عام يشير إلى األبعاد االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬
‫والدينية والثقافية واأليديولوجيات والصراع بين مختلف القوى داخل المجتمع والقوى االجتماعية‬
‫وهي العوامل التي تشكل بيئة الخطاب‪ ،‬ويعرف هذا المدخل بالتحليل الثقافي‪ ،‬وتعتمد هذه األداة على‬
‫الكشف على المنطلقات الفكرية التي تمثل قاعدة النطالق الخطابات المختلفة وأطروحاتها المتنوعة‬
‫وهي بمثابة أسس تستند إليها الخطابات في صراعها األيديولوجي بشأن القضية أو الحدث الذي‬
‫‪7‬‬
‫تتفاعل معه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- L. Bellenger : L'argumentation, paris, 1997, p22.‬‬
‫‪- J.Simonet : L'argumentation stratégie et tactiques, Dépôt légal, 1990 , p 138.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- J.M. Adam : les textes type et prototype, Nathan, Paris, 1991, p 132.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- J.Simonet: ibid. p 140.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Ibid, p160.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.Plantin : L'argumentation, p 59‬‬
‫‪ -7‬هشام عبد المقصود‪ :‬دراسة لخطاب المدونات العربية‪ ،‬التعبيرات السياسية واالجتماعية لشبكة اإلنترنت‪ ،‬العربي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1121 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫لألطر المرجعية خصوصية معينة كأداة ضمن أدوات تحليل الخطاب‪ ،‬حيث يستخدم تحليل األطر‬
‫عادة في دراسة مصادر األفكار والقضايا والمفاهيم‪ ،‬يقصد باإلطار المرجعي الحقل المرجعي للمفهوم‬
‫المدروس؛ ويتكون هذا الحقل من كل "المراجع" الموجودة في النص؛ والتي وردت في سياق تناول هذا‬
‫المفهوم ضمن الخطاب‪ .‬وتتمثل المراجع في أسماء أشخاص‪ ،‬أسماء مؤسسات‪ ،‬أسماء مدن ومناطق‬
‫جغرافية‪،‬أسماء وثائق ومواد مكتوبة‪،‬أسماء اتفاقيات ومعاهدات‪،‬أسماء حقب وفترات زمنية بطريقة لها داللة‬
‫للمفهوم المدروس‪،‬ومن خالل تحليل األطر المرجعية يمكن رصد اإلحاالت المرجعية التي استند إليها‬
‫‪1‬‬
‫الخطاب في بناء أطروحته‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مجتمع الدراسة وعينتها‪:‬‬

‫يمثل اإلنتاج السينمائي اإليراني واألمريكي (هوليوود) مجتمعًا لهذه الدراسة‪ ،‬وبما أنها دراسة كيفية‬
‫تستهدف الفهم العميق لظاهرة الخطاب الديني في الصناعتين يسقط هدف التعميم لزوماً؛ إذ ذاك ال يصبح‬
‫حصر مفردات مجتمع الدراسة في مدة زمنية محددة ضروريًا؛ ألن انتقاء العينة سيكون قصديًا وفقا لتقدير‬
‫الباحث ومجال تمثل الخطاب الديني بالمفهوم اإلجرائي الذي تم تحديده سابقًا‪ ،‬كما أن نتائج الدراسة لن تخرج‬
‫من حدود هذه العينة بل تنطلق منها وتنتهي عندها‪.‬‬

‫يصطلح على العينة القصدية اسم العينة الغرضية أو العمدية؛ نظ ار ألن الباحث يقوم باختيارها طبقا‬
‫للغرض الذي يهدف إلى تحقيقه من خالل البحث‪ ،‬ويتم اختيارها على أساس توفر صفات محددة في مفردات‬
‫العينة تكون هي الصفات التي تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث‪ .‬وعليه تبعا لغرض الباحث الرامي‬
‫إلى الفهم العميق لظاهرة الخطاب الديني في السينما األمريكية واإليرانية فقد تم اختيار أربعة (‪ )12‬بين‬
‫اإليرانية وألمريكية بشكل قصدي كاآلتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬عينة األفالم اإليرانية‪:‬‬


‫‪ .2‬فيلم شجرة الصفصاف ‪.)1112( The Tree Willow‬‬
‫‪ .1‬فيلم الفضيحة ‪.)2013( The Scandal‬‬
‫ب‪ .‬عينة األفالم األمريكية‪:‬‬
‫‪ .2‬فيلم األم ‪.)1121( Mother‬‬

‫‪ -1‬بركات عبد العزيز‪ :‬مناهج البحث اإلعالمي‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،1122 ،‬ص ‪.321‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫‪ .1‬فيلم الدكتور الغريب ‪.)1120( Doctor Strange‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الدراسات المشابهة ومنظور الدراسة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدراسات المشابهة‪:‬‬

‫ال ندعي بالمرة أصالة هذه الدراسة ولكنها تتسم بالجدة على األقل عربيا؛ حيث لم نعثر على أي دراسة‬
‫سابقة في إطار موضوعنا حول الخطاب الديني في السينما؛ حيث تتجه أغلب البحوث في العلوم الشرعية‬
‫إلى معالجة مسألة الخطاب تجديد الخطاب الديني‪ ،‬أما البحوث اإلعالمية فلم تخرج عن البحث في صورة‬
‫اإلسالم والمسلمين في السينما األمريكية‪ ،‬أما الدراسات حول السينما اإليرانية فهي منعدمة تماما وباألخص‬
‫في شقها المتعلق بالدين‪.‬‬

‫إن اتجاه دراستنا للمستوى الواسع في دراسة الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪ ،‬حال دون‬
‫وجود دراسات عربية في هذه الحقل‪ ،‬ومع ذلك تمكنا من الحصول على ملخص دراسىة فرنسية مقاربة‬
‫لد راستنا في مؤشر واحد حول الخطاب الديني وهي الدراسة تعذر علينا الحصول عليها كاملة لضرورة التنقل‬
‫إلى فرنسا والحصول عليها من مكتبة الجامعة‪.‬‬

‫جاءت هذه دراسة لكورين فايللوم ‪ Corinne Vuillaume‬موسومة بـ‪" :‬تمثالت الشيطان في السينما‬
‫الغربية"‪ ،‬حيث تتساءل حول كيفية تطور شخصية الشيطان في إنتاج األفالم من عام ‪ 2992‬إلى يومنا‬
‫هذا؟ حيث تعتقد الباحثة أنه يمكن تحديد‪ ،‬من خالل الوقوف على هذه التطورات‪ ،‬عددا معينا من تك اررات‬
‫المواضيع‪ .‬وعليه فإن هذه الرسالة جاءت في ثالثة أجزاء رئيسية‪ .‬يقترح الجزء األول منها صورة بانورامية‬
‫للتمثالت األدبية واأليقونية للشيطان األصل ‪ le diable des origines‬في نهاية القرن التاسع عشر‪ .‬ويقدم‬
‫ملخصا عن تاريخ هذا الشيطان في السينما‪ ،‬إذ يعنى بوصف الفيلم والسياق وانطباعات النقاد‬
‫ً‬ ‫الجزء الثاني‬
‫والجمهور من خالل ثالث فترات‪ :‬من السينما الصامتة إلى األربعينيات؛ من سنوات ‪ 2921‬إلى سنوات‬
‫‪ ،2911‬ومن سنوات ‪ 2991‬إلى يومنا هذا‪ .‬في حين يتعلق األمر في الجزء الثالث‪ ،‬بدراسة عينة من األفالم‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫غرض تحديد التك اررات الموضوعية (والسمعية البصرية) لشخصية الشيطان‪ ،‬عبر أربعة فصول عنونت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫"فضاء الشيطان"‪" ،‬جسد الشيطان "‪" ،‬لغة الشيطان"‪ ،‬و"زمن الشيطان"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬منظور الدراسة‪:‬‬

‫تسعى دراستنا إلى الكشف عن األيديولوجيا التي يتضمنها الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬
‫واألمريكية والنماذج اإلدراكية التي ينتجها‪ /‬يبنيها‪ ،‬إذ ذاك نجد أنفسنا أمام نظرية التحكم األيديولوجي في‬
‫النماذج اإلدراكية التي تقع ضمن مدرسة تحليل الخطاب اإلدراكي واالجتماعي لتون فان دايك‪ ،‬تقوم هذه‬
‫النظرية على افتراض رئيس مفاده‪ :‬اعتماد إنتاج و استقبال النصوص على النماذج و الرسومات الخيالية أو‬
‫االفتراضية اإلدراكية يصطلح عليها بالبنيات الفوقية ‪ Super structures‬هذه النماذج أيديولوجيات فردية و‬
‫‪2‬‬
‫جماعية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن األيديولوجيا تمثل المعتقدات األساسية لمجموعة معينة و أعضائها إال أن هذه‬
‫المعتقدات مظللة وتعبر وعي زائف يهدف إلى الحفاظ على شرعية الوضع القائم وإخفاء الشروط السوسيو‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫ثقافية واالقتصادية له‪.‬‬

‫إن النماذج اإلدراكية ترتبط بالذاكرة الشخصية التي يصطلح عليها فان دايك بـ ‪Episodic memory‬‬
‫ذاكرة كحلقات مسلسل تستقر فيها التجارب اليومية التي تتحول إلى تمثالت ذهنية‪ ،‬يدخل ضمن هذه التجارب‬
‫اليومية حسب فاندايك ما نشاهده في الواقع والتلفويون‪ /‬السينما على حد سواء؛ هذه التمثالت الذهنية حول ما‬
‫نشارك فيه من أحداث تتحول إلى حاالت خاصة بالنسبة إلينا‪ 4.‬نحن في الحقيقة نتصرف وفقا لهذه النماذج؛‬
‫فنحن نملك في أذهاننا نموذجا عن طريقة الوضوء والصالة‪ ،‬ونماذج حول التصرف في الحفالت والمناسبات‬
‫العامة‪ ،‬ونماذج حول التعامالت التجارية ونماذج عن عالقات الصداقة والحب ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Corinne Vuillaume: Représentations du diable dans le cinéma occidental,‬‬
‫‪www.theses.fr .‬‬
‫‪ -2‬محمد شومان‪ :‬تحليل الخطاب اإلعالمي (أطر نظرية و نماذج تطبيقية)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪- Teun Avan Dijk : Idiology And Discourse (A multidisciplinary introsuction), p7.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Teun Avan Dijk : Idiology And Discourse (A multidisciplinary introsuction), p21.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫يصف كوهن تانودجي النماذج بكونها فينومينولوجية؛ وهي بهذا المعنى تقوم بدور انتقالي وتعتبر‬
‫بمثابة الوسائط االستكشافية‪ 1.‬إذ ذاك تشتغل النماذج ضمن مستويات العقل وفي مقدمتها الوعي‪ ،‬وبالتالي‬
‫قدرتها على االنتقال باإلدراك الكتشاف أفكار جديدة قد ال تكون بالضرورة صادقة أو حقيقية‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق يمكن تلخيص خصائص النمذجة والنماذج اإلدراكية في اآلتي‪:2‬‬

‫‪ .2‬النمذجة هي وصف لوقائع عبر النقل والقراءة عبر استراتيجية اإلهمال واالنتقاء والتخصيص‬
‫واالستبعاد والتكبير والتصغير من جانب ولكنها من جانب آخر إعادة وصف و إعادة إنتاج واختراع‬
‫على نحو جديد عبر إتباع استراتيجية التوقع واالستشراف‪.‬‬
‫‪ .1‬يلتزم النموذج من جهة بأن ينشد مرجعا خارجيا و ينطلق من الواقع المعطى و لكنه ما يلبث أن‬
‫يسعى وفق مواضعة تتصف بالتعدد والنسبية إلى بناء واقع افتراضي جديد من جهة مقابلة‪.‬‬
‫‪ .3‬يمكن أن يكون النموذج ك تابة مجردة و تصميما عيانيا يعاد من خالله إنتاج خصائص شيء‬
‫معين‪ ،‬ولكن هذا العمل اإلنشائي مراقب بواسطة التفكير المنطقي والرياضي في الشيء المحسوم‬
‫التجريبي الذي ال تقدم دراسته المباشرة سوى عالقات تقريبية‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تتجه هذه الدراسة للبحث في الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪ ،‬كما تتخذ من تحليل‬
‫الخطاب منهجًا لها من خالل االعتماد على أدوات؛ تحليل األطروحة‪ ،‬تحليل القوى الفاعلة‪ ،‬تحليل الحجاج‬
‫وتحليل السياق‪ /‬األطر المرجعة للخطاب بهدف معرفة النماذج اإلدراكية التي تبنيها عينة األفالم التي سنقوم‬
‫بتحليلها ومصادرها األيديولوجية‪ ،‬وعليه يصبح البحث عن نقاط التالقي والتباين بين المرجعيات األيديولوجية‬
‫التي تؤسس الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية هدفا ثانيا للبحث؛ وهو ما نتطلع إليه عبر‬
‫اختيارنا لمنهج تحليل المقارن كمنهج مكمل لمنهج تحليل الخطاب‪ .‬على مسافة واحدة من المنظور الظاهراتي‬
‫اخترنا نظرية الخطاب اإلدراكي االجتماعي لتون فان دايك كنظرية جزئية ال تناقض منطلقات البراديغم بل‬
‫تكمله وتنطلق منه من خالل تركيزهما معا على فعل النمذجة في عالقته بالوعي واإلدراك‪.‬‬

‫‪-1‬زهير الخويلدي‪ :‬تشريح العقل الغربي (مقابسات فلسفية في النظر والعمل)‪ ،‬دار إبن النديم للنشر والوزيع ودار الروافد‬
‫الثقافية ناشرون‪ ،1123 ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.320‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬

‫تشتغ ل الدراسة على عينة قصدية من أربعة (‪ )12‬أفالم مناصفة بين اإليرانية واألمريكية كاآلتي‪ :‬فيلم‬
‫فيلم شجرة الصفصاف ‪ ،)1112( The Tree Willow‬فيلم الفضيحة (‪ ،)1123‬أما األفالم األمريكية‬
‫ففتمثل في‪ :‬فيلم الدكتور الغريب ‪ )1120( Doctor Strange‬وفيلم األم ‪ .)1121( Mother‬ال تدعي‬
‫دراستنا األصالة المطلقة‪ ،‬لكن يمكن الوقوف على جدتها على األقل عربيا إذ لم نعثر على أي دراسة سابقة‬
‫في إطار موضوعنا حول الخطاب الديني في السينما؛ حيث تتجه أغلب البحوث في العلوم الشرعية إلى‬
‫معالجة مسألة الخطاب تجديد الخطاب الديني‪ ،‬أما البحوث اإلعالمية فلم تخرج عن البحث في صورة‬
‫اإلسالم والمسلم ين في السينما األمريكية‪ ،‬أما الدراسات حول السينما اإليرانية فهي منعدمة تماما وباألخص‬
‫في شقها المتعلق بالدين على المستوى الواسع وفقا للمؤشرات التي تستهدف الدراسة تحليلها وفهمها سينمائيا‬
‫على مستوى الفعل السينمائي اإليراني واألمريكي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الخطاب الديني‪...‬المفهوم واالمتدادات‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الخطاب‬


‫أوال‪ :‬تعريف الخطاب‬
‫ثانيا‪ :‬استراتيجيات الخطاب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الدين‬


‫أوال‪ :‬تعريف الدين‬
‫ثانيا‪ :‬نظريات نشأة الدين‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الخطاب الديني‬


‫أوال‪ :‬مفهوم الخطاب الديني‬
‫ثانيا‪ :‬الخصائص العامة للخطاب الديني‬
‫ثالثا‪ :‬تحديات الخطاب الديني المعاصر‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫تمهيد‬

‫يحاول هذا الفصل تفكيك مصطلح الخطاب الديني‪ ،‬حيث يعرض أوال مفهوم الخطاب‪ ،‬لغة‬
‫واصطالحا‪ ،‬وكلفظ في القرآن الكريم‪ ،‬ثم يعرج لمفهوم الدين وتعريفه لغة واصطالحا‪ ،‬ويطرح نظريات نشأته‬
‫في المنظورين الغربي واإلسالمي‪ ،‬ليتمكن من تحديد مفهوم األول؛ أي الخطاب الديني‪ ،‬عبر تبين خصائصه‬
‫العامة‪ ،‬وتوضيح التحديات التي تواجهه في الوقت المعاصر في ظل تصاعد األيديولوجيات والسعي‬
‫المتواصل للسيطرة والهيمنة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الخطاب‪:‬‬

‫يتسم مفهوم الخطاب بالتشابك والتعقيد؛ ُّ‬


‫ومرد ذلك تعدد مداخله الفلسفية‪ ،‬المعرفية‪ ،‬وحتى المنهجية‪.‬‬
‫وقبل الت عرض لهذه االختالفات نورد التعريفين اللغوي واالصطالحي للخطاب كما يأتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الخطاب‪:‬‬

‫لغة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ال ٌم‬
‫اب ‪َ :‬ك َ‬ ‫ط ِ‬ ‫صل اْل ِخ َ‬
‫اطب‬ ‫و َف ْ‬
‫طابات و مصدره َخ َ‬ ‫ٌ‬ ‫جاء في قاموس المعاني‪ِ :‬خطاب اسم جمعه ِخ‬
‫اب"‬ ‫ط ِ‬‫ص َل اْل ِخ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضح ِب ِه َق ِ‬
‫ضَّي ٌة م َعَّلَق ٌة أ َْو م ْش ِكَل ٌة َوَيكون ح ْكمًا َبِينًا ؛ قال تعالى‪"َ :‬و َ‬ ‫ت َو َّ‬
‫الح ْك َم َة َوَف ْ‬
‫آت ْيَناه‬
‫اب }‪ 2‬و ِ‬
‫الخطاب ‪ِ :‬‬
‫الرساَلة ‪ ،‬و‬ ‫يها َو َع َّزِني ِفي اْل ِخ َ‬
‫ط ِ‬ ‫الخطاب "‪ : 1‬محاورة ‪ ،‬جدال ‪ ،‬كالم { َفَقال أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َكفْلن َ‬ ‫َ‬
‫بالبِيَن ِة ‪ ،‬أَو اليمين ‪ ،‬أَو الفقه في القضاء و هو كالم يوجه إلى الجماهير في‬ ‫أيضا ‪ :‬الح ْكم َ‬‫فصل الخطاب ً‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ط َب في اْلج ْمه ِ‬
‫طَبه في األمر ‪:‬‬ ‫ور ‪ :‬أَْلَقى َحديثًا ‪َ ،‬كالَمًا‪ ،‬أ ْ‬
‫َي خ ْطَب ًة و خا َ‬ ‫مناسبة من المناسبات والفعل َخ َ‬
‫‪3‬‬
‫َح َّدثَه بشأنه‪.‬‬

‫طب‪ :‬ال َّشأْن أَو‬


‫ـخ ْ‬
‫وجاء عن أبو "الفضل ابن منظور" في لسان العرب‪ ":‬الخطاب لغة‪:‬خطب‪ :‬ال َ‬
‫ـيل‬
‫ط ٌب جل ٌ‬
‫َمر َك؟ وتقول‪ :‬هذا َخ ْ‬ ‫طبك؟ أَي ما أ ْ‬
‫صغر أَو َعظم؛ وقـيل‪ :‬هو َسَبب األمر‪ .‬يقال‪ :‬ما َخ ْ‬ ‫األ َْمر‪َ ،‬‬
‫ـخ ْطب أَي َعظم‬
‫طبة‪ ،‬والشأْن والـحال؛ ومنه قولهم‪َ :‬ج َّل ال َ‬
‫طب‪ :‬األَمر الذي تََق َع فـيه الـمخا َ‬
‫ـخ ْ‬
‫ط ٌب َيسير‪ .‬وال َ‬
‫وخ ْ‬
‫َ‬
‫ير‪ .‬وفـي التنزيل‬ ‫ِ‬ ‫األَمر والش ْأن‪ .‬وفـي حديث عمر‪ ،‬وقد أَ ْف َ‬
‫طب َيس ٌ‬
‫ـخ ْ‬
‫طروا فـي يو ِم غي ٍم من رمضان‪،‬فقال‪ :‬ال َ‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪ :‬صورة ص‪ ،‬اآلية ‪.02‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ :‬اآلية ‪.02‬‬
‫‪ 3‬أنظر قاموس المعاني‪ ،www.almaany.com-:‬تاريخ التصفح‪.5102 /05 /10 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫يل مسَّل ٍ‬
‫بة‪َ ،‬ي ْند ْب َن‬ ‫طبكم أَيُّها الـمرسلون وجمعه خطوب؛ فأَما قول األَخطل‪َ :‬كَلـم ِع أَي ِدي مثَ ِ‬
‫اك ٍ‬ ‫العزيز‪ :‬قال فما َخ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫فحذف تَـخفـيفًا‪ ،‬وقد يكون من باب َرْه ٍن وره ٍن"‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضرس ب ِ‬
‫الد ْه ِر والـخطب ‪.‬إنما َأراد الـخ َ‬
‫طوب‪،‬‬ ‫نات َّ‬
‫‪1‬‬
‫َ‬ ‫ََْ َ‬

‫اصطالحا‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫يعتبر الخطاب مفهوما ضاربا في عمق التاريخ؛ إذ يتجلى في اللفظ القرآني واالستخدام اإلنساني‬
‫ابتداء من تناوله من قبل أفالطون و تلميذه أرسطو الذي سماه "الريطوريقا ‪ 2 "La Rhétorique‬وصوال إلى‬
‫النظرية الحديثة للخطاب‪ ،‬وعليه سنعرض مجموعة من التعاريف االصطالحية كما جاءت على لسان كل‬
‫مفكر أو تيار على مستوى الثقافتين العربية و الغربية ولكن قبال نتعرض لمفهوم الخطاب في القرآن الكريم‪:‬‬

‫‪ .1.1‬الخطاب في اللفظ القرآني‪:‬‬

‫الجذر اللغوي لكلمة "خطاب" المادة (خ‪ ،‬ط‪ ،‬ب) و في القرآن ترددت هذه المادة أثني عشرة مرة‬
‫موزعة على أثني عشرة سورة كما قد ترددت في كتب الحديث و السيرة‪ ،‬و الخطب بمعنى األمر الذي تقع‬
‫فيه المخاطبة و الشأن و الحال و قد تردد خمس مرات في القرآن موزعة على خمسة سور‪ ،‬ففي سورة‬
‫"يوسف" يسأل القرآ ن على لسان الملك النسوة عن شانهن و عرضهن و مراودتهن "يوسف" عن نفسه فقال‬
‫تعالى (قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه)‪ ،3‬و في سورة "القصص" سأل "موسى" المرأتين فقال‪( :‬ما‬
‫الس ِ‬
‫امري فقال‪( :‬ما‬ ‫خطبكما)‪ 4‬أي ما األمر و الشأن الذي حال دون السقي‪ ،‬وفي سورة "طه" خاطب "موسى" َّ‬
‫خطبك يا سامري)‪ 5‬أي ما شأنك و ما غرضك من إضالل بني إسرائيل‪ ،‬وفي سورة الذاريات" سأل إبراهيم‬
‫المرسلين قائال‪( :‬فما خطبكم أيها المرسلون )‪ 6‬و كان الجواب‪( :‬إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين)‪ 7‬و جاء في‬
‫التهذيب‪ ،‬الخطبة‪ ،‬مثل الرسالة التي لها أول‪ ،‬آخر‪ .‬فعلى الرغم من إشارة اآليتين إلى اقتران الخطب باعتباره‬
‫شأنا و غرضا بمصطلح الرسالة فقد بينت اآليتين أن داللة الخطب ال تحمل فقط األمر العادي أي الشأن‬
‫اليومي للناس و إنما تحمل داللة أمر خارق للعادي و هو "شأن عظيم" الذي بالتعبير الحديث هو مشروع‬

‫‪ -1‬أبو الفضل ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،091 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -5‬كلمة يونانية تعني البالغة‪.‬‬
‫‪ -3‬القرآن الكريم‪ :‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية ‪.20‬‬
‫‪ -4‬القرآن الكريم‪ :‬سورة القصص‪ ،‬اآلية ‪.50‬‬
‫‪ -5‬القرآن الكريم‪ :‬سورة طه‪ ،‬اآلية ‪.92‬‬
‫‪ -6‬القرآن الكريم‪ :‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية ‪.00‬‬
‫‪ -7‬القرآن الكريم‪ :‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية ‪.05‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫حضاري و بتعبير القرآن هو "رسال ة" و بتعبير مقام البحث هو خطاب فالرسالة ليست مجرد كالم فحسب بل‬
‫هي حامل لمشروع‪ ،‬إذن الرسالة مشروع و الخطاب مشروع حضاري و كل هذه الدالالت تولدت عن معنى‬
‫‪2‬‬
‫ط ْب"‪ 1‬و الخطاب و المخاطبة مراجعة للكالم ‪،‬و قد خاطبه بالكالم مخاطبة و خطابا و هما يتخاطبان‪،‬‬
‫"الخ ْ‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫قال تعالى‪( :‬ال تخاطبني في الذين ظلموا)‬

‫كما جاءت المصدر (خ‪ ،‬ط‪ ،‬ب) للداللة على معنى الحجة البينة أو الفصل بين الحق و الباطل و‬
‫الداللة على النفوذ والسلطة‪ :‬في حديث الحجاج‪ :‬أمن أهل المحاشد والمخاطب؟ أراد بالمخاطب‪ :‬الخطب‪،‬‬
‫جمع على غير قياس كالمشابه و المالمح و قيل هو جمع مخطبة و المخطبة‪ :‬الخطبة والمخاطبة مفاعلة‬
‫من الخطاب و المشاورة‪ ،‬أراد‪:‬أنت من الذين يخطبون الناس و يحثونهم على الخروج و االجتماع للفتن‪ ،‬و‬
‫هو ما قصده القرآن في سورة ص حين أعطى "داود" سلطات خارقة تمكنه من السلطة الكافية للحكم في‬
‫واإلشراق و الطير محشورة له فقال تعالى عن ذلك‪( :‬و شددنا‬ ‫األرض‪،‬فسخر له الجبال تسبح معه بالعشي‬
‫ملكه و آتيناه الحكمة و فصل الخطاب)‬

‫وجاء في "التهذيب"‪ :‬ق ال بعض المفسرين في قوله تعالى‪ :‬وفصل الخطاب قال هو أن يحكم بالبينة‬
‫أو اليمين‪،‬و قيل‪:‬معناه أن يفصل بين الحق و الباطل و يميز بين الحكم و ضده‪ ،‬وقيل‪:‬فصل الخطاب‪ ،‬الفقه‬
‫في القضاء‪ ،‬و قيل هو النطق بـ‪" :‬أما بعد" و "داود" عليه السالم أول ما قالها و قال "أبو العباس" و يعني"‬
‫‪4‬‬
‫أما بعد "ما مضى من الكالم فهو كذا و كذا‪...‬‬

‫الخطاب في الثقافة الغربية‪:‬‬ ‫‪.1.1‬‬

‫يتعدد مفهوم الخطاب بتعدد المدارس الغربية ومنطلقاتها في معالجته حيث تختلف المداخل بين‬
‫الثقافة‪ ،‬األيديولوجيا‪ ،‬اللغة‪ ،‬السلطة و نورد فيما يلي بعض التعاريف‪:‬‬

‫‪ -‬الطاوس غضابنة‪ :‬الخطاب الديني عند محمد أركون من خالل مشروعه الفكري (الجزء األول)‪ ،‬نوميديا للطباعة والنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ /‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.000/ 005‬‬


‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬القرآن الكريم‪ :‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪.03‬‬


‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.003‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫يعرفه ميشال فوكو‪":‬وصف لكيفية عمل األنساق في الثقافة واأليدلوجية واللغة والمجتمع وكيف‬
‫‪1‬‬
‫تعكس هذه الممارسة السلطة وتحافظ عليها"‬

‫ويعرفه نورمان فيكالو‪ :‬أنه "استخدام للغة حديثا أو كتابة‪ ،‬كما يتضمن أنواعا أخرى من النشاط‬
‫‪2‬‬
‫العالماتي مثل الصور المرئية‪ ،‬الصور الفوتوغرافية‪ ،‬األفالم‪ ،‬الفيديو‪ ،‬الرسوم البيانية واالتصال غير الشفوي"‬

‫‪3‬‬
‫‪:‬‬ ‫للخطاب‬ ‫تعاريف‬ ‫ثالث‬ ‫توجد‬ ‫بأنه‬ ‫شيغران‬ ‫ديبور‬ ‫يرى‬ ‫كما‬
‫االتجاه الوظيفي أو الشكلي‪ :‬أي استعمال اللغة ‪-‬كما هو عند بعض الباحثين‪ -‬يتجاوز وصف الخطاب‬
‫وصفا شكليا و عدم االكتفاء بالوقوف عند بيان عالقة وحدات الخطاب ببعضها البعض و تحليلها و الدعوة‬
‫إلى ضرورة االعتناء بدور عناصر السياق و مدى توظيفها في إنتاج الخطاب و تأويله ‪،‬مثل دور العالقة بين‬
‫طرفي الخطاب ودرجا تهم االجتماعية‪ ،‬وطرقهم المعتادة‪ ،‬في إنتاج خطاباته‪ ،‬فالتلفظ المتعدد لخطاب واحد‬
‫يجسد األنا المتلفظة في تباينها الواقعي و االجتماعي مع المرسل إليه‪.‬‬

‫إن الخطاب بهذا التعريف‪:‬‬

‫يلقي الضوء على كيفية تحقيق بعض الوظائف اللغوية التي يستطيع المرسل من خالله أن‬ ‫‪.0‬‬
‫يعبر عن م قاصده و يحقق أهدافه مما يبرز العالقة المتبادلة بين نظام اللغة و سياق استعمالها‪.‬‬

‫التركيز على اقتناص المرسل لفرصة استثمار كافة المستويات اللغوية مثل المستوى‬ ‫‪.5‬‬
‫الفسيولوجي أي بتوظيف القيم والنظم التركيبية و إنجاز األفعال اللغوي‪ ،‬إن هذا التعريف يركز على البنية‪.‬‬

‫تعريف الخطاب بوصفه لفظا أو ملفوظا‪ :‬هذا التعريف يمثل تقاطع مع التعريفين السابقين‬ ‫‪.0‬‬
‫أي بين البنية و الوظيفة و قد يتخذ من الجملة أساسا و لكن ليس بمفهومنا العرفي التجريدي‪.‬‬

‫و جاء في معجم تحليل الخطاب لـ‪ :‬دومينيك مانغونو و باتريك شارودو‪ :‬أن "المخاطبة هي جملة‬
‫العبارات التي تكون في حوزة المتكلم ليشير إلى مخاطِبه‪ ،‬و لهذه العبارات في الغالب األعم‪ ،‬زيادة على‬

‫‪-3‬أنظر ‪ ،www.civicegypt.org.com:‬تاريخ التصفح‪.5102 /05 /01:‬‬


‫‪ -2‬محمد شومان‪ :‬تحليل الخطاب اإلعالمي (أطر نظرية و نماذج تطبيقية)‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪،5113،‬‬
‫ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬بسام عبد الرحمان المشاقبة‪ :‬مناهج البحث اإلعالمي وتحليل الخطاب‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪/‬األردن‪،5101،‬‬
‫ص ص ‪.015 010‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫قيمتها اإلشارية (اإلحالة على المرسل إليه الخطاب) قيمة عالئقية تصلح إلقامة ضرب من العالقة‬
‫االجتماعية العاطفية بين المتخاطبين و يمكننا بناء على تصور واسع لمفهوم اإلشارة أن نقول أن هذه‬
‫العبارات تنتمي في الوقت نفسه إلى اإلشارة إلى األشخاص و اإلشارة إلى الوسط االجتماعي‪،‬مثل ذلك جريا‬
‫على عبارات ر‪.‬وبراون و أ‪.‬جلمان (‪ )0911‬أن صيغتي المخاطب أنت )‪ (tu‬و أنتم )‪ (vous‬المستعملتين‬
‫في الفرنسية معا لتدال على مخاطب مفرد تتقابالن على النحو التالي‪:‬إذا كان استعمالهما متبادال فإن‬
‫الضميران يتقابالن على محور المسافة بحيث تدل (أنتم‪ )vous/‬على مسافة كبيرة و تدل (أنت‪ )tu/‬على‬
‫مسافة منحسرة (عالقة ألفة و تضامن و حميمية) ‪،‬و إذا كان استعمالهما غير متبادل دلتا على فرق بين‬
‫‪1‬‬
‫وضع المتخاطبين التراتبي (محور السلطة)"‪.‬‬

‫وتعرفه ماريان جورجنسن ولويس‪.‬ج‪.‬فيليبس في المفهوم العام بأنه " انتظام اللغة انطالقا من‬
‫‪2‬‬
‫مختلف النماذج التي تتبعها منطوقات الناس عندما يأخذون حي از من مختلف مجاالت الحياة االجتماعية‪".‬‬

‫ويرى بول ريكور ‪ :‬بأن الخطاب يتدرج من خالل مستويات ثالث هي‪ :‬الواقعة‪ ،‬اإلسناد والمعنى‬
‫قائال‪" :‬الخطاب‪ ،‬إذا‪ ،‬من حيث هو واقعة أو قضية أو خبر أي من حيث هو وظيفة إسناد متداخلة و متفاعلة‬
‫بوظيفة هوية و هو شيء مجرد‪ ،‬يعتمد على كل عيني ملموس هو الوحدة الجدلية بين الواقعة و المعنى في‬
‫‪3‬‬
‫الجملة"‬

‫كما يعرف شوبنهاور الخطاب (الذي مصدره الخطا بة و الفصاحة) بأنه‪" :‬ملكة جعل اآلخرين‬
‫يشاركوننا آراءنا و طريقة تفكيرنا في شيء ما‪ ،‬و كذلك إيصال عواطفنا الخاصة إليهم و جماع القول أن‬

‫‪ -‬باتريك شارودو و دومينيك مانغونو‪ ،‬ترجمة‪:‬عبد القادر المهيري و حمادي صمود‪ :‬معجم تحليل الخطاب‪ ،‬دار سينات ار و‬ ‫‪1‬‬

‫المركز الوطني للترجمة‪ ،‬تونس‪ ،5112،‬ص ‪.00‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Marianne Jorgensen & Louis Phillips: Discourse Analysis as theory and méthod ,SAGE‬‬
‫‪publications,first published,London-Thousand Oaks –New Delhi,2008,P 12.‬‬
‫‪ -‬بول ريكور‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد الغانمي‪ :‬نظرية التأويل (الخطاب و فائض المعنى) ‪،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الدار البيضاء‪ /‬المغرب‪ ،5111،‬ص ‪.02‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫نجعلهم يتعاطفون معنا‪ ،‬و يجب أن نصل إلى هذه النتيجة بغرس أفكارنا في أذهانهم بواسطة الكلمات و ذلك‬
‫‪1‬‬
‫بقوة تجعل أفكارهم الخاصة تنصرف عن اتجاهها األولي لتتبع أفكارنا التي ستقودها في مسارها‪".‬‬

‫‪2‬‬
‫و قد أجملت الطاوس غضابنة المميزات العامة للخطاب في الثقافة الغربية فيما يأتي‪:‬‬

‫ومحو ار بواسطة قوى بسيكو‪-‬‬


‫َّ‬ ‫أن الخطاب تاريخي‪ ،‬بالمعنى الذي يكون محددا‬ ‫‪.0‬‬
‫سوسيولوجية‪،3‬كما أنه يقع في دائرة كل ما ال نقوله فالخطاب مجموعة من الدالالت اإلجبارية و المجِبرة التي‬
‫تقع عبر العالقات االجتماعية ‪.‬‬

‫أن الخطاب يظهر إجماال انسجاما و تناسقا و خاضع لقواعد نظام أساسي يظل ينتظر‬ ‫‪.5‬‬
‫التحديد من خالل إستراتيجية ينبغي أن تكون مقبولة علميا (براجماتيا) داخل األمة المفسرة‪.‬‬

‫النموذج الخطابي األولي هو خطاب خطاب حواري‪.‬‬ ‫‪.0‬‬

‫الدعاوى التفسيرية المتموضعة في الخطاب تحت الضغط الحاسم‪،‬فال يوجد خطاب من غير‬ ‫‪.1‬‬
‫موضوع‪.‬‬

‫كل ممارسة خطابية هي بالقوة تطبيق تقاطع سيميائي (‪.)inter sémiotique‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الخطاب العام وليد السياق العام والخطاب الخاص (الحواري) وليد بناء النسقية‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪.)contextualisation‬‬

‫الخطاب مرتبط بالعقل‪،‬الفكر و المعرفة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .2.1‬مصطلح الخطاب في الثقافة العربية‪:‬‬

‫أورد بسام عبد الرحمن المشاقبة جملة من التعاريف لمفهوم الخطاب عند العرب‪:‬‬

‫‪ -‬محمد العمري‪ :‬في بالغة الخطاب اإلقناعي (مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابةالعربية)‪ ،‬دار إفريقيا الشرق‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية‪ ،‬بيروت‪ ،5115،‬ص‪.00‬‬


‫‪ -‬الطاوس غضابنة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪( 001/002‬اقتباس بتصرف شديد)‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬يرى ميشال فوكو أن الخطاب مجموعة من قواعد مجهولة تاريخيا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫حيث يرى الجويني بأن "الكالم و الخطاب و التكلم و التخاطب و النطق شيء واحد في حقيقة اللغة‬
‫‪1‬‬
‫وهو ما يصير به الحي متكلمًا‪".‬‬

‫أما حسن حنفي فيعرفه على أنه‪" :‬لفظ من وضع علوم اللسانيات الحديثة في الغرب ‪،‬مع أن‬
‫الفيلسوف العربي "ابن رشد" قد عبر عنه بإسم القول و نظريته في أنواع األقاويل الخطابي‪،‬الجدلي و‬
‫‪2‬‬
‫البرهاني‪".‬‬

‫أما إدريس حمادي فيعرف الخطاب على أنه‪ ":‬مصدر لفعل خاطب يخاطب خطابا مخاطبة و هو‬
‫يدل على توجيه الكالم لمن يفهم‪ ،‬نقل من الداللة على الحدث المجرد من الزمن إلى الداللة على االسمية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فأصبح فيما عرفه األصوليون أنه يدل على خواطب به أي كالم‪".‬‬

‫وفيما يخص عصام نجيب فيرى أن " الخطاب في الثقافة الغربية منظومة من البنى اللغوية الملفوظة‬
‫و المكتوبة التي يستخدمها الفرد إليصال رسالة واضحة محددة بهدف التأثير فيه فضال عن مجموع وحدات‬
‫من مظاهر التعابير االشارية و اإليمائية و الصورية التي تخضع مظاهرها الخارجية و تكويناتها الداخلية‬
‫‪4‬‬
‫لقواعد محددة قابلة للتنميط‪".‬‬

‫و يعرفه محمد شومان بأنه "طريقة معينة للتحدث عن الواقع و فهمه كما أنه مجموعة النصوص و‬
‫الممارسات الخاصة بإنتاج النصوص و انتشارها و استقبالها مما يؤدي إلى إنشاء و فهم الواقع االجتماعي‬
‫و ِ‬
‫يردف شومان‪ :‬إن الخطاب هو كل األشياء التي تكون العالم االجتماعي بما في ذلك هوياتنا و بعبارة أخرى‬
‫فإن الخطاب هو واقعنا االجتماعي و إدراكنا لهويتنا‪ ،‬أي أنه دون خطاب ال يوجد واقع اجتماعي‬
‫‪5‬‬
‫ودون فهم الخطاب ال يمكن أن نفهم واقعنا و تجاربنا‪".‬‬

‫أما الخطاب عند محمد أركون في عموم معناه فهو "فعل من أفعال المعرفة وفي موضع المواجهة‬
‫بين الخطاب التاريخي والخطاب التيولوجي يعرف الخطاب فيقول‪ :‬نقصد هنا بكلمة خطاب كل تشكيلة‬
‫للمعنى و ذلك طبقا لما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬بسام عبد الرحمان المشاقبة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.011‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬بسام عبد الرحمان المشاقبة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬


‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.010‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬محمد شومان‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪51.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫اإلكراهات والضرورات الخاصة بحالة معينة و بمستوى معين من اللغة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ضبط انتخاب‪ 1‬عناصر المعرفة التي يظهرها أو يبديها في كالمه الفكري التأملي كل ناطق‬ ‫‪‬‬
‫أو مؤلف يمثل عضوا منخرطا في تاريخ محدد‪.‬‬

‫االنتفاضات والحدوس واالحتجاجات وابتكارات الذات المنخرطة في تجربة وجودية فريدة من‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫نوعها‪.‬‬

‫أما المفكر نصر حامد أبو زيد‪ :‬فيرى أنه ال توجد خطابات متعددة على مستوى الواقع بل خطاب‬
‫واحد يتجلى في بقية الخطابات أال و هو الخطاب الديني بشقيه األ ساسي ( مصدره الكتب السماوية‬
‫التوحيدية) و الثانوي (مصدره اجتهادات العقل البشري) ‪ ،‬وهذا ما تصطلح عليه مدرسة التحليل النقدي‬
‫للخطاب بـ"التوزيع" حيث أنه يوجد خطاب واحد شمولي‪ ،‬أيديولوجي يتوزع علي بقية الخطابات‪ :‬التعليمية‬
‫التربوية‪ ،‬السياسية‪ ،‬اإلعالمية‪ ،‬المعارضة‪ ،‬المتطرفة‪ ،‬الحكومية‪ ،‬الفنية‪...‬ويرجع أبو زيد ذلك إلى أن هذه‬
‫الخطابات (الثانوية) تشترك في نفس اآلليات و المنطلقات الفكرية على حد سواء و إن كانت تختلف من‬
‫حيث درجة االلتزام بها‪ ،‬وإن كان خطاب الجماعات (المؤسساتي) يبدو أعلى صوتا‪ ،‬و يجمل تلك اآلليات و‬
‫المنطلقات في‪:‬‬

‫اآللية األولى‪ :‬التوحيد بين الفكر و الدين و هو ما يؤدي مباشرة إلى التوحيد بين اإلنساني‬ ‫‪‬‬
‫واإللهي و عندئذ ينتهي الخطاب الديني بعزل اإلسالم عن الواقع و التاريخ مع أن الوحي ومن ثمة اإلسالم‬
‫واقعية تاريخية‪.‬‬

‫اآللية الثانية‪ :‬تفسير الظواهر كلها بردها جميعا إلى مبدأ أولي تستوي في ذلك الظواهر‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية و الطبيعية إلى علة واحدة‪ :‬إحالل الله في الواقع العيني المباشر بما يعني نفي اإلنسان و إلغاء‬
‫القوانين المنظمة للطبيعة والمجتمع و مصادرة أنماط المعرفة غير الدينية‪.‬‬

‫‪ -0‬إن مصطلح "االنتخاب" مفهوم تطوري بيولوجي اصطالحه "تشارلز داروين" على االنتخاب الطبيعي للجينات التي تؤدي‬
‫تطور الكائنات و الحفاظ عليها‪ ،‬واستناد محمد أركون عليه في نحت عناصر المعرفة التي تعتبر وليدة الخطاب و متحكما في‬
‫إنتاجها بالضرورة اعتراف صريح منه بالتطور الطبيعي اآللي للخطاب و بأنه متجاوز لقدرة اإلنسان و فوقها‪.‬‬
‫‪-2‬الطاوس غضابنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫اآللية الثالثة‪ :‬االعتماد على سلطة السلف أو التراث وذ لك بعد تحويل النصوص التراثية (و‬ ‫‪‬‬
‫هي نصوص ثانوية) إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة ال تقل في كثير من األحوال عن‬
‫النصوص األصلية‪.‬‬

‫اآللية الرابعة‪ :‬طغيان النزعة الوثوقية وامتالك الحقيقة الشاملة المطلقة باعتبار أن الخطاب‬ ‫‪‬‬
‫الديني يتوهم أنه جهة االختصام الوحيدة المخولة لتأويل النصوص المقدسة‪ ،‬مفترضا أن اإلسالم قد عزل عن‬
‫حركة الواقع و أنه الحل األوحد للمشاكل المتنوعة التي يعيشها المسلمون‪.‬‬

‫اآللية الخامسة‪ :‬إهدار البعد التاريخي و تجاهله و يتجلى هذا في البكاء على الماضي‬ ‫‪‬‬
‫الجميل وتبدو هذه اآللية جلية في وهم التطابق بين المعنى اإلنساني اآلني و بين النصوص األساسية مما‬
‫يؤدي إلى مخاطر حادة على مستوى العقيدة (إضفاء القداسة على اإلنسان و الزمان) و ادعاء قدرة الوصول‬
‫إلى القصد اإللهي‪،‬و من ذلك أيضا تصور التطابق بين مشكالت الحاضر و همومه و افتراض إمكانية‬
‫صالحية حلول الماضي للت طبيق على الحاضر مما ينتج عنه الهروب عن الواقع و اعتزاله و االستعالء عليه‬
‫‪1‬‬
‫في اآلن الذي يعزل اإلسالم عن واقعه وتعامله مع حركة التاريخ‪".‬‬

‫‪ .2.1‬الخطاب؛ نقد صيرورة المفهوم‪:‬‬

‫إن عرض مفهوم الخطاب لغويا (معجميا) و اصطالحيا‪ ،‬أي الداللة التي حملها هذا المفهوم المركب‬
‫عبر التاريخ بشيء من التفصيل ليس جزافا بل لوعي منا بأنه أصل كل الممارسات اإلنسانية مذ وجدت‪ ،‬كما‬
‫أن تعدد المنطلقات اإلبستيمولوجية لتعريفه والتي تجمع بين الدين‪ ،‬العقل ‪،‬الوجدان و المجتمع لدليل على‬
‫‪ la complication‬إلى "التعقيد" ‪ la complexité‬على حد رؤية‬ ‫تجاوز "الخطاب" مستوى "العقدة"‬
‫أصحاب نظرية "العبرمناهجية" الذين يرون أن الواقع متعدد المستويات و ليس مستوى واحد حيث يعد‬
‫الخطاب مجال حيوي للجمع بين التناقضات وكذا كيان لهدر هويات األشياء المستقلة لتجتمع في مجاله‬
‫المغناطيسي الكبير الذي سمي في أحد التعاريف السابقة "بالقوة البسيكو‪-‬سوسيولوجية"‪ ،‬هذا و بعد الوصول‬
‫إلى هذه النتيجة يتبادر إلى أذهاننا سؤال جوهري مفاده‪:‬أين يقع هذا الخطاب ؟بمعنى أين يوجد هذا المجال‬
‫الكبير ذو القوة البسيكو ‪-‬سوسيولوجية الهائلة التي تسيطر و تتحكم تحكما كامال في مسار الوعي و‬
‫الممارسة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -‬الطاوس غضابنة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.051/052‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫في معرض التعريفات الذي ذكرناها سلفا نجد عدم اتفاق و جدل كبير حول هذا السؤال‪،‬فميشال‬
‫فوكو يرى بأن الخطاب مجموعة من قواعد مجهولة تاريخيا أو إن صح التعبير مدفونة في عمق التاريخ‬
‫البعيد جدا للوعي اإلنساني‪،‬أما محمد أركون فيرى أن الخطاب "فعل من أفعال المعرفة" و هو بذلك يحدد‬
‫مصدره و يحليه إلى المعرفة التي يرى بأنها تخضع لقانون "االنتخاب التطوري" الذي جاء به داروين‪ ،‬و بما‬
‫أن المعرفة أصل الخطاب فبالتالي أصل الخطاب إنساني محض و هو ذات الشيء الذي يقوله إيدغار‬
‫موران الذي يرى بأن الوعي اإلنساني اليوم (أي ما يعيه من معارف و حقائق) وليد أفكار مؤسساتية كبرى‬
‫تحولت إلى أيديولوجيا و بفضل تأثيرها التراكمي السريع الذي اقترن بالصناعة التكنولوجية الضخمة ‪،‬أضحت‬
‫هي الحقيقة الواحدة بالقوة مشبها هذه الصيرورة بصيرورة تشكيل األديان السماوية للوعي مشي ار إلى أن‬
‫اإلنسانية قد انتقلت من مرحلة تشكيل الدين السماوي للوعي و العقل البشري إلى مرحلة تشكيل البشر ذاتهم‬
‫لوعي اإلنسانية من خالل ميكانيزمات األيديولوجيا المبثوثة في مختلف أجهزة ومؤسسات العالم من منظومات‬
‫علمية‪ ،‬سياسية‪ ،‬دينية‪ ،‬إعالمية‪ ،‬ثقافية‪...،‬‬

‫أما نصر حامد أبو زيد‪ :‬فيرى بأن أصل الخطاب اإلنساني واحد هو الخطاب الديني بجزأيه‬
‫التأسيسي والمتمثل في الوحي والثانوي المتمثل في إعادة إنتاج العقل البشري بهذا الوعي نقال أو عقال خالصا‬
‫و بالتالي يضعنا أبو زيد أمام نوعين ال ثالث لهما من الخطاب أحدهما وحياني صرف و اآلخر عقلي وليد‬
‫األول وفقا لآلليات التي ذكرها وهنا تظهر الطبيعة التكوثرية للخ طاب على حد قول طه عبد الرحمان ويمكن‬
‫أن نقول أن مفهوم "التكوثر" عنده يماثل تماما مفهوم "التعقيد" عن إدغار موران‪ ،‬وبالتالي يجب أن ندحض‬
‫المنطلق القائل بوجود‪ :‬خطاب سياسي‪ ،‬خطاب إعالمي ‪،‬خطاب اقتصادي‪ ،‬خطاب تعليمي‪...‬بل أن السياسة‬
‫‪،‬اإلعالم‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬التعليم‪...‬أنساق‪ ،‬أنظمة وأوعية يتجلى فيها الخطاب الذي أصله الفكر والمعرفة‬
‫األيديولوجيين كما أن التكنولوجيا أو التقنية أدوات مصممة لتأطير الوعي وعدم السماح للنص االنفالت من‬
‫الخطاب المقدر له‪.‬‬

‫ومن خالل المفاهيم المفتاحية التي شكلت التعاريف السابقة للخطاب على مستوى الممارستين العربية‬
‫‪1‬‬
‫و الثقافية يمكن أن نشرح ميكانيزم اشتغال الخطاب كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬صابر بقور‪ :‬داعش برؤية الجزيرة عبر الفايسبوك؛ الخطاب وأنماط الوعي الجماهيري‪ ،‬دار الخليج للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،5103 ،‬ص ص ‪.21 ،22‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ .0‬مصدر المعرفة ديني و العقل البشري إعادة إنتاج لها‪ ،‬كما أن المعرفة هي أساس السلطة‬
‫والنفوذ‪.‬‬

‫‪ .5‬التراكم المعرفي عبر خط الزمن ينتج التاريخ اإلنساني‪.‬‬

‫‪ .0‬عن طريق مأسسة المعرفة وربطها بالتكنولوجيا والعولمة تتحول إلى أيديولوجيا قوية تختزل‬
‫الحقائق إلى حقيقة واحدة ومستويات الواقع إلى واقع واحد و يمكن أن نصف عملية التحوير‬
‫والتعديل هذه بتشفير المعرفة‪.‬‬

‫‪ .1‬هذا التشفير يحول المعرفة إلى نماذج جاهزة تؤطر الوعي اإلنساني‪.‬‬

‫‪ .2‬تصبح هذه النماذج أشكال زائفة عن الوعي كما أنها قوة ناعمة وإكراه طوعي يعتمد على‬
‫اإلقناع التراكمي‪.‬‬

‫‪ .1‬تمرر هذه النماذج اإلدراكية عبر مشاريع تقسم وتفتت الواقع وعبر إستراتيجيات محددة‬
‫بمقاصد وأهداف معينة يمكن إجمالها في الهيمنة والسيطرة‪.‬‬

‫‪ .3‬هذه المشاريع تحول المعرفة إلى ال معرفة والوعي إلى ال وعي من خالل التضليل والتعمية‬
‫و هو وهم يعتقد أنه الحقيقية من خالل توزيعه عبر أوعية‪ ،‬منظمات و مؤسسات المجتمع‪:‬‬
‫اإلعالم و االتصال‪ ،‬السياسة‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬التعليم‪ ،‬الدين‪ ،‬اللغة‪...‬‬

‫‪ .2‬تنتج هذه المؤسسات نصوصا محكومة باآلليات السابقة‪ ،‬وهي نصوص مؤطرة‪ ،‬مؤدلجة‪،‬‬
‫مختزلة للمعاني والوعي اإلنساني بالغة اإلقناع والحجاج والتراكم مما يجعلها أكثر ظهو ار وصحة‪.‬‬

‫‪ .9‬يختزل الوعي ويضمر من خالل استبعاد التاريخ الذي يحتوي على المعرفة الحقيقية بالشكل‬
‫الذي ال يمكن من العودة إليه‪.‬‬

‫‪ .01‬هذا التنميط الثقافي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬السياسي‪ ،‬الديني‪ ،‬اللغوي‪...،‬يجعل الوعي‬


‫يتسجل في الخطاب من خالل االنفجار االتصالي والمعلوماتي و ليس منتجا له باعتبار أنه سابق‬
‫له وجوديا و آخذ في التراكم و التفتيت‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ .00‬يتحول مسار التاريخ بقرار من المؤسسات التي تملك المعرفة وبالتالي تملك مفاتيح اشتغال‬
‫الخطاب‪ ،‬أما المسيرون من قبل هذا الخطاب فهم كيانات فلكلورية هشة ال عالقة لها بالبناء‬
‫الحضاري وال مكانة لها في المسار التاريخي كما يقول عزي عبد الرحمان‪.‬‬

‫‪ .05‬تمركز الخطاب في كل المؤسسات االجتماعية ومركزيتها بفعل العولمة والتكنولوجيا يحول‬


‫دون انفالت الوعي من قبضته حتى في حالة تذاوت الفاعلين أثناء التواصل الشخصين أو حالة‬
‫العزلة و االنغالق على الذات‪.‬‬

‫‪ .00‬يصبح الخطاب هو المنطق‪ ،‬العقل‪ ،‬الدين والمعرفة كما أنه أساس تشكل الواقع االجتماعي‬
‫وهويات الوضع الراهن‪.‬‬

‫‪ .01‬تصبح المعرفة الموضوعية خارج الوعي اإلنساني‪.‬‬

‫‪ .02‬يعتمد الوعي على محددات هذه الشروط الخارجية ليتحرك‪.‬‬

‫‪ .01‬تتحرك الثقافة وفقا لهذه الشروط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استراتيجيات الخطاب‪:‬‬

‫االستراتيجية في االصطالح العام‪ " :‬هي مجموعة األفكار والمبادئ التي تتناول ميدانا من ميادين‬
‫النشاط اإلنساني بصورة شاملة ومتكاملة‪ ،‬وتكون ذات داللة على وسائل العمل‪ ،‬ومتطلباته واتجاهات مساره‬
‫‪1‬‬
‫لغرض الوصول إلى أهداف محددة مرتبطة بالمستقبل‪".‬‬

‫تطور مفهوما ليصبح‪ ":‬فن تنظيم الحرب و حشد واستخدام القوى السياسية واالقتصادية والتكنولوجية‬
‫والنفسية والعسكرية وتحريكها في نسق متكامل لتحقيق األهداف التي تضعها السلطة السياسية‪"2".‬و يتجلى‬
‫هذا التنظيم عند التلفظ بالخطاب‪،‬فيما يسمى بإستراتيجية الخطاب وهذا يعني أن الخطاب المنجز يكون‬
‫خطابا مخططا له بصفة مستمرة و شعورية‪ ،‬و من هنا يتحتم على المرسل أن يختار اإلستراتيجية المناسبة‬

‫‪-1‬أنظر ‪ ،www.aoua.com:‬تاريخ التصفح‪.5102 /05 /11 :‬‬


‫‪-2‬أنظر موقع المنازل‪ ،www.almanazil.net:‬تاريخ التصفح‪.5102 /11 /52 :‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫التي تستطيع أن تعبر عن قصده و تحقق هدفه بحالة أفضل‪ 1".‬وفيما يأتي نعرض أنواع استراتيجيات‬
‫الخطاب‪:‬‬

‫االستراتيجية التضامنية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ويمكن تعريفها بأنها‪ ":‬االستراتيجية التي يحاول المرسل أن يجسد بها درجة عالقته بالمرسل إليه و‬
‫نوعها‪ ،‬وأن يعبر عن مدى احترامه لها و رغبته في المحافظة عليها‪ ،‬أو تطويرها بإزالة معالم الفروق بينهما‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وإجماال هي محاولة التقرب من المرسل إليه و تقريبه‪".‬‬

‫ويختص التضامن بالمسافة االجتماعية بين الناس وبتجاربهم االجتماعية وخصائصهم االجتماعية‬
‫المشتركة (مثل الديانة‪ ،‬الجنس‪ ،‬مسقط الرأس‪ ،‬العرق‪ ،‬المهنة واالهتمامات)‪ ،‬ومدى استعدادهم للمشاركة في‬
‫‪3‬‬
‫مسائلهم الشخصية‪...‬ونتيجة لهذا يتبلور عدد من العناصر الداعية إلى استعمالها ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬مدى التشابه واالختالف االجتماعي‪.‬‬


‫‪ ‬مدى تكرار االتصال‪.‬‬
‫‪ ‬مدى امتداد المعرفة الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬درجة التآلف‪،‬أو كيفية معرفة طرفي الخطاب لكل منهم‪.‬‬
‫‪ ‬مدى الشعور بتطابق المزاج أو الهدف أو التفكير‪.‬‬
‫‪ ‬األثر اإليجابي أو السلبي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويمكن إرجاع اعتماد المرسل لهذه اإلستراتيجية إلى األسباب والمقاصد التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تأسيس الصداقة واأللفة بين طرفي الخطاب‪.‬‬


‫‪ ‬التركيز على حسن التعامل مع صاحب السلطة‪ ،‬بطريقة تحقق األهداف و تنقل المقاصد و‬
‫تؤسس العالقات الطيبة معه‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬إستراتيجيات الخطاب (مقاربة لغوية تداولية)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪ -3‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬الممرجع سابق‪ ،‬ص‪.529‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.515/510‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ ‬تحسين صورة المرسل أمام اآلخرين‪ ،‬إذا كان معروفا بالتشدد في آرائه أو التسلط في‬
‫تعامله‪،‬أو توخي الطريقة الرسمية و الجفاء في خطابه‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل التضامن في حياة الناس‪ ،‬بما ينعكس على التفاعل الخطابي و تطوير حقهم في‬
‫ممارسة الحياة بحرية مع تقليص دور السلطة‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية استعمالها في الحقول التعليمية‪ ،‬حيث يكون التأدب و التخلق في الخطاب مع الطالب‬
‫وسيلة تيسر الفهم‪ ،‬تزرع الحب‪ ،‬فتصبح طريقا للعلم و سبيال للمعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬كسب والء الناس (سواء لدى الساسة أو المعلنين)‬
‫‪ ‬استثمار استراتيجية التضامن في التحقيقات مثال‪ ،‬إلراحة المتهم و تطمينه و زرع الثقة في‬
‫نفسه‪،‬مما ينعكس أثره إيجابا على نتيجة التحقيق‪.‬‬
‫أما عن الوسائل اللغوية (األدوات و اآلليات) في االستراتيجية التضامنية فيمكن عرضها كما يأتي‪:‬‬
‫‪ .0‬ذكر المعلومات الشخصية‪ ،‬استعمال األلقاب‪ ،‬استعمال التعابير البذيئة في بعض األحيان‬
‫خصوصا بين الذكور واستعمال اللهجة المشتركة والتعبيرات العامة دوما‪ ،‬ومن الشواهد على هذه‬
‫االستراتيجية استعمال بعض األدوات اللغوية مثل‪" :‬نحن" و "دعنا"‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلشارات ومنها االجتماعية (العالقة بين أطراف الخطاب‪ ،‬الهوية‪ )...‬مثل استعمال ألقاب التبجيل‬
‫و صيغ القرابة‪.‬‬
‫‪ .0‬الضمائر‪" :‬أنا" للمتكلم وحده‪" ،‬نحن" للمتكلم ا لمعظم نفسه أو معه أو مع غيره‪ ،‬و"أنا" هو األصل‬
‫و"نحن" هو الفرع و للمخاطب خمسة أولها "أنت" للمفرد المذكر‪ ،‬ثم الفروع ِ‬
‫"أنت" للمخاطبة المؤنثة‪،‬‬
‫"أنتما" للمذكر المثنى أو المؤنث المثنى المخاطب‪" ،‬أنتم" لجماعة الذكور المخاطبين‪ ،‬و"أنتن" لجماعة‬
‫اإلناث المخاطبات‪.‬‬
‫العَلم (اللقب‪ ،‬اإلسم االول‪ ،‬الكنية‪)...‬‬
‫‪ .1‬استعمال َ‬
‫‪ .2‬استعمال ألفاظ المعجم الدالة على القرابة والتضامن (مثل مبروك‪ ،‬هنيئا‪ ،‬أخدمك‪ ،‬نلتقي‪ ،‬أهال‪،‬‬
‫مرحبا‪ ،‬السالم عليكم‪ ،‬صديقي‪)...‬‬
‫‪ .1‬آلية المكاشفة‪ :‬كشف الذات والهوية وهو دليل على التأدب والتخلق والثقة‪.‬‬
‫‪ .3‬آلية نكران الذات‪ :‬يتجاهل المرسل ذاته وينكرها فيتحدث عن نفسه وأنه يتحدث عن شخص آخر‬
‫(مثل‪ :‬هذه نشرة األخبار يقرأها لم صابر بقور)‪ ،‬و هو خطاب يحيل إلى المرسل ذاته‪.‬‬
‫‪ .2‬آلية اإلعجاب‪( :‬ما أجمل‪ ،...‬ما أروع‪...،‬جميل‪ ،‬حسن‪ ،‬بهي‪ ،‬ما شاء الله‪ ،‬تبارك الله )‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ .9‬آلية المدح (الرجل‪ ،‬البطل‪ ،‬الشهم‪ ،‬الكريم‪ ،‬الطيب‪)...‬‬


‫‪ .01‬التصغير للتودد‪( :‬عندي قريشات‪ ،‬إشتريت قطيعة أرض‪ ،‬يا وليدي‪ ،‬يا أميمتي‪.)...‬‬
‫‪ .00‬آلية الطرفة‪( :‬الفكاهة من أسباب االقتراب‪ ،‬وقد عرف كثير من الساسة باستخدامها في خطابتهم‬
‫ليقتربوا من الشعب)‪.‬‬
‫‪ .05‬آلية المصانعة والمحاكاة‪ (:‬العمل على منوال عمل المرسل في اللغة أي تقليد طريقة كالمه)‪.‬‬
‫‪ .00‬آلية الحديث بذات اللهجة (الحديث باألمازيغية مثال)‪.‬‬
‫‪ .01‬آلية ذكر خصائص المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ .02‬إبتداع لغة خاصة‪.‬‬
‫‪ .01‬التنغيم‪.‬‬

‫اإلستراتيجية التوجيهية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يقول هاليداي ‪ ":‬اللغة تعمل على أنها تعبير على سلوك المرسل و تأثيره في توجهات المرسل إليه‬
‫وسلوكه‪ ،‬أما رومان جاكبسون فيسمي الوظيفية التوجيهية بالوظيفية اإليعازية أو الندائية و يضيف "روبول"‬
‫يمكن أن نتحدث لنجعل شخصا آخر يتصرف كما في حالة األمر و النصيحة أو الرجاء أو الرفض أو‬
‫‪1‬‬
‫المنع‪"...‬‬

‫‪2‬‬
‫هذا و يمكن إرجاع اعتماد المرسل لهذه اإلستراتيجية إلى األسباب و المقاصد التالية‪:‬‬
‫‪ .0‬عدم التشابه في عدد السمات مثل‪ :‬السمات المعرفية (الطالب‪/‬االستاذ)‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم وجود تكرار في االتصال بين طرفي الخطاب (اللقاءات الرسمية)‪.‬‬
‫‪ .0‬الشعور في التفاوت في مستوى التفكير بين طرفي الخطاب‪.‬‬
‫‪ .1‬تصحيح العالقة بين طرفي الخطاب (الحفاظ على هيبة المرسل مثال)‪.‬‬
‫‪ .2‬رغبة المرسل في االستعالء أو االرتفاع بمنزلته الذاتية‪.‬‬
‫‪ .1‬إصرار الم رسل على تنفيذ قصده أثناء إنجاز الفعل و بالتالي فإن استخدام هذه االستراتيجية يعد‬
‫احت ار از من سوء الفهم أو التأويل الخاطئ للخطاب‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.051‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.059/052‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ .3‬حصول تحد واضح لتعليمات المرسل‪ ،‬أو تحد ضد االنظمة العامة أو اإلساءة إليه رغم سلطته‪.‬‬
‫‪ .2‬مناسبة السياق التفاعلي الستخدام التوجيهية (بين الطبيب و المريض مثال)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و قد صنف باخ أفعال التوجيه إلى‪:‬‬

‫‪ .0‬الطلبات‪ :‬و تتخذ عند اإل نجاز أشكاال لغوية مختلفة منها‪( :‬السؤال‪ ،‬التوسل‪ ،‬التضرع‪ ،‬المناشدة‪،‬‬
‫اإللحاح‪ ،‬الدعوة‪ ،‬الطلب‪ ،‬الحث‪ ،‬االستدعاء‪ ،‬االبتهال‪ ،‬الحجاج)‪.‬‬
‫‪ .5‬االسئلة‪ :‬و تتخذ عند اإلنجاز أشكاال لغوية مختلفة منها‪( :‬السؤال‪ ،‬االستعالم‪ ،‬االستجواب‪،‬‬
‫التشكيك)‪.‬‬
‫‪ .0‬المتطلبات‪ :‬و تتخذ عند اإل نجاز أشكاال لغوية مختلفة منها‪( :‬العرض‪ ،‬التكليف‪ ،‬األمر‪ ،‬الطلب‪،‬‬
‫األوامر السلطوية‪ ،‬اإلرشاد‪ ،‬المنع‪ ،‬التعليم‪ ،‬الفرض)‪.‬‬
‫‪ .1‬التعليمات‪:‬و تتخذ عند اإلنجاز أشكاال لغوية مختلفة منها‪ ( :‬المنع‪،‬الحظر‪ ،‬التحريم‪ ،‬التقييد)‪.‬‬
‫‪ .2‬أفعال النصح‪ :‬و تتخذ عند اإل نجاز أشكاال لغوية مختلفة منها‪( :‬الحث‪ ،‬النصح‪ ،‬التحذير‪،‬‬
‫اإلشارة‪ ،‬العرض‪ ،‬التوصية‪ ،‬االقتراح‪ ،‬اإلنذار)‬

‫‪2‬‬
‫هذا و يمكن إجمال الوسائل اللغوية في اإلستراتيجية التوجيهية فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .0‬األمر بأدواته المختلفة‪.‬‬


‫‪ .5‬النهي‪.‬‬
‫‪ .0‬اإلستفهام‪.‬‬
‫‪ .1‬التحذير‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلغراء‪.‬‬
‫‪ .1‬النداء‬
‫‪3‬‬
‫‪ .3‬التحضيض و العرض‬
‫‪ .2‬ذكر العواقب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .9‬التوجيه المركب‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.002/003‬‬


‫‪ -2‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ -3‬التحضيض هنا بمعنى الطلب بشدة وإصرار وربما حتى عنف وقد تحمل معنى التنديم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫الفاظ المعجم‪.‬‬ ‫‪.01‬‬


‫اإلستراتيجية التلميحية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫"يجب أن ندرك أن التصريح و التلميح صنفان ال يتطابقان تماما مع أصناف األشكال اللغوية‬
‫‪2‬‬
‫الصرفة بيد أنهما يتطابقان مع األشكال اللغوية في السياق فقط‪".‬‬
‫‪3‬‬
‫و ي مكن اإلشارة إلى أهم المسوغات التي ترجح استعمال المرسل لإلستراتيجية التلميحية كما يلي‪:‬‬
‫‪ .0‬التأدب في الخطاب‪.‬‬
‫‪ .5‬إعالء المرسل لذاته على حساب اآلخرين و إضفاء التفوق عليها‪.‬‬
‫‪ .0‬رغبة المرسل –أحيانا‪ -‬في التملص و التهرب من مسؤولية الخطاب و ذلك بجعل الخطاب‬
‫يحتمل أكثر من تأويل‪ ،‬و يكون هذا التهرب غالبا عند إدارة األزمات أو وجود توتر في العالقة بين طرفي‬
‫الخطاب و قد يتجاوز األفراد إلى المؤسسات و الدول‪.‬‬
‫‪ .1‬استجابة للخوف لذلك يستعمل المرسل هذه اإلستراتيجية لئال يتخذ المرسل إليه خطابا دليال عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬العدول عن محاولة إكراه المرسل إليه أو إحراجه النجاز فعل قد يكون غير راغب في انجازه‪.‬‬

‫ويوظف المرسل بعض األدوات و اآلليات اللغوية للتلميح إلى قصده إذ يستلزم استعمالها قصدا معينا‬
‫‪4‬‬
‫في الخطاب و من هذه األدوات‪:‬‬

‫‪ .0‬ألفاظ الكنايات و الروابط و الظروف اإلنجازية‪"(:‬كم" الخبرية‪" ،‬كذا" التقديرية‪" ،‬حتى" التراتبية‪" ،‬لو"‬
‫الشرطية اإلمتناعية)‪.‬‬
‫‪ .5‬الترديد‪ :‬تصحيح تلفظ المرسل إذا جاء به خطأ لغوي من خالل تكرار ذات الجملة و لكن بشكل‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ .0‬الملمحات‪ ( :‬مثل تلك األفعال المعجمية التي تدل على االفتراضات‪ ،‬التأكيدات و الشكوك كأفعال‬
‫الرجحان ‪:‬ظن‪ ،‬خال‪ ،‬زعم‪ ،‬حسب‪)...‬‬

‫‪ -1‬ويعني استعمال أكثر من وسيلة لغوية توجيهية في سياق واحد‪.‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.030‬‬
‫‪ -4‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.091‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ .1‬التعبير االصطالحي‪ :‬و هو من الوحدات الداللية الكبرى واألكثر شمولية و هي المتركبة من‬
‫وحدات تفوق المفردة‪ ،‬حيث أنه نمط تعبيري خاص بلغة ما تتميز بالثبات و يكون من كلمة أو أكثر تحولت‬
‫عن معناها الحرفي إلى معنى مغاير‪،‬اصطلحت عليه الجماعة اللغوية)‪.‬‬
‫‪ .2‬التشبيه‪.‬‬
‫‪ .1‬االستعارة‪.‬‬
‫‪ .3‬الكناية‪ (:‬االنتقال من المذكور إلى المتروك)‪.‬‬
‫‪ .2‬التهكم‪.‬‬
‫االستراتيجية اإلقناعية (الحجاجية)‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اإلقناع في اللغة يعني "القنوع‪ :‬السؤال والتذلل‪ ،‬والَقَناعة‪ :‬الرضا بالقسم‪ ،‬أ ْقَن َعه الشيء‪ :‬أي أرضاه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والقنوع بمعنى الرضا‪ ،‬والَق ِانع‪ :‬الراضي وفي المثل‪" :‬خير الغنى القنوع‪ ،‬وشر الفقر الخضوع‪".‬‬

‫أما في االصطالح فهو ‪ ":‬عملية مقصودة من المقنع إلى من يريد إقناعه لتغيير معلومات أو مفاهيم‬
‫‪2‬‬
‫أو صورة ذهنية با ختياره ورضاه فاإلقن ـ ـ ـ ــاع تصحيح لمعلومة سواء كان ذلك بشكل جزئي أو كلي‪".‬‬

‫ومن جهة أخرى يعبر مفهوم "االتصال اإلقناعي عن "علم التفاعالت بين األفراد التي من شأنها أن‬
‫‪3‬‬
‫تحدث آثا ار سلوكية‪".‬‬

‫"ذلك أن االتصال اإلقناعي يستهدف أساسا تغيير وجهة نظر ما أو اإلقناع بشيء ما و كثي ار ما‬
‫يخاطب العواطف و االنفعاالت لتحقيق هدفه اإلقناعي‪ ،‬و اإلقناع االتصالي يستهدف الفرد كما يستهدف‬
‫الجماعة سواء كانت صغيرة أم كب يرة و يراد من إقناعه الحصول على نتيجة معينة و لذلك تتنوع مجاالت‬
‫االتصال اإلقناعي‪ ،‬سياسيا‪ ،‬تجاريا‪ ،‬سلوكيا‪ ،‬محليا و عالميا‪ ،‬فكأن االتصال اإلقناعي استخدام متعمد‬
‫‪4‬‬
‫لمحتوى رسائله عبر و سائل اإلعالم و االتصال بالجماهير من أجل تشكيل استجاباتهم أو السيطرة عليها‪".‬‬

‫‪ -1‬أبو الفضل ابن منظور‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.592‬‬


‫‪ -2‬أنظر‪ ،www.fr.slideshare.net:‬تاريخ التصفح‪.5102 /05 /50 :‬‬
‫‪ -3‬سهير جاد‪ :‬وسائل اإلعالم واإلتصال اإلقناعي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،5110،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪1‬‬
‫هذا و يمكن إرجاع مسوغات استعمال إستراتيجية اإلقناع إلى ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .0‬أن تأثيرها التداولي في المرسل إليه أقوى‪ ،‬و نتائجها أثبت و ديمومتها أبقى‪ ،‬ألنها تنبع من‬
‫حصول االقتناع عند المرسل إليه غالبا‪ ،‬ال يشوبها فرض أو قوة‪.‬‬
‫‪ .5‬تمايزها عن االستراتيجيات األخرى مثل االستراتيجية اإلكراهية لفرض قبول القول أو ممارسة‬
‫العمل على المرسل إليه دون حصول االندفاع الداخلي أو االقتناع الذاتي‪ ،‬فاقتناع المرسل إليه هدف خطابي‬
‫يسعى المرسل إلى تحقيقه في خطابه‪.‬‬
‫‪ .0‬من شروط التداول اللغوي اإلقناعية ‪ ،‬و قد تزدوج أساليب اإلقناع بأساليب اإلمتاع فتكون أكثر‬
‫على التأثير في اعتقاد المخاطب و توجيه سلوكه لما يهبها هذا اإلمتاع من قوة في استحضار األشياء و نفوذ‬
‫في إشهادها للمخاطب كأنه يراها رأي العين‪.‬‬
‫‪ .1‬تغير ثقافة و إدراك المرسل إليه لكثير من األمور‪.‬‬
‫‪ .2‬إبداع السلطة فاإلقناع سلطة عند المرسل في خطابه و لكن ال تحقق نجاحها إال عند التسليم‬
‫بمقتضاها إما قوال أو فعال‪.‬‬
‫‪ .1‬شمولية إستراتيجية اإلقناع إذ تعزز الكفاءة التداولية عند اإلنسان بوصفها دليال على مهاراته‬
‫الخطابية‪.‬‬
‫‪ .3‬ما تحققه من نتائج تربوية‪ ،‬إذ تستعمل كثي ار في الدعوة كما فعل الرسول صلى الله عليه و سلم‬
‫و غيره من األنبياء عند محاججتهم ألقوامهم من أجل إقناعهم بالدخول في الدين‪.‬‬
‫‪ .2‬استباق عدم تسليم المرسل إليه بنتائج المرسل و دعواه‪.‬‬
‫‪ .9‬خشية سوء تأويل الخطاب‪.‬‬
‫عدم االتفاق حول قيمة معينة‪ ،‬أو التسليم من أحد طرفي الخطاب‪.‬‬ ‫‪.01‬‬

‫و يعرف طه عبد الرحمن الحجاج بأنه‪ " :‬كل منطوق به موجه إلى الغير إلفهامه دعوى مخصوصة‬
‫‪2‬‬
‫يحق له االعتراض عليها‪".‬‬

‫أما بيرلمان فيرى أن ‪ ":‬إذعان العقول بالتصديق لما يطرحه المرسل أو العمل على زيادة اإلذعان‬
‫هو الغاية من كل حجاج‪ ،‬فأنجع حجة هي تلك التي تنجح في تقوية حدة اإلذعان عند من يسمعها و بطريقة‬

‫‪ -1‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.113/111‬‬


‫‪ -2‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫تدفعه إلى المبادرة سواء باإلقدام عل ى العمل أو اإلحجام عنه‪ ،‬أو هي على األقل ما تحقق الرغبة عند‬
‫‪1‬‬
‫المرسل إليه في أن يقوم بالعمل في اللحظة المالئمة‪".‬‬

‫"كما أن نجاح البالغة الحالي يرجع إلى اهتمام بوسائل اإلقناع التي فرضتها طبيعة المجتمع‬
‫اإلعالمي المعاصر‪ ،‬فقد ارتبطت البالغة المعاصرة‪ ،‬و خصوصا منها نظرية الحجاج و ما تعلق منها من‬
‫بحوث بمختلف الميادين اإلعالمية المعاصرة سواء منها الصحافة‪ ،‬السمعي البصري أو هما معا‪ ،‬لذا أصبح‬
‫مفهوم اإلقناع مطلبا أساسيا في كل عملية فكرية‪ ،‬سواء كانت هذه العملية فكرة أو مقالة أو حركة و هذا ما‬
‫‪2‬‬
‫جعل هذه النظرية في استثراء متواصل‪".‬‬

‫وفي الخطابات الحجاجية ينحو المرسل بخطابه نحو األثر التداولي (اإلقناع) من خالل توظيف‬
‫‪3‬‬
‫ثالثة أنماط أساسية من المقصدية الفكرية‪:‬‬

‫الغرض التعليمي‪ :‬ويهتم بإخبار المتلقي بواقع ما دون استدعاء العواطف و يتواله الجانب‬ ‫أ‪.‬‬
‫اإلخباري في الخطاب (كالنصوص العلمية مثال)‪.‬‬
‫ب‪ .‬الغرض الحجاجي‪ :‬ويتمثل في جعل موضوع الخطاب ممكنا بالعودة إلى العقل ويمكن أن‬
‫يتحقق هذا الغرض بالحجة المادية (غير الصناعية) المعتمدة على الوقائع (العقود و الشهادات) على‬
‫الخلفية العامة المكونة من آراء المجتمع‪ ،‬إضافة إلى الحجج المنطقية (الصناعية) كاالستقراء‬
‫واالستنباط والغرض من ذلك هو جعل غير المحتمل محتمال و غير األكيد أكيدا ‪.‬‬
‫الغرض األخالقي‪ :‬و يتعلق بتعليم المستمع في مجال األخالق‪ ،‬و يتضمن عناصر تعليمية‬ ‫ت‪.‬‬
‫وحجاجية كما يتضمن دعوة إلى العقل و تسجل عناصر النصح هنا االنتقال من المقاصد الفكرية‬
‫إلى المقاصد العاطفية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ -2‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.112/111‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الدين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الدين‪:‬‬


‫لغة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الم ْوت وك ُّل‬ ‫ِ ِ‬ ‫جاء في القاموس المحيط‪َّ :‬‬


‫ض‪،‬و َ‬
‫أج َل له ‪َ ،‬فَق ْر ٌ‬
‫أج ٌل ‪ ،‬كالد ْيَنة ‪ ،‬وما ال َ‬
‫الد ْين ‪ :‬ما َله َ‬
‫ما ليس حاض ًار‪ ،‬جمع‪ْ :‬أدي ٌن وديو ٌن ‪.‬‬

‫اظب من‬ ‫العبادة والمو ِ‬


‫اإلسالم ‪ ،‬وقد ِد ْنت به ‪ ،‬والعادة ‪ ،‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الجزاء ‪ ،‬وقد د ْنته ‪َ ،‬د ْيناً ‪ ،‬ود ْينًا ‪ ،‬و ْ‬
‫ود ْين ‪َ :‬‬
‫االسِت ْعالء ‪،‬‬ ‫الذ ُّل ‪ ،‬والداء ‪ ،‬و ِ‬ ‫اللِين منها ‪ ،‬والطاعة ‪ِ ،‬‬
‫كالديَنة ‪ ،‬و ُّ‬ ‫ط ِار ‪ ،‬أو َّ‬
‫الغَلَبة ‪ ،‬و ْ‬
‫الحساب والَق ْهر ‪ ،‬و َ‬ ‫ْ‬ ‫األ َْم َ‬
‫المَّلة ‪،‬‬
‫وجل به ‪ ،‬و ِ‬
‫لجميع ما يتَ َعبَّد الله َع َّز َّ‬
‫ِ‬ ‫اس ٌم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫والسلطان ‪ ،‬والمْلك ‪ ،‬والح ْكم ‪ ،‬والس َيرة ‪ ،‬والت ْدبير والت ْوحيد و ْ‬
‫‪1‬‬
‫اإل ْك َراه‪.‬‬ ‫والورع ‪ ،‬والمع ِ‬
‫صَية ‪ ،‬و ِ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬

‫وجاء في لسان العرب‪ :‬دين ‪ :‬الديان ‪ :‬من أسماء الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬معناه الحكم القاضي وسئل‬
‫بعض السلف عن علي بن أبي طالب فقال ‪ :‬كان ديان هذه األمة بعد نبيها؛ أي قاضيها وحاكمها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والديان ‪ :‬القهار؛ ومنه قول ذي اإلصبع العدواني‪.‬‬

‫وجاء في معجم اللغة العربية المعاصر‪:‬دين؛ جمع أديان‪ ،‬والدين في اللغة بمعنى‪ :‬الطاعة‬
‫واالنقياد‪.‬والدين في االصطالح العام‪ :‬ما يعتنقه اإلنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة‪ .‬والدين‬
‫هو ملة اإلسالم وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين محمد صلى‬
‫‪3‬‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أوضح الجرجاني الفرق بين الدين والملة فهما عنده متحدان بالذات‪ ،‬ومختلفان باالعتبار‪ ،‬فإن‬
‫الشريعة من حيث إنها تطاع تسمى دينا‪ ،‬ومن حيث إنها تجمع تسمى ملة‪ ،‬ومن حيث إنها يرجع إليها تسمى‬

‫‪ -1‬قاموس المعاني‪ ، www.almaany.com :‬تاريخ التصفح‪.5102 /11 /10 :‬‬


‫‪ -2‬قاموس لسان العرب‪ . www. library.islamweb.net :‬تاريخ التصفح‪.5102 /11 /10 :‬‬
‫‪ -3‬أحمد مختار عمر‪ :‬معجم اللغة العربية المعاصر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،5112 ،‬ص ‪.5001‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫مذهبا‪ .‬وقيل الفرق بين الملة والدين والمذهب‪ :‬أن الدين منسوب إلى الله تعالى والملة منسوبة إلى الرسول ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ -‬والمذهب منسوب إلى المجتهد‪.‬‬

‫أما أشهر تعريف للدين في الفكر اإلسالمي وأكثره تداوال ما نسب إلى التهانوي في قوله‪ :‬إنه وضع‬
‫إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصالح في الحال والفالح في المآل‪ ،‬وهذا يشمل العقائد‬
‫‪1‬‬
‫واألعمال‪ ،‬ويطلق على ملة كل نبي‪ ،‬وقد يخص باإلسالم كما في قوله تعالى‪{ :‬إن الدين عند الله اإلسالم}‬
‫‪2‬‬
‫ويضاف إلى الله عز وجل لصدوره عنه‪ ،‬وإلى النبي لظهوره منه وإلى األمة لتدينهم به وانقيادهم له‪.‬‬

‫وترد كلمة الدين عند الغرب‪ ، religion :‬وفي الالتينية ترد هذه الكلمة مجزأة كما يلي ‪Rel Igo‬؛ وقد‬
‫اختلف العلماء عند إرجاع هذه الكلمة إلى جذورها‪ ،‬فقد اقترح الباحث الروماني سيسرو أن الجذر ‪ leg‬يعني‬
‫المراقبة أو المالحظة وخاصة مراقبة األجرام السماوية أو اإللهامات السماوية الدينية‪ ،‬أما سيرفيوس فله رأي‬
‫مخالف؛ فالكلمة جاءت من جذر آخر هو ‪ lig‬وتعني الرابطة أو العالقة المشتركة بين اإلنساني واإللهي‪،‬‬
‫ويمكننا اعتماد التفسيرين كما فعل القديس أوغسطين الكبير إذ رأى أن كلمة دين ‪ religion‬تتضمن المعنيين‬
‫‪3‬‬
‫السابقين ‪.‬‬

‫أما الدين عند برغسون فهو نوع من رد الفعل‪ ،‬أو الهجوم المعاكس‪ ،‬تقوم به الطبيعة ضد ما قد‬
‫‪4‬‬ ‫يتأتى عن استعمال العقل من انحطاط في الفرد ُّ‬
‫وتفكك في المجتمع‪.‬‬

‫ويرى ماكس ميلر أن الدين هو محاولة تصور ما ال يمكن تصوره والتعبير عما ال يمك ن التعبير عنه‬
‫‪5‬‬
‫هو حب الله‪.‬‬

‫تتجه التعاريف العربية اإلسالمية للدين لتتخذ من الخالق الواحد األحد منطلقا وهدفا في الوقت ذاته؛‬
‫حيث تركز على الدين باعتباره وحيا إلهيا جاء لينظم عالقة المخلوقين بالخالق من جهة والمخلوقين فيما‬
‫بينهم من جهة أخرى (العقائد واألعمال)‪ ،‬أما التعاريف الغربية فتبعد الدين من مجال العقل والمنطق وترتكز‬

‫القرن الكريم‪ :‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.09‬‬


‫‪ -1‬آ‬
‫‪-2‬أنظر موقع التوحيد‪ ،www.eltwhed.com :‬تاريخ التصفح‪.5102 /11 /10 :‬‬
‫‪ -3‬أ‪.‬س‪ .‬بوكيت أميريكين‪ ،‬ترجمة رنا سامي الخش‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬دار الرضوان ‪ ،‬حلب‪ ،‬ص ص ‪.2 ،3‬‬
‫‪ -4‬يوسف شلحت‪ :‬نحو نظرية جديدة في علم االجتماع الديني‪ ،‬دار الف اربي الطبعة الثالثة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -5‬محمد عبد الله دراز‪ :‬الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ األديان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،0991،‬‬
‫ص ص ‪.50،52‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫في منطلقاتها على إبراز جعل الدين حالة وجدانية وعاطفية مضطربة تحيلها لضعف و قصور في العقل‬
‫وتنامي في الخوف والقلق حيال األشياء التي يجهلها اإلنسان وفي مقدمتها مصيره‪ ،‬يصبح اإلله في المفهوم‬
‫والتصور الغربيين نتيجة لهذه الشروط التي تتطور تفكيكيا في مواجهة مع سلطة العقل و الفكر التي تتخذ‬
‫طابعا تقديسيا (تقديس العقل) وبالتالي إيعاز الدين إلى سلطة السؤال والبرهان وهو ما ستوضحه بشكل أدق‬
‫نظريات نشأة الدين عند الغرب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظريات نشأة الدين‪:‬‬


‫نشأة الدين من المنظور الغربي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.1.1‬النظرية الطبيعية‪:‬‬

‫من أهم روادها ماكس مولر‪ Max Muller/‬وجيفونس‪ ،Gevons/‬وتفترض هذه النظرية أن‪:1‬‬

‫الدين محاولة قام بها العقل اإلنساني لتفسير الظواهر الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الدين مصدره الخوف والرهبة والدهشة من العالم‪.‬‬

‫هذا ويختلف ماكس مولر عن جيفونس في رؤيتهما للطبيعة كمصدر لنشأة الدين‪ ،‬حيث يرد مولر‬
‫نشوء الدين إلى الطبيعة المستقرة من خالل افتراضين أساسيين‪:2‬‬

‫‪ ‬انتشرت فكرة الدين بفعل التأمل في الظواهر الطبيعية وذلك بفعل الدهشة والعجب من القوى‬
‫الخارقة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يوجد شيء في العقل ما لم يكن موجودا قبال في التجربة‪ ،‬وبالتالي فالدين يقوم على‬
‫المالحظة‪/‬المشاهدة والتجربة (الحواس)‪.‬‬
‫‪ ‬فكرة الالمتناهي (القوة الالمتناهية للطبيعة) مصدر الفكرة الدينية‪.‬‬

‫أما جيفونس فيرد نشأة الدين إلى الطبيعة الشاذة ويفترض أن‪:‬‬

‫الخوف من مظاهر الطبيعة هو منشأ الطبيعة اإللهية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬العقبي األزهر‪ :‬محاضرات في علم االجتماع الديني‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،5101 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫الطبيعة الشاذة؛ (الحوادث المفاجئة‪ ،‬الزالزل‪ ،‬الخسوف‪ ،‬الكسوف‪ ،‬الرعد‪ ،‬الطوفان‪ )...‬مصدر الفكرة‬
‫‪1‬‬
‫الدينية‪.‬‬

‫‪ .1.1‬النظرية الروحية‪/‬الحيوية‪:‬‬

‫من أهم روادها إدوارد تايلور و "هربرت سبنسر‪ ،‬وتفترض هذه النظرية أن‪:2‬‬

‫‪ ‬أقدم ديانة عرفها اإلنسان هي االعتقاد في األرواح اإلنسانية وعبادتها‪.‬‬


‫‪ ‬أول عبادة إنسانية بدائية كانت عبادة القبور والموتى؛ عبادة أرواح األسالف‪.‬‬

‫كما إقترح تايلور فكرتين هامتين هما‪ ،‬أوالً‪ ،‬إن مفهوم البقاء على قيد الحياة قد لعب دو اًر هاماً في‬

‫النظام التطوري من الوحشية “ ‪ “savagery‬مرو ًار بالهمجية ”‪ “barbarism‬ووصو ً‬


‫ال الى مرحلة الحضارة‬
‫”‪ ،“civilization‬وبصورة مشابهة لنظرية دارون ‪ Charles Darwin‬النشوء واالرتقاء‪ .‬ولهذا رأى تايلور بأن‬
‫الدين يمكن أن يكون قد تطور من مرحلة الطبيعة األدنى إلى األعلى‪ ،‬أي من مرحلة السحر والكهانة إلى‬
‫حالة تنزيل النصوص المقدسة واألنبياء‪ .‬بينما كانت الفكرة الثانية لتايلور هي تعريفه للدين بأنه "االعتقاد‬
‫بالكائنات الروحية‪".3‬‬

‫‪ .0.0‬النظرية النفسو‪-‬اجتماعية‪:‬‬

‫من أهم روادها‪ :‬هنري برغسون‪ H.Bergson/‬و رينيه ديكارت‪ R.Decartes/‬وأوجست‬


‫ساباتييه‪ ،A.Sabatier/‬ومن أهم افتراضات هذه النظرية‪:4‬‬

‫‪ ‬اإلنسان مفطور على التوجه إلى اإلله؛ حيث توجد لدى اإلنسان حاجة ملحة للتدين‪.‬‬
‫‪ ‬مصدر التدين هو التجارب النفسية المرتبطة بالظروف اليومية لألفراد‪.‬‬

‫إال أن هنري برغسون ‪ ،‬ينزع نزوعا اجتماعيا في تفسيره لنشأة الدين؛ ففي كتابه "منبع األخالق‬
‫والدين يركز على جانبين آخرين هما‪:1‬‬

‫‪ -1‬العقبي األزهر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬أنظر فرج الحطاب‪ :‬النظريات الحديثة لد راسة علم األديان‪ ،‬على موقع الحوار المتمدن‪، www.m.ahewar.org :‬‬
‫تاريخ التصفح‪.5102 /11 /10 :‬‬
‫‪-4‬األزهر العقبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ ‬الجانب الذي يرتبط بالقوانين األدبية واالجتماعية التي فرضها المجتمع بما يتضمنه من نظم وتقاليد‬
‫وقيم وأعراف وعادات جمعية‪ ،‬وبالتالي المحظورات االجتماعية ‪ Taboo‬التي ال يجب انتهاكها والتعدي‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ ‬الجانب الذي يتعلق باألحداث المستقبلية التي ال يمكن التنبؤ بها بشكل قاطع التساع مجال‬
‫االحتماالت‪.‬‬

‫وال يمكن الحديث عن النظرية النفسية في نشأة الدين دون أن نعرج على نظرية "سيغموند فرويد" في‬
‫علم النفس الدين والتي تقوم على التحليل النفسي الوارد في كتبه األربعة‪ :‬الطوطم والمحرم (‪ ،)0901‬مستقبل‬
‫أخدوعة (‪ ،)0953‬الحضارة وكروبها (‪ )0901‬وموسى عقيدة التوحيد (‪ ،)0909‬وبشكل عام يتحصل لنا من‬
‫كتبه هذه تفسيران أساسيان لنشوء فكرة الدين‪:2‬‬

‫خلفها ذبح ِ‬
‫األب‪ 3‬في‬ ‫اسي وهو أثر جماعي‪ ،‬من اآلثار التي َّ‬ ‫عصاب وسو ٌّ‬ ‫‪ ‬التفسير األول‪ :‬أن الدين‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫بالذنب الناج ِم عن ذلك‪ ،‬وعبادة الله (األب نفسه الذي اكتسب‬ ‫القبائل البدائية في العصور الغابرة‪ ،‬واإلحساس‬
‫صفة األلوهية) تعويضًا عن ذنب القتل‪.‬‬
‫‪ ‬التفسير الثاني‪ ،‬أن الدين هو هذا الشعور البشري بالضعف‪ ،‬من مخلفات الضعف والخوف‬
‫ودعم ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حماية ِ‬
‫األب‬ ‫الطفوليين‪ ،‬والحاجة إلى‬

‫أمير مصرٌّي كان يعيش في قصر الفرعون (الذي تولى‬


‫كما يقول فرويد أن موسى هو في الحقيقة ٌ‬
‫الحكم حوالى العام ‪ 0032‬قبل الميالد‪ ،‬واهتدى إلى مصطلحات دينية الفتة مثل العبادة التوحيدية إلله اسمه‬
‫آتين ‪ .)aten‬ثم نقل موسى هذه النظرية الدينية إلى العبرانيين‪ ،‬من خالل عبارة اإلله يهوه‪ ،‬لكن اليهود الذين‬
‫لم يستطيعوا تحمل هذا الدين الروحاني المعنوي المقيد لهم‪ ،‬ثاروا على هذا النبي الذي كان يريد أن يعرض‬
‫األمر عليهم‪ ،‬وقتلوه‪ .‬بعد ذلك أدرك اليهود أنهم بحاجة إلى الوحدة القبلية والدين الجامع المشترك‪ ،‬فعادوا‬
‫َ‬ ‫هذا‬

‫‪ -1‬العقبي األزهر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫‪-2‬مسعود أذربيجاني‪ ،‬ترجمة دالل عباس‪" :‬علم نفس الدين بمنظار فرويد ويونغ"‪ ،‬مجلة اإلستغراب‪ ،‬العدد ‪ ،5101 ،10‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪-3‬يرى فرويد أن القبيلة البدائية كانت محكومة بنظام زعيم القبلية‪ /‬األب الذي يمنع الشبان‪ /‬األبناء من ممارسة عالقات‬
‫جنسية مع نساء القبلية اللواتي َّ‬
‫كن ملكا له وحده‪ ،‬ولهذه األسباب يتعاضد شبان القبيلة لقتل الزعيم والتهامه‪ ،‬إال أن الشعور‬
‫بالذنب يدفعهم إلى استرجاع حالة التحريم األولى‪ ،‬ال بل يتطور الوضع إلى أبعد من ذلك ليتحول الطوطم (الرمز) األب إلى‬
‫مقام ألوهية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫النبي الذي بشر به‪ ،‬وإلى عبادة الله الواحد الجبَّار‪ .‬يقول فرويد « َّ‬
‫إن الحدث‬ ‫َّ‬ ‫إلى الدين نفسه‪ ،‬الذي قتلوا‬
‫أن اإلله يهوه فقد بمرور الزمان ميزاته‪ ،‬وصار أكثر فأكثر أشبه ٰ‬
‫بإله‬ ‫المحوري في تطور الدين اليهودي‪ ،‬هو َّ‬
‫‪1‬‬
‫موسى القديم‪ ،‬آتين‪.‬‬

‫‪ .2.1‬النظرية التوتمية – ‪( Totem‬ايميل دوركايم)‪:‬‬

‫التوتم اسم مأخوذ من لغة الهنود الحمر في أمريكا الشمالية‪ ،‬وهو اسم لم يتفق بعد على ضبطه وال‬
‫تحديد معناه‪ ،‬فهو المشهور ‪ Totem‬ولكن يكتب أيضا ‪ Totam‬أو ‪ ،Toodaim‬ويفسر تارة بمعنى موطن‬
‫‪2‬‬
‫العشيرة ومستقرها‪ ،‬وتارة بمعنى العالمة أو الشعار‪.‬‬

‫والتوتم هو اسم أو رمز‪ ،‬أو شعار العشيرة الذي يعبر عن شخصيتها ويميزها عن غيرها‪ ،‬واالسم الذي‬
‫تحمله العشيرة؛ هو اسم لنوع معين من ا لنبات أو الحيوان أو الجماد‪ ،‬نوع تعتقد العشيرة أن لها به أوثق‬
‫‪3‬‬
‫الصالت‪ ،‬وهذا النوع هو التوتم‪.‬‬

‫والتوتم كما يراه دوركايم ليس لفرد أو حيوان في ذاته كالسلحفاة أو التمساح؛ وإنما هو معنى كلي‬
‫يرمز إلى النوع في عمومه‪ ،‬وهو يرى أن التوتم رمز إلى قوة غيبية دينية أسمى وأعلى من التوتم في حد ذاته‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫يطلق عليه اسم "الموجود التوتمي" والتوتم الرمز ما هو إال صورة مرئية لهذا الموجود األسمى‪.‬‬

‫والنظام التوتمي كما يراه "دوركايم" نظام عرفته الشعوب القديمة؛ المصرية‪ ،‬االثيوبية‪ ،‬اليونانية‬
‫‪5‬‬
‫الرومانية والغالية ‪ ،‬كما أنه ال يزال منتش ار في القبائل غير المتحضرة في أمريكا وأستراليا‪.‬‬

‫إلى جانب النظريات السالفة الذكر توجد نظريات عديدة حول نشأة الدين مثل نظرية السحر (فريزر‬
‫‪6‬‬
‫‪ )Frazer‬نظرية األسطورة (هيبر ‪ )Hibert‬ونظرية الوهم والخيال المريض (انجلز ‪.)Engels‬‬

‫‪ -1‬العقبي األزهر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -5‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -6‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫هذه النظريات تعبر في مجموعها عن حقيقة التصور الغربي؛ الذي ال يفرق بين الدين والسحر‬
‫والخرافة‪ .‬وبالمقابل اتفاق الباحثين الغربيين رغم ما بينهم من اختالفات في التفسيرات التفصيلية للدين اشتراك‬
‫النظريات الوضعية السابقة ووجود قاسم مشترك بينها جميعا؛ وهو اعتبار الدين ظاهرة اجتماعية أو صناعة‬
‫إنسانية‪ُّ ،‬‬
‫ومرد هذا الزعم يرجع إلى عدم إيمان واضعي النظريات بوجود خالق لهذا العالم‪ ،‬وإن سلم بعضهم‬
‫‪1‬‬
‫بوجود هذا الخالق‪ ،‬فهم ال يعتقدون بوجود صلة بينه وبين اإلنسان‪.‬‬

‫وهو ما يؤكده أوجست كونت في نظريته حول مراحل تطور الفكر اإلنساني (الميتافيزيقية‪ ،‬الالهوتية‬
‫والوضعية)‪ ،‬أين تتوقف مراتب التقدم والتحضر والمدنية على مدى تخلي وتجاوز المجتمعات المتخلفة‬
‫لمرحلتي الغيبيات (الميتافيزيقية والالهوتية) التي يحكمها المنطق الديني‪ ،‬ووصولها إلى مرحلة اليقينيات؛ أي‬
‫‪2‬‬
‫المنطق الوضعي وسيادة العلم‪.‬‬

‫على الرغم من سعي أصحاب هذه النظريات إلى إثبات فرضية أن الدين صناعة بشرية ‪ ،‬إال أن‬
‫هناك من الباحثين الذين دحضوا هذه األطروحة على غرار؛ النج‪ ، Andrelang-‬الذي قال بأن أقدم ديانة‬
‫في الوجود هي ديانة إله السماء وعنها تشعبت األديان‪ ،‬وهو ذات االتجاه الذي تبناه ويليم شميد‪ ،‬الذي درس‬
‫أحوال القبائل ومعتقداتها؛ فرأى أن عقائد هذه القبائل الوثنية ترجع بعد تحليلها وتشريحها إلى عقيدة اإلله‬
‫‪3‬‬
‫الواحد‪.‬‬

‫‪ .1‬نشأة الدين من المنظور اإلسالمي‪:‬‬

‫لقد عرضنا االتجاه القائل بأن الدين مصدره اإلنسان‪ ،‬في المقابل سنعرض هنا االتجاه القائل بأن‬
‫الدين مصدره الله؛ وهذا االتجاه يقرر أن العقيدة الدينية لم يسر إليها اإلنسان بل سارت إليه‪ ،‬وأنه لم يصعد‬
‫‪4‬‬
‫إليها بل نزلت عليه‪ ،‬وأن الناس لم يعرفوا ربهم بحجة العقل بل بنور الوحي‪.‬‬

‫يرى أهل السنة أن آدم وذريته كانوا على التوحيد؛ ليس فقط في حياة آدم وإنما استمروا على التوحيد‬
‫لفترة طويلة تقدر بعشرة قرون‪1‬؛ وقد استدلوا على هذا الرأي بعدة حقائق نعرضها فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬العقبي األزهر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.05‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪-4‬فرج الله عبد الباري أبو عطا الله‪ :‬نشأة الدين والتدين بين التوحيد والتطور‪ ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،5115‬ص ‪.013‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ .0.5‬فطرة الله التي خلق الناس عليها والميثاق الذي أخذه عنهم‪:‬‬

‫الل ِه َٰذلِ َك‬


‫الناس عَليها َال تَب ِديل لِخْل ِق َّ‬
‫ْ َ َ‬ ‫الل ِه َّالِتي َف َ‬
‫ط َر َّ َ َ ْ َ‬
‫طرت َّ‬ ‫يقول تعالى‪َ { :‬فأ َِقم وجهك لِ ِلد ِ ِ ِ‬
‫ين َحن ًيفا ف ْ َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ‬
‫ٰ‬ ‫ِ‬
‫الن ِ‬
‫اس َال َي ْعَلمو َن}‬ ‫الدين اْل َقيِم َوَل ِك َّن أ ْ‬
‫َك َث َر َّ‬
‫‪2‬‬

‫َش َه َده ْم َعَل ٰى أَنف ِس ِه ْم أََل ْست ِب َربِك ْم َقالوا‬ ‫َآدم ِمن ظه ِ‬
‫ورِه ْم ذ ِريَّتَه ْم َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّك ِمن َبِني‬‫َخ َذ َرب َ‬ ‫وقال أيضا‪َ { :‬وإِ ْذ أ َ‬
‫‪3‬‬
‫ين}‬‫ِِ‬
‫َٰه َذا َغافل َ‬ ‫ام ِة ِإَّنا كَّنا َع ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َبَل ٰى َشه ْدَنا أَن تَقولوا َي ْوَم اْلقَي َ‬

‫وقد اتفق جمهور الرواة والمفسرين على أن المقصود بالفطرة؛ اإلسالم والتوحيد الخالص لله سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬ونذكر منهم على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬الطبري‪ ،‬ابن كثير‪ ،‬البخاري‪ ،‬ابن عبد البر‪ ،‬مسلم‪ ،‬أبو‬
‫هريرة‪....‬‬

‫‪ .1.1‬استمرارية التوحيد من آدم إلى نوح عليهما السالم‪:‬‬

‫اب ِباْل َح ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفبع َث َّ‬ ‫الناس أ َّم ًة و ِ‬
‫َنزَل َم َعهم اْلكتَ َ‬ ‫ين َومنذ ِر َ‬
‫ين َوأ َ‬ ‫النِبِي َ‬
‫ين مَبش ِر َ‬ ‫الله َّ‬ ‫اح َد ًة‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ان َّ‬
‫قال تعالى‪َ { :‬ك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ْتهم اْلَبِيَنات َب ْغًيا َب ْيَنه ْم َف َه َدى‬
‫ين أوتوه من َب ْعد َما َج َ‬ ‫فيه ِإ َّال الذ َ‬
‫ف‬ ‫اخَتَلفوا ِفيه َو َما ْ‬
‫اخَتَل َ‬ ‫يما ْ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لَي ْحك َم َب ْي َن الناس ف َ‬
‫ِ ‪4‬‬ ‫صر ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ َّ ِ‬
‫اط ُّم ْستَقيمٍ}‬ ‫آمنوا لِ َما ْ‬
‫اخَتَلفوا فيه م َن اْل َح ِق ِبِإ ْذنه َوالله َي ْهدي َمن َي َشاء ِإَل ٰى َ‬ ‫ين َ‬
‫الله الذ َ‬

‫"هذه اآلية أصل كبير يستدل به جمهور العلماء ؛ على أن الناس كانوا على التوحيد‪ ،‬أمة واحدة على‬
‫الحق والهدى من آدم عليه السالم‪ ،‬إلى أول رسول وهو نوح عليه السالم‪5".‬ولكن هناك من يخالفهم في هذا‬
‫الطرح؛ ممن قالوا بأن الناس كانوا أمة واحدة على الكفر؛ فبعث الله نوحا وغيره من النبيين إلصالح حالهم‪.‬‬

‫‪ .2.1‬إرسال الرسل‪:‬‬

‫اب اْل َج ِحيمِ}‬


‫ير وَال تسأَل َع ْن أَصح ِ‬ ‫قال تعالى‪ِ { :‬إَّنا أَرسْلناك ِباْلح ِق ب ِش ا ِ‬
‫ير َوَنذ ًا َ ْ‬
‫‪6‬‬
‫ْ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ ً‬

‫‪-1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.020‬‬


‫‪-2‬القرآن الكريم‪ :‬سورة الروم‪ ،‬اآلية ‪.01‬‬
‫‪-3‬القرآن الكريم‪ :‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.035‬‬
‫‪-4‬القرآن الكريم‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.500‬‬
‫‪ -5‬فرج الله عبد الباري أبو عطا الله‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪-6‬القرآن الكريم‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.009‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫توضح اآلية؛ أن ما من أمة إال خال فيها رسول نذير‪ ،‬لتذكير بني آدم من جديد بعقيدة التوحيد الذي‬
‫فطروا عليه‪ ،‬وبصيغة الحصر والقصر يبين "ابن كثير"؛ أنه ما من أمة خلت من بني آدم إال وقد بعث الله‬
‫‪1‬‬
‫تعالى إليهم النذر وأزاح عنهم العلل‪.‬‬

‫إن تأمل نظريات نشأة الدين التي تتأسس على افتراض بشرية الدين كفكرة وممارسة و بواعث التدين‬
‫في االتجاه المقابل الذي يرى بأن الدين مصدره الله (خصوصا المسلمين)‪ ،‬يجعلنا نتوقف عند إعادة صياغة‬
‫الدين في المخيال الغربي من خالل ايجاد مبررات مقابلة لكل طرح ديني‪/‬إسالمي فالفطرة يقابلها الخوف‬
‫(المنظور الطبيعي البيولوجي) والتوحيد تقابله األبوية والروحية (بالمنظور النفسي) وإرسال الرسل يقابله اإللزام‬
‫االجتماعي (النظم وتقاليد والقيم واألعراف والعادات والطابوهات‪)...‬‬

‫إنه تعصب للعقل (تأليه العقل) الذي أفرزته الثورة الفرنسية وما جلبته من تمرد على الكنيسة والدين‬
‫وحلول عصر األنوار وتحول آثار تجاوزات الكنسية إلى رد فعل نفسي عكسي رافض لكل ما هو ديني (في‬
‫العموم) وفقا للمنظورين العاطفي والعقالني‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الخطاب الديني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الخطاب الديني‪:‬‬

‫بعدما أوردنا مفهومي "الخطاب" و"الدين" بشيء من التفصيل والتعمق من خالل عرض أبعادهما‬
‫النظرية والتاريخية‪ ،‬نعرض بعض المفاهيم الناتجة عن الجمع بين هذين المفهومين الذين يعدان في غاية‬
‫التعقيد والتشابك وموضع مساءلة ت اريخية وعلمية مستمرة‪ ،‬كما يعد مفهوم الخطاب الديني عربي النشأة بعد‬
‫بروز دعوة إلى ما يصطلح عليه بتجديد الخطاب الديني من قبل الفقهاء والعلماء والباحثين المسلمين‪.‬‬

‫ويعود سبب إطالق هذه الدعوة إلى جملة من التحديات التي تواجه الخطاب الديني اإلسالمي‬
‫‪2‬‬
‫المعاصر يمكن أن نوجزها في النقاط الثالث اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬جمود الخطاب الديني؛ وسيطرة الركود وقلة اإلبداع في الطريقة واألسلوب‪.‬‬

‫‪ -1‬فرج الله عبد الباري أبو عطا الله‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.035‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد الله مكازي الجريبيع‪ :‬الخطاب الديني في الفضائيات العربية (دراسة في سوسيولوجيا التأثير على الشباب‬
‫األردني) ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،5119 ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ ‬التكرار وبعد عن االبتكار في الخطاب الديني وعدم تجديده‪.‬‬


‫‪ ‬المواجهة الخاطئة وغير السليمة للتيارات المعادية والمحاربة لإلسالم‪.‬‬

‫والخطاب الديني هو الخطاب الذي ي ستند إلى مرجعية دينية‪ ،‬من أصول الدين الثابتة‪ :‬القرآن والسنة‬
‫سواء كان منتج الخطاب منظمة دينية أم مؤسسة دعوية رسمية أو غير رسمية أو أفرادا متفرقين سعيا لنشر‬
‫‪1‬‬
‫دين الله عقيدة وشريعة وأخالقا ومعامالت وبذل الوسع في ذلك‪.‬‬

‫الخطاب الديني غير الدين؛ فالدين هو ذلك التنزيل اإللهي السماوي المتجلي في النص المقدس‪ ،‬أما‬
‫الخطاب الديني هو ما تراكم على هذا النص المقدس وحوله من تفسيرات وتأويالت ومشروحات؛ أنتجها فقهاء‬
‫‪2‬‬
‫ومفسرون ومفكرون عص ار وراء عصر‪.‬‬

‫الخطاب الديني إذن؛ هو فعل بشري من حيث هو قراءة بشرية للنص األصلي وتأويل بشر للمتن‬
‫المقدس‪ ،‬وهو بذلك قابل للصواب والخطأ‪ ،‬وعرضة لتدخل المصلحة السياسية أو االجتماعية أو األدبية‪...‬كما‬
‫أنه عرضة لسوء الفهم أو لضيقه‪ ،‬فضال على أنه نسبي‪.‬ولذلك كله‪ :‬يسري عليه التعديل والتطور والتجديد بل‬
‫‪3‬‬
‫والنقض الذي يسري على كل فعل بشري‪.‬‬

‫وبالتالي يشير مفهوم الخط اب الديني إلى ذلك البناء من األفكار والمعتقدات التي تتسم بأهميتها‬
‫االجتماعية النابعة من ارتباطها بدين ما‪ ،‬ومن ثم تأثيرها في تكوين تصور المتلقي عن العالم الذي يعيشون‬
‫فيه وتحديد كيفية تصرفهم إزاء هذا العالم‪ ،‬ويستخدم أحمد زايد مفهوم الخطاب الديني للتعبير عن موقف‬
‫أيديولوجي ذو صبغة دينية أو عقائدية يعبر عن وجهة نظر محددة اتجاه قضايا دينية أو دنيوية أو الدفاع‬
‫‪4‬‬
‫عن عقيدة معينة وكيفية العمل على نشر هذه العقيدة‪.‬‬

‫من خالل التعريفات السابقة؛ يتضح أن الخطاب الديني نوعان‪ :‬خطاب ديني إلهي‪/‬الهوتي صادر‬
‫من الله سبحان وتعالى في رسائله السماوية المنزلة على أنبيائه من خالل الوحي‪ ،‬وخطاب إنساني‪/‬ناسوتي‬

‫‪ -1‬أحمد محمد هليل‪ :‬تحديات الخطاب الديني في ظل التحوالت المجتمعية والدولية الراهنية‪ ،‬المستودع الرقمي المؤسسي‬
‫لجامعة نايف العربية للعلوم األمنية (المكتبة االمنية)‪ ، WWW.repository.nauss.edu.sa ،‬تاريخ التصفح‪/11 /11 :‬‬
‫‪.5102‬‬
‫‪-2‬حلمي سالم‪ :‬الخطاب الديني؛ التجديد أو الكارثة‪.‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد عبد الله مكازي الجريبيع‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫يشمل إعادة إنتاج البشر لهذه الرسائل والنصوص المقدسة من خالل شرحها وتفسيرها وفهمها وإفهامها‪ ،‬وقد‬
‫ال يكون الغرض من إعادة إنتاج هذه النصوص فهم الدين وإفهامه؛ فقد تخترق األيديولوجيات الوحي وكل‬
‫محاوالت تفسيره وتبنيه بهدف االنحراف به عن مساره الرسالي وافقاده طابعه اإللهي من خالل عدة وسائل‬
‫تتخذ في األغلب طابعا اتصاليا؛ نذر منها على سبيل المثال ال الحصر الكتب‪ ،‬البحوث‪ ،‬المقاالت‪،‬‬
‫األفالم‪ ...‬وغيرها من الوسائل واالستراتيجيات التي تنبعث من الطابع الشمولي لأليديولوجيات المهيمنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخصائص العامة للخطاب الديني‪:‬‬

‫يختلف الخطاب الديني باختالف الديانة والمعتقد التي تنعكس على الممارسة وجميع جوانب الحياة‬
‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬إال أنه توجد مالمح عامة للخطاب الديني في بعديه الالهوت ي‬
‫والناسوتي يجملها عبد الحرمان الحاج في اآلتي‪:1‬‬

‫‪ ‬الدين ظاهرة متعددة األبعاد‪ :‬فهو ظاهرة قيمية نظامية‪ ،‬وهو ظاهرة فردية وجماعية وهو ظاهرة‬
‫نفسية وسلوكية في آن واحد‪ ،‬وتترك تلك الحقيقة أثرها في الجوانب واألبعاد المتعددة للخطاب الديني الذي‬
‫يتراوح بين تلك الظواهر المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬الدين ظاهرة إنسانية عامة‪ :‬عرفتها كافة المجتمعات وكل العصور‪ ،‬وهو تعبير عن عالقة معينة‬
‫إيجابا أو سلبا بين اإلنسان ومعبود معظم تختلف صورته من ديانة إلى أخرى وبالتالي يختلف الخطاب من‬
‫ديانة إلى أخرى أيضا باختالف طبيعة هذه العالقة وتصور هذا المعبود وما يقتضيه من المؤمنين به‪.‬‬
‫‪ ‬تدعو جميع األديان إلى األخالق الحميدة والتزام الفضيلة وتهذيب النفس‪ ،‬وتستوي في ذلك األديان‬
‫السماوية وغير السماوية كما أنها تميل جميعا إلى تفسير كافة األزمان واألغراض االجتماعية بأنها نتاج‬
‫الخروج عن هذه القيم األخالقية والتعاليم الديني ة فيما يمثل قاسما مشتركا بين الخطابات الدينية رغم اختالف‬
‫الديانات‪.‬‬
‫‪ ‬يضم كل دين تصو ار يقوم على االزدواجية يوضح ما هو خير وما هو شر وما هو صالح وما هو‬
‫فاسد وما هو المقدس وما هو المدنس‪ ،‬وهو ما يعد قلب الخطابات الدينية على تنوعها واختالفها‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان الحاج‪ :‬بنية الخطاب اإلسالمي الجديد وتحوالت ما بعد ‪ 00‬أيلول (أعمال مؤتمر تجديد الخطاب الديني؛‬
‫مركز الدراسات اإلسالمية)‪ ،‬دار التجديد‪ ،‬دمشق‪ ،5111 ،‬ص ص ‪.003 ،001‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ ‬تقوم على ديانة على ا لوحدة والترابط والنظرة الكلية‪ ،‬بمعنى أنها ترفض الخروج عن أي جزء من‬
‫جزئياته؛ بمعنى أنها ترفض نبذ أي جزء من تعاليمها‪ ،‬فالفرد مخير بين قبول الكل أو رفض الكل‪ ،‬وهي سمة‬
‫مميزة للخطاب الدينية المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬تميل جميع الديانات إلى تأسيس دوجما ‪ Dogma‬نصوصية ومؤسساتية؛ أي مجموعة من المبادئ‬
‫الثابتة ذات المكانة القدسية التي ال يجوز مناقشتها منطقيا و ال محاكمتها تجريبيا‪ ،‬ويضرم األتباع باإلذعان‬
‫لها ليس فقط في المجال الديني الصرف و إنما أيضا في مجمل العالقات والممارسات االجتماعية األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الغموض يمثل صورة رئيسة في كل ديانة؛ وهو أ مر يفرضه احتوائها على عناصر غيبية يؤمن بها‬
‫أتباع الديانة‪ ،‬بينما قد تفتقد هذه العناصر القدرة على اإلقناع بها لدى أتباع الديانات األخرى و بالتالي فإنه‬
‫على حين تدعم هذه العناصر في خطاب ديني ما فإنها قد تمثل عنصر ضعف وتهافت إذا وجهت لغير‬
‫المؤمنين بها‪.‬‬
‫‪ ‬لكل دين أدواته ورموزه التي يؤلف بها بين أتباعه وينظم بها شؤون عبادتهم وشعائرهم كالمعابد‬
‫والكنائس والمساجد‪ ،‬وتلك المؤسسات هي التي تطورت في بعض الديانات من مجرد مؤسسات إلقامة‬
‫الشعائر الدينية إلى مؤسسات إلنتاج الخطاب الديني وتوجيهه‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم معظم األديان على التعصب الناشئ عن اإليمان العميق بالعقيدة‪ ،‬وما يستتبعه ذلك من‬
‫استعالء على معتقدات اآلخرين أو عدم االعتراف بها على اإلطالق‪ ،‬على أن التعصب صورة أخرى تتمثل‬
‫في عدم رضا المتعصب عن الواقع االجتماعي للدين؛ الذي يتبعه إحساس باستخفاف المجتمع به وبالتالي‬
‫انحرافه عنه‪ ،‬وفي كلتا ال حالتين يعكس التعصب أثره عبر أنماط متشنجة من الخطاب الديني يستبعد اآلخر‬
‫من غير أبناء الديانة أو يستبعد غير الملتزمين من أتباعها في نظر المتعصب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحديات الخطاب الديني المعاصر‪:‬‬

‫يواجه الخطاب الديني المعاصر (في بعده الوحياني) عدة تحديات في ظل تصاعد األيديولوجيات‬
‫‪1‬‬
‫والسعي المتواصل للسيطرة والهيمنة نجملها في اآلتي‪:‬‬

‫اجه الخطاب الديني خاصة وأنه يستقطب الفئة‬


‫‪ ‬اإللحاد‪ :‬أو الالدين وهو من أكبر التحديات التي تو َّ‬
‫األكثر أهمية في المجتمع وهي الشباب‪.‬‬

‫‪-1‬أنظر الخطاب الديني في ظل التحديات المعاصرة‪ :‬موقع المنتدى العالمي للوسطية‪.www.wasatyea.net ،‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫‪ ‬وسم الدين بالتطرف‪ :‬وزرع الخالف العرقي والمذهبي والعقدي بين المخاطبين بتهييج مواطن النزاع‬
‫وتضخيم مواطن الخالف بغرض نشر الفرقة والتشتت والتمزق‪.‬‬
‫‪ ‬غرس فكرة التخلف والرجعية في التمسك بالدين مقابل تصاعد روح ِ‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪ ‬أزمة التشدد والتعصب بين المسلمين؛ التي تتجلى في التشدد الفكري‪ ،‬ورفض اآلخر‪ ،‬والشحن‬
‫الطائفي‪ ،‬وتغذية الصراعات الداخلية التي تعد في تزايد مستمر بسبب التيارات السياسية التي تستغل الدين‬
‫للخالف وبالتالي استمرار وجودها ونفوذها‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫من خالل الوقوف على الخصائص العامة واألبعاد النظرية للخطاب والدين يتضح بجالء طبيعتهما‬
‫التاريخية وتعالقهما الشديد واشتراكهما في خصائ ص عدة؛ فالخطاب لغة وملفوظات والدين في بعده الرسالي‬
‫كذلك‪ ،‬الخطاب سلطة وقوة وهيمنة والدين كذلك‪ ،‬الخطاب يعيد إنتاج المجتمع بكل تمفصالته والدين كذلك‪،‬‬
‫الخطاب تاريخي والدين كذلك؛ رغم أن ميشال فوكو يؤكد على أن قواعد إنتاج الخطاب مجهولة تاريخيا في‬
‫حين يبقى الدين موضع خالف بين المتدينين والمؤمنين بالله وكتبه السماوية وغير المؤمنين الذين يجدون في‬
‫الدين صناعة بشرية لها مبرراتها ومنطلقاتها المعرفية والتاريخية من خالل مجمل النظريات الغربية المتعلقة‬
‫بنشأة الدين‪ ،‬وأخي ار الطابع المعرفي للدين والخطاب على حد سواء‪.‬‬

‫إن هذه ال خصائص المشتركة التي تجمع الخطاب والدين؛ تجعل من تالقيهما في مفهوم واحد؛‬
‫الخطاب الديني حتمية وسؤاال في ذات الوقت‪ :‬لماذا الخطاب الديني وما هي امتداداته ؟ ووفقا لمفهوم نصر‬
‫حامد أبو زيد يصبح أصل الخطاب الدين والمرجعية الدينية ووفقا لنظرية التوزيع لديه ينعكس الخطاب الديني‬
‫على جميع البنى االجتماعية من سياسة وثقافة و اقتصاد وإعالم وبالتالي يصبح الدين في بعديه الوحياني‬
‫والعقالني (كإعادة إنتاج لألول) مدعاة للتمفصل و التأثير الالواعي في مختلف مؤسسات المجتمع والعالقات‬
‫االجتماعية التي تجمع أفراده على اختالفها وتنوعها‪.‬‬

‫تقف األيديولوجيا موقف وسط بين الخطاب والدين ‪-‬لتشتغل وفق آلياتها واستراتيجياتها التي تستهدف‬
‫الهيمنة والسيطرة على العقول والسلوكات في بعديها الفردي والمؤسساتي‪ -‬في سعي متواصل لتكبير الفجوة‬
‫بينهما لتفكيك الخصائص المشتركة التي تجمعهما بإبعاد خطاب الوحي عن خطاب اإلنسان الذي يعيد‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني؛ المفهوم واالمتدادات‬

‫إنتاجه إللغائه (اقتران لالنفصال)؛ يصبح الهم األول لهذه األيديولوجيا التحكم الكامل في اإلنسان والسيطرة‬
‫عليه بأدوات العقل مقابل إبعاد أدوات الدين‪.‬‬

‫يتجه الخطاب الديني الذي يعيد إنتاجه اإلنسان ليأخذ امتدادات عدة من البعد الدعوي عبر‬
‫المؤسسات الدينية أو إلعالم فيما يسما باإلعالم الديني أو اإلعالم الدعوي (الذي يستهدف الدعوة إلى الله)‬
‫إلى الخطاب الديني األيديولوجي الذي يتعاطى مع الدين كفكرة (وليس كوحي) وبالتالي رفع القداسة عنها‬
‫وإخضاعها للعقل بالمنظور الغربي والمؤامرة والتدليس بالمنظور اإلسالمي‪ ،‬ولعل أهم الوسائل األيديولوجية‬
‫التي تعيد إنتاج الدين في خطاب مفتوح على كل الطروحات؛ السينما وهو المتغير الذي سنتناوله بالتفصيل‬
‫في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫السينما اإليرانية واألمريكية‬
‫المبحث األول‪ :‬السينما‪ ...‬الفيلم؛ تأصيل المفاهيم‬
‫أوال‪ :‬تعريف السينما‪/‬الفيلم‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة السينما و تطورها‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص المشاهدة السينمائية‬
‫رابعا‪ :‬أنواع الفيلم السينمائي‬
‫خامسا‪ :‬أثر األفالم‬
‫سادسا‪ :‬وظائف الفيلم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السينما اإليرانية‬
‫أوال‪ :‬السينما اإليرانية؛ ملحة عامة‬
‫ثانيا‪ :‬الدين في السينما اإليرانية‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة في السينما اإليرانية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السينما األمريكية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬السينما األمريكية؛ ملحة عامة‬
‫ّ‬
‫اقتصاديات السينما األمريكية‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫تمهيد‬

‫يتناول الفصل تاريخ السينما وتطورها عبر مراحل بتطور تكنولوجيا االتصال ‪ ،‬كما يعرض ألنواع األفالم‬
‫السنيمائية ووظائفها وقدراتها التأثيرية على اتجاهات‪ ،‬سلوك‪ ،‬مواقف‪ ،‬ومشاعر جمهور المشاهدين‪ ،‬ثم يقدم لمحة‬
‫عامة عن السينما اإليرانية واألمريكي؛ بأن يقف عند ما يميز كال منهما‪ ،‬حيث يتحدث عن الجوانب الدينية التي‬
‫تلف نشأة وتاريخ‪ ،‬بل وهدف السينما األولى‪ ،‬وبالتالي الرقابة المفروضة عليها‪ .‬ويشير في المقابل‪ ،‬دون أن يكون‬
‫هدف الفصل المقارنة بين طبيعة أو نشأة هذه وتلك‪ ،‬إلى االقتصاديات العمالقة التي تتمتع بها السينما الثانية‬
‫ومجموع الشركات والمنتجين الذين يسيطرون عليها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬السينما‪ ...‬الفيلم؛ تأصيل المفاهيم‬

‫أوال‪ :‬تعريف السينما‪ /‬الفيلم‬


‫‪ .1‬لغة‪:‬‬

‫فن إنتاج وإخراج األفالم التي تُعرض على َّ‬


‫الشاشة البيضاء أمام‬ ‫جاء في قاموس المعاني أن السينما هي ّ‬
‫السينما في الحقل االجتماعي‬
‫السينما فهو ذلك العلم الذي يدرس تأثير ّ‬ ‫السابع‪ .‬أما عْلم ّ‬
‫الفن َّ‬ ‫َّ‬
‫الناظرين ويطلق عليه ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫السينما باعتبارها ظاهرة ّفنيَّة أو اجتماعيَّة‪.‬‬
‫األخالقي ‪ ...‬وقيل هو علم يبحث في ّ‬ ‫أو‬
‫ّ‬

‫وجاء في قاموس الروس الفرنسي أن السينما هي فن التأليف وصنع الصور المتحركة‪ ،‬كما أنها طريقة‬
‫لت قديم وهم الحركة عن طريق اإلسقاط‪ ،‬بمعدل مرتفع بما فيه الكفاية ‪ ،‬وجهات نظر ثابتة مسجلة في االستم اررية‬
‫‪2‬‬
‫على فيلم‪.‬‬

‫وورد في قاموس أوكسفورد اإلنجليزي أن السينما مسرح يعرض األفالم للتسلية العامة وقطاع يهتم إنتاج‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫األفالم كفن أو كصناعة‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر قاموس المعاني‪ ،www.almaany.com :‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /30 :‬‬


‫‪ -2‬أنظر قاموس الروس الفرنسي‪ ،www.larousse.fr :‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /30 :‬‬
‫‪ -3‬أنظر قاموس أوكسفورد اإلنجليزي‪ ، www.en.oxforddictionaries.com :‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /30 :‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫ب‪ -‬اصطالحا‪:‬‬

‫ٍ‬
‫شيء يعتمد على الصورة‪ ،‬بحيث يتالقى العالم الفانتازي‬ ‫كل‬
‫كتب بول فيغينر عام ‪ 0100‬فقال أن ّ‬
‫أدركت بأن تقنية الصورة ستحدد مصير السينما‪ ،‬حيث يلعب الضوء والظلمة في‬
‫ُ‬ ‫للماضي مع العالم الحالي؛‬
‫‪1‬‬
‫السينما الدور ذاته لإليقاع‪.‬‬

‫آة للمجتمع المسيطر‪ ،‬كما أن الصور دالئل م َّ‬


‫شفرة لروح المجتمع ومدخل‬ ‫ويرى كراكاور أن األفالم مرٌ‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫مباشر إلى الحالة الجوهرية لألشياء‪.‬‬

‫هذا وتنبهت عالمة االجتماع إميلي ألتينلو ‪ ،‬التي بحثت في طبيعة السينما األلمانية في السنوات التي‬
‫ٍ‬
‫بشكل مبكر‪ ،‬إلى النوعية التهربية (الهرب من الواقع عبر الجنوح إلى الخيال) في‬ ‫سبقت الحرب العالمية األولى‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كشكل ترفيهي‬ ‫األفالم الجماهيرية‪ .‬وقالت أن النزعة الحسية الكامنة في تلك الوسيلة‪ ،‬ساهمت في انتشارها‬
‫للطبقات العاملة وما تحت المتوسطة‪ ،‬الذين كانوا يفتقرون للوقت والمال والرغبة لمتابعة المسرح أو الفنون الجميلة‬
‫األخرى‪ ،‬كما لم يكن الشكل المتسارع والساحق للسينما (وهو جوهرها األساسي فعليا) ليشبع حاجات الجمهور‬
‫ٍ‬
‫بشكل ّكلي فكذلك يفعل محتوى العروض السينمائية‪ .‬ويمكن تفسير حقيقة أن األفالم اإليروتيكية وأفالم الجريمة‬
‫تجتذبان هذا الجمهور العريض؛ فهذه النوعية من األفالم هي الوحيدة القادرة على اجتذاب الجمهور الذي تكون‬
‫ٍ‬
‫مشترك بينهم‪ ،‬فيما لو ركزنا على المسائل الراقية‬ ‫ٍ‬
‫لشيء‬ ‫ٍ‬
‫سبات عميق‪ ،‬عدا عن افتقارهم‬ ‫عادة‪ ،‬في‬ ‫حياته الثقافية‪،‬‬
‫ً‬
‫‪3‬‬
‫على األقل‪.‬‬

‫ويرى فون هوفمانشتال أن السينما بديل عن األحالم وهو ّ‬


‫كل ما تبحث عنه الطبقة العاملة في صاالت‬
‫‪4‬‬
‫السينما‪.‬‬

‫ويرى بول روثا أن السينما هي المعادلة اإلشكالية الكبرى بين الفن و ّ‬


‫الصناعة‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -1‬إيان روبيرتس‪ ،‬ترجمة‪ :‬يزن الحاج‪ :‬السينما التعبيرية األلمانية (عالم الضوء والظالل)‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة ‪-‬المؤسسة العامة‬
‫للسينما‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.60‬‬
‫‪ -5‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد األول السينما الصامتة)‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،6303،‬ص ‪.01‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫السابع على السينما‪ ،‬أنها فن تقليدي‬


‫أما ريتشيوتو كانودو الذي يعتبر أول من أطلق اصطالح الفن ّ‬
‫المعبر عن الروح والجسد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تندمج فيه الفنون التشكيلية والفنون اإليقاعية والعلم والفن؛ أي أنها فن الحياة ّ‬
‫الشامل‬
‫‪1‬‬
‫وأن الصدق األسمى للسينما يكمن في قدرتها على التعبير على النفس وليس تقديم الواقع‪.‬‬

‫لب نظريته‪ ،‬حيث يرى أن‬


‫وفيما يخص رائد سيميوطيقا السينما كريستيان ماتز فإن تعريفه ينبع من ّ‬
‫‪2‬‬
‫الفني‪.‬‬ ‫السينما تمثل مجمل كل الشفرات مع شفراتها الفرعية التي يمكنها أن َّ‬
‫تبث داللة في مواد تعبير الوسط ّ‬

‫هذا ويرى جورج سادول أن السينما ليست اختراعا بقدر ما هي حالة تطور معقد‪ ،‬حيث تنطوي على‬
‫عنصر جمالي وعنصر تقني وعنصر اقتصادي باإلضافة إلى عنصر الجمهور‪ ،‬وهذه العناصر األربعة سوف‬
‫‪3‬‬
‫الصورة التي تظهر على الشاشة في أي زمان ومكان‪.‬‬
‫تضع دائما شروط ّ‬

‫عيا للخيال‪ .‬الكتاب أو‬


‫مظهر واق ً‬
‫ًا‬ ‫وجاء في الموقع الفرنسي "السينما اآلن" أن السينمائي هو ما يعطي‬
‫القصة هي قصص خيالية تروق للخيال‪ .‬المسرح إلى حد أقل ألنه يفرض وضعا‪ ،‬لكنه ال يدعي أنه يعطي الوهم‬
‫‪4‬‬
‫بأن الخيال حقيقة‪.‬‬

‫رواد المدرسة التعبيرية أنه يمكن للتعبيرية السينمائية‪ ،‬عبر تركيزها على التضادات بين النور‬ ‫ويرى ّ‬
‫‪5‬‬
‫والظلمة‪ ،‬واستغراقها في المكائد الداخلية للنفس البشرية‪ ،‬أن تحّقق أصال ًة فنية عظيمة‪.‬‬

‫ويتقاطع مفهوم السينما كوسيلة اتصال جماهيري مع مفهوم "الفيلم" الذي يعتبر المحتوى‪/‬الخطاب‬
‫األساسي والوحيد لهذه الوسيلة‪،‬حيث جاء في مجلة " ‪ "Carrer view‬أن الفيلم وسيط اتصال غني باآلثار‬
‫تعبر بها المـُجتمعات عن‬
‫االجتماعية التي تحدثها مختلف السياقات التاريخية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬كما أنه وسيلة ّ‬

‫‪-1‬عبد الحميد الجبار ثامر‪ :‬نظريات وأساليب الفيلم السينمائي‪ ،‬دار ورد األردنية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،6302 ،‬ص ص‬
‫‪.51،52‬‬
‫‪ -2‬ج‪ .‬دادلي أندرو‪ ،‬ترجمة جرجس فؤاد الرشيدي‪ :‬نظريات الفيلم ال ُكبرى‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،0195 ،‬ص‬
‫‪.605‬‬
‫‪-3‬جورج سادول‪ ،‬ترجمة ابراهيم قنديل‪ :‬تاريخ السينما العالمية‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،0111 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪-4‬أنظر موقع السينما اآلن‪ ، www.cinenow.fr :‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /30 :‬‬
‫‪ -5‬إيان روبيرتس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫نفسها من جهة وأنجع األساليب في التأثير على المواقف االجتماعية من قبل صانعيه من جهة أخرى فضال عن‬
‫مساهمته في الثقافة‪.1‬‬

‫له‪ ،‬حيث أنها حقل من األنظمة تؤثّثه ترسانة من التقنيات التي ال تلبث‬
‫كما تعد السينما نظام ال زمن ُ‬
‫كالمية‪ ،‬إنما هو (أي الفيلم) ملفوظ أي‬
‫ّ‬ ‫تتجدد‪ ،‬والفيلم السينمائي خطاب آني؛ لغة ناجزة عبر كالم فردي أو واقعة‬
‫قول رهين بمتكلم واحد هو المخرج أو بعدة متكلمين كالشخوص مثال‪ ،‬ورهين أيضا بسياق ثقافي‪ ،‬جمالي‬
‫‪2‬‬
‫وأيديولوجي‪.‬‬

‫ويختار روجر إيبرت مدخال نقديا في تعريفه للفيلم عندما يصفه بالوسيط العاطفي قائال‪ :‬كنت دائما أرى‬
‫ُ‬
‫أن الفيلم وسيط عاطفي وأن األفالم ال تناسب التعبير الثقافي؛ إذا أردت التعبير عن موقف سياسي أو فلسفي فإن‬
‫الوسيط المثالي موجود‪ ،‬أال وهو الكلمة المطبوعة‪ ،‬فالفيلم ليس شكال فنيا عقالنيا؛ عندما نشاهد فيلما فإن المخرج‬
‫يقف وراء ظهورنا ويقول انظروا هنا وانظروا هناك‪ ،‬اسمعوا هذا واسمعوا ذاك واشعروا بهذا واشعروا بما أريدكم أن‬
‫تشعروا به‪ .‬وبالتالي فإننا نتخلى عن التحكم الواعي في ذكائنا‪ ،‬إننا نصبح متلصصين ونصبح أناسا تستغرقنا‬
‫‪3‬‬
‫القصة تماما وهذه تجربة عاطفية تتعلق بالمشاعر‪.‬‬

‫وفي كتابه‪ :‬الفيلم لعبة إبداعية؛ يرى جون هوارد لوسون أن الفيلم‪ :‬صراع سمعي بصري؛ يجسد عالقة‬
‫مكانية زمانية‪ ،‬وينطلق من فكرة معينة‪ ،‬مرو ًار بتعاقب لألحداث‪ ،‬وصوالً إلى ذروة أو نهاية مطلقة للحدث‪ ،‬هنا‬
‫‪4‬‬
‫لوسون لم يصف الفيلم كفيلم‪ ،‬بل وصف أحد أشكاله المحددة‪ ،‬وهذا الشكل هو الفيلم الروائي‪.‬‬

‫من خالل مجمل التعريفات السابقة؛ تظهر السينما كمفهوم مركب ينسحب على جميع أشكال الحياة‬
‫فعل سياسي وثقافي واقتصادي واجتماعي وتكنولوجي في آن واحد بحيث ال‬
‫االجتماعية فك ار وممارسة‪ ،‬السينما ٌ‬
‫تتوقف عن التأثير والتأثر بمخرجات هذه السياقات‪ ،‬تصبح السينما بذلك وسيلة االتصال الجماهيري األكثر قدرة‬
‫على تشكيل الوعي والتالعب به من خالل سلطتها الالمحدودة على الواقع والخيال‪ ،‬الحقيقة واألحالم واألوهام‬

‫‪-1‬أنظر العدد ‪ 11‬من مجلة "‪ "Carrer view‬على موقع جامعة فيكتوريا؛ نيوزيالندا‪www.victoria.ac.nz :‬‬
‫‪-2‬بن جيالني محمد عدالن‪ :‬سينمائية الخطاب الفيلمي؛ مقاربة سيميو‪-‬شعرية فيلم تيتانيك انمودجا‪ ،‬رسالة دكتوراه (غير‬
‫منشورة)‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،6303-6331‬ص ‪.699‬‬
‫‪-3‬أنظر أمير العمري‪ :‬ماهي السينما؟ على موقع الجزيرة‪ ، www.aljazeera.net:‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /31 :‬‬
‫‪-4‬برنارد‪.‬ف‪.‬ديك‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد منير األصبحي‪ :‬تشريح األفالم ‪ ،‬المؤسسة العامة للسينما‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دمشق‪،6300 ،‬‬
‫ص‪.02‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫عبر حشدها ألهم حاستين عند اإلنسان السمع والبصر عبر الصورة والصوت في آن واحد؛ وبالتالي سيطرتها‬
‫على إدراكه وفهمه لألشياء‪.‬‬

‫قوة السينما تكمن في جمع األيديولوجي بالتكنولوجي في تفرد واضح‪ ،‬حيث ال تتوقف األفالم على عرض‬
‫األفكار وصناعتها بمزيد من اإلبهار التكنولوجي والفني الذي يختلف من مدرسة إلى أخرى بين الواقعية والسريالية‬
‫والرومانسية وغيرها من المدارس‪ ،‬كما تعيد السينما إنتاج وصياغة الزمان والمكان كأكثر عناصر الطبيعة دقة‬
‫بمنظورها الخاص وهو ما ينسحب بالضرورة على باقي العناصر التي يجمعها الكادر السينمائي من شخوص‬
‫وأحداث وبالتالي انفتاحها على عدد غير محدود من االحتماالت في الطرح والمعالجة‪.‬‬

‫تتزايد قوة الخطاب الفيلمي بتفاعل عدد غير محدود من العناصر الفنية فيه‪ ،‬فالفيلم هو الرواية والمسرح‬
‫والموسيقى والغناء والرسم والتقنية‪ ،‬كما ال ينفلت الفعل السينمائي من األيديولوجيا كشكل من أشكال الهيمنة‬
‫والسيطرة الثقافية؛ عندما يعبر هذا الفعل عن المجتمعات ويجسد روح المرحلة التي تعيشها والهواجس التي‬
‫تعتريها‪ ،‬كما يمكن الحديث بلغة األيديولوجيا عن سينما القوى المهيمنة وسينما األحادية القطبية (هولييوود) وسينما‬
‫الخطاب الديني وسينما النسوية‪...‬وسينما الماركسية وغيرها من األيديولوجيات المنتشرة في العالم على تفاوت‬
‫قوتها وهيمنتها وتأثيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة السينما وتطورها‪:‬‬

‫مرت السينما كغيرها من االكتشافات واالختراعات بعدد من المراحل التطورية كان الهاجس األول فيها‬
‫التقنية وكيفية التحكم في تحريك الصور‪ ،‬ليتطور هذا الهاجس بالتوازي مع عالم األفكار واالتجاهات والمعتقدات‬
‫التي تطبعها روح المرحلة لتنعكس بشكل آلي على الفعل السينمائي‪ ،‬وعليه يمكن تقسيم مراحل نشأة وتطور‬
‫السينما إلى ثالثة مراحل أساسية نجملها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحلة السينما الصامتة (‪ :)1891-1981‬لقد ظهرت االختراعات السينمائية البدائية إلى حيز الوجود و‬
‫بدأ استغاللها في سنوات ‪ 0913‬و يكاد يكون هذا في وقت واحد في الواليات المتحدة األمريكية و فرنسا‬
‫‪1‬‬
‫و ألمانيا و بريطانيا و خالل عشرين عاما انتشرت السينما في كل أركان المعمورة‪.‬‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد األول السينما الصامتة)‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،6303،‬ص ‪.01‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫في سنة ‪ 0910‬؛ أي قبل عامين من والدة السينما على يد األخوين الفرنسيين لوميار‪ ،‬قام المخترع األمريكي‬
‫توماس إديسون بتحقيق فيلم رسوم متحركة حول إعدام ماري ستيوارث ملكة أسكوتلندا وعرضه في آلة‬
‫الكينتوسكوب؛ التي اخترعها سنة ‪ 0910‬وبالتالي يصبح شريط إديسون هو الرحم الشرعي الذي ولدت منه‬
‫‪1‬‬
‫السينما ككل‪.‬‬

