259 P

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫يحيي نضال القضاة التونسيين ضد االستبداد‬ ‫االتحاد‬

‫األوروبي‬
‫ويعتبــر إعفـــاءهم تهـــديدا جديــدا للحريـــات‬ ‫للنقابات‪:‬‬

‫اتحاد الشغل ُيعلن رفضه برنامج اإلصالحات‬


‫◄‬
‫الــــوطنية الـــــــذي عــــــــرضته الحكــــــومة‬
‫الحكومة تتجه لالقتراض من البنوك بالعملة الصعبة‪..‬‬
‫تحـــــذيرات مـــــن انهــــيار المنظــــومة‬
‫صابة هذه السنة‬
‫من القمح قد تكفينا‬ ‫البنكية برمتها واستنفاذ العملة الصعبة‬
‫لمدة ‪ 5‬أشهر فقط‬
‫وزارة الفالحة تأخذ‬
‫دور المتفـــــرج‬
‫ال رؤيــــــــة‬
‫وال حلــــــول!‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪ - 1443‬العدد ‪ - 259‬السنة السادسة الثمن ‪ 1200‬مليم‬

‫جوهر الصراع‪..‬‬
‫الديمقراطيـة‬
‫والـــــدولة‬
‫واألوتوقراطية‬
‫والــــــالدولة‬
‫جمهورية ‪ 25‬جويلية‪ ..‬الجمهورية الجديدة‪! ‬‬
‫هل نحن بحاجة لدستور بلعيد لنتبين مالمحها؟‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬

‫‪259‬‬
‫‪2‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬

‫تونس‬
‫محمد الحمروني‬
‫المدير المسؤول‬
‫‪contact@arrayalaam.com‬‬ ‫نحن لها‬ ‫االفتتاحية‬
‫‪/mohamedhamrouni2017‬‬

‫جمهورية ‪ 25‬جويلية‬
‫الجمهورية الجديدة‪! ‬‬
‫هل نحن بحاجة لدستور بلعيد لنتبين مالمحها؟‬
‫يصل عدد الناخبني إىل مئــات االالف وربما املاليني "الهند مثال"‪ .‬وهو إىل ذلك‬ ‫ال أعتقد أننا بحاجة إىل انتظار استكمال كتابة الدستور‪ ،‬حتى نتبني مالمح‬
‫تصور يقوم عــى مركزية بدائية للحكم‪ ،‬أدواتهــا الطاعة واإلكراه واإلغراء‬ ‫الجمهورية التونسية الجديدة‪ ،‬ألن ما يجري عىل أرض الواقع من ممارسات‬
‫والدعاية املحضة‪ ،‬مقابل حقــوق يقدّر الحاكم نوعها وكمها ودون أن تمس‬ ‫منذ ‪ 25‬جويلية إىل اآلن‪ ،‬كاف وزيادة لرسم املالمح العريضة لهذه الجمهورية‪.‬‬
‫جوهر الحكم واتجاهاته‪.‬‬ ‫مالمح كشــفت عن نفســها من خالل طريقة إدارة البالد وجملة املراسم‬
‫والقوانني التي تم اصدراها منذ نحو ‪ 10‬أشــهر تقريبا‪ ،‬وكلها تصب يف اتجاه‬
‫جمهورية تقوم ممارساتها عىل اختطاف املواطنني ووضعهم تحت اإلقامة‬ ‫واحد‪:‬‬
‫الجربيــة غري معلومة املــكان وغري محددة الزمان‪ ،‬خــارج كل قانون وكل‬
‫دســتور‪ ،‬ودون أذون قضائية ودون تهم واضحــة‪ ،‬يف محاولة إلعادة تونس‬ ‫حكم كلياني فردي مطلق‪ ،‬ال يؤمن بالفصل بني السلط‪ ،‬عماد الجمهورية‬
‫والتونســيني إىل مربعات الخوف والرعب‪ .‬كما تقوم عىل اســتعمال القضاء‬ ‫وأســاس الحكم الرشــيد‪ ،‬فجمهورية ‪ 25‬جويلية من خالل تمظهراتها يف‬
‫وباقي أجهزة الدولة الصلبة لتصفية الحســابات مع الخصوم السياسيني‪،‬‬ ‫الواقع ويف املمارسة اليومية‪ ،‬ال تؤمن بهذا املبدأ وتعترب الفصل بني السلطات‬
‫والزج بهم يف قضايا ال عالقة لهم بها‪ ،‬عىل غرار ملف الجهاز الرسي‪.‬‬ ‫رضبــا لوحدة الدولة‪ ،‬وبهذا املنطق يصبح القايض مجرد موظف عند الدولة‪،‬‬
‫الخالصة أننا لســنا بحاجة إىل انتظار دســتور بلعيد ولجنة الديكور التي‬ ‫تســتخدمه كيفما تشاء‪ ،‬ال سلطة مستقلة عنها‪ ،‬ويصبح الرئيس هو القائد‬
‫يرتأسها‪ ،‬لنتبني مالمح الجمهورية الجديدة‪ ،‬ألن مالمحها واضحة منذ والدتها‬ ‫األعىل والفعيل للقوات الحاملة للســاح كلهــا‪ ،‬ويصبح هو الرئيس ورئيس‬
‫وهي جمهورية االنقالب عىل كل مكتسبات الثورة من حقوق وحريات وتداول‬ ‫الحكومة ووزيــر الداخلية ورئيس النيابة العمومية‪ ،‬ويف هذه الدولة ال وجود‬
‫سلمي عىل الســطلة ودولة القانون واملؤسسات والفصل بني السلطات‪ .‬هي‬ ‫عي وتُساءل‬‫لربملان مستقل فال سلطة خارج ســلطة الرئيس وال حكومة تُ ّ‬
‫جمهورية الالدولة (بعد أن رضبت كل مقوماتها) والالقانون (بعد أن نسفت‬ ‫من قبل نواب الشــعب‪ ،‬وال هيئات مســتقلة حتى وإن كانت دستورية وال‬
‫كل هياكله) يف انتكاس واضح بتونس إىل ما قبل دســتور ‪ 1861‬الذي أسس‬ ‫منظمات وطنية‪ ،‬وباختصار يصبح الرئيس هو الدولة والدولة هو‪ ،‬ال فاصل‬
‫ألول برملــان تونيس‪ ،‬ويف ارتداد إىل ما قبل عهد األمــان‪ ،‬ويف خيانة موصوفة‬ ‫بينه وبينها عىل أي مستوى كان‪ ،‬بل هو الدولة كرشعية وكسياسات وحتى‬
‫ملطالب التونســيني بربملان تونيس الذي ســقط من أجله عرشات الشهداء يف‬ ‫كمصري‪ ،‬وال يشء خارج رؤيته وقراراته‪.‬‬
‫أحداث ‪ 09‬أفريل ‪.1938‬‬
‫ال اختالف وال تنوع‪ ،‬وال حقوق وال حريات‪ ،‬فالرؤية املشخصنة للدولة عىل‬
‫هــذه الجمهورية ال عالقة لها بالثورة ألنها ومن خالل القائمني عىل كتابة‬ ‫طريقة لويس الرابع عرش (‪ )l’Etat, c’est moi‬تتجاوز إخضاع املؤسســات‬
‫دستورها نتبني أنها يف الجوهر انقالب عىل املسار الديمقراطي وإعادة انتاج‬ ‫العمومية إىل محاولة إخضاع كل املؤسســات واملنظمات والهيئات املستقلة‪،‬‬
‫منظومة القمع واالستبداد التي سقطت يف ‪ 2011‬بأسمائها وشخوصها‪ .‬وال‬ ‫وكل مؤسسات املجتمع املدني‪ ،‬فال وجود وال اســتقاللية وال إرادة حرة لها‬
‫عالقة لها بالشباب وال بالدســتور الذي كتبوه عىل الجدران ألن اللجنة التي‬ ‫خــارج الدولة‪ ،‬إما أن تســر يف ركابها كما تفعل بعــض املنظمات أو يقع‬
‫كلفت بكتابته‪ ،‬تتألف من شــيوخ ال عالقة لهم ال بــ ‪ 17‬ديســمرب وال ‪14‬‬ ‫استهدافه مثلما وقع التحاد الفالحة‪.‬‬
‫جانفي‪ ،‬وال بالشباب وال بما خطوه من شعارات‪ ،‬شيوخ مسكونني بهواجس‬
‫االجتثاث واالستئصال‪ ،‬وبعدائهم األبدي لهوية هذا الشعب‪ ،‬وهم مستعدون‪،‬‬ ‫يف جمهورية ‪ 25‬جويلية ال نحتاج إىل وســائط بني الشــعب وبني الدولة‬
‫يف سبيل تحقيق أوهامهم القديمة إىل التضحية بالدولة وبالقانون وبالدستور‬ ‫ومؤسساتها‪ ،‬وهذا مبدأ أسايس من مبادئ الحكم القاعدي‪ ،‬فالعالقة مبارشة‬
‫وبرشفهم العلمي‪.‬‬ ‫بني الحاكم (الرئيس) واملحكوم (الشــعب) وال حاجة إىل منظمات ونقابات‬
‫وهيئات‪ ،‬وال أحزاب أيضــا‪ ،‬فمن تح ّزب خان‪ ،‬وال ندري خان من؟ وال نحتاج‬
‫هذه هــي الجمهورية الجديدة وهذه هي حقيقة املرشوع الذي ســيحكم‬ ‫إىل برملان فالتمثيل تدجيــل‪ ،‬والديمقراطية التمثيلية‪ ،‬حل تلفيقي ملشــكل‬
‫تونس‪ ،‬وأما الوجوه التي تتصدر املشهد وتظن انها فرسان اللحظة‪ ،‬فما هي‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬ألن الديمقراطية تعني ســلطة الشــعب ال سلطة نائب عنه‪..‬‬
‫اال "كومبارس" مثلما كان الذين من قبلهم‪ ،‬وسيستفيقون ولو بعد حني عىل‬ ‫ومجرد وجود مجلس نيابي معناه غياب الشعب‪ ،‬والديمقراطية الحقيقية ال‬
‫حقيقة الكوميديا السوداء التي كانوا ابطالها وحينها لن ينفعهم الندم مثلما‬ ‫تقوم إال بوجود الشعب نفسه ال بوجود نواب عنه‪!!!! ...‬‬
‫لم ينفع الذين من قبلهم‪.‬‬
‫جمهوريــة تقوم عــى تصور ال زال يعيش يف ســاحة "األغــورا" بأثينا‬
‫إنها جمهورية العبث وجمهورية املعارك األيديولوجية وال عالقة لها بتونس‬ ‫القديمة‪ ،‬حيث يجتمع "كل املواطنني"‪ ،‬لألدالء بآرائهم فيما يخص مدينتهم‪،‬‬
‫وبمشــاكل التونســيني الحقيقية وال بأوجاعهم وآمالهم يف إنجاح انتقالهم‬ ‫ويمارســون ديمقراطيتهم "النقية" أو "املبارشة"‪ .‬هذا النوع من املمارسة‬
‫الديمقراطي‪ ..‬ولسنا بحاجة إىل انتظار استفتاء ‪ 25‬جويلية لنتبني مالمحها‪،‬‬ ‫ُدن صغرية أو ما يسمَّ ى‬
‫السياسية حكم الديمقراطيّات القديمة التي نمت يف م ٍ‬
‫ألن ‪ 25‬جويلية نفسه أكرب دليل عليها‪.‬‬ ‫باملدينة‪-‬الدولة "‪ "City State‬وال يمكن أن يحكم الدول بشكلها الحايل حيث‬
‫‪3‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬
‫االتحاد األوروبي للنقابات‪:‬‬ ‫اتحاد الشغل‬
‫يحيي نضال القضاة التونسيين ضد االستبداد‬ ‫ُيعلن رفضه برنامج‬
‫ويعتبر إعفاءهم تهديدا جديدا للحريات‬ ‫اإلصالحات الوطني‬
‫تونس كاملنشــور رقــم ‪ 20‬ال ّذي‬ ‫ويذكــر أنه يف ‪ 1‬جوان الجــاري‪ ،‬أصدر‬ ‫اعترب االتحــاد األوروبي للنقابات‪ ،‬أن‬ ‫الذي عرضته‬
‫يمنــع أي مفاوضات مع النقابات‬ ‫قيس ســعيد أمرا رئاســيا بإعفاء ‪57‬‬ ‫إعفاء ‪ 57‬قاضيا يف تونس من قبل رئيس‬
‫إال برتخيص من رئيس الحكومة يف‬ ‫قاضيا‪ ،‬بتهم منها "تغيري مسار قضايا"‬ ‫الجمهورية قيس ســعيد يمثل تهديدا‬
‫جديدا للحريات ويعد خارج األطر املن ّ‬
‫الحكومة‬
‫تعارض مع اتفاقية العمل الدولية‬ ‫و"تعطيل تحقيقات يف ملفات إرهاب"‪،‬‬ ‫ظمة‬
‫عدد ‪( 98‬التي تكفل حق التفاوض‬ ‫و"ارتكاب فساد مايل وأخالقي"‪ ،‬وهو ما‬ ‫لعمل القضاء وهيئاته التمثيلية‪ .‬‬
‫للنقابات العمالية )‪ .‬‬ ‫نفى القضاة صحته‪ .‬‬ ‫جــاء ذلك وفــق األمني العــام لالتحاد‬ ‫قال األمني العام املســاعد باالتحاد العام التونيس للشغل‬
‫وأكــد فيســنتيني "دعمــه التحــاد‬ ‫األوروبي للنقابات لوكا فيســنتيني يف‬ ‫إن االتحاد يرفض برنامج اإلصالحات‬ ‫صالح الدين الساملي‪ّ ،‬‬
‫الشــغل ودفاعه الشــجاع عن العدالة‬ ‫بيان نرشه االتحاد العام التونيس للشغل‬ ‫الوطني الذي عرضته الحكومة ألنّه يتضمّ ن حزمة إجراءات‬
‫االجتماعيــة والحــوار االجتماعــي‬ ‫عىل حسابه الرسمي بـ"فيسبوك"‪ .‬‬ ‫ّ‬
‫والتنصل من اتفاقات الزيادة يف‬ ‫تقشفية تقيض بإلغاء الدعم‬
‫والحقوق النقابية يف تونس"‪ .‬‬ ‫وأعرب فيسنتيني‪ ،‬عن "تضامنه الكامل‬ ‫األجور ملوظفي القطاع العا ّم والوظيفة العمومية”‪.‬‬
‫أن "قرار العزل يُضاف‬ ‫كما شــدّد عىل ّ‬ ‫مــع القضاة التونســيني لنضالهم ضد‬ ‫ونفى الســاملي يف ترصيح لوكالة تونس إفريقيا لألنباء‪،‬‬
‫إىل سلســلة مــن األوامر واملراســيم‬ ‫التدخل االستبدادي يف صالحياتهم وقمع‬ ‫أمس األربعــاء ‪ 8‬جوان ‪ 2022‬أن يكون االتحاد قد شــارك‬
‫التضييقية عىل الحقــوق والحريات يف‬ ‫اســتقاللية القضاء"‪ ،‬وفق البيان ذاته‪.‬‬ ‫يمس بالحقــوق االقتصادية‬ ‫ّ‬ ‫يف إعداد هذا الربنامــج الذي‬
‫صحيفة‬ ‫واالجتماعيــة لعموم املواطنني وخصوصــا منهم املنتمون‬

