Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 100

‫الطبعة األوىل‬

‫‪١٤٣٥‬هـ ‪2013 /‬م‬

‫ـــــــ هوية الكتاب‪ :‬ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫الكتاب‪ :‬ال يشء يشبه كربالء‬
‫املؤلف‪ :‬هادي املدريس‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل ‪٢٠١٣ -‬م ‪ ١٤٣٥ -‬هـ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال شيءيشبه‬
‫كربالء‬

‫املدريس‬
‫هادي ّ‬
6
‫ال شيء‬
‫يشبه كربالء‬
‫«ال يوم كيومك يا أبا عبد اهلل»‬
‫اإلمام احلسن ‪C‬‬

‫‪١‬‬
‫ال يشء يشبه كربالء!‬
‫ٍ‬
‫رجال‪ ،‬كاحلسني ‪C‬‬ ‫ال من‬
‫وال نـسـا ٌء ُ‬
‫مـثل زينب‪ ،‬يف النسا ْء‬
‫ال يشء يشبه كربال ْء‬

‫‪7‬‬
‫‪2‬‬
‫َمن مثله؟‬
‫إبراهيم ‪ C‬الذي مل ُيرقوه؟‬
‫ٍ‬
‫عطش‪،‬‬ ‫إسامعيل ‪ C‬الذي ما مات من‬
‫ِ‬
‫أوداجه شيئ ًا أبوه؟‬ ‫وال قد َح ّز من‬
‫موسى ‪ C‬الذي الذي مل يقتلوه؟‬
‫عيسى ‪ C‬الذي مل يصلبوه؟‬
‫نوح ‪ C‬الذي قد طاف فوق املاء يف الطوفان‬
‫ُ‬
‫لكن مل تصبه رطوب ٌة؟‬
‫َمن مثله يف األرض س ّبح يف الدماء؟‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪٣‬‬
‫ِ‬
‫صحابه‬ ‫صحب قد ُقتلوا كمثل‬ ‫ال‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫خيامه‬ ‫ال خيم ٌة ُحرقت كمثل‬
‫ِ‬
‫نساءه‬ ‫ال نسو ٌة ُسبيت كمثل‬
‫ِ‬
‫رحاله‬ ‫ال رحلة ُنبت كمثل‬
‫ِ‬
‫دماءه‬ ‫ال من د ٍم سك َن اجلنان اخللد مثل‬

‫‪8‬‬
‫ال كاحلسني ‪ ،C‬سوى احلسني ‪C‬‬

‫وخاب ّ‬
‫كل األدعياء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪4‬‬
‫فارتج الوجود لقتله‬
‫ّ‬ ‫قتلوه‬
‫حتى السامء‬
‫كانت بعاشوراء‬
‫تقطر بالدماء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪٥‬‬
‫ص ّلت عىل جسم احلسني ‪ C‬سيوفهم‬
‫ورماحهم‪..‬‬
‫وسهامهم‪..‬‬
‫ومجيع ما محلت به أحقادهم‪..‬‬
‫هانت عليه سيوفهم‪ ،‬ورماحهم‪ ،‬وسهامهم‬

‫‪9‬‬
‫رب العرش يرمقه‬
‫إذ كان ّ‬
‫وأمالك السامء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪٦‬‬
‫هاجر ُضبت بمك َة‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫ال‬
‫ٍ‬
‫مقتول هلا‬ ‫ال رأت جثامن‬
‫يباب‬
‫أرض ْ‬‫ٍ‬ ‫ال حارصوها‪ ،‬وهي يف‬
‫مريم ُرمجت بعيسى ‪C‬‬
‫ال ٌ‬
‫ال حاولوا أن يأرسوها‬
‫احلجاب‬
‫ْ‬ ‫وال إنتزعوا منها‬
‫ال أ ُّم موسى ‪ D‬شاهدت أبناءها متقطعني‬
‫الرتاب‬
‫ْ‬ ‫عىل‬
‫زينب ‪ ..D‬حارصوها بالدماء‬
‫َ‬ ‫لك ّن‬
‫وباحلراب‬
‫ْ‬ ‫وبالرؤس‪،‬‬
‫زينب مزقوا أجساد أبناء الرسول ‪K‬‬
‫َ‬ ‫لك ّن‬
‫أمامها‬
‫وتراقصوا فرح ًا وحقد ًا فوقها‬

‫‪10‬‬
‫ِ‬
‫السامء وال حيا ْء‬ ‫رب‬
‫ال خوف من ّ‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪٧‬‬
‫هل من شجاعة‬
‫ِ‬
‫أصحابه؟‬ ‫مثلام كانت لدى‬
‫ُشنّت عليهم غار ٌة هوجاء‬
‫حتت شعار‪« :‬ال تبقوا هلم رجالً‪ ،‬وال طفالً‪،‬‬
‫وال من حيزنون»‬
‫فتصابروا حتى املامت‬
‫ومل ُيؤخذ هلم أرسى‪ ،‬وال جرحى‬
‫ْ‬
‫ختون‬ ‫نفس‬
‫وال ُسمعت هلم ٌ‬
‫لبسوا القلوب عىل الدروع‬
‫ْ‬
‫املنون‬ ‫وأقبلوا يتهافتون عىل‬
‫ال مثلهم يف الصرب كان‬
‫ْ‬
‫يكون‬ ‫وال‬

‫‪11‬‬
‫ال من ٍ‬
‫شبيه مثلهم يف األوليا ْء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪٨‬‬
‫هل من ٍ‬
‫وفاء مثلام الع ّباس ‪ C‬أبدا ُه‬
‫ِ‬
‫بوسط املاء من شط الفرات؟‬
‫زينب ‪D‬‬
‫هل من ٍ‬
‫إباء مثلام أبدته‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫العتاة من الطغاة؟‬ ‫يف مواجهة‬
‫هل من د ٍم كدم الرضيع أضاء وجه الكون‬
‫ملـّا أن تطاير يف الفضا ْء؟‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪٩‬‬
‫جتمعوا ضد احلسني ‪ C‬بنينوى‬ ‫ُّ‬
‫كل الطغاة ّ‬
‫قابيل جاء ِ‬
‫لقتله‪..‬‬ ‫ُ‬
‫عي‬ ‫نمرود شارك َ‬
‫جيش أبناء الدّ ّ‬
‫ِ‬
‫حربه‪..‬‬ ‫يف‬
‫جهز نبله ورمى ِبه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫هامان ّ‬

‫‪12‬‬
‫ِ‬
‫بجنده‪..‬‬ ‫فرعون كان هناك‬
‫إبليس كان يقودهم‬
‫وحسني ‪ C‬كان لوحده‪..‬‬
‫وبك ّفه رآيات ِّ‬
‫كل األنبيا ْء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪١٠‬‬
‫ال نصل ٌة ُمألت من األحقاد‬
‫ُ‬
‫مثل نصوهلم‪..‬‬
‫سيف ضد اهلل يف التاريخ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫مثل سيوفهم‪..‬‬
‫ٍ‬
‫أطفال‬ ‫ال رمح حيمل رأس‬
‫كمثل رماحهم‪..‬‬
‫عجب ًا لقوم أ ّدعوا ّ‬
‫حب النبي ‪K‬‬

‫أن يملؤا الصحراء خي ً‬


‫ال‬
‫ضد أصحاب الكسا ْء!‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪13‬‬
‫‪11‬‬
‫من ذا رأى مثل احلسني ‪C‬‬

‫أسد ًا‬
‫حيارصه األلوف من الضباع‬
‫فال هيون وال يلني؟‬
‫من ذا رأى يف احلرب مكثور ًا‬
‫وقد ذبحوا مجيع رجاله‬
‫جمزرين‬
‫ويراهم فوق الرتاب ّ‬
‫ُ‬
‫الغر‬
‫ويظل يشمخ كالنجوم ّ‬‫ّ‬
‫يف وسط السام ْء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪12‬‬
‫من ذا رأى يف احلرب ظمئان ًا‬
‫جييء املا َء من أجل ال ُعطاشى‬
‫وحده‬
‫ويغوص فيه حتى ركبتي ْه‬
‫وخيرج منه ظمئان ًا‬

‫‪14‬‬
‫ويقاتل األعداء يف ضمأٍ‬

‫وفوق كتافه املاء الزالل‬


‫ويموت عطشان ًا وقد قطعوا يدي ْه‬
‫من ذا رأى رج ً‬
‫ال كهذا يف الشهامة والوفاء؟‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪13‬‬
‫سبحان من خلق احلسني ‪C‬‬
‫ِ‬
‫البالء‪..‬‬ ‫مع‬
‫ِ‬
‫وبالبالء‪..‬‬
‫وللبال ْء‬
‫َ‬
‫قربان هذه األرض‬ ‫سبحان من إختار ُه‬
‫من أجل السام ْء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪15‬‬
‫‪١٤‬‬
‫سبحان حلمك ر ّبنا إذ مل تد ّمر َّ‬
‫كل هذا الكون‬
‫ِ‬
‫ختومه‬ ‫فوق‬
‫ملا بدت عسالن هذه األرض‬
‫تنهش من حلوم األنبيا ْء‬
‫بنيت‬
‫سبحان حلمك اذ مل هتدّ م ما َ‬
‫من الساموات العىل‬
‫فوق الذي رشبوا كؤوس الدّ م‬
‫ِ‬
‫احلسيـن ‪C‬‬ ‫من نحر‬
‫وأصحاب احلسين ‪A‬األتقيا ْء‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪١٥‬‬
‫ُسبحان من جعل‬
‫ِ‬
‫جلنانه‪..‬‬ ‫احلسني ‪ C‬رصاطه‬
‫ُسبحان من جعل الرثا َء‬
‫عىل احلسني ‪C‬‬
‫ِ‬
‫رضوانه‪..‬‬ ‫وسيل َة القربى إىل‬

‫‪16‬‬
‫ُسبحان من خلق الدموع‬
‫لتذرف يف مصاب األوصيا ْء‬
‫ُسبحان من قد شاء ْ‬
‫أن‬
‫ال يشء يشبه كربالء‬

‫‪17‬‬
18
‫إعالن‬
‫من اهلل عزوجل‬
‫«إن تنرصوا اهلل ينرصكم»‬

‫«السبط» القضا َء‬ ‫ُ‬ ‫لقد إمتطى‬


‫فسخر اهلل العظيم له ال َقدَ ْر‬
‫ّ‬

‫سلطاهنم‬
‫ْ‬ ‫قتلوه حتى حيفظوا‬
‫ِ‬
‫الوحل‬ ‫فأطمهم يف‬
‫ّ‬
‫حجر‬
‫ْ‬ ‫ألقمهم‬

‫‪19‬‬
‫واهللُ أعلن يف السامء‪:‬‬
‫إنترص‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫إن احلسني ‪ C‬قد‬

‫‪20‬‬
‫زيارة‬
‫األربعين‬
‫ٍ‬
‫«إذا أراد اهلل بعبد خري ًا قذف يف قلبه ّ‬
‫حب‬
‫وحب زيارته»‬
‫ّ‬ ‫احلسني ‪C‬‬
‫حديث‬

‫قال يل‪ :‬أرين معجزة؟‬


‫قلت‪ :‬هاك احلسني ‪C‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫احلوادث؟‬ ‫قال‪ :‬معجزة يف‬
‫األربعني‬
‫ْ‬ ‫قلت‪ :‬هاك ‪ ،‬زيارته‬

‫‪21‬‬
‫َ‬
‫السبط‪ ،‬وهو وحيدٌ غريب‬ ‫قتلوا‬
‫معني‬ ‫ٍ‬
‫نارص أو ْ‬ ‫بال‬
‫وها هو بعد مئات السنني‬
‫موئل للماليني‪..‬‬
‫يأتون من ِّ‬
‫كل فج عميق‬
‫بالقاطرات‪..‬‬
‫وبالطائرات‪..‬‬
‫ومشي ًا‪..‬‬
‫وركض ًا‪..‬‬
‫وزحف ًا‪..‬‬
‫وحبو ًا‪..‬‬
‫رجاالً‪ ،‬نساء ًا ‪..‬‬
‫كبار ًا‪ ،‬صغار ًا ‪..‬‬

‫كأنم السيل حول الرضيح يطوفون‬


‫ّ‬
‫ينادون‪:‬‬
‫لبيك‪ ،‬يا سيدي يا حسني ‪C‬‬

‫يابن خري النب ّيني واملرسليـ ْن‬

‫‪22‬‬
‫اذا مل نكن يوم كنت تنادي‪:‬‬
‫أال من مغيث؟ أال من معيـ ْن؟‬
‫ْ‬
‫هبواك‬ ‫فخذها قلوب ًا متيمة‬
‫وصوب‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫حدب‬ ‫جتيئك من كل‬
‫للثم ِ‬
‫تراب ْ‬
‫ثراك‬
‫*‬