‫ورغم أن الرواد الفرنسيين واأللمان واألمريكيين والبريطانيين لهم الفضل في انتشار ابتكار السينما‪ ،‬فإن‬
‫البريطانيين و األلمان لعبوا دو ار صغي ار نسبيا في االستغالل على نطاق العالم الواسع و لقد كان الفرنسيون قبل أي‬
‫أحد آخر‪ ،‬و تبعهم في ذلك األمريكيون‪ ،‬هم أشد المصدرين تحمسا لالبتكار الجديد و ساعدوا في غرس السينما‬
‫في الصين و اليابان و أمريكا الالتينية و كذلك في روسيا رغم أنه في السنوات التي سبقت الحرب العالمية لعبت‬
‫الدانمارك روسيا دو ار جزئيا‪ ،‬و في النهاية كانت الواليات المتحدة األميركية هي التي برهنت على أنها هي‬
‫الحاسمة في الموضوع حيث كانت و ظلت أكبر سوق وحيدة لألفالم‪ ،‬و لكي يحمي األمريكيون أسواقهم و دفع‬
‫سياسة التصدير القوية؛ فإنهم حققوا مكانة مهيمنة في السوق العالمي عشية الحرب العالمية األولى و إبان الحرب‬
‫و بينما كانت أوروبا تض عف استمرت السينما األمريكية في التطور و تحدث زيادة في التقنيات الجديدة و تدعم‬
‫‪2‬‬
‫السيطرة الصناعية على األسواق‪.‬‬

‫إن الصورة المتحركة تشكل ترفيها تجميعيا؛ هو ما نسميه السينما‪ ،‬وقد انتشرت الصورة على أساس‬
‫تصويرها بالكامي ار ومطبوعة على قاعدة السيليلويد المرن شبه الشفاف‪ ،‬وهي مقسمة إلى قطع ‪ 01‬ملم في‬
‫‪3‬‬
‫العرض‪ ،‬و هذه المادة (الفيلم) قد اخترعها هنري‪.‬م‪.‬ريشنباخ من أجل جورج ايستمان سنة عام ‪.0911‬‬

‫وبقي الفيلم السلبي؛ األبيض و األسود المستخدم حتى سنوات ‪ 0163‬و الذي جرت تسميته المستحلب‪،‬‬
‫حساسا بالنسبة لأللوان ما فوق البنفسجية والبنفسجية واألزرق الخفيف وأقل حساسية بالنسبة لألخضر واألصفر‪،‬‬
‫ولمنع أجزاء من المشهد للظهور على الشاشة إال في شكل نقاط داكنة غير مميزة‪ ،‬كان على المصورين‬
‫السينمائيين األوائل أن يمارسوا سيطرة دائمة على القيم اللونية؛ حيث كان يجب إزالة ألوان بعينها تماما من الوسط‬

‫‪ -1‬إبراهيم العريس‪ :‬السينما التاريخ والعالم؛ قراءة في العالقة بين الفن السابع والواقع السياسي واالجتماعي‪ ،‬منشورات و ازرة‬
‫الثقافة (المؤسسة العامة للسينما)‪ ،‬سوريا‪ ،6339 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد األول السينما الصامتة)‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫الذي يقع فيه الحدث واألزياء وقد تجنبت الممثالت أحمر الشفاه ناهيك عن المشاهد الداخلية التي كان يجري‬
‫تصويرها ضد وسط تغلب عليه الدرجات المختلفة للون الرمادي‪ ،‬وهذا يعني أن الوسائل المستخدمة لإلضاءة في‬
‫األستوديو يجب تطويرها‪ ،‬ولكن كان هذا متوازنا بشكل أفضل وسمح إلعادة إنتاج مدى أوسع من األلوان‬
‫الرمادية‪.1‬‬

‫وفي فترة متقدمة من عام ‪ 0912‬؛ كان متاحا وجود أفالم يتم تلوينها باليد صورة فيلمية بعد األخرى بفرشات‬
‫رقيقة جدا والنتائج التي تحققت بهذه التقنية كانت رائعة كما في حالة فيلم جورج ميلييس؛ "مملكة الجينات"‬
‫(‪ )0130‬و كانت الصور لها ألق المنمنمات في العصور الوسطى‪ ،‬و على أي حال كان من الصعب للغاية‬
‫تأكيد أن اللون سيشتغل مساحة دقيقة من الصورة الفيلمية‪ .‬ولكي يتحقق هذا قام باتيه عام ‪ 0132‬باختراع طريقة‬
‫‪2‬‬
‫آلية لتلوين الدعامة السفلية سميت بألوان باتيه‪.‬‬

‫بلغ عدد األفالم التي تم إنتاجها خالل فترة السينما الصامتة نحو ‪ 013‬ألف فيلم؛ منها ما يتراوح بين ‪63‬‬
‫و‪ 61‬ألف معروف أنها باقية‪ ،‬و مع النمو السريع للعمل السينمائي أصبحت األفالم تطبع بكميات هائلة؛ ففيلم‬
‫"تجارة الرقيق األبيض‪-‬الجزء الثاني" لـأوجست بلوم الصادر سنة ‪ 0100‬طبعت منه شركة "نورديسك‬
‫‪3‬‬
‫الدانيماركية" ما ال يقل عن ‪ 623‬نسخة للتوزيع العالمي‪.‬‬

‫‪ .2‬مرحلة السينما الّناطقة (‪:)1891-1891‬‬

‫الصورة؛ و قد يكون بداية هذه‬


‫الصوت‪ /‬الحوار المتزامن مع ّ‬‫إن أهم ما يميز بداية هذه الفترة هو دخول ّ‬
‫الثورة هو يوم ‪ 2‬أكتوبر من سنة ‪ 0165‬عندما عرضت شركة اإلخوة وارنر في نيويورك فيلم "مغّني الجاز" وهو‬
‫المسجل على‬
‫ّ‬ ‫الفيلم الذي نطق فيه آل جولسون في نوع من التزامن بين حركة شفتيه على شريط الصورة صوته‬
‫أسطوانة‪ ،‬لكن ذلك لم يكن سوى بداية فبحلول عام ‪ 0103‬ابتكرت شركة "جينيرال إلكتريك" تقنية جديدة تتمثل في‬
‫‪4‬‬
‫الصوت على شريط الفيلم‪.‬‬
‫تسجيل ّ‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.10،16‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫للمرة األولى نمط فيلمي جديد هو "الفيلم الموسيقي"‪ ،‬الذي أتاح وجود الموسيقى كعنصر‬
‫هذا وظهر ّ‬
‫الصوت‪ ،‬وهو ما جعل العديد من عازفي الموسيقى في المسرح ينتقلون إلى مجال صناعة‬ ‫متكامل مع شريط ّ‬
‫السينما‪ ،‬ولكن كل هذا كان يعني شروطا جديدة للعرض؛ وهي الشروط التي أصبحت قياسية وموحدة حتى يمكن‬
‫‪1‬‬
‫عرض الفيلم في األماكن والبلدان المختلفة‪.‬‬

‫لم تصل فترة االنتقال إلى مرحلة الصوت إلى خاتمتها في كل البلدان في نفس الوقت‪ ،‬فبينما تم تجهيز‬
‫الصوت مع بداية العام ‪ ، 0103‬فإن ذلك لم يتحقق في كل بلدان العالم إال بعد‬ ‫دور العرض األمريكية بتقنيات ّ‬
‫ثالث سنوات على األقل؛ حيث انتهت بلدان شمال أوروبا؛ بريطانيا وألمانيا والدانمارك وهولندا من ذلك التحول في‬
‫الشرقية فقد احتاجت لفترة أطول لكي تلحق‬
‫عام ‪ ،0100‬ثم تلتها فرنسا وإيطاليا بعد عامين أو ثالثة‪ ،‬أما أوروبا ّ‬
‫بهذا التغيير‪ ،‬أما في اليابان فقد تأجل هذا التغيير لعدة سنوات بسبب معارضة طائفة البينشي‪2‬؛ وفي خالل تلك‬
‫‪3‬‬ ‫الفترة من االنتقال شهدت دور العرض تواجد الفيلم الصامت و الناطق على ٍ‬
‫حد سواء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫إن أهم ما يميز هذه المرحلة أيضا هو التغيرات الملحوظة التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية في صناعة‬
‫الفيلم‪ ،‬فخالل وبعد الحرب ازدهرت الكوميديا بشكل ملحوظ‪ ،‬وتربَّعت األفالم الموسيقية على عرش السينما‪ ،‬كما‬
‫انتشرت أفالم الرعب‪ ،‬ولكن باستخدام ضئيل للمؤثرات الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف اإلنتاج‪ ،‬فقد صنعت نفقات‬
‫اإلنتاج فرقًا ملحوظًا بين الميزانيات الكبيرة والصغيرة لألفالم‪ ،‬ولجأت استوديوهات السينما الستخدام ميزانيات‬
‫صغيرة إلنتاج أفالم غير مكّلفة للعامة‪ ،‬وذلك لجذب الجماهير‪ .‬لذلك ظهرت األفالم الجماهيرية في هذه المرحلة‬
‫والتي يمكن تصنيفها إلى أفالم استخبارات‪ ،‬أفالم غابات‪ ،‬واألفالم االستغاللية‪ .‬أما أفالم الخيال العلمي فقد ظهرت‬
‫حوالي عام ‪ .0113‬واألسماء الكبيرة القليلة التي ظهرت في هذه المرحلة هي كاري جرانت ‪،Cary Grant‬‬
‫همفري بوجارت ‪ ،Humphrey Bogart‬أودري هيبورن ‪ ،Audrey Hepburn‬هنرى فوندا ‪،Henry Fonda‬‬
‫‪4‬‬
‫فريد أستير ‪.Fred Astaire‬‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪-2‬هو مصطلح ارتبط بالسينما اليابانية ويقصد به الحكواتي أو القاص الذي يتحدث على ألسن الممثلين الذين يتواجدون على‬
‫الشاشة‪.‬‬
‫‪-3‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة أحمد يوسف‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد الثاني السينما الناطقة)‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.01‬‬
‫‪-4‬أنظر نشأة السينما وتطورها في العالم على موقع‪ ،www.yabeyrouth.com :‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /31 :‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫‪ .9‬مرحلة السينما المعاصرة (‪:)1881-1891‬‬

‫إن أهم ما يميز مرحلة نهاية الخمسينات وبداية الستينات؛ هو المحتوى التلفزيوني الذي أصبح منافسا‬

‫لألفالم السينمائية‪،‬وفي الستينات بدأت شبكات التلفزيون في العرض المنتظم ألفالم عرضت في ّ‬
‫السابق في دور‬
‫العرض‪ ،‬وهو ما كان ممكنا سبب الوصول إلى اتفاقيات بشأن الحقوق المعلقة للموسيقيين والممثلين‪ ،‬كما أن دخل‬
‫الشبكات من اإلعالنات نتيجة عرض هذه األفالم ارتفع بدرجة تسمح بتعويض ٍ‬
‫كاف عن حق بثها‪ ،‬وهكذا أدى‬
‫نجاح هذه الصفقة في الشبكات التلفزيونية إلى خلق شكل جديد‪" :‬الفيلم المصنوع خصيصا للتلفزيون" وهو من‬
‫سمح للشبكات أن يكون لها إنتاجها الخاص من األفالم‪ ،1‬فضال عن عرض األفالم السينمائية التي تقدم في دور‬
‫السينما على التلفزيون مع بداية ستينات القرن المنصرم‪.‬‬

‫هذا و ُعرفت سنوات الستينات(‪ )0123‬بعالم الوسائط المتعددة إلى جانب إطالق أول األقمار الصناعية‬
‫على غرار القمر الصناعي تيليساتر‪ 0‬وكذا بروز جيل جديد من الكومبيوتر‪ ،‬كما شهدت هذه المرحلة ظهور سينما‬
‫المؤلف في ألمانيا ومن جهة أخرى انحدار أدوار المرأة وتصاعد العنف والجنس في أفالم السينما األمريكية‪ ،‬ومع‬
‫مطلع السبعينات (‪ )0153‬وبسبب التراجع االقتصادي‪ ،‬تضاءل إنتاج هوليوود السنوي‪ ،‬كما أن األسهم األمريكية‬
‫التي أتاحت ‪ 13‬في المائة من رأس المال في صناعة السينما البريطانية؛ انسحبت نتيجة للتراجع االقتصادي‬
‫األمر الذي أدى إلى هجرة السينمائيين البريطانيين إلى الواليات المتحدة أو التحول إلى التلفزيون‪ ،‬في هذه الفترة‬
‫ظ انتشار الكلمات البذيئة والشتم (وغد ابن حرام‪ )...‬على‬
‫ظهرت أفالم األبطال الخارقين؛ (سوبرمان) كما لوح َ‬
‫الشاشة دون اعتراض أو غضب الجماهير‪ ،‬أما أهم المالمح التي تميز نهاية حقبة السبعينات فتمثلت باألساس في‬
‫ظهور كندا و أستراليا كقوتين سينمائيتين‪ ،‬بداية نهضة السينما األمريكية المستقلة وتأسيس النقد السينمائي مع‬
‫‪2‬‬
‫تنامي الدراسات السينمائية‪.‬‬

‫وبالنسبة لسنوات الثمانينات (‪ :)0193‬فشهدت التحول الرقمي؛ الذي أدى إلى تنامي االستخدام المكثف‬
‫للصور المولدة كومبيوتريا؛خصوصا أفالم ديزني‪ ،‬وفي سنة ‪ 0190‬بدأ طرح األفالم على أسطوانات الليزر‬
‫كعالمة على إمكانات الوسيط الجديد لعشاق السينما ‪ ،‬ومن أهم مالمح هذه المرحلة طغيان وسيادة أفالم األكشن‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة أحمد يوسف‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد الثالث السينما المعاصرة)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -2‬وران باكالند‪ ،‬ترجمة محمد منير األصبحي‪ :‬فهم دراسات األفالم (من هيتشكوك إلى تارانتينو)‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة‪ /‬المؤسسة‬
‫العامة للسينما‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،6306 ،‬ملخص بتصرف من الصفحة ‪ 230‬إلى ‪.201‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫على السينما األمريكية (فيلم المدمر ألرنولد شوارزنيجر)‪ ،‬وفي التسعينات (‪ )0113‬تواصل التطور الرقمي‬
‫للسينما ليبلغ صناعة أول فيلم تحريك تمت صناعته بالكمبيوتر بالكامل (فيلم قصة لعبة ‪ ،)0111‬ومن جهة‬
‫برزت السينما الزنجية المستقلة بالواليات المتحدة األمريكية (أفالم‪ :‬الصبية في القلنسوات والخروج مباشرة‬
‫ْ‬ ‫أخرى‬
‫من بروكلين)‪ ،‬كما شهدت هذه المرحلة تنا مي السينما ذات المصادر األدبية؛ أي األفالم التي تتخذ سيناريوهاتها‬
‫‪1‬‬
‫من األعمال الروائية‪.‬‬

‫أما عن سينما القرن الجديد؛ منذ بداية األلفية الجديدة من القرن الواحد والعشرين (‪ :)6333‬فكانت امتدادا‬
‫وتطو ار للتكنولوجيا الرقمية؛ حيث تم تحقيق فيلم مايك فيجيس (تايم كود)؛ وهو أول فيلم تجاري مصنوع رقميا‬
‫بشكل كامل؛ تم تصويره بأربع كاميرات ويتم عرض المشاهد في وقت واحد‪ ،‬كما شهدت هذه المرحلة تنامي‬
‫صناعة األفالم الفانتازية وجنوح الصناعة السينمائية األمريكية للخيال؛ على غرار (هاري بوتر‪ ،‬سيد الخواتيم ) إال‬
‫أن نمط أفالم األبطال الخارقين (وهي شخصيات خيالية أيضا) يتفوق عليها بعد أن حقق فيلم (سبايدرمان)‬
‫إجمالي إيرادات قدرت بـ‪ 000:‬مليون دوالر‪ ،‬هذه النزعة الخيالية سيطرت أيضا على أبطال كتب القصص‬
‫المصورة التي أعيد إنتاجها سينمائيا من قبل شركة "مارفل" التي غزت هوليوود بشكل واضح؛على غرار ( فيلم‬
‫‪2‬‬
‫رجال إكس)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص المشاهدة السينمائية‪:‬‬

‫هناك عدد من الباحثين تناولوا آلية عملية المشاهدة و تأثير الفيلم على المتفرج؛ من بينهم ماورهوفر و كاراكاور و‬
‫ستيفنسون وديبريه وآخرون و أجملوا في العموم خصائص المشاهدة السينمائية‪ 3‬فيما يأتي‪:4‬‬

‫‪ ‬معزولة كلية وذات صبغة هذيانية؛ حيث ينسى المتفرج نفسه‪ ،‬ال يعرف من هو وال في أي مكان هو إن ه‬
‫يغيب عن عالمه الواقعي تماما ويدخل عالما آخ ار صنعته الكامي ار وساهمت في خلق عناصر غريبة‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬وران باكالند‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ملخص بتصرف من الصفحة ‪ 263‬إلى ‪.210‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ :‬ملخص بتصرف من الصفحة ‪ 223‬إلى ‪.229‬‬
‫‪ -3‬إن المشاهدة السينمائية غير مشاهدة األفالم فاألولى تفرض التواجد في قاعات السينما ببيئتها المتمثلة في الشاشة الكبيرة و‬
‫الظالم الذي يعزل المتلقي عن أي منبهات حسية أخرى عدا الصور التي يشاهدها على عكس مشاهدة األفالم في التلفزيون أو على‬
‫الحاسوب أو أي وسيلة أخرى أين تصغر الش اشة و يتبدد الظالم و يصبح المتلقي أكثر شعو ار ببيئته بكل مكوناتها و من هنا يفترض‬
‫أن أثر المشاهدة السينمائية على المتلقي أقوى بكثير من مشاهدة الفيلم على وسائط أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬أموس فوغل‪ ،‬ترجمة أمين صالح‪ :‬السينما التدميرية‪ ،‬دار الكنوز األدبية‪ ،‬ص ص ‪.03،06‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫‪ ‬خضوع واستسالم المشاهد للصورة ومحاولة تغليف ما يرى بما يتالءم مع تصوراته ورغباته‪.‬‬
‫‪ ‬عدم شعور المتلقي بالصدمة عند اكتشافه لعالم يتغير فيه اإلدراك الحسي وعمق المالحظة أين تتسطح‬
‫األحجام واألبعاد بمعنى جاهزية واستعداد المشاهد لتلقي وقبول أي شيء‪.‬‬
‫‪ ‬فيما عدا حاستي السمع والبصر يكون الجسد و كافة الحواس األخرى في حالة نوم عميق‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتيح للخيال‪ ،‬المهيج بواسط ة أدوات المخرج المعبأة عاطفيا والمنتقاة خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬ألن يمارس‬
‫هيمنة وبالتالي تأثي ار أعمق و أكثر استم اررا‪.‬‬
‫‪ ‬سلبية المتفرج اإل اردية وقبوله بدور المتلقي الخاضع؛ بمعنى أنه اختار أن يكون متفرجا غير ناقد وغير‬
‫فعال‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬التذبذب الدياليكتيكي بين اإلستغراق في الذات (بمعنى االبتعاد عن الصورة واالنهماك في تداعيات ذاتية‬
‫أحدثتها الصورة ذاتها) و فقدان الذات (أي الدخول في الصورة)‪.‬‬

‫الصورة تسبق زمنيا اللغة والفكر؛ وبالتالي تملك القدرة على الوصول إلى أعمق و أقدم طبقات النفس أكثر‬
‫من الكلمة أو الفكرة‪ ،‬لقد كانت الصورة مقدسة في العصور البدائية مثلما هي اليوم و بالنتيجة كانت مقبولة و‬
‫مسلم بها كما لو كانت هي الواقع والحياة والحقيقة‪ ،‬وهذا القبول لم يتم بواسطة العقل بل على المستوى الشعوري‪،‬‬
‫إن اإلنسان يبدأ بما يراه أمامه ثم ينطلق كخطوة تالية ليمّثل الواقع و يصوره‪ ،‬إنه يريد أن يحتوي كل ما يجري‬
‫ملحة‪.1‬‬
‫أمامه ضمن نطاق بصره؛ أن يتمثله بصريا ومن هنا كان الفن ضرورة َّ‬

‫رابعا‪ :‬أنواع الفيلم السينمائي‪:‬‬

‫يفضل البعض إطالق كلمة ‪ ، Genre‬التي تعني ضرب أو نوع أو جنس بدال من كلمة ‪ Kind‬على‬
‫النوعيات المختلفة لألفالم‪ ،‬ومن هؤالء ستانلي جيه سولومون ‪ ،‬في كتابه أنواع الفيلم األمريكي عام ‪ ،0152‬وفيه‬
‫يعرف مفهوم النوع بالنسبة للفيلم ‪ ،Film Genre‬بأنه الترتيب الواضح لقوالب الحكي ‪،Narrative Patterns‬‬
‫ّ‬
‫اع سينمائية معينة‪ ،‬كأفالم‬
‫بهدف إنتاج خبرات معينة ترتبط من فيلم إلى آخر‪ .‬ويقول إن الشعبية المتواصلة ألنو ٍ‬
‫الغرب‪ ،‬واألفالم الموسيقية‪ ،‬والحربية‪ ،‬والتي استمرت لعقود عديدة‪ ،‬وعبر طرز متغيرة‪ ،‬وإحساسات جديدة‪ ،‬لهو أمر‬
‫يوحي بأن هذه القوالب نفسها تعتمد على أحداث‪ ،‬أو أنشطة حركية ‪ Actions‬متميزة الخصائص‪ ،‬وذات تميز‬
‫أزلي‪ ،‬وذلك في نظر أنماط عديدة من الجمهور العريض‪ ،‬ويضيف أنه ال عجب أن يحاول من يكتبون عن األفالم‬

‫‪ -1‬أموس فوغل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫في السنوات األخيرة‪ ،‬تعليل االستساغة الكبيرة التي تحققها األنواع لدى الجمهور‪ ،‬وذلك من خالل مسحهم الشامل‬
‫‪1‬‬
‫لتفاصيل الرموز‪ ،‬والصور ‪ ،Images‬والمحتوى االجتماعي‪ ،‬والتطورات التاريخية لألفالم النوعية‪.‬‬

‫ويفضل سي كونجليتون تقسيم األفالم السينمائية إلى األنواع التالية‪:2‬‬

‫‪ .0‬أفالم الحركة ‪ : Action‬األفالم التي تعرض متاعب اإلنسان في الحياة بأسلوب سريع منتظم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫رحالت ألماكن مختلفة‪.‬‬ ‫‪ .6‬أفالم المغامرات ‪ :Adventure‬أفالم تعرض‬
‫‪ .0‬أفالم الرسوم المتحركة ‪ :Animated‬أفالم تعتمد على الرسوم المتحركة‪.‬‬
‫‪ .0‬أفالم هزلية أو كوميدية ‪ :Comedy‬أفالم تعرض مواقف هزلية‪.‬‬
‫‪ .1‬أفالم الجريمة ‪ :Crime‬وتبنى حبكتها على أعمال بشرية غير قانونية‪.‬‬
‫‪ .2‬أفالم تسجيلية ‪ :Documentary‬أفالم تقدم تقري ًار عن موضوع‪ ،‬ليس قصة أو دراما روائية‪.‬‬
‫‪ .5‬أفالم مأساوية أو درامية ‪ : Drama‬أفالم تتناول مشاعر إنسانية قوية كالحب والكره و تجارب الموت‪.‬‬
‫‪ .9‬أفالم عائلية ‪ :Family‬أفالم يتناسب موضوعها مع مختلف األعمار‪.‬‬
‫‪ .1‬أفالم خيالية ‪ : Fantasy‬أفالم تتعامل مع المغامرات األسطورية من وحي الخيال‪.‬‬
‫‪ .03‬أفالم الرعب ‪ :Horror‬تركز على التخويف و سبر أغوار النفس البشرية‪.‬‬
‫‪ .00‬أفالم موسيقية ‪ :Musical‬أفالم تعتمد على الموسيقى والرقص كعنصر أساسي‪.‬‬
‫‪ .06‬أفالم الخيال العلمي ‪ : Science Fiction‬أفالم تعتمد على مغامرات خيالية تحدث في الفضاء الخارجي‬
‫مثالً‪ ،‬أو خارج كوكب األرض‪ ،‬وال يستطيع العقل البشري تصورها‪.‬‬
‫‪ .00‬أفالم اإلثارة ‪ :Suspense‬األفالم التي تخفي بعض الحقائق واألحداث عن الجمهور‪ ،‬وتكشفها تدريجيًا‬
‫بأكثر الطرق مهارة‪.‬‬
‫‪ .00‬أفالم الحروب ‪ : War‬األفالم التي تعتمد علي الحروب التي حدثت في التاريخ اإلنساني المسجل‪.‬‬
‫‪ .01‬أفالم الغرب ‪ : Western‬أفالم تعتمد على استغالل بيئة الغرب األمريكي خالل القرن التاسع عشر‬
‫والعشرين‪.‬‬

‫‪-1‬أنظر أنواع الفيلم السينمائي على موقع‪Mass Communication :‬؛ ‪ ،http://masscomm.kenanaonline.net‬تاريخ‬


‫التصفح‪.6302 /30 /32 :‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫نوعا هاما من األفالم السينمائية هذه أال وهي األفالم التاريخية‪،‬‬ ‫إال أننا نرى ّ‬
‫أن هذه التصنيفات قد أهملت ً‬
‫التاريخي على ّأن ُه مجموع الشرائط التي تعيد إلى الشاشة الكبيرة أحداثا وقعت في الماضي القريب‬
‫ف الفيلم ّ‬
‫يعر ُ‬
‫و ّ‬
‫أو البعيد؛ سواء استخدمت في ذلك مجموعات من الشرائط الوثائقية التي سجلت بالفعل أو من خالل ديكورات و‬
‫‪1‬‬
‫ممثلين أوقفتهم أمام الكامي ار ليلعبوا أدوار شخصيات تاريخية‪.‬‬

‫مؤرخي السينما وغيرهم من المؤرخين األكاديميين؛ الذين اهتموا دائما بالكيفية التي قدمت بها السينما‬
‫التاريخ‪ ،‬قسموا تعامل الفن السابع مع التاريخ إلى ثالثة أقسام‪ :‬التاريخ الجمالي‪ ،‬التاريخ البراغماتي والتاريخ‬
‫‪2‬‬
‫النقدي‪.‬‬

‫التاريخ النقدي أو األيديولوجي لم يظهر في السينما إال في وقت متأخر نسبيا و بالتحديد مع والدة فن‬
‫التوليف الفكري الحقيقي مع المخرج الروسي سرغاي أيزنشتاين صاحب فيلم "مدرعة بوتمكين" (‪ )0161‬أين حول‬
‫التاريخ إلى درس سياسي يخدم أفكاره الثورية االشتراكية في ذلك الحين‪ ،‬غير أن األمريكي د‪.‬و‪.‬غريفيث كان قد‬
‫سبقه إلى التاريخ و لكن في بعده البراغماتي في فيلمه "مولد أمة" و قبله "التعصب" أواسط العقد الثاني من القرن‬

‫العشرين؛ الذي قدم التاريخ كما تتصوره العقلية األمريكية المبكرة‪ :‬تاريخا وصفيا ظواهريا يحمل داللته قبليا‬
‫‪ APRIORI‬عبر التوافق المسبوق على رؤية التاريخ بين المخرج و متفرجيه‪ ،‬أما اإليطالي باستروني فقد حقق‬
‫‪3‬‬
‫منذ العام ‪ 0100‬فيلم "كابيريا" الذي اعتمد ضخامة االستعراض و األساليب الجمالية الجاذبة للمتفرجين‪.‬‬

‫أهمية؛ كما كان ينظر إليها في القرن التاسع‬


‫هذا وقد جمعت هوليوود في داخلها أكثر مشاهد التاريخ ّ‬
‫ميز نيتشه ثالثة من هذه المشاهد‪ :‬التاريخ النصبي (المتعلق باآلثار والنصب ‪، )Monumentale‬‬
‫عشر‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪4‬‬
‫التاريخ القديم ‪ Antique‬والتاريخ النقدي‪Critique‬؛ أو باألحرى األخالقي‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم العريس‪ :‬السينما التاريخ والعالم؛ قراءة في العالقة بين الفن السابع والواقع السياسي واالجتماعي‪ ،‬منشورات و ازرة‬
‫الثقافة (المؤسسة العامة للسينما)‪ ،‬سوريا‪ ،6339 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫وزرة الثقافة المؤسسة العامة للسينما‪ ،‬دون‬
‫‪ -4‬جيل دولوز‪ ،‬ترجمة حسين عودة‪ :‬الصورة الحركة أو فلسفة الصورة‪ ،‬منشورات ا‬
‫طبعة‪ ،‬دمشق‪ ،0115 ،‬ص‪.630‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫إن المشهد النصبي معني بالجامع الفيزيائي والبشري؛ الوسط الطبيعي والعمراني‪ :‬بابل وخرابها لدى‬
‫غريفيت‪ ،‬العبرانيين‪ ،‬الصحراء والبحر الذي ينفتح أمام أسباطهم‪ ،‬أو الفلسطينيين‪ :‬معبد داغون وتهديمه على يد‬
‫‪1‬‬
‫شمشون لدى سيسيل دي ميل؛ كل ذلك يشكل دالالت جمع رحبة تجعل الصورة في حد ذاتها ُنصبية‪.‬‬

‫هذا وتشكل التصورات التاريخية للسينما ضر ار كبيرا‪ ،‬يتمّثل في معالجة الظواهر التاريخية كنتائج في ذاتها‬
‫مفصولة عن أي سبب‪ ،‬وهذا ما أشار إليه نيتشه وانتقده "أيزنشتاين " في السينما التاريخية واالجتماعية األمريكية؛‬
‫فهي ال تنظر فقط إلى الحضارات كخطوط متوازية‪ ،‬بل تنظر إلى الظواهر الرئيسية في حضارة واحدة بالطريقة‬
‫‪2‬‬
‫نفسها‪ ،‬ويغدو من المحتم حينذاك أن تستبعد األسباب الحقيقية للظاهرة‪.‬‬

‫إن السينما األمريكية قد اكتفت بالتذرع دائما بضعف وتراخي حضارة ما داخل الوسط‪ ،‬وبتدخل خائن ما‬
‫ٍ‬
‫تصور قوي ومتماسك عن‬ ‫كل هذه الحدود‪ ،‬فقد نجحت في طرح‬
‫داخل الفعل‪ ،‬غير أن المعجزة هي أنها رغم ّ‬
‫‪3‬‬
‫النصبي‪ ،‬األثري القديم واألخالقي‪.‬‬
‫التاريخ الشامل ُ‬

‫لقد ولد الفيلم التاريخي؛ خليط من الواقع والخيال الروائي الذي يمكن تمييز خصائصه جيدا‪ ،‬يتمثل‬
‫العنصر األول من هذا النوع في إع ادة بناء إحدى الفترات التاريخية؛ ولهذا الهدف يصبح الفيلم بأزياء‪ :‬فالمعطف‬
‫الصوفي يصنع راهب العصور الوسطى والباروكة تصنع ماركيز القرن السابع عشر وقبعة نابوليون تصنعه‪،‬‬
‫ويجد األستديو كافة مبررات وج وده بديكورات تعمل _بتعقيداتها في األسلوب والديكور_ من أجل فرض واقع‬
‫تاريخي واإليهام به‪ ،‬وكي يتمكن المتفرجون من أن يجدوا فيه كافة متع المشهد الضخم غير المألوف‪ ،‬تستثمر‬
‫هوليوود التاريخ منذ البداية‪ ،‬لتجعل منه عالما هوليووديا‪ ،‬وتدفع المعالجة الخيالية للتاريخ بأنواع داخل األنواع؛‬
‫السيف‪ ،‬أفالم القراصنة‪ ،‬السيرة الذاتية‪ ،‬أفالم الحرب وأفالم رعاة البقر‪ ،‬المحملة‬
‫العصور القديمة‪ ،‬أفالم العباءة و ّ‬
‫‪4‬‬
‫بقيمة تاريخية في بلد شاب يبحث عن الماضي‪.‬‬

‫تجسد الشخصية التاريخية؛ وقد أصبحت أيقونة قصة قومية على نحو أساسي‪ ،‬قصة في خدمة الفكرة‬
‫ٍ‬
‫عرض يخص أحد أحالم السينما‪ ،‬فالفيلم التاريخي _دون أن ينكر أبدا البعد الملحمي‬ ‫القومية‪ ،‬بل وأيضا في خدمة‬

‫‪ -1‬جيل دولوز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.630‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.630‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.632‬‬
‫‪-4‬جيل ليبوفيتسكي وجان سيرو‪ ،‬ترجمة راوية صادق‪ :‬شاشة العالم (ثقافة‪ ،‬وسائل إعالم وسينما في عصر الحداثة الفائقة)‪،‬‬
‫المركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،6306 ،‬ص ‪.021‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫العظماء وعندما ال يكونون كذلك يصبحونه‪ ،‬عندما تغيرهم‬


‫الرجال ُ‬
‫والمشهدي_ يؤنسن شخصياته‪ ،‬لكنهم دائما ّ‬
‫‪1‬‬
‫عظمة الحدث الذي يجعلهم أبطاال‪.‬‬

‫كل إخراج للماضي ح امل لقضايا حاضرة ومقبلة؛ فالفيلم الذي يتكلم عن األمس يتحدث عن‬
‫وبالتأكيد أن ّ‬
‫الراهن يتحدث عن الوقت الراهن‪ :‬فهو يثير التساؤل حول الماضي ويصدر حكما عليه‪ ،‬لذا تعكس طريقة‬
‫الوقت ّ‬
‫تناول السينما للتمثيل التاريخي تحوال كبي ار للمجتمع الفائق الحداثة في مواجهة الماضي‪ ،‬فالتاريخ الذي يتعلق‬
‫بماض مروي في الماضي‪ ،‬يصبح ذكرى؛ أي ماضي إشكالي في الحاضر‪ ،‬وبعبارة أخرى "كل تاريخ هو تاريخ‬
‫‪2‬‬
‫معاصر" على حد قول بنديتو كروس‪.‬‬

‫إن طريقة األفالم التاريخية المعاصرة في تفكيك الشخصيات البارزة المعترف بها‪ ،‬تستدعي إذن على هذا‬
‫النحو ما حدث مع القيم التي أسقطها الفك ر اإلنساني‪ ،‬فسينما العصر فائق الحداثة تطيل هذه العملية الثقافية‪،‬‬
‫فتعمل هي أيضا على أبطال التاريخ؛ بإدانة فراغ المجد ونهاية مبادئ العظمة اإلنسانية‪ ،‬ومن جهة أخرى أدت‬
‫الريبة التي تلقيها بربرية اإلبادة الجماعية في وجه اإلنسان وصعود النزعة الفردية كقيمة أولية إلى إعادة التركيز‬
‫على اإلنسان البسيط‪ ،‬الناس العادية؛ وبالتالي ليس الملحمة األسطورية وال التصوير العظيم للتاريخ وإنما تاريخ‬
‫‪3‬‬
‫الناس‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أثر األفالم‪:‬‬

‫شهدت األبحاث حول تأثيرات األفالم مرحلة أخرى بالغة الثراء في الستينيات‪ ،‬دون أي عالمات على‬
‫تحولت بؤرة االهتمام‬
‫شاسعا‪ ،‬يضم اآلالف من المقاالت والكتب‪ .‬وبمرور الوقت‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫حقال بحثٍّيا‬
‫التراجع‪ .‬فقد أصبحت ً‬
‫من األفالم إلى التليفزيون قبل أن تنتقل‪ ،‬في السنوات األخيرة‪ ،‬إلى ألعاب الفيديو والكمبيوتر‪ .‬وبسبب هذا التوسع‬
‫عرف باسم « تأثيرات اإلعالم »‪ ،4‬وفيما يلي نعرض جملة اآلثار‬
‫المتزايد في نطاق البحث أصبحت تلك األبحاث تُ َ‬
‫المحتملة عن مشاهدة األفالم؛ والتي تم التوصل إليها من خالل جملة من الدراسات واألبحاث‪:‬‬

‫‪ -1‬جيل ليبوفيتسكي وجان سيرو‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.053‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.056‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.051‬‬
‫‪ -4‬سكيب دان يونغ‪ ،‬ترجمة سامح سمير فرج‪ :‬السينما وعلم النفس (عالقة ال تنتهي)‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مصر‪ ،6301 ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫‪ .1‬التأثيرات على السلوك‪:‬‬

‫إن تأثير السينما خصوصا ووسائل اإلعالم الجماهيرية عموما تأثير ال شعوري؛ كما أن التأثيرات‬
‫بيد أن المخ يعالجها كما ينبغي‪ ،‬ومن ثم تؤثر‬
‫الالشعورية هي محفزات حسية ال يستطيع اإلدراك الواعي التقاطها‪َ ،‬‬
‫على السلوك‪ ،‬ورغم أن المزاعم حول مثل تلك المحفزات مثيرة بصورة مبالغ فيها‪ ،‬فإن البحوث المعملية فشلت في‬
‫السلوك أ و التفكير كنتيجة لسماع أو مشاهدة الرسائل الالشعورية وفي وسائل‬
‫إثبات وجود أي تأثير ذي شأن على ّ‬
‫‪1‬‬
‫الثقافة الجماهيرية‪.‬‬

‫ضاهى‪:‬‬
‫ورغم أن هناك الكثير من السلوكيات المتاحة للبحث‪ ،‬فإن ثمة ثالثة مجاالت حظيت باهتمام ال ُي َ‬
‫العنف‪ ،‬والجنس‪ ،‬واإلدمان‪ .‬فيمثّل كل واحد من تلك المجاالت ساحة قلق اجتماعي‪ ،‬مرتبطة بقضايا عامة ذات‬
‫‪2‬‬ ‫حيثية‪ :‬الجريمة‪ ،‬الحرب‪ ،‬تنظيم األسرة‪ِ ،‬‬
‫القَيم األخالقية‪ ،‬المشاكل الصحية‪ ،‬البطالة‪ ...،‬إلخ‪.‬‬

‫‪ .2‬التأثير على األفكار والمشاعر والمواقف‪:‬‬

‫فعل شعورية قوية‪ ،‬ل كن استجابات الناس لألفالم‪ ،‬من حين آلخر‪ ،‬قد تبلغ من‬ ‫ردود ْ‬
‫كثير ما تستثير األفالم َ‬
‫ًا‬
‫‪3‬‬
‫ظهر عليهم أعراض الصدمة الشديدة‪ ،‬أو االكتئاب‪ ،‬أو الذهان‪.‬‬
‫أن تَ َ‬ ‫القوة َّ‬
‫حد ْ‬

‫عالجا نفسٍّيا في المستشفى أمر نادر‪ ،‬لكنها تقع عند أحد طرفي‬ ‫َّ‬
‫تتطلب‬ ‫التي‬ ‫هذا وتعد ردود األفعال‬
‫ً‬
‫المستقرين نفسٍّيا‬
‫ّ‬ ‫حول األفراد‬ ‫أن تُ ّ‬
‫جزًءا من خبرة الفيلم‪ .‬ورغم أن األفالم ال تملك ْ‬ ‫المتسلسلة الشعورية التي تم ّثل‬
‫قدمة في السينما والتركيبة‬ ‫الم َّ‬
‫الحاالت تعطينا أمثلة للتفاعل بين الصور الرمزية ُ‬ ‫إلى حطام نفسي‪ ،‬فإن بعض‬
‫‪4‬‬
‫النفسية ألفراد بعينهم‪.‬‬

‫أثبتت األبحاث أن اإلعالم (ومنه السينما) يؤثّر على الطريقة التي يقوم بها الجمهور بتصنيف عالمهم‬
‫هذا و ْ‬
‫الهامة تمس جميع جوانب الحياة تقر ًيبا‪ .‬فعملية التثقيف االجتماعي فيما‬
‫َّ‬ ‫وفهمه وتقييمه‪ .‬تلك العمليات المعرفية‬
‫يتعرف الناس على توقعات المجتمع من البنين والبنات‪ ،‬تقع‬ ‫َّ‬
‫يتعلق بأدوار الجنسين‪ ،‬تلك العملية التي من خاللها َّ‬
‫دور أساسّيٍا في هذا‬
‫في صلب اهتمامات علم النفس االجتماعي‪ ،‬ويعتقد كثير من الباحثين أن اإلعالم يلعب ًا‬

‫‪ -1‬سكيب دان يونغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.025‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.025‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.051‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.051‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫حتما بما يقوم به اإلعالم من تحريف لصور‬ ‫َّ‬


‫الشأن‪ .‬فتصورات المشاهدين عن أنفسهم ورؤيتهم للمستقبل تتأثر ً‬
‫نفسها محامية ما لم تُشاهد‬ ‫ن‬
‫النساء والرجال في اتجاهات بعينها‪ .‬وقد يكو من الصعب على فتاة صغيرة أن تتخيَّل َ‬
‫‪1‬‬
‫محاميات في التليفزيون واألفالم‪.‬‬

‫‪ .9‬الدعاية والتأثير على الثقافة‪:‬‬

‫كبيرا‬
‫تداخال ً‬
‫ً‬ ‫يفكرون بطريقة معينة‪ ،‬وقد شهد تاريخ الفيلم‬
‫كبير من الناس ّ‬
‫عددا ًا‬
‫صمم الدعاية بحيث تجعل ً‬
‫تُ َّ‬
‫المدرعة بوتمكين »‪ُ ،‬يعتبر أحد أعظم األفالم في تاريخ السينما‪ ،‬خاص ًة في‬
‫َّ‬ ‫بينها وبين األفالم‪ .‬ففيلم مثل «‬
‫المدرعة بوتمكين‬
‫َّ‬ ‫متن‬
‫أيضا فيلم دعائي يهدف إلى االحتفاء بالتمرد الذي حدث على ْ‬
‫توظيفه لفن المونتاج‪ ،‬هو ً‬
‫حاسما في تاريخ الثورة الروسية‪ .‬ومن األمثلة الشائنة لألفالم الدعائية‪ ،‬الفيلم الوثائقي المبهر تقنيا‬
‫ً‬ ‫باعتباره حدثًا‬
‫تخليدا « انتصار اإلرادة »؛ الذي أخرجته "ليني ريفنستال" تخليدا لذكرى مؤتمر نورمبرج المناصر للسلطة النازية‬ ‫ً‬
‫صَّناع األفالم في‬
‫العْليا النازية‪ :‬النظام والسلطة والقوة‪ .‬وقد انخرط ُ‬
‫للمثُل ُ‬
‫عام ‪،0100‬ويتضمن تمجيدا أخاذا ُ‬
‫أيضا في مجهودات الدعاية خالل الحرب العالمية الثانية‪ .‬فقام "فرانك كاب ار "بإخراج سلسلة « لماذا‬
‫هوليوود ً‬
‫ئيسا لوحدة التصوير‬ ‫ن‬
‫نحارب؟ » خالل فترة (‪ )0101-0106‬التي كان لها تأثير واسع‪ ،‬كذلك أصبح "جو فورد" ر ً‬
‫الفوتوغرافي في سالح البحرية‪ .‬حتى "هيتشكوك" نفسه‪ ،‬تم تكليفه من جانب و ازرة اإلعالم البريطانية بصناعة عدد‬
‫‪2‬‬
‫من األفالم القصيرة لمساندة المقاومة الفرنسية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬وظائف الفيلم‪:‬‬

‫‪ .1‬الوظائف المهنية لألفالم السينمائية‪:‬‬

‫يعتبر التثقيف من أهم وظائف وسائل اإلعالم عموما والسينما على وجه التحديد‪ ،‬ولقد سعى التربويون إلى‬
‫فهرسة مجموعة من األفالم يمكن استخدامها‪ ،‬بمساعدة معّلمين َم َهرة‪ ،‬في تعليم بعض القَيم‪ ،‬ففيلم « جسر إلى‬
‫يقدم تيمات الصداقة والموت والتنمر‪ .‬فيمكن أن يقوم المعّلم بطرح‬
‫تيرابيثيا » وهو فيلم مغامرات من إنتاج ديزني‪ّ ،‬‬
‫تتعرض فيها الشخصية الرئيسية للسخرية بسبب فْقرها‪ :‬كيف‬
‫المشاهد التي َّ‬
‫مجموعة من األسئلة على تالميذه حول َ‬
‫سلوكا‬
‫ً‬ ‫كان‪ ،‬في تصوركم‪ ،‬شعور جيس عندما سخر منه األطفال بسبب حذائه؟ لماذا تبدو السخرية من فْقر جيس‬
‫كنت مكانه؟ هذه الوسيلة السينمائية لها أفضلية‬
‫تعرض لها جيس لو َ‬
‫المضايقة التي َّ‬
‫َ‬ ‫كنت ستَ ُرد على‬
‫خاطئا؟ كيف َ‬
‫ً‬

‫‪ -1‬سكيب دان يونغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.059‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.093‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫على مجرد التعليم باستخدام العبارات األخالقية (على غرار‪ :‬الخطأ أن تُضايق الناس) ذلك ألن الفيلم لديه القدرة‬
‫‪1‬‬
‫على رفع ح َّدة الخ ْبرة الشعورية والتعاطفية‪.‬‬

‫‪ .2‬الوظائف العامة لألفالم في الحياة اليومية‪:‬‬


‫‪ ‬الترفيه‪:‬‬

‫ستخدم باعتبارها مصدر َج ْذب شديد عندما‬


‫كثير ما تُ َ‬
‫إحدى وظائف الفيلم هي «الترفيه»‪ ،‬رغم أن تلك الفئة ًا‬
‫أي‬
‫يؤدي َّ‬
‫تتضمن أنه ال ّ‬
‫َّ‬ ‫يكون من غير المستطاع تحديد وظائف أخرى‪ .‬إن اإلشارة لفيلم ما باعتباره "ترفيهيا"‬
‫وظائف أخرى‪ .‬وثمة توصيفات أخرى لوظائف الفيلم على القدر نفسه من الغموض؛ مثل "تجزية وقت الف ارغ" أو‬
‫مفض ًال لتمضية وقت الفراغ‪ ،‬تظل َّ‬
‫معلقة بال‬ ‫"قتل الوقت" واألسئلة حول لماذا يكون أحد األفالم ترفيهٍّيا أو ً‬
‫شكال َّ‬
‫‪2‬‬
‫استقصاء أكثر تعمًقا‪.‬‬ ‫معقدة َّ‬
‫تتطلب‬ ‫إجابة‪ .‬فرغم أن الترفيه وثيق الصلة بالمتعة‪ ،‬فإن االستمتاع باإلعالم ظاهرة َّ‬
‫ً‬

‫‪ ‬التحكم بالمشاعر‪:‬‬

‫كثير ما يستخدم الناس األفالم بهدف االسترخاء أو تخفيف ح َّدة التوتر‪ ،‬واألفالم الكوميدية من األنواع‬
‫ًا‬
‫كثير ما يستخدمون أفالم الحركة والمغامرات بهدف الحصول‬ ‫َّ‬
‫المفضلة في هذا الصدد‪ .‬ومن الواضح أن الناس ًا‬

‫على دفعة شعورية عندما يشعرون بالضجر والحاجة إلى اإلثارة‪ّ .‬‬
‫تشكل تلك الوظائف مجموعة من العمليات‬
‫مثالي من اإلثارة (برفع‬ ‫مستوى‬ ‫المتكاملة ُيطَلق عليها «إدارة الحالة المزاجية»؛ أي استخدام اإلعالم للحصول على‬
‫ٍّ‬ ‫ً‬
‫‪3‬‬
‫أو خفض ح َّدتها)؛ وهو استخدام ُيضاهي الطريقة التي تُستخدم بها المخدرات والخمور‪.‬‬

‫تحقيق أغراض اجتماعية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فارتياد ُدور العرض نشاط اجتماعي يمكن‪ ،‬بصورة ما‪َّ ،‬أال يكون له عالقة بالمحتوى السينمائي للفيلم‪.‬‬
‫يتطلعون إلى الفتة َّ‬
‫معلقة على مجمع سينمائي تحمل عناوين «شجرة الحياة» ‪ ،‬أو «أثر الثمالة»‬ ‫فبعض الناس قد َّ‬

‫«منتصف الليل في باريس» ويعلنون أنهم ال يهتمون ًا‬


‫كثير أي منها سوف ُيشاهدونه‪ .‬فمحتوى الفيلم ليس ًا‬
‫حافز‬
‫معا‪ ،‬الحديث‬
‫بقدر ما هو ذريعة للخروج؛ مقابلة صديق أو موعد غرامي‪ ،‬قيادة السيارة إلى دار العرض‪ ،‬الجلوس ً‬
‫ْ‬
‫أيضا وظيفة اجتماعية حتى عندما يكون الناس بمفردهم؛ ذلك‬
‫تؤدي األفالم ً‬
‫عن الفيلم بعد مشاهدته‪ ،‬إلخ‪ ،‬كذلك ّ‬

‫‪ -1‬سكيب دان يونغ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.091‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.019‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫صنعها البشر‪،‬‬ ‫شعور بالتواصل اإلنساني يمكنه أن ِّ‬


‫يخفف وطأة اإلحساس بالوحدة وألن األفالم َي َ‬ ‫ًا‬ ‫ألنها تمنحهم‬

‫شكل من أشكال التواصل؛ هذا التواصل يمكن أن يكون غير مباشر و َّ‬
‫أحادي الجانب‪ ،‬لكنه‬ ‫ٌ‬ ‫ذاتها‬ ‫فإنها في َح ّد‬
‫يظل وسيلة للتواصل الرمزي مع اآلخرين عبر االنغماس في قصة عامة والتماهي مع شخصياتها‪ .‬وبينما يعد‬
‫استخداما في هذا الغرض‪ ،‬فإن أجهزة الفيديو المنزلية وارتياد دور العرض يمكن أن يلعبا‬
‫ً‬ ‫التليفزيون الوسيلة األكثر‬
‫‪1‬‬
‫مماثال‪.‬‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫ًا‬

‫‪ ‬مشاركة المعلومات‪:‬‬

‫صور شديدة الحيوية ألماكن وأنشطة ال يتاح ألغلب الناس فرصة أخرى لال ّ‬
‫طالع عليها‪ ،‬فإن‬ ‫ًا‬ ‫تقدم األفالم‬
‫ّ‬
‫التثقيف يعتبر في هذه الحالة وظيفة إضافية‪ ،‬فالناس قد َّ‬
‫يتعلمون ً‬
‫شيئا عن اإلبادة العرقية في أفريقيا من خالل‬
‫فيلم « فندق رواندا » أو عن التاريخ البريطاني من فيلم « خطاب الملك »‪ ،‬أو عن الفصام من فيلم« عقل جميل‬
‫» وقد ينزعج المتخصصون في مجاالت معينة مما يشوب بعضا لتجسيدات السينمائية من عدم دقة‪ ،‬بيد أن‬

‫المظهر الواقعي لصور األفالم يؤّثر بقوة على الناس الذين ال تتاح لهم أي وسيلة أخرى لال ّ‬
‫طالع على تلك‬ ‫َ‬
‫الموضوعات‪.2‬‬

‫‪ ‬الهروب‪:‬‬

‫أحيانا في الدعاية‬
‫ً‬ ‫الشيوع أنها تُستغل‬
‫كثير ما تُستخدم األفالم كوسيلة للهروب؛ تلك الوظيفة شديدة ّ‬
‫ًا‬
‫والمراجعات النقدية؛ (فيلم ما وسيلة رائعة للتخلص من همومك) وهي‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬وظيفة راسخة؛ ألن هناك‬
‫الكثير من وسائل الهروب‪.‬كما أن السعي للهروب من الحالة الشعورية الراهنة هو طريقة أخرى للحديث عن التحكم‬
‫بالحالة المزاجية‪ ،‬وفي أحيان أخرى قد يسعى المشاهدون إلى الهروب من روتين الحياة اليومية وعمل شيء‬
‫مختلف (وهو أحد أسباب ما تتمتع به ُدور العرض السينمائية حتى اآلن من جاذبية خاصة لدى الكثير من‬
‫فبدال من االستسالم للضجر‬
‫أخيرا‪ ،‬يستخدم بعض المشاهدين األفالم كوسيلة للهروب من أنفسهم؛ ً‬ ‫المشاهدين)‪ .‬و ً‬
‫بديال يفوق نمط حياتهم الراهن‪ ،‬وهو نوع من الهروب إلى عالم‬
‫اقعا ً‬
‫أو القلق‪ ،‬توّفر األفالم لمثل هؤالء المشاهدين و ً‬
‫‪3‬‬
‫بديل قد ُي َّ‬
‫قدم بصورة مباَلغ فيها في أفالم مثل « الرجل العنكبوت » ‪ «،‬جنس في المدينة » و ‪ «،‬سيد الخواتم »‪.‬‬

‫‪ -1‬سكيب دان يونغ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.011‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.633‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.633‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫‪ ‬تطوير ال ّذات‪:‬‬

‫نقيضا للهروب فإن الوظيفتين مرتبطتان‪ ،‬فمع أن الهروب من الذات يتيح للناس تجنب‬
‫ً‬ ‫ورغم أنها قد تبدو‬
‫أحيانا بلمحة من طرق أخرى للعيش‪ ،‬ما يحّفزهم‬
‫ً‬ ‫تزودهم‬
‫حقائق حياتهم اليومية‪ ،‬فإن تجربة الهروب يمكنها أن ّ‬
‫على التأمل في حياتهم الخاصة‪ .‬إن عملية إنتاج المعنى من خالل األفالم ليست صورة من صور المتعة فحسب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أيضا جعل عملية االرتقاء بالذات ممكنة‪.‬‬
‫بل بإمكانها ً‬

‫‪ .9‬الوظائف الشخصية لألفالم في الحياة اليومية‪:‬‬

‫ود ْرء‬
‫يمكن اعتبار األعمال الفنية استراتيجيات النتقاء األعداء والحلفاء‪ ،‬ومشاطرة المصائب مع اآلخرين‪َ ،‬‬
‫العين الشريرة‪ ،‬والتطهر‪ ،‬واالسترضاء‪ ،‬وتدنيس َّ‬
‫المقدسات‪ ،‬والعزاء‪ ،‬واالنتقام‪ ،‬والوعظ‪ ،‬والتذكير‪ ،‬وأوامر أو تعليمات‬
‫مضمرة من نوع أو آخر‪ .‬فاألشكال الفنية مثل « المحاكاة الساخرة » أو « الكوميديا » أو « التراجيديا » من‬
‫‪2‬‬
‫شأنها أن يتم التعامل معها باعتبارها «وسائل للعيش»‪.‬‬

‫شكال فنٍّيا سردّيٍا لفهم قصصنا الخاصة‪.‬‬


‫عندما نتحدث عن استخدام األفالم كوسيلة للعيش‪ ،‬فإننا نستخدم ً‬
‫فالقصص الخيالية تصير جزًءا من قصص حياتنا‪ .‬والخيال هو «محاكاة» رمزية لخبرة الحياة‪ .‬فباستطاعة الفنان‬
‫تزودنا‬
‫التعبير عن جميع الخبرات الحياتية بصورة مضغوطة في شكل سرديات خيالية‪ .‬والقصص هي َمعامل ّ‬
‫بمواقف شبيهة بمواقفنا الحياتية يستطيع الجمه ور من خاللها تجربة مختلف االستجابات الممكنة‪ .‬وعبر االنغماس‬
‫في تلك الحكايات‪َّ ،‬‬
‫نتعلم الكثير عن العديد من جوانب المجتمع‪ ،‬بما في ذلك المواقف غير العادية التي قد ال‬
‫فضال عن أنها‬
‫ً‬ ‫تؤهلنا رمزّيٍا لمواجهة التحديات المستقبلية‪،‬‬
‫أبدا بصورة مباشرة‪ .‬تلك المحاكات السردية ّ‬
‫نتعرض لها ً‬
‫َّ‬
‫فضال عن‬
‫ً‬ ‫يتضمن ُب ْع ًدا شعورّيٍا‬
‫َّ‬ ‫وقعت لنا في الماضي‪ .‬وألن االنغماس في القصص‬
‫ْ‬ ‫فهم أحداث‬
‫تساعدنا على ْ‬
‫‪3‬‬
‫الغ ْير‪.‬‬
‫تعظيم ْقدرتنا على التعاطف مع شخصيات العاَلم الواقعي‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫التماهي والتعاطف‪ ،‬فبإمكانه‬

‫‪ -1‬سكيب دان يونغ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.633‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.630‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.636‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السينما اإليرانية‬

‫أوال‪ :‬السينما اإليرانية؛ لمحة عامة‪:‬‬

‫هناك زاويتين للتأريخ لبداية السينما اإليرانية؛ زاوية تتعلق ببداية تلقي األفالم وزاوية أخرى ارتبطت بصناعة‬
‫أول فيلم إيراني‪ ،‬فبالنسبة للزاوية األولى؛ يمكن تحديد بداياتها منذ دخول أول جهازسينماتوغراف إلى إيران سنة‬
‫‪ ،0133‬إذ في تلك السنة سافر مظفر الدين شاه من ملوك عائلة القاجار الحاكة في إيران إلى فرنسا أين شاهد‬
‫جهاز السينماتوغراف وأُعجب به و أمر بشرائه‪ ،‬وبعد عدد من السنوات كثر استخدام هذا الجهاز للعروض العامة‬
‫لألفالم‪ ،‬وتم افتتاح أول قاعة سينما سنة ‪ 0130‬في العاصمة طهران‪ ،‬أما الزاوية الثانية فهناك من يربط تاريخ‬
‫انطالق السينما اإليرانية السينما اإليرانية بصنع أول فيلم طويل صامت سنة ‪ ،0161‬الذي تم على يد "أوانس‬
‫‪1‬‬
‫أوهانيان" (فيلم أوغانيانس) بمساعدة خان بابا معتضدي‪.‬‬

‫وقد بدأت السينما في إيران كوسيلة الستخدام أهل البالط القاجاري واألعيان؛ حيث كان يتم عرض األفالم‬
‫المستوردة من روسيا بواسطة الجهاز الخاص في المناسبات والحفالت‪ ،‬واستغرق األمر بضع سنوات كي يستطيع‬
‫العامة من الناس است خدام هذا الجهاز ومشاهدة األفالم؛ وذلك منذ سنة ‪ 0103‬بعد افتتاح أول صالة سينما فخمة‬
‫سينما باالس لعرض األفالم الناطقة باللغة األجنبية ثم المدبلجة لتنتقل مشاهدة األفالم من الجمهور النخبوي إلى‬
‫‪2‬‬
‫الجمهور العريض‪.‬‬

‫أما إنتاج األفالم اإليرانية الناطقة فقد بدأ سنة ‪ ،0103‬لكن أول فيلم ناطق بشكل جدي ظهر سنة ‪0106‬؛‬
‫أخرجه "عبد الحسين سدنتا"‪ ،‬والذي أخذت قصته من حكاية‬
‫ُ‬ ‫وهو فيلم (دختر ُلر‪ /‬بمعنى فتاة من لورستان) الذي‬
‫شعبية‪ .‬وواصلت السينما طريقها التصاعدي من حيث عدد ونوعية األفالم إلى غاية السبعينات من القرن العشرين‬
‫التي شهدت الثورة اإلسالمية في إيران سنة ‪0151‬؛ والتي أحدثت تغيي ار كبي ار في إيران على المستويات‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعية والثقافية والفنية‪ ،‬وفي هذه المرحلة لم تتوقف السينما بل واصلت طريقها بشكل بطيء‪.‬‬

‫‪-1‬فاطمة برجكاني‪ :‬السينما اإليرانية تاريخ وتحديات ‪ ،‬مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي (سلسلة الفكر اإليراني المعاصر)‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،6331 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.03‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫بين سنتي ‪ 0102‬و‪ 0109‬دخلت السينما اإليرانية في نوٍع من السبات كان للحرب العالمية الثانية فيه دور‬
‫كبير‪،‬أما عروض األفالم األجنبية فقد استمرت ولم توقفها الحرب‪ ،‬كما أن عددا من اإليرانيين المقيمين في مصر‬
‫و تركيا قاموا بدبلجة األفالم ألول مرة‪ ،‬حتى أنه في أواخر األربعينات من القرن العشرين؛ ُعرض ما يقارب‬
‫‪1‬‬
‫األربعمائة فيلم أجنبي في سنة واحدة؛ ثالثمائة منها أمريكية والبقية كانت بريطانية‪ ،‬روسية ومصرية‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 0113‬أقرت و ازرة الداخلية اإليرانية قوانين خاصة لإلشراف على صاالت العرض ودور السينما‬
‫واألفالم والمسرحيات‪ ،‬ووفقا لهذا القرار بدأت الرقابة على األفالم وحددت بنود تشرح مواضيع تعتبر مخالفة‬
‫للقانون؛ من بينها المواضيع المعارضة لألصول الدينية والدعاية ضد اإلسالم ومذهب الشيعة االثني عشرية‬
‫والمواضيع المعارضة لنظام المشروطية الملكية واإلساءة إلى السلطة والعائلة الملكية وتناول االنقالبات السياسية‬
‫في البلدان األخرى التي تؤدي إلى تغيير النظام والتحريض على االنقالب والعصيان ضد الحكومة والنظام الملكي‬
‫والدعاية ألي أسلوب ومعتقد يعتبر غير مشروع بموجب القانون واألفالم التي يترك فيها الجاني أو السارق أو‬
‫القاتل دون عقوبة وأي تمرد في السجن يؤدي إلى فشل قوى األمن و انتصار المتمردين وتحريض العمال‬
‫والطالب والمزارعين وسائر الطبقات االجتماعية من مواجهة قوى األمن وتخريب المصانع أو المدارس أو‬
‫إحراقها‪.2‬‬

‫أما حقبة الستينات فقد شهدت انتشا ار كبي ار لألفالم البوليسية في السينما اإليرانية‪ ،‬حيث فتح هذا الطريق‬
‫"صاموئيل خاتشيكيان" الذي كان يعشق األفالم البوليسية المثيرة للقلق واالضطراب‪ ،‬ومع حلول سنة ‪ 0126‬وصل‬
‫إنتاج األفالم البوليسية إلى أوجه؛ حيث كان نصف األفالم المنتجة لهذه السنة والتي بلغت سبعة وعشرون فيلما‬
‫من األفالم البوليسية المثيرة لالضطراب‪ .‬هذا وتعد الفترة الممتدة بين ‪ 0120‬و‪ 0125‬من أفضل السنوات من‬
‫حيث إنتاج األفالم اإليرانية لكن من دون تطور الفت وبالغ األهمية إذ قّلما لقي فيلم نجاحا باهرا‪ ،‬واستمر هذا‬
‫الوضع على حاله إلى غاية نهاية الستينات أين أنتج اثنين من أقوى األفالم ‪-‬حسب رأي النقاد‪ -‬ويتعلق األمر‬
‫بفيلمي (كاو‪ /‬البقرة) و(القيصر ) الذين شكال منعطفا كبي ار في السينما اإليرانية من حيث الموضوع والشكل‬
‫‪3‬‬
‫والتقنية‪.‬‬

‫‪ -1‬فاطمة برجكاني‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.62/61‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.09/05‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫سبعينات القرن العشرين لم تتغير فيها السينما فقط بل تغيرت إيران بأكملها بفعل الثورة اإلسالمية‪/‬‬
‫الخميني ة‪ 1‬سنة ‪ ، 0151‬حيث تأثرت السينما بقيم جديدة بعثتها الدولة اإلسالمية التي ترتكز على المذهب‬
‫الشيعي‪ ،‬وبالتالي كان على صناع هذا الفن االلتزام االضطراري بها والخضوع لمعاي ير الرقابة التي باتت أكثر‬
‫تشددا؛ األمر الذي أدى إلى أزمة في الصناعة السينمائية بإيران في بداية السنوات التي تلت الثورة‪.‬‬

‫ولكن هذا لم يمنع بروز مالمح الجدة والتطور في سينما الثورة من خالل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ .0‬وضوح العاطفة وقدرتها على التأثير الفوري على المتلقي‪.‬‬


‫‪ .6‬وضوح حس الحياة‪.‬‬
‫‪ .0‬وضوح الرومانسية‪.‬‬
‫‪ .0‬عودة القوالب التقليدية‪.‬‬
‫‪ .1‬نضج األنواع التقليدية خاصة الرومانسية التي اكتسبت المعاصرة والتكنيك‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .2‬إعادة صياغة اآلالم االجتماعية واالقتراب من الجماهير‪.‬‬

‫تؤد إلى توقف السينما بل‬


‫أما الحرب اإليرانية العراقية التي انفجرت سنة ‪ 0193‬وامتدت لثماني سنوات‪ ،‬فلم ّ‬
‫تمولها الدولة بشكل كبير؛ ُسمي "سينما‬ ‫أصبحت مادة إضافية لها‪ ،‬وأحدثت نوعا من سينما الحرب التي كانت ّ‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫الدفاع المقدس"‪ ،‬لكن هذا النوع لم ينته بانتهاء الحرب؛ بل استمر بعدها ليومنا هذا آخذا أبعادا جديدة‪.‬‬
‫ّ‬

‫في سنة ‪0110‬؛ ألغيت المساعدات الرسمية لألفالم‪ ،‬بالرغم من أنها ُخصصت للبعض منها‪ ،‬ولذلك احتاج‬
‫السينمائيون إلى بذل جهود كبيرة لجذب المشاهدين ومن ثمة الوصل إلى االكتفاء الذاتي‪ ،‬في هذه الفترة وحتى‬
‫نهايات العقد التاسع برزت ظاهرة النجوم السينمائيين من جديد‪ ،‬وزاد التحاق الشباب بعالم السينما وتجاوزت أفالم‬
‫عدة‪ ،‬ومن هذه‬
‫كثيرة حدود البالد لتصل إلى العديد من المهرجانات الدولية إلى جانب حصولها على جوائز ّ‬
‫األفالم‪( :‬تحت أشجار الزيتون) سنة ‪( ،0110‬طعم الكرز) سنة ‪" 0112‬لعباس كيارستمي"‪( ،‬سالم سينما)‬

‫‪-1‬نسبة إلى "الخميني" قائد الثورة اإلسالمية في إيران‪.‬‬


‫‪-2‬أنظر‪ :‬السينما اإليرانية وصفقة مع النظام‪ ،‬موقع البينة‪ ،www.albainah.net :‬تاريخ التصفح ‪.6302/39/01‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫السجادة) ‪" 0110‬لحسن مخملباف"‪( ،‬البالون األبيض) ‪ 0110‬للمخرج "جعفر بناهي" و(أطفال‬
‫‪ 0110‬و( ّ‬
‫‪1‬‬
‫السماء) ‪" 0112‬لمجيد مجيدي"‪.‬‬

‫لقد تابعت السينما اإليرانية مسيرتها؛ التي مازالت مستمرة إلى غاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين‪،‬‬
‫وظهرت أفالم متنوعة ومختلفة من حيث المواضيع‪ ،‬إضافة إلى ظهور عدد من السينمائيين الجدد‪ ،‬إلى جانب‬
‫إحياء "سينما الدفاع المقدس " التي مرت بفترة ركود‪ ،‬كما كان االهتمام بسينما األطفال من عالئم نجاح السينما‬
‫‪2‬‬
‫اإليرانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدين في السينما اإليرانية‪:‬‬

‫وفيما يتعلق بالدين وهو موضوع بارز في السينما اإليرانية؛ فقد ظهر في بعض األفالم مثل فيلم (سرباز‬
‫إسالم‪ /‬جندي إسالم) الذي أخرجه "أمان منطقي" سنة ‪ ، 0193‬والذي اختلط فيه الدين والصراع المسلح‪ ،‬كذلك‬
‫ظهرت أفالم تعالج موضوعات أيديولوجية؛ مثل فيلم (توجيه‪/‬التبرير) للمخرج "منوجهر حقاني درست" سنة‬
‫‪ 0196‬؛ وهو يحكي قصة شاب مسلم يشارك في حرب عصابات مقاومة ويحارب إلى جانب مجموعات أرادت‬
‫خوض عمليات خالل دخول الرئيس األمريكي نيكسون إلى إيران ويتم التركيز في هذا الفيلم على شعار الهدف‬
‫يبرر الوسيلة‪ ،‬كذلك بالنسبة إلى فيلمي (توبة نصوح) سنة ‪ 0196‬و (استعاذة) للمخرج "محسن مخملباف" سنة‬
‫‪ 0190‬؛ الذين يعتبران فيلمين أيديولوجيين يستندان على مصادر إسالمية‪ ،‬فيحاول فيلم (توبة) باالستناد إلى سورة‬
‫من القرآن تصوير موضوع أخالقي‪-‬اجتماعي‪ ،‬أما (استعاذة ) فهو فيلم إسالمي آخر؛ استند إلى كتاب ديني يحمل‬
‫‪3‬‬
‫نفس االسم‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك نذكر فيلم (برزخي ها‪ /‬البرزخيون) الذي أخرجه "ايرج قادري" سنة ‪ ،0196‬والذي يمزج‬
‫بين األحداث الثورية وانتصار الصورة من جهة‪ ،‬وبداية الحرب من جهة أخرى (الحرب اإليرانية العراقية)؛ وقد‬
‫‪4‬‬
‫حصل هذا الفيلم على نسبة كبيرة من المبيعات اعتبرت أعلى نسبة في تاريخ السينما اإليرانية في ذلك الحين‪.‬‬

‫‪ -1‬السينما اإليرانية وصفقة مع النظام‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.000/000‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.032/031‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.032‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫هذا الفيلم تعرض النتقاد ٍ‬


‫قاس من قبل البعض وكتبت مقاالت ضده‪ ،‬ووجه المنتقدون رسالة حادة إلى وزير‬
‫اإلرشاد في صالة الجمعة؛ حيث كان التعاون مع ممثلين ما قبل الثورة المستهدف األول من االنتقادات‪ ،‬لكن‬
‫رد على هذه االنتقادات بقوله‪" :‬من وجهة نظر هذه الو ازرة‪ ،‬إن الناس الذين يعتبرون مدنسين يبقون أفضل‬
‫الوزير ّ‬
‫من أحسن الممثلين في األفالم األجنبية " وقال أيضا‪" :‬ماذا يمكنني أن أفعل؛ أنا أواجه أشخاصا يحطمون‬
‫الضوابط اإل سالمية باسم حزب الله وباسم اإلسالم‪ ،‬من يجرؤ بعد اليوم أن يتحمل مسؤولية تقييم األفالم مع وجود‬
‫هؤالء‪.1 "...‬‬

‫بعد هذا الحدث زادت الضغوطات المتعلقة بإعطاء رخصة العرض لألفالم‪ ،‬ولم يستطع العديد من‬
‫‪2‬‬
‫السينمائيين والممثلين الذين كانوا يعملون منذ ما قبل الثورة‪ ،‬من االستمرار في نشاطاتهم‪.‬‬

‫كذلك ظهرت أحداث تاريخ صدر اإلسالم في عدد من األفالم منها (به سوي ساهل‪/‬نحو الشاطئ )" لعبد‬
‫الله عالي خاني" و(سفير) للمخرج "فريبرز صالح"‪ ،‬وفيه يتطرق إلى قصة مسلم بن عقيل سفير اإلمام الحسين‬
‫‪3‬‬
‫إلى الكوفة‪ ،‬وقيل إن كلفة إخراجه على أعلى نسبة في تاريخ السينما اإليرانية‪.‬‬

‫بعد ثورة فيها نوع من المواجهة بين الشعب والدولة (الثورة اإلسالمية) كانت الحرب (العدوان العراقي على‬
‫إيران ‪ ) 0193‬ظاهرة تجمع الناس في مواجهة عدو واحد‪ ،‬حتى أن وسائل اإلعالم كانت تركز على "أننا ال‬
‫نحارب العراق" بل "نحارب أعداء لثورة" ‪ ،‬وهكذا نظر إلى الحرب كحرب مقدسة‪ ،‬ولذلك كثي ار ما نرى مشاهد دينية‬
‫في األفالم الحربية؛ كالدعاء والصالة وتالوة القرآن‪ ،‬وأصبحت السبحة و سجاد الصالة والقرآن وكتب األدعية‬
‫والوسائل الشائعة االستعمال في هكذا أفالم‪ ،‬كذلك كان عدم االهتمام بالحياة المدنية يساوي عدم التوجه إلى‬
‫‪4‬‬
‫الماديات‪ ،‬أما الذهاب إلى الجبهة فهو انطالق نحو المعنويات‪.‬‬

‫‪ -1‬السينما اإليرانية وصفقة مع النظام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.035/032‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.035‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.035‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.066‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫وعلى الرغم من أن النقد السياسي واالجتماعي كان موجودا في األفالم‪ ،‬فإنه تم فرض نوع من الحرص على‬
‫عدم إثارة المؤسسة الدينية أو العقائد أو الشخصيات الدينية التراثية ؛ وهذا مما أدى إلى ما يشبه عدم التعرض‬
‫‪1‬‬
‫مطلقًا لإلسالم الرسمي في مجمل أفالم ما بعد الثورة ذات الجودة العالية‪.‬‬

‫في فيلمه (المطرودون)؛ اتخذ المخرج "مسعود ده نمكي" الحرب مبر ار النتقاد سمات اجتماعية ودينية في‬
‫المجتمع اإليراني‪ ،‬كاالزدواجية والنفاق ومسايرة التيار السائد ومن خالل جعل الحرب إطا ار لألحداث‪ ،‬حاول الفيلم‬
‫اختراق ما يكمن خلف ظاهر األفراد ساخ ار من المنافقين وكاشفا للبطولة التي يمكن أن يجسدها أي فرد مهما كان‬
‫‪2‬‬
‫مظهره ومهما كان سلوكه‪.‬‬

‫تكمن أهمية هذا الفيل م في نظر الكثيرين في اللوحة التي قدمها عن المجتمع اإليراني وفي الحديث عن‬
‫"التقوى " ودالالتها في هذا المجتمع‪ ،‬مدى صدقها وتغلغلها في النفوس‪ ،‬وقد اعتبر كشفا لالزدواجية والمسايرة التي‬
‫ترافق الفرد في معظم تصرفاته بحيث بدا األكثر تعلقا بمظاهر الدين منافقا جبانا انتهازيا في النهاية‪ ،‬في حين‬
‫‪3‬‬
‫تجسد البطل الحقيقي في الفرد العادي ورجل الدين الحقيقي‪.‬‬

‫بعد منع امتد لعامين أُجيز فيلم (كتاب قانون) للمخرج "مزيار ميري" للعرض في دور السينما‪ ،‬وانشغلت‬
‫الصحافة اإليرانية بالجدل الذي أثاره واالنتقادات العنيفة التي تعرض لها‪ ،‬فبعضهم اعتبره إهانة للمسلمين‬
‫اإليرانيين‪ ،‬فيما هاجم آخرون النساء غير المحجبات في الفيلم واللواتي سيجذبن انتباه الرجال ذوي النيات السيئة‪،‬‬
‫كما لقي العمل هجوما من قبل نائبين محافظين‪ ،‬ووجه طالب من حزب الله رسالة احتجاج بشأنه إلى معاون‬
‫وزير الثقافة واإلرشاد لشؤون السينما‪ ،‬أما مدير هيئة التحقق من األفالم فقد صرح أن الفيلم جيد لكنه ضد عرضه‬
‫خارج إيران‪ ،‬فيما عاب النقاد السينمائيون على الفيلم ضعف السيناريو والمبالغة واإلغراق في السخرية من المسلم‬
‫اإليراني التقليدي؛ حيث أظهره الفيلم على نحو يدفع المرء للشعور باألسف لكونه إيرانيا كما كتب أحد النقاد؛ حيث‬
‫صور الفيلم سلوكيات أسرة إيرانية تقليدية متدينة بطريقة ساخرة‪ ،‬أين ينتقد االهتمام بمظاهر الدين على حساب‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫جوهره القائم على األخالق ‪ ،‬ويبدي على نحو خاص المرأة متسلطة محبة للغيبة ومتعلقة بقشور الدين‪.‬‬

‫‪-1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة أحمد يوسف‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد الثالث السينما المعاصرة)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.203‬‬
‫‪ -2‬ندى األزهري‪ :‬السينما اإليرانية الراهنة (إضاءة على المجتمع اإليراني)‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬سورية‪ ،6306 ،‬ص‪.002‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.009‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.001‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫"أمير اسفندياري"؛ مدير الشؤون الخارجية لمؤسسة الفارابي‪ :‬األفالم المشاركة في مهرجان فجر يجب أن‬
‫‪1‬‬
‫تتوافق مع ثقافتنا وديننا‪ ،‬ما نرفضه واضح وبسيط‪ :‬الجنس والعري والعنف‪.‬‬

‫"مهدي مسعود شاهي"؛ مدير مهرجان فجر للسينما اإليرانية (سنة ‪ :)6330‬السينما اإليرانية شأن عظيم‬
‫نابع من عظمة ثقافتنا القديمة ومن اإلسالم‪ ،‬لدينا مختصون في السينما وفنانون قيمون؛ هم رأس مال كبير للبلد‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫إنهم ينقلون ثقافتنا وديننا‪.‬‬

‫"جواد شمقدري"؛ معاون وزير الثقافة واإلرشاد اإلسالمي لشؤون السينما‪ :‬إلمام السينمائيين بمفاهيم اإلسالم‬
‫‪3‬‬
‫ضئيل‪ ،‬ولذلك من الواجب توضيحها وشرحها لهم‪ ،‬السينما اإليرانية يجب أن تكون إسالمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة في السينما اإليرانية‪:‬‬

‫في حوار للمخرج اإليراني "أصغر فرهادي" مع المهتمة بشؤون السينما اإليرانية الكاتبة السورية "ندى‬
‫األزهري " وصف العالقة بين الدولة والسينما في إيران؛ بأنها عالقة أبوية ألن الدولة تعتبر الفنانين أوالدها وتريد‬
‫مراقبتهم باستمرار‪ ،‬ومن هنا يجيء مصدر المشكلة؛ أين يبدو النظام كأب لديه ابن غير مرغوب فيه‪ ،‬لكنه مجبر‬
‫على تحمله وعلى تربيته ألنه وضع قائم‪ ،‬يفضل األب تربية ابنه على طريقته وتبعا ألفكاره‪ ،‬ثمة أطفال متمردون؛‬
‫يثورون ويشرعون بالصراخ ضد رغبات النظام األبوي‪ ،‬وحين يجبرهم على الطاعة يتوجهون نحو الجار‪ ،‬يحاول‬
‫آخرون االلتفاف على األب‪ ،‬أنا ضمن هؤالء‪ .‬حين أقول بطريقتي ما أريد فألنني أثق في جمهوري وآمل منه أن‬
‫‪4‬‬
‫يدركه‪ ،‬كما أني ال أرغب بأن أكون فخو ار بالقول أن الرقابة قد عبثت بأفالمي‪.‬‬

‫على الجميع االكتفاء بما هو متعارف عليه في السينما اإليرانية والكل يعرف بشكل أو بآخر ما هو‬
‫مرفوض؛ ممنوع اللمس (لمس الجنسين أحدهما لآلخر)‪ ،‬حتى حيت تداوي طبيبة جرح مري ض فإن العدسة تكتفي‬
‫بالتركيز على وجهها وهي تقوم بعملها وال تقترب مما تفعله يداها‪ ،‬لكن الممنوع ال يقتصر على بالطبع على كل ما‬
‫يتعلق باللمس إنه ينسحب على أمور أخرى يصعب حصرها في المجاالت السياسية والدينية واالجتماعية؛ منها أن‬
‫تحتفظ المرأة بالحجاب أمام زوجها وأثناء نومها‪ ،‬وأن تكون الشرطة مهذبة دائما‪ ،‬وأن يتبع كل تصرف سيء‪/‬محرم‬

‫‪ -1‬ندى األزهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.010‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.012‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.031‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫بعقاب (السرقة‪ ،‬القتل‪ ،‬الزنا‪ ،)...‬ويضيف أحد المخرجين أن األسماء ذات الهالة الدينية أو المقدسة ال يمكن أن‬
‫‪1‬‬
‫تعطى لشخصيات تتسم بالسوء‪.‬‬

‫يقول المخرج "رضا سركانيان"‪ :‬يعتقد القائمين على الرقابة أن عملهم ينحصر في تنقية المشروع وجعله‬
‫سليما؛ ما ينعكس من وجهة نظرهم إيجابيا على الثقافة‪ ،‬الناس والمجتمع ‪ ،‬فنحن نعيش في مجتمع أخالقي حيث‬
‫يتوجب علينا احترام بعض القيم من وجهة نظر العاملين في الرقابة؛ والتي ينتظر منها أن تحافظ على األخالق‬
‫‪2‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫ويقول المخرج "عباس كيارستامى " ‪:‬بالنسبة لي يمكنني القول أن الرقابة لم تؤثر في عملي‪ ،‬ولكن هذا لن‬
‫يكون حقيقيا‪ .‬صناع األفالم بشكل طبيعي يتحدثون عن تجاربهم الشخصية ولكن بالنسبة لي ما يتحدثون عنه‬
‫عادة حينما ال يكون هناك قواعد‬
‫ً‬ ‫اآلن ويصفوه بالرقابة يجب أن يتم اعتباره بشكل أساسي قيود دينية‪ ،‬الرقابة تتم‬
‫واضحة أو حين يقرر بعض الناس حذف بعض المشاهد من عمل معين ولكن اآلن نحن نعلم أن هناك قيودا مثل‬
‫عدم إمكانية ظهور امرأة ال ترتدي الحجاب وال حتى بحجاب غير محكم بشكل كامل‪ ،‬هناك أيضا قواعد صارمة‬
‫بخصوص التالمس‪.3‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬السينما األمريكية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السينما األمريكية؛ لمحة عامة‪:‬‬

‫خالل سنوات ‪0103‬؛ كان أهم مركز لتقديم الزخم السينمائي ليس باريس أو لندن أو نيويورك‪ ،‬بل أصبح‬
‫لوس أنجلس؛ هوليوود‪ ،‬كما أن السينما التي انتشرت بين فترتي ‪ 0910‬و ‪ 0103‬يشار إليها على أنها سينما ما‬
‫قبل هوليوود‪ ،‬مصادقة على الهيمنة المتنامية للصناعة األمريكية القائمة في كاليفورنيا بعد الحرب العالمية‬
‫‪4‬‬
‫األولى‪.‬‬

‫‪ -1‬ندى األزهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.633‬‬
‫‪-3‬أنظر‪ :‬حسام فهمي‪ ،‬قصة السينما اإليرانية والثورة اإلسالمية‪ ،‬على موقع إضاءات‪ ، www.ida2at.com :‬تاريخ التصفح‪/31 :‬‬
‫‪.6302 /30‬‬
‫‪ -4‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫وخالل عقد واحد من السنين تأتى للنظام الذي أوجدته الشركات السينمائية في هوليوود‪ ،‬هيمنة على‬
‫السينما ال في هوليوود فقط بل في جميع أنحاء العالم وذلك بتجميع كل جوانب العمل؛ من اإلنتاج إلى الدعاية‬
‫إلى التوزيع إلى العرض‪ ،‬حيث أوجدت نظاما نموذجيا هو نظام األستوديو؛ الذي كان على القطار األخرى أن‬
‫تحاكيه حتى تدخل غمار المنافسة‪.‬‬

‫ومع عام ‪ 0161‬تواجد نسق هوليوود؛ الذي هيمن على السوق من بريطانيا إلى البنغال‪ ،‬و من جنوب‬
‫إفريقيا إلى النرويج و السويد‪ ،‬و في ذلك الوقت لم تكتف هوليوود بإحكام سيطرتها على غالبية األسواق العالمية‬
‫بل أوجدت أيضا منتجاتها و نجومها؛ من أمثال "شارلي شابلن" و"ماري بيكفورد " وهما أكبر أيقونتين ثقافيتين‬
‫‪1‬‬
‫شهيرتين في العالم‪.‬‬

‫ومواقع العرض الدائمة؛ أقيمت في الواليات المتحدة األمريكية مع بواكير عام ‪ ،0131‬و في عام ‪0135‬‬
‫قدر عدد دور السينما الرخيصة ما بين ‪ 6133‬إلى‪ 0333‬دار‪ ،‬و مع عام ‪ 0131‬كان العدد ‪ 9333‬دار و في‬
‫عام ‪ 0103‬بلغ العدد ‪ 03333‬دار‪ ..‬ومع بداية عام ‪ 0131‬قدر عدد المشاهدين للسينما بحوالي ‪ 01‬مليون‬
‫مشاهد في األسبوع‪ ،‬و نيويورك نافست شيكاغو في أكبر تركيز لدور السينما الرخيصة حيث بلغ عددها ما يتراوح‬
‫‪ 13‬دار و ‪ 933‬دار‪ ،‬كما كان في نيويورك مواقع للسينما؛ كانت أصال مخازن بمقاعدها غير المالئمة و التهوية‬
‫غير الكافية و اإلضاءة المحتمة و اإلرشادات السيئة و مخارج معيقة للخروج ناهيك عن الظروف الصحية‬
‫السيئة و األرضيات غير النظيفة أين يحتشد عدد كبير من الناس مما يجعل العدوى قائمة‪.2‬‬

‫ولقد طرح المسئولون الحكوميون في أمريكا و جماعات اإلصالح خاصة؛ مجموعة من اإلستراتيجيات‬
‫الحتواء التهديد الذي يشكله الوسيط الفني الجديد السريع النمو‪ ،‬كما أن الكثير من المصلحين المحليين طالبوا‬
‫برقابة بلدية رسمية ‪ ،‬و في فترة مبكرة من عام ‪ 0131‬؛ أنشأت شيكاغو هيئة من الرقابة البوليسية كانت تراجع كل‬
‫العروض السينمائية داخل تشريعاتها‪ ،‬و غالبا ما كانت تطالب بحذف المادة المخالفة المسيئة‪ ،‬و لقد فرض رقباء‬
‫سان فرانسيسكو قانونا صارما؛ لدرجة أنه كان يحظر كل األفالم حيث يوجد شخص واحد يضرب آخر‪ ،‬أما بعض‬
‫الواليات – و كانت بنسلفانيا السباقة في عام ‪ -0100‬قد شكلت هيئات رقابية حكومية‪.3‬‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.006،000‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫أما شرف إنتاج أول فيلم أمريكي متعدد البكرات فيرجع إلى شركة "فيتاجراف"؛ العضو في الشركة‬
‫االتحادية فبين عامي ‪ 0131‬و ‪ 0103‬أنتجت الشركة القنبلة المدوية اإلنجيلية "حياة موسى" و هو فيلم من‬
‫‪1‬‬
‫خمسة بكرات يص ّور حياة النبي موسى منذ تبنته زوجة فرعون حتى وجوده على جبل سيناء‪.‬‬

‫السينما الهوليوودية في الثالثينات واألربعينات‪ ،‬قد وجدت جذورها ويجب فهمها في إطار اإلرث األمريكي‬
‫للترانسندنتالية‪ ، 2‬كما أن األمريكان ليسوا واعين حقيقة أيضا وهما حقيقتان هامتان بشكل متعادل في الثقافة‬
‫‪3‬‬
‫األمريكية‪.‬‬

‫اقتصاديات السينما األمريكية؛ الشركات والمنتجين‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫مع حلول األزمة االقتصادية سنة ‪0161‬؛ ترك الكساد االقتصادي أثرُه على صناعة السينما األمريكية‪،‬‬
‫تأخر لفترة أث ار مدمرا‪ ،‬فبين عامي ‪ 0103‬و ‪ 0100‬تراجع عدد المتفرجين من ‪ 13‬مليون‬
‫وكان لهذا األثر الذي ّ‬
‫أن عائدات الصناعة تراجعت من ‪ 503‬مليون دوالر إلى حوالي ‪093‬‬
‫شخص كل أسبوع إلى ‪ 23‬مليون فقط‪ ،‬كما ّ‬
‫مليونا‪ ،‬وبينما كانت أرباح الشركات مجتمعة تبلغ ‪ 61‬مليون دوالر أصبحت خسائرها حوالي ‪ 11‬مليون دوالر‪.‬‬
‫وهكذا أغلقت اآلالف من دور العرض السينمائية أبوابها في بداية الثالثينيات حيث كانت تبلغ حوالي ‪ 60333‬دار‬
‫كما أن الكساد ترك أث ار فادحا على الشركات الخمس الكبرى بسبب‬ ‫عرض لتصبح ‪ 01033‬في عام ‪0101 ،‬‬
‫الدين الباهظة على سلسلة دور العرض التي ملكها حتى أن ثالثا من هذه الشركات الخمس "باراماونت"‪،‬‬
‫خدمة ّ‬
‫"فوكس" و "آر‪.‬كيه‪.‬أو " عانت من االنهيار المالي في بداية الثالثينات‪ ،‬أما شركة "اإلخوة وارنر" فقد استطاعت‬
‫وحدها أن تبقى على قيد الحياة عندما تخلصت من حوالي ربع أصولها‪ ،‬لكن شركة "جولدوين ماير" كانت الشركة‬
‫الوحيدة التي حققت ازدها ار خالل فترة الكساد بفضل عدم امتالكها إال لعدد قليل من دور العرض الفاخرة (التي‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪-2‬ترنسندنتالي؛ بمعنى متعالي‪ :‬فلسفة ترى أن معرفة الواقع مستمدة من مصادر حدسية دون الخبرة الموضوعية‪ ،‬وتُعنى بما هو‬
‫قبلي وبديهي في المعرفة أو اإللهامي وتقلل من أهمية الخبرة الحسية (سمو الفكر الحدسي على الفكر العقالني)‪.‬‬
‫‪-3‬ويليام روثمان‪ ،‬ترجمة محسن ويفي‪ :‬عين الكاميرا (مقاالت في تاريخ السينما ونقدها وجماليا)‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،6303‬ص‪.60‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫كانت عبئا كبي ار على الشركات األخرى) فضال عن الموارد المالية الكبيرة لشركتها األم " ليوز إنكوربوريشن"‪،‬‬
‫وبفضل أفالمها التي كانت تنتجها شركة "كالفارسيتي"‪.1‬‬

‫أما شركات "هوليوود" الثالثة الصغرى؛ "كولومبيا"‪" ،‬يونيفارسال" و "يونايتد آرتيستس" فقد حققت بعض‬
‫النجاحات في بداية الثالثينات؛ عندما أنتجت هذه الشركات أفالما جيدة باإلضافة إلى امتالكها لوسائل التوزيع في‬
‫الكبرى أيضا‪ ،‬لكن العنصر الحاسم كان هو أن الشركات‬
‫أمريكا وخارجها‪ ،‬وهو ما كان متاحا للشركات الخمس ُ‬
‫الصغرى لم تكن تملك أي ٍ‬
‫دور للعرض‪ ،‬فبينما كان عدم امتالك دور للعرض عيبا كبي ار خالل العشرينات‪ ،‬فإنه‬
‫الشركات الصغرى استطاعت أن تتالفى مأزق االضطرار إلى رهن‬
‫أصبح نعمة ومزّية في فترة الكساد؛ حيث أن ّ‬
‫دور العرض تعويضا للخسائر وتسديدا للديون‪ ،‬كما استطاعت من جهة أخرى أن تعدل من إنتاجها وسياستها‬
‫‪2‬‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫الشركات ُ‬
‫التسويقية بشكل أكثر فاعلية ومرونة بالمقارنة مع ّ‬

‫ومع حلول عام ‪6339‬؛ كان تصدير الفيلم األمريكي ‪ 03‬مرات أكثر من استيراد األفالم األجنبية‪ ،‬وكان‬
‫‪3‬‬
‫ميزان هذه التجارة أفضل من أي صناعة أخرى ما عدا صناعة الفضاء‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ومنذ العام ‪6333‬؛ وطبقا لبحث قام به بنك ‪ ،UBS‬فإن ‪ 01‬بليون دوالر دخلت هوليوود من الخارج‪.‬‬

‫وتعد هولييود أكبر هيئة للصناعة السينمائية في العالم‪ ،‬على اعتبار أنها تسير أضخم شركات اإلنتاج والتي‬
‫نعرض أقدمها وأكثر نشاطا فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬شركة اإلخوة وارنر ‪(Warner Bros. Pictures) :‬‬

‫شركة "اإلخوة وارنر" الترفيهية المدمجة ‪ ،Warner Bros. Entertainment, Incorporated‬أو التي‬
‫تعرف اختصا ًار بوارنر برذرز‪ ،‬هي شركة أميركية لإلنتاج والتوزيع السينمائي والتلفزيوني والموسيقي‪ ،‬حيث تعد‬
‫واحدة من أكبر شركات األفالم في العالم‪ ،‬يقع مقرها في بربانك‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬وهي إحدى الشركات التابعة للشركة‬
‫األم "تايم وارنر"‪.‬‬

‫‪ -1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬أحمد يوسف‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم (المجلد الثاني السينما الناطقة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.01،02‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -3‬نيثان غردلز‪ ،‬مايك ميدافوي‪ ،‬ترجمة‪ :‬بثينة الناصري‪ :‬اإلعالم األمريكي بعد العراق (حرب القوة الناعمة)‪ ،‬المركز القومي‬
‫للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،6301 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫شركة "اإلخوة وارنر" هي ثالث أقدم أستوديو سينمائي في الواليات المتحدة‪ ،‬تأسست في ‪ 30‬أبريل‪،‬‬
‫‪ 0160‬بعد كل من شركتي أفالم "باراماونت" و "يونيفيرسال"‪ ،‬اللتين تأسستا في ‪ .0106‬هذا وتعد "اإلخوة وارنر"‬
‫عضو في جمعية الفيلم األميركي كما تعتبر من أكبر إمبراطوريات اإلعالم واألفالم والترفيه في العالم‪ ،‬فضال عن‬
‫كونها من األستديوهات الستة الكبرى في الواليات المتحدة األميركية؛ التي يتفرع منها عدة شركات يبلغ عدد‬
‫‪1‬‬
‫موظفيها ‪39‬آالف موظف‪.‬‬

‫أيضا شركات فرعية و عالمات تجارية أخرى تتمثل في‪:2‬‬


‫هذا وتمتلك شركة اإلخوة وارنر ً‬

‫‪ ‬فرع سينما الخط الجديد)‪(New Line Cinema‬‬


‫‪ ‬فرع كاسل روك للترفيه)‪(Castle Rock Entertainment‬‬
‫‪ ‬فرع تيرنر للترفيه )‪(Turner Entertainment‬‬
‫‪ ‬فرع وارنر بروس للرسوم المتحركة)‪(Warner Bros. Animation‬‬
‫‪ ‬فرع دي سي للترفيه )‪(DC Entertainment‬‬

‫تنتج شركة "اإلخوة وارنر" وتوزع مجموعة كبيرة من األفالم يتراوح عددها بين ‪ 09‬و ‪ 66‬فيلم كل عام ‪،‬‬
‫نموذجا تجارًيا يحد من المخاطر مع زيادة اإلنتاجية ورأس المال‪ ،‬كما تعتمد على التمويل الكامل لألفالم‬
‫ً‬ ‫وتوظف‬
‫أو تشارك في تمويل تلك التي تنتجها وتحافظ على حقوق التوزيع في جميع أنحاء العالم‪ .‬هذا وتستثمر الشركة في‬
‫عمليات التوزيع وا لتسويق التي تقوم بها من خالل توزيع األفالم التي يتم تمويلها وإنتاجها بالكامل من قبل‬
‫اآلخرين‪ .‬فضال عن مشاريع مشتركة متعددة األوجه مع ‪Village Roadshow Pictures‬و‪ MGM‬ومن جهة‬
‫في صفقة توزيع عبر التمويل المشترك مع شركة ‪Alcon‬‬ ‫أخرى انخرطت ‪Warner Bros. Pictures‬‬
‫‪Entertainment‬؛ لتزيد من نسبة أرباحها ومداخيلها‪.3‬‬

‫‪ -1‬موقع الموطن‪ .www.almowaten.net :‬تاريخ التصفح‪.6302 /30 /31 :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Top 10 Movie Production Companies of All Time: www.reelrundown.com, Seen the: 04/ 04/‬‬
‫‪2016.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Warner Bros web site : www.warnerbros.com, Seen the: 04/ 04/ 2016.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫‪ .2‬شركة سوني للترفيه ‪(Sony Pictures Entertainment):‬‬

‫يمكن إرجاع تاريخ الشركة إلى عام ‪ 1819‬عندما قام األخوان هاري وجاك كوهن بتكوين شراكة مع‬
‫شريكهما جو براندت إلنتاج أفالم قصيرة وميزات قصيرة الميزانية‪ ..‬وبحلول عام ‪ ، 0163‬كانت صناعة السينما‬
‫تجتذب جمهو ًار يبلغ ‪ 01‬مليون شخص في األسبوع كلهم على استعداد لدفع خمسة سنتات سنويًا لجذبهم إلى‬
‫المصور في هذه األثناء‪ ،‬و في الطريق إلى هوليوود‪ ،‬بدأت كولومبيا للصور ‪(Columbia‬‬
‫ّ‬ ‫العالم السحري للترفيه‬
‫)‪ Pictures‬في الظهور‪ ،‬حيث حققت أفالما مثل "حدث ليلة واحدة" و "لورنس العرب "‪ ،‬انضمت كولومبيا‬
‫شركة ‪Sony‬‬ ‫رسميا إلى مجموعة االستوديوهات في عام ‪ 0113‬بعد االستحواذ عليها من قبل‬
‫ً‬ ‫للصور‬
‫‪ ، Corporation‬مع العلم أن هذه األخيرة قد حصلت على شركة كولومبيا للصور من شركة كوكاكوال مقابل ‪0.0‬‬
‫‪1‬‬
‫مليار دوالر‪.‬‬

‫أيضا شركات وعالمات تجارية أخرى تشمل‪:2‬‬


‫هذا وتمتلك ‪ً Sony Pictures Entertainment‬‬

‫‪ ‬فرع صور تريستار )‪(TriStar Pictures‬‬


‫‪ ‬فرع سوني للرسوم المتحركة)‪(Sony Pictures Animation‬‬
‫‪ ‬فرع أفالم الوجهة)‪(Destination Films‬‬
‫‪ ‬فرع أفالم االنتصار)‪(Triumph Films‬‬
‫‪ ‬فرع األفالم الست)‪(Stage 6 Films‬‬
‫‪ .9‬شركة فوكس القرن العشرين‪)the century fox21( :‬‬

‫انطلقت شركة ‪ the Century Fox63‬نشاطها السينمائي من مسرح صغير في الجانب الشرقي األدنى‬
‫من نيويورك‪ .‬في عام ‪ ،0130‬حيث ولد وليام فوكس صاحب الشركة الذي أدهش الجماهير بأفالمه السحرية‬
‫المحفورة باليد‪ .‬كانت البدايات عبارة عن كراسي متواضعة قابلة للطي وجدار ملون‪ ،‬وبحلول عام ‪ 0101‬كانت‬

‫‪1‬‬
‫‪- Sony Corporation: www.sonypictures.com. Seen the: 04/ 04/ 2016.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Top 10 Movie Production Companies of All Time; www.reelrundown.com. Seen the: 04/ 04/‬‬
‫‪2016.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫عروض األفالم المتزايدة تحظى بشعبية كبيرة‪ ،‬أين تطورت شاشته األولى المكونة من سلسلة ‪ 61‬مسرحا حول‬
‫‪1‬‬
‫مدينة نيويورك إلى صناعة لألفالم‪.‬‬

‫غادر ويليام فوكس نيويورك في عام ‪ 0101‬نحو لوس أنجلوس أين اكتشف الشاشة والفيلم ونجوم السينما‬
‫األوائل بما في ذلك رعاة البقر على غرار توم ميكس ‪ ،‬أول رمز جنسي تيدا بارا‪ ،‬وبطل المالكمة جورج أوبراين‬
‫الذي تحول إلى ممثل‪ .‬كانت شركة فوكس ملتزمة بأحدث االتجاهات والتقنيات في هذه الصناعة‪ ،‬حيث كانت‬
‫رائدة في استخدام الصوت مع تطوير نظام الصوت ‪ .Movietone‬اندمجت مع شركة ‪Twentieth Century‬‬
‫‪Pictures‬؛ التي أسسها داريل زانوك وجوزيف شينك سنة ‪ 0101‬لتنطلق في إنتاج وصناعة مجموعة غير‬
‫‪2‬‬
‫مسبوقة من األفالم التي مازالت مستمرة ليومنا هذا‪.‬‬

‫ابتدعت فوكس تقنية العرض «سينما سكوب» واستخدمتها في إنتاج أفالم منتمية إلى أنواع مختلفة‪ .‬منها‬
‫التاريخي كليوباترا والديني الحبل والويسترن أوكالهوما رجل من الرامي والموسيقي كارمن جونز‪ ،‬وفي نهاية‬
‫السبعينات تبنت فوكس مشروع فيلم بميزانية فاقت ‪ 06‬مليون دوالر اسمه ‪ Star wars‬حرب النجوم بعدما رفضته‬
‫‪3‬‬
‫االستوديوهات األخرى ليحقق الفيلم نجاحا وإيرادات منقطعة النظير واستم اررية ليومنا هذا‪.‬‬

‫دفعت شركة ديزني ‪ 16‬بليون دوالر ثمنًا لشراء وضم شركة فوكس للقرن العشرين إليها شاملة تاريخ‬
‫الشركة من األفالم واالستوديو الكبير المنتصب فوق مساحة كبيرة من منطقة سانتا مونيكا في لوس أنجليس‪،‬‬
‫موافقة و ازرة العدل التي صدرت في السابع والعشرين من يونيو ‪ 6309‬تمنح ديزني ملكية ‪ 66‬محطة تلفزيون‬
‫رياضية في ربوع الواليات المتحدة ومحطات إخبارية وعقارات مختلفة والدفع كان خليطًا من المبالغ النقدية واألسهم‬
‫المصرفية‪ .‬وتبعًا لتفاصيل الصفقة فإن شركة فوكس‪ ،‬التي يملكها روبرت مردوخ‪ ،‬تخّلت عن كل أمالكها المعنوية‬
‫‪4‬‬
‫والمادية باستثناء قنواتها التلفزيونية الرئيسية مثل فوكس نيوز وملحقاتها‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- 20th century fox :www.foxmovies.com, Seen the: 04/ 04/ 2016.‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪-3‬محمد رضا‪ :‬فوكس للقرن العشرين إلى كنف ديزني بعد تاريخ عريق‪ ،www.aawsat.com ،‬تاريخ التصفح‪/30 /31 :‬‬
‫‪.6302‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬

‫تختلف شروط اإلنتاج السينمائي بين إيران والواليات المتحدة األمريكية؛ لذلك ال يمكن الحديث عن‬
‫صناعة سينمائية في إيران مقابل تلك الموجودة في أمريكا‪ ،‬إال أن إيران تمكنت من تطوير نمط سينمائي تنافسي‬
‫من خالل تبنيها للمدرسة الواقعية واتجاهها للطبيعة القاسية موقعا وحدثا محاولة مقاومة شروط الرقابة التي‬
‫يفرضها نظلم الدولة اإلسالمية على اإلنتاج السينمائي مما يزيد من عقبات حرية طرح األفكار وبالتالي البحث‬
‫عن منافذ تعبيرية تسمح بمعايشة الواقع اإليراني ومواكبة التحديات السينمائية‪.‬‬

‫في مقابل ذلك تزداد ضخامة اإلنتاج السينمائي األمريكي موازاة مع الطفرة التكنولوجية التي أتاحتها الثورة‬
‫الرقمية مما يجعل الخيال والفانتازيا التي تنبعث من حواسيب صناع األفالم في تدفق مستمر‪ ،‬لذلك يصبح للسينما‬
‫األمريكية نزوعا متزايدا للخيال للتطور من األفالم الكالسيكية ذات الطابع الرومانسي إلى أفالم امتصاص صدمة‬
‫الحرب العالمية األولى والثانية من خالل انتشار أفالم الكوميديا ثم التوجه إلى أفالم الحرب والجوسسة خالل‬
‫الحرب الباردة في محاولة لتشريح وفهم وترسيخ صور معينة حول الحربين العالميتين وبواعث األحادية القطبية‬
‫لتوغل بعد ذلك السينما األمريكية في الخيال والفانتازيا من خالل خلق عوالم خيالية على غرار أفالم هاري بوتر‬
‫وسيد الخواتيم والشفق األحمر ثم األبطال الخارقين على غرار البات مان والسوبر مان والسبايدر مان‪ ،‬وصوال‬
‫إلى عالم األحالم والطفولة من خالل شخصيات وعوالم ديزني‪.‬‬

‫يأخذ الدين حي از مهما من السينما اإليرانية واألمريكية؛ يصبح المبرر واضحا بالنسبة إليران كدولة إسالمية‬
‫ويبقى األمر محط تساؤل للسينما األمريكية‪ ،‬حيث اتجهت الصناعتين إلى تحقيق عدد هائل من األفالم الدينية‬
‫خصوصا في شقها المتعلق بالسير الذاتية لألنبياء كان آخرها فيلم نوح (‪ )6300‬بالنسبة للسينما األمريكية وفيلم‬
‫محمد رسول الله (‪ ) 6301‬بالنسبة للسينما اإليرانية‪ ،‬إال أن هذه األفالم ليست محط اهتمامنا ودراستنا ألننا نبحث‬
‫عن الخطاب الديني المضمر في األفالم اإليرانية واألمريكية التي ال تظهر في شكلها أفالما دينية عبر أطروحات‬
‫شديدة الترميز واإليحاء وهو ما سيتم التطرق إليه من خالل اإلجراءات التطبيقية لهذه الدراسة في الفصول‬
‫الموالية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الخطاب الديني في السينما األمريكية‬
‫من خالل فيلم ‪Mother‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب‬


‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫تمييد‬

‫يضطمعُ ىذا الفصل بتحميل الخطاب الديني في الفيمم األمريكي ‪Mother‬؛ الذي اخترناه بشكل قصدي‬
‫مفردةً من عينة ىذه الدراسة الكيفية‪ ،‬يتم التحميل استناداً عمى منيج تحميل الخطاب في أربعة مستويات‬
‫خطابية‪ :‬أطروحة الخطاب؛ أين سنقوم باستخراج األطروحة الرئيسة والقضايا والمقوالت الفرعية التي تندرج‬
‫ضمنيا‪ ،‬تباعاً نقوم بتفكيك القوى الفاعمة في الخطاب من خبلل تبيين صفاتيا وأدوارىا وعدد المقطات التي‬
‫تظير فييا‪ ،‬بعد ذلك نتجو لكشف البنية الحجاجية لمخطاب ومستوياتيا العقمية والعاطفية لننتيي باستنباط‬
‫وتحميل السياقات واأليديولوجيات التي ينبثق منيا الخطاب وأبعادىا التاريخية والدينية‪.‬‬

‫فيمم ‪ Mother‬بمعنى "أُم"؛ فيمم أمريكي درامي من إنتاج شركتي ‪Protozoa Pictures‬‬
‫و‪ ،Paramount Pictures‬أنتج سنة ‪ ،2017‬قام بتأليفو واخراجو األمريكي دارين أرونوفسكي‪ ،‬شارك في‬
‫تمثيمو كل من جينيفير لورانس في دور األم‪ ،‬خافيير باردم في دور "ىو‪ ،"Him/‬إد ىاريس في دور الرجل‪،‬‬
‫ميشيل فايفر في دور المرأة‪ ،‬دومينال غميسون في دور االبن األكبر و بريان غميسون في دور االبن‬
‫األصغر‪" ،‬بمغت نسبة إيراداتو أكثر من ‪ 44‬مميون دوالر"‪ ،1‬كما "تحصل عمى تقييم ‪ 75‬بالمائة عمى قاعدة‬
‫بيانات األفبلم عمى اإلنترنت (‪ )IMDB‬في حين بمغت المراجعات المتعمقة بو حسب ذات المنصة ‪1811‬‬
‫‪2‬‬
‫مراجعة و‪ 523‬نقداً‪".‬‬

‫تبدأ أحداث الفيمم بمشيد يظير فيو منزل وسط الطبيعة قد احترق بالكامل‪ ،‬ليقوم بعد ذلك خافيير‬

‫بارديم (ىو‪ )Him/‬بتثبيت كريستالة عمى دعامة معدنية لتتحول إلى قطعة ديكور ميمة في مكتبو‪ ،‬تباعاً‬
‫تظير جينفر لوارنس (األم)؛ الزوجة التي تعمل بكل جد عمى ترميم المنزل واعادة بناء األجزاء التي تضررت‬
‫بفعل الحريق لتعيده إلى ىيئتو األصمية‪ ،‬تظير األم محبة كبيرة لزوجيا الشاعر الذي يعاني من اضطراب‬
‫بسبب غياب اإلليام عنو وعجزه عن كتابة قصائده مما يجعمو يشعر باإلحباط والتوتر‪ ،‬تتفانى األم في توفير‬
‫الجو المبلئم لزوجيا بالعمل طوال الوقت حتى يتمكن من كتابة قصائده في أحسن الظروف‪.‬‬

‫تنقمب حياة الزوجين بعد قدوم رجل غريب إلى البيت لتمتحق بو زوجتو‪ ،‬يحظيان بترحيب كبير من‬
‫الشاعر رغم رفض األم لذلك‪ ،‬بعد مدة يمتحق بيما ابنيما األكبر واألصغر فينشب بينيما خبلف بسبب‬

‫‪1‬‬
‫‪- see : www.boxofficemojo.com .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- see : www.imdb.com .‬‬

‫‪97‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫الوديعة فيقتل األخ األكبر أخاه األصغر‪ ،‬تتوالى األحداث ليصبح البيت ساحة لمعركة ال تنتيي بين‬
‫المعجبين بالشاعر الذين قدموا من كل مكان لرؤيتو‪ ،‬بعد ذلك يتسبب المعجبون في قتل ابن الشاعر لتصاب‬
‫األم بنوبة غضب ىستيرية تنتيي بانتحارىا حرقاً وتفجير البيت واحتراق كل من فيو‪ ،‬ينتزع الشاعر قمب األم‬
‫وىي تحتضر ليحولو إلى كريستالة جديدة يضعيا في البيت من جديد‪ ،‬ينتيي الفيمم بظيور زوجة‪ /‬أم أخرى‬
‫وبداية الشاعر لحياة جديدة‪ .‬يرمز الشاعر لئللو أما القصائد التي يكتبيا فيي األديان‪ ،‬ترمز األم لمطبيعة‪/‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬أما الرجل والمرأة الغريبين الذين قدما إلى البيت ىما آدم وحواء‪ ،‬يرمز األخوين لقابيل وىابيل‬
‫وحادثة قتل األخ ألخيو وأول جريمة في تاريخ البشرية‪ ،‬أما ابن الشاعر واألم الذي ُيقتل من قبل المعجبين‬
‫فيرمز لمنبي عيسى‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األرطروح الخرطابي لمفيمم‪:‬‬

‫إن استخراج األطروحة الخطابية لمفيمم والقضايا والمقوالت الفرعية التي تنبثق منيا إضافة إلى تفكيك‬
‫القوى الفاعمة والبنية الحجاجية يستدعي كتابة سيناريو الفيمم كامبل‪ ، 1‬وتقطيعو زمنيا حسب عدد المشاىد‬
‫لمتمكن من معرفة الوقت الذي تستغرقو كل قضية ومقولة إلى جانب الصفات واألدوار التي تنخرط فييا‬
‫الشخصيات وعدد المقطات التي تظير فييا كل شخصية‪ .‬إذ ذاك قمنا بكتابة سناريوىات األفبلم األربعة‬
‫األمريكية واإليرانية لتحميل الخطاب الديني الذي تتضمنو‪.‬‬

‫ي ِ‬
‫دافع فيمم ‪ Mother‬عن أطروحة أساسية تتمثل في تصوير عبلقة اإللو‪ 2‬باإلنسان ابن الطبيعة؛‬ ‫ُ‬
‫يختار صناع الفيمم شكبل محددا ليذه العبلقة أين يصبح اإللو معذبا لئلنسان ومسببا مباش ار لكل آالمو من‬
‫خبلل الدين الذي يستمر في جمب الخراب لمعالم واذكاء الصراع بين البشر‪ .‬تتوزع ىذه األطروحة عمى ثبلثة‬
‫قضايا فرعية يقسميا مخرج العمل في ساعتين من الزمن (مدة الفيمم) إلى ثبلثة وأربعين مشيداً مقسمة‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬القضي األولى‪ :‬قتل قابيل ليابيل؛ أساس كل الصراعات بين البشر والدماء التي أُريقت في العالم‪،‬‬
‫وقد تم تناول ىذه القضية في أربعة وعشرين مشيدا منذ وصول آدم وحواء إلى غاية حادثة القتل‬

‫‪ -1‬لئلطبلع عمى سيناريو فيمم ‪ Mother‬وتقطيعو الزمني أنظر الممحق رقم (‪ :)01‬سيناريو فيمم ‪.Mother‬‬
‫‪ -2‬تعالى وتنزه اسم ا﵀ عن أي وصف أو تصوير تناولو الفيمم‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫موزعة عمى مدة زمنية قدرىا ساعة وست دقائق وخمسة عشر ثانية (من ‪ 00.00.42‬إلى‬
‫‪ )01.05.33‬كما تنقسم ىذه القضية إلى ستة مقوالت فرعية أخرى نفصميا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬وىي مقولة تأسيسية لممكان والشخوص‪ُ ،‬يعرض فييا المنزل؛ الذي يرمز‬
‫لؤلرض واألب الذي يرمز لئللو واألم التي ترمز لمطبيعة‪/‬اإلنسان‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في‬
‫مشيد واحد؛ المشيد األول‪ /‬التأسيسي (من ‪ 00.00.42‬إلى ‪.)00.04.47‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬وصول آدم وحواء إلى البيت واندماجيما فيو‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في ثمانية‬
‫مشاىد؛ من المشيد الثاني إلى المشيد التاسع (من ‪ 00.04.74‬إلى ‪.)00.24.59‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬طرد اإللو آلدم وحواء من الجنة بسبب تسببيما في تحطيم الكريستال‪ ،1‬حيث‬
‫تستغرق ىذه المقولة في ثبلثة مشاىد؛ من المشيد العاشر إلى المشيد الثاني عشر‬
‫(من ‪ 00.24.59‬إلى ‪.)00.35.23‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬وصول ىابيل وقابيل إلى المنزل‪ ،‬خبلفيما ووقوع حادثة القتل‪ ،‬وتستغرق ىذه‬
‫المقولة في مشيدين؛ المشيد الثالث عشر والرابع عشر (من ‪ 00.35.24‬إلى ‪.)00.40.11‬‬
‫‪ ‬المقول الخامس ‪ :‬إقناع اإللو آدم وحواء ومن معيم من الناس بأن األلم ىو صوت الحب‬
‫واإلنسانية‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في ثبلثة مشاىد؛ من المشيد الخامس عشر إلى المشيد‬
‫السابع عشر (من‪ 00.40.12.‬إلى ‪.)00.53.43‬‬
‫‪ ‬المقول السادس ‪ :‬توافد الناس أكثر إلى البيت وتعمقيم باإللو الذي يستمتع بقصصيم‪ ،‬ثم‬
‫خروجيم مع آدم وحواء‪ ، 2‬وتستغرق ىذه المقولة في خمسة مشاىد (من ‪ 00.53.43‬إلى‬
‫‪.)01.05.33‬‬
‫‪ ‬القضي الثاني ‪ :‬الدين سبب الحروب والنزاعات في العالم‪ ،‬واستمرار قتل البشر لبعضيم البعض‪،‬‬
‫ـوقد تم تناول ىذه القضية في ستة عشر (‪ )16‬مشيدا‪ ،‬موزعة عمى مدة زمنية قدرىا ثبلثة وأربعون‬
‫دقيقة وثبلثة عشر ثانية (من ‪ 01.05.33‬إلى ‪ ،)01.48.20‬كما تنقسم ىذه القضية إلى ستة‬
‫مقوالت نعرضيا في اآلتي‪:‬‬

‫نياىما عنيا‪ ،‬في حين‬


‫ُ‬ ‫‪ -1‬في القرآن الكريم يطرد ا﵀ سبحانو وتعالى آدم وحواء من الجنة بسبب أكميما من الشجرة التي‬
‫يص ور الفيمم طرد آدم وحواء منيا بعد تحطيميما لمكريستال التي يحتفظ بيا والتي تحيل عمى شيء آخر تماما غير ما تم تناولو‬
‫في القصص القرآني سنتناولو بالتفصيل الحقاً‪.‬‬
‫‪ -2‬ىنا تنتيي القضية األولى آدم وحواء وحادثة قتل قابيل ليابيل‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬مضاجعة اإللو (األب) لمطبيعة (األم) وحمل األم بالنبي عيسى‪ ،‬وتستغرق ىذه‬
‫المقولة في مشيدين؛ المشيد الخامس والعشرون والسادس والعشرون (من ‪ 01.05.33‬إلى‬
‫‪.)01.10.20‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬كتابة اإللو (األب) لمخطوط الديانة ونشره‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في خمسة مشاىد؛‬
‫من المشيد السابع والعشرون إلى المشيد الواحد والثبلثون (من ‪ 01.10.20‬إلى ‪.)01.19.08‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬تحقيق الديانة لبلنتشار والذيوع بين الناس وازدياد توافدىم عمى اإللو‪ ،‬وتستغرق ىذه‬
‫المقولة في أربعة مشاىد؛ من المشيد الثاني والثبلثون إلى المشيد الخامس والثبلثون‬
‫(من ‪ 01.19.09‬إلى ‪.)01.25.21‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬تفاقم الصراع بين الناس ونشوب الحروب بسبب الديانة؛ وتستغرق ىذه المقولة في‬
‫ثبلثة مشاىد؛ من المشيد السادس والثبلثون إلى المشيد الثامن والثبلثون (من ‪ 01.25.22‬إلى‬
‫‪.)01.37.25‬‬
‫الخامس ‪ :‬والدة النبي عيسى؛ وتستغرق ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد التاسع‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫والثبلثون (من ‪ 01.37.26‬إلى ‪.)01.45.51‬‬
‫السادس ‪ :‬قتل النبي عيسى؛ وتستغرق ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد أربعون‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫(من ‪ 01.45.52‬إلى ‪.)01.48.20‬‬
‫‪ ‬القضي الثالث ‪ :‬احتراق الطبيعة (األم)‪ ،‬ومعرفة ىوية اإللو (األب) القاسية‪ /‬الشريرة‪ ،‬وقد تم تناول‬
‫ىذه القضية في آخر أربع مشاىد من الفيمم؛ موزعة عمى مدة زمنية قدرىا ثمانية دقائق وثانية واحدة‬
‫(من ‪ 01.48.20‬إلى ‪)01.56.21‬؛ كما تنقسم ىذه القضية إلى مقوالت نجمميا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬معاناة الطبيعة (األم) واحتراقيا ألماً و نياية حياتيا بسبب تصرفات اإللو (األب)؛‬
‫وتستغرق ىذه المقولة في مشيدين؛ المشيد الواحد واألربعون والثاني واألربعون (من ‪ 01.48.20‬إلى‬
‫‪.)01.52.15‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬اإلفصاح عن ىوية اإللو وطبيعتو التي ال تكتفي بما تقدمو الطبيعة (األم) من حب‬
‫وتضحية‪ .‬وتستغرق ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد الثالث واألربعون (من ‪ 01.52.16‬إلى‬
‫‪.)01.55.46‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬طبيعة (أم) جديدة وبداية اإللو من جديد؛ وتستغرق ىذه المقولة في مشيد واحد‬
‫(آخر مشيد من الفيمم)؛ المشيد الرابع واألربعون (من ‪ 01.55.47‬إلى ‪.)01.56.21‬‬

‫‪100‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫يمكن أن نمخص أطروحة الفيمم من خبلل القضايا والمقوالت التي تشمميا في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )01‬يوضح قضايا ومقوالت أطروحة فيمم ‪.Mother‬‬

‫المدة الزمني‬ ‫المقوالت‬ ‫القضايا‬


‫من ‪ 00.00.42‬إلى ‪00.04.47‬‬ ‫‪ 1‬تأسيس المكان والشخوص‬ ‫قتل قابيل ليابيل‬
‫من ‪ 00.04.74‬إلى ‪00.24.59‬‬ ‫وصول آدم وحواء‬ ‫‪2‬‬

‫القضي األولى‪:‬‬
‫من ‪ 00.24.59‬إلى ‪00.35.23‬‬ ‫‪ 3‬طرد آدم وحواء من الجنة‬
‫من ‪ 00.35.24‬إلى ‪00.40.11‬‬ ‫قتل قابيل ليابيل‬ ‫‪4‬‬
‫من ‪ 00.40.12‬إلى ‪00.53.43‬‬ ‫األلم صوت اإلنسانية‬ ‫‪5‬‬
‫من ‪ 00.53.43‬إلى ‪01.05.33‬‬ ‫تعمق الناس باإللو‬ ‫‪6‬‬
‫من ‪ 01.05.33‬إلى ‪01.10.20‬‬ ‫مضاجعة اإللو لمطبيعة‬ ‫الدين سبب خراب العالم ‪1‬‬
‫من ‪ 01.10.20‬إلى ‪01.19.08‬‬ ‫كتابة اإللو نص الدين‬ ‫‪2‬‬

‫القضي الثاني ‪:‬‬


‫من ‪ 01.19.09‬إلى ‪01.25.21‬‬ ‫انتشار الدين‬ ‫‪3‬‬
‫من ‪ 01.25.22‬إلى ‪01.37.25‬‬ ‫‪ 4‬صراع البشر بسبب الدين‬
‫من ‪ 01.37.26‬إلى ‪01.45.51‬‬ ‫والدة النبي عيسى‬ ‫‪5‬‬
‫من ‪ 01.45.52‬إلى ‪01.48.20‬‬ ‫قتل النبي عيسى‬ ‫‪6‬‬
‫من ‪ 01.48.20‬إلى ‪01.52.15‬‬ ‫معاناة الطبيعة واحتراقيا‬ ‫‪1‬‬ ‫احتراق الطبيعة وىوية‬
‫من ‪ 01.52.16‬إلى ‪01.55.46‬‬ ‫ىوية اإللو‬ ‫‪2‬‬ ‫اإللو‬ ‫القضي الثالث ‪:‬‬
‫من ‪ 01.55.47‬إلى ‪01.56.21‬‬ ‫البداية الجديدة‬ ‫‪3‬‬

‫‪101‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعم والبني الحجاجي لمخرطاب‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القوى الفاعم ‪:‬‬

‫يقوم الفيمم عمى ستة (‪ )06‬شخصيات أساسية؛ (‪ )him‬اإللو‪/‬األب‪ )Mother( ،‬الطبيعة‪ /‬األم‪ ،‬آدم‪،‬‬
‫عام‪ُ ،‬يذكر أنو ال‬
‫حواء‪ ،‬قابيل وىابيل‪ ،‬أما بقية الشخصيات التي يتكرر توافدىا عمى البيت فيُم البشر بشكل ْ‬
‫يتم إطبلق أي اسم عمى أي شخصية في الفيمم‪1‬؛ فبل ُينادى اإللو باسمو وال الطبيعة باسميا وال حتى آدم‬
‫وحواء أو قابيل وىابيل وباقي الشخصيات‪ ،‬حيث يصف اإللو نفسو باألب (بعد والدة الطفل‪ /‬النبي عيسى‬
‫الذي ال يطمق عميو أي اسم) وتصف الطبيعة نفسيا باألم كما توصف ناشرة كتب األب بالناشرة‪ ،‬إذ ذاك‬
‫يبني الفيمم ىوية الشخصيات من خبلل صفاتيا وأدوارىا ليترك المجال لممتمقي لتفسيرىا والوصول إلى ىويتيا‬
‫الحقيقية‪.‬‬

‫‪ .1‬شخصي اإللو‪ /‬األب‪:‬‬

‫تشكل شخصية األب الذي يرمز لئللو التي يؤدييا الممثل اإلسباني ‪ ،Javier Bardem‬أحد القوى‬
‫الفاعمة الرئيسة التي يقوم عمييا الفيمم برمتو‪ ،‬أين يسعى كاتب العمل ومخرجو ‪ Darren Aronofsky‬إلى‬
‫بناء صورتو عبر سمسمة من الصفات واألدوار والعبلقات التي تتخذ منحى تصاعدي ينتيي بإعطاء تصور‬
‫خاص لئللو‪ ،‬حيث ظيرت ىذه الشخصية في ‪ 201‬لقطة عبر أغمب مشاىد الفيمم‪.‬‬

‫يختار ‪ Darren Aronofsky‬وظيفة الشاعر لؤلب‪ ،‬الذي يكتب قصائد رائعة تعجب الناس وتجعميم‬
‫يمتفون حولو و يبحثون عنو في إحالة مباشرة إلى الديانات‪ ،‬بينما يبني شخصيتو عبر حاالت وصفات وأفعال‬
‫محددة يسعى من خبلليا إلى ترسيخ صورة معينة في ذىن المتمقي؛ تُصور صفات األب عمى أنو‪ :‬مخيف‪،‬‬
‫عبقري‪ ،‬مجنون‪ ،‬أما الحاالت التي يظير عمييا فيي‪ :‬التوتر والقمق‪ ،‬االندىاش‪ ،‬التعب‪ ،‬اإلعجاب‪ ،‬الحاجة‬
‫إلى الحب‪ ،‬رفض الوحدة‪ ،‬أما أفعالو فتتمثل في الكتابة والتأليف‪ ،‬حشد الناس حولو‪ ،‬القتل‪.‬‬

‫في أول مشيد من الفيمم (المشيد التأسيسي)‪ ،‬تستيقظ األم صباحاً لتباشر البحث عن األب وبمجرد أن‬
‫يظير خمف األم يخيفيا لتقول لو "أخفتني"‪ ،‬لينطمق بذلك تأسيس الشخصية األب بمصطمح "الخوف" في‬
‫إحالة إلى طبيعتو القائمة عمى التخويف‪ ،‬يوصف األب أيضا "بالعبقري " من قبل ناشرة كتبتو التي تحضر‬

‫‪-1‬إننا لم نقم بعممية تأويل لشخصيات الفيمم المذكورة‪ ،‬بل جاء ذكرىا في كل المقاالت والمواقع التي تحدثت عن الفيمم بشكل‬
‫عام وبشكل خاص بطمة الفيمم التي قامت بأداء دور األم‪ /‬الطبيعة جينيفر لورانس في أحد المقاببلت التمفزيونية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫إلى البيت خبلل حفل توقيع اإلصدار الجديد وسط عدد ىائل من الناس والمعجبين لتقول لو في المشيد‬
‫الخامس والثبلثون‪" :‬أىبل العبقري خاصتي‪ ،‬لقد وصمت الطبعة الثانية"‪ ،‬أما الصفة الثالثة التي ُينعت بيا‬
‫األب فيي "الجنون" عندما تقول لو األم "أنت مجنون" في المشيد الواحد واألربعون بعد قتل رضيعيا الذي‬
‫يرمز لممسيح بعد أن وىبو األب لمناس‪.‬‬

‫الموت حيث ظيرت ىذه التيمة مرتين في‬ ‫ْ‬ ‫أما الحاالت التي يظير فييا األب فيي التوتر والقمق حيال‬
‫عم َم األب بموضوع مرض آدم وأنو يحتضر‪ ،‬عند قولو لؤلم في المشيد الثاني عشر‪:‬‬ ‫الفيمم؛ األولى عندما ِ‬

‫"كان ىذا موت ارً لن تصدقي ما أخبرني بو لمتو‪ ،‬ىذا ما أخبرني بو أثناء تمشينا إنو يموت‪ ".‬أما المرة الثانية‬
‫عند موت ىابيل ليقول األب لؤلم في المشيد السابع عشر‪" :‬كنت أمسك بيد الفتى عندما مات‪ ،‬أنا متعب‬
‫أحتاج إلى االستحمام بمياه ساخنة‪".‬‬

‫تتكرر "دىش " و"إعجاب" األب بآدم عندما يقول لؤلم في المشيد الثامن " قصصوُ‪ ،‬أعجبني عقل‬
‫الرجل‪ ،‬مميم التحدث إلى أحد يقدر العمل فعبل‪ ".‬وفي المشيد الثاني عشر عندما يقول‪ " :‬إنو رجل صاحب‬
‫كبرياء يعجبني ىذا"‪ ،‬كما تظير حاجة األب لمحب والتفاف الناس حولو في كل مرة يدعو فييا الناس إلى‬
‫االنضمام إليو والدخول إلى المنزل من خبلل قولو آلدم في المشيد الخامس‪ " :‬الوقت متأخر فمتبيت الميمة‪،‬‬
‫رجاء نستمتع برفقتك" وقولو لؤلم في المشيد الثامن عشر‪" :‬ليس لدييم مكان لمذىاب إليو‪ ،‬لذلك أخبرتيم أنو‬
‫ال مانع من دعوة بعض األصدقاء وأفراد العائمة" وقولو لمحضور "رجاء اعتبروا المنزل منزلكم" وفي المشيد‬
‫الرابع والعشرون عندما يطمب من الناس البقاء في لمنزل بقولو " من فضمكم ال تذىبوا‪ ،‬إلى أين ستذىبون؟"‬
‫وقولو أيضا لؤلم في المشيد التاسع والثبلثون عندما تطمب منو أن يجبر الناس عمى مغادرة المنزل بقوليا لو‪:‬‬
‫"أجبرىم عمى الذىاب‪ ،‬إنيم يعشقونك سينصتون إلى كبلمك َلم ال تجبرىم؟" فيرد األب‪" :‬ال أريدىم أن يذىبوا"‪.‬‬

‫أما عن األفعال؛ فعدا فعل الكتابة والتأليف وحشد الناس حول األب‪ ،‬تتحدد ىويتو في نياية الفيمم‬
‫بالقاتل بعد أن تصرخ األم في وجيو في المشيد الواحد واألربعون "قاتل" بسبب وىب ابنيما لمناس الذي قاموا‬
‫بقتمو وأكل أحشائو في إحالة لصمب وموت النبي عيسى‪.‬‬

‫من خبلل الصفات والحاالت واألفعال التي يظير بيا األب الذي يرمز لئللو في الفيمم تتجمى أبعاد‬
‫أنسنة اإللو من خبلل وسمو بصفات إنسانية؛ تستيدف باألساس رفع القداسة والتسامي عنو‪ ،‬وىو ما دأبت‬
‫السينما األمريكية عمى تقديمو في خطاباتيا الدينية "منذ السبعينيات فظير في فيمم ‪)1977( Oh God‬‬

‫‪103‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫كرجل عجوز‪ ،‬في الثمانين من عمره يعمل سائقا لمتاكسي وقدم الممثل ‪ Ralph Richardson‬دور الرب‬
‫في فيمم ‪ ،)1981( Time Bandits‬حول جنون وارتباك العالم ومحاولة اليروب من ىذه الفوضى‪ ،‬عبر‬
‫الخيال‪ ،‬وقد ظير في شكل رجل حكيم يرتدي مبلبس أنيقة ويقدم نصائح لمجموعة من األقزام‬
‫أعطاىم خريطة الزمن عن ضرورة وجود الشر‪ ،‬وقد ظير الرب كضوء أصفر المع ينبثق من برج روماني‬
‫بين السحب في فيمم ‪ ،)1983( Two of a Kind‬قام بدور الرب الممثل جين ىاكمين واتسم اإللو بأنو‬
‫متسرع وغير صبور‪ ،‬وفي فيمم‪)1998( The Acid House‬؛ يقوم بدور الرب الممثل موريس روفز واتسم‬
‫بأنو رب غاضب‪ ،‬سكير‪ ،‬ذو لحية رمادية‪ ،‬يحب الشتم ويؤثر استخدام وصف األعضاء التناسمية لمنساء‪ ،‬كما‬
‫اختارت ىوليوود الممثل مورجان فريمان لدور اإللو في بروس العظيم (‪ )2003‬عندما يستجيب الرب لو‬
‫ويخبره أنو سيضعو مكانو لمدة سبعة أيام يكون فييا ىو الخالق طوال تمك الفترة‪ .‬من جية أخرى جعمت‬
‫ىوليوود اإللو امرأة في فيمم ‪ )1999( Dogma‬من إنتاج شركة والت ديزني وشارك فيو كل من الممثمين‬
‫بين أفميك ومات ديمون وأُسند الدور لممطربة الكندية أالنس موراسيتي‪ ،‬اختيار المرأة كرب تكرر في الفيمم‬
‫الرومانسي الكوميدي قميل من النعيم (‪ )2011‬حيث تمتقي ببطمة الفيمم ‪ Kate Hudson‬بتشخيص إصابتيا‬
‫‪1‬‬
‫بمرض سرطان القولون وأن المرض في مراحمو األخيرة لتحقق ليا ثبلث أمنيات‪".‬‬

‫ُيصور ‪ Darren Aronofsky‬كاتب ومخرج فيمم ‪ Mother‬شخصية األب الذي يرمز لئللو مضطربا‬
‫مجنونا تفتقد سموكياتو لمعقل والمنطق إضافة إلى أنو ال يستطيع تبرير تصرفاتو لذلك يدعو الناس إلى‬
‫اإليمان بو؛ ذلك أن اإليمان حالة وجدانية وليست حالة عقمية وىو ما يشير لو في قول األب لؤلم التي كانت‬
‫في حالة انفعال حادة بعد مقتل ابنيا الذي يرمز لمنبي عيسى‪" :‬تحمي باإليمان بي أرجوك"‪ ،‬إن ىذا‬
‫االضطراب السموكي عند األب الذي يجعل كل تصرفاتو خاطئة وغير معقولة يدفع بو لبلعتذار من األم في‬
‫كل مرة‪ ،‬إال أنو يعيد الكرة في تصوير واضح لعدم قدرتو عمى التحكم في سموكاتو‪.‬‬

‫يتطابق تصوير اإللو بيذا الشكل مع المعتقد الييودي فاإللو لدييم اسموُ ييوه؛ وىو ليس إلياً معصوماً‬
‫بل يخطئ ويثور‪ ،‬ويقع في الندم‪ ،‬وىو يأمر بالسرقة‪ ،‬وىو قاس‪ ،‬متعصب‪ ،‬مدمر لشعبو‪ ،‬إنو إلو بني إسرائيل‬
‫فقط‪ ،‬وىو بيذا عدو لآلخرين‪ ،‬ويزعمون أنو يسير أمام جماعة من بني إسرائيل في عمود من سحاب‪ 2.‬ومن‬

‫‪ -1‬صفاء النجار‪ :‬ا﵀ بين تأليو اإلنسان في السينما المصرية وأنسنة اإللو في السينما األمريكية‪ ،‬موقع الكتابة‬
‫‪ ، www.alketaba.com‬تاريخ التصفح‪.2019 /05 /05 :‬‬
‫‪ -2‬اإللو عند الييود‪ ، www.dorar.net :‬تاريخ التصفح‪.2019 /05 /05 :‬‬

‫‪104‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫مظاىر أنسنة اإللو أيضا واضفاء خصائص اإلنسان عميو ما نقمو ابن حزم من قول الييود‪" :‬وعند ذلك مجد‬
‫موسى وبنو إسرائيل بيذه السورة وقالوا مجد بنا السيد فإنو يعظم ويشرف وأغرق في البحر الفرس وراكبو قوتي‬
‫ومديحي لمسيد وقد صار خبلصي ىذا اليي أمجده والو أبي أعظمو السيد قاتل كالرجل القادر‪ ،1".‬السيد ىنا‬
‫تعني اإللو وتشبييو باإلنسان جمي في قول السيد قاتل كالرجل القادر حيث تظير تسوية واضحة لمقدرة‬
‫اإلليية بالقدرة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ .2‬شخصي الرطبيع ‪ /‬األم‪:‬‬

‫ظيرت األم في ‪ 300‬لقطة من الفيمم بفارق ‪ 99‬لقطة زائدة عن مجمل المقطات التي ظير فييا األب‪،‬‬
‫وىو ما يؤكد أىمية ىذه الشخصية المحورية التي جاء الفيمم عمى اسميا ‪ ،Mother‬تؤدي الدور الممثمة‬
‫األمريكية جينيفر لورانس؛ التي تعد من أجمل ممثبلت الجيل الجديد في ىوليوود‪ ،‬وقد جاء تركيز مخرج‬
‫الفيمم عمى المقومات الجمالية لمممثمة كإحالة عمى جمال الطبيعة وسحرىا في مقابل شكل األب األقل وسامة‬
‫بكثير منيا واألكبر سنا منيا أيضا واظيار إعجابو وافتتانو المتواصل بجماليا‪ ،‬وعمى الرغم من وجود ممثمين‬
‫أكثر وسامة وجاذبية في ىوليوود إال أن ‪ Darren Aronofsky‬عمل عمى اإلبراز الشديد لمكينونة السيئة‬
‫لؤلب‪ /‬اإللو شكبل وسموكاً لجعمو محل نفور واستياء عند مشاىدتو‪.‬‬

‫األب‪ /‬اإللو‪ :‬ىافيار باردام (لقطة من الفيمم)‬ ‫األم‪ /‬الطبيعة‪ :‬جينيفر لورانس (لقطة من الفيمم)‬

‫‪ -1‬سميمان بن قاسم بن محمد العيد‪ :‬عقيدة الييود في اإللو من خبلل العيد القديم‪ ،www.alukah.net ،‬تاريخ التصفح‪:‬‬
‫‪.2019 /05 /06‬‬

‫‪105‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫عمى عكس األب؛ يصور‪ Darren Aronofsky‬األم بصفات وأفعال إيجابية؛ بداية من مقوماتيا‬
‫الجمالية كما ذكرناه أعبله‪ ،‬تحمل األم في الفيمم صفتي الجمال واإلليام أما وظيفتيا األساسية فيي العمل‬
‫والبناء‪ ،‬أما حالتيا فعمى الرغم من عدم توصيفيا بالكممات إال أن الصورة تظيرىا في حالة تألم وحزن دائم‬
‫رضاه‪.‬‬
‫ْ‬ ‫بسبب تصرفات األب رغم كل ما تفعمو من أجل راحتو ونيل‬

‫من المشاىد األولى في الفيمم تظير األم في وضعية العمل من خبلل مشيد طبلء جدران البيت‬
‫باأللوان‪ ،‬وتستمر ىذه المشاىد عمى مدار الفيمم كامبل من خبلل تصوير تكفل األم بتوفير الطعام والشراب‬
‫وتنظيف آثار دماء مقتل ىابيل والتخمص من الفوضى التي يقوم بيا الوافدون عمى المنزل‪ ،‬تتجمى ىذه‬
‫الصورة التي يختارىا كاتب ومخرج العمل في الحوار الذي تتساءل فيو حواء‪" :‬ال أصدق بأنك قمت بكل ىذا‬
‫لترد األم‪ :‬نقضي كل وقتنا ىنا‪ ،‬أود أن أجعمو فردوسا وأنا أحب العمل‪".‬‬
‫العمل وحدك‪ .‬ألنو كثير من العمل‪ُ ،‬‬

‫إن شخصية األم كقوة فاعمة أساسية في الفيمم تحتوي عمى مستويين من األفعال؛ فيي الطبيعة المادية‬
‫التي توفر كل شروط الحياة من جية والطبيعة التي ينحدر منيا اإلنسان‪ ،‬ألن ىذا األخير ابن الطبيعة إذ‬
‫ذاك تصبح األم تجميا لمبشر كأم ليم ‪ Mother Nature‬والكيان الذي يجمعيم ويمثميم جميعا في عبلقتيم‬
‫باإللو الذي يسبب ليم األلم والمعاناة التي تتجمى في األم من جية وباقي البشر من جية أخرى‪ ،‬يحاول كاتب‬
‫ومخرج العمل ‪ Darren Aronofsky‬منذ البدء أن يكسر مسممة خمق اإللو لمطبيعة واإلنسان حيث لم يرد‬
‫أي مؤشر في الفيمم حول مسألة الخمق بل يكتفي بجعمو ساكنا لمطبيعة وحامبل لصفات إنسانية‪.‬‬

‫‪ .3‬آدم وحواء‪:‬‬

‫يختار ‪ Darren Aronofsky‬إطا ار عاما ونمطيا لشخصية حواء‪ /‬المرأة؛ الذي تجسده الممثمة‬
‫األمريكية ‪ ،Michelle Pfeiffer‬وتتحدد ىذه الصورة النمطية في الفضول الشديد الذي تظير عميو حواء‬
‫ورغبتيا الدائمة في معرفة أسرار اآلخرين‪ ،‬أما شخصية آدم‪ /‬الرجل فتشترك في صفتين أساسيتين مع األم‬
‫‪ Mother nature‬وىما اإلليام والعمل‪ ،‬فقد أظير الفيمم مدى إليام آدم لؤلب‪ /‬اإللو واعجابو الشديد بعقمو‬
‫وحبو لمعمل كجراح عظام‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫وفيما يأتي جدول يوضح ظيور القوى الفاعمة لفيمم ‪ Mother‬حسب المقطات‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬يوضح ظيور القوى الفاعمة لفيمم ‪ Mother‬حسب عدد المقطات‪.‬‬

‫عدد لقرطات الظيور‬ ‫القوى الفاعم‬


‫‪ 300‬لقطة‬ ‫األم‪ /‬الطبيعة‬
‫‪ 201‬لقطة‬ ‫األب‪ /‬اإللو‬
‫‪ 86‬لقطة‬ ‫حواء‪/‬المرأة‬
‫‪ 85‬لقطة‬ ‫آدم‪/‬الرجل‬
‫‪ 20‬لقطة‬ ‫قابيل‬
‫‪ 09‬لقطات‬ ‫ىابيل‬
‫‪ 132‬لقطة‬ ‫شخصيات أخرى‬

‫ثانيا‪ :‬البني الحجاجي لفيمم ‪:Mother‬‬

‫سبق وأن تناولنا األطروحة األساسية التي يدافع عنيا فيمم ‪ ،Mother‬والتي كان مفادىا أن اإللو معذب‬
‫لئلنسان ومسبب مباشر لكل آالمو من خبلل الدين الذي يستمر في جمب الخراب لمعالم واذكاء الصراع بين‬
‫البشر‪ ،‬كما وضحنا القضايا الفرعية التي تنبني عمييا ىذه األطروحة الفيممية‪ .‬إذ ذاك تعضد ىذه األخيرة‬
‫بمجموعة من الحجج التي انقسمت بين استماالت عقمية وعاطفية وأخرى تقوم عمى التخويف‪ ،‬توزعت ىذه‬
‫الحجج في الخطاب الفيممي لسانيا وبصريا و يمكن أن نفصل ىذه الحجج فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬االستماالت الحجاجي العقمي ‪ :‬يحتوي الفيمم عمى أربعة حجج منطقية تخاطب عقل المتمقي كما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬وجود حياة سابق عمى الحياة التي نعيشيا‪:‬‬