‫بعد تجاوز مدته النيابية‪..‬‬ ‫أن املنظمة العمالية‬ ‫للطبقة الشــعبية واألجراء‪ ،‬مشدّدا عىل ّ‬
‫لم تسترش ولم تشارك بصفة مبارشة أو غري مبارشة يف إعداد‬

‫محامون ُينذرون بودربالة‬ ‫وصياغة برنامج اإلصالحات الوطنية‪.‬‬


‫وعب عن رفض اتحاد الشــغل “إلغــاء الدعم عن الطبقة‬ ‫ّ‬
‫جريدة أسبوع ّية‬
‫الوســطى خالفا ملــا تقرتحه الحكومة‪ ،‬من خالل ترشــيد‬
‫إخبار ّية جامعة‬ ‫وجّ هت مجموعة من املحامني‪ ،‬تنبيها إىل عميد املحامني‪ ،‬إبراهيم بودربالة‪ ،‬تعبريا عن‬ ‫الدعم بحرصه يف تقديم مساعدات مالية للعائالت الفقرية”‬
‫رفضهم لإلعالم الصادر يوم ‪ 6‬جوان والقايض بتعيني جلســة عامة اعتيادية يوم ‪10‬‬ ‫أن “االتحاد مع تصويب الدعم يف اتجاه أن يشــمل‬ ‫موضحا ّ‬‫ّ‬
‫سبتمرب ‪ 2022‬وتعيني موعد الجلسة العامة االنتخابية يوم ‪ 11‬سبتمرب‪.‬‬ ‫الطبقة الوسطى والعائالت الفقرية”‪.‬‬
‫(تحصلت الرأي الجديد عىل نســخة منه) إبراهيم‬ ‫ّ‬ ‫وذ ّكــرت املجموعة‪ ،‬يف بيان لها‪،‬‬ ‫أن الحكومة لم تعرض عىل االتحاد أيّ‬ ‫وأ ّكد يف ســياق آخر ّ‬
‫بودربالة‪ ،‬بأنه وقع انتخابه يوم ‪ 6‬جويلية ‪ 2019‬ملدة ‪ 3‬ســنوات‪ ،‬وبالتايل فإن تجاوز‬ ‫مقرتح للزيادة يف األجور‪ ،‬ولم توجّ ه أيّ دعوة لجلسة صلحية‬
‫العنوان‪:‬‬ ‫هذه املدة النيابية "يع ّد خرقا واضحا للقانون"‪.‬‬ ‫مع اتحاد الشــغل بعد قراره تنفيذ إرضاب يف القطاع العام‬
‫نهج هنون عدد ‪5‬‬ ‫وأكد املحامــون لبودربالة‪ ،‬أن أي إجراء يتّخذه بعد ‪ 6‬جويليــة ‪ ،2022‬يع ّد "باطال‬ ‫يتمسك بتطبيق اتفاق‬ ‫ّ‬ ‫يوم ‪ 16‬جوان‪ ،‬مشددا عىل ّ‬
‫أن االتحاد‬
‫طابق األول باب بحر‬ ‫بطالنا مطلقا وال يُلزم املحامني يف أي يشء‪ ،‬وخاصة إمضاء الشيكات وكل اإللتزامات‬ ‫‪ 21‬مارس ‪ 2021‬إبان فرتة رئيس الحكومة الســابق هشام‬
‫‪ 1075‬تونس‪.‬‬ ‫املالية واإلدارية‪.‬‬ ‫املشييش الذي ينص عىل ترميم املقدرة الرشائية للموظفني‪.‬‬
‫أن اتحاد الشغل لم يتلق وألوّل م ّرة بعد ثورة ‪2011‬‬ ‫وذكر ّ‬
‫سفارة أمريكا تكشف‬ ‫الدعوة إىل جلسة صلحية للحوار حول املطالب الواردة بربقية‬
‫أن اإلرضاب مرتبط بالدعوة إىل املفاوضات‬ ‫اإلرضاب‪ ،‬مؤ ّكدا ّ‬
‫الهاتف‪:‬‬ ‫الفاكس ‪:‬‬ ‫فحوى لقاء الطبوبي‬ ‫للزيادة يف أجور موظفي القطاع العا ّم وال صلة له بأيّ جانب‬
‫سيايس‪.‬‬
‫بالقائمة باألعمال بالسفارة‬
‫‪71321454‬‬ ‫‪71321453‬‬
‫وبــن‪ ،‬أن اختيار اتحاد الشــغل يوم ‪ 16‬جــوان كموعد‬ ‫ّ‬
‫لتنفيــذ اإلرضاب كان بهدف اختيار يوم ال يتزامن مع إجراء‬
‫العام لالتحاد العام التونيس للشغل‪ ،‬نور‬ ‫أكــدت القائمة باألعمال بالســفارة‬ ‫االمتحانات الوطنيــة حتّى ال يؤثر اإلرضاب الذي يشــمل‬
‫الدين الطبوبي‪.‬‬ ‫االمريكية‪ ،‬ناتاشــا فرانشيســكي‪ ،‬عىل‬ ‫رشكات النقل العمومي يف سري االمتحانات‪ ،‬قائال إن “االتحاد‬
‫الربيد اللكرتوني‪:‬‬ ‫وتناول اللقاء‪ ،‬حسب ما أوردته سفارة‬ ‫"أهميــة ترشيــك مختلــف األطياف‬ ‫ســيتدراس تحديد موعد آخر لتنفيذ إرضاب عام يف الوظيفة‬
‫‪arrayalaam1@gmail.com‬‬
‫الواليات املتحــدة االمريكية بتونس عىل‬ ‫التونسية"‪ ،‬يف عملية االصالح االقتصادي‬ ‫العمومية”‪.‬‬
‫صفحتها الرســمية عىل الفايســبوك‪،‬‬ ‫لضمان عملية إصالح اقتصادي شفافة‬ ‫ّ‬
‫شــن اإلرضاب العا ّم يف القطاع العام‬ ‫وأشــار إىل ّ‬
‫أن قرار‬
‫التحديات االقتصادية واالجتماعية التي‬ ‫وتشاركية وذات مصداقية‪ ”.‬وذلك خالل‬ ‫وإرضاب عــام مماثل يف الوظيفــة العمومية يندرج ضمن‬
‫تواجه تونس يف الفرتة املقبلة‪.‬‬ ‫لقاء جمعهــا‪ ،‬أول أمس الثالثاء‪ ،‬باألمني‬ ‫أن الفصل بني هذين اإلرضابني وعدم‬ ‫سياسة املراحل‪ ،‬معتربا ّ‬
‫دمجهما يف يوم واحد يؤ ّكد انتفاء الصبغة السياسية عنهما‪.‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬
‫‪@arrayalaam‬‬ ‫خطية ب‪ 752‬مليار‬
‫إلغاء اضراب قطاع نقل‬
‫املدير املسؤول‪:‬‬
‫لوزير نقل سابق‬
‫المحروقات‬
‫محمد الحمروني‬
‫‪ ‬قضت الدائــرة الجناحية لدى محكمة االســتئناف‬
‫مدير التحرير‪:‬‬ ‫بتونس يوم الجمعة املايض ‪ 3‬جوان ‪ 2022‬بإقرار الحكم‬ ‫تقرر الغاء إرضاب قطاع نقل املحروقــات الذي كان مربمجا أيام‬
‫فائزة الناصر‬ ‫االبتدائــي الذي قىض بتخطئة وزير النقل ســابقا معز‬ ‫‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 11‬جوان ‪ 2022‬بحســب بالغ نرشه االتحاد البعام التونيس‬
‫شقشــوق بمبلغ ‪ 752‬مليون دينار بصفته مديرا عاما‬ ‫للشغل‪ ،‬وجاء يف نص البالغ بأنه تم التوصل التفاق إللغاء إرضاب نقل‬
‫سكريتري التحرير‪:‬‬ ‫ســابقا للديوان الوطني للربيد‪ ،‬وفق اذاعة "موزاييك"‪.‬‬ ‫املحروقات ‪.‬‬
‫أسامة بالطاهر‬ ‫وقضت الدائرة الجناحيــة يف طورها االبتدائي بتخطئة‬ ‫من جهتها‪ ‬أعلنت وزارة الشؤون االجتماعية أنه تقرر إلغاء ارضاب‬
‫شقشــوق بذلك املبلغ إثــر إحالة النيابــة العمومية‬ ‫قطــاع نقل املحروقات الــذي كان مزمع تنفيذه أيّــام ‪ 9‬و‪ 10‬و‪11‬‬
‫للمتهم‪ ،‬عىل أنظارهــا من أجل تهــم تع ّلقت بالقيام‬ ‫جــوان ‪ 2022‬وذلك بعد إمضاء محرض اتفاق بمق ّر وزارة الشــؤون‬
‫طباعة‬ ‫وإمضاء تحويالت مالية إىل الخارج دون احرتام الرتاتيب‬ ‫االجتماعية بني ممثيل رشكات توزيع النفط وممثل االتحاد التونيس‬
‫دار الصباح‬ ‫القانونية الجاري بها ودون إعالم مصالح البنك املركزي‬ ‫للصناعة والتجارة والصناعات التقليديــة والجامعة العامة للنفط‬
‫للبالد التونسية‪.‬‬ ‫واملواد الكيميائية باالتحاد العام التونيس للشغل‪.‬‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪4‬‬
‫دســتوره عىل إلحاد الدولة انتهى إىل تحنيط لينني ليقف عند ح ّد‬
‫دين الفراعنة املتعلق بفكرة خلود املوتى‪.‬‬
‫خالصاتنا من كل السابق أن العلمنة التي تمثلها العقل كتسوية‬
‫تاريخية متوازنة إلعادة ترتيب العالقة بني الحيز الخاص والحيز‬ ‫نور الدين الختروشي‬
‫العــام وبني املجال الذاتي واملجال العام وبني الديني والســيايس‬
‫بالنهاية ليســت إال محاولة لفك خيوط التشابك بني اسرتاتيجية‬ ‫محلل سياسي‬
‫املتديّن يف خلق عالم بريء يكتفي بمخزون األخالق إلدارة وجوده‬
‫االجتماعي وبني اسرتاتيجية السيايس الذي ما فتئ يؤكد أن عالم‬ ‫‪noureddinekhatrouchi88@gmail.com‬‬
‫بدون ســلطة ماثلة وممثلة مجرد فكرة طريفة وعميقة وليس‬

‫أيـــــــــــــــن‬
‫حقيقة‬
‫مسار اكتمال الدين يف التاريخ هو نفسه مسار نفي للسياسة‬
‫واغتيــال ناعم لفكرة الدولة وبما أن الديــن ال يكتمل يف التاريخ‬