‫لقد وعد اهللُ أن ينرص‬


‫املؤمنيـ ْن‬
‫وكل مواعيده منجز ْة‬

‫ألست ترى يف زيارته‬


‫معجزةْ؟‬

‫‪23‬‬
24
‫لو ُعدت‬
‫«من كان مع اهلل كان اهلل معه»‬

‫س ّيدي ‪..‬‬
‫دت اآلن إىل الدنيا‬
‫لو ُع َ‬
‫إلمتألت ُ‬
‫كل الساحات‬
‫ْ‬
‫يديك‬ ‫جنود ًا بني‬

‫ُ‬
‫يرصخ‬ ‫ورأيت العامل‬
‫َ‬
‫يف ِّ‬
‫كل مكان‪:‬‬
‫حسني ‪ْ ،C‬‬
‫لبيك‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫لبيك‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫الكون حزين ًا‬
‫َ‬ ‫ووجدت‬
‫َ‬
‫مكتئب ًا‬
‫ْ‬
‫عليك‬ ‫ثار اهلل‪،‬‬
‫يبكي‪ ،‬يا َ‬
‫عدو َك خمز ّي ْة‬
‫أمور ّ‬ ‫ورأيت َ‬
‫تدور اليو َم‬
‫فاألرض ُ‬
‫حسين ّية‬

‫‪26‬‬
‫قديسة‬
‫إلى ّ‬
‫‪D‬‬ ‫كربالء‪ ..‬زينب‬
‫«إنت بحمد اهلل عاملة غري مع ّلمة وفهمة‬
‫مفهمة»‬
‫غري ّ‬
‫االمام عيل بن احلسني ‪C‬‬

‫س ّيديت‪ ،‬لؤلؤة املدين ْة‬


‫يا زين ًة يصنع منها اهلل‬
‫ّ‬
‫كل زينْة‬

‫يا إمرأ ًة قد ُخلقت للصرب‬

‫‪27‬‬
‫والصمو ْد‬
‫وما رأت غري مجال ا ِ‬
‫هلل‬
‫يف الوجو ْد‬

‫يا صولة احلق‬


‫ْ‬
‫والطغيان‬ ‫بوجه الظلم‬
‫ْ‬
‫واملكان‬ ‫يا شمعة اهلل التي أنارت الزمان‬

‫ٍ‬
‫مؤمن‬ ‫يا أخت كل‬
‫يواجه األحقاد والضغين ْة‬
‫يا أ ّم ّ‬
‫كل أ ّمة حزين ْة‬

‫يا عل ًام يصدع بالصرب وباإليامن والسكين ْة‬


‫يا رآية احلسني ‪C‬‬

‫يف الشام ‪..‬‬


‫ويف مرص ‪..‬‬
‫ويف املدين ْة‬

‫الباس‬
‫يا جوهر الثبات عند ْ‬

‫‪28‬‬
‫النبي ‪K‬‬
‫يا رآية ِّ‬
‫ٍ‬
‫حيدر ‪C‬‬ ‫يف حسام‬
‫ِ‬
‫يف ح ّلة الزهراء ‪D‬‬
‫ِ‬
‫احلسيـن ‪C‬‬ ‫يف شجاعة‬
‫اس ‪C‬‬
‫يف شهامة الع ّب ْ‬

‫سيدّ يت ‪..‬‬
‫والثبات‬
‫ْ‬ ‫س ّيدة اإلخالص واإلباء‬
‫إن قتلوا أخاك‬
‫حتى يغرقوا‬
‫سفينة النجا ْة‬
‫فاهلل قد ع ّينك‬
‫ر ّبانة السفين ْة‬

‫‪29‬‬
30
‫أغلى‬
‫من الذهب‬
‫«كربالء أفضل مسكن يف اجلنة‪ ،‬ال‬
‫يسكنه إال النب ّيون واملرسلون»‬
‫حديث‬

‫رب كقربك يا حسني ‪C‬‬


‫ال ق ٌ‬
‫َ‬
‫كأرضك‬ ‫أرض‬
‫ال ٌ‬
‫يا حسني ‪C‬‬

‫فرتاب قربك ليس طين ًا‬


‫إنه الفردوس‬

‫‪31‬‬
‫ُر ّصع بالعقيق وبال ّل ْ‬
‫جني‬

‫‪32‬‬
‫رسالة‬
‫إلى يزيد‬
‫«كدْ كيدك‪ ،‬وإسع سعيك‪ ،‬فواهلل ال متحو‬‫ِ‬
‫ذكرنا‪ ،‬وال متيت وحينا»‬
‫زينب ‪ D‬ليزيد‬

‫يا يزيذ ‪..‬‬


‫شاهدت «أشياخك يف بدر»‬
‫َ‬ ‫عندما‬
‫بلجات اجلحيم‬
‫ّ‬
‫قل ‪ -‬بحق اهلل يل‪ -‬كم شتموك؟‬

‫‪33‬‬
‫َأو هل قالوا‪ :‬ال ُش ّلت يداك؟‬
‫أم تراهم لعنوا أباءهم‬
‫ولعنوك؟‬

‫كم أضيفت منك نريان عليهم‬


‫فتمنّوا أهنم‬
‫مل ينجبوك؟‬

‫يابن أوالد اللئا ْم‬


‫مالذي أخربهتم عن قتل أوالد‬
‫النبيي العظا ْم؟‬
‫ّ‬

‫زينب ‪D‬‬
‫َ‬ ‫مالذي أخربت عن‬
‫ِ‬
‫والسجاد ‪C‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫واألطفال‬
‫عن حرق اخليا ْم؟‬

‫وعن الطفل الرضيع‬


‫وعن الع ّباس ‪C‬‬

‫‪34‬‬
‫واألكرب ‪C‬‬

‫والقاس ِ‬
‫م‪C‬‬

‫والصحب الكرا ْم؟‬

‫يا يزيد العار‬


‫يابن الظاملني‬
‫«حجر»‬
‫ٌ‬ ‫مالذي قال لكم‬
‫و«عمر» ؟‬
‫ّ‬
‫و َمن قاتلهم‪ ،‬ظل ًام وطغيان ًا‪،‬‬
‫أبوك؟‬
‫ٍ‬
‫وهلند مالذي قال هلا «محزةُ»‬
‫عن كبدته؟‬
‫مالذي قال األوىل قاتلتهم أنت وأجدادك‬
‫ٍ‬
‫وأحد‪ ،‬وتبوك؟‬ ‫يف ٍ‬
‫بدر‪،‬‬

‫ّأيا الباغي اخلَت َْل‬


‫إستبرشت بالنرص عىل السبط ‪C‬‬
‫َ‬ ‫لقد‬
‫وقلت‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫«فاعتدلناه ببدر فاعتدل؟!»‬
‫احلق‬
‫ها‪ ..‬لقد إعتدل ُ‬
‫وأنت اآلن أين؟‬
‫وحسني ‪ ،C‬س ّيد اجلنّة‪ ،‬أين؟‬