‫إن وجود حياة سابقة ليذه التي نعيش يسوقنا لمتساؤل لماذا انتيت تمك الحياة؟ ولماذا بدأت حياة‬
‫أخرى؟‪ ،‬يبرىن الفيمم من خبلل ىذه الحجة عمى فشل اإللو في مشروع بعث السبلم والتعايش عمى األرض‬
‫التي استخمف اإلنسان عمييا من خبلل الصراعات والدماء التي ال تنتيي بين البشر منذ قتل قابيل ليابيل‪،‬‬
‫وبما أن بناء شخصية اإللو في الفيمم التي تظيره مجنون وفاقد لمعقل والمنطق فيو يعيد الكرة في كل مرة‬
‫تفشل التجربة ليتكرر الفشل من جديد وينتيي بفاجعة تأتي عمى الكائنات ُبرمتيا‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫تظير ىذه الحجة لسانيا في حديث األب‪ /‬اإللو إلى آدم عندما يقول لو‪:‬‬

‫" عندما كنت أصغر سناً‪ ،‬فقدت كل أغراضي في حريق يصعب تخيل ما وقع‪ ،‬خسارة كل شيء؛ ذكرياتك‬
‫وأعمالك وحتى فرشاة أسنانك القذرة‪ ،‬لم أعرف إن كان بوسعي إبداع أي شيء مجددا حتى وجدت ىذه بين‬
‫ِ‬
‫قابمتيا‪...‬أنت (األم) وبثت الحياة‬ ‫رماد الحريق‪ ،‬أليس ىذا مذىال؟ أمدتني بالقوة ألبدأ من جديد وبعدىا‬
‫مجددا في كل غرف ‪ ،‬ردت الروح في كل شيء حتى أصغر تفصيم ‪".‬‬

‫يدعم ىذا الخطاب المساني‪ ،‬خطاب بصري لمتأكيد عمى نياية زمن سابق و بداية زمن جديد‪ ،‬حيث‬
‫تعرض الصور في مشيد آخر تزامنا مع قراءة األم لمخطوط القصيدة التي كتبيا األب والتي ترمز لمنص‬
‫المقدس الذي كتبو اإللو حيث يمكن أن نعرض ىذه الصور كما يأتي‪:‬‬

‫لقطة ترمز لنياية الزمن السابق باحتراق األرض و األب‪ /‬اإللو واقف يتأمل المكان خاوياً‪.‬‬

‫لقطة توضح لقاء األب‪ /‬اإللو بأم‪ /‬طبيعة جديدة‬

‫‪108‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح بداية الزمن واعمار الطبيعة المحترقة من جديد بعد نياية الحياة‪.‬‬

‫إن عرض ىذه الصور واألم تق أر مخطوط القصيدة الذي يرمز إلى النص اإلليي المقدس‪ ،‬لم يأتي‬
‫اعتباطا وال جزافاً‪ ،‬بل يحتوي عمى إشارة واضحة إلى أن وجود حياة سابقة ليذه الحياة التي نعيش قد ورد في‬
‫إسنادا قويا ليذه الحجة‪ ،‬فعمى سبيل المثال جاء في القرآن الكريم قولو تعالى‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الكتب السماوية‪ ،‬وىو ما يعطي‬

‫ض َخِميفَةً ‪ ،‬قَالُوْا أَتَ ْج َع ُل ِفييَا َمن ُي ْف ِس ُد ِفييَا َوَي ْس ِف ُ‬


‫ك الد َماء َوَن ْح ُن‬ ‫اع ٌل ِفي األ َْر ِ‬
‫ُّك لِْممبلَئِ َك ِة إِني ج ِ‬
‫َ‬ ‫ال َرب َ َ‬ ‫( َوِا ْذ قَ َ‬
‫ون )‪ ،1‬فكيف عممت المبلئكة بأن الخميفة الذي خمقو ا﵀‬ ‫َعمَ ُم َما الَ تَ ْعمَ ُم َ‬ ‫ُن َسب ُح بِ َح ْمِد َك َوُنقَد ُس لَ َك ‪َ ،‬ق َ‬
‫ال ِإني أ ْ‬
‫سيفسد ويسفك الدماء في األرض‪ ،‬وعمى الرغم من االجتيادات الكثيرة لتفسير ىذه اآلية لمعرفة المخموقات‬

‫التي كانت تسكن األرض قبل اإلنسان وقامت بيذه التصرفات التي ذكرتيا المبلئكة إال أن األمر بقي غيبياً‬
‫ومن أمثمة التفاسير المذكورة ما ورد عمى لسان ابن عثيمين "يرج ُح أنيم خميفة لمن سبقيم ‪ ،‬وأنو كان عمى‬
‫عز وج ّل ‪ ( :‬أتجعل فييا من‬
‫األرض مخموقات قبل ذلك تسفك الدماء وتفسد فييا ‪ ،‬فسألت المبلئكة ربيا ّ‬
‫‪2‬‬
‫يفسد فييا ويسفك الدماء ) كما فعل من قبميم‪".‬‬

‫‪ .2.1‬العدال اإلليي ‪:‬‬

‫ُيظير الفيمم األب‪ /‬اإللو عاج از عن مساعدة الفقراء رغم حاجتيم إليو ومناجاتيم إياه‪ ،‬في إحالة واضحة‬
‫إلى أن ىذا اإللو غير قادر عمى تغيير وضع البشر أو التحكم في شؤونيم‪ ،‬وىو ما يبرزه المشيد الثامن‬
‫والثبلثون من الفيمم عندما تقول "عجوز فقيرة لؤلب‪ /‬اإللو‪ :‬نحتاج إلى المال يجب أن نأكل أرجوك‪ ،‬ليرد‬
‫عمييا قائبل‪ :‬ال أسترطيع آسف ال يمكنني ليصرخ في وجيو شاب فقير آخر‪ :‬ماذا تعني بأنك ال تسترطيع‪،‬‬
‫فيكتفي األب بالرد‪ :‬لن أنساكم‪".‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬


‫‪ -2‬أنظر‪ :‬كيف عرفت المبلئكة أن البشر سيفسدون في األرض‪. www.islamqa.info/ar ،‬‬

‫‪109‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫يسوق الفيمم المتمقي من خبلل ىذه الحجة إلى سؤال العدالة اإلليية في مفيوميا الضيق والواسع فمماذا‬
‫الفقراء يعانون واألغنياء يتنعمون ولماذا يحتاج اإلنسان إلنسان مثمو ليقدم لو يد المساعدة رغم القدرة اإلليية‪،‬‬
‫إن ىذه التساؤالت تزداد أكثر وتتكاثر في ذىن المتمقي وىو اليدف الذي يريد صانع الفيمم بموغو‪ ،‬كما تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن ىذا السؤال محط جدل كبير ليس فقط وفقا لطرح الفيمم بل في عديد من المقاالت والتحميبلت‬
‫مما يجعمو يركن إلى عمق الذات اإلنسانية وتساؤالتيا الممحة‪.‬‬

‫‪ .3.1‬الصراع البشري‪:‬‬

‫ُّ‬
‫يعد غياب العدالة مصدر الصراع بين البشر في الفيمم؛ وىي الحجة التي تتأسس لغويا وبصريا بشكل‬
‫جمي‪ ،‬فق تل قابيل ليابيل الذي كان بسبب كتابة وديعة بكل أمبلك آدم ليابيل وأمو في إحالة لمتمييز األب‪/‬‬
‫اإللو بين األخوين في قبول قربان أحدىما عمى اآلخر بعد خبلفيما وبالتالي ُكره وبغض قابيل ألخيو ىابيل؛‬
‫األمر الذي أدى إلى وقوع أول جريمة عمى األرض التي يرى فييا صانع الفيمم أصل كل الجرائم و الدماء‬
‫فر بعدما قتل أخاه ولم يظير الفيمم أنو قد عاد أو تم العثور‬
‫التي تُيدر عمى األرض‪ ،‬خصوصا أن قابيل قد َّ‬
‫إليو في إشارة واضحة لبداية انقسام البشر بعد ىذه الحادثة‪ .‬كما تتأكد قضية اعتبار حادثة قتل قابيل ليابيل‬
‫كأصل لبلنقسام والصراع بين البشر عمى المستوى البصري في مجموعة من المقطات المتتالية من بداية‬
‫الفيمم إلى نيايتو التي تركز عمى أثر دماء ىابيل في المنزل التي لم تختف وتعاود الظيور في كل مرة إلى‬
‫جانب انتشار تمك الدماء في كل أرجاء المنزل بعد الحادثة في إحالة الستمرار القتل والدم عمى األرض حيث‬
‫يمكن أن نعرض ىذه المقطات كاآلتي‪:‬‬

‫لقطة توضح أثر دماء ىابيل عمى أرضية المنزل (األرض)‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح انتشار دماء ىابيل في المنزل (األرض)‪.‬‬

‫لقطة توضح انتشار دماء ىابيل في المنزل (األرض)‪.‬‬

‫لقطة توضح انتشار دماء ىابيل في المنزل (األرض)‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح ظيور دماء ىابيل من جديد عمى أرضية المنزل (األرض)‪.‬‬

‫يستمر التركيز عمى الصراع البشري في الفيمم بعرض صور الحروب والدماء واألشبلء المترامية‪ ،‬التي‬
‫يردىا كاتب ومخرج العمل ‪ Darren Aronovsky‬إلى الدين‪ ،‬فبعد كتابة األب‪ /‬اإللو لمقصيدة ‪ /‬النص‬
‫المقدس وبداية توافد الحشود عمى المنزل لرؤيتو يزداد إعجابيم وتعمقيم بو كما يزداد تطبيقيم لتعاليم النص‬
‫المقدس في ذات الوقت إلى أن يتحول المنزل إلى ساحة حرب ودماء بين بشر يقتمون بعضيم البعض‪ .‬يؤكد‬
‫‪ Darren Aronovsky‬في كل مرة عمى عدم قدرة اإللو عمى التدخل وايقاف ىذه الحروب وال إنقاذ األبرياء‬
‫من الموت الذي تخمفو ىذه الصراعات‪ .‬تتعزز ىذه الحجة بصريا من خبلل الصور اآلتية‪:‬‬

‫لقطة توضح نيران الحرب ورجال األمن مصطفون‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة ألحد ضحايا الصراع والحرب‪.‬‬

‫لقطة ألحد الجنود الذين لقوا حتفيم خبلل الحرب‪.‬‬

‫‪ .4.1‬عدم االكتفاء‪:‬‬

‫من بين الحجج التي يعتمد عمييا كاتب ومخرج ‪ Darren Aronofsky‬إلثبات أطروحتو بشأن اإللو‪،‬‬
‫بأنو ال يكتفي أبداً‪ ،‬فرغم حب اإلنسان لو (لئللو) يستمر في تعذيبو وجمب المعاناة لو ورغم ما سببتو األديان‬
‫من حروب ونزاعات وموت يستمر وجودىا‪ ،‬إن ىذا اإلدعاء‪ /‬الحجة يخفي طرحاً مبطنا مفاده لماذا يخمق ا﵀‬
‫البشر مع عممو بأنو سيفسد ويسفك الدماء ولماذا ىذه الحروب والصراعات والفقر والجوع والمعاناة المستمرة‪.‬‬
‫تظير ىذه الحجة عندما تسأل األم األب‪ /‬اإللو في المشيد التاسع والثبلثون‪ " :‬أنظر إلي أنا عمى وشك‬
‫إنجاب طفمنا؛ لماذا ال يكفيك ىذا؟" لقد سبق و أنا عرضنا في القوى الفاعمة أن األم‪ /‬الطبيعة تُمثل في‬
‫مستوى ثاني البشر‪ ،‬فيذا السؤال ترميز لسؤال آخر مفاده لماذا ال يكتفي اإللو بكل الحب واإلذعان الذي‬
‫يقدمو لو البشر لتستمر معاناتيم بيذا الشكل‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫يكشف كاتب ومخرج العمل ‪ Darren Aronofsky‬أن عدم االكتفاء طبيعة إليية في المشيد الثالث‬
‫واألربعون من الفيمم وىو المشيد ما قبل األخير عندما تقول األم لؤلب قبل موتيا‪ " :‬أكثر ما يؤلمني أني لم‬
‫أكن كافي " ليجيبيا " ليس خطأك ال يكفيني شيء أبدا‪ ،‬ما كنت ألُبدع لو كان كافيا‪ ،‬وعميا أن أبدع فيذا ما‬
‫أفعمو ىذه ىويتي واآلن يجب أن أجرب كل شيء من جديد‪".‬‬

‫‪ .2‬االستماالت الحجاجي العارطفي ؛ األلم والمعاناة‪:‬‬

‫يدافع كاتب ومخرج الفيمم ‪ Darren Arnonfsky‬عن أطروحتو بشحنيا باستمالة عاطفية تستيدف‬
‫التأثير الوجداني في المتمقي الستقطابو نحوىا (األطروحة) وترسيخيا في ذىنو‪ ،‬تتمثل ىذه االستمالة في‬
‫إظيار ألم ومعاناة البشر وفي مقدمتيم األم‪ /‬الطبيعة التي تمثل اإلنسان كما سبق وأن ذكرنا‪ .‬يتم التركيز‬
‫بشكل واضح إظيار األلم والمعاناة منذ بداية الفيمم؛ ألم الموت وفقدان شخص نحبو عمى غرار حزن آدم‬
‫وحواء عمى مقتل ابنيما ىابيل‪ ،‬وحزن األم‪ /‬الطبيعة عمى مقتل ابنيا (الذي يرمز إلى النبي عيسى)‪ ،‬معاناة‬
‫الفقر‪ ،‬معاناة المرض‪ ،‬معاناة الحروب والنزاعات والصراعات‪ ،‬لقد رمز كاتب ومخرج الفيمم األلم في شكل‬
‫قمب يحترق ببطء إلى أن يحترق بالكامل في النياية وىو قمب اإلنسان واإلنسانية الذي تستشعره األم في‬
‫جدران المنزل في كل مرة تحدث فييا مأساة ما كما تبينو الصور اآلتية‪:‬‬

‫لقطة توضح حالة قمب البشرية في بداية الحياة قبل احتراقو بفعل األلم والمعاناة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح بداية احتراق قمب البشرية بعد حادثة قتل قابيل ليابيل‪.‬‬

‫لقطة توضح استمرار احتراق قمب البشرية بسبب النزاعات التي تخمفيا األديان‪.‬‬

‫لقطة توضح احتراق القمب بالكامل بعد مقتل ابن األم‪ /‬الطبيعة (النبي عيسى)‬

‫‪115‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫‪ .3‬استمال التخويف‪:‬‬

‫ُي ُّ‬
‫عد التخويف أحد األساليب الحجاجية الميمة التي تستخدم لتحقيق اإلقناع بالرسائل التي ينتجيا‬
‫المرسل‪ ،‬كما أن كاتب ومخرج الفيمم ‪ Darren Aronofsky‬تعمد تعديد اآلليات الحجاجية بين المنطقية‬
‫والعاطفية والتخويف ليحقق أقصى درجات االقناع بأطروحتو الفيممية‪ ،‬يتخذ التخويف من اإللو منحى‬
‫تصاعديا في الفيمم من خبلل ارتفاع مشاىد العنف والدماء التي تُرجع دائما إلى تصرفات اإللو الذي يوصف‬
‫بالمجنون من خبلل التناقض والبلمنطق الذي يحكم أفكاره وأفعالو‪.‬‬

‫كما ينتيي الفيمم بمشيد مخيف عندما يقوم األب‪ /‬اإللو بانتزاع قمب األم‪ /‬الطبيعة وىي تحتضر‬
‫وتحويمو إلى كريستالة المعة ليحتفظ بيا في بيتو الجديد مع بداية الحياة والزمن الجديدين في إحالة إلى تمذذ‬
‫واستمتاع األب‪ /‬اإللو بتعذيب قمب اإلنسان واحراقو معاناةً وألماً‪ ،‬تحول القمب المحترق إلى كريستالة تعجب‬
‫األب‪/‬اإللو لتصبح عنده شيئا ثمينا يعكس إعجاب األب‪ /‬اإللو بمعاناة اإلنسان وآالمو الذين يعتبرىما صوت‬
‫اإلنسانية وجوىرىا‪ ،‬وىو ما يؤكده قولو آلدم وحواء والناس الذين قدموا إلى البيت معيما بعد الحادثة وىم‬
‫ينتحبون لموت ىابيل‪" :‬أتسمعون ىذا؟‪ 1‬أتسمعون ىذا؟ إنو صوت الحياة صوت اإلنساني صوت ابنكما‬
‫ينتحب حبا صوت حبو لكما‪ ".‬إذ ذاك يصبح األلم والمعاناة جوىر الحياة والبكاء والنحيب صوت اإلنسانية‪.‬‬

‫يترجم ‪ Darren Aronofsky‬من خبلل ىذا الطرح‪ ،‬حالة نفسية إنسانية عميقة حول األلم والمعاناة‪،‬‬
‫ففي التعبير المتداول في كل المغات كثي ار ما يعبر الناس عن أالميم وحزنيم ومعاناتيم الشديدة بجممة "قمبي‬
‫يحترق" إنيا حالة توصف باالحتراق النفسي‪ ،‬الذي جسده كاتب ومخرج الفيمم في المستويات التي سبق‬
‫ذكرىا‪ ،‬وألن المعاناة تقترن بالرفض عند اإلنسان الذي يسعى بكل الوسائل لمتعبير عنو ونقل ىذا الرفض‬
‫كتجربة إلى األخر؛ وىو ما يتجسد في الرؤية اإلخراجية لـ ‪ Darren Aronofsky‬الذي يرفض معاناة‬
‫اإلنسان التي يرى في اإللو السبب األول واألخير ليا‪.‬‬

‫‪ -1‬صوت بكاء ونحيب آدم وحواء والناس الذين كانوا معيم عمى موت ىابيل‪ ،‬البكاء (األلم) صوت اإلنسانية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح انتزاع األب‪ /‬اإللو لقمب األم وآثار االحتراق واضحة عميو‪.‬‬

‫صورة توضح تحويل األب‪ /‬اإللو لقمب األم إلى كريستالة يحتفظ بيا‪.‬‬

‫لقطة توضح األب‪ /‬اإللو سعيدا بقمب األم المحترق الذي حولو إلى كريستالة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخرطاب‪:‬‬

‫إن الحديث عن سياق الخطاب يقودنا إلى األيديولوجيات واألفكار الكبرى التي تنبثق منيا أطروحتو‬
‫وميما؛ حيث‬
‫ً‬ ‫األساسية والحجج التي تؤسسيا‪ ،‬وبالتالي يصبح الكشف عن ىذه األيديولوجيات أم ار أساسيا‬
‫تشكل مرك از لمخطاب والمرجعية األساسية لصناع الفيمم‪ .‬في فيمم ‪ Mother‬ينبثق الخطاب الديني داخل الفيمم‬
‫من ثبلث أطروحات أيديولوجية تأتي تباعاً؛ بحيث تقود كل فكرة إلى األخرى في تماسك منطقي يرافق تسمسل‬
‫األحداث‪ ،‬تتمثل ىذه األيديولوجيات المبطنة والمتضمنة في الخطاب‪ :‬شيطنة اإللو‪ ،‬المرجعية النسوية والنزعة‬
‫الذكورية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شيرطن اإللو‪:‬‬

‫تتفق كل الشرائع السماوية عمى أن ا﵀ مصدر الخير والشيطان مصدر الشر‪ ،‬في ٍ‬
‫قمب وتحوير واضح‬
‫ليذا الطرح القيمي يسعى فيمم ‪ Mother‬إلى إثبات العكس من خبلل شيطنة اإللو وربطو بالشر الذي يتسبب‬
‫في كل معاناة الناس وآالميم؛ كما تم توضيحو في أطروحة الفيمم التي تم تفكيكيا والحجج التي تنبني عمييا‪.‬‬
‫بدء من الدقيقة ‪ 50‬في الفيمم تظير األم‪ /‬الطبيعة وىي تممح صورة األب‪ /‬اإللو التي كان يحتفط بيا آدم في‬
‫ً‬
‫حقيبة أغراضو وقد تم تمزيقيا وتشويييا ورسم قرنين عمى الرأس في إحالة رمزية إلى الشيطان‪ ،‬وىو الفعل‬
‫الذي قام بو قابيل بعد عودتو لمبيت عندما غادر الجميع البيت بعد حادثة قتل ىابيل ليخاطب األم‪ /‬الطبيعة‬
‫في المشيد السابع عشر قائبل ‪" :‬تركوك وحدك تماما‪ ،‬ىل تفيمين؟" إن المعنى المستتر في ىذا الجممة مفاده‬
‫أن اإللو يتخمى عن اإلنسان بعد أن يتسبب لو كل ىذه المعاناة واأللم‪ ،‬إنو يقول بطريقة أخرى أتفيمين أن‬
‫اإللو ىو الشيطان؛ إنو المسكوت عنو في الفيمم (‪ )le non dit‬والذي يبذل كاتب العمل ومخرجو قصار‬
‫جيده لتبميغو لممتمقي‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة األب‪/‬اإللو التي عثرت عمييا األم‪ /‬الطبيعة في حقيبة أغراض آدم‪.‬‬

‫لقطة األب‪ /‬اإللو بعد تمزيقيا ورسم قرون الشيطان عمى الرأس من قبل قابيل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إن فكرة أن اإللو ىو الشيطان ومصدر الشر وأن الشيطان ىو اإللو ومصدر الخير؛ فكرة ييودية‬
‫موجودة في التممود الذي كتبو الييود والتي انتشرت بقوة في كل عقائدىم عمى غرار الصوفية الييودية أو ما‬
‫يعرف بالكاباال و كذا في جماعاتيم السرية المتطرفة عمى غرار المحافل الماسونية ‪ ،‬ويستندون في ذلك أن‬
‫اإللو حرم عمى آدم وحواء األكل من شجرة المعرفة‪ /‬الخمد ألن الذي يممك المعرفة الكاممة (معرفة كل شيء‬
‫عمى غرار اإللو) سيكون خالدا بالضرورة (وبالتالي إلو) وأن الشيطان لم يغوييما أو يوسوس ليما بل‬
‫ساعدىما عمى معرفة الحقيقة التي دفعا ثمنيا بطردىما من الجنة وبداية المعاناة واأللم التي يعيشيا البشر‬

‫‪ -1‬كاتب ومخرج فيمم ‪ :Mother‬دارين أرونوفسكي ‪ Darren Aronovsky‬ييودي النشأة ولكن حسب ما ورد في عدد من‬
‫المواقع عمى اإلنترنت أنو غير متدين وال يمارس الطقوس الدينية وال يؤمن إال بالعمم‪ ،‬وحسب ما ورد في الفيمم يتضح إلحاده‬
‫النابع من أفكار التوراة المحرفة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫منذ ذلك الوقت؛ ما يعني أن اإللو ىو المضمل وابميس ىو المنقذ‪ ،‬ومن ىنا أصبح يطمق عمى الشيطان اسم‬
‫لوسيفر ‪ Lucifer‬الذي يعني حامل النور والضياء أي المعرفة وتبعتو الجماعة المعروفة بالنورانيين أو‬
‫المتنورين بمعنى العارفين وحتى عندما خرجت أوروبا من عصر الجيل والتخمف الذي سمي عصر الظبلم‬
‫نظ ار الرتباطو بالدين والكنيسة أطمق عمى المرحمة التي بعدىا عصر النور أي عصر العمم والمعرفة‪.‬‬

‫كما نحت الجمعيات السرية ىذا المنحى عمى غرار الماسونية‪ ،‬ومن أشير الشخصيات التي قادتيا‬
‫وارتبطت بيا الجينيرال ألبرت بايك؛ الذي كان أكثر وضوحا في الكشف عن ارتباط عقيدتيم بالشيطان‬
‫وعبادتيم لو‪ ،‬حيث يقول في كتابو "األخالق والعقيدة ‪ :"Morals and Dogma‬إن االسم الحقيقي لمشيطان‪،‬‬
‫ىو نقيض ييوه الرب عند الييود ‪Yahveh‬؛ ألن الشيطان ليس إليا أسودا‪ ،‬بل ىو نقيض الرب ‪.God‬‬
‫الشيطان ىو تجسيد لئللحاد والوثنية‪ ،‬ىو ليس شخصا بل قوة ُخمقت ألجل الخير‪ ،‬لكنيا قد تخدم الشر‪ ،‬إنو‬
‫‪1‬‬
‫أداة الحرية واإلرادة الحرة‪.‬‬

‫وىناك نص متداول بكثافة في الكثير من المراجع منسوب إلى بايك‪ ،‬ويقال إنو ورد في إحدى رسائمو‬
‫إلى رؤساء المحافل الماسونية الكبار‪ ،‬ويقول فيو إن لوسيفر ىو ند اإللو (أدوناي)‪ ،‬وان المسيحية (وكذلك‬
‫األديان التوحيدية كميا) حاولت قمب ىذه الحقيقة ألن أدوناي يكره اإلنسان فحرمو من المعرفة وطرد لوسيفر‬
‫من الجنة ألنو دلو عمييا‪ ،‬لذا فإن أتباع الدرجات ‪ 31‬و‪ 32‬و‪ 33‬في الماسونية يعبدون لوسيفر مباشرة‪ ،‬بينما‬
‫‪2‬‬
‫يتركون بقية أتباع الدرجات الدنيا غائبين عن ىذه الحقيقة التي يعتبرونيا السر األعظم لموجود‪.‬‬

‫لقد كان الجينيرال بايك الكاىن األكبر لمحفل الشيطان والموجو األول لقوى الشر كما يثبت ذلك عدد‬
‫كبير من الوثائق الصحيحة‪ ،‬منيا الرسالة التي كتبيا يوم ‪ 14‬جويمية ‪ 1889‬إلى المحفل الماسوني األمريكي‬
‫األكبر بعد أن أعاد تنظيمو؛ جاء فييا‪" :‬يجب أن نقول لمجماىير أننا نعبد ا﵀ ولكن اإللو الذي نؤمن بو ال‬
‫تفصمنا عنو األوىام والمخاوف النفسية‪ ،‬يجب عمينا نحن الذين بمغنا مراتب اإلطبلع العميا أن نحافظ في‬
‫الدين عمى نقاء اإليمان بإلوىية الشيطان‪ ،‬أجل إن الشيطان ىو إلينا ولكن ا﵀ لسوء الحظ إلو أيضا إذ أن‬
‫وجود إليين متقابمين أمر محتوم وال إلو إال ىما‪ ،‬ولذلك فإننا نعتبر عبادة الشيطان وحده كف ار محضا والحقيقة‬

‫‪ -1‬أحمد الدعشوش‪ :‬الكباال‪ ،www.al-sabeel.net ،‬تاريخ التصفح‪.2019 /05 /05 :‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫الفمسفية الخالصة ىي أن ا﵀ والشيطان إليان متساويان وأن الشيطان ىو إلو النور والخير وىو الذي كان‬
‫‪1‬‬
‫والزال يكافح منذ األزل ضد ا﵀ إلو الظبلم والشر‪".‬‬

‫ينبعث ىذا الكفر با﵀ من عقدة نفسية تاريخية ضاربة في عمق الوجود الييودي‪ ،‬فالييود رفضوا كل‬
‫اآلالم و المعاناة المرتبطة بالعقوبات المادية والمعنوية التي سمطيا ا﵀ عمييم بسبب كفرىم وفسادىم وتحدييم‬
‫لو عمى غرار مسخيم قرودا (قصة أصحاب السبت) والتيو في صحراء مصر أربعون عاما ومسألة أمر ا﵀‬
‫ليم بقتل بعضيم بعضا تكفي ار لعبادتيم لمعجل‪ 2‬وحرمانيم من دخول األرض المقدسة (فمسطين) وتشردىم في‬
‫بمدان العالم ‪ ،‬لقد تحولت ىذه العقدة إلى آلية دفاع وجودية بالنسبة لمييود من خبلل سعييم المتواصل إلظيار‬
‫تعرضيم لبلضطياد في التاريخ سواء من خبلل وقائع تاريخية حقيقية كحادثة السبي البابمي لمييود أو وقائع‬
‫مفتعمة ميترئة ومشكوك فييا تاريخيا عمى غرار واقعة المحرقة النازية لمييود‪ ،‬يزداد ىذا الرفض حدة وشدة‬
‫عمى اعتبار أن الييود يرون أنيم شعب ا﵀ المختار وأحسن ما خمق ا﵀ بل وأنيم أبناء ا﵀ وأحباؤه فكيف‬
‫يفعل بيم ىذا‪.‬‬

‫من جية أخرى رفض الييود اإليمان بإلو ال يرونو نظ ار لنزعتيم المادية؛ حيث تتضح ىذه النزعة‬
‫وسى لَ ْن ُن ْؤ ِم َن لَ َك َحتَّى َن َرى‬ ‫بجبلء في العديد من اآليات القرآنية؛ قال تعالى في الذكر الحكيم‪َ { :‬وِا ْذ ُقْمتُ ْم َيا ُم َ‬
‫وسى أَ ْك َب َر ِم ْن َذِل َك فَقَالُوا أ َِرَنا‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬
‫َخ َذتْ ُك ُم الصَّاعقَةُ َوأ َْنتُ ْم تَْنظُُرون} وقال تبارك وتعالى‪{ :‬فَقَ ْد َسأَلُوا ُم َ‬ ‫ا﵀َ َج ْي َرةً فَأ َ‬
‫ات فَ َعفَ ْوَنا َع ْن َذلِ َك َوآتَْي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المَّوَ َج ْي َرةً فَأ َ‬
‫َخ َذتْيُ ُم الصَّاعقَةُ بِظُْمم ِي ْم ثَُّم اتَّ َخ ُذوا اْلع ْج َل م ْن َب ْعد َما َج َ‬
‫اءتْيُ ُم اْل َبي َن ُ‬
‫وسى ُسْمطَ ًانا ُمبِ ًينا}‪ ،4‬ال يتوقف األمر بمطالبة الييود برؤية ا﵀ حتى يؤمنوا بو‪ ،‬بل أخذتيم نزعتيم المادية‬ ‫ُم َ‬
‫وسى ِم ْن َب ْعِد ِه ِم ْن ُحمِي ِي ْم ِع ْجبلً‬ ‫إلى صناعة عجل وعبادتو عمى غرار ما جاء في قولو تعالى‪َ { :‬واتَّ َخ َذ قَ ْوُم ُم َ‬

‫‪-1‬وليم كار‪ :‬الييود وراء كل جريم ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬لبنان‪ ،1982 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬بعض المصادر التاريخية اإلسبلمية تنفي ذلك‪ ،‬وتقول أن ا﵀ تاب عمييم وعدل عن أمره بقتل الييود بعضيم البعض وىو‬
‫وبوا إِلَى َبا ِرئِ ُك ْم فَا ْقتُمُوا أ َْنفُ َس ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى لقَ ْو ِمو َياقَ ْوِم إَِّن ُك ْم ظَمَ ْمتُ ْم أ َْنفُ َس ُك ْم بِات َخاذ ُك ُم ا ْلع ْج َل فَتُ ُ‬
‫ما يتجمى في قولو تعالى ‪َ ﴿ :‬وِا ْذ قَا َل ُم َ‬
‫يم ﴾ [البقرة‪ ، ]54 :‬ففي قولو تعالى "فتاب عميكم إنو ىو التواب‬ ‫َذلِ ُكم َخ ْير لَ ُكم ِع ْن َد ب ِارئِ ُكم فَتَاب عمَْي ُكم إَِّنو ُىو التََّّواب َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ٌ ْ‬
‫الرحيم"‪ ،‬تدل عمى أن ا﵀ رحميم وعدل عن األمر‪.‬‬
‫‪ -3‬القرآن الكريم‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪55‬‬
‫‪ -4‬القرآن الكريم‪ :‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.153‬‬

‫‪121‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫ِِ‬ ‫َج َس ًدا لَوُ ُخ َوار أَلَ ْم َي َرْوا أََّنوُ َال ُي َكم ُميُ ْم َوَال َي ْيِدي ِي ْم َسبِ ً‬
‫يبل اتَّ َخ ُذوهُ َو َك ُانوا ظَالم َ‬
‫ين}‪ 1‬وفي قولو تعالى {قَالُوا َيا‬
‫اج َع ْل لََنا إِلَيًا َك َما لَيُ ْم آَلِيَةٌ}‪.2‬‬
‫وسى ْ‬ ‫ُم َ‬

‫يظير كذلك رفض الييود لمعقاب اإلليي من خبلل رفع القداسة واأللوىية عن اإللو ووسمو بصفات‬
‫إنسانية حيث تنسب التوراة لو الندم والبكاء والمطم عمى وجيو‪ ،‬وقد ظير ذلك منو بعد أن شرد أبناءه الييود‬
‫صرحت‬
‫وخرب بيت المقدس‪ ،‬فخصص ساعات من النيار ليبكي عمى تشريدىم وصرخ قائبلً "تباً لي ألني ّ‬
‫بخراب بيتي واحراق ىيكمي ونيب أوالدي"‪ ،‬وعندما سمع أبناءه يمجدونو بالرغم مما فعمو بيم بكي ولطم وجيو‬
‫وقال "طوبى لمن يمجده الناس‪ ..‬ووي ٌل لؤلب الذي يمجده أبناؤه مع عدم استحقاقو لذلك ألنو قضى عمييم‬
‫بالتشريد‪ .‬وقد نسب العيد القديم إلى ييوه صو اًر عديدة لمقسوة‪ ،‬فكان يأمر شعبو بالغدر والقتل كما أنو محدود‬
‫‪3‬‬
‫المعرفة وتنسب إليو صفات النقص في البشر‪.‬‬

‫إن ىذه النزعة المادية التي تطبع الشخصية الييودية إلى جانب رفضيم لمعقاب اإلليي المتخم باأللم‬
‫والمعاناة جعميم في موضع المتحدي والمنتقم من اإللو عبر شيطنتو الكاممة والسعي لرفع القداسة واأللوىية‬
‫عنو في التممود وفي التحريفات التي طالت التوراة وفي الصوفية‪ /‬الباطنية الييودية وفي كل فمسفاتيم وأفكارىم‬
‫وىو ما انعكس بشكل واضح عمى الخطاب الديني وصورة اإللو في السينما األمريكية من خبلل فيمم‬
‫‪ ،Mother‬إن ىذا التحدي الذي يطبع توجياتيم وفساد عقيدتيم يمتد ليتجمى في أسطورة مصارعة النبي‬
‫يعقوب ﵀ والتغمب عميو وىو ما يتناولو سفر التكوين في العيد القديم (التوراة) وقد تم تجسيده في أحد األفبلم‬
‫التي سنتناوليا بالدراسة والتحميل في ىذا البحث‪.‬‬

‫إن شيطنة اإللو في فيمم ‪ ،Mother‬ينبعث من رؤية مفادىا أن اإللو قد تخمى عن اإلنسان ولم يعد‬
‫يحبو بل وانتقم منو بعد أن عصى أمره وأكل من الشجرة المحرمة ليطرده من جنة النعيم إلى أرض الجحيم‬
‫أين تبدأ معاناة البشر ببل نياية‪ ،‬وىي الرسالة الفيممية التي يريد صناع الفيمم أن تترسخ في ذىن المتمقي من‬
‫خبلل كممات أغنية جينيريك نياية الفيمم التي جاء فييا اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪ :‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.148‬‬


‫‪ -2‬القرآن الكريم‪ ،‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.138‬‬
‫‪-3‬ربى الحسني‪ :‬الييودية‪ ،www.al-sabeel.net ،‬تاريخ التصفح‪.2019 /05 /05 :‬‬

‫‪122‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫" لماذا تستمر الشمس باإلشراق؟ لماذا تتسابق موجات البحر إلى الشاطئ؟ أال يعرفون أن نياية العالم‬
‫قد تكون قد حمت إن توقفت عن حبي؟ لماذا تستمر الطيور بالغناء؟ لماذا تتؤلأل النجوم فوقنا؟ أال يعرفون أن‬
‫خسرت حبك‪ ،‬أستيقظ صباحا وأتساءل لماذا ال يزال كل شيء عمى حالو؟‬
‫ُ‬ ‫نياية العالم قد حمت‪ ،‬انتيى عندما‬
‫وال يمكنني أن أفيم‪ ،‬ال يمكنني مطمقا أن أفيم‪ ،‬كيف تستمر الحياة كما تستمر؟ كيف يستمر قمبي بالنبض؟‬
‫مت وداعا‪ ،‬لماذا يستمر قمبي‬
‫لماذا تبكي عيناي ىاتان؟ أال يعرفون أن نياية العالم قد حمت‪ ،‬انتيى لما ُق َ‬
‫بالنبض؟ ولماذا تبكي عيناي ىاتان؟ أال يعرفون أن نياية العالم قد حمت‪ ،‬انتيى عندما قمت الوداع ‪".‬‬

‫يؤكد ىذا المقطع أن نياية العالم قد حمت فور بدايتو؛ إنيا النياية التي انطمقت عندما طرد آدم وحواء‬
‫من الجنة وما تعيشو سبللتيم اليوم من البشر صيرورة ال متناىية من العذاب واأللم والمعاناة وسط الموت‬
‫والحرب والجوع وغيرىا من الوقائع التي تستمر دون توقف في تعذيب اإلنسان‪ .‬كما يرتكز ىذا المقطع‬
‫الختامي لمفيمم عمى أربعة أسباب أساسية لممعاناة واآلالم التي ألمت بالبشرية؛ جاءت تباعاً في العبارات‬
‫التالية ‪" :‬نياي العالم قد حمت"‪" ،‬توقفت عن حبي"‪" ،‬خسرت حبك" ‪" ،‬قمت الوداع"‪ ،‬فعندما ودع اإللو آدم‬
‫وحواء بطردىما من الجنة وتخمى عن حبيما بسبب المعصية التي ارتكباىا حمت نياية العالم بعدما غرق‬
‫البشر في سمسمة ال متناىية من المآسي‪ ،‬ىذه األخيرة التي يحاول كاتب العمل ومخرجو ‪Darren‬‬
‫‪ Aronovsky‬تبريرىا عمى أنيا شر محتوم ال ينبغي أن يصدر من إلو رحيم لتصبح مزاعمو بشيطنتو أم ار‬
‫منطقيا (حسبو)‪.‬‬

‫وقد تناولت العديد من األبحاث والمقاالت الفمسفية سؤال الشر‪ ،‬حيث يرى جيمس بيب أن مشكمة الشر‬
‫ىي نوع من "االحتجاج األخبلقي"‪ .‬في سؤال "كيف يمكن أن يترك ا﵀ ىذا يحدث؟ ينطمق جيمس بيب من‬
‫زاوية المنطق لمناقشة وجود الشر والمعاناة في عالم ا﵀؛ من خبلل طرح مجموعة من األسئمة ومقابمة‬
‫المقدمات والنتائج لبعضيا البعض‪ :‬فإذا كان ا﵀ يعرف كل شيء ألنو يبدو أن ا﵀ يعرف كل شيء عن‬
‫شيئا حيال الشر والمعاناة‪ .‬عبلوة‬
‫قويا لكان ا﵀ قد فعل ً‬
‫األشياء الفظيعة التي تحدث في عالمنا‪ .‬ولو كان ا﵀ ً‬
‫كامبل من الناحية األخبلقية ‪ ،‬فمن المؤكد أن ا﵀ سيرغب في فعل شيء حيال ذلك‪.‬‬
‫عمى ذلك ‪ ،‬إذا كان ا﵀ ً‬
‫‪1‬‬
‫ومع ذلك نجد أن العالم مميء بحاالت ال حصر ليا من الشر والمعاناة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- James R. Beebe : Logical Problem of Evil, internet encyclopedia of philosophy,‬‬
‫‪www.iep.utm.edu/evil-log/ , Seen the : 12/ 04/ 2019.‬‬

‫‪123‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫كما يقول الحاخام ىارولد كوشنر أن ا﵀ يتجاىل معاناتك ألنو ( كإلو كامل المعرفة ) يعرف كل‬
‫أيضا بألمك‪ .‬المشكمة ىي أنو ال يستطيع فعل أي شيء حيال ذلك ألنو‬
‫تماما ‪ ،‬يشعر ً‬
‫معاناتك‪ .‬كإلو جيد ً‬
‫ليس لديو القدرة الكاممة‪ .‬وفقًا لتصور كوشنر ‪ ،‬فإن ا﵀ ىو شيء غريب األطوار يريد المساعدة لكنو ال يممك‬
‫القدرة عمى فعل أي شيء حيال الشر والمعاناة‪.1‬‬

‫إن عرض آراء جيمس بيب وىارولد كوشنيز عمى سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬ال تعني تبنينا ليذه الرؤية‬
‫بل تفكيك وتفصيل لمسياق الذي ينبثق منو الخطاب الديني في الفيمم برمتو‪ ،‬إنو اإللحاد الجديد و نصطمح‬
‫عميو باإللحاد الجديد في مقابل اإللحاد الكبلسيكي الذي قام عمى اإلنكار الكامل لوجود اإللو‪ ،‬ىذا األخير‬
‫الذي فقد مبرراتو بالكامل ف ي رد فعل رجعي يؤكد عمى وجود اإللو وقوة تفوق اإلنسان قدرة و تمكن‪ ،‬ليقوم‬
‫اإللحاد الجديد بإحياء فكرة وجود اإللو ولكنو عاجز عن فعل أي شيء إزاء ما يحدث لمبشر‪ ،‬بل وحتى‬
‫شيطتنو وجعمو سبباً مباش ار لكل المعاناة واآلالم التي تأتي عمى اإلنسان وىو األمر الذي يعد إحياء ألفكار‬
‫ييودية مصدرىا توراتيم المحرفة وجممة من األسباب التاريخية والنفسية التي انبثقت منيا معتقداتيم والتي‬
‫تناولناىا بالشرح والتحميل أعبله‪ ،‬إال أنو وجب التأكيد عمى أن المعاناة واأللم يعدان صخرة اإللحاد في العالم‬
‫حيث تم ربطيما بالشر واإللو في العقيدة الييودية وليس بالقضاء والقدر كما في عقيدة المسممين‪ ،‬إذ ذاك‬
‫يستمر الترويج ليذه الفكرة عبر كافة الوسائط اإلعبلمية واالتصالية وفي مقدمتيا الفيمم السينمائي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المرجعي النسوي ‪:‬‬

‫بدء من عنوان الفيمم ‪( Mother‬بمعنى األم) وبالتالي األنثى والمرأة‪ُ ،‬يبطن العمل توجيا نِسويا واضح‬
‫ً‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،tendance féministe‬كما يعد ازدراء األديان ورفضها مبعث األيديىلىجيا النسىية ‪Féminisme‬؛‬
‫حيث تطالب النساء وحتى الرجال المتبنين ليذا النيج بالمساواة بين الرجل والمرأة وكذا رفض التمييز‬
‫واالمتيازات التي تمنحيا األديان لمرجل عمى حساب المرأة وفي مقدمتيا سطوتو وقوامتو عمييا‪ ،‬فضبل عن‬
‫معاناة النساء في الغرب من ارتباطين بخطيئة اإلغواء والطرد من الجنة كما ورد في التوراة واإلنجيل ثم‬
‫انتشار ىذه الفكرة في العالم و تأثر شبو كمي لمنساء بيا حتى في المجتمعات اإلسبلمية التي تعتنق ديانة لم‬

‫‪-James‬‬ ‫‪R. Beebe, Ibid‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -2‬متداول في المقاببلت الصحفية والتمفزيونية لبطمة فيمم ‪ Mother‬جينيفر لورانس تعبيرىا عن توجييا النسوي ودفاعيا عن‬
‫حقوق المرأة والنضال من أجل المساواة بينيا وبين الرجل والتخمص من سيدتو ووصايتو عمييا‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫تأتي بفكرة خطيئة وغواية حواء آلدم بل وسوسة الشيطان لكبلىما معا‪ ،1‬وىو ما انعكس سمبا عمى صورة‬
‫النساء مما جعمين محل ازدراء وتحقير لسنوات قبل قيام الثورة الفرنسية لتظير بعدىا األيديولوجيا النسوية‬
‫التي تسعى لرد االعتبار لممرأة بتحريرىا من التصور الشيطاني الذي وضعتيا فيو األديان‪.‬‬

‫يظير الفيمم االزدراء والتحقير الذي تتعرض لو المرأة من خبلل إبراز العنف المفظي والجسدي الذي‬
‫تتعرض لو من قبل الرجل‪ ،‬ففي المشيد الرابع والعشرين من الفيمم تتعرض األم‪ /‬الطبيعة لمتحرش من قبل أن‬
‫الرجال الوافدين وعندما ترفض مرافقتو يصفيا "بالوقح والساقرط " في إشارة لمخطيئة التي اقترفتيا ومازال‬
‫يدفع البشر ثمنيا‪ .‬يتحول ىذا العنف المفظي إلى عنف جسدي بعد نشر اإللو‪ /‬األب لمخطوط الديانة وتوافد‬
‫الناس عميو حيث يظير في أكثر من مشيد تعرض نساء لمتعنيف من قبل الرجال فضبل عن احتجازىن في‬
‫سجن خمف القضبان واعادة إحداىن إليو بالقوة (ج ار من الشعر) بعدما حاولت الفرار منو؛ في إحالة واضحة‬
‫لسمبين حريتين (القضبان‪ /‬السجن) واستعبادىن والتحكم فيين باسم الدين مما يؤدي بين إلى االستنجاد‬
‫باألم‪ /‬الطبيعة لمساعدتين لكن دون جدوى‪.‬‬

‫لقطة تبين رجبل يحمل قضيبا حديديا محاوال االعتداء بو عمى امرأة‪.‬‬

‫ي َع ْنيُ َما ِمن َس ْوآتِ ِي َما َوقَا َل َما‬ ‫ي لَيُ َما َما ُو ِ‬
‫ور َ‬
‫الش ْيطَ ِ ِ‬
‫‪ -‬قال تعالى في اآلية ‪ 20‬من سورة األعراف‪" :‬فَ َو ْس َو َس لَيُ َما َّ ُ‬
‫ان لُي ْبد َ‬
‫‪1‬‬

‫ِِ‬ ‫ونا ممَ َك ْي ِن أَو تَ ُك َ ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ َّ‬


‫ين"‪.‬‬
‫ونا م َن ا ْل َخالد َ‬ ‫ْ‬ ‫َنيَا ُك َما َرُّب ُك َما َع ْن َىذه الش َج َرة إال أَن تَ ُك َ َ‬

‫‪125‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة تبين رجبل يمسك بامرأة من شعرىا ليعيدىا إلى السجن الذي تحتجز فيو النساء‪.‬‬

‫نساء مسموبات الحرية يحتجزىن رجال خمف القضبان‪.‬‬


‫لقطة توضح ً‬

‫يستمر الفيمم في التأثر بالتوراة وسفر التكوين بالتحديد؛ ففي العقيدة الييودية والمسيحية حرم ا﵀ عمى‬
‫آدم وحواء أكل الفاكية من الشجرة المحرمة‪ ،‬لكن الحية وسوست لحواء أن تأكل من الشجرة وحواء وسوست‬
‫آلدم أن يأكل معيا‪ ،‬وعندما الم ا﵀ آدم عمى ما فعمو ألقى كل الذنب عمى حواء‪ " :‬فقال آدم إنيا المرأة التي‬
‫جعمتيا معي ىي من أعطتني من الشجرة فأكمت" (سفر التكوين ‪ )12:3‬فقال اإللو لممرأة‪" :‬تكثي ار أكثر أتعاب‬
‫حممك‪ ،‬بالوجع تمدين أوالدا والى رجمك يكون اشتياقك وىو يسود عميك وقال آلدم لـأنك سمعت لقول امرأتك‬

‫‪126‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫وأكمت من الشجرة التي أوصيتك قائبل ال تأكل منيا ممعونة األرض بسببك بالتعب تأكل منيا كل أيام حياتك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(سفر التكوين ‪)17-16 :3‬‬

‫وفي اإلنجيل الكاثوليكي‪" :‬ال يوجد خطيئة يمكن مقارنتيا بخطيئة المرأة‪ ،‬فأي خطيئة تكون وراءىا امرأة‬
‫وبسبب المرأة سنموت جميعا"‪ ،‬وقد عدد حاخام ييودي تسع لعنات عمى المرأة بسبب السقوط من الفردوس‪":‬‬
‫عمى المرأة تسع لعنات ثم الموت‪ :‬الطمث ودم العذرية وتعب الحمل والوالدة وتربية األطفال وتغطية رأسيا‬
‫كأنيا في حداد وتخرم أذنيا مثل الجارية وال يأخذ بشيادتيا وبعد كل ىذا الموت‪ ".‬وحتى اآلن الييود‬
‫‪2‬‬
‫نساء"‪.‬‬
‫األرثوذكس يقولون في صبلتيم‪" :‬نحمد ا﵀ أننا لم نخمق ً‬

‫إن مبعث االزدراء والكراىية والتحقير والتعنيف الذي تتعرض لو النساء عمى يد الرجال في الفيمم‪،‬‬
‫مصدره الدين واإللو الذي عاقب حواء التي أغوت آدم‪ ،‬تبقى حواء تدفع ثمن الخطيئة وكل النساء بعدىا‪ ،‬ففي‬
‫سفر التكوين كما ذكرنا أعبله تعاقب المرأة بألم الحمل والوالدة‪ 3‬مدى الحياة‪ ،‬وجاء أيضا في الجزء الذي‬
‫عرضناه من التوراة " وىو يسود عميك" بمعنى الرجل يتسيد المرأة فيو سيدىا وىي العبد الخاضع لو بالقوة‬
‫كما يظير مشيد السجن‪ ،‬في انعكاس واضح النعدام الحرية‪ ،‬وفي تدليل واضح عمى أن األديان بيذا الطرح‬
‫ىي من سمبت حرية المرأة وكرست عبوديتيا لمرجل وتبعيتيا لو‪ ،‬وما تم عرضو مما جاء في التوراة واإلنجيل‬
‫حول المرأة سوى عينة بسيطة‪ ،‬فالمرأة نجسة بسبب الطمث وممنوع أن تتكمم وال يجوز ليا أن تُعمم وأنيا‬
‫تجمب العار وىو الطرح الذي انتقل إلى القبائل العربية القديمة التي كانت تقوم بوأد البنات‪.‬‬

‫يؤكد فيمم ‪ Mother‬مرة أخرى عمى دور األديان في ترسيخ فكرة تواطؤ المرأة مع الشيطان وامتيانيا‬
‫الغواية وتسببيا في الخطيئة الكبرى‪ ،‬ىذه الفكرة التي تظير أيضا في العيد الجديد اإلنجيل الذي يورد أن‬
‫المسيح قد ىدر دمو لتكفير ىذه الخطيئة وتخميص البشرية منيا‪ ،‬ليعود كاتب ومخرج الفيمم لتصوير العنف‬
‫الذي تتعرض لو المرأة بسبب ىذا الطرح الديني فبعد مقتل ابن الطبيعة‪ /‬األم الذي يرمز لممسيح في الفيمم‬
‫تتعرض األم ليجوم شرس من الناس بضربيا وتعنيفيا و تمزيق ثيابيا ووصفيا بأقبح العبارات في المشيد‬
‫األربعون كاآلتي‪" :‬موتي أيتيا الساقرط ‪ ،‬العاىرة‪ ،‬القذرة‪ ،‬الداعرة الخنزيرة‪ ،‬أقتموا الخنزيرة"‪.‬‬

‫‪-1‬شريف عبد العظيم‪ :‬المرأة في اإلسالم والييودي والمسيحي بين األسرطورة والحقيق ‪( ،‬كتاب إلكتروني)‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ :‬ص ص ‪.9 ،8‬‬
‫‪ -3‬يركز المخرج عمى إظيار آالم مخاض ووالدة األم لممسيح في أكثر من مشيد‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫يختار كاتب ومخرج الفيمم ‪ Darren Aronovsky‬ىذا التوجو النسوي في فيممو إلبطال حجة‬
‫األديان واظيار احتوائيا عمى تمييز جنسي بين الذكور واإلناث‪ ،‬وكيف تعاني ىذه األخيرة من االضطياد‬
‫باسم الدين‪ ،‬حيث يعطي حي از كبير في خطابو المغوي والبصري لمعنف الذي تتعرض لو المرأة كرد فعل‬
‫تاريخي واجتماعي ونفسي إيزاءىا بسبب الخطيئة الكبرى التي اقترفتيا حسبما ورد في العيدين القديم والجديد‬
‫(التوراة واإلنجيل) ‪ ،‬إذ ذاك تتضح عقدة نفسية تاريخية ييودية أخرى انتشرت في العالم أين تقترن المرأة بالشر‬
‫وبالتالي االستثمار في كراىيتيا وكل أشكال العنف والتمييز المترتبة عن ىذا الكره‪ ،‬لتشتغل ىذه اآللية النفسية‬
‫بشكل عكسي ضد األديان ويصبح تحرر المرأة منيا اليدف الرئيس لؤليديولوجيا النسوية التي يؤكدىا الفيمم‬
‫ويشتغل ضمن سياقيا ليصبح بذلك فيمم ‪ Mother‬فيمماً نِسوياً بامتياز‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النزع الذكوري ‪ /‬األبوي ‪:‬‬

‫في مقابل المرجعية النسوية واظيار إضعاف األديان لؤلنثى ووضعيا تحت سيطرة وسيادة الرجل‪،‬‬
‫يسعى فيمم ‪ Mother‬إلى إبراز النزعة الذكورية لئللو‪ ،‬فمنذ البدء يظير اإللو‪ /‬األب إعجابا وتقدي ار خاصا‬
‫آلدم حيث يقول لؤلم‪ /‬الطبيعة في المشيد الثامن‪" :‬قصصو تعجبني‪ ،‬أعجبني عقل الرجل مميم جدا التحدث‬
‫إلى أحد يقدر العمل فعال"‪ ،‬كما يقول ليا في المشيد السابع عشر‪" :‬إنو رجل صاحب كبرياء يعجبني ىذا"‪،‬‬
‫كما يحرص كاتب ومخرج العمل ‪ Darren Aronovsky‬عمى إظيار انحياز اإللو‪ /‬األب آلدم من خبلل‬
‫قضاء أغمب الوقت في الحديث إليو واصطحابو معو خارج البيت لمتنزه‪ ،‬تؤكد حواء ذلك من خبلل قوليا‬
‫لؤلم‪ /‬الطبيعة في المشيد الحادي عشر‪" :‬لقد تورطدت عالقتيما‪ ،‬أال تظينين ىذا؟"‬

‫يتجو الفيمم بشكل متزايد إلى إبراز تراتبية الذكر واألنثى دينياً‪ ،‬من حيث األسبقية الوجودية آلدم عمى‬
‫حواء وخمق ىذه األخيرة من ضمعو‪ ،‬في الميمة التي تسبق ظيور حواء في الفيمم‪ ،‬تتم المحاكاة الرمزية لعممية‬
‫خمقيا من ضمع آدم حيث تستفيق األم عمى صوت صراخ وتألم بحمام البيت لتتجو نحوه فترى األب‪/‬اإللو‬
‫يقف إلى جانب آدم الذي كان يتقيأ وعبلمات جرح واضحة عمى ظيره (ناحية األضبلع) لييم األب‪ /‬اإللو‬
‫بتغطية الجرح بيده حتى ال تراه األم ثم يطردىا قائبل‪" :‬امنحيو بعض الخصوصي "‪.‬‬

‫إن ما يمفت االنتباه في ىذا الحدث؛ ليس عممية خمق حواء من ضمع آدم التي تتفق عمييا جميع‬
‫األديان السماوية‪ ،‬بل ما صوره الفيمم حيث تكتشف األم أثناء دخوليا لمحمام صباحا وجود عضمة قمب في‬
‫المرحاض وبمجرد ما تقترب منيا لمتأكد تختفي‪ ،‬في إشارة إلى أن عممية خمق حواء من ضمع آدم تبعتيا‬

‫‪128‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫عممية انتزاع قمبو في إشارة واضحة إلى الطابع القاسي لمرجل وتخميصو من العاطفة (القمب) وىو ما يريد‬
‫كاتب ومخرج العمل إب ارزه وجعل القسوة والقوة صفة مشتركة بين الذكر واإللو في امتداد متواصل لمنزعة‬
‫الذكورية لئللو في الفيمم‪.‬‬

‫يستمر الفيمم في عرض النزعة الذكورية لئللو‪/‬األب‪ ،‬في إشارة إلى اختيار جميع األنبياء من الذكور‬
‫لتبميغ الرسالة اإلليية‪ ،‬يرمز كاتب ومخرج العمل لؤلنبياء بامرأة التي تؤدي دور ناشرة كتب اإللو‪/‬األب‪/‬‬
‫الشاعر‪ ،‬يتم اختيار المرأة كحجة مناقضة و كإحالة عكسية لمنزعة الذكورية في اختيار األنبياء وىو ما يدعم‬
‫المرجعية النسوية لمفيمم كما سبق وأن تناولناىا سابقاً‪.‬‬

‫ال يبدو أن كاتب ومخرج العمل ‪ Darren Aronovsky‬قد اكتفى بإبراز انحياز اإللو‪ /‬األب آلدم‬
‫بدء من اختيار تجسيده في صورة الذكر‪ ،‬تنسحب‬
‫‪/‬الذكر بل يسعى بشكل متواصل إلى تأكيد ذكورية اإللو‪ً ،‬‬
‫الذكورية عمى األبوية فاإللو المسيحي أب لئللو عيسى (حسب اإلنجيل)‪ ،‬وبذلك تصبح األبوة قرينا لمذكورة‬
‫فيصبح اإللو أباً ويصبح األب رباً ومازال سائدا لحد اآلن االصطبلح عمى أب العائمة برب األسرة‪/‬البيت‪ ،‬إذ‬
‫ذا ك يشترك اإللو األب واألب الرب في كثير من الصفات كالتحكم والتسيد والحزم والسيطرة والسمطة فما‬
‫يفرضو رب األسرة من أحكام وقواعد وأوامر ونواىي عمى أفراد عائمتو تتشابو (شكبل وليس مضمونا) فيما‬
‫يمميو اإللو األب عمى الناس‪.‬‬

‫ويرى محمود شاىين أنو قد مرت مرحمة غير قميمة من عمر البشرية كانت األلوىة تعزى لؤلنثى ألنيا‬
‫ىي التي كانت تيب الحياة بحمميا ووالدتيا‪ ،‬وكانت قيادة المجتمعات المشاعية ليا فظيرت في تاريخ البشرية‬
‫مئات النساء اإلليات‪ :‬عشتا‪ ،‬إنانا‪ ،‬مايا‪ ،‬عناة‪ ،‬عشتروت‪ ،‬إيزيس‪ ،‬افروديت‪ ،‬أثينا‪ ،‬البلت‪ ،‬مناة‪ ،‬العزى‪ .‬إلى‬
‫أن تغير الزمن بفعل ىيمنة الرجل التدريجية عمى مقاليد الحكم وقيادة القبائل والمجتمعات‪ ،‬فأخذت األلوىة‬
‫تعزى لمرجل خاصة بعد أن تأكد من دوره الرئيس في مسألة التكاثر ( الحمل ) ثم إن قدرتو عمى العمل كانت‬
‫أقوى من قدرة المرأة‪ ،‬ثم كان عميو أن يعرف أبناءه‪ ،‬ليورثيم ما جمعو واستحوذ عميو في حياتو مجموعة‬
‫عوامل أدت إلى ىيمنة الذكر‪ ،‬والتفكير في األلوىة المذكرة لتنقرض إلى غير رجعة ألوىية األنثى حتى أن‬
‫مجتمعاتنا الحالية تنعت بالمجتمعات الذكورية لييمنة الرجل عمى معظم مقاليد الحياة فييا ‪.‬فظير في تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫البشرية الكثير من اآللية الذكور‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود شاىين‪ :‬تحوالت األلوى من الذكورة إلى األنوث ‪ ، www.pulpit.alwatanvoice.com ،‬تاريخ التصفح‪/09 :‬‬
‫‪.2019 /05‬‬

‫‪129‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫كما تعد مسألة األلوىة بين الذكورة واألنوثة نظرية قائمة بذاتيا لدى كثير من الباحثين‪ ،‬حيث تقول‬
‫مارلين ستون في ىذا الصدد إن كل األدلة األركيولوجية‪ ،‬والميتولوجية والتاريخية تكشف أن الدين األنثوي‬
‫الذي لم يزل زواال طبيعيا‪ ،‬وانما زال بعد قرون من االضطياد والقمع المستمرين‪ ،‬المذين تعرض ليما عمى يد‬
‫محاميي األديان الجديدة التي جعمت اآللية الذكور ىي األعمى‪ .1‬يتمسك الكثير من العممانيين بفكرة ذكورة‬
‫اإللو‪ ،‬نذكر منيم عمى سبيل المثال ال الحصر نوال السعداوي‪ 2‬التي تعترض عمى الضمير "ىو" في سورة‬
‫اإلخبلص التي ترى فييا تصريحا واضحا بذكورة اإللو‪ 3.‬إن النزعة الذكورية في الفيمم ليس سوى مظي ار من‬
‫مظاىر النزعة المادية في تجسيد اإللو‪ ،‬تشويو صورتو وابطال حجة األديان والغائيا‪.‬‬

‫خالص الفصل‪:‬‬

‫يدافعُ فيمم ‪ Mother‬عمى أطروحة أساسية مفادىا؛ أن اإللو معذب لئلنسان ومسبب مباشر لكل آالمو‬
‫من خبلل الدين الذي يستمر في جمب الخراب لمعالم واذكاء الصراع بين البشر‪ ،‬يتجو الفيمم إلى رفع القداسة‬
‫واأللوىية عن اإللو بتجسيده في إنسان تتجمى فيو صفات بشرية عادية كالتوتر والقمق‪ ،‬االندىاش‪ ،‬التعب‪،‬‬
‫اإلعجاب‪ ،‬الحاجة إلى الحب‪ ،‬الجنون‪ ،‬العبقرية‪ ،‬القتل‪ .‬ينبع ىذا التوجو من النزعة المادية الييودية في‬
‫تجسيد اإللو التي تظير بشكل جمي في التوراة لتنعكس عمى الرؤية اإلخراجية لكاتب ومخرج العمل ذو الديانة‬
‫الييودية ‪.Darren Aronovdky‬‬

‫يسعى صناع الفيمم إلثبات ىذه األطروحة من خبلل بنية حجاجية متعددة اإلستماالت بين العقمية‬
‫والعاطفية والتخويف؛ ينطمق مسار البرىنة من حجة جود حياة سابقة عمى األرض؛ كدليل عمى فشل اإللو في‬
‫بعث السبلم والتعايش عمى األرض التي استخمف اإلنسان عمييا من خبلل الصراعات والدماء التي ال تنتيي‬
‫بين البشر منذ قتل قابيل ليابيل‪ ،‬وبما أن بناء شخصية اإللو في الفيمم التي تظيره مجنون وفاقد لمعقل‬
‫والمنطق فيو يعيد الكرة في كل مرة تفشل التجربة ليتكرر الفشل من جديد وينتيي بفاجعة تأتي عمى الكائنات‬
‫ُبرمتيا‪.‬‬

‫‪ -1‬مارلين ستون‪ ،‬ترجمة حنا عبود‪ :‬يوم كان الرب أنثى نظرة الييودي والمسيحي إلى المرأة‪ ،‬األىالي لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،1998 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬نوال السعداوي‪ :‬طبيبة وكاتبة وروائية مصرية‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر نوال السعداوي‪ ،‬برنامج بدون رقابة عمى موقع يوتيوب‪.www.youtube.com ،‬‬

‫‪130‬‬
‫تحليل فيلم ‪Mother‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫يستند الفيمم إلى حجج أخرى عمى غرار دور األديان في الصراع البشري والحروب المستمرة عمى‬
‫األرض‪ ،‬مسألة العدالة اإلليية فيما يتعمق بالفقر من خبلل إظيار اإللو عاجز عن مساعدة الفقراء واستمرار‬
‫اليوة بينيم وبين األغنياء‪ ،‬في ذات السياق تطرح حجة عدم االكتفاء أو عدم كفاية محبة وعبودية البشر لئللو‬
‫في مقابل العذاب واأللم الذي يعيشونو من مرض وموت وفقر وغيرىا من اآلالم الجسدية والنفسية‪ ،‬تشكل‬
‫ثنائية األلم والمعاناة صخرة تفكيك صورة اإللو والدين في الفيمم وىو ما اصطمحنا عميو بصخرة اإللحاد‬
‫الجديد‪.‬‬

‫ينبثق فيمم ‪ Mother‬من تعدد سياقي؛ تضطمع فيو مجموعة من األيديولوجيات بتشكيل الخطاب‬
‫الديني‪ ،‬فصورة اإللو ال تقف عند التجسيد والنزعة المادية واألنسنة ورفع القداسة بل تتعدى ذلك إلى الشيطنة‬
‫واقران الذات اإلليية بالشر‪ ،‬تباعاً ينخرط الفيمم في األيديولوجيا النسوية بإظيار االزدراء والتعنيف التي‬
‫تتعرض لو المرأة بسبب األديان والسمطة التي تمنحيا ىذه األخيرة لمرجل لمتحكم فييا‪ ،‬فضبل عن ارتباط المرأة‬
‫في الديانتين الييودية والمسيحية بالخطيئة الكبرى وغواية الرجل لؤلكل من الشجرة المحرمة؛ التي تتحول إلى‬
‫مصدر تحقير وتعنيف تبرره ىذه األديان حيال المرأة وىو ما يظير في الطريقة التي توصف بيا المرأة في‬
‫الفيمم والصفات القبيحة التي تتصف بيا‪ .‬تحيل النسوية إلى سياق مقابل يتمثل في إظيار النزعة الذكورية‬
‫لئللو من خبلل التركيز عمى عبلقتو وقربو الشديد من آدم والتمميح إلى اختيار األنبياء ذكو ار بالتدليل‬
‫المناقض عبر اختيار ناشرة الكتاب‪ /‬المقدس لؤلب‪ /‬اإللو امرأة في إحالة إلى ذكورة النبوة‪ .‬إذ ذاك يقوم فيمم‬
‫‪ Mother‬عمى ازدراء األديان‪ ،‬شيطنة اإللو واعتباره مصد ار لمشر؛ اعتمادا عمى األيديولوجيا النسوية والسمطة‬
‫األبوية ‪ /‬البطريركية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫الخطاب الديني في السينما األمريكية‬
‫من خالل فيلم ‪Doctor Strange‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب‬


‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫تمييد‬

‫بعد تحميمنا لفيمـ ‪ ،Mother‬تِباعاً نواصؿ في ىذا الفصؿ البحث عف أبعاد الخطاب الديني في السينما‬
‫ني عميو‬
‫األمريكية مف خبلؿ فيمـ أمريكي آخر ذو جنس سينمائي مختمؼ عف الطابع الدرامي النفسي الذي ُب َ‬
‫فيمـ "األـ"؛ إنو القالب الخيالي الفانتازي الذي يقوـ عمى استحداث عوالـ وشخصيات خيالية‪ ،‬مف أشير‬
‫شركات اإلنتاج السينمائي األمريكية في ىوليوود المتخصصة في ىذا المجاؿ "شركة مارفاؿ‪"Marvel /‬‬
‫المعروفة بفكرة األبطاؿ الخارقيف في السينما عمى غرار؛ الرجؿ األخضر (‪ ،)hulk‬الرجؿ العنكبوت‬
‫(‪ )Spider man‬والرجؿ الحديدي (‪ ،)Iron-man‬آخر بطؿ خارؽ تـ استحداثو في سمسمة أفبلـ مارفؿ كاف‬
‫شخصية الدكتور سترينج (‪ )Doctor Strange‬في فيمـ أنتج سنة ‪2016‬؛ وىو الفيمـ الذي سنقوـ بتحميؿ‬
‫الخطاب الديني الذي يتضمنو مف خبلؿ مستويات تحميؿ الخطاب األربعة؛ األطروحة الخطابية‪ ،‬القوى‬
‫الفاعمة في الخطاب‪ ،‬البنية الحجاجية لمخطاب وسياؽ الخطاب‪.‬‬

‫قصة فيمـ ‪Doctor Strange‬؛ تأليؼ جماعي لكؿ مف جوف سباييتس‪ ،‬روبيرت كارجيؿ وسكوت‬
‫ديركسوف‪ ،‬ىذا األخير الذي قاـ أيضا بإخراج العمؿ‪ ،‬شارؾ في أداء األدوار الرئيسة كؿ مف الممثؿ‬
‫البريطاني بيندكيت كامبرباتش في دور الدكتور سترينج‪ ،‬الممثمة البريطانية تيمدا سوينتوف في دور المعممة‬
‫الكبيرة‪ ،‬الممثؿ البريطاني شيوتاؿ ايجيفور في دور المعمـ موردو‪ ،‬الممثؿ الدانماركي مادس ميكمسف في دور‬
‫كايسيميوس إلى جانب شخصية دورمامو؛ وىي شخصية خيالية تـ تطويرىا بالكومبيوتر‪.‬‬

‫أما الشخصيات المساعدة؛ فنجد شخصية الدكتورة بالمر كريستيف التي تؤدييا الممثمة الكندية راشاؿ‬
‫مكادماس‪ ،‬شخصية الدكتور نيؾ ويست التي يؤدييا الممثؿ األمريكي مايكؿ ستولبيرج‪ ،‬شخصية جوناثاف‬
‫بانغبورف التي يؤدييا الممثؿ األمريكي بينجاميف برات وشخصية وانغ التي يؤدييا الممثؿ البريطاني بينديكيت‬
‫وانغ‪" .‬حقؽ الفيمـ إيرادات فاقت ‪ 677‬دوالر أمريكي"‪" ،1‬كما تحصؿ عمى تقييـ يقدر بنسبة ‪ 72‬بالمائة عمى‬
‫موقع قاعدة بيانات األفبلـ عمى اإلنترنت (‪ ،)IMDB‬بمغ عدد المراجعات المتعمقة بالفيمـ ‪ 877‬مراجعة‬
‫‪2‬‬
‫و‪ 567‬نقداً‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- see: www.boxofficemojo.com.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- see: www.imdb.com.‬‬

‫‪133‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫تدور أحداث الفيمـ حوؿ جراح أعصاب يدعى الدكتور ستيفف سترينج؛ طبيب مشيور ومغمور بسبب‬
‫تميزه والنجاحات االستثنائية التي حققيا في مجالو مما يجعمو مغرو ار متغطرسا بشكؿ كبير‪ ،‬يتعرض الدكتور‬
‫سترينج لحادث سير مروع يتسبب في تمزؽ أعصاب يديو مما يفقده السيطرة عمييا‪ ،‬بعد محاوالت كثيرة‬
‫وخضوعو لسبعة عمميات جراحية يفقد الدكتور سترينج األمؿ في الشفاء وىو الوضع الذي يحرمو مف مزاولة‬
‫مينتو كطبيب‪ .‬خبلؿ خضوعو لجمسات العبلج الفيزيائي يخبره المعالج عف مريض اسمو جوناثاف بانغبورف‬
‫شفي تماما وتمكف مف المشي مجددا بعد إصابة خطيرة في عموده الفقري تسببت لو في شمؿ كامؿ‪ ،‬بعد‬
‫اطبلع الدكتور سترينج عمى ممفو عرؼ أنو يستحيؿ أف يشفى مف ىذه اإلصابة ليبدأ في البحث عنو‪ ،‬وبعدما‬
‫عثر عميو قاؿ لو أنو عثر عمى العبلج في مكاف اسمو قمر تاج؛ يقع في عامصة نيباؿ كاتماندو ليقرر بعد‬
‫ذلؾ السفر إلى ىناؾ أمبل في استرجاع يديو مجددا‪.‬‬

‫بعد وصوؿ الدكتور سترينج إلى قمر تاج في كاتماندو‪ ،‬تقوـ المعممة الكبيرة‪ /‬الساحرة العميا بتعميمو‬
‫طقوس السحر مف خبلؿ سحب الطاقة مف العوالـ المتعددة‪ ،‬كما يعممو أحد سحرة قمر تاج المدعو المعمـ‬
‫موردو فنوف القتاؿ‪ ،‬تتطور الميارات السحرية لمدكتور سترينج بفعؿ اجتياده واطبلعو المستمر عمى كتب‬
‫السحر‪ ،‬يتغير طريقو مف باحث عف العبلج إلى ساحر متمكف ينخرط في معركة ضد أتباع دورمامو؛ كياف‬
‫قوي شرير يسمى البعد المظمـ‪ ،‬يسعى لمسيطرة عمى األرض وسحبيا إلى عالمو‪ ،‬أتباع دورمامو يسموف‬
‫بالزيموت؛ أي المتشدديف المتعصبيف يقودىـ ساحر اسمو كايسيميوس؛ كاف تابعا لقمر تاج قبؿ أف يتمرد عمى‬
‫المعممة الكبيرة ويقرر إتباع دورمامو‪.‬‬

‫في أحد المواجيات بيف أتباع دورمامو وسحرة قمر تاج‪ ،‬تُقتؿ المعممة الكبيرة عمى يد كايسيميوس‪ ،‬الذي‬
‫يستمر وأتباعو في محاوالت تدمير األقداس الثبلثة في نيويورؾ ولندف وىونغ كونغ مف أجؿ تمكيف البعد‬
‫المظمـ مف الدخوؿ واالستيبلء عمى األرض‪ ،‬يتمكف كايسميوس مف تدمير قدس لندف وفي طريقو لتدمير قدس‬
‫نيويورؾ يمنعو الدكتور سترينج مف ذلؾ كما يقوـ بقتؿ أحد أتباعو ورمي أحدىـ في صحراء قاحمة عبر بوابة‬
‫الزمف الموجودة ىناؾ؛ في قدس نيويورؾ يتمكف مف الحصوؿ عمى عباءة الطيراف ليكتسب ميارة خارقة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫خبلؿ توجو كايسيميوس وأتباعو إلى ىونغ كونغ لتدمير قدس ىونغ كونغ‪ ،‬يمتحؽ بو الدكتور سترينج‪،‬‬
‫المعمـ موردو‪ ،‬يجدوف أف المعركة قد حسمت لصال ح كايسميوس بعد أف تغمب عمى المعمـ وانغ‪ ،‬وقاـ بتدمير‬
‫جزء مف القدس ليشرع البعد المظمـ في الدخوؿ إلى األرض وتدميرىا‪ ،‬يمجأ الدكتور سترينج إلى الطقوس‬

‫‪134‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫السحرية المتعمقة بالتحكـ في الزمف التي تعمميا مف كتاب "كاغميوسترو"‪ ،‬وبفعؿ ميارة التحميؽ التي اكتسبيا‬
‫يطير إلى السماء لمواجية دورمامو؛ أيف يحتجزه في حمقة زمنية متكررة والنيائية ‪ ،‬ليتغمب عميو في النياية‬
‫بعقد صفقة تقتضي سحب أتباعو ووقؼ اعتدائو عمى األرض وعدـ العودة أبدا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األطروح الخطابي لمفيمم‪:‬‬

‫يطرح الفيمـ فكرة الدفاع عف الحياة اإلنسانية مف رغبة قوة شريرة (اإللو) في االستيبلء عمييا بوضع‬
‫نياية لمعالـ‪ ،‬حيث يتمكف رجؿ خارؽ مف التغمب عمى ىذا الكياف القوي وذلؾ بعقد صفقة معو بعد تمكف‬
‫الرجؿ الخارؽ مف التحكـ في الزمف وجعمو ال نيائي‪ ،‬تقتضي ىذه الصفقة استبعاد اإللو مف األرض وسحب‬
‫أتباعو المتزمتيف وانياء سيطرتو عمى البشرية‪ ،‬تتوزع ىذه األطروحة عمى أربعة قضايا فرعية يقسميا مخرج‬
‫العمؿ في ساعة وأربعة وخمسيف دقيقة مف الزمف (مدة الفيمـ) إلى ٍ‬
‫ثماف وأربعيف مشيداً مقسمة كاآلتي‪:1‬‬

‫‪ ‬القضي األولى‪ :‬الوىم؛ العالـ المادي الذي يتمتع فيو الناس بالقوة الجسدية والعقمية وبالتالي التمكف‬
‫والقدرات العالية التي تعد مصدر التكبر والغرور؛ وقد تـ تناوؿ ىذه القضية في عشريف مشيدا‪ ،‬يتـ‬
‫فييا االنتقاؿ مف القوة إلى العجز بداية مف تأسيس شخصية الدكتور سترينج (بطؿ الفيمـ) كأقوى‬
‫وأشير جراح أعصاب إلى غاية تعرضو لحادث يسبب لو تمفا في أعصاب يديو مما يحولو إلى‬
‫شخص عاجز غير قادر عمى مواصمة مسيرتو المينية‪ ،‬تتوزع ىذه القضية في عشروف (‪ )20‬مشيدا‬
‫عمى مدة زمنية قدرىا ثمانية عشرة دقيقة وأربعة عشرة ثانية (مف ‪ 00.00.41‬إلى ‪ )00.18.55‬كما‬
‫تنقسـ ىذه القضية إلى مقولتيف فرعيتيف كما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى؛ القوة‪ :‬عرض شخصية الدكتور سترينج (بطؿ الفيمـ)؛ جراح أعصاب متمكف‬
‫يمتمؾ قدرات عالية واستثنائية في مجالو مما يمنحو مكانة مميزة في مجتمعو وىو ما يجعمو‬
‫متكب ار مغرو ار يعيش حالة مف الترؼ والبذخ المادي‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في عشرة مشاىد؛‬
‫(مف ‪ 00.00.41‬إلى ‪.)00.12.02‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ؛ العجز‪ :‬تعرض الدكتور سترينج لحادث سير مروع‪ ،‬تُتمؼ فيو أعصاب يديو‬
‫رغـ إجراء العديد مف العمميات التي يعجز فييا األطباء عف عبلجو‪ ،‬عجز يديو يفقده مينتو‬

‫‪ -1‬لئلطبلع عمى سيناريو فيمـ ‪ Doctor Strange‬وتقطيعو الزمني؛ أنظر الممحؽ رقـ (‪.)02‬‬

‫‪135‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫قادر عمى مزاولتيا وبالتالي فقدانو لمجده وشيرتو ومكانتو االجتماعية‪،‬‬


‫التي ال يصبح ًا‬
‫وتستغرؽ ىذه المقولة في عشرة مشاىد؛ (مف ‪ 00.12.02‬إلى ‪.)00.21.02‬‬
‫العميا‪ ،‬ينتقؿ الدكتور سترينج‬
‫‪ ‬القضي الثاني ‪ :‬الحقيق ؛ العالـ الروحي والسحر باعتباره وسيمة لممعرفة ُ‬
‫مف المعرفة المادية‪ /‬الظاىرية (الطب) الذي عجز عف شفائو إلى المعرفة الروحانية‪ /‬الباطنية‬
‫(السحر) وتغير رؤيتو‪ /‬قناعتو حياؿ العالـ مف كوف مادي ال جود لمقوى ما فوؽ بشرية فيو إلى‬
‫أكواف متعددة تحتوي عمى قوى فوقية خيرة وشريرة؛ في مقدمتيا القوة الشريرة األقوى عمى اإلطبلؽ‬
‫المسماة "دورمامو" التي ترمز لئللو الذي يجب حماية البشرية منو مف خبلؿ االستعانة بقوى أخرى‪.‬‬
‫وقد تـ تناوؿ ىذه القضية في ستة عشر (‪ )16‬مشيدا‪ ،‬موزعة عمى مدة زمنية قدرىا ثبلثة وثبلثوف‬
‫دقيقة وخمسة وثبلثوف ثانية (مف ‪ 00.21.03‬إلى ‪ ،)00.54.38‬كما تنقسـ ىذه القضية إلى أربعة‬
‫مقوالت نعرضيا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬مف الغرب إلى الشرؽ؛ سفر الدكتور سترينج إلى كاتماندو في نيباؿ والتوجو إلى‬
‫"قمر تاج" بحثا عف الشفاء‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في مشيديف؛ المشيد الواحد والعشروف والثاني‬
‫والعشروف (مف ‪ 00.21.03‬إلى ‪.)00.24.26‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬تعرؼ الدكتور سترينج عمى المعممة الكبيرة واكتشاؼ األكواف المتعددة والقوى الفوقية‬
‫الخيرة والشريرة‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في ثبلثة مشاىد؛ مف المشيد الثالث والعشروف إلى المشيد‬
‫الخامس والعشروف (مف ‪ 00.24.26‬إلى ‪.)00.33.12‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬تعمـ الدكتور سترينج الطقوس السحرية مف المعممة الكبيرة ومف خبلؿ كتب السحر‬
‫والتدرب عمى السفر عبر الزمف والقتاؿ ‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في عشرة مشاىد؛ مف المشيد‬
‫السادس والعشروف إلى المشيد الخامس والثبلثوف (مف ‪ 00.33.12‬إلى ‪.)00.48.13‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬اطبلع الدكتور سترينج عمى كتاب الزمف وتعمـ التحكـ فيو؛ وتستغرؽ ىذه المقولة‬
‫في مشيد واحد؛ المشيد السادس والثبلثوف (مف ‪ 00.48.13‬إلى ‪.)00.54.38‬‬
‫‪ ‬القضي الثالث ‪ :‬اإللو بيف المعمميف والمتزمتيف؛ أتباع اإللو مجرموف دمويوف‪ ،‬يتقربوف منو رغبة في الحياة‬
‫األبدية ويساعدونو في السيطرة عمى العالـ بدفعو لمنياية عبر سعييـ لتدمير األقداس الثبلثة؛ (نيويورؾ‪ ،‬لندف‬
‫وىونغ كونغ) أيف يتمركز السحرة الذيف يقوموف بحماية العالـ مف البعد المظمـ‪ /‬اإللو‪ ،‬ػوقد تـ تناوؿ ىذه القضية‬
‫سبعة (‪ )07‬مشاىد‪ ،‬موزعة عمى مدة زمنية قدرىا اثناف وستة وعشروف ثانية (مف ‪ 00.54.38‬إلى‬
‫‪ ،)01.26.12‬كما تنقسـ ىذه القضية إلى خمسة مقوالت نعرضيا في اآلتي‪:‬‬

‫‪136‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬الخضوع لئللو مقابؿ الحياة األبدية؛ تدمير قدس أقداس لندف ومواجية كايسيميوس‬
‫قائد أتباع إلو الظبلـ (الشر) لمدكتور سترينج حامي األرض (الخير) والسعي إلى إقناع ىذا األخير‬
‫بضرورة الخضوع لئللو الواحد سبب الوجود مف أجؿ الخمود والحصوؿ عمى الحياة األبدية (حياة ما‬
‫بعد الموت)‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد السابع والثبلثوف (مف ‪ 00.54.39‬إلى‬
‫‪.)01.05.04‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬غدر أتباع اإللو؛ تعرض الدكتور سترينج لطعنة عمى مستوى القمب مف قبؿ أحد‬
‫أتباع كايسيميوس‪ ،‬وتوجيو إلى المستشفى أيف تساعده الدكتورة بالمر كريستيف التي كانت تربطو‬
‫عبلقة حب بيا ومعاناتيا مف غروره وتكبره ثـ تخميو عنيا بعد الحادثة التي تعرض ليا‪ ،‬وتستغرؽ‬
‫ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد الثامف والثبلثوف (مف ‪ 01.05.05‬إلى ‪.)01.12.27‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬حتمية اإللو؛ اكتشاؼ الدكتور سترينج الستقطاب المعممة الكبيرة لقوى مف البعد‬
‫المظمـ (إلو الشر) مف أجؿ إطالة عمرىا واخطار المعمـ موردو باألمر‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في‬
‫مشيد واحد؛ المشيد التاسع والثبلثوف (مف ‪ 01.12.27‬إلى ‪.)01.16.32‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬مواجية المعممة والتمميذ؛ صراع‪ /‬قتاؿ كايسيميوس والمعممة الكبيرة‪ ،‬وتستغرؽ ىذه‬
‫المقولة في مشيد واحد؛ المشيد األربعوف (مف ‪ 01.16.33‬إلى ‪.)01.22.03‬‬
‫‪ ‬المقول الخامس ‪ :‬الموت معنى الحياة؛ موت المعممة الكبيرة‪ ،‬وتكميفيا لمدكتور سترينج بمواصمة‬
‫الكفاح رفقة المعمـ موردو ضد البعد المظمـ (إلو الشر)‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في مشيديف ؛ المشيد‬
‫الواحد واألربعوف والمشيد الثاني واألربعوف (‪ 01.22.04‬إلى ‪.)01.26.12‬‬
‫‪ ‬القضية الرابعة‪ :‬التغمب عمى إلو الظبلـ (الشر) وانياء سيطرتو عمى األرض وسحب أتباعو المتزمتيف منيا‪،‬‬
‫ػوقد تـ تناوؿ ىذه القضية ستة (‪ )06‬مشاىد‪ ،‬موزعة عمى مدة زمنية قدرىا ثمانية عشرة دقيقة واثناف وثبلثوف‬
‫ثانية (مف ‪ 01.26.13‬إلى ‪ ،)01.44.45‬كما تنقسـ ىذه القضية إلى خمسة مقوالت نعرضيا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬المقاومة؛ عودة الدكتور سترينج واقناع المعمـ موردو بمواجة كايسيميوس وأتباعو قبؿ‬
‫تدميرىـ لقدس أقداس ىونغ كونغ‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في ثبلثة مشاىد؛ مف المشيد الثالث‬
‫واألربعوف إلى المشيد الخامس واألربعوف (مف ‪ 01.26.13‬إلى ‪.)01.30.50‬‬
‫الثاني ‪ :‬مواجية الدكتور سترينج إللو الظبلـ (الشر) والتغمب عميو وانياء سيطرتو عمى‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫األرض مف خبلؿ التحكـ في الزمف‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في مشيد واحد؛‬
‫المشيد السادس واألربعوف (مف ‪ 01.30.51‬إلى ‪.)01.39.48‬‬

‫‪137‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬نياية المتزمتيف؛ سحب إلو الظبلـ (الشر) ألتباعو المتزمتيف مف األرض‪ ،‬وتستغرؽ‬
‫ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد السابع واألربعوف (مف ‪ 01.39.49‬إلى ‪.)01.42.39‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬عظيـ سحرة جديد؛ تحوؿ الدكتور سترينج إلى عظيـ السحرة الذي يحمي أرض البشر‬
‫مف قوى الشر‪ ،‬وتستغرؽ ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد الثامف واألربعوف‪ /‬األخير (مف‬
‫‪ 01.42.40‬إلى ‪.)01.44.45‬‬

‫يمكف أف نمخص أطروحة الفيمـ مف خبلؿ القضايا والمقوالت التي تشمميا في الجدوؿ اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )03‬يوضح قضايا ومقوالت أطروحة فيمـ ‪.Doctor Strange‬‬

‫المدة الزمني‬ ‫المقوالت‬ ‫القضايا‬


‫مف ‪ 00.00.41‬إلى ‪00.12.02‬‬ ‫الق ػ ػ ػ ػ ػوة‬ ‫‪1‬‬

‫القضي األولى‪:‬‬
‫الوىـ؛ العالـ المادي‬
‫مف ‪ 00.12.02‬إلى ‪00.21.02‬‬ ‫الع ػ ػ ػ ػجز‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬
‫(العمـ‪ /‬المعرفة‬
‫الظاىرية)‬
‫مف ‪ 00.21.03‬إلى ‪00.24.26‬‬ ‫مف الغرب إلى الشرؽ‬ ‫‪1‬‬

‫القضي الثاني ‪:‬‬


‫مف ‪ 00.24.26‬إلى ‪00.33.12‬‬ ‫األكواف المتعددة ‪ /‬القوى الخيرة‬ ‫‪2‬‬ ‫الحقيقة؛ العالـ الروحي‬
‫والقوى الشريرة‬ ‫(السحر‪ /‬المعرفة‬
‫مف ‪ 00.33.12‬إلى ‪00.48.13‬‬ ‫تعمـ الطقوس السحرية‬ ‫‪3‬‬ ‫الباطنية )‬
‫مف ‪ 00.48.13‬إلى ‪00.54.38‬‬ ‫التحكـ في الزمف‬ ‫‪4‬‬
‫مف ‪ 00.54.39‬إلى ‪01.05.04‬‬ ‫الخضوع لئللو مقابؿ الحياة األبدية‬ ‫‪1‬‬
‫القضي الثالث ‪:‬‬

‫مف ‪ 01.05.05‬إلى ‪01.12.27‬‬ ‫غدر أتباع اإللو‬ ‫‪2‬‬


‫مف ‪ 01.12.27‬إلى ‪01.16.32‬‬ ‫حتمية اإللو‬ ‫‪3‬‬ ‫المعمميف‬
‫اإللو بيف ُ‬
‫مف ‪ 01.16.33‬إلى ‪01.22.03‬‬ ‫مواجية المعممة والتمميذ‬ ‫‪4‬‬ ‫والمتزمتيف‬
‫مف ‪ 01.22.04‬إلى ‪01.26.12‬‬ ‫الموت معنى الحياة‬ ‫‪5‬‬
‫مف ‪ 01.26.13‬إلى ‪01.30.50‬‬ ‫المقاومة‬ ‫‪1‬‬
‫مف ‪ 01.30.51‬إلى ‪01.39.48‬‬ ‫الصراع والتغمب عمى اإللو‬ ‫‪2‬‬ ‫التغمب عمى اإللو‬
‫الرابع ‪:‬‬
‫القضي‬

‫مف ‪ 01.39.49‬إلى ‪01.42.39‬‬ ‫نياية المتزمتيف‬ ‫(نياية االعتداء والسيطرة) ‪3‬‬


‫مف ‪ 01.42.40‬إلى ‪01.44.45‬‬ ‫عظيـ سحرة جديد‬ ‫‪4‬‬

‫‪138‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعم والبني الحجاجي لمخطاب‪:‬‬

‫أوال‪ِ :‬‬
‫القوى الفاعم ‪:‬‬

‫يقوـ الفيمـ عمى خمسة (‪ )05‬شخصيات رئيس ة‪ 1‬وأربع شخصيات مساعدة (‪)04‬؛ في مقدمة‬
‫الشخصيات الرئيسة الدكتور سترينج ستيفف (‪ )Doctor Strange‬بطؿ الفيمـ الذي يؤديو الممثؿ البريطاني‬
‫‪ ،Benedict Cumberbatch‬شخصية المعممة الكبيرة (‪ )Ancient One‬التي تؤدييا الممثمة البريطانية‬
‫‪ ،Tilda Swinton‬شخصية المعمـ موردو (‪ )Master Mordo‬التي يؤدييا الممثؿ البريطاني ‪Chiwetel‬‬
‫‪ ،Ejiofor‬شخصية كايسيميوس (‪ )Kaecilius‬التي يؤدييا الممثؿ الدانماركي ‪ Mads Mikkelsen‬وشخصية‬
‫دورمامو (‪ )Dormammu‬وىي شخصية خيالية ترمز لمبعد المظمـ الشرير (اإللو)‪.‬‬

‫أما الشخصيات المساعدة؛ فنجد شخصية الدكتورة بالمر كريستيف (‪ )Christine Palmer‬التي تؤدييا‬
‫الممثمة الكندية ‪ ،Rachel McAdams‬شخصية الدكتور نيؾ ويست )‪ ) Nick West‬التي يؤدييا الممثؿ‬
‫األمريكي ‪ ،Michael Stuhlbarg‬شخصية جوناثاف بانغبورف (‪ )Jonathan Pangborn‬التي يؤدييا‬
‫الممثؿ األمريكي ‪ Benjamin Bratt‬وشخصية وانغ (‪ )Wong‬التي يؤدسيا الممثؿ البريطاني ‪Benedict‬‬
‫‪ . Wong‬سيتـ التركيز عمى صفات وأدوار الشخصيات الرئيسة باعتبارىا القوى الفاعمة التي يتمركز حوليا‬
‫الخطاب‪:‬‬

‫‪ .1‬شخصي الدكتور سترينج‪:‬‬

‫الدكتور ستيفف سترينج؛ وىو الدور الذي يؤديو الممثؿ البريطاني ‪ ،Benedict Cumberbatch‬الذي‬
‫يتحوؿ مف جراح أعصاب ناجح إلى بطؿ خارؽ يتمكف مف التغمب عمى البعد المظمـ الذي يرمز لئللو‪ ،‬حيث‬
‫يركز مخرج العمؿ ‪ Scott Derrickson‬عمى إظيار انتقاؿ الشخصية مف العالـ المادي المحدود إلى العالـ‬
‫الروحاني المطمؽ؛ وىو االنتقاؿ الذي يضفي أبعاداً وأدوا ار أخرى عمييا‪ ،‬ففي العالـ المادي يكوف الدكتور‬
‫سترينج مغرورا‪ ،‬متغطرسا‪ ،‬بسبب النجاحات التي حققيا في مجاؿ الطب والمكانة االجتماعية والشيرة التي‬
‫بات يعرفيا والترؼ والبذخ المادييف الذيف يعيشيما ‪ ،‬يظير كذلؾ بأنو شخص ممحد ال يؤمف بالقوى الفوقية‬
‫واإللو وىو ما يتجمى في قولو لممعممة الكبيرة في المشيد الثالث والعشروف‪ " :‬أرفض ىذا؛ ألني ال أؤمن‬

‫‪ -1‬الشخصيات الرئيسة ىي الشخصيات التي تأخذ حيزا‪ /‬دو اًر كبي ار عمى مستوى أحداث الفيمـ في مقابؿ الشخصيات المساعدة‬
‫أو الثانوية التي ال يكوف ليا دور كبير ومؤثر في مجريات الفيمـ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫بالقصص الخيالي الشاكرات أو الطاق أو قوة اإليمان‪ ،‬ال يوجد شيء اسمو الروح إننا مصنوعين من مادة‬
‫ال شيء أكثر من ذلك‪ ،‬إننا مجرد بقع صغيرة خاطف في كون غير مكترث‪".‬‬

‫يتصؼ الدكتور سترينج أيضا باإلصرار والعناد والنبوغ‪ ،‬فقد تميز في العالـ المادي في مجاؿ الطب‬
‫كما حقؽ تمي از آخر في العالـ الروحاني‪ /‬السحري بإص ارره عمى التعمـ والدأب عمى اكتشاؼ أسرار العالـ‬
‫الباطني التي تمكنو مف التغمب عمى البعد المظمـ‪/‬اإللو وحماية البشرية منو وىو ما يحولو مف رجؿ متغطرس‬
‫ومتكبر وأناني إلى رجؿ نبيؿ‪ ،‬طيب وحكيـ يتجاوز ذاتو إلى ىدؼ أكبر وأسمى ىو تخميص العالـ مف‬
‫تيديدات البعد المظمـ‪.‬‬

‫إف فكرة مصارعة اإللو والتغمب عميو تحيمنا عمى المعتقد الييودي الذي يورد تغمب النبي يعقوب عمى‬

‫ص َارَعوُ إِ ْن َس ٌ‬
‫اف َحتَّى‬ ‫ِ‬
‫وب َو ْح َدهُ‪َ ،‬و َ‬
‫اإللو الذي تجسد لو في شكؿ إنساف‪ ،‬حيث جاء في سفر التكويف‪ " :‬فََبق َي َي ْعقُ ُ‬
‫ص َارَعتِ ِو َم َعوُ‪َ .‬وقَ َ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫وب في ُم َ‬
‫ؽ فَ ْخِذ ِه‪ ،‬فَ ْان َخمَع حؽ فَ ْخِذ يعقُ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ب ُح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طُمُوِع اْلفَ ْج ِر َولَ َّما َأرَى أََّنوُ الَ َي ْقد ُر َعمَ ْيو‪َ ،‬‬
‫ض َر َ‬
‫وب»‬
‫اؿ‪َ « :‬ي ْعقُ ُ‬ ‫اس ُم َؾ؟» فَقَ َ‬‫اؿ لَوُ‪َ « :‬ما ْ‬ ‫طمِقُ َؾ إِ ْف لَ ْـ تَُب ِارْكنِي»‪ .‬فَقَ َ‬
‫اؿ‪« :‬الَ أُ ْ‬
‫طمَ َع اْلفَ ْج ُر»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫طمِ ْقنِي‪ ،‬ألََّنوُ قَ ْد َ‬ ‫«أَ ْ‬
‫وب‬ ‫الن ِ‬ ‫يؿ‪ ،‬ألََّن َؾ جاى ْدت مع ِ‬
‫الل َو َّ‬ ‫وب َب ْؿ إِ ْس َرائِ َ‬ ‫ِ‬
‫َؿ َي ْعقُ ُ‬
‫ت»‪َ .‬و َسأ َ‬ ‫اس َوقَ َد ْر َ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫اس ُم َؾ في َما َب ْع ُد َي ْعقُ َ‬ ‫اؿ‪« :‬الَ ُي ْد َعى ْ‬ ‫فَقَ َ‬
‫اف «فَنِيئِ َ‬
‫يؿ»‬ ‫اس َـ اْل َم َك ِ‬
‫وب ْ‬ ‫اس ِمي؟» َوَب َارَكوُ ُى َن َ‬
‫اؾ‪ .‬فَ َد َعا َي ْعقُ ُ‬
‫َخبِرنِي بِاس ِم َؾ»‪ .‬فَقَ َ ِ‬
‫اؿ‪« :‬ل َما َذا تَ ْسأَ ُؿ َع ِف ْ‬ ‫ْ‬ ‫اؿ‪« :‬أ ْ ْ‬‫َوقَ َ‬
‫‪1‬‬
‫ت َن ْف ِسي»"‪.‬‬ ‫ت اللَ َو ْجيًا لِ َو ْج ٍو‪َ ،‬وُن ِّج َي ْ‬ ‫قَائِ ًبل‪« :‬ألَِّني َن َ‬
‫ظ ْر ُ‬

‫ويقوؿ اإلماـ ابف حزـ األندلسي في التعميؽ عمى ىذه القصة‪" :‬ذكر في ىذا المكاف أف يعقوب صارع‬
‫الل عز وجؿ – تعالى الل عف ذلؾ وعف كؿ شبو لخمقو‪ ،‬فكيؼ عف لعب الصراع الذي ال يفعمو إال أىؿ‬
‫البطالة‪ ...‬ثـ لـ يكتفوا بيذه الشوىة حتى قالوا‪ :‬إف الل عز وجؿ عجز عف أف يصرع يعقوب بنص كبلـ‬
‫توراتيـ ولقد أخبرني بعض أىؿ البصر بالعبرانية أنو لذلؾ سماه إسرائيؿ و "إيؿ" بمغتيـ ىو اسـ الل تعالى ببل‬
‫‪2‬‬
‫شؾ وال خبلؼ فمعناىا "أسر الل" تذكي ار بذلؾ الضبط الذي كاف بعد المصارعة"‪.‬‬

‫يتأكد ذلؾ مف خبلؿ حوار الدكتور سترينج مع دورمامو‪ /‬البعد المظمـ (اإللو) خبلؿ صراعيما حيث‬
‫يقوؿ ىذا األخير لمدكتور سترينج متحديا في المشيد السادس واألربعوف مف الفيمـ‪" :‬لف تنتصر أبدا" ليرد‬
‫عميو‪" :‬ال‪ ،‬ولكف يمكنني أف أخسر م ار ار وتك ار ار إلى األبد‪ ،‬وىذا سيجعمؾ أسيري"‪ ،‬حيث تمكف الدكتور‬

‫‪ -1‬سفر التكويف‪ :‬اإلصحاح رقـ ‪ 32،‬اآليات ‪.30 ،26،27،28،29 ،25 ،24‬‬


‫‪ -2‬ابف حزـ األندلسي‪ :‬الفصل في الممل واألىواء والمحل‪ ،‬دار الكتب العممية‪.168 ،2005 ،‬‬

‫‪140‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫سترينج مف أسر دورمامو‪ /‬اإللو في حمقة زمنية متكررة والنيائية بفعؿ قدراتو الخارقة‪ ،‬مف جية أخرى يتشابو‬
‫اؿ‪:‬‬
‫ىذا المشيد مع ما جاء في اإلصحاح (‪ )32‬مف سفر التكويف الذي أوردناه أعبله فيما يأتي‪َ " :‬وقَ َ‬
‫طمِقُ َؾ إِ ْف لَ ْـ تَُب ِارْكنِي»‪ ،‬وىو ما يقارب ذات المشيد مف الفيمـ‬ ‫«أَ ْطمِ ْق ِني‪ ،‬ألََّنوُ قَ ْد طَمَ َع اْلفَ ْج ُر»‪ .‬فَقَ َ‬
‫اؿ‪« :‬الَ أُ ْ‬
‫(مشيد الصراع مع اإللو) عندما يطمب دورمامو‪ /‬اإللو مف الدكتور سترينج تحريره قائبل ‪" :‬ال‪ ،‬توقؼ أوقؼ‬
‫ىذا‪ ،‬حررني" ليرد بالرفض‪ " :‬ال‪ ،‬جئت لعقد صفقة"‪.‬‬

‫‪ .2‬المعمم الكبيرة‪:‬‬

‫المعممة الكبيرة (‪)The Ancient one‬؛ الدور الذي تؤديو الممثمة البريطانية ‪ ،Tilda Swinton‬يطمؽ‬
‫المعمـ الذي‬
‫عمييا أيضا اسـ الساحر األعظـ‪ /‬األعمى (‪ )supreme sorcerer‬وىو االسـ الذي يطمؽ عمى ُ‬
‫بمغ أقصى درجات المعرفة الباطنية والسحر ليصبح قائدا لمعبد "قمر تاج"؛ أيف يتـ تكويف وتعميـ السحرة‬
‫الذيف يحرصوف قدس األقداس الثبلثة التي تحمي العالـ مف البعد البعد المظمـ‪ /‬اإللو‪ ،‬تتصؼ بالحكمة‪،‬‬
‫اليدوء‪ ،‬الثبات االنفعالي‪ ،‬العطؼ‪ ،‬الجدية ‪ ،‬الحزـ والصرامة ‪ ،‬أما دورىا فيتمثؿ في تعميـ طقوس السحر‪،‬‬
‫ومواجية أتباع اإللو وأفعاليـ الشريرة عمى األرض‪ ،‬قائد ىؤالء األتباع الذي يطمؽ عميو اسـ كايسيميوس‬
‫يصفيا بالكاذبة والمنافقة ألنيا تستقطب قوى مف البعد المظمـ‪ /‬اإللو لتبقى عمى قيد الحياة؛ يحرص صناع‬
‫الفيمـ عمى إحاطة ىذه الشخصية بكثير مف الغموض لتصبح محؿ العديد مف األسئمة‪.‬‬

‫المعمم موردو‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المعمـ موردو (‪)Master Mordo‬؛ الدور الذي يؤديو الممثؿ البريطاني ‪ ،Chiwetel Ejiofor‬يرشد‬
‫المعمـ موردو الدكتور سترينج إلى معبد "قمر تاج" كما يساىـ في تعميمو الطقوس السحرية وأساليب القتاؿ‪،‬‬
‫يظير موردو مرافقا لمدكتور سترينج في قتاؿ أتباع اإللو المتزمتيف‪ ،‬كما يظير شخصا معتدال في توجياتو‬
‫غير مغامر ومتردد في استخدامو لمطقوس السحرية خوفا مف التأثير عمى قوانيف الطبيعة (كالزمف) يصفو‬
‫الدكتور سترينج‪ ،‬الذي يعاكسو تماما مف حيث المغامرة واالندفاع‪ ،‬في المشيد التاسع والثبلثوف بأنو "فاقد‬
‫لمخياؿ" بسبب ىذا التردد‪ ،‬كما تصفو المعممة الكبيرة في المشيد الثاني واألربعوف بأف روحو قد باتت "قاسية‬
‫وجامدة" حيث يصبح أكثر قمقا مف مسألة انضمامو لمسحرة ومعبد "قمر تاج" بعد معرفتو بأمر استقطاب‬
‫المعممة الكبيرة لمطاقة مف البعد المظمـ واستمرار الدكتور سترينج في العبث بقوانيف الطبيعة بفعؿ السحر‬

‫‪141‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫الذي يقوـ بو لوقؼ سيطرة البعد المظمـ‪ /‬اإللو عمى األرض‪ ،‬لينتيي بو األمر منسحبا مف "قمر تاج" بسبب‬
‫التجاوزات التي حدثت‪.‬‬

‫‪ .4‬كايسيميوس‪:‬‬

‫كايسيميوس (‪)Kaecilius‬؛ الدور الذي يؤديو الممثؿ الدانماركي ‪ ،Mads Mikkelsen‬حيث يمثؿ‬
‫قائد الزيموت (‪ )zealots‬التي تعني جماعة المتزمتيف‪ /‬المتعصبيف‪ /‬المتشدديف‪ ،‬يتصؼ كايسيميوس وأتباعو‬
‫بالتعصب المشتؽ مف اسميـ وىو تعصب لمكياف المظمـ‪ /‬اإللو الذي يسعوف لفرض سيطرتو عمى البشرية‬
‫وتمكينو مف العالـ بحجة الحياة األبدية التي يمنحيا‪ ،‬يظير المتزمتوف قتمة مجرموف؛ فقد قتؿ كايسيميوس في‬
‫بداية الفيمـ أميف مكتبة معبد "قمر تاج" لبلستيبلء عمى طقوس التواصؿ مع البعد المظمـ‪ /‬اإللو في كتاب‬
‫الزمف كما قاـ بقتؿ المعممة الكبيرة وحارس قدس أقداس نيويورؾ‪ ،‬فضبل عف سعيو الدائـ ىو وأتباعو لقتؿ‬
‫الدكتور سترينج‪.‬‬

‫الزيموت (‪)zealots‬؛ ىـ في األصؿ مف حراس الييكؿ‪ ،‬يمثموف حركة دينية مف بضعة آالؼ فرد‬
‫تميزت بمعارضتيا الشديدة لبلحتبلؿ الروماني إلقميـ ييوذا‪ ،1‬ومشاركتيا المباشرة في الثورة الييودية األولى‬
‫والثانية‪ ،‬فإف الييودية شيدت في الفترة نفسيا‪ 2‬نشأة حركة السيكاري؛ وىي حركة راديكالية وسرية أسسيا‬
‫ييوذا الجميمي (‪ )Judas Le Jaliléen‬والتي أفتت‪ ،‬انطبلقا مف نصوص دينية معينة‪ ،‬بضرورة مقاومة‬
‫االحتبلؿ الروماني‪ ،‬واشتيرت باستعماليا لسكيف أو خنجر ُيعرؼ باسـ (‪ .)Sica‬يقوؿ المؤرخ الييودي‬
‫الروماني‪ ،‬يوسفوس فبلفيوس‪ ،‬بخصوص ىذه الحركة ما يمي‪" :‬وكاف منيـ قوـ يحمموف سكاكيف صغيرة ذات‬
‫حديف‪ 3‬يخفونيا في ثيابيـ‪ ،‬ومف أراد منيـ أف يقتؿ رجبل كاف يعطي بعض أولئؾ األشرار شيئا ويسأؿ أف‬
‫يقتمو فيمضي ذلؾ الشرير ويمشي إلى جانبو بيف الناس ثـ يضربو بالسكيف في بعض مقاتمو فيسقط ميتا‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ويختمط القاتؿ بالناس فبل ُيعرؼ"‪.‬‬

‫‪ -1‬مقاطعة رومانية‪ /‬كنعاف القديمة‪.‬‬


‫‪ -2‬وقد ورد أيضا في بعض المصادر أف حركة السيكاري ىي ذاتيا الزيموت أو انشقت منيا‪.‬‬
‫‪ -3‬في فيمـ ‪Doctor strange‬؛ كايسيميوس وأتباعو يقاتموف بسيوؼ ذات حديف‪.‬‬
‫‪ -4‬سعيد كفايتي‪ :‬حرب السكاكين؛ ابتكار فمسطيني أو أسموب ييودي قديم‪ ،www.hespress.com ،‬تاريخ التصفح‪/03 :‬‬
‫‪.2019 /07‬‬

‫‪142‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫ويرد في العديد مف المصادر الييودية والمسيحية أف أتباع النبي عيسى كانوا مف الزيموت‪ ،‬حيث جاء‬
‫في موقع "تالكا" المختص في تراث الكنيسة القبطية األرثوذزكسية أف‪ ":‬السيد المسيح اختار ضمف تبلميذه‬
‫االثنى عشر‪ :‬سمعاف الذي ُيدعى الغيور وسمعاف الغيور‪ ،‬فيو مف الغيوريف‪ ،1‬وقاؿ البعض أف السيد المسيح‬
‫كاف يميؿ لحزب الغيوريف وقد اتخذ تبلميذه االثنى عشر منيـ‪ ،‬وىذا قوؿ مردود عميو‪ ،‬ألف "محبة األعداء"‬
‫رسالة تميَّز بيا السيد المسيح والمسيحية‪ ،‬بينما لـ يتنازؿ حزب الغيوريف عف المقاومة المسمحة واالغتياالت‪،‬‬
‫تماما كتمميذ لممسيح‪ ،‬ولـ يكف التبلميذ االثنا عشر جميعيـ مف‬
‫وال بد أف سمعاف الغيور قد تغير سموكو ً‬
‫عشار يعمؿ لحساب الحكـ الروماني‪ ،‬وبطرس الرسوؿ يوصي بالخضوع لمممؾ‬
‫ًا‬ ‫الغيوريف‪ ،‬فقد كاف متى‬
‫‪2‬‬
‫وكذلؾ بولس الرسوؿ"‪.‬‬

‫ويرى توم روجرز أف‪" :‬لقد جاء ذكر األتباع المقربيف لممسيح الذيف كانوا مف فصائؿ الزيموت بشكؿ‬
‫كبير في إنجيؿ بطرس‪ ،‬واألكثر إثارة لبلىتماـ ىو ييوذا الجميمي‪ 3‬الذي ُيصور عمى أنو ابف سيموف‪ ،‬ليظير‬
‫فيما بعد اسـ ييوذا اإلسخريوطي في األناجيؿ السينوبتية‪4‬؛ ومف الواضح أف االسـ تحريؼ يوناني لبلسـ‬
‫اآلرمي‪ .‬حيث قامت الكنيسة بمحاولة إبعاد يسوع عف المتعصبيف (الزيموت) خبلؿ التنقيح والرقابة عمى‬
‫اإلنجيؿ المسيحي الذي جاء خبلؿ العقود التالية لمثورة الييودية ضد روما‪ .‬وجد قادة الكنيسة أنو مف‬
‫‪5‬‬
‫مؤيدا لمروماف وأف يموـ الييود عمى صمبو‪.‬‬
‫الضروري جعؿ يسوع يبدو ً‬

‫تـ إخفاء الطبيعة القتالية ليسوع بعناية ولكف لـ يتـ إخفاؤىا بالكامؿ مف قبؿ مراقبي الكنيسة الذيف قاموا‬
‫بتنقيح العيد الجديد في أوائؿ القرف األوؿ وما بعده‪ ،‬ىناؾ العديد مف اإلشارات التي تركت دليبل قاطعا بأف‬
‫يسوع لـ يكف حمؿ الل الوديع الذي تـ تصويره في األناجيؿ‪ ،‬ولكنو انفصالي متشدد مكرس لطرد الروماف‬

‫‪ -1‬الغيوريف أحد األسماء التي كانت تطمؽ عمى الزيموت؛ بمعنى غيرتيـ عمى القدس وعقيدتيـ الييودية ورغبتيـ قي تحريرىا‬
‫مف االستعمار الوثني الروماني‪.‬‬
‫‪-2‬حممي القمص يعقوب‪ :‬مدارس النقد والتشكيك والرد عمييا (العيد الجديد من الكتاب المقدس)‪ ،‬المكتبة القبطية‬
‫األرثوذوكسية‪ ،www.st-takla.org :‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /03 :‬‬
‫‪ -3‬مؤسس حركة السيكاري التابعة أو المنبعثة مف طائفة الزيموت‪.‬‬
‫‪ -4‬األناجيؿ السينوبتية أواألناجيؿ اإليزائية‪ :‬ىي األناجيؿ القانونية الثبلثة األولى متى ومرقس ولوقا‪ .‬سميت كذلؾ ألنو يمكف‬
‫وضعيا إزاء بعضيا البعض فيي متآلفة أو متشابية حيث تخبر نفس القصص عف يسوع وتتبع ترتيب األحداث نفسو عامة‪،‬‬
‫أنظر األناجيؿ السينوبتية‪ ، www.marefa.org ،‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /03 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Tom Rogers: The Gospel of Peter: from Jesus the Zealot to Jesus Christ,‬‬
‫‪www.eclectica.org , Seen the : 02/ 07/ 2019.‬‬

‫‪143‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫وتثبيت نفسو كممؾ إلسرائيؿ‪ ،‬ىناؾ تجاىؿ متعمد ليذه الحقيقة الواضحة المتمثمة في أف ييوذا وسيموف‬
‫بطرس كانا مف المتعصبيف وأف يسوع أخبر أتباعو أنو لـ يأت ليحقؽ السبلـ بؿ السيؼ؛ حيث جاء في إنجيؿ‬
‫ت ألُْل ِق َي َسبلَ ًما َب ْؿ َس ْيفًا»‪.1‬‬ ‫ت ألُْل ِقي َسبلَ ًما َعمَى األ َْر ِ‬
‫ض‪َ .‬ما ِج ْئ ُ‬ ‫َ‬ ‫متى قولو‪« :‬الَ تَظُنوا أَِّني ِج ْئ ُ‬

‫يتجو فيمـ ‪ Doctor Strange‬لتأييد ىذا الطرح‪ ،‬فالجماعة التي ُيطرح عمييا اسـ الزيموت (‪)Zealots‬‬
‫تحيؿ رمزيا إلى أتباع المسيح االثنا عشر (‪ )12‬الذيف يطمؽ عمييـ اسـ الحوارييف‪ ،‬ففي بداية الفيمـ يظير أف‬
‫عددىـ اثنا عشر؛ كايسيميوس وأتباعو‪ ،‬كما يظير وىو يمارس طقوسا سحرية رفقة البعض منيـ في كنسية‬
‫في إشارة واضحة إلى الديانة المسيحية والى التعصب لئللو والتشدد الديني الذي ينجـ عنو؛ عمى اعتبار أف‬
‫مصطمح الزيموت يعني التشدد والتعصب‪ ،‬وىو ما ينعكس عمى السموؾ العنيؼ والدموي مف خبلؿ‬
‫االعتداءات والقتؿ الذي يتعمده كايسيميوس وأتباعو في سبيؿ التقرب مف اإللو وتحقيؽ رغباتو‪.‬‬

‫لقطة توضح جماعة الزيموت؛ كايسيميوس وأتباعو وعددىـ اثنا عشر‪.‬‬

‫‪- Tom‬‬ ‫‪Rogers, Ibid.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪144‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة تبرز كايسيميوس وبعض مف أتباعو يمارسوف طقوس التواصؿ مع اإللو مف الكنيسة‪.‬‬

‫لقطة توضح الزيموت في الكنيسة أيف يظير رمز الصميب بشكؿ واضح عمى الحائط‪.‬‬

‫مف خبلؿ االعتماد الرمزي عمى طائفة الزيموت في الفيمـ‪ ،‬يتجو صناع العمؿ إلى معتقد ييودي آخر‬
‫في نزوع رمزي إلى قصة تيو الييود في صحراء مصر أربعيف عاماً‪ ،‬فعند دخوؿ الدكتور سترينج إلى قدس‬
‫أقداس نيويورؾ يجد ثبلثة بوابات زمنية تؤدي إلى أماكف وأزمنة مختمفة؛ عمى اعتبار أف الفيمـ يطرح فكرة‬
‫التحكـ في الزمف بإعادتو إلى الماضي أو المستقبؿ‪ ،‬عند وقوفو أماـ أحد البوابات يقوـ بفتحيا ليتأمؿ مشيد‬
‫البحر الذي كاف ىائجا في إحالة واضحة لحادثة شؽ البحر وعبور النبي موسى وبنو إسرائيؿ ونجاتيـ ليقوـ‬
‫بعد ذلؾ بتدوير زر البوابة ليمضي بالزمف إلى األماـ حيث يحوؿ المكاف إلى صحراء قاحمة وخبلؿ صراع‬
‫الدكتور سترينج مع أتباع كايسيميوس يقوـ برمي أحدىـ عبر ىذه البوابة ثـ تغيير المكاف ليبقى تائيا في‬
‫الصحراء‪ .‬يعكس ىذا الطرح رفضا ُمبطنا إلتباع بعض الييود لممسيح والديانة اإلليية التي جاء بيا؛ اإللو‬
‫القاسي الذي تسبب في ضياعيـ في الصحراء ومعاناتيـ طيمة األربعيف سنة مف التيو‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة تبرز الدكتور سترينج يتأمؿ الصحراء مف بوابة الزمف‪.‬‬

‫لقطة توضح أحد أعضاء الزيموت‪ /‬المتزمتيف تائية في الصحراء‪.‬‬

‫‪ .5‬دورمامو‪:‬‬

‫دورمامو (‪ )Dormammu‬شخصية رمزية خيالية؛ كياف فائؽ القوة يقع خارج الزماف وأقدـ منو‪ ،‬يتسبب‬
‫في انقساـ البشر إلى جماعتيف‪ /‬جبيتيف متصارعتيف األتباع وال ُحماة‪ ،‬يسعى أتباعو إلى تسميـ العالـ لو مف‬
‫أجؿ نيؿ الحياة األبدية في حيف يسعى ال ُحماة إلى الدفاع عف العالـ وحمايتو منو ألف عالمو خراب وشقاء‪،‬‬
‫يتصؼ عند األتباع بصفات خيرة ايجابية‪ ،‬كالعظمة والجماؿ كما يبرروف والءىـ لو في أنو الواحد سبب‬
‫الوجود والمنقذ ومانح الحياة األبدية‪ ،‬أما ال ُحماة فيطمقوف عميو اسـ البعد المظمـ (إلى جانب دورمامو)‬
‫فيصفونو بصفات شريرة سمبية؛ فيو حقود‪ ،‬جائع‪ ،‬خطير‪ ،‬مدمر‪ ،‬مخادع‪ ،‬متعطش لمسيطرة عمى العالـ‬
‫وباألخص األرض وسكانيا‪ .‬نورد ىنا مقاطع مف وصؼ األتباع والحماة لدورمامو‪:‬‬

‫‪146‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫أ‪ .‬وصف األتباع‪:‬‬


‫‪ ‬كايسيميوس‪" :‬إنو البداية والنياية‪ ،‬الكثير يصبح القميؿ‪ ،‬ليصبح الواحد أخبرني سيد الدكتور أنت عالـ‬
‫أنت تفيـ قوانيف الطبيعة كؿ شيء يكبر في السف كؿ شيء يموت‪ ،‬في النياية شمسنا ستنطفئ‬
‫وكوننا سيصبح جميدا ويفنى ولكف البعد المظمـ إنو مكاف خارج حدود الزمف‪ ،‬ىذا العالـ ليس مضط ار‬
‫لمموت دكتور ىذا العالـ يمكنو أخذ مكانو الصحيح مف بيف عوالـ أخرى كثيرة كجزء مف الواحد؛‬
‫الواحد العظيـ والجميؿ ويمكننا جميعا العيش لؤلبد‪".‬‬
‫‪ ‬كايسيميوس‪" :‬نحف ال نسعى لحكـ ىذا العالـ بؿ نسعى إلنقاذه لنسممو إلى دورمامو الذي ىو مقصد‬
‫كؿ تطور وسبب كؿ الوجود‪.".‬‬
‫‪ ‬كايسيميوس‪" :‬ألف ما بحوزة المعممة الكبيرة دورمامو يعطيو ببل ثمف؛ الحياة األبدية إنو ليس مدمر‬
‫العوالـ يا دكتور بؿ منقذ العوالـ‪".‬‬
‫ب‪ .‬وصف الحماة‪:‬‬
‫‪ ‬المعمم الكبيرة ‪" :‬ىذا الكوف ىو الوحيد الذي يعتبر عدد ال نيائي عوالـ ببل نياية‪ ،‬بعضيا خيرة‬
‫ومانحة لمحياة وأخرى مميئة بالحقد والجوع أماكف مظممة حيث القوى أقدـ مف زمف الكذب الجوع‬
‫الشديد واالنتظار‪".‬‬
‫‪ ‬وانغ‪" :‬دورمامو يسكف في البعد المظمـ‪ ،‬خارج الزماف إنو الغازي الكوني مدمر العوالـ كائف بقوة ال‬
‫نيائية وبجوع ال نياية لو‪ ،‬في مسعى ليغزو الكوف بأكممو ويجمب كؿ العوالـ إلى بعده الظبلمي‬
‫وتعطشو إلى األرض أكثر مف أي شيء آخر‪".‬‬
‫‪ " ‬المعممة الكبيرة‪" :‬دورمامو يقوـ بخداعؾ؛ ال تممؾ أي فكرة عما ىو عميو في الحقيقة‪ ،‬حياتو األبدية‬
‫ليست نعيما بؿ شقاء‪".‬‬
‫‪ ‬المعمم موردو‪ " :‬البعد الداكف متغير خطير"‬

‫عمى الرغـ مف أف الفيمـ خيالي فانتازي مف عالـ أفبلـ مارفؿ لؤلبطاؿ الخارقيف؛ حيث ال يتـ بأي شكؿ‬
‫مف األشكاؿ ذكر اإللو أو الديف إال أنو يتضح بجبلء مف خبلؿ ما تناولناه بخصوص جماعة المتزمتيف‬
‫(‪ )Zealots‬والصفات التي يطمقونيا عمى "دورمامو" وأحداث الفيمـ أف ىذا األخير يمثؿ اإللو؛ فيو الواحد‬
‫الذي يقع خارج الزمف‪،‬البداية والنياية‪ ،‬سبب الوجود كمو‪ ،‬المنقذ ومانح الحياة األبدية؛ إنيا صفات ال تنطبؽ‬
‫إال عمى اإللو بشكؿ مطمؽ ومحسوـ‪ ،‬يتأكد ذلؾ في قوؿ كايسيميوس (قائد األتباع) لمدكتور سترينج في‬

‫‪147‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫المشيد السابع والثبلثوف‪" :‬إنو البداي والنياي ‪ ،‬الكثير يصبح القميؿ‪ ،‬ليصبح الواحد أخبرني سيد الدكتور أنت‬
‫عالـ أنت تفيـ قوانيف الطبيعة كؿ شيء يكبر في السف كؿ شيء يموت‪ ،‬في النياية شمسنا ستنطفئ وكوننا‬
‫سيصبح جميدا ويفنى ولكف البعد المظمـ إنو مكاف خارج حدود الزمن‪ ،‬ىذا العالـ ليس مضط ار لمموت دكتور‬
‫ىذا العالـ يمكنو أخذ مكانو الصحيح مف بيف عوالـ أخرى كثيرة كجزء من الواحد؛ الواحد العظيم والجميل‬
‫ويمكننا جميعا العيش لؤلبد‪".‬‬

‫يتضح أكثر التوجو اإلنجيمي لكبلـ كايسيميوس وىو يدعو بشكؿ صريح وواضح لئللو في قولو‪:‬‬
‫"الكثير يصبح القميؿ‪ ،‬ليصبح الواحد" (‪،) the many becoming the few becoming the one‬‬
‫حيث أف ىذه الجممة مقتبسة مف إنجيؿ "متى"‪" :‬ألف كثيريف ُيدعوف وقميميف ُينتخبوف "‪many are 2( 1‬‬
‫‪ ،)called, but few are chosen‬إذ ذاؾ تصبح شخصية "دورمامو" إسقاطاً واضحا لئللو‪ ،‬كما يتأكد‬
‫أكثر أف الزيموت‪ /‬المتزمتيف (كايسيميوس وأتباعو) ىـ الحوارييف الذي حرروا األناجيؿ‪.‬‬

‫عمى مستوى الصورة؛ ُيصور "دورمامو" وحشاً ضخماً بشعاً يطغى عميو الموف األسود عمى الرغـ مف‬
‫كايسيميوس يصفو بالجماؿ في أكثر مف مشيد‪ ،‬صوتو مخيؼ كما ال يتواني في تعذيب الدكتور سترينج‬
‫بمختمؼ الوسائؿ والطرؽ‪ ،‬أما المكاف الذي يتواجد فيو في السماء‪ ،‬فبل يختمؼ عنو كثيرا؛ فيو عالـ مظمـ‬
‫يطغى عميو السواد كما أنو في غاية البشاعة والعبثية والعشوائية‪ ،‬كما تـ تصميـ‪ /‬تجسيد "دورمامو" بصفات‬
‫جسدية آدمية واضحة؛ وجو كامؿ (عينيف‪ ،‬فـ) مع إظيار نصؼ جسده ويديو المماثمة تماما ليدي اإلنساف‪.‬‬

‫لقطة توضح شكؿ "دورمامو" والبعد المظمـ الذي يتواجد فيو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إنجيؿ متى‪ :‬اإلصحاح رقـ ‪ ،22‬اآلية رقـ ‪.14‬‬
‫‪ -2‬يتضح االقتباس أكثر في اآلية بالمغة االنجميزية حيث يضيع في الترجمة إلى المغة العربية‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬يوضح ظيور القوى الفاعمة لفيمـ ‪ Doctor Strange‬حسب عدد المقطات‪.‬‬

‫عدد لقطات الظيور‬ ‫القوى الفاعم‬


‫‪ 420‬لقطة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪ 145‬لقطة‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫‪ 101‬لقطة‬ ‫المعمـ موردو‬
‫‪ 70‬لقطة‬ ‫كايسيميوس‬
‫‪ 25‬لقطة‬ ‫دورمامو‬
‫‪ 180‬لقطة‬ ‫الشخصيات األخرى‬

‫ثانيا‪ :‬البني الحجاجي لفيمم ‪:Doctor Strange‬‬

‫ال ينزع فيمـ ‪ Doctor Strange‬ليكوف فيمما ِحجاجيا فبل حجاج في الخياؿ؛ ألف ىذا األخير يعتمد‬
‫عمى السرد‪ ،‬إال أف الكشؼ عف دالالت الخطاب واحاالتو مف خبلؿ تفكيؾ أطروحة الفيمـ وأبعاد القوى‬
‫الفاعمة فيو يبيف أنو ُيضمر حجتيف لمدفاع عف أطروحة اإللو الشرير‪ ،‬القاسي والمؤذي‪:‬‬

‫‪ .1‬حج منطقي سببي ‪ :‬مفادىا أف األدياف مصدر الصراع بيف البشر وأف أتباع الرسؿ واألنبياء‬
‫المتشدديف والمتعصبيف لئللو يفرضوف دينو بالسيؼ والعنؼ وسفؾ الدماء عمى غرار ما يفعمو‬
‫الزيموت (‪ )Zealots‬كما تـ توضيحو عند تحميمنا لمقوى الفاعمة أعبله‪ ،‬تتجو ىذه الحجة أيضا إلثبات‬
‫الطابع الدموي لئللو وىو ما ينعكس عمى أتباعو الذيف ينتيجوف نيجو في قوؿ الدكتور سترينج‬
‫لكايسيميوس في المشيد السابع والثبلثوف‪ " :‬أنظر إلى وجيؾ؛لقد جعمك دورمامو قاتال‪ ،‬كيؼ يمكف‬
‫أف تكوف مممكتو‪".‬‬
‫‪ .2‬حج عاطفي ‪ :‬تظير ثنائية األلـ والمعاناة مف جديد في نزوع واضح نحو التجسيد مف خبلؿ مشيد‬
‫صراع‪/‬موجية الدكتور سترينج لدورمامو‪ /‬اإللو؛ ىذا األخير الذي يتسبب بشكؿ متكرر والنيائي في‬
‫عذاب اإلنساف‪ ،‬يتضح ذلؾ في المشيد السادس واألربعوف (مشيد الصراع) عندما يقوؿ دورمامو‬
‫لمكتور سترينج في حوارىما تباعا‪" :‬جئت لتموت" ‪" ،‬إذن ستظل تموت إلى األبد"‪" ،‬ولكنك ستعاني"‪،‬‬
‫"لن تنتصر أبدا" ليرد الدكتور سترينج عف ذلؾ بقولو " المعاناة صديق قديم" مؤكدا أف األلـ والمعاناة‬

‫‪149‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫المذيف يسببيما اإللو يرافقاف اإلنساف بشكؿ دائـ ومستمر لذلؾ تصفو المعممة الكبيرة بالحقد أثناء‬
‫كشفيا لحقيقة البعد المظمـ‪ /‬اإللو لمدكتور سترينج‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب‪:‬‬

‫يعتبر فيمـ ‪ Doctor Strange‬متعدد السياقات الدينية‪ ،‬الميثولوجية واأليديولوجية بحيث ال يتوقؼ عف‬
‫االقتباس مف اإلنجيؿ والميثولوجيا الدينية عمى غرار البوذية والنوردية إلى جانب الكباال أو الصوفية الييودية‪،‬‬
‫إال أف ىذه االقتباسات تأتي بشكؿ ضمني شديد التبطيف واإلضمار عكس األيديولوجيا الماسونية‪/‬الشيطانية‬
‫ورموزىا المعروفة التي تظير في الفيمـ بشكؿ صريح وعمني‪ .‬إف ىذه االقتباسات المرجعية التي يقوـ عمييا‬
‫الخطاب الديني في الفيمـ تبحث عف إثبات الثنوية اإلليية (المذىب الثنوي) وبأف إلو األدياف سيء شرير في‬
‫الخير؛ وىو ما يشكؿ المسكوت عنو في الفيمـ (‪ )le non dit‬الذي يشار إليو وفقا إلحاالت‬
‫مقابؿ اإللو ّ‬
‫رمزية ضمف السياقات المذكورة أعبله والتي سنفصميا فيما يأتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فيمم الدكتور سترينج؛ مزيج ميثولوجي ديني‪:‬‬

‫بدء مف المكاف الذي سافر إليو الدكتور‬


‫يستند الفيمـ عمى الميثولوجيا‪/‬الفمسفة البوذية بشكؿ كبير‪ً ،‬‬
‫سترينج؛ عاصمة نيباؿ كاتمناندو أيف ولد بوذا‪ ،‬فضبل عف ظيور شخصية المعممة الكبيرة حميقة الرأس حافية‬
‫القدميف تماما كما يفعؿ الكينة البوذيوف‪ ،‬كما ظيرت أيضا خبلؿ مواجياتيا لجماعة المتزمتيف برداء بقبعة‬
‫‪1‬‬
‫صفراء في محاكاة واضحة لمكينة البوذييف الذي عرفوا بأصحاب القبعات الصفراء‪.‬‬

‫تطوَر إلى‬
‫َّ‬ ‫إصبلحا‬
‫ً‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬وبدأ تسونغخابا (‪ ٧٥٣١‬ـ – ‪ ٧١٧١‬ـ)‬
‫ىباني في التبت َّ‬ ‫‪ -1‬بعد َّ‬
‫عدة قروف انحسر المجاؿ الر ِّ‬
‫م ِّ‬
‫بشرةً ليـ‬ ‫فرا‪ ،‬وفَسَّر ذلؾ بأنو سيكوف عبلمةً‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫صً‬‫تقميد كاداـ أو غيموغ جديد‪ .‬وقد طمب مف تبلميذه الرىباف أف يرتدوا قبَّعات ُ‬
‫تماما كما فعؿ لومي في األزمنة السابقة‪ .‬وبيذه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أخبلقي صرؼ إلى األديرة في التبت‪ً ،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫مجاؿ‬ ‫ليكونوا قادريف عمى استرجاع‬
‫الطريقة أصبح تقميد الغيموغ كذلؾ ُيعرؼ بتقميد القُبَّعات الصفر‪ .‬ألكسندر بيرزيف‪ :‬أصؿ القبعات الصفر‪،‬‬
‫‪ ،www.studybuddhism.com‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /02 :‬‬

‫‪150‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح المعممة الكبيرة ترتدي الرداء األصفر والقبعة خبلؿ مواجيتيا لممتزمتيف‪.‬‬

‫كينة بوذيوف يرتدوف الرداء والقبعة الصفراء‪.‬‬

‫يستمر االعتماد عمى الميثولوجيا البوذية في الفيمـ‪ ،‬فعند قبوؿ الدكتور سترينج في معبد قمر تاج يرافقو‬
‫المعمـ موردو إلى غرفتو حيث يمنحو ورقة صغيرة ُكتِب عمييا كممة "شامباال" (‪ ،)Shamballa‬وعندما‬
‫يتساءؿ الدكتور سترينج عنيا يخبره المعمـ موردو بأنيا الكممة السرية لشبكة اإلنترنت (‪" ،)wifi‬شامباال؛ كممة‬
‫سنسكريتية تعني "مكاف السبلـ" أو "مكاف الصمت" وىي جنة أسطورية ورد اسميا في نص الكبلتشاك ار تانت ار‬
‫وفقًا لؤلسطورة؛ شامباال أرض ال يمكف أف يعيش فييا إال القمب النقي حيث يسود الحب والحكمة وحيث يكوف‬
‫‪1‬‬
‫الناس محصنيف ضد المعاناة أو العوز أو الشيخوخة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- April Holloway : Shambhala The Magic Kingdom, www.ancient-origins.net, Seen the: 02/‬‬
‫‪07/ 2019.‬‬

‫‪151‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح كممة "‪ "Shamballa‬بيد الدكتور سترينج‪.‬‬

‫كما قاؿ عنيا "الداالي الما"‪" :1‬أف شامباال ليس مكانا أو بمداً عاديا عمى الرغـ مف أف األشخاص ذوي‬
‫‪2‬‬
‫ماديا يمكننا أف نجد فيو‬
‫مكانا ً‬
‫فعميا في ارتباطيـ الكرمي ‪ ،‬إال أنو ليس ً‬
‫االنتماء الخاص يمكف العثور عمييـ ً‬
‫أرضا نقية في عالـ اإلنساف‪ .‬وما لـ يكف لدى الشخص الجدارة والرابطة الكرمية الفعمية ‪،‬‬
‫أرضا نقية ‪ً ،‬‬
‫بالفعؿ ً‬
‫فمف يستطيع المرء بالفعؿ الوصوؿ إلى ىناؾ"‪.3‬‬

‫لقد أتت فكرة جنة مممكة شامباال (‪ )Shamballa‬مف أرض التبت في الصيف والتي تتحدث عف‬
‫مخموقات مثالية أو شبو مثالية تعيش وتنير الدرب لتطور البشرية‪ ،‬حيث تذكر النصوص المقدسة القديمة عند‬
‫شعب التبت أف ىناؾ جنة روحية سرية عظيمة تدعي" مممكة شامباال " مختفية وراء قمـ الجباؿ الثمجية في‬

‫‪-1‬في البوذية؛ الروح ال تموت بؿ تحؿ في جسد آخر (الحمولية)‪ ،‬قاؿ بوذا بأنو سيبقى خالدا في جسد الداالي الما الذي يحؿ‬
‫فيو‪ ،‬وكمما مات حؿ في داالي الما آخر‪ ،‬آخر داالي الما ىو الرابع عشر الذي مازاؿ عمى قيد الحياة‪.‬‬
‫‪ -2‬مف كارما وتشير إلى البواعث الذىنية التي تقودنا لمتصرؼ‪ ،‬التحدث‪ ،‬والتفكير بالطريقة التي نقوـ بيا‪ .‬عاداتنا تميد‬
‫مسارات عصبية بأمخاخنا‪ .‬إ ًذا فالكارما‪ ،‬عند استثارتيا بالظروؼ الصحيحة‪ ،‬تجعمنا ُنعيد أنماطنا السموكية المعتادة‪ ،‬نحف‬
‫نستطيع التنبؤ بما قد نختبره في المستقبؿ ِا ً‬
‫ستنادا عمى سموؾ الكارما السابؽ والحاضر الخاص بنا‪ .‬عمى المدى البعيد‪ ،‬األفعاؿ‬
‫البناءة تجمب النتائج السعيدة ‪ ،‬بينما األفعاؿ اليدامة تجمب عواقب غير مرغوب بيا‪( .‬ألكسندر بيرزيف‪ ،‬مات لينديف‪ :‬ماىي‬
‫الكارما‪ ،) www.studybuddhism.com ،‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /01 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Shambhala The Magic Kingdom , International Kalachakra Network, www.kalachakranet.org,‬‬
‫‪Seen the : 01/ 07/ 2019.‬‬

‫‪152‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫مكاف ما شمالي التبت‪ ،‬حيث تحفظ " الكاالشاك ار " أو" عجمة الزمف"؛ أقدس التعاليـ البوذية التي كتبيا بوذا‬
‫‪1‬‬
‫بطمب مف ممؾ شامباال سوشاند ار‪.‬‬

‫وتحديدا في عاـ ‪ 176‬ؽ‪.‬ـ‪ ،‬جمع الممؾ مانجوشري‬


‫ً‬ ‫ٍ‬
‫أجياؿ مف المموؾ‪،‬‬ ‫بعد الممؾ سوتشاند ار بسبعة‬
‫وتحذير؛ ففي خبلؿ ِ‬
‫ثماف‬ ‫ًا‬ ‫ياشاس كؿ رجاؿ الديف في مممكة شامباال‪ ،‬خاصةً حكماء البراىمة ليعطييـ تنبؤ ٍ‬
‫ات‬ ‫َ‬
‫ديف غير ىندي في مكة؛ بسبب غياب الوحدة بيف‬
‫سيظير ٌ‬
‫ُ‬ ‫مئة عاـ في المستقبؿ‪ ،‬أي في عاـ ‪ 624‬ـ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫صائبة‪ .‬وسيقبؿ كثيروف ىذا الديف في‬ ‫شعب البراىمة‪ ،‬والتراخي في اتباع وصايا الكتب الفيدية بطر ٍ‬
‫يقة‬
‫المستقبؿ البعيد‪ ،‬وذلؾ حينما ييدد قادتو بالغزو‪ .‬ولمنع ىذا الخطر وحَّد مانجوشري ياشاس شعب شامباال في‬
‫ِّد‬
‫ؾ أوؿ كالكي‪ ،‬أي أوؿ ُم َوح ُ‬ ‫"طبقة فاج ار" واحدة؛ باإلنعاـ عمييـ بتمكيف الكبلتشاك ار‪ .‬وبفعمو ىذا أصبح المم ُ‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ ألَّؼ "الكبلتشاك ار تانت ار الموجزة"‪ ،‬وىي نسخة "الكبلتشاك ار تانت ار" الموجودة حاليًّا‪.2‬‬ ‫ِ‬
‫الطبقة‬

‫يوما ما‪ ،‬ومف عاصمتيـ في‬ ‫اليند ً‬


‫َ‬ ‫أتباع الديف غير اليندي سوؼ يحكموف‬
‫َ‬ ‫تنبأ الكالكي األوؿ بأف‬
‫ٍ‬
‫عندئذ الكالكي الخامس والعشروف‪ :‬راود ار‬ ‫دليي سيحاوؿ مم ُكيـ غزو شامباال في عاـ ‪ 2424‬ـ‪ ،‬وسوؼ يأتي‬
‫انتصاره نيايةَ "الكاليوجا"؛ "عصر‬ ‫ٍ‬
‫عظيمة‪ ،‬وسيحدد‬ ‫تشاكريف مف مممكة شامباال‪ ،‬وييزـ غير الينود في ٍ‬
‫حرب‬
‫ُ‬
‫تزدىر خبللو التعاليـ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫عصر ذىبي جديد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫النزاعات"‪ ،‬الذي ستنحدر فيو ممارسةُ الدارما‪ .‬وبعد ذلؾ سيأتي‬
‫خاصةً تعاليـ الكبلتشاك ار‪.3‬‬

‫وقد ورد في الفقرة ‪ 154/1‬مف "الكاالتشاك ار تانت ار" الموجزة ما يأتي‪" :‬آدـ ونوح وابراىيـ‪ ،‬وخمسةٌ‬
‫الم ْيِدي‪ ،‬مع تاماس ينتموف إلى طائفة الػأسو ار‪-‬ناغا‪.‬‬
‫الممتحؼ البياض ومحمد و َ‬
‫ُ‬ ‫آخروف‪ :‬موسى ويسوع و‬
‫والثامف سيكوف األعمى‪ ،‬والسابع سيأتي بشكؿ جمي إلى مدينة بغداد في أرض مكة‪( ،‬المكاف) في ىذا العالـ؛‬
‫‪4‬‬ ‫حيث ستحؿ عمى ٍ‬
‫قسـ مف (طائفة) األسو ار ىيئة مميتشات القوي عديـ الرحمة‪.‬‬

‫‪-1‬أسامة حامد مرعي‪ :‬مممكة شامباال‪ ، www.forsan.ahlamontada.com ،‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /01 :‬‬
‫‪ -2‬ألكسندر بيرزيف‪ :‬الحروب المقدسة في البوذية واإلسبلـ‪ ، .www.studybuddhism.com ،‬تاريخ التصفح‪/07 /01 :‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪-3‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬ألكسندر بيرزيف‪ :‬األنبياء الغزاة غير الينود في الكاالتشاكرا‪ ،www.studybuddhism.com ،‬تاريخ التصفح‪/07 /01 :‬‬
‫‪.2019‬‬

‫‪153‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫َوفقًا لمفقرة فإف الطبقة التي ينتمي إلييا األنبياء غير الينود والغزاة ىي طبقة أسو ار‪-‬ناغا‪ ،‬وقد ترجـ‬
‫أفاع ممعونة"‪ .‬واألفاعي ترجمة لكممة‬
‫عدد مف الباحثيف الغربييف "أسو ار إلى ضد اإللو أو الغيور وناغا" إلى " ٍ‬
‫"الغ‪-‬عغرو" وىي مرادؼ لكممة "كمو" (بالسنسكريتية ناغا)‪ ،‬وقد يكوف ىناؾ عدد مف األسباب المحتممة‬
‫الستعماؿ مجموعتي أسو ار وناغا‪ ،‬في إشارة إلى أنبياء الغزاة وأتباعيـ‪ .‬فالتوراة واإلنجيؿ يصفاف الل عادة‬
‫متشد ًدا‪ .‬وبسبب تشددىـ ُيطمِؽ أعضاء أسو ار المعارؾ باستمرار إللحاؽ اليزيمة باآللية‪ .‬ولكف‬
‫ِّ‬ ‫بكونو إليًا‬
‫‪1‬‬
‫أعضاء أسو ار يمقوف اليزيمة عمى الدواـ‪.‬‬