‫ينتهي الدين ‪..‬‬


‫فإن السياسة ستستمر يف انتاج دينها الصغري إذ تؤكد عىل فكرة‬
‫الخري العام كحد جاذب نحو الجوهر امليتافيزيقي للعبة الهيمنة‬
‫والسلطة املكلفة بإدارتها‪.‬‬
‫ال أدري مدى الســذاجة أو مدى الذكاء التي أوحت لإلنسان أن‬
‫يحوّل الخطأ إىل ذنب وكريكيغارد عندما يعيد قراءة عنف مشهد‬
‫التضحية بإســماعيل ينبه أن املتدين ليس فقط فوق األخالق بل‬ ‫أين تبدأ السياسة؟‬
‫ضدّها وذلــك بنزوعه املتجدّد لتحويل الخطــأ إىل خطيئة ودفع‬
‫الخطيئة إىل حدود الذنب‪.‬‬
‫قبل ســبينوزا جيوردانوبرينو‪ ،‬وربما من وحي جنون اخرتاع‬ ‫يحمل الديني مشروع الخالص الفردي‬
‫ّ‬
‫فكرة الذنب اقرتح اقتالع الدين من املجال املعريف وحرشه يف زاوية‬ ‫والجماعي بمطلق حاجتنا للحرية والخلود‪،‬‬
‫األخالق‪.‬‬ ‫ويحمل السياسي مشروع المصير العام بمطلق‬
‫ورغم محاولة اســبينوزا إلقناعنا ّ‬
‫أن رسديّات األنبياء ال يجب‬ ‫حاجتنا لألمن والعدالة‪ .‬ولم تكن العالقة بين‬
‫ّ‬
‫مقاربتهــا وتأويلها من زاوية الحقيقة بــل من الزمة الخضوع‬ ‫المشروعين متكاملة على ما يفترض نظريا‪ ،‬بل‬
‫الطوعــي املطلوبة للتعايش فإن املتدين ما يزال يرصّ عىل فاعلية‬ ‫كانت مناطق التقاطع على مسرح التاريخ هشة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التســليم بمنظومة اإليمــان كح ّد طارد ملنزعنــا الغريزي نحو‬ ‫وأحيانا متوترة حد التشنج المفتوح على التحارب‬
‫القسوة وكحد جاذب لفطرتنا نحو الرحمة‪.‬‬ ‫والتنافي‪.‬‬
‫عىل قاعدة أخالقية صلبة يفصل ويقابل برجسون بني نمطني‬
‫من الدين‪ ،‬الدين املتجمد الذي يحيل عىل املجتمعات املغلقة والدين‬ ‫تســتمد العلمانية مرشوعيتها كآخر نسخة تقدّمها‬
‫املتحرك أو الديناميكي الذي يحيل عىل املجتمع املفتوح وإذ يعترب‬ ‫العقالنية السياسية لتسطري حدود الفصل والوصل بني‬
‫االيمان خطــأ جميل ينبه اىل القوة الرمزية الرهيبة للدين يف قمع‬ ‫الديني والســيايس ومن قبلها بني الزمني والروحي ومن‬
‫نوازع البرش الطبيعية للظلم والتظالم‪.‬‬ ‫تحتها بني الذات واملوضوع‪.‬‬
‫التأويــل االجتماعي للديــن ولفكرة االيمــان ممكنا عند حد‬ ‫بالحاصل واملحصول فقد نجحت العقالنية الغربية يف‬
‫األخالق‪ ،‬وممكنا عند ح ّد املصلحة أيضا‪ ،‬فاستدعاء البعد األفقي‬ ‫االستقرار عىل فكرة بناء مجاال عاما غري طارد للدين وال‬
‫للمجتمعات اليوم يحيل عىل ما يسميه ماكس فيبري "بجماعات‬ ‫ض ّد الديانة‪.‬‬
‫املشاعر" "‪ "communauté émotionnelle‬ودورها يف لحم الرابط‬ ‫زحزحــة املتدين من الحيز الســيايس اىل الحيز املدني‬
‫االجتماعي أو الوطني بقيم أعمق من فرتة العقد االجتماعي‪.‬‬ ‫مســار ترتيبي وتاريخي معقد إلعادة نظم العالقة بني‬
‫فالدين ليس منظومة قيم متعالية فقط بل هو أساســا رابطة‬ ‫الدين والسياســة‪ ،‬لم يحســم ســؤال العالقة فلسفيا‬
‫شــعورية مركوزة يف نســيج املجتمعات تنتبه السياســة زمن‬ ‫ونظريــا‪ ،‬ولكن نجح يف اجرتاح فكــرة املجال ‪l’espace‬‬
‫الحــروب واألزمات لدورهــا الوظيفي العميــق يف الحفاظ عىل‬ ‫لتســطري حدود التمايز بني مطلب املتديــن الدائم يف أن‬
‫الوجود االجتماعي‪.‬‬ ‫تكون السياســة أكرب من مج ّرد مــروع إدارة للوجود‬
‫تتســاند يف عالم ما بعد الحداثة قيم العقــل والدين يف تجميع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ونزوع السياســة املتجــدّد لتأميم الرمزي‬
‫شــتات الروح والجســد وما فكرة الوصل والفصل بني الديني‬ ‫لصالح مطمحها يف التح ّ‬
‫كم يف املصري العام‪.‬‬
‫والسيايس سوى تســوية تاريخية مفتوحة عىل الرصاع والتنايف‬ ‫ما دشنته العلمنة مع فلسفة األنوار هو تحديدا فسخها‬
‫كما هي مرشعه عىل التعايش والتكامل واحســب أنّنا محاوالت‬ ‫لتمثيلية املقدّس يف املجال السيايس ولبس حضور املقدّس‬
‫املتديّن للجمع بني الســلطة عىل الروح والسلطة عىل الجسد قد‬ ‫يف السياسة‪.‬‬
‫وصلت إىل نهايــات الطريق تماما كما منزع السياســة لتأميم‬ ‫فالسياسة إذا نظرنا إليها كمرشوع تعايش اجتماعي‬
‫الفضــاء الحميمي وإلحاقــه باملجال االجتماعــي تعيش آخر‬ ‫يف حاجة متجدّدة لرتميز حضورها كدالة أخالقية تتجاوز‬
‫فصولها التاريخية وأية تســوية جديدة لعالقة الدين بالسياسة‬ ‫حاجة الجســد االجتماعي لالســتقرار والنمو والتقدّم‬
‫لن تخرج عن إطار تحســن رشط تموقع اإليمان يف عالم العقل‬ ‫ما يزال الحوار‬ ‫لتســتغرق حاجة الدولة للميتافيزيقا أو لتحتيات قيمية‬
‫من جهة وتسليم العقل بالحد االبستمولوجي بني مطلق القيمة‬ ‫مفتوحا ويخطأ من‬ ‫ورمزية تتجدّد عند لحظة تجدّد رشعية الدولة‪.‬‬
‫(الدين) ونسبية االتيقا (السياسة) من جهة أخرى‪.‬‬ ‫يعتقد أن العلمنة‬ ‫أن السياســة هي الشكل املدنس‬ ‫ماركس عندما قال ّ‬
‫الذنب يف قاموس املتديّن يتحوّل إىل خطأ يف قاموس الســيايس‪،‬‬ ‫والالئكية هي نهايات‬ ‫للديــن كان ينبّــه إىل أن الســلطة هــي بالنهاية بنية‬
‫تمحوه التوبة باإليمــان‪ ،‬أو تعالجه العدالة بالقانون يف الحالتني‬ ‫التفكري يف صداع العالقة‬ ‫ميتافيزيقية كامنة قبل أن تكون تمثيال تاريخيا‪.‬‬
‫ننىس قصة الفصل والوصل ونســتحرض رسديــة إعادة توزيع‬ ‫بني الديني والسيايس‬ ‫وربما ســبينوزا هو من ألهم نيتشه رصخته املعروفة‬
‫املواقع واألدوار بني اســراتيجية تأنيــس مزدوجة تتبادل فيها‬ ‫فاإلنسان بالنهاية كائن‬ ‫"إلهــي كيف ترتكنا ألفي عام دون دين"‪ .‬عندما يؤكد أن‬
‫األدوار السياســة والدين من أجل عالم أكثــر طمأنينة بمطمح‬ ‫ديني بقدر ما هو كائن‬ ‫الواقع إذا انحرف وانداح نحــو الفوىض يخرتع املخيال‬
‫املتدين وأكثر انتاجا بمطمح السيايس‪ ..‬وما يزال الحوار مفتوحا‬ ‫اجتماعي‬ ‫كرنفاال رمزيا غالبا ما يكون يف شكل دين‪.‬‬
‫ويخطأ من يعتقد أن العلمنة والالئكيــة هي نهايات التفكري يف‬ ‫السياســة والدولة يف حاجة متجدّدة لرتميز مطلوبها‬
‫صداع العالقة بني الديني والسيايس فاإلنسان بالنهاية كائن ديني‬ ‫التاريخــي يف صياغة مرشوع الخري العام اآلن وهنا‪ .‬ولم‬
‫بقدر ما هو كائن اجتماعي‪.‬‬ ‫يسجل التاريخ الســيايس لألمم والشعوب قديما وحديثا‬
‫نصص‬ ‫قيام دولة من دون دين‪ ،‬فاالتحاد السوفياتي الذي ّ‬
‫‪5‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬

‫مرشوع ديمقراطي حقيقي تحمله‬ ‫الذي ســيختزله وبجمهورية الرعب‬ ‫إنــه مرشوع لــم نعــد بحاجة‬

‫قلم رصاص‬
‫جبهة خالص‪ ،‬تجتمع عىل املشــرك‬ ‫واالســتبداد التي يعدنــا بها‪ ،‬نجد‬ ‫إىل دســتور لنتعرف عــى خطوطه‬
‫الديمقراطي‪ ..‬جبهــة أثبتت للداخل‬ ‫مرشوعــا ديمقراطيا يحفــظ الدولة‬ ‫العريضــة‪ ،‬مــروع األوتوقراطية‬
‫والخارج أن العائالت السياسية قادرة‬ ‫ومؤسساتها‪ ،‬مرشوع وطني إنقاذي‪،‬‬ ‫بشنا بها فخامته من‬ ‫الشمولية‪ ،‬التي ّ‬ ‫فائزة الناصر‬
‫‪-‬كما كانت زمن دكتاتورية املخلوع‪-‬‬ ‫يضع حدّا ملــروع الهوس باالنفراد‬ ‫خالل "فرماناتــه" التي ينزلها تباعا‬ ‫‪feizanacer@yahoo.fr‬‬
‫عىل التعايش والتحاور فيما بينها‪ ،‬إذا‬ ‫بالسلطة والســعي املحموم لفرض‬ ‫لرييض أهــواءه ونزعاتــه‪ ،‬وليتحوّز‬ ‫‪feiza.nacer/‬‬
‫فكوا قيــود االيديولوجيا وتح ّرروا من‬ ‫مرشوع غامض ووهمــي وبعيد عن‬ ‫من خاللها عىل املزيد من الســلطات‬
‫ســجنها‪ ،‬وإذا خلعوا ثوب الطالئعية‬ ‫الواقع بأثمان باهظة ومكلفة للدولة‪..‬‬ ‫واالختصاصات ويضمها لنفسه‪..‬‬