‫أنت قلت‪:‬‬
‫«لعبت هاشم بامللك فال‬
‫وحي نزل»‬
‫ٌ‬ ‫رب جاء وال‬
‫خ ٌ‬

‫لعبت هاشم بامللك؟‬


‫نعم‪..‬‬
‫يف امللكوت!‬
‫قد أح ّلوا عند ِّ‬
‫رب العرش‬
‫يف دار السال ْم‬

‫رب جاء؟»‬
‫«خ ٌ‬
‫نعم‪..‬‬
‫فيزيد العار يف أعمق أعامق َس َقر‬

‫‪36‬‬
‫وله فيه ا ُملقا ْم‬
‫وهبذا الوحي فيكم قد ْ‬
‫نزل‬

‫‪37‬‬
38
‫الدائرة‬
‫المغلقة‬
‫«إنّأ أهل بيت النبوة‪ ،‬وموضع الرسالة‪،‬‬
‫وخمتلف املالئكة‪ ،‬بنا فتح اهلل‪ ،‬وبنا خيتم»‬
‫اإلمام احلسني ‪C‬‬

‫َف َ‬
‫تح الدائر ْة‬

‫إسمه‬
‫وضع اهللُ فيها َ‬
‫واحلسني ‪C‬‬

‫أغلق الدائر ْة‬

‫‪39‬‬
40
‫يوم‬
‫أن كتب القلم‬
‫«أول ما جرى به القلم عىل ال ّلوح ُ‬
‫قتل‬
‫احلسني ‪»C‬‬
‫حديث‬

‫اهلل قد خلق ال َق َل ْم‬


‫من بعده خلق الوجود‬
‫من العدَ ْم‬

‫أمر ال َق َل ْم‬
‫َ‬

‫‪41‬‬
‫القلم‬
‫ْ‬ ‫كتب‬
‫َ‬
‫وغم‬ ‫عن ّ‬
‫كل ما سيكون من َه ٍّم‪ْ ،‬‬
‫ومن أمل‪ ،‬ود ْم‬
‫ِمن بدأ خلق الكون‬
‫حتى منتهاه‬

‫كتب القلم‪ ،‬عن كل ما جيري هبذي األرض‬


‫وكم‬
‫من كيف‪ْ ،‬‬
‫ومتى‪ ،‬وأين؟‬

‫وكان ّأول ما كتب‪:‬‬


‫قتل احلسني ‪C‬‬

‫وثاين ما كتب نرص احلسني ‪!C‬‬


‫القلم‬
‫ْ‬ ‫وال حميص عن يو ٍم كتب‬

‫كتب‬
‫ريض احلسني ‪ C‬بام ْ‬
‫عجب‬
‫ْ‬ ‫ال من‬
‫فهو الذبح العظيم‬

‫‪42‬‬
‫رب العامليـ ْن‬
‫فاداه ّ‬
‫القلم‬
‫ْ‬ ‫وما كتب‬
‫فلقد لز ْم‬

‫‪43‬‬
44
‫من شجاعة‬
‫الحســيـن ‪C‬‬
‫«وطحنت جنود الفجار‪ ،‬واقتحمت‬ ‫َ‬
‫قسطل الغبار‪ ،‬جماهدا بذي الفقار‪ ،‬كأنك‬
‫عيل‪ C‬املختار»‬
‫االمام املهدي (عج) خماطب ًا جده احلسني ‪C‬‬

‫جرحي ًا مهيب ًا تصدّ ى هلم‬


‫فمزقهم‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫سكينة يف عجيـ ْن‬ ‫مثل‬

‫وهم مثل رمل الفال‬

‫‪45‬‬
‫باأللوف‬
‫وكان احلسني ‪ C‬وحيد ًا غريب ًا‬
‫وال من معيـ ْن‬

‫‪46‬‬
‫ُ‬
‫تربة‬
‫الحسين ‪C‬‬
‫«طني قرب احلسني ‪ C‬ملا ُأخذ له»‬
‫حديث‬

‫املعجزات‬
‫ْ‬ ‫هي صانعة‬
‫املكرمات‬
‫ْ‬ ‫هي جوهرة‬

‫والفالح‬
‫ْ‬ ‫أخذت هبا للهدى‬
‫َ‬ ‫لو‬
‫للنجاح‬
‫ْ‬ ‫أو أخذت هبا‬
‫حلصلت عىل ما تريد‬

‫‪47‬‬
‫لو أخذت هبا للشفا ْء‬
‫أو أخذت هبا للغنى والثرا ْء‬
‫حلصلت عىل ما تريد‬

‫ْ‬
‫لألمان‬ ‫لو أخذت هبا‬
‫من رصوف الدهور‬
‫ْ‬
‫الزمان‬ ‫ومن عاديات‬
‫حلصلت عىل ما تريد‬

‫لو أخذت هبا للقضاء‬


‫للقدر‬
‫ْ‬ ‫أو أخذت هبا‬
‫أخذت هبا للضعون‬
‫َ‬ ‫أو‬
‫للسفر‬
‫ْ‬ ‫أخذت هبا‬
‫َ‬ ‫أو‬
‫حلصلت عىل ما تريد‬

‫املعجزات‬
‫ْ‬ ‫هي صانعة‬
‫املكرمات!‬
‫ْ‬ ‫هي جوهرة‬

‫‪48‬‬
‫أعداء‬
‫الحسين ‪C‬‬
‫أن الذين خالفوك وحاربوك‬‫«أشهد ّ‬
‫النبي ‪ K‬األ ّمي‪،‬‬
‫ملعونون عىل لسان ّ‬
‫وقد خاب من إفرتى»‬
‫حديث‬

‫ُأ ّ‬
‫بشكم‬
‫لن تقوم هلم قائم ْة‬

‫فد ّم احلسني ‪ C‬يظل يفور‪..‬‬


‫يفور‪..‬‬

‫‪49‬‬
‫يفور‪..‬‬
‫إىل أن تقوم القيامة يف وجههم‬
‫وتبلعهم نارها احلاطم ْة‬

‫‪50‬‬
‫بعض مجد‬
‫الحســيـن ‪C‬‬
‫«وينصبون هلذا الطف عل ًام لقرب أبيك‪،‬‬
‫سيد الشهداء‪ ،‬ال يدرس أثره‪ ،‬وال يعفو‬
‫رسمه عىل كرور الليايل واأليام»‬
‫زينب ‪ D‬يف خطاهبا للسجاد ‪C‬‬