‫رأى بادماني وبوتوف في فقرة التانت ار أنو يعني صورة العنصر األولي لتطبيقات تاماس (الظبلـ ويرمز‬
‫إلى الجيؿ والسموؾ اليداـ) بشكؿ عيني بالنسبة لؤلنبياء الخمسة األخيريف‪ .‬ومف ىنا‪ ،‬فإف كونيـ أنبياء‬
‫"تاماس" الخمسة يمكنو أف يشير إلييـ عمى أنيـ يمثموف خمسة أوجو مف الجيؿ والسموؾ َّ‬
‫اليداـ‪ ،‬ويفسر‬
‫‪2‬‬
‫جميعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كايدرابجي فقرة التانت ار عمى أنيا تعني أف صورة العنصر في تاماس تطابؽ األنبياء الثمانية‬

‫تتضح حاجة لبحث تاريخي معمؽ بشأف نبوءة الكاالتشاك ار تانت ار المتعمقة باألنبياء الغزاة وكذلؾ مسألة‬
‫ُ‬
‫مممكة الشامباال التي تبقى مجرد مكاف أسطوري خيالي‪،‬خصوصا وأف جميع المراجع المتوفرة بشأف التعاليـ‬
‫البوذية المقدسة (الكاالتشاكرا) غربية وأكثرىا انجميزية مما يعمؽ النزعة الغربية فيما يصمنا بشأف المسألة‬
‫البوذية الثرية والمعقدة‪ ،‬إننا ال ندعي ىنا قيامنا ببحث ديني أو تاريخي ولكننا نبحث في السياقات التي يحيؿ‬
‫عمييا الفيمـ الذي نقوـ بتحميميو ومصادر الخطاب الديني الذي يطرحو‪.‬‬

‫تتضح أيضا نقاط التشابو الكثيرة بيف أسطورة الشامباال وتعاليـ الكاالتشاك ار تانت ار وفيمـ ‪Doctor‬‬
‫‪ ، Strange‬فحسب الفقرة التي تناولناىا مف الكاالتشك ار التي ورد فييا ذكر أنبياء الديانات اإلبراىيمية‪/‬‬
‫التوحيدية يوصؼ اإللو بالقوي عديـ الرحمة وبأنو أتباعو األنبياء مف التاماس‪ /‬الظبلـ يسيطر عمييـ الجيؿ‬
‫والسموؾ اليداـ‪ /‬المدمر وىو ذات السياؽ الذي ينخرط فيو الفيمـ؛ فدورمامو‪ /‬اإللو ىو البعد المظمـ‪ /‬التاماس‬
‫كما أف أتباعو مف األنبياء يسيطر عمييـ الجيؿ والسموؾ اليداـ؛ ىذا األخير الذي ينعكس في سعييـ‬
‫المتواصؿ لتيديـ األقداس الثبلثة (لندف‪ ،‬نيويورؾ وكونغ كونغ)‪ ،‬تمتد فكرة اليدـ أكثر لتصبح تدمير األرض‬
‫وتسميميا وسكانيا لمبعد المظمـ‪ /‬دورمامو‪.‬‬

‫‪ -1‬ألكسندر بيرزيف‪ :‬الحروب المقدسة في البوذية واإلسبلـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫في ذات السياؽ‪ ،‬يتجو فيمـ ‪ Doctor Strange‬إلى تجسيد النبوءة البوذية الواردة في كاالتشاك ار تانت ار‬
‫المتعمقة قدوـ الكالكي الخامس والعشريف رود ار تشاكريف وانتصاره عمى األنبياء الغزاة‪ /‬طائفة األسو ار‪-‬ناغا‬
‫أتباع القوي عديـ الرحمة‪ ،‬تماما مثمما انتصر الدكتور سترينج عمى جماعة الزيموت‪ /‬المتزمتيف أتباع البعد‬
‫المظمـ‪/‬دورمامو‪ ،‬في نزوع توراتي وانحراؼ عمى الرواية البوذية عندما يواجو الدكتور سترينج دومامو‪ /‬اإللو‬
‫ويتغمب عميو تجسيدا لؤلسطورة التوراتية القائمة بمصارعة النبي يعقوب لئللو والتغمب عميو مثمما أوردناه في‬
‫تحميمنا لمقوى الفاعمة في الفيمـ‪.‬‬

‫ال يرد في البوذية مفيوـ "السحر"؛ فيي عقيدة تقوـ عمى التأمؿ الذىني‪ ،‬وعمى الرغـ مف النزعة البوذية‬
‫في فيمـ ‪ Doctor Strange‬كما أوضحنا أعبله‪ ،‬إال أف السحر يظير كمفيوـ أساسي في الفيمـ‪ ،‬فالمعممة‬
‫الكبيرة تسمى بالساحرة العظمى‪/‬العميا والمعمموف سحرة والكتب التي يتعمموف منيا كتب سحر‪ ،‬كما أف‬
‫الصراع بيف السحرة وجماعة المتزمتيف يقوـ عمى استحضار األسمحة بطرؽ سحرية‪ ،‬وحتى انتصار الدكتور‬
‫سترنيج عمى دورمامو‪ /‬اإللو في نياية الفيمـ كاف وفقا لقدرات خارقة مردىا السحر‪.‬‬

‫يتـ التعاطي مع مفيوـ السحر في الفيمـ كمعرفة ُعميا؛ تقع ضمف المعرفة الروحية وأف المعارؼ‬
‫المرتبطة بالعالـ المادي ال تمثؿ سوى جزًء ضئيبل مف المعرفة لذلؾ تقوؿ المعممة الكبيرة لمدكتور سترينج في‬
‫المشيد الثالث والعشروف‪" :‬أنت رجؿ ينظر إلى العالم من ثقب الباب‪ ،‬محاوال طيمة حياتؾ أف توسع ذلؾ‬
‫الثقب لرؤي الكثير ومعرف المزيد واآلف عند سماع أنو ال يمكنؾ توسيعو بالطرؽ التي ال يمكنؾ تصورىا‬
‫ترفض اإلمكانية"‪ ،‬ترتبط ىذه المعرفة العميا أيضا بالطاقة ويطمؽ عمييا اسـ الفنوف الغامضة‪.‬‬

‫لقد مكف ىذا السحر الدكتور سترينج مف التحكـ في اإللو عف طريؽ احتجازه في حمقة زمنية النيائية‬
‫وجعمو يخضع لرغبتو في االنسحاب مف األرض وبالتالي االنتصار عميو‪ ،‬إف االعتماد عمى مفيوـ السحر‬
‫لتحقيؽ ىذه األطروحة واضفاء بعد انجازي عمييا يأخذنا مف النبوءة البوذية التي قمنا بتفكيكيا وكشؼ‬
‫عبلقتيا بمحتوى الفيمـ إلى مفيوـ "الكباال"؛ الذي يحيمنا عمى مذىب ييودي باطني (الصوفية الييودية)‪.‬‬

‫ونجد أثر ىذا المذىب في بعض أشكاؿ التصوؼ الفمسفي داخؿ أدياف عدة بما فييا اإلسبلـ‪ ،‬لكنو في‬
‫"الكاباال" يبمغ أقصى درجات التطرؼ حتى يصبح ضربا مف محاوالت التدخؿ في اإلرادة اإلليية‪ ،‬أمبل في أف‬
‫يتمكف الييودي المتصوؼ مف التحكـ في الكوف مف خبلؿ االندماج باإللو وفيـ آلية عمؿ الكوف وسر‬
‫الخميقة‪ ،‬وىذا ما يؤكده الفميسوؼ الييودي باروخ إسبينو از الذي تأثر بالصوفية الحمولية واعتبر أف حموؿ‬

‫‪155‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫اإللو في المادة يسمح لمطبيعة بأف تصبح ىي اإللو‪ ،‬وأف الصوفي صاحب العرفاف يصبح قاد اًر عمى التحكم‬
‫في اإللو والطبيع والكون‪.1‬‬

‫يقوؿ باحثوف متخصصوف في الغوص بأسرار "الكاباال" إف ىناؾ جزءا خفيا وراء ما يعمنو حكماؤىا مف‬
‫االندماج باإللو‪ ،‬فالحقيقة ىي أف فكرة االتحاد باإللو تطورت إلى االتحاد بالشيطاف نفسو عبر السحر‪ ،‬وذلؾ‬
‫بعد أف تداخمت العقيدة الييودية الحمولية باألفكار الثنوية (ثنائية اإللو)‪ ،‬فنتجت فكرة تأليو إبميس كإلو أرضي‬
‫مقابؿ لئللو السماوي‪ ،‬ومف ثـ فإف إبميس وشياطينو يقدموف ليـ عبر طقوس السحر‪،‬مف باب التضميؿ‪ ،‬مف‬
‫الخدمات والقدرات الخارقة ما يكفي لبلعتقاد بألوىيتو‪ ،‬لكف ىذه األسرار ال تُكشؼ إال لمف يرتقي إلى أعمى‬
‫الدرجات كما ىو حاؿ الجمعيات السرية التي تستمد بناءىا الفكري مف الكباال‪ ،‬ومف يتعمؽ فييا سيجد أنيـ‬
‫يعتبرونيا منحة مف إبميس نفسو لمنافسة الخالؽ‪ 2.‬وىو ما يتأكد في النزعة الشيطانية لمفيمـ التي سنناقشيا في‬
‫العنصر الموالي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من النزع الباطني إلى النزع الشيطاني ‪:‬‬

‫يطرح الفيمـ نظرية العوالـ المتعددة‪ /‬الكوف المتعدد (‪)multiverse‬؛ التي تنقسـ إلى عوالـ خيرة مانحة‬
‫لمحياة وأخرى شريرة مميئة بالحقد والجوع وبالتالي سالبة لمحياة‪ ،‬وىو ما توضحو المعممة الكبيرة لمدكتور‬
‫سترينج في قوليا في المشيد الثالث والعشروف‪ " :‬ىذا الكوف ىو الوحيد الذي يعتبر عدد ال نيائي عوالم بال‬
‫نياي ‪ ،‬بعضيا خيرة ومانح لمحياة وأخرى مميئ بالحقد والجوع أماكف مظممة حيث القوى أقدـ مف زمف‬
‫الكذب الجوع الشديد واالنتظار مف أنت في ىذا الكون المتعدد يا سيد سترينج"‪.‬‬

‫إذ ذاؾ يصبح معيار الخير والشر حسب ىذا الطرح في منح الحياة مقابؿ سمبيا؛ الحياة مقابؿ‬
‫الموت‪ ،‬وعمى الرغـ مف أف التيديدات تأتي مف عوالـ‪ /‬أبعاد متعددة حسب ىذا الطرح‪ ،‬إال أف الفيمـ يتعامؿ‬
‫مع بعد واحد؛ البعد المظمـ‪ /‬دورمامو الذي أثبتنا في تحميمنا بأنو يرمز لئللو الشرير في مقابؿ بعد مضيء‬
‫مسكوت عنو؛ ىو الشيطاف الذي يصبح اإللو ِّ‬
‫الخير المانح لمحياة مف خبلؿ المعرفة العميا‪ /‬السحر‪ ،‬تتـ‬
‫اإلحالة ليذا الطرح المسكوت عنو عبر مستوييف في الفيمـ؛ مستوى اإليحاء المغوي ومستوى اإليحاء الرمزي‪/‬‬
‫البصري نفصميما فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد الدعشوش‪ :‬القابااله‪ ،‬موقع السبيؿ‪ ، www.al-sabeel.net ،‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /04 :‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫‪ .1‬المستوى اإليحاء المغوي‪:‬‬

‫يممح الفيمـ إلى تأليو الشيطاف واتِّ ِ‬


‫باعو كقوة خيرة مانحة لممعرفة في أكثر مف مشيد في الفيمـ؛ ففي‬ ‫ُ‬
‫المشيد الرابع والثبلثوف يصؼ المعمـ موردو "كايسيميوس"‪" :‬بأنو قد أغوتو العقيدة الخاطئ "‪ ،‬إذ ذاؾ يممح ىذا‬
‫القوؿ إلى عقيدة صحيحة مقابؿ العقيدة الخاطئة‪ ،‬وبما أف "كايسيميوس" وجماعة المتزمتيف تمثيؿ لؤلنبياء عمى‬
‫المستوييف الضيؽ والواسع؛ ففي المستوى األوؿ؛ ىـ الحواريوف االثنا عشر الذيف يمارسوف طقوس التواصؿ‬
‫مع درومامو‪/‬اإللو مف الكنيسة‪ ،‬وفي المستوى الثاني ىـ جميع أنبياء الديانة اإلبراىيمية التوحيدية مثمما تحيؿ‬
‫إليو التعاليـ البوذية‪ ،‬فإف االعتقاد بإلو الديانات التوحيدية اإلبراىيمية عقيدة خاطئة‪ ،‬يتأكد ىذا الطرح مف‬
‫خبلؿ قوؿ المعمـ موردو تباعاً لمدكتور سترينج في المشيد السادس والثبلثوف‪" :‬نحف لسنا أنبياء"‪ ،‬ألف األنبياء‬
‫يرسميـ الل حسب الشريعة التوحيدية‪.‬‬

‫في المشيد الثبلثوف مف الفيمـ تقوؿ المعممة الكبيرة لمدكتور سترينج‪" :‬ال يمكنؾ إجبار نير عمى‬
‫الخضوع عميؾ أف تستسمم لتياره وتستخدـ قواه بنفسؾ‪ ،‬ليس كؿ شيء معقوؿ‪ ،‬ليس كؿ شيء مضطر ليكوف‬
‫كذلؾ فكرؾ نقمؾ بعيدا في الحياة ولكف لف يأخذؾ أبعد مف ذلؾ استسمم ستيفف"‪ ،‬يستخدـ مصطمح االستسبلـ‬
‫(‪ )surrender‬الذي يعني أيضا الخضوع مرتيف (والتكرار يعني التأكيد) ‪ ،‬ىناؾ تمميح لمخضوع لكياف ما‬
‫الستخداـ قوتو؛ تشبيو المعممة الكبيرة بالنير لكف يظؿ التكتـ عنو مستم ار في مقابؿ اإليحاء والتمميح‬
‫لمشيطاف‪.‬‬

‫في المشيد الثامف والعشروف؛ يعيد الدكتور سترينج مجموعة مف الكتب إلى مكتبة "قمر تاج" بعدما فرغ‬
‫مف قراءتيا‪ ،‬الكتب حممت العناويف التالية‪" :‬كتاب الشمس الخفية‪ ،‬النوفا الممكية‪ ،‬المخطوطات ذات القوة‬
‫المطمقة‪ ،‬مفتاح سميماف"؛ وىي كتب حقيقية في السحر والتنجيـ والتواصؿ مع الجف والشياطيف‪ ،‬في إحالة‬
‫قصدية إلى أف المعارؼ التي يمنحيا الشيطاف عبر الطقوس السحرية تمكف مف معرفة الحقيقة فضبل عف‬
‫الحصوؿ عمى قوى خارقة تمكنو مف التحكـ في اإللو والطبيعة‪.‬‬

‫في المشيد الثالث واألربعوف مف الفيمـ؛ تقوؿ الدكتورة كريستيف لمدكتور سترينج‪" :‬ىناؾ طرؽ أخرى‬
‫إلنقاذ حياة الناس؛ الطريق األصعب‪ ".‬تُبدي الدكتورة كريستيف اعتقادا واضحا باإللو‪ ،‬ففي كؿ مرة كانت‬
‫توضع في موقؼ صعب في الفيمـ كانت تردد اسمو بشكؿ متكرر (يا إليي)‪ ،‬يؤكد ذلؾ توجييا اإلنجيمي مف‬
‫خبلؿ قوليا "الطريق األصعب"‪ ،‬وىي الجممة التي وردت في إنجيؿ متى‪" :‬ما أضيؽ الباب وأكرب الطريؽ‬

‫‪157‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫األصعب الذي يؤدي إلى الحياة‪ ،‬وقميموف ىـ الذيف يجدونو‪ ،1".‬تقصد الدكتورة كريستيف بقوليا‪ " :‬ىناؾ طرؽ‬
‫أخرى إلنقاذ حياة الناس؛ الطريق األصعب‪ ".‬أنو يمكف أف ننقذ حياة الناس بحثيـ عمى اإليماف بالل والتمسؾ‬
‫بو‪ ،‬لكف الدكتور سترينج يرفض جممة "الطريق األصعب" والتي يقصد بيا الطريؽ إلى الل‪ ،‬ليرد عمييا في‬
‫ذات المشيد‪" :‬الطريؽ األغرب" في إيحاء واضح لطريؽ الشيطاف‪.‬‬

‫في المشيد السادس واألربعوف مف الفيمـ؛ يقوؿ الدكتور سترينج لدورمامو‪ /‬اإللو أثناء مواجيتو لو‪:‬‬
‫"مثمما منحت كايسيميوس قوى مف بعدؾ أحضرت كذلك قواي من بعدي‪ ".‬وألف الفيمـ يتخذ توجيا سمبيا حياؿ‬
‫دورمامو‪/‬البعد المظمـ باعتباره قوة سيئة شريرة تسعى لتدمير األرض والسيطرة عمييا‪ ،‬يتـ التمميح لبعد آخر‬
‫أحضر منو الدكتور سترينج قواه‪ ،‬ومصطمح "أحضرت"‪ 2‬في المغة العربية يحيؿ عمى االستحضار الشيطاني‬
‫أو االستعانة بالشيطاف‪.‬‬

‫‪ .2‬مستوى اإليحاء الرمزي‪ /‬األيقوني‪:‬‬

‫إف ما يخفيو‪ /‬المستوى اإليحائي‪ ،‬الذي يبطف النزعة الشيطانية لفيمـ ‪ Doctor Strange‬يظيره‪/‬‬
‫يكشفو المستوى الرمزي بجبلء وىو ما يرفع الشؾ إزاء تمميحات المستوى المغوي‪ ،‬فقد تـ استخداـ عدد مف‬
‫الرموز التي تحيؿ مباشرة لمشيطاف‪،‬كرمز النجمة الخماسية‪ ،‬رمز العيف التي اصطمح عمييا "عيف أوغاموتو؛‬
‫والتي تحيؿ إلى العيف الثالثة أو عيف الشيطاف التي تعرؼ كؿ شيء‪ ،‬ورمز اليد ذات اإلصبعيف وىي تحية‬
‫شيطانية تحيؿ إلى قرني الشيطاف؛ حيث استخدـ الدكتور سترينج ىذا الرمز بيديو أثناء مواجيتو‬
‫لدورمامو‪/‬اإللو‪ ،‬يتجسد الشيطاف بشكؿ صريح وكامؿ في العصا التي حمميا "وانغ" أميف المكتبة خبلؿ‬
‫مواجيتو لجماعة كايسيميوس (المتزمتيف)؛ وىي العصا السوداء يتجسد عمى حافتييا رأس أسود بقرنيف‬
‫بارزيف‪.‬‬

‫استخدـ أيضا رمز النور‪ /‬الضياء عند موت المعممة الكبيرة حيث احتوى المشيد عمى إضاءة مرتفعة‬
‫إلى جانب انتشار ضوء كثيؼ في السماء‪ ،‬الضوء معاكس لمظبلـ و بما أف البعد المظمـ ىو المكاف الذي‬
‫يتواجد فيو دورمامو‪ /‬إلو الشر فإف البعد المضيء ىو المكاف الذي يتواجد فيو إلو الخير‪ ،‬الضوء‪ /‬النور رمز‬
‫شيطاني في العقيدة الشيطانية نسبة إلى لوسيفر (‪)Lucifer‬؛ الذي يعني "حامؿ الضياء" أو "نجـ الصباح"‪،‬‬

‫‪ -1‬إنجيؿ متى‪ ،‬اإلصحاح رقـ‪ ،‬اآلية ‪.14‬‬


‫‪ -2‬في السيناريو األصمي لمفيمـ بالمغة االنجميزية تستخدـ جممة‪ ،" I brought" :‬وىو الفعؿ ‪ to bring‬مصرؼ في الماضي‬
‫والذي يعني أحضر‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫الضياء‪ /‬النور رمز لممعرفة ومنو جاء مصطمح المتنوريف والمستنيريف‪ ،‬الضياء أيضا ينبعث مف النار ألف‬
‫الشيطاف مخموؽ ناري؛ لذلؾ نجد أغمب الطقوس السحرية واألشكاؿ الناجمة عنيا في الفيمـ تأخذ لوف النار‪.‬‬
‫في العقيدة الشيطانية ال يصبح اسـ الشيطاف شيطاناً عمى اعتبار انو رمز لمشر‪ ،‬يصبح اسمو لوسيفر‪ /‬حامؿ‬
‫الضياء؛ يممؾ معرفة مطمقة وىو ما يجعمو إلياً يحظى بالعبودية والتبعية‪.‬‬

‫لقطة توضح الرمز الشيطاني‪ /‬النجمة الخماسية أثناء أداء المعممة الكبيرة لطقوس سحرية‪.‬‬

‫لقطة لمدكتور سترينج يستخدـ عيف أغاموتو‪ /‬رمز عيف الشيطاف الذي يعرؼ كؿ شيء‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫لقطة توضح الدكتور سترينج يشكؿ رمز قرني الشيطاف بيده أثناء استخدامو لطقس سحري‪.‬‬

‫لقطة توضح الدكتور سترينج يشكؿ بكمتا يديو رمز قرني الشيطاف أثناء مواجيتو لدورمامو‪ /‬اإللو‪.‬‬

‫لقطة توضح شخصية وانغ يستخدـ سبلحا ب أرسيف يرمزاف لمشيطاف أثناء مواجيتو لممتزمتيف‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫كما سبؽ وأف ذكرنا؛ يحتوي فيمـ ‪ Doctor Strange‬عمى عدة إحاالت توراتية‪ ،‬كأسطورة صراع النبي‬
‫يعقوب مع اإللو التي تشكؿ مركز الخطاب والغاية التي يبتغييا الفيمـ؛ أيف ينتيي فييا اإلنساف باالنتصار‬
‫عمى اإللو عبر المعرفة العميا‪ /‬السحر‪ ،‬إلى جانب اإلشارة الرمزية إلى قصة تيو الييود في صحراء مصر‬
‫التي صنفناىا ضمف ما يصطمح عميو بالعقدة الييودية النابعة مف رفض العقاب اإلليي وكؿ ما يتبعو مف ألـ‬
‫كبير لمشيطاف‪ ،‬وىو ما نعتبره مصد ار لتألييو ثـ إتباعو واالعتماد‬
‫ومعاناة‪ ،‬في مقابؿ ذلؾ تظير التوراة تمجيدا ا‬
‫ت‬ ‫ط ِت ِمف السَّم ِ‬
‫اء َيا ُزَى َرةُ‪ ،‬بِ ْن َ‬ ‫ؼ َسقَ ْ‬‫عميو‪ ،‬يظير ذلؾ في سفر أشعياء الذي قاؿ عف الشيطاف ما يأتي‪َ " :‬ك ْي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ؽ‬‫ات‪ .‬أ َْرفَعُ ُك ْرِسيِّي فَ ْو َ‬
‫ت ِفي َقْمبِ َؾ‪ :‬أَصع ُد إِلَى السَّماو ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫ت ُقْم َ‬ ‫ض يا قَ ِ‬
‫اى َر األ َُمِـ‪َ ،‬وأ َْن َ‬ ‫ت إِلَى األ َْر ِ َ‬ ‫ؼ قُ ِط ْع َ‬ ‫الص ْب ِح َك ْي َ‬
‫َص ُير ِم ْث َؿ‬ ‫اب‪ .‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِفي أَقَ ِ‬ ‫االجتِ َم ِ‬ ‫ِ‬
‫َّح ِ‬ ‫ؽ ُم ْرتَفَ َعات الس َ‬
‫َص َع ُد فَ ْو َ‬ ‫الشم ِ‬
‫اؿ‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬
‫اصي َّ‬ ‫َجمِ ُس َعمَى َجَب ِؿ ْ‬ ‫اك ِب الل‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َكو ِ‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫ب‪".‬‬‫َس ِاف ِؿ اْل ُج ِّ‬ ‫ِ‬
‫ت إِلَى اْليَ ِاوَية‪ ،‬إِلَى أ َ‬
‫اْلعمِ ِّي‪ِ .‬‬
‫لكَّن َؾ ْان َح َد ْر َ‬ ‫َ‬

‫كما يوصؼ بكامؿ الجماؿ والحكمة‪ ،‬بؿ ويدعو اإللو آدـ إلى رثاء سقوطو مف جنة عدف في سفر‬
‫آلف‬
‫اؿ‪َ ،‬م ٌ‬ ‫ت َخاتِـ اْل َكم ِ‬‫الرب‪ :‬أ َْن َ‬‫ِّد َّ‬
‫اؿ السَّي ُ‬
‫ور َوُق ْؿ لَوُ‪ :‬ى َك َذا قَ َ‬ ‫ِِ‬
‫ُ َ‬ ‫صَ‬ ‫آد َـ‪ْ ،‬ارفَ ْع َم ْرثَاةً َعمَى َممؾ ُ‬
‫حزقياؿ‪َ «" :‬يا ْاب َف َ‬
‫َصفَُر َو َع ِق ٌ‬
‫يؽ‬ ‫الل‪ُ .‬كؿ َح َج ٍر َك ِر ٍيـ ِستَ َارتُ َؾ‪َ ،‬ع ِق ٌ‬ ‫اؿ‪ُ .‬ك ْنت ِفي ع ْد ٍف جَّن ِة ِ‬ ‫ام ُؿ اْل َجم ِ‬ ‫ِح ْكمةً و َك ِ‬
‫وت أ ْ‬‫َح َم ُر َوَياقُ ٌ‬
‫يؽ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ِ‬
‫وص‬ ‫ص َِ‬ ‫ؾ ص ْنعةَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يغة الفُ ُ‬ ‫ب‪ .‬أ َْن َشأُوا في َ َ َ‬ ‫اف َوُزُمرٌد َوَذ َى ٌ‬ ‫ؽ َوَب ْي َرَم ُ‬
‫وت أ َْزَر ُ‬
‫ب َوَياقُ ٌ‬
‫ض َوَزَب ْر َج ٌد َو َج ْزعٌ َوَي ْش ٌ‬‫أ َْب َي ُ‬
‫ت‪َ .‬ب ْي َف ِح َج َارِة َّ‬
‫الن ِار‬ ‫يعيا يوـ ُخمِ ْقت‪.‬أ َْنت اْل َكروب اْلم ْنب ِسطُ اْلمظَمِّ ُؿ‪ ،‬وأَقَمتُ َؾ‪ .‬عمَى جب ِؿ ِ‬
‫الل اْل ُمقَ َّد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س ُك ْن َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َُ‬ ‫َوتَْرص َ َ ْ َ‬
‫ْت‪.‬‬‫طأ َ‬ ‫يؾ إِثٌْـ‪ .‬بِ َكثَْ ِرة تِ َج َارتِ َؾ َمؤلُوا َج ْوفَ َؾ ظُْم ًما فَأ ْ‬
‫َخ َ‬ ‫ت َحتَّى ُو ِج َد ِف َ‬
‫ام ٌؿ ِفي طُُرِق َؾ ِم ْف َي ْوَـ ُخمِ ْق َ‬
‫ت َك ِ‬ ‫تَ َم َّش ْي َ‬
‫ت‪.‬أ َْن َ‬
‫‪2‬‬
‫الن ِار‪".‬‬ ‫ظمِّ ُؿ ِم ْف َب ْي ِف ِح َج ِ‬
‫ارة َّ‬ ‫وب اْل ُم َ‬ ‫طرح َؾ ِمف جب ِؿ ِ‬
‫الل َوأُبِ ُ‬
‫َ‬ ‫يد َؾ أَييَا اْل َك ُر ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫فَأَ ْ َ ُ‬

‫ثالثا‪ :‬من النزع الشيطاني إلى األيديولوجيا الماسوني ‪:‬‬

‫عمى مسافة واحدة مف تجسيد النزعة الشيطانية في فيمـ ‪ ،Doctor Strange‬تظير تمميحات واشارات‬
‫لؤليديولوجيا الماسونية التي تعتبر الوجو التنظيمي ألتباع الشيطاف‪ ،‬الماسونية تعريب لمكممة اإلنجميزية‬
‫(‪ ) freemason‬والتي تعني البناؤوف األحرار‪ ،‬والماسونية ىي "االسـ الجديد لمشريعة الييودية المقنعة رموزىا‬
‫وتقاليدىا ييودية مف الكاباال‪ ،‬وقد ارتبطت بماض مظمـ وتدثرت بضباب قاتـ مف األكاذيب واألراجيؼ‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬التوراة‪ :‬سفر أشعياء‪ ،‬اإلصحاح رقـ ‪ ،14‬اآليات ‪.13،14،15 ،12‬‬


‫‪ -2‬التوراة‪ :‬سفر جزقياؿ‪ ،‬اإلصحاح رقـ ‪ ،22‬األيات ‪.12،13،14،15،16‬‬

‫‪161‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫أف ارتباطيا بالييودية والتوراة المحرفة مف الوضوح بحيث أنيا تستند عمى آيات التوراة المحرفة لتعظيـ مثميا‬
‫‪1‬‬
‫األعمى المتمثؿ في األستاذ حيراـ؛ عريؼ البنائيف في بناء ىيكؿ سميماف في القدس‪".‬‬

‫"فالماسونية حركة تنظيمية خفية قاـ بيا حاخامات التممود في مراحؿ الضياع السياسي الذي تعرض لو‬
‫ييود العيد القديـ‪ ،‬فأخذ الحاخامات عمى عاتقيـ إقامة تنظيـ ييودي ييدؼ إلى إقامة مممكة صييوف‬
‫العالمية‪ ،‬طابعيا العالمي يجعميا تمبس كؿ صور وأدوات العصر الذي تمر بو مف طقوس وشعائر لتحقيؽ‬
‫‪2‬‬
‫اليدؼ الماسوني في نياية المطاؼ‪".‬‬

‫" إف ىدؼ الماسونية ىو تكويف جميورية عالمية ال دينية‪ ،‬ففي مؤتمر الطبلب الذي انعقد سنة ‪1865‬‬
‫في مدينة لييج؛ التي تعتبر إحدى المراكز الماسونية‪ ،‬قاؿ الماسوني ‪ Laf Arge‬أماـ الطبلب الوافديف مف‬
‫ألمانيا‪ ،‬روسيا‪ ،‬فرنسا وانجمت ار واسبانيا؛ يجب أف يتغمب اإلنساف عمى اإللو وأف يعمف الحرب عميو وأف يخترؽ‬
‫السماوات ويمزقيا كاألوراؽ‪ 3".‬وىي الرؤية‪ /‬النزعة التي يجسدىا فيمـ ‪.Doctor Strange‬‬

‫تتعدد اإلحاالت واإلشارات إلى الماسونية حيث ُيذكر في فيمـ ‪ Doctor Strange‬كتاب‬
‫"كاغميوسترو "؛ كتاب دراسة الزمف‪ ،‬يعد أقوى كتب السحر التي تـ ذكرىا حيث تمكف الدكتور سترينج مف‬
‫التحكـ في الزمف بإعادتو إلى الماضي أو إلى بتقديمو إلى المستقبؿ أو بخمؽ حمقات زمنية متكررة وال نيائية؛‬
‫وىو الطقس السحري الذي مكف الدكتور سترينج مف االنتصار عمى دورمامو‪/‬اإللو بإخضاعو لرغبتو عبر‬
‫احتجازه في حمقة الزمف المذكورة‪ ،‬عمى عكس كتب السحر التي تـ ذكرىا في الفيمـ والتي تعتبر كتبا حقيقية‬
‫عمى غرار كتاب الشمس الخفية ومفتاح سميماف‪ ،‬فإف كتاب كاغميوسترو غير موجود‪ ،‬وانما يرمز إلى أكبر‬
‫شخصية ماسونية في التاريخ يسمى أليساندرو كاغميوسترو‪.‬‬

‫أليساندرو كاغميوسترو واسمو الحقيقي جوزيؼ بالسامو‪ ،‬طبيب وساحر وخيميائي ييودي إيطالي‬
‫قضى حياتو مشعوذا يدعي امتبلؾ إكسير يطيؿ الحياة‪ ،‬واألدوية التي تعيد الصحة ميما كاف المرض‪،‬‬
‫واستحضار الموتى ليضع أتباعو عمى تواصؿ معيـ ‪ ،‬والتنبؤ بالمستقبؿ‪ ،‬كما ادعى امتبلؾ سحر لمحصوؿ‬
‫الذىب واأللماس في أي مكاف ليتمكف بذلؾ مف جذب أصحاب المصارؼ والبنوؾ عمى غرار سارزاف في‬

‫‪ -1‬جواد رفعت أتمخاف‪ ،‬ترجمة‪ :‬نور الديف رضا الواعظ‪ ،‬سميماف محمد أميف القبمي‪ :‬أسرار الماسوني ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬صابر طعيمة‪ :‬الماسوني ذلك العالم المجيول (دراس في األسرار التنظيمي لمييودي العالمي )‪ ،‬دار الجيؿ‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪ ،‬بيروت‪ ،1993 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬جواد رفعت ألتخاف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪162‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫بازؿ‪ /‬سويس ار وىانز كوستارد في ليوف‪ /‬فرنسا‪ ،‬لقد كاف مرتبطا بالمنظمة الماسونية السرية حيث كاف العميؿ‬
‫‪1‬‬
‫اء‪.‬‬
‫األعمى أج ار واألكثر ثر ً‬

‫عرضت عميو الماسونية فرصاً ممتازة إلرضاء جميع طموحاتو بفضؿ الطرؽ قدراتو السحرية الخارقة‪،‬‬
‫وىو ما مكنو في الفترة الممتدة بيف ‪ 1777‬إلى ‪ 1780‬مف عبور وسط وشماؿ أوروبا مف الىاي إلى برليف‬
‫مف كورالند إلى بطرسبورغ وبولندا‪ ،‬كانت الطقوس السحرية المصرية الجديدة التي كاف كاغميوسترو يتقنيا قد‬
‫فتنت النببلء والمفكريف خصوصا تمؾ المتعمقة بتجديد الجسد والروح حيث وصمت شيرتو كخيميائي ومعالج‬
‫إلى أعمى المستويات‪ ،‬بيف عامي ‪ 1786‬و ‪ 1788‬قاـ كاغميوسترو زوجتو بالقياـ برحبلت مختمفة‪ :‬إيكس في‬
‫سافويا وتوريف وجنوة وروفيريتو؛ في ىذه المدف استمر كاليوسترو في إبيار العالـ بطقوسو السحرية المعجزة‬
‫وانشاء مقرات ماسونية‪ ،‬مف أشير أقوالو‪ :‬أنا لست مف أي عمر أو مكاف خارج الزماف والمكاف كوني الروحي‬
‫‪2‬‬
‫يعيش وجوده األبدي‪.‬‬

‫في كتاب أحجار عمى رقعة الشطرنج؛ ارتبط اسمو كأحد أىـ مفجري الثورة الفرنسية التي تشير جؿ‬
‫المصادر بأنيا تخطيط ماسوني‪" ،‬حيث حوؿ أحد المنازؿ في فرنسا إلى مركز لمطباعة يصدر منو المنشورات‬
‫التي تحرض عمى الثورة مف خبلؿ العمؿ عمى نشر الفضائح بصورة مثيرة خصوصا فيما يتعمؽ بالممكة ماري‬
‫أنطوانات التي حاؾ ضدىا مؤامرة وأطمؽ حوليا حممة تشيير كبيرة رسخ فييا في عقوؿ الجماىير أنيا امرأة‬
‫لعوب انساقت وراء تيار المرح والممذات والبذخ وأف حياتيا خميعة متيورة دفعتيا إلى خيانة زوجيا مع أعز‬
‫‪3‬‬
‫أصدقائو‪ ،‬وبذلؾ تمكف مف حمؿ المتظاىريف عمى المطالبة برأسيا‪".‬‬

‫مف الماسونية الكبلسيكية القديمة إلى الماسونية الحديثة‪ ،‬حيث يستمر فيمـ ‪ Doctor Strange‬في‬
‫عرض إشارات لمتنظيـ‪ ،‬يممح فييا إلى سياستو في استقطاب مشاىير ونجوـ الفف واالعتماد عمييـ في تحقيؽ‬
‫التأثير المطموب عمى الجماىير بيدؼ نشر أفكار الماسونية التي تستيدؼ القضاء األدياف بالدرجة األولى‬
‫والترويج لعبادة الشيطاف في مرحمة ثانية‪ ،‬يتضح ذلؾ في المشيد الثامف والعشروف يسأؿ الدكتور سترينج عف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Cagliostro, www.cosmovisions.com, Seen the : 01/ 07/ 2019.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Alessandro Cagliostro, www.biografieonline.it, Seen the : 01/ 07/ 2019.‬‬
‫‪ -3‬ولياـ جاي كار‪ ،‬ترجمة مجدي كامؿ‪ :‬أحجار عمى رقع الشطرنج (التطبيق العممي لبروتوكوالت حكماء صييون)‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،2011 ،‬ص ‪ 121-117‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪163‬‬
Doctor Strange ‫تحليل فيلم‬ ‫ الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬:‫الفصل الخامس‬

‫" ال يأتي ذكر‬.3‫ ايمينام‬،2‫ بونو‬، 1‫ دريك‬،‫ " وانغ فقط مثؿ أديؿ أو أرسطو‬:‫اسـ أميف المكتبة "وانغ" فيقوؿ لو‬
‫الثبلث أسماء األخيرة عبثاً رغـ ابتعادىا عف سياؽ الحوار وعمى الرغـ أنيا ذكرت عمى سبيؿ المزاح مف قبؿ‬
.‫ إال أنيا تحيؿ عمى ثبلثة مف أشير المغنييف الذيف ارتبط اسميـ بتنظيـ الماسونية‬،‫الدكتور سترينج‬

‫يتكرر األمر في المشيد الثاني والثبلثوف عندما يذكر الدكتور سترينج اسـ المغنية بيونسي‬
‫ " بحقؾ ىؿ سمعت عنيا إنيا نجمة كبيرة أليس كذلؾ؟"؛ تعد‬:‫ قائبل ألميف المكتبة وانغ‬4) Beyonce(
‫ بؿ المغنية األكثر شيرة في ارتباطيا وانتمائيا لتنظيـ‬،‫المغنية األمريكية بيونسي مف أشير الفنانات في العالـ‬
5
‫ اقترف اسميا أيضا بممارسة السحر والشعوذة‬،"‫ المتنوريف‬/‫الماسونية حيث يطمؽ عمييا اسـ "ممكة الماسونية‬
‫ في ذات المشيد يظير "وانغ" وىو يستمع ألغنية بيونسي‬.‫حسبما كشفتو أحد أعضاء فرقتيا الموسيقية‬
‫)؛ وىي األغنية التي تحتوي عمى العديد مف الرمز الشيطانية‬single ladies( 6" ‫"السيدات العازبات‬
.‫واإليحاءات التي تدعو لعبادتو‬

1
- see musician Drake illuminati (freemason) : Nothing Was The Same: What happened to
DRAKE, www.edium.com, The Definitive Guide to Illuminati Symbolism in Music Videos: Lil
Wayne, Nicki Minaj, Drake, and Tyga, www.amazon.com, Drake agent illuminati et révelation
choquante sur le monde occulte-Prédicateur Fred Sita www.youtube.com, Seen the : 01/ 07/
2019.
2
- see also musician Bono illuminati (freemason): Bono Biography,
www.thefamouspeople.com, bono hidden eye, www.illuminatisymbols.info, Seen the : 01/ 07/
2019.
3
- see also musician Eminem illuminati (freemason): Rappers In The Illuminati,
www.ranker.com, EMINEM illuminati , www.secte-illuminati.skyrock.com, Seen the : 01/ 07/
2019.
4
-see also Beyonce illuminati (freemason): Jay Z, Beyoncé, Rihanna... Quel est leur lien avec
les Illuminati, www.purepeople.com, The Creepiest Conspiracy Theories About Beyonce,
www.youtube.com, Seen the : 01/ 07/ 2019.
5
- see Tom Sykes : This Is Why So Many People Seem to Believe Beyoncé Is a Witch,
www.thedailybeast.com, Seen the : 01/ 07/ 2019.
6
- see beyonce’s single ladies illuminati message, www.brightestyoungthings.com, Beyoncé
“Single Ladies” 99% Satanic choreography, www.mediaexposed.tumblr.com, Seen the : 01/
07/ 2019.

164
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫إف أىـ المفاىيـ التي تقترف بالماسونية مفيوـ "البناء"؛ الذي يعد مصدر تسمية التنظيـ "البناؤوف‬
‫األحرار" )‪ ،(freemason‬وبعيدا عف البعد التاريخي لمتسمية الذي يربط فيو الييود أنفسيـ بحرفة البناء‬
‫وادعائيـ بناء أىرامات مصر خبلؿ فترة استعبادىـ مف قبؿ فرعوف مصر‪ ،‬فإف مفيوـ البناء في الماسونية‬
‫يتخذ معنى إعادة بناء العالـ وفقا ألىداؼ ومخططات ورؤية التنظيـ‪ ،‬إذ ذاؾ يتخذ مفيوـ البناء البعد المادي‬
‫الفيزيائي والبعد الفكري األيديولوجي‪ ،‬تقع فكرة البناء عمى النقيض مف فكرة اليدـ التي تربطيا الماسونية باإللو‬
‫واألدياف؛ وىو ما يجسده فيمـ ‪Doctor strange‬؛ الذي يصؼ اإللو بالمدمر في مقابؿ دور السحرة‪/‬‬
‫المتنوريف في إعادة بناء األرض ومنشآتيا التي يسعى اإللو إلى تدميرىا مثمما يظير في نياية الفيمـ؛ يبطف‬
‫الفيمـ رؤية ترى في نياية العالـ (اآلخرة‪ /‬القيامة بالمفيوـ اإلسبلمي) تدمي ار لمبشر واعتداء عمى ارثيـ في‬
‫األرض‪ ،‬إذ ذاؾ يصبح اإلنساف الخارؽ الذي يجيد السحر كمعرفة عميا قاد ار عمى إيقاؼ ىذا االعتداء عف‬
‫طريؽ االنتصار عمى اإللو وحماية العالـ مف النياية‪.‬‬

‫خالص الفصل‪:‬‬

‫يتجو الفيمـ األمريكي ‪ Doctor Strange‬التخاذ ذات المنحى الذي يتجو إليو فيمـ ‪ ،Mother‬حيث‬
‫يقوـ الخطاب الديني عمى تشويو صورة األدياف واإللو مف خبلؿ الربط بيف مجموعة مف السياقات التاريخية‬
‫والميثولوجية الدينية في أطروحة تعرض الدفاع عف الحياة اإلنسانية مف رغبة قوة شريرة (اإللو) في االستيبلء‬
‫عمييا بوضع نياية لمعالـ‪ ،‬يصور اإللو في الفيمـ عمى أنو حقود‪ ،‬جائع‪ ،‬خطير‪ ،‬مدمر‪ ،‬مخادع‪ ،‬متعطش‬
‫لتدمير األرض واالستيبلء عمييا وعمى ساكنتيا مف البشر‪ ،‬كما يصور األنبياء وأتباع اإللو عمى أنيـ‬
‫متشددوف‪ ،‬متزمتوف ومتعصبوف لئللو يسعوف لتحقيؽ سيطرتو عمى األرض عبر العنؼ والقتؿ وسفؾ الدماء‪.‬‬

‫يسعى صناع الفيمـ إلى إثبات قوة السحر؛ كمعرفة باطنية عميا قديمة تسبؽ األدياف مستنديف في ذلؾ‬
‫إلى األساطير البوذية عمى الرغـ مف أف ىذه األخيرة تقوـ عمى التأمؿ الذىني‪ ،‬في ذات السياؽ يسوؽ صناع‬
‫الفيمـ بشكؿ ضمني نبوءة أحد التعاليـ البوذية في كتاب " الكاالتشاك ار تانترا" التي تصؼ األنبياء بالغزاة واإللو‬
‫بالقوي عديـ الرحمة والمعركة التي سيقضي فييا أحد مموؾ البوذية القادـ مف المممكة األسطورية "شامباال"‬
‫عمى الديف وأتباع اإللو‪.‬‬

‫يجسد فيمـ ‪ Doctor Strange‬األسطورة التوراتية القائمة بمصارعة النبي يعقوب لئللو والتغمب عميو‪،‬‬
‫في سياؽ وحوار مقارب لما ورد في سفر التكويف ‪ ،‬تباعاً يدافع صناع الفيمـ عمى الثنوية اإلليية (المذىب‬

‫‪165‬‬
‫تحليل فيلم ‪Doctor Strange‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬الخطاب الديني في السينما ألامريكية‬

‫الخير‪ /‬الشيطاف الذي يمثؿ المسكوت عنو في الخطاب‬


‫الثنوي) وبأف إلو األدياف سيء شرير في مقابؿ اإللو ّ‬
‫يتـ اإلشارة إليو عمى المستوييف المغوي واأليقوني في قالب إيحائي رمزي‪ ،‬حيث تتضح النزعة الشيطانية‬
‫ومظاىر عبودية الشيطاف في عدد مف الرموز؛ كرمز النجمة الخماسية‪ ،‬رمز العيف‪ ،‬رمز اليد ذات اإلصبعيف‬
‫(التحية شيطانية)‪ ،‬رمز رأس الشيطاف في عصا شخصية وانغ‪ ،‬األسمحة النارية التي يستخدميا السحرة في‬
‫إحالة الشيطاف المخموؽ مف نار‪ ،‬إلى جانب ثنائية النور والظبلـ أيف يصبح الشيطاف نو ار حامبل لضياء‬
‫المعرفة ومخمصا لمبشر مف سيطرة الظبلـ‪/‬اإللو‪.‬‬

‫يربط الفيمـ بيف النزعة الشيطانية (عبادة الشيطاف) وتنظيـ الماسونية بشكؿ إيحائي مف خبلؿ اإلحالة‬
‫إلى عدد مف الشخصيات التي كاف ليا تأثير كبير في تاريخ الماسونية القديمة والحديثة عمى غرار شخصية‬
‫أليساندرو كاغمياسترو‪ ،‬وعدد مف الشخصيات الفنية المعاصرة مثؿ؛ دراؾ‪ ،‬بونو‪ ،‬ايميناـ وبيونسي‪ ،‬تتضح‬
‫األيديولوجيا الماسونية في الفيمـ عبر تجسيد مفيوـ البناء في مقابؿ ما تحطمو األدياف وعقيدة اإللو‪ ،‬كما‬
‫يخفي رفضا لنياية العالـ (اآلخرة‪ /‬القيامة) التي يرى فييا تدمي ار لمبشرية وارثيا عمى األرض؛ ليصبح بذلؾ‬
‫مفيوـ البناء في الفيمـ إنياء سيطرة اإللو عمى العالـ وتدمير األدياف ليذا العالـ وىو ما ال يتأتى إال بالمعرفة‪.‬‬

‫ينبع ىذا التوجو في تصوير اإللو في فيمـ ‪ Doctor Strange‬مف العقدة الييودية الرافضة لمعقاب‬
‫اإلليي؛ وىو ما يتجسد إيحاء‪ِ /‬‬
‫ضمناً في قصة التيو في صحراء مصر أربعوف عاماً‪ ،‬وبالتالي إسقاط الحالة‬ ‫ً‬
‫الشعورية لصناع الفيمـ حياؿ اإللو عمى اإللو ذاتو‪ ،‬فبوصفو "بالحقود" يتـ التعبير عف حقدىـ الذي يظير‬
‫بجبلء في طريقة تصوير الذات اإلليية‪ ،‬إذ ذاؾ ال صبح فيمـ ‪ Doctor Strange‬فيمـ خياؿ وفانتازيا وأبطاؿ‬
‫خارقيف كما تصنفو الشركة المنتجة ‪ ،Marvel‬بؿ فيمـ ماسوني شيطاني يصور صراحةً اإللو تيديدا ومدم ار‬
‫لمعالـ والبشر مقابؿ دعوة ضمنية لعبادة الشيطاف حامؿ النور والضياء والمعرفة ومنقذ ومخمص البشرية‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل السادس‬
‫الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬
‫من خالل فيلم ‪The Willow Tree‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب‬


‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫تمهيد‬

‫بعد تحليلنا للخطاب الديني في السينما األمريكية من خالل فيلمي ‪ Mother‬و‪Doctor Strange‬‬
‫نتجه صوب البحث عن أبعاد الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلمين آخرين؛ إن أهم ما يميز‬
‫السينما اإليرانية واقعيتها وابتعادها عن كل أشكال الفانتازيا والخيال؛ الذي يمثل أحد أهم اتجاهات ومدارس‬
‫السينما األمريكية مثلما سبق وتطرقنا له في الفصول النظرية من هذه الدراسة‪ ،‬إذ ذاك ال يصبح الخطاب‬
‫نحو ما يجب أن يكون‪ ،‬بل واقعًا بحتًا ال ينفك عن التجربة‬
‫الديني ذو نزعة خيالة أو احتمالية أو توجه َ‬
‫اإلنسانية عموما والمجتمع اإليراني على وجه الخصوص‪ُ .‬يعنى هذا الفصل بتحليل الخطاب الديني في الفيلم‬
‫اإليراني "‪ /The willow tree‬شجرة الصفصاف" من خالل مستويات تحليل الخطاب األربع؛ األطروحة‬
‫الخطابية‪ ،‬القوى الفاعلة في الخطاب‪ ،‬البنية الحجاجية للخطاب وسياق الخطاب‪.‬‬

‫فيلم "‪ " The willow tree‬بمعنى "شجرة الصفصاف"؛ هو فيلم درامي إيراني أنتج سنة ‪ ،5002‬تأليف‬
‫وإخراج مجيد مجيدي‪ ،‬شارك في أداء األدوار كل من‪ :‬الممثل بارفيز باراستوي في دور يوسف‪ ،‬الممثلة رويا‬
‫تيموريان في دور رويا زوجة يوسف‪ ،‬الممثلة أفارن عبيسي في دور والدة يوسف‪ ،‬الممثل محمد أمير ناجي‬
‫في دور مرتضى صديق يوسف‪ ،‬الطفلة مليكة أسالفي في دور مريم ابنة يوسف‪ ،‬الممثلة ليلى أوتادي في‬
‫دور باري أذرنوش ومحمود بيه ارزنيا في دور محمود عم يوسف‪" ،‬حقق إيرادات قدرها ‪ 52..25‬دوالر‬
‫فيما تحصل على تقييم يقدر بنسبة ‪ .7‬بالمائة على موقع قاعدة بيانات األفالم على اإلنترنت‬ ‫‪1‬‬
‫أمريكي"‬
‫(‪.2)IMDB‬‬

‫يروي الفيلم قصة أستاذ جامعي كفيف اسمه يوسف يدرس األدب الفارسي في جامعة طهران‪ ،‬على‬
‫الرغم من اإلعاقة التي يعاني منها يوسف إال أنه يعيش سعيدا في جو من الهدوء والطمأنينة مع زوجته رويا‬
‫وابنته مريم‪ ،‬كما لم يمنعه فقدانه لبصره من مزاولة مهامه كأستاذ جامعي يحظى باحترام الجميع؛ فعلى الرغم‬
‫من أن يوسف قد فقد بصره منذ زمن بعيد بسبب حادث تعرض له عندما كان في الثامنة من عمره إال أن‬
‫هذا لم يعقه عن تحقيق النجاح واالستمتاع بحياته على أكمل وجه‪.‬‬

‫‪- see : www.boxofficemojo.com .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪- see : www.imdb.com .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪168‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫ُرويا زوجة يوسف ؛ زوجة مخلصة متفانية في خدمة زوجها‪ ،‬حيث تعد بمثابة صمام أمان بالنسبة له‪،‬‬
‫يعتمد عليها في كل شيء‪ ،‬تصطحبه وتعيده من الجامعة‪ ،‬تحرص على إعطائه أدويته‪ ،‬تساعده في بحوثه‬
‫ودراساته الجامعية حيث تكرس معظم وقتها لخدمته وراحته‪ .‬بعد سنوات من فقدان بصره‪ُ ،‬يصاب يوسف ب َورم‬
‫في عينه‪ُ ،‬يرسل على أثره إلى باريس للعالج‪ .‬تبين الفحوصات بأن الورم حميد وبأنه من الممكن إجراء عملية‬
‫زرع قرنية تمكنه من استرداد بصره‪ ،‬تتحقق أمنية يوسف في رؤية النور من جديد بعدما أجرى العملية‬
‫واستعاد بصرهُ‪.‬‬

‫عند عودته إلى إيران تبهره األحاسيس المرئية حيث يكتشف عالما جديدًا مما يسبب له اضطرابا‬
‫عاطفيا وسلوكيا كبي اًر بعدما تتولد لديه قناعة بأن سنوات فقدانه لبصره قد حرمته من الكثير كما سلبت منه‬
‫متعة الحياة‪ ،‬فيدير ظهره لزوجته المتفانية التي كرست حياتها ألجله ويصبح مهووسًا بجمال فتاة ال يكاد‬
‫يعرف عنها شيئًا‪ .‬وعندما يقع نظره على بعض األشياء التي اعتاد رؤيتها في طفولته تتحول حالته النفسية‬
‫إلى ذلك الطفل ذي األعوام الثمانية عندما تعرض للحادث الذي يفقده بصره‪.‬‬

‫يزداد اضطراب يوسف ومعاملته السيئة لزوجته‪ ،‬كما يستمر في مالحقة تلك الفتاة (باري) وترصد‬
‫أخبارها‪ ،‬يتملكه نزوع للعزلة حيث يرفض مزاولة وظيفة التدريس بالجامعة‪ ،‬كما يرفض كل مقترحات زوجته‬
‫فيما يتعلق بالعثور على عمل جديد وعندما تكتشف هذه األخيرة أمر الفتاة التي أعجب بها يوسف بعد العثور‬
‫على صورتها بين أوراق مكتبه تغادر المنزل بصحبة ابنتها وعندما تلومه أمه على تصرفاته غير المسؤولة‬
‫حيال أسرته وتخريبها ينفعل بشدة؛ األمر الذي يتسبب ألمه في أزمة تدخلها للمستشفى‪ ،‬يجد يوسف نفسه‬
‫وحيدا فيزيد انفعاله واضطرابه ليقوم بتمزيق كل كتبه وبحوثه ورميها في الحوض المائي بحديقة البيت‪.‬‬

‫يستلم يوسف رسالة من صديقه محمود الذي تعرف عليه في مستشفى باريس‪ ،‬بينما يق أر الرسالة يغشاه‬
‫الظالم ليفقد بصره من جديد بعد نبذ العين نسيج القرنية التي تم زرعها‪ ،‬يدخل يوسف في نوبة هستيرية في‬
‫المستشفى ويهرب من عمه أثناء عودتهما ليبقى تائها طوال الليل في ظالم دامس يرتطم باألشياء في رعب‬
‫وألم كبيرين‪ ،‬بعد قضاء الليل في الشارع يعود يوسف لبيته يبحث عن ورقة كان قد كتبها قبل استرجاع بصره‬
‫يطلب فيها من الله أن يرى النور مرة أخرى‪ ،‬وبعدما يعثر عليها وسط ركام األوراق المحترقة والمبللة يعيد‬
‫قراءتها منها ًار باكياً طالبا من الله فرصة أخرى‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫المبحث األول‪ :‬األرطروة الخطابي للفيلم‪:‬‬

‫يقوم الفيلم على أطروحة‪ 1‬أساسية مفادها؛ فهم اإلنسان لحياته في مقابل فهم الله لها أو فهمه لذاته في‬
‫مقابل فهم الله لهذه الذات التي خلقها أو بشكل آخر المسافة بين اإلرادة اإللهية الثابتة ورغبة اإلنسان المتغيرة‬
‫والجامحة ومآالتها‪ ،‬يتجه الفيلم إلى صياغة مفهوم محدد حول اإليمان بالله واالستسالم والخضوع للقضاء‬
‫والقدر‪ .‬تتوزع هذه األطروحة على أربعة قضايا فرعية يقسمها مخرج العمل في ساعة وأربعة وثالثين دقيقة‬
‫من الزمن (مدة الفيلم) إلى ستين مشهدا مقسمة كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬القضي األولى‪ :‬العمى‪ /‬االستقرار؛ وقد تم تناول هذه القضية في عشرين مشهدا‪ ،‬بدأت‬
‫بعرض حياة يوسف موسوي المستقرة وسط عائلته الصغيرة إلى غاية استرجاعه بصره‪ ،‬وهي‬
‫موزعة على مدة زمنية قدرها واحد وعشرون دقيقة وثمانية وثالثون ثانية (من ‪ 00.00.72‬إلى‬
‫‪ )00.57.00‬كما تنقسم هذه القضية إلى مقولتين فرعيتين نفصلها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬األسرة؛ وهي مقولة تأسيسية للمكان والشخوص‪ ،‬يتم فيها عرض جزء من‬
‫حياة الكفيف؛ يوسف موسوي وأفراد عائلته‪ ،‬وتستغرق هذه المقولة في ستة مشاهد (من‬
‫‪ 00.00.72‬إلى ‪.)00.00.72‬‬
‫الثاني ‪ :‬األمل ؛ الذي يعود لحياة يوسف بعد تشخيص إمكانية استعادة بصره‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫وتستغرق هذه المقولة في أربعة عشر مشهد؛ من المشهد السابع إلى المشهد العشرون (من‬
‫‪ 00.00.70‬إلى ‪.)00.57.00‬‬
‫‪ ‬القضي الثاني ‪ :‬البصر‪ /‬االضطراب؛ اإلبصار انفتاح على العالم المادي مصدر اللذة واأللم‬
‫وقد تم تناول هذه القضية في ثالثة عشرة مشهدا‪ ،‬موزعة على مدة زمنية قدرها واحد وعشرون‬
‫دقيقة واثنان وثالثون ثانية (من ‪ 00.57.07‬إلى ‪ ،)00.72.70‬كما تنقسم هذه القضية أربعة‬
‫مقوالت نعرضها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬الذات؛ وتستغرق هذه المقولة في مشهدين؛ المشهد الواحد والعشرون والثاني‬
‫والعشرون (من ‪ 00.57.07‬إلى ‪.)00.50.02‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬األهل‪/‬البيت؛ وتستغرق هذه المقولة في ستة مشاهد؛ من المشهد الثالث‬
‫والعشرون إلى المشهد الثامن والعشرون (من ‪ 00.50.00‬إلى ‪.)00.70.50‬‬

‫‪ -1‬لإلطالع على سيناريو فيلم شجرة الصفصاف وتقطيعه الزمني‪ ،‬أنظر الملحق رقم (‪.)00‬‬

‫‪170‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬الطبيع ؛ وتستغرق هذه المقولة مشهدين؛ المشهد التاسع والعشرون والمشهد‬
‫الثالثون (من ‪ 00.70.55‬إلى ‪.)00.75.22‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬الطفول ؛ وتستغرق هذه المقولة في ثالثة مشاهد؛ من المشهد الواحد والثالثون‬
‫إلى المشهد الثالث والثالثون (من ‪ 00.75.20‬إلى ‪.)00.72.70‬‬
‫‪ ‬القضي الثالث ‪ :‬االرتباك ‪ ،‬وقد تم تناول هذه القضية في ثالثة وعشرين مشهدا؛ موزعة على‬
‫مدة زمنية قدرها خمسة وثالثون دقيقة وخمسة وعشرون ثانية (من ‪ 00.72.7.‬إلى‬
‫‪)00.50.55‬؛ كما تنقسم هذه القضية إلى خمسة مقوالت نجملها في اآلتي‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الجمال‪ /‬االنجذاب؛ وتستغرق هذه المقولة في مشهدين؛ المشهد الرابع‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫والثالثون والخامس والثالثون (من ‪ 00.72.7.‬إلى ‪.)00.74.00‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬النظر بعد أخر؛ وتستغرق هذه المقولة في مشهدين أيضا؛ المشهد السادس‬
‫والثالثون والسابع والثالثون (من ‪ 00.72.00‬إلى ‪.)00.25.5.‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬الوظيف ؛ وتستغرق هذه المقولة في مشهدين؛ المشهد الثامن والثالثون والتاسع‬
‫والثالثون (من ‪ 00.25.54‬إلى ‪.)00.2..04‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬الرغب ؛ وتستغرق هذه المقولة في تسعة مشاهد؛ من المشهد األربعون إلى‬
‫المشهد الثامن واألربعون (من ‪ 00.2..00‬إلى ‪.)00.00.02‬‬
‫الخامس ‪ :‬الثورة؛ وتستغرق هذه المقولة في ثمانية مشاهد؛ من المشهد التاسع‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫واألربعون إلى المشهد السادس والخمسون (من ‪ 00.00.00‬إلى ‪.)00.50.55‬‬
‫‪ ‬القضي الرابع ‪ :‬عودة العمى؛ وقد تم تناول هذه القضية في آخر أربع مشاهد من الفيلم؛‬
‫موزعة على مدة زمنية قدرها عشرة دقائق (من ‪ 00.50.50‬إلى ‪ )00.00.50‬كما تنقسم هذه‬
‫القضية إلى مقولتين فرعيتين نفصلها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬الرفض‪/‬االنهيار؛ وتستغرق هذه المقولة في ثالثة مشاهد؛ المشهد السابع‬
‫والخمسون إلى المشهد التاسع والخمسون (من ‪ 00.50.50‬إلى ‪.)00.50.04‬‬
‫الثاني ‪ :‬الفهم‪ /‬الندم‪ ،‬وتستغرق هذه المقولة في آخر مشهد من الفيلم (من‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫‪ 00.50.00‬إلى ‪.)00.00.50‬‬

‫‪171‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫يمكن أن نلخص أطروحة الفيلم من خالل القضايا والمقوالت التي تشملها في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )05‬يوضح قضايا ومقوالت أطروحة فيلم شجرة الصفصاف‪.‬‬

‫المدة الزمني‬ ‫المقوالت‬ ‫القضايا‬


‫من ‪ 00.00.72‬إلى ‪00.00.72‬‬ ‫األسرة‬ ‫‪0‬‬

‫األولى‬
‫العمى‪ /‬االستقرار‬
‫من ‪ 00.00.70‬إلى ‪00.57.00‬‬ ‫األمل‬ ‫‪5‬‬

‫القضي‬
‫من ‪ 00.57.07‬إلى ‪00.50.02‬‬ ‫الذات‬ ‫‪0‬‬
‫من ‪ 00.50.00‬إلى ‪00.70.50‬‬ ‫األهل‪/‬البيت‬ ‫البصر‪ /‬االضطراب ‪5‬‬

‫القضي الثاني‬
‫من ‪ 00.70.55‬إلى ‪00.75.22‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫‪0‬‬
‫من ‪ 00.75.20‬إلى ‪00.72.70‬‬ ‫الطفولة‬ ‫‪7‬‬
‫من ‪ 00.72.7.‬إلى ‪00.74.00‬‬ ‫االنجذاب‬ ‫‪0‬‬
‫من ‪ 00.74.00‬إلى ‪00.25.5.‬‬ ‫النظر بعد أخر‬ ‫‪2‬‬

‫القضي الثالث‬
‫من ‪ 00.25.54‬إلى ‪00.2..04‬‬ ‫الوظيفة‬ ‫‪3‬‬ ‫االرتباك‬

‫من ‪ 00.2..00‬إلى ‪00.00.02‬‬ ‫الرغبة‬ ‫‪4‬‬


‫من ‪ 00.00.00‬إلى ‪00.50.55‬‬ ‫الثورة‬ ‫‪5‬‬
‫من ‪ 00.50.50‬إلى ‪00.50.04‬‬ ‫الرفض‪ /‬االنهيار‬ ‫‪0‬‬
‫القضي الرابع‬

‫من ‪00.50.00‬إلى ‪00.00.50‬‬ ‫الفهم‪ /‬الندم‬ ‫‪5‬‬ ‫عودة العمى‬

‫‪172‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلي والبني الحجاجي في الخطاب‪:‬‬


‫أوال‪ :‬القوى الفاعل ‪:‬‬
‫يقوم فيلم ‪ The Willow tree‬على أربع (‪ )07‬شخصيات رئيسة؛ تشكل القوى الفاعلة التي تتأسس‬
‫عليها األطروحة الخطابية للفيلم وستة (‪ ) 00‬شخصيات مساعدة‪ /‬ثانوية ؛ في مقدمة الشخصيات الرئيسة نجد‬
‫شخصية البطل يوسف موسوي‪ ،‬تليها شخصية زوجته رويا‪ ،‬ثم شخصية صديقه مرتضى وأخي ار شخصية‬
‫باري أذرنوش؛ الفتاة التي أعجب بها يوسف بعد استعادة بصره‪ ،‬أما الشخصيات الثانوية فنجد كل من‪:‬‬
‫شخصية والدة يوسف وشخصية مريم ابنة يوسف‪ ،‬وشخصية محمود عم يوسف‪ ،‬وشخصية بوران زوجة عم‬
‫يوسف‪ ،‬وشخصية كاشاني صديق عم يوسف الذي اعتنى به أثناء فترة عالجه في فرنسا‪ ،‬وأخي ار شخصية‬
‫الطبيب الفرنسي الذي أشرف على عالج يوسف في فرنسا‪.‬‬

‫سيتم التركيز على صفات وأدوار الشخصيات الرئيسة باعتبارها القوى الفاعلة التي يتمركز حولها‬
‫الخطاب‪:‬‬

‫‪ .0‬شخصي يوسف موسوي‪:‬‬

‫قام بأداء هذه الشخصية الممثل اإليراني بارفيز باراستوي (‪)Parviz Parastui‬؛ الذي يعد بطل الفيلم‬
‫والقوة الفاعلة األساسية التي يرتكز عليها الخطاب الديني على مستواه حيث ظهر في ‪ 002‬لقطة من الفيلم‪،‬‬
‫يقسم الفيلم إلى مرحلتين؛ قبل وبعد إبصار يوسف ليظهر دور‬ ‫يختار مؤلف ومخرج العمل مجيد مجيدي أن ّ‬
‫البصر كشكل من أشكال اإلحساس بالعالم المادي في فهم الذات واآلخر وعالقته بالحالة اإليمانية للفرد في‬
‫عالقته مع الله‪ ،‬منذ البدء يظهر يوسف في حالة اضطراب وتوتر ذهني بسبب فقدان بصره‪ ،‬في المقابل‬
‫يبدي استق ار ار سلوكيا واضحا في حياة هادئة ومنتظمة يقوم فيها بوظيفته كأستاذ جامعي إلى جانب عائلة‬
‫مستقرة تتحمل فيها الزوجة كل األعباء في حب وعطف كبيرين إلى جانب الرعاية الصحية ليوسف واالعتناء‬
‫بكل ما يخص حياته المهنية‪.‬‬

‫تتراوح عالقة يوسف بالله بين القلق والسؤال واالستجداء والندم‪ ،‬فبعد تشخيص إصابة عينه اليمنى‬
‫بورم‪ ،‬يرفض يوسف األمر معب ار عن عدم قدرته على تحمل األلم والمعاناة‪ ،‬تظهر حيرة يوسف في سؤاله‬
‫لإلله في أول مشهد من الفيلم في قوله‪" :‬قل لي‪ ،‬لم أخبر أحدًا بعد‪ ،‬إلى متى سأستطيع تحمل هذا ؟ يومًا‪،‬‬
‫أسبوعا‪ ،‬شه ًار‪ ،‬هل أقلق على نفسي أم عليهم‪ ".‬يصبح يوسف أكثر انفعاال وقلقا في خطابه مع الله وهو ما‬

‫‪173‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫يتجلى في المشهد الخامس عندما يكتب اآلتي على آلة البراي‪" :1‬لدي شيء أخبرك به‪ ،‬أنسيت كل شيء‬
‫يشك‪ ،‬وبدال من النور والضياء عشت في الظالم والعتمة‬
‫عني؟ أنا يوسف الذي حرمته من مباهج الدنيا ولم ُ‬
‫ولم أعترض وجدت السعادة والسالم في هذه الجنة الصغيرة ‪ ،‬كل هذه السنوات من الشقاء أال تكفي؟ واآلن‬
‫تريدين أن تسببي لي المزيد من المعاناة واأللم؟ وهل سأعود من هذه الرحل ة إلى أسرتي المحبة؟ هل سيركعني‬
‫هذا السقم؟ وإلى متى أشكو مع فعلته بي؟ أرجوك مزيد من التعاطف ال تأخذي حياتي مني‪ ".‬يتضح تحول‬
‫السؤال من الله إلى الحياة في هذه الرسالة التي توجه بها يوسف إلى الله من خالل بدايتها بـ "لدي شيء‬
‫أخبرك به" إال أن الخطاب كامال موجه إلى لله في حقيقة األمر؛ ألن معايير الرقابة والقوانين المفروضة‬
‫على الصناعة السينمائية اإليرانية تمنع هكذا جداال وحو ًار موجهًا إلى الله‪.‬‬

‫بعد علم يوسف بإمكانية استرجاع بصره‪ ،‬يندم على شكه في الرحمة اإللهية وسوء ظنه بالله‪ ،‬يوعز‬
‫يكتب على أوراقه‬
‫ُ‬ ‫يعترف بذلك في المشهد الثالث عشر عندما‬
‫ُ‬ ‫ذلك إلى عدم فهمه الكافي لإلرادة اإللهية؛‬
‫اآلتي‪ " :‬أعلم أني كنت على خطأ‪ ،‬خطئي األكبر أني لم أفهمك كفاية‪ ،‬اآلن أعلم أنك لم تسقطن من كتاب‬
‫رحمتك ولم تنسن‪ ،‬أنت معي وتحميني فقط لو يكتمل عليا إحسانك‪ ،‬واآلن بعد أن أخذت بيدي أرجوك دلني‬
‫على الطريق‪ ،‬أسعى لضيائك أكثر من أي شخص آخر‪ ،‬وإذا ما خرجت من هذه الظلمة سأكون معك إلى‬
‫األبد‪ ".‬يشوب هذا االعتراف شرطية واضحة فيوسف لن يتبع طريق الله إلى األبد إال إذا خرج من هذه‬
‫الظلمة‪ .‬يظهر الندم األكبر في آخر مشهد من الفيل م عندما يفقد يوسف بصره مرة ثانية عندما يقول‪ " :‬إلهي‬
‫حياة جديدة‪".‬‬
‫أسألك فرصة أخرى‪ ،‬ألبدأ ً‬

‫يتعمد مؤلف الفيلم ومخرجه مجيد مجيدي إظهار الفجوة بين حب المرء لذاته وحبه وخضوعه الكامل‬
‫لله؛ فانفعال وقلق وشك يوسف حيال الله لم يعد كذلك بعد بروز إمكانية استعادة البصر بل أن إتباع طريق‬
‫اإلله مشروط بالخروج من الظلمة‪ ،‬أما بعد استعادة البصر يتوقف يوسف عن مناجاة الله وحتى الشك في‬
‫رحمته‪ ،‬منذ لحظة اإلبصار يختفي الله في أحاديث يوسف وكتاباته ليتحول هذا األخير إلى المتع الحسية‬
‫واالنجراف نحو مباهج الحياة‪ ،‬إنه شكل من أشكال األنانية في عالقة اإلنسان مع الله‪ ،‬إنها األنانية الفائقة‬
‫وحب الذات المفرط أيضا في عالقة اإلنسان مع اآلخر؛ حيث يظهر يوسف في غاية األنانية وتبجيل الذات‬
‫عندما يضحي بزوجته وأسرته في سبيل فتاة شابة حسناء‪ ،‬متناسيا سنوات التضحية والخدمات التي قدمتها له‬
‫زوجته بكل عطف وحب قناعة‪.‬‬

‫‪ -1‬البراي؛ آلة يستخدمها كفيفي البصر في الكتابة‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫إن حب الذات وتبجيلها يدفع بالمرء إلى إيجاد مبررات لكل تصرفاته الخاطئة‪ ،‬وهو ما ينعكس في‬
‫المشهد الخامس والثالثون عندما تعاتب والدة يوسف ابنها على فعلته وتالعبه بحياته وأسرته لينفجر قائال‪" :‬‬
‫أي حياة؟ أيفهم أي أحد كم عانيت طوال هذه السنين البائسة ؟ دون أن أنطق بكلمة‪ ،‬الكل أسف لحالي؛‬
‫أنت‪ ،‬زوجتي وكل من حولي‪ ،‬أنا ال أحتاج ألي أحد بعد اآلن‪ ،‬أريد الحياة التي تحق لي‪ ،‬لقد فقدت أجمل‬

‫لتري ماذا ّ‬
‫حصلت‪ ،‬أتسمي هذه حياة؟ أربعة أشجار ومنزل ظننتها جنة صغيرة‪،‬‬ ‫سنين عمري‪ ،‬أنظري حولك َ‬
‫لقد سئمت هذه الجنة أريد أن أعيش حياتي‪ ،‬نعم أريد أن أعيش بطريقتي‪ ،‬أتستطيعين أن تفهمي‪،‬‬
‫أتستطيعين؟" تظهر المبررات الممنوحة للذات في مشهد آخر يرى فيه يوسف (بعد استعادة بصره) سارقا‪/‬فتى‬
‫يهم لسرقة محفظة أحد األشخاص في الحافلة ولكن يوسف يصمت وال يبدي أي موقف‪ ،‬إنه يجد مبر ار لسرقة‬
‫الفتى وحاجته للمال خصوصا وأنه صغير السن (بين ‪ 00‬و‪ 04‬سنة)‪.‬‬

‫إن شخصية يوسف شديدة التعقيد؛ خصوصا على الصعيد النفسي أين يظهر ارتباكه واضطرابه في‬
‫تعسر فهمه لله‪ ،‬فهو غير قادر على استيعاب معاناته وال تقبلها‪ ،‬اضطراب فهمه لإلله يتجلى في شكه في‬
‫الذات اإللهية وأسئلته الالمتناهية بشأن عذابه وآالمه ثم تراجعه عن هذا الشك واالعتراف بالخطأ بعد معرفة‬
‫إمكانية استرجاع البصر ثم تمركزه حول ذاته ورغباتها بعد اإلبصار ثم الندم وطلب فرصة أخرى بعد فقدان‬
‫البصر مرة ثانية‪ ،‬إن هذا التمركز حول الذات في عالقة يوسف بربه‪ ،‬هي ذاتها في عالقته مع الذات‬
‫اإلنسانية األخرى وهو ما يتجلى في أنانيته وتبجيله لذاته أمام أمه وزوجته المضحية؛ إذ ذاك يطرح فيلم‬
‫شجرة الصفصاف من خالل شخصية يوسف سؤال الذات اإلنسانية في عالقتها بالذات األخرى والذات‬
‫اإللهية‪.‬‬

‫لقطة تبين يوسف يتأمل باري بإعجاب بعد عودته من فرنسا وإبصاره من جديد‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫‪ .5‬شخصي الزوج رويا‪:‬‬

‫شخصية رويا زوجة يوسف؛ وهو الدور الذي قامت بأدائه الممثلة اإليرانية رويا تيموريان ‪Roya‬‬
‫‪ ،Teymourian‬ظهرت هذه الشخصية في ‪ 004‬لقطة من الفيلم لتصبح بذلك الشخصية الرئيسة الثانية على‬
‫مستواه‪ ،‬تجسد رويا مفهوم الرضا النسوي في مقابل السخط الرجالي الذي يبديه زوجها يوسف؛ وهو الرضا‬
‫الذي يتحول إلى عطاء جزل وتضحية صامتة تنعكس في حبها وعطفها الكبيرين على زوجها وتفانيها في‬
‫خدمته واهتمامها بكل أمور البيت الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫على عكس شخصية يوسف‪ ،‬ينعكس على رويا الهدوء والثبات االنفعالي‪ ،‬حيث تكتفي بالعمل وتوفير‬
‫كل ما يجعل األس رة سعيدة مستقرة‪ ،‬قبل إبصار يوسف كان يصف رويا بالمالك نظير عطائها الكبير وهو ما‬
‫يتضح في المشهد الثاني عندما يقول لها‪" :‬ويقولون أن المالئكة في السماء فقط" حيث لم يكن يهتم لشكلها‬
‫بل لتصرفاتها إزاءهُ‪ ،‬يختلف األمر عندما يبصر يوسف وهو ما ينعكس على رويا في حرج وتوتر وقلق‬
‫مستمر ح يث أدركت أنه لم يتفاعل معها كأنثى مرغوبة عندما رأى وجهها ألول مرة ‪ ،‬بل أصبح ينفر منها‬
‫ومن بيته طوال الوقت‪.‬‬

‫تجسد رويا مفاهيم متعددة في الفيلم؛ بين الحب والتفاني والتضحية واإلخالص والعمل‪ ،‬حيث يحرص‬
‫كاتب ومخرج الفيلم مجيد مجيدي على إظهارها في صورة المرأة المثالية ذات األخالق العالية؛ فرغم توترها‬
‫وقلقها واضطرابها حيال مسألة نفور زوجها منها وركضه خلف امرأة أخرى‪ ،‬إال أنها تحافظ على هدوئها وال‬
‫تنفعل أبدا في وجهه مكتفية باالبتعاد والتألم في صمت ‪ ،‬تجسد رويا الجمال الباطني المميز الذي تالشى عند‬
‫إبصار يوسف وتحوله إلى البحث عن جمال الشكل والمظهر في امرأة أخرى‪.‬‬

‫لقطة تبين رويا تقوم‬


‫بكتابة البحوث الجامعية‬
‫الخاصة بيوسف‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫لقطة تبين رويا تعتني بالحالة الصحية ليوسف‪.‬‬

‫لقطات تبين حزن رويا الشديد وهي تتأمل حالة زوجها يوسف في المستشفى‪.‬‬

‫لقطات تبين رويا تعتني بحديقة البيت‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫‪ .3‬شخصي مرتضى‪:‬‬

‫قام بأداء هذا الدور الممثل اإليراني محمد أمير ناجي ‪ ،‬ورغم ظهوره البسيط الذي اقتصر على ‪00‬‬
‫لقطة في الفيلم‪ ،‬إال أنه يمثل دو ًار رئيسا في غاية األهمية‪ ،‬مرتضى صديق يوسف الذي تعرف عليه في‬
‫مستشفى فرنسا خالل فترة عالجه‪ ،‬أصيب مرتضى بشظية في رأسه خالل الحرب؛ وهو العارض الذي أثر‬
‫على بصره الذي سيفقده مع الوقت‪ ،‬حيث يقول ليوسف في المشهد الرابع عشر‪ " :‬ال‪ ،‬الشظية اللعينة ميئوس‬
‫منها‪ ،‬إذا أجروا لي العملية فقد أصاب بالعمى تماما‪ ،‬أنا ال أريد ذلك أفضل أن أعمى ببطء" على الرغم من‬
‫علم مرتضى بأنه سيفقد بصره عكس يوسف الذي يعيش على أمل استرجاعه إال أنه يظهر في غاية الرضا‬
‫والقبول والسعادة‪.‬‬

‫ال يبدي مرتضى أي قلق أو انفعال أو توتر حيال مسألة تعرضه لفقدان البصر بل يحرص على‬
‫مساعدة يوسف ومرافقته والتخفيف من توتره في انتظار إجراء العملية واصطحابه للتنزه في حديقة المستشفى‪،‬‬
‫ال يبدي يوسف أي انجذاب أو راحة لمرتضى بسبب طبيعته االنعزالية بل يتوجس منه ألنه كثير التردد عليه‬
‫إلى جانب معرفته ببعض المعلومات الشخصي ة التي تخص يوسف على غرار معرفته بوظيفته كأستاذ‬
‫جامعي حيث يسأله في كل مرة كيف علمت بذلك إال أن مرتضى يغير الموضوع‪.‬‬

‫حتى بعد فقدانه لبصره؛ يبين مرتضى قناعة ورضا كبيرين‪ ،‬كما يذكر أنه قد تمكن من رؤية أشياء‬
‫أخرى بعد حدوث ذلك‪ ،‬وهو ما يتضح في الرسالة التي أرسلها ليوسف التي جاء فيها‪" :‬سالم يوسف‪ ،‬لقد‬
‫اشتقت إليك فعال‪ ،‬أردت أن أراك ثانية‪ ،‬أخبرني ما الذي يستحق النظر؟ وأخبرك أنا ما الذي يستحق العمى؟‪،‬‬
‫منذ عميت رأيت أشياء رائعة؛ أحزر ماذا؟ وجدت غابة مليئة بأشجار الجوز‪ ،‬أود أن أصحبك إليها يوما‬
‫وسنأكل حتى نشبع‪ ،‬كم رأيت إلى اآلن؟ أعيناك مستمتعة؟ أسئلة كثيرة ‪ ،‬أرأيت أي أشجار صفصاف؟ أود أن‬
‫أعرف إن كانت تجلب لك الحظ؟ أرسلت لك الصورة التي وعدتك بها لتعلم أني أفكر بك دومما؛ صديقك‬
‫مرتضى"‪.‬‬

‫يجسد مرتضى في فيلم "شجرة الصفصاف"؛ ذاتًا مقابلة مناقضة لذات يوسف‪ ،‬إنها الذات المرآة التي‬
‫تحاول أن تنبه يوسف إلى معنى االستسالم والخضوع الكامل لإلرادة اإللهية ودعوة للنظر إلى باطن األشياء‬
‫بدل الركض خلف مظهرها‪ ،‬يضيف مؤلف ومخرج الفيلم مجيد مجيدي قيمة أخرى من خالل‬
‫وجوهرها َ‬
‫شخصية مرتضى؛ إنها قيمة الصداقة‪ ،‬فعلى الرغم من البرودة الواضحة التي كان يتعامل بها يوسف مع‬

‫‪178‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫مرتضى ونسيانه ألمره فور إبصاره وعودته إلى إيران‪ ،‬إال أن هذا األخير (مرتضى) قام بمراسلته والسؤال عن‬
‫حاله رغم فقدانه لبصره ليخبره بأنه دائم التفكير به وهو ما يتضح في قوله في ذات الرسالة‪ " :‬أرسلت لك‬
‫الصورة التي وعدتك بها لتعلم أني أفكر بك دوما؛ صديقك مرتضى"‪.‬‬

‫‪ .4‬شخصي باري أذرنوش‪:‬‬

‫ظهرت هذه الشخصية في ‪ 07‬لقطة‪ ،‬إال‬ ‫‪Leila Otadi‬؛‬ ‫تؤدي هذا الدور الممثلة اإليرانية ليلى أوتادي‬
‫أن كاتب ومخرج الفيلم مجيد مجيدي أراد أن يجسد من خاللها مفهوم الجمال األنوثي الظاهري الذي ينجذب‬
‫إليه يوسف فور وصوله إلى إيران‪ ،‬حيث كانت باري أول وجه يقع عليه نظره في المطار‪ .‬باري طالبة‬
‫جامعية تعد رسالتها حول شعر المتصوف جالل الدين الرومي‪ ،‬حيث تطلب من أختها بوران التي تعد زوجة‬
‫عم يوسف (محمود) أن يق أر رسالتها ويقيمها بحكم تخصصه في األدب الفارسي‪.‬‬

‫تظهر باري شاب ًة جميلة‪ ،‬طموحة‪ ،‬مرحة‪ ،‬مندفعة‪ ،‬واثقة‪ ،‬جريئة حينا وخجولة حينا‪ ،‬مزهوة بعنفوان‬
‫شبابها ؛ وهي الصفات التي تجذب يوسف إليها دون أن تنتبه إلى اإلرباك الذي تسببه له‪ ،‬تصبح باري عقدة‬
‫الفيلم بعد أن تنهار أسرة يوسف بسبب ركضه خلفها‪ ،‬ال يتجه مؤل ف ومخرج الفيلم مجيد مجيدي إلى إظهار‬
‫انجذاب يوسف إلى باري خطأً‪ ،‬بل يسعى لتوضيح مشكلة الجمال في عالقتها مع البصر من جهة ومشكلة‬
‫الكفف‪ ،‬فجمال باري يشكل صدمة ليوسف الذي لم يكن‬
‫االختيار المقترنة بإبصار يوسف بعد ‪ 04‬سنة من َ‬
‫يدرك معنى جمال المرأة‪ ،‬إذ ذاك تجسد باري الجمال والصدمة والثورة أمام كهل مضطرب المفاهيم والوعي‬
‫وهو ما يؤدي إلى اهتياجه واضطرابه بعدما يتملكه شعور بـأنه قد فاته الكثير‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫فيما يأتي جدول يوضح ظهور القوى الفاعلة لفيلم شجرة الصفصاف حسب اللقطات‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬يوضح ظهور القوى الفاعلة لفيلم شجرة الصفصاف حسب عدد اللقطات‪.‬‬
‫عدد لقطات الظهور‬ ‫القوى الفاعل‬
‫‪ 002‬لقطة‬ ‫يوسف موسوي‬
‫‪ 040‬لقطة‬ ‫رويا‬
‫‪ 50‬لقطة‬ ‫مريم‬
‫‪ 52‬لقطة‬ ‫أم يوسف‬
‫‪ 50‬لقطة‬ ‫محمود‬
‫‪ 07‬لقطة‬ ‫باري أذرنوش‬
‫‪ 00‬لقطة‬ ‫كاشاني‬
‫‪ 00‬لقطة‬ ‫مرتضى‬
‫‪ 02‬لقطات‬ ‫بوران‬
‫‪ 00‬لقطات‬ ‫الطبيب (فرنسا)‬
‫لقطتين‬ ‫السارق‬

‫‪ 5.‬لقطة‬ ‫شخصيات أخرى‬


‫ثانيا‪ :‬البني الحجاجي لفيلم شجرة الصفصاف‪:‬‬

‫يكشف فيلم "شجرة الصفصاف" ومن خالله مؤلفه ومخرجه مجيد مجيدي عن ارتباك جلي في أطروحته‬
‫التي تتجه إلى االنقسام إلى موقفين أحدهما واضح جلي واآلخر يشوبه االهتزاز وعدم الثقة‪ ،‬فمن جهة يدافع‬
‫عن ضرورة االستسالم والخضوع الكامل لإلرادة اإللهية في موقف ثابت‪ ،‬ومن جهة أخرى تتملكه نزعة‬
‫واضحة لتصوير ضعف اإلنسان‪ /‬يوسف وعجزه وقصوره إرادته أمام اإلرادة اإللهية وبالتالي فهمه للذات‬
‫اإللهية واالنصياع لها وهو األمر الذي ينتهي به إلى معاناة وآالم ال نهاية لها؛ مما ينعكس في التعاطف‬
‫الذي يستهدف تحقيقه المخرج مجيد مجيدي مع شخصية يوسف من قبل المشاهد‪.‬‬

‫يحتوي الفيلم على دعوة إلى النظر إلى العالم من باطن اإلنسان ألنه الطريق األمثل للوصول إلى لله‬
‫وفهم إرادته وبالتالي بلوغ السعادة وتالفي الشقاء وهو طريق صعب للغاية في مقابل التعاطي مع العالم كمادة‬
‫حسية واالنغماس مع ما ظهر وتجلى منه وهو ما ال يمكن تفاديه أيضا نظ ار آلنيته وسهولته وسرعة تأثيره‪ ،‬إذ‬

‫‪180‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫ذاك يصبح الفيلم مسألة فلسفية وجودية بين اإلرادة اإللهية القوية واإلرادة اإلنسانية الضعيفة‪ ،‬إال أن هذا‬
‫االرتباك الذي يعتري األطروحة كما بيناه أعاله ال ينفي ميل مؤلف ومخرج العمل مجيد مجيدي إلى التمسك‬
‫بموقف الخضوع التام والكامل لإلرادة اإللهية؛ وهو الموقف الذي يدافع عنه في حجتين أساسيتين كما يأتي‪:‬‬

‫سببي ‪ :‬االنغماس في المتع الحسية تبعد الفرد عن جوهر األشياء‪ ،‬عالقته بالله‬ ‫منطقي‬ ‫ةج‬ ‫‪.1‬‬
‫والمكتسبات المحققة؛ وبالتالي عرضة اإلنسان للشقاء والمعاناة‪ ،‬وهو ما يتجسد في شخصية يوسف الذي لم‬
‫يستطع فهم ذاته وال مقاصد الذات اإللهية بسبب أنانيته وتمركزه الشديد حول نفسه؛ ففي مرحلة فقدانه لبصره‬
‫بات مندفعا حيال المتعة واللذة الحسية‬
‫كان شكاكًا متذم ار ناقمًا في خطابه حيال اإلله وعند استرجاع بصره َ‬
‫المتمثلة في انجذابه لفتاة شابة تصغره سنا في مقابل ضياع بيته وأسرته وحياته المهنية‪.‬‬

‫‪ .2‬ةج عارطفي ‪ :‬تتمثل في إبراز المعاناة واأللم الناجمين عن األنانية التي يبديها اإلنسان في عالقته بالله‬
‫وباآلخرين إلى جانب الت علق بظاهر األشياء وإغفال جوهرها‪ ،‬فيوسف الذي كان يدعو الله بأن يعيد له بصره‬
‫وبأنه سيتبع طريقه إلى األبد إذا ما حدث ذلك ‪ ،‬لم يبد أي حمد أو شكر أو عرفان لله‪ ،‬بل على العكس من‬
‫ذلك انتهت كل مناجاته وأحاديثه إلى الله حتى تل ك الغاضبة والناقمة‪ ،‬في مقابل ذلك أبدى يوسف جحودا‬
‫ونكرانا كبي ار لزوجته وتضحياتها وما قدمته له ٍ‬
‫بتفان وحب طيلة سنوات فقدان بصره بعدما أصبح يهينها وينفر‬
‫منها الهثا خلف امرأة أخرى‪.‬‬

‫إرطار مرجعي للخطاب‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الصوفي‬

‫ينبعث الخطاب الديني في فيلم "شجرة الصفصاف" من سياق صوفي بحت‪ ،‬حيث يستند في بناء‬
‫ُ‬
‫أطروحته على الديوان الشعري للمتصوف جالل الدين الرومي الموسوم "بالمثنوي"؛ "يعد المثنوي أحد أهم‬
‫سميه "القرآن الفارسي" وهو عند كثير من النقاد‬
‫الكتب الصوفية وأعظمها تأثيرا‪ ،‬حتى ّأنه يوجد في إيران َمن ُي ّ‬
‫واألدبيين أعظم قصيدة صوفية في األدب‪ 1".‬منذ البدء يلمح كاتب ومؤلف الفيلم مجيد مجيدي اعتماده على‬
‫األفكار والمعاني الصوفية للكتاب بعرضه في لقطتين في بداية ونهاية الفيلم؛ في إحالة إلى أن بداية ونهاية‬
‫القصة تقع بين دفتي الكتاب؛ إذ ذاك يجسد الفيلم رؤية صوفية تنعكس على المفاهيم التي يتناولها؛ والتي‬
‫تتمثل أساساً في "المعاناة واأللم" و"البصر والبصيرة" والذات واآلخر"؛ نفككها ونحللها كما يأتي‪:‬‬

‫‪- Jalal Al Din Rumi, Translation Jawid Mojaddedi: the Masnavi (book one), Oxford University‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Press Kindle Edition, 2004, p19.‬‬

‫‪181‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫لقطة من بداية الفيلم توضح يوسف يفتح ديوان المثنوي لجالل الدين الرومي‪.‬‬

‫سبيل إلى الله‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫أوال‪ :‬المعاناة واأللم؛‬

‫يتخذ في لم "شجرة الصفصاف" طابعا دراميا‪ ،‬من خالل تركيز مؤلف ومخرج العمل على إظهار معاناة‬
‫وألم يوسف على الصعيدين النفسي والجسدي؛ يتجلى ذلك نفسيا في توتره وقلقه وحيرته عندما تم تشخيص‬
‫الورم في عينه ثم أثناء تعلقه بأمل استرجاع بصره وذاك االنتظار المصحوب بالذعر طول الوقت فضال عن‬
‫المعاناة النفسية الناجمة عن سنوات فقدان بصره‪ ،‬من جهة أخرى وعلى مستوى الجسد تم تصوير معاناة‬
‫يوسف بعد فقدان بصره مرة أخرى في منتهى القسوة حيث ينهار يوسف مبتعدا عن الجميع ليصبح جسدا‬
‫تائها في الظالم معرضا لدهس السيارات والسقوط في البرك الملوثة واالرتطام باألشياء والوقوع على األرض‪،‬‬
‫يتعرض هذا الجسد لكل أنواع الخطر لدرجة أن بلغ الحال بيوسف قضاء الليل في العراء متشردا بعدما تاه‬
‫وعجز عن العودة بمفرده إلى البيت‪.‬‬

‫لقد خصص المخرج مجيد مجيدي حي از كبي ار لأللم والمعاناة مجسدا أعمق صور الشقاء والقهر‬
‫اإلنساني‪ ،‬قد يبدو األمر نزوعا نحو تحقيق التعاطف مع شخصية يوسف ولكنه توجه صوفي صرف؛ يرى‬
‫في المعاناة أقوى وأبلغ الطرق للوصول إلى الله‪ ،‬فاأللم ليس سوى سبيال لالرتقاء بالنفس‪ ،‬وحسب النزعة‬
‫الباطنية للصوفية يرى جالل الدين الرومي أنه ال يوجد قهر بحت ولطف بحت فالقهر يحتوي في باطنه لطفا‬
‫وقد يأتي القهر في هيئة لطف وهو ما يتضح في هذه األبيات من ديوانه "المثنوي" الذي يستند عليه الفيلم في‬

‫‪182‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫بناء أطروحته الخطابية حيث يقول‪ " :‬قهر الله ولطفه كالهما يساعدان في استكمال العالم وفي قلب قهره‬
‫‪1‬‬
‫يخفي اللطف كالعتيق الثمين في قلب التراب‪".‬‬

‫وقال أيضا ‪" :‬وكل امرئ يعرف القهر من اللطف عالما كان أو جاهال خسيسًا‪.‬‬
‫لكن هناك لطفا مخفيا في القهر‪ ،‬كما أن هناك قه ار أتى في قالب اللطف‪.‬‬
‫وقليل من يعرف هذا إال من كان ربانيا ذلك الذي يكون في قلبه محك روحاني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والباقون يسيرون فيما يتصل بهذين القهر واللطف ويطيرون نحو أعشاشهم بجناح واحد‪".‬‬

‫لم يكن يوسف ليدرك الله وال ليفهمه لوال تجربة األلم‪ ،‬وما كان ليندم وينهار باكيا طالبا فرصة أخرى‬
‫لوال صيرورة الشقاء التي عاشها‪ ،‬لقد ركز المخرج على توضيح دور المعاناة في جذب قلب اإلنسان لخالقه‬
‫وتحقيق االستسالم والخضوع الحقيقي لإلله؛ فقد تغير أسلوب يوسف في خطابه مع الله الذي اتسم في بداية‬
‫الفيلم باللوم والشك والرفض لقضائه وقدره وهو ما يتضح في المشهد الخامس في قوله‪" :‬أنا يوسف الذي‬
‫يشك‪ ،‬وبدال من النور والضياء عشت في الظالم والعتمة ولم أعترض وجدت‬
‫حرمته من مباهج الدنيا ولم ُ‬
‫السعادة والسالم في هذه الجنة الصغيرة ‪ ،‬كل هذه السنوات من الشقاء أال تكفي؟ واآلن تريدين أن تسببي لي‬
‫المزيد من المعاناة واأللم" ‪ ،‬ليتحول األسلوب إلى خضوع واستسالم تام في آخر مشهد ليدعو الله بكل‬

‫انكسار‪" :‬إلهي أسألك فرصة أخرى ألبدأ ً‬


‫حياة جديدة"‪.‬‬

‫تجد الصوفية في األلم والمعاناة حكمة تحقق لذة وصل الخالق كما ورد على لسان جالل الدين الرومي‬
‫في ديوان المثنوي‪:‬‬

‫"ولقد خلق العالم من أجل اللطف وشمسه أكرمت الذرات‪.‬‬


‫وإذا كان الفراق حامال بقهره فذلك من أجل معرفة قدر وصله‪.‬‬
‫حتى يعرك فراقه أذن الروح وتعرف الروح قدر وصله‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وقد قال الرسول أن الحق قال إن قصدي من الخلق كان اإلحسان‪".‬‬
‫كما أن الشقاء يقتل في النفس شهوتها ويسحب المرء من ملذات الدنيا لتحقيق التحرر من الجسد‬
‫والفناء في الله؛ ذلك أن الغاية العليا للتصوف والصوفية تحقيق الكشف اإللهي وهو الكشف الذي يمكن من‬

‫‪ -1‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الخامس)‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -2‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء السادس)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -3‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الخامس)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪183‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫رؤية الله واالتحاد معه وهو ما ال يتحقق إال بالقضاء على أطماع النفس ونزوعها للذة واأللم أحد أنجع السبل‬
‫للتمكن من األمر‪ ،‬وعلى الرغم من مسألة الغلو في مبدأ الفناء الصوفي فإن االتجاه اإلسالمي المعتدل‬
‫يصنف االبتالء اختبا ار إلهيا وطريقا للعودة إلى الله والتمسك به أكثر؛ لذلك يتجسد عمق اإليمان والهداية في‬
‫الفرح باالبتالء والصبر واالصط بار أمامه على غرار قوله تعالى‪َ " :‬وَلَنبلُ َون ُكم ب َشي ٍء ّم َن ال َخوف َوال ُجوع‬
‫َص َابت ُهم مص َيبة َقاُلوا إنا لله َوإنا إَليه‬ ‫وَنق ٍ‬
‫ين إ َذا أ َ‬
‫ين الذ َ‬
‫َنفس َوالث َم َرات َوَب ّشر الصابر َ‬
‫ص ّم َن األَم َوال َواأل ُ‬ ‫َ‬
‫صَل َوات ّمن رّبهم َوَرح َمة َوأُوََٰلئ َك ُه ُم ال ُمهتَ ُدو َن‪ 1".‬إال أن الصوفية تستمر في الغلو‬ ‫ن َٰ‬
‫َراج ُعو َ أُوَلئ َك َعَليهم َ‬
‫والمزايدة في تعظيم أمر األلم والشقاء لحد طلبهما والبحث عنهما على غرار قول الرومي في المثنوي‪:‬‬

‫"سكر ألحدهم وسم آلخر لطف ألحدهم وقهر آلخر إن األلم يجدد العالج القديم‪.‬‬
‫واأللم يقبض كل غصن من أغصان الملل‪.‬‬
‫فاآلالم كيمياء مجددة وأين الملل في ذلك الطرف الذي ارتفع فيه األلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فانتبه وال تتأوه بحزن من األلم بل ابحث عن األلم ابحث عنه ابحث عن األلم‪".‬‬

‫المعاناة في ف يلم "شجرة الصفصاف" طريق إلى الله‪ ،‬و سبيل إلى المعنى الذي يتجاوز الحياة في بعدها‬
‫المادي‪ ،‬إنه أيضا وسيلة يتحقق بها فهم الذات وتمييز الحقيقة بين الكثير من الزيف والمغالطات وهو ما‬
‫تجسد في األلم الذي تعرض له يوسف وتكشف الحقيقة أمامه‪ ،‬إذ ذاك يصبح الشقاء تحر ار من الوهم وصراط‬
‫لتحقيق الخضوع واالستسالم الكاملين لإلرادة اإللهية‪ ،‬كما يحمل في باطنه الخير الذي يغيب عن اإلنسان‬
‫إدراكه‪ ،‬فتجربة يوسف مع األلم والمعاناة قادته إلى خير إدراك الحقيقة وفهم اإلله وهو ما يمثل مركز الخطاب‬
‫الديني في الفيلم وأهم الرسائل التي يتضمنها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ثنائي البصر والبصيرة؛ تجليات الرؤي البارطني ‪:‬‬

‫الع َمى في الفيلم إحالة مباشرة إليها‪ ،‬تجسد هذه‬


‫يجسد الفيلم ثنائية البصر والبصيرة؛ إذ ذاك يصبح َ‬
‫الثنائية مفهوم المعرفة العرفانية في الصوفية ‪ ،‬والمعرفة العرفانية رؤية قلبية روحانية تمكن من معرفة الله‬
‫وإد ارك حقيقة األشياء‪ ،‬في المنهج العرفاني؛ العقل والحواس ال يمكنهما سوى إدراك العالم المادي الذي يعتبر‬
‫مجرد وهم ورؤية سطحية لقشرة الوجود ‪ ،‬أما الرؤية القلبية التي تمثل تجربة وجدانية تأملية عميقة فوحدها‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬اآليات ‪.02. ،020 ،022‬‬


‫‪ -2‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الثاني)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.552‬‬

‫‪184‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫قادرة على إدراك الذات اإللهية وتحقيق الكشف النوراني (تكشف اإلله)‪ ،‬في فيلم "شجرة الصفصاف" ظل‬
‫يوسف مفتقدا للبصيرة فلم يتمكن من إدراك الحقيقة ال من خالل عقله وال من خالل حواسه؛ فرغم تخصصه‬
‫في األدب الفارسي وشعر جالل الدين الرومي فإن عقله لم يهتد إلى المعنى الحقيقي لهذه األشعار وال للمنهج‬
‫العرفاني ورغم مرتبة األستاذ الجا معي التي تعد منزلة علمية رفيعة إال أنه لم يتمكن من بلوغ المعرفة؛‬
‫فالمعرفة أعلى شأنا من العلم في الصوفية ذلك أن العارف تمكن من معرفة الله الذي انكشف وتجلى له عبر‬
‫القلب والروح وهو ما يحقق له السعادة على غرار قول ابن خلدون عن المتصوفة‪" :‬وال يزال المريد يترقى من‬
‫مقام إلى مقام‪ ،‬إلى أن ينتهي إلى التوحيد والمعرفة التي هي الغاية المطلوبة للسعادة"‪ ،1‬أما العالم فما أدرك‬
‫سوى قواعد المادة التي تجعله عالقًا فيها‪ ،‬يستمد مؤلف ومخرج الفيلم هذا الطرح دائما من ديوان المثنوي الذي‬
‫يرى في العقل حجاب كما جاء فيه على لسان جالل الدين الرومي‪:‬‬

‫"وكل من حجابه من العقل والوهم أحيانا محجوب وأحيانا ممزق الجيب‪.‬‬


‫والعقل الجزئي حينا منتصر وحينا منقلب والعقل الكلي آمن من ريب المنون‪.‬‬
‫فبع العقل والفضل واشتري الحيرة وامضي نحو الذلة ال نحو بخارى يا أيها االبن‪.‬‬
‫فكيف انغمسنا نحن في الكالم صرنا من حكاية حكاية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إنما أنمحي وأصير عدما في أنيني حتى أجد التقلب في الساجدين‪".‬‬

‫يؤكد جالل الدين الرومي في "المثنوي" على استحالة معرفة لله بأدوات العقل‪ ،‬لذلك نهانا الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم عن التفكير في ذلك‪ ،‬وهو ما حدث ما يوسف الذي ظل يطرح أسئلة عقلية طوال‬
‫الوقت محاوال فهمم سبب معاناته و سبب فقدانه لبصره؛ والبحث في العلة منهج عقلي أداتي يشكل حجابا‬
‫ووهما في االعتقاد بإدراك الحقيقة وهو ما يؤكده في اآلتي‪:‬‬

‫"ومن هنا فإن المصطفى عليه السالم قد نهانا عن البحث في ذات الله‪.‬‬
‫ذلك أن ما هو قابل للتفكير في ذاته هو في الحقيقة (في ذات المفكر) لليس في ذاته هو (جل وعال)‪.‬‬
‫إنه ظنه هو ذلك أنه في الطريق‪ ...‬هناك مئات اآلالف من الحجب‪...‬حتى اإلله‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وكل امرئ في حجاب ذي صلة بطبيعته وجبلته لكن وهمه يملي عليه أن هذا الحجاب هو ذات الله‪".‬‬

‫‪ -1‬ثائر الحالق وأحمد الدعشوش‪ :‬التصوف‪.www.al-sabeel.net ،‬‬


‫‪ -2‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الثالث)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -3‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الرابع)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02.‬‬

‫‪185‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫ذات الشيء ينطبق على الحواس؛ فشخصية يوسف الكفيف جاءت لتجسيد عمى البصيرة وليس عمى‬
‫حاسة البصر‪ ،‬فيوسف قبل إبصاره كان شكاكا ناقما على اإلله رافضا لقدره ممتحنا لقدرته (عندما اشترط‬
‫استرجاع البصر ليتبع طريق اإلله) وبعد إبصاره راح يلهث خلف مل ّذات ومتع الدنيا فال هو فهم الله والمغزى‬
‫من فقدانه لبصره وال هو أدرك جوهر زوجته المخلصة المتفانية وراح يلهث خلف جمال مظهر امرأة شابة بعد‬
‫استرجاع بصره‪ ،‬وبالتالي بقي يوسف أعمى في الحالتين وهو ما يتجسد في قول جالل الدين الرومي في‬
‫"المثنوي"‪:‬‬
‫"وقد دعا الله عين الحس عينًا عمياء وقال أنها عبادة للصنم ودعاها عدوة لنا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ذلك أنها رأت الزبد ولم تر البحر ذلك أنها رأت الحاضر ولم تر الغد‪".‬‬

‫في المقابل؛ جسد مؤلف ومخرج الفيلم مجيد مجيدي مفهوم العرفان الصوفي في شخص صديق‬
‫برز مؤش ار ليوسف لكنه لم ينتبه ‪ ،‬فعلى الرغم من أنه كان يعايش ذات وضع يوسف‬
‫يوسف‪ :‬مرتضى الذي َ‬
‫كشخص مهدد بفقدان بصره إال أنه كان في غاية الرضا والقناعة إلى جانب إقدامه على مساعدة يوسف‬
‫خالل فترة تواجده بالمستشفى‪ ،‬حتى بعد فقدان بصره كان في غاية السعادة وقد عبر في رسالته ليوسف عن‬
‫رؤية أشياء رائعة بعد أن كف بصره في إحالة إلى المعرفة الروحانية والرؤية القلبية وهو ما يتضح في هذا‬
‫المقطع من الرسالة الذي يظهر في المشهد الواحد واألربعين‪ " :‬سالم يوسف‪ ،‬لقد اشتقت إليك فعال‪ ،‬أردت أن‬
‫أراك ثانية‪ ،‬أخبرني ما الذي يستحق النظر؟ وأخبرك أنا ما الذي يستحق العمى؟‪ ،‬منذ عميت رأيت أشياء‬
‫رائعة‪ "...‬لقد بدا مرتضى شخصا عارفا من البدء قبل فقدان بصره؛ حتى يؤكد صانع الفيلم أن العرفان تفتق‬
‫للبصيرة وال عالقة له بحس البصر؛ تتم اإلشارة إلى العرفان بشكل رمزي من خالل معرفة مرتضى باألمور‬
‫الشخصية ليوسف وهو األمر الذي يدفع هذا األخير إلى سؤاله في كل مرة "كيف عرف ذلك؟"‪ ،‬ليأتي رد‬
‫مرتضى في أحد المرات "أنت تقلل من شأني" فالصوفية تعظم من شأن اإلنسان وترى في نفي قدرته على‬
‫تحقيق المعرفة المطلقة وعلى رأسها معرفة الله تقليال من شأنه‪ ،‬فالعالم برمته يقع داخل اإلنسان ووحدها‬
‫الرؤية القلبية والروح العرفانية قادرين على معرفته وبلوغه على غرار ما جاء على لسان اإلمام علي رضي‬
‫الله عنه‪:‬‬
‫دواؤك فيــك ومــا تشـ ـ ـع ــر وداؤك من ــك ف ـ ــال تبص ــر‪.‬‬
‫أت ــزعــم أنــك جــرم صغـيــر وفيــك انطوى العـال ــم األك ــبر‪.‬‬

‫‪ -1‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الثاني)‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪186‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫في ذات السياق؛ يوضح الفيلم أنه من ال يستطيع معرفة الله ال يستطيع إدراك حقيقة الوجود‪ ،‬ذلك أن‬
‫االستغراق في العالم المادي واالعتماد على الحواس يجعل اإلنسان تائها عن جوهر األشياء وحقيقتها‪ ،‬وهو‬
‫قدم الفيلم نوعين من الجمال‪ :‬جمال باطني ُج ّس َد في‬
‫ما يتجلى في تعاطي الفيلم من مسألة "الجمال"؛ ُي ّ‬
‫شخصية رويا زوجة يوسف وجمل ظاهري ُج ّس َد في شخصية باري الفتاة التي أُعجب بها يوسف بعد إبصاره‪،‬‬
‫تمثل رويا كل القيم الجمالية النابعة من جوهرها ‪ /‬باطنها؛ كالتفاني واإلخالص والحب والتضحية والصدق‬
‫يعجبه‪ ،‬أما باري وعلى‬
‫ُ‬ ‫والحياء وهي الجماليات التي غفل عنها يوسف فور إبصاره في مقابل شكلها الذي لم‬
‫وجرأتها‪.‬‬
‫الرغم من أنه ال يعرف عنها شيئا إال أنه راح ينجذب لجمال شكلها وشبابها ُ‬

‫ته عن الجمال الجوهري‬


‫لقد انغمس يوسف ببصره في جمال مادي ظاهري (باري) وتاهت بصير ُ‬
‫الباطني (رويا) ‪ ،‬يتعاطى الفيلم مع التجربة البصرية المادية كمصدر لسقوط اإلنسان في الوهم ثم الخطيئة ثم‬
‫األلم والمعاناة‪ ،‬لم يكن يوسف محبًا لباري بل كان يشتهيها كجسد وكجمال ظاهري وهو ما يتضح في تصوير‬
‫انغماس حواسه فيها؛ من خالل نظراته لها وتكرار سماع صوتها على مسجلة الهاتف‪ ،‬لقد كان يوسف يبحث‬
‫يشيح ببصره مرة أخرى إلى وجه امرأة جميلة في الحافلة‬
‫ُ‬ ‫عن كمال الجمال الظاهري المادي وهو ما جعله‬
‫غير قادر على اإلحجام عن النظر إليها‪ .‬إنه التعلق بالصورة المادية والبحث عن الكمال فيها وهو ما يعتبره‬
‫جالل الدين الرومي ظالل على غرار ما ورد في "المثنوي"‪:‬‬

‫والفاعل المطلق يقينا بال صورة والصورة في يديه كأنها آلة‪.‬‬


‫منه‪.‬‬
‫وذلك الذي ال صورة له يبدي أحيانا الصورة من كتم العدم كرمًا ُ‬
‫حتى تجد كل صورة المدد منه من الكمال والجمال والقدرة‪.‬‬
‫ثم أن من ال صورة له عندما أخفى وجهه جاء من أجل الكدية إلى اللون والرائحة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وإذا بحثت صورة من صورة أخرى عن الكمال فهذا هو عين الظالل‪".‬‬

‫الصورة مجرد آلة ووهم مظلل؛ وهو ما أصر مخرج الفيلم مجيد مجيدي على إظهاره في شخصية باري‬
‫التي كانت تحمل آلة تصوير في أكثر من لقطة في الفيلم‪ ،‬يتعامل الفيلم مع الصورة في أكثر من مستوى‬
‫فهي الشكل المادي الظاهري في مستوى أول وهي تدعيم هذا الشكل المادي وترسيخ له عبر التقاط صورة له‬
‫في مستوى ٍ‬
‫ثان‪ ،‬إن الصور التي يتعامل معها البصر خدعة تبعد اإلنسان عن المعنى الحقيقي للموجودات‬

‫‪ -1‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء السادس)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00.‬‬

‫‪187‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫واستغراق في المادة التي تم نع المعرفة‪ ،‬إذ ذاك تصبح الصورة وكل تجلي مادي أوثان يؤدي االستغراق فيها‬
‫إلى عبادتها‪ ،‬ينسجم الفيلم مع هذا الطرح بتصوير مشهد يقوم فيه يوسف بحرق كل الصور التي كانت‬
‫بحوزته (وهو ما يشكل المستوى الثالث في التعاطي مع مفهوم الصورة)؛ صور طفولته وعائلته وزواجه‬
‫وآخرها الصورة التي تجمعه بباري في إحالة واضحة إلى التخلص من صور المادة وظاهر الموجودات‪ ،‬هذه‬
‫الرؤية الصوفية المتعلقة بالمعنى والصورة ال يختفي أثرها في ديوان "المثنوي" الذي يعد مصدر أطروحة الفيلم‬
‫برمته؛ حيث يقول جالل الدين الرومي بشأنها‪:‬‬

‫"ورب شخص قطعت عليه الصورة السبيل واتجه إلى الصورة وجادل الله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫والخالصة أن هذه الروح قد اتصلت بالجسد فهل هناك شبه قط بين هذه الروح وهذا الجسد‪".‬‬

‫"فامضي وجاهد في المعنى يا عابد الصورة ذلك أن المعنى بمثابة الجناح على جسد الصورة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وكن جليسا ألهل المعنى حتى تجد العطاء كما تكون فتى‪".‬‬

‫ال يبتعد مفهوم الصورة والجمال الظاهري عن مفهوم مجاهدة النفس للحد من شهواتها ورغباتها التي‬
‫تجعل اإلنسان ضحية للمادة والغريزة ثم الضياع في األلم والمعاناة إلى جانب انغالق أبواب الكشف والتجلي‬
‫النوراني وعمى البصيرة والرؤية القلبية بالمفهوم الصوفي‪" ،‬وهذا مسلك جيد في تربية النفس وتهذيبها إال أنه‬
‫بلغ تجاوز إزالة المرض حتى كاد أن يزيل النفس ويمحو أثرها ويعطل طاقاتها‪ ،‬فنجد في كتب بعض أئمة‬
‫الصوفية قصصا عجيبة من هذا المبالغات‪ ،‬ومنها ما أورده الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين" عن رجل‬
‫كلم امرأة فضعفت نفسه ووضع يده عليها‪ ،‬وعندما ندم وأراد أن يعاقب نفسه وضع يده في النار حتى يبست‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ورجل آخر نظر إلى محاسن امرأة‪ ،‬فعاقب نفسه بضرب عينه بيده حتى عميت‪".‬‬

‫‪ -1‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الثاني)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.007‬‬
‫‪ -2‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الخامس)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -3‬ثائر الحالق وأحمد الدعشوش‪ :‬التصوف‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫لقطات توضح باري وهي تحمل آلة تصوير فوتوغرافي وكاميرا‪.‬‬

‫لقطات توضح إحراق يوسف لصوره مع زوجته رويا وباري التي أعجب بها‪.‬‬

‫لقطة تبين يوسف يتأمل احتراق الصور واألوراق في فناء البيت‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫ثالثا‪ :‬الذات واآلخر؛ تجاوز األنا‪:‬‬

‫تشكل مسألة الذات‪ /‬األنا؛ حلقة مهمة في الفكر الصوفي‪ ،‬حيث يشكل نكران الذات وطمسها وعدم‬
‫االلتفاف حولها مبدأ مهما لتحقيق التصوف‪ ،‬فمن التعاليم األخالقية الصوفية إرساء الحق على األرض قوال‬
‫وفعال ومن شيم المتصوف مساعدة المحتاج والدفاع عن المظلوم وتكريس النفس لخدمة الناس وبث الخير‪.‬‬
‫يتجه فيلم "شجرة الصفصاف" لتوضيح سؤال عالقة الذات باآلخر في عدد من الثنائيات والمواقف مشي ار إلى‬
‫حالة التمركز حول الذات في شخصية يوسف ونكران الذات في شخصية زوجته رويا والعالقة مع اآلخر في‬
‫شخصية مرتضى‪.‬‬

‫يجسد مؤلف ومخرج الفيلم مجيد مجيدي حالة التمركز حول الذات واالنكفاء عليها في شخصية يوسف‬
‫موسوي‪ ،‬الذي لم يتمكن االبتعاد ببصره من حدود ذاته ورغباتها‪ ،‬بدا االنكفاء والعزلة أم اًر منطقيا في حال‬
‫كف البصر وانعكاساته في الخوف من االحتكاك بالمحيط‪ ،‬لكن بعد استرجاع يوسف لبصره بات أنانيا متمردا‬
‫عنيفا مستغرقا في ذاته غير قادر على رؤية اآلخر األكثر قربًا منه على غرار والدته وزوجته وتضحياتهن‬
‫من أجله‪ ،‬يوضح الفيلم كيف تحتجب رؤية اآلخر وتجليات الحقيقة بسبب الركون إلى الذات التي تنزع لتبرير‬
‫كل سلوك خاطئ‪.‬‬

‫في ذات السياق يبين الفيلم أنانية يوسف في تجاهله لزوجته المتفانية المخلصة وركضه خلف امرأة‬
‫أخرى‪ ،‬ال يقف مجيد مجيدي عند هذا المثال في مسألة تبجيل الذات بل يصور مثاال آخ ار عندما رفض‬
‫يوسف التدريس في مدرسة المكفوفين بعدما استعاد بصره وهو أكثر العارفين بوضعهم بحجة الخوف من‬
‫الماضي وعدم مقاومة ُرهاب فقدان البصر‪ ،‬لقد آثر يوسف على طمس ماضي زوجته المضحية‪ ،‬وماضيه‬
‫ككفيف في مقابل مساعدة من كان يوما مثلهم؛ وهي أقصى حاالت التمركز حول الذات وتبجيلها‪ ،‬حيث‬
‫يصبح اآلخر هامش ال ينطوي على أي قيمة‪.‬‬

‫في المقابل جسدت رويا حالة نكران الذات؛ التي تمثل في المقابل األخالق السامية‪ ،‬يؤسس الفيلم لفكرة‬
‫التجلي األخالقي كلما توقف اإلنسان عن التمحور حول ذاته على عكس االنهيار األخالقي كلما زادت نزعة‬
‫التمركز حول الذات‪ ،‬وهو األمر الذي يتضح في شخصية رويا زوجة يوسف فأمام نكرانها لذاتها وتكريسها‬
‫لحياتها في خدمة زوجها وحرصها على االعتناء بصحته ودراساته الجامعية انعكست قيم أخالقية عالية‬
‫كالصدق واإلخالص والتفاني واإليثار‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫إذ ذاك يركز الفيلم على توضيح قيمة الحب في أسمى تجلياتها كإنكار للذات في سبيل المحبوب‬
‫والحرص على سعادته وراحته على حساب الذات‪ .‬ال يتوقف إحسان رويا على زوجها فقط بل يتضح نزوعها‬
‫نحو مساعدة اآلخر وإسعاده واإلحسان إليه من خالل تخصيصها ألصائص النباتات لمنحها لصغار‬
‫المكفوفين أثناء توج هها مع يوسف للمدرسة المخصصة لهم‪ .‬بذلك تصبح رويا تجسيدا لقيمة الحب السامي‬
‫المقترن بنكران الذات وقيمة العطاء اإلنساني المقترن بالشعور بآالم اآلخر‪.‬‬

‫ال تنحصر عالقة الذات باآلخر على مستوى فيلم "شجرة الصفصاف" في "الحب" والعطاء اإلنساني"‬
‫بل يضيف صانع الفيلم عالقة الصداقة التي تتجسد في عالقة يوسف بمرتضى‪ ،‬تشكل الصداقة أو ما يسمى‬
‫أدب األخوة نقطة مهمة في الفكر الصوفي من حيث أهميتها لخوض تجربة العشق اإللهي‪ ،‬يزخر التاريخ‬
‫الصوفي بقصص كثيرة حول ذلك لعل أشهرها قصة جالل الدين الرومي وشمس الدين التبريزي وكيف أخذ‬
‫هذا األخير بيد الرومي إلى عالم العرفان والرؤية القلبية‪ ،‬وهو ما يتجلى فيما قاله الرومي في ديوان "المثنوي"‬
‫عن الصداقة‪:‬‬

‫"أنظر إلى األصدقاء فأين أمارة األصدقاء إنما يجب األصدقاء األلم كأنه الروح‪.‬‬

‫إيالم الصديق‪ ،‬إن األلم لب والصداقة له كقشر‪.‬‬


‫وكيف يحس الصديق بأن َ‬

‫أليست عالمة المحبة هي السرور في البالء واآلفة ومعاناة المحن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫والصديق كالذهب والبالء مثل النار والذهب الخالص متهلل الوجه في قلب النار‪".‬‬

‫لقد ذكرنا فيما سبق أن مرتضى جسد مبدأ العرفان الصوفي والرؤية الروحية الباطنية‪ ،‬كما كانت‬
‫صداقته مرآة ليوسف يرى فيها طمأنينة الكشف اإللهي والرضا والقناعة الناتجين عن معرفته ‪ ،‬مرآة للبصيرة‬
‫التي كان يدعو فيها مرتضى يوسف بطريقة إيحائية رمزية إلى االرتقاء بنفسه عبر الخضوع واالستسالم‬
‫الكامل لإلرادة اإللهية ليبلغ المقام الذي ارتقى إليه مرتضى؛ والذ ي تجلى في أسلوبه في التعاطي مع مسألة‬
‫فقدان بصره الفسيولوجي الذي ما كان يعني له شيئا أمام البصيرة النورانية التي بلغها‪ ،‬لذلك نجد الصوفية‬

‫‪ -1‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء الثاني)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪..0‬‬

‫‪191‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫يعبرون عن الصداقة في قول‪" :‬األخوين في الله عز وجل‪ ،‬إذا كان أحدهما أعلى مقاما رفع اآلخر معه إلى‬
‫‪1‬‬
‫مقامه‪ ،‬وأنه يلحق به كما ت لحق الذرية باألبوين واألهل بعضهم ببعض‪ ،‬ألن األخوة عمل كالوالدة‪".‬‬

‫لقد جسد مرتضى صوت الحكمة والصديق الذي سعى إلى إيقاظ بصيرة يوسف عن طريق تخليصه‬
‫من الوهم المادي واألخذ بيده إلى نور الحقيقة ومعرفة الله تماما كما أخذ شمس الدين التبريزي بيد جالل‬
‫الدين الرومي إ لى أعلى مقامات الكشف والرؤية عبر العشق اإللهي‪" ،‬فالحب الذي يتحقق بالصداقة أو األلفة‬
‫(‪ )phia‬هو الذي يربط الفيلسوف بالعالم حوله وهو غايته؛ فهو حكمة الحب كما قال هيدجر‪ 2".‬كما أن قيمة‬
‫بج َل المحبة‬
‫الصداقة على األهمية الخاصة التي أوالها إياها مبحث الصوفية تقع في عمق دين اإلسالم الذي ّ‬
‫ول الله ﷺ‪َ " :‬سب َعة ُيظل ُه ُم الل ُه في ظّله َيوَم ال ظل إال ظل ُه‬ ‫رس ُ‬ ‫واألخوة في الله؛ وهو ما يتضح بجالء في قول ُ‬
‫اجت َمعا‬ ‫الله‪َ :‬‬ ‫إمام عادل‪ ،‬وشاب َن َشَأ في عب َادة الله تَعالى‪ ،‬ورجل َقلب ُه معلق في المساجد‪َ ،‬وَر ُجالن َت َح َّابا في َّ‬
‫ََ‬ ‫ََ ُ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫ص َد َق ٍة‬‫صد َق ب َ‬‫ور ُجل َت َ‬
‫َخاف الله‪َ ،‬‬‫ال‪ :‬إّني أ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ات َمنصب‪َ ،‬و َج َمال َفَق َ‬ ‫وت َفَّرَقا َعَليه‪َ ،‬وَر ُجل َد َعت ُه ام َأرَة َذ ُ‬
‫َعَليه‪َ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫اضت َعيَناهُ‪".‬‬
‫ور ُجل َذ َك َر الله خالًيا َفَف َ‬
‫ينه‪َ ،‬‬
‫فأَخَفاها‪ ،‬حتى ال تَعَل َم شمالُ ُه َما تُنف ُق َيم ُ‬

‫ينضح فيلم "شجرة الصفصاف" بالمفاهيم الصوفية؛ على غرار المعرفة والمحبة‬
‫ُ‬ ‫كما سبق ووضحنا‬
‫واأللم والجمال والرؤية‪ ،‬الفناء أيضا كمفهوم مركزي في المذهب الصوفي والغاية العليا للتصوف أشير إليه‬
‫السالك بما فيه جسده المادي بأهوائه وشهواته ورغباته حتى‬
‫إيحائيا‪ ،‬والفناء هو موت العالم المادي أمام ّ‬
‫يتمكن من رؤية الله‪" ،‬والفاني كما يقول الصوفية‪ ،‬ال يحس بما حوله‪ ،‬وال يحس بنفسه‪ ،‬فقد فنى عما سوى‬
‫الله‪ ،‬ومن هنا جاء كالم الصوفية الذي ال يفهمه وال يتذوقه سواهم‪ ،‬حينما يقولون في نشوة الفناء‪ ،‬ووقدة‬
‫الحب‪ ،‬ليس في الوجود إال الله"‪ 4‬والفناء كما يقول الجرجاني‪" :‬فناءان؛ أحدهما ذوقي‪ ،‬واآلخر خلقي‪ ،‬فالذوقي‬
‫هو عدم اإلحساس بعالم الملك والملكوت‪ ،‬باالستغراق في عظمة الباري ومشاهدة الحق والخلقي هو سقوط‬
‫‪5‬‬
‫أوصافه المذمومة‪ ،‬واستبدالها باألوصاف المحمودة‪".‬‬

‫‪ -1‬زكي مبارك‪ :‬التصوف اإلسالمي في األدب واألخالق‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،5005 ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -2‬سهير فضل الله أبو وافية‪ :‬الفلسف اإلنساني في اإلسالم‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،5002 ،‬ص ‪.07.‬‬
‫‪ -3‬حديث نبوي شريف متفق عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر‪ :‬مقام الفناء الصوفي وشبهات االتحاد والحلول‪ ، www.hindawi.org ،‬تاريخ التصفح‪.5000 /0. /0. :‬‬
‫‪ -5‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫فناء في اإلله واتحاداً معه معب ار عن ذلك‬


‫يذهب جالل الدين الرومي أبعد في مفهوم الفناء ليعتبره ً‬
‫بذوبان الحديد أو الذهب في النار وهو ما ورد في فيلم "شجرة الصفصاف" عندما توجه يوسف مع عمه إلى‬
‫ورشة صناعة الذهب بعد استعادة بصره‪ ،‬أين ركز المخرج إلى إظهار عملية انصهار الذهب بفعل النار‬
‫وتصوير رعب يوسف من الشرار المتطاير منها في إحالة ظاهرية إلى خوفه من شرار ألعاب النار الذي‬
‫أفقده بصره في صغره‪ ،‬في مقابل إحالة باطنية إلى أن يوسف لم يتجاوز حالة الخوف ألن العارف ال يخاف‬
‫ألنه بلغ أعلى درجات االستسالم والخضوع لله وحقق أكبر التجليات الكشفية في معرفة الله‪.‬‬

‫يتجلى مفهوم الفناء في الله وتشبيهه بانصهار الذهب في ديوان "المثنوي" في قول جالل الدين الورمي‪:‬‬

‫"وعندما يسقط في ذلك اللدن وتقول له قم يقول من الطرب أنا اللدن ال تلم‪.‬‬

‫وأنا اللدن هي نفسها قولة أنا الحق إنه في لون النار إال أنه حديد‪.‬‬

‫وانمحى لون الحديد في لون النار فظل ينفج بالنارية وإن بدا صامتاً‪.‬‬

‫وعندما صار من االحمرار كأنه ذهب المنجم يكون نفاجه أنا النار وإن لم ينطقها باللسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صار محتشما من لون النار ومن طبعها فهو يقول أنا نار أنا نار‪".‬‬

‫ال يتوقف فيلم "شجرة الصفصاف" عند الفكر الصوفي لجالل الدين الرومي من خالل تجسيد لما جاء‬
‫في ديوانه "المثنوي"‪ ،‬بل يحتوي على إحاالت وإشارات رمزية لبعض من الروايات التي تتعلق بحياته وعالقته‬
‫بشمس الدين التبريزي‪ ،‬على غرار مشهد رمي يوسف لكتبه وبحوثه في الحوض المائي لحديقة البيت؛ الذي‬
‫جسد رواية ُيقال فيها أن "شمس الدين تبريزي دخل على جالل الدين الرومي وهو بين مريديه فأخذ الكتب‬
‫التي معهم ورمى بها في بركة الماء الموجودة في فناء المسجد‪ ،‬وبعد أن ضج المريدون من فعلته وغضب‬
‫‪2‬‬
‫موالنا‪ ،‬مد شمس يده إلى البركة وأخرج الكتب منها دون أن يمسها الماء‪".‬‬

‫لقد رمى شمس الكتب في بركة الماء تعبي ار على أن العلم الظاهر المرتبط بالعقل والكتب ال يمكن أن‬
‫يصل إلى الحقيقة ولن تتحقق به المعرفة كما سبق وأن وضحنا الفروق بين العلم والمعرفة عند الصوفية‪،‬‬
‫ولقد حافظ مخرج الفيلم مجيد مجيدي على فكرة استخراج الكتب من الماء دون أن تتلف في آخر مشهد من‬

‫‪ -1‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراهيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي (الجزء األول)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،0000 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬علي عبيدات‪ :‬موالنا الرومي والتبريزي عند انفجار قونية‪ ،www.thaqafat.com ،‬تاريخ التصفح‪.5000 /0. /04 :‬‬

‫‪193‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫الفيلم عندما فقد يوسف بصره وعاد ليبحث عن ديوان "المثنوي" في الحوض المائي ليعيد قراءة الرسالة التي‬
‫كتبها إلى الله‪ ،‬حيث لم ُيتلف الكتاب الذي كان محفوظا في حافظة جلدية سميكة في مقابل تلف بقية‬
‫األوراق والكتب في إحالة واضحة إلى نهاية العلم العقلي الظاهر وبقاء المعرفة‪ /‬الرؤية الباطنية التي يدعو‬
‫إليها جالل الدين الرومي في "المثنوي"‪.‬‬

‫كما تجسد صداقة يوسف ومرتضى في الفيلم رمزياً صداقة جالل الدين الرومي وشمس الدين التبريزي‬
‫ف الذي أراد أن يأخذ بيد يوسف إلى الرؤية الروحانية القلبية وتفتح البصيرة‪ ،‬تماما‬
‫فقد كان مرتضى العار ُ‬
‫مثلما قاد العارف شمس الدين التبريزي الفقيه والعالم جالل الدين الرومي إلى مفهوم العشق اإللهي والرؤية‬
‫الباطنية‪ ،‬لقد كان الرومي عالماً وفقيها وهو ما تم تجسيده في شخصية يوسف كأستاذ جامعي‪ ،‬من جهة‬
‫أخرى يظهر مؤشر رمزي ٍ‬
‫ثان تمثل في "السفر" ففي فيلم "شجرة الصفصاف" سافر يوسف إلى فرنسا للعالج‬
‫أين تعرف على مرتضى وهو ما يقابل سفر شمس الدين التبريزي من إيران‪ /‬تبريز إلى قونية‪ /‬تركيا أين‬
‫تعرف بجالل الدين الرومي ونشأت عالقتهما‪.‬‬

‫لقطة تبين يوسف يجلس أمام كتبه وبحوثه التي رماها في حديقة بيته‪.‬‬

‫لقطة من الفيلم تبين يوسف رفقة مرتضى‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫لقطة من الفيلم ترمز لمفهوم الفناء‪ /‬االحتراق الصوفي في انصهار الذهب على النار‪.‬‬

‫ُخالص الفصل‪:‬‬

‫يتناول الفيلم اإليراني "شجرة الصفصاف‪)5002( "The Willow Tree /‬؛ لمؤلفه ومخرجه مجيد‬
‫مجيدي أطروحة فهم‪ /‬معرفة الله في مقابل معرفة الذات من خالل الخضوع واالستسالم الكاملين لإلرادة‬
‫اإللهية يستند الخطاب الديني في الفيلم على المذهب الصوفي كسياق أيديولوجي في بناء هذه األطروحة‬
‫الخطابية؛ جسد المخرج مجيد مجيدي أفكار الديوان الشعري للمتصوف جالل الدين الرومي الموسوم‬
‫المرتكز الفكري والفلسفي للفيلم بشكل عام‪.‬‬
‫"بالمثنوي" الذي صورُه في أكثر من لقطة ليصبح بذلك ُ‬

‫من هذا المنطلق أصبح الفيلم رؤية صوفية بحتة لإلله واإلنسان والوجود تتجسد فيه المفاهيم الصوفية‬
‫إيحاء؛ إذ ذاك ال تصبح المعاناة واأللم عقابا أو عذابا بل تهذيب للنفس وارتقاء بها نحو معرفة الله‬
‫صراح ًة و ً‬
‫وتذوق نعيم وصله‪ ،‬من جهة أخرى يجسد الفيلم أكثر المفاهيم الصوفية شهرة؛ الظاهر والباطن ‪ /‬البصر‬
‫والبصيرة أين يصبح العالم المادي بكل تمثالته خدعاً وأوهاماً وتصبح الحواس والعقل أدوات عاجزة عن إدراك‬
‫الحقيقة بل حجب مظللة عن بلوغ الكشف اإللهي الذي ال يتأتى إلى عبر الرؤية القلبية الروحية وتفتح بصيرة‬
‫الباطن‪.‬‬

‫يعتبر فيلم "شجرة الصفصاف" نسقا قيميا متكامال من خالل تناوله للقيم األخالقية واإلنسانية والجمالية‬
‫قيمة الحب المقترن بنكران الذات والصدق والتفاني واإلخالص وقيمة الجمال الباطني في مقابل االنجذاب‬
‫لجمال المظهر الذي ال يتعدى أن يكون شهوة ورغبة نفس يجب كسرها ومجاهدتها وكبحها‪ ،‬يرى الفيلم من‬

‫‪195‬‬
‫تحليل فيلم ‪The willow tree‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬

‫وجهة نظر صوفية أن الكون‪ /‬الوجود كله صورة ومعنى‪ ،‬وتعامل مع صورة المادة كوهم وظالل يجب‬
‫التخلص منه وإحراقه في سبيل بلوغ المعنى الذي ال يفنى‪.‬‬

‫ال يت وقف الفيلم عند تجسيد أفكار جالل الدين الرومي في تأثر كبير وعميق بأفكاره الصوفية‪ ،‬بل‬
‫يجسد رمزيًا جزء من قصة حياته وعالقته بشمس الدين التبريزي الذي فتح بصيرته على عالم الكشف‬
‫الوجداني ومعرفة الله عن طريق منهج العشق الروحي؛ وهو ما تم تجسيده من خالل شخصيتي يوسف‬
‫ومرتضى ‪ .‬بذلك يصبح فيلم "شجرة الصفصاف" رؤية صوفية خالصة للوجود في طرح فلسفي ورمزية شعرية‬
‫تتجلى فيها مفاهيم المعرفة والمحبة واأللم والجمال والرؤية واالرتقاء والفناء في انسجام مع قيم الجمال والحب‬
‫والصداقة والصدق والصبر‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل السابع‬
‫الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬
‫من خالل فيلم ‪The Scandal‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب‬


‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫تمهيد‬

‫ُخصِّص ىذا الفصل لتحميل ثاني األفالم اإليرانية وآخرىا في ىذه الدراسة التحميمية؛ سيتم فيو التعرض‬
‫ألسموب سينمائي آخر من خالل فيمم ‪ ،The Scandal‬وىو النمط الميمودرامي الذي ينزع نحو المبالغة في‬
‫األحداث والعاطفة واألداء التمثيمي في محاكاة الواقع‪ ،‬تِبعا لمنيجية تحميل الخطاب المتبعة في ىذه الدراسة‬
‫سيتم تحميل الفيمم من خالل مستويات تحميل الخطاب األربع؛ األطروحة الخطابية‪ ،‬القوى الفاعمة في‬
‫الخطاب‪ ،‬البنية الحجاجية لمخطاب وسياق الخطاب‪.‬‬

‫خرجو‬
‫فيمم ‪The Scandal‬؛ أي "الفضيحة" فيمم ميمودرامي إيراني أنتج سنة ‪ ،2013‬قام بتأليفو وا ا‬
‫مسعود دىنامكي‪ ،‬شارك في أداء األدوار كل من‪ :‬أكبر عبدي في دور اإلمام يوسف‪ ،‬الناز شاكردوست في‬
‫دور أفسانة‪ ،‬محمد رضا شريفي نيا في دور الحاج شريف‪ ،‬محبوبة بيات في دور والدة أفسانة‪ ،‬أرسالن‬
‫قاسمي في دور حامد أخ أفسانة‪ ،‬كامران تفتي في دور جعفر‪ ،‬إسماعيل خمج في دور مير از صديق اإلمام‬
‫يوسف وتينا آخوندتبار‪ ،‬ميسا كاميابي في دور صديقتي أفسانة‪" ،‬تحصل الفيمم عمى تقييم يقدر بنسبة ‪34‬‬
‫بالمائة عمى موقع قاعدة بيانات األفالم عمى اإلنترنت (‪.1)IMDB‬‬

‫يت ناول الفيمم قصة فتاة جميمة تدعى أفسانة‪ ،‬تعاني من حالة اجتماعية مزرية بعد وفاة والدىا الذي ترك‬
‫عمى عاتقيا ديوناً كبيرة‪ ،‬تعيش أفسانة رفقة أميا المقعدة وأخييا حامد في بيت مستأجر تعود ممكيتو لمحاج‬
‫شريف الذي يبتزىا بديون والدىا وييددىا بالطرد من البيت بعدما حصل عمى حكم بإخالئو من بالمحكمة‪ ،‬في‬
‫مقابل ذك يساوميا عمى شرفيا ويطمب أن يتزوجيا زواج متعة لمتنازل عن الديون والسماح ليا وعائمتيا‬
‫بالبقاء في البيت الذي يكمموُ‪.‬‬

‫تتجو أفسانة لشركة الحاج شريف وتقوم بسرقة شيكات الديون من مكتبو‪ ،‬يقوم بتبميغ الشرطة عنيا‬
‫وأثناء مطاردتيم ليا تختبئ في أحد البيوت بعدما وجدت بابو مفتوحا بالصدفة‪ ،‬صاحب البيت شيخ تقي وامام‬
‫مسجد يدعى يوسف‪ ،‬بعد عممو بتواجد أفسانة في بيتو يتسر عمييا من الشرطة ورغم إحسانو ليا ومساعدتيا‬
‫تستمر في إ ىانتو والكيد لو بسبب قناعتيا بعدم وجود إيمان حقيقي باهلل وأن التدين مجرد مظاىر وادعاءات‬
‫يقبع خمفيا المكر واألذى عمى غرار ما يفعمو معيا الحاج شريف وغيره من الرجال الذين أرادوا استغالل فقرىا‬
‫وجماليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- see : www.imdb.com.‬‬

‫‪198‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫رغم ما تفعمو أفسانة مع اإلمام يوسف‪ ،‬يستمر في اإلحسان إلييا‪ ،‬محاوال إنقاذىا من ابتزاز الحاج‬
‫شريف‪ ،‬أمام فقره الشديد أيضا يطمب اإلمام يوسف المبالغ المالية التي يخصصيا لو مجمس األمناء كإمام‬
‫والتي كان يرفضيا دائما ليمنحيا ألفسانة لتسدد بيا ديون الحاج شريف‪ ،‬عند عمم ىذا األخير بذلك يبدأ‬
‫بترصدىما وتصويرىما معا وتحريض سكان الحي عمييما واتياميما بوجود عالقة مشبوىة بينيما‪ ،‬نتيجة لذلك‬
‫يصبح اإلمام شخصا غير مر ٍ‬
‫غوب فيو بعدما كان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل الناس فيتفرق عنو‬
‫طمبتو ويرفض الناس الصالة خمفو في المسجد‪.‬‬

‫تباعاً يتوجو سكان الحي بتحريض من الحاج شريف إلى بيت أفسانة مطالبين برحيميا من الحي لتقوم‬
‫بمواجيتيم وكشف حقيقة الحاج شريف وكل من كان يساوميا ويرغب في استغالل فقرىا عدا اإلمام يوسف‬
‫الذي تعفف وساعدىا بكل نية وصدق لوجو اهلل حتى ال تخسر كرامتيا وشرفيا‪ .‬ينتيي الفيمم بتوبة أفسانة‬
‫وعودة ثقتيا في اهلل واسترجاع اإلمام يوسف لسمعتو بعد أن ظيرت الحقيقة ليعود الناس لمصالة خمفو من‬
‫جديد‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األرطروح الخرطابي لمفيمم‪:‬‬

‫يتناول فيمم "الفضيحة" أطروحة‪ 1‬الفيم والتصور االجتماعي السطحي لمدين واقتصار ممارستو عمى‬
‫المرائي الزائف‪ ،‬يرتكز الخطاب‬
‫المظاىر واإلدعاءات من خالل تجسيد اإليمان الحقيقي في مقابل اإليمان ُ‬
‫الديني في ىذه األطروحة عمى مفيومي التقوى واإلحسان ودورىما في إرشاد اإلنسان الضال نحو اليدى‬
‫والتوبة‪ ،‬يسعى الفيمم من خالل ىذه األطروحة إلى إخراج الدين من مفيومو الضيق كحالة وجدانية فردية إلى‬
‫مفيومو االجتماعي الواسع كحالة أخالقية وانسانية‪ ،‬تتوزع ىذه األطروحة عمى أربعة قضايا فرعية يقسميا‬
‫مخرج العمل في ساعة وأربعة وأربعين دقيقة من الزمن (مدة الفيمم) إلى أربعة و ستين مشيدا مقسمة إلى‬
‫خمسة قضايا كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬القضي األولى‪ :‬المجتمع والنفاق الديني؛ وقد تم تناول ىذه القضية في تسعة عشر مشيدا تم‬
‫ابتداء بعرض شخصية أفسانة؛ المرأة‬
‫ً‬ ‫فييا إبراز أثر المجتمع عمى انحراف اإلنسان وضاللو‪،‬‬
‫الجميمة المعوب ذات السمعة السيئة وتعاطي المجتمع معيا إلى غاية ابتزاز شريف ليا بسبب‬
‫فقرىا والديون التي عمى عاتقيا‪ ،‬تستغرق ىذه القضية مدة زمنية قدرىا عشرون دقيقة وخمسة‬

‫‪ -1‬لإلطالع عمى سيناريو فيمم "الفضيحة" وتقطيعو الزمني‪ ،‬أنظر الممحق رقم (‪.)04‬‬