‫هذا جوهر الصراع‪..‬‬


‫والرســولية والوصاية التــي أرادوا‬ ‫مــروع يعيــد ملؤسســات الدولة‬ ‫مرشوع الحاكم بأمره‪ ،‬هو مرشوع‬
‫ممارســتها عىل الشعب‪ ،‬وقطعت مع‬ ‫الرشعية والدستورية هيبتها‪ ،‬الرسمية‬ ‫نظام سيايس ال يعتمـــد علـى مبـدأ‬
‫العقالنية يف عملية صنع القرار‪ ،‬بمعنى‬
‫الديمقراطية والدولة‬
‫خطابات التفرقة واإلقصاء‪ ،‬واعرتفت‬ ‫والشعبية‪.‬‬
‫بوجود كل طرف سيايس قبل باللعبة‬ ‫مرشوع يُكرس ســيادة الشعب‪،‬‬ ‫أنه نظــام حكم موغل يف الفردانية‪ ،‬ال‬
‫الديمقراطية وانخرط فيها مهما كان‬ ‫بمعنى عدم االعــراف بأي امتياز أو‬ ‫يهـتم بآمـــال وطموحات الجماهري‪،‬‬

‫واألوتوقراطية‬
‫مختلفا عنها‪..‬‬ ‫أفضلية لفــرد أو مجموعة تخوّل لها‬ ‫وال يحرك ساكنا لالستجابة للمطالب‬
‫جبهة خــاص وطنــي‪ ،‬جمعت‬ ‫احتكار الســلطة‪ ،‬وتُخضع ســلطة‬ ‫الشعبية‪.‬‬
‫متح ّزبني ومستق ّلني‪ ،‬يمني ديمقراطي‬ ‫الدولة لســلطة املواطنــة‪ ..‬مرشوع‬ ‫هو مرشوع يقضم فيه كل يوم جزء‬
‫محافظ متصالح مــع الديمقراطية‪،‬‬
‫ويســار وعروبيــن متصالحني مع‬
‫يختار فيــه املواطن من ينتخبه لفرتة‬
‫محدودة ملمارسة السلطة باسمه دون‬
‫من الدولة‪ ،‬ومؤسساتها‪ ،‬نحو الالدولة‪..‬‬
‫فمؤسسة الحكم عنده هي عبارة عن‬
‫والالدولة‬
‫الديمقراطية‪..‬‬ ‫إعطاء تفويض مفتوح ملمارســتها‪..‬‬ ‫شــبكة من العالقات والتفاعالت التي‬
‫ّ‬
‫جبهــة اجتمعــت مكوناتها عىل‬ ‫مرشوع تُمارس فيه السلطة من خالل‬ ‫تربطه لـــيس بجمهور املحكومني‬ ‫في ظرف أيام معدودات ستنتهي مسرحية‬
‫ّ‬
‫أفكار وســقوف عالية خالية من كل‬ ‫املؤسسات وحسب الرتاتيب والرشوط‬ ‫كما هو مفرتض‪ ،‬وإنما بمجموعة من‬ ‫لجنة بلعيد لتقدم مسودة مقترحها لدستور‬
‫الحســابات الضيقة‪ ،‬إال من معركة‬ ‫املوضوعة لعمل هذه املؤسسات‪ ،‬بحيث‬ ‫املنتفعـني واالتبـاع واملؤيدين الذين‬ ‫جمهورية ‪ 25‬جويلية الموعودة‪ ،‬التي يبشرنا‬
‫وطــن يســتميت من أجــل حماية‬ ‫ال يتيح لهم تغيري طبيعة ســر عملها‬ ‫يشكلون النظام وأجهزته وعصاه‪..‬‬ ‫بها رئيس الحكم الواقع‪..‬‬
‫مســار‪ ،‬كتب بدماء الرشفاء حتى ال‬ ‫أو االنحراف بها عن األغراض املحددة‬ ‫إذا قد تختلف األســماء واألوصاف‬ ‫الدســتور الذي ســيمحي بجرة قلم مســار ثورة ‪17/14‬‬
‫ينزلق ويسقط يف جحيم الدكتاتورية‬ ‫واملرسومة‪..‬‬ ‫يبشنا به‬ ‫ملرشوع نظام الحكم الذي ّ‬ ‫بالكامل‪ ،‬بمنجزه القانوني والترشيعي والسيايس واملؤسساتي‪،‬‬
‫واالستبداد من جديد‪ ..‬جبهة تُرصّ عىل‬ ‫مرشوع يك ّرس قيم الجمهورية التي‬ ‫الرئيس الواحد األوحــد الذي ال يأته‬ ‫وقــره تماما ليفتتح مســارا مغايرا تمامــا‪ ،‬يقطع جذريا مع‬
‫استئناف املشــهد الديمقراطي‪ ،‬الذي‬ ‫تقوم عىل نظــام يحفظ حريّة الكلمة‬ ‫الباطل من بني يديــه وال من خلفه‪،‬‬ ‫التجربة التونسية الديمقراطية الرائدة وجميع آلياتها‪..‬‬
‫تسعى الشوفينية والفاشية عىل تدمريه‬ ‫والحق يف التعبري وتلتزم بالحوار الح ّر‬ ‫ولكن يبقى يف جوهره حكم أوتوقراطي‬ ‫والخطورة اليوم تتجاوز تجميد الســلطة الترشيعية‪ ،‬تتجاوز‬
‫بكل ما أوتيت من قوّة وسلطان‪..‬‬ ‫حول القضايا الوطنية‪..‬‬ ‫شمويل‪ ،‬اســتبدادي‪ ،‬تسلطي‪ ،‬يتف ّرد‬ ‫إلغاء الدســتور‪ ،‬تتجاوز االنقالب عىل املجلــس األعىل للقضاء‪،‬‬
‫جبهة خــاص تجمع حزب رئييس‬ ‫مرشوع يحمي استقاللية القضاء‬ ‫فيه بالسلطة‪ ،‬والســيطرة السياسية‬ ‫يتجاوز حل الهيئات واملؤسســات الدســتورية‪ ..‬يتجاوز فتح‬
‫وكبري لــه امتداده الشــعبي‪ ،‬زعيمه‬ ‫ويضمــن حقوق التقــايض العادل‪،‬‬ ‫التامة والحكـم القسـري التح ُّكمـي‪.‬‬ ‫جبهة حرب ال هوادة فيهــا لتطويع القضاء وتدجينه وتوظيفه‪،‬‬
‫لطاملــا ردّد أن الخطر الحقيقي اليوم‬ ‫ويك ّرس حكم القانون‪..‬‬ ‫واألكيد أنه ال مكان فيه ال لديمقراطية‬ ‫املسألة أخطر من ذلك بكثري‪ ..‬إنه مرشوع متكامل لالنتكاس عىل‬
‫والعقبة الكأداء التي تقف أمام نجاح‬ ‫مرشوع يعرف تماما أهمية وجود‬ ‫وال لحقوق وال لحريّات‪ ..‬هو مرشوع‬ ‫منجز ثورة قامت ضد دكتاتورية الفرد وضد االســتبداد والقمع‬
‫التجربــة الديمقراطية يف تونس‪ ،‬هو‬ ‫برملان منتخب‪ ،‬يُرشّ ع إرادة الشــعب‬ ‫يتعــارض تماما مع منطــق الدولة‪،‬‬ ‫لرتســخ نهجا جديدا يقوم عىل الحريّات‬ ‫والفساد‪ ،‬ثورة جاءت ّ‬
‫العجز عىل تملك ‪#‬فن_تجاوز_األحقاد‪،‬‬ ‫ويراقب السلطة التنفيذية‪ ،‬وأن يكون‬ ‫ومبادئ الجمهورية‪ ،‬وحكم الدستور‬ ‫والكرامة ويكرس نهجا ديمقراطيا يف الحكم ال تســ ّلط فيه وال‬
‫وأن السياسة يمكن أن ال تكون فقط‬ ‫هناك مؤسسات دســتوريّة‪ ،‬ترتقي‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫استبداد بالقرار‪..‬‬
‫فن إدارة املمكــن بل أيضا فن تجاوز‬ ‫فوق مستوى األفراد واملصالح الخاصة‬ ‫ولكن اإليجابــي يف كل ما يحصل‬ ‫إنه مرشوع أوتوقراطية جديــدة‪ ،‬مرشوع يريس أركان نظام‬
‫األحقــاد‪ ،‬وأنه دون ذلــك لن يكون‬ ‫وتفتح مجال التداول واملنافسة عىل ما‬ ‫هو أن اســتعجال زعيم منظومة ‪25‬‬ ‫الحكم الفردي االوتوقراطي‪ ،‬الذي ستكون فيه السلطة مر ّكـزة‬