‫ٍ‬
‫حدب و صوب‬ ‫املاليني من كل‬
‫َ‬
‫تعرفون‬ ‫من كل ما‬
‫ْ‬
‫تعرفون‬ ‫وال‬
‫يزورون قرب احلسني ‪C‬‬

‫َ‬
‫يمشون‪..‬‬

‫‪51‬‬
‫َ‬
‫يمشون‪..‬‬
‫ليالً‪ ،‬هنار ًا‬
‫ْ‬
‫يتعبون‬ ‫وال‬

‫يزيدون يف كل عام‬
‫ْ‬
‫ينقصون‬ ‫وال‬

‫يزورونه للوفاء‬
‫أو للدعاء‬
‫أو للمودة أو للثنا ْء‬
‫املكرمات‬
‫ْ‬ ‫أو للحصول عىل‬
‫املوبقات‬
‫ْ‬ ‫أو للخالص من‬
‫للدعوات‬
‫ْ‬ ‫أو لإلستجابة‬

‫ضيق‬
‫ليس يمنعهم أي ْ‬
‫الطريق‬
‫ْ‬ ‫وال قتلهم يف‬
‫حر‪..‬‬ ‫وال ُ‬
‫قيظ ٍّ‬
‫وال ُقر ٍ‬
‫برد‪..‬‬ ‫ّ‬
‫وال أي مشكلة يف احليا ْة‬

‫‪52‬‬
‫يكّحلون برتبته كل عيـ ْن‬
‫ِ‬
‫بعض‬ ‫بعض‬
‫إنه ُ‬
‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬
‫بعض‪،‬‬
‫جمد احلسني ‪C‬‬

‫‪53‬‬
54
‫شمعة في‬
‫طوفان الضالل‬
‫جاء غالم إىل احلسني يطلب االذن للقتال‬
‫فقال احلسني‪ :C‬إن أباه قد قتل يف‬
‫املعركة وأخاف أن أمه تكره قتاله‬
‫فقال الغالم‪ :‬إن أمي هي التي ألبستني المة‬
‫حريب‪ ،‬ثم قاتل حتى قتل‬

‫ٌ‬
‫طفل بعمر الورود‬
‫يمتشق احلسا ْم‬
‫يميش كضوء الفجر‬

‫‪55‬‬
‫ما بني اخليا ْم‬

‫يميش‪..‬‬
‫ويبحث عن حسني ‪C‬‬

‫ويقوم بني يديه منتصب اجلبيـ ْن‪:‬‬


‫‪ -‬يابن النب ّيني العظام‬
‫هتف إآلله بداخيل‬
‫كيام أكون قربانا صغري ًا‬
‫النهار‬
‫ْ‬ ‫من قرابني‬
‫أو شمع ًة يف وجه‬
‫طوفان الظال ْم‬
‫ٍ‬
‫رخصة؟‬ ‫موالي‪ ،‬هل من‬

‫ني‪..‬‬ ‫‪ : -‬مه ً‬
‫ال ُب َّ‬
‫مهال ألعرف رأي أ ّمك؟‬
‫‪ّ : -‬إنا شدت عىل ظهري احلزا ْم‬
‫*‬

‫‪56‬‬
‫وهيرول الطفل العظيم‬
‫ْ‬
‫القتال‬ ‫إىل‬
‫وال هياب من اجلنود‬
‫وال يعود ‪..‬‬

‫‪57‬‬
58
‫(‪)١‬‬
‫و أتيناك ِ‬
‫«هي دار ٍ‬
‫كرب وبالء علينا‪ ،‬وعىل األ ّمة»‬
‫حديث‬

‫*‬
‫زار السيد مدينة كربالء رس ًا يف زمن‬
‫الـطـاغـوت‪ ،‬عــام ‪١٩٧٣‬م‪ ،‬وأبدى‬
‫مشاعره هناك يف هذه األبيات‬

‫ِ‬
‫وأتيناك‬
‫العش املق ّف ْل‬
‫كام تأيت العصافري إىل ِّ‬

‫‪59‬‬
‫ِ‬
‫املوت‬ ‫يف يدينا زهرة‬
‫ورجالنا عليها بصمة من ألف د ّم ْل‬
‫إغرتاب‬
‫ْ‬ ‫وعىل اخلدين آثار‬
‫ِ‬
‫للعصافري‬ ‫ههنا كان ّ‬
‫مصل‬
‫غراب‬
‫ْ‬ ‫وفيها يسكر االن‬
‫العذاب‬
‫ْ‬ ‫آه‪ ..‬من طهر‬
‫ِ‬
‫نسيناك؟‬ ‫هل‬
‫معاذ اهلل!‬
‫هل تنسى السنونوات عنوان اخلميل ْة؟‬
‫ام ترى ينسى أذان الفجر أوقات الصالة!‬
‫إنني أعشق‪ ،‬ال وجه الصبايا الغيد يف أرضك‪،‬‬
‫بل وجه البطول ْة‬

‫هذه دارتنا‪..‬‬
‫تلك نقوش قد رسمناها عىل عهد الطفول ْة‬
‫هذه مكتبتي‪..‬‬
‫تلك فراشايت اجلميل ْة‬

‫‪60‬‬
‫آه‪...‬من ح ّبي الذي يرفض قانون الكهول ْة‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫ْ‬
‫الظنون‬ ‫وكان الليل جمروح‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫وكان الوقت يف ليل املصيب ْة‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫كام يأيت إليك اخلاطفون‬

‫وتس ّلقنا اجلدار‬


‫ودخلنا غرفة النوم‬
‫وكانت عندها معشوقة الروح السليب ْة‬
‫فاحتضناها‪..‬‬
‫شممناها‪..‬‬
‫انحدار‬
‫ْ‬ ‫وق ّبلنا هبا كل‬
‫نحن كنا العاشقني‪..‬‬
‫كانت األرض احلبيب ْة‬

‫‪61‬‬
‫آه‪..‬‬
‫بأن من هواة الـ «كرب»‬
‫ّإن أشعر اآلن ّ‬
‫من أخلص ّ‬
‫عشاق الـ «بالء»‬
‫أألين من رسايا األنبياء؟‬
‫ّ‬
‫أم ألن األرض ميعاد جراحات السامء؟‬
‫هيم‪..‬‬
‫ال ّ‬
‫فالذي يعشق اليسأل عن طعم اجلراحات‬
‫إذا كانت بلون العشق‬
‫أو لون الشقاء‬

‫كربالء عام ‪١٩٧٤‬‬

‫‪62‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫و أتيناك ِ‬
‫بعد سقوط الطاغوت سنة ‪٢٠٠٣‬م عاد‬
‫السيد إىل كربالء وأفرغ مشاعره يف هذه‬
‫األبيات‬

‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫أرساب احلام ْم‬
‫ُ‬ ‫كام تأيت إىل األهنار‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫كام يأيت ضيوف اهلل لألرض احلرا ْم‬

‫‪63‬‬
‫يف إشتياق وهيا ْم‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫وقد أرشقت‬
‫احلالكات‬
‫ْ‬ ‫وو ّلت الليايل‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫كمثل الفاحتيـ ْن‬
‫نرص ِ‬
‫إبن املصطفى ‪K‬‬ ‫واحتفلنا َ‬
‫اهلادي األميـ ْن‬
‫أنت‬
‫ضد من قال‪ :‬حسيـ ٌن ‪َ C‬‬
‫وأنا ايض ًا حسيـ ْن!‬
‫ِ‬
‫وأتيناك‪..‬‬
‫ْ‬
‫الواهلون‬ ‫كام يأيت إليك‬
‫األرض‬
‫َ‬ ‫نلثم‬
‫ونستنشق عطر ًا مل ّ‬
‫تغيه‬
‫ْ‬
‫السنون‬

‫‪64‬‬
‫البيت‬
‫َ‬ ‫ودخلنا‬
‫خراب‪..‬‬
‫ْ‬ ‫والبيت‬
‫غاليات‬
‫ْ‬ ‫هامجتنا ذكريات‬

‫الكتاب‬
‫ْ‬ ‫ههنا كان أيب يقرأ آيات‬
‫مل تزل نغمته يف أذين‬
‫الرتاب‬
‫ْ‬ ‫ذرات‬ ‫أسمعها من ّ‬
‫كل ّ‬

‫وهنا أ ّمي كانت تذرف الدمع‬


‫عىل السبط‬
‫صباح ًا ومسا ْء‬

‫كربالء‪..‬‬
‫ها لقد عدنا‪ ،‬ولكن‬
‫ال أيب عا َد‪..‬‬
‫وال أ ّمي‪..‬‬
‫عزيز‬
‫وال قو ٌم ٌ‬
‫اإلغرتاب‬
‫ْ‬ ‫ك ّلهم ماتوا بأرض‬

‫‪65‬‬
‫املوت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فأيب فاجأه‬
‫بعيد ًا ِ‬
‫عنك‪ ،‬يف حال الصال ْة‬

‫ودفنّا أمنّا عند الرضا ‪C‬‬

‫بعد أن ماتت من احلزن‬


‫ِ‬
‫السبط‬ ‫عىل‬
‫و ّ‬
‫كل الشهدا ْء‬

‫واكتشفنا أن هذي األرض‬


‫أرض قد أعدّ ت لبالء النبالء‬
‫ٌ‬
‫لو خلت منها مجيع النائبات‬
‫سوف تبقى كربالء‬
‫أرض ٍ‬
‫كرب وبال ْء‬

‫كربالء عام ‪٢٠٠٣‬‬

‫‪66‬‬
‫جبروت‬
‫الحسين ‪C‬‬
‫«احلسني ‪ C‬زين الساموات واألرض»‬
‫حديث‬

‫ٍ‬
‫عجب‬ ‫ليس من‬
‫أن تكون الساموات تبكي عليه‬

‫ٍ‬
‫عجب‬ ‫ليس من‬
‫أن ترى الكون‬
‫يرمي بنجامته يف يدي ْه‬

‫‪67‬‬
‫ٍ‬
‫عجب‬ ‫ليس من‬
‫أن يكون احلسني ‪ C‬عظي ًام‬
‫قوي ًا‬
‫قدير ًا‬
‫ّ‬
‫كأن الوجود ينام عىل راحتي ْه‬

‫ٍ‬
‫عجب‬ ‫ليس من‬
‫واجلربوت‬
‫ْ‬ ‫أن يكون له امللك‬

‫العجيب إذا ال يكون‪..‬‬


‫وامللكوت‬
‫ْ‬ ‫وهو زين الساموات‬

‫‪68‬‬
‫الح ّر بن يزيد‬
‫ُ‬
‫في صورتين‬
‫سمتك أ ّمك»‬
‫«أنت احلٌ ّـر كام ّ‬
‫اإلمام احلسني ‪C‬‬

‫‪١‬‬
‫رسالة‬
‫ِ‬
‫الطاغوت‬ ‫يامن يف فلك‬
‫تدور‬
‫ْ‬

‫اآلمر‬
‫يف الظاهر أنت ُ‬

‫‪69‬‬
‫يف الواقع‬
‫مأمور‬
‫ْ‬ ‫عبدٌ‬
‫أوال تسمع صوت ضمريك‬
‫يرصخ كالرعد‪:‬‬
‫حترر من ربقتهم‪..‬‬
‫ْ‬
‫من سلطتهم‪..‬‬
‫من سطوهتم‪..‬‬
‫ال يملك أهل الباطل شيئ ًا‬
‫حوزهتم؟‬
‫ْ‬ ‫يف‬

‫احلر‬
‫سمتك ّ‬ ‫أ ّمك ّ‬
‫األحرار‬
‫ْ‬ ‫لتكون زعيم‬
‫رصت‬
‫َ‬ ‫لكنك با ٍغ‬
‫األرشار؟!‬
‫ْ‬ ‫وتقود مجوع‬
‫*‬
‫الرعدة‬
‫أخذته ّ‬
‫خيتار؟‬
‫ال يدري ماذا ْ‬
‫هل خيتارالعز َة‬

‫‪70‬‬
‫العار؟‬
‫أم خيتار ْ‬
‫هل خيتار اجلنّ َة‬
‫النار؟‬
‫أم خيتار ْ‬

‫إذ ال توجد منطقة وسطى‬


‫والنار‬
‫ْ‬ ‫ما بني اجلنّة‬
‫*‬
‫احلر‬
‫عاد ضمري ّ‬
‫يرصخ فيه‪:‬‬
‫ن‪C‬‬
‫اجلنّة‪ ،‬يا ُح ّـر‪ ،‬اآلن حسيـ ٌ‬
‫والنار‪ ،‬عدّ و اهلل‪ ،‬يزيد‬

‫تسعر‬
‫ْ‬ ‫أهرب من نريان‬
‫أهرب للجنّة‬
‫تتأخر‬
‫ْ‬ ‫ال‬
‫تفوت‬
‫ْ‬ ‫فالفرصة يا ُح ّـر‬
‫متوت‬
‫إن مل تُقتل سوف ْ‬
‫حر‬
‫يا ّ‬