‫‪199‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫ثواني (من ‪ 00.02.35‬إلى ‪ )00.22.40‬كما تنقسم ىذه القضية إلى ثالثة مقوالت فرعية‬
‫نفصميا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬الفقر؛ نكران اإلله‪ ،‬تؤسس ىذه المقولة لشخصية أفسانة التي تعبر عن‬
‫غضبيا وسخريتيا من اإللو وأوليائو والتشكيك في قدرتو بسبب فقرىا ومعاناة عائمتيا‪ ،‬تستغرق‬
‫ىذه المقولة في مشيد واحد (المشيد األول) (من ‪ 00.02.35‬إلى ‪.)00.03.34‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬الجمال بين الغواي والتودد؛ تبرز ىذه المقولة تعاطي المجتمع مع المرأة‬
‫الجميمة (أفسانة) بين تودد الرجال ومالحقتيم ليا والتحرش بيا من جية واتياميم ليا إلى‬
‫جانب النساء بامتيان الغواية والزيغ‪ ،‬تستغرق ىذه المقولة في سبعة مشاىد؛ من المشيد الثاني‬
‫إلى المشيد الثامن (من ‪ 00.03.35‬إلى ‪.)00.12.37‬‬
‫الثالث ‪ :‬االستغالل‪ /‬االبتزاز؛ استغالل شريف (الذي يدعي اإليمان) فقر أفسانة‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫بعرضو زواج المتعة عمييا مقابل التنازل عمى الديون وبقائيا مع عائمتيا في المنزل الذي‬
‫يممكو‪ ،‬تستغرق ىذه المقولة في إحدى عشر مشيدا؛ من المشيد التاسع إلى المشيد التاسع‬
‫عشر (من ‪ 00.12.38‬إلى ‪.)00.22.40‬‬
‫القضي الثاني ‪ :‬االبتالء‪ /‬االختبار؛ مواجية الورع والتقوى لمغواية والفضيحة‪ ،‬وقد تم تناول‬ ‫‪‬‬
‫ىذه القضية في واحد وعشرين مشيدا‪ ،‬موزعة عمى مدة زمنية قدرىا واحد وثالثون دقيقة وأربعة‬
‫وثالثون ثانية (من ‪ 00.22.41‬إلى ‪ ،)00.54.15‬كما تنقسم ىذه القضية ثمانية مقوالت‬
‫فرعية نعرضيا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬الستر؛ تستر اإلمام يوسف عمى أفسانة في بيتو بعد فرارىا من الشرطة‬
‫وتستغرق ىذه المقولة في أربعة مشاىد؛ من المشيد عشرون إلى المشيد الثالث والعشرون‬
‫(من ‪ 00.22.41‬إلى ‪.)00.28.29‬‬
‫األولى‪ :‬التقدير؛ تقدر الناس لإلمام يوسف‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في مشيدين‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫المشيد الرابع والعشرون والخامس والعشرون (من ‪ 00.28.30‬إلى ‪.)00.31.29‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬الشك؛ توجس أحد طمبة اإلمام يوسف منو خالل حضوره ألحد الدروس‬
‫الدينية ببيتو‪ ،‬بعد عثوره عمى حذاء أفسانة في أحد الغرف‪ ،‬تستغرق ىذه المقولة في مشيد‬
‫واحد المشيد السادس والعشرون (من ‪ 00.31.30‬إلى ‪.)00.37.47‬‬

‫‪200‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬السخري ‪ /‬الغواي ؛ سخرية أفسانة من تدين وورع اإلمام يوسف ومحاوالتيا‬
‫المتكررة إلغوائو‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة أربعة مشاىد؛ من المشيد السابع والعشرون إلى‬
‫المشيد الثالثون (من ‪ 00.37.48‬إلى ‪.)00.41.10‬‬
‫‪ ‬المقول الخامس ‪ :‬الخديع ؛ خديعة أفسانة لمحاج يوسف بسرقة حقيبتو الشخصية‪ ،‬وتستغرق‬
‫ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد الواحد والثالثون (من ‪ 00.41.11‬إلى ‪.)00.43.05‬‬
‫‪ ‬المقول السادس ‪ :‬إذعان الذات؛ اإلمام يوسف يكسر نفسو ويكفر عن شيرتو وحب الناس لو‬
‫باشتغالو حماال ليالً‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد الثاني والثالثون‬
‫(من ‪ 00.43.06‬إلى ‪.)00.44.04‬‬
‫‪ ‬المقول السابع ‪ :‬استمرار االبتزاز؛ استمرار ابتزاز شريف ألفسانة مقابل إطالق سراحيا من‬
‫السجن‪ ،‬تستغرق ىذه المقولة في خمسة مشاىد؛ من المشيد الثالث والثالثون إلى المشيد‬
‫السابع والثالثون ( من ‪ 00.44.05‬إلى ‪.)00.50.51‬‬
‫‪ ‬المقول الثامن ‪ :‬نكران الجميل‪ ،‬جحود أفسانة أمام مساعدة اإلمام يوسف ليا واصرارىا عمى‬
‫إىانتو وتجريحو‪ ،‬تستغرق ىذه المقولة في مشيدين؛ المشيد الثامن والثالثون والتاسع والثالثون‬
‫( من ‪ 00.50.52‬إلى ‪.)00.54.15‬‬
‫‪ ‬القضي الثالث ‪ :‬اإلحسان‪ ،‬الرد عمى األذى والكيد باإلحسان‪ ،‬وقد تم تناول ىذه القضية في‬
‫خمسة عشر مشيدا؛ موزعة عمى مدة زمنية قدرىا سبعة وعشرون دقيقة وسبعة وثالثون ثانية‬
‫(من ‪ 00.54.16‬إلى ‪)01.21.53‬؛ كما تنقسم ىذه القضية إلى خمسة مقوالت نجمميا في‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬الترصد؛ متابعة شريف ألفسانة واإلمام يوسف من أجل اإلطاحة بو وتشويو‬
‫سمعتو وتستغرق ىذه المقولة في مشيدين؛ المشيد أربعون وواحد وأربعون (من ‪00.54.16‬‬
‫إلى ‪.)00.55.38‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬الكيد؛ كيد أفسانة لإلمام يوسف وسعييا لمتنكيل بو وبمكانتو كرجل دين‬
‫وتستغرق ىذه المقولة في ثالثة مشاىد؛ من المشيد الثاني واألربعون إلى المشيد الرابع‬
‫واألربعون (من ‪ 00.55.39‬إلى ‪.)01.05.37‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬القدر نتيج أفعال البشر؛ تعرض حامد أخ أفسانة لحادث سيارة خطير‬
‫ودخولو في غيبوبة وعجزىا عن تسديد مستحقات المستشفى وتزايد نقمتيا عمى القدر‪ ،‬تستغرق‬

‫‪201‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫ىذه المقولة في خمسة مشاىد؛ من المشيد الخامس واألربعون إلى المشيد التاسع واألربعون‬
‫(من ‪ 01.05.38‬إلى ‪.)01.11.43‬‬
‫‪ ‬المقول الرابع ‪ :‬التضحي ‪ /‬اإليثار؛ تضحية اإلمام يوسف بنفسو وسمعتو وكرامتو في سبيل‬
‫مساعدة أفسانة والحفاظ عمى كرامتيا وشرفيا وتحقيق ىدايتيا وارشادىا إلى طريق اهلل‬
‫تستغرق ىذه المقولة في أربعة مشاىد؛ من الخمسون إلى المشيد الثالث والخمسون‬
‫(من ‪ 01.11.44‬إلى ‪.)01.20.26‬‬
‫‪ ‬المقول الخامس ‪ :‬اليقين؛ الثقة في اهلل وقبولو لدعاء اإلمام يوسف بشفاء حامد أخ أفسانة‬
‫واستيقاظو من الغيبوبة‪ ،‬تستغرق ىذه المقولة في مشيد واحد؛ المشيد الرابع والخمسون‬
‫(من ‪ 01.20.27‬إلى ‪.)01.21.53‬‬
‫‪ ‬القضي الرابع ‪ :‬الصبر؛ صبر اإلمام يوسف عمى مكائد شريف لو وتشويو سمعتو عند الناس‬
‫بسبب مساعدتو ألفسانة‪ ،‬ونفور الناس منو وعزوفيم عن الصالة خمفو في المسجد وتفرق‬
‫طمبتو وضياع مجده وشيرتو وسمعتو‪ ،‬وقد تم تناول ىذه القضية في ستة مشاىد؛ موزعة عمى‬
‫مدة زمنية قدرىا سبعة دقائق وعشرة ثواني (من ‪ 01.21.54‬إلى ‪ )01.29.49‬كما تم‬
‫تقسيميا إلى ثالثة مقوالت فرعية نفصميا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقول األولى‪ :‬االنتقام‪ /‬الغدر؛ انتقام شريف من اإلمام يوسف والتشيير بو لتشويو سمعتو‬
‫وسط الناس وتستغرق ىذه المقولة مشيد واحد؛ المشيد الخامس والخمسون‬
‫(من ‪ 01.21.54‬إلى ‪.)01.23.13‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬المقارطع ؛ ىجر الطمبة والناس لإلمام يوسف‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في‬
‫ثالثة مشاىد؛ من المشيد السادس والخمسون إلى المشيد الثامن والخمسون‬
‫(من ‪ 01.23.14‬إلى ‪.)01.28.24‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬التحريض؛ تحريض شريف الناس عمى اإلمام يوسف وأفسانة ودعوتيم إلى‬
‫ضرورة طردىما من الحي‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في مشيدين؛ المشيد التاسع والخمسون‬
‫والمشيد ستون (من ‪ 01.28.25‬إلى ‪.)01.29.49‬‬
‫‪ ‬القضي الخامس ‪ :‬الحق‪ /‬الفرج؛ ظيور براءة اإلمام يوسف ونجاحو في تحقيق ىداية وتوبة‬
‫أفسانة‪ ،‬وقد تم تناول ىذه القضية في آخر أربعة مشاىد من الفيمم موزعة عمى مدة زمنية‬

‫‪202‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫قدرىا عشرة دقائق واحدى عشرة ثانية (من ‪ 01.29.50‬إلى ‪ )01.39.39‬كما تم تقسيميا‬
‫إلى ثالثة مقوالت فرعية نفصميا في اآلتي‪:‬‬
‫األولى‪ :‬المواجه ‪ /‬االعتراف؛ اعتراف أفسانة ببراءة اإلمام يوسف وتعففو أمام‬ ‫‪ ‬المقول‬
‫غوايتيا وكيدىا ورد أذاىا باإلحسان والخير والمساندة‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة مشيد واحد‬
‫المشيد الواحد والستون (من ‪ 01.29.50‬إلى ‪.)01.32.57‬‬
‫‪ ‬المقول الثاني ‪ :‬الندم‪ /‬الحقيق ؛ ندم أفسانة عمى األذى الذي تسببت فيو لإلمام يوسف‬
‫وكشفيا لممجتمع عمى حقيقتو‪ ،‬وتستغرق ىذه المقولة في مشيدين؛ المشيد الثاني والستون‬
‫والثالث والستون (من ‪ 01.32.58‬إلى ‪.)01.38.12‬‬
‫‪ ‬المقول الثالث ‪ :‬النجاة‪ /‬التوب ؛ توبة أفسانة وعودة ثقتيا باهلل بعد الدرس الذي عممو إياىا‬
‫اإلمام يوسف ونجاة ىذا األخير بعد االمتحان واالبتالء اإلليي الذي وضع فيو‪ ،‬تستغرق ىذه‬
‫المقولة في آخر مشيد من الفيمم؛ المشيد الرابع والستون(من ‪01.38.13‬إلى ‪.)01.39.39‬‬

‫‪203‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫يمكن أن نمخص أطروحة الفيمم من خالل القضايا والمقوالت التي تشمميا في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)07‬يوضح قضايا ومقوالت أطروحة فيمم "الفضيحة"‪.‬‬

‫المدة الزمني‬ ‫المقوالت‬ ‫القضايا‬


‫من ‪ 00.02.35‬إلى ‪00.03.34‬‬ ‫الفقر؛ نكران اإللو‬ ‫‪1‬‬

‫األولى‬
‫الجمال بين‬ ‫‪2‬‬
‫من ‪ 00.03.35‬إلى ‪00.12.37‬‬ ‫المجتمع والنفاق الديني‬
‫الغواية والتودد‬

‫القضي‬
‫من ‪ 00.12.38‬إلى ‪00.22.40‬‬ ‫االستغالل‪ /‬االبتزاز‬ ‫‪3‬‬
‫من ‪ 00.22.41‬إلى ‪00.28.29‬‬ ‫الستر‬ ‫‪1‬‬
‫من ‪ 00.28.30‬إلى ‪00.31.29‬‬ ‫التقدير‬ ‫‪2‬‬
‫من ‪ 00.31.30‬إلى ‪00.37.47‬‬ ‫الشك‬ ‫‪3‬‬

‫القضي الثاني‬
‫من ‪ 00.37.48‬إلى ‪00.41.10‬‬ ‫السخرية‪/‬الغواية‬ ‫‪4‬‬
‫االبتالء‪ /‬االختبار‬
‫من ‪ 00.41.11‬إلى ‪00.43.05‬‬ ‫الخديعة‬ ‫‪5‬‬
‫من ‪ 00.43.06‬إلى ‪00.44.04‬‬ ‫إذعان الذات‬ ‫‪6‬‬
‫من ‪ 00.44.05‬إلى ‪00.50.51‬‬ ‫استمرار االبتزاز‬ ‫‪7‬‬
‫من ‪ 00.50.52‬إلى ‪00.54.15‬‬ ‫نكران الجميل‬ ‫‪8‬‬
‫من ‪ 00.54.16‬إلى ‪00.55.38‬‬ ‫الترصد‬ ‫‪1‬‬
‫من ‪ 00.55.39‬إلى ‪01.05.37‬‬ ‫الكيد‬ ‫‪2‬‬
‫القضي الثالث‬

‫من ‪ 01.05.38‬إلى ‪01.11.43‬‬ ‫القدر‬ ‫‪3‬‬ ‫اإلحسان‬


‫من ‪ 01.11.44‬إلى ‪01.20.26‬‬ ‫التضحية ‪/‬اإليثار‬ ‫‪4‬‬
‫من ‪ 01.20.27‬إلى ‪01.21.53‬‬ ‫اليقين‬ ‫‪5‬‬
‫من ‪ 01.21.54‬إلى ‪01.23.13‬‬ ‫االنتقام‪ /‬الغدر‬ ‫‪1‬‬
‫القضي الرابع‬

‫من ‪ 01.23.14‬إلى ‪01.28.24‬‬ ‫المقاطعة‬ ‫‪2‬‬ ‫الصبر‬


‫من ‪ 01.28.25‬إلى ‪01.29.49‬‬ ‫التحريض‬ ‫‪3‬‬
‫من ‪ 01.29.50‬إلى ‪01.32.57‬‬ ‫المواجية‪ /‬االعتراف‬ ‫‪1‬‬
‫الخامس‬

‫من ‪ 01.32.58‬إلى ‪01.38.12‬‬ ‫الندم‪ /‬الحقيقة‬ ‫‪2‬‬ ‫الحق‪ /‬الفرج‬


‫القضي‬

‫من ‪ 01.38.13‬إلى ‪01.39.39‬‬ ‫النجاة‪ /‬التوبة‬ ‫‪3‬‬

‫‪204‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعمي والبني الحجاجي في الخرطاب‪:‬‬


‫أوال‪ :‬القوى الفاعم ‪:‬‬
‫يحتوي فيمم ‪ the scandal‬عمى ثالث (‪ )03‬شخصيات رئيسة؛ تشكل القوى الفاعمة التي تتأسس‬
‫عمييا األطروحة الخطابية لمفيمم وستة (‪ )06‬شخصيات مساعدة‪ /‬ثانوية ؛ في مقدمة الشخصيات الرئيسة نجد‬
‫شخصية اإلمام يوسف‪ ،‬تمييا شخصية أفسانة‪ ،‬ثم شخصية شريف أما الشخصيات الثانوية فنجد كل من‬
‫شخصية والدة أفسانة وشخصية أخييا حامد‪ ،‬وشخصية جعفر‪ ،‬وشخصية مير از وشخصيتي أزيتا ورويا‬
‫صديقات أفسانة‪ .‬سيتم التركيز عمى صفات وأدوار الشخصيات الرئيسة باعتبارىا القوى الفاعمة التي يتمركز‬
‫حوليا الخطاب‪:‬‬

‫‪ .1‬شخصي اإلمام يوسف‪:‬‬

‫قام بأداء ىذه الشخصية الممثل اإليراني أكبر عبدي‪ ،‬تعد شخصية اإلمام يوسف القوة الفاعمة التي‬
‫يرتكز عمييا الخطاب الديني لمفيمم والرسالة األساسية التي يسعى صناع الفيمم إلى تمريرىا‪ ،‬حيث ظير في‬
‫‪ 345‬لقطة‪ ،‬تجسد شخصية اإلمام يوسف نمط التدين المثالي ومفيوم الدين في بعده األخالقي واإلنساني‬
‫المتسامي الذي يؤثِ ُر اآلخر عمى الذات ويعتبر حفظ كرامة اإلنسان المسمم وحمل ىموم المجتمع األولوية‬
‫القصوى لمدين ورسالتو وجوىره‪ ،‬وىو ما يتضح في قولو في المشيد الثامن والخمسون "رسالتنا إنقاذ الناس‬
‫وليس ىمنا العافية ألنفسنا"‪.‬‬

‫اإلمام يوسف؛ شخص زاىد تتضح مالمح فقره من خالل بيتو ومأكمو وممبسو‪ ،‬إمام مسجد يؤم الناس‬
‫في صمواتيم‪ ،‬ويفتح بيتو لمطمبة الشباب لتمقينيم دروس الدين‪ ،‬يختار صناع الفيمم ىذه الشخصية لتجسيد‬
‫مفاىيم اإليمان والتقوى واإلحسان في أقصى تجمياتيا‪ ،‬فالحالة اإليمانية العالية لإلمام يوسف تظير في ثقتو‬
‫الشديدة في اهلل وصبره عمى كل ابتالء واختبار يقع فيو بل أن إيمانو بمغ درجة اليقين التام بأنو سينجو من‬
‫أي مكيدة أو مكروه سيصيبو إضافة إلى رضاه بالقدر ميما يكن؛ وىو ما يتضح في قولو في المشيد الثاني‬
‫واألربعون "لقد وضع الحبيب هلل سمسمة في عنقي فميأخذني حيث يريد ىو‪ ،‬يا إليي أنت أعمم بي وأعمم بحالي‬
‫فأرفق بي رضيت برضاك يا رب"‪ ،‬وقولو أيضا في المشيد الثالث واألربعون "ال يوجد خوف فعندما يكون‬
‫حافظي ىو من أعرفو فإنو يحفظ الزجاج بجنب الحجر‪".‬‬

‫‪205‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫يجسد اإلمام يوسف مفيوم التقوى؛ من خالل خشيتو الشديدة من اهلل وطاعتو واستحضاره واستذكاره في‬
‫كل أفعالو وحركاتو وكالمو‪ ،‬فرغم الغواية التي تعرض ليا أكثر من مرة من قبل أفسانة التي تعد أكثر النساء‬
‫جماال وفتنة (حسب رؤية الفيمم) ومحاوالتيا المتعددة إليقاعو في المعصية إال أنو ظل صامداً أمام ىذا‬
‫االختبار ممتزما بغض البصر واالستغفار والدعاء طوال الوقت‪ ،‬يتجو مخرج الفيمم مسعود دىنامكي إلى‬
‫تصوير مفيوم التقوى في أقوى حاالتو؛ من خالل اإلمام يوسف الذي يحرق إصبعو بكوب الشاي الساخن‬
‫بعدما اىتز بدنو كامال عند رؤيتو لظل أفسانة وىي تتعمد إثارتو‪.‬‬

‫من جية أخرى؛ تجسد شخصية اإلمام يوسف مفيوم اإلحسان كقيمة أخالقية وانسانية واسالمية سامية‬
‫وكتجل لكمال اإليمان والتقوى‪ ،‬يتضح ذلك في رد اإلمام يوسف لألذى واالبتزاز والسخرية واالىانة وكل‬
‫وعطاء ومعروفاً فمقد ضحى بنفسو وسمعتو من أجل كرامتيا‬
‫ً‬ ‫حركات اإلغواء التي بدرت من أفسانة خي اًر‬
‫وانقاذىا من أىواء شريف الذي كان يطمبيا لزواج المتعة مقابل التنازل عن ديونيا لو وابقاء عائمتيا في البيت‬
‫الذي يممكوُ‪ ،‬لدى صناع الفيمم نزوع نحو تصوير اإلحسان كابتغاء خالص لوجو ورضا اهلل في مقابل‬
‫االعتبارات والتصورات التي يضعيا المجتمع‪ ،‬إذ ذاك يصبح اإلحسان لب وحقيقة اإليمان وجوىر اإلنسان؛‬
‫تتضح النزعة اإلنسانية لمفيوم اإلحسان في الفيمم من خالل قول اإلمام يوسف ألفسانة في المشيد الرابع‬
‫واألربعون‪ " :‬أن تصبح شيخاً فسيل ولكن أن تصبح إنساناً فصعب"‪.‬‬

‫في ذات السياق؛ يقترن اإلحسان بالدعوة إلى اهلل سبحانو وتعالى‪ ،‬فاإلحسان كقيمة أخالقية ومرتبة‬
‫إيمانية عالية وتجسد لمخير المطمق يعكس أخالق اإلسالم وفضل العبودية لينتيي بالدعوة اإلليية‪ ،‬فاليدف‬
‫من إحسان اإلمام يوسف ألفسانة ومساعدتيا كان إنقاذىا من طمع شريف وابت اززه ليا في المقام األول‬
‫وتحقيق ىدايتيا وتوبتيا وعودتيا لطريق اإللو في المقام الثاني؛ وىو ما يمثل الغاية األسمى لإلحسان‪ ،‬يتضح‬
‫ذلك في قولو ألفسانة في المشيد الثالث والخمسون‪" :‬إن اهلل يرى جميع خمقو حتى الذين يعيشون تحت دبوس‬
‫خريطة العالم ‪ ".‬وقولو ليا أيضا في ذات المشيد وىو يمنحيا نصيبو من ىدايا مجمس األمناء لتسدد بو ديون‬
‫شريف‪" :‬سددي الديون بيذه النقود وأما قضية أخيك فمن تحل إال بيد اهلل لقد دعونا أنا والناس ألخيك وأنت‬
‫أيضاً ادعي لو فإذا ذىبت إلى المستشفى ووجدت اهلل قد شفاه فرجاء ال تتكبري عمى اهلل وكوني صديقة لو"‪.‬‬

‫عمى صعيد آخر؛ ُيصور الفيمم قدرة اإلمام يوسف عمى التنبؤ بالمستقبل‪ /‬معرفة الغيب‪ ،‬وىو ما يتجمى‬
‫في أكثر من موقف ومشيد فمقد عمم بوجود أفسانة في بيتو دون أن يراىا‪ ،‬وعممو بالحفمة التي كانت ستأخذه‬
‫إليي ا ىي وصديقاتيا لمتنكيل بو والسخرية منو كرجل دين‪ ،‬إضافة إلى درايتو بحدوث مكروه في ىذه الحفمة‬

‫‪206‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫المختمطة؛ وىو قدوم الشرطة إلى المكان واعتقال الشباب الذين كانوا ىناك وافالت أفسانة وصديقاتيا من‬
‫ذلك بسبب توقعاتو ‪ ،‬استطاع اإلمام يوسف أيضا أن يعرف حديث أفسانة المتذمر من اإللو عندما كانت في‬
‫بيتيا ليعيده عمى مسامعيا فور لقائيا؛ مما جعل أفسانة في موقع حيرة ودىشة في كل مرة وىو األمر الذي‬
‫دفعيا إلى االعتقاد بأنو ساحر وتشبييو بالساحر األمريكي الشيير ديفيد كوبرفيمد‪.‬‬

‫‪ .2‬شخصي أفسان ‪:‬‬

‫تؤدي ىذه الشخصية الممثمة اإليرانية الناز شاكردوست‪ ،‬تعتبر أفسانة شخصية محورية في الفيمم‬
‫ومصدر الصراع والعقدة فيو؛ وىو ما ينعكس عمى مستوى ظيورىا في ‪ 413‬لقطة من مجمل شخصيات‬
‫العمل‪ ،‬تجسد أفسانة مفيومي الجمال والفقر في بعدىما اإلشكالي عمى المستوى الضيق لكن يختار صناع‬
‫الفيمم في مقابل ذلك أن تكون ىذه الشخصية صورة لتصدع المجتمع اإليراني ذو التوجو اإلسالمي عمى‬
‫المستوى الواسع‪.‬‬

‫تعبر أفسانة عن غضبيا وسخطيا من اإللو بسبب فقرىا والمعاناة الناتجة عنو؛ حيث تبين طيمة‬
‫أحداث الفيمم نزعة تشكيكية بشأن العدالة اإلليية في اعتقاد منيا بأن اهلل ال يرى الفقراء وال يسمع شكواىم‬
‫يظير ذلك في أول مشيد من الفيمم عندما تغمق أفسانة النافذة معبرة عن نفورىا من سماع اآلذان قائمة‪ " :‬إني‬
‫غاضبة من ىذا اإللو ومن جميع أوليائو‪ ،‬حتى إني أعتقد أن ليس لديو الوقت لمتابعة أوضاع المستأجرين‬
‫من أمثالنا الذين ُحكم عمييم بإخالء البيوت‪ ،‬ىم لدييم أضرحة وقباب فكيف ليم أن يفكروا بأمثالنا"‪ ،‬كما تقول‬
‫لإلمام يوسف في المشيد السابع واألربعون عندما يطمب منيا الدعاء ألخييا بالشفاء بعد الحادث الذي‬
‫تعرض لو‪" :‬لو كان دعاؤك مستجاباً لما كان وضعك بيذه الحال‪ ،‬ىو يحتاج اآلن إلى النقود بدل الدعاء‬
‫مكتب الدخول ال يقبل بالدعاء"‪ ،‬إضافة إلى حديثيا إلى أميا في المشيد الثاني والخمسون عندما تقول ليا‬
‫"افترضي يا أمي أن ىذه خريطة العالم وقد عمقيا اهلل بأربعة دبابيس عندما خمقيا وكما ترين أعطى أحدىم‬
‫المال واآلخر القصر واآلخر باخرة أما نحن فمكاننا تحت ىذا الدبوس بالضبط‪ ،‬إن اهلل ال يرانا وال يسمع‬
‫صوتنا لذلك يقولون ال تقع الحجر إال في طريق األعرج"‪.‬‬

‫يختار صناع الفيمم صورةً محددة ألفسانة؛ فيي شابة يافعة في غاية الجمال‪ ،‬يصبح جماليا مشكمة‬
‫عندما يتسبب ليا في مالحقة وتحرش الرجال كبيرىم وصغيرىم‪ ،‬يتحول األمر إلى استغالل وابتزاز بعدما‬
‫يعرض عمييا شريف ( تاجر غني يكبرىا سنا) زواج المتعة مقابل التنازل عن ديونيا لو والسماح لعائمتيا‬

‫‪207‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫ببقائيم في المنزل الذي يممكو بعدما حصل عمى حكم بإخالئو من المحكمة‪ ،‬يوضح الفيمم كيف يتحول جمال‬
‫المرأة إلى مشكمة تنتيي بتخمي الجميع عنيا في حالتي التعفف أو االستسالم لنزواتيم؛ فإن ىي تعففت مكر‬
‫الناس بيا وحاربوىا وان ىي خضعت فقد استغنت عن شرفيا وسمعتيا وىو ما ينتيي بالوحدة أيضا‪ ،‬يتجمى‬
‫ذلك في قول مير از صديق اإلمام يوسف في المشيد الخامس والعشرون‪" :‬لكل شيء ضريبة فالجمال ضريبتو‬
‫الوحدة والمال ضريبتو الحساب العسير وضريبة الشيرة الفضيحة والترصد من قبل اآلخرين"‪.‬‬

‫ويتميا‬
‫يوضح الفيمم بشيء من التفصيل تعاطي المجتمع مع المرأة الجميمة الضعيفة‪ ،‬ففقر أفسانة ُ‬
‫(يتيمة األب) ووضعية أميا المريضة المقعدة وصغر سن أخييا جعميا مطمعاً لمجميع‪ ،‬كما أن صورتيا‬
‫كامرأة سيئة السمعة؛ رسميا المجتمع وبالتحديد الرجال الذين يتجيون لوصفيا بالفاسقة ألنيا رفضت الرضوخ‬
‫لنزواتيم‪ ،‬تستغل أفسانة جماليا كامرأة لعوب تمتين اإلثارة واإلغواء حيث تنتيز ولع الرجال بيا ومالحقتيم‬
‫ليا لتقوم بسرقتيم؛ وىو ما يظير في سرقتيا لمحفظة جعفر وأموال وىاتف سائق األجرة‪ ،‬ما يقولو الفيمم بشأن‬
‫أفسانة أن فقرىا دفعيا لمسرقة لكنيا ترفض بيع شرفيا‪ ،‬يتضح ذلك في المشيد الخامس واألربعون عندما يقول‬
‫ليا أخوىا حامد‪" :‬أنت التي يجب أن تخجل‪ ،‬من ىذا الرجل الذي معك في السيارة أنا أعمل كي ال نبقى‬
‫جائعين ىل تعممين ما يقال عنك في الحي‪ ،‬وماذا عني؟" لترد عميو أفسانة‪ ":‬لو كنت كما تقول لما كان‬
‫وضعنا ىكذا" أما في المشيد الثامن والخمسون فيقول شريف لإلمام يوسف‪" :‬تأخذ أموال المجالس والمنابر‬
‫وتعطييا لفتاة فاسقة وتتوقع بعدىا أن يصمي الناس خمفك؟" ليرد عميو "لتمك الفتاة بعض األخطاء ولكنيا‬
‫ليست فاسقة"‪ ،‬فمقد كان اإلمام يوسف الوحيد الذي فيم حقيقة أفسانة وىو ما دفعو إلنقاذ شرفيا وكرامتيا‪.‬‬

‫يرسخ الفيمم أن ما وصمت إليو أفسانة صناعة مجتمع وأن غرورىا ِ‬


‫وحدتيا ولسانيا السميط آليات دفاع‬ ‫ُ‬
‫لمواجية ترصد أفراده ليا وسعييم المتواصل الستغالليا‪ ،‬تعكس شخصية أفسانة أزمة الثقة‪ /‬األخالق التي‬
‫يعيشيا المجتمع اإليراني اإلسالمي‪ ،‬وىو ما يتجمى في قناعتيا التامة بأن أي مظير لمتدين ىو مجرد إدعاء‬
‫وتظاىر‪ ،‬لذلك تشكل ليا شخصية اإلمام يوسف صدمة ترفض االعتراف بيا ليتحول األمر عندىا إلى ٍ‬
‫تحد‬ ‫ُ‬
‫إلغوائو واستسالمو ليا مقابل تحرش وترصد كل الرجال بيا خصوصا أولئك الذين يدعون اإليمان ويرتادون‬
‫عمى المساجد عمى غرار شخصية شريف‪ ،‬فتجربتيا مع المجتمع تحولت إلى قناعة ترفض وجود رجل تقي‬
‫يساعد امرأة فقيرة وجميمة لوجو اهلل حتى ولو كان رجل دين‪ ،‬كما أن االضطياد والظمم االجتماعي الذي‬
‫تعرضت لو حوليا إلى شخصية قاسية‪ ،‬انتقامية وعدوانية تستخدم الجمال قوةً لمجابية مجتمع يستغل‬

‫‪208‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫الضعفاء‪ ،‬النزعة االنتقامية والعدوانية ألفسانة تتضح بجالء في مكرىا وكيدىا وابتزازىا لإلمام يوسف رغم‬
‫إحسانو ليا وىو ما يمثل أقصى درجات الحقد عمى المجتمع وفقدان الثقة فيو‪.‬‬

‫‪ .3‬شخصي الحاج شريف‪:‬‬

‫قام بأداء ىذا الدور الممثل اإليراني محمد رضا شريفي نيا؛ حيث ظيرت ىذه الشخصية في ‪209‬‬
‫لقطة من الفيمم‪ ،‬يجسد الحاج شريف مفيوم النفاق في بعديو الديني واالجتماعي حيث يركز مخرج العمل‬
‫مسعود دىنامكي عمى تصوير ادعاء اإليمان والتدين الظاىري مقابل إضمار النوايا واألفعال السيئة‪ ،‬بنيت‬
‫ىذه الشخصية بشكل مناقض تماما لشخصية اإلمام يوسف في سعي إلبراز الفرق بيت حقيقة اإليمان وزيفو‪،‬‬
‫إذ ذاك تصبح شخصية الحاج شريف تمثال لمشر القابع خمف الرياء مقابل شخصية اإلمام يوسف التي تمثل‬
‫الخير النابع من اإليمان الصادق الحقيقي‪.‬‬

‫منذ البدء؛ يتجو صناع العمل إلبراز االختالفات والتناقضات بين ما يظيره الحاج شريف ويبطنو قوال‬
‫وفعال؛ ففي حي الفقراء الذي يقطنو وأمام الناس الذين يعرفونو يظير تاجر سجاد بسيط وبعيدا عن ىذا الحي‬
‫يممك شركة أعمال كبيرة‪ ،‬يتضح ذلك في المشيد الثاني عشر عندما تقول لو أفسانة‪" :‬أراك تمعب الدور بشكل‬
‫جيد‪ ،‬تؤدي دور الحاج الناسك في األحياء الفقيرة وىنا مكتب فخم وخدم وحشم‪ ،‬إن أمثالكم واهلل ىم من شوه‬
‫صورة المسممين‪".‬‬

‫يظير الحاج شريف رجال متدينا دائم التردد عمى المسجد‪ ،‬لكنو في األصل زير نساء‪ ،‬وىو األمر الذي‬
‫يتجمى في مطاردتو ألفسانة وابتزازىا الدائم بديون والدىا عنده وطردىا وتيديدىا بالطرد رفقة عائمتيا خارج‬
‫المنزل الذي يممكو وشرطو أن يتنازل عن كل ىذا مقابل ارتباطيا بو وفق ٍ‬
‫عقد مؤقت (زواج متعة)‪ ،‬يبرز‬
‫الفيمم شيوانية الحاج شريف التي ال تقتصر عن محاوالتو الستغالل أفسانة بل سبقتيا تجارب أخرى وىو ما‬
‫يتضح في تمميح سكرتيرتو في أحد المشاىد عندما تقول لو‪" :‬قمت في نفسي قد تحتاج ىذه المسكينة إلى‬
‫كوب ماء وسكر كاألخريات ‪ ،‬فألبقى لممساعدة‪".‬‬

‫يتظاىر الحاج شريف أمام الناس بنفوره من أفسانة والتحذير الدائم منيا بل أنو يصفيا بالفتاة الفاسقة‬
‫وسيئة السمعة‪ ،‬عمى عكس ذلك ال يتوقف عن مطاردتيا بعيدا عن األنظار‪ ،‬كما ينجح في إقناع الناس‬
‫بتدينو والتزامو؛ وىو ما يسعى صناع الفيمم إلى إب ارزه من خالل تبيين نزعة الناس إلى االحتكام لممظاىر‬
‫يتضح ذلك في المشيد السابع عندما تتذكر أفسانة موقف محاولتو لطردىا وعائمتيا من البيت متحججا بأنيا‬

‫‪209‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫فاسقة عمى الرغم من أن السبب الحقيقي رفضيا الخضوع لنزواتو قائمة‪" :‬دعوه وشأنو‪ ،‬الذنب ذنبكم من كثرة‬
‫ما قمتم لو حاجنا‪ ...‬حاجنا صدق الدور وتوغل فيو المتظاىر المرائي المخادع‪ ،‬أي حاج ىذا لقد شوه سمعة‬
‫كل الحجاج"‪.‬‬

‫يستمر تصوير استشراء النفاق في شخصية الحاج شريف؛ فعند عممو بأمر وقوف اإلمام يوسف إلى‬
‫جانب أفسانة يوظف أحد شباب الحي (جعفر) لمراقبتيما مدعيا خوفو عمى سمعة اإلمام يوسف من أي ورطة‬
‫قد تسببيا لو أفسانة إال أنو في الحقيقة يترصد تصرفاتيا منتظ ار ردىا عمى طمبو لزواج المتعة‪ ،‬وعندما يبمغو‬
‫جعفر بمنح اإلمام يوسف ألموال مجمس األمناء المخصصة لو (كيدايا سنوية) ألفسانة حتى تسدد ديون‬
‫الحاج شريف التي يبتزىا بشأنيا‪ ،‬يأمر ىذا األخير جعفر بنشر الفيديو الذي التقطو ليما خالل منحيا المال‬
‫في الحي الذي تقطن فيو‪.‬‬

‫يتحول نفاق الحاج شريف إلى نزوع لالنتقام من اإلمام يوسف الذي ساعد أفسانة وبالتالي تمكنيا من‬
‫تسديد الديون وافساد صفقة الحاج شريف في الحصول عمى أفسانة في إطار زواج متعة‪ ،‬ليباشر عممية‬
‫تحريض سكان الحي ضد اإلمام يوسف بأنو عمى عالقة بيذه الفتاة سيئة السمعة وبالتالي وجوب طردىا من‬
‫الحي يتجو صناع الفيمم إلى إظيار النفاق اليائل في ىذه الشخصية من خالل إدعائو الخوف عمى أبناء‬
‫الحي من االنحراف بسبب فساد رجل الدين وسوء سمعة أفسانة وىو ما يتجمى في قولو ليم في المشيد‬
‫الستين من الفيمم‪" :‬إذا فسد العالِم فسد العالَم‪ ،‬إذا فسد العالِم فسد العالَم‪ ،‬ال شأن لي برواد المسجد ما ييمني‬
‫ىو أنتم الباعة أىل الحي فإذا أراد رواد المسجد الصالة وراءه أو لم يصموا ال شأن لنا ولكن بالنسبة لنا فقد‬
‫فقدنا الشيخ يوسف يجب أن نخاف عمى فمذات أكبادنا كي ال ينحرفوا يجب أن نيبس جذور الفسق والفجور‬
‫في ىذا الحي سنتحرك باتجاه بيتيا حتى نخرج ىذه الفاسقة من الحي أال لعنة اهلل عمى الشيطان كثي ار"‪.‬‬

‫تباعاً؛ يتظاىر الحاج شريف بالخوف من اهلل وطمبو لممغفرة بسبب تأجيره لمبيت ألفسانة‪ ،‬حيث يتباكى‬
‫أمام سكان الحي مظي ار تأثره بخطئو‪ ،‬ليطمب منيم بعد ذلك رجم أفسانة في بيتيا وطردىا من الحي؛ وىو ما‬
‫أجرتو المرأة فاسقة يا رب سامحني عمى ما‬
‫يوضحو المشيد الواحد والستون في قولو‪" :‬ىذا البيت ممكي وأنا ّ‬
‫فعمت ىذه المرأة الفاسقة حرفت عابدا عن جادة الصواب بإغوائيا وأعماليا السيئة دمرت ثالثين سنة عبادة‬
‫ليذا العابد نعوذ باهلل من وساوس الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس‪ .‬لدي طمب‬
‫منكم الميمة احمموا أحجاركم ودمروا ىذا البيت الفاسد عمى رأس الفاسقة التي فيو‪".‬‬

‫‪210‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫يختار صناع فيمم "الفضيحة" شخصية الحاج شريف لتجسيد الوجو القبيح لمنفاق الديني من خالل‬
‫إظيار التدين والخوف من اهلل باألقوال مقابل النية المبيتة وتقصد إلحاق الضرر باآلخر في حال الشعور‬
‫بتيديد قد يطال المصمحة الخاصة‪ ،‬تبين ىذه الشخصية أيضا استخدام الدين لتحقيق المآرب الشخصية من‬
‫خالل طمب الحاج شريف زواج المتعة من أفسانة مقابل التنازل عن ديونيا‪ ،‬وىي الصيغة التي لم ير فييا‬
‫سوى تطبيقا لمشرع وتفاديا لمعالقة المحرمة‪ ،‬يأتي بناء ىذه الشخصية إلبراز التعاطي السطحي لممجتمع مع‬
‫الدين اإلسالمي وتعمقو بمظاىره مقابل حقيقتو وجوىره‪.‬‬

‫فيما يأتي جدول يوضح ظيور القوى الفاعمة لفيمم "الفضيحة" حسب المقطات‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬يوضح ظيور القوى الفاعمة لفيمم "الفضيحة" حسب عدد المقطات‪.‬‬
‫عدد لقرطات الظهور‬ ‫القوى الفاعم‬
‫‪ 413‬لقطة‬ ‫أفسانة‬
‫‪ 345‬لقطة‬ ‫اإلمام يوسف‬
‫‪ 209‬لقطة‬ ‫الحاج شريف‬
‫‪ 51‬لقطة‬ ‫جعفر‬
‫‪ 45‬لقطة‬ ‫مير از‬
‫‪ 32‬لقطة‬ ‫حامد‬
‫‪ 21‬لقطة‬ ‫أم أفسانة‬
‫‪ 15‬لقطة‬ ‫أزيتا‬
‫‪ 10‬لقطة‬ ‫رويا‬
‫‪ 78‬لقطة‬ ‫شخصيات أخرى‬

‫‪211‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫ثانيا‪ :‬البني الحجاجي لفيمم "الفضيح "‪:‬‬

‫ينزعُ الخطاب الديني في فيمم "الفضيحة" نزوعاً اجتماعيا؛ من خالل تصوره لعالقة الدين بالمجتمع في‬
‫مستويين‪ :‬مستوى الفيم‪ /‬التعاطي الظاىري مع الدين ومستوى الحالة االجتماعية الذي يحدث إرباكاً في‬
‫التدين‪ ،‬إذ ذاك يتجو الحجاج في الفيمم إلى االنطالق من ىذين المستويين في نوعين من الحجج؛ حجة‬
‫الدليل‪ /‬التمثيل والحجة المنطقية الواقعية‪:‬‬

‫‪ .1.1‬حج الدليل‪:‬‬

‫ييدف الفيمم إلى كسر الصورة النمطية الناجمة عن التعاطي الظاىري مع الدين و التدين من خالل‬
‫تمثيل ذلك في شخصيتي اإلمام يوسف والحاج شريف الذين يعكسان الدليل الذي يثبت ىذه األطروحة؛ فال‬
‫يعني التردد عمى المساجد والتحدث عن اإليمان واهلل حقيقة التدين وىو ما تم توضيحو في شخصية الحاج‬
‫شريف‪ ،‬كما ال يعني تعاطي رجل الدين مع امرأة سيئة السمعة أنو عمى عالقة محرمة بيا‪ ،‬عمى غرار ما‬
‫حدث مع اإلمام يوسف الذي ساعد أفسانة عمى سبيل اإلحسان محاوال إنقاذ كرامتيا وشرفيا حتى ال‬
‫تضيعيما بسبب فقرىا‪ ،‬تنبع ىذه األدلة‪ /‬األمثمة من أكثر النماذج االجتماعية تداوال وحدوثا كسبب رئيس في‬
‫اختالل المفيوم والممارسة عمى الصعيد االجتماعي وكتثبيت لمنزعة الظاىرية لممجتمع‪.‬‬

‫‪ .2.2‬العدال االجتماعي ؛ حج منرطقي ‪:‬‬

‫يعد الفقر وانعدام العدالة االجتماعية السبب الرئيس والمباشر في ارتباك الحالة الدينية واختالل مفيومي‬
‫الدين والتدين حسب األطروحة الخطابية لمفيمم‪ ،‬يتضح ذلك من خالل شخصية أفسانة التي كانت شديدة‬
‫التذمر من اإللو وكل أشكال الدين (اآلذان) والتدين الذي كانت ترى فيو مجرد إدعاء وتظاىر‪ ،‬حيث تتساءل‬
‫عن سبب تمتع األغنياء بالمال والقصور والترف ومعاناة الفقراء المحرومين من أدنى شروط الحياة إلى الحد‬
‫الذي يصل فيو رجل ثري يدعي اإليمان إلى استغالل فقرىا وابتزازىا بزواج المتعة‪ ،‬ال يتوقف استغالل شريف‬
‫ألفسانة فقد‪ ،‬فقد استغل قبميا الكثير من الفتيات الفقيرات كما سبق ووضحنا في وصف القوى الفاعمة لمفيمم‪،‬‬
‫كما استغل أيضا جعفر؛ الشاب الفقير الذي وظفو لترصد أفسانة واإلمام يوسف‪ ،‬إذ ذاك يصبح الدين عباءة‬
‫لسيطرة المال‪ /‬السمطة عمى المجتمع‪ ،‬كما أن الدعوة إلى هلل وارساء دعائم مجتمع إسالمي ال يمكن أن تتأتى‬
‫في غياب العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخرطاب؛ تعالق االجتماعي والسياسي بالديني‪:‬‬

‫يتجو الخطاب الديني في الفيمم اإليراني "الفضيحة" إلى إبراز الفساد األخالقي المرتبط بإدعاء التدين‬
‫واقتصار الدين عمى المظاىر في المجتمع اإليراني‪ ،‬يقعُ ىذا الطرح ضمن سياق اجتماعي وسياسي أوسع‬
‫تمت اإلحالة إليو بشكل إيحائي رمزي؛ حيث يمكن القول أنو يمثل المسكوت عنو (‪ )Le non Dit‬في الفيمم‪،‬‬
‫يحيل الخطاب إلى فساد السمطة الدينية المتحكمة في الشأن السياسي في إيران في ظل الحكم المطمق لوالية‬
‫الفقيو التي يقوم عمييا نظام الحكم اإلسالمي في إيران الذي تأسس بعد انتصار الثورة اإلسالمية سنة‬
‫‪.1979‬‬

‫تعود فكرة والية الفقيو إلى الشيعة اإلمامية الذين يقولون أن النبي صمى اهلل عميو وسمم قد عين عمياً‬
‫لإلمامة باالسم والنص المباشر‪ ،‬وان ىذه اإلمامة تستمر كذلك في ابنيو الحسن والحسين وتتسمسل بشكل‬
‫وراثي عمودي في ذرية الحسين‪ ،‬وكل إمام يوصي لمن بعده إلى أن تبمغ اإلمام الثاني عشر الميدي الغائب‬
‫المنتظر؛ فجوىر النظرية اإلمامية يعتمد عمى القول بعدم جواز خمو األرض من قائم هلل بالحجة (اإلمام)‬
‫ويجب أن يكون معصوما‪ ،‬فيو مشرع ومبمغ عن اهلل يتصف بالعمم المدني اإلليي ويوحى إليو من اهلل‬
‫باإلليام‪ ،‬حتى ذىب بعض المناوئين لمشيعة إلى اعتبار أن اإلمامة ىي النبوة وتخالف ما تسمى بعقيدة ختم‬
‫‪1‬‬
‫النبوة‪.‬‬

‫ولكن بعد وفاة اإلمام الحادي عشر اإلمام الحسن العسكري‪ ،‬واستمرار الغيبة الكبرى لإلمام الثاني عشر‬
‫(الميدي المنتظر) ثم بدأت فكرة القول بنقل وظائف الميدي المنتظر فنتج عن ذلك القو ُل واالعتقاد بوالية‬
‫الفقيو‪ ،‬وىي تعني أن يقوم الفقيو الشيعي (ال غيره) مقام اإلمام الغائب‪ ،‬بحيث يكون لو ما لمغائب من‬
‫التقديس‪ ،‬والتعظيم‪ ،‬والخضوع‪ ،‬واالنقياد ألوامره واجتياداتو‪ ،‬وال يحل ألحد أن يعترض عمى الفقيو؛ ألن‬
‫‪2‬‬
‫المعترض عميو معترض عمى اهلل‪.‬‬

‫الولي الفقيو أو المرشد األعمى لمبالد يمثل أعمى سمطة دينية وسياسية في إيران حيث تفوق وتتجاوز‬
‫حتى سمطة رئيس الجميورية‪ ،‬يتمتع الولي الفقيو بالسمطة المطمقة التي تخول لو التدخل في كل شيء في‬
‫البالد من الشأن السياسي‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الديني‪ ،‬العسكري إلى أصغر األشياء والتفاصيل‪ ،‬تقمد‬

‫‪ -1‬شفيق شقير‪ :‬نظرية والية الفقيو وتداعياتيا في الفكر السياسي اإليراني المعاصر‪،www.studies.aljazeera.net ،‬‬
‫تاريخ التصفح‪.2019 /07 /29 :‬‬
‫‪ -2‬أنظر والية الفقيو‪ ،www.ar.islamway.net :‬تاريخ التصفح‪.2019 /07 /29 :‬‬

‫‪213‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫ىذا المنصب روح اهلل الخميني قائد الثورة اإلسالمية ومؤسس جميورية إيران اإلسالمية بعد انتصار الثورة‬
‫سنة ‪ 1979‬وبعد وفاتو استمم المنصب عمي خامنئي منذ سنة ‪ 1989‬إلى يومنا ىذا‪ ،‬تبعا لذلك أصبح‬
‫يصطمح عمى نظام الحكم في إيران نظام الماللي‪ /‬المال (جمع مولى) في إشارة لسيطرة رجال الدين عمى‬
‫الحكم في إيران ليس فقط عمى مستوى المنصب المرشد األعمى لمبالد بل عمى مستوى جميع الييئات‬
‫التشريعية‪ ،‬القضائية والتنفيذية‪.‬‬

‫تتجمى السمطة المطمقة لمولي الفقيو في قول الخميني‪ :‬وال بد أن أوضح أن الحكومة (والية الفقيو) شعبة‬
‫من والية رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم المطمقة‪ ،‬وواحدة من األحكام األولية لإلسالم‪ ،‬ومقدمة عمى جميع‬
‫األحكام الفرعية حتى الصالة والصوم والحج‪ ..‬وتستطيع الحكومة (والية الفقيو) أن تمغي من طرف واحد‬
‫االتفاقات الشرعية التي تعقدىا مع الشعب إذا رأتيا مخالفة لمصالح البمد واإلسالم‪ ،‬إن الحكومة تستطيع أن‬
‫تمنع مؤقتا في ظروف التناقض مع مصالح البمد اإلسالمي إذا رأت ذلك‪ ،‬أن تمنع من الحج الذي يعتبر من‬
‫‪1‬‬
‫الفرائض الميمة اإلليية‪ .‬وما قيل حتى اآلن وما قد يقال ناشئ من عدم معرفة الوالية المطمقة اإلليية"‪.‬‬

‫ُيصطمح أيضا عمى نظام الحكم اإلسالمي في إيران بنظام العمائم؛ نسبة إلى العمائم التي يرتدييا‬
‫رجال الدين؛ "العمامة عند الشيعة نوعان بيضاء وسوداء‪ ،‬فأما البيضاء يرتدييا عموم رجال الدين أو طالب‬
‫الحوزة العممية‪ ،‬أما العمامة السوداء فيرتدييا رجل الدين الذي يعود نسبو إلى بني ىاشم؛ أي إلى ساللة‬
‫الرسول محمد صمى اهلل عميو وسمم أو عمي بني أبي طالب عميو السالم"‪ ،2‬يرجع نسب كل من الولي الفقيو‬
‫السابق؛ الخميني والحالي خامنئي إلى عمي بن أبي طالب عمى الرغم من تناول العديد من المراجع "أن‬
‫الخميني ادعى النسب الياشمي ألن أصولو من اليند"‪.3‬‬

‫في فيمم "الفضيحة" يجسد مسعود دىنامكي مؤلف ومخرج العمل الولي الفقيو‪ /‬المرشد األعمى لمثورة‬
‫اإلسالمية ومن خاللو السمطة الدينية في إيران في شخصية الحاج شريف‪ ،‬حيث يرمز لمعباءة والعمامة‬
‫السوداء التي يرتدييا الوالي الفقيو في القبعة السوداء والطقم األسود الذين يظير بو طوال الفيمم‪ ،‬إذ ذاك تسقط‬
‫صفات ىذه الشخصية وتصرفاتيا عمى شخصية الولي الفقيو في إيحاء لفساد السمطة الدينية وانعكاسات ذلك‬

‫‪ -1‬شفيق شقير‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬سممان الظفيري‪ :‬عمماء الشيع والنسب الهاشمي‪ ،‬موقع وكالة االستخبارات المركزية‪ ،www.cia.gov ،‬تاريخ التصفح‪:‬‬
‫‪.2019 /07 /29‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫عمى وضع المجتمع اإليراني المتصدع بفعل تصاعد الخطاب الديني وتزايد سطوتو مقابل انحدار الظروف‬
‫االجتماعية وانتشار الفقر وغياب العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫تشابو مظير شخصية الحاج شريف (عمى اليسار) مع المرشد األعمى‪/‬الولي الفقيو لجميورية إيران‬
‫اإلسالمية عمي خامنئي (عمى اليمين)‪.‬‬

‫لقطة من الفيمم توضح تشابو مظير وحركة جسد شخصية الحاج شريف (عمى اليسار) مع المرشد‬
‫األعمى‪ /‬الوالي الفقيو لجميورية إيران اإلسالمية عمي خامنئي‪.‬‬

‫يتجمى مفيوم السمطة في ثراء الحاج شريف واستغاللو لمفقراء‪ ،‬فمن سمطة المال تتأتى السمطة السياسية‬

‫وىو ما يتجمى في قول أفسانة في المشيد السابع واألربعون وىي تتحدث عن الحاج شريف‪ " :‬المسيطر مالياً‬
‫ىو المسيطر سياسياً‪ ،‬يريد أن أجاريو بأي طريقة"‪ ،‬فعمى الرغم من الخطاب الديني في الفيمم يتخذ منحى‬
‫اجتماعي بحت مع إضمار شديد لرسائمو السياسية إلى أن ىذه الجممة (المسيطر مالياً ىو المسيطر سياسياً)‬

‫‪215‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫التي تبدو خارجة عن مضمون الفيمم وسياقو الظاىر تحيل بشكل واضح إلى السمطة الدينية الفاسدة في إيران‬
‫التي تمثل السياق الضمني المسكوت عنو في إيران‪.‬‬

‫تباعاً؛ تسقط صفات‪ :‬النفاق والخداع والتظاىر والرياء عمى نظام الولي الفقيو ومن خاللو السمطة‬
‫الدينية في إيران؛ فعمى الرغم من أن اإلسالم يدعو بشكل أساسي إلى إرساء العدالة االجتماعية والحفاظ عمى‬
‫كرامة المسمم إال أن النظام اإلسالمي‪ /‬اإلسالم السياسي الذي أقرتو الثورة اإلسالمية منذ قيام الجميورية‬
‫اإليرانية اإلسالمية سنة ‪ 1979‬إلى اليوم؛ أي لمدة أربعون سنة كاممة لم يجمب لممجتمع اإليراني سوى الفقر‬
‫المدقع والمستوى المعيشي المنخفض واالنييار االجتماعي عمى جميع المستويات‪ .‬إذ ذاك تعكس السمطة‬
‫ِ‬
‫فالظاىر تمسك‬ ‫الدينية الفاسدة ومن خالليا الولي الفقيو النفاق الديني الذي تجسد في شخصية الحاج شريف‬
‫بالدين ودفاع عن مبادئ الدولة اإلسالمية (مثمما كان يدافع الحاج شريف عمى اإلسالم وسمعة الحي نفاقا‬
‫وخداعا من عالقة أفسانة باإلمام يوسف) والباطن فساد ومصمحة واستغالل‪.‬‬

‫ف ِوفقا إلحصاءات سنة ‪ 2018‬وبموجب المؤشرات العالمية؛ ‪ 70‬بالمائة من المجتمع اإليراني يرزحون‬
‫تحت خط الفقر‪ ،‬حيث أن حوالي ‪ 50‬مميون شخص دون خط الفقر؛ ‪ 16‬إلى ‪ 20‬مميون منيم يعيشون في‬
‫دائرة الفقر المطمق‪ .‬أما فيما يتعمق باإلحصاءات الخاصة بمعدل البطالة يعمل شخص واحد من كل ‪06‬‬
‫أشخاص في المجتمع اإليراني وما يقارب ‪ 20‬مميونا من الشباب في أعمار ‪ 15‬إلى ‪ 29‬عاما عاطمون عن‬
‫‪1‬‬
‫العمل‪.‬‬

‫وقد ورد في تقرير لممجمس القومي لممقاومة اإليرانية‪2‬؛ تم نشره بصحيفة ‪ The Sun‬البريطانية سنة‬
‫‪ 2019‬أن الفقر المدقع يدفع باإليرانيين إلى بيع أعضائيم بسبب الحاجة وانحدار المستوى المعيشي‪ ،‬حيث‬
‫الر‪ ،‬والكبد مقابل ‪ 50‬ألفاً‪ .‬وتُباع القرنيات مقابل ‪ 20‬ألف دو ٍ‬
‫الر‬ ‫تعرض الكمى لمبيع مقابل ‪ 10‬آالف دو ٍ‬
‫ونخاع العظم مقابل ‪ 10‬آالف كما أن الرئات وبالزما الدم تُباع كذلك‪ .‬ووفقاً لذات التقرير‪ ،‬فإن آالف الكمى‬
‫تباع سنوياً في إيران‪ ،‬أغمب بائعييا أعمارىم بين ‪ 22‬و‪ 34‬عاماً‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫عاما من الفقر والكوارث االجتماعية في إيران‪ ،www.arabic.mojahedin.org ،‬تاريخ التصفح‪/07 /30 :‬‬
‫‪ -‬أنظر‪ً 40 :‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ -2‬المجمس القومي لممعارضة اإليرانية؛ حزب معارض إيراني مقره باريس فرنسا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Mark Hodge : BLOOD TRADE Iran’s legal organ market where sick brokers make £45K a‬‬
‫‪month preying on the poor, www.thesun.co.uk, Seen : 30/ 07/ 2019.‬‬

‫‪216‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫فعمى الرغم من أن اإليرادات الناجمة عن بيع النفط خالل السنوات األخيرة حوالي ‪ 800‬مميار دوالر‬
‫إلى غالبية الشعب اإليراني يعيش تحت خط الفقر بسبب الفساد والنيب الواسع والمستشري لنظام الماللي‬
‫حيث قدرت السفارة األمريكية في بغداد مؤخ اًر الثروة الشخصية لعمي خامنئي المرشد األعمى‪ /‬الولي الفقيو‬
‫‪1‬‬
‫لمنظام اإليراني بـ ‪ 200‬مميار دوالر‪.‬‬

‫يرصد فيمم "الفضيحة" الواقع االجتماعي المزري في إيران‪ ،‬وىو األسموب الذي ال ينتيجو مؤلف‬
‫ُ‬
‫ومخرج العمل مسعود دىنامكي فقط بل نزعة تطغى عمى غالبية األفالم الواقعية اإليرانية التي تصور عمق‬
‫معاناة المجتمع اإليراني‪ ،‬من خالل شخصية أفسانة يصور الفيمم فقرىا المدقع وحالتيا االجتماعية الصعبة‬
‫التي تدفعيا لمسرقة وتعرضيا لممساومة واالبتزاز‪ ،‬يطرح الفيمم عبر ىذه شخصية أفسانة أيضا مسألة استجار‬
‫البيوت في إيران؛ "حيث تكشف اإلحصاءات الرسمية اإليرانية أن عدد الم ِ‬
‫ؤجرين في إيران يشكمون ‪37‬‬
‫بالمائة من عدد سكان البالد بينما بمغ عدد أصحاب المساكن في إيران نحو ‪ 50‬بالمائة‪ ،‬أما ‪ 17‬بالمائة‬
‫المتبقية فيم في الحقيقة أصحاب المساكن الرديئة أو المشردين الذين خرجوا من نطاق اإلحصاء بين‬
‫العشوائيات وىوامش المدن"‪.2‬‬

‫تباعاً؛ يرصد الفيمم أيضا قضية عمالة األطفال في إيران؛ من خالل شخصية حامد أخ أفسانة الذي‬
‫يضطر لمعمل ليال في تنظيف السيارات عمى قارعة الطريق متظاى اًر بأنو يحضر دروسا خصوصية وتعرضو‬
‫لحادث سيارة خالل عممو الذي كاد أن يفقده حياتو‪ ،‬تسمط السينما اإليرانية الضوء بشكل كبير عمى مسألة‬
‫عمالة األطفال وتسربيم المدرسي والتيديدات والمخاطر التي يتعرضون ليا أثناء العمل‪ ،‬فال تكاد تخمو‬
‫األفالم من مشاىد أطفال يقومون بأعمال مختمفة؛ بين البسيطة والشاقة‪ ،‬ففي فيمم السبورات السوداء‬
‫‪ )2000( Black Boards‬يتم التعرض الشتغال األطفال في مجال تيريب السمع خالل الحرب اإليرانية‬
‫العراقية‪ ،‬وىناك أفالم تتخذ من قضية عمالة األطفال في ظل االنييار االجتماعي موضوعا كامالً؛ عمى‬
‫غرار فيمم باران ‪ )2001( Baran‬وفيمم زمن الخيول الثممة ‪.)2000( A time for drunken horses‬‬

‫‪ -1‬مجيد حريري‪ :‬ثروة عمي خامنئي ولي فقيو النظام اإليراني‪ ،www.iranbelaaghnea.com ،‬تاريخ التصفح‪/07 /30 :‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪2‬‬
‫عاما من الفقر والكوارث االجتماعية في إيران‪ ،www.arabic.mojahedin.org ،‬تاريخ التصفح‪/07 /30 :‬‬
‫‪ -‬أنظر‪ً 40 :‬‬
‫‪.2019‬‬

‫‪217‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫وقد تم رصد تفاقم وضعية عمالة األطفال في إيران في العديد من تقارير ىيئات ومنظمات حقوق‬
‫اإلنسان؛ فحسب تقرير منظمة حقوق اإلنسان ‪: 1Human Rights Watch‬‬

‫‪ُ o‬يجبر سبعة ماليين طفل إيراني عمى العمل قبل أن يبمغوا السن القانوني لمعمل في إيران‬
‫(‪ 15‬سنة)‪.‬‬
‫‪ ٪30 o‬من ىؤالء األطفال ال يذىبون إلى المدرسة‪.‬‬
‫‪ ٪ 31 o‬منيم تتراوح أعمارىم بين ‪ 6‬و‪ 11‬سنة‪.‬‬
‫‪ ٪ 9 o‬منيم دون سن ست سنوات‪.‬‬
‫‪ ٪60 o‬منيم ىم المصدر الوحيد لمدخل في عائالتيم‪.‬‬
‫‪ ٪90 o‬منيم تعرضوا لالعتداء الجنسي‪.‬‬
‫‪ ٪45 o‬منيم يعانون من أمراض مثل اإليدز والتياب الكبد وسوء التغذية وضيق التنفس‬
‫وانخفاض الوزن واألمراض الجمدية واالضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ o‬تتراوح ساعات العمل من ‪ 06‬ساعات كحد أدنى إلى ‪ 19‬ساعة كحد أقصى‪.‬‬
‫‪ o‬أجبر المئات منيم عمى االتجار بالمخدرات‪.‬‬
‫‪ o‬يتم قتل الكثير من أجل أعضائيم‪.‬‬
‫‪ o‬قمة منيم يحصمون عمى الرعاية الطبية‪.‬‬

‫لقطة من الفيمم توضح عمل الطفل حامد أخ أفسانة في تنظيف واجيات السيارات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- see Child Labour in Iran, www.hrw.org, Seen: 01/ 08/ 2019.‬‬

‫‪218‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫لقطة من الفيمم توضح تعرض الطفل حامد لحادث أثناء عممو‪.‬‬

‫يسعى الفيمم إلى إيصال الرسالة المسكوت عنيا؛ إلبراز الوضع االجتماعي الذي آلت إليو إيران بسبب‬
‫انييار االقتصاد العائد إلى فساد السمطة الدينية التي تستنزف ثروات البالد لمحفاظ عمى النظام القائم حيث‬
‫يوضح تقرير لممركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات أن عمميات الصرف والتفويت المالي في إيران تجري‬
‫بعيدا عن أي رقابة حكومية؛ ويكون الغطاء دائما ىو االحتراز من أعداء الثورة اإلسالمية والحفاظ عمى‬
‫النظام‪ ،‬ونتيجة ليذه الممارسات أُسِّست طبقة كاممة من الزبائن وأثرياء األيديولوجية الذين يقايضون والءىم‬
‫لمنظام الحاكم باالمتيازات التي يحصمون عمييا‪ ،‬ويؤدون دور الوسطاء بين قيادة النظام‪ ،‬والقوى التي تقوم‬
‫‪1‬‬
‫بتأمين االستقرار ومواجية أي تحرك اجتماعي معارض‪.‬‬

‫يشير التقرير أيضا إلى أن استمرار تكريس ىذا الوضع يعود إلى وجود ثروة كبيرة تحت تصرف‬
‫مؤسسات وتنظيمات ثورية تابعة لممرشد األعمى إليران عمي خامنئي؛ ال تممك الحكومة أي رقابة عمييا‪ ،‬مثل‬
‫الحرس الثوري ومؤسسة خاتم األنبياء ومؤسسة القدس الرضوي ومؤسسة الباسيج ومؤسسة المستضعفين‬
‫ومؤسسة إمداد اإلمام ومؤسسة الشييد‪ ،‬وأما الريع النفطي فيمثل المورد األساسي ليذه الشبكة الواسعة من‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫عمى صعيد آخر؛ يشير مؤلف ومخرج الفيمم مسعود دىنا مكي إلى االستبداد الديني لنظام الولي الفقيو‬
‫من خالل مشيد توجو الحاج شريف وسكان الحي بتحريض منو إلى بيت أفسانة ورمييا بالحجارة‪ ،‬يظير ىذا‬

‫‪ -1‬رشيد شيموح‪ :‬الفساد المالي واالقتصادي في إيران؛ قضايا وتحديات‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪،2013 ،‬‬
‫ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫االستبداد أيضا في مشيد مداىمة شرطة األخالق‪ /‬اإلرشاد حفمة شبابية مختمطة واعتقال الشباب‪ ،‬وىو ذات‬
‫االستبداد الذي يممح لو في مشيد يطمب فيو الحاج شريف من أفسانة تغطية مقدمة رأسيا بالحجاب بعدما‬
‫كان شعرىا مكشوفاً خالل تواجدىا في شركتو؛ في إحالة لتدخل شرطة اإلرشاد اإليرانية في كل التفاصيل‬
‫حتى فيما يتعمق بمباس وحجاب المرأة حيث تكشف الكثير من التقارير اإلخبارية المكتوبة والمصورة عن‬
‫‪1‬‬
‫العنف الذي يصل حد الضرب و التنكيل بالنساء المواتي ال يرتدين الحجاب بالشكل المطموب‪.‬‬

‫وحسب تقرير منظمة العفو الدولية لسنة ‪2018‬؛ خرج عشرات اآلالف من الرجال والنساء إلى الشوارع‬
‫عمى مدار العام لالحتجاج عمى الفقر والفساد والقمع واالستبداد‪ ،‬حيث خرجت مظاىرتان رئيسيتان عمى‬
‫امتداد البالد خالل شيور يناير‪ ،‬يوليو وأغسطس وقامت قوات األمن بتفريق المظاىرات بعنف بضرب‬
‫المتظاىرين العزل‪ ،‬واستخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل لمدموع وخراطيم المياه ضدىم‪ ،‬مما تسبب في وقوع‬
‫وفيات واصابات‪ .‬خالل شير يناير ألقي القبض عمى نحو ‪ 5‬آالف متظاىر‪ .‬وقال المتحدث باسم السمطة‬
‫القضائية إن ‪ 25‬متظاى اًر قتموا‪ ،‬وفي يوليو وأغسطس تم اعتقال أكثر من ‪ 100‬متظاىر‪ .‬وقتل أحد‬
‫‪2‬‬
‫المتظاىرين عمى األقل‪ .‬ولم تتم محاسبة أي مسؤول‪.‬‬

‫إيحاء وتمميحا لمولي الفقيو فقط بل تصبح‬


‫ً‬ ‫تصبح شخصية الحاج شريف‬
‫ُ‬ ‫في فيمم "الفضيحة" ال‬
‫شخصية أفسانة أيضا صورةً وتجسيدا لممجتمع اإليراني الذي يعاني تحت وطأة فساد السمطة الدينية التي‬
‫تستبده وتضطيده باسم اإللو والقوة المطمقة التي يمنحيا لمولي الفقيو نائب اإلمام الميدي المنتظر (حسب‬
‫الشيعة) في مقابل نيبيا لثرواتو وأموالو باسم الدين أيضا؛ وىو ما يتجمى في تصوير العالقة بين الحاج‬
‫شريف وأفسانة إضافة إلى الموحة الدعائية لمفيمم التي تُصور أفسانة جالسة وفوقيا صورة الحاج شريف بقبعتو‬
‫السوداء في داللة لممجتمع اإليراني الفقير الذي يرزح تحت سطوة الولي الفقيو بعمامتو السوداء ومن خاللو‬
‫السمطة الدينية التي يمثميا رجال الدين النافذين في جميورية إيران اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬امرأة تتعرض لمضرب في إيران بحجة عدم ارتدائيا الحجاب بشكل كامل‪ ،‬قناة الحرة عمى موقع يوتيوب‪:‬‬
‫‪.www.youtube.com‬‬
‫‪ -2‬أنظر تقرير منظمة العفو الدولية؛ إيران ‪ ،www.amnesty.org :2018‬تاريخ التصفح‪.2019 /08 /02 :‬‬

‫‪220‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫الممصقة الدعائية ‪/‬اإلشيارية لفيمم "الفضيحة (‪.)2013‬‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬موقع قاعدة بيانات األفالم عمى اإلنترنت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- www.imdb.com, Seen the : 02/ 08/ 2019.‬‬

‫‪221‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫عمى المستوى البصري؛ ال يتوقف الفيمم عن اإليحاء‪ /‬التمميح إلى أثر السمطة الدينية عمى األوضاع‬
‫االقتصادية وانعكاساتيا االجتماعية في إيران من جية ومحدداً موقفو (الفيمم) منيا من جية أخرى‪ ،‬ففي‬
‫مشيدين يصور مسعود دىنامكي لقطتين في بيت اإلمام يوسف يكرر فييما ظيور صورة المرشد األعمى‬
‫السابق وقائد الثورة اإليرانية الخميني إلى جانب صورة رجل معاق يتضح فيما بعد أن اإلمام يوسف يقوم‬
‫اقتداء بو وتمجيدا لمثورة اإلسالمية‬
‫ً‬ ‫الخميني‬
‫بمساعدة أسرتو الفقيرة‪ ،‬قد يبدو أن اإلمام يوسف يضع صورة ُ‬
‫اإليرانية لكن تواجد صورة الرجل المعاق الفقير إلى جانبيا عمى الطاولة وحرص المخرج عمى تركيز إبرازىما‬
‫معاً يحيل عمى فعمو ما كرسو الخميني وما تفعمو السمطة الدينية بعده باسم الدين بالمجتمع اإليراني الذي‬
‫يغرق في الفقر؛ إذ تصبح إعاقة الرجل إعاقة مجتمع بكاممو تسبب فييا النظام تحت طائمة الدين‪.‬‬

‫لقطة من الفيمم‪ :‬صورة مؤسس الجميورية اإلسالمية اإليرانية آية اهلل الخميني (عمى اليمين)‬

‫وصورة الرجل المعاق الفقير عمى (اليسار)‪.‬‬

‫يرسخ مسعود دىنامكي مؤلف ومخرج الفيمم أطروحتو الخطابية من خالل ىذا السياق السياسي‬
‫واالجتماعي اإليرانيين في آخر مشيد من الفيمم‪ ،‬عندما يصور اإلمام يوسف يؤدي الصالة خارج المسجد‬
‫الذي يظير بابو مغمقاً ليمتحق بو كل سكان المدينة لمصالة خمفو عند ظيور الحقيقة بعد أن قاطعوه بفعل‬
‫تحريض ووشاية الحاج شريف ضده‪ ،‬يجسد ىذا المشيد رسالة الفيمم التي تقضي فصل الدين عن السياسة‬
‫مطمب بإخراج السياسة والمال من عباءة‬
‫ٌ‬ ‫ففي مشيد صالة اإلمام يوسف خارج المسجد الذي يرمز لمدين‬
‫الدين ودعوة إليقاف اضطياد المجتمع واستنزافو باسم اإلسالم الذي تطوعو سمطة الولي الفقيو حسب‬
‫مصالحيا ورغباتيا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫تتأكد ىذه الرسالة‪ /‬الدعوة في المشيد السادس والخمسين من الفيمم عندما يأتي أحد طمبة اإلمام يوسف‬
‫ليخبره بأنو سيغادر إلى بالده وبأنو لم يعد يمكنو مواصمة الدراسة عنده بسبب سوء سمعتو وما انتشر حولو‬
‫من إدعاءات ليقول لو اإلمام يوسف "مشكمتك يا عزيزتي أنك حصمت عمى دينك وايمانك مني الدين واإليمان‬
‫يجب الحصول عمييما من النبع وليس من العبد أكمل دراستك يا ولدي وان كان لدي خطأ فال تنسبو إلى‬
‫الدين فاإلسالم منزه عن الشوائب إنما العيوب من المسممين أنفسيم"‪ ،‬في ىذا النص إشارة إلى أن الدين يجب‬
‫أن ُيحصل من اهلل (المصدر) وليس من رجال الدين الذين يكيفونو حسب المصالح السياسية والمالية‬
‫ويفرضون من خاللو السيطرة والتحكم عمى غرار سمطة الولي الفقيو‪ ،‬كم أن اإلسالم منزه عن أفعالو النابعة‬
‫من قوة مطمقة يدعي فييا التفويض من اإللو؛ والتي تخول لو تحويل وتحوير قواعد الدين بل وحتى تحريفيا‬
‫لمحفاظ عمى النفوذ والسيطرة‪.‬‬

‫لقطة من الفيمم‪ :‬تبين أداء اإلمام يوسف الصالة خارج المسجد الذي يظير بابو مغمقاً‪.‬‬

‫صورة من الفيمم‪ :‬تبين أداء سكان المدينة لمصالة خمف اإلمام يوسف في الشارع‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫خالص الفصل‪:‬‬

‫يتناو ُل الفيمم اإليراني الميمودرامي ‪ /The Scandal‬الفضيحة (‪ )2013‬لممؤلف والمخرج مسعود‬


‫دىنامكي أطروحة‪ :‬الفيم والتصور االجتماعي السطحي لمدين واقتصار ممارستو عمى المظاىر واإلدعاءات‬
‫المرائي الزائف‪ ،‬تقعُ ىذه األطروحة الخطابية ضمن‬
‫من خالل تجسيد اإليمان الحقيقي في مقابل اإليمان ُ‬
‫سياق اجتماعي وسياسي أوسع يتم فيو اإلحالة بشكل ضمني عمى فساد سمطة الولي الفقيو ومن خاللو رجال‬
‫الدين والسمطة الدينية في إيران؛ وىو ما يمثل المسكوت عنو في الفيمم‪.‬‬

‫يتعرض الفيمم (باإلحالة عمى السياق) لفساد النظام اإليراني ذو الطابع الديني الذي أُسس بعد انتصار‬
‫الثورة اإلسالمية وقيام الجميورية اإلسالمية في إيران سنة ‪ 1979‬وانعكاساتو عمى المجتمع اإليراني عبر عدد‬
‫من المؤشرات والمظاىر االجتماعية كالفقر وعمالة األطفال والبطالة واالضطياد‪ /‬اإلكراه الديني‪ ،‬يوضح‬
‫الفيمم في ذات السياق األزمة األخالقية وتراجع مظاىر التدين في المجتمع اإليراني كنتيجة لمتمزق‪ /‬التصدع‬
‫االجتماعي بفعل حالة الفقر وانييار المستوى المعيشي‪ .‬من خالل تصوير الزيف الديني وادعاء اإليمان‬
‫تغيب عنو العدالة‬
‫ُ‬ ‫والخوف من اهلل‪ ،‬يقول مؤلف ومخرج الفيمم أنو ال يمكن إرساء دولة إسالمية في مجتمع‬
‫االجتماعية ويستخدم فيو الدين الزائف إلحالل السيطرة والنفوذ والتحكم واستنزاف ثروات المجتمع وتفقيره‬
‫وتجويعو بتفويض من اإللو مثمما يدعي الوالي الفقيو وسمطتو المطمقة حسب مذىب اإلمامية الشيعية‪.‬‬

‫بناء عمى ذلك؛ يبعث مؤلف ومخرج الفيمم رسالتو الفيممية القاضية بفصل الدين عن السياسة‪ /‬الدولة‬
‫ً‬
‫وضرورة إيقاف السيطرة عمى المجتمع واستغاللو باسم اإللو‪ ،‬في مقابل تصوير الزيف واإلدعاء الديني يبرز‬
‫الفيمم الصورة الصحيحة لإلسالم واألخالق التي يجب أن يكون عمييا المسمم ورجل الدين الحقيقي مع نزوع‬
‫نحو المغاالة في تصوير عمم المؤمن الحقيقي بالغيب النابعة من التوجيات الشيعية والصوفية لمفيمم‪ .‬من‬
‫خالل النزعة األخالقية واإلنسانية لمدين ‪ /‬اإلسالم لفيمم الفضيحة يتم التأكيد عمى األثر االجتماعي لمدين في‬
‫توجو نحو أنسنتة بدل تسييسو‪.‬‬

‫يعبر األسموب الواقعي لفيمم الفضيحة عن الواقع االجتماعي والسياسي في إيران في ظل السمطة‬
‫الدينية ونموذج الدولة اإلسالمية‪ ،‬كما يتراوح الخطاب الديني فيو بين التوجو األخالقي الذي يحمل تصو ار لما‬
‫يجب أن يكون عميو المسممين عموما ورجال الدين عمى وجو الخصوص والتوجو التصحيحي الرافض لتجربة‬
‫اإلسالم السياسي الذي يرى فيو إفساداً لمدين عند توظيفو في معترك السياسة ونظام الحكم وانعكاساتو السمبية‬

‫‪224‬‬
‫تحليل فيلم ‪The Scandal‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما إلايرانية‬

‫عمى المجتمع عمى المستوى المعيشي أوالً والديني ثانياً؛ حيث أن فساد السمطة الدينية ورجال الدين واختالل‬
‫العدالة االجتماعية يضعف توجو‪ /‬موقف الناس نحو الدين والتدين (كما ظير في شخصية أفسانة)‪.‬‬

‫لذلك يقول الفيمم بطريقة ما؛ يجب أن يخرج الدين من المساجد التي تمجد السمطة والنظام باسم الدين‬
‫وتدافع عن السمطة المطمقة لمولي الفقيو حتى في حال تحريفيا لمتعاليم الدينية بما يخدم مصمحتيا؛ وىو األمر‬
‫تعبير عن فضائح رجال‬
‫ٌ‬ ‫الذي يدفع الناس لمنفور من الدين والكفر‪ ،‬إذ ذاك يصبح عنوان الفيمم "الفضيحة"‬
‫الدين في إيران؛ فضائح مالية (تم اإلشارة إلييا في أموال صندوق مجمس العزاء التي كانت بحوزة الحاج‬
‫شريف) وجنسية ( تم اإلشارة إلييا في موضوع زواج المتعة) وغيرىا من فضائح الفساد نظام الماللي التي‬
‫تمتمئ بيا المواقع والتقارير اإلخبارية عمى مواقع اإلنترنت‪ ،‬وىو ما أراد مؤلف ومخرج العمل مسعود دىنامكي‬
‫إب ارزه لممشاىد عندما أفصح عن حس صحفي مخبوء في زوايا الفيمم عند تعرضو لمقضايا االجتماعية‬
‫والسياسية والدينية في الفيمم بحكم عممو في مجال الصحافة لسنوات قبل ولوجو عالم السينما‪ ،‬وىو ما أثر‬
‫سمباً عمى جماليات اإلخراج السينمائي والرؤية اإلخراجية عموما حيث بدا الفيمم تحقيقا صحفيا اجتماعيا‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ال ينفي أسموب تجسيد األطروحة الخطابية لمفيمم وسحب السياق إلى فعل الخطاب‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬
‫واألمريكية‪...‬االقتراب واالبتعاد‬
‫المبحث األول‪ :‬مؤشر األطروحة الخطابية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤشر القوى الفاعلة والحجاج‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مؤشر السياق األيديولوجي للخطاب‬


‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بعد دراستنا للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم التي قمنا بتحليلها‬
‫نتوجه في هذا الفصل إلى عقد مقارنة بين الخطابين من أجل الكشف على نقاط االتفاق‬
‫ُ‬ ‫وتفكيكها‪،‬‬
‫واالختالف ومكامن االقتراب واالبتعاد التي تعتبر الهدف الرئيس لهذه الدراسة‪ ،‬باعتمادنا للمنهج المقارن‬
‫كثاني المناهج التي تقوم عليها هذه الدراسة يتوجب تحديد مؤشرات المقارنة كخطوة إجرائية أولى‪ ،‬إال أن‬
‫اعتمادنا على منهج تحليل الخطاب من خالل مستويات‪ ،‬تحليل األطروحة‪ ،‬القوى الفاعلة‪ ،‬الحجاج والسياق‬
‫األيديولوجي للخطاب يحسم سلفًا عملية استخراج هذه المؤشرات؛ حيث اتضحت هيكلتها من خالل هذه‬
‫المستويات وبالتالي سنعتمدها كمؤشرات للمقارنة بين الخطابين كما يأتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مؤشر األطروحة الخطابية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السمات العامة للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪:‬‬

‫تنطلق األطروحة الخطابية في السينما األمريكية من خالل فيلمي ‪ Mother‬و‪ Doctor Strange‬من‬
‫ُ‬
‫اإلله وتنتهي إليه إللغائه وإسقاط األلوهية عنه عن طريق تشويه صورته وجعله مصد ًار للشر‪ ،‬ينعكس ذلك‬
‫طرداً على األديان باعتبارها مصد ار للصراع (الحروب‪ /‬االقتتال) بين البشر‪ ،‬واألنبياء باعتبارهم أتباع لإلله‬
‫ناة‪ ،‬سفاحين ومجرمين يعملون على نشر األديان بالدم والقوة‪،‬‬
‫الشرير؛ إذ ذاك ُيطبعون بصفاته ليصبحوا ُج ً‬
‫بينما ال تتعاطى األطروحة الخطابية في السينما اإليرانية من خالل فيلمي ‪ The Willow Tree‬و‪The‬‬
‫‪ Scandal‬مع اإلله بشكل مباشر وال تبغي ذلك؛ بل تتخذ منحى تصحيحيا لمفهومي الدين والتدين وعالقة‬
‫اإلنسان باإلله والمجتمع‪.‬‬

‫تقدم السينما اإليرانية من خالل عينة األفالم المحللة نموذجا مثاليا للتدين (شخصية مرتضى في فيلم‬
‫ُ‬
‫ومرجعيته وكيف‬
‫ُ‬ ‫شجرة الصفصاف وشخصية اإلمام يوسف في فيلم الفضيحة) محددة بذلك رسالة الخطاب‬
‫يجب أن يكون الدين ووضعيته في المجتمع (فيلم الفضيحة) وكيف ينبغي أن يكون التدين (فيلم شجرة‬
‫الصفصاف)‪ ،‬تصبح هذه النماذج المثالية مرجعًا ومرآة تصحيحية لوضعيات اضطراب التدين على المستوى‬
‫الفردي والخلل في فهم وممارسة الدين على المستوى االجتماعي‪ ،‬إال أن القوى الفاعلة األساسية في الخطاب‬
‫(األبطال األساسيين) تبقى مرتبكة أمام هذه النماذج في نهايات مفتوحة ومواقف مضطربة حيال اإلله‪ /‬الدين‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫(شخصية يوسف في فيلم شجرة الصفصاف) أو محكومة بشرط خارج الدين على غرار شرط العدالة‬
‫االجتماعية في فيلم الفضيحة‪.‬‬

‫يصبح الخطاب الديني في السينما األمريكية من خالل فيلمي ‪ Mother‬و ‪Doctor Strange‬‬
‫ُ‬ ‫إذ ذاك؛‬
‫خطابا محسوماً‪ ،‬نهائيا ومغلقاً في نزعته العدائية حيال اإلله واألديان‪ ،‬بينما يبقى ذاك في السينما اإليرانية من‬
‫خالل فيلمي ‪ The Willow tree‬و‪ the Scandal‬مرتبكًا ومفتوحا بسبب النماذج المثالية التي يقدمها حول‬
‫الدين والتدين واضطراب القوى الفاعلة الرئيسة حيالهما أو محكوما بشروط خارج دينية‪ ،‬وعليه يقدم الفيلمين‬
‫ال ومضبوطا لإلله والدين فال يمنح بذلك للمتلقي‪ /‬المشاهد سوى خيارات القبول والتبني‬
‫األمريكيين تصو ار كام ً‬
‫الكامل لألطروحة (من خالل البنية الحجاجية التي سنناقشها الحقا) أو الرفض والمعارضة المطلقة أو خلخلة‬
‫الشك‪ ،‬بينما يبقى التصور الذي يقدمه الفيلمين اإليرانيين ناقصًا‬
‫ْ‬ ‫المعتقد الديني لديه ووضعه على سكة‬
‫متزعزعاً فاتحاً المجال للمتلقي أمام خيارات‪ /‬احتماالت عدة إلكمال األطروحة وفقا التجاهاته ومعتقداته‪.‬‬

‫في انطالقه وارتباطه بالواقع؛ ينزع الخطاب الديني في السينما اإليرانية نزوعا أكسيولوجيا في تأكيده‬
‫على القيم األخالقية واإلنسانية للدين مع توجه براكسيولوجي لتصوير الممارسة االجتماعية والسياسية للدين‬
‫(في فيلم الفضيحة)‪ ،‬بينما يتجاوز الخطاب الديني في السينما األمريكية الواقع إلى الخيال لهدمه وإعادة بنائه‬
‫هدم أطروحة الخيرية اإللهية‬
‫من جديد؛ قد يكتفي الخطاب بالهدم ‪ /‬التفكيك على غرار فيلم ‪ Mother‬الذي َ‬
‫غ وقد يتجه الخطاب للبناء وتوفير البدائل بعد الهدم على غرار فيلم ‪Doctor Strange‬‬‫منتهيًا إلى الف ار ْ‬
‫الذي هدم خيرية اإلله ورسخ شره وأنتج بديال يقتضي باالعتماد على الشيطان ونفي صفة الشر عنه وفقا‬
‫لبنيته الحجاجية‪.‬‬

‫إذ ذاك؛ يمكن أن نصطلح على هذه البدائل؛ بالبدائل البنائية التي تنطلق من الخيال إلعادة بناء الواقع‬
‫ال‬
‫وفقا لصيرورة أيديولوجية وتاريخية ونفسية‪ ،‬هذا ال يعني أن الخطاب الديني في السينما اإليرانية ال يقدم بدائ ً‬
‫حيث يقدم صانع فيلم الفضيحة بديل العلمنة في مقابل اإلسالم السياسي القائم على سلطة الولي الفقيه؛ وهو‬
‫بديل قائم على صيرورة أيديولوجية وتاريخية ونفسية أيضا لكنه مستطرد من الواقع ؛ لذلك يمكن أن نصطلح‬
‫عليه بالبديل االستطرادي وعليه تصبح البدائل البنائية في السينما؛ بناء‪ /‬ترسيخ لواقع جديد عبر الخيال‬
‫والبدائل االستطرادية تصحيح‪ /‬تصويب لمعطيات الواقع بواقع آخر‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫الجدول رقم (‪ : )90‬تباين السمات العامة للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪.‬‬

‫السينما اإليرانية‬ ‫السينما األمريكية‬ ‫السمات العامة للخطاب الديني‬

‫‪The Scandal / The Willow Tree‬‬ ‫‪Doctor Strange / Mother‬‬

‫تصحيحي‪ /‬تصويبي‬ ‫عدائي ‪ /‬رافض‪ /‬تجاوزي‬ ‫االتجاه نحو اإلله واألديان‬

‫النموذج المثالي‬ ‫النموذج الخارق (‪)Doctor Strange‬‬ ‫المرآة المعاكسة للقوى الفاعلة‬

‫مفتوح ‪ /‬ناقص‪ /‬مرتبك‬ ‫مغلق‪ /‬محسوم‪ /‬نهائي ‪ /‬يقيني‬ ‫انفتاح وانغالق الخطاب‬

‫أكسيولوجي‪ /‬براكسيولوجي‬ ‫بنائي‬ ‫المعالجة الخطابية للدين‬

‫بدائل استطرادية‬ ‫بدائل بنائية‬ ‫نوع البدائل (الواقع والخيال)‬

‫يسمح بمشاركة المتلقي‬ ‫جاهز‪ /‬ال يسمح بمشاركة المتلقي‬ ‫مشاركة المتلقي في الخطاب‬

‫ثانيا‪ :‬السمات الخاصة للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪:‬‬

‫الكبرى على مستوى السمات العامة للخطاب الديني في السينما اإليرانية‬


‫بعد وقوفنا على أوجه التباين ُ‬
‫واألمريكية من خالل عينة األفالم المحللة وانطالقا من مؤشر األطروحة الخطابية‪ ،‬نتجه ضمن ذات المؤشر‬
‫إلى البحث في السمات الخاصة للكشف عن مواضع االقتراب واالبتعاد على مستوى القضايا الجزئية التي‬
‫ال‬
‫قمنا بتفكيكها عند تحليلنا لألطروحات الخطابية لألفالم‪ ،‬إال أننا سنتعامل مع القضايا األكثر برو از وتمثُ ً‬
‫والتي يمكن أن نحددها في‪ :‬األلم‪ ،‬المعرفة‪ ،‬الخير والشر و الجمال؛ نوردها بالتفصيل فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬قضية األلم‪:‬‬

‫تأخذ مسألة األلم والمعاناة حي از كبي ار من الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل‬
‫عينة األفالم المحللة؛ حيث ال يخلو أي فيلم (عينة التحليل) من مظاهر األلم والمعاناة البشريين في اقتران‬
‫واضح بينهما وبين اإلله والدين مما يجعلهما يتحوالن إلى حجة أساسية تستند عليها األفالم للدفاع عن‬
‫أطروحاتها الخطابية‪ ،‬إال أن األمر يختلف من فيلم آلخر في مستويات وأبعاد عدة‪ ،‬يتم في كل مرة ربط األلم‬
‫والمعاناة بمتغير محدد ُيعبر من خالله عن التوجهات الدينية للفيلم‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫ومسببا مباشرا‬ ‫ِّ‬


‫معذبا لإلنسان ِّ‬ ‫في الفيلم األمريكي ‪ Mother‬ترتبط معاناة البشر باإلله الذي يصبح‬
‫لكل آالمه من خالل الدين ؛ يتخذ األلم مستويات عدة من األلم النفسي الناجم عن حب اإلنسان لإلله وتعلقه‬
‫به مقابل استم ارره في تعذيبه‪ ،‬ثم معاناة الصراعات والحروب التي تسببها االختالفات واالنقسامات الدينية ‪ ،‬ثم‬
‫معاناة الفقر‪ ،‬ثم معاناة الموت وأخي ار معاناة نهاية العالم‪ /‬القيامة ‪ ،‬يربط الفيلم هذه المعاناة البشرية بسببين‬
‫رئيسين أولهما طرد آدم وحواء من الجنة وتوقف اإلله عن محبتهما بسبب الخطيئة التي ارتكباها وثانيهما‬
‫حادثة قتل قابيل لهابيل ذات اإليعاز الديني‪ /‬اإللهي التي يعتبرها الفيلم أصل كل النزعات والدماء التي تراق‬
‫على األرض ‪.‬‬

‫في ذات السياق؛ يتخذ الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬ذات المنحى‪ ،‬عندما يربط المعاناة البشرية‬
‫برغبة اإلله في تدمير األرض واالستيالء على البشر واستمرار الصراعات النزاعات بينهم بسبب الدين (أتباع‬
‫الحماة) والمعاناة الالمتنا هية لإلنسان كلما حاول التحرر من سلطة اإلله والعذاب الناجم عن ذلك؛ إذ‬
‫اإلله و ُ‬
‫ذاك يصبح اإلله مصد ار للمعاناة ونزعته للسيطرة على األرض والبشر سببا لها أما مستوياتها (المعاناة)‬
‫الصرع البشري والعذاب النفسي والجسدي المستمرين‪.‬‬
‫ا‬ ‫فتتمثل في‬

‫تتراجع‪ِّ /‬تق ُّل مستويات األلم والمعاناة في فيلم ‪ Doctor Strange‬مقارنة بفيلم ‪ Mother‬بسبب‬
‫اعتماد فيلم ‪ Doctor Strange‬على البدائل البنائية التي تقدم بديال يتم بموجبه القضاء على األلم والمعاناة‬
‫بتجاوز اإلله عن طريق المعرفة (وهو ما سنناقشه في القضية الموالية) ع َبر النموذج الخارق للقوة الفاعلة‪،‬‬
‫بينما ال يقدم فيلم ‪ Mother‬أي بديل وبالتالي يزداد االستغراق في األلم والمعاناة لتتناسب طرداً مع شيطنة‬
‫اإلله وربطه بالشر والوحشية وجعله السبب المباشر والوحيد لكل معاناة البشر‪.‬‬

‫أما عن السينما اإليرانية؛ فهي تتعامل مع األلم والمعاناة من منظورين‪ ،‬في المستوى األول تربط‬
‫المعاناة باإلنسان نفسه باعتباره مصد اًر لها‪ ،‬فآالم اإلنسان ناتجة عن خيارته وتصرفاته التي تنبع باألساس‬
‫من نزعته المادية (حب الجسد‪ ،‬حب المال‪)...‬؛ فالعالم المادي مصدر كل العذابات والمعاناة (فيلم شجرة‬
‫الصفصاف)‪ ،‬كما أن غياب العدالة االجتماعية التي يفترض أن يرسيها اإلنسان مصدر للمعاناة عندما‬
‫تتحول إلى فقر وبطالة وعمالة أطفال (فيلم الفضيحة)‪ ،‬في المستوى الثاني تصبح المعاناة اختبا اًر وطريقا إلى‬
‫اعتداء من إنسان على إنسان آخر‪،‬‬
‫ً‬ ‫الله وضرورة وجودية إلدراكه وبلوغه‪ ،‬إذ ذاك يصبح األلم خيا ار فرديا ثم‬
‫لكن كالهما وكل أنواع المعاناة األخرى تجارب تتيح معرفة الذات ثم تحقق معرفة اإلله والوصول إليه‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫‪ .2‬قضية المعرفة‪:‬‬

‫تعد مسألة المعرفة من أهم القضايا التي يطرحها الخطاب الديني في الفيلم األمريكي ‪Doctor‬‬
‫‪ Strange‬والفيلم اإليراني ‪( The Willow tree‬شجرة الصفصاف)‪ ،‬بل تصبح مرك از للخطاب على مستوى‬
‫الفيلمين والمنطلق األساسي لألطروحتين اللتين يتبناها‪ ،‬يدافع الفيلمين على روحانية وباطنية المعرفة‬
‫ويدحضان مقابل ذلك العلوم الظاهرية المادية التي ال تقدم سوى جزًء ضئيال ‪ /‬سطحيا من المعارف تكون في‬
‫أغلبها مضللة عن الحقيقة (أوهام) أو ال تمكن من الوصول إليها؛ وهو ما تجسد في شخصيتي الطبيب‬
‫ستيفن سترينج (في الفيلم األمريكي) وشخصية األستاذ الجامعي يوسف موسوي (في الفيلم اإليراني) في إحالة‬
‫واضحة للعلم وليس المعرفة من خالل مهنتي الطب والتعليم الجامعي اللتين تعتمدان على المؤهالت العلمية‬
‫العالية ولكنها ال تحقق المعرفة وال توصل إلى الحقيقة‪.‬‬

‫يقترُح الفيلم األمريكي ‪" Doctor Strange‬السحر" كمعرفة باطنية ُعليا في محاولة لرفع حالة الخوف‬
‫والنفور منه بسبب المعتقدات الدينية‪ ،‬وتصويره كمعرفة جرى تحريمها حتى ال يصل الناس إلى الحقيقة‪،‬‬
‫يصبح الشيطان مصد ًار لهذه المعرفة ‪ ،‬كما تتم اإلحالة إلى اعتماد النبي سليمان على الجن‪ /‬السحر‪ ،‬تمكن‬
‫هذه المعرفة (السحر) من التحكم في الزمان والمكان في مرحلة أولى ثم التحكم في اإلله في مرحلة ثانية‪ ،‬أما‬
‫الفيلم اإليراني ‪ The Willow Tree‬فيدافع عن "البصيرة" كرؤية قلبية‪ /‬روحانية تمكن من معرفة الذات واإلله‬
‫وبلوغ السعادة‪.‬‬

‫يلتقي الفيلمين في التوجه الباطني‪ /‬الروحاني للمعرفة‪ ،‬لكنهما يتباعدان في الوسيلة‪ /‬المنهج بين السحر‬
‫والبصيرة‪ /‬الرؤية القلبية‪ ،‬كما يختلفان في الهدف عندما يصبح السحر سبيال لمحاربة اإلله واالنتصار عليه‬
‫والتحكم فيه واستبعاده في الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬و "البصيرة" وسيلة لفهم الذات وإدراك مقاصد‬
‫اإلله ومعرفته‪ ،‬إال أن أهم ما يمكن استنتاجه في هذا السياق هو نزعة الفيلمين إلى المعرفة المطلقة وميلهما‬
‫لتأليه اإلنسان وهو ما يتجلى في نموذج البطل الخارق في فيلم ‪ Doctor Strange‬الذي يتحكم في متغيرات‬
‫ال يتحكم فيها سوى الله على غرار الزمن‪ ،‬وهو ما يمكنه في مرحلة ثانية من التحكم في الخالق‪ ،‬أما في‬
‫الفيلم اإليراني ‪ The Willow tree‬فتتم اإلشارة إلى تمكن اإلنسان من معرفة الغيب (شخصية مرتضى)‬
‫التي تتيحها التجربة العرفانية الصوفية‪ ،‬يصبح ذلك أكثر صراح ًة في الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬من‬
‫خالل شخصية اإلمام يوسف الذي يعلم الغيب حسب التوجه الصوفي‪ /‬الشيعي للفيلم‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫بعيدا عن األيديولوجيا اإللحادية التي يضمرها الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬و األيديولوجيا‬
‫الصوفية التي يبطنها الفيلم اإليراني ‪ The Willow Tree‬والتي سنناقشها في المبحث الثالث من هذا‬
‫الفصل‪ ،‬ال يمكن تالفي نزوعهم ا لتأليه اإلنسان ويرجع ذلك إلى ما يمكن أن نصطلح عليه بهاجس المعرفة‬
‫المطلقة والرغبة في بلوغ المعرفة اإللهية (الغيب‪ ،‬الزمن) ‪ ،‬يتحول هذا الهاجس إلى انتصار على اإلله بعد‬
‫التمكن من المعرفة المطلقة في اقتراب من النزعة النيتشوية‪ 1‬التي تعلن موت اإلله بتفوق اإلنسان عليه‬
‫معرفيًا وإعالن ألوهية اإلنسان‪ ،‬وهو ما يتجلى في قول نيتشه في كتابه ِّ‬
‫العلم المرح الذي استخدم في ألول مرة‬
‫عبارة " موت اإلله"‪ " :‬قفز المجنون إلى وسطهم واخترقهم بنظرات من عينيه‪ .‬أين اإلله؟ صاح فيهم‪ :‬أنا‬
‫ميتا ونحن من قتلناه‪ ،‬كيف يمكننا أن‬
‫جميعا قتلة‪ ،‬مات اإلله ويظل اإلله ً‬
‫ً‬ ‫سأخبركم لقد قتلناه أنتم وأنا نحن‬
‫نعزي أنفسنا‪ ،‬نحن أكبر القتلة؟ إن أقدس وأعظم ما امتلكه العالم قد نزف دمه حتى الموت بطعنات ُمدانا‪ :‬من‬
‫سيمسح هذه الدماء عن أيدينا؟ أي ماء سيطهرنا؟ أية مراسم تكفيرية‪ ،‬أية ألعاب مقدسة يجب علينا أن نبتكر؟‬
‫شيئا يفوق طاقتنا؟ أال يجب علينا أن نصير نحن أنفسنا آلهة لمجرد أن نبدو جديرين‬ ‫أليس ِّع َ‬
‫ظم هذه الفعلة ً‬
‫‪2‬‬
‫بهذه الفعلة؟"‬

‫يصبح اإلنسان إلها بالمنظور النيتشوي بعد قتل اإلله من خالل الثورات العلمية والمعرفية‪ ،‬وأصبح‬
‫ستيفن سترينج إلهًا بعد تفوقه على اإلله بالمعرفة؛ ألن من ينتصر على اإلله حتمًا إله‪ ،‬تعلن السينما‬
‫األمريكية موت اإلله فتبتعد عنه بينما تقترب السينما اإليرانية من اإلله لتجعله صديقا تشترك معه في صفة‬
‫العلم بالغيب وبين االبتعاد بالتفوق‪ /‬اإللحاد (بالمنظور الخطابي األمريكي) واالقتراب بمشاركة صفات الذات‬
‫اإللهية (بالمنظور الخطابي اإليراني) يتأله اإلنسان بارتفاع هاجس المعرفة المطلقة‪.‬‬

‫‪ .3‬قضية الخير والشر‪:‬‬

‫ُّ‬
‫تعد ثنائية الخير والشر من أهم المفاهيم التي يطرحها الخطاب الديني في السينما األمريكية واإليرانية‬
‫من خالل عينة األفالم المحللة‪ ،‬في الفيلمين األمريكيين ‪ Mother‬و ‪ Doctor Strange‬يقترن الشر باإلله‬
‫وأتباعه من األنبياء بينما يرتبط الخير باإلنسان الذي يدافع على كينونته ووجوده من هذه القوى الشريرة (فيلم‬
‫منح الحياة مقابل سلبها معيا اًر للخير والشر‪ ،‬إلى جانب ربط المعاناة‬
‫‪)Doctor Strange‬؛ إذ ذاك يصبح ُ‬
‫واأللم باإلله كمصدر للشر يضمر هذا الطرح من جهة أخرى رفضا مطلقا لنهاية العالم والبشرية؛ وهو ما‬

‫‪ -1‬نسبة إلى الفيلسوف نيتشه‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد أحمد يوسف‪ :‬ماذا قصد نيتشه بموت اإلله‪ ،www.ida2at.com ،‬تاريخ التصفح‪.9950/90/51 :‬‬

‫‪232‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫يتجلى في شخصية ستيفن سترينج في الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬الذي يقوم بحماية العالم من رغبة‬
‫اإلله الشرير الذي يرغب في تدمير عالم البشر وامتالكه‪ ،‬بينما يتعامل الفيلم األمريكي ‪ Mother‬مع نهاية‬
‫العالم(‪ ) Apocalypse‬كنتيجة ألفكار وتصرفات اإلله القاسي و على رأسها األديان التي تتسبب في استمرار‬
‫الصراعات والحروب لينتهي األمر بانتحار الطبيعة ونهاية عالم البشر‪.‬‬

‫وعلى الرغم من اعتبار الدفاع عن الوجود اإلنساني معيا اًر للخير والشر في السينما األمريكية من‬
‫خالل فيلم ‪ Doctor Strange‬الذي يتحول إلى نزوع إلى الخلود ورغبة في الحفاظ على الحياة البشرية‬
‫والمكتسبات التي حققها اإلنسان على األرض‪ ،‬إال أن هذا الفيلم يفصل بين منظورين لمفهوم الخلود يتبنى‬

‫أحدهما ويرفض اآلخر‪ ،‬منظور يرى في الخلود ٌ‬


‫حياة أبدية في عالم بشع يحكمه اإلله الشرير بعد نيله من‬
‫عالم البشر وهو ما تدحضه األطروحة الخطابية للفيلم مقابل منظور يسعى للخلود على األرض بعد موت‬
‫اإلنسان وانتقاله إلى عالم أسمى يواصل فيه حماية البشرية من تهديدات اإلله بعدما يتخلص من كل معاناته‬
‫من ألم وصراع ومرض وموت (مملكة شامباال)‪.‬‬

‫إذ ذاك تصبح مملكة شامباال ؛ المنبثقة عن األسطورة‪ /‬المعتقد البوذي جنة العارفين الذين بلغوا‬
‫أقصى درجات المعرفة و الحكمة والخير‪ ،‬بينما يصبح عالم اإلله جحيما في عملية قلب وعكس قيمي‬
‫وعقائدي يغدو فيها اإلله شيطانا شري ار والشيطان إلها خيرا‪ ،‬وهي نزعة تجعل من اإلنسان مقياسا أوال وأخي ار‬
‫بناء على‬
‫لكل شيء ومرك از للوجود مستثنية بذلك كل شرط خارج اإلنساني و كل قوة تقع خارج عالم البشر‪ً ،‬‬
‫ذلك تُغلق األرض ويتحقق وجود الجنة عليها ويصبح معيار بلوغها المعرفة والخير باعتباره دفاعاً على‬
‫الوجود البشري من الدمار والنهاية‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلمي ‪ The Willow Tree‬و ‪The‬‬
‫‪ Scandal‬فيحافظ مفهومي الخير والشر على بعدهما األخالقي واإلنساني عندما يكرس اإلنسان نفسه لخدمة‬
‫اآلخر والمجتمع وبالتالي يستقر الفيلمين على الطرح الديني للخير والشر مع نزوع مضاد الستخدام الدين‬
‫كسلطة سياسية لتحقيق النفوذ المالي عبر استنزاف ثروات الشعوب من جهة وتقييد حريتها من جهة أخرى‪،‬‬
‫إذ ذاك يقترن الشر برجال الدين (سلطة الوالي الفقيه) واستخدامهم للدين الستمرار إحكام النفوذ والسيطرة من‬
‫قبل النظام‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫وعليه يتخذ مفهومي الخير والشر بعداً دفاعيا ضد نهاية الوجود ضمن السياق األيديولوجي اإللحادي‬

‫في فيلم ‪ Doctor Strange‬ونموذج البطل الخارق وتأليه اإلنسان‪ُ ،‬‬


‫ذات األيديولوجيا تخيم على الفيلم‬
‫األمريكي ‪ Mother‬الذي يعارض ضمنًا نهاية العالم بالمنظور الديني‪ /‬اإللهي‪ ،‬بينما يحافظ المفهومين على‬
‫نزعتهما األخالقية واإلنسانية في السين ما اإليرانية من خالل فيلمي ‪ The Willow Tree‬و ‪Scandal The‬‬
‫مع الحفاظ على آلية الدفاع ومقاومة السلطة الدينية في بعدها السياسي‪ ،‬إذ ذاك يتحقق الخير بإبعاد اإلله في‬
‫الفيلمين األمريكيين وإنهاء سلطة رجل الدين في الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬وهو الخيط الرفيع الذي‬
‫ي فصل بين التوجه اإللحادي للخطاب الديني في السينما األمريكية (من خالل عينة األفالم المحللة) والتوجه‬
‫العلماني للخطاب الديني في السينما اإليرانية (من خالل فيلم الفضيحة)‪.‬‬

‫‪ .4‬قضية الجمال ‪:‬‬

‫تتخ ُذ قضية الجمال على مستوى الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة‬
‫األفالم المحللة ُبعدًا إشكاليا أين يصبح جمال األنثى رم از وإحالة إلى الجمال بشكل عام الذي يتحول إلى‬
‫مشكلة ومصدر اضطراب وارتباك على المستويين الواسع المتمثل في عالقة الجمال باأللوهية والمستوى‬
‫الضيق الذي يتمثل في عالقة الجمال باإلنسان؛ في الفيلم األمريكي ‪ُ Mother‬يرمز لجمال الطبيعة بما في‬
‫ذلك الجمال البشري في شخصية األم‪ /‬األنثى التي جسدتها الممثلة األمريكية جينيفر لورانس‪.‬‬

‫في هذا الفيلم؛ ُيشار إلى جمال األنثى‪ /‬الطبيعة كمصدر إلهام (‪ )Inspiration‬بالنسبة لإلله الذي‬
‫ُجس َد كذكر؛ وهو اإللهام الذي يدفعه إلى كتابة قصائده التي ترمز لألديان‪ ،‬هذه األخيرة (األديان) تتسبب في‬
‫دمار البشرية ونهاية العالم‪ ،‬منذ البدء يعبر اإلله عن حبه و إعجابه بجمال األم‪ /‬الطبيعة إال أنه ال يكتفي به‬
‫بل يبحث عن المزيد ليحافظ على اشتعال جذوة اإللهام لديه‪ ،‬إذ ذاك يطرح الفيلم إشكال االستزادة في الجمال‬
‫وربطها بالعذاب واأللم‪ ،‬ذلك أن االتجاه حيال الجمال ينزع دوما لطلب المزيد حسيا أو عاطفيا وعدم االكتفاء‬
‫بما هو موجود وهو األمر الذي يفجر المآسي والعذاب؛ وعليه يصبح حب اإلله للجمال مشكلة يختل فيها‬
‫معنى الوجود والحياة ونهايتها وجدواها‪.‬‬

‫يطرح الفيلم أيضا في ذات السياق التوجه الحسي للجمال األنثوي الذي يترجم في الرغبة الجنسية‬
‫حيث يصور الفيلم أن األلوهية تنفر بطبيعتها من الجنس‪ ،‬وهو ما يتجسد في تهرب الشخصية التي قامت‬
‫بتجسيد اإلل ه من إقامة عالقة جنسية مع زوجته األم‪ /‬الطبيعة لوقت طويل قبل أن تتمكن هذه األخيرة من‬

‫‪234‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫إقناعه بذلك ليتم إنجاب النبي عيسى‪ ،‬إن منطق األلوهية الذي يتجاوز الجنس يتجسد مرة أخرى في الفيلم‬
‫األمريكي الثاني ‪ Doctor Strange‬ولكن في بعد آخر بعدما تم تأليه اإلنسان (البطل الخارق ستيفن‬
‫سترينج) كما سبق وذكرناهُ‪.‬‬

‫يتم تصوير نفور البطل الخارق من الجنس و تقززه منه في أحد المشاهد وسخريته من الحب بشكل‬
‫عام مسببا بذلك ألما كبي ار للدكتورة بالمر كريستين وحتى عندما يعترف بخطئه حيالها وتغير شعوره نحوها؛‬
‫يحدث ذلك بعيدا عن أي مشاهد حميمة ت جمعهما أو حتى مشهد القبلة الفرنسية الذي ال يكاد يختفي من‬
‫السينما األمريكية‪ ،‬في إصرار واضح من مؤلف ومخرج العمل على تجاوز المنطق اإللهي للجنس وهو األمر‬
‫الذي يتجلى في المشهد الوحيد الذي احتوى على قبلة تطبعها الدكتورة بالمر كريستين على وجنة البطل‬
‫يتبعه تجاوز الجنس وكل مظاهر الرغبة‪ ،‬وهو‬
‫ُ‬ ‫الخارق الدكتور ستيفن سترينج‪ ،‬حيث أن تأليه هذا األخير‬
‫الطرح الذي يتفق فيه مع الفيلم األمريكي األول ‪ Mother‬أين صور مخرجه مشهد العالقة الحميمة بين اإلله‬
‫المجسد والطبيعة‪ /‬األم في غاية السطحية‪.‬‬
‫ُ‬

‫يبقى الجمال األنثوي مشكلة أيضا على مستوى الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلمي‬
‫‪ The Willow Tree‬و‪ The Scandal‬؛ حيث تطرح جدلية الجمالي واألخالقي عندما يثير جمال األنثى‬
‫مشكلة أخالقية في المجتمع بالشكل الذي ال تكون فيه هذه األخيرة (األنثى) مصد ار للمشكلة و إنما نتيجة‬
‫تعاطي الرجل مع جمالها‪ ،‬في الفيلم اإليراني ‪The Willow Tree‬؛ تتسبب رغبة البطل يوسف موسوي و‬
‫إعجابه بفتاة شابة جميلة‪( 1‬دون علمها) في انهيار أسرته ورحيل زوجته وابنته عنه‪ ،‬تباعًا يصبح جمال بطلة‬
‫الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬مشكلة أخالقية بسبب مطاردة رجل غني يكبرها سنا وابتزازها لالرتباط بها‬
‫في إطار زواج متعة‪ ،‬في مقابل ذلك يعزف اإلمام يوسف عن االستسالم لمحاوالتها اإلغرائية في نزعة‬
‫أخالقية وتجسيد للتقوى في أقصى تجلياتها إال أن ذلك ال يتنافى مع طرح السينما األمريكية؛ فالتوجه‬
‫الصوفي‪ /‬الشيعي للفيلم يصور قدرة اإلمام يوسف على علم الغيب وهو مظهر من مظاهر التأله وهي النزعة‬
‫التأليهية التي تتفق مع طرح تجاوز الكينونة اإللهية للتعاطي مع الجمال في بعده الحسي‪ /‬الجنسي‪.‬‬

‫إذ ذاك يتفق الخطاب الديني في السينما األمريكية واإليرانية من خالل عينة األفالم المحللة على‬
‫أن الجمال مفهوم مدمر ومصدر اضطراب واختالل الحياة على المستويين الوجودي واالجتماعي‪ ،‬إال أن‬

‫‪ -1‬عندما أستخدم مصطلح "الجمال" و "الجميلة" في إشارة إلى الجمال األنثوي‪ ،‬فهذا ليس تقييماً ذاتيا لجمال األنثى داخل‬
‫األفالم وإنما تصور صناع هذه األفالم للجمال ووصفهم له واختيارهم للممثالت اللواتي يرون فيهم تجسيدا لجمال األنثى‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫الفيلم األمريكي ‪ Mother‬يتعاطى معه كمسألة وجودية في عالقته باإلله الذي يتحول إعجابه المتزايد به إلى‬
‫مصدر إلهام لتأليف نصوصه‪ /‬األديان التي تتسبب في دمار ونهاية الطبيعة والبشرية‪ ،‬بينما يتجه الفيلمين‬
‫اإليرانيين ‪ The Willow Tree‬و ‪ The Scandal‬إلى تناول مسألة الجمال كمشكلة أخالقية من خالل‬
‫تعاطي الرجل مع المرأة الجميلة في المجتمع؛ وبالتالي يتخذ الجمال في الفيلمين اإليرانيين بعدًا جنسياً‪/‬‬
‫أخالقيا‪ ،‬ينزع الخطابين إلى االعتماد على األنثى‪/‬المرأة لتجسيد مفهوم الجمال في األفالم األمريكية واإليرانية‪،‬‬
‫كما تتفق هذه األخيرة أيضا على أن المرأة الجميلة ضحية النزعة الذكورية في بعديها اإللهي واإلنساني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤشر القوى الفاعلة والحجاج‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القوى الفاعلة‪:‬‬

‫تعتبر القوى الفاعلة تجسيدا لألطروحة الخطابية على مستوى الخطاب؛ فمن خالل صفتها ووظائفها‬
‫وأدوارها يتشكل فعل الخطاب الذي ينبني عليه الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة‬
‫األفالم المحللة‪ ،‬على مستوى هذه األخيرة وقفنا على العديد من القوى الفاعلة التي تضعها السياقات‬
‫األيديولوجية لألفالم ضمن صور محددة عبر نمذجتها؛ وعلى الرغم من تعدد القوى والشخصيات الفاعلة فيها‬
‫إال أنه يمكن نلخصها في خمسة صور أساسية تتمثل في صورة اإلله‪ ،‬صورة الشيطان‪ ،‬صورة األنبياء‪،‬‬
‫صورة الرجل وصورة المرأة؛ حيث نقارن بينها على مستوى الخطابين فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬صورة اإلله‪:‬‬

‫يشكل اإلله قوة فاعلة محورية في الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة‬
‫األفالم المحللة‪ ،‬إال أنه أكثر مركزية وحضو ار واستهدافًا في الفيلمين األمريكيين مقارنة بالفيلمين اإليرانيين‪،‬‬
‫يسعى الفيلمين األمريكيين ‪ Mother‬و ‪ Doctor Strange‬إلى تشويه صوره اإلله من خالل تصويره على‬
‫أنه شيطان شرير ووحش قاسي بال رحمة‪ ،‬أما شكله ففي غاية البشاعة سواء عبر تجسيده في إنسان دميم‬
‫(‪ ) mother‬أو من خالل تصميمه في شخصية خيالة افتراضية بشعة مخيفة (‪ ،)Doctor Strange‬يتجه‬
‫الفيلم األمريكي ‪ Mother‬إلى أنسنة اإلله عبر وسمه بصفات وحاالت إنسانية كالتوتر والقلق‪ ،‬االندهاش‪،‬‬
‫التعب‪ ،‬اإلعجاب‪ ،‬الحاجة إلى الحب‪ ،‬رفض الوحدة‪ ،‬يصور اإلله أيضا عاج ًاز عن مساعدة الناس وانتشالهم‬
‫من الفقر‪ ،‬كما يوصف أيضا بأنه مجنون وقاتل وذو نزعة ذكورية يبجل فيها الذكور على اإلناث‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫يتجه الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬إلى تبني ذات التصور حيال اإلله الذي يوصف بالحقود‪،‬‬
‫الجائع‪ ،‬الخطير‪ ،‬المدمر‪ ،‬المخادع ؛ وهي الصفات التي تؤكد عليها األطروحة الخطابية برمتها مقابل صفاته‬
‫اإليجابية (اإلله) التي يتبناها أتباعه والتي تتمثل في الجمال‪ ،‬العظمة‪ ،‬منقذ الوجود‪ ،‬مانح الحياة األبدية التي‬
‫يتناولها الفيلم كأوهام وأكاذيب وخدع ال تعكس حقيقة اإلله‪ ،‬إذ ذاك يستهدف الفيلمين األمريكيين تشويه صورة‬
‫اإلله وإلغائه وإقرانه بالشر واألذى واأللم والمعاناة‪.‬‬

‫في مقابل ذلك ينتهج الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلمي ‪ The Willow Tree‬و‬
‫‪ The Scandal‬اتجاها معاكسا من خالل تصوير انتقال اإلنسان من الشك في الله إلى اإليمان به ومن‬
‫الخطأ إلى التوبة؛ حيث أن الصفات السلبية التي يوصف بها كمتسبب في حرمان وشقاء وعذاب اإلنسان‬
‫(‪ ) The Willow Tree‬وبأنه غير عادل وال ينظر لحال الفقراء (‪ )The Scandal‬تصورات خاطئة عن‬
‫اإلله سرعان ما يتم تصويبها بإثبات عكسها بما يحقق توبة وعودة اإلنسان إلى خالقه‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)59‬يوضح صورة اإلله المؤكدة والملغاة من خالل عينة األفالم المحللة‪.‬‬

‫الفيلم اإليراني‬ ‫الفيلم اإليراني‬ ‫فيلم األمريكي‬ ‫فيلم األمريكي‬


‫‪The Scandal‬‬ ‫‪The Willow Tree‬‬ ‫‪Doctor Strange‬‬ ‫‪Mother‬‬
‫صورة ملغاة‬ ‫صورة ملغاة‬ ‫صورة ملغاة‬ ‫صورة مؤكدة‬ ‫صورة مؤكدة‬
‫غير عادل‬ ‫سبب الحرمان‬ ‫جميل‬ ‫حقود‬ ‫مجنون‬
‫سبب الشقاء‬ ‫عظيم‬ ‫جائع‬ ‫قاتل‬
‫سبب العذاب‬ ‫منقذ الوجود‬ ‫خطير‬ ‫عاجز‬
‫الحياة األبدية‬ ‫مدمر‬ ‫ذو نزعة ذكورية‬
‫مخادع‬

‫‪ .2‬صورة الشيطان‪:‬‬

‫ال يظهر الشيطان كقوة فاعلة إال على مستوى الفيلم األمريكي ‪ ،Doctor Strange‬من خالل التلميح‬
‫واإليحاء‪ ،‬يتجه هذا الفيلم إلى تصوير الشيطان كقوة تمكن اإلنسان من بلوغ األلوهية واالنتصار على اإلله‬
‫يتحول الشيطان بذلك قوة خيرة تمنح الحياة من خالل المعرفة العليا‪ /‬السحر؛ وعليه يصبح مصد ًار للمعرفة‬
‫الخير‪ ،‬والحرية‪ ،‬أما على مستوى الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬فال يظهر الشيطان كقوة فاعلة ال بشكل‬

‫‪237‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫علني وال مستتر وإنما يتجه إلى نفي الطبيعة الشيطانية للمرأة التي تسعى المعتقدات الدينية الخاطئة إلى‬
‫إلصاقها بها‪ ،‬كما ينزع الفيلم إلى اعتبار أهواء ونفس اإلنسان مصد ًار للشرور والخطايا وأن ربطها بالشيطان‬
‫مجرد تبريرات وادعاءات وهي نزعة ضمنية لتبرئة الشيطان يتفق فيها مع الطرح الذي يتضمنه الفيلم‬
‫األمريكي ‪ Doctor Strange‬دون أن يتهجه (الفيلم اإليراني) إلى التأكيد على االعتماد عليه أو اعتباره‬
‫مصد ار للخير كما يفعل الفيلم األمريكي‪.‬‬

‫‪ .3‬صورة األنبياء‪:‬‬

‫ال يتناول الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلمي ‪ The Willow Tree‬و ‪The‬‬
‫يتجه ذاك الخطاب في السينما األمريكية من خالل‬
‫ُ‬ ‫‪ Scandal‬موضوع النبوة واألنبياء‪ ،‬على عكس ذلك‬
‫فيلمي ‪ Mother‬و‪ Doctor Strange‬إلى تصوير األنبياء على أنهم قتلة مجرمون بسبب األديان التي‬
‫يعتنقونها ويسعون إلى نشرها‪ ،‬وبالتالي يتم ربط األديان بالدم والعنف‪ ،‬كما يصبح األنبياء بسبب ذلك جهلة‬
‫ذوي سلوك هدام‪ ،‬ال يدركون حقيقة اإلله الشرير‪.‬‬

‫في فيلم ‪ ، Mother‬يتم تجسيد شخصية النبي في امرأة تؤدي دور ناشرة كتب‪ /‬قصائد األب‪ /‬اإلله‬
‫حيث تظهر منبهرة به من خالل وصفه بالعبقري‪ ،‬لكنها تتحول إلى سفاحة تقتل الناس بالجملة لينتهي أمرها‬
‫مقتولة هي األخرى‪ ،‬ذات المنحى يتخذه فيلم ‪ Doctor Strange‬بتصوير قائد الحواريين‪ /‬المتزمتين قاتال‬
‫يسعى للتقرب من اإلله لتمكينه من السيطرة على األرض وامتالكها بالقتل وسفك الدماء‪ ،‬كما يتجه الفيلم‬
‫أيضا إلى تصوير نهايته السيئة بسحبه وبقية المتزمتين إلى عالم اإلله البشع المظلم‪.‬‬

‫‪ .4‬صورة الرجل‪:‬‬

‫يشكل الرجل‪ /‬الذكر قوة مهيمنة في ال خطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة‬
‫األفالم المحللة‪ ،‬حيث يتنوع تصوير مستويات سلطته وسيطرته من سلطة القرار إلى السلطة االجتماعية‬
‫والمالية والسياسية في الفيلمين اإليرانيين ‪ The Willow Tree‬و‪ The Scandal‬إلى نبوغه وعبقريته‬
‫وتحوله إلى بطل خارق نحو نزوع لتأليه في الفيلم األمريكي ‪ ،Doctor Strange‬عدا الفيلم األمريكي‬
‫‪ Mother‬الذي يتخذ اتجاها معاكسًا؛ كفيلم ذو نزعة نسوية؛ يتجه إلثبات النزعة الذكورية لإلله من خالل‬
‫اهتمامه بآدم وإعجابه بعقله‪ ،‬ثم اإلشارة إلى السلطة التي يمنحها الدين للرجل للسيطرة على المرأة‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫في الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬؛ يتصف البطل الدكتور ستيفن سترينج بالعبقرية والنبوغ‬
‫والطيبة والنبل والحكمة‪ ،‬كما يتحول إلى بطل خارق يحمي األرض وسكناها من رغبة اإلله في تدميرها‬
‫وامتالكها‪ ،‬أما في الفيلم اإليراني ‪ The Willow Tree‬؛ فانطالقا من سياقه األيديولوجي الصوفي يتجه لبناء‬
‫صورة الرجل بانتمائه من عدمه لهذه األيديولوجيا؛ إذ ذاك يصبح الرجل المتصوف راضيا‪ ،‬سعيدا‪ ،‬قنوعا بينما‬
‫يصبح ذاك الذي لم يدرك التصوف جاحدًا‪ ،‬تعيسًا ومضطربًا‪ ،‬ووفقا للتصور الذي يضعه الفيلم اإليراني ‪The‬‬
‫‪ Scandal‬للتدين‪ /‬اإليمان الحقيقي في مقابل ذاك الزائف؛ يصبح المؤمن الحقيقي تقيًا‪ ،‬مضحيًا‪ ،‬محسنًا‪،‬‬
‫زاهدا‪ ،‬صادقاً‪ ،‬متعففاً‪ ،‬إنسانياً‪ ،‬أما مدعي اإليمان أو المتظاهر فيتصف بالنفاق واالستغالل والشهوانية‬
‫والكذب والخداع والتحريض على األذى‪.‬‬

‫‪ .5‬صورة المرأة‪:‬‬

‫يتجه الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم المحللة إلى تأطير المرأة‬
‫ضمن الصورة الكالسيكية التي تج علها ضحية الرجل رغم تضحيتها وتفانيها‪ ،‬عدا الفيلم األمريكي ‪Doctor‬‬
‫‪Strange‬؛ الذي يتجه اتجاها مضادًا لذكورة النبوة‪ ،‬ليجعل المرأة قائدا ومعلمًا للمعسكر المناهض لإلله‬
‫وأتباعه من األنب ياء لتتصف بذلك بالحكمة‪ ،‬الهدوء‪ ،‬الثبات االنفعالي‪ ،‬العطف‪ ،‬الجدية ‪ ،‬الحزم والصرامة‪ ،‬أما‬
‫في الفيلم األمريكي ‪ Mother‬؛ فتتصف المرأة التي ترمز للطبيعة بالجمال والصبر واإللهام والتضحية‪ ،‬كما‬
‫يتمثل دورها في العمل والبناء‪.‬‬

‫تشترك صورة المرأة من خالل الفيلم األمريكي ‪ Mother‬في صفتي الصبر والتضحية مع الفيلم‬
‫األمريكي ‪( Doctor Strange‬شخصية بالمر كريستين) و الفيلم اإليراني ‪( The Willow Tree‬شخصية‬
‫رويا)‪ ،‬أما الفيلم اإليراني ‪The Scandal‬؛ فينتهج نهج الفيلم األمريكي ‪ Mother‬في تصوير البعد اإلشكالي‬

‫لجمال المرأة الذي سبق وتناولناه في قضية الجمال األنثوي وأبعاده الوجودية واألخالقية في الخطابين‪ُ ،‬‬
‫يتفق‬
‫أيضا الفيلم األمريكي ‪ Mother‬مع الفيلم اإليراني ‪ The Willow Tree‬على نزوع المرأة إلى البناء والتأسيس‬
‫واالستقرار مقابل نزعة الرجل إلى الهدم والتغيير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحجاج‪:‬‬

‫يشكل األلم والمعاناة بكل مستوياته الجسدية والنفسية واالجتماعية مركز الحجاج على مستوى الخطاب‬
‫ُ‬
‫الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم المحللة‪ ،‬ترتكز هذه الحجة على مخاطبة‬

‫‪239‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫عاطفة المتلقي وجذب تعاطفه نحو معاناة شخصيات األفالم ليطرح صناعها سؤاالً وجوديا أعمق يستهدفون‬
‫ط الفيلمين األمريكيين ‪Mother‬‬
‫تثبيته في عقل المتلقي مفاده‪ :‬لماذا يستمر اإلنسان في المعاناة؟ يرب ُ‬
‫و‪ Doctor Strange‬األلم باإلله بتصويره حاقدًا على اإلنسان متخليًا عنه منذ خطيئة النزول من الجنة‬
‫لتستمر بعد ذلك آالمه ومعاناته على األرض منذ والدته إلى غاية موته )‪ ،(mother‬يتجه الفيلم اإليراني ‪the‬‬
‫‪ Scandal‬إلى ربط المعاناة في بعدها االجتماعي (الفقر) بالسلطة الدينية وتكييفها للدين حسب أهوائها‬
‫للحفاظ على نفوذها وسيطرتها على المجتمع واالستمرار في استالبه واستنزاف ثرواته باسم الدين واإلله‪ ،‬يركز‬
‫أيضا الفيلم اإليراني ‪ The Willow Tree‬على تصوير ألم ومعاناة اإلنسان بالشكل الذي يحوله إلى فيلم‬
‫تراجيدي‪ /‬مأساوي؛ إال أنه يخرج عن السياق الذي يرتبط فيه األلم باإلله والدين إلى اعتباره طريقًا ضروريا‬
‫لمعرفة الله؛ ليناقض ب ذلك وبشكل كامل األطروحة الخطابية في الفيلمين األمريكيين‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالحجج العقلية؛ يتجه الفيلمين األمريكيين ‪ Mother‬و ‪ Doctor Strange‬إلى اعتبار‬
‫األديان مصد ار للصراع والحروب المستمرة بين البشر‪ ،‬كما يدحض الفيلم األمريكي ‪ Mother‬مسألة األلوهية‬
‫الخيرة بحجة غياب العدالة اإللهية فيما يتعلق بسؤال الغنى والفقر‪ ،‬بينما يرفض الفيلم اإليراني السلطة الدينية‬
‫التي تتسبب في انعدام العدالة االجتماعية (الفقر) التي تُضعف توجه‪ /‬موقف الناس نحو الدين والتدين؛ إذ‬
‫ذاك يصبح "الفقر" حجة عقلية في الفيلمين األمريكي واإليراني المذكورين أعاله‪ ،‬يجعلها الفيلم األمريكي سببًا‬
‫إللغاء‪ /‬إبطال سلطة اإلله‪ ،‬بينما يستخدمها الفيلم اإليراني لتبرير إنهاء السلطة الدينية‪ /‬رجال الدين‪.‬‬

‫يلتقي الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬مع الفيلم اإليراني ‪ The Willow tree‬في الحجة العقلية‬
‫التي تعتبر العالم الحسي‪ /‬الوجود المادي سببًا في معاناة اإلنسان وآالمه‪ ،‬وهو المصدر‪ /‬المستوى الثاني لأللم‬
‫في الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬بعد اإلله كما سبق وأشرنا إليه‪ ،‬إضافة إلى هذه الحجج يضيف‬
‫الفيلم األمريكي ‪ Mother‬حجة عقلية أقرب في محتواها إلى الفانتازيا والدواعي األيديولوجية للفيلم التي‬
‫سنتناولها الحقا مفادها أن اإلله ال يكتفي بالطبيعة التي يستنزفها ويدمرها في كل مرة لعيد التجربة من جديد‬
‫في إحالة إلى وجود حياة سابقة لهذه الحياة التي نعيش ودمارها وتوجه الحياة الحالية للدمار أيضا لتوجد‬
‫بعدها حياة أخرى ستتعرض بدورها للدمار والخراب‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مؤشر السياق األيديولوجي للخطاب‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التقاطع األيديولوجي بين الخطابين‪:‬‬

‫ُيجس ُد الخطاب الديني في السينما األمريكية من خالل فيلمي ‪ Mother‬و‪Doctor Strange‬‬


‫األيديولوجيا اإللحادية بأسلوب مبطن إيحائي‪ ،‬تُ َّ‬
‫مثل‪ /‬تُبرر هذه األيديولوجيا في فيلم ‪ Mother‬عبر آليتين‬ ‫ُ‬
‫للنمذجة؛ أوُلها شيطنة اإلله وربطه بالشر واألذى وانعكاساتهما على معاناة وآالم اإلنسان وثانيها توصيف‬
‫اإلله بالنزعة الذكورية والتمييز الجنسي الذي ينعكس على األديان التي تُعلي من شأن الذكر وتصغر‪/‬تحط‬
‫من شأن األنثى عبر إقرانها بالخطيئة الكبرى والتأكيد على التداعيات التاريخية واالجتماعية والثقافية لهذا‬
‫المعتقد التي تنعكس في تحقير وازدراء المرأة وخضوعها وتبعيتها الكاملة للسلطة الذكورية‪.‬‬

‫تتخ ُذ األيديولوجيا اإللحادية في فيلم ‪ Doctor Strange‬توجها باطنيا ينتهي بتأليه اإلنسان بعد تمكنه‬
‫من إزاحة اإلله ع بر المعرفة الـتأملية الروحية؛ التي تم تجسيدها في العقيدة البوذية وربطها باالعتماد على‬
‫الشيطان وصوال إلى األيديولوجيا الماسونية‪ ،‬في نزوع نحو إثبات هذا التوجه تاريخيا في ربط تسلسلي بين‬
‫البوذية والشيطانية والماسونية (من القديم إلى الحديث)‪ ،‬إذ ذاك تسعى األيديولوجيا اإللحادية في الفيلمين‬
‫األمريكيين إلى تدمير األديان وإزاحة اإلله مع توجه فيلم ‪ Doctor Strange‬إلى إحالل اإلنسان إلهًا جديدا‬
‫للكون من خالل المعرفة‪.‬‬

‫فيجسد الخطاب الديني فيها من خالل فيلمي ‪ The Willow Tree‬و ‪The‬‬
‫ُ‬ ‫أما السينما اإليرانية؛‬
‫‪ Scandal‬األيديولوجيا الصوفية على مستويين فردي واجتماعي‪ ،‬على المستوى الفردي يتم تمثيل الصوفية‬
‫كخضوع كامل لإلرادة اإللهية النموذج األكثر صحة لعالقة اإلنسان باإلله‪ /‬التدين‪ ،‬في مقابل هذا الخضوع‬
‫يتمكن اإلنسان من إدراك‪ /‬معرفة اإلله ليتحقق علمه بالغيب في نزعة حلولية للذات اإللهية في الذات‬
‫اإلنسانية؛ إذ ذاك يصبح الخضوع التام لإلرادة اإللهية شرطاً لتحقق الحلولية وبالتالي يمكن أن نصطلح على‬
‫هذه األيديولوجيا بالصوفية الحلولية‪ .‬أما على المستوى االجتماعي؛ فينقد الخطاب الديني في الفيلم اإليراني‬
‫‪ The Scandal‬السلطة الدينية في عالقتها الفاسدة بالسياسة والمال ويقاومها مطالبَا ومدافعًا عن‬
‫األيديولوجيا‪ /‬النموذج العلماني‪.‬‬

‫إذ ذاك؛ يعتمد الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم المحللة على‬
‫اإلستراتيجية التلميحية اإليحائية؛ أين يشير الفيلم األمريكي ‪ Mother‬إلى أن اإلله هو الشيطان‪ ،‬بينما يحيل‬

‫‪241‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬إلى أن الشيطان قوة خيرة مانحة للحياة من خالل المعرفة العليا‬
‫السحر‪ ،‬أما الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬فيشير ِّ‬
‫ضمنًا إلى فساد السلطة الدينية المتحكمة في الشأن‬
‫السياسي اإليراني في ظل الحكم المطلق لوالية الفقيه التي يقوم عليها نظام الحكم اإلسالمي في إيران‪.‬‬

‫تباعًا؛ تلتقي األيديولوجيا اإللحادية في الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬مع األيديولوجيا الصوفية‬
‫الحلولية في الفيلمين اإليرانيين ‪ The Willow Tree‬و ‪ The Scandal‬في نزوعهما نحو تأليه اإلنسان؛‬
‫سواء كان ذلك عبر إزاحة اإلله والتواطؤ مع الشيطان (‪ )Doctor Strange‬أو من خالل التوحد مع اإلله‬
‫عبر الخضوع له مما يحقق العلم بالغيب (الفيلمين اإليرانيين)‪ ،‬يحدث ذلك بسبب الميل الشديد لأليديولوجيتين‬
‫لتحقيق المعرفة المطلقة؛ وهي النزعة التي تصبح مرك از للخطاب الديني في هذه األفالم‪.‬‬

‫في ذات السياق؛ تلتقي األيديولوجيا اإللحادية في الفيلم األمريكي ‪ Mother‬مع األيديولوجيا العلمانية‬
‫في الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬في نزوعهما نحو التحرر من السلطة الدينية كقوة مؤذية مدمرة ممثلة في‬
‫اإلله (‪ ) Mother‬والحكم الديني (رجل الدين) في إيران (‪)The Scandal‬؛ وعليه يصبح التحرر من السلطة‬
‫الدينية مرك از للخطاب الديني في الفيلمين؛ وهو ما يمكن أن نصطلح عليه بنقطة التقاطع األيديولوجي‪.‬‬

‫على صعيد آخر؛ تعيد األيديولوجيا اإللحادية في الفيلم األمريكيين ‪ Mother‬و ‪Doctor Strange‬‬

‫واأليديولوجيا العلمانية في الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬إنتاج الصراع االجتماعي وتجسيد الوعي الطبقي‬
‫يرد الفيلمين األمريكيين ديمومة الصراع البشري إلى األديان‪ ،‬كما يجسد الفيلم‬
‫والتنازع الناجم عنه؛ حيث ُ‬
‫اإليراني ( ‪ )The Scandal‬الصراع الطبقي بين من يملك وال يملك؛ الطبقة الثرية ممثلة في سلطة رجال‬
‫الدين والطبقة الكادحة؛ في نزعة تنطلق من الماركسية لتصل إلى العلمانية باعتبارها مطلبًا وغاية‪.‬‬

‫نوضح من خالل هذا المخطط التوضيحي المرجعية األيديولوجية للخطاب الديني في السينما اإليرانية‬
‫واألمريكية من خالل عينة األفال م المحللة ونقاط التقاطع األيديولوجي بينها (مركز الخطاب) وإعادة إنتاج هذه‬
‫األيديولوجيات للصراع االجتماعي‪:‬‬

‫‪242‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫األيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـولوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫الفيلم األمريكي‬ ‫الفيلم األمريكي‬


‫‪Doctor Strange‬‬ ‫‪Mother‬‬

‫البوذية‬ ‫شيطنة اإلله‬


‫الشيطانية‬ ‫التمييز الجنسي‬
‫الماسونية‬

‫إعادة إنتاج الصراع‬ ‫إعادة إنتاج الصراع‬


‫وربطه بالدين‬ ‫وربطه بالدين‬

‫هاجس المعرفة المطلقة‬ ‫التحرر من السلطة الدينية‬

‫مركز الخطاب‬
‫نقطة التقاطع‬
‫األيديولوجي‬
‫التحرر من السلطة الدينية‬ ‫هاجس المعرفة المطلقة‬

‫العلمانية هدف وغاية‬

‫الصراع االجتماعي‬
‫الطبقي‬
‫األلم‬
‫اإليمان الحقيقي‬ ‫البصيرة‬
‫اإليمان الزائف‬ ‫نكران الذات‬

‫الفيلم اإليراني‬ ‫الفيلم اإليراني‬


‫‪The Scandal‬‬ ‫‪The Willow Tree‬‬

‫األيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجيا الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوفية الحل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولية‬

‫الشكل رقم (‪ :)91‬مخطط يوضح نقطة التقاطع األيديولوجي للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬تصميم الباحث‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫ثانيا‪ :‬األطر المرجعية‬

‫تُشكل التوراة إطا ًار مرجعيا ِّ‬


‫نصياً عامًا للخطاب الديني في الفيلمين األمريكيين؛ في فيلم ‪mother‬‬
‫يتطابق تصوير اإلله مع المعتقد اليهودي القائل أن اإلله غير معصوم بل يخطئ ويثور ويقع في الندم وهو‬
‫ُ‬
‫يجسد فيلم ‪ Doctor Strange‬أسطورة مصارعة النبي موسى لإلله‬
‫ُ‬ ‫قاس‪ ،‬متعصب مدمر لشعبه‪ ،‬تباعًا‬
‫والتغلب عليه التي وردت في سفر التكوين‪ ،‬كما يمجد ذات الفيلم على مستوى آخر الشيطان في نزوع نحو‬
‫أشعياء‪ .‬أما بالنسبة للخطاب الديني في الفيلم‬
‫ْ‬ ‫الشركية في اقتباس مقارب لما ورد في ِّسْفر‬
‫الثنوية اإللهية ِّ‬

‫اإليراني ‪ The Willow Tree‬فيمثل الديوان الشعري المثنوي للصوفي جالل الدين الرومي الذي يوصف‬
‫بالقرآن الفارسي إطا ار مرجعيا نصيًا عامًا للخطاب‪.‬‬

‫على صعيد آخر؛ ُيشكل تاريخ اليهود إطا ًار مرجعيًا (تاريخيًا) للخطاب الديني في الفيلم‬
‫األمريكي‪ Doctor Strange‬من خالل اإلشارة إلى طائفة الزيلوت ‪Zealots‬؛ التي تمثل حركة دينية يهودية‬
‫يشير ذات الفيلم إلى قصة تيه اليهود في صحراء سيناء؛ وهي‬
‫تصدت لالحتالل الروماني إلقليم يهوذا‪ ،‬تباعًا ُ‬
‫العقدة اليهودية المركزية التي تحولت إلى حقد ونزعة انتقامية ال متناهية حيال اإلله واألديان والمتدينين‪ .‬أما‬
‫الفيلم األمريكي ‪Mother‬؛ فتشكل حادثة قتل قابيل لهابيل إطا ًار مرجعياً تاريخيًا للخطاب الديني على مستواه‪.‬‬

‫تُ ِّ‬
‫مثل الشخصيات الماسونية؛ أليساندرو كاغليوسترو‪ ،‬بيونسي‪ ،‬دريك بونو وإيمينام إطا ًار مرجعيًا‬
‫للخطاب الديني على مستوى الفيلم األمريكي ‪ ، Doctor Strange‬بينما تشكل شخصية المتصوف جالل‬
‫الدين الرومي إطا ًار مرجعيا للخطاب الديني في الفيلم اإليراني ‪ ،The Willow Tree‬تباعًا تشكل شخصية‬
‫الوالي الفقيه في إيران آية لله الخميني سابقا وعلي خامنئي حاليا؛ إطا ار مرجعيًا للخطاب الديني في الفيلم‬
‫اإليراني ‪ ،The Scandl‬يتخذ الفيلم األمريكي ‪ Doctor Strange‬والفيلم اإليراني ‪The Willow tree‬‬
‫يرجع الفيلم اإليراني ‪ The Scandal‬إلى‬
‫ُ‬ ‫الشخصيات المذكورة كمرجعية يتم التأكيد عليها وتبنيها‪ ،‬في حين‬
‫شخصية الولي الفقيه ُليزيحها ويلغيها‪.‬‬

‫تتخذ الرموز شكال فانتازيًا‪ /‬خياليًا في الخطاب الديني على مستوى السينما األمريكية سواء من خالل‬