‫قطعا إال الخــراب والدمار ومزيد من‬ ‫فيه خري الوطن واملواطنني‪..‬‬ ‫جويلية عىل كشــف حقيقة برنامجه‬ ‫يف يد الرئيس‪ ،‬الذي ســيمتلك وحده كل الســلطة حتى سلطة‬
‫السقوط‪..‬‬ ‫مــروع ال يطبّق فيــه القانون‬ ‫األوتوقراطي‪ ،‬االستبدادي وهو يحاول‬ ‫املجتمع املدني‪..‬‬
‫جبهة خالص يرتأسها اليوم زعيم‬ ‫ميليشــيات تهدد وتعربّد‪ ،‬وتريد أن‬ ‫أن يقنعنا أنه الزعيم املنقذ املنجي من‬ ‫إنه مرشوع حكم ترتكز السـلطة فيه يف يد شخص يرى نفسه‬
‫ســيايس كان له بصمــة يف مجابهة‬ ‫تطبّق القانــون بالتهديــد والوعيد‬ ‫الهالك‪ ،‬الذي ســيُخلصنا من خيبات‬ ‫فوق الجميع‪ ،‬فوق القوانني والدســـاتري واملؤسسات الرشعية‬
‫االســتبداد بصدر عار وإرادة صلبة‪،‬‬ ‫والرتهيب والتحريض‪ ،‬وبيدها تحاسب‬ ‫الوضع الراهن وانكساراته‪ ،‬وسينجح‬ ‫واألحزاب‪ ،‬شخص يرصّ عىل أن الســمة األساسية لنظام الحكم‬
‫زعيم ســيايس ق ّرر مبدئيا‪ ،‬منذ أيام‬ ‫من تريد وتُن ّكل بمن تريد‪..‬‬ ‫بقدراته الخارقة يف اسرتجاع البعض‬ ‫يجب أن تكون تح ُّكميـة باألساس‪..‬‬
‫االنقــاب األوىل أن يرافــق الحراك‬ ‫مرشوع يكــ ّرس أســس الدولة‬ ‫لنفوذهم وسلطانهم الذي سلب منهم‪..‬‬ ‫مرشوع قيس سعيد اليوم‪ ،‬هو مرشوع كل حاكم أوتوقراطي‪،‬‬
‫املواطنــي الذي يتصــدّى لالنقالب‬ ‫الحديثة الديمقراطية‪ ،‬التي ال تفرض‬ ‫وســيحمي النمط املجتمعي الحداثي‬ ‫يحكم الناس وفق أهوائه ونزعاته الشخصية‪ ،‬بـدال من اعتماده‬
‫ويجاهــر بصوتــه ضــد مرشوعه‬ ‫خياراتها عىل املواطنني بجهاز القمع‬ ‫التنويــري‪ ،‬الذي يــراه البعض يف‬ ‫عىل محددات البيئة االجتماعية واالقتصادية املحيطة‪ ،‬ليصبح هو‬
‫األوتوقراطي‪ ..‬نجيب الشــابي الذي‬ ‫الذي تسيطر عليه‪..‬‬ ‫تهديد دائم‪ ،‬مــن طرف ما يعتربونها‬ ‫املتملك بشكل كبري وقوي يف عملية تحديد قواعد اللعبة السياسية‪،‬‬
‫يتزعّ ــم جبهة الخــاص اليوم‪ ،‬هو‬ ‫مــروع ديمقراطــي حقيقي‪،‬‬ ‫رجعية وظالمية وتهديدا لحداثتهم‪..‬‬ ‫ويف كيفية اختيار االليات املناسبة للقيـــام بدوره وكيف يؤدي‬
‫ســيايس أدرك يقينا أن الديمقراطية‬ ‫يستبطن السلوك الديمقراطي بما هو‬ ‫وسيخ ّلص البعض اآلخر من عدوهم‬ ‫هذا الدور‪ ..‬ليكون هو محور ســلطة الدولــة والقائد األوحد يف‬
‫يجب أن تكون آليــة ترتقى بالرصاع‬ ‫إيمان بالتعــدّد والتنوع واالختالف‪..‬‬ ‫األزيل الذي ســيغيبه تماما عن املشهد‬ ‫املسـرح السياسـي‪.‬‬
‫بــن مكوّنات الطبقة السياســية إىل‬ ‫ويؤسس خطابه عىل مفاهيم عقالنية‬ ‫ّ‬ ‫العام بمج ّرد أن يأخذ السلطات الفعلية‬ ‫ّ‬
‫إنه مرشوع االســتفراد بالســلطة والتحكم يف رقاب الناس‬
‫مســتويات متحرضة‪ ،‬حتى ال يدفع‬ ‫تنويريــة نســبية مثل التســامح‬ ‫بني يديه‪ ..‬إذا اســتعجال قائد انقالب‬ ‫وما تتقاطع مع هذه املمارسة من تس ّلط واستبداد وطغيـــان‬
‫الوطن ثمن أوهام بعض اإلقصائيتني‪،‬‬ ‫واالختالف والتعدّد والعقل واالنسان‪..‬‬ ‫‪ 25‬جويليــة‪ ،‬لكشــف كل تفاصيل‬ ‫وشـمولية‪ ،‬فجميعهـا اسـتُخدمت يف مشاريع أنظمة الحكم التي‬
‫وتضيع التجربــة يف ثنايا الرصاعات‬ ‫مــروع ديمقراطــي حقيقي تقوم‬ ‫مرشوعه ومالمحه املخيفة‪ ،‬جعله من‬ ‫ترسف يف استخدام القوة يف إدارة السلطة والسيطرة السياسـية‬
‫الدونكيشــوتية التي ال تبقي وال تذر‪،‬‬ ‫عقيدته عىل التنافس السيايس النزيه‬ ‫حيث ال يعلم يساهم يف تمايز املشاريع‬ ‫التامة بواسطة حاكم فرد‪.‬‬
‫فيكــون الوطن لقمة ســائغة يف فم‬ ‫الذي يحســمه الصندوق‪ ،‬وعىل قيم‬ ‫السياسية‪ ،‬ففي اعتقادي لم يعد صعبا‬ ‫إنه مرشوع يستحرض نموذج الحاكم اإلله‪ ،‬الذي يعترب نفسه‬
‫مشاريع االستبداد‪.‬‬ ‫املواطنــة بما هــي رضورة حتمية‬ ‫عىل التونســيني اليوم أن يميّزوا بني‬ ‫يعرف كل يشء ويفهــم يف كل يشء ويفتي يف كل يشء‪ ،‬وهو إىل‬
‫هــم إذا مرشوعان اثنــان ال ثالث‬ ‫للديمقراطية وقاعدتها األساســية‪،‬‬ ‫مرشوعني سياسيني وأن يختاروا يف أي‬ ‫جانب كونه الزعيم الوطني امللهم‪ ،‬هو أيضا مف ّكر ومنظر‪ ،‬وفقيه‬
‫لهما‪ ،‬مرشوع الديمقراطية والدولة أو‬ ‫ألنها تعني ضمان الحقوق القانونية‬ ‫مرشوع سيايس سيتخندقون‪ ،‬مرشوع‬ ‫وإمام‪ ،‬ال أحد يقول الشــعر والنثر ويمتلك البالغة مثله‪ ،‬وال أحد‬
‫مرشوع األوتوقراطية والالدولة‪ ..‬وما‬ ‫والسياســية لكافة املواطنني بغض‬ ‫األوتوقراطيــة والالدولة أو مرشوع‬ ‫يفهم يف الزراعة ويفهم يف الصناعة ويفهم يف التســويق ويفهم‬
‫عىل الديمقراطيــن الحقيقيني إال أن‬ ‫النظــر عــن انتمائهــم الفكري أو‬ ‫الديمقراطية والدولة‪..‬‬ ‫يف كل يشء‪ ،‬وكل ذو علــم ومعرفة وخربة واختصاص يأتي من‬
‫يختاروا يف أي مرشوع يتخندقون‪..‬‬ ‫الســيايس أو املذهبــي أو االثني أو‬ ‫ففــي مقابل مــروع الرئيس‬ ‫بعده‪ ،‬ومن يخالفه الرأي يصبح إما مشعوذا أو زنديقا أو منافقا‬
‫االجتماعي‪..‬‬ ‫الحاكم بأمره الذي يبرشنا بالدستور‬ ‫أو خائنا عميال‪..‬‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪6‬‬
‫ّررة للحكومة‬
‫بعد إعالن تضامنه مع القضاة وتحذيراته المتك‬