‫‪71‬‬
‫وصغار‬ ‫أرعبت قلوب ٍ‬
‫نساء‬
‫ْ‬
‫إغسل بالدّ م‬
‫العار‬
‫هذا ْ‬

‫‪٢‬‬
‫إستجابة‬
‫ِ‬
‫ربقته‬ ‫حترر من‬
‫احلر ّ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ساعته‬ ‫تغي من‬
‫احلر ّ‬
‫ُّ‬
‫إختار اجلنّ َة‬
‫ِ‬
‫صحوته‬ ‫يف‬

‫صار شهيد ًا قدّ يس ًا‬


‫منار‬
‫أصبح لألحرار ْ‬

‫‪72‬‬
‫ال خالص‬
‫بال حسين ‪C‬‬
‫«مكتوب عن يمني العرش‪ :‬إن احلسني‬
‫‪ C‬مصباح اهلدى وسفية النجاة»‬
‫حديث‬

‫ُقتل احلسني ‪ C‬ل ُيعبدَ اهلل العظيم‬


‫ِ‬
‫بأرضه‪..‬‬
‫والناس‪ ،‬لواله‪ ،‬عبيدٌ للعبيدْ‬

‫ُقتل احلسني ‪C‬‬

‫‪73‬‬
‫ِ‬
‫بإسمه‪..‬‬ ‫فسجل اهلل الوجود‬
‫ّ‬
‫واهلل يفعل ما يشاء‬
‫وما يريدْ‬

‫َ‬
‫الكون‬ ‫اليوم قامت ُه تطال‬
‫تعربه إىل العرش املجيدْ‬
‫حيث احلسني ‪ C‬هناك‬
‫مصباح اهلدى‬
‫وسفينة فيها النجاة‬
‫ِ‬
‫بغريه‪..‬‬ ‫وال نجاة‬

‫هذا قضاء اهلل‬


‫مناص‬
‫ْ‬ ‫ليس له‬

‫إذ ال خالص بال حسني ‪C‬‬

‫خالص‬
‫ْ‬ ‫وال حسني ‪ C‬بال‬

‫‪74‬‬
‫ُ‬
‫جذبة‬
‫الشوق‬
‫«أال‪ ،‬وإن للحسني ‪ C‬حرارة يف‬
‫قلوب حمبيه ال تربد أبدا»‬
‫حديث‬

‫ْ‬
‫والزيتون‬ ‫ِ‬
‫والتني‬
‫وكربالء احلزن واحلنيـ ْن‬

‫ِ‬
‫ور ّدة القو ِم‬
‫إىل أسفل سافليـ ْن‬

‫‪75‬‬
‫ومقتل احلسني ‪C‬‬

‫والنخل ذات النبل والسها ْم‬


‫ِ‬
‫واحلرق للخيا ْم‬

‫والتني والزيتون‬
‫ّ‬
‫وكل ما يف النفس من يقيـ ْن‬
‫ِ‬
‫الرجال‬ ‫وصولة‬
‫ِ‬
‫والنساء‬
‫ْ‬
‫واألطفال‬
‫ْ‬
‫اجلبال‬ ‫ٍ‬
‫وقامة أعىل من‬

‫ْ‬
‫والزيتون‬ ‫والتني‬
‫ووهج الدما ْء‬
‫احلتوف‬
‫ْ‬ ‫وقدرة‬
‫السيوف‬
‫ْ‬ ‫ونرصة الدّ م عىل‬

‫ْ‬
‫والزيتون‬ ‫ِ‬
‫والتني‬
‫حب‬ ‫ّ‬
‫وكل ما يف النفس من ٍّ‬
‫ْ‬
‫جنون‬ ‫ومن‬

‫‪76‬‬
‫عني‬
‫كل ْ‬‫ودمع ّ‬
‫وجذبة الشوق اىل احلسني ‪C‬‬

‫واليقني‬
‫ْ‬ ‫يف كربالء الصدق‬

‫‪77‬‬
78
‫مجد‬
‫ُ‬
‫الحسين ‪C‬‬

‫«احلسني ‪ C‬يف الساموات أكرب منه يف‬


‫األرض»‬
‫حديث‬

‫إالّ للحسني ‪C‬‬ ‫ال جمدَ‬


‫وكل ِ‬
‫أجماد الطغاة‬ ‫ُّ‬
‫هبا ُء‬
‫املجد ما ُيعطيه‬
‫ج ّبار السام‬

‫‪79‬‬
‫وقصار مدح الظاملني‬
‫ُ‬
‫هجا ُء‬

‫‪80‬‬
‫متى‬
‫تـظـهـر؟‬
‫« َو َمن ُقتِ َل َم ْظ ُلو ًما َف َقدْ َج َع ْلنَا لِ َولِ ِّي ِه ُس ْل َطانًا»‬
‫قرآن‬