‫الرموز الماسونية الشيطانية في فيلم ‪Doctor Strange‬؛ على غرار رمز قرني الشيطان‪ ،‬العين الثالثة‪،‬‬
‫التحية الشيطانية رمز وجه الشيطان‪ ،‬أو من خالل مجسم الكريستال الذي يرمز الحتراق قلب‬
‫اإلنسانية بفعل األلم والمعاناة؛ في تصوير لإلله على أنه سادي يتلذذ بآالم البشر بتحوليها إلى‬

‫‪244‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬

‫حجر ثمين؛ وهو ال حجر الذي يخفي سر اقتران الشر باإلله في إحالة إلى شجرة معرفة الخير والشر‪ ،‬أما‬
‫على مستوى السينما اإليرانية فتتخذ الرموز شكال أكثر واقعية وطبيعية كرمز النملة في الفيلم اإليراني‬
‫‪ The Willow Tree‬الذي يدل على ضعف اإلنسان‪ ،‬ورمز القبعة السوداء في الفيلم اإليراني ‪The‬‬
‫‪ Scandal‬الذي يشير إلى العمامة السوداء للولي الفقيه في إيران‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫بعد مقارنتنا للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم المحللة‪ ،‬وفقا‬
‫لمؤشرات األطروحة الخطابية‪ ،‬القوى الفاعلة‪ ،‬الحجاج والسياق األيديولوجي للخطاب‪ ،‬اتجهت السمات العامة‬
‫على مستوى الخطابين نحو التباين الشديد؛ في اتجاهها نحو األديان يتخذ الفيلمين األمريكيين توجها عدائيا‬
‫إزاءها‪ ،‬بينما يتخذ الفيلمين اإليرانيين توجها تصحيحيا حيالها‪ ،‬أما على مستوى القوى الفاعلة؛ تعتمد السينما‬
‫األمريكية على نموذج البطل الخارق بينما تنزع السينما اإليرانية نحو تجسيد النموذج المثالي‪ ،‬على صعيد‬
‫آخر وفيما يتعلق بانفتاح وانغالق الخطاب نجد الخطاب الديني في السينما األمريكية مغلقا‪ ،‬محسوما يقينيًا ال‬
‫يفتح المجال للمتلقي للمشاركة فيه‪ ،‬في حين يبقى الخطاب الديني في السينما اإليرانية مفتوحا ناقصا ومرتبكا‬
‫ليفسح بذلك المجال للمتلقي للمشاركة في األطروحة الخطابية وإكمال نموذجها اإلدراكي وفقا لتوجهاته‬
‫ومعتقداته‪ ،‬أما فيما يتعلق بالمعالجة الخطابية للدين؛ فيتجه الفيلمين األمريكيين توجها بنائيا‪ ،‬في حين ينزع‬
‫الفيلمين اإليرانيين نزوعًا أكسيولوجيًا وبراكسيولوجيًا في نفس الوقت‪ ،‬أخي ار؛ فيما يتعلق بالبدائل التي يعتمدها‬
‫كل خطاب‪ ،‬ترتكز السينما األمريكية على البدائل البنائية بينما تستخدم السينما اإليرانية البدائل االستطرادية‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بمحور السمات الخاصة للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل عينة‬
‫األفالم المحللة‪ ،‬فتعد مواضيع؛ المعرفة واأللم والخير والشر والجمال من أبرز القضايا التي تتناولها‬
‫األطروحة الخطابية على مستوى األفالم‪ ،‬كما تقدم هذه األخيرة صو ًار متعددة حو اإلله والشيطان واألنبياء‬
‫والرجل والمرأة انطالقا من األيديولوجيات التي تتبناها التي تتراوح بين اإللحادية والصوفية الحلولية والعلمانية‪.‬‬

‫تباعا؛ تنقسم األطر المرجعية على مستوى الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية من خالل‬
‫عينة األفالم المحللة؛ إلى ثالثة أنواع‪ /‬أقسام‪ ،‬أطر مرجعية نصية وأطر مرجعية تاريخية وأطر مرجعية تتعلق‬
‫باألشخا ص‪ ،‬كما تنقسم الرمز الذي يعتمدها الخطابين إلى رموز فانتازية‪ /‬خيالية ورموز واقعية طبيعية‬
‫يفرضها الجنس‪ /‬األسلوب الفيلمي والتوجهات األيديولوجية التي تطبعه‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫نت ـ ـ ــائج الدراسة‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫ىذاَالبحث َموسومَاً َ"بالخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ دراسة تحميمية مقارنة"َ‬
‫ُ‬ ‫جاء َ‬
‫ََ‬
‫قمناَفيو َبتحميؿَأربعةَأفالـَسينمائية؛َاثنتيفَمنياَأمريكية‪(َ Motherَ:‬األـ)َوَ‪(َ Doctor Strange‬الدكتورَ‬
‫الغريب)‪َ ،‬واثنتيف َإيرانية َ‪(َ The Willow Tree‬شجرة َالصفصاؼ) َو َ‪(َ The Scandal‬الفضيحة)‪َ ،‬فيَ‬
‫معالجتنا َليذا َالموضوع؛ َاعتمدنا َعمى َمنيج َتحميؿ َالخطاب َبمستوياتو‪َ /‬أدواتو َاألربعة‪َ :‬تحميؿ َاألطروحةَ‬
‫الخطابية‪َ،‬تحميؿَالقوىَالفاعمة‪َ،‬تحميؿَالحجاجَوتحميؿَالسياؽَاأليديولوجيَواألطرَالمرجعيةَلمخطاب‪َ،‬تباعاًَ‬
‫َ‬
‫استندناَفيَىذهَالدراسةَعمىَالمنيجَالمقارفَلنصؿَإلى َنقاطَالتبايفَوالتشابو َعمىَمستوىَالخطابيف‪َ،‬كماَ‬
‫ارتكزنا َعمى َنظرية َتيون فان دايك َالموسومة َبالتحكـ َاأليديولوجي َفي َالنماذج َاإلدراكية َالتابعة َلمدرسةَ‬
‫الخطابَاالجتماعيَواإلدراكي‪َ،‬وعميوَتوصمناَإلىَالنتائجَالتالية‪َ َََ:‬‬

‫تنطمؽَاألطروحةَالخطابيةَفيَالسينماَاألمريكيةَمفَخالؿَفيمميَ‪َMother‬و ‪َDoctor Strange‬مفَ‬


‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫اإللوَوتنتييَإليوَإللغائوَواسقاطَاأللوىيةَعنو َعفَطريؽَتشويوَصورتوَوجعموَمصد اًرَلمشر‪َ ،‬بينماَ‬
‫ال َتتعاطى َاألطروحة َالخطابية َفي َالسينما َاإليرانية َمف َخالؿ َفيممي َ‪ََََََThe Willow Tree‬‬
‫و‪َ Scandalَ The‬معَاإللوَبشكؿَمباشرَوالَتبغيَذلؾ؛ َبؿَتتخذَمنحىَتصحيحياَلمفيوميَالديفَ‬
‫والتديفَوعالقةَاإلنسافَباإللوَوالمجتمع‪.‬‬
‫تقدـَالسينماَاإليرانيةَمفَخالؿَفيمميَ‪َThe Willow Tree‬و ‪ScandalَThe‬؛َنموذجاَمثالياَلمتديفَ‬
‫‪ُ .2‬‬
‫محددةَبذلؾَرسالةَالخطابَومرجعيتوُ َوكيؼَيجبَأفَيكوفَالتديف َووضعيتوَفيَالمجتمعَ َتصبحَ‬
‫ىذهَالنماذجَالمثاليةَمرجعاًَومرآةَتصحيحيةَلوضعياتَاضطرابَالتديفَعمىَالمستوىَالفرديَوالخمؿَ‬
‫فيَفيـَوممارسةَالديفَعمىَالمستوىَاالجتماعي‪َ،‬تبقىَالقوىَالفاعمةَاألساسيةَفيَالخطابَمرتبكةَ‬
‫أماـَىذهَالنماذجَفيَنياياتَمفتوحةَومواقؼَمضطربةَحياؿَاإللو‪َ/‬الديفَأوَمحكومةَبشرطَخارجَ‬
‫الديفَعمىَغرارَشرطَالعدالةَاالجتماعية‪.‬‬
‫خطابَ‬
‫ٌ‬ ‫‪َ .3‬الخطاب َالديني َفي َالسينما َاألمريكية َمف َخالؿ َفيممي َ‪َ Mother‬و ‪َ Doctor Strange‬‬
‫َومغمؽ َفيَنزعتو َالعدائيةَحياؿَاإللوَواألدياف‪َ،‬بينماَيبقىَذاؾَفيَالسينماَاإليرانيةَ‬
‫ٌَ‬ ‫‪َ،‬نيائي‬
‫ٌّ‬ ‫محسوـ‬
‫ٌ‬
‫مف َخالؿ َفيممي َ‪ The Willow tree‬و ‪َ the Scandal‬مفتوحا‪َ /‬منقوصاً‪َ ،‬وعميو َيقدـ َالفيمميفَ‬
‫األمريكييفَتصوراَكامالًَومضبوطاَلإللوَوالديفَفالَيمنحَبذلؾَلممتمقي‪َ/‬المشاىدَسوىَخياراتَالقبوؿَ‬
‫والتبنيَالكامؿَلمنموذجَاإلدراكيَالذيَيطرحوَالفيمـَأوَالرفضَوالمعارضةَالمطمقةَأوَخمخمةَالمعتقدَ‬

‫‪247‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫لديوَووضعوَعمىَسكةَالشؾ‪َ،‬بينماَتفتحَاألطروحاتَالتي َيقدمياَالفيمميفَاإليرانييف َالمجاؿَ‬


‫ْ‬ ‫الديني َ‬
‫لممتمقيَأماـَخياراتََواحتماالتَعدةَإلكماؿَالنموذجَاإلدراكيَلمفيمـَوفقاَالتجاىاتوَومعتقداتو‪.‬‬
‫الخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َمف َخالؿ َفيممي َفيممي َ‪ََََََََََThe Willow Tree‬‬
‫َُ‬ ‫عُ َ‬
‫‪ .4‬ينزَ‬
‫و‪Scandalَ The‬؛ َنزوعا َأكسيولوجيا َفي َتأكيده َعمى َالقيـ َاألخالقية َواإلنسانية َلمديف َمع َتوجوَ‬
‫َوالسياسية َلمديف‪َ ،‬بينما َيتجاوز َالخطاب َالديني َفيَ‬
‫براكسيولوجي َلتصوير َالممارسة َاالجتماعية َ‬
‫السينماَاألمريكية َمفَخالؿَفيمميَ‪َ Mother‬و ‪َ Doctor Strange‬الواقعَإلىَالخياؿَليدموَواعادةَ‬
‫بنائوَمفَجديد‪.‬‬
‫ؾ َالخطاب َالديني َفي َالفيمـ َاألمريكي َ‪َ Mother‬النموذج َاإلدراكي َالذي َيجسد َالخيريةَ‬
‫َيفك ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ .5‬ييد ُـ‪ُ /‬‬
‫اإلليية‪َ ،‬بينما َيتجو َذاؾ َالذي َيطرحوُ َالفيمـ َاألمريكي َ‪َ Doctor Strange‬إلى َبناء َوتوفير َبديؿَ‬
‫معرفي َ ُّ‬
‫يحث َعمىَاالعتمادَعمىَالشيطاف‪َ،‬نصطمحَعمىَىذهَالبدائؿ َبالبدائؿ َالمعرفية َالبنائيةَالتيَ‬
‫تنطمؽَمفَالخياؿَإلعادةَبناءَالواقعَوفقاَلصيرورةَأيديولوجيةَوتاريخيةَونفسية‪.‬‬
‫ح َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َمف َخالؿ َفيمـ َ‪َ The Scandal‬بديؿ َالعممنة َنقضاًَ‬
‫‪َ .6‬يقترَُ‬
‫المستنبط َمفَ‬
‫لإلسالـ َالسياسي َكنظاـ َحكـ َقائـ َعمى َسمطة َالولي َالفقيو؛ َوىو َالبديؿ َالمعرفي َ ُ‬
‫خيارات َالواقع َالتجريبي؛ َلذلؾ َيمكف َأف َنصطمح َعميو َبالبديؿ َاالستطرادي‪َ ،‬وعميو َتصبح َالبدائؿَ‬
‫المعرفية َالبنائية َفي َالسينما َبناء‪َ /‬ترسيخ َلواقع َجديد َعبر َالخياؿ َوالبدائؿ َالمعرفية َاالستطراديةَ‬
‫تصحيح‪َ/‬تصويبَلمعطياتَالواقعَبواقعَآخر‪.‬‬
‫الشرَوالجماؿ؛ َمفَأبرزَالمسائؿَالتيَيطرحياَالخطابَالدينيَ‬
‫َ‬ ‫‪ .7‬تُ ُّ‬
‫عد َقضايا‪َ:‬األلـ‪َ،‬المعرفة‪َ،‬الخيرَو‬
‫فيَالسينماَاألمريكيةَواإليرانيةَمفَخالؿَأفالـ؛َ‪َThe Willow Treeَ،Doctor Strangeَ،Mother‬‬
‫وَ‪.The Scandal‬‬
‫‪ .8‬تأخَُذ َقضيةَاأللـ‪َ/‬المعاناةَحيزاَكبيراَمفَالخطابَالدينيَفيَالسينماَاإليرانيةَواألمريكية؛َحيثَالَ‬
‫يخموَأيَفيمـ َمفَعينةَالتحميؿَمفَمظاىرَاأللـَوالمعاناةَالبشرييف‪َ ،‬فيَاقترافَواضحَبينيماَوبيفَ‬
‫اإللوَوالديف؛َلتتحوؿَبذلؾَإلىَحجةَأساسيةَتستندَعميياَاألفالـَلمدفاعَعفَأطروحاتياَالخطابية‪.‬‬
‫وع َُز َالفيمـَاألمريكيَ‪َ Mother‬معاناةَالبشر َإلى َاإللو؛ َالذيَيصبحَ َ ِّ‬
‫معذبا َلإلنساف َومسِّببا َمباش ارَ‬ ‫‪ُ .9‬ي ِ‬

‫تجسَُد َمفَخاللو َالمعاناةَاإلنسانيةَضمفَ‬


‫لكؿ َآالمو َمف َخالؿ َالديف؛َيضعُ َالفيمـَنموذجاً َإدراكياَت ّ‬
‫عدة َمستويات‪َ :‬األلـ َالنفسي َالناجـ َعف َحب َاإلنساف َلإللو َوتعمقو َبو َمقابؿ َاستم ارره َفي َتعذيبوَ‬
‫المعاناةَالناجمةَعف َالصراعاتَوالحروبَالتيَتسببيا َاالختالفاتَواالنقساماتَالدينية‪َ،‬معاناةَالفقرَ‬

‫‪248‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫طُ َالفيمـ َىذه َالمعاناة َالبشرية َبسببيف َرئيسيفَ‬


‫معاناة َالم َوت َوأخي ار َمعاناة َنياية َالعالـ‪َ /‬القيامة‪َ ،‬يرب َ‬
‫أوليماَطردَآدـَوحواءَمفَالجنةَوتوقؼَاإللوَعفَمحبتيماَبسببَالخطيئةَالتيَارتكباىاَوثانييماَ‬
‫حادثةَقتؿَقابيؿَليابيؿَالتيَي ِ‬
‫نمذ ُجياَالفيمـَك ٍَ‬
‫أصؿَلكؿَالنزعاتَوالدماءَالتيَتراؽَعمىَاألرض‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ف َالفيمـ َاألمريكي َ‪َ Doctor Strange‬المعاناة َالبشرية َبرغبة َاإللو َفي َتدمير َاألرضَ‬ ‫‪َََ .10‬ي ِ‬
‫قرَُ‬
‫واالستيالءَعمىَالبشرَواستمرارَالنزاع َبينيـَبسببَالديفَوالمعاناةَالالمتناىيةَلإلنسافَكمماَحاوؿَ‬
‫التحررَمفَسمطةَاإللوَوالعذابَالناجـَعفَذلؾ؛َإذَذاؾَيصبحَاإللوَمصدراَلممعاناةَونزعتوَلمسيطرةَ‬
‫البشرَسبباَلياَأماَمستوياتياَ(المعاناة)َفتتمثؿَفيَالصرعَالبشري َوالعذابَالنفسيَ‬
‫َا‬ ‫عمىَاألرضَو‬
‫الجسديَالمستمريف‪.‬‬
‫َ‬ ‫و‬
‫‪ .11‬يتعام ُؿ َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َمف َخالؿ َفيممي َ‪َ The Willow Tree‬و ‪The‬‬

‫‪َ Scandal‬مع َالمعاناة َاإلنسانية َمف َمنظوريف‪َ ،‬في َالمستوى َاألوؿ َيربطيا َبخيارات َاإلنساف َنفسوَ‬
‫َيخمؼ َالمعاناة‪َ ،‬أما َفيَ‬
‫ذات َالنزعة َالمادية‪َ ،‬تباعاً َيمثؿ َغياب َالعدالة َاالجتماعية َسببا َبشرياً ُ‬
‫المستوى َالثاني َتصبح َالمعاناة َاختبا اًر َوطريقا َإلى َاهلل َوضرورة َوجودية َإلدراكو َوبموغو‪َ ،‬إذ َذاؾَ‬
‫يصبحَاأللـَخياراَفردياَثـَنكوصاً َعفَتحقيؽَالعدالةَاالجتماعية‪َ،‬لكفَكالىماَوكؿَأنواعَالمعاناةَ‬
‫األخرىَتجاربَتتيحَمعرفةَالذاتَالتيَتحقؽَمعرفة‪َ/‬إدراؾَاإللو‪.‬‬
‫ح َمسألة َالمعرفة َكقضية َمركزية َعمى َمستوى َالخطاب َالديني َفي َالفيمـ َاألمريكي ‪Doctor‬‬
‫‪ .12‬تُطرَُ‬
‫‪َ Strange‬والفيمـ َاإليراني َ‪َ ،The Willow tree‬يدافع َالفيمميف َعمى َروحانية َوباطنية َالمعرفةَ‬
‫ويدحضاف َمقابؿ َذلؾ َالعموـ َالظاىرية َالمادية َباعتبارىا َأوىاماً َمضممة؛ َيتبنى َالفيمـ َاألمريكيَ‬
‫َعميا‪َ ،‬يصبح َالشيطافَ‬
‫يبرر َمف َخالؿ َ"السحر" َكمعرفة َباطنية ُ‬
‫‪ Doctor Strange‬نموذجا إدراكيا َ ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬

‫َذلؾَعبرَاإلحالةَإلىَاعتمادَالنبيَسميمافَعمىَالجف‪َ/‬السحر‪َ،‬أماَالفيمـَ‬
‫َ‬ ‫يبرر‬
‫مصد اًرَليذهَالمعرفة‪ُ َ،‬‬
‫اإليرانيَ‪َ The Willow Tree‬فيدافع َعفَ"البصيرة"َكرؤية َقمبية‪َ/‬روحانية َتمكفَمف َمعرفة َالذاتَ‬
‫واإللوَوبموغَالسعادة‪.‬‬
‫يتفؽ َالفيمميفَاألمريكي‪َ Doctor Strange‬واإليرانيَ‪َ ،The Willow tree‬حوؿَالطبيعة َالباطنيةَ‬
‫‪ُ .13‬‬
‫افَفيَالوسيمة‪َ/‬المنيجَبيفَالسحرَوالرؤيةَالقمبية‪َ،‬كماَيختمفافَفيَ‬
‫َ‬ ‫والروحانة َلممعرفة‪َ،‬لكنيماَيتباعد‬
‫اليدؼَعندماَيصبحَ"السحر" َسبيالَلمحاربةَاإللوَواالنتصارَعميوَوالتحكـَفيوَواستبعادهَفيَالفيمـَ‬
‫األمريكيَ‪َDoctor Strange‬و"البصيرة"َوسيمةَلفيـَالذاتَوادراؾَمقاصدَاإللوَومعرفتو‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫‪َ .14‬يمتقي َالفيمميف َاألمريكي َ‪َ Doctor Strange‬واإليراني َ‪The Willow tree‬؛ َفي َنزوعيما َنحوَ‬
‫المعرفةَالمطمقةَالتيَينتجَعنياَتأليوَاإلنساف‪َ،‬عبرَانتصارَاإلنسافَالخارؽَعمىَاإللوَفيَالفيمـَ‬
‫األمريكي َ‪َ Doctor Strange‬واتحاد‪َ /‬حموؿ َالذات َاإلليية َمع‪َ /‬في َالذات َاإلنسانية َفي َالفيمـَ‬
‫اإليرانييف‪.‬‬
‫منح َالحياة َمقابؿ َسمبيا َمعيا اًر َلمخير َوالشر َفي َالسينما َاألمريكية َمف َخالؿ َفيمميَ‬
‫‪ .15‬يشك ُؿ َ ُ‬
‫‪َ Mother‬و ‪َ ،Doctor Strange‬تباعاً َيحافظ َفيمـ َ‪ُ َ Mother‬جزئيا َعمى َالتصور َالوحياني َلمجنة‪َ،‬‬
‫بينماَينزعُ َفيمـَ ‪ Doctor Strange‬إلى َرفعَالقداسةَعفَمفيوـَالجنةَبإحالتياَإلىَاألرضَومستوىَ‬
‫المجاؿ َالمعيشي َلإلنساف َالذي َال َيتمكف َمف َبموغيا َإلى َبالتمكف َمف َالمعرفة َالروحانية َالصافيةَ‬
‫واستعدادهَلحمايةَاألرضَوالوجودَاإلنسانيَمفَتيديداتَاإللو‪.‬‬
‫‪ .16‬يحافظ َالنم َوذج َاإلدراكي َعمى َمستوى َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َمف َخالؿ َفيمميََََََ‬
‫‪َThe Willow Tree‬وَ‪َThe Scandal‬عمىَالبعدَاألخالقيَواإلنسانيَلقضيتيَالخيرَوالشر‪َ،‬حيثَ‬
‫يتحقؽ َالخير َعندما َيكرس َاإلنساف َنفسو َلخدمة َاخآخر َوالمجتمع‪َ ،‬بينما َيتخذ َمفيوـ َالشر َتوجياًَ‬
‫سياسياًَعبرَنقد‪َ/‬دحضَسمطةَرجاؿَالديفَ(َالواليَالفقيو)َواستخداميـَلمديفَالستمرارَإحكاـَالنفوذَ‬
‫والسيطرةَمفَقبؿَالنظاـ‪.‬‬
‫‪ َ .17‬يتفؽَالخطابَالدينيَفيَالسينماَاألمريكيةَواإليرانيةَمفَخالؿَعينةَاألفالـَالمحممةَعمىَأفَ‬
‫َمدمر َومصدر َاضطراب َواختالؿ َالحياة َعمى َالمستوييف َالوجودي َواالجتماعي‪َ،‬‬
‫الجماؿ َمفيوـ ّ‬
‫يتعاطى َالفيمـَاألمريكيَ‪َ Mother‬معَالجماؿ َكمسألةَوجوديةَفيَعالقتوَباإللوَالذيَيتحوؿَإعجابوَ‬
‫المتزايد َبو َإلى َمصدر َإلياـ َلتأليؼ َنصوصو‪َ /‬األدياف َالتي َتتسبب َفي َدمار َونياية َالطبيعةَ‬
‫والبشرية‪َ ،‬بينما َيتجو َالفيمميف َاإليرانييف َ‪ The Willow Tree‬و ‪َ The Scandal‬إلى َتناوؿ َمسألةَ‬
‫الجماؿَكمشكمةَأخالقيةَمفَخالؿَتعاطيَالرجؿَمعَالمرأةَالجميمةَفيَالمجتمع‪َ،‬ينزعَالخطابيفَإلىَ‬
‫االعتماد َعمى َاألنثى‪/‬المرأة َلتجسيد َمفيوـ َالجماؿ َفي َاألفالـ َاألمريكية َواإليرانية‪َ ،‬كما َتتفؽ َىذهَ‬
‫األخيرةَأيضاَعمىَأفَالمرأةَالجميمةَضحيةَالنزعةَالذكوريةَفيَبعديياَاإللييَواإلنساني‪.‬‬
‫‪ .18‬يسعىَالفيمميفَاألمريكييفَ‪ Mother‬و ‪َDoctor Strange‬إلىَتشويوَصورهَاإللوَعبرَتبنيَنموذجَ‬
‫يرَووحشا َقاسيا َبالَرحمة‪َ،‬يتجوَالفيمـَاألمريكيَ‪َ Mother‬إلىَأنسنةَاإللوَ‬
‫إدراكيَيصوره َشيطانَاًَشرََاً‬
‫عبرَوسموَبصفاتَوحاالتَإنسانيةَكالتوترَوالقمؽ‪َ،‬االندىاش‪َ،‬التعب‪َ،‬اإلعجاب‪َ،‬الحاجةَإلىَالحبَ‬

‫‪250‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫رفضَالوحدة‪َ،‬يصورَاإللوَأيضاَعاج اًزَعفَمساعدةَالناسَوانتشاليـَمفَالفقر‪َ،‬كماَيوصؼَأيضاَ‬
‫بأنوَمجنوفَوقاتؿَوذوَنزعةَذكوريةَيبجؿَفيياَالذكورَعمىَاإلناث‪.‬‬
‫‪ .19‬تباعاً؛َيتجوَالفيمـَاألمريكيَ‪َ Doctor Strange‬إلىَتبنيَذاتَالتصورَحياؿَاإللوَالذيَيوصؼَ‬
‫بالحقود‪َ ،‬الجائع‪َ ،‬الخطير‪َ ،‬المدمر‪َ ،‬المخادع؛ َوىي َالصفات َالتي َتؤكد َعمييا َاألطروحة َالخطابيةَ‬
‫برمتيا َمقابؿ َصفاتو َاإليجابية َ(اإللو) َالتي َيتبناىا َأتباعو َوالتي َتتمثؿ َفي َالجماؿ‪َ ،‬العظمة‪َ ،‬منقذَ‬
‫الوجود‪َ،‬مانحَالحياةَاألبديةَالتيَيتناولياَالفيمـَكأوىاـَوأكاذيبَوخدعَالَتعكسَحقيقةَاإللو‪َ،‬إذَذاؾَ‬
‫يستيدؼَالفيمميفَاألمريكييفَتشويوَصورةَاإللوَوالغائوَواقرانوَبالشرَواألذىَواأللـَوالمعاناة‪.‬‬
‫ينتيج َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َمف َخالؿ َفيممي َ‪َ The Willow Tree‬و َ ‪The‬‬
‫َُ‬ ‫‪.20‬‬
‫‪َScandal‬اتجاىاَمعاكساَتماماً؛َ مفَخالؿَتصويرَانتقاؿَاإلنسافَمفَالشؾَفيَاهللََإلىَاإليمافَبوََ‬
‫َيقرف َبيا َاإللو َباعتبارىا َتصورات َخاطئة َعف َاإللوَ‬
‫دحض‪َ /‬تُمغى َالتصورات َالسمبية َالتي ُ‬
‫حيث َتُ ُ‬
‫سرعافَماَيتـَتصويبياَبإثباتَعكسياَبماَيحقؽَتوبةَوعودةَاإلنسافَإلىَخالقو‪.‬‬
‫الّ َعمىَمستوىَالفيمـَاألمريكيَ‪َ،Doctor Strange‬مفَخالؿَ‬
‫‪ .21‬الَيظيرَالشيطافَكقوةَفاعمةَإ َ‬
‫التمميح َواإليحاء‪َ ،‬يتجو َىذا َالفيمـ َإلى َنمذجة َالشيطاف َكقوة َتمكف َاإلنساف َمف َبموغ َاأللوىيةَ‬
‫واالنتصار َوكمصدر َلممعرفة‪َ ،‬الخير َوالحرية‪َ ،‬أما َعمى َمستوى َالفيمـ َاإليراني َ‪َThe Scandal‬‬
‫َحيث َينزع َالفيمـ َإلى َاعتبار َأىواء َونفسَ‬
‫ُ‬ ‫ساؽ َمفيوـ َالشيطاف َلنفي َالطبيعة َالشيطانية َلممرأة‪،‬‬
‫في ُ‬‫ُ‬
‫اإلنسافَمصد اًرَلمشرورَوالخطاياَوأفَربطياَبالشيطافَمجردَتبريراتَوادعاءات؛َوىيَالنزعةَضمنيةَ‬
‫لتبرئةَالشيطافَيتفؽَفيياَمعَتمؾَالتيَيتضمنيا َالفيمـَاألمريكيَ‪َ Doctor Strange‬دوفَأفَيتجوَ‬
‫(الفيمـَاإليراني)َإلىَالتأكيدَعمىَاالعتمادَعميوَأوَاعتبارهَمصدراَلمخيرَكماَيفعؿَالفيمـَاألمريكي‪.‬‬
‫‪ .22‬ال َيتناوؿَالخطاب َالديني َفي َالسينماَاإليرانية َمف َخالؿ َفيمميَ‪َ The Willow Tree‬و ‪The‬‬
‫‪َ Scandal‬موضوعَالنبوةَواألنبياء‪َ،‬عمىَعكسَذلؾَيتجوُ َذاؾَالخطابَفيَالسينماَاألمريكيةَمفَ‬
‫خالؿ َفيممي َ‪َ Mother‬و‪َ Doctor Strange‬إلى َتصوير َاألنبياء َعمى َأنيـ َقتمة َمجرموف َبسببَ‬
‫األديافَالتيَيعتنقونياَويسعوفَإلىَنشرىا‪َ،‬وبالتالي َيتـَربطَاألديافَبالدـَوالعنؼ‪َ،‬إذَذاؾَيتموضعَ‬
‫األنبياءَحسبَىذهَاألطروحةَضمفَنموذجَإدراكيَيربطيـَبالجيؿَوالسموؾَاليداـ‪.‬‬
‫‪ .23‬يشكؿ َالرجؿ‪َ /‬الذكر َقوة َمييمنة َفي َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َواألمريكية َمف َخالؿَ‬
‫عينةَاألفالـَالمحممة‪َ،‬حيثَيتنوعَتصويرَمستوياتَسمطتوَوسيطرتوَمفَسمطةَالقرارَإلىَالسمطةَ‬
‫االجتماعيةَوالماليةَوالسياسيةَفيَالفيمميفَاإليرانييف ‪ The Willow Tree‬و‪َ The Scandal‬إلىَ‬

‫‪251‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫نبوغوَوعبقريتوَوتحولوَإلىَبطؿَخارؽَنحوَنزوعَلتأليوَفيَالفيمـَاألمريكيَ‪َ،Doctor Strange‬‬
‫عداَالفيمـَاألمريكيَ‪َ Mother‬الذيَيتخذَاتجاىاَمعاكساً؛َكفيمـَذوَنزعةَنسوية؛َيتجوَلنقد َالنزعةَ‬
‫الذكوريةَلإللوَمفَخالؿَعبرَاإلشارةَإلىَالسمطةَالتيَيمنحياَالديفَلمرجؿَلمسيطرةَعمىَالمرأة‪.‬‬
‫‪ .24‬يتبنىَالخطابَالدينيَفيَالسينماَاإليرانيةَواألمريكيةَمفَخالؿَعينةَاألفالـَالمحممةَنموذجَالمرأةَ‬
‫يختار َالفيمـ َاألمريكي َ ‪Doctor‬‬
‫تقعُ َضحية َالرجؿ َرغـ َتضحيتيا َوتفانييا‪ُ َ ،‬‬
‫الكالسيكية َالتي َ َ‬
‫‪َ Strange‬اتجاىا َمضاداً َلذكورةَالنبوة‪َ،‬ليجعؿَالمرأةَقائداَومعمماً َلممعسكرَالمناىضَلإللوَوأتباعوَ‬
‫مفَاألنبياءَلتتصؼَبذلؾَبالحكمة‪َ،‬اليدوء‪َ،‬الثباتَاالنفعالي‪َ،‬العطؼ‪َ،‬الجديةَ‪َ،‬الحزـَوالصرامة‪َ،‬أماَ‬
‫في َالفيمـ َاألمريكي َ‪Mother‬؛ َفتتصؼ َالمرأة َالتي َترمز َلمطبيعة َبالجماؿ َوالصبر َواإللياـَ‬
‫والتضحية‪َ،‬كماَيتمثؿَدورىاَفيَالعمؿَوالبناء‪.‬‬
‫جس ُد َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاألمريكية َمف َخالؿ َفيممي َ‪َ Mother‬و‪ََDoctor Strange‬‬
‫‪ُ .25‬ي ّ‬
‫سموبَمبطفَإيحائي‪َ،‬تُمثَّؿ‪َ/‬تُبررَىذهَاأليديولوجياَفيَفيمـَ‪َ Mother‬عبرَ‬
‫ُ‬ ‫األيديولوجياَاإللحاديةَبأ‬
‫آليتيف َلمنمذجة؛ َأولُيا َشيطنة َاإللو ََوربطو َبالشر َواألذى َوانعكاساتيما َعمى َمعاناة َوآالـ َاإلنسافَ‬
‫وثانييا َتوصيؼ َاإللوَبالنزعة َالذكورية َوالتمييز َالجنسي َالذي َينعكسَعمى َاألدياف َالتي َتُعمي َمفَ‬
‫َوالتأكيد َعمى َالتداعياتَ‬
‫َوتصغر‪/‬تحط َمف َشأف َاألنثى َعبر َإقرانيا َبالخطيئة َالكبرى َ‬
‫ّ‬ ‫شأف َالذكر‬
‫التاريخيةَواالجتماعيةَ والثقافيةَليذاَالمعتقدَالتيَتنعكسَفيَتحقيرَوازدراءَالمرأةَوخضوعياَوتبعيتياَ‬
‫الكاممةَلمسمطةَالذكورية‪.‬‬
‫‪ .26‬تتخ ُذ َاأليديولوجياَاإللحاديةَفيَفيمـَ‪َ Doctor Strange‬توجياَباطنيا َينتييَبتأليوَاإلنسافَبعدَ‬
‫تمكنو َمف َإزاحة َاإللو َعبر َالمعرفةَالػتأمميةَالروحية؛ َالتي َتـَتجسيدىاَفيَالعقيدة َالبوذية َوربطياَ‬
‫باالعتمادَعمىَالشيطافَوصوالَإلىَاأليديولوجياَالماسونية‪َ،‬فيَنزوعَنحوَإثباتَىذاَالتوجوَتاريخياَ‬
‫في َربط َتسمسمي َبيف َ َالبوذية ََوالشيطانية ََوالماسونية َ(مف َالقديـ َإلى َالحديث)‪َ ،‬إذ َذاؾ َتسعىَ‬
‫األيديولوجياَاإللحاديةَفيَالفيمميفَاألمريكييفَإلىَتدميرَاألديافَوازاحةَاإللوَمعَتوجوَفيمـَ ‪Doctor‬‬
‫‪َStrange‬إلىَإحالؿَاإلنسافَإليَاًَجديداَلمكوفَمفَخالؿَالمعرفة‪.‬‬
‫‪َ .27‬يعتمد َالخطاب َالديني َفي َالسينما َاإليرانية َواألمريكية َمف َخالؿ َعينة َاألفالـ َالمحممة َعمىَ‬
‫اإلستراتيجية َالتمميحية َاإليحائية؛ َأيف َيشير َالفيمـ َاألمريكي َ‪َ Mother‬إلى َأف َاإللو َىو َالشيطاف‪َ،‬‬
‫بينما َيحيؿ َالفيمـَاألمريكيَ‪َ Doctor Strange‬إلىَأفَالشيطافَقوةَخيرةَمانحةََلمحياةَمفَخالؿَ‬
‫ِ‬
‫فيشيرَضمناً َإلىَفسادَالسمطةَالدينيةَ‬‫المعرفةَالعمياََالسحر‪َ،‬أماَالفيمـَاإليرانيَ‪َ The Scandal‬‬

‫‪252‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫المتحكمة َفي َالشأف َالسياسي َاإليراني َفي َظؿ َالحكـ َالمطمؽ َلوالية َالفقيو َالتي َيقوـ َعمييا َنظاـَ‬
‫الحكـَاإلسالميَفيَإيراف‪.‬‬
‫‪ .28‬تمتقي َاأليديولوجيا َاإللحادية َفي َالفيمـ َاألمريكي َ‪َ Doctor Strange‬مع َاأليديولوجيا َالصوفيةَ‬
‫الحموليةَفيَالفيمميفَاإليرانييفََ‪َ The Willow Tree‬وَ‪َ The Scandal‬فيَنزوعيماَنحوَتأليوَ‬
‫اإلنساف؛َسواءَكافَذلؾَعبرَإزاحةَاإللوَوالتواطؤَمعَالشيطافَ(‪َ)Doctor Strange‬أوَمفَخالؿَ‬
‫التوحدَمعَاإللوَعبرَالخضوعَلوَمماَيحقؽَالعمـَبالغيبَ(الفيمميفَاإليرانييف)‪َ،‬يحدثَذلؾَبسببَ‬
‫الميؿَالشديدَلأليديولوجيتيفَلتحقيؽَالمعرفةَالمطمقة؛َوىيَالنزعةَالتيَتصبحَمركزاَلمخطابَالدينيَ‬
‫فيَىذهَاألفالـ‪.‬‬
‫‪ .29‬تباعَاً؛ َتمتقي َاأليديولوجيا َاإللحادية َفي َالفيمـ َاألمريكي َ‪َ Mother‬مع َاأليديولوجيا َالعممانية َفيَ‬
‫الفيمـَاإليرانيَ‪َThe Scandal‬فيَنزوعيماَنحوَالتحررَمفَالسمطةَالدينيةَكقوةَمؤذيةَمدمرةَممثمةَ‬
‫فيَاإللوَ(‪َ)Mother‬والحكـَالدينيَ(رجؿَالديف)َفيَإيرافَ(‪)The Scandal‬؛َوعميوَيصبحَالتحررَ‬
‫مفَالسمطةَالدينيةَمركزاَلمخطابَالدينيَفيَالفيمميف؛َوىوَماَيمكفَأفَنصطمحَعميوَبنقطةَالتقاطعَ‬
‫األيديولوجي‪َََ.‬‬
‫‪ .30‬تعيد َاأليديولوجيا َاإللحادية َفي َالفيمـ َاألمريكييف َ‪َ Mother‬و َ‪َ Doctor Strange‬واأليديولوجياَ‬
‫العممانية َفي َالفيمـ َاإليراني َ‪َ The Scandal‬إنتاج َالصراع َاالجتماعي َوتجسيد َالوعي َالطبقيَ‬
‫والتنازعَالناجـَعنو؛َحيث َ ُيرد َالفيمميفَاألمريكييفَديمومةَالصراعَالبشريَإلىَاألدياف‪َ،‬كماَيجسدَ‬
‫الفيمـَاإليرانيَ(‪َ)The Scandal‬الصراعَالطبقيَبيفَمفَيممؾَوالَيممؾ؛َالطبقةَالثريةَممثمةَفيَ‬
‫سمطةَرجاؿ َالديفَوالطبقةَالكادحة؛َفي َنزعة َتنطمؽ َمف َالماركسيةَلتصؿَإلى َالعممانية َباعتبارىاَ‬
‫مطمباًَوغاية‪.‬‬
‫نصياًَعامَاًَلمخطابَالدينيَفيَالفيمميفَاألمريكييف؛َفيَفيمـَ‪َmother‬‬
‫‪ .31‬تُشكؿَالتوراةَإطا اًرَمرجعياَ ِّ‬
‫يتطابؽ َتصويرَاإللوَمعَالمعتقدَالييوديَالقائؿ َأفَاإللوَغيرَمعصوـ َبؿ َيخطئ َويثور َويقع َفيَ‬
‫َُ‬
‫يجسدَفيمـَ‪َDoctor Strange‬أسطورةَمصارعةَالنبيَ‬
‫الندـَوىوَقاس‪َ،‬متعصبَمدمرَلشعبو‪َ،‬تباعَاًَ ُ‬
‫موسى َلإللو َوالتغمب َعميو َالتي َوردت َفي َسفر َالتكويف‪َ ،‬كما َيمجد َذات َالفيمـ َعمى َمستوى َآخرَ‬
‫َأشعياء‪َ .‬أماَ‬
‫َْ‬ ‫َالشركية َفي َاقتباس َمقارب َلما َورد َفي ِ‬
‫َس ْفر‬ ‫الشيطاف َفي َنزوع َنحو َالثنوية َاإلليية ِّ‬

‫بالنسبة َلمخطاب َالديني َفي َالفيمـ َاإليراني َ‪َ The Willow Tree‬فيمثؿ َالديواف َالشعري َالمثنويَ‬
‫لمصوفيَجالؿَالديفَالروميَالذيَيوصؼَبالقرآفَالفارسيَإطاراَمرجعياَنصياًَعامَاًَلمخطاب‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج الدراسة‬

‫وظؼ َتاريخ َالييود َكإطار َمرجعي َ(تاريخي) َلمخطاب َالديني َفي َالفيمـ َاألمريكي ‪Doctor‬‬
‫‪ُ .32‬ي َُ‬
‫‪َ Strange‬مفَخالؿَاإلشارةَإلىَطائفةَالزيموتَ‪Zealots‬؛َالتيَتمثؿ َحركة َدينية َييودية َتصدتَ‬
‫َيشيرَذاتَالفيمـَإلىَقصةَتيوَالييودَفيَصحراءَسيناء؛َوىيَ‬
‫لالحتالؿَالرومانيَإلقميـَييوذا‪َ،‬تباعاً ُ‬
‫العقدة َالييودية َالمركزية َالتي َتحولت َإلى َحقد َونزعة َانتقامية َال َمتناىية َحياؿ َاإللو َواألديافَ‬
‫والمتدينيف‪َ .‬أما َالفيمـ َاألمريكي َ‪Mother‬؛ َفتشكؿ َحادثة َقتؿ َقابيؿ َليابيؿ َإطا اًر َمرجعياً َتاريخياًَ‬
‫لمخطابَالدينيَعمىَمستواه‪.‬‬
‫‪ .33‬تُمثِّؿَالشخصياتَالماسونية؛َأليساندروَكاغميوسترو‪َ،‬بيونسي‪َ،‬دريؾَبونوَوايميناـَإطا اًر َمرجعياًَ‬
‫لمخطابَالدينيَعمىَمستوىَالفيمـَاألمريكيَ‪َ،Doctor Strange‬بينماَتشكؿَشخصيةَالمتصوؼَ‬
‫جالؿَالديفَالروميَإطا اًر َمرجعياَلمخطابَالدينيَفيَالفيمـَاإليرانيَ‪َ،The Willow Tree‬تباعاًَ‬
‫تشكؿ َشخصية َالوالي َالفقيو َفي َإيراف َآية َهلل َالخميني َسابقا َوعمي َخامنئي َحاليا؛ َإطا ار َمرجعياًَ‬
‫لمخطابَالدينيَفيَالفيمـَاإليرانيَ‪َ،The Scandl‬يتخذَالفيمـَاألمريكيَ‪َ Doctor Strange‬والفيمـَ‬
‫اإليراني َ ‪َ The Willow Tree‬الشخصياتَالمذكورةَكمرجعيةَيتـَالتأكيدَعميياَوتبنييا‪َ ،‬فيَحيفَ‬
‫يرجعَُالفيمـَاإليرانيَ‪َThe Scandal‬إلىَشخصيةَالوليَالفقيوَ َُليزيحياَويمغييا‪.‬‬
‫َ‬

‫ََََََََََََََََََََ َ‬

‫‪254‬‬
‫خات ـ ـ ـ ـ ــمة‬
‫خات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة‬

‫في ضوء النتائج التي توصمت إلييا ىذه الدراسة؛ يتبين عمق وتشابك الخطاب الديني في السينما‬
‫اإليرانية واألمريكية من خالل عينة األفالم المحممة وسعة‪ /‬تعدد المفاىيم والقضايا التي يتناوليا‪ ،‬تتجمى أيضا‬
‫قوة األيديولوجيا في تحكميا في النماذج اإلدراكية ميما بمغت درجة تعقيدىا وتوجيييا الدقيق وفقا لما يخدم‬
‫تحيزاتيا ال ازئفة‪ ،‬تثبت ىذه الدراسة عمى صعيد آخر االنفصال الكامل لمدين عن الخطاب الديني عبر التشويو‬
‫والتبرير المستمر الذي تفتعمو األيديولوجيا فضال عن تدميرىا لممعرفة وردميا لمفاتيح التاريخ‪ /‬الماضي تحت‬
‫ُركام المزيف والمغيب والمحرف والمسكوت عنوُ‪.‬‬

‫تصنعُ األيديولوجيا نماذج إدراكية موازية بنسخ متعددة بشكل مستمر وال متناىي عن تمك التي تمثل‬
‫حقيقة الدين ومكوناتو‪ ،‬بل تذىب أبعد من الواقع في محاولتيا لمقبض عمى كل عناصر الخيال الممكنة‬
‫ومحاصرة كل مستوياتو وأدلتجيا مثمما تبين في السينما األمريكية من خالل فيممي ‪ Mother‬و ‪Doctor‬‬
‫‪ ،Strange‬وىو ما يمكن أن نصطمح عميو بأدلجة الخيال في السينما األمريكية‪ ،‬تقضي أدلجة الخيال عمى‬
‫محاوالت التأمل اإلنسانية الممكنة وبذلك ال يصبح وعي البشرية بواقعيا فقط رىن األيديولوجيا بل حتى‬
‫الخيال ُيصادر عبر أوعيتيا وقوتيا الالمتناىية‪.‬‬

‫أثبتت الدراسة كذلك أن الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل الفيممين المحممين‪ ،‬ورغم نزعتيا‬
‫الواقعية إال أنو لم يتمكن من النفاذ من الوظيفة التبريرية لأليديولوجيا‪ ،‬إلى جانب األثر الجمي لسيطرة ورقابة‬
‫نظام الحكم اإلسالمي في إيران عمى مخرجات الخطاب الديني التي تتراوح بين دائرتي الوالء والتمرد؛ ىذا‬
‫األخير الذي ُج ّسد من خالل مطالبة المؤلف والمخرج اإليراني مسعود دىنامكي بتطبيق العممانية في فيممو‬
‫الذي حممناه ‪ The Scandal‬وعمى الرغم من أن الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل الفيممين‬
‫المحممين‪ ،‬ال يخرج عن الظروف االجتماعية والبيئة الثقافية والنزعة اإلنسانية لمسينما اإليرانية؛ إال أن غموه‬
‫في االعتقاد الصوفي القائل بحمول الذات اإللية في الذات اإلنسانية واتحادىا معيا بما يحقق عمم اإلنسان‬
‫بالغيب وتحكمو في الواقع وقوانين الطبيعة وحتى اإللو ضمن التوجيات األكثر تطرفا لأليديولوجيا الباطنية‬
‫المعروف ة باسم الكباال‪ ،‬يضمر بشكل غير مباشر توجيا إلحاديا يتقاطع مع نزعة تأليو اإلنسان في السينما‬
‫تثبت ىذه الدراسة التوجو اإللحادي لمسينما األمريكية من خالل الفيممين‬ ‫ُ‬ ‫األمريكية وتجاوزه لإللو‪ ،‬إذ ذاك؛‬
‫المحممين ودعوتيا الضمينة والصريحة لإللحاد والتألُّو والتواطؤ مع الشيطان عبر ِ‬
‫قمب القيم وتبديميا‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫خات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة‬

‫تُر ِ‬
‫اىن ىذه الدراسة عمى النموذج التحميمي الجديد الذي استحدثتوُ؛ والذي يستيدف الكشف عن السمات‬
‫العامة لمخطاب الديني في السينما؛ الذي يتركب من ستة مؤشرات قياس خطابية‪ /‬كيفية‪ ،‬نذكرىا تباعاً في‬
‫االتجاه نحو اإللو واألديان‪ ،‬المرآة العاكسة لمقوى الفاعمة والعالقات بينيا (الصراع‪ ،‬التكامل‪ ،‬التعاون)‪ ،‬انفتاح‬
‫وانغالق األطروحة الخطابية‪ ،‬المعالجة الخطابية لمدين‪ ،‬نوع البدائل المعرفية وفتح المجال الخطابي لمشاركة‬
‫المتمقي في النماذج اإلدراكية لمخطاب‪.‬‬

‫في ذات السياق؛ نؤكد أيضا عمى المفيومين الجديدين الذين استحدثتيما ىذه الدراسة؛ والمتمثمين في‬
‫البدائل المعرفية البنائية والبدائل المعرفية االستطرادية‪ ،‬التي يمكن أن تتحول إلى نماذج جزئية في فيم‬
‫وتفسير الخطاب الديني والخطاب بمختمف أنواعو بشكل عام في السينما‪ ،‬حيث ال يزال المفيومين فتيين وفي‬
‫حاجة ماسة لمتطوير واالختبار إلى جانب مفيوم الخيال المؤدلج الذي يشكل أفقاً بحثياً ىاماً وجادا ليذه‬
‫الدراسة في انفتاحيا عمى مفيومي الخطاب والسينما‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫المصـ ــادروالمراجع‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫المصادر‪:‬‬
‫القرآن الكريم‬
‫العيد القديم؛ التوارة‬
‫العيد الجديد؛ االنجيل‬

‫أوال‪ :‬المراجع بالمغة العربية‬


‫‪ ‬القواميس والمعاجم‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو الفضل ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.1996 ،‬‬
‫‪ .2‬شارودو باتريك و مانغونو دومينيك ‪ ،‬ترجمة‪ :‬المييري عبد القادر وصمود حمادي‪ :‬معجم تحميل‬
‫الخطاب‪ ،‬دار سينات ار و المركز الوطني لمترجمة‪ ،‬تونس‪.2008،‬‬

‫‪ ‬الكتب بالمغة العربية‪:‬‬


‫‪ .3‬أبو عطا اهلل فرج اهلل عبد الباري‪ :‬نشأة الدين والتدين بين التوحيد والتطور‪ ،‬دار الكتب المصرية‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .4‬األزىر العقبي‪ :‬محاضرات في عمم االجتماع الديني‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .5‬األزىري‪ :‬ندى السينما اإليرانية الراىنة (إضاءة عمى المجتمع اإليراني)‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬سورية‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .6‬األندلسي ابن حزم‪ :‬الفصل في الممل واألىواء والمحل‪ ،‬دار الكتب العممية‪.2005 ،‬‬
‫‪ .7‬برجكاني فاطمة‪ :‬السينما اإليرانية تاريخ وتحديات‪ ،‬مركز الحضارة لتنمية الفكر اإلسالمي (سمسمة‬
‫الفكر اإليراني المعاصر)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬
‫‪ .8‬بركات عبد العزيز‪ :‬مناىج البحث اإلعالمي‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاىرة‪.2011 ،‬‬

‫‪ .9‬بقور صابر‪ :‬داعش برؤية الجزيرة عبر الفايسبوك؛ الخطاب وأنماط الوعي الجماىيري‪ ،‬دار الخميج‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2017 ،‬‬
‫‪ .10‬جاد سيير‪ :‬وسائل اإلعالم واإلتصال اإلقناعي‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬مصر‪.2003،‬‬
‫‪ .11‬الحاج عبد الرحمان‪ :‬بنية الخطاب اإلسالمي الجديد وتحوالت ما بعد ‪ 11‬أيمول (أعمال مؤتمر‬
‫تجديد الخطاب الديني؛ مركز الدراسات اإلسالمية)‪ ،‬دار التجديد‪ ،‬دمشق‪.2004 ،‬‬
‫‪ .12‬الخويمدي زىير‪ :‬تشريح العقل الغربي (مقابسات فمسفية في النظر والعمل)‪ ،‬دار ابن النديم لمنشر‬
‫والتوزيع ودار الروافد الثقافية ناشرون‪.2013 ،‬‬
‫‪ .13‬شمحت يوسف‪ :‬نحو نظرية جديدة في عمم االجتماع الديني‪ ،‬دار الفرابي الطبعة الثالثة‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .14‬شومان محمد‪ :‬تحميل الخطاب اإلعالمي (أطر نظرية ونماذج تطبيقية)‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‬
‫مصر‪.2007،‬‬
‫‪ .15‬طعيمة صابر‪ :‬الماسونية ذلك العالم المجيول (دراسة في األسرار التنظيمية لمييودية العالمية)‪،‬‬
‫دار الجيل‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬بيروت‪.1993 ،‬‬
‫‪ .16‬عبد الحميد الجبار ثامر‪ :‬نظريات وأساليب الفيمم السينمائي‪ ،‬دار ورد األردنية لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2016 ،‬‬
‫‪ .17‬عبد المقصود ىشام‪ :‬دراسة لخطاب المدونات العربية‪ ،‬التعبيرات السياسية واالجتماعية لشبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2010 ،‬‬
‫‪ .18‬العريس إبراىيم‪ :‬السينما التاريخ والعالم؛ قراءة في العالقة بين الفن السابع والواقع السياسي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة (المؤسسة العامة لمسينما)‪ ،‬سوريا‪.2008 ،‬‬
‫‪ .19‬عمر أحمد مختار‪ :‬معجم المغة العربية المعاصر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .20‬العمري محمد‪ :‬في بالغة الخطاب اإلقناعي (مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابةالعربية)‪ ،‬دار‬
‫إفريقيا الشرق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪.2002،‬‬
‫‪ .21‬غضابنة الطاوس‪ :‬الخطاب الديني عند محمد أركون من خالل مشروعو الفكري (الجزء األول)‪،‬‬
‫نوميديا لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ /‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .22‬فضل سيير اهلل أبو وافية‪ :‬الفمسفة اإلنسانية في اإلسالم‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪2005 ،‬‬
‫‪ .23‬اهلل دراز محمد عبد‪ :‬الدين بحوث مميدة لدراسة تاريخ األديان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1990،‬‬
‫‪ .24‬مبارك زكي‪ :‬التصوف اإلسالمي في األدب واألخالق‪ ،‬مؤسسة ىنداوي لمتعميم والثقافة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .25‬المشاقبة بسام عبد الرحمان‪ :‬مناىج البحث اإلعالمي وتحميل الخطاب‪ ،‬دار أسامة لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪/‬األردن‪.2014،‬‬
‫‪ .26‬النورج إبراىيم حمدي‪ :‬تحميل الخطاب السياسي في ضوء نظرية االتصال المغوي‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫القاىرة‪.2014 ،‬‬

‫‪ ‬الكتب المترجمة‪:‬‬
‫‪ .27‬أموس فوغل‪ ،‬ترجمة أمين صالح‪ :‬السينما التدميرية‪ ،‬دار الكنوز األدبية‪.‬‬
‫‪ .28‬أميريكين أ‪.‬س‪ .‬بوكيت ‪ ،‬ترجمة رنا سامي الخش‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬دار الرضوان ‪ ،‬حمب‪.‬‬
‫‪ .29‬أنجرس موريس‪ :‬منيجية البحث العممي في العموم اإلنسانية‪ ،‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪260‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .30‬أندرو ج‪ .‬دادلي ‪ ،‬ترجمة جرجس فؤاد الرشيدي‪ :‬نظريات الفيمم ال ُكبرى‪ ،‬الييئة المصرية العامة‬
‫لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪.1987 ،‬‬
‫‪ .31‬باكالند وران‪ ،‬ترجمة محمد منير األصبحي‪ :‬فيم دراسات األفالم (من ىيتشكوك إلى تارانتينو)‪،‬‬
‫منشورات و ازرة الثقافة‪ /‬المؤسسة العامة لمسينما‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪.2012 ،‬‬
‫‪ .32‬برنارد‪.‬ف‪.‬ديك‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد منير األصبحي‪ :‬تشريح األفالم‪ ،‬المؤسسة العامة لمسينما‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪ ،‬دمشق‪.2013 ،‬‬
‫‪ .33‬بيبر شارلين ىس وليفي باتريشيا‪ ،‬ترجمة الجوىري ىناء ‪ :‬البحوث الكيفية في العموم االجتماعية‪،‬‬
‫المركز القومي لمترجمة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .34‬دولوز جيل‪ ،‬ترجمة عودة حسين‪ :‬الصورة الحركة أو فمسفة الصورة‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة‬
‫المؤسسة العامة لمسينما‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دمشق‪.1997 ،‬‬
‫‪ .35‬روبيرتس إيان ‪ ،‬ترجمة‪ :‬يزن الحاج‪ :‬السينما التعبيرية األلمانية (عالم الضوء والظالل)‪ ،‬منشورات‬
‫و ازرة الثقافة‪-‬المؤسسة العامة لمسينما‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .36‬روثمان ويميام ‪ ،‬ترجمة محسن ويفي‪ :‬عين الكامي ار (مقاالت في تاريخ السينما ونقدىا وجماليا)‪،‬‬
‫المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاىرة‪.2010 ،‬‬
‫‪ .37‬ريكور بول‪ ،‬ترجمة‪ :‬الغانمي سعيد‪ :‬نظرية التأويل (الخطاب و فائض المعنى) ‪،‬المركز الثقافي‬
‫العربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار البيضاء‪ /‬المغرب‪.2006،‬‬

‫‪ .38‬سادول جورج ‪ ،‬ترجمة ابراىيم قنديل‪ :‬تاريخ السينما العالمية‪ ،‬المجمس األعمى لمثقافة‪.1999 ،‬‬
‫‪ .39‬ستون مارلين‪ ،‬ترجمة حنا عبود‪ :‬يوم كان الرب أنثى نظرة الييودية والمسيحية إلى المرأة‪ ،‬األىالي‬
‫لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.1998 ،‬‬
‫‪ .40‬غردلز نيثان‪ ،‬ميدافوي مايك‪ ،‬ترجمة‪ :‬الناصري بثينة‪ :‬اإلعالم األمريكي بعد العراق (حرب القوة‬
‫الناعمة)‪ ،‬المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاىرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .41‬كار وليام جاي‪ ،‬ترجمة مجدي كامل‪ :‬أحجار عمى رقعة الشطرنج (التطبيق العممي لبروتوكوالت‬
‫حكماء صييون)‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪2011 ،‬‬
‫‪ .42‬كار وليم‪ :‬الييود وراء كل جريمة‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬لبنان‪.1982 ،‬‬
‫‪ .43‬ليبوفيتسكي جيل و سيرو جان ‪ ،‬ترجمة راوية صادق‪ :‬شاشة العالم (ثقافة‪ ،‬وسائل إعالم وسينما‬
‫في عصر الحداثة الفائقة)‪ ،‬المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاىرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .44‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬ترجمة مجاىد عبد المنعم مجاىد‪ :‬موسوعة تاريخ السينما في العالم‬
‫(المجمد األول السينما الصامتة)‪ ،‬المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاىرة‪.2010،‬‬

‫‪261‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .45‬يونغ سكيب دان ‪ ،‬ترجمة سامح سمير فرج‪ :‬السينما وعمم النفس (عالقة ال تنتيي)‪ ،‬مؤسسة‬
‫ىنداوي لمتعميم والثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬
‫‪ .46‬جالل الدين الرومي‪ ،‬ترجمة إبراىيم دسوقي شتا‪ :‬المثنوي المجمس األعمى لمثقافة‪ ،‬الييئة العامة‬
‫لشؤون المطابع األميرية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪1996 ،‬‬

‫‪ ‬المجالت والدوريات‪:‬‬
‫‪ .47‬أذربيجاني مسعود ‪ ،‬ترجمة دالل عباس‪" :‬عمم نفس الدين بمنظار فرويد ويونغ"‪ ،‬مجمة اإلستغراب‪،‬‬
‫العدد ‪.2016 ،03‬‬
‫‪ .48‬دفة بمقاسم‪ :‬إستراتيجية الخطاب الحجاجي (دراسة تداولية في الرسالة اإلشيارية العربية)‪ ،‬مجمة‬
‫المخبر‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .49‬رشيد شيموح‪ :‬الفساد المالي واالقتصادي في إيران؛ قضايا وتحديات‪ ،‬المركز العربي لألبحاث‬
‫ودراسة السياسات‪.2013 ،‬‬
‫‪ .50‬عبد السالم ياسمينة‪ :‬نظرية األفعال الكالمية في ظل جيود أوستين‪ ،‬مجمة المخبر‪ ،‬العدد العاشر‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .51‬فردناند ىمين ‪ ،‬ترجمة زياد عز الدين العوف‪ :‬التداولية‪ ،‬مجمة األدب العالمي‪ ،‬العدد ‪ ،125‬دمشق‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ ‬الرسائل والمذكرات‪:‬‬
‫‪ .52‬بن جيالني محمد عدالن‪ :‬سينمائية الخطاب الفيممي؛ مقاربة سيميو‪-‬شعرية فيمم تيتانيك‬
‫انمودجا‪ ،‬رسالة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬جامعة وىران‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2010-2009‬‬
‫‪ .53‬الجريبيع محمد عبد اهلل مكازي‪ :‬الخطاب الديني في الفضائيات العربية (دراسة في سوسيولوجيا‬
‫التأثير عمى الشباب األردني)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪ ،‬الجامعة األردنية‪.2009 ،‬‬

‫‪ ‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ .54‬قاموس المعاني الجامع‪www.almaany.com :‬‬
‫‪ .55‬قاموس لسان العرب‪www. library.islamweb.net :‬‬
‫‪ .56‬بمخير عمر‪ :‬الخطاب وبعض مناىج تحميمو ‪www. omarbelkheir.wordpress.com:‬‬
‫‪ .57‬المنيج المقارن‪www.almaaref.org :‬‬
‫‪ .58‬فرج الحطاب‪ :‬النظريات الحديثة لدراسة عمم األديان‪ ،‬عمى موقع الحوار المتمدن‪:‬‬
‫‪www.m.ahewar.org‬‬

‫‪262‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .59‬أحمد محمد ىميل‪ :‬تحديات الخطاب الديني في ظل التحوالت المجتمعية والدولية الراىنية‪ ،‬المستودع‬
‫االمنية)‪،‬‬ ‫(المكتبة‬ ‫األمنية‬ ‫لمعموم‬ ‫العربية‬ ‫نايف‬ ‫لجامعة‬ ‫المؤسسي‬ ‫الرقمي‬
‫‪WWW.repository.nauss.edu.sa‬‬
‫لموسطية‪،‬‬ ‫العالمي‬ ‫المنتدى‬ ‫موقع‬ ‫المعاصرة‪:‬‬ ‫التحديات‬ ‫ظل‬
‫‪ .60‬الخطاب الديني في‬
‫‪www.wasatyea.net‬‬
‫‪ .61‬قاموس المعاني‪www.almaany.com :‬‬
‫‪ .62‬قاموس الروس الفرنسي‪.www.larousse.fr :‬‬
‫‪ .63‬قاموس أوكسفورد اإلنجميزي‪www.en.oxforddictionaries.com :‬‬
‫‪ .64‬أمير العمري‪ :‬ماىي السينما؟ عمى موقع الجزيرة‪www.aljazeera.net:‬‬
‫‪ .65‬موقع السينما اآلن‪www.cinenow.fr :‬‬
‫نيوزيالندا‪:‬‬ ‫فيكتوريا؛‬ ‫جامعة‬ ‫موقع‬ ‫عمى‬ ‫‪"Carrer‬‬ ‫"‪view‬‬ ‫مجمة‬ ‫من‬ ‫‪59‬‬ ‫‪ .66‬العدد‬
‫‪www.victoria.ac.nz‬‬
‫‪ .67‬نشأة السينما وتطورىا في العالم عمى موقع‪www.yabeyrouth.com :‬‬
‫‪Mass‬؛‬ ‫‪Communication‬‬ ‫موقع‪:‬‬ ‫عمى‬ ‫السينمائي‬ ‫الفيمم‬ ‫‪ .68‬أنواع‬
‫‪masscomm.kenanaonline.net‬‬
‫‪ .69‬السينما اإليرانية وصفقة مع النظام‪ ،‬موقع البينة‪www.albainah.net :‬‬
‫‪ .70‬حسام فيمي‪ ،‬قصة السينما اإليرانية والثورة اإلسالمية‪ ،‬عمى موقع إضاءات‪www.ida2at.com :‬‬
‫‪ .71‬موقع الموطن‪www.almowaten.net :‬‬
‫‪ .72‬محمد رضا‪ :‬فوكس لمقرن العشرين إلى كنف ديزني بعد تاريخ عريق‪www.aawsat.com ،‬‬
‫‪ .73‬صفاء النجار‪ :‬اهلل بين تأليو اإلنسان في السينما المصرية وأنسنة اإللو في السينما األمريكية‪ ،‬موقع‬
‫الكتابة ‪www.alketaba.com‬‬
‫‪ .74‬اإللو عند الييود‪www.dorar.net :‬‬
‫‪ .75‬سميمان بن قاسم بن محمد العيد‪ :‬عقيدة الييود في اإللو من خالل العيد القديم‪،‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪ .76‬كيف عرفت المالئكة أن البشر سيفسدون في األرض‪www.islamqa.info/ar ،‬‬
‫‪ .77‬أحمد الدعشوش‪ :‬الكباال‪www.al-sabeel.net ،‬‬
‫‪ .78‬ربى الحسني‪ :‬الييودية‪www.al-sabeel.net ،‬‬
‫‪ .79‬محمود شاىين‪ :‬تحوالت األلوىة من الذكورة إلى األنوثة‪www.pulpit.alwatanvoice.com ،‬‬
‫قديم‪،‬‬ ‫ييودي‬ ‫أسموب‬ ‫أو‬ ‫فمسطيني‬ ‫ابتكار‬ ‫السكاكين؛‬ ‫حرب‬ ‫كفايتي‪:‬‬ ‫‪ .80‬سعيد‬
‫‪.www.hespress.com‬‬

‫‪263‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .81‬حممي القمص يعقوب‪ :‬مدارس النقد والتشكيك والرد عمييا (العيد الجديد من الكتاب المقدس)‪،‬‬
‫المكتبة القبطية األرثوذوكسية‪.www.st-takla.org :‬‬
‫‪ .82‬األناجيل السينوبتية‪. www.marefa.org ،‬‬
‫‪ .83‬ألكسندر بيرزين‪ :‬أصل القبعات الصفر‪.www.studybuddhism.com ،‬‬

‫‪ .84‬ألكسندر بيرزين‪ ،‬مات ليندين‪ :‬ماىي الكارما‪www.studybuddhism.com ،‬‬


‫‪ .85‬أسامة حامد مرعي‪ :‬مممكة شامباال‪www.forsan.ahlamontada.com ،‬‬
‫‪ .86‬ألكسندر بيرزين‪ :‬الحروب المقدسة في البوذية واإلسالم‪www.studybuddhism.com ،‬‬
‫‪ .87‬ألكسندر بيرزين‪ :‬األنبياء الغزاة غير الينود في الكاالتشاكرا‪www.studybuddhism.com ،‬‬
‫‪ .88‬أحمد الدعشوش‪ :‬القابااله‪ ،‬موقع السبيل‪www.al-sabeel.net ،‬‬
‫‪ .89‬ثائر الحالق وأحمد الدعشوش‪ :‬التصوف‪www.al-sabeel.net ،‬‬
‫‪ .90‬مقام الفناء الصوفي وشبيات االتحاد والحمول‪www.hindawi.org ،‬‬
‫‪ .91‬عمي عبيدات‪ :‬موالنا الرومي والتبريزي عند انفجار قونية‪www.thaqafat.com ،‬‬
‫‪ .92‬شفيق شقير‪ :‬نظرية والية الفقيو وتداعياتيا في الفكر السياسي اإليراني المعاصر‪،‬‬
‫‪www.studies.aljazeera.net‬‬
‫‪ .93‬والية الفقيو‪www.ar.islamway.net :‬‬
‫‪ .94‬سممان الظفيري‪ :‬عمماء الشيعة والنسب الياشمي‪ ،‬موقع وكالة االستخبارات المركزية‪،‬‬
‫‪.www.cia.gov‬‬
‫عاما من الفقر والكوارث االجتماعية في إيران‪www.arabic.mojahedin.org ،‬‬
‫‪ً .95‬‬
‫‪ .96‬مجيد حريري‪ :‬ثروة عمي خامنئي ولي فقيو النظام اإليراني‪www.iranbelaaghnea.com ،‬‬
‫عاما من الفقر والكوارث االجتماعية في إيران‪www.arabic.mojahedin.org ،‬‬
‫‪ً 40 .97‬‬
‫‪ .98‬نوال السعداوي‪ ،‬برنامج بدون رقابة عمى موقع يوتيوب‪.www.youtube.com ،‬‬
‫‪ .99‬قناة الحرة عمى موقع يوتيوب‪.www.youtube.com :‬‬
‫‪ .100‬تقرير منظمة العفو الدولية؛ إيران ‪.www.amnesty.org :2018‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع بالمغة األجنبية‪:‬‬


‫‪ ‬الكتب‪:‬‬

‫‪101. Teun Avan Dijk : Idiology‬‬ ‫‪And Discourse (A multidisciplinary‬‬


‫‪introsuction),carocci, rome, 2004.‬‬
‫‪102. Teun Avan Dijk: Idiology And Discourse (A multidisciplinary introsuction).‬‬
‫‪103. R.Amossy : L'argumentation dans le discours, Nathan, 2000.‬‬

‫‪264‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

104. L. Bellenger : L'argumentation, paris, 1997.


105. J.Simonet : L'argumentation stratégie et tactiques, Dépôt légal, 1990.
106. J.M. Adam : les textes type et prototype, Nathan, Paris, 1991.
107. C.Plantin : L'argumentation.
108. Teun Avan Dijk : Idiology And Discourse (A multidisciplinary introsuction).
109. Teun Avan Dijk : Idiology And Discourse (A multidisciplinary introsuction).
110. Marianne Jorgensen & Louis Phillips: Discourse Analysis as theory and
méthod ,SAGE publications,first published,London-Thousand Oaks–New
Delhi,2008.
111. Jalal Al Din Rumi, Translation Jawid Mojaddedi: the Masnavi (book one),
Oxford University Press Kindle Edition, 2004.

:‫ المواقع اإللكترونية‬
112. Corinne Vuillaume: Représentations du diable dans le cinéma occidental,
www.theses.fr .
113. Top 10 Movie Production Companies of All Time: www.reelrundown.com.
114. Warner Bros web site : www.warnerbros.com
115. Sony Corporation: www.sonypictures.com
116. Top 10 Movie Production Companies of All Time; www.reelrundown.com.
117. 20th century fox :www.foxmovies.com
118. Tom Rogers: The Gospel of Peter: from Jesus the Zealot to Jesus Christ,
www.eclectica.org .

119. James R. Beebe : Logical Problem of Evil, internet encyclopedia of philosophy,


www.iep.utm.edu/evil-log/
120. Shambhala The Magic Kingdom, International Kalachakra Network,
www.kalachakranet.org.
121. April Holloway : Shambhala The Magic Kingdom, www.ancient-origins.net.
122. Cagliostro, www.cosmovisions.com.
123. Alessandro Cagliostro, www.biografieonline.it musician Drake illuminati
(freemason) : Nothing Was The Same: What happened to DRAKE,
www.edium.com,
124. The Definitive Guide to Illuminati Symbolism in Music Videos: Lil Wayne,
Nicki Minaj, Drake, and Tyga, www.amazon.com,
125. Drake agent illuminati et révelation choquante sur le monde occulte-Prédicateur
Fred Sita www.youtube.com.
126. musician Bono illuminati (freemason): Bono Biography,
www.thefamouspeople.com, bono hidden eye, www.illuminatisymbols.info.
127. see also musician Eminem illuminati (freemason): Rappers In The Illuminati,
www.ranker.com, EMINEM illuminati , www.secte-illuminati.skyrock.com.
128. also Beyonce illuminati (freemason): Jay Z, Beyoncé, Rihanna... Quel est leur
lien avec les Illuminati, www.purepeople.com, The Creepiest Conspiracy Theories
About Beyonce, www.youtube.com
129. Tom Sykes : This Is Why So Many People Seem to Believe Beyoncé Is a Witch,
www.thedailybeast.com.
130. beyonce’s single ladies illuminati message, www.brightestyoungthings.com,

265
‫قائمة املصادر واملراجع‬

131. Beyoncé “Single Ladies” 99% Satanic choreography.


132. Mark Hodge : BLOOD TRADE Iran’s legal organ market where sick brokers
make £45K a month preying on the poor, www.thesun.co.uk
133. Child Labour in Iran, www.hrw.org.

266
‫المالحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫الملحق األول‬
‫التقطيع الزمني لسيناريو فيلم‬
‫‪Mother‬‬
‫الحوار‬ ‫الشخصية‬ ‫المشيد‪ /‬الزمف‬
‫حبيبي‪...‬أخفتني‪...‬‬ ‫األـ‬ ‫المشيد األوؿ‪:‬‬
‫آسؼ لـ أقصد إخافتؾ‬ ‫األب‬ ‫‪00.00.42‬‬
‫كنت في الخارج؟ لماذا ْلـ توقظني‪.‬‬ ‫األـ‬ ‫‪00.04.47‬‬
‫أردت أف أكوف وحيدا؛ أقصد أردت تصفية ذىني وأفسح‬ ‫األب‬
‫المجاؿ ألفكاري لتتجمى‪.‬‬
‫وىؿ تجمت؟‬ ‫األـ‬
‫ال‪...‬‬ ‫األب‬
‫ستتجمى ال تقمؽ ستأتي‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ال بد أف رائحتي سيئة‪.‬‬ ‫األب‬
‫أحبيا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫يفضؿ أف أستحـ‪.‬‬ ‫األب‬
‫مشيد صامت (تمويف الحائط)‬ ‫الطبيعة‬ ‫المشيد الثاني‪:‬‬
‫‪00.04.47‬‬
‫‪00.06.22‬‬
‫ىؿ أضعيا عمى الطاولة (األواني)‪.‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد الثالث‪:‬‬
‫سأتولى ذلؾ‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫‪00.06.23‬‬
‫ممتاز‪ ،‬ليس عميؾ القياـ بكؿ ىذا‬ ‫األب‬ ‫‪00.07.05‬‬
‫أريد ذلؾ‪ ،‬أنت تعمؿ بكؿ جيدؾ‬ ‫الطبيعة‬
‫نعـ؛ صحيح‪.‬‬ ‫األب‬
‫انتظري ىنا‪...‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد الرابع‪:‬‬
‫رجاء‬
‫ً‬ ‫ال‪ ،‬ال عميؾ تفضؿ‬ ‫‪00.07.05‬‬
‫مرحباً‪..‬‬ ‫آدـ‬ ‫‪00.10.21‬‬
‫مرحبا‪..‬‬ ‫األـ‬
‫بدأ ىذا السيد بالعمؿ في المستشفى‪ ،‬ماذا تعمؿ ىناؾ؟‬ ‫األب‬
‫جراح عظاـ‪.‬‬
‫أنا ّ‬ ‫آدـ‬
‫حقاً؟‬ ‫األب‬
‫يس‪.‬‬
‫لكف غالبا أقوـ باألبحاث والتدر ْ‬ ‫آدـ‬
‫أبحاث‪..‬‬ ‫األب‬
‫أجؿ أعمـ؛ ىذا ممؿ قميال‪.‬‬ ‫آدـ‬

‫‪269‬‬
‫اإلطالؽ‪ ،‬اجمس قميؿ أنحضر لؾ شيئا‬
‫ْ‬ ‫ليس ممالً عمى‬ ‫األب‬
‫لتشربو‪.‬‬
‫ال‪ ،‬ال أريد‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫بعض الشاي؟‬ ‫األـ‬
‫ال‪ ،‬ال أود إزعاجكما‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ولكف ال بد أف تضيَّؼ‪ ،‬بصفتؾ طبيب مف يعرؼ قد أتعثر و‬ ‫األب‬
‫أنا أنزؿ الساللـ ذات يوـ‪.‬‬
‫يحدث ىذا‪.‬‬
‫َ‬ ‫نأمؿ أال‬ ‫آدـ‬
‫سأحضر البعض‪.‬‬ ‫األـ‬
‫رجاء‪ ،‬أعتذر عف الفوضى ننتقؿ إلى المنزؿ‬
‫ً‬ ‫تفضؿ مف ىنا‬ ‫األب‬
‫بعد أشير مف البناء‪.‬‬
‫إنو مكاف رائع‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫زوجتي تحب الرفقة‪.‬‬ ‫األب‬
‫زوجتؾ ! حسبتيا ابنتؾ !‬ ‫آدـ‬
‫ىيييو‪ ،‬تفضؿ بالجموس‪.‬‬ ‫األب‬
‫بعدىا وردتني تمؾ الحالة؛ مغنية أوب ار في أواخر العشرينات‪،‬‬ ‫آدـ‬ ‫المشيد الخامس‪:‬‬
‫عظمتي فخذييا كانتا ممتويتاف في الداخؿ لدرجة أنيا لـ‬ ‫‪00.10.22‬‬
‫تستطع مد ركبتييا أكثر مف ‪ 30‬سـ‬ ‫‪00.13.57‬‬
‫حقا؟‪...‬‬ ‫األب‬
‫شكرا‪( .‬عمى الشاي)‬ ‫آدـ‬
‫لجأتما لشراب أفضؿ‪ ،‬مف أيف لكما بيذا؟‬ ‫األـ‬
‫أحمؿ المؤف دوما‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫لـ أتذوؽ شيئا كيذا قط‪.‬‬ ‫األب‬
‫يصعب الحصوؿ عميو‪ ،‬اضطررت لمشاركتو أتوديف االنضماـ‬ ‫آدـ‬
‫إلينا؟‬
‫ليست ميالة لشرب الكحوليات‪.‬‬ ‫األب‬
‫أشرب أحياناً‪..‬‬ ‫األـ‬
‫تفضمي؛ ضعي القميؿ في قدح الشاي‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫أنا راضية بالشاي وحده‪ ،‬شك ار لؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ىيييو‪ ،‬طبيبنا البارع يوشؾ عمى نشر بحث ميـ‪.‬‬ ‫األب‬

‫‪270‬‬
‫"يوشؾ"‪ ،‬وصفاً مبالغاً‪ ،‬ال يزاؿ أمامي الكثير مف األبحاث‬ ‫آدـ‬
‫لكتابتيا‪.‬‬
‫وانتقؿ إلى ىنا إلنيائو‪.‬‬ ‫األب‬
‫وما الذي أتى بؾ إلينا؟‬ ‫األـ‬
‫أخبروني أنو بوسعي أف أجد غرفة ىنا‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫حسب أننا فندؽ‪ .‬نتحدث طواؿ الوقت عف كبر ىذا المكاف‬ ‫األب‬
‫عمينا‪.‬‬
‫حسناً عميا الذىاب فعال إف كنت سأعثر عمى مكاف آخر‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ال الوقت متأخر؛ فمتبيت الميمة‬ ‫األب‬
‫ال‪ ،‬ال يمكنني‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫رجاء‪ ،‬نستمتع برفقتؾ‪ ...‬صحيح؟‬
‫ً‬ ‫األب‬
‫أجؿ طبعا‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ىؿ أنت متأكدة؟ حسنا سأحضر بقية أغراضي‪ ،‬ىذا لطؼ و‬ ‫آدـ‬
‫كرـ بالغ منكماػ لقد تركتيا عند‪...‬‬
‫أأنت عمى ما يراـ؟‬ ‫األب‬
‫أنا بخير‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ىؿ أنت متأكد‪.‬‬ ‫األب‬
‫أجؿ؛ دخؿ شيء في قصبتي اليوائية‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫نحف ال نعرفو‪.‬‬ ‫األـ‬
‫إنو طبيب‪.‬‬ ‫األب‬
‫عنا‪ ،‬سندعو يناـ في منزلنا ببساطة؟‬
‫إنو غريب ّ‬ ‫األـ‬
‫توديف مني أف أطمب منو الرحيؿ؟‬ ‫األب‬
‫ال (بتحريؾ الرأس)‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أىذا كؿ شيء‪.‬‬ ‫األب‬
‫أجؿ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫نحف ال ندخف‪.‬‬ ‫األـ‬
‫تصرؼ ذكي‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫في المنزؿ‪ ،‬أقصد‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أعتذر‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫سأذىب ألحضر لؾ بعض المالءات‪.‬‬ ‫األـ‬

‫‪271‬‬
‫سأرشدؾ إلى غرفتؾ‪.‬‬ ‫األب‬
‫شك ار لؾ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫مجددا أعتذر عف الفوضى‪.‬‬ ‫األب‬
‫ال عميؾ‪ ،‬أقدر صنيعكما فعال‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫وىذا‪ ،‬أعشؽ ىذا‪...‬كيؼ لؾ أف تحوز كؿ ىذه النسخ؟‬ ‫آدـ‬ ‫المشيد السادس‪:‬‬
‫حسنا‪ ،‬أنا مؤلفو‪.‬‬ ‫األب‬ ‫‪00.13.57‬‬
‫يا‪....‬أنت المؤلؼ؟ أنا معجب كبير‪.‬‬ ‫آدـ‬ ‫‪00.15.59‬‬
‫ىؿ سبؽ وقرأتو؟‬ ‫األب‬
‫قرأتو مرات كثيرة‪ ،‬كمماتؾ غيرت حياتي‪...‬أعتذر ال بد وأنؾ‬ ‫آدـ‬
‫تسمع ىذا دوما‬
‫ليس حقا‪ ،‬ال‬ ‫األب‬
‫وىذه‪ ،‬ما ىذه؟‬ ‫آدـ‬
‫احترس‪ ،‬ىذه حساسة لمغايةػ كانت ىدية؛ ىدية خاصة جدا‪.‬‬ ‫األب‬
‫ىدية منؾ؟‬ ‫آدـ‬
‫ال‬ ‫األـ‬
‫عندما كنت أصغر سناً‪ ،‬فقدت كؿ أغراضي في حريؽ‪.‬‬ ‫األب‬
‫يؤسفني ىذا‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫يصعب تخيؿ ما وقع‪ ،‬خسارة كؿ شيء؛ ذكرياتؾ وأعمالؾ‬ ‫األب‬
‫وحتى فرشاة أسنانؾ القذرة‪ ،‬لـ أعرؼ إف كاف بوسعي إبداع‬
‫أي شيء مجددا حتى وجدت ىذه بيف رماد الحريؽ‪ ،‬أليس ىذا‬
‫ِ‬
‫قابمتيا‪...‬أنت‬ ‫مذىال؟ أمدتني بالقوة ألبدأ مف جديد وبعدىا‬
‫(األـ) وبثت الحياة مجددا في كؿ غرفة‪ ،‬ردت الروح في كؿ‬
‫شيء حتى أصغر تفصيمة‪.‬‬
‫بنفسؾ‬ ‫آدـ‬
‫نعـ‬ ‫األـ‬
‫عجباً‪ ،‬إذف لست جميمة وحسب‪...‬‬ ‫أدـ‬
‫أتيت ألقوؿ إني سأتجيز لمنوـ‬ ‫األـ‬
‫أعتذر لـ أقصد‪(...‬يبدأ بالسعاؿ)‬ ‫آدـ‬
‫أأنت عمى ما يراـ أتود بعض المياه؟‬ ‫األب‬
‫ىؿ أنت عمى ما يراـ؟‬ ‫األـ‬

‫‪272‬‬
‫سأو ِ‬
‫افيؾ قريبا‪ .‬متأكد أنؾ ال تريد بعض الماء‪ ،‬تناوؿ القميؿ‬ ‫األب‬
‫فحسب‪ ،‬تفضؿ‪ ...‬اجمس‪.‬‬
‫أكؿ شيء عمى ما يراـ؟‬ ‫األـ‬ ‫المشيد السابع‪:‬‬
‫أفرط في الشرب فحسب‪ ،‬سيكوف بخير‪.‬‬ ‫األب‬ ‫‪00.16.00‬‬
‫ما ىذا ‪(...‬عندما رأت جرح ظيره)‬ ‫األـ‬ ‫‪00.18.41‬‬
‫انيض‪..‬ىيا انيض‬
‫ّ‬ ‫امنحيو بعض الخصوصية‪ .‬حسنا‬ ‫األب‬

‫صباح الخير‪ ،‬رائحة طيبة‪.‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد الثامف‪:‬‬


‫صباح الخير‪ ،‬ما الذي حدث ليمة أمس؟‬ ‫األـ‬ ‫‪00.18.41‬‬
‫لـ أستطع النوـ‪ ،‬كنت متحمسا لمغاية‪.‬‬ ‫األب‬ ‫‪00.21.38‬‬
‫ما سبب تحمسؾ؟‬ ‫األـ‬
‫قصصو‪ ،‬أعجبني عقؿ الرجؿ‪ ،‬مميـ جدا التحدث إلى أحد‬ ‫األب‬
‫يقدر العمؿ فعال‪.‬‬
‫ُّ‬
‫أحب عممؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫طبعا تحبينو‪ ،‬أعرؼ ىذا‪.‬‬ ‫األب‬
‫إذف‪ ،‬ىؿ تحسف؟‬ ‫األـ‬
‫عذرا؟‬ ‫األب‬
‫ىؿ يشعر بتحسف؟ أىو عمى ما يراـ؟‬ ‫األـ‬
‫إنو بخير‪ ،‬ثانية واحدة‪...‬‬ ‫األب‬
‫آسؼ أحتاج إلشعاليا وحسب‪ ،‬ال تقمقي بشأف ىذا سأدخف في‬ ‫آدـ‬
‫الخارج‪....‬صباح الخير‪.‬‬
‫صباح الخير‪ ،‬كيؼ تشعر؟‬ ‫األـ‬
‫ممتاز‪..‬‬ ‫آدـ‬
‫ىؿ تحسنت حالتؾ؟‬ ‫األـ‬
‫تحسنت؟‬ ‫آدـ‬
‫صباح الخير‪ ،‬كيؼ كاف نومؾ؟‬ ‫األب‬
‫نمت كاألطفاؿ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ىييييو‬ ‫األب‬
‫أتتني أحالـ صافية‪ ،‬ال بد أف الجو ىو السبب‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫أنا متحيرة‪( ....‬يرف الباب) مف الطارؽ؟‬ ‫األـ‬

‫‪273‬‬
‫سأفتحو‪.‬‬ ‫األب‬
‫ال‪ ،‬سأفتحو أنا‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أتنتظراف ضيوفا؟‬ ‫آدـ‬
‫ال يأتينا زوار في العادة‪.‬‬ ‫األب‬
‫مرحبا‪.‬‬ ‫حواء‬
‫كيؼ أساعدؾ؟‬ ‫األـ‬
‫تمكنت مف الوصوؿ‪...‬نصفي اآلخر‬ ‫آدـ‬
‫تخمص مف ىذه ىال فعمت‪ ،‬ال أستنشؽ الدخاف‪.‬‬ ‫حواء‬
‫يسعدني مقابمتؾ‪.‬‬ ‫األب‬
‫أنا األسعد‪.‬‬ ‫حواء‬
‫تفضمي‪.‬‬ ‫األب‬
‫لـ أدرؾ أنكما متزوجاف‪....‬الفطور‬ ‫األـ‬
‫إنو يحترؽ‪...‬‬ ‫حواء‬
‫ال تفعمي‪...‬‬ ‫األـ‬
‫آسفة ‪...‬‬ ‫حواء‬
‫سأتكفؿ بيذا‬ ‫األـ‬
‫اجمسي‪ ،‬سأفتح النوافذ‬ ‫األب‬
‫دعيني ألقي نظرة عمى يدؾ؟‬ ‫آدـ‬
‫ىؿ أنت عمى ما يراـ؟‬ ‫األـ‬
‫أظف ذلؾ‪...‬‬ ‫حواء‬
‫أنت بخير‪...‬أحضري الثمج‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫الثمج‪.‬‬ ‫األـ‬
‫الحرؽ ليس بالغا إنؾ عمى ما يراـ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫أنا حقا آسفة‬ ‫األـ‬
‫ال تبالي ليذا‪...‬تسعدني مقابمتؾ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫تسعدني مقابمتؾ‬ ‫األـ‬
‫كنت تخميت عف الرومانسية‪ ،‬وبدأت باالعتياد عمى الوحدة‪،‬‬ ‫آدـ‬ ‫المشيد التاسع‪:‬‬
‫لكف بعدىا تالقينا صدفة رأيتيا وعممت فو ار أنيا المرأة التي‬ ‫‪00.21.38‬‬
‫أود قضاء بقية حياتي معيا‪.‬‬ ‫‪00.24.59‬‬
‫حب مف النظرة األولى‪.‬‬ ‫األب‬

‫‪274‬‬
‫و أنا كذلؾ‪ ،‬كيؼ كنت ألقاوـ وسامتؾ‪...‬أتصدقينني أليس‬ ‫حواء‬
‫كذلؾ (متوجية بالحديث لألـ)‬
‫تعالي اجمسي‪( .‬لألـ)‬ ‫األب‬
‫إذف‪ ،‬لـ تساورؾ لحظة شؾ وال مرة؟ (لحواء)‬
‫ىذا صحيح‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ال أصدؽ‪ .‬لـ تساورؾ أي لحظة شؾ؟‬ ‫آدـ‬
‫ال وال واحدة‪...‬‬ ‫حواء‬
‫تدركاف ىذا النوع مف االنجذاب‪ ،‬صحيح ؟ ال بد أنكما تدركانو‬
‫أعني أنكما مخمتفاف لمغاية‪ ،‬ال بد أف اختالفكما سر انجذابكما‬
‫أنت في غاية الجماؿ‪..‬تعالى ىنا (آدـ يقبؿ حواء)‬ ‫آدـ‬
‫بعدىا أنجبنا أطفاال‪ ،‬أفسدوا كؿ شيء‬ ‫حواء‬
‫لديكما أطفاؿ؟‬ ‫األب‬
‫أجؿ‪ ،‬اثناف‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ولداف‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫جميؿ‪.‬‬ ‫األب‬
‫أنظر ىذا ابني األكبر (يريو صورتو عمى الياتؼ)‬ ‫آدـ‬
‫دعني أرى‬ ‫األب‬
‫وبعدىا أتى ابف أمو‬ ‫آدـ‬
‫عيناف مدىشتاف‬ ‫األب‬
‫وأنتما لديكما أطفاؿ؟‬ ‫حواء‬
‫ليس بعد لكننا نريد اإلنجاب‬ ‫األب‬
‫ما الذي تنتظرانو‪ ،‬لـ ال ننيي اإلفطار وتشرعا باألمر؟‬ ‫حواء‬
‫حسنا؛ أود االنتياء مف المنزؿ وىو يعمؿ عمى مؤلفو الجديد‪.‬‬ ‫األـ‬
‫تكتب مجددا إذف؟‬ ‫آدـ‬
‫أجؿ‪.‬‬ ‫األب‬
‫مذىؿ‪ ،‬تبا ولكف نقؼ عقبة في طريؽ تأليفؾ‪ ،‬ىذا آخر شيء‬ ‫آدـ‬
‫قد نريده‪.‬‬
‫ال؛ عمى اإلطالؽ أبدا‪ ،‬مرحب بكما لمبقاء ىنا قدر ما تريداف‬ ‫األب‬
‫ىذا لطؼ كبير منؾ‬ ‫آدـ‬
‫ال؛ ال ينبغي أف نفرض أنفسنا عمييما‪.‬‬ ‫حواء‬

‫‪275‬‬
‫حبيبتي؛ لدييما الكثير مف الغرؼ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫بالحديث عف األوالد‪ ،‬ىؿ لديؾ ىاتؼ‪ ،‬ال توجد أي إشارة ىنا‪.‬‬ ‫حواء‬
‫نفضؿ األمر ىكذا‪.‬‬ ‫األب‬
‫ليس عميؾ االتصاؿ بو يوميا‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ىناؾ واحد في المطبخ‪ ،‬يمكنؾ استخدامو‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ال؛ ال عميؾ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫أيمكننا االسترخاء في عطمة نياية األسبوع‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ال يا حبيبي أود أف أعممو أننا بخير‪ ،‬مجرد اتصاؿ سريع‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ما الخطب؟‬ ‫األب‬
‫لماذا أقدمت عمى ىذا دوف مشورتي؟‬ ‫األـ‬
‫أقدمت عمى ماذا؟‬ ‫األب‬
‫دعوتيما لمبقاء‪.‬‬ ‫األـ‬
‫لـ أظف أنو أمر ميـ‪.‬‬ ‫األب‬
‫ىذا غريب‬ ‫األـ‬
‫ماذا؟‬ ‫األب‬
‫أعممت أف لديو زوجة؟‬ ‫األـ‬
‫ال (بإيماءة الرأس)‪.‬‬ ‫األب‬
‫ما أخبار كتاباتؾ؟‬ ‫األـ‬
‫كنت أستمتع في الحقيقة بعدـ تفكيري بشأنيا‪ ،‬لكف اآلف بما‬ ‫األب‬
‫عمي العمؿ فعال‪.‬‬
‫فعمي الذىاب وانجازىا‪َّ ،‬‬
‫أنني أفكر بيا َّ‬
‫عصير الميموف‪...‬‬ ‫حواء‬ ‫المشيد العاشر‪:‬‬
‫احترسي‪...‬‬ ‫األـ‬ ‫‪00.24.59‬‬
‫فكرت أنو لعمؾ تريديف البعض منو‪.‬‬ ‫حواء‬ ‫‪00.29.19‬‬
‫نعـ شك ار‬ ‫األـ‬
‫وصفة عائمية سرية‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ما السري بخصوص الميموف؟‬ ‫األـ‬
‫ما أخبار يدؾ؟‬ ‫األـ‬
‫مازالت توخزني‪.‬‬ ‫حواء‬
‫أنا آسفة‪...‬‬ ‫األـ‬
‫لـ تكف غمطتؾ‪ ،‬ليس لديؾ أي مسكنات صحيح؟‬ ‫حواء‬

‫‪276‬‬
‫ال (بإيماءة الرأس)‬ ‫األـ‬
‫أتخبرينني بالحقيقة؟‬ ‫حواء‬
‫ليس لدي فعال‪ ،‬أنا آسفة‪.‬‬ ‫األـ‬
‫حسنا‪ ،‬أال تشعريف بالعطش؟‬ ‫حواء‬
‫حسناً‪ .‬فيمت قصدؾ اآلف‪ ،‬إنو قوي (الميموف)‬ ‫األـ‬
‫أعمـ لكف لحظة؛ ال أصدؽ بأنؾ قمت بكؿ ىذا العمؿ وحدؾ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫لما ال؟‬ ‫األـ‬
‫ألنو كثير مف العمؿ‬ ‫حواء‬
‫حسناً‪ ،‬نقضي كؿ وقتنا ىنا‪ ،‬أود أف أجعمو فردوسا وأنا أحب‬ ‫األـ‬
‫العمؿ‬
‫و أتى ثماره‪.‬‬ ‫حواء‬
‫شك ار ِ‬
‫لؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ىال اصطحبتني في دولة تفقدية؟‬ ‫حواء‬
‫بالتأكيد‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أود أف أشكرؾ عمى استضافتكما‪ ،‬كاف زوجؾ في غاية الكرـ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫عمى الرحب والسعة‪.‬‬ ‫األـ‬
‫حسناً مف أيف نبدأ؟‬ ‫حواء‬
‫حسنا كاف ىذا الجزء األصعب‪ ،‬كاف متضر ار بشدة؛ تساقط‬ ‫األـ‬
‫الطالء‪ ،‬وكانت فتحة السقؼ ميترئة‪ ،‬لذا اضطررت لإلتياف‬
‫بالكثير مف مواد التأسيس محاولة لمحفاظ‪...‬‬
‫أليس ىذا أصعب بكثير مف البداية مف جديد؟‬ ‫حواء‬
‫ماذا تقصديف ؟‬ ‫األـ‬
‫َلـ ال تبنيا منزال جديد وحسب؟‬ ‫حواء‬
‫إنو منزلو‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أيمكنني أف أطرح عميؾ سؤاال؟ َلـ ال تريديف أطفاال؟‬ ‫حواء‬
‫عذرا؟‬ ‫األـ‬
‫رأيت ردة فعمؾ قبؿ قميؿ‪ ،‬أعرؼ ىذا الشعور عندما تبدئيف‬ ‫حواء‬
‫حياتؾ وتحسبيف أف أمامؾ كثير مف الوقت‪ ،‬أتعرفيف لف تظمي‬
‫يافعة إلى األبد‪ ،‬فمتحظي بأطفاؿ‪ ،‬بعدىا ستنشآف شيئا ما معا‬
‫ىذا ما يحوؿ بيف تداعي األزواج‪ ،‬كؿ ىذا مجرد مظير‬

‫‪277‬‬
‫خارجي‪...‬‬
‫إنؾ تريديف اإلنجاب‪ ،‬أىو المعارض؟‬
‫عميا العودة إلى العمؿ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫إذف لماذا قاؿ‪....‬أنا آسفة؛ ىؿ بالغت في تدخمي‪ ،‬أفعؿ ىذا‬ ‫حواء‬
‫أحيانا‪ ،‬لكؿ عالقة مشاكميا وفارؽ العمر بينكما كبير‪ ،‬أتخيؿ‬
‫معاناتكما‪.‬‬
‫أيعمؿ ىناؾ؟‬
‫ىذا شأف خصوصي‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أال يمكنؾ تركي أللقي نظرة؟‬ ‫حواء‬
‫ال يجب تواجد أحد فييا في غير حضوره‬ ‫األـ‬
‫عجباً‪ ،‬إنؾ تحبينو حقا‪.‬ليكف الرب في عونؾ‬ ‫حواء‬
‫يدخال البيت وىما يضحكاف‪.‬‬ ‫األب وآدـ‬
‫إلى أيف ستذىب؟‬ ‫األـ‬
‫سأصطحبو إلى الخارج‪.‬‬ ‫األب‬
‫سنذىب لمتمشية‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫تمشية؟‬ ‫األـ‬
‫تصوروا أني سأتمشى تمشية سريعة‬ ‫آدـ‬
‫تريث في مشيؾ‬ ‫حواء‬
‫لف أسرع حتى ال تشتعؿ سيجارتي بسرعة‬ ‫آدـ‬
‫أال توداف القدوـ؟‬ ‫آدـ‬
‫ال لدينا مالبس لمغسيؿ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ستريني مكانو صحيح؟‬
‫مف أي اتجاه‬ ‫آدـ‬
‫ال ييـ‬ ‫األب‬
‫توطدت عالقتيما‪ ،‬أال تظنيف ىذا؟ زوجي ليس محبا لمطبيعة‬ ‫حواء‬ ‫المشيد الحادي عشر‪:‬‬
‫عادة‪ ،‬أظف أنكما لـ تصال ليذه المرحمة بعد‪ ،‬ىذا ثقيؿ جدا‬ ‫‪00.29.19‬‬
‫فيو كثير مف الع ّدة‪.‬‬ ‫‪00.31.31‬‬
‫سأحضره أنا‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أييما ؟( أي غسالة)‬ ‫حواء‬
‫التي عمى اليسار‪ ،‬ميال سأساعدؾ‪.‬‬ ‫األـ‬

‫‪278‬‬
‫يا لميوؿ؛ ىذه ىي المشكمة إذف؟‬ ‫حواء‬
‫ماذا ىناؾ؟‬ ‫األـ‬
‫عميؾ المحاولة أكثر مف ىذا‪ ،‬آسفة ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫صدقيني عندما يزداد عمر الرجاؿ‪ ،‬فعميؾ إبقاء العالقة مثيرة‬
‫لالىتماـ‪.‬‬
‫ليس عجو از ليذه الدرجة‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ما أخبار حياتكما الجنسية؟‬ ‫حواء‬
‫ال أشعر باالرتياح لمتحدث بيذه األمور‬ ‫األـ‬
‫أحاوؿ المساعدة وحسب‪ ،‬أعني أنظري لحالؾ‪ ،‬إف لـ يكف‬ ‫حواء‬
‫منجذبا نحوؾ‪ ،‬فالسبب إما تقدـ العمر أو ‪...‬‬
‫أو ماذا؟‬ ‫األـ‬
‫أتعرفيف دعؾ مف األمر‪ ،‬ىذا ال يخصني‪ ،‬أظف أف الشراب‬ ‫حواء‬
‫يشوش أفكاري‪.‬‬
‫ال عميؾ أكممي قولؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫حقا‪ ،‬مف الواضح أنو مازاؿ يحبؾ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫سأسكب المزيد‪...‬‬
‫أنت؛ سبؽ وأف أخبرتؾ أنو ال يحب دخوؿ أحدىـ ىنا في‬‫ِ‬ ‫األـ‬ ‫المشيد الثاني عشر‪:‬‬
‫غيابو‬ ‫‪00.31.31‬‬
‫إنيا مذىمة؛ ما ىذه؟‬ ‫حواء‬ ‫‪00.35.23‬‬
‫عميؾ المغادرة فعال‬ ‫األـ‬
‫رجاءا أردت تفقدىا وحسب‪...‬‬ ‫حواء‬
‫عميؾ الذىاب‬ ‫األـ‬
‫ال أعرؼ َلـ تيوليف األمر‪.‬‬ ‫حواء‬
‫أوه لقد عادا‪...‬‬ ‫حواء‬
‫تفضؿ مف ىنا‪...‬‬ ‫األب‬
‫عزيزي‪...‬‬ ‫حواء‬
‫دعني أحضر بعض الماء‪.‬‬ ‫األب‬
‫ىؿ أنت عمى ما يراـ؟‬ ‫حواء‬
‫تدخينؾ المعيف‪ ،‬ىؿ أنت بخير‪.‬‬ ‫حواء‬
‫بدأ بالسعاؿ لمتو‪.‬‬ ‫األب‬

‫‪279‬‬
‫ىيا ألعطيؾ دواءؾ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫إف رغبت بطفؿ ثالث‪...‬‬
‫كاف ىذا موتِّرا‪ ،‬لف تصدقي ما أخبرني بو لمتو‬ ‫األب‬
‫لـ يسد ىذا الحوض بعد‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ماذا‪ ،‬ميال‪ ،‬أحدث شيء ما ؟ ماذا حدث ماذا؟‬ ‫األب‬
‫لديو إحدى صورؾ في حقيبتو‪.‬‬ ‫األـ‬
‫َلـ كنت تفتشيف حقائبيـ؟‬ ‫األب‬
‫ىذا ليس موضوعنا‪ ،‬لـ ِ‬
‫يأت إلينا صدفة‪ ،‬إنو معجب مجنوف‬ ‫األـ‬
‫َ‬
‫أعرؼ‬ ‫األب‬
‫معذرة؟‬ ‫األـ‬
‫ىذا ما أخبرني بو أثناء تمشينا‪ ،‬إنو يموت‪.‬‬ ‫األب‬
‫أوه (األسؼ)‬ ‫األـ‬
‫ليذا أتى إلى ىنا‪ ،‬أراد مقابمتي قبؿ رحيمو‪.‬‬ ‫األب‬
‫ب؟‬ ‫ِ‬
‫حسناً‪ ،‬لماذا لـ يخبرنا بذلؾ؟ لـ كذ َ‬ ‫األـ‬
‫ال أعمـ‪ ،‬إنو رجؿ صاحب كبرياء‪...‬يعجبني ىذا‬ ‫األب‬
‫ماذا فعمت؟‬ ‫األب‬ ‫المشيد الثالث عشر‪:‬‬
‫أنا في غاية األسؼ‪ ،‬كالنا في غاية األسؼ‪ ،‬كنت أخبرىا‬ ‫آدـ‬ ‫‪00.35.24‬‬
‫بالقصة وبعدىا ‪...‬‬ ‫‪00.38.43‬‬
‫سقطت مف أيدينا وحسب‪ ،‬سنبحث ونجد غيرىا‪...‬‬
‫يمكننا دفع ثمنيا‪...‬‬ ‫حواء‬
‫أصمتا‪...‬‬ ‫األب‬
‫أعتذر لصراخي‪ ،‬أحتاج إلى لحظة وحسب‪.‬‬
‫كانت حادثة‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫أظف أنو مف األفضؿ أف تغادرا‪.‬‬ ‫األـ‬
‫قمنا أننا آسفاف‪.‬‬ ‫حواء‬
‫عزيزتي ال تجادلييا‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ماذا تريد أكثر مف ىذا؟‬ ‫حواء‬
‫ستكوف األمور عمى ما يراـ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫رجاءا‪...‬‬
‫ً‬ ‫رجاء‪،‬‬
‫ً‬ ‫األب‬

‫‪280‬‬
‫ماذا تفعؿ؟ ‪...‬ماذا تفعؿ؟‬ ‫األـ‬ ‫المشيد الرابع عشر‪:‬‬
‫لف يدخال إلى ىنا مجددا‬ ‫األب‬ ‫‪00.38.43‬‬
‫ال تقمؽ طردتيما خارجا‪.‬‬ ‫األـ‬ ‫‪00.40.11‬‬
‫أجؿ‪ ،‬والى أيف سيذىباف؟‬ ‫األب‬
‫أتحتاجيف إلى شيء ما ؟‬ ‫حواء‬
‫ىؿ أنتما مستعداف؟‬ ‫األـ‬
‫ماذا تعنيف؟‬ ‫حواء‬
‫نريد أف تغاد ار‬ ‫األـ‬
‫أنتما أـ ِ‬
‫أنت؟‬ ‫حواء‬
‫حاولت بكؿ جيدي‬ ‫األـ‬
‫‪...‬عميا تفقد زوجي‪...‬‬
‫ّ‬ ‫حسنا‪ ،‬اسمعي‬ ‫حواء‬
‫الجميع‪....‬مرحباً مف أنت؟‬
‫ْ‬ ‫مرحباً‪ ،‬مرحباً أيف‬ ‫ىابيؿ‬ ‫المشيد الخامس عشر‪:‬‬
‫أنت؟ ماذا تفعؿ ىنا ؟‬
‫مف ْ‬ ‫األـ‬ ‫‪00.40.15‬‬
‫منا ىنا‪ ...‬صحيح؟‬
‫ماذا يفعؿ أي ّ‬ ‫ىابيؿ‬ ‫‪00.44.57‬‬
‫أيف أمي؟‬
‫إنيا‪....‬انتظر ىنا ؟‬ ‫األـ‬
‫يا لو مف منظر جميؿ‪...‬‬ ‫ىابيؿ‬
‫ِ‬
‫دعوت ابنؾ؟‬ ‫ىؿ‬ ‫األـ‬
‫ماذا تفعؿ ىنا ؟‬ ‫حواء‬
‫أمي‪ ،‬حاولت االتصاؿ بؾ ولـ أفمح‬ ‫ىابيؿ‬
‫ما الخطب؟‬ ‫حواء‬
‫جاء إلى المنزؿ وعثر عمى الوصية‬ ‫ىابيؿ‬
‫ماذا؟‬ ‫حواء‬
‫أجؿ‪...‬يتصرؼ بشكؿ أىوج‬ ‫ىابيؿ‬
‫أعتذر‪ ،‬لكف أيا كاف عميكما إنياء ىذا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أبي‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫ماذا؟ ىؿ أتى‪...‬‬ ‫حواء‬
‫مف ىذا ؟‬ ‫األـ‬
‫أبي‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫أجؿ‪...‬أركض إلى حضف أمؾ فورا‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫تتبعني‪ ،‬ما خطبؾ؟‬ ‫ىابيؿ‬
‫ال يفترض أف تكوف ىنا‬ ‫األـ‬
‫أيف والدي؟‬ ‫قابيؿ‬
‫مف ىي؟ مف أنت؟ (لألـ)‬
‫إنو ال يرغب في رؤيتؾ‬ ‫ىابيؿ‬
‫ىذا ليس صحيح‪ ،‬ىؿ ىو ىنا؟‪....‬أبي‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫أييا الولداف‪ ،‬لماذا أنتما ىنا؟‬ ‫آدـ‬
‫عالـ وقعت؟‬
‫َ‬ ‫ما ىذه‪ ،‬أتعرؼ‬ ‫قابيؿ‬
‫بالطبع أعرؼ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫اذىب واستمؽ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ِ‬
‫قمت إنؾ أخبرتو‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ال يا عزيزي لـ أقؿ ىذا كنت‪....‬‬ ‫حواء‬
‫أردت ىذا‪ ،‬كيؼ لؾ أف تفعميا ؟‬
‫َ‬ ‫قابيؿ‬
‫إنيا لسبب وجيو يا بني‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫دعني أشرح لو‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ال‪ ،‬أنا سأحدثو‪ ،‬إنؾ محؽ كاف عميا إخبارؾ بنفسي‪..‬وأنا آسؼ‬ ‫آدـ‬
‫توقؼ؛ فعمتو لصالحنا جميعا‬
‫أنصت إلى أبي وحسب‪.‬‬ ‫ىابيؿ‬
‫إنيا وديعة؛ عميكـ اتخاذ القرار كجماعة قبؿ إنفاؽ أي شيء‬ ‫آدـ‬
‫لف ينفع ىذا‪ ،‬ىؿ عميا استئذانيما في كؿ مرة أنفؽ فييا بنسا؟‬ ‫قابيؿ‬
‫سترغمكـ عمى التوافؽ وىذا أىـ شيء‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ستنحاز إليو ككؿ مرة‪.‬‬ ‫قابيؿ‬
‫إنؾ ال تنصت إلي‪...‬‬ ‫آدـ‬
‫ال؛ أنا أود دعـ كالكما‪.‬‬ ‫حواء‬
‫توديف دعمي؛ توديف توجييي فحسب‪.‬‬ ‫قابيؿ‬
‫ىذا ليس عادال‪.‬‬ ‫حواء‬
‫لـ تثؽ بي وال بأي شيء حاولت فعمو قط‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫ال تفعؿ ىذا يا أبي‪ ،‬إنيما يكرىاني‪...‬‬
‫إنيما ال يكرىانؾ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫إننا نحبؾ‪ ،‬إنؾ ابني‪...‬‬ ‫حواء‬

‫‪282‬‬
‫فمتعامميني كابنؾ إذف‪.‬‬ ‫قابيؿ‬
‫وصؿ ولدييما‪ ،‬دخال عنوة ولـ استطع إيقافيما‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أعمـ‪.‬‬ ‫األب‬
‫أجؿ إف لـ تضيعا الماؿ كمو‪.‬‬ ‫قابيؿ‬
‫اخرس‬ ‫آدـ‬
‫مجددا؛ يفقد أعصابو عندما ال يسير األمر عمى ىواه‪.‬‬ ‫قابيؿ‬
‫لنناقش األمر في الخارج‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ال؛ أود التحدث عف ىذا اآلف‪ ،‬أود التحدث عنو اآلف يا أبي‪.‬‬ ‫قابيؿ‬
‫اخرس‪ ،‬إف كنت بحاجة إلى الماؿ‪ ،‬فسأعطيؾ الماؿ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫ال أود حسنتؾ المعينة‪ ....‬ال تممسيني (لحواء)‬ ‫قابيؿ‬
‫اىدأ‪...‬‬ ‫األب‬
‫أنت الشاعر‪ ،‬الكتاب العظيـ؟‬ ‫قابيؿ‬
‫إنؾ ال تعرؼ أي شيء‪ ،‬كذبوا عمي يقوموف بسرقتي‪.‬‬
‫ال أعرؼ قصتيـ‪ ،‬لكف ىالّ ىدأت‪ ،‬ىال فعمت؟‪...‬شك ار لؾ‬ ‫األب‬
‫يمكنكـ الجموس ىنا‪...‬لنجمس ونناقش الموضوع‪.‬‬
‫ال؛ أبي يموت يا أمي وكؿ ما ييتـ لو أموالو‪.‬‬ ‫ىابيؿ‬
‫ال؛ توفقا ‪...‬‬ ‫حواء‬
‫أنظر إلى أبي‪...‬أنظر إلى ما فعمت‪...‬‬ ‫ىابيؿ‬
‫رجاء‬
‫ً‬ ‫توقفا‪...‬توقفا‬ ‫األـ‬
‫أيمكنؾ التنفس‪...‬تنفس‬ ‫األب‬
‫تعالى ىنا‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫ما خطبؾ‪...‬‬ ‫ىابيؿ‬
‫توقفا‪...‬ال‪...‬توقفا‪...‬ال‪ ...‬ابتعدي ‪(...‬قابيؿ يقتؿ ىابيؿ)‬ ‫األـ‬
‫انيض‪ ،‬انيض‪...‬توقؼ عف التظاىر انيض‪..‬انظر إلي ‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫ليس غمطتي‪ ،‬لـ يحباني قط‪ ،‬لطالما أحباه أكثر‪...‬كانا‬
‫يتجاىالني‪ ،‬قولي أنؾ تفيميف األمر‪...‬عميؾ فيـ األمر‪...‬‬
‫ماذا فعمت بأخيؾ‪..‬‬ ‫األب‬
‫فعمت؟ ماذا فعمت؟‬
‫ْ‬ ‫صغيري‪...‬ماذا‬ ‫حواء‬
‫أنت السبب‪...‬‬ ‫قابيؿ‬
‫استفؽ‪...‬افعؿ أي شيء (تقوؿ لألب) ساعدني‬ ‫حواء‬

‫‪283‬‬
‫مناشؼ‪...‬‬ ‫األب‬
‫مناشؼ‪...‬حسناً‪.‬‬ ‫األـ‬
‫الطبيب‪ ،‬أحضريو‪...‬‬ ‫األب‬
‫حسنا‪ ....‬تعالى بسرعة‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ماذا ىناؾ‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫إنو ينزؼ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫إنو ينزؼ بشدة‪.‬‬ ‫حواء‬
‫إنو ال يستفيؽ‪.‬‬ ‫األب‬
‫احرص‪ ،‬إياؾ أف تسقطو‪.‬‬ ‫حواء‬
‫(لألـ) سأتصؿ بؾ مف المستشفى‪.‬‬ ‫األب‬
‫رجاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال؛ ابقى معي‬ ‫األـ‬
‫رجاء‪ ،‬نحف في حاجة إليو‬
‫ً‬ ‫آدـ‬
‫أغمقي الباب سأعود بأسرع وقت ممكف‪.‬‬ ‫األب‬
‫أرجوؾ‪ ،‬ال تتركني‪....‬أرجوؾ ال تتركني‪.‬‬ ‫األـ‬
‫مشيد صامت‪ :‬تنظيؼ دماء ىابيؿ مف أرضية المنزؿ‪.‬‬ ‫األـ‬ ‫المشيد السادس عشر‪:‬‬
‫‪00.44.58‬‬
‫‪00.49.36‬‬
‫تركوؾ وحدؾ تماما‪ِّ .‬‬
‫بت تفيميف موقفي‪ .‬بالتوفيؽ‬ ‫قابيؿ‬ ‫المشيد السابع عشر‪:‬‬
‫أأنت عمى ما يراـ؟‬ ‫األب‬ ‫‪00.49.36‬‬
‫كاف ىنا‪..‬‬ ‫األـ‬ ‫‪00.53.43‬‬
‫أعرؼ؛ أوصمتني الشرطة إلى المنزؿ‪ ،‬سيعثروف عميو ال تقمقي‬ ‫األب‬
‫ىؿ قاـ بأذيتؾ؟‬ ‫األب‬
‫ال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫فعال‪...‬‬ ‫األب‬
‫أجؿ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫حسنا؛ اجمسي‪ ...‬دعيني أحضر لؾ بعض الماء‪.‬‬ ‫األب‬
‫ال عميؾ‪ ،‬كؿ شيء عمى ما يراـ‪.‬‬
‫ماذا حدث في المستشفى؟‬ ‫األـ‬
‫كنت أمسؾ بيد الفتى عندما مات‪.‬‬ ‫األب‬
‫ىذا فظيع‪...‬ىؿ أنت عمى ما يراـ‪.‬‬ ‫األـ‬

‫‪284‬‬
‫أنا متعب؛ أحتاج إلى االستحماـ بمياه ساخنة‪.‬‬ ‫األب‬
‫ىؿ ستأتيف؟‬
‫أجؿ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ماذا ىناؾ؟‬ ‫األب‬
‫سآتي بعد دقيقة‪.‬‬ ‫األـ‬
‫متأكدة؟‬ ‫األب‬
‫أجؿ‪..‬‬ ‫األـ‬
‫عادوا بسرعة‪.‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد الثامف عشر‪:‬‬
‫ماذا يفعموف ىنا؟‬ ‫األـ‬ ‫‪00.53.43‬‬
‫ليس لدييـ مكاف لمذىاب إليو‪ ،‬لذا أخبرتيـ أنو ال مانع مف‬ ‫األب‬ ‫‪00.54.43‬‬
‫دعوة بعض األصدقاء وأفراد العائمة‪ ،‬سأذىب لمتعامؿ معيـ‪.‬‬
‫أنا آسؼ جدا ‪...‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد التاسع عشر‪:‬‬
‫شك ار لؾ‪...‬‬ ‫حواء‬ ‫‪00.54.43‬‬
‫ؤسفني جدا مصابكـ‪.‬‬ ‫ي ِ‬ ‫األب‬ ‫‪00.59.02‬‬
‫رجاء‪ ،‬اعتبروا المنزؿ منزلكـ‪.‬‬
‫ً‬
‫أنا آسفة جدا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أحد أفراد عائمة ىال رفعنا نخبا؟‬
‫آدـ‪.‬‬
‫تأكد أف يتناوؿ الجميع‪.‬‬ ‫أحد آخر‬
‫ىال قمت شيئا‪ ،‬يكف لؾ احتراما كبي ار‬ ‫حواء‬
‫طبعا‪..‬‬ ‫األب‬
‫لؾ‪...‬يا جماعة ‪...‬‬
‫شك ار ْ‬ ‫حواء‬
‫كيؼ لنا أف ندرؾ قدر ألمؾ؟ تضحية الوالديف‪ ،‬كؿ ىذه‬ ‫األب‬
‫السنوات مف القمؽ‪ ،‬طواؿ سنوات وساعات وثواف‪..‬لكف في كؿ‬
‫ثانية قدر غير محدود مف الحب‪...‬واآلف فجأة يبدو أف ال‬
‫شيء موجود لحبو‪ ،‬مجرد فراغ شاسع وظالـ صامت‪ ،‬لكف‬
‫إياؾ والخوؼ‪ ،‬في قمب ىذا الظالـ‪ ،‬ثمة صوت بكاء يسمع‪،‬‬
‫عالي وقوي‪ ،‬فقط أنصت‪...‬‬
‫باه‪...‬‬
‫باكيا‪ :‬أوه ر ْ‬ ‫آدـ‬
‫أتسمعوف ىذا ؟ أتسمعوف ىذا؟ إنو صوت الحياة‪ ،‬إنو صوت‬ ‫األب‬

‫‪285‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬إنو صوت ابنكما‪ ،‬ينتحب حباً‪ ،‬حبو لكما‬
‫لؾ‪...‬‬
‫شك ار ْ‬ ‫حواء‬
‫مف دواعي سروري‪.‬‬ ‫األب‬
‫نخب سماع ىذا ‪...‬نخب سماع ىذا‪..‬‬ ‫العائمة‬
‫واألصدقاء‬
‫شك ار لقدومكـ جميعا‪ ،‬وكونكـ معنا الميمة‪ ،‬أنا وزوجي متأثراف‬ ‫حواء‬
‫لمغاية‪ ،‬فقدنا ابننا اليوـ‪ ،‬أعجز عف تصديؽ أنو منذ ساعات‬
‫قميمة كاف يقؼ ىناؾ‪ ،‬وكنت أضمو بيف ذراعي‪ ..‬كاف مفعما‬
‫بالحياة ‪...‬‬
‫يقرع الباب تفتح األـ الباب‪ :‬مرحبا‪.‬‬ ‫ضيؼ جديد‬
‫شك ار لؾ‬ ‫ضيفة أخرى‬
‫أيف يجب أف أضع ىذه؟‬ ‫ضيؼ آخر‬
‫ربما ىنا‪...‬‬ ‫ضيفة أخرى‬
‫ال أعرؼ ماذا أقوؿ‪ ،‬أريد أف أشكر مضيفنا العزيز عمى حسف‬ ‫حواء‬
‫ضيافتو في وقت حاجتنا‪.‬‬
‫بالتأكيد‪...‬‬ ‫األب‬
‫فرجاء أود أف أرفع نخب لطفؾ‪...‬‬
‫ً‬ ‫حواء‬
‫عزيزي لست مضط ار لفعؿ ذلؾ‪..‬‬
‫ال‪...‬أريد فعمو‪...‬‬ ‫آدـ‬
‫أحببت ابني‪...‬أحببتو‪( ،‬يبكي) ال يمكنني أف تصديؽ ىذا‪،‬‬
‫يجب أف ألقي كممة تأبينية (يبكي) آسؼ‪...‬ال يمكنني فعميا‪.‬‬
‫ىال يقوليا أحد‪...‬ىال قمت شيئا ؟‬
‫أنا ‪....‬لطفمكـ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫لطفميكما‪ ،‬تعالي‪...‬دعينا ال ننسى الذي ما زاؿ في البرية‪،‬‬ ‫األب‬
‫أينما يذىب أينما كاف‪...‬‬
‫مرحبا انضموا إلينا رجاء‪...‬‬
‫سأضع ىذه في المطبخ فحسب‬ ‫ضيفة جديدة‬
‫أجؿ مف ىناؾ‪...‬‬ ‫األب‬
‫لعمو يجد العطؼ والحناف‪...‬‬

‫‪286‬‬
‫سأنتظر ىنا ‪...‬‬ ‫ضيفة أخرى‬ ‫المشيد عشروف‪:‬‬
‫سأعود عمى الفور ‪...‬‬ ‫ضيؼ آخر‬ ‫‪00.59.02‬‬
‫مرحبا كيؼ حالؾ‪...‬‬ ‫ضيفة أخرى‬ ‫‪01.00.36‬‬
‫بخير‪ ،‬نظ ار إلى ما حدث‪...‬‬ ‫ضيفة أخرى‬
‫معذرة؛ أيمكنؾ النزوؿ‪ ،‬ىذه المغسمة غير مدعمة بعد‬ ‫األـ‬
‫أنا آسفة‪( ...‬تسقط شيئا زجاجيا) أوه ىذا زجاج‪.‬‬ ‫ضيفة أخرى‬
‫(أسود البشرة يحضف األـ) كاف ذلؾ جميال جدا‪ ،‬أليس كذلؾ‪..‬‬ ‫ضيؼ آخر‬
‫ال بأس‪ ،‬أيمكنني استخداـ ىاتفكـ‪...‬‬
‫بالتأكيد إنو في المطبخ‪....‬ال إنو‪....‬معذرة‪...‬‬ ‫األـ‬
‫إلى أيف ذىبت؟‬ ‫حواء‬
‫كنت لتوي في‪...‬أكرر أسفي الشديد عمى خسارتؾ‬ ‫األـ‬
‫أعرؼ أنؾ آسفة ‪..‬‬ ‫حواء‬
‫أستطيع تخيؿ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ال‪ ،‬ال يمكنؾ تخيؿ الشعور إف لـ يكف لديؾ طفؿ ‪...‬‬ ‫حواء‬
‫تعطيف وتعطيف وتعطيف‪ ...‬ليس كافياً أبدا‪.‬‬
‫فيمت‪...‬‬ ‫األـ‬
‫حقا؟ لـ ال ترتديف لباسا الئقا عمى األقؿ‪.‬‬ ‫حواء‬
‫ال يمكف أف تكونا ىنا‬ ‫المشيد الواحد والعشروف‪ :‬األـ‬
‫معذرة؟‬ ‫أحد الضيوؼ‬ ‫‪01.00.36‬‬
‫(أسود البشرة)‬ ‫‪01.02.20‬‬
‫يجب أف تغادر‪.‬‬ ‫األـ‬
‫سنخرج خالؿ حظات‪.‬‬ ‫أحد الضيوؼ‬
‫(أسود البشرة)‬
‫ىذه غرفتنا‪...‬ؾ‬ ‫األـ‬
‫يضحؾ‪ :‬البأس‪...‬يضحؾ مرة أخرى‪ :‬غرفتؾ‪...‬‬ ‫أحد الضيوؼ‬
‫ىيا فمنجد مكانا آخرا‪.‬‬ ‫(أسود البشرة)‬
‫معذرة (عندما يفتح شيخ الباب عمييا)‬ ‫األـ‬
‫أكتشؼ المكاف فحسب‪.‬‬ ‫ضيؼ آخر‬
‫كبير السف‬

‫‪287‬‬
‫المعذرة؛ ىال ذىبتما إلى األسفؿ رجاء؟‬ ‫المشيد الثاني والعشروف‪ :‬األـ‬
‫(مالمحيا آسيوية) مف ىنا؟‬ ‫ضيفة أخرى‬ ‫‪01.02.20‬‬
‫أجؿ‪...‬‬ ‫األـ‬ ‫‪01.03.30‬‬
‫ماذا تفعؿ؟‬
‫ليس أم ار كبيرا‪ ،‬جمعت الماؿ لمكمية أثناء دراستي بالعمؿ في‬ ‫الضيؼ‬
‫الدىاف‪.‬‬ ‫(أسود البشرة)‬
‫لكف لماذا تدىف بيتي؟‬ ‫األـ‬
‫لقد عامؿ الجميع بمطؼ‪..‬‬ ‫الضيؼ‬
‫ىذا أقؿ ما يمكننا فعمو‪...‬‬ ‫(أسود البشرة)‬
‫توقفي‪...‬توقفا كالكما‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ال مشكمة‪.‬‬ ‫الضيؼ‬
‫(أسود البشرة)‬
‫ىا أنت ذي؛ إليتي‪ ،‬تعالي إلى ىنا‪ ،‬أفسحوا ليا مكانا مف‬ ‫األب‬ ‫المشيد الثالث والعشروف‬
‫فضمكـ‪ ،‬شك ار لؾ‪..‬عميؾ سماع ىذه القصص‪.‬‬ ‫‪01.03.30‬‬
‫كؿ ىؤالء الناس ؟!‬ ‫األـ‬ ‫‪01.04.00‬‬
‫أعمـ‪ ،‬إنيـ يروحوف عف أنفسيـ فحسب‬ ‫األب‬
‫إنيـ يدىنوف منزلنا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫(يسقط أحدىـ مف الكرسي ويضحؾ) ىؿ أنت بخير‪...‬‬ ‫األب‬
‫أخبرتؾ أف تكؼ عف الشراب‬ ‫أحد الضيوؼ‬
‫سأىتـ بيا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫بعد قضاء بعض األياـ مع أمي‪...‬‬ ‫المشيد الرابع والعشروف‪ :‬ضيفة أخرى‬
‫أرجوكما‪ ،‬انزال مف ىناؾ‬ ‫األـ‬ ‫‪01.04.00‬‬
‫آسؼ‪ ،‬عف اذنؾ‪...‬‬ ‫الضيؼ‬ ‫‪01.05.33‬‬
‫ما خطبيا‪...‬‬ ‫الضيفة‬
‫ال أدري‬ ‫الضيؼ‬
‫ىاي‪:‬لـ نتقابؿ بعد‪...‬أعرؼ ىذه العائمة منذ سنيف‪ ،‬ماذا عنؾ؟‬ ‫ضيؼ آخر‬
‫ىذا منزلي‬ ‫األـ‬
‫إنو بيت جميؿ‪ ،‬أتوديف أف نتمشى قميال؟‬ ‫الضيؼ‬
‫ماذا؟‬ ‫األـ‬
‫التمشي معي‬ ‫الضيؼ‬

‫‪288‬‬
‫ال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫مف فضمكما‪....‬‬
‫خذي رقمي‪.‬‬ ‫الضيؼ‬
‫ال؛ ال أريد رقمؾ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫لماذا تقوليف ذلؾ‪ ،‬ال تعرفيني حتى‪.‬‬ ‫الضيؼ‬
‫أتركني‬ ‫األـ‬
‫لماذا؟‬ ‫الضيؼ‬
‫ألني ال أعرفؾ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫انزال مف ىناؾ‪...‬‬
‫مف أيف؟‬ ‫الضيفة‬
‫أعطيني رقمؾ‪ ،‬ال تعرفيف بما قد أخدمؾ‬ ‫الضيؼ‬
‫ال أريد أي شيء منؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫وقحة‬ ‫الضيؼ‬
‫عني وشأني‬ ‫األـ‬
‫أتعرفيف ماذا‪ ،‬أغربي عف وجيي‪ ،‬أنت ساقطة متعجرفة‪.‬‬ ‫الضيؼ‬
‫المغسمة ال مشكمة بيا‪ ،‬إنيا بخير حقا‪...‬‬ ‫الضيفة‬
‫ال‪ ،‬كفا عف فعؿ ذلؾ‪...‬ال تفعال ذلؾ توقفا‪...‬توقفا‬ ‫األـ‬
‫أخرجوا‪ ...‬أخرجوا جميعكـ‪.‬‬
‫ماذا حدث؟‬ ‫األب‬
‫يأبوف االستماع‪.‬‬ ‫األـ‬
‫ال بأس؛ سنصمح ىذا‪ ،‬يمكف إصالحو‪.‬‬ ‫األب‬
‫مف فضمكـ ال تذىبوا‪...‬ال تذىبوا‪...‬سنغميا‬
‫كاف شرفا لقاؤؾ‪ ،‬لف ننسى كؿ ما فعمتو مف أجمنا‪.‬‬ ‫آدـ‬
‫إلى أيف ستذىبوف ؟‬ ‫األب‬
‫لقد رحموا‪...‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد الخامس والعشروف‬
‫ىيا لنناـ‪ ،‬لست مضطرة لفعؿ ذلؾ‬ ‫‪01.05.33‬‬

‫فعؿ ماذا؟ تنظيؼ فوضاىـ؟‬ ‫األـ‬ ‫‪01.08.27‬‬

‫قمنا بعمؿ صالح اليوـ‪ ،‬أرادوا مكانا ليحتفوا بالحياة‪ ،‬كانوا‬ ‫األب‬
‫بحاجة إلى الميمة‪.‬‬
‫ماذا عما أحتاجو أنا؟ مات صبي ىنا اليوـ‪ ،‬مسحت دمو‪،‬‬ ‫األـ‬

‫‪289‬‬
‫وأنت ىجرتني‬
‫لـ أىجرؾ‪ ،‬فقدوا ابنا لتوىـ‪ ،‬خسروا ابنيف‪.‬كنت أساعدىـ ال‬ ‫األب‬
‫عالقة ليذا بنا‪ ،‬إنو شأنيـ‪.‬‬
‫ال‪ ،‬ليس بشأنيـ بؿ بشأنؾ‪...‬لطالما كاف بشأنؾ أنت‬ ‫األـ‬
‫وعممؾ‪...‬أتظف أف ىذا سيعينؾ عمى التأليؼ‪ ،‬ال شيء يعينؾ‪.‬‬
‫أعدت بناء ىذا المنزؿ بأكممو‪ ،‬حائط بحائط وأنت لـ تكتب وال‬
‫كممة‬
‫أعممت إني آسؼ‪ ،‬أعجز عف التأليؼ‪ ،‬إني غير قادر عمى‬ ‫األب‬
‫التفكير‪ ،‬كؿ ما أحاوؿ فعمو ىو أف أدب الحياة في ىذا المنزؿ‪،‬‬
‫أفتح الباب ألناس جدد وأفكار جدد‪ ،‬تظنيف أنؾ عاجزة عف‬
‫التنفس‪ ،‬أنا مف يختنؽ ىنا‪ ،‬بينما تتظاىريف بعدـ وجود‬
‫مشكمة‪ ،‬سيكوف كؿ شيء عمى ما يراـ سيكوف كؿ شيء بخير‬
‫ستكوف بخير حاؿ‪ ،‬أتعرفيف ال تسير الحياة كما يريدىا المرء‬
‫دوما‪.‬‬
‫أنت محؽ‪ ،‬حياتي لـ تسر كما أردتيا بكؿ تأكيد‬ ‫األـ‬
‫معذرة؟‬ ‫األب‬
‫تتحدث عف رغبتؾ في أف نحظى بأطفاؿ لكف غير قادر حتى‬ ‫األـ‬
‫عمى مضاجعتي‪...‬‬
‫أنا حبمى‪ ،‬أنا حبمى‪...‬سنحظى بطفؿ‪ ،‬إني جادة‬ ‫المشيد السادس والعشروف‪ :‬األـ‬
‫أنى لؾ عمـ ذلؾ؟‬ ‫األب‬ ‫‪01.08.29‬‬

‫ألني أعرؼ‪ ،‬أنا حبمى‪..‬‬ ‫األـ‬ ‫‪01.10.20‬‬

‫طفؿ‪...‬‬ ‫األب‬
‫ىؿ أنت سعيد؟‬ ‫األـ‬
‫سعيد؟‪(...‬يبكي) ىذه أجمؿ ىبة ‪...‬‬ ‫األب‬
‫(ينتفض مف سريره) قمما قمـ‪...‬‬
‫ماذا تفعؿ؟‬ ‫المشيد السابع والعشروف األـ‬
‫أكتب‬ ‫األب‬ ‫‪01.10.20‬‬
‫ماذا؟‬ ‫األـ‬ ‫‪01.11.05‬‬
‫أكتب‪ ،‬ليمة أمس‪..‬أولئؾ الناس‪..‬ألميـ وحبيـ القابع وراء ألميـ‬ ‫األب‬
‫ِ‬
‫ذلؾ‪...‬أنت‪...‬نحف واآلف الحياة‪ ،‬تأتيني األفكار‪ ،‬إنيا‪...‬‬ ‫وبعد‬

‫‪290‬‬
‫أعرؼ ماذا أقوؿ‪ ،‬إنما عميا إيجاد الكممات‪ ،‬ىذا كؿ شيء‪.‬‬
‫ىذا مذىؿ‪..‬‬ ‫األـ‬
‫حسنا‪...‬ال أريد مقاطعتؾ‪...‬‬
‫أنا سأبدأ العمؿ عمى القيامة‪...‬‬
‫أحبؾ‬ ‫األب‬
‫(مشيد صامت) رمي المحموؿ األصفر الذي كانت تشربو في‬ ‫األـ‬ ‫المشيد الثامف والعشروف‬
‫المرحاض‪.‬‬ ‫‪01.11.05‬‬
‫‪01.11.28‬‬
‫(مشيد صامت) تحضير مالبس الطفؿ الذي سيأتي ووضعيا‬ ‫المشيد التاسع والعشروف األـ‬
‫في سريره‪ ،‬تغطية مكاف قتؿ ىابيؿ بالسجاد وتفقد األب وىو‬ ‫‪01.11.29‬‬
‫يكتب في غرفة (وجود سرير الطفؿ في الغرفة التي قتؿ فييا‬ ‫‪01.12.25‬‬
‫ىابيؿ)‬
‫لقد تحرؾ‪...‬لقد تحرؾ‪...‬‬ ‫األـ‬ ‫المشيد ثالثوف‪:‬‬
‫ما األمر ‪...‬أىذه ىي؟‬ ‫‪01.12.25‬‬
‫أنييتيا‪...‬‬ ‫األب‬ ‫‪01.16.50‬‬
‫ىؿ لي برؤيتيا؟‬ ‫األـ‬
‫(تقوؿ باكية) إنيا جميمة‬
‫حقا؟‬ ‫األب‬
‫لماذا تبكيف؟‬
‫إنيا فقط كثيرة‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أتريف أنيا جيدة‪...‬‬ ‫األب‬
‫إنيا مثالية‪...‬‬ ‫األـ‬
‫إذف ماذا يحدث؟‬ ‫األب‬
‫ىؿ سأخسرؾ؟‬ ‫األـ‬
‫أبدا‪...‬‬ ‫األب‬
‫(يرف الياتؼ) ألو‪..‬أىال‪...‬نعـ‪...‬حقا؟‬
‫مف المتصؿ؟‬ ‫األـ‬
‫لحظة واحدة‪ ،‬أميميني ثانية‪ ،‬لقد أحبوىا‪...‬‬ ‫األب‬
‫مف أحبيا؟‬ ‫األـ‬
‫ماذا‪ ،‬أجؿ‪ ،‬سأكوف ىنا متأىبا‪..‬ألو‪..‬ىؿ أنت موجودة ‪..‬‬ ‫األب‬

‫‪291‬‬
‫مف كاف المتصؿ؟‬ ‫األـ‬
‫ناشرة مؤلفاتي‬ ‫األب‬
‫ىؿ قرأتو؟‬ ‫األـ‬
‫أجؿ بالتأكيد لماذا؟‪...‬‬ ‫األب‬
‫(تعاود الناشرة االتصاؿ) أجؿ‪ ،‬مرحبا مف جديد‪...‬الصحافة؟‬
‫تعرفيف شعوري بشأنيا‪ ،‬أفضؿ أال أتكمـ معيـ‪ ،‬لكف إف رأيتو‬
‫أم اًر ال بد منو‪...‬سأكوف ىنا منتظرا‪.‬‬
‫مذىؿ‪...‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد الواحد والثالثوف‪:‬‬
‫إننا نحتفؿ‪ ،‬لقد بيعت كؿ النسخ في يوـ واحد‬ ‫األـ‬ ‫‪01.16.50‬‬
‫إنؾ في غاية الجماؿ‬ ‫األب‬ ‫‪01.19.08‬‬
‫استرح سأحضر كؿ شيء‪...‬‬ ‫األـ‬
‫يبدو لذيذا‪...‬دعيني أساعدؾ‪.‬‬ ‫األب‬
‫ال؛ اجمس‬ ‫األـ‬
‫ال سأساعدؾ‬ ‫األب‬
‫حسنا‪...‬ىال أحضرت الخبز‪.‬‬ ‫األـ‬
‫حسنا‬ ‫األب‬
‫رجاء‪ ،‬أيمكنني رؤيتو؟‬
‫ً‬ ‫ميال‬ ‫أحد المعجبيف‬ ‫المشيد الثاني والثالثوف‪:‬‬
‫بعد إذنؾ‪ ،‬لدي سؤاؿ؟‬ ‫معجب آخر‬ ‫‪01.19.09‬‬
‫ماذا تفعؿ؟ مف ىـ ؟‬ ‫األـ‬ ‫‪01.22.24‬‬
‫ال أعمـ ‪..‬انتظروا رجاء أنتظروا‪...‬‬ ‫األب‬
‫ماذا يريدوف؟‬ ‫األـ‬
‫ال أعمـ‪ ،‬أتوا ىنا لرؤيتي‬ ‫األب‬
‫رجاء‪ ،‬أريد التقاط صورة معو فحسب‪.‬‬
‫ً‬ ‫أحد المعجبيف‬
‫ابقي كؿ شيء دافئ‪ ،‬سأدخؿ عمى الفور‪.‬‬ ‫األب‬
‫كاف لديؾ سؤاؿ‪ ،‬ماىو ؟‬
‫ما كنت أقوؿ‪ ،‬سافرنا مسافة طويمة‪ ،‬وأشعر أف‪...،‬حسنا ىذه‬ ‫أحد المعجبيف‬
‫لؾ‪.‬‬
‫الكممات ؛ أشعر أنيا مكتوبة لي‪ ،‬بالتأكيد كتبت ْ‬
‫إليتي‪ ،‬تعالي ىنا‪...‬‬ ‫األب‬
‫تعالي‪...‬‬ ‫أحد المعجبيف‬
‫ال‪ ،‬إبقى بعيدا عني‪.‬‬ ‫األـ‬

‫‪292‬‬
‫لؾ‪..‬‬
‫ال أتركيا‪ ،‬شك ار ْ‬ ‫األب‬
‫يحبونيا‪ ،‬يفيمونيا كميا‪ ،‬لكنيا تؤثر في كؿ شخص بطريقة‬
‫ِ‬
‫لقاءؾ‬ ‫مختمفة‪ ،‬إنو أمر رائعػ تعالي يودوف‬
‫ال‪ ،‬ال أريد تعالى إلى الداخؿ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫لكنيـ قدموا مف مسافات بعيدة جدا‪.‬‬ ‫األب‬
‫إلي‪ ،‬أنا عمى وشؾ إنجاب طفمنا‪...‬لماذا ال يكفيؾ ىذا؟‬
‫أنظر ْ‬ ‫األـ‬
‫بالتأكيد يكفيني‪ ،‬لف أذىب إلى أي مكاف أنا ىنا معؾ‬ ‫األب‬
‫أريد أف أكوف لوحدي معؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫أنا معؾ‪ ،‬أميميني لحظة فقط‪.‬‬ ‫األب‬
‫تعالى بسرعة‪ ،‬تماسؾ فحسب‪ ،‬احبسيا‬ ‫وافدة جديدة‬ ‫المشيد الثالث والثالثوف‬
‫واثقة أنا ىناؾ حماـ قريب جدا‪.‬‬ ‫‪01.22.25‬‬
‫المعذرة‬ ‫األـ‬ ‫‪01.23.55‬‬
‫أتعرفيف مكاف الحماـ؟‬ ‫الوافدة‬
‫يجب أف ترحمي‬ ‫األـ‬
‫إلى أيف أذىب؟‬ ‫الوافدة‬
‫ال أعمـ لكف ال يمكف أف تكوني ىنا‪..‬‬ ‫األـ‬
‫لكف ابني‪ ،‬إنو‪(...‬يتبوؿ الطفؿ عمى األرض)‬ ‫الوافدة‬
‫حسنا‪ ،‬تعالي معي‬ ‫األـ‬
‫شك ار جزيال‪ ،‬سأعود ألنظؼ المكاف‬ ‫الوافدة‬
‫أأنت مف فتح الباب؟‬ ‫األـ‬
‫ال بأس‪ ،‬نجففؾ‬ ‫الوافدة‬
‫بعد انتيائؾ‪ ،‬أريد أف تعودا إلى الخارج‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ماذا تفعؿ؟‬
‫(يتبوؿ في الحماـ) أريد ببعض الخصوصية‪ ،‬مف فضمؾ؟‬ ‫وافد آخر‬
‫سيدي‪....‬‬ ‫األـ‬
‫أنتظر منذ وقت طويؿ‪...‬عف إذنؾ‪.‬‬ ‫وافد آخر‬
‫انتظري دورؾ أيتيا السيدة‬ ‫وافد آخر‬
‫ال‪ ،‬كيؼ دخمتـ إلى ىنا؟‬ ‫األـ‬
‫ىؿ يمكنؾ تصويرنا رجاءا؟ (أماـ آثار دماء ىابيؿ)‬ ‫وافد آخر‬
‫ال سأتولى األمر؟ حسنا اجمس عمى األرض‬ ‫وافد آخر‬