‫أي استراتيجيا سياسية ومستقبلية‬


‫لالتحاد العام التونسي للشغل؟‬
‫الرأي العام ‪ -‬ثريا بن محمد‬
‫مختلف اإلصالحات وخاصة ما تعلق‬ ‫ذلك عىل حســاب إمكانيــات الدولة‬
‫باملؤسسات الحكومية‪ ،‬واآلن تعيش‬ ‫وظروفها‪ ،‬ومن ثم يكون طرفا يف الح ّل‬ ‫مثلــت الخطوة األخــرة لالتحاد‬
‫هذه املؤسســات عىل وقع اإلفالس‪،‬‬ ‫ال طرفــا يف التعطيل ويف نفس الوقت‬ ‫واملتمثلة يف إعــان تآزره مع القضاة‬
‫وســيكون أيّ دفاع عن بقاء الوضع‬ ‫رشيكا يف كل الخيــارات واالختيارات‬ ‫وإرسال الطبوبي لعدد من التحذيرات‪،‬‬
‫كما هو بمثابــة تعطيل اإلصالحات‬ ‫بما يف ذلك السياسية تحديدا وهو ما‬ ‫ورغم أن االتحاد قد طالب منذ جلسة‬
‫دون مربر أو هو حجة لرضب االتحاد‬ ‫يعني ان يكف عــن التعجيز وإغراق‬ ‫افتتاح مؤتمــره الخامس والعرشين‬
‫عرب تلك املداخل‪.‬‬ ‫ميزانية الدولة بزيادات متتالية أكرب‬ ‫(مؤتمر صفاقس)‪ ،‬برضورة التوافق‬
‫سياســيا كان األمني العام لالتحاد‬ ‫من قدرة البلــد الحقيقية ولكن أيضا‬ ‫الوطني الواســع حــول اإلصالحات‬
‫قد قال يف ترصيحات أخرى سابقة إن‬ ‫دون التخيل عن الخيارات الرئيســية‬ ‫الكــرى‪ ،‬الحقيقــة أن االتحاد هو‬
‫هناك "نزعة تفــ ّرد يف أغلب القرارات‬ ‫سياســيا واجتماعيا ودون السماح‬ ‫املنظمة الوحيدة تقريبا التي راوحت‬
‫املصريية‪ ،‬ومنها التفاوض مع الدوائر‬ ‫بمس مــن الحريــات العامة ودون‬ ‫بني الواقعية واإلرصار عىل دور الرشيك‬
‫املاليــة العامليــة‪ ،‬فضال عــن نزعة‬ ‫رضب املسار الديمقراطي‪...‬‬ ‫الوطني من جهة والرشيك االجتماعي‬
‫متنامية من العــداء للعمل النقابي‬ ‫وقد راهن كثريون أن ينترص االتحاد‬ ‫األبرز من جهة ثانيــة‪ ،‬ورغم الجدل‬
‫ووضع العراقيل أمامه"‪ ،‬يف إشــارة‬ ‫للوطن وملوقعــه الرئييس وطنيا ألن‬ ‫القائم واملســتم ّر بني أنصاره‪ .‬إال أن‬
‫إىل تمسك "قيس ســعيد" وحكومته‬ ‫األهم بالنســبة لالتحاد هو أن يكون‬ ‫االتحاد وبناء عىل ما جد من تطوّرات‬
‫باإلصالحات وعدم رهن للمشاورات‬ ‫رشيكا يف دعم املســار الديمقراطي‬ ‫هائلة سياســيا واجتماعيا وإقليميا‬
‫والتمطيط الزمني‪ّ ،‬إل أن "ســعيد"‬ ‫أوال ويف إنقاذ تونــس من خالل رفع‬ ‫ســيعتمد اســراتيجيا مرنة ولكنها‬
‫ومنظومتــه تجاهال فعليــا املنظمة‬ ‫التحدّيــات االقتصادية واالجتماعية‬ ‫صلبة من حيث الوضوح الســيايس‪،‬‬
‫األقرب للشكلية حسب رؤية املنظمة‬ ‫باألحــزاب الديمقراطية االجتماعية‬ ‫وحاوال ربح الوقت‪ ،‬ثم تناســيا انها‬ ‫ثانيــا ذلك أن تونس لــم تعد تحتمل‬ ‫فأي رهانات مستقبلية للطبوبي بعد‬
‫بدت باهتة ومربكــة حتى ملنارصيه‬ ‫الخمس منذ يومني‪ ،‬اال أنه ســبق له‬ ‫طالبــت بحــوار وطني قبــل أزمة‬ ‫مستقبال املزايدات ومراكمة املكاسب‬ ‫سقوط محاولة االنقالب عليه خاصة‬
‫من أحزاب ومنظمات (وهي محدودة‬ ‫ان التقى بقيادة "الدســتوري الحر"‬ ‫حكومة املشييش وتعديلها يف جانفي‬ ‫الفئويــة أو إرضاء طرف (املوظفني)‬ ‫وأن االتحــاد قد تحوّل منــذ نهاية‬
‫العدد واقعيا)‪...‬‬ ‫وتواصل مع رئيس "جبهة الخالص"‬ ‫‪ 2021‬وان ذلك الحوار عُ طل و ُرحل ثم‬ ‫دون آخر ( العاطلني عن العمل) وقد‬ ‫األسبوع املايض إىل أحد األضلع األربع‬
‫األســتاذ "أحمــد نجيب الشــابي"‬ ‫عطل ويف األخري اعطي لالتحاد موقع‬ ‫ســبق للطبوبي أن أشار يف خطاب له‬ ‫ألولئك املعارضــن ملنظومة االنقالب‬
‫ولالتحاد خطوط حمراء ثالث وله‬ ‫(ومفهوم ملــاذا تــم االقتصار عىل‬ ‫ثانوي يف الحــوار الجديد‪ ،‬وتم تنايس‬ ‫خالل ديســمرب املايض إىل أن “اتحاد‬ ‫بعــد أن وقف ملدّة أشــهر يف موضع‬
‫ثالث الءات يف رأينا‪ ،‬وهي "ال تهميش‬ ‫التواصل الهاتفــي دون لقاء مبارش‬ ‫انه قد قاد حوارا وطنيا يف ‪ 2013‬وان‬ ‫الشــغل لن يخون الوطن ولن يخون‬ ‫وسط متبعا طيلة عرشة اشهر تقريبا‬
‫لدور االتحاد"‪" ،‬ال لإلجراءات املؤملة"‬ ‫بقياداتهــا بناء عىل خــاف االتحاد‬ ‫ذلك الحوار اخرج البلد يومها من عنق‬ ‫العمــال" ( ترصيحات أديل بها بعدما‬ ‫سياستي "الحذر" و"جس النبض"؟‬
‫و"ال ملنطق العودة للــوراء" (ال قبل‬ ‫مع أحد املكونات) كما التقى قيادات‬ ‫الزجاجة بغــض النظر عن نقائصه‪،‬‬ ‫طلبت الحكومة تجميــد األجور ملدة‬ ‫اُعترب املؤتمــر ‪ 25‬لالتحاد فرصة‬
‫‪ 24‬جويلية وال قبــل ‪ 2010‬وال قبل‬ ‫جمعياتية وممثيل ســفارات غربية‬ ‫وبالتايل كان ال يمكــن القبول بدور‬ ‫خمس ســنوات)‪ ،‬وأضاف الطبوبي‬ ‫فعليّــة للمنظمة لتغيري مســارها‬
‫‪ ،)1986‬والحقيقة أن مواقف االتحاد‬ ‫والهدف هو التشاور وتوضيح املواقف‬ ‫ثانوي كالذي حدده املرســوم ‪ 30‬أو‬ ‫يومها "لــو أرادوهــا معركة تقدم‬ ‫باتجــاه خدمــة القضايــا الكربى‬
‫وتحديدا الهيئــة اإلدارية قد بقيت يف‬ ‫وبحث عــن حلول لرفــع التحديات‬ ‫ترصيحات شــبه ركيكة سياســيا‬ ‫وازدهــار وبنــاء ســيكون االتحاد‬ ‫لتونس عىل املســتوى االسرتاتيجي‬
‫مربع تحديد اســراتيجيا مستقبلية‬ ‫االقتصــادي واالجتماعيــة يف املدى‬ ‫لبودربالة والقــول ان مكان االتحاد‬ ‫يف املقدمــة وإذا أرادوهــا معركــة‬ ‫وخاصة يف ظل اإلربــاك الذي حصل‬
‫مبنيــة عىل تلــك الــاءات الثالث‪،‬‬ ‫املتوسط والقريب‪...‬‬ ‫موجود‪....‬‬ ‫كرس عظام نحن جاهــزون لها وال‬ ‫للمنظمــة طوال الســنوات املاضية‬
‫والتــي تعني أوال وأخــرا ان االتحاد‬ ‫ســيتوضح خالل األيــام القادمة‬ ‫ال يمكن لالتحــاد اليوم تغييب أن‬ ‫خيار آخــر لنا"‪ ،‬والحقيقــة أن تلك‬ ‫وأيضا بناء عىل التطــوّرات الجارية‬