‫موالي‪..‬‬
‫الصبح‬
‫ُ‬ ‫متى ينبلج‬
‫وتكشف عن طلعتك‬
‫األزهر‬
‫ْ‬

‫نستشعر غربتك الكربى‬

‫‪81‬‬
‫لك ْن غربتنا‬
‫رب‬
‫بغيابك يا موال‪ ،‬أك ْ‬

‫موالي‪..‬‬
‫متى تظهر؟‬

‫من دون حضورك‬


‫يا موالي‪،‬‬
‫سنبقى يف التيه‬
‫املحرش‬
‫ْ‬ ‫إىل‬

‫إن مل تظهر‬
‫يبقى هذا الكون حزين ًا‬
‫يبكي َمن ُقتلوا بالطف‬
‫رت‬
‫وال يف ْ‬

‫وتظل دماء السبط‬


‫تطالب بالثأر‬
‫املنحر‬
‫ْ‬ ‫حزوا منه‬
‫ممن ّ‬

‫‪82‬‬
‫أرض القربان‬
‫بغري ظهروك‪ ،‬تبقى‬
‫األمحر‬
‫ْ‬ ‫تنزف بالدّ م‬

‫وستبقى راية ق ّبتها‬


‫محراء‬
‫تتغري‬
‫وال ْ‬

‫وسنبقى نقرأها‬
‫«كرب‪ ،‬وبالء»‬
‫تظهر‬
‫حتى ْ‬

‫تم الثأر‬
‫فإذا ّ‬
‫بسيف العدل‬
‫نعود لنقرأها‪:‬‬
‫«كرب‪ ،‬الء»‬
‫ٌ‬

‫فمتى‪ ،‬يا ثأر اهلل‪،‬‬


‫تظهر؟‬
‫متى ْ‬

‫‪83‬‬
84
‫ليت‬
‫ُب ُ‬
‫بعشـقـك‬
‫«إن حب ‪ C‬احلسني أجنني»‬
‫عابس بن شبيب‬

‫ظمأت‬
‫ُ‬
‫ومل يك ماء هناك‬
‫قصدت الفرات‬
‫وجئت إىل شاطيء العلقمي‬

‫‪85‬‬
‫فلم َأر‬
‫غري أياد مقطعة داميات‬
‫ونحر رضي ٍع‬
‫ٍ‬
‫قتيل ظمي‬

‫رشبت املحبة‬
‫حتى ثملت‬
‫ومل استفق من سناها‬
‫ومل أعل ِم‬

‫وزدت إحرتاق ًا‬


‫ُ‬
‫وزدت إشتعاالً‬
‫ُ‬
‫وسالت دموعي‬
‫وفار دمي‬

‫شعرت بربد احرتاقي‬


‫عليك‬
‫فح ّبك بر ٌد‬
‫سال ٌم‬

‫‪86‬‬
‫عىل من به حيتمي‬

‫كنار اخلليل التي أصبحت‬


‫سالم ًا عليه‬
‫ومل ُيعد ِم‬
‫ُبليت بعشقك‬
‫يابن الرسول ‪K‬‬

‫ومن ُيبتىل بك‬


‫لن َيند ِم‬

‫رضعت حالوة ح ّبك‬


‫منذ صباي‬
‫زلت أرضع‪،‬‬
‫وال ُ‬
‫مل ُأفط ِم‬

‫‪87‬‬
88
‫ّ‬
‫يذكرني‬ ‫ُ‬
‫كل شيء‬
‫بالحسين ‪C‬‬
‫« ّلا ُقتل احلسني ‪ C‬بكت عليه‬
‫الساموات السبع و األرضون السبع‪ ،‬وما‬
‫فيهن‪ ،‬وما بينهن»‬
‫حديث‬

‫السيوف تذكّرين‬
‫بالدماء‬
‫والدماء تذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫‪89‬‬
‫الرماح تذكّرين‬
‫بالرؤس‬
‫والرؤس تذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫الفرات يذكّرين‬
‫بالعطاشى‬
‫والعطاشى تذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫األذان يذكّرين‬
‫بالصالة‬
‫والصالة تذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫الرتاب يذكّرين‬
‫بالسجود‬
‫والسجود يذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫‪90‬‬
‫الرضاع يذكّرين‬
‫بالرضيع‬
‫والرضيع يذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫احلريق يذكّرين‬
‫باخليام‬
‫واخليام تذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫النياق تذكّرين‬
‫بالسبايا‬
‫والسبايا تذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫ّ‬
‫كل ما يف الوجود يذكّرين‬
‫باحلسني ‪C‬‬

‫‪91‬‬
‫واحلسني ‪ C‬يذكّرين‬
‫بآله احلسني ‪C‬‬

‫‪92‬‬
‫النكت في ثغر‬
‫ُ‬
‫الحسين ‪C‬‬
‫«ثم دعى يزيد بقضيب خيزران‪ ،‬فجعل‬
‫ينكت به ثنايا احلسني ‪» C‬‬
‫حديث‬

‫ٌ‬
‫فعل دنيئ‪..‬‬
‫ٌ‬
‫عمل جبان‪..‬‬
‫وجريمة شنعاء‬
‫مل ُيسمع هبا‬
‫ْ‬
‫زمان‬ ‫يف أي وقت أو‬

‫‪93‬‬
‫ّ‬
‫إن النبي ‪ K‬يق ّبل‬
‫ثغره‬
‫َ‬
‫و «يزيد» يرضبه‬
‫ْ‬
‫اخليزران‬ ‫بعود‬

‫‪94‬‬
‫كوكب د ّري‬
‫املشكاة فاطمة ‪D‬املصباح احلسن‬
‫‪ C‬الزجاجة احلسني ‪C‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫﴿م َث ُل ن ِ ِ ِ‬
‫اح‬‫ُوره كَم ْشكَاة ف َيها م ْص َب ٌ‬ ‫َ‬
‫اج ُة ك ََأ َّنَا‬ ‫ج‬ ‫الز‬
‫ُّ‬ ‫ا ْلِصباح ِف ُزجاج ٍ‬
‫ة‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫َب ُد ِّر ٌّي﴾‬
‫ك َْوك ٌ‬
‫تفسري‬

‫إذا اشعل اهلل شمعته‬


‫يف السامء‬
‫فكل الشموع‬
‫ستطفيء أنوارها‬

‫‪95‬‬
‫وإن ذكر الناس اسم‬
‫احلسني (ع)‬
‫فكل املعاين‬
‫ستفقد اسامئها‬

‫وإن رفع عل ًام‬


‫للحسني (ع)‬
‫فكل الشعوب‬
‫تنكس اعالمها‬

‫‪96‬‬
‫الفهرس‬

‫ال يشء يشبه كربالء‪7.......................‬‬


‫إعالن من اهلل عزوجل ‪19...................‬‬
‫زيارة األربعني‪21...........................‬‬
‫لو ُعدت‪25.................................‬‬
‫إىل قدّ يسة كربالء‪ ..‬زينب ‪27........... D‬‬
‫أغىل من الذهب ‪31.........................‬‬
‫رسالة إىل يزيد ‪33...........................‬‬

‫‪97‬‬
‫الدائرة املغلقة‪39............................‬‬
‫يوم أن كتب القلم ‪41.......................‬‬
‫من شجاعة احلســيـن ‪45.............. C‬‬
‫ترب ُة احلسني ‪47........................ C‬‬
‫أعداء احلسني ‪49....................... C‬‬
‫بعض جمد احلســيـن ‪51................C‬‬
‫شمعة يف طوفان الضالل‪55.................‬‬
‫و أتيناك ِ(‪59.............................)1‬‬
‫و أتيناك ِ(‪63.............................)2‬‬
‫جربوت احلسني ‪67.................... C‬‬
‫حل ّر بن يزيد يف صورتني ‪69.................‬‬
‫ا ُ‬
‫ال خالص بال حسني ‪73............... C‬‬
‫جذب ُة الشوق ‪75............................‬‬
‫جمدُ احلسني ‪79......................... C‬‬
‫متى تـظـهـر؟ ‪81...........................‬‬

‫‪98‬‬
‫بليت بعشـقـك‪85..........................‬‬
‫كل يشء يذكرين باحلسني ‪89........... C‬‬
‫النكت يف ثغر احلسني ‪93............... C‬‬
‫دري ‪95............................‬‬
‫كوكب ّ‬

‫‪99‬‬
100

You might also like