‫‪293‬‬
‫إنيا جميمة‪.‬‬ ‫وافدة (سوداء)‬
‫ال تممسوا ذلؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫كؼ عف دفعي‪.‬‬ ‫وافدة أخرى‬
‫يجب أف تخرجوا جميعا‪.‬‬ ‫األـ‬
‫سيدي‪...‬‬
‫سأستمقي قميال فحسب‪ ،‬ال أشعر أني بخير‪.‬‬ ‫وافد مسف‬
‫ال‪ ،‬ال يمكنؾ االستمقاء ىنا‬ ‫األـ‬
‫لماذا‪ ،‬ىؿ تقيميف ىنا؟‬ ‫الوافد المسف‬
‫أعيش ىنا‪ ،‬ىذا منزلي‬ ‫األـ‬
‫(يضحؾ) منزلي؟ يقوؿ الشاعر أنو منزؿ الجميع‪.‬‬ ‫الوافد المسف‬
‫طعاـ وشراب أصدقائي‪...‬أعتقد أنو ىنا‪..‬‬ ‫وافد آخر‬ ‫المشيد الرابع والثالثوف‪:‬‬
‫ىذا جميؿ لدينا خضروات‪...‬‬ ‫‪01.23.56‬‬
‫توقفوا جميعكـ‪.‬‬ ‫األـ‬ ‫‪01.24.36‬‬
‫تفقد الخزانة والثالجة‪...‬‬ ‫وافد آخر‬
‫ماذا تفعموف؟‬ ‫األـ‬
‫(يحمؿ الطبؽ الذي حضرتو األـ) أووو جميؿ‪.‬‬ ‫وافد آخر‬
‫ال‪ ،‬ىذا ليس لؾ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫قاؿ أننا نتشارؾ‪.‬‬ ‫الوافد‬
‫لكنو ليس ممككـ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫إنيـ جائعوف وعطشى‪...‬اآلف خذ الفواكو والجبف والمخمالت‪.‬‬ ‫الوافد‬

‫يبدو رائعا فمنتشاركو‪ ،‬سأقطع ىذا‪.‬‬ ‫وافد آخر‬


‫يمكنؾ الجموس ىنا سيدي‪..‬ال صور تواقيع فحسب‪.‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬ ‫المشيد الخامس والثالثوف‬
‫مؤلفاتؾ جميمة جدا‪.‬‬ ‫وافدة جديدة‬ ‫‪01.24.37‬‬

‫ما ىذا‪ ،‬ماذا تفعؿ؟‬ ‫األـ‬ ‫‪01.25.21‬‬

‫أظير ليـ تقديري‪...‬‬ ‫األب‬


‫أىال مرحبا‪.‬‬
‫أىال‪ ،‬العبقري خاصتي‪ ،‬أنظر إليؾ‪ ،‬وصمت الطبعة الثانية‬ ‫الناشرة‬
‫عظيـ‬ ‫األب‬
‫أتمنى لو أخبرتني بشأف ىذا اإلقباؿ؟‬ ‫الناشرة‬

‫‪294‬‬
‫ىؿ قابمت‪....‬؟‬ ‫األب‬
‫ىا ىي ذي‪...‬اإللياـ ‪ ،‬حسنا يجب أف أكوف صادقة كنت قمقة‬ ‫الناشرة‬
‫قميال بشأف اختبائو معؾ ىنا‪ ،‬خشيت أال تؤلؼ مجددا أبدا‬
‫بالتأكيد ال‪.‬‬ ‫األب‬
‫لكف أي شيء فعمتِو كاف يستحؽ العناء‪ ،‬تأممي حالؾ أنت‬ ‫الناشرة‬
‫مستعدة لموالدة‪ ،‬كيؼ تشعريف أتشعريف بالحر الطقس حار أـ‬
‫أشعر وحدي بذلؾ‪ ،‬إنو شديد السخونة‪.‬‬
‫إنيا معي ىنا (اإلطار الذي ستوضع فيو النسخة األصمية)‬ ‫وافد آخر‬ ‫المشيد السادس والثالثوف‬
‫نعـ‪ ،‬ىال تعذرينني‪...‬دعني أراىا أخرجيا‪..‬‬ ‫الناشرة‬ ‫‪01.25.22‬‬

‫نعـ ىذا ما أردتو بالضبط‪ .‬أيف النسخة األصمية؟‬ ‫‪01.26.37‬‬

‫ىناؾ إلى جانب المكتب‪.‬‬ ‫األب‬


‫وجدتيا ‪...‬‬ ‫أحد الوافديف‬
‫لؾ‬
‫سآخذىا شك ار ْ‬ ‫الناشرة‬
‫ال تممسييا‪ ،‬أبعدي يدؾ عنيا‪.‬‬ ‫الوافد‬
‫ميال‪ ،‬عمى ميمؾ‪.‬‬ ‫األب‬
‫أحاوؿ وضعيا في ىذا اإلطار‪.‬‬ ‫الناشرة‬
‫توقفي‪ ،‬أعيدي ىذه‪ ،‬أعيدييا‪.‬‬ ‫األـ‬
‫(بعدما أخذتا الكتاب وقمـ التوقيع) ال‪ ،‬يجب أف أناؿ إحدى‬ ‫وافدة عجوز‬
‫أغراضو‪ ،‬كال‪.‬‬
‫إنيا لي‪...‬‬ ‫وافدة أخرى‬
‫أنت فعمتيا‪ ،‬اآلف عميا إيجاد غرض آخر‪.‬‬ ‫الوافدة العجوز‬
‫أخرجوا جميعا‪ ،‬توقفوا ىذه األغراض ليست ممككـ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫(تحمؿ الياتؼ تتصؿ بالطوارئ)‬
‫الطوارئ‪ ،‬ما حالتؾ الطارئة؟‬ ‫الطوارئ‬
‫أيمكنؾ مساعدتي‪ ،‬إنيـ يسرقوف كؿ شيء‬ ‫األـ‬
‫لؾ‬
‫(تقطع المكالمة وتأخذ الياتؼ مف األـ) شك ار ْ‬ ‫وافدة أخرى‬
‫كنت أستخدمو‬ ‫األـ‬
‫ال بأس تشاركي كما قاؿ الشاعر‪.‬‬ ‫الوافدة‬
‫(يأخذ منيا الياتؼ) أجؿ تشاركي‪...‬‬ ‫وافد آخر‬
‫ىذا ليس تصرؼ صائب‪.‬‬ ‫الوافدة‬

‫‪295‬‬
‫أنظري لقد عمّمؾ (وضع األب عالمة عمى جبيف إحدى‬ ‫المشيد السابع والثالثوف‪ :‬وافد آخر‬
‫الوافدات)‬ ‫‪01.26.38‬‬
‫لؾ‪.‬‬
‫عمّمني أنا أيضا أرجوؾ‪..‬شك ار ْ‬ ‫‪01.28.25‬‬
‫توقفوا‪..‬توقفوا عف لمسو‪ ،‬إنيـ يخربوف كؿ شيء‪.‬‬ ‫األـ‬
‫إنيا مجرد أغراض‪ ،‬يمكف استبداليا ال تقمقي‬ ‫األب‬
‫مف فضمؾ‪ ،‬بعض الصور‪.‬‬ ‫الناشرة‬
‫ال ال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أنظري إلى العدسة مباشرة‪ ،‬احرص عمى ضمو في الصورة‪..‬‬ ‫الناشرة‬
‫رجاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال تذىبي‪ ،‬واحدة أخرى‬
‫(تمسؾ رأسيا وتصرخ)‬ ‫األـ‬
‫مرحبا بؾ لتثبيت شكرؾ عمى الباب‪.‬‬ ‫الوافد‬ ‫المشيد الثامف والثالثوف‬
‫كمماتو كمماتؾ‪( ...‬يضع عالمة باألسود عمى جبينيا)‬ ‫‪01.28.26‬‬
‫شك ار لؾ (باإلسبانية)‬ ‫وافدة جديدة‬ ‫‪01.37.25‬‬
‫رجاء‪ ،‬تقدمي‬
‫ً‬ ‫احذري وأنت تنزليف‪ ،‬التالي‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫كمماتو كمماتؾ‪(...‬يضع عالمة باألسود عمى جبينيا)‬ ‫الوافد‬
‫إف أردت ثبتي أفكارؾ عمى الحائط‪.‬‬
‫شك ار لؾ (باالنجميزي)‬ ‫الوافدة‬
‫التالي‪...‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫ىا أنت ذي‪ ،‬أيف كنت تختبئيف؟‬ ‫الناشرة‬
‫(لرجؿ مف الينود الحمر يقتمع لوحا مف النافذة ويرميو) لماذا‬ ‫األـ‬
‫تفعميف ىذا؟‬
‫(مف إلثبات أننا كنا ىنا‪.‬‬ ‫الوافد‬
‫الينود الحمر)‬
‫(رجؿ يحاوؿ ضربيا) ابتعد عني ماذا تفعؿ بحؽ الجحيـ؟‬ ‫وافدة أخرى‬
‫سوؼ أقتمؾ‪...‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫احذر انتبو نحف نمر (يحمؿ مع شخص آخر سرير الرضيع)‬ ‫وافد آخر‬
‫ال‪ ،‬ال تفعال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ىاي ِ‬
‫أنت‪(...‬يمسؾ باألـ)‬ ‫الوافد‬
‫أتركني‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ال‪ ،‬ال يمكنؾ الرحيؿ‪ ،‬إنو يحبؾ‪.‬‬ ‫الوافد‬

‫‪296‬‬
‫سأىتـ باألمر‪ ،‬إلى أيف تذىبيف؟ ال تذىبي‪...‬‬ ‫األب‬
‫ال تريدني ىنا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫إلي‪ ،‬أنا ىنا‪ ،‬اسمعي عميا أف أخبرؾ شيئا‪...‬‬
‫استمعي ْ‬ ‫األب‬
‫الطفؿ‪ ...‬الطفؿ؟‬
‫األـ (بإيماءة الرأس) نعـ‪.‬‬ ‫األـ‬
‫تعالي إلى ىنا تعالي‪ ،‬أغمقوا الباب‪...‬نحتاج إلى مساحة‬ ‫األب‬
‫انتظري ىنا سأعود عمى الفور‪.‬‬
‫إلى الوراء‪...‬امنحونا بعض المساحة‪.‬‬
‫الشرطة‪ ،‬انبطحوا عمى األرض‪.‬‬ ‫شرطي‬
‫ساعدوني‪...‬‬ ‫األـ‬
‫إلى الجدار‪...‬‬ ‫الشرطي‬
‫أرجوؾ ال تفعؿ‪ ،‬طفمي‪ ،‬طفمي أرجوؾ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ابتعد عنيا‪...‬‬ ‫األب‬
‫(يرش شيئا في عينيو) تراجع‪.‬‬ ‫الشرطي‬
‫(رجؿ يجر امرأة مف شعرىا) إلى أيف تذىبيف؟ أدخمي‪..‬‬ ‫وافد آخر‬
‫رجاء‪.‬مامي ‪ ،‬مامي‪...‬‬
‫ً‬ ‫(يصرخف) ماما‪...‬فميساعدنا أحد‬ ‫مجموعة نساء‬
‫كيؼ حاؿ آنجؿ؟‬ ‫وافد آخر‬
‫مموث‪...‬‬ ‫وافد آخر‬
‫تفقد مف غير ممتنا‪)goyes) .‬‬ ‫الوافد‬
‫تعيش الحرية (يتحدث بالمغة العربية)‬ ‫وافد آخر‬
‫لـ أفعؿ أي شيء‪.‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫أدخؿ إلى ىناؾ‪.‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫صمتاً‪ ،‬أبقوا أفواىكـ مغمقة‪.‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫(تطمؽ النار عمى رؤوس الناس) اإللياـ أيف كنت تختبئيف‪...‬‬ ‫الناشرة‬
‫أجيزوا عمييا‪...‬حسناً ستة آخريف‪...‬‬
‫مكانؾ‪ ،‬أووو ال‪...‬تعالي‪...‬ىؿ أصابؾ أذى؟‬ ‫جندي‬
‫الطفؿ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫مسعؼ‪...‬‬ ‫الجندي‬
‫(شخص ىارب) مف ىنا‪ ،‬أسرع‪ ،‬اذىب فحسب‪.‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫عزيزتي‪ ،‬ىذا أنا‪...‬‬ ‫األب‬

‫‪297‬‬
‫ماذا يحدث؟‬ ‫األـ‬
‫ال أعمـ‪ ،‬يجب أف آخذؾ إلى مكاف آمف‪.‬‬ ‫األب‬
‫ىناؾ‪..‬إلى الخارج‬ ‫األـ‬
‫ال‪...‬إنو خطر لمغاية‪ .‬تعالي معي بيدوء‪ .‬مف ىنا‪...‬‬ ‫األب‬
‫الباب‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ال‪ ،‬مف ىذا الطريؽ‪...‬‬ ‫األب‬
‫الباب‪..‬‬ ‫األـ‬
‫ىذا ىو‪ ،‬إنو الشاعر‪...‬لـ ييجرنا في النياية‬ ‫عجوز فقيرة‬
‫يجب أف نسرع‪ ،‬ابقي قريبة‪.‬‬ ‫األب‬
‫نحتاج إلى الماؿ‪ ،‬يجب أف نأكؿ أرجوؾ‪.‬‬ ‫عجوز فقيرة‬
‫تراجعوا‪ ،‬أرجوكـ‪ ،‬ال أستطيع‪...‬آسؼ ال يمكنني‪.‬‬ ‫األب‬
‫ماذا تعني بأنؾ ال تستطيع؟‬ ‫أحد الفقراء‬
‫لف أنساكـ‪.‬‬ ‫األب‬
‫(الذي كاف يضع عالمة في رؤوس الناس) أييا الشاعر‪ ،‬إلى‬ ‫أحد الوافديف‬
‫تعاؿ‪ ،‬إلى األعمى ىنا‬
‫ىنا ْ‬
‫سيحموننا‪...‬ىيا أمسكتؾ‬ ‫األب‬
‫أمسكي يدي‪...‬‬ ‫أحد الوافديف‬
‫امنعوىـ مف التقدـ‪...‬اجمسي ىنا ارتاحي‬ ‫األب‬
‫(سوداء البشرة) أنا طبيبة‪..‬‬ ‫وافدة‬
‫رجاء‪...‬سأعود عمى الفور‬
‫ً‬ ‫طبيبة‪ ،‬ساعدييا‬ ‫األب‬
‫ىذا جيد‪...‬‬ ‫الطبيبة‬
‫ال تتركنا‪..‬‬ ‫وافد آخر‬
‫(يدفعو ليسقط مع السمـ) ابتعد‬ ‫األب‬
‫أنظري الي‪ ،‬أنصتي إلي ‪..‬يكاد الطفؿ يخرج قميؿ فحسب‬ ‫الطبيبة‬
‫يمكنؾ فعميا‪...‬ادفعي فحسب‪...‬يجب أف تدفعي‪...‬ادفعي كدت‬
‫تنتييف‪.‬أشعر بقمة الرأس‪...‬‬
‫تحركي رجاء‪ ،‬سأىتـ بأمرىا‪.‬‬ ‫األب‬
‫رجاء يمكنني مساعدتؾ‪.‬‬
‫ً‬ ‫انتظر‬ ‫أحد الوافديف‬
‫سيولد طفمي‪...‬‬ ‫األب‬
‫دعني أساعدؾ‪.‬‬ ‫أحد الوافديف‬

‫‪298‬‬
‫أغمؽ الباب‪...‬‬ ‫األب‬
‫إننا آمنوف‪..‬ال بأس طفمنا قادـ‪...‬‬ ‫األب‬ ‫المشيد التاسع والثالثوف‬
‫إنو صبي‪...‬أنظري‪...‬غطيو‪...‬‬ ‫‪01.37.26‬‬
‫ماذا يحدث‪ ...‬ما سبب ىدوئيـ الشديد‬ ‫األـ‬ ‫‪01.45.51‬‬
‫ال أعمـ‪..‬‬ ‫األب‬
‫ال تفتحو‪...‬ال تفعؿ ذلؾ‪...‬أغمؽ الباب‪...‬أوصده‬ ‫األـ‬
‫أحضروا لنا ىدايا‪( ...‬طعاـ وشراب)‪...‬تفضمي‬ ‫األب‬
‫ماذا يفعموف‪...‬؟‬ ‫األـ‬
‫ينتظروف فحسب‪..‬‬ ‫األب‬
‫ينتظروف ماذا؟‬ ‫األـ‬
‫ال أعمـ‪.‬‬ ‫األب‬
‫أجبرىـ عمى الذىاب‪ ...‬أرجوؾ ‪..‬أرجوؾ أجبرىـ‪...‬‬ ‫األـ‬
‫حسناً‪...‬‬ ‫األب‬
‫المزيد مف اليدايا‪ ،‬أنظري مالبس نظيفة لؾ‪...‬‬
‫ىؿ يغادروف؟‬ ‫األـ‬
‫ماذا؟‪...‬‬ ‫األب‬
‫ال‪ ،‬إنيـ يريدوف أف يروه فحسب‪...‬‬
‫ال‪ ،‬أجبرىـ عمى الذىاب‪...‬‬ ‫األـ‬
‫ال يمكنني‪...‬‬ ‫األب‬
‫بمى يمكنؾ‪ ،‬إنيـ يعشقونؾ سينصتوف إلى كالمؾ‪ ،‬لـ ال‬ ‫األـ‬
‫تجبرىـ؟‬
‫ال أريدىـ أف يذىبوا‪...‬‬ ‫األب‬
‫إنو جميؿ‪...‬دعيني أحممو‪...‬‬
‫ال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫دعيني أحممو‪..‬دعيني أحمؿ طفمي‬ ‫األب‬
‫ال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫دعيني أحممو‪...‬‬ ‫األب‬
‫ال‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أنا والده‪...‬‬ ‫األب‬
‫وأنا أمو‪...‬‬ ‫األـ‬

‫‪299‬‬
‫أرجوؾ‪ ،‬أجبرىـ عمى الذىاب‪.‬‬
‫ال‪....‬أعطيني طفمي‪...‬أيف ىو‪...‬؟ ميال توقؼ‪...‬‬ ‫األـ‬ ‫المشيد أربعوف‪:‬‬
‫ال إنو طفمي‪..‬أعد لي طفمي‪...‬‬ ‫‪01.45.52‬‬
‫حمداً لمرب‪ ،‬تبارؾ‪...‬‬ ‫صوت مف‬ ‫‪01.48.20‬‬
‫الحشود‬
‫ستؤذونو‪...‬إنكـ تؤذونو‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أيف ىو‪...‬؟ أيف طفمي؟‬
‫إنو لـ يمت‪ ،‬الصوت‪ ،‬ال زاؿ يصرخ ليسمع صاخبا قويا‬ ‫الكاىف‬
‫أنصتي‪..‬ىؿ تسمعيف ذلؾ؟‬
‫ال‪ ...‬ال ‪(...‬تصرخ وتبكي)‬ ‫األـ‬
‫ىؿ تسمعيف ذلؾ‪ ،‬إنو صوت الحياة صوت البشرية صرخة‬ ‫الكاىف‬
‫حبو‪..‬حبو ِ‬
‫لؾ (صوت البكاء)‬
‫قتمتموه‪...‬قتمة‪...‬‬ ‫األـ‬
‫(يضربوف األـ) موتي أيتيا الساقطة‪ ،‬عاىرة قذرة‪ ،‬داعرة‬ ‫أحد الوافديف‬
‫خنزيرة‪ ،‬خذي ىذا أيتيا العاىرة‪...‬ساقطة‪ ،‬أقتموا الخنزيرة‬
‫أرجوكـ توقفوا ارحموا دعوىا وشأنيا ماذا تفعموف ؟‬ ‫األب‬ ‫المشيد الواحد واألربعوف‬
‫أنظري ماذا فعموا بؾ‪ ...‬ماذا تفعموف؟ (يصرخ)‬ ‫‪01.48.20‬‬
‫(تبكي) قتموا طفمي‪...‬قتمتموه‪...‬لقد قتمتموه‪...‬‬ ‫األـ‬ ‫‪01.51.09‬‬
‫أنا آسؼ جدا‪ ،‬إني في غاية األسؼ أرادوا رؤيتو فحسب أرادوا‬ ‫األب‬
‫لمسو فحسب‪ ،‬وبعد ذلؾ ‪...‬كاف‪...‬إنو مريع‪ ،‬أنا آسؼ جدا‬
‫ىباء‬
‫لكف ال يمكننا‪ ،‬ال يمكننا ترؾ موتو يذىب ً‬
‫حبيبتي‪ ،‬ربما لما حدث أف يغير كؿ شيء‪...‬أف يغير الجميع‬
‫عما تتحدث؟‬ ‫األـ‬
‫أنا وأنت يجب أف نجد سبيال لنسامحيـ‪...‬‬ ‫األب‬
‫ذبحوا ابننا‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أعمـ؛‬ ‫األب‬
‫أنت مجنوف‬ ‫األـ‬
‫استمعي إلي‪...‬‬ ‫األب‬
‫أنت مجنوف‪...‬‬ ‫األـ‬
‫استمعي إلييـ إنيـ في غاية األسؼ‪...‬إنيـ آسفوف بحؽ‪.‬‬ ‫األب‬

‫‪300‬‬
‫اسمعي‪ ،‬تحمي باإليماف بي‪ ،‬أرجوؾ‪.‬‬
‫يجب أف نسامحيـ‪ ،‬يجب أف غفر ليـ‪..‬أرجوؾ‪..‬‬
‫تصرخ (ال) قتمة‪ ،‬قاتؿ ‪...‬آف األواف لتخرجوا مف منزلي‬ ‫األـ‬
‫ي‪...‬رجاء أترجاؾ‪...‬ال تيربي سنعيد البناء‪.‬‬
‫ً‬ ‫أرجوؾ ال تغادر‬ ‫األب‬
‫ال تتركيني وحيدا‪.‬‬
‫مف ىنا ذىبت إلى األسفؿ‪...‬‬ ‫صوت مجيوؿ‬
‫ال تفعمي‪...‬أرجوؾ ال تفعمي‪...‬أحبؾ‬ ‫األب‬ ‫المشيد الثاني واألربعوف‬
‫لـ تحبف قط‪ ،‬بؿ أحببت مقدار حبي لؾ‪ ،‬منحتؾ كؿ شيء‬ ‫األـ‬ ‫‪01.51.10‬‬
‫ووىبت كؿ ما منحتؾ‪...‬‬ ‫‪01.52.15‬‬
‫ال‪...‬ال‪...‬ال‪...‬‬ ‫األب‬
‫ماذا تكوف؟‬ ‫األـ‬ ‫المشيد الثالث واألربعوف‬
‫أنا؟ أنا أنا ‪...‬وأنت؟ كنت داري‬ ‫األب‬ ‫‪01.52.16‬‬
‫إلى أيف تأخذني؟‬ ‫األـ‬ ‫‪01.55.46‬‬
‫إلى البداية‪...‬لف تتألمي أكثر‪.‬‬ ‫األب‬
‫أكثر ما يؤلمني أني لـ أكف كافية‬ ‫األـ‬
‫إنو ليس خطأؾ‪.‬ال يكفيني شيء أبدا‪ ،‬ما كنت ألبدع لو كاف‬ ‫األب‬
‫كافياً‪ ،‬وعميا أف أبدع فيذا ما أفعمو‪ ،‬ىذه ىويتي‪ ،‬اآلف يجب‬
‫أف أجرب كؿ شيء مف جديد‪...‬‬
‫ال‪ ،‬دعني أذىب فحسب‪...‬‬ ‫األـ‬
‫أحتاج إلى شيء واحد أخير‬ ‫األب‬
‫لـ يبؽ لدي ما أعطيؾ‬ ‫األـ‬
‫حب ِؾ‪ ،‬ال يزاؿ ىنا (القمب) أليس كذلؾ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫األب‬
‫(بإيماءة الرأس) نعـ‪ .‬تفضؿ خذهٌ‬ ‫األـ‬
‫حبيبي‪( ...‬بداية أخرى)‬ ‫أـ جديدة‬ ‫المشيد الرابع واألربعوف‬
‫‪01.55.47‬‬
‫‪01.56.21‬‬
‫لماذا تستمر الشمس باإلشراؽ؟‪ ،‬لماذا تتسابؽ موجات البحر‬ ‫أغنية (صوت‬ ‫جينيريؾ النياية‬
‫إلى الشاطئ؟‪ ،‬أال يعرفوف أف نياية العالـ قد تكوف قد حمت‬ ‫أنثى)‬ ‫‪01.56.22‬‬
‫إف توقفت عف حبي‪ ،‬لماذا تستمر الطيور بالغناء؟ لماذا تتألأل‬ ‫‪02.01.12‬‬
‫النجوـ فوقنا؟ أال يعرفوف أف نياية العالـ قد حمت‪ ،‬انتيى‬

‫‪301‬‬
‫عندما خسرت حبؾ‪ ،‬أستيقظ صباحا وأتساءؿ لماذا ال يزاؿ كؿ‬
‫شيء عمى حالو؟ وال يمكنني أف أفيـ‪ ،‬ال يمكنني مطمقا أف‬
‫أفيـ‪ ،‬كيؼ تستمر الحياة كما تستمر؟ كيؼ يستمر قمبي‬
‫بالنبض؟‪ ،‬لماذا تبكي عيناي ىاتاف؟ أال يعرفوف أف نياية‬
‫مت وداعا‪ ،‬لماذا يستمر قمبي‬
‫العالـ قد حمت‪ ،‬انتيى لما ق َ‬
‫بالنبض؟ ولماذا تبكي عيناي ىاتاف؟ أال يعرفوف أف نياية‬
‫العالـ قد حمت‪ ،‬انتيى عندما قمت الوداع ‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫الملحق الثاني‬
‫التقطيع الزمني لسيناريو فيلم‬
‫‪Doctor Strange‬‬
‫الحوار‬ ‫الشخصية‬ ‫المشيد‪ /‬الزمف‬
‫جينيريؾ البداية‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪00.00.00‬‬
‫‪00.00.41‬‬
‫كايسيميوس‬ ‫المشيد األوؿ‪:‬‬
‫قتؿ أميف المكتبة (بقطع رأسو) وتمزيؽ ورقة مف كتاب السحر‪.‬‬
‫(وجماعتو)‬ ‫‪00.00.42‬‬
‫سيد كايسيميوس؛ ىذه الطقوس لف تجمب لؾ سوى الغـ‪.‬‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫‪00.02.43‬‬
‫المشيد الثاني‪:‬‬
‫منافقة (صراع بيف كايسيميوس وجماعتو والمعممة الكبيرة)‬ ‫كايسيميوس‬ ‫‪00.02.44‬‬
‫‪00.04.34‬‬
‫جولة التحدي يا بيمي‪ ،‬ىيا يا بيمي ال بد أنؾ تعبث معي‬ ‫دكتور سترينج‬
‫كبل يا دكتور‬ ‫بيمي‬
‫"الشعور الرائع" أغنية المغني تشاؾ مانجيوني ‪1977‬‬
‫دكتور سترينج‬
‫حقا بيمي؛ قمت أف ىذه ستكوف صعبة‬
‫المشيد الثالث‪:‬‬
‫إنيا في عاـ ‪.1978‬‬ ‫بيمي‬
‫‪00.04.34‬‬
‫ال يا بيمي بالرغـ مف أف أغنية الشعور الرائع حققت أعمى اإليرادات‬
‫دكتور سترينج‬ ‫‪00.05.41‬‬
‫في عاـ ‪ 1978‬لكف األلبوـ صدر في ديسمبر ‪.1977‬‬
‫ال ويكيبيديا تقوؿ‪...‬‬ ‫بيمي‬
‫أيف تخزف كؿ ىذه المعمومات عديمة الفائدة؟‬ ‫الطبيبة‬
‫عديمة الفائدة؟ الرجؿ دخؿ ضمف أفضؿ العشرة األوائؿ ببوؽ فبلجيؿ‪.‬‬ ‫دكتور سترينج‬
‫سأتولى ىذا يا ستيفف لقد أنييت دورؾ ىيا اذىب سنغمؽ الجرح اآلف‪.‬‬ ‫الطبيبة‬
‫ما ىذا؟‬ ‫دكتور سترينج‬
‫إنيا إصابة بطمقة نار‬ ‫دكتورة بالمر‬
‫مف الرائع أنؾ أبقيتو حيا‪ ،‬انقطاع التنفس‪ ،‬القياـ باختبار جذع الدماغ‬ ‫المشيد الرابع‪:‬‬
‫بعد اختبار ردة فعؿ األعصاب أظف وجدت المشكمة يا دكتورة بالمر‪.‬‬ ‫دكتور سترينج‬ ‫‪00.05.42‬‬
‫لقد تركت الرصاصة في رأسو‬ ‫‪00.06.03‬‬
‫شكرا؛ إنيا تؤثر عمى نخاع الدماغ‪ .‬لقد احتجت ألخصائي ليشخص‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫موت الدماغ‪ ،‬شيئا كيذا ال يبدو مطمئنا بالنسبة لي‪.‬‬
‫عمينا أف نسرع‪.‬‬ ‫دكتور سترينج‬
‫دكتور ويست ما الذي تفعمو ميبل‪.‬‬ ‫الدكتورة بالمر‬ ‫المشيد‬

‫‪304‬‬
‫اقتناء األعضاء‪ ،‬إنو متبرع‪.‬‬ ‫الدكتور ويست‬ ‫الخامس‪:‬‬
‫تميؿ أنا لـ أوافؽ عمى ذلؾ‬ ‫الدكتورة بالمر‬ ‫‪00.06.03‬‬
‫لست بحاجة إليؾ لتفعمي ذلؾ‪ ،‬لقد أعمنا حالة موت الدماغ بالفعؿ‪.‬‬ ‫الدكتور ويست‬ ‫‪00.06.36‬‬
‫ىذا سابؽ ألوانو جدا‪ ،‬عمينا أف نجيزه لعممية حج القحؼ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لف أتركؾ تجري العممية عمى رجؿ ميت‬ ‫الدكتور ويست‬
‫ما الذي تراه‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫رصاصة‬ ‫الدكتور ويست‬
‫رصاصة مثالية‪ ،‬إنيا متصمبة‪ ،‬لقد صمبت الرصاصة بخمط الرصاص‬
‫مع األنتيموف؛ إنيا معادف سامة وبمجرد أف تتسرب مباشرة إلى السائؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫الشوكي الدماغي‪...‬‬
‫سيتوقؼ الجياز العصبي المركزي‬ ‫الدكتور ويست‬
‫عمينا أف نبدأ‪.‬‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫المريض لـ يمت بؿ إنو يحتضر‪ ،‬ىؿ مازلت تريد أخذ أعضائو‪.‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫سأساعدؾ‬ ‫الدكتور ويست‬
‫كبل الدكتورة بالمر ستساعدني‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫شك ار لؾ‪...‬وضع الصورة عمى الفور‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ليس لدينا وقت ليذا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫المشيد‬
‫ال يمكنؾ فعؿ ىذا يدويا‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫السادس‪:‬‬
‫يمكنني وسأفعؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪00.06.37‬‬
‫إنو ليس وقت التباىي يادكتور سترينج‬ ‫الدكتور ويست‬
‫‪00.08.22‬‬
‫مارأيؾ قبؿ عشر دقائؽ عندما قررت الوقت الخطأ لمموت‬
‫الدكتور سترينج‬
‫األعصاب القحفية سميمة‪...‬دكتور ويست غطي ساعتؾ‬
‫المشيد السابع‪:‬‬
‫الدكتور سترينج‬
‫مشيد صامت‪ :‬إخطار عائمة المريض بنجاة ابنيـ‬ ‫‪00.08.23‬‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫‪00.08.33‬‬
‫أتعرؼ؛ ما كاف عميؾ أف تيينو أماـ الجميع‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫المشيد الثامف‪:‬‬
‫وما كاف عميا أف أنقض مريضو أيضا‪ ،‬لكف كما تعمميف أحيانا ال‬
‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.08.34‬‬
‫يمكنني أف أمنع نفسي مف فعؿ ىذا‪.‬‬
‫‪00.10.06‬‬
‫نيؾ طبيب رائع‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ولكنؾ جئت إلي‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫‪305‬‬
‫أجؿ ألني كنت في حاجة لرأي ٍ‬
‫ثاف‪ ،‬لكف كؿ ما احتجت إليو ىو واحد‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫ُكؼء‬
‫حسنا‪ ،‬مع ذلؾ ليذا السبب يجب عميؾ أف تكوف جراح أعصاب عند‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫االستدعاء‪ ،‬يمكنؾ أف تشكؿ فرقاً‬
‫ال يمكنني العمؿ في محؿ ج ازرتؾ‬
‫اسمعي إني أستخدـ طريقة المرور إلى الحبؿ الشوكي‪ ،‬ألحفز الخبليا‬
‫العصبية في الجياز العصبي المركزي عمى األثؿ عممي سينقذ اآلالؼ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫مف الناس عمى مدار األعواـ القادمة‪ ،‬في غرفة الطوارئ كاف عميا‬
‫إنقاذ أبمو سكير مسمح‬
‫أجؿ أنت محؽ‪ ،‬في غرفة الطوارئ أنت الوحيد الذي ينقض حياة‬
‫الناس‪ ،‬ال شيرة ال مقاببلت عمى "سي‪.‬أف‪.‬أف" حسنا أظف سيكوف عمى‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫البقاء مع نيؾ‬
‫انتظري لحظة؛ ظننت أنكما تناماف معا آسؼ يدخؿ ىذا ضمف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫اشمئزازي‪.‬‬
‫إنو صريح في الواقع‪ ،‬لدي قانوف صارـ جدا ضد مواعدة الزمبلء في‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫العمؿ‪ ،‬أُطمؽ عميو اسـ "سياسة سترينج"‬
‫جيد؛ سعيد ألف ىناؾ شيء مسمى عمى اسمي‪ ،‬كما تعرفيف أني‬
‫اخترعت طريقة استئصاؿ الصفيحة الفقرية مع ذلؾ ال يبدو أنو ال أحد‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫يود أف يسمييا "تقنية سترينج"‬
‫نحف اخترعنا ىذه الطريقة‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫كما تعرفيف‪ ،‬يجب أف أعترؼ بأني أشعر باإلطراء جدا حياؿ‬
‫سياستؾ‪ ،‬اسمعي سألقي الميمة خطاباً في حفؿ عشاء الجمعية العصبية‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫تعالي معي‬
‫خطاب ارتباط آخر؟ كـ ىذا رومانسي جدا‪...‬‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫كنت تحبيف الذىاب لمثؿ ىذه األشياء معي وكنا نستمتع معا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال؛ أنت مف كاف يستمتع فقط‪ ،‬لـ تكف تتعمؽ لنا بؿ تتعمؽ بؾ‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ال تتعمؽ بي فقط‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ستيفف؛ كؿ شيء كاف يتعمؽ بؾ‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ربما يمكننا أف نربط اسمينا معا‪" :‬تقنية سترينج‪ -‬بالمر"‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫تقنية "بالمر‪-‬سترينج‪-‬‬ ‫الدكتورة بالمر‬

‫‪306‬‬
‫المشيد التاسع‪:‬‬
‫مشيد صامت‪ :‬الدكتور سترينج يحضر نفسو لمذىاب لمحفؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.10.07‬‬
‫‪00.10.34‬‬
‫بيمي بماذا جئت لي؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لدي عقيد سبلح جوي عمره ‪ 35‬سنة تعرض لكسر أسفؿ العمود‬
‫بيمي‬
‫الفقري‪ ،‬كسر في الفقرة الصدرية الوسطى‬
‫يمكنني أف أساعده مع مساعدة ‪ 50‬شخصا آخر ‪ ،‬جد لي شيئا آخر‬
‫الدكتور سترينج‬
‫يستحؽ وقتي‪.‬‬ ‫المشيد‬
‫لدي أنثى عمرىا ‪ 68‬سنة تعاني مف ورـ متقدـ في جذع الدماغ‬ ‫بيمي‬ ‫العاشر‪:‬‬
‫أجؿ ىؿ تريدني أف أفسد سجمي المثالي؟ بالطبع ال‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.10.35‬‬
‫ماذا بشأف أنثى عمرىا ‪ 22‬سنة لدييا غرس الكتروني في دماغيا‬ ‫‪00.12.02‬‬
‫بيمي‬
‫ليسيطر عمى نوبات الفصاـ عندىا بالضوء‬
‫ىذه تبدو حالة مثيرة لبلىتماـ‪ ...‬ىؿ يمكنؾ أف ترسؿ لي‪...‬لقد‬
‫تحصمت عمييا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫(وقوع الحادث وانقبلب سيارة الدكتور سترينج)‬
‫المشيد الحادي‬
‫عشر‪:‬‬
‫مشيد صامت‪ :‬إدخاؿ الدكتور سترينج إلى غرفة العمميات‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪00.12.03‬‬
‫‪00.12.18‬‬
‫مرحبا؛ ال بأس ‪ ،‬سيكوف كؿ شيء بخير‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ماذا فعموا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لقد نقموؾ بسرعة في المروحية‪ ،‬لكف استغرؽ األمر بعض الوقت‬
‫ليعثروا عميؾ‪ ،‬الساعات الحساسة لتمؼ األعصاب مرت بينما كنت في‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫المشيد الثاني‬
‫السيارة‬
‫عشر‪:‬‬
‫ماذا فعموا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪00.12.19‬‬
‫وضعوا ‪ 11‬دبوسا مقوما لمصدأ في العظاـ‪ ،‬لديؾ تمزؽ متعدد في‬
‫‪00.13.31‬‬
‫األربطة تمؼ أعصاب شديد في كمتا اليديف لقد بقيت في غرفة‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫العمميات لػ ‪ 11‬ساعة‬
‫أنظري إلى ىذه المثبتات‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال يمكف ألحد أف يفعؿ أفضؿ مف ىذا‬ ‫الدكتورة بالمر‬

‫‪307‬‬
‫كاف بمقدروي أف أفعميا بشكؿ أفضؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫(بعد نزع الضماد عمى يديو) ال‪ ،‬ال‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫المشيد الثالث‬
‫امنح جسدؾ وقتا لمشفاء‬ ‫الدكتور سويت‬ ‫عشر‪:‬‬
‫‪00.13.32‬‬
‫أنتـ دمرتموني‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪00.14.08‬‬
‫كـ بقي حتى يمكنني‪....‬‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫المشيد الرابع‬
‫دكتور سترينج ىذه األنسجة ال تزاؿ في مرحمة الشفاء‬ ‫الطبيب‬ ‫عشر‪:‬‬
‫إذف سرعيا‪ ،‬ضع دعامة تحت الشرياف العضدي والكعبري‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.14.09‬‬
‫ىذا ممكف؛ العممية تجريبية والتكمفة لكف األمر ممكف‬ ‫الطبيبة‬ ‫‪00.14.25‬‬

‫كؿ ما أحتاجو ىو اإلمكانية‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫المشيد‬
‫الخامس عشر‪:‬‬
‫مشيد صامت‪ :‬الدكتور سترينج يخضع لمعممية الجراحية الثانية‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.14.26‬‬
‫‪00.14.48‬‬

‫مختص العبلج‬
‫ارفع ‪...‬ارفع أرني قوتؾ‬
‫الفيزيائي‬
‫إنيا غير مجدية‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫مختص العبلج‬
‫إنيا ليست كذلؾ يا رجؿ يمكنؾ فعميا‬
‫الفيزيائي‬
‫إذف أجبني‪ ،‬خبلؿ شيادة البكالوريوس؛ ىؿ سبؽ أف عرفت أحدا‬ ‫المشيد‬
‫الدكتور سترينج‬
‫يعاني مف تمؼ عصبي بيذه الشدة‪ ،‬أف يفعؿ ىذا ويتعافى فعبل‬ ‫السادس عشر‪:‬‬
‫أجؿ رجؿ واحد؛ كاف حادث مصنع أصيب بالشمؿ وساقو أتمفت تماما‪،‬‬ ‫‪00.14.49‬‬
‫كاف يعاني مف ألـ في كتفو جراء دفع الكرسي المتحرؾ كاف يأتي إلى‬ ‫مختص العبلج‬ ‫‪00.15.44‬‬
‫ىنا ثبلث مرات في األسبوع في وأحد األياـ توقؼ عف القدوـ ظننت‬ ‫الفيزيائي‬
‫أنو مات بعد بضعة أعواـ مر بجانبي في الشارع‪.‬‬
‫ىؿ مشى؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫مختص العبلج‬
‫أجؿ مشى‬
‫الفيزيائي‬

‫‪308‬‬
‫ىراء؛ أرني ممفو‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫يمكف أف يستغرؽ مني بعض الوقت ألسحب ممفو مف األرشيؼ‪ ،‬لكف‬ ‫مختص العبلج‬
‫إذا كاف سيثبت أف تغطرسؾ مخطئ فإنو يستحؽ العناء‬ ‫الفيزيائي‬
‫المشيد السابع‬
‫مشيد صامت‪ :‬صعوبات يواجييا الدكتور سترينج في حياتو بسبب‬ ‫عشر‪:‬‬
‫الدكتور سترينج‬
‫عجزه عف استخداـ يديو‬ ‫‪00.15.46‬‬
‫‪00.15.56‬‬
‫لقد تفقدت جميع أبحاثؾ‪ ،‬وقرأت جميع األوراؽ التي أرسمتيا لكف وال‬
‫واحدة منيا تجدي نفعا‪ ،‬ال أظف أنؾ تدري معنى شدة الضرر‪،‬ما تريده‬
‫طبيب آخر‬
‫مني مستحيؿ ستيفف لدي سمعة ألحافظ عمييا ال يمكنني مساعدتؾ‪،‬‬
‫بالتوفيؽ صديقي‬
‫ال‪ ،‬ال انتظر أرجوؾ‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال يريد أف يفعميا‪...‬‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫إنو عديـ الجدوى‪ ،‬ىناؾ طريقة جديدة في طوكيو‪ ،‬إنيـ يزرعوف خبليا‬
‫المتبرع الجذعية ثـ يتـ جمعيا وتصميميا بشكؿ ثبلثي األبعاد في‬
‫الدكتور سترينج‬
‫سقالة خموية‪ ،‬إف تمكنت مف الحصوؿ عمى قرض؛ قرض صغير‬
‫‪ 200‬ألؼ دوالر‬ ‫المشيد الثامف‬
‫إنؾ دوما تنفؽ األمواؿ أسرع مما يمكف أف تكسبيا‪ ،‬لكنؾ اآلف تنفؽ‬ ‫عشر‪:‬‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫األمواؿ التي ليست لديؾ حتى‪ ،‬ربما حاف الوقت لمتفكير بالتوقؼ‬ ‫‪00.15.57‬‬
‫ال‪ ،‬اآلف بالضبط ىو الوقت الذي ال يجب أف أتوقؼ‪ ،‬ألنو كما تريف‬ ‫‪00.18.21‬‬
‫الدكتور سترينج‬
‫ال أشعر بأي تحسف‬
‫لكف ىذا لـ يعد عبلجاً‪ ،‬إنو مجرد ىوس ىناؾ بعض األمور ال يمكف‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫إصبلحيا‬
‫الحياة بدوف عممي‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫مازاؿ ىناؾ حياة‪ ،‬ىذه ليست النياية ىناؾ أشياء أخرى يمكنيا أف‬
‫الدكتور بالمر‬
‫تعطي معنى لحياتؾ‬
‫مثؿ ماذا؟ مثمؾ ِ‬
‫أنت؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىنا يجب أف تعتذر‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ىنا يمكنؾ الرحيؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫حسنا‪ ،‬ال يمكنني أف أشاىدؾ وأنت تفعؿ ىذا بنفسؾ بعد اآلف‬ ‫الدكتورة بالمر‬

‫‪309‬‬
‫إنو صعب جدا عميؾ صحيح؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أجؿ صعب عمي وانو يكسر فؤادي أف أراؾ عمى ىذا الحاؿ‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ال‪ ،‬ال تشفقي عمي‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أنا ال أشفؽ عميؾ‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫حقا‪ ،‬ما الذي تفعمينو ىنا اآلف؟‬
‫تجمبيف الجبف والنبيذ كما لو أننا أصدقاء قدامى سنخرج في نزىة‪ ،‬لسنا‬
‫أصدقاء يا كريستيف إننا بالكاد عشيقيف‪ ،‬إنؾ فقط تحبيف القصص‬
‫العاطفية أليس كذلؾ ىؿ أنا ىكذا بالنسبة ِ‬
‫لؾ اآلف‪ ،‬المسكيف ستيفف‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫سترينج حالة خيرية‪ ،‬إنو أخي ار يحتاج إلي‪ ،‬بالنسبة لؾ شخص آخر‬
‫عديـ القيمة لتعمميف عميو تصمحينو وتعيدينو إلى العالـ بقمب مبتيج‪،‬‬
‫إنؾ تيتميف كثي ار أليس كذلؾ؟‬
‫ودعا ستيفف‪...‬‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫المشيد التاسع‬
‫مشيد صمات‪ :‬يتفقد ممؼ جوناثاف بانجبورف الذي كاف مصابا بالشمؿ‬ ‫عشر‪:‬‬
‫الدكتور سترينج‬
‫وشفي‬ ‫‪00.18.22‬‬
‫‪00.18.54‬‬
‫جوناثاف بانجبورف؛ مصاب بجرح كامؿ في القطعة العنقية ‪7‬و‪ 8‬مف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫الحبؿ الشوكي‬
‫جوناثاف‬
‫مف أنت؟‬
‫بانجبورف‬
‫مشموؿ مف منتصؼ الصدر إلى األسفؿ وشمؿ جزئي في كمتا اليديف‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫جوناثاف‬ ‫المشيد‬
‫أنا ال أعرفؾ‬
‫بانجبورف‬ ‫عشروف‪:‬‬
‫أنا ستيفف سترينج جراح أعصاب‪ ،‬كنت جراح أعصاب‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.18.55‬‬
‫في الواقع ىؿ تعرؼ يا رجؿ أظف أني أعرفؾ زرت عيادتؾ ذات مرة‬ ‫‪01.21.02‬‬
‫لكنؾ رفضت رؤيتي ولـ أتمكف حتى مف تجاوز مساعدتؾ ألراؾ‬
‫لقد كاف مرضؾ مستحيؿ العبلج‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫جوناثاف‬
‫ال مجد لؾ في ىذا األمر صحيح؟‬
‫بانجبورف‬
‫لقد تعافيت مف حالة ال يتعافى منيا أحد أبدا ‪ ،‬أنا أحاوؿ أف أجد‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫‪310‬‬
‫طريقة ألتعافى‬
‫حسنا‪ ،‬لقد تخميت عف جسدي‪ ،‬ظننت أف الشيء الوحيد الذي تبقى لي‬
‫ىو عقمي عمى األقؿ يجب عميا أف أنعش ىذا‪ ،‬لقد جمست مع معمميف‬
‫ونساء مقدسات حمموني رجاؿ غرباء إلى قمـ الجباؿ ألرى رجؿ ديف‬
‫جوناثاف‬
‫وأخي ار وجدت معممي انتعش قمبي وتعمقت روحي وبطريقة ما شفي‬
‫بانجبورف‬
‫جسدي‪ ،‬وكانت ىناؾ أسرار أعمؽ ألتعمميا وقتيا لكف لـ تكف لدي‬
‫القوة الستقباليا لقد اخترت القبوؿ بمعجزتي والعودة إلى الديار‪ ،‬المكاف‬
‫الذي تبحث عنو يدعى قمر تاج لكنو يكمفؾ الكثير‬
‫كـ؟‬ ‫دكتور سترينج‬
‫جوناثاف‬
‫أنا ال أقصد الماؿ حظ موفؽ‪...‬‬
‫بانجبورف‬
‫(في كاتماندو عاصمة نيباؿ) معذرة قمر تاج‪ ،‬أتعرؼ أيف تكوف قمر‬
‫تاج؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫يا رفاؽ ليس بحوزتي أي ماؿ‬ ‫المشيد الواحد‬
‫السارؽ‬ ‫والعشروف‪:‬‬
‫ساعتؾ تفي بالغرض‬
‫‪00.21.03‬‬
‫ال أرجوؾ إنيا كؿ ما تبقى لي‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.23.27‬‬
‫ساعتؾ (ييـ ىو والعصابة بضربو)‬ ‫السارؽ‬
‫ىؿ تبحث عف قمر تاج؟‬ ‫المعمـ موردو‬
‫ىؿ أنت واثؽ بأنؾ قصدت المكاف الصحيح‪ ،‬ىذا المكاف يبدو قمر‬ ‫المشيد الثاني‬
‫الدكتور سترينج‬
‫تاج مصغر‬ ‫والعشروف‪:‬‬
‫ذات مرة وقفت في مكانؾ وكنت أيضا قميؿ االحتراـ‪ ،‬لذا ىؿ أقدـ لؾ‬ ‫‪00.23.28‬‬
‫بعض النصائح إنسى كؿ شيء تظف أنؾ تعرفو‬ ‫‪00.24.26‬‬
‫حسنا‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫معبد معممنا؛ معممتنا الكبيرة‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أكبر واحدة؟ ما ىو اسميا الحقيقي‪ ،‬حسنا أنسى كؿ شيء أظف أني‬ ‫المشيد الثالث‬
‫أعرفو‪ ،‬أنا آسؼ‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫والعشروف‬
‫أشكرؾ أييا المعمـ الكبير عمى رؤيتي‬ ‫‪00.24.27‬‬
‫عمى الرحب والسعة‪ ،‬شك ار كؿ أييا المعمـ موردو‪ ،‬المعمـ ىامير‪ ،‬سيد‬ ‫‪00.31.29‬‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫سترينج‬

‫‪311‬‬
‫كبل‪ ،‬ليس بعد اآلف بالتأكيد أليس ىذا ىو سبب قدومؾ إلى ىنا‪ ،‬لقد‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫خضعت لمعديد مف العمميات سبعة صحيح‬
‫أجؿ‪ ،‬إنو شاي جيد‪...‬ىؿ عالجت رجبل يدعى بانغبورف لقد كاف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫مشموال لقد ساعدتو عمى المشي مجددا‬
‫أجؿ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫كيؼ عالجت إصابة كاممة بيف قطعتي العنقية ‪ 7‬و‪ 8‬الشوكية‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أنا لـ أعالجيا‪ ،‬لـ يكف يقوى عمى المشي ولكي أقنعتو بأنو بوسعو أف‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫يفعميا‬
‫إنؾ ال تريف أنو مرضي بدني نفسي‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫عندما أعدت ربط األعصاب المتضررة ىؿ أنت قمت بشفائيا أـ‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫جسدؾ؟‬
‫إنيا الخبليا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫والخبليا مبرمجة فقط لتعالج نفسيا بطرؽ محددة لمغاية‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ىذا صحيح‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ماذا لو أخبرتؾ بأف جسدؾ يمكنو أف يقتنع بمعالجة نفسو بجميع أنواع‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫الطرائؽ‬
‫إنؾ تتحدثيف عف عممية التجديد الخموي‪ ،‬إنيا تقنية طبية عالية‬
‫المخاطر‪ ،‬ىؿ ليذا السبب أف تعمميف ىنا دوف مجمس طبي مراقب‪،‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أعني أف االختبار التجريبي ىو عبلجؾ؟‬
‫تماما‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ِ‬
‫اكتشفت طريقة إعادة برمجة الخبليا العصبية لمشفاء الذاتي‬ ‫إذف؛ لقد‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫كبل سيدي سترينج‪ ،‬إني أعرؼ كيؼ أعيد توجيو الروح لشفاء أفضؿ‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫لمجسد‬
‫الروح لشفاء الجسد؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫حسنا؛ كيؼ سنفعؿ ذلؾ مف أيف نبدأ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أال تحب الخريطة‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ال إنيا جيدة جدا‪ ،‬كما تعرفيف رأيتيا مف قبؿ في متاجر بيع اليدايا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫وما رأيؾ بيذه الخريطة‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫الوخز باإلبر حقا رائع‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫وما رأيؾ بيذه؟‬ ‫المعممة الكبيرة‬

‫‪312‬‬
‫إنؾ تريني صورة رنيف مغناطيسي؛ ال أصدؽ ىذا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫كؿ واحدة مف ىذه الخرائط رسمت مف قبؿ شخص‪ ،‬الذي يمكنو أف‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫يرى الجزء وليس الكؿ‬
‫لقد أنفقت آخر دوالر لمقدوـ ىنا بتذكرة ببل عودة وأنت تتحدثيف عف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫الشفاء باالعتقاد‬
‫أنت رجؿ ينظر إلى العالـ مف ثقب الباب‪ ،‬محاوال طيمة حياتؾ أف‬
‫توسع ذلؾ الثقب لرؤية الكثير ومعرفة المزيد واآلف عند سماع أنو ال‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫يمكنؾ توسيعو بالطرؽ التي ال يمكنؾ تصورىا ترفض اإلمكانية‬
‫أرفض ىذا؛ ألني ال أؤمف بالقصص الخيالية الشاكرات أو الطاقة أو‬
‫قوة اإليماف‪ ،‬ال يوجد شيء اسمو الروح إننا مصنوعيف مف مادة ال‬
‫الدكتور سترينج‬
‫شيء أكثر مف ذلؾ‪ ،‬إننا مجرد بقعة صغيرة خاطفة في كوف غير‬
‫مكترث‬
‫تظف أنؾ قميؿ الشأف‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫و أنت تظنيف أنؾ تفيميني صحيح؟ لكف أنت ال تفيميني بؿ أنا‬
‫الدكتور سترينج‬
‫أفيمؾ‪ ...‬ماذا ِ‬
‫فعمت لي لمتو؟‬
‫لقد أخرجت شكمؾ النجمي مف شكمؾ المادي‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ِ‬
‫وضعت لي في الشاي؛ سيموسيبيف‪ ،‬مخدر؟‬ ‫ماذا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫إنو مجرد شاي‪ ،‬مع القميؿ مف العسؿ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ماذا حصؿ لمتو؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لمحظة؛ دخمت البعد النجمي‪ ،‬المكاف حيث الروح منفصمة عف الجسد‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫لماذا تفعميف ىذا بي؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ألريد فقط أنؾ ال تعرؼ الكثير‪ ،‬افتح عينيؾ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ال ال ال ماذا يحدث؟ ىذا ليس حقيقي ىذا ليس حقيقي‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫دقات قمبو ترتفع بشكؿ خطير‬ ‫المعمـ موردو‬
‫تبدو بخير بالنسبة لي ‪...‬‬
‫تظف أنؾ تعرؼ كيؼ يعمؿ العالـ‪ ،‬وىؿ تظف أف ىذه المادة الكونية‬
‫ىي كؿ ما ىناؾ؟ ماىو الحقيقي؟ ما ىي األسرار التي تقع بعيدة عف‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫حواسؾ‪ ،‬في أصؿ الوجود العقؿ والمادة يمتقياف األفكار تشكؿ الواقع‪،‬‬
‫ىذا الكوف ىو الوحيد الذي يعتبر عدد ال نيائي عوالـ ببل نياية‪،‬‬
‫بعضيا خيرة ومانحة لمحياة وأخرى مميئة بالحقد والجوع أماكف مظممة‬

‫‪313‬‬
‫حيث القوى أقدـ مف زمف الكذب الجوع الشديد واالنتظار مف أنت في‬
‫ىذا الكوف المتعدد يا سيد سترينج‬
‫ىؿ رأيت ىذا مف قبمي في متجر اليدايا؟‬
‫عمميني‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫المشيد الرابع‬
‫والعشروف‪:‬‬
‫ال ال ال افتحوا الباب أرجوكـ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪00.31.30‬‬
‫‪00.31.45‬‬
‫شك ار أييا المعمموف‪ ،‬ىؿ تظف أني كنت مخطئة عندما طردتو‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫خمس ساعات مرت ومازاؿ عند عتبة بابكـ ىناؾ قوة فيو‬ ‫ماستر موردو‬
‫العناد الغطرسة الطموح كميا رأيتيا مف قبؿ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ىؿ يذكرؾ بكايسميوس‬ ‫ماستر موردو‬
‫ال يمكنني إرشاد تمميذ آخر موىوب ألفقده في الظبلـ‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫المشيد الخامس‬
‫إنؾ لـ تفقديف‪ ،‬أردت القوة ألىزـ أعدائي إنؾ منحتني القوة ألىزـ‬ ‫والعشروف‬
‫ماستر موردو‬
‫شياطيني والعيش ضمف قانوف الطبيعة‬ ‫‪00.31.45‬‬
‫لـ نتخمص أبدا مف شياطيننا يا موردو‪ ،‬نحف نتعمـ لنحيا في سمو‬ ‫‪00.33.12‬‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫عنيـ فقط‬
‫ال تزاؿ الصفحات المسروقة بحوزة كايسيميوس‪،‬إذا قاـ بفكيا سيجمب‬
‫عمينا الخراب جميعا‪ ،‬قد تكوف ىناؾ أياـ مظممة قادمة‪ ،‬لعؿ قمر تاج‬ ‫ماستر موردو‬
‫يمكنو أف ستفيد مف رجؿ كسترينج‬
‫ىذا السرير‪ ،‬استرح تأمؿ إف استطعت المعممة الكبيرة سوؼ تستدعيؾ‬ ‫ماستر موردو‬ ‫المشيد السادس‬
‫ما ىذا‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫والعشروف‪:‬‬
‫‪00.33.13‬‬
‫الرقـ السري لمواي فاي‪ ،‬نحف لسنا متوحشيف‬ ‫ماستر موردو‬
‫‪00.34.15‬‬
‫لغة الفنوف الغامضة قديمة قدـ الحضارات‪ ،‬سحرة العصور القديمة‬
‫المشيد السابع‬
‫أطمقوا عمى ىذه المغة اسـ التعويذات‪ ،‬ولكف إذا كانت ىذه الكممة‬
‫والعشروف‬
‫تسيء إلى مشاعرؾ الحديثة يمكنؾ أف تسمييا "البرنامج" شفرة‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫‪00.34.16‬‬
‫المصدر التي تشكؿ الواقع‪ ،‬نحف نسخر الطاقة المسحوبة مف أبعاد‬
‫‪00.35.27‬‬
‫أخرى مف أكواف متعددة إللقاء التعويذات الستحضار الدروع واألسمحة‬

‫‪314‬‬
‫لصناعة السحر‬
‫ولكف حتى لو أصابعي بإمكانيا فعؿ ذلؾ‪ ،‬فيداي ستموح في اليواء‬
‫الدكتور سترينج‬
‫فحسب‪ ،‬أعني كيؼ أصؿ مف ىنا إلى ىناؾ‬
‫كيؼ قمت بتوصيؿ األعصاب المقطوعة واعادة العمودي الفقري‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫مجددا فقرة بفقرة‬
‫بالدراسة والممارسة سنوات مف ذلؾ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫سيد سترينج‬ ‫وانغ‬
‫جاء‪ ،‬وأنت؟‬
‫ادعوني بستيفف ر ً‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫وانغ‬ ‫وانغ‬
‫وانغ فقط مثؿ أديؿ أو أرسطو‪ ،‬دريؾ ‪ ،‬بونو‪ ،‬ايميناـ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫كتاب الشمس الخفية‪ ،‬النوفا الممكية‪ ،‬المخطوطات ذات القوة المطمقة‪،‬‬
‫وانغ‬
‫مفتاح سميماف‬
‫أنييت كؿ ىذا؟‬ ‫وانغ‬
‫أجؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫تعالى معي‪ ،‬ىذا القسـ لممعمميف فقط ولكف في تقديري يمكف لآلخريف‬
‫وانغ‬
‫استخدامو‪ ،‬عمينا البدء بتمييد ماكسيـ‪ ،‬كيؼ ىي لغتؾ السنسكريتية‬
‫أنا أجيد الترجمة مف غوغؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫المشيد الثامف‬
‫اق أر السنسكريتية الكبلسيكية‬ ‫وانغ‬ ‫والعشروف‬
‫ما ىذه؟‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.35.28‬‬
‫المجموعة الخاصة بالمعممة الكبيرة‬ ‫وانغ‬ ‫‪00.38.23‬‬
‫إذف‪ ،‬ىي ممنوعة ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال توجد معرفة ممنوعة في قمر تاج بؿ فقط بعض الممارسات‬ ‫وانغ‬
‫ىذه الكتب متقدمة لمغاية عمى أي شخص إال عمى الساحر العظيـ‬ ‫وانغ‬
‫ىذا بو صفحة مفقودة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىذا كتاب كاغميوسترو؛ كتاب دراسة الزمف‪ ،‬واحدة مف الطقوس سرقت‬
‫مف سيدي سابؽ‪ ،‬المغتصب يدعى كايسميوس بعدما شنؽ أميف‬
‫المكتبة السابؽ مباشرة وأزاؿ رأسو‪ ،‬أنا لست حارس ىذه الكتب لذا إذا‬ ‫وانغ‬
‫سرؽ أحد كتب ىذه المجموعة مجددا فسأعمـ وستكوف في عداد‬
‫الموتى قبؿ تركؾ لمجمع‬
‫ماذا لو تأخرت قميبل‪ ،‬أنت تعمـ؟ أىناؾ أي رسوـ متأخرة عميا‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫‪315‬‬
‫معرفتيا؟ تعرؼ الناس كانوا يظنوف أني مضحؾ‬
‫ىؿ كانوا يعمموف لديؾ؟‬ ‫وانغ‬
‫حسنا كاف مف الممتع التحدث معؾ‪ ،‬شك ار عمى الكتب وعمى القصة‬
‫الدكتور سترينج‬
‫المرعبة وعمى تيديد حياتي‬
‫المشيد التاسع‬
‫والعشروف‬
‫اآلف نتمقى الطاقة لتدمير مف خاننا‪ ،‬مف خاف العالـ (طقوس سحرية)‬ ‫كايسيميوس‬
‫‪00.38.29‬‬
‫‪00.39.36‬‬
‫السيطرة عمى خاتـ االنتقاؿ‪ ،‬ىي ضرورة لمفنوف الغامضة‪ ،‬فيي تمكننا‬
‫مف السفر في جميع أنحاء الكوف المتعدد‪ ،‬كؿ ما عميؾ فعمو ىو‬
‫التركيز التخيؿ أف ترى الوجية في عقمؾ أنظر أبعد مف العالـ الذي‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أمامؾ تخيؿ كؿ التفاصيؿ فكمما كانت الصورة واضحة أمامؾ كمما‬
‫كاف أسيؿ وأسرع أف تأتي البوابة‬
‫أريد لحظة بمفردي مع السيد سترينج‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫المشيد‬
‫يداي‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫ثبلثوف‪:‬‬
‫األمر ليس متعمؽ بيديؾ‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫‪00.38.37‬‬
‫كيؼ غير متعمؽ بيدي؟‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.41.25‬‬
‫المعمـ ىامير‪...‬شك ار لؾ أييا المعمـ ىامير‪ ،‬ال يمكنؾ إجبار نير عمى‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫الخضوع عميؾ أف تستسمـ لتياره وتستخدـ قواه بنفسؾ‬
‫يمكنني التحكـ بيا عف طريؽ التنازؿ عف السيطرة ؟ ىذا غير معقوؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ليس كؿ شيء معقوؿ‪ ،‬ليس كؿ شيء مضطر ليكوف كذلؾ‬
‫فكرؾ نقمؾ بعيدا في الحياة ولكف لف يأخذؾ أبعد مف ذلؾ استسمـ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ستيفف‪ ،‬أسكت غرورؾ وقواؾ ستزداد تعالى معي‬
‫انتظري؛ أىذا ‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫قمة افريست‪...‬جميؿ‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫المشيد الواحد‬
‫أجؿ حقاً‪ ،‬الجو بارد جدا ولكنو جميؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫والثبلثوف‪:‬‬
‫في درجة الح اررة المنخفضة ىذه يمكف لئلنساف البقاء ‪ 13‬دقيقة فقط‬ ‫‪00.41.25‬‬
‫قبؿ أف يبدأ في فقداف تاـ لوظائؼ الجسـ‪ ،‬ولكف مف المحتمؿ أف‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫‪00.43.05‬‬
‫تصيبؾ نوبة خبلؿ أوؿ دقيقتيف استسمـ ستيفف‪...‬‬
‫كيؼ حاؿ تمميذنا الجديد‬ ‫المعمـ موردو‬

‫‪316‬‬
‫سنرى‪...‬خبلؿ أي لحظة اآلف‪...‬‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ماذا تريد سترينج‬ ‫وانغ‬
‫المشيد الثاني‬
‫كتب عف اإلسقاط النجمي‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫والثبلثوف‪:‬‬
‫لست مستعدا ألجؿ ىذا‬ ‫وانغ‬
‫‪00.43.05‬‬
‫جربيني بيونسي ‪ ،‬بحقؾ أنت سمعت عنيا إنيا نجمة كبيرة أليس‬
‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.44.29‬‬
‫كذلؾ؟ ىؿ ضحكت مف قبؿ؟ أرجوؾ أعطني الكتاب فحسب‬
‫ال‪...‬‬ ‫وانغ‬
‫ذات مرة كنت تتوسؿ لي في ىذه الغرفة ألسمح لؾ بالتعمـ‪ ،‬اآلف قيؿ‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫لي أنؾ تشكؾ في كؿ درس مفضبل التعميـ الذاتي‬
‫ذات مرة في أخبرتني في ىذه الغرفة أف أفتح عيناي‪ ،‬اآلف قيؿ لي أنو‬
‫الدكتور سترينج‬
‫يجب أف أقبؿ بقواعد ال معنى ليا بثقة عمياء‬
‫مثؿ قاعدة عدـ استحضار البوابة في المكتبة‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫وانغ وشى بي؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أنت تتقدـ بسرعة في مياراتؾ السحرية‪ ،‬تحتاج لمكاف آمف لممارسة‬ ‫المشيد الثالث‬
‫تعاويذؾ‪.‬‬ ‫والثبلثوف‬
‫أنت اآلف في البعد العاكس في الحاضر ولكف غير المكتشؼ العالـ‬ ‫‪00.44.30‬‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫الحقيقي يتأثر بما يحدث ىنا‪ ،‬نستخدـ البعد العاكس لمتدريب والحماية‬ ‫‪00.45.50‬‬
‫وفي بعض األوقات الحتواء التيديدات ال تريد أف تصبح عالقا ىنا‬
‫دوف خاتمؾ لبلنتقاؿ‬
‫ميبل آسؼ‪ ،‬ماذا تعني بالتيديدات ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫التعمـ عف األكواف المتعددة غير المحدودة تشمؿ تعمـ المخاطر التي‬
‫ال حصر ليا واف أخبرتؾ بكؿ شيء ال تعرفو فعبل ستيرب مف ىنا‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫وأنت مذعور‬
‫إذا؛ كـ عمرىا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال أحد يعمـ عمر الساحرة العظيمة‬ ‫المعمـ موردو‬ ‫المشيد الرابع‬
‫ىي فقط مف "كالتيؾ" وال تتحدث عف ماضييا أبدا‬ ‫المعمـ موردو‬ ‫والثبلثوف‪:‬‬
‫وأنت تتبعيا حتى واف كنت ال تعرفيا ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.45.51‬‬
‫أعرؼ أنيا حازمة ولكف ال يمكنني التنبؤ بيا ال ترحـ ولكف عطوفة‬ ‫‪01.24.36‬‬
‫المعمـ موردو‬
‫جعمتني ما أكونو ثؽ بمعممؾ وال تفقد طريقؾ‬
‫مثؿ كايسيميوس‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫‪317‬‬
‫ىذا صحيح‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أنت تعرفو‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫عندما جاء إلينا في البداية كاف قد خسر كؿ شخص أحبو‪ ،‬كاف رجبل‬
‫منتحبا ومحطما يبحث عف اإلجابات في الفنوف الغامضة‪ ،‬تمميذ‬
‫عبقري ولكف كاف مغرو ار عنيدا يشكؾ في المعممة الكبيرة ويرفض‬ ‫المعمـ موردو‬
‫دروسنا‬
‫غادر قمر تاج‪ ،‬تبعو تبلميذه كالغنـ‪ ،‬أغوتو العقيدة الخاطئة‬
‫سرؽ طقوسا محرمة صحيح؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أجؿ‬ ‫المعمـ موردو‬
‫ماذا تفعؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال مزيد مف األسئمة‬ ‫المعمـ موردو‬
‫ما ىذا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىذا أثر قديـ‪ ،‬بعض السحر يكوف قويا لمغاية لذلؾ نشبع بو األشياء ‪،‬‬
‫لنسمح لو بأخذ الضربات التي ال يمكننا تحمميا ىذه عصا "ليفينغ‬
‫المعمـ موردو‬
‫ترايبوناؿ"‪ ،‬ىناؾ الكثير مف اآلثار القديمة عصا "واتومب" أحذية‬
‫المشيد الخامس‬
‫اندفاع "فولتر"‬
‫والثبلثوف‬
‫إنيا تخرج مف فمؾ فحسب أليس كذلؾ؟ متى أحصؿ عمى أثري القديـ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪01.24.37‬‬
‫عندما تكوف مستعدا‬ ‫المعمـ موردو‬
‫‪00.48.13‬‬
‫أعتقد أني مستعد‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أنت مستعد عندما يقرر األثر أنؾ مستعد‪ ،‬أما اآلف استحضر سبلحا‪.‬‬ ‫المعمـ موردو‬
‫قاتؿ قاتؿ وكأف حياتؾ تتوقؼ عمى ذلؾ‪ ،‬ألنو يوـ ما قد تكوف‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أوال افتح عيف أغاموتو‪ ،‬دورمامو البعد المظمـ؛ الحياة األبدية‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫توقؼ؛ التبلعب باستم اررية االحتماالت ممنوع‬ ‫المعمـ موردو‬
‫كنت أفعؿ بالضبط ما قيؿ في الكتاب‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫المشيد السادس‬
‫وماذا قاؿ الكتاب عف مخاطر أداء ىذا الطقس‬ ‫وانغ‬ ‫والثبلثوف‬
‫أجؿ ال أعمـ لـ أصؿ إلى ىذا الجزء بعد‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪00.48.14‬‬
‫التبلعب بالزمف بإمكانو خمؽ فروع في الوقت‪ ،‬بوابات بعدية غير‬ ‫‪00.54.38‬‬

‫مستقرة مفارقات واسعة حمقات زمنية تريد أف تعمؽ في عيش نفس‬ ‫المعمـ موردو‬
‫المحظة مجددا ومجددا إلى األبد وال يبقى لؾ وجود عمى اإلطبلؽ‬
‫عمييـ حقا وضع تحذير بشأف القياـ بيذه الطقوس‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫‪318‬‬
‫كاف يمكف لفضولؾ أف يقتمؾ‪ ،‬لـ تكف تتبلعب باستم اررية الزمكاف بؿ‬
‫وانغ‬
‫كنت تدمرىا‪ ،‬نحف ال نعبث بقوانيف الطبيعة بؿ نحافظ عمييا‬
‫كيؼ تعممت فعؿ ىذا؟‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أيف تعممت قوؿ التعاويذ البلزمة لتفتحيا‬ ‫المعمـ موردو‬
‫لدي ذاكرة تصويرية؛ ىذا حصمت عمى الماجستير والدكتوراه في نفس‬
‫الدكتور سترينج‬
‫الوقت‬
‫ما فعمتو لمتو يحتاج أكثر مف ذاكرة جيدة‪ ،‬أنت ولدت مف أجؿ الفنوف‬
‫المعمـ موردو‬
‫الغامضة‬
‫والى اآلف مازالت يداي ترتعشاف‪،‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫إلى اآلف أجؿ‬ ‫وانغ‬
‫وليس إلى األبد‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫نحف لسنا أنبياء‬ ‫المعمـ موردو‬
‫متى ستخبرني مف نحف؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫في حيف األبطاؿ الخارقيف مثؿ المنتقموف يحموف العالـ مف المخاطر‬
‫المادية‪ ،‬نحف السحرة نحافظ عميو مف التيديدات الغامضة‪ ،‬المعممة‬
‫الكبيرة ىي األحدث في سمسمة طويمة مف السحرة العظماء التي تعود‬
‫آلالؼ السنيف إلى أب الفنوف الغامضة "أغاموتو" القدير‪ ،‬نفس‬
‫وانغ‬
‫الساحر الذي صنع العيف التي اقترضتيا بتيورػ أغاموتو قاـ ببناء‬
‫ثبلثة أقداس في أماكف السمطة حيث المدف الكبيرة مقامة اآلف؛ ىذا‬
‫الباب يؤدي إلى القدس في ىونغ كونغ‪ ،‬وىذا إلى القدس في نيويورؾ‬
‫وىذا إلى القدس في لندف‪ ،‬معا األقداس تولد درعا واقيا حوؿ عالما‬
‫األقداس تحمي العالـ ونحف السحرة نحمي األقداس‬ ‫المعمـ موردو‬
‫مف ماذا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫كائنات األبعاد األخرى التي تيدد عالمنا‬ ‫وانغ‬
‫مثؿ "دورمامو"‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫مف أيف عرفت ىذا االسـ ؟‬ ‫المعمـ موردو‬
‫قرأتو لمتو في كتاب كاغميوسترو؛ لماذا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫دورمامو يسكف في البعد المظمـ‪ ،‬خارج الزماف إنو الغازي الكوني‬
‫مدمر العوالـ كائف بقوة ال نيائية وبجوع ال نياية لو‪ ،‬في مسعى ليغزو‬ ‫وانغ‬
‫الكوف بأكممو ويجمب كؿ العوالـ إلى بعده الظبلمي وتعطشو إلى‬

‫‪319‬‬
‫األرض أكثر مف أي شيء آخر‬
‫الصفحات التي سرقيا كايسيميوس‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىي طقوس لبلتصاؿ بدورمامو وتحسب الطاقة مف البعد المظمـ‬ ‫وانغ‬
‫حسنا حسنا‪ ،‬أتيت إلى ىنا ألعالج يداي وليس لمقتاؿ في حرب‬
‫الدكتور سترينج‬
‫غامضة‬
‫لندف‪...‬‬ ‫وانغ‬
‫دانياؿ أرى أنيـ جعموؾ سيد القدس‬ ‫كايسيميوس‬
‫أتعرؼ ماذا يعني ىذا؟‬ ‫دانياؿ‬
‫ىذا يعني أنؾ ستموت وأنت تحميو‬ ‫كايسيميوس‬
‫توقؼ‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫منذ متى وأنت في قمر تاج يا سيد‪...‬‬ ‫كايسيميوس‬
‫دكتور سترينج‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ربما؛ مف أنا ألحكـ‪...‬‬
‫ال تعرؼ كيؼ تستعمؿ ىذا صح؟‬ ‫كايسيميوس‬
‫ستموت ىنا‪...‬ال يمكنؾ إيقاؼ ىذا يا دكتور‬
‫لماذا ال أعرؼ حتى ما ىذا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫إنيا البداية والنياية‪ ،‬الكثير يصبح القميؿ‪ ،‬ليصبح الواحد أخبرني سيد‬ ‫المشيد السابع‬
‫الدكتور أنت عالـ أنت تفيـ قوانيف الطبيعة كؿ شيء يكبر في السف‬ ‫والثبلثوف‪:‬‬
‫كؿ شيء يموت‪ ،‬في النياية شمسنا ستنطفئ وكوننا سيصبح جميدا‬ ‫‪00.54.39‬‬
‫ويفنى ولكف البعد المظمـ إنو مكاف خارج حدود الزمف‪ ،‬ىذا العالـ ليس‬ ‫كايسيميوس‬ ‫‪01.05.04‬‬
‫مضط ار لمموت دكتور ىذا العالـ يمكنو أخذ مكانو الصحيح مف بيف‬
‫عوالـ أخرى كثيرة كجزء مف الواحد؛ الواحد العظيـ والجميؿ ويمكننا‬
‫جميعا العيش لؤلبد‬
‫حقا‪ ،‬ما الذي ستكسبو مف بعد العصر الجديد المثالي؟ مثمؾ مثؿ‬
‫الدكتور سترينج‬
‫الجميع الحياة األبدية‬
‫الناس يفكروف مف ناحية الخير والشر ولكف في الحقيقة الزمف ىو‬
‫كايسيميوس‬
‫العدو الحقيقي لنا جميعا‪ ،‬الزمف يقتؿ كؿ شيء‬
‫وماذا عف الناس الذيف قتمتيـ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫صغار‪ ،‬أجزاء ضئيمة في كوف غير مكترث‪ ،‬أجؿ أترى ما نفعمو‪،‬‬
‫كايسيميوس‬
‫العالـ ليس كما نريد أف يكوف تتوؽ اإلنسانية لؤلبدية ألجؿ عالـ خارج‬

‫‪320‬‬
‫نطاؽ الزماف ألف الزمف ىو مف يستعبدنا‪ ،‬الزمف إىانة الموت إىانة‪.‬‬
‫دكتور نحف ال نسعى لحكـ ىذا العالـ بؿ نسعى إلنقاذه لنسممو إلى‬
‫دورمامو الذي ىو مقصد كؿ تطور وسبب كؿ الوجود‬
‫السحرة العظماء يدافعوف عف الوجود‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ما الذي جمبؾ إلى قمر تاج دكتور؟ أىو التنوير؟ القوة؟ أتيت لتشفى‬
‫كما نحف جميعا‪ ،‬قمر تاج مكاف يجمع األشياء المحطمة جئنا جميعا‬
‫بوعود االستشفاء‪ ،‬ولكف عوضا عف ذلؾ أعطتنا المعممة الكبيرة خدع‬ ‫كايسيمويس‬
‫رخيصة السحر الحقيقي تحفظو لنفسيا ألـ تسأؿ نفسؾ لماذا كيؼ‬
‫تمكنت مف العيش طواؿ ىذا الوقت؟‬
‫نعـ‪ ،‬رأيت الطقوس في كتاب كاغميوسترو‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫إذا؛ أنت تعرؼ‪ ،‬الطقوس تعطيني القوة لئلطاحة بالمعممة الكبيرة‬
‫وتدمير مكانيا المقدس لتدع البعد المظمـ يدخؿ ألف ما بحوزة المعممة‬
‫كايسيميوس‬
‫الكبيرة دورمامو يعطيو ببل ثمف؛ الحياة األبدية إنو ليس مدمر العوالـ‬
‫يا دكتور بؿ منقذ العوالـ‬
‫كبل بحقؾ‪ ،‬أنظر إلى وجيؾ دورمامو جعمؾ قاتبل‪ ،‬كيؼ يمكف أف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫تكوف مممكتو ‪ ،‬أتعتقد أف ىذا مضحؾ؟‬
‫ال دكتور‪ ،‬المضحؾ أنؾ فقدت خاتمؾ لبلنتقاؿ‬ ‫كايسيميوس‬
‫سيدي كيؼ يمكنني مساعدتؾ؟‬ ‫الطبيبة‬
‫أيف الدكتورة بالمر؟ أيف ىي؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫في جية الممرضات‬ ‫الطبيبة‬
‫كريستيف‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ستيفف؛ يا إليي ما ىذا؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫المشيد الثامف‬
‫نحف في حاجة لكرسي عمميات اآلف‪ ،‬أنت فقط‪ ،‬اآلف ليس لدي وقت‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫والثبلثوف‬
‫ماذا حدث؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫‪01.05.05‬‬
‫طُعنت‪ ،‬اندحاس في القمب‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪01.12.27‬‬
‫ماذا ترتدي‪ ...‬تجويؼ الصدر واضح‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫الدـ في كيس التامور؛ كيس بحيط بالقمب‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال‪ ،‬ال‪ ،‬ال‪ ،‬ستيفف ستيفف‪ ،‬يا إليي‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫إلى األعمى قميبل‪ ،‬أرجوؾ كوني حذرة في استخداـ اإلبرة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ستيفف‪ ،‬أوه ما الذي أراه ؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬

‫‪321‬‬
‫جسدي النجمي‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىؿ أنت ميت؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫كبل كريستيف ولكني أحتضر‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫صحيح‪ ،‬حسنا‪ ،‬لـ أر جرحا كيذا مف قبؿ ما الذي طعنت بو؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ال أعمـ‪ ،‬سأتبلشى اآلف‪ ،‬ابقيني عمى قيد الحياة حسنا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫حسنا‪ ،‬حسنا‪..‬يا إليي يا إليي ‪...‬ىؿ أنت بخير ؟‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫بعد كؿ ىذا الوقت تأتي إلى ىنا فحسب تطير خارج جسدؾ‬
‫اشتقت لؾ أيضا بالمناسبة‪ ،‬أرسمت لؾ بريديف إلكترونييف ولكنؾ لـ‬
‫الدكتور سترينج‬
‫ترد قط‬
‫لماذا سأرد؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫كريستيف أنا آسؼ لمغاية عمى كؿ شيء وقد كنت عمى حؽ‪ ،‬كنت‬
‫الدكتور سترينج‬
‫أحمقا تماما وعاممتؾ بشكؿ رىيب كنت تستحقيف ما ىو أفضؿ بكثير‬
‫توقؼ مف الواضح أنؾ في صدمة ‪ ،‬ما الذي حدث؟ أيف كنت؟‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫بعد أف أخفؽ الطب الغربي في عبلجي‪ ،‬توجيت إلى الشرؽ وانتيى‬
‫الدكتور سترينج‬
‫بي المطاؼ في كاتماندو‬
‫كاتماندو؛ ماذا ؟ مثؿ أغنية بوب سيغر‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫بيوتيفوؿ لوزر ‪ 1975‬الوجو األوؿ‪ ،‬وبعدىا ذىبت إلى منطقة اسميا‬
‫الدكتور سترينج‬
‫قمر تاج وتحدثت المرأة تعدى المعممة الكبيرة‬
‫انضممت إلى جماعة دينية إذف‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫كبل لـ أفعؿ‪ ،‬ليس تماما‪ ،‬عمموني أف أفيـ قوى لـ أكف أعمـ بوجودىا‬
‫الدكتور سترينج‬
‫أصبل‬
‫صحيح؛ مثؿ الجماعات الدينية‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ليست جماعة دينية‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىذا ما سيقولو أي عضو منتسب ليا‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫ميبل ستيفف؛ ماذا تعتقد أنؾ ستفعؿ‬
‫تأخرت عف اجتماع الجماعة الدينية‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىذا جنوف‪ ،‬إلى أيف أنت ذاىب؟ ىبل أخبرتني بالحقيقة‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ثمة ساحر قوي أذعف لكياف قوي مما يمكنو إخضاع قوانيف الفيزياء‬
‫المطمقة‪ ،‬لقد حاوؿ قتمي بكؿ ما لديو مف جيد ولكني تركتو مقيدا في‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫قرية غرينيتش والطريقة األسرع لموصوؿ إلى ىناؾ عف طريؽ بوابة‬

‫‪322‬‬
‫أبعاد التي فتحتيا في خزانة المنظفات‬
‫حسناً ال تخبرني ال بأس‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫أنا مضطر لمذىاب حقا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫سترينج؛ ىؿ أنت بخير؟‬ ‫المعمـ موردو‬
‫إنو مصطمح نسبي ولكف بمى أنا بخير‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫عباءة الطيراف‪ ،‬جاءت إليؾ‬ ‫المعمـ موردو‬
‫ليس بالعمؿ الييف‪ ،‬إنيا متغيرة ‪ ..‬لقد فر كايسيميوس‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫أجؿ‪ ،‬يمكنو أف يطوي الحيز والمواد كذلؾ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىؿ قاـ بتطويع المواد خارج بعد المرآة؟‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫أجؿ‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫كـ كاف المزيد منيـ؟‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫اثناف‪ ...‬تركت أحدىما جثة في الصحراء واآلخر جثتو في القاعة‪،‬‬
‫الدكتور سترينج‬
‫المعمـ دارـ كاف في البيو‬
‫لقد أعيد إلى قمر تاج‬ ‫المعمـ موردو‬
‫انيار قدس أقداس لندف‪ ،‬لـ يتبؽ سوى نيويورؾ وىونغ كونغ لحمايتنا‬
‫المشيد التاسع‬
‫مف البعد المظمـ ‪ ،‬لقد دافعت عمى قدس أقداس نيويورؾ مف اليجوـ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫والثبلثوف‬
‫وبرحيؿ القائـ عميو فإنو بحاجة لواحد آخر المعمـ سترينج‬
‫‪01.12.27‬‬
‫ال‪ ،‬أنا الدكتور سترينج ولست المعمـ سترينج‪ ،‬عندما أصبحت طبيبا‬
‫‪01.16.32‬‬
‫قطعت عيدا بأال أسبب أي ضرر وىا أنا قتمت رجبل ولف أفعؿ ذلؾ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫مجددا‪ ،‬أصبحت طبيبا ألنقذ حياة الناس ال ألسمبيا‬
‫أصبحت طبيبا لتنقذ حياةً واحدة دوف غيرىا‪ ،‬حياتؾ أنت‬
‫المعممة الكبيرة‬

‫مازلت تريف مف خبللي‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬


‫أرى ما قد رأيتو دوما‪ ،‬غرورؾ المفرط ترغب بأف تعود إلى وىمؾ بأنو‬
‫بإمكانؾ التحكـ في أي شيء‪ ،‬حتى الموت الذي ال يمكف ألحد التحكـ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫فيو وال حتى أعظـ طبيب ستيفف سترينج‬
‫وال حتى دورمامو؛ إنو يقوـ بعرض الخمود‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫خوفنا مف الموت ىو ما يمنح الحياة لدورمامو‪ ،‬إنو يقتات عميو‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫كما تقتاتيف عميو؟ تخبريني عف السيطرة عمى الموت حسنا أنا أعمـ‬
‫الدكتور سترينج‬
‫كيؼ تفعميف ذلؾ‪ ،‬فقد شاىدت الطقوس المفقودة كـ كتاب كاغميوسترو‬

‫‪323‬‬
‫احرص تماما أف تزف ما ستمقيو مف كممات يا دكتور‬ ‫المعمة الكبيرة‬
‫ألنؾ ال تحبذينيا؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ألنؾ قد تجيؿ ما تتفوه بو‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ما الذي يتحدث عنو‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أتحدث عف حياتيا الطويمة مصدر خمودىا‪ ،‬إنيا تستقطب قوى مف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫البعد الداكف لتبقى حية‬
‫ىذا غير صحيح‬ ‫المعمـ موردو‬
‫لقد شاىدت الطقوس وحممتيا‪ ،‬أعمـ كيؼ تقوميف بذلؾ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫سيعود المتزمتوف بمجرد اتحادىـ وسنحتاج كؿ التعزيزات البلزمة‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫إنيا ليست كما تظف‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال يحؽ لؾ أف تقوؿ ىذا‪ ،‬ليس لديؾ أدنى فكرة عف المسؤولية الممقاة‬
‫المعمـ موردو‬
‫عمى عاتقيا‬
‫ال ؛ ال أريد معرفة ذلؾ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أنت جباف‬ ‫المعمـ موردو‬
‫ىؿ ألني لست قاتؿ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أولئؾ المتزمتوف سيقضوف عمينا كمنا‪ ،‬وأنت تحشد قواؾ لمقضاء عمييا‬
‫المعمـ موردو‬
‫أوال‬
‫ماذا تعتقد أني قد فعمت اآلف؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لقد أنقذت حياتؾ‪ ،‬وبدأت تعوي بعدىا ككمب مجروح‪ ،‬ال فكرة لديؾ‬
‫المعمـ موردو‬
‫عف األمور التي فعمتيا والجواب ىو نعـ بدوف تردد‬
‫حتى لو كانت ىنا طريقة أخرى‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ليست ىناؾ طريقة أخرى‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أنت تفقد لمخياؿ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫كبل ستيفف؛ بؿ أنت الذي يفتقد لمصبلبة‪ ،‬لقد عادوا‪...‬‬ ‫المعمـ موردو‬
‫عمينا أف ننيي ىذا حاال ‪ ،‬سترينج تعالى إنو ىنا وقاتؿ‪...‬‬ ‫المعمـ موردو‬
‫البعد المعاكس‪ ،‬ال يمكنؾ التأثير عمى العالـ الحقيقي ىنا‪ ،‬مف‬ ‫المشيد‬
‫الدكتور سترينج‬
‫سيضحؾ اآلف يا أحمؽ؟‬ ‫أربعوف‪:‬‬
‫أنا‪...‬‬ ‫كايسيميوس‬ ‫‪01.16.33‬‬
‫ليس لدييـ خاتـ االنتقاؿ‪ ،‬لف يتمكنوا مف اليرب صحيح؟‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪01.22.03‬‬
‫أركض‪...‬اتصاليـ بالبعد المظمـ يجعميـ أكثر قوة في البعد المعاكس‪،‬‬ ‫المعمـ موردو‬

‫‪324‬‬
‫لف يتمكنوا مف التأثير عمى العالـ الحقيقي ولكف بوسعيـ قتمنا‪ ،‬ىذا‬
‫ليس ذكاء بؿ انتحار‬
‫يا لو مف أمر مضحؾ‬ ‫شيخ‬
‫لقد كانت غمطة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ذلؾ صحيح‪ ،‬إنيا تستقطب مف قوى البعد الداكف‬ ‫المعمـ موردو‬
‫كايسيميوس‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫أتيتؾ مكسورا‪ ،‬تائو وأنزؼ‪ ،‬وثقت بؾ كمعممتي بينما ألقيت عميا‬
‫كايسيميوس‬
‫أكاذيبؾ‬
‫حاولت حمايتؾ ‪...‬‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫مف الحقيقة‬ ‫كايسيميوس‬
‫مف نفسؾ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫لدي معمـ جديد اآلف‬ ‫كايسيميوس‬
‫دورمامو يقوـ بخداعؾ؛ ال تممؾ أي فكرة عما ىو عميو في الحقيقة‪،‬‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫حياتو األبدية ليست نعيما بؿ شقاء‬
‫كاذبة‪...‬‬ ‫كايسيميوس‬
‫كريستيف…‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىؿ تمزح بي؟‪ ...‬يا إليي‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫ال أثر لمرجفاف‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىؿ المسبب عصبي؟‬ ‫الطبيبة‬ ‫المشيد الواحد‬
‫أجؿ‪ ،‬نيؾ يجب أف نخفؼ الضغط عمى دماغيا‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫واألربعوف‬
‫إنيا مستمرة باالنييار‪ ،‬نحف نفقدىا‬ ‫الدكتورة بالمر‬ ‫‪01.22.05‬‬
‫عميؾ بزيادة األكسيجيف‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫‪01.23.08‬‬
‫أريد عربة إنعاش‪ ،‬حدقتييا منبسطتاف‪ ،‬ليست ىناؾ أي ردود ال أق أر‬
‫الدكتورة بالمر‬
‫أي نشاط دماغي‬
‫ماذا تفعميف؟ تعالي أنت تموتيف‬ ‫الدكتور سترينج‬

‫ِ‬
‫عميؾ أف تعودي إلى جسدؾ اآلف ليس لديؾ متسع مف الوقت‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫المشيد الثاني‬
‫ما الوقت سوى أمر نسبي‪ ،‬فجسدؾ لـ يصؿ إلى القاع بعدػ أمضيت‬ ‫المعممة الكبيرة‬ ‫واألربعوف‬
‫عدة سنوات أنظر عبر الزمف‪ ،‬أترقب ىذه المحظة تحديدا ولكف ال‬ ‫‪01.23.09‬‬
‫يسعني أف أرى أبعد منيا‪ ،‬لقد قمت بمنع أزمنة مستقبمية رىيبة ال‬ ‫‪01.26.12‬‬

‫‪325‬‬
‫حصر ليا وبعد كؿ واحدة منيا ىناؾ أخرى تعقبيا وجميعيا يؤدي إلى‬
‫ىنا بدوف أف تتخطاىا‬
‫أتعتقديف أف ىذا موعد موتؾ؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ىؿ تتساءؿ عما رأيتو في مستقبمؾ؟‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ال‪....‬نعـ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لـ أر أبدا مستقبمؾ وانما احتماالتو فحسب‪ ،‬تممؾ كما كبي ار مف‬
‫الطيبة‪ ،‬كنت دائما نابغة ليس لكونؾ تتوؽ لمنجاح بؿ بسبب خوفؾ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫مف الفشؿ‬
‫ذلؾ ما جعمني طبيبا عظيما‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫إنو بالضبط ما منعؾ مف العظمة‪ ،‬الغرور والخوؼ مازاال يمنعانؾ مف‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫تعمـ أبسط الدروس وأعبلىا شأنا عمى اإلطبلؽ‬
‫وماذا تكوف؟‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫األمر ال يتعمؽ بؾ‪ ،‬عندما أتيت إلي في المرة األولى سألتني كيؼ‬
‫تمكنت مف عبلج جوناثاف بانغبورف‪ ،‬لـ أفعؿ‪ ،‬قاـ بتسيير طاقة ُبعدية‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫مباشرة إلى جسده‬
‫يستخدـ السحر ليمشي عمى الدواـ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫باستمرار؛ كاف يممؾ الخيار‪ ،‬لكي يعود إلى حياتو أو ليخدـ أم ار أعظـ‬
‫المعممة الكبيرة‬
‫مف ذاتو‬
‫ىؿ يمكنني مف استعادة يداي مجددا‪ ،‬وحياتي القديمة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫يمكنؾ ذلؾ‪ ،‬وستكوف الدنيا أقؿ اىتماما لذلؾ‪ ،‬كرىت استقطاب القوى‬
‫مف البعد الداكف ولكف كما تعمـ عمى الفرد تخطي القواعد لمحفاظ عمى‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫الخير األكبر‬
‫لكف موردو لف يرى األمر ىكذا‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لقد أصبحت روح موردو قاسية جامدة‪ ،‬صيغت بنيراف عنفوانو إنو‬
‫بحاجة لمرونتؾ‪ ،‬تماما كما أنت في حاجة لقوتو باتحادكما فقط‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ستواتيكـ فرصة كبح دورمامو‬
‫أنا لست جاىز‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال أحد كذلؾ أبدا ال يمكنؾ أف تختار وقتؾ الموت ما يمنح الحياة‬
‫قيمتيا أف تعمـ أف أيامؾ معدودة ووقتؾ بدأ ينفذ ستعتقد أنو بعد كؿ‬ ‫المعممة الكبيرة‬
‫ىذا أنا مستعدة لكف أنظر إلي أطيؿ المحظة بمقدار ألؼ لحظة فقط‬

‫‪326‬‬
‫ألتمكف مف رؤية الثمج‬
‫ىؿ أنت بخير؟ ال أدري ماذا يحدث‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫المشيد الثالث‬
‫أعمـ‪ ،‬ولكنني نضطر لمذىاب اآلف‪ِ ،‬‬
‫قمت لي أف خسارة يداي ال يجب‬
‫الدكتور سترينج‬ ‫واألربعوف‬
‫أف تمثؿ نياية المطاؼ وأنيا يمكف أف تكوف البداية‬
‫‪01.26.13‬‬
‫ألف ىناؾ طرقا أخرى إلنقاذ حياة الناس‪...‬الطريؽ األصعب‬ ‫الدكتورة بالمر‬
‫‪01.28.17‬‬
‫الطريؽ األغرب‪ ...‬ال أريدؾ أف تذىبي‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫عميكـ اختيار أسمحتكـ بعناية لف يتخطى أحد قدس األقداس‪ ،‬ال أحد‬ ‫المشيد الرابع‬
‫وانغ‬
‫‪....‬كايسيميوس‬ ‫واألربعوف‬
‫‪01.28.18‬‬
‫أنت في الجية الخاطئة مف التاريخ وانغ‬ ‫كايسيميوس‬
‫‪01.29.19‬‬
‫لقد ماتت‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لقد كنت محقا‪ ،‬لـ تكف ما ظننتيا‬ ‫المعمـ موردو‬
‫لقد كانت معقدة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫معقدة‪...‬البعد الداكف متغير ِ‬
‫خطر‪ ،‬ماذا لو أنو أدركيا عممتنا أنو‬
‫المعمـ موردو‬
‫محظور بينما استقطبت قواه لسمب قروف مف الحياة‬ ‫المشيد‬
‫فعمت ما رأتو الصواب‬ ‫الدكتور سترينج‬ ‫الخامس‬
‫أال ترى‪ ،‬تجاوزاتيا أدت بالمتزمتيف إلى دورمامو ‪ ،‬كايسيميوس كاف‬ ‫واألربعوف‬
‫المعمـ موردو‬
‫نتاج خطأىا وىا نحف نعاني نتاج خداعيا العالـ يشتعؿ‬ ‫‪01.29.20‬‬
‫موردو لقط سقط قدس أقداس لندف وقدس أقداس نيويورؾ ىوجـ مرتيف‬ ‫‪02.30.50‬‬
‫الدكتور سترينج‬
‫وتعمـ إلى أيف سيتجيوف بعد ذلؾ‬
‫كونع كونغ‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أخبرتني أف أحارب كما لو أف حياتي عمى المحؾ ألنو في أحد األياـ‬
‫الدكتور سترينج‬
‫قد تكوف كذلؾ واليوـ ىو ذلؾ‪ ،‬ال يمكنني أف أىزميـ بمفردي‬
‫لقد انيار قدس األقداس البعد الداكف دورمامو قادـ لقد فات األواف‪ ،‬ال‬
‫المعمـ موردو‬ ‫المشيدالسادس‬
‫شيء سيوقفو‬
‫واألربعوف‬
‫ليس بالضرورة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫‪01.30.50‬‬
‫ال‪...‬‬ ‫كايسيميوس‬
‫‪01.39.48‬‬
‫أتخطى قوانيف الطبيعة‪ ،‬أجؿ أعمـ‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال تتوقؼ اآلف‪ ،‬عندما سيشيد قدس األقداس مجددا سيقوموف‬
‫وانغ‬
‫بمياجمتو يجب أف نحميو‬

‫‪327‬‬
‫انيض سترينج‪ ،‬انيض وقاتؿ سننيي ىذا األمر‬ ‫المعمـ موردو‬
‫ال يمكنؾ مقاتمة ما ىو حتمي‪ ،‬أليس جميؿ عالـ يتخطى الزمف‬
‫كايسيميوس‬
‫ويتخطى الموت‬
‫يتخطى الزمف‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لقد رحؿ‪ ،‬لقد رحؿ ستيفف سترينج ليرضخ لقواه‬ ‫كايسيميوس‬
‫دورمامو جئت لعقد صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫جئت لتموت‪ ،‬أصبح عالمؾ لي مثؿ جميع العوالـ‬ ‫دورمامو‬
‫دورمامو جئت لعقد صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫جئت لتموت‪ ،‬أصبح عالمؾ لي اآلف‪ ،‬ما ىذا وىـ‬ ‫دورمامو‬
‫ال إنو حقيقي‪...‬‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫جيد‪...‬‬ ‫دورمامو‬
‫دورمامو جئت لعقد صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ماذا يحدث‬ ‫دورمامو‬
‫مثمما منحت كايسيميوس قوى مف بعدؾ أحضرت كذلؾ قواي مف‬
‫الدكتور سترينج‬
‫بعدي‪ ،‬ىذا ىو الوقت زمف متكرر ال نيائي‬
‫كيؼ تجرؤ‬ ‫دورمامو‬
‫دورمامو جئت لعقد صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ال يمكنؾ القياـ بيذا إلى األبد‬ ‫دورمامو‬
‫في الحقيقة يمكنني ىذا‪ ،‬ىذا ما آلت إليو األمور اآلف‪ ،‬كبلنا عالؽ في‬
‫الدكتور سترينج‬
‫ىذا إلى األبد‬
‫إذف ستظؿ تموت إلى األبد‬ ‫دورمامو‬
‫أجؿ ولكف الجميع عمى األرض سيعيشوف‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ولكنؾ ستعاني‬ ‫دورمامو‬
‫المعاناة صديؽ قديـ‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫دورمامو جئت لعقد صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أوقؼ ىذا‬ ‫دورمامو‬
‫دورمامو‪ ،‬دورمامو‪ ،‬دورمامو‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫لف تنتصر أبدا‬ ‫دورمامو‬
‫ال‪ ،‬ولكف يمكنني أف أخسر م ار ار وتك ار ار إلى األبد‪ ،‬وىذا سيجعمؾ‬
‫الدكتور سترينج‬
‫أسيري‬

‫‪328‬‬
‫ال‪ ،‬توقؼ أوقؼ ىذا‪ ،‬حررني‬ ‫دورمامو‬
‫ال‪ ،‬جئت لعقد صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ماذا تريد؟‬ ‫دورمامو‬
‫أخرج المتزمتيف مف األرض‪ ،‬وأوقؼ اعتداءؾ عمى عالمي وال تعد أبدا‬
‫الدكتور سترينج‬
‫افعؿ ذلؾ وسأنيي الحمقة‬
‫ماذا فعمت‬ ‫كايسيميوس‬
‫عقدت صفقة‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫ما ىذا ؟‬ ‫كايسيميوس‬
‫إنو كؿ ما تمنيتو‪ ،‬الخمود كجزء مف الواحد‪ ،‬لف تحب ذلؾ‪.‬‬
‫المشيد السابع‬
‫برأيي كاف يجب أف يسرؽ الكتاب كمو ألف التحذيرات تأتي بعد‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫واألربعوف‬
‫التعاويذ‬
‫‪01.39.48‬‬
‫ىييييو‪ ،‬ىذا مضحؾ‪...‬لقد نجحنا‬ ‫وانغ‬
‫‪01.42.39‬‬
‫أجؿ لقد نجحنا ولكف أيضا بواسطة انتياؾ قوانيف الطبيعة‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أنظر حوليؾ لقد انتيى األمر‬ ‫الدكتور سترينج‬
‫أما تزاؿ تعتقد أنو لف تكوف ىناؾ عواقب وخيمة سترينج‪ ،‬ال ثمف‬
‫سندفعو‪ ،‬لقد تخطينا قواعد مثميا ستوجيؾ ردود أفعاؿ عمى الدواـ ‪ ،‬لف‬ ‫المعمـ موردو‬
‫أتبع ىذا المسار‬
‫اختيار حكيـ‪ ،‬ستضع عيف أوغاموتو مجددا عندما ستتقف قواىا أكثر‪،‬‬
‫المشيد الثامف‬
‫إلى ذاؾ الحيف‪ ،‬مف األفضؿ أال تجوب الشوارع وأنت ترتدي حجر‬
‫واألربعوف‬
‫البلنياية‪ ،‬لديؾ ىدية مف الفنوف الغامضة لكف مازاؿ لديؾ الكثير‬ ‫وانغ‬
‫‪01.42.39‬‬
‫لتتعممو‪ ،‬موت المعممة الكبيرة سينتشر عبر األكواف المتعددة لـ يعد‬
‫‪01.44.45‬‬
‫لؤلرض كبير سحرة لمدفاع عنيا يجب أف نكوف متأىبيف‬
‫جينيريؾ النياية‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪01.44.45‬‬
‫‪01.55.20‬‬

‫‪329‬‬
‫الملحق الثالث‬
‫التقطيع الزمني لسيناريو فيلم‬
‫‪The willow tree‬‬
‫الحوار‬ ‫الشخصية‬ ‫المشهد‪ /‬الزمن‬
‫‪00.00.00‬‬
‫جينيريك البداية‬ ‫‪/‬‬
‫‪00.01.47‬‬
‫قللل لللم لللم أخبللر أحللدال بمللد‪ ...‬إلللت ملللت س؟سلللطي لحمللل للذا يومل ل‬
‫للل أقس للم س للت ن س للم أم س لليهم‪ ...‬إذا ا لشل ل وا ذل للك‬ ‫ش لله الر‬ ‫أس للبو‬ ‫يوسف‬
‫األمر أيم ن أن يلم مسوا ممه‬
‫أبم ألبم يوسف وجدلهم‪.‬‬ ‫مريم‬
‫جيد ألم بهم أن ج ز‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫أن الصغيرة وأنت ال بيرة‪...‬واحد اثن ن ثالثة‪ ...‬ي‬ ‫مريم‬
‫س؟ربح ‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫بحت‪.‬‬
‫ال أن س؟ربح‪ ...‬ي اذ ب اذ ب‪...‬ر ْ‬ ‫مريم‬
‫م ذا نم‬ ‫يوسف‬
‫المشهد األول‪:‬‬
‫لم فم وسط الجدول‬ ‫أنت‬ ‫مريم‬
‫‪00.01.47‬‬
‫واذا غششلم‬ ‫يوسف‬
‫‪00.03.29‬‬
‫أقسم ب هلل‪...‬‬ ‫مريم‬
‫ب لطب ال إنه لمبة وفقط‬ ‫يوسف‬
‫إذن لم ذا لب م‬ ‫مريم‬
‫ي بن ‪...‬‬ ‫ين ي أحرقلنم قسيال‬ ‫أن ال أب م‬ ‫يوسف‬
‫ل سنذ ب لسجبل غدا ي أبم‬ ‫مريم‬
‫ال أدري ربم‬ ‫يوسف‬
‫ول نك و دت أنن سنذ ب يوم الجممة م أمم روي‬ ‫مريم‬
‫حسن نمم ول ن ربم ي ون ندي مل غدا‬ ‫يوسف‬
‫أبم ال لممل غدال رج لء‪.‬‬ ‫مريم‬
‫(يضحك) حسن سنذ ب‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫الرومللم ب ي سللله و قسلله المل لللح أ طللت للل م ل لديلله لشللمس اللبريللزي‬
‫صوت المذي ع وقل ل ل ل لله أحرق لله أ ل ل ن ش للمس يحص للل س للت ش للمء ف للم مق ب للل ذل للك‬ ‫المشهد الث نم‬
‫ست الحب ولم ينلظر شيئ فم المق بل‬ ‫ب لنسبة لسرومم فقد ار ن دوم‬ ‫‪00.03.29‬‬
‫يوسف من فضسك اغسل يدي مريم‬ ‫روي‬ ‫‪00.04.17‬‬
‫ذا م أفمسه أين قطرة ينم‬ ‫يوسف‬
‫ست الط ولة‪..‬‬ ‫ن‬ ‫روي‬

‫‪331‬‬
‫ين ي ال يزاال يحرق نم‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫مست واجب فخ ملك‪...‬‬
‫ُ‬ ‫لم لت س؟س دك‪ .‬الش ي ج ز وأن أيض‬ ‫روي‬
‫ويقولون أن المالئ ة فم السم ء فقط‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫(لضحك) ال ل ن سخي ‪.‬‬ ‫روي‬
‫(لض الدواء فم يون يوسف) ملت سل؟لم نل ئج اللحسيل‬ ‫روي‬
‫ليس مهم ل‪...‬‬ ‫يوسف‬ ‫المشهد الث لث‪:‬‬
‫أريد أن ألحدث م طبيبك‪.‬‬ ‫روي‬ ‫‪00.04.17‬‬
‫أ ذرينم ال أسلطي الرؤية ول ن أسلطي ال الم‪.‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.05.43‬‬
‫أريد أن أل؟ د‪...‬‬ ‫روي‬
‫المشهد الراب ‪:‬‬
‫أال زللم قسقة‬ ‫ملت أليت إلت ن‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.05.44‬‬
‫‪00.06.45‬‬
‫ل للدي ش للمء أخب للرك ب لله أنس لليت للل ش للمء ن للم أنل ل يوس للف ال للذي‬
‫ك وبدال من النلور والضلي ء شلت فلم‬ ‫حرمله من مب ج الدني ولم يش ُ‬
‫المشهد‬
‫الظللالم والململلة ولللم أ لللرض وجللدت السللم دة والسللالم فللم للذ الجنللة‬
‫الخ مس‪:‬‬
‫للل للذ السللنوات مللن الشللق ء أال ل للم وا ن لريللدين أن‬ ‫الصللغيرة‬ ‫يوسف‬
‫‪00.06.46‬‬
‫لسببم لم المزيد من المم ن ة واألللم و لل سل؟ ود ملن لذ الرحسلة إللت‬
‫‪00.08.33‬‬
‫للل سللير منم للذا السللقم والللت ملللت أشل و م ل فمسللله‬ ‫أسلرلم المحبللة‬
‫بم أرجوك مزيد من اللم طف ال ل؟خذي حي لم منم‪...‬‬
‫ذ لميمية ي بنم‪.‬‬ ‫أم يوسف‬
‫أد م لم ي أمم‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫السهم اسلجب لد ئن ‪.‬‬ ‫أم يوسف‬
‫المشهد‬
‫روي ‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫الس دس‪:‬‬
‫ال لقسم‬ ‫روي‬
‫‪00.06.47‬‬
‫ل قللد حل ن الللوداع لقللد ا لنيللت ب للل شللمء السلليد شل نم سللينلظرك‬
‫م يوسف‬ ‫‪00.09.45‬‬
‫فم ب ريس وقد أخبرله ب ل شمء ح ظك اهلل‬
‫ش ار ست ل شمء مم‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫ي بن سلل؟خر‪...‬‬ ‫م يوسف‬
‫ش نم سمدت بمق بسلك‪.‬‬ ‫مرحب أن‬ ‫ش نم‬ ‫المشهد الس ب ‪:‬‬
‫أن األسمد‪...‬مملن ل رمك‪.‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.09.46‬‬

‫‪332‬‬
‫ي بن ‪.‬‬ ‫ال سيك‬ ‫‪00.12.05‬‬
‫ش نم‬
‫أن سميد أخي ار ق بسلك آمل أن رحسلك لم ل ن مر قة‬
‫ال أن بخير‪..‬‬ ‫يوسف‬
‫أ ر الطيران إنه مملل لسغ يلة لقلد رلبلت موا يلد فحوصل لك سللم ث‬
‫فم بيلت ضلي فة قلرب المسلشل ت إنله ملريح لسغ يلة مل؟ لد أنله سليمجبك‬ ‫ش نم‬
‫المديد من اإليرانيين يم ثون ن ك حين ي؟لون لسمالج‬
‫لقد أثقست سيك يف لم أن أش رك‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫ل للم لثقل‪ ...‬م للك محم للود لل؟خم ح للين ن للت أدرس نل ل من للذ س للنلين‬
‫س دنم محمود أن مدين له‪.‬‬
‫ش نم‬
‫من األفضل أن لغسم الن فذة ليال قد يبرد الجو ثيرا‪.‬‬
‫أن ب أل ست إن احلجت أي شمء أطسب ‪ 9‬حسن‬
‫نمم ال لقسم‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫ح ظك اهلل‪.‬‬ ‫ش نم‬
‫صب ح الخير د لور‪.‬‬ ‫ش نم‬
‫يف ح لك‬ ‫صب ح الخير سيد ش نم‬
‫الطبيب‬
‫ل أنت ست سم بح لة السيد يوسف‬ ‫سيد ش نم‬
‫المشهد الث من‪:‬‬
‫بمض الشمء‪...‬‬ ‫ش نم‬
‫‪00.12.06‬‬
‫ال أخ يللك أن ح لللله خطي لرة لسغ يللة اللح ليللل اللللم أجريللت فللم طه لران‬
‫الطبيب‬ ‫‪00.13.16‬‬
‫أظهرت ورم سرط ني لحت المين اليمنت غ لب خبيث‪.‬‬
‫ل يهدد حي له‬ ‫ش نم‬
‫ب لل؟ ي للد واذا ل ل ن ال للورم ينم للو فق للد نحلل ل ج إل للت إ ازل للة ين لله ول للن ال‬
‫يم ننل الخل ذ أي قلرار قبللل أن نقللوم بللبمض اللح ليللل وقبللل ذلللك السلليد‬ ‫الطبيب‬
‫موسوي سيخض لمجمو ة من ال حوص ت للقييم الح لة‪.‬‬

‫س للت المس للجسة) للل أخب للرك مل ل ذا لحض للر ل للم مم للك دمي للة‬ ‫(ص للوله‬ ‫المشهد الل س ‪:‬‬
‫لذ القصلليدة للك‪ :‬أيلهل‬ ‫جميسلة أبلم يوسللف نحلن فلم انلظل ر ودللك‬ ‫‪00.13.18‬‬
‫مريم‬
‫ال ارشللة المسونللة لقللد دلم‪...‬لقللد وق للت سللت الن فللذة وأ جبلللك حللديقلن‬ ‫‪00.13.55‬‬
‫الجميسة‪...‬‬
‫(صوت جرس ال نيسة)مرحب صديقم‪...‬‬ ‫مرلضت‬ ‫المشهد‬
‫ممذرة من أنت‬ ‫يوسف‬ ‫الم شر‪:‬‬

‫‪333‬‬
‫اسمم مرلضت‪.‬‬ ‫مرلضت‬ ‫‪00.13.56‬‬
‫م ذا ل مل ن‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.15.38‬‬
‫م المش سة‬ ‫مرلضت‬
‫لقد لش بك فج؟ة‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫ل ضل ل ضل بمض الجوز د نم ألقم نظرة‪.‬‬ ‫مرلضت‬
‫ش ار لك‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫رأيلك حين أليت أن أ لج ن إنه المرة الث لثة لم‪.‬‬ ‫مرلضت‬
‫ح ذر ل م ال ل سر ‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫ثم بم ال دا م لسقسم‪.‬‬
‫مرلضت‬
‫ل ضل مزيدا الجوز سيمنحك بمض الط قة‪.‬‬
‫ش را‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫المسم ر ضميف س؟صسحه‪.‬‬ ‫مرلضت‬
‫ألملقد أن الشريط سي ون بخير‬ ‫يوسف‬
‫ال لقسللم لللدين ال ثيللر مللن الوقللت نل ألسلللممل األشللرطة لسلللدريس فللم‬
‫مرلضت‬
‫الج ممة‪.‬‬
‫أدرس فم الج ممة‬
‫نمم ول ن يف رفت أنم ِّ‬ ‫يوسف‬
‫ألسم الطيور إنه ملجهة إلت الغرب‪.‬‬ ‫اسلم‬
‫خسف بيلت الضلي فة نل ك غ بلة مسيئلة بل لطيور أذ لب نل ك يوميل إذا‬ ‫مرلضت‬
‫أردت يم نن الذ ب اليوم‪.‬س؟صسح شريطك الحق ‪.‬لم ل ي بن ‪.‬‬
‫لم لخبرنم م الذي ألت بك إلت ن‬ ‫يوسف‬
‫شلظية غبيلة للذ ر مللن الحلرب ال للزال فلم أرسللم للؤثر سلت بصللري‬
‫مرلضت‬
‫أنظر ل ذ األشج ر ليس بينه شجرة جوز واحدة‪.‬‬
‫وم ذا ن أشج ر الص ص ف‬ ‫يوسف‬
‫المشهد الح دي‬
‫أشج ر الص ص ف ليس له ثم ر‪.‬‬ ‫مرلضت‬
‫شر‪:‬‬
‫ول نه لميد لم ذ ري لم ولجسب لم الحظ‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫‪00.15.39‬‬
‫يف ذلك‬ ‫مرلضت‬
‫‪00.16.28‬‬
‫ندم نت فم مدرسة الم وفين أ طونم ص صل فة صلغيرة ألر ل‬
‫يوسف‬
‫برن مم و م ا ن أطول منم‪.‬‬
‫ن ل ك بر للة بي لرة ن ل ك لربم ل نجللد بمللض الص ص ل ف ي ل بن ل لنسلللقط‬
‫مرلضت‬
‫صورة‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫لدي أخبل ر رائملة للك ال حوصل ت أ لدت أن اللورم حميلد وال يشل ل أي‬
‫الطبيب‬
‫خطر‪.‬‬
‫ذا غير ممقول‪.‬‬ ‫ش نم‬
‫ن ك المزيد؛ ألمرف أن السيد موسوي فقد بصر فم سن الث منة‬ ‫الطبيب‬
‫نمم‬ ‫ش نم‬
‫ين لله وأص لليبت الش للب ية بض للرر‬ ‫ش للرر األلمل ل ب الن ري للة أح للرم قرنيلل ل‬
‫الطبيب‬
‫بير‪.‬‬ ‫المشهد الث نم‬
‫ذا فقد بصرُ‪.‬‬ ‫ش نم‬ ‫شر‬
‫ول ن الحظن أن شب ية ينيه حس سلة لسضلوء و لو مل أ ط نل بملض‬ ‫‪00.16.28‬‬
‫الطبيب‬
‫األمل‪.‬‬ ‫‪00.17.38‬‬
‫األمل‪...‬األمل فم م ذا‬ ‫ش نم‬
‫فم اسلم دة السيد موسوي جزئي لبصر‬ ‫الطبيب‬
‫ذا غير مم ن‪...‬‬ ‫يف‬ ‫ش نم‬
‫صدقنم أن مل جئ مثسك لم م‬ ‫الطبيب‬
‫ال بد أن أخبر أسرله فم الح ل‪.‬‬ ‫ش نم‬
‫نل ك فحلوص أخلر يجلب‬ ‫من األفضل أال لمطيهم ال ثير ملن األملل‬
‫الطبيب‬
‫أن نجريه قبل زرع القرنية ال شمء مضمون‪.‬‬
‫يللة ا ن‬ ‫أ سللم أنللم نللت سللت خطلل؟ خطئللم األ بللر أنللم لللم أفهمللك‬ ‫المشهد الث لث‬
‫أ سم أنك لم لسقطن من ل ب رحمللك وللم لنسلن أنلت مملم ولحمينلم‬ ‫شر‪:‬‬
‫فقط للو ي لملل سيل إحسل نك وا ن بملد أن أخلذت بيلدي أرجلوك دلنلم‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.17.39‬‬
‫س للت الطري للم أس للمت لض للي ئك أ ث للر م للن أي ش للخص آخ للر واذا مل ل‬ ‫‪00.18.41‬‬
‫خرجت من ذ الظسمة س؟ ون ممك إلت األبد‪.‬‬
‫من ن ك أ ذا أنت سيد مرلضت‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫أيه الخبيث أ ار ن أنك لسلطي أن لرانم‬ ‫مرلضت‬
‫المطر الجميل لن ي ون إال أنت‪...‬‬ ‫يوسف‬ ‫المشهد الراب‬
‫لممت األخبل ر الطيبللة وأنل سللميد لسغ يللة‪ ...‬ا ن فهمللت يللف أن للذ‬
‫سل ُ‬ ‫شر‪:‬‬
‫مرلضت‬
‫الص ص ف لجسب لك الحظ‪.‬‬ ‫‪00.18.42‬‬
‫من أخبرك‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.20.57‬‬
‫أنت لقسل من ش؟نم إذن‪...‬‬ ‫مرلضت‬
‫لم لت اجسس‪...‬‬ ‫يوسف‬

‫‪335‬‬
‫د نم فقط أللقط الجوز‪...‬‬ ‫مرلضت‬
‫ل أجريت الممسية‪.‬‬ ‫م ذا نك‬ ‫يوسف‬
‫ال الش للظية السمين للة ميئ للوس منهل ل إذا أج للروا ل للم الممسي للة فق للد أصل ل ب‬
‫ب لممت لم م أن ال أريد ذلك أفضل أن أ مت ببطء‪.‬‬ ‫مرلضت‬
‫وأنت ملت مو د مسيلك‪.‬‬
‫بمد أي ْم‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫ل أنت ملحمس‬ ‫مرلضت‬
‫ال أ سم أن ملحمس وخ ئف‬ ‫يوسف‬
‫خ ئف أال لر‬ ‫مرلضت‬
‫لم آخر ‪ 38‬سلنة ال أ سلم‬ ‫وربم خ ئف من اإلبص ر لقد شت فم‬
‫يوسف‬
‫م قد يحدث‪...‬‬
‫ُ ل ذا؛ غنم ب ل س ور و و جيد لمينيك‪.‬‬ ‫مرلضت‬
‫ش را‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫و‪...‬‬ ‫أصسحت شريطك‬
‫ُ‬ ‫آ ؛ دت أنس لقد‬ ‫مرلضت‬
‫ش ار جزيال لك‬ ‫يوسف‬
‫م البق ي ‪...‬لقد أنهيت مسم وال بد أن أغ در‬ ‫وذ‬ ‫مرلضت‬
‫إلت أين‬ ‫يوسف‬
‫(يغنم)أ طنم فرصة أخر أيه الصي د أن ظبم ولد فلم لذا الجبلل‬
‫رص صلك ثقبت ج نبم األيمن ول نم مجروح من الج نب األيسلر لقلد‬ ‫مرضت‬
‫جرحت قسبم لقد جرحت قسبم أن لست إال ظبي إال ظبي ‪...‬‬
‫المشهد‬
‫إنه ليسلم السل بمة والخمسلون بميلدا لن إيلران ول نلم أشلمر أن سلنين‬
‫الخ مس شر‪:‬‬
‫للل‬ ‫مللرت منللذ أريللت أس لرلم غللدا سللينز ون الضللم دات للل سلل؟ر‬ ‫يوسف‬
‫‪00.20.58‬‬
‫ل س؟ر أم ال ول نم‪(...‬اإلبص ر)‬ ‫س؟ظل أ مت‬
‫‪00.27.52‬‬
‫المشهد‬
‫ئسللله وأصللدق ئه للله‬ ‫مشللهد صل مت‪ :‬للودة يوسللف إلللت إيلران واسلللقب ل‬ ‫الس دس شر‪:‬‬
‫‪/‬‬
‫فم إيران‪.‬‬ ‫‪00.27.53‬‬
‫‪00.32.21‬‬
‫لك أن ل ل ار ‪...‬ال أصللدم ال بللد أنللم‬
‫أدوخ بمجللرد الل يللر فللم للل م ل سيل ال‬ ‫المشهد الس ب‬
‫محمود‬
‫أحسللم غيللر ممقللول ول نلله صللحيح بللوران أخبرلنللم الخبللر نللدم نللت‬ ‫شر‪:‬‬

‫‪336‬‬
‫فم زحمة الملرور نلت فلم غ يلة السلم دة فلحلت الن فلذة وصلحت‪ :‬أيهل‬ ‫‪00.32.22‬‬
‫ين يوسف لبصران ال بد أنهم ظنونم‬ ‫الن س يوسف يسلطي أن ير‬ ‫‪00.34.01‬‬
‫مجنون ‪...‬‬
‫ألذ ر ن نذ ب إلت الشالل المزدوج إنه أول شمء أريدك أن ل ار ْ‪.‬‬
‫ذا و حين "دار ه" نحن لقريب فم المنزل‪.‬‬ ‫روي‬
‫أين نحن‬ ‫يوسف‬
‫المشهد الث من‬
‫بمد حوالم ‪ 200‬ملر من المخبز‪.‬‬ ‫روي‬
‫شر‪:‬‬
‫أيم ن أن للوق م‬ ‫يوسف‬
‫‪00.34.02‬‬
‫لم ذا‬ ‫روي‬
‫‪00.37.45‬‬
‫فقط لوق م‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫نحن ذا بون فم االلج الخ طئ إنه الش رع ست اليس ر‪...‬‬ ‫روي‬
‫ذا‬ ‫إلم‬
‫لم ذا لنظر ْ‬ ‫روي‬
‫أال لريدين أن لبدلم ثي بك‬ ‫يوسف‬
‫المشهد الل س‬
‫أشمر ب لبرد قسيال‬ ‫ب لطب‬ ‫روي‬
‫شر‬
‫أين أنت ي أمم لم لم أن خ ئ ة‪.‬‬ ‫مريم‬
‫‪00.37.46‬‬
‫ن حبيبلم‪.‬‬ ‫أن‬ ‫روي‬
‫‪00.40.22‬‬
‫أن خ ئ ة‪.‬‬ ‫مريم‬
‫ن ‪...‬‬ ‫إنه الر د فقط ال لخ فم أن‬ ‫روي‬
‫ب ب يوسف ب ب يوسف‬ ‫مريم‬ ‫المشهد‬
‫ِ‬
‫اجر‪...‬انلظرن ‪...‬لوحم لهُ‪...‬اضربيه‪...‬اقذفيه‬ ‫روي‬ ‫شرون‪:‬‬
‫‪00.40.23‬‬
‫ألرين رميت سيك أيض ‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫‪00.41.49‬‬
‫م ذا السون‬ ‫مريم‬
‫أص ر‬ ‫يوسف‬
‫و ذا‬ ‫مريم‬ ‫المشهد الواحد‬
‫أبيض‬ ‫يوسف‬ ‫والمشرون‪:‬‬
‫جيد و ذا‬ ‫مريم‬ ‫‪00.41.50‬‬
‫أسود‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.42.32‬‬

‫ال بن سجم‬ ‫مريم‬


‫أ و بن سجم أنت محقة‪.‬‬ ‫يوسف‬

‫‪337‬‬
‫ألمرف يف يشرب السمك الم ء‬ ‫مريم‬
‫ال ال أ رف‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫ذا‪...‬‬ ‫ذا ‪...‬وال ب ر يشربون‬ ‫السمك الصغير يشرب‬ ‫مريم‬
‫أن أحب ذا‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫احذر يوسف‪...‬‬ ‫روي‬
‫المشهد الث نم‬
‫ال لجري مريم لوق م‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫والمشرون‪:‬‬
‫أ ار نك لن لسلطي اإلمس ك بم‪...‬‬ ‫مريم‬
‫‪00.42.33‬‬
‫قست لك لوق م أيله السئيمة لوق م مريم‪...‬‬
‫ُ‬ ‫يوسف‬
‫‪00.43.11‬‬
‫جدلم نحن ق دمون‬ ‫مريم‬
‫يوسف زيزي لم لت أريد أن أخرج الطم م الذي نذرله‬ ‫أم يوسف‬
‫أ للذرنم س لليد يوس للف أخل للم بل ل ري س لللقودنم إل للت الجن للون لخج للل أن‬ ‫المشهد الث لث‬
‫لمطيك أطروحله بن سله ملن فضلسك اق أر ل إنهل مهملة لسغ يلة ب لنسلبة‬ ‫بوران‬ ‫والمشرون‬
‫له‬ ‫‪00.43.12‬‬
‫قولم له أنم س؟قرؤ ليوسف بن سم وأ لب له مالحظ له‪.‬‬ ‫روي‬ ‫‪00.46.12‬‬
‫ش ار جزيال ِ‬
‫لك‪.‬‬ ‫بوران‬
‫ملم ب ري ن ‪...‬‬ ‫أمم لم لم‬ ‫مريم‬
‫إنهل بل ري؛ جسبللت الصلور‪...‬د ينم أ ار للم أوال بل ري نلت فللم جسللة‬
‫المشهد الراب‬
‫نل ل ل ل ل للت ملل ل ل ل ل لل؟خرة ل ل ل ل ل للن درس‬ ‫طسبل ل ل ل ل للت منه ل ل ل ل ل ل أن لل ل ل ل ل للدخل ول نه ل ل ل ل ل ل‬ ‫روي‬
‫والمشرون‬
‫الموسيقت‪...‬أنظري إلت مريم الوديمة‪.‬‬
‫‪00.46.13‬‬
‫ذا الم ن‪...‬‬ ‫أنظري م و بدي‬ ‫مريم‬
‫‪00.48.10‬‬
‫نمم إنه جميل جدا‪...‬‬ ‫روي‬
‫ملم ب ري لصور ن لم ذا لصور‬ ‫أنظري إلت ذ إنه جميسة‬ ‫مريم‬
‫لنسلطي أن نلذ ر السحظ ت ذ السحظ ت الحسوة‪.‬‬ ‫روي‬
‫يل ل ل بن ‪...‬س ل لليدالم سل ل ل دلم أ ذرونم‪...‬س ل لليد أمي ل للري أنل ل ل ذا ل للب إل ل للت‬
‫محمود‬ ‫المشهد الخ مس‬
‫الورشة‪.‬أن سميد جدا أنك جئت لزي رلم‪.‬‬
‫والمشرون‬
‫لك مم‪...‬‬
‫ش ار ال‬ ‫يوسف‬
‫‪00.48.10‬‬
‫يللف‬ ‫ي‪.‬سلللر‬
‫د نللم أريللد ورشلللم س؟حضللر لللك وبل مملل از مللن الش ْ‬
‫محمود‬ ‫‪00.52.28‬‬
‫نصن المجو رات أن واثم أنك سلسلم ‪.‬‬
‫لقد زر ت نبل ت لألط ل فم مدرسة الم وفين بحسول الربي سنمطم‬ ‫المشهد الس دس‬
‫روي‬
‫ج ئزة لص حب أطول شجرة‪.‬م رأيك‬ ‫والمشرون‪:‬‬

‫‪338‬‬
‫ذا جيد‪.‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪00.52.29‬‬
‫لقللد الصللسوا ث نيللة مللن الج ممللة اليللوم‪...‬إنهم يريللدون ممرفللة مل إذا نللت‬ ‫‪00.53.28‬‬
‫روي‬
‫سلدرس ال صل المقبل‪.‬‬
‫أن لم أقرر بمد ربم أغير وظي لم‬ ‫يوسف‬
‫ولممل فم م ذا‬ ‫روي‬
‫ال أ سم أي شمء غير الج ممة‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫لم ذا ال ل؟لم إلت المدرسة يم نهم أن يسل يدوا من خبرلك‪.‬لم لت ممم‬
‫روي‬
‫غدا‪.‬‬
‫انسم األمر‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫رس ئل من الج ممة‪...‬‬ ‫روي‬ ‫المشهد الس ب‬
‫حسن ‪...‬‬ ‫يوسف‬ ‫والمشرون‬
‫أنل ل مس للرورة أن للك غي للرت أري للك‪ .‬المدرس للون واألط ل ل ل س للوف يس للمدون‬ ‫‪00.53.29‬‬
‫لسغ ية‪.‬إنهم ب لل؟ يد فم ح جة لخبرلك ن ك‪...‬‬ ‫روي‬ ‫‪00.56.59‬‬
‫سيد ب س لم ل ن وس دنم من فضسك‪.‬‬
‫ل أنلت نل أ سلم أنلك‬ ‫زيزلم روي أن ب ري‬ ‫( ست اله لف) مرحب‬
‫مشللغولة جللدا للذ األي ل م ول للن أردت أن أسلل؟ل للل ق ل أر السلليد يوسللف‬
‫رس للم بملد ومل أريله فيهل أردت أن آللم وأح دثله ل نلم خجسلت نو ل‬
‫م ل ال أسلللطي أن أنظللر إلللت ينيلله إنلله شللمور غريللب روي ل سلل؟ ون‬ ‫ب ري‬
‫المشهد الث من‬
‫رج ل ء أخبريلله أنللم فللم‬ ‫ملللولرة جللدا يللوم من قشللة رس ل للم وأشللي ء أخللر‬
‫والمشرون‬
‫اك‪ .‬أو ؛ نل ل ك ح س للة ل رق للة موالنل ل لق للد‬‫جس للة حب للم وقبالل للم حل للت أر ِ‬
‫‪00.57.00‬‬
‫أردلك وأسل ذ يوسف‪...‬‬
‫‪00.59.11‬‬
‫ل زر ت األص ئص‬ ‫روي‬
‫نمم‪...‬‬ ‫مريم‬
‫م دد‬ ‫روي‬
‫أربمة‪...‬‬ ‫مريم‬
‫ل ن ن ك أ ثر من أربمة‪...‬‬ ‫روي‬
‫(يق ل أر أطروحللة ب ل ري) السغللة الرمزيللة لسصللوفيين وجللدت قبللل فل لرة طويسللة‬ ‫المشهد الل س‬
‫من حل فظ‪...‬ورد ال ملل المن سلب بلين الحس سلية والنظلرة ف لشلمر يرسلم‬ ‫والمشرون‬
‫يوسف‬
‫صورة المش ر الداخسية؛ ف لسق ء م شمس أخرج مش ر الرومم شم ار‬ ‫‪00.59.12‬‬
‫‪...‬مجد أ م له فلحت ينم لرؤية حبيبم وأن أحملد اهلل سلت ذللك أنل‬ ‫‪01.00.04‬‬

‫‪339‬‬
‫ضميف بدون لط ك ال أقدر ست شمء‪.‬‬
‫المشهد‬
‫الثالثون‪:‬‬
‫أبم الز ور لل لح لم لت و أنظر‪...‬‬ ‫مريم‬
‫‪01.00.05‬‬
‫‪01.03.20‬‬
‫لقد نت قسقة لسغ ية أين نت‬ ‫روي‬ ‫المشهد الواحد‬
‫قسقة بش؟ن م ذا‬ ‫يوسف‬ ‫والثالثون‬
‫أو ال أقسم‬ ‫روي‬ ‫‪01.03.21‬‬
‫لوق م ن لمب دور األم‪ .‬أن ب لغ ا ن و سنم ‪ 45‬سنة ‪.‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪01.04.27‬‬

‫المشهد الث نم‬


‫والثالثون‬
‫روي آن آسف‪(...‬لغ در روي دون أن لرد سيه)‬ ‫يوسف‬
‫‪01.04.28‬‬
‫‪01.04.52‬‬
‫سالم‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫السالم سي م‪.‬‬ ‫البواب‬
‫المشهد الث لث‬
‫أريد أن أر ب ري أذرنوش‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫والثالثون‪:‬‬
‫ال يم نك ا ن إنهم يلمرنون‪.‬‬ ‫البواب‬
‫‪01.04.53‬‬
‫وملت سينلهون‬ ‫يوسف‬
‫‪01.07.46‬‬
‫بمد س ة‪...‬‬ ‫البواب‬
‫ش ار جزيال‪.‬‬ ‫يوسف‬

‫احلرسم ل م ال لقمم سالم زيزلم‪...‬‬ ‫أم يوسف‬


‫اشلقت لك ثيرا‪...‬‬ ‫مريم‬
‫م األمر‬ ‫أم يوسف‬
‫المشهد الراب‬
‫ال شمء‪.‬أن ذا بة إلت ش ن م مريم‪.‬‬ ‫روي‬
‫والثالثون‬
‫وحدك‬ ‫أم يوسف‬
‫‪01.07.47‬‬
‫نمم‪.‬‬ ‫روي‬
‫‪01.08.57‬‬
‫أحدث شمء فم ش ن‬ ‫أم يوسف‬
‫ال؛ ال لقسقم سي فقط أن أذ ب‪.‬‬ ‫روي‬
‫م ذا حدث‬ ‫أم يوسف‬

‫‪340‬‬
‫(لنه ر ب ية)‬ ‫روي‬
‫سالم أمم أين الجمي‬ ‫يوسف‬
‫أليت ألسسك ن س السؤال‪...‬م ذا حدث‬ ‫أم يوسف‬
‫أين م‬ ‫يوسف‬
‫أحق لهلم‬ ‫أم يوسف‬
‫أ ذا سؤال أمم ب لطب أ لم‪.‬‬ ‫يوسف‬
‫ال أ لقد ذلك؛ لو نت لهلم ل نت ن وليس فم ش ن‬ ‫أم يوسف‬
‫ش ن لم ذا لم لقل روي شيئ‬ ‫يوسف‬
‫و ل لحل ج لذلك‬ ‫أم يوسف‬ ‫المشهد الخ مس‬
‫م َّ للحدثين‬ ‫يوسف‬ ‫والثالثون‬

‫يوسف م الذي ل مسه بحي لك‬ ‫أم يوسف‬ ‫‪01.08.58‬‬


‫نيللت طلوال للذ السللنين الب ئسللة دون‬ ‫أي حيل ة أي هللم أي أحللد للم‬ ‫‪01.12.28‬‬
‫أن أنطم ب سمة ال ل أسف لح لم؛ أنت زوجلم و لل ملن حلولم أنل‬
‫ال أحل ل ج ألي أحللد بمللد ا ن أريللد الحي ل ة اللللم لحللم لللم لقللد فقللدت‬
‫حصللست ألسللمم للذ‬
‫أجمللل سللنين مللري أنظللري حولللك للللري م ل ذا ّ‬ ‫يوسف‬
‫حي ة أربمة أشج ر ومنزل ظننلهل جنلة صلغيرة لقلد سلئمت لذ الجنلة‬
‫أريللد أن أ لليش حي ل لم نمللم أريللد أن أ لليش بطريقلللم ألسلللطيمين أن‬
‫ل همم ألسلطيمين‬
‫أمم أمم‪...‬‬
‫المشهد الس دس‬
‫والثالثون‬
‫(مشهد ص مت‪ :‬لر يز يوسف م المرأة الجميسة فم الميلرو)‬ ‫‪/‬‬
‫‪01.12.29‬‬
‫‪01.04.15‬‬
‫سيد يوسف؛ إنه ليس ب لمنزل‪.‬‬ ‫صوت امرأة‬
‫سالم‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫المشهد الس ب‬
‫سالم سي م ألم لمسم‬ ‫صوت امرأة‬
‫والثالثون‬
‫م ذا‬ ‫يوسف‬
‫‪01.14.16‬‬
‫السيسللة الم ضللية؛ أمللك لللم ل للن بصللحة جيللدة السلليدة و للب والجي لران‬
‫صوت امرأة‬ ‫‪01.14.41‬‬
‫أخذو إلت المسلش ت‪...‬‬
‫مسلش ت أي مسلش ت‬ ‫يوسف‬

‫‪341‬‬
‫س؟س؟ل ابنلم‪...‬‬ ‫صوت امرأة‬
‫المشهد الث من‬
‫والثالثون‬
‫(مشهد ص مت‪ :‬والدة يوسف فم المسلش ت)‬ ‫‪/‬‬
‫‪01.14.42‬‬
‫‪01.15.37‬‬
‫سيك أن ل لر بم ئسللك‬ ‫سيك أن لدير حي لك؛ م الذي لريد أن فمسه‬
‫المشهد الل س‬
‫للذا‪ .‬إذا أردت أن لبللدأ وظي للة‬ ‫ب؟مللك المريضللة ال يم نللك أن لسلللمر‬
‫والثالثون‬
‫جديللدة أو لسلللثمر فللم شللمء م ل ؛ أسلللطي أن أ طيللك م ل لريللد لللم ال‬ ‫محمود‬
‫‪01.15.38‬‬
‫لممللل ممللم ومللن سللي ون أفضللل منللك ألشللهر ا ن وأنللت لجسللس فللم‬
‫‪01.16.22‬‬
‫بيلك؛ للجنب الممل الحي ة والج ممة لقد منحت حي ةل جديدة اسلغسه‬
‫المشهد أربمون‬
‫ل الصور)‬ ‫(مشهد ص مت‪ :‬رمم ال لب واألورام وحرقه م‬ ‫يوسف‬ ‫‪01.16.23‬‬
‫‪01.19.06‬‬
‫(يق ل أر رس ل لة مرلضللت) سللالم يوسللف لقللد اشلللقت إليللك فمللال أردت أن‬
‫أراك ث ني للة أخبرن للم مل ل ال للذي يس لللحم النظ للر وأخب للرك أنل ل مل ل ال للذي‬
‫يسلللحم الممللت منللذ ميللت أريللت أشللي ء رائمللة؛ احللزر م ل ذا وجللدت‬ ‫المشهد الواحد‬
‫غ بللة مسيئللة ب؟شللج ر الجللوز أود أن أصللحبك إليهل يومل وسللن؟ ل حلللت‬ ‫واألربمون‬
‫يوسف‬
‫م رأيت إللت ا ن أ ينل ك مسللملمة أسلئسة ثيلرة‬ ‫نشب من الجوز‬ ‫‪01.56.22‬‬
‫أرأيت أي أشج ر ص ص ف أود أن أ رف إن نت لجسب لك الحظ‬ ‫‪02.21.23‬‬
‫أرسست للك الصلورة الللم و لدلك بهل لللمسم أنلم أف لر بلك دوم ‪.‬صلديقك‬
‫مرلضت‪.‬‬
‫ين ال لسلجيب لسنور لربم و رفض لنسيج القرنية المزروع‪.‬‬ ‫الطبيب‬
‫د لور؛ أ ن ك أمل‬ ‫محمود‬
‫يجب سين إجراء المزيد من ال حوص ت‪.‬‬ ‫الطبيب‬
‫المشهد الث نم‬
‫لن أم ث ن ‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫واألربمون‪:‬‬
‫ا دأ يوسف‪...‬‬ ‫محمود‬
‫‪01.21.24‬‬
‫أريد أن أخرج من ن ‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫‪01.21.58‬‬
‫سي ون ل شمء ست م يرام‪...‬‬ ‫محمود‬
‫من فضسك ا دأ‪...‬‬ ‫الطبيب‬
‫رج لء؛ أخرجنم من ن أخرجونم من ن ‪.‬‬ ‫يوسف‬

‫‪342‬‬
‫لن للذ ب إل للت شل ل ن مل ل ب للوران وبل ل ري س للنذ ب لرؤي للة رويل ل ومل لريم‬
‫سيللك أال‬ ‫الخالفل ت جللزء مللن الحي ة‪...‬أ للدك للل شللمء سللي ون بخيللر‬
‫المشهد الث نم‬
‫ل قد األمل‪ .‬لقد لحدثت إلت األطب ء س؟رسسك إلت الخ رج سل؟دف مهمل‬
‫محمود‬ ‫واألربمون‪:‬‬
‫ل سف األمر للبصر ث نية‪...‬‬
‫‪01.21.59‬‬
‫إلللت أيللن أنللت ذا للب سلصللدمك سللي رة‪...‬انلظر أخبرنللم إلللت أيللن أنللت‬
‫‪01.26.08‬‬
‫ذا ب انلظر سلصدمك سي رة‬
‫ابلمد نم ألر نم اذ ب بميدا‪...‬‬ ‫يوسف‬
‫المشهد الث نم‬
‫واألربمون‪:‬‬
‫ألبدأ حي ةل جديدة ‪...‬‬ ‫(يق أر م لبه من قبل) إلهم أس؟لك فرصة أخر‬ ‫يوسف‬
‫‪01.26.09‬‬
‫‪01.31.23‬‬
‫جينيريك النه ية‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪01.31.24‬‬
‫‪01.33.46‬‬

‫‪343‬‬
‫الملحق الرابع‬
‫التقطيع الزمني لسيناريو فيلم‬
‫‪The Scandal‬‬
‫الحوار‬ ‫الشخصية‬ ‫المشهد‪ /‬الزمف‬
‫ِ‬ ‫ٍ َّ‬
‫صػ عد ًع عم ْػف‬
‫نف َعمَػ َٰ َجَبػؿ ل َأرَْيتَػ ُ َخ ش ًػً ُّمتَ َ‬‫َنزْل َنػ ََٰهػ َذا اْلقُ ْػر َ‬
‫تالوة اآلية‪( :‬لَ ْػو أ َ‬
‫‪00.00.00‬‬
‫ض ِربه لِ َّمن ِ َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫وف‪ ).‬سورة الحشر‬ ‫س لَ ًَمهُ ْـ َيتَفَ َّك ُر َ‬ ‫ِ‬
‫َخ ْش َية الم ۚ َوتْم َؾ ْاْل َْمثَ ُؿ َن ْ ُ َ‬ ‫‪/‬‬
‫‪00.00.43‬‬
‫اآلية ‪.21‬‬
‫جينيريؾ البداية‬
‫صوت اآلذاف‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪00.00.44‬‬
‫‪00.02.34‬‬
‫إني غ ضبة مف هذا اإلل ومػف جميػأ أولي ‪،‬ػ ت حتػ إنػي أعتقػد أف لػيس‬
‫لدي ػ الو ػػت لمت بًػػة أوض ػ ع المسػػتمجريف مػػف أمث لن ػ الػػذيف ُحكػػـ عمػػيهـ‬
‫بإخالء البيوتت هػـ لػديهـ أضػرحة و بػ ي فكيػؼ لهػـ أف يفكػروا بممث لنػ ‪.‬‬ ‫المشهد اْلوؿ‪:‬‬
‫حسػػػن ي ػ ػ ري أن ػ ػ سػػػي‪،‬ة أن ػ ػ ض ػ ػ ‪ً،‬ة أن ػ ػ منحرفػػػةت لكػػػف م ػ ػ ذنػػػي أمػ ػػي‬ ‫‪00.02.35‬‬
‫أفس نة‬
‫ػت ل يجيػػي ولكػػف ل تحزنػػي أن ػ‬ ‫المظمومػػة أف تمػػر بهػػذظ الظػػروؼت أ أريػ ِ‬ ‫‪00.03.34‬‬
‫ذاهبػػة لكػػي أجػػد حػػال كيفم ػ ك ػ فت إذا تػػمخر ح مػػد الت ف ػ مجػػددا فسػػوؼ‬
‫أع ب ػ بشػػدة كػػؿ هػػذظ الػػدروس الخصوصػػية وفػػي النه يػػة ل يػػنج إل ػ‬
‫بطمي استرح ـ بميدت أمي أمي أحبؾ كثيرا‪.‬‬
‫المشهد الث ني‬
‫السالـ عميكـت لقد ألقيت التحية أيته المغرورة‪...‬‬ ‫‪00.03.35‬‬
‫جًفر‬
‫هؿ تظنيف أنني سمتركؾ وشمنؾ‪.‬‬ ‫‪00.03.52‬‬