‫طرف وطنــي رئييس وأنــه الرشيك‬ ‫اصطفاف االتحاد وترتيبه ألولوياته‬ ‫هناك عقليــة احتواء له عرب االتصال‬ ‫الترصيحــات يمكــن تقييمها اليوم‬ ‫يف اإلقليم وعىل املســتوى الدويل‪ ،‬وتم‬
‫االجتماعــي األقوى‪ ،‬بــل واألفضل‬ ‫وقراءاته للتطوّرات الجارية يف املشهد‬ ‫الذي تــم بالعبايس (األمــن العام‬ ‫كالتايل‪ ،‬بعضها مقبول ولكن البعض‬ ‫فعليا يف ذلك املؤتمــر انتخاب قيادة‬
‫والقادر ان يكون خيمة الجميع‪ ،‬وانه‬ ‫الســيايس والتغريات الجيوسياسية‬ ‫األســبق) لتعويض االتحاد‪ ،‬كما تم‬ ‫اآلخر لم ولن يكون مقبوال وخاصة يف‬ ‫اســتطاعت منذ نهاية أشغال املؤتمر‬
‫ال تنــازل عن املكاســب االجتماعية‬ ‫الجارية يف املنطقــة وأيضا بناء عىل‬ ‫االتصال أيضا بعضو املركزية األسبق‬ ‫املستقبل‪ ،‬ويتفق جميع املتابعني أن‬ ‫تغيري وجه االتحاد والذي وجد نفسه‬
‫واملكاســب الوطنيــة والثورية‪ ،‬وان‬ ‫تطور كمــي للملفــات االجتماعية‬ ‫"املولــدي الجندوبــي" أو بنقابيني‬ ‫تلك الترصيحات موجهة إىل النقابيني‬ ‫منذ أكثر من ســنتني وكأنّه حزب له‬
‫كل اسرتاتيجيا مســتقبلية ستنبني‬ ‫ونسقية تعاطي حكومة "بودن" مع‬ ‫آخرين ("سيدة" و"طبيب نقابي")‪،‬‬ ‫ضمن حملة انتخابية أكثر منها تحدّيا‬ ‫حســاباته وتحالفاته‪ ،‬وهو ما جعله‬
‫عىل تلك املعطيات واملواقف وما عدى‬ ‫ملف اإلجراءات الثالث املؤامة (الدعم‬ ‫وهي إشــارات ضمنهــا الطبوبي يف‬ ‫لقيــس أو ملعارضيه‪ ،‬ومــر ّد العودة‬ ‫يف ورطة عشية عرض حكومة بودن‬
‫ذلك فيتــم التعاطي معه بناء عىل ان‬ ‫– األجور – املؤسســات)‪ ،‬وواضح أن‬ ‫خطابه يف قــر املؤتمــرات نهاية‬ ‫إىل هذه الترصيحــات ومقاصدها أن‬ ‫لإلجــراءات املؤملة الثــاث (تجميد‬
‫الحوار هو لغة التعاطي مع أي رشيك‬ ‫ملف اإلرضاب العام يــوم ‪ 16‬جوان‬ ‫األســبوع املــايض وهــو الخطاب‬ ‫املقياس الحقيقي للسلطة السياسية‬ ‫األجور – رفع الدعم – بيع املؤسسات‬
‫وطني سياسيا كان او اجتماعيا وانه‬ ‫سيكون محدّدا للخيارات وللتكتيكات‬ ‫الذي بعــث فيه برســائل عدة ليس‬ ‫(سواء بقي "ســعيد" وحكومته أو‬ ‫التي تعرف صعوبــات منذ اكثري من‬
‫ال ســبيل للتدخل يف شؤون املنظمات‬ ‫ومن ثم تتبني طريقة واســراتيجيا‬ ‫لـ "ســعيد" فقط بل للقضاة (عرب‬ ‫رحــا أو رحلــت الحكومة فقط) يف‬ ‫عقديــن)‪ ،‬ولكن الطبوبــي وفريقه‬
‫وان الحســم الديمقراطــي وفقــا‬ ‫رسم معالم السياســات املستقبلية‬ ‫دعمهم والتضامن معهم)‪ ،‬وملعاريض‬ ‫التعامل مع االتحاد مستقبال سيكون‬ ‫اســتطاعا الخروج من ذلــك املأزق‬
‫للقوانني األساسية الداخلية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫للمنظمة يف افق تنظيم "االستفتاء"‬ ‫"ســعيد" ضمنا ولحزامه السيايس‬ ‫وال شــك املوقــف مــن اإلصالحات‬ ‫الوضع عرب إعــادة تموقع والخروج‬
‫فالحكومات والوزارات ال شــأن لها‬ ‫من عدمــه وهو اســتفتاء‪/‬خطوة‬ ‫والنخبوي بشكل واضح ومبارش وهي‬ ‫االقتصاديــة املطلوبــة من صندوق‬ ‫من حالة الرتقب التي تم توخيها منذ‬
‫بما يهم املنظمــات ومؤتمراتها وأن‬ ‫مختلف عليه سياســيا بني "سعيد"‬ ‫رســائل قوية‪ ،‬بل وقويــة جدا وهي‬ ‫النقد الدويل كــرط لحصول تونس‬ ‫‪ 25‬جويلية وعــر الرهان الحقيقي‬
‫القانون هو سيد الجميع وانه ال والء‬ ‫ومعارضيه وطبيعة السلوك السيايس‬ ‫رســائل ومواقف جد مدروسة بدقة‬ ‫عىل التمويالت الالزمة لتنفيذ مشاريع‬ ‫الحايل وهو أن يصبح االتحاد رشيكا‬
‫اال لتونس ولشــعبها وخياراته والتي‬ ‫الذي ســيقود منظومــة ‪ 25-07‬يف‬ ‫وعناية وتؤكد أن االتحاد اصبح قطبا‬ ‫التنمية‪ ،‬ذلك أن تلك اإلصالحات تتطلب‬ ‫اجتماعيــا يعمل ما يف وســعه عىل‬
‫يحددها عرب صنــدوق االقرتاع دون‬ ‫تنفيذ ما بقي مــن خارطة الطريق‪،‬‬ ‫من اقطاب املعارضة دون اصطفاف‬ ‫جــرأة من القيــادة النقابية‪ ،‬فخالل‬ ‫تحقيق مكاسب منظوريه ومنتسبيه‬
‫غريه‪.‬‬ ‫خاصة وأن جلسات حوارات "سعيد"‬ ‫سيايس‪ ،‬ورغم أن الطبوبي قد التقى‬ ‫عرش ســنوات كان االتحاد يعارض‬ ‫من موظفني وعمــال دون أن يكون‬
‫‪7‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬
‫الديمقراطيــة يف تونس" و"التهديد‬ ‫والصحــة والتعليم والنقل وغريهم‪،‬‬
‫الجدّي للحريّة وســيادة القانون"‪،‬‬ ‫لنفهــم حقيقة وفــاء ‪ 25‬جويلية‬
‫عىل غرار اإلدارة األمريكية واالتحاد‬
‫الــدويل للنقابات‪ .‬وأ ّكــدت مختلف‬
‫بوعوده وأولويّات قرطاج الحقيقية‬
‫وقدرات ســلطة االنقالب يف تحسني‬
‫تربيع وتدوير‬
‫الترصيحــات عىل أهميــة الحوار‬ ‫األوضاع‪.‬‬
‫الوطني التشــاركي الــذي يضمن‬ ‫نجح قيس ســعيّد يف وضع اليد‬
‫أوسع توافق وطني لتجاوز األزمة‪.‬‬ ‫عــى مختلــف الســلطات بالقوة‬ ‫حممد القوماين‬
‫لكن املشاركة الضعيفة لشخصيات‬ ‫ّ‬ ‫القاهــرة‪ ،‬ضاربا عــرض الحائط‬ ‫حملل سياسي‬
‫فاقــدة للمصداقيــة والتمثيــل‪،‬‬ ‫بالدستور والقانون‪ .‬وك ّرس واقعيا‬
‫مقابل املقاطعــة الرصيحة لهيئة‬ ‫حكما فرديــا مطلقا ال تقبل أوامره‬ ‫‪goumani.med@gmail.com‬‬
‫الصادق بلعيد للحــوار الصوري يف‬ ‫ومراسيمه للطعن‪ .‬وتمدّد االنقالب‬ ‫‪www.goumani.net‬‬
‫اجتماع الســبت ‪ 04‬جوان الجاري‪،‬‬ ‫بعد الحكومة والربملان والســلطة‬
‫مــن املنظمــات الوطنيــة الوازنة‬ ‫القضائية‪ ،‬إىل الهيئات الدســتورية‬
‫والجامعيــن واألحــزاب وأغلــب‬ ‫عىل غــرار هيئة مكافحة الفســاد‬