‫المشهد الث لث‪:‬‬


‫مشهد ص مت‪ :‬أفس نة تتمش في الش رع وجميأ الرج ؿ يحد وف به ‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫‪00.04.17‬‬
‫‪00.05.13‬‬
‫ألو‪...‬أهذا أنت ي ح مد م ذا؟‬
‫هؿ أنت أعم ي عـت هن ؾ اختػراع اسػم البػوؽت المزمػ رت الصػف رة أي‬ ‫أفس نة‬
‫شيء أعطني يدؾ دعني أس عدؾ‬
‫المشهد الرابأ‪:‬‬
‫كال سمنهض وحدي‬ ‫ميز ار‬
‫‪00.05.14‬‬
‫يػ لمحػظ لػو منػ نحػف لك نػت اصػطدمت بنػ شػ حنة كبيػرة ونػزؿ صػ حبه‬
‫‪00.07.18‬‬
‫صػ حي الشػ ري الكػػث أصػػمأ الػرأس ون ولنػ عػػدة نلؼ مػػف الشػػت ‪،‬ـ مػػف‬ ‫جًفر‬
‫الًي ر الثقيؿ‬
‫ميػػر از ل تػػدعه تػػذهيت أطمػػي أف يحضػػر له ػ الض ػ بط ويسػػجؿ مخ لفػػة‬ ‫أحد الب عة‬

‫‪345‬‬
‫بحقه ‪.‬‬
‫في ح لت كهذظ ل يمتي ض بط المرور بؿ شرطة اآلداي‪.‬‬ ‫جًفر‬
‫عندم تصطدـ سي رة بممؾ اتص ؿ بشرطة اآلداي أيه الحيواف البري‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫سكوت اخرسوا‪...‬‬ ‫جًفر‬
‫أليس لػديكـ غيػرة حتػ تتحرشػوا بػمعراض النػ ست أختػ ظ لػو أمػت سمسػم‬
‫جمدهـ كم تقشر البرتق لةت حت الرج ؿ مف أصح ي الشػه مة لػـ يًػودوا‬ ‫ب ‪،‬أ نخر‬
‫ك لس بؽ‪.‬‬
‫ك ػ ف الرجػػؿ مػػنهـ يشػػي ببص ػرظ عنػػدم يتحػػدث مػػأ أع ػراض الن ػ س وم ػ‬
‫أحد السيدات‬
‫دخمؾ أنت حت تدخؿ أنفؾ في أي شيء يحدث‬
‫أليس لديه أهؿ يحمونه ؟‬ ‫الب ‪،‬أ‬
‫ػي فيه ػ ومنه ػ تت ػزيف بكػػؿ هػػذا وتطػػرش وجهه ػ بكػػؿ اْلل ػواف وتػػمتي‬
‫الًيػ ُ‬
‫السيدة‬
‫لتتبختر في الش رع‬
‫فمتقتم ػػأ عين ػػؾ م ػػف ش ػػدة الحس ػػدت ل ػػيس تبرجػ ػ ت لق ػػد خمق ػػت جميم ػػة هك ػػذا‬
‫أفس نة‬
‫خرجت مف المصنأ‬
‫ل يًمـ سوى اهلل مف أيف تمتي بكؿ هذظ الثي ي رغـ فقركـ‬ ‫سيدة أخرى‬
‫اْلمػ ػ ػ ػػر بسػ ػ ػ ػػيطت تًمػ ػ ػ ػػؿ فػ ػ ػ ػػي دور اْلزي ػ ػ ػ ػ ء ويضػ ػ ػ ػػًوف صػ ػ ػ ػػوره عم ػ ػ ػ ػ‬
‫المجالت‪...‬ل تضحؾ‪ ...‬ثـ يتصد وف عميه بقطًة ثي ي يشػترونه مػف‬
‫السيدة‬
‫س ػػوؽ المالب ػػس المس ػػتًممة ب ػػدؿ أتً بهػ ػ لت ػػمتي وتتفػ ػ خر أم منػ ػ اذهب ػػي‬
‫واحصمي عم رز ؾ بًيدا مف هن اذهبي‪...‬‬
‫سػػوؼ أبرحػػؾ ض ػرب يوم ػ ي ػ جًفر‪...‬انتب ػ ي ػ سػػيد انتب ػ ل ترسػػؿ أبن ػ ء‬
‫أفس نة‬
‫الن س إل الموت ليست لًبة أت ري كي تحصؿ عم النق ط‪.‬‬
‫المًنة عم الشيط ف وأبن ء الحراـ‪.‬‬ ‫الس ‪،‬ؽ‬
‫المشهد الخ مس‪:‬‬
‫لـ تشتـ ذلؾ المسػكيف يػ أخػي غػض البصػر وركػز فػي عممػؾ ول داعػي‬
‫أفس نة‬ ‫‪00.07.19‬‬
‫لتشوي سمًة الشيط فت أصب الن س ل يستحوف‪.‬‬
‫‪00.08.09‬‬
‫أي حي ء ي سيدة؟ و أ نظري عم أوراؽ الثبوتية التػي خطفتهػ مػف يتػيـ‬
‫الس ‪،‬ؽ‬
‫اْلـ المسكيف الذي ل نًرف ‪...‬‬
‫ارتدي الثي ي القصيرة تميؽ بؾ أكثر وتبدو فيه أكثر جم ل‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫أرموا بكؿ اْلث ث إل الخ رجت أخموا البيت ب لك مؿت م ذا؟‬ ‫المشهد الس دس‪:‬‬
‫تشهدوف جميً أني أنذرته م ‪،‬ة مرة كي تسدد الديوف لػـ تًػر اْلمػر أيػة‬ ‫شريؼ‬ ‫‪00.08.10‬‬
‫أهميػػة هػػؿ أذنبػػت؟ يػ جم عػػة هػػذا البيػػت ممػػؾ لػػي أريػػد أف أهدمػ وأبنػػي‬ ‫‪00.09.45‬‬

‫‪346‬‬
‫مك ن ػ ػ برج ػ ػ م ػ ػ شػ ػػمف اآلخ ػ ػريف بػ ػػذلؾت كػ ػػؿ عممػ ػػي ػ ػ نوني وهػ ػػذا حكػ ػػـ‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫ي ح ج هؿ يمكف أف تًطيه فرصة أخرى إكرام ً لن ؟‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫الموضػػوع لػػيس لػ عال ػػة ب لطمػػي والرجػ ءت وصػػؿ اْلمػػر إلػ هنػ ديػػوف‬
‫أبيه التي ك نت حقو لمن س مف جهة واْلجرة المتراكمة عميه مػف جهػة‬ ‫شريؼ‬
‫أخرى‬
‫دعوظ وشمن ت الذني ذنبكـ مف كثرة م متـ ل ح جن ح جن صػدؽ الػدور‬
‫وتوغ ػػؿ فيػ ػ المتظػ ػ هر الم ار‪ ،‬ػػي الخ ػػداع أي حػ ػ ج ه ػػذا ش ػػوظ س ػػمًة ك ػػؿ‬ ‫أفس نة‬
‫الحج ج‪.‬‬
‫عفػوا يػ أختػػي الشػػيخةت إذا كػ ف اآلخػػروف يجهمونػػؾ فمنػ لػػف ينطمػػي عميػ‬
‫هذا اْلمػر ْلنػ إذا أراد أحػد أف يجػدؾ مػ عميػ سػوى الػذه ي إلػ شػ رع‬
‫"جوردف" أو "فرشت " ليجدؾ هن ؾ تقتنصيف الفرص لتصط دي مغفال م ت‬
‫شريؼ‬
‫لقد لوثت عيوف رجػ ؿ المنطقػة وف حػت الرا‪،‬حػة النتنػة مػف البيػت بسػببؾ‪.‬‬
‫لو استطًت التبرير أم ـ الن س فمف أسػتطيأ التبريػر أمػ ـ اهلل ل أسػتطيأ‬
‫أف أبرر تمجير البيت لف سقة‪.‬‬
‫إل أيف ذهبت ي أختي اتصمت عم البيت فمـ ترعد؟‬ ‫ح مد‬
‫هؿ ابتمًت التحية أيه الغيور وم دخمؾ إل أيف سمذهي أبًػد السػم عة‬
‫أفس نة‬
‫عف فمؾ فقد خنقتني راحة الحميي أيه الطفؿ الصغير‪.‬‬
‫ك ف مجرد سؤاؿت مقت عميؾت ثـ ألـ تقولي أني رجؿ البيت؟‬ ‫ح مد‬
‫المشهد الس بأ‪:‬‬
‫ل داعػػي أف تقمػػؽ ي ػ رجػػؿ البيػػتت سػػمعود س ػريً ت ثػػـ أيػػف أنػػت ي ػ رجػػؿ‬
‫أفس نة‬ ‫‪00.09.46‬‬
‫البيت؟‬
‫‪00.10.47‬‬
‫مممػ ػػـ لػ ػػدي دروس إض ػ ػ فية ْلف موعػ ػػد المتح ن ػ ػ ت ػ ػػد ا تػ ػػري لػ ػػذلؾ‬
‫ح مد‬
‫سػمتمخر ب لمجيء‪.‬‬
‫ح مدت عد سريً إل البيت عندم تنتهي‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫حسن ت في أم ف اهلل‪.‬‬ ‫ح مد‬
‫ك نت رحمة ممتًة‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫المشهد الث مف‪:‬‬
‫إل أيف ي سيدةت أيف اْلجرة؟‬ ‫الس ‪،‬ؽ‬ ‫‪00.10.48‬‬
‫ولـ اْلجرة ؟‬
‫َ‬ ‫أفس نة‬ ‫‪00.12.37‬‬
‫هؿ ترينه ت كسي اركػي واشػكرت عنػدم أعػود لػيال إلػ البيػت يجػي أف‬
‫الس ‪،‬ؽ‬
‫أطًـ زوجتي وأولدي‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫لقد سمًت الكثير مف هذا الكالـت تمصصت بنظػرؾ حتػ اكتفيػت وفػوؽ‬
‫ذلؾ تريد أجػرة أيضػ حتػ عنػدم يػذهي المػرء إلػ السػينم ليشػ هد فيممػ‬
‫أفس نة‬
‫ػت ارضػػية عم ػ اإلطػػالؽ‬
‫جيػػي أف يشػػتري التػػذكرةت خػػذ أيه ػ الج ‪،‬أ‪.‬لسػ ُ‬
‫أتمن أل تفرح به ‪.‬‬
‫إذا ك ف يض يقؾ أخبريني فقط وسوؼ أ طأ ل أذن ‪.‬‬ ‫جًفر‬
‫أنت؟ !‬ ‫أفس نة‬
‫أنظريت يجي أل نصد محبين بهذا الشكؿ‬ ‫جًفر‬
‫لقد نم لؾ ذيؿ وأن طًت مف الجذور‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫تًمم ػػيف أن ػػي ل أتح ػػرشت ألحق ػػؾ أينمػ ػ ذهب ػػتت لق ػػد بػ ػ ت وجه ػػي يش ػػب‬
‫الطر ت مف كثرة الًراؾ والضرب تت ولكف اسمحي لي أف أرعػ ؾ كرجػؿ‬ ‫جًفر‬
‫دعيني أكوف لؾ مظمة تحميؾ سآتي لخطبتؾ موافقة ؟‬
‫ألسػت ترهػػؽ نفسػػؾ بهػػذا الجهػػدت المػرأة مقدسػػة ولكػػي يصػػب أحػػد مظمتهػ‬
‫أفس نة‬
‫يجي أف يكوف رجال وليس ذك ار فحسي‪.‬‬
‫ألست رجال ي أفس نة؟‬
‫ُ‬ ‫جًفر‬
‫الرج ؿ في الس بؽ ك نوا يًتبروف نس ء حيهـ كمعراض ولـ يالحقوهـ مف‬
‫أفس نة‬
‫مك ف آلخر‪.‬‬
‫أي واهلل ت والنسػ ء فػػي السػ بؽ لػػـ يكونػوا يتمونػػوف بػ ْلحمر واْلبػػيض كػػي‬
‫جًفر‬
‫يخرج أي رجؿ رأس مف ن فذة الدك ف ليحدؽ بهف‪.‬‬
‫م ذا مت؟ سمصفًؾ عم وجهؾ ي جًفر‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫سوؼ تريف السيئ أ سـ بحي ة جًفر سوؼ تريف المكروظ بًين ‪.‬‬ ‫جًفر‬
‫مػ الػػذي جػ ء به ػ اآلفت سػػوؼ تمفػػت انتبػ ظ المػػوظفيف كمهػػـ مػػت له ػ أف‬
‫تمتي بًد انته ء الدواـ اإلداري تب ‪.‬‬
‫نسػػؼ ي ػ ح ػ جتيت تًممػػيف أنػػي لػػـ أعشػػؽ فػػي حي ػ تي غيػػرؾ وأنػػي أرى‬
‫شريؼ‬
‫مالمحؾ في تق سػيـ وجههػ فقمػت فػي نفسػي بمػ أف وضػًن المػ دي جيػد‬ ‫المشهد الت سأ‪:‬‬
‫فيجػػي أف نحتضػػف هػػذظ الفت ػ ة حت ػ ل تُجػػر لمفس ػ د بسػػبي فقره ػ فمنػػت‬ ‫‪00.12.39‬‬
‫تًمميف أن ل أحد يستطيأ أف يكوف بمنزلتؾ عندي‪.‬‬ ‫‪00.13.41‬‬
‫سكرتيرة شريؼ ي ح ج ظننت أف هن ؾ ضيؼ عندؾت هؿ تكمـ نفسؾ؟‬
‫ي عمي أحـ أحوـ أحيـ أي شيءت لم ذا تفتحيف الب ي وتدخميف مب شرة؟‬ ‫شريؼ‬
‫سكرتيرة شريؼ ي ح ج وهؿ أن غريبة ؟‬
‫حسػػن اذهب ػوا ‪...‬اذهب ػوا جميً ػ و ػػولي لمًػػـ رجػػي أف يػػذهؿ أيض ػ لػػدي‬ ‫شريؼ‬

‫‪348‬‬
‫بًض اْلعم ؿ هن ‪.‬‬
‫سكرتيرة شريؼ هؿ أذهي أن أيض ؟‬
‫نًـ أنت أيض ‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫سكرتيرة شريؼ حسن ‪...‬‬
‫كـ يوجد ج ‪ً،‬وف هن ‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫المشهد الً شر‪:‬‬
‫إلهػ ػػي ل تحرمن ػ ػ ه ػ ػ تيف الًيػ ػػوف المموثػ ػػة‪ ...‬إل ػ ػ م ػ ػ تنظػ ػػروف؟ اهتم ػ ػوا‬ ‫‪00.13.42‬‬
‫رجي‬
‫بمعم لكـ‪...‬‬ ‫‪00.13.55‬‬
‫لدي موعد مأ ح جكـ‪..‬‬ ‫أفس نة‬
‫ليس ح جن بؿ ر‪،‬يسن ت ثـ ل أعتقد بمن سيستقبمؾ بهػذظ الهي‪،‬ػة وكػؿ هػذا‬
‫سكرتيرة شريؼ‬
‫التبرج‬
‫ل داعػػي لشرش ػ د والػػوعظ أخبري ػ أننػػي أفس ػ نة وسػػيخبرؾ م ػ ذا يجػػي أف‬
‫أفس نة‬
‫تفًمي ‪...‬ح جكـ‪.‬‬
‫سكرتيرة شريؼ ي سيدة ر‪،‬يسن ‪.‬‬
‫المشهد الح دي‬
‫ح جكـ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫عشر‪:‬‬
‫س ػػيدي ال ػػدكتور يوج ػػد س ػػيدة هنػ ػ تري ػػد أف تقػ ػ بمكـ وأعتق ػػد أنهػ ػ مخط‪ ،‬ػػة‬
‫سكرتيرة شريؼ‬ ‫‪00.13.56‬‬
‫تدع أفس نة‪.‬‬
‫‪00.15.43‬‬
‫حسن أرشديه لكي تدخؿ‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫هػؿ يجػي أف أوضػ هػذا اْلمػر أيضػ متمكػد؟ شػكمه مريػي ح جنػ ت هػػؿ‬
‫سكرتيرة شريؼ‬
‫تريد أف أدخؿ مًه ؟‬
‫ن وله السم عة أيته السكرتيرة الفضولية‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫سكرتيرة شريؼ نًـ ح ضر‪..‬يريد التكمـ مًؾ‪.‬‬
‫سالـ عميكـ سيدتي‪...‬أهال وسهالت لو سمحت غطي ش اررات الن رت فهذا‬
‫ل يميؽ هن ل يمكف تكميـ أفواظ المتواجديف هن ‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫م ذا تفًؿ ي عـ رجي لـ ل تنتب لقد أحر ت السيدة‪.‬‬
‫أتًم ػػـ مػ ػ ذا تق ػػوؿ ي ػ ػ حػ ػ جت ه ػػذظ الس ػػيدة هػػػي الت ػػي مب ػػت الشػ ػ ي عمي ػ ػ‬
‫رجي‬
‫وأحر تنيت ثـ تطمي مني أن النتب ظ‪...‬‬
‫تفضمي‪...‬تفضمي‬ ‫شريؼ‬
‫أيه المًوي‪...‬استمتًن بو تن ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫ل أريػ ػػد ض ػ ػػي فةت اذه ػ ػػي واغس ػ ػػؿ السػ ػػي رة ْلننػ ػ ػ ذاهب ػ ػػوف لممس ػ ػػجد عن ػ ػػد‬
‫شريؼ‬
‫المغري‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫حسن ي ح ج‪...‬أعص ب متشنجة‪.‬‬ ‫رجي‬
‫سكرتيرة شريؼ اذهي وستنظؼ المك ف لحق ت لم ل تزاؿ وا ف ؟ اذهي هي ‪.‬‬
‫أراؾ تمً ػػي ال ػػدور بش ػػكؿ جي ػػدت ت ػػؤدي دور الحػ ػ ج الن س ػػؾ ف ػػي اْلحيػ ػ ء‬
‫الفقيرة وهن مكتي فخـ وخدـ وحشـت إف أمثػ لكـ واهلل هػـ مػف شػوظ صػورة‬ ‫أفس نة‬
‫المسمميف‪.‬‬
‫وأخي ار وافؽ غزالن اله ري عم الجموس عم ط ولة المف وض ت‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫أي غ ػزاؿ هػػذا؟ أشػػًر أننػػي صرص ػ ر وأنػػت تمسػػؾ بكمبي ػ لت المرحػػوـ‬
‫أفس نة‬
‫أبي وتضري به عم رأسي ك لنً ؿ‪.‬‬
‫م هذا التشبي ت أي صرص ر؟ أنت ط ووس ي سيدتي‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫المشهد الث ني‬
‫لو لـ يكف لديؾ هذا الم ؿ مػ كػ ف أحػد لينظػر حتػ فػي وجهػؾ ثػـ تػمتي‬
‫أفس نة‬ ‫عشر‬
‫وتستغؿ فقر الن س‪.‬‬
‫‪00.15.44‬‬
‫ولكن ػػي وض ػػًت ه ػػذا المػ ػ ؿ تح ػػت ػػديمؾت ك ػػي ل تتس ػػكًي هك ػػذا فػػػي‬
‫شريؼ‬ ‫‪00.16.54‬‬
‫الشوارع وكي ل يتكمـ الن س عنؾ ويقولوف بنت شوارع‬
‫مف تركي تصب بنت ش رع ومف ُيركي ل يكوف؟ فميفت الجميأ أعيػنهـ‬
‫أفس نة‬
‫جيدا كي يروا أف لج مهـ بيد أفس نة وليس لج ـ أفس نة بيدهـ‪.‬‬
‫إل أيف بهذظ السرعةت ح لي لج ـ حي ك مؿ بيدؾ أنت‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫ل أدري م ذا أص بؾ؟ تحصػؿ عمػ حكػـ بػ إلخالءت ثػـ ترسػؿ لػي رسػ لة‬
‫أفس نة‬
‫تتودد فيه ‪.‬‬
‫هن مربط الفرست اآلف يمكنن عقد صفقة تفضمي واجمسي وسػوؼ أشػرح‬
‫شريؼ‬
‫لؾ‪.‬‬
‫هؿ يتً رك ف؟‬ ‫رجي‬ ‫المشهد الث لث‬
‫سكرتيرة شريؼ َلـ ل تطرؽ الب ي بؿ الدخوؿ؟‬ ‫عشر‪:‬‬
‫عندم يكوف الب ي مفتوح فمي شيء سمطرؽ في ؟ المهـ م ذا جرى؟‬ ‫رجي‬ ‫‪00.16.55‬‬
‫‪00.18.41‬‬
‫سكرتيرة شريؼ ل شيء اصبر ميال‪...‬‬

‫ل أعتق ػػد أن ػػؾ مض ػػطرة لتحم ػػؿ تبًػ ػ ت دي ػػوف المرح ػػوـ وال ػػدؾت ك ػػؿ ي ػػوـ‬
‫شريؼ‬ ‫المشهد الرابأ‬
‫مط لب ت كؿ يوـ فضيحة‪.‬‬
‫عشر‪:‬‬
‫نخر الكالـت م ذا تريد مني؟‬ ‫أفس نة‬
‫‪00.18.42‬‬
‫أريد أف أسًدؾت هؿ لؾ في ذلؾ أـ ل؟ جواي في كممة واحدة‪ :‬نًـ‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫‪00.19.10‬‬
‫كيؼ ب لم ؿ؟‬ ‫أفس نة‬

‫‪350‬‬
‫المػ ؿ هػػو أحػػد الوسػ ‪،‬ؿت هػػذا مػ أسػػتطيأ فًمػ لوحػػديت هػػؿ هػػذظ طريقػػة‬
‫من سبة لجني الم ؿ ب لتالعي بهذا وذاؾ؟‬
‫عزيزتي يجي أف يكوف الم ؿ شرعي ت ذاؾ الم ؿ حراـ ي ط ووسػتيت هػؿ‬ ‫شريؼ‬
‫تًتقديف أنؾ ستتمكنيف مف تسديد الديوف ب لقروش التي تجنينه ت لكف لػو‬
‫وافقت سمجًؿ كؿ هذظ الشيك ت والكمبي لت جزًء مف مهرؾ‪.‬‬
‫أل يتًبؾ هذا الجهدت كـ مرة سم وؿ هذات لف أصب زوجة أحد‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫يفًم ػػوف مػ ػ يحمػ ػوا له ػػـ م ػػف انح ارفػ ػ ت وعن ػػدم يس ػػمًوف ب لش ػػرع والً ػػرؼ‬
‫شريؼ‬
‫والق نوف يتهربوف من ت اسم عقد مؤ ت‪.‬‬
‫أي كشريحة مسبو ة الدفأ والشريحة الث بتة أليس كذلؾ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫لكف هذظ الشريحة تًبم بشكؿ دا‪،‬ـ‪...‬‬ ‫شريؼ‬
‫كؿ فتي ت المبن والحي والمدينةت لم ذا أن ؟‬ ‫أفس نة‬
‫يجي أف يكوف الًشي حمو المذاؽ في فـ الم عز كم يقوؿ المثؿت وأنت‬
‫شريؼ‬
‫حموة المذاؽ ب لنسبة لي‪ .‬أن أريدؾ هؿ أذنبت؟‬
‫ألـ تسمأتولكف ألـ تسمأ بمف الًشؽ في الكبر ل يجمي سوى الفضيحة‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫أول الحي ل يًرؼ صغي ار ول كبيرات ث ني يق ؿ أف الن ر ل تشػتًؿ سػوى‬
‫مف جذع الشجرة القديمة وث لث لػـ أفػت عينػي عمػ الػدني إل ووجػدت يػد‬
‫المرحومػػة زوجتػػي ػػد وضػػًت فػػي يػػدي وفتحػػت عينػػي الث نيػػة ْلرى ي ػ‬ ‫شريؼ‬
‫ويمػ ػػي الػ ػػدني ممي‪،‬ػ ػػة ب لحوري ػ ػ ت ونحػ ػػف نبحػ ػػث عنه ػ ػ فػ ػػي الجنػ ػػة‪ .‬م ػ ػ ذا‬
‫حدث‪...‬م ذا حدث‪...‬‬
‫اذهبػي واحضػري كوبػ مػػف المػ ءت لقػد فقػػدت وعيهػ أو أطمبػي اإلسػػً ؼ‪.‬‬
‫شريؼ‬
‫م ذا تفًميف هن ألـ أ ؿ لؾ اذهبي‪.‬‬
‫مت في نفسي د تحت ج هذظ المسكينة إل كوي مػ ء وسػكر ك ْلخريػ ت‬ ‫المشهد الخ مس‬
‫سكرتيرة شريؼ‬
‫ت فألبق لممس عدة‪.‬‬ ‫عشر‪:‬‬
‫حسن سيمتي دوم دورؾ وتحت جيف إلي ‪.‬‬ ‫شريؼ‬ ‫‪00.19.10‬‬
‫كػػال ي ػ ح ػ ج فمنػػت ل تػػرى إل دج جػػة الجي ػراف بطػػة أم ػ أن ػ لسػػت حت ػ‬ ‫‪00.19.32‬‬
‫سكرتيرة شريؼ‬
‫بيضة في نظرؾ‪.‬‬
‫أصبحت تغرديف ك لبالبؿ أيض ‪ .‬هي بسرعة‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫تفضمي اشربي هذا‪...‬‬ ‫رجي‬ ‫المشهد الس دس‬
‫لقد أخفتن ت هؿ تً نيف مف مرض م ل سم اهلل‪...‬‬ ‫شريؼ‬ ‫عشر‪:‬‬
‫كالت ولكف أعتقد أف أحدا غيري هو المريض‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫‪00.19.33‬‬

‫‪351‬‬
‫هي أخرج ‪...‬أخرج مف هن ‪ .‬أخرج كي يدخؿ الهواء‪.‬‬ ‫شريؼ‬ ‫‪00.20.40‬‬
‫عفوا ي ح ج ولكف الهواء يدخؿ مف الن فذة فم دخمي أن ‪.‬‬ ‫رجي‬
‫حسن أخرج هي ت أخرج ‪...‬‬
‫أنظري الحديث الػذي دار بيننػ حػديث بػيف بػ لغيف وعػ ميفت فػال تخبػري‬ ‫شريؼ‬
‫الن س بذلؾ عندم تهذبيف إل الحي‪.‬‬
‫أن أفهـت أنت شخص لديؾ مك نتؾ كم يق ؿت أعطيني أسبوع ْلفكر‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫إف كنػػػت سػ ػػتوافقيف فمم ػ ػ ذا اْلسػ ػػبوعت سػ ػػممزؽ اآلف حكػ ػػـ اإلخػػػالء حت ػ ػ‬
‫شريؼ‬
‫تتمكني مف اتخ ذ القرار بحرية‬
‫بحرية‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫يػ لمًجػػيت مفًػػوؿ المػ ء والسػػكر كػ ف سػريً و ػػد عػ د ضػػغطؾ طبيًيػ‬
‫سكرتيرة شريؼ‬ ‫المشهد الس بأ‬
‫كم أرى‪...‬‬
‫عشر‪:‬‬
‫بم أنؾ ترين كؿ يوـ فقد تًودت وضغطؾ يصب مًتدل عند رؤيت ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫‪00.20.41‬‬
‫م ذا‪...‬كمم ك ف القرد أبشأ كمم ك نت حركت أكثر‪...‬‬
‫سكرتيرة شريؼ‬ ‫‪00.21.01‬‬
‫أؼ منؾ ي ح ج‪...‬‬
‫المشهد الث مف‬
‫الحمد هلل جرت اْلمور عم خير‪...‬أيف الكمبي لت؟‬ ‫شريؼ‬
‫عشر‪:‬‬
‫أيته الحرب ء الس ر ةت أو ًت نفسؾ في الف ‪.‬‬
‫‪00.21.02‬‬
‫السالـ عميكـ شرطة النجدة ؟‬
‫‪00.21.37‬‬
‫المشهد الت سأ‬
‫سالـ سيدتي‪..‬ا تربي ميال ْلتحدث مًؾ في أمر‪.‬‬ ‫عشر‬
‫الشرطي‬
‫أركض وراءه ‪...‬‬ ‫‪00.21.38‬‬
‫‪00.22.40‬‬
‫أل يوجد أحد في المنزؿ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫انتبهي ي ابنتي وانظري أم مؾ كي ل تتًثري في حي تؾ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫وهؿ لديؾ عيف في مؤخرة رأسؾ؟‬
‫أفس نة‬ ‫المشهد عشروف‪:‬‬
‫أ سـ بحي ة أمي لو ا تربت مني سمضربؾ‪.‬‬
‫‪00.22.41‬‬
‫لطيؼت مت ك ف الضيؼ يضري ص حي البيت؟‬ ‫يوسؼ‬
‫‪00.26.14‬‬
‫لـ أسرؽ شي‪ ،‬مف بيتؾت أ صد ل يوجد شيء يسرؽ‬ ‫أفس نة‬
‫بػ ػ لًكس إف احتج ػػت لش ػػيء ول ػػـ تجديػ ػ هنػ ػ ؾ ورأيتػ ػ ف ػػي مكػ ػ ف نخ ػػرت‬
‫يوسؼ‬
‫أخبريني كي أعطيؾ إي ظ لتمخذي مًؾ‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫لـ كؿ هػذظ المراوغػة؟ إف كنػت تًتقػد أنػؾ ذكػي فمنػ النبػوغ بذاتػ ‪ .‬عممػت‬
‫أف الشرطة تبحػث عنػي فتسػً لتػمخيري ريثمػ يصػموف ألػيس كػذلؾ؟ أنػ‬
‫راحمة تشرفن ‪...‬‬
‫أ سـ بحي ة أمي أني أخطمتت أ سـ ب هلل وبهذا الولي المدفوف هن ت اذهي‬ ‫أفس نة‬
‫وأ ػػنًهـ ب لرحي ػػؿ كيفمػ ػ كػ ػ فت أ س ػػـ ل ػػو دخم ػػت الس ػػجف فمس ػػؤولية امػ ػرأة‬
‫عجوز وطفؿ سػتكوف عمػ ع تقػؾ افًػؿ شػي‪ ،‬أرجػوؾ‪ .‬أ سػـ بشػرفي أنػي‬
‫سمعوض لؾ ذلؾت ليس لدي نقود ولكف كم تحي أنت موفؽ؟‬
‫أستغفر اهلل‬ ‫يوسؼ‬
‫مػ بػػؾت لمػ ذا تغيػػر لونػػؾ؟ أه ػ لي المنطقػػة يتمنػػوف لػػو أنظػػر إلػػيهـ فقػػطت‬
‫أفس نة‬
‫طيي ل تخبرهـ بوجودي هن اتفقن ؟‬
‫السالـ عميكـ‪...‬كيؼ الصحة‬ ‫الشرطي‬
‫ع ف كـ اهلل‪ ...‬م ذا حصؿ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫ل شيء مولن ت هن ؾ س رؽ هري مف أيدين ‪...‬‬ ‫الشرطي‬
‫ي اهلل ‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫أؼ أؼ بػسـ اهلل الرحمف الرحيـ‪ ...‬السالـ عميكـ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫وعميكـ السالـ ابنتي‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫كيؼ استطًت لفمفة اْلمور ي ح ج؟‬ ‫أفس نة‬
‫لفمفة‪...‬؟‬ ‫يوسؼ‬
‫أ صد كيؼ خدعتهـ كي ل يدخموا المنزؿ؟‬ ‫أفس نة‬
‫لـ يسملوا شي‪ ،‬ولـ أجبهـ بمي كذبة‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫المشهد الواحد‬
‫ي لبراءتؾت مف المؤكد أنػؾ خفػت عمػ نفسػؾ مػف الفضػيحة لػو وجػدوني‬
‫أفس نة‬ ‫والًشروف‪:‬‬
‫هن ‪.‬‬
‫‪00.26.15‬‬
‫تن ولي م تش ‪،‬يف ريثم أعود‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫‪00.27.47‬‬
‫تريػػد أف تخجمنػػي بػ لخبز والممػ ت لػػـ أتو ػػأ منػػؾ ذلػػؾ دعنػػي أصػػدؽ أنػػؾ‬
‫أفس نة‬
‫تستحؽ ارتداء هذا الزي وأنؾ إنس ف نجيي كمبن ء اْلنبي ء‪.‬‬
‫ليس كؿ أبن ء اْلنبي ء مًصوميف‪ .‬لػيس الػرداء دليػؿ عمػ سػالمة الػنفس‬
‫يوسؼ‬
‫ادعي لي أف أكوف إنس ن أو كم ِ‬
‫مت بري‪. ،‬‬
‫إف أذني ممي‪،‬ة ب لمواعظت حسف هي ت اذهي بؿ أف يسي‪،‬وا الظف بؾ‪..‬‬ ‫أفس نة‬
‫يسي‪،‬وا الظف بمف؟‬ ‫يوسؼ‬
‫بًمتي‪...‬بمف بن نحف الثنيف‪ .‬واطم‪،‬ف بًد خروجؾ سوؼ أرحػؿ وانهػي‬ ‫أفس نة‬

‫‪353‬‬
‫المشكمة‪.‬‬
‫كم تش ‪،‬يف لكف الخروج في الو ت الح لي ليس في مصمحتؾ‪.‬‬
‫يوسؼ‬
‫في أم ف اهلل‪.‬‬
‫أي واهللت عجػػوز يػػدعي البطولػػة واهللت صػػدؽ أنػػي سػػمبق ول يريػػد سػػوى‬
‫أفس نة‬
‫استغالؿ الفرصة‪.‬‬
‫نسػػملكـ الػػدع ء يػ حػ ج ت أنػ أحػػي كثيػ ار المشػ ركة فػػي صػػالة الجم عػػةت‬ ‫المشهد الث ني‬
‫الشرطي‬
‫ولكف كم تًمـ الًب دة ليست صالة فقط فخدمة الخمؽ عب دة أيض‬ ‫والًشروف‪:‬‬
‫‪00.27.48‬‬
‫أحسنتت لكف ع‬
‫صؿ أيض فممصالة أجره أيض ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫‪00.28.16‬‬
‫المشهد الث لث‬
‫والًشروف‬
‫أؼ أؼ ي لهذظ الورطةت ل يبدو أنهـ سيرحموف‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫‪00.28.18‬‬
‫‪00.28.29‬‬
‫المشهد الرابأ‬
‫مشػػهد ص ػ مت‪ :‬الح ػ ج يوسػػؼ يتمش ػ فػػي المدينػػة وسػػط احت ػراـ وتقػػدير‬ ‫والًشروف‬
‫يوسؼ‬
‫كبير مف الن س‪.‬‬ ‫‪00.28.30‬‬
‫‪00.29.23‬‬
‫السالـ عميكـ‪...‬هؿ مػف يسػتطيأ تحػوؿ التػراي إلػ ذهػي بكيميػ ء عينيػ‬
‫يوسؼ‬
‫أف يمقي عمين نظرة أيض ‪.‬‬
‫م ش ء اهلل‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫مت ستصم القطف الخ ص بي ي ميزرا؟ وفػي نفػس الو ػت ليػت تصػم‬
‫ػي ب يج بيػة‬
‫لي فمي ولس ني فمػيس فػي أ والنػ عمػؿ ولكػف النػ س تنظػر إل ْ‬ ‫يوسؼ‬
‫المشهد الخ مس‬
‫مفرطة دوف سبي‪.‬‬
‫والًشروف‬
‫م ط ر طير وارتفأ إل كم ط ر و أ‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫‪00.29.24‬‬
‫أحسنت‪...‬أحسنت‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫‪00.31.29‬‬
‫ومف يرتفأ أكثر ك ف لو وع صدى أكبر‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫نًـت نًـ صحي ب رؾ اهلل فيؾ‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ف لس لؾ ينتب كي ل يشتهر كثي ار حت إذا و أ ل يصدر صوت ع لي ‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫أحسنتت صحي م تقوؿ ي ميز ار فمض ر الشهرة أكثر مف من فًه ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫هػػذا إذا كػ ف لهػ نفػػأ فػػي اْلسػ ست لكػػؿ شػػيء ضػريبة ف لجمػ ؿ ضػريبت‬ ‫ميز ار‬

‫‪354‬‬
‫الوحػ ػػدة والم ػ ػ ؿ ض ػ ػريبت الحس ػ ػ ي الًسػ ػػير وض ػ ػريبة الشػ ػػهرة الفضػ ػػيحة‬
‫والترصد مف بػؿ اآلخػريفت يػ حػ ج هػؤلء الػذيف ينحنػوف بتقبيػؿ اْليػ دي‬
‫يشبهوف القوس كمم انحن كمم ك ف لمسهـ أثر ب لغ وك ف تال أكثر‪.‬‬
‫نًػػـ وأنػ مػػأ كػػؿ هػػذا المػػدي أصػػبحت وسػػط مجموعػػة كبيػرة مػػف الرمػ ة‬
‫يوسؼ‬
‫المترصديفت نسمؿ اهلل حسف الً بة لن جميً ولمجميأ‪.‬‬
‫لـ يتحدث دم ؤن عبث ف لسالمة في أف نكوف مجهوليف‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫تًز مف تش ء وتذؿ مف تش ء يًني أف عزة أي إنس ف أو ذؿ أي إنس ف‬
‫بيػػد اهلل وطوعػ لمشػػي‪،‬ت ت ُيػػروى أف المال‪،‬كػػة تضػػحؾ عمػ أعمػ ؿ البشػػر‬
‫ف ػػي موض ػػًيف‪ :‬اْلوؿ عن ػػدم يري ػػد اهلل أف يً ػػز شخصػ ػ وي ػػمتي الحسػ ػ د‬
‫يوسؼ‬
‫ليمنً ػوا ذلػػؾ والث ػ ني عكػػس ذلػػؾ عنػػدم يريػػد اهلل أف ينػػزؿ شخص ػ إل ػ‬
‫اْلسػػفؿ أف يً بػ أف يذلػ ويػػمتي أمث لنػ ليمنًػوا ذلػػؾت يػ ابػػف ندـ اْلمػػر‬
‫ليس بيدؾ بؿ بيد اهلل وحدظ‪.‬‬
‫ي إلهي‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫لف أضيأ و تكـ أكثر مف هذا‬ ‫يوسؼ‬
‫شي‬
‫سوؼ أحضر لؾ كوب مف الم ء ي ح ج‪.‬‬ ‫المشهد الس دس‬
‫مف الحضور‬
‫والًشروف‪:‬‬
‫أشػػكركـ جميً ػ عم ػ حسػػف اسػػتم عكـ‪ .‬النتيجػػة التػػي نسػػتنتجه مػػف هػػذا‬
‫‪00.31.30‬‬
‫الحديث القدسي هػي التوكػؿ يًنػي أف اإلنسػ ف يجػي أف يتوكػؿ عمػ اهلل‬ ‫يوسؼ‬
‫‪00.34.47‬‬
‫في كؿ أمورظ‬
‫لًنػػة اهلل عم ػ الشػػيط فت م ػ ذا يجػػري هنػ ؟ م ػ ذا تفًػػؿ يػ ح ػ ج نسػػمؿ اهلل‬
‫ي‬
‫الش ْ‬
‫حسف الً بة‪.‬‬
‫السػ دة الحضػػور طهػػروا أفػواهكـ بصػػموات خ فتػػة ْلف النػ س تسػػتري فػػي‬
‫من زلهػ ت إذا سػػم لػي السػ دة نكمػػؿ درسػن غػػدا إف شػ ء اهلل‪ْ .‬لنػػي أشػػًر‬ ‫يوسؼ‬
‫بتوعؾ تصبحوف عم خير موفقيف‪ .‬في أم ف اهلل‪.‬‬
‫أعتذر ي ح ج ولكف أردت أف أ وؿ شيء ب ختص ر لو سمحت‪.‬‬ ‫الش ي‬
‫نًـ تفضؿ‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ل إلػ ػ إل اهللت س ػػمحدثؾ ف ػػي فرص ػػة لحق ػػة ػػد ل يك ػػوف المكػ ػ ف من س ػػب‬
‫ي‬
‫الش ْ‬
‫أستمذنؾ‪.‬‬
‫تفضؿ ي ح ج‪ ...‬ي اهلل‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫المشهد الس بأ‬
‫ي اهلل‪ ..‬عم رسمؾ ي ابنتي‪.‬‬ ‫يوسؼ‬ ‫والًشروف‬

‫‪355‬‬
‫أرى أنؾ تجهز جيش ي ح ج‪.‬‬ ‫‪00.34.48‬‬
‫أي جيشت الس دة طالي عمـ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬ ‫‪00.37.11‬‬
‫عن ػػدم أري ػػت ك ػػؿ ه ػػؤلء المشػ ػ ي ف ػػي به ػػو المن ػػزؿ ػ ػرأت الف تح ػػة عمػ ػ‬
‫أفس نة‬
‫روحي‪ .‬مت لنفسي خرجت مف الحفرة ْل أ في الب‪،‬ر‪.‬‬
‫عن ػػدم تجي ػػديف الص ػػًود ب لحب ػػؿ ف ػػال ف ػػرؽ إف و ً ػػت ف ػػي حفػ ػرة أو ب‪ ،‬ػػر‬
‫يوسؼ‬
‫ستنقذيف نفسؾ‪.‬‬
‫بًػػد إذنػػؾ سػػوؼ أخفػػؼ الًػػيء وأرحػػؿ بػػؿ أف يتفضػػؿ الشػػيط ف ويػػدخؿ‬
‫أفس نة‬
‫تحت جمدؾ‪.‬‬
‫أستغفر اهللت إل أيف ستذهبيف؟ بق ؤؾ مرحي ب ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫كال رأيت عينؾ تتمفت يمين ويس ار وأعتقد أن مف السيئ أف يروني هن ت‬
‫مف المؤسؼ أف يرحؿ عنؾ كؿ أول‪،‬ػؾ المريػديف وكمػ مػت أنػت حتػ ل‬ ‫أفس نة‬
‫تضحؾ المال‪،‬كة عم اإلنس ف‪ .‬ب إلذف‬
‫الًفوت لكف ذه بؾ ليس في مصمحتؾ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ليس في مصػمحتي ول فػي مصػمحتؾ أف أبقػ أنػ ت مػأ كػؿ الػذيف خرجػوا‬
‫أفس نة‬
‫مف بيتؾ اآلف هؿ تًتقد أف الشرطة مخبولة كي ل تهذي‪.‬‬
‫ي ح ج ل نميؽ ببًضن ت أيف أن وأيف أنت ولكني ص حبة نخوة ول أنكػر‬
‫الجميػػؿت مػػف الواضػ أف كػػؿ هػػذظ الشػػهرة لػػـ تجمػػي لػػؾ شػػي‪ ،‬لػػذلؾ أنػػت‬
‫أفس نة‬
‫فقي ػػر إلػ ػ ه ػػذا الح ػػد‪ .‬عن ػػدم تف ػػرج أحػ ػوالي وأس ػػدد دي ػػوف شػ ػريؼ س ػػآتي‬
‫وأعوضؾ بكؿ شيء أ سـ بشرفي‪.‬‬
‫ل داعي لمتًويض وشرفؾ أ سمت ب بؿ هذا ل تبيًي بثمف بخس‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫حسن عوض عف ذلؾ سمدعو لؾ في صمواتي م رأيؾ بهذا؟‬ ‫أفس نة‬
‫نًـ هذا جيدت كـ مف ب ي مغمؽ فت ب لدع ء‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫إلهي بحؽ هذا الولي الذي هو شقيؽ اإلم ـ‪ ...‬أي إم ـ؟‬ ‫أفس نة‬
‫اإلم ـ الث مف الرض عمي السالـ ك فؿ الغزاؿ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫هو هذا أكرم مف عندؾ بحيث تصب لدي مرسيدس‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫إلهي نميف‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ي ح جت صد أنؾ ص حي نخوة شك ار لؾ في أم ف اهلل‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫سوؼ تًود‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫كيؼ عمـ أنهـ لـ يرحموا بًد؟ كمن ديفيد كوبرفيمد‪.‬‬ ‫المشهد الث مف‬
‫أفس نة‬
‫ليس في مصمحتؾ‪...‬ليس في مصمحتؾ‪.‬‬ ‫والًشروف‬

‫‪356‬‬
‫‪00.37.12‬‬
‫‪00.37.31‬‬
‫عفوات لـ يرحموا بًد يبدو أنهـ يشكوف‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫يشكوف بي أـ بؾ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫بؾ طبً و لول ذلؾ م ك نوا ليبقوا هن ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫عفوات هؿ ش ركتني نصيب مف الًش ء؟‬ ‫أفس نة‬
‫نًـ تفضمي عم الًش ء‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ْلني أرى طبق ث ني عم الم ‪،‬دة وكمنؾ تنتظر أحدا‬ ‫أفس نة‬
‫مت أنؾ ستًوديفت فمردت أف تتن ولي الًش ء ول تبقي ج ‪ً،‬ة‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫لقد بدأت أخ ؼ منؾت هؿ يمكنؾ أف ترى خمػؼ الجػدار؟ حتػ أنػؾ مػت‬
‫أفس نة‬
‫لي ل تذهبي‪.‬‬
‫م هذا ي ابنتيت ل يمكنني أف أرى أم مي فم ب لؾ خمؼ الجدار‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫هؿ تسم لي ب لبق ء الميمة هن والدخوؿ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫لم ذا تقفيف عند الب يت تفضمي أدخمي إعتبري بيتؾ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫أ سـ بشرفي سمعوض لؾ كؿ هذا‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫المشهد الت سأ‬
‫هذظ المرة الث لثة التي تقسميف فيه بشرفؾ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬ ‫والًشروف‬
‫اْلمر ل يحت ج شرف أف هن بشحمي ولحمي‪.‬‬ ‫‪00.37.32‬‬
‫لم ذا تقمي البيض وحدؾ أل تهتـ بؾ زوجتؾ؟‬ ‫‪00.40.11‬‬
‫أخ‪..‬أخ‪.‬أخ م ذا ستقوؿ له عندم ستمتي؟‬
‫أفس نة‬
‫ستقوؿ جميمة الحي هن وأعجبتني واستط عت إغوا‪،‬يت وأن الحمػ رة مػ ذا‬
‫سػم وؿ فمسػت وسػيم ول غنيػ مػ ذا سػيقولوف عنػي؟ سػيقولوف هػذظ الفتػ ة‬
‫التي أخذت كؿ الذكور إل البحر وأرجًتهـ عطش و ًت في‪...‬‬
‫ل تقمقي مف زوجتي فمقد انتقمت إل رحمة اهلل منذ سنوات‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫إذف ل مشكمة في بق ‪،‬ي هن الميمة ي لمفرحة‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫ل مشكمة ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫أ ص ػػد كػ ػ ف م ػػف الجي ػػد ل ػػو م ازل ػػت حي ػػةت كنػ ػ ل ػػنجمس ف ػػي ه ػػذظ الغرف ػػة‬
‫ونتحدث ونتس مر وكنت ستن ـ أنت مرت ح الب ؿت ليس لمصب ح طبً فقد‬ ‫أفس نة‬
‫كنت لتستيقظ وتصمي و تدعوا مثؿ والدتي‪.‬‬
‫حق ؟ أمؾ جيدة إذف‪..‬‬ ‫يوسؼ‬
‫نًـت فممي ليست مستهترة مثميت ل يفوته و ت الصالة أبدا‪.‬‬ ‫أفس نة‬

‫‪357‬‬
‫ب رؾ اهلل فيه ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫فديته بنفسيت مف المؤكد أنه مقة عمي كثي ار اآلف‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫أسمؿ اهلل أف يحفظ جميأ اْلمه ت بحؽ سيدتن الزهراء‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫كم يبدو ليس مقد ار لؾ الذه ي الميمةت ل بمس لو ضػيت ليمػة سػي‪،‬ة فػي‬
‫يوسؼ‬
‫بيت أحد الفقراء ل مشكمة‪ .‬لقد هيمت لؾ الفراش تفضمي واستريحي هن ‪.‬‬
‫المشهد الثالثوف‪:‬‬
‫ل ي رجؿ؟ هيمت الفػراشت أحسػنت يػ حػ ج بػدأت تػدخؿ المًبػة بػ رؾ اهلل‬
‫‪00.40.12‬‬
‫بهػػذا الشػػيط ف الػػرجيـ الػػذي اسػػتط ع أف يغػػوي هػػذا الًبػػد الصػ ل أيضػ ت‬
‫أفس نة‬ ‫‪00.41.10‬‬
‫نًـ ف لشرطة فػي الخػ رج وأنػ مضػطرة وهكػذات عنػدم أ سػـ بشػرفي يجػي‬
‫أف أكمؿ حت النه ية أي ك ف فهو أفضؿ مف السجف‪.‬‬
‫هؿ أصبت بوخز في ضميرؾ حت تمتـ هكذا؟‬
‫أفس نة‬
‫مؤكد أنؾ تشًر ب لذني ْلنؾ نويتني عندؾ‪.‬‬
‫م هذا الكالـت أنت في مق ـ ابنتي‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ألـ يكف الفراش مال‪،‬م لذلؾ لـ تستطيًي النوـ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫كػػال ف ػ لمرء ل يشػػًر ب ْلم ػ ف فػػي هػػذظ المدينػػة وعين ػ مفتوحػػة فم ػ ب لػػؾ‬
‫أفس نة‬
‫وعين مغمقة‪.‬‬
‫عنػػدم تخػػرج المؤلػػؤة مػػف الصػػدفة تمتػػد اْلي ػ دي إليه ػ ت هػػذظ هػػي ض ػريبة‬
‫يوسؼ‬
‫إظه ر المف تف‪.‬‬
‫هػػذا صػػحي ت ولكػػف عيػػوف الرجػ ؿ أصػػبحت ل تطػ ؽ عػػداؾ أنػػت طبًػ ت‬
‫المشهد الواحد‬
‫فمنت بًيد عف هذظ الحس ب ت‪.‬‬
‫أفس نة‬ ‫والثالثوف‬
‫يػ حػ ج أريػػد أف تقػ أر لػػي الطػ لأ عبػػر هػػذا الكتػ ي ْلعػػرؼ مػ ذا سػػيحدث‬
‫‪00.41.11‬‬
‫لي‪...‬‬
‫‪00.43.05‬‬
‫هػػذا ديػواف شػػًر ولػػيس كتػ ي طػ لأت ػػد يحتػػوي عمػ بًػػض ممػ يصػػؼ‬
‫يوسؼ‬
‫ح لتن ‪.‬‬
‫لقد أضمرت‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫تقبؿ اهلل‪...‬‬
‫تغمػػض عينيػػؾ أـ هػػذا فًػػؿ دلؿ منػػؾت ل واهلل أنػػؾ تػػدعي النػػوـ حيمػػة‬
‫منؾ وم إغم ض عينيؾ إل كػي تجًػؿ الخصػـ يغفػوت ومػ إف نػ ـ حتػ‬
‫يوسؼ‬
‫تمػػد يػػدؾ إل ػ الػػذهي الػػذي بحوزت ػ ت مػػدت السالسػػؿ ووضػػًت اْلفخ ػ خ‬
‫اْلبديةت مف تريد أف تقيد ومف تريػد أف تحػرر‪ .‬تقتػؿ هػذا الً شػؽ البػريء‬
‫برظ‪...‬‬ ‫كي تن ؿ الثوايت تقتم ثـ تصمي عم‬

‫‪358‬‬
‫فمنت ك لس ي تذهي الًقؿ مف الرأست وأحي نػ تػوزع الحمػوى عمػ المػ رة‬ ‫المشهد الث ني‬
‫يوسؼ‬
‫كي يمتفتوا إليؾ‪...‬‬ ‫والثالثوف‬
‫أسرع ي عبد اهلل‪.‬‬ ‫ص حي‬ ‫‪00.43.06‬‬
‫انتب ي ح ج حت ل تقأ عم اْلرض‪.‬‬ ‫المخزف‬ ‫‪00.44.04‬‬

‫السالـ عميكـ ‪...‬‬ ‫يوسؼ‬ ‫المشهد الث لث‬


‫عميكـ السالـ ي ح ج‪ ...‬كن في انتظ رؾ‪ ...‬تفضؿ‪.‬‬ ‫والثالثوف‪:‬‬
‫السيدة‬
‫‪00.44.05‬‬
‫هؿ كنت تظنيف ذلؾ‪.‬‬ ‫أفس نة‬ ‫‪00.44.49‬‬
‫السالـ‪...‬‬ ‫الشرطي‬
‫هؿ تت بًوف كؿ الممف ت بهذظ حضرة الر يي‪.‬‬
‫نًػػـ خ صػػة المسػػتهتريف المتػػذاكيف الػػذيف يظنػػوف أنهػػـ يفمتػػوف مػػف كػػؿ‬
‫الشرطي‬
‫شيء‪.‬‬ ‫المشهد الرابأ‬

‫هؿ ظننتـ أنكـ ستقبضوف عم لص سرؽ ثالثة ممي رات‬ ‫والثالثوف‬


‫أفس نة‬ ‫‪00.44.50‬‬
‫حت حشدتـ كؿ هذظ القوات‪.‬‬
‫عذ اًر سيدتيت لـ نحشدهـ ‪...‬أنت مف جيش الحي كم وراءؾ‪.‬‬ ‫شرطي نخر‬ ‫‪00.45.34‬‬

‫اخرس أنت‪...‬‬ ‫أفس نة‬


‫تفضمي‪ ...‬تفضمي‪...‬‬ ‫الشرطي‬

‫مت لؾ ل تً نديني‪ ...‬أخبرتؾ بذلؾ أـ لـ أفًؿ؟‬ ‫شريؼ‬


‫نًـ ي ح ج‪ ...‬فًمت ذلؾ‪.‬‬ ‫أفس نة‬

‫ألـ أ ؿ لؾ أريد أف أنتشمؾ مف الفقر والشق ء‪ ...‬فًمت أـ ل؟‬ ‫شريؼ‬


‫نًـ ي ح ج‪ ...‬فًمت ذلؾ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫المشهد الخ مس‬
‫ل إلػ ػ ػ ػ ػ إل اهللت إذاً لمػ ػ ػ ػ ػ ذا س ػ ػ ػ ػػر تي اْلمػ ػ ػ ػ ػواؿ والش ػ ػ ػ ػػيك ت والص ػ ػ ػ ػػكوؾ‬
‫شريؼ‬ ‫والثالثوف‬
‫والكمبي لت مف الشركة؟‬
‫‪00.45.35‬‬
‫تذكرني هذظ الكمبي لت بمبي فمردت أف أحتفظ به في دفتر ذكري تي‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫‪00.47.27‬‬
‫أليس مف المؤسؼ أف تتًفني في السجف لمدة سنتيف‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫سنتيف؟ !‬ ‫أفس نة‬
‫إف لـ أتن زؿ فهذا الحد اْلدن هل الصبر علي كان أقسى من السجن؟‬ ‫شريؼ‬
‫أعجبني هذا المنطؽ‪...‬‬ ‫أفس نة‬

‫‪359‬‬
‫ْلنػػؾ عديمػػة اإلنصػ ؼ ‪...‬يًتصػػر مبػػي لمجػػرد رؤيػػة اْلصػػف د فػػي يػػدؾ‬
‫شريؼ‬
‫وأنت تكممينني بهذظ الطريقة‪.‬‬
‫وهؿ لديؾ مي؟‬ ‫أفس نة‬
‫وافقػػي ول تػػدمي مبػػي أكثػػر مػػف هػػذا عنػػدم أ ارجػػأ نفسػػي أشػػًر ب لنػػدـ‬
‫شريؼ‬
‫الشديد‪.‬‬
‫لكف إف دخمت السجف وتًرفػت عمػ أصػد ء السػوء عنػده سػتنتفي فكػرة‬
‫أفس نة‬
‫الزواج‪ ...‬أردت أف ألقي الحجة فحسي‪.‬‬
‫م ذا يحدث هن ي عـ هؿ أتيت لترفأ دعوة أـ لتطمي يده ؟‬ ‫الجندي‬
‫نحف نتحدث‪ ...‬فنحف أ رب ء‬ ‫شريؼ‬

‫هؿ أنت والده ؟‬ ‫الجندي‬

‫كال جده ‪...‬‬ ‫شريؼ‬


‫لو سمحت‪...‬لقد مض ستة عشر شه اًر عم الخدمػة اإللزاميػة وبقػي لػي‬
‫شهراف وضًن الم دي ليس سػي‪ ً ،‬فػإذا سػمحت لػي أف نخػذ عنػوانكـ حتػ‬ ‫الجندي‬
‫أزوركـ مأ أهمي‪.‬‬
‫ل أدري لم كؿ خط بي يً نوف مف السمنة‪.‬‬ ‫أفس نة‬

‫مػ شػ ء اهلل‪ ...‬مػ شػ ء اهلل‪ ...‬عنػػدم تنتهػػي خػػدمتؾ سػػنفكر فػػي ذلػػؾ إف‬
‫شريؼ‬
‫ش ء اهلل‪.‬‬
‫هؿ يمكنني تدلني عم عنوانكـ كي نقوـ بزي رتكـ‪.‬‬
‫تفضموا‪ ...‬تفضموات حضرة الر يي ب نتظ ركـ‪.‬‬ ‫الجندي‬
‫تفضموا‪ ...‬أعتذر ْلنني أسير أم مؾ‪.‬‬
‫فػػرؽ كبيػػر بػػيف بن ػ ت المن ػ طؽ ال ار يػػة الالتػػي يضػػًف سالسػػؿ ذهػػي فػػي‬
‫أيديهف وأعن هف وبن ت المن طؽ الفقيرة الالتي يضًف القيود فػي أيػديهف‬ ‫أفس نة‬
‫وحبؿ المشنقة حوؿ ر بتهف‪.‬‬ ‫المشهد الس دس‬
‫سيدي الر يي‪ ...‬مي هذا الًبد ل يتحمؿ أف يرى هذظ الفتػ ة المذنبػة فػي‬ ‫والثالثوف‬
‫شريؼ‬
‫السجف‪.‬‬ ‫‪00.47.28‬‬
‫كؼ عف هذظ التره تت وكمن يشفؽ عمي‪...‬‬ ‫أفس نة‬ ‫‪00.49.58‬‬
‫م ذا ِ‬
‫مت؟‬ ‫الر يي‬
‫سيدي أن لدي مشكمة وهي أنني أكمـ نفسي دا‪،‬م ‪...‬‬ ‫أفس نة‬

‫‪360‬‬
‫عنػػدم تتحػػدثيف هن ػ يػػدوف كػػؿ شػػيء وتجمبػػيف مشػػكمة أخػػرى لنفسػػؾ‪...‬‬
‫الر يي‬
‫تفضؿ وو أ هن ‪.‬‬
‫بسـ اهلل الرحمف الرحيـ‪...‬‬ ‫شريؼ‬
‫سممت يداؾ وشك اًر لكـ أيض ً‪ ...‬استمتًن بو تن ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫سيدتي هؿ تريديف أف أحمؿ حقيبتؾ حت الب ي؟‬ ‫الجندي‬
‫ل داعي لذلؾت سيدي مف المفيد إلق ء نظرة عمػ محتويػ ت حقيبتهػ إنهػ‬
‫السج نة‬
‫مثيرة لمريبة‪...‬‬
‫سيديت الحقيبة الشخصية تًتبر مف الخصوصي ت‪.‬‬
‫أفس نة‬
‫هؿ يًني أنن ل نممؾ خصوصي ت في هذظ المدينة‪.‬‬
‫أهالً أهال‪ ...‬خصوصي ت؟‪...‬يبدو أنؾ سر ت هذظ اْلشي ء مف‬
‫الر يي‬
‫شخص نخر أيض ً‪.‬‬
‫أيػ ػػف النق ػ ػػود ثيػ ػ ػ ي وحس ػ ػػي؟ إنهػ ػ ػ ثيػ ػ ػ ي والثيػ ػ ػ ي يج ػ ػػي أف تغس ػ ػػؿ أنػ ػ ػ‬
‫أغسمه ‪...‬أغسؿ هذظ الثيػ ي لرجػؿ عجػوز ْلنػ ؿ الثػواي مػف كثػرة الثػواي‬
‫أفس نة‬
‫الػػذي ين ل ػ المػػرء عم ػ هػػذا الًمػػؿ يجػػي أف يبتمػػأ حت ػ رغػػوة الص ػ بوف‬
‫التي تطفو عم الغسيؿ‪.‬‬
‫أحسنت‪...‬‬ ‫الر يي‬
‫‪...‬ثواي‪ ...‬أنت؟ ولً لـ ديف؟ أمر جيد‬ ‫شريؼ‬

‫ل أدري مف هو هذا المالؾ الذي تحي أف تغسؿ لػ ثي بػ عنػدم فتحػت‬


‫الجندي‬
‫الحقيبة ف ح المك ف عط اًر جميالً‪..‬‬
‫كيؼ نجحت أنت في م دة المغة الف رسية في البتدا‪،‬ي‪.‬‬ ‫الر يي‬
‫طمي استرح ـ‪.‬‬ ‫الجندي‬
‫نًـ‪...‬‬
‫كف ػ تمثػػيالً اتصػػمي بػػذلؾ الشػػخص كػػي يػػمتي إل ػ هن ػ ويػػدلي بشػػه دت‬ ‫الر يي‬
‫لنتثبت مم تقولين ‪.‬‬
‫ي سيديت هػذا الشػخص مػؤمف لػـ يًطػف ر ػـ ه تفػ حتػ أتصػؿ بػ كػي‬
‫يحضر إل هن بم دام المب ركة‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫خذي السيدة إل نظ رة النس ء‪.‬‬
‫سيديت أ ترح أف ترسؿ شرطي ً وسػي رة إلػ منػزؿ هػذا الشػخص فػإذا كػ ف‬
‫شريؼ‬
‫فحمت و إل فمبقوه في الحجز‪.‬‬
‫م تقول صحيح ً ُ‬

‫‪361‬‬
‫يبدو أف هذظ القضية أصبحت تتًقد‪.‬‬
‫الر يي‬
‫فكي له اْلصف د‪ ...‬سمذهي بنفسي‪.‬‬
‫ل إل إل اهلل‪ ...‬المًنة عم الشيط ف‪.‬‬ ‫شريؼ‬

‫أعتذر منؾ مولن ‪ ...‬حصؿ سوء تف هـ‬ ‫الر يي‬

‫وأعتذر منؾ أيض ً‪ ...‬عفواً‪ ...‬في أم ف اهلل‪.‬‬ ‫يوسؼ‬

‫م ذا حصؿ ي سيدي؟‬ ‫شريؼ‬

‫ػػد أعط هػ ػ إي هػ ػ ك ػػي‬ ‫ك نػػت صػ ػ د ة‪ ...‬ل ػػـ تسػػرؽ الحقيب ػػة كػ ػ ف الش ػػي‬
‫الر يي‬ ‫المشهد الس بأ‬
‫تغسؿ ل ثي ب َلـ لـ تقتري وتمقي التحية‪.‬‬
‫والثالثوف‬
‫خفت‪ ...‬خفت أف يخجؿ؟‬ ‫شريؼ‬
‫‪00.49.59‬‬
‫الفت ة؟‬ ‫الر يي‬
‫‪00.50.51‬‬
‫كال الشي ‪...‬‬ ‫شريؼ‬
‫لم ذا؟ لـ يفًؿ شي‪ ...ً ،‬فقد س عد الفت ة‪.‬‬ ‫الر يي‬
‫س عد فت ة؟! الفت ة سي‪،‬ة السمًة في الحي‪...‬‬ ‫الر يي‬

‫ك ػػـ أن ػػت بس ػػيط وك ػػـ الش ػػيط ف متم ػ ٍػو ي ػػدخؿ إلػ ػ أي ش ػػخص م ػػف منف ػػذظ‬
‫شريؼ‬
‫الخ ص لـ أعد أفهـ شي‪...ً ،‬‬
‫تتسػرع فػي اْلحكػ ـ وتسػيء فػي اْلحكػ ـ هػذا لػيس صػحيح ً‪ ...‬أنصػحؾ‬
‫الر يي‬
‫بذلؾ تفضؿ هي لنذهي‪.‬‬
‫شك اًر لؾ ي عـ‪ ...‬هذظ ثي بؾ‬ ‫أفس نة‬
‫ألـ تقولي أخذته لتغسميه ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫هػػؿ تشػ هد الكثيػػر مػػف اْلفػػالـ؟ صػػحي أنػػؾ لػػـ تفشػػي بػػي ولكننػػي لسػػت‬
‫المشهد الث مف‬
‫كوزيت ولست أنت ج ف ف لجػ ف‪ ...‬ول تنسػ أنػ أيضػ ً كػ ف ب سػتط عتي‬
‫والثالثوف‬
‫أف أخبػػرهـ كػػي يسػػملوؾ م ػ ذا كنػػت تفًػػؿ فػػي منتصػػؼ الميػػؿ فػػي الحػػي‬ ‫أفس نة‬ ‫‪00.50.52‬‬
‫السفمي وبثيػ ي متنكػرة هػؿ تًمػـ كػـ كنػت ستسػجف عمػ هػذا الفًػؿ؟ هػذا‬
‫‪00.52.07‬‬
‫يسمون تزوير‪...‬‬

‫خذيهـ واغسميهـ كي ل أ أ في الكذي وبًده نصب متص فييف‪.‬‬ ‫يوسؼ‬


‫ل داعي لكؿ هذا الدع ء ب لتديف ل أريد الكذي ل أريد أف أكػذي أنػ ل‬ ‫أفس نة‬

‫‪362‬‬
‫أغسػػؿ حتػ الثيػ ي المتسػػخة لوالػػدتي فكيػػؼ بػػ‪...‬ل تنسػ أنػػي أردت أف‬
‫أعوضؾ ولكنؾ رفضت ورحت تق أر اْلشً ر فػي البهػو ولػيكف فػي عممػؾ‬
‫يكفػي أننػي تحػدثت مًػؾ ممػ يجًمػؾ ل تطمبنػي بشػيء ل تسػتحؽ سػوى‬
‫البؤس ء الذيف تذهي إليهـ في منتصؼ الميؿ ودع هذا الممؼ مغمق ً‪.‬‬

‫ستغسمينه وتكوينه أيض ً‪.‬‬ ‫يوسؼ‬

‫أمي الًزيزة هؿ تريديف مني شي‪ً ،‬؟ أن ذاهي‪.‬‬ ‫ح مد‬


‫ح مدت لو تمخرت هذظ الميمة سوؼ أجًؿ فمؾ‪ ...‬كال لػيس فمػؾ سمكسػر‬
‫أفس نة‬
‫رأسؾ بنفسي هذظ المرة‪.‬‬

‫ي ػ عمػػيت هػػذظ ال ػرأس إم ػ يج ػػي أف تكسػػر مػػف أجػػؿ أخت ػي وأم ػ أخت ػػي‬
‫ح مد‬
‫ستكسره ‪ ...‬لـ يًد هن ؾ فرؽ اكسريه أنت أيض ‪ً.‬‬

‫طبت وابت اْلخوة والغيرة‪ ...‬صفقوا ل ‪.‬‬ ‫أفس نة‬


‫حسن ً يكفيت أن ذاهي وب لمن سبة لدي دروس إض فية هذظ الميمة أيض ً‪.‬‬ ‫ح مد‬
‫أمسكي طرؼ القم ش اعصري‪...‬‬

‫ب لمن سػػبة ي ػ أفس ػ نة هػػؿ تنػػويف عم ػ شػػيء دوف عممن ػ ػػد تكػػوف ح لػػة‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫جديدة‪...‬‬ ‫المشهد الت سأ‬
‫والثالثوف‬
‫هػػذظ ضػريبة هػػذا النػػوع مػػف الًمػػؿ إنهػ ل تحػػرؾ سػ كن ً فمػ ب لػػؾ وغسػػؿ‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫‪00.52.08‬‬
‫الثي ي المتسخة لمن س‪.‬أخبرين الحقيقة م ذا عمّقت بصن رتؾ هذظ المرة‪.‬‬
‫‪00.54.15‬‬
‫ليس صن رةت بؿ شبكة بمكممه المتً رؼ في السوؽ هو خطؼ‬
‫صديقة أفس نة‬
‫القموي واْلبصػ ر ولكػف صػديقتن أعمػ مسػتوى‪ ...‬تخطػؼ القمػي والػديف‬
‫مً ً‪.‬‬

‫لكف أبي يقوؿ الفت ة التي تقضي ليمة خ رج بيته تستحؽ الحرؽ‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫إذا الشي أيض ً دخؿ عم الخط‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫أي خػط يػ حمقػ ءت وهػػؿ نحػف فػي سػي رة أجػرة مػف كثػرة حم تػ أمضػػيت‬
‫أفس نة‬
‫الميؿ كم عندظ ولـ يفًؿ شي‪ ً ،‬سوى راءة الكتي‪.‬‬

‫إذاً أصبحت خ رج الموضة لـ تًد سكينتؾ تجرح‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬


‫ب أريي وافقي عم ت جر السج د هذا وأنهي المسملة‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬

‫‪363‬‬
‫لكنني عرفت هذا الرجؿ‪ ...‬يبدوا أف مستواظ رفيأ عندم يقػؼ خطيبػ ً فػي‬
‫المسجد يمتؼ حول الن س مثؿ النحؿ وعندم يسير في الش رع كؿ أنواع‬
‫البشر تنحني ل ‪...‬ل يبدو اْلمر تزلف ً يبدوا أنهـ يحبون بصدؽ ‪...‬هكػذا‬
‫نػ س يمكػف ابتػزازهـ إلػ أ صػ حػد لخػػوفهـ عمػ سػػمًتهـت هػؿ تجبرنػػي‬ ‫أفس نة‬

‫عم غسؿ ثي بؾ سوؼ أحيؾ لؾ شي‪ ً ،‬يجًمؾ تركض ورا‪،‬ي الًمر كم‬

‫استًيري اليوـ سي رة صديقؾ الجميمة فمدي الميمة برن مج ح فؿ لشيخن ‪.‬‬

‫انس أمرظ عف أي نوـ تتكمـ في الميؿ يختفي ويذوي في اْلرض والفجر‬


‫جًفر‬
‫يكوف أوؿ الواصميف إل المسجد‪.‬‬

‫ألـ تذهي الفت ة إل بيت في اْلي ـ التي مرت؟‬ ‫شريؼ‬


‫وهؿ فقدت عقمه ؟ كؿ هؤلء الذيف يريدونه ويطمبوف رض ه‬
‫جًفر‬
‫وتذهي إل الشي الًجوز؟‬

‫ل تتجػ ػ وز ح ػػدؾ يػ ػ ه ػػذا ل ػػف أس ػػم ل ػػؾ بتوجيػ ػ اإله ن ػػة لمولنػ ػ الش ػػي‬
‫فهمت؟‪...‬اتبأ الفت ة كي ل تورط الشي في أمر م‬ ‫شريؼ‬
‫هؿ فهمت أـ م ذا؟ ‪..‬ل يوجد سوى جًفر‪.‬‬

‫إنؾ تستخؼ بي ي سيد شريؼ أن أست ذ في عممػي واْل ػوى فػي كػؿ هػذا‬
‫جًفر‬ ‫المشهد أربًوف‬
‫السوؽ‪.‬‬
‫‪00.54.16‬‬
‫عمي ي هذا ‪...‬ل يوجػد سػوى جًفػر‪ ...‬تمحػؽ بهػ كظمهػ لػيالً‬
‫ل تتف خر ْ‬ ‫‪00.55.38‬‬
‫ونه اًر ولكف إي ؾ أف تقتري منه هؿ فهمت؟ أريد تقري اًر كػ مالً واضػ أـ‬ ‫شريؼ‬
‫ل؟‬

‫نًـ ب لتمكيد ولو لـ تطمي مني فمن أت بًه منذ فترة ْلننػي أريػد أف ألقنهػ‬
‫جًفر‬
‫درس ً أس س ً مف لـ ينتب لهذظ الشط بة؟‬

‫حط بة م ذا؟‬ ‫شريؼ‬


‫ليس حط بة بؿ شط بة‪...‬‬ ‫جًفر‬
‫وم ذا يًني؟‬ ‫شريؼ‬
‫الفت ة التي تتسبي في ضري الرجؿ ل أدري هكذا يقولوف‪ ...‬ل أدري‪.‬‬ ‫جًفر‬
‫انتبػ جيػػداً ووال سػػوؼ أرسػػمؾ إلػ مكػ ف ل يجػػدؾ فيػ الجػػف اْلزرؽ هػػؿ‬ ‫شريؼ‬

‫‪364‬‬
‫فهمت سمجًمهـ يضًونؾ في كيس ويرمونؾ‪...‬‬

‫حسػػن ً‪ ...‬حسػػن ً ولػػـ الًصػػبية‪...‬إذا أصػػبحت أن ػ شػػرطة اآلداي الخ صػػة‬


‫جًفر‬
‫بج نبكـ‪ ...‬ح ضر‪.‬‬

‫هي اخرج مف هن ‪.‬‬ ‫شريؼ‬


‫شك ار لؾ‪.‬‬ ‫جًفر‬
‫لو كنت أمي اًر عم نفسؾ فمنت رجؿ‪...‬‬

‫لو غضضت النظر عف عيوي الن س فمنت رجؿ‪...‬‬

‫ليست الرجولة في مد القدـ وواع ة حركة اآلخريف‪....‬‬


‫يوسؼ‬
‫لو مددت يدؾ وس عدت مف سقط أرض ً فمنت رجؿ‪...‬‬

‫ي ري سقطن جميًن فممسؾ بميدين ي اهلل‪...‬‬

‫ي اهلل‪ ...‬ي اهلل‪ ...‬ي اهلل‪...‬‬

‫مولن لو سمحت لي ‪ ...‬النػ س وا فػة فمػو تكرمػت وطمبػت مػف الج لسػيف‬
‫شريؼ‬
‫التقدـ خطوة واحدة كي نفت المج ؿ لآلخريف ب لجموس أيض ً‪.‬‬
‫المشهد الواحد‬
‫لقػػد ػ ؿ السػػيد ش ػريؼ الميمػػة زبػػدة الكػػالـ ‪...‬تقػػدـ إل ػ ي ػ عبػػدي خطػػوة‬ ‫واْلربًوف‬
‫لػ‬ ‫واحدة ْلتقدـ نحوؾ عشر خطػواتت كػؿ كػالـ الميمػة يختصػر فػي مػ‬ ‫يوسؼ‬ ‫‪00.55.39‬‬
‫هذا السيد‪.‬‬ ‫‪00.57.27‬‬
‫منذ عدة أي ـ وأن أص رع نفسي في طرح موضوع عميؾ‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫تفضؿ‪ ...‬خي اًر إف ش ء اهلل‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫لقد ش هدت في الرؤي ثًب ن ً جميالً تحوـ حولؾ وتريد أف تمخذؾ من ‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫وهؿ هذا الثًب ف ذك اًر ك ف أـ أنث ألـ تتبيف ذلؾ في الرؤي ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫لست ع لـ حيوان ت ولكف هذا النوع مف الحيوان ت تكوف أنث ظ جميمػة فػي‬
‫شريؼ‬
‫الً دة طبً ً سم حتؾ أدرى وتًمـ اْلمور بؿ أف نًرفه نحف‪.‬‬

‫هذا مف لطفؾت نسمؿ اهلل أف يختـ لن بحسف الً بة إف ش ء اهلل‪.‬‬ ‫يوسؼ‬


‫تفضموا‪ ...‬يقوؿ مولن أمير المؤمنيف عمي السالـ‬ ‫المشهد الث ني‬
‫َص بِ َأ"‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫ؽ َواْل َب طؿ إِل أ َْرَبأُ أ َ‬
‫َم إَِّن ُ لَ ْي َس َب ْي َف اْل َح ع‬
‫"أ َ‬ ‫يوسؼ‬ ‫واْلربًوف‪:‬‬

‫فهن ؾ فرؽ بػيف أف تػرى اْلمػر أو تسػمأ عنػ لألسػؼ نحػف النػ س نحكػـ‬ ‫‪00.57.28‬‬

‫‪365‬‬
‫عم اْلمور بن ء لم نسمً وهذا ليس مف اإلسالـ‪.‬‬ ‫‪00.59.57‬‬

‫بؿ مدة عندم كنػ نحضػر درس اْلخػالؽ فػي‬ ‫ليس أنني لـ أرى ي شي‬
‫بيتكـ ش هدت شي‪ ً ،‬في الػداخؿ أدخػؿ الشػؾ والريبػة إلػ نفسػي فخفػت أف‬
‫يكوف أست ذن وشيخن و دوتن مبتمي ً ل سم اهلل بمغري ت الدني والحػديث‬ ‫ي‬
‫الش ْ‬
‫الذي ذكرتموظ ينطبؽ عمي‬

‫س محني ي مولن ‪.‬‬

‫الًفو‪ ...‬نسمؿ اهلل حسف الً بة لن جميً ً الدني كًروس له ألؼ ط لػي‬
‫وتتزيف لكؿ ط لي مثمم يهوى فألحػدهـ ب لجمػ ؿ ولآلخػر ب لمػ ؿ والث لػث‬ ‫يوسؼ‬
‫ب لشهرة وهكذا دواليؾ‪.‬‬

‫والػبًض اآلخػر يػ مولنػ ‪ ...‬اسػتغفر اهلل لػيس مػف المصػمحة بق ؤنػ هنػ‬
‫الش ي‬
‫استغفر اهلل لو تمذف لي سوؼ أذهي مف هن ‪.‬‬

‫نسيت أف تذكر استغفر اهلل لمرتيف بًد‪....‬‬


‫أفس نة‬
‫مولن أحضرت لؾ ثي بؾ‪.‬‬

‫لـ أسممؾ الثي ي في الطريؽ كي أستممه منؾ هن ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬


‫لقد ذهبن إل بيتؾ فمـ نجدؾ فذهبن إل بيتؾ الثػ ني إف لػـ تصػًد مًػي‬
‫سوؼ أفضحؾ هن أم ـ المسجد والبن ت هن ل يتًػ طيف شػي‪ ً ،‬ل تػدخيف‬
‫ول س ػواظ ل إيج ػ بي ول سػػمبي ول صػػالة ول صػػي ـ ول زك ػ ة ل يتً ػ طيف‬ ‫أفس نة‬
‫أي شيء صفحة بيض ء ب لك مؿ‪.‬مح ضرة واحدة منؾ تكفي لكي يهتػديف‬
‫ب لك مؿ‪.‬‬

‫أستغفر اهلل‪...‬‬ ‫يوسؼ‬


‫في المحصمة نًتبرؾ شيخن نحف أيض ً ل تقؿ أنؾ لست كذلؾ‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫نًـ كذلؾ‪ ...‬لو بؿ اهلل من ‪ ...‬ولـ ل أكوف‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫افترض أنن نريد أف نسملؾ عف أمور شرعية‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫ي ح ج في الش رع مصيبة فتفضؿ كي يسملف م لديهف مف‬
‫أفس نة‬
‫أس‪،‬مة في الطريؽ‪.‬‬

‫إذاً اسمحف لي ب لذه ي إل البيت لتبديؿ مالبسي وسمكوف فػي خػدمتكف‬ ‫يوسؼ‬

‫‪366‬‬
‫إف ش ء اهلل‪.‬‬

‫ػػد وضػػأ الحبيػػي (اهلل) سمسػػمة فػػي عنقػػي فيمخػػذني أيػػف م ػ يريػػد هػػو ي ػ‬
‫إلهي أنت أعمـ بي وأعمـ بح لي ف رفؽ بي رضيت برض ؾ ي ري‪.‬‬

‫المشهد الث ني‬


‫سالـ ي عـ‪ ...‬خرج الطير مػف القفػص أتحػدث عػف أفسػ نة‪ ...‬ل تػدري‬
‫واْلربًوف‪:‬‬
‫مػ فًمػت…الشػي يوسػؼ نًػـ‪ ...‬نًػـ ذهػي وأبػدؿ مالبسػ وخػرج مًهػ‬
‫جًفر‬ ‫‪00.59.58‬‬
‫والخبر انتشر في الحي ك لن ر في الهشيـ‬
‫‪01.00.18‬‬
‫ل تدري مف اتصؿ بي‪ ...‬ل تخؼ‪ ...‬ه هي أم مي‪.‬‬

‫هؿ خفت أف نخذؾ إل مك ف سيء؟‬ ‫أفس نة‬

‫ك ػػال ل يوج ػػد خ ػػوؼ فًن ػػدم يك ػػوف حػ ػ فظي ه ػػو م ػػف أعرفػ ػ فإنػ ػ يحف ػػظ‬
‫يوسؼ‬
‫الزج ج بجني الحجر‪.‬‬
‫شك اًر ي ح ج‪ ...‬أصبحن اآلف حج رة و جن بؾ الزج ج؟‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫كال ي ابنتي هذا مثؿ يضري ل تنزعجي بؿ ب لًكست أنت لست زج جة‬
‫يوسؼ‬
‫بؿ مرنة أ صد نحف جميً ً مرنة لبًضن البًض‪.‬‬
‫مولن هؿ تنزعج إذا شربت سيج رة؟‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫أنت تشربيف السيج رة أـ السيج رة تشربؾ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫المشهد الث لث‬
‫أحسنت عم هذا الكالـ أراؾ ش ع اًر و د أخفيت ذلؾ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫واْلربًوف‬
‫هذا مف لطفؾ‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫‪01.00.19‬‬
‫م الفرؽ بيف مف يشري مف؟‬ ‫أفس نة‬
‫‪01.03.23‬‬
‫هػذا مػرتبط بػػمحواؿ أمث لنػ مػػأ هػػذظ الػدني عمػ سػػبيؿ المثػ ؿ هػػذظ السػػي رة‬
‫لو كػ ف همنػ شػكمه وموديمهػ وثمنهػ ولونهػ فًنػده سػتكوف السػي رة هػي‬
‫يوسؼ‬
‫مػػف تركبن ػ ولسػػن مػػف نركبهػ ػ واآلف ي ػ ابنتػػي أنػػت تش ػربيف الس ػػيج رة أـ‬
‫السيج رة تشربؾ؟‬
‫سيؤلمني رأسي إف لـ أشربه ‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫إذاً مأ عدـ المؤاخذة هي التي تشربؾ وليس الًكس‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫وأنت هؿ تشري شي‪.ً ،‬‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫نًـ أن أيض ً أشري ونكؿ ف لشهرة تمكؿ المرء والثي ي تمكؿ والًبػ دة مػثالً‬
‫يوسؼ‬
‫لػو تحولػت إلػ تجػ رة أو عػ دة تصػب مثمهػ مثػؿ اإلدمػ ف ل فػرؽ والػػذي‬

‫‪367‬‬
‫نسمي نحف عمؿ لكف الًمؿ أمر جيد ي ابنتي إف مشكمتن هي أن لػيس‬
‫لدين عمؿ نحف نتكمـ فقط‪.‬‬
‫أ تػػرح عمي ػػؾ أف تح ػ فظ عمػ ػ ط تػػؾ ه ػػذظ التػػي تس ػػتهمكه فػػي الخط ب ػػة‬
‫سنص ػػؿ بً ػػد مي ػػؿ إلػ ػ مكػ ػ ف مم ػػيء بػ ػ ْلخوات الالت ػػي ض ػػممف الطري ػػؽ‬
‫أفس نة‬
‫يمكنؾ هن ؾ أف تتالعي بًقولهـ بقدر م تش ء عس أف يػدخموا الصػؼ‬
‫أيض ً‪.‬‬
‫أينم وجدت أذف تسمأ فمنبرن وخط بن ينشط ولكف الفيال التػي خططػتف‬
‫يوسؼ‬
‫ْلخذي إليه فال يوجد فيه ل أذف تصغي ول خط ي يمق ‪.‬‬
‫كيػؼ عمػـ أننػ نمخػذظ إلػ فػػيال مػت لكمػ أف شػػيخن يشػب ديفيػد كوبرفيمػػد‬
‫نًػػـ هػػو السػػيد فيمػػد الػػذي تحػػدث عن ػ الموضػػوع لػػيس تمثيميػػة ول خطػػة‬
‫الحك ية هي أنني مت بمراهنة رف ي عم أنني أستطيأ أف نخذؾ إلػ‬ ‫أفس نة‬
‫حفمة مف هذا النوع ليستفيدوا مف حضورؾ وبمجي‪،‬ؾ أكسي الره ف وأسدد‬
‫ب ديوني‪.‬‬
‫ومػػأ انته ػ ء الميػػؿ كػػؿ يػػذهي بح ػ ؿ سػػبيم وهكػػذا تكػػوف ػػد فرجػػت عػػف‬
‫مديوف ولف تضطر أفس نة أف تمتي إل منزلػؾ وتحصػؿ فضػيحة وتجبػر‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫أنت عم الشه دة وهكذا‪.‬‬
‫يبدو عميؾ أنؾ ط لبة أليس كذلؾ؟‬ ‫يوسؼ‬
‫نًـ ي ح ج كيؼ عممت؟‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫يبدوا أنؾ نجحت في عدة مواد عند الشيط ف‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ل تً ند كثي اًر صحي أنني استنجدت بؾ وأكمت عندؾ وأصب بينن خبز‬
‫أفس نة‬
‫ومم ولكف لف يضيرؾ لو صرفت ميالً مف م ء وجهؾ مف أجمي‪.‬‬
‫إف لـ تكػف تنػوي النػزوؿ مػف السػي رة فمػد يػدؾ وحػيهـ كػي تكسػي أفسػ نة‬
‫صديقة أفس نة‬
‫الره ف‪.‬‬
‫المشهد الرابأ‬
‫أنػ ػ منػػػذ م ػػدة أمػػػد ي ػػدي ْلرش ػػدكـ إلػ ػ الطريػ ػػؽ الص ػػحي ولكػػػنكـ غيػ ػػر‬
‫يوسؼ‬ ‫واْلربًوف‬
‫مكترثيف‪.‬‬
‫‪01.03.24‬‬
‫أحسنت ي ح ج‪ ...‬بدأت تدخؿ المًبة‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫‪01.05.37‬‬
‫لكػ ػػف ب أريػ ػػي دخػ ػػولكـ إل ػ ػ هػ ػػذظ الحفمػ ػػة ْلف اْلمػ ػػر لػ ػػيس فػ ػػي ص ػ ػ لحكـ‬
‫يوسؼ‬
‫وستواجهوف مش كؿ‪.‬‬
‫يػ إمػ ـ الرضػ ‪ ...‬لقػػد كفمػػت الغػزاؿ ف كفػػؿ هػػذظ الحمػ رة أيضػ ً أخبرنػػي‬
‫أفس نة‬
‫الحقيقػة‪ ...‬كيػؼ عممػت أف الشػرطة سػتداهـ المكػ ف اآلف فقػد كنػت مًنػ‬

‫‪368‬‬
‫طواؿ الو ت‪.‬‬
‫لو كنت أن مًكف لكن جميً ً في الحبس اآلف أعتقد أن بسبي وجػودكف‬
‫يوسؼ‬
‫مًي فمنتف حرا‪،‬ر اآلف‪.‬‬
‫ؿ لي َلـ لـ تسم لي ب لدخوؿ إل البيت عنده كنت سػمعتقؿ ك لبػ يف‬
‫أفس نة‬
‫وكنت سترت ح مني ولـ يًد هن ؾ يض يقؾ أو يبتزؾ‪.‬‬
‫في المحصمة مف واجبػي أف أمسػؾ بيػدؾ يػ ابنتػي فػإف أمسػؾ بيػدؾ بػؿ‬
‫يوسؼ‬
‫و وعؾ في الذني أفضؿ أـ أمسكه وأنت متمبسة؟‬
‫ي إلهي ل يجوز ي مولن أف تمسؾ بيده ؿ سممسؾ بكـ ميصه ‪.‬‬ ‫صديقة أفس نة‬
‫في المحصمة لـ أعرؼ هؿ أنت ش عر أـ ع مؿ أـ شي ‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫فصًي‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أف تصب شيخ ً فسهؿ ولكف أف تصب إنس ن ً‬
‫يوسؼ‬

‫م ػ ذا تفًػػؿ هن ؟هػػؿ هػػذظ هػػي الػػدروس الخصوصػػية التػػي كنػػت تتحػػدث‬


‫أفس نة‬
‫عنه ؟ هذا بدؿ أف تكمؿ دراستؾ لتصب ذو يمة أل تستحي مف نفسؾ؟‬
‫لم ذا تضربينني؟‪ ...‬أنهي دروسي الظهر وأعمؿ في الميؿ مػ الخطػم فػي‬ ‫المشهدالخ مس‬
‫ذلػػؾ لػػـ يجػػي أف أخجػػؿ‪ ...‬أنػػت التػػي يجػػي أف تخجػػؿ مػػف هػػذا الرجػػؿ‬ ‫واْلربًوف‬
‫ح مد‬
‫الذي مًؾ في السي رة أن أعمؿ كي ل نبق ج ‪ً،‬يف هؿ تًمميف م يق ؿ‬ ‫‪01.05.38‬‬
‫عنؾ في الحي‪ .‬وم ذا عني؟‬ ‫‪01.06.47‬‬
‫لو كنت كم تقوؿ لم ك ف وضًن هكذا‬
‫أفس نة‬
‫ح مد‪ ...‬ح مد‪ ...‬ح مد‪...‬‬
‫المشهدالس دس‬
‫واْلربًوف‬
‫مشهد ص مت‪ :‬دخوؿ ح مد إل المستشف ‪.‬‬ ‫ح مد‬
‫‪01.06.47‬‬
‫‪01.07.01‬‬
‫ي مف اسم دواء وذكرظ شف ء ي مف اسم دواء وذكرظ شف ء يػ مػف اسػم‬
‫يوسؼ‬
‫دواء وذكرظ شف ء‪.‬‬
‫المشهدالس بأ‬
‫إف القدر الذي درظ اهلل لن ك ف سي‪...ً ،‬غضبؾ عمي أوصمني إل هن يػ‬
‫أفس نة‬ ‫واْلربًوف‬
‫ح ج يوسؼ‪.‬‬
‫‪01.07.02‬‬
‫إف البالءات والمش كؿ هػي نتػ ج أعمػ ؿ البشػر أنفسػهـ لػـ أصػًد السػي رة‬
‫يوسؼ‬ ‫‪01.09.24‬‬
‫كي أغضي عميؾ‪.‬‬
‫َلـ لـ تذهي؟‬ ‫أفس نة‬

‫‪369‬‬
‫بقيت ْلعرؼ بكـ تدينيف لهذا الرجؿ ولـ رفأ دعوة ضدؾ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫المسيطر م لي ً هو المسيطر سي سي ً‪..‬‬
‫أفس نة‬
‫يريد أف أج ري بمي طريقة‪...‬‬
‫تج ري بم ذا؟‬ ‫يوسؼ‬
‫إنس ي عـ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫خي اًر إف ش ء اهلل‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫إل أيف ي عـ؟‬ ‫أفس نة‬

‫أذهي‪ ...‬د أتمكف مف الدع ء‪...‬‬ ‫يوسؼ‬

‫لمف؟‬ ‫أفس نة‬


‫لشقيقؾ‪ ...‬سوؼ يشف إف ش ء اهلل‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫لػو كػ ف دعػ ؤؾ مسػػتج ب ً لمػ كػ ف وضػًؾ بهػػذظ الحػ ؿت هػو يحتػ ج اآلف‬
‫إل النقود بدؿ الدع ء مكتي الدخوؿ ل يقبػؿ ب لػدع ء يريػدوف المػ ؿ كػي‬
‫أفس نة‬
‫يػدخموظ إلػ غرفػة الًمميػ ت مػ ؿ مػف ذلػؾ النػػوع الػذي أخرجتػ تمػؾ الميمػػة‬
‫مف الحقيبة وأخذت إل بيت زوجتؾ تمؾ‪.‬‬
‫م ػ رأيت ػ ك نػػت أم ػواؿ شػػرعية مػػف الن ػ س و ػػد أوصػػمن ه ْلهمه ػ لػػـ يتبػػؽ‬
‫يوسؼ‬
‫منه شيء‪.‬‬
‫ل شػػمف لػػي‪ ...‬أريػػد النقػػود وبسػػرعة أيض ػ ً أو أريػػؾ وجهػػي اآلخػػر س ػآتي‬
‫إل ػ المسػػجد وأريػػؾ كيػػؼ تكػػوف الفضػػيحة ل أعمػػـ سػػر عممػػؾ فػػي الميػػؿ‬
‫ولكف تخيؿ لو عمـ الن س أف شيخهـ عم عال ة بهػذظ أو بتمػؾ ولػـ هػذظ‬ ‫أفس نة‬
‫وتمؾت سم وؿ لهـ أنؾ أردتنػي أنػ ‪ ...‬حضػور النقػود سيضػمف لػؾ إغػالؽ‬
‫فمي‪.‬‬
‫ولست أن بؿ إف كؿ شيء بيدظ هو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫م ء الوج هذا ل ص حب‬ ‫يوسؼ‬
‫يػ عػػـ تػػرى حػ لي فػػال تتركنػػي وحيػػدة فمنػ مديونػػة وأمػػي مريضػػة وحيػ تي‬
‫متػػدهورة وأخػػي بػػيف الحي ػ ة والمػػوت ل تجًمنػػي أنكسػػر وأخسػػر نفسػػي ي ػ‬ ‫أفس نة‬
‫ح ج ل تجًمني أنكسر‪.‬‬

‫المشهد الث مف‬


‫واْلربًوف‬
‫مشهد ص مت‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫‪01.09.25‬‬
‫‪01.09.44‬‬

‫‪370‬‬
‫عفواً‪ ...‬هؿ ستتحسف ح لة أخي؟‬ ‫أفس نة‬
‫إف ش ء اهلل‪ ...‬لكن في الغيبوبة ح لي ً ب لمن سبة‪ ...‬لـ تػدفأ شػي‪ ً ،‬لمكتػي‬
‫الممرضة‬
‫الدخوؿ إل اآلف‪.‬‬
‫ل مشػػكمة فػػي ذلػػؾت ذهػػي أبػػي ليحضػػر النقػػود سػػوؼ يػػدفأ دفًػػة كبي ػرة‬
‫أفس نة‬
‫عم الحس ي حت الصب ح‪.‬‬
‫إف ش ء اهلل‪ ...‬اهد‪،‬ي‪ ...‬اهد‪،‬ي عزيزتي‪.‬‬ ‫الممرضة‬

‫م ذا حدث؟ هؿ تحسف؟ هؿ استف ؽ؟‬ ‫صديقة أفس نة‬

‫وم ذا يفًؿ هذا هن ؟‬ ‫أفس نة‬


‫المشهد الت سأ‬
‫تًممػػيف أننػ مًػػدموف واْلصػػد ء جمًػوا مػ اسػػتط عوا ولكػػف المبمػػغ ميػػؿ‬
‫واْلربًوف‬
‫جػػدات فقمن ػ أف يػػمتي ويس ػ عدؾت أن ػ التػػي ذهبػػت وتكممػػت مً ػ ل تقمقػػي‬
‫صديقة أفس نة‬ ‫‪01.09.45‬‬
‫تكممت مً ب سمي وليس ب لني بة عنؾ‪.‬‬
‫‪01.11.43‬‬

‫أخطمتم بفًمتكم هذظ‪ ...‬تنحي ج نب ً‪َ ...‬لـ أتيت إل هن ؟‬ ‫أفس نة‬


‫عندم يقأ عزيز في مشكمة ف لواجي اإلنس ني يقضي ب لمس عدة‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫لست عزيزة أحد‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫ولكنؾ ستصبحيف عزيزتي في نه ية المط ؼ‬
‫شريؼ‬
‫سـ الشرطة‪ ...‬الكمبي لت‪ ...‬التن زؿ‪...‬‬
‫لست بح جة لنقودؾ‪ ...‬ل تقمؽ وسوؼ أسدد ديونؾ أيض ً‬
‫أفس نة‬
‫اذهي ي سيد ول تقؼ هن ‪.‬‬
‫كم تش ‪،‬يف ولكف أردت أف ل تنكسري أم ـ الغرب ء‪...‬لنذهي‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫ص حي‬
‫يًطيؾ الً فية ي عمي الح ج‪.‬‬
‫المخزف‬
‫أتيت كي أطمي منؾ المس عدة التي أخبرتؾ عنه‬ ‫يوسؼ‬
‫المشهد خمسوف‪:‬‬
‫وأن مت ي عمي بػمف الحػ ج بػمف الً مػؿ الميػ وـ ل يحػؽ لػ مسػ عدة ثػـ‬
‫ص حي‬ ‫‪01.11.44‬‬
‫إف المبمغ الذي تطمب يً دؿ راتي ستة أشػهر هػؿ تريػد أف تتق ضػ سػتة‬
‫المخزف‬ ‫‪01.12.58‬‬
‫أشهر مقدم ً؟‬
‫ل أطمػي المػ ؿ لنفسػي هنػ ؾ مسػمـ و ػػأ فػي مشػكمة وأنػت سػتكوف شػريك ً‬
‫يوسؼ‬
‫في الثواي إف ش ء اهلل‪.‬‬
‫ليرحـ اهلل أبػ ؾت أنػت أولػ ب لمسػ عدة مػف غيػرؾ ألػـ تسػمأ ب لمثػؿ الػذي‬ ‫ص حي‬

‫‪371‬‬
‫يقوؿ بمف الشمًة المخصصة إلض ءة البيت محرمة عم المسجد‪.‬‬ ‫المخزف‬
‫ومػػف المؤكػػد أنػػؾ سػػمًت بػػمف ك ارمػػة المسػػمـ أعظػػـ عنػػد اهلل مػػف ك ارمػػة‬
‫يوسؼ‬
‫المسجدت توكمت عميؾ ي ري‪.‬‬
‫ص حي‬
‫طيي خذ أجرة اليوـ ي ح ج‪...‬ي ح ج‪...‬‬
‫المخزف‬
‫حفظك ػػـ اهلل‪ ...‬م ػػوفقيف‪ ...‬اس ػػتريحوا الغ ػػرض م ػػف إش ػػغ لكـ ه ػػو التح ػػدث‬
‫بشػػمف اله ػػداي التػػي كػ ػ ف أعض ػ ء هي‪ ،‬ػػة اْلمن ػ ء يص ػػروف عم ػ إعطػ ػ ‪،‬ي‬ ‫يوسؼ‬
‫إي ه ‪.‬‬
‫وأنت كنت ترفضه ‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫نًـ‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫ولبد أف هذظ المرة كس بق ته تُصر فترفض‪.‬‬ ‫ميز ار‬
‫كال لف أرفضه هذظ المرة‪ .‬هن ؾ ح جة‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫فػػي الحقيقػػة يوجػػد الكثيػػر مػػف المخصص ػ ت لػػؾ عنػػد هي‪،‬ػػة اْلمن ػ ء وأن ػ‬
‫شريؼ‬
‫لست سوى أميف صندوؽ‪ ...‬تفضؿ‪...‬تفضؿ‪.‬‬
‫إف لػػـ يكػػف هن ػ ؾ مشػػكمة أريػػد ك فػػة اْلم ن ػ ت حت ػ التػػي تًػػود لمسػػنوات‬ ‫المشهد الواحد‬
‫يوسؼ‬
‫الم ضية‪ ...‬أعتذر أريده لفًؿ خير‪.‬‬ ‫والخمسوف‬
‫يبدوا أف فًػؿ الخيػر هػذات مهػـ جػداً نسػمؿ اهلل أف يكػوف لػدى الجميػأ مػف‬ ‫‪01.12.59‬‬
‫شريؼ‬
‫هذا النوع مف اْلفً ؿ‪.‬‬ ‫‪01.15.26‬‬
‫الخير هو خير عم الدواـ‪ ...‬ل فرؽ في ذلؾ‪.‬‬
‫أشكركـ جميً ً‪ ...‬أستودعكـ اهلل‪ ...‬في أم ف اهلل‬ ‫يوسؼ‬
‫ي اهلل‪ ...‬ي سندي ي ري‪.‬‬
‫لم ذا أراؾ مغتم ً ي سيد شريؼ؟‬ ‫ميز ار‬
‫بػػدأت أ مػػؽ ي ػ ميػػرزا‪ ...‬منػػذ مػػدة وأن ػ أفكػػر بػػمف الح ػ ج يوسػػؼ لػػـ يًػػد‬
‫شريؼ‬
‫ك لس بؽ‪.‬‬
‫م ذا تريد أف تقوؿ أيه المؤمف؟‬ ‫ميز ار‬
‫برأيؾ ألـ تنقص نورانية الشي ألـ تالحظ عمي أن بدأ يخفت ميالً؟‬ ‫شريؼ‬
‫وهؿ تمتمؾ مقي س ً لمضوء‪ ...‬في أم ف اهلل‬ ‫ميز ار‬
‫مرحب ً سػيدتي‪ ...‬عنػدم يقػأ المػرء فػي المشػ كؿ تنهػ ؿ عميػ دفًػة واحػدة‬ ‫المشهد الث ني‬
‫م ػ ػػف ك ػ ػػؿ ح ػ ػػدي وص ػ ػػويت وعن ػ ػػدم يًم ػ ػػـ النػ ػ ػ س يب ػ ػػدؤوف ب لس ػ ػػتغالؿ‬ ‫شريؼ‬ ‫والخمسوف‬
‫المجتمأ‪ ...‬مميء ب لضػب ع التػي تنتظػر فريسػته كػي تقػأ وتنػ ؿ منهػ ل‬ ‫‪01.15.27‬‬

‫‪372‬‬
‫تنخدعي ب لن س ّأي ك ف الزي الذي يرتدونػ إف وصػمتؾ رسػ لتي فمنػ فػي‬ ‫‪01.17.45‬‬
‫المكتي‬
‫نلو ل تقفؿ الخط‪ ...‬م ذا تريد‪ ...‬مت ؟‬
‫أصبحت جميمة أليس كذلؾ؟ لـ هذا الحزف؟ لـ يكف يسرؽ‪ ...‬ك ف يًمػؿ‬
‫يػد الحيػ ة‪ ...‬لػو كنػ‬ ‫ظن ً من أن رجؿ البيت لو ك ف أبي عم‬
‫المسكيف ّ‬
‫نممؾ الم ؿ لو‪ ...‬لو‪ ...‬لو دوف أي جدوى‪...‬‬
‫ي‪ ...‬كنت تدعيف طواؿ الميؿ ولكػف ربػؾ لػـ يفًػؿ أي شػيء لح مػد‬
‫ألـ تر ْ‬
‫ولذلؾ ذاهبة إل أبواي جهنـ كي أنقذ حي ة عبد مف عب د اهلل‪ ...‬ل أنقذظ‬ ‫أفس نة‬
‫بؿ أشتري ‪.‬‬
‫افترضػػي ي ػ أمػػي أف هػػذظ خريطػػة الً ػ لـ و ػػد عمقه ػ اهلل بمربًػػة دب ػ بيس‬
‫عنػػدم خمقه ػ وكم ػ ت ػريف أعط ػ أحػػدهـ الم ػ ؿ واآلخػػر القصػػر واآلخػػر‬
‫ب خرة أم نحػف فمك ننػ تحػت هػذا الػدبوس ب لضػبط ل ي ارنػ اهلل ول يسػمأ‬
‫صوتن لذا يقولوف ل تقأ الحجر إل في طريؽ اْلعرج‪.‬‬
‫السالـ عميكـ ي ابنتي‪...‬‬ ‫يوسؼ‬
‫كيؼ وجدت عنوانن ؟‬ ‫أفس نة‬
‫إف اهلل يرى جميأ خمق حت الذيف يًيشوف تحت دبوس خريطة الً لـ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫كنت تستمأ إل كالمي مأ اهلل‪...‬ل بد أنؾ تًرؼ إلػ أيػف ذاهبػة وتريػد‬
‫أفس نة‬
‫أف تمسكني متمبسة أليس كذلؾ‪.‬‬
‫كال ي ابنتي فقد مت لؾ س بق ً‪...‬أريد أف أمسؾ يدؾ‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫أل تخش ػ عم ػ سػػمًتؾ حت ػ أتيػػت إل ػ ب ػ ي بيػػت ام ػرأة سػػي‪،‬ة السػػمًة‬
‫أفس نة‬ ‫المشهد الث لث‬
‫وبهذظ الثي ي؟‬
‫والخمسوف‬
‫لو تمخرت وكنت د ذهبت م كنت ْلسػتطيأ التبريػر لصػ حي هػذا الػزي‬
‫يوسؼ‬ ‫‪01.17.46‬‬
‫بمنني لـ أفًؿ شي‪ ً ،‬مف أجمؾ‪.‬‬
‫‪01.20.26‬‬
‫ألقػي نظػرة مػف حولػؾ وشػ هد كيػػؼ يحػد وف بنػ مػف كػؿ ج نػي لػػيكف اهلل‬
‫أفس نة‬
‫في عونؾ ل نًمـ م الممؼ الذي يدونون لؾ في سرهـ‬
‫ل تقمقي‪ ...‬ف هلل ل يق أر الممف ت التػي يػدونه النػ س فمديػ عػيف نػ ظرة ول‬
‫يوسؼ‬
‫ينتظر م يق ؿ دا‪،‬م ً نفكر بم يق ؿ عن ول نفكر م ذا يقوؿ هو عن ‪.‬‬
‫أنت مفمس تم م ً أظنؾ نهبت صندوؽ المسجد‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫كػػال إن ػ حػػالؿ‪ ...‬حػػالؿ هػػذظ هديػػة اهلل لًبػػدظ المضػػطر كػػي ل يظػػف أف‬
‫يوسؼ‬
‫اهلل ن سي ‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫ي عـ روبف هوف إف وضًي أسوأ مم تظف هؿ أصرؼ هذظ النقود عم‬
‫أفس نة‬
‫عالج أخي أـ عم تسديد ديوف أبي‪.‬‬
‫سػػددي الػػديوف بهػػذظ النقػػود وأم ػ ضػػية أخيػػؾ فمػػف تحػػؿ إل بيػػد اهلل لقػػد‬
‫دعون أن والن س ْلخيؾ وأنت أيض ً ادعي ل فإذا ذهبت إلػ المستشػف‬ ‫يوسؼ‬
‫ووجدت اهلل د شف ظ فرج ء ل تتكبري عم اهلل وكوني صديقة ل ‪.‬‬
‫المشهد الرابأ‬
‫والخمسوف‬
‫مشهد صم ت‪ :‬توج أفس نة إل المستشف واستيق ظ ح مد مف الغيبوبة‪.‬‬ ‫أفس نة‬
‫‪01.20.27‬‬
‫‪01.21.53‬‬
‫أنظر سيد شريؼ‪ ...‬وسط الحي‪...‬‬ ‫جًفر‬
‫ل إل إل اهلل‪...‬‬
‫ألػػو‪...‬ألـ نتفػػؽ عم ػ أف تػػمتي إل ػ الشػػركة م ػ ذا؟ أـ أنػػؾ تالعبػػت بمحػػد‬
‫نخػػر‪...‬يوم ػ ً تغسػػميف ثي ػ ي الشػػي ويػػوـ نخػػر تمخػػذيف تبرع ػ ت مج ػ لس‬
‫المشهد‬
‫ع ػزاء اإلم ػ ـ الحسػػيف م ػ ذا فًمػػت بقمػػي هػػذا الًجػػوز حت ػ وهبػػؾ كػػؿ م ػ‬
‫شريؼ‬ ‫الخ مس‬
‫يممؾ وم ل يممؾ م ذا ك ف ينقصني ي عديمة اإلنصػ ؼ انظػري يػ فتػ ة‬
‫والخمسوف‬
‫اإلن ء الذي ل ُيطًمني فميطه ب رأس كمي‪...‬وبمػ أف اْلمػور وصػمت‬
‫‪01.21.54‬‬
‫إلػ هنػ فػػنحف ل نريػػد ع لمػ ً ف سػػداً ول مسػػتمج اًر سػيء السػػمًة‪...‬اغربػػي‬
‫‪01.23.13‬‬
‫عف الحي مف اليوـ ول تًودي وأم هذا الًجوز الً شؽ فتدبيرظ عندي‪.‬‬
‫هؿ ش هدت ؟ هؿ ك ف جيداً؟ م ذا أفًؿ ب ؟‬ ‫جًفر‬
‫انشرظ في الحي‪...‬‬ ‫شريؼ‬
‫هؿ أنت متمكد ي سيد شريؼ؟‬ ‫جًفر‬
‫نًـ وستن ؿ الثواي اإللهي‪ ...‬هي اذهي‪.‬‬ ‫شريؼ‬
‫السالـ عميكـ ي ولدي‪...‬هؿ تنتظرني لنذهي لممسجد؟‬ ‫يوسؼ‬
‫السالـ عميكـ ي شيخن ‪ ...‬حضرت لتوديًؾ‬ ‫الش ي‬ ‫المشهد‬
‫خي اًر إف ش ء اهلل‪ ...‬م ذا حصؿ؟‬ ‫يوسؼ‬ ‫الس دس‬
‫لست بخير‪.‬‬
‫ليس خي اًر مولن ‪ ...‬ليس خي اًرت ُ‬ ‫الش ي‬ ‫والخمسوف‬
‫م ذا حصؿ؟‬ ‫يوسؼ‬ ‫‪01.23.14‬‬
‫إلػ أيػػف سػػنذهي وا تػػرح عميػػؾ يػ مولنػ أف ل تػػذهي لممسػػجد أيضػ ً أنػ‬ ‫‪01.24.47‬‬
‫وأمث لي لـ يًد ب ستط عتن أف نرفأ رؤوسن ‪...‬صػورتؾ مػأ تمػؾ المػرأة‪...‬‬ ‫الش ي‬
‫أستغفر اهلل أست ذن وشيخن ومرادن ومدرس أخال ن هؿ سينتهي المط ؼ‬

‫‪374‬‬
‫بكؿ تمؾ الدروس‬
‫إل الفضيحة ل إل إل اهلل‪ ...‬أن ع ‪،‬د إل مدينتي لـ يًد ب ستط عتي‬
‫اسػػتكم ؿ الػػدروس لقػػد حصػػمت عمػ دينػػي ووايمػ ني منػػؾ واآلف أشػػًر أف‬
‫الدني تنه ر عم رأسي‪...‬‬
‫مشكمتؾ ي عزيزتي أنؾ حصمت عم دينؾ ووايم نؾ مني الػديف واإليمػ ف‬
‫يجي الحصوؿ عميهم مف النبأ وليس مػف الًبػد أكمػؿ د ارسػتؾ يػ ولػدي‬
‫يوسؼ‬
‫وواف ك ف لدي خطم فال تنسي إل الديف ف إلسالـ منزظ عػف الشػوا‪،‬ي إنمػ‬
‫الًيوي مف المسمميف أنفسهـ‪.‬‬
‫السالـ عميكـ‪...‬السالـ عميكـ ي سيد أسد اهلل‪..‬السالـ عميكـ‪...‬‬ ‫المشهد الس بأ‬
‫يوسؼ‬
‫والخمسوف‬
‫هػػذا الػػذي ت ػراظ متًبػػداً فػػي المح ػراي يقػػوـ ب لسػػي‪ ،‬ت عنػػدم يختمػػي عػػف‬ ‫‪01.24.48‬‬
‫جًفر‬
‫اْلعيف‪.‬‬ ‫‪01.25.52‬‬
‫السالـ عميكـ ‪...‬السالـ عميكـ‪...‬السالـ عميكـ ي سيد مير از‬ ‫يوسؼ‬
‫عميكـ السالـ‪...‬‬ ‫مير از‬
‫كيؼ ح لؾ بخير؟‬ ‫يوسؼ‬
‫بخير‪...‬الهي لؾ الحمد‪.‬‬ ‫مير از‬
‫أل تريد أف تسمؿ َلـ لـ يًد الن س يحبوف الصالة خمفؾ؟‬
‫شريؼ‬
‫َلـ لـ يًد أحد يصد ؾ؟‬
‫تخفيؼ لألعب ء‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أي شيء د حصؿت ب لنسبة لي ل يتًدى كون‬ ‫يوسؼ‬ ‫المشهد الث مف‬
‫كال‪ ...‬الفضيحة ليسػت تخفيفػ ً لمًػيء بػؿ خفػة فػي اإليمػ ف الػذي يضػيأ‬ ‫والخمسوف‬
‫هب ًء تمخذ أمواؿ المج لس والمن بر وتًطيه لفت ة ف سقة وتتو أ بًده أف‬ ‫شريؼ‬ ‫‪01.25.53‬‬
‫يصمي الن س خمفؾ؟‬ ‫‪01.28.24‬‬
‫لتمؾ الفت ة بًض اْلخط ء ولكنه ليست ف سقة‪.‬‬ ‫يوسؼ‬
‫لقػػد هتكػػت حرمػػة لبػػوس الػػديف بمفً لػػؾ هػػذظ دع الًب ػ ءة والًم مػػة وهػػذظ‬
‫شريؼ‬
‫الجبة ْلهمه اخمًه ودعه ج نب ً‪.‬‬
‫رس لتن إنق ذ الن س وليس همن الً فية ْلنفسن‬ ‫يوسؼ‬
‫أيف تقبيؿ اْلي دي‪ ...‬أيف حمت المحبة لؾ؟ أيفت ه ؟‬ ‫شريؼ‬
‫لـ يقبمون في حي المحسنيف‪..‬إف لـ تكف راضي ً فغير القض ء‪.‬‬ ‫يوسؼ‬

‫ل ػػدين أف ػػالـ جدي ػػدة‪ ...‬أف ػػالـ هندي ػػة أف ػػالـ إيرانية‪...‬فضػ ػ ‪ ،‬هيػ ػ "القم ػػي‬ ‫الب ‪،‬أ‬ ‫المشهد الت سأ‬

‫‪375‬‬
‫المتجمػ ػػد"ت هي ػ ػ "المنفصػ ػػؿ"هي ػ ػ ا تػ ػػري وش ػ ػ هد‪ ...‬فض ػ ػ ‪ ،‬هي ػ ػ "القمػ ػػي‬ ‫والخمسوف‬
‫المتجمد" هي "المنفصؿ"‪ ...‬فضيحة الشي ‪...‬‬ ‫‪01.28.25‬‬
‫هؿ تريديف شراء فيممؾ؟‬ ‫‪01.28.57‬‬
‫ل شمف لي‬ ‫إذا فسد الً ِلـ فسد الً لَـت إذا فسد الً لِـ فسد الً لَـ‪...‬‬
‫برواد المسجد م يهمني هو أنتـ الب عة أهؿ الحي فإذا أراد رواد المسػجد‬
‫الصالة وراءظ أو لـ يصموا ل شمف لنػ ولكػف ب لنسػبة لنػ فقػد فقػدن الشػي‬
‫شريؼ‬
‫يوس ػػؼ يج ػػي أف نخػ ػ ؼ عمػ ػ فم ػػذات أكب دنػ ػ ك ػػي ل ينحرفػ ػوا يج ػػي أف‬ ‫المشهد ستوف‬
‫نيػػبس جػػذور الفسػػؽ والفجػػور فػػي هػػذا الحػػي سػػنتحرؾ ب تج ػ ظ بيتهػ حت ػ‬ ‫‪01.28.58‬‬
‫نخرج هذظ الف سقة مف الحي المًنة عم الشيط ف كثي اًر‪.‬‬ ‫‪01.29.49‬‬
‫سنتحرؾ ي ح ج‪ ...‬هي بن ‪..‬‬ ‫جًفر‬
‫المًنة عم الشيط ف كثي اًر المًنة عم الشيط ف كثي اًر‪...‬‬
‫سك ف الحي‬
‫المًنة عم الشيط ف كثي اًر المًنة عم الشيط ف كثي اًر‪...‬‬
‫م ذا يحدث‪ ...‬كؿ أه لي الحي جػ ؤوا إلػ هنػ مػ ذا فًمػت يػ فتػ ة؟ يقػوؿ‬
‫صديقة أفس نة‬
‫الن س أنهـ يريدوف إخراجكـ مف البيت لم ذا؟‬
‫المًنة عم ج لبة الفس د‪...‬المًنة عم مشوهة سمًة الن س‪.‬‬ ‫سك ف الحي‬
‫الس ػ دة والسػػيدات‪ ...‬تفضػػموات تفضػػموا‪ ...‬هػػذا البيػػت ممكػػي‪ ...‬حاللػػي‪...‬‬
‫تفضػػموا مػػف لػػـ يػػذهي إل ػ الحػػج فميسػػمًني جيػػداً يوجػػد مك ػ ف فػػي الحػػج‬
‫شريؼ‬
‫يسم رمي الجمرات حيث يرجـ في الشػيط ف والشػيط ف موجػود فػي كػؿ‬
‫مك ف كؿ مف ينشر الفس د ويضؿ الن س عف طريؽ الحؽ فهو شيط ف‪.‬‬
‫المًنة عم الشيط ف‪...‬‬ ‫جًفر‬ ‫المشهد الواحد‬
‫كثي اًر‪...‬‬ ‫سك ف الحي‬ ‫والستوف‬
‫هػػذا البيػػت ممكػػي وأن ػ أجػػرت هػػذا الممػػؾ لم ػرأة ف سػػقة ي ػ ري س ػ محني‬ ‫‪01.29.50‬‬
‫عمػ مػ فًمػػت هػػذظ المػرأة الف سػػقة حرفػػت ع بػػد حينػ ً عػػف جػ دة الصػواي‬ ‫‪01.32.57‬‬
‫شريؼ‬
‫بإغوا‪،‬ه وأعم له السي‪،‬ة دمرت ثالثػيف سػنة عبػ دة لهػذا الً بػد نًػوذ بػ هلل‬
‫مف وس وس الشيط ف الذي يوسوس في صدور الن س مف الجنة والن س‪.‬‬
‫المًنة عم الشيط ف‪...‬‬ ‫جًفر‬
‫كثيرا‪...‬‬ ‫سك ف الحي‬
‫لػػدي طمػػي مػػنكـ الميمػػة احمم ػوا أحج ػ ركـ ودمػػروا هػػذا البيػػت الف سػػد عم ػ‬
‫شريؼ‬
‫رأس الف سقة التي في ‪.‬‬
‫ارحمي أيته الف سقة‪...‬‬ ‫سك ف الحي‬

‫‪376‬‬
‫م ذا أيه الشجً ف‪ ...‬ترمونني ب لحج رة كـ واحد منكـ يجي أف يرجـ لو‬
‫نشػر اهلل أفالمػ أنػت كػػـ مػرة جرحػػت يػدؾ وأنػػت تتمصػص عمػ أعػراض‬
‫الن س وأنػت يػ جًفػر‪ ...‬هػؿ نسػيت ثػـ أيهػ الثػوـ يػ ذو الرا‪،‬حػة الكريهػة‬
‫أصبحت تدعي الشرؼ اآلف؟‬
‫أنت‪ ...‬أنت‪ ...‬أنت ي عـ‪ ...‬أنت‪ ...‬أنت‪...‬لكف الذي تتهمون بي كػ ف‬
‫أفس نة‬
‫الرجؿ الوحيد في هذظ المنطقة التي فرشت ل م ‪،‬دة المًصية ولـ يتنػ وؿ‬
‫منه ػ كػػؿ التمجيػػد الػػذي كنػػتـ تمجدون ػ فػػي النه ػ ر ك ػ ف يجػػر به ػ حمولػػة‬
‫الن س في الميؿ كػي يكسػر نفسػ لكننػي أف الحمػ رة التػي كنػت أعتقػد أنػ‬
‫يدعي المشيخة كي يتالعي بكـ تحمػؿ الجػوع ولكػف لػـ يمػد يػدظ لألمػواؿ‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫مرحب ً ي صغيرة…‬ ‫أفس نة‬
‫سالـ‪...‬‬ ‫الطفمة‬
‫هؿ شقيقتؾ في البيت؟‬ ‫أفس نة‬
‫ولكف ليس لدي شقيقة‪ ...‬إنه أمي‪...‬‬ ‫الطفمة‬
‫هي اذهبي ون ديه ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫م م ‪ ...‬م م ‪ ...‬هن ؾ امرأة جميمة تريدؾ‪...‬‬ ‫الطفمة‬
‫السالـ عميكـ‬ ‫السيدة‬
‫وعميكـ السالـ‪...‬هؿ الح ج موجود؟‬ ‫أفس نة‬
‫المشهد الث ني‬
‫أي ح ج؟‬ ‫السيدة‬
‫والستوف‬
‫ل داعي لشنك ر ذهبت إل بيت ولـ أجدظ‪...‬‬
‫أفس نة‬ ‫‪01.32.58‬‬
‫مف المؤكد أن هن ‪ ...‬هي ن دي ‪...‬‬
‫‪01.34.48‬‬
‫ي سيدة ل أفهـ م ذا تقوليف‪...‬‬ ‫السيدة‬
‫ادخمي ون دي بؿ أف أفضحؾ أنت والح ج مً ً‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫ولكف أن لدي سمًة‪ ...‬أن متزوجة‪...‬‬ ‫السيدة‬
‫حسن ً ولي لزوجؾ أف يمتي إل هن ‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫واهلل ي سيدة ل يستطيأ زوجي المجيء‪...‬‬ ‫السيدة‬
‫لكف أن أستطيأ الدخوؿ‪ ...‬تنحي ج نب ً‪...‬‬ ‫أفس نة‬
‫لو سمحت أخفضي صوتؾ‪ ...‬هذا زوجي وهؤلء هـ الجيراف‪.‬‬ ‫السيدة‬
‫أوصمي تحي تي لمولن الشي ‪...‬‬ ‫أفس نة‬

‫‪377‬‬
‫ي سيدة أستحمفؾ ب هلل‪ ...‬مولن رجؿ محترـ فال تظني السوء ب ‪ ...‬فمنت‬
‫السيدة‬
‫رأيت وضًن ب هلل عميؾ ي سيدة‪.‬‬
‫أتيػت إلػ المسػجد كػػي أفضػح أمػ ـ الجميػأ ولكػػف وجػدت أننػي أنػ التػػي‬
‫عم رؤوس اْلشه د‪ ...‬أن ‪...‬‬
‫لقد صرؼ أمواؿ المج لس عم سػي‪،‬ة السػمًة مثمػي ولكػف لػـ يسػم بػمف‬
‫أسػػمـ نفسػػي ْلهػواء بًػػض اْلنػػذاؿ هػػذا الرجػػؿ نػ ؿ شػػف ء شػػقيقي مػػف ري‬
‫الًب ػ د بدع ‪ ،‬ػ وتوسػػم يبػػدوا أف لهػػذا الرجػػؿ كممػػة مسػػموعة فػػي اْلع ػ لي‬ ‫المشهد الث لث‬
‫أفس نة‬
‫وفي السم ء أكثر مف اْلسفؿ ومػف بػؿ أمثػ لكـ ذلػؾ الرجػؿ يشػب المطػر‬ ‫والستوف‬
‫الذي عندم يمطر ل يميز بيف شوكة مثمي وبيف شجرة مثمرة اضربوا‪...‬‬ ‫‪01.34.49‬‬
‫يجػػي أف تكسػػر ام ػرأة مثمػػي كػػي ل ُنفض ػ ولكػػف أ سػػـ بػػري الًب ػ د لػػو‬ ‫‪01.38.12‬‬
‫ُكسرت وأصبحت ألؼ طًة فستظؿ كؿ طًة مني تفضحكـ جميً ً هي‬
‫اضربوا م ذا تنتظروف‪ ...‬اضربوا‬
‫ػ ػ ؿ زي ػػد لمػ ػرأة ف حش ػػة أن ػػؾ مخم ػػورة وك ػػؿ ح ػػيف تض ػػًيف ػػدـ ف ػػي فػ ػ‬
‫مير از‬
‫مختمؼ فق لت ل أي زيد أن كم وصفت ولكف هؿ أنت كم تدعي‪.‬‬
‫المشهد الرابأ‬
‫والستوف‬
‫مشهد ص مت‪ :‬يوسؼ يصمي في الش رع والجميأ يصمي خمف‬ ‫يوسؼ‬
‫‪01.38.13‬‬
‫‪01.39.39‬‬
‫جينيريؾ النه ية‬
‫‪01.39.40‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪01.42.43‬‬
‫‪01.33.46‬‬

‫‪378‬‬
‫قائمة الجداول واملحتويات‬
‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪101‬‬ ‫قضايا ومقوالت أطروحة فيمم ‪Mother‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪107‬‬ ‫ظهور القوى الفاعمة لفيمم ‪ Mother‬حسب عدد المقطات‬ ‫‪10‬‬
‫‪138‬‬ ‫قضايا ومقوالت أطروحة فيمم ‪Doctor Strange‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪149‬‬ ‫ظهور القوى الفاعمة لفيمم ‪ Doctor Strange‬حسب عدد المقطات‬ ‫‪10‬‬
‫‪172‬‬ ‫قضايا ومقوالت أطروحة فيمم ‪The Willow Tree‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪180‬‬ ‫ظهور القوى الفاعمة لفيمم ‪ The Willow Tree‬حسب عدد المقطات‬ ‫‪10‬‬
‫‪204‬‬ ‫قضايا ومقوالت أطروحة فيمم ‪The Scandal‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪211‬‬ ‫ظهور القوى الفاعمة لفيمم ‪ The Scandal‬حسب عدد المقطات‬ ‫‪10‬‬
‫‪229‬‬ ‫تباين السمات العامة لمخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‬ ‫‪10‬‬
‫‪237‬‬ ‫صورة اإلله المؤكدة والممغاة من خالل عينة األفالم المحممة‬ ‫‪01‬‬

‫‪380‬‬
‫قائمة املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العناوين‬
‫مقدمة ‪........................................................................................‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬ت‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬
‫المبحث األول‪ :‬إشكالية الدراسة‪40 ....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬موضوع الدراسة‪40...............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفاهيم الدراسة‪40................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب الدراسة وأهدافها وأهميتها‪40................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نوع الدراسة منهجيتها وعينتها‪04 .......................................................‬‬
‫أوال‪:‬نوع الدراسة‪04.....................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهج الدراسة ‪00................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أدوات الدراسة‪01.................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬مجتمع الدراسة وعينتها‪04........................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الدراسات المشابهة ومنظور الدراسة‪00...................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الدراسات المشابهة‪00..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬منظور الدراسة‪00.................................................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪02......................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب الديني‪...‬المفهوم واالمتدادات‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الخطاب‪01.......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الخطاب‪01.................................................................................‬‬
‫لغة‪01..................................................................................................‬‬
‫اصطالحا‪02............................................................................................‬‬
‫الخطاب في اللفظ القرآني‪02.............................................................................‬‬
‫الخطاب في الثقافة الغربية‪00............................................................................‬‬
‫الخطاب في الثقافة العربية‪20............................................................................‬‬
‫الخطاب؛ نقد صيرورة المفهوم‪20........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬استراتيجيات الخطاب‪22..........................................................................:‬‬
‫اإلستراتيجية التضامنية‪22...............................................................................‬‬
‫اإلستراتيجية التوجيهية‪04................................................................................‬‬
‫اإلستراتيجية التلميحية‪00................................................................................‬‬

‫‪381‬‬
‫قائمة املحتويات‬

‫اإلستراتيجية اإلقناعية‪00................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الدين‪04..........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الدين‪04....................................................................................‬‬
‫لغة‪04..................................................................................................‬‬
‫اصطالحا‪01............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظريات نشأة الدين‪02.............................................................................‬‬
‫نشأة الدين من المنظور الغربي‪02.......................................................................‬‬
‫النظرية الطبيعية‪02.....................................................................................‬‬
‫النظرية الروحية‪00......................................................................................‬‬
‫النظرية النفسو اجتماعية‪00.............................................................................‬‬
‫النظرية التوتمية‪44......................................................... .............................‬‬
‫نشأة الدين من المنظور اإلسالمي‪40.....................................................................‬‬
‫فطرة‬
‫الله‪40.............................................................................................‬‬
‫استم اررية التوحيد‪42.....................................................................................‬‬
‫إرسال الرسل‪42.........................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الخطاب الديني‪40.......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الخطاب الديني‪40...........................................................................‬‬
‫ثانيا خصائص الخطاب الديني‪41.......................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحديات الخطاب الديني المعاصر‪42...............................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪40......................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬السينما اإليرانية واألمريكية‬
‫ال مبحث األول‪ :‬السينما‪...‬الفيلم تأصيل المفاهيم‪10........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف السينما‪ /‬الفيلم‪10...........................................................................‬‬
‫لغة‪10..................................................................................................‬‬
‫اصطالحا‪10............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة السينما وتطورها‪14...........................................................................‬‬
‫مرحلة السينما الصامتة‪14...............................................................................‬‬
‫مرحلة السينما الناطقة‪12................................................................................‬‬

‫‪382‬‬
‫قائمة املحتويات‬

‫مرحلة السينما المعاصرة‪10........................................................... ...................‬‬


‫ثالثا‪ :‬خصائص المشاهدة السينمائية‪24...................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬أنواع الفيلم السينمائي‪20..........................................................................‬‬
‫خامسًا‪ :‬أثر األفالم‪24...................................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬وظائف األفالم‪22...............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السينما اإليرانية‪00.......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬السينما اإليرانية لمحة عامة‪00......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدين في السينما األمريكية‪00......................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة في السينما اإليرانية‪02......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السينما األمريكية‪00.....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬السينما األمريكية لمحة عامة ‪00...................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اقتصاديات السينما األمريكية؛ الشركات والمنتجين‪04...............................................‬‬
‫خالصة الفصل‪04......................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما األمريكية من خالل فيلم ‪Mother‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم ‪00.............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‪040.............................................‬‬
‫أوال‪ :‬القوى الفاعلة‪040..................................................................................‬‬
‫شخصية اإلله‪040......................................................................................‬‬
‫شخصية الطبيعة‪044...................................................................................‬‬
‫آدم وحواء‪041........................................................... ...............................‬‬
‫ثانيا البنية الحجاجية لفيلم ‪042................................................................. Mother‬‬
‫االستماالت الحجاجية العقلية‪042........................................................................‬‬
‫االستماالت الحجاجية العاطفية‪000......................................................................‬‬
‫استمالة التخويف‪001...................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب‪000......................................................................‬‬
‫شيطنة اإلله‪000........................................................................................‬‬
‫ثانيا المرجعية النسوية‪000..............................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬النزعة الذكورية‪ /‬األبوية‪000.......................................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪024.....................................................................................‬‬

‫‪383‬‬
‫قائمة املحتويات‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬الخطاب الديني في السينما األمريكية من خالل فيلم ‪Doctor Strange‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم‪135............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‪139.............................................‬‬
‫أوال‪ :‬القوى الفاعلة‪139..................................................................................‬‬
‫شخصية الدكتور سترينج‪020 ...........................................................................‬‬
‫شخصية المعلمة الكبيرة‪000.......................................................................... ...‬‬
‫شخصية موردو‪000............................................................. ........................‬‬
‫شخصية كايسيليوس‪000.............................................................. ..................‬‬
‫شخصية دورمامو‪001...................................................................................‬‬
‫ثانيا البنية الحجاجية لفيلم ‪149....................................... ................Doctor Strange‬‬
‫الحجة المنطقية السببية ‪000.............................................................................‬‬
‫الحجة العاطفية‪000....................................................................................‬‬
‫المبحث ا لثالث‪ :‬سياق الخطاب‪044......................................................................‬‬
‫فيلم الدكتور سترينج؛ مزيج ميثولوجي ديني‪044..........................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬من النزعة الباطنية إلى النزعة الشيطانية ‪041......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬من النزعة الشيطانية إلى األيديولوجيا الماسونية‪010................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪014.....................................................................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلم ‪The Willow Tree‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم ‪170............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‪173.............................................‬‬
‫أوال‪ :‬القوى الفاعلة‪173..................................................................................‬‬
‫شخصية يوسف موسوي‪022 ...........................................................................‬‬
‫شخصية الزوجة رويا‪021...............................................................................‬‬
‫شخصية مرتضى‪020...................................................................................‬‬
‫شخصية كايسيليوس‪000..................................... ...........................................‬‬
‫شخصية دورمامو‪001...................................................................................‬‬
‫ثانيا البنية الحجاجية لفيلم ‪004.................................... ................The Willow Tree‬‬
‫الحجة المنطقية ا لسببية‪000.............................................................................‬‬

‫‪384‬‬
‫قائمة املحتويات‬

‫الحجة العاطفية‪000....................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الصوفية إطار مرجعي للخطاب‪000.....................................................‬‬
‫إلى‬ ‫سبيل‬ ‫واأللم‬ ‫المعاناة‬
‫الله‪000.........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ثنائية البصر والبصيرة تجليات الرؤية الباطنية ‪041.................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الذات وا آلخر؛ تجاوز األنا‪004....................................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪004.....................................................................................‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية من خالل فيلم ‪The Scandal‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األطروحة الخطابية للفيلم ‪000............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القوى الفاعلة والبنية الحجاجية للخطاب‪044.............................................‬‬
‫أوال‪ :‬القوى الفاعلة‪044.......................................................... ........................‬‬
‫شخصية اإلمام يوسف‪044 .............................................................................‬‬
‫شخصية أفسانة ‪042.....................................................................................‬‬
‫شخصية الحاج شريف‪040................................................ ..............................‬‬
‫ثانيا البنية الحجاجية لفيلم ‪000....................................... ...................The Scandal‬‬
‫حجة الدليل‪000............................................................................. ...........‬‬
‫الحجة المنطقة ‪000.....................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬سياق الخطاب؛ تعالق االجتماعي والسياسي بالديني‪002..................................‬‬
‫خالصة الفصل‪000.....................................................................................‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬الخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية؛ االقتراب واالبتعاد‬
‫المبحث األول‪ :‬مؤشر األطروحة الخطابية‪002...........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬السمات العامة للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪002...................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬السمات الخاصة للخطاب الديني في السينما اإليرانية واألمريكية‪000.................................‬‬
‫قضية األلم‪000.........................................................................................‬‬
‫قضية المعرفة‪020......................................................................................‬‬
‫قضية الخير والشر‪020.................................................................................‬‬
‫قضية الجمال‪020......................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مؤشر القوى الفاعلة والحجاج‪021....................................... .................‬‬
‫أوال‪ :‬القوى الفاعلة‪021..................................................................................‬‬

‫‪385‬‬
‫قائمة املحتويات‬

‫صورة اإلله‪021.........................................................................................‬‬
‫صورة الشيطان‪022.....................................................................................‬‬
‫صورة األنبياء‪020......................................................................................‬‬
‫صورة الرجل‪020.......................................................................................‬‬
‫صورة المرأة‪020........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحجاج‪020......................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مؤشر السياق األيديولوجي للخطاب‪000..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التقاطع األيديولوجي بين الخطابين‪000.............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األطر المرجعية‪000..............................................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪004.....................................................................................‬‬
‫نتائج الدراسة‪742....................................... ...............................................‬‬
‫خاتمة‪752.............................................................................................‬‬
‫المصادر والمراجع‪752..................................................................................‬‬
‫المالحق‬
‫الملحق األول‪ :‬التقطيع الزمني لسيناريو فيلم ‪010...............................................Mother‬‬
‫الملحق الثاني‪ :‬التقطيع الزمني لسيناريو فيلم ‪304.....................................Doctor Strange‬‬
‫الملحق الثالث‪ :‬التقطيع الزمني لسيناريو فيلم ‪331..................................The Willow Tree‬‬
‫الملحق الرابع‪ :‬التقطيع الزمني لسيناريو فيلم ‪345.........................................The Scandal‬‬
‫قائمة الجداول والمحتويات‬
‫قائمة الجداول‪204......................................................................................‬‬
‫قائمة المحتويات‪200....................................................................................‬‬

‫‪386‬‬
Abstract ‫ملخص الدراسة‬
This comparative analysis examined the topic ‫تناولت هذه الدراسة التحليلية المقارنة موضوع "الخطاب الديني‬
"religious discourse in Iranian and American cinema" by ‫أ‬
dismantling and analyzing four films; Two Iranian films ‫في السينما إاليرانية والمريكية" بتفكيك وتحليل اربعة افالم؛ فيلمين‬
the willow tree and the scandange, and two American ‫ وفيلمين امريكيين‬،The Scandal ‫ و‬The Willow Tree ‫إيرانيين‬
films inspired by a problematic question of its ‫انطلق البحث من سؤال إشكالي رئيس‬ َ ،Doctor Strange‫ و‬Mother
reproduction chairman: what is the ideology underlying
the religious discourse in Iranian and American cinema ‫ ما هي اليديولوجيا الكامنة في الخطاب الديني في السينما اإليرانية‬:‫مفاده‬
through the chosen sample films and what is the ‫والمريكية من خالل عينة الفالم المختارة وما الفرق بينهما؟ وما هي‬
difference between them? And what cognitive models do ‫النماذج اإلدراكية التي ينتجها الخطابين؟ اعتمد هذا البحث على ثنائية‬
speech writers produce? This research was based on a
methodological duality combining discourse analysis ‫ كما ارتكز على‬،‫منهجية تجمع بين منهج تحليل الخطاب والمنهج المقارن‬
with a comparative approach, as well as on ideological .‫نظرية التحكم اليديولوجي في النماذج اإلدراكية لتون فان دايك‬
control theory in ton van dyke's cognitive models. ‫ا‬
General features of the level of religious discourse in ‫اتجهت السمات العامة على مستوى الخطاب الديني في السينما‬
Iranian and American cinema based on the sample films ‫اإليرانية والمريكية من خالل عينة الفالم المحللة نحو التباين الشديد؛‬
analysed tended to be very different; Towards religions;
The American films mother and robstrange took a Mother ‫في اتجاهها نحو الديان؛ حيث اتخذ الفيلمين المريكيين‬
belligerent orientation, while the Iranian films the willow
َ ‫ بينما‬،‫ توجها عدائيا إزاءها‬Doctor Strange‫و‬
‫اتخذ الفيلمين اإليرانيين‬
tree and the scandal took a corrective orientation of the
position of religion in society, but at the level of power;
‫ توجها تصحيحيا لتموضع الدين‬The Scandal ‫ و‬The Willow Tree
American cinema relied on the superhero model, while ‫ اما على مستوى القوى الفاعلة؛ اعتمدت السينما المريكية‬،‫في المجتمع‬
Iranian cinema went on to embody the perfect model. ‫على نموذج البطل الخارق بينما اتجهت السينما اإليرانية نحو تجسيد‬
Successively; As far as the opening and closing of
discourse is concerned, the religious discourse in
.‫النموذج المثالي‬
American cinema is closed, defined-definitely not open
‫جاء الخطاب الديني‬ ً
َ ‫تباعا؛ وفيما يتعلق بانفتاح وانغالق الخطاب‬
to the recipient, while the religious discourse in Iranian ً ‫ محسوما‬،‫في السينما المريكية مغلقا‬
cinema remains incomplete and confusing, thus allowing ‫يقينيا ل يفتح المجال للمتلقي‬
the recipient to participate in the discourse and complete ‫ في حين يبقى الخطاب الديني في السينما اإليرانية مفتوحا‬،‫للمشاركة فيه‬
its cognitive model in accordance with his orientation and
beliefs, and the rhetorical treatment of religion; The
‫ناقصا ومرتبكا ليفسح بذلك المجال للمتلقي للمشاركة في الطروحة‬
American films are structurally oriented, while the ‫ اما فيما‬،‫الخطابية وإكمال نموذجها اإلدراكي وفقا لتوجهاته ومعتقداته‬
Iranian films are Oxyologically an Braxologically ‫يتعلق بالمعالجة الخطابية للدين؛ فاتجه الفيلمين المريكيين توجها‬
oriented ً
‫اكسيولوجيا‬ ً
‫كسيولوجيا وبر‬ ً ‫ في حين الفيلمين اإليرانيين‬،‫بنائيا‬
‫نزوعا ا‬
finally; Regarding the alternatives for each speech,
‫ينزع‬
American cinema relied on the constructive alternatives ،‫ اخيرا؛ فيما يتعلق بالبدائل التي يعتمدها كل خطاب‬،‫في نفس الوقت‬
while Iranian cinema used the discursive alternatives. ‫ارتكزت السينما المريكية على البدائل البنائية بينما استخدمت السينما‬
The religious discourse in the two Iranian films embodies
the sufi belief that the divine self will come to the human .‫اإليرانية البدائل الستطرادية‬
self, united to bring about anthropology and the rule of
reality and the laws of nature, as it implies an atheistic
‫يجسد الخطاب الديني في الفيلمين اإليراني العتقاد الصوفي‬
orientation that intersects with the human deification of ‫القائل بحلول الذات اإللية في الذات اإلنسانية واتحادها معها بما يحقق‬
the American films and its transgression of god, ‫ إذ ذاك يضمر‬،‫علم اإلنسان بالغيب وتحكمه في الواقع وقوانين الطبيعة‬
respectively; This study confirms the atheistic orientation
of American cinemas through both analytic films and ‫توجها إلحاديا يتقاطع مع نزعة تاليه اإلنسان في الفيلمين المريكيين‬
‫تباعا؛ تثبت هذه الدراسة التوجه اإللحادي للسينما‬ ً ،‫وتجاوزه لإلله‬
their implicit and explicit call for atheism, divinity and
complicity with the devil through the heart and ‫المريكية من خالل الفيلمين المحللين ودعوتها الضمينة والصريحة‬
changeability of values. ُّ
.‫لإللحاد والتاله والتواطؤ مع الشيطان عبر قلب القيم وتبديلها‬

You might also like