‫من أزمة ما قبل ‪ 25‬إلى‬


‫الشــخصيات التي تمــت دعوتها‪،‬‬ ‫أن عقلية‬ ‫وهيئة االنتخابــات‪ .‬وها ّ‬
‫عنوان إضايف آخر عىل ميضّ سلطة‬ ‫تتوســع إىل املنظمــات‬‫ّ‬ ‫االنقــاب‬
‫االنقــاب يف املرور بقــوّة يف فرض‬ ‫الوطنية عىل غرار اســتهداف اتحاد‬
‫مرشوعها‪ ،‬رغم املعارضة الداخلية‬ ‫ّ‬
‫الشغالني‪ .‬وربما يت ّم‬ ‫الفالحني واتحاد‬

‫كارثة ما بعده‪..‬‬
‫والتحفظــات الخارجية‪ .‬وهذا أكرب‬ ‫استهداف وجود األحزاب السياسية‬
‫ّ‬
‫والتوغل‬ ‫مؤش عىل استمرار األزمة‬ ‫ّ‬ ‫وحتى املجالس البلدية املنتخبة‪ ،‬بعد‬
‫أكثر فأكثــر يف الكارثــة الوطنية‬ ‫تعيني والة من "التنسيقيات" ممّ ن‬

‫والقادم أخطر‬
‫الشــاملة التي تمر بهــا تونس ما‬ ‫ال رصيد ألغلبهم يف كفاءة تســيري‬
‫بعد انقالب ‪ 25‬جويلية‪ .‬وقد صارت‬ ‫الشأن العام‪ ،‬وال مرجّ ح يف تعيينهم‬
‫مخاطر اإلفــاس واملجاعة وربما‬ ‫إال ّ الــوالء للرئيــس قيس ســعيّد‬
‫االحرتاب األهــي يف تونس موضوع‬ ‫والتظاهر بحدّة مواجهة معارضيه‪.‬‬
‫تقارير دولية متضافرة‪.‬‬ ‫وتلك عيّنة من "املسؤولني الجدد" يف‬
‫يستطيع قيس ســعيّد عرب القوّة‬ ‫"الجمهوريــة الجديدة"‪ .‬وبعد عزل‬ ‫ُ‬
‫لم تعد من مصلحة وطنية فضلى في استفراغ‬
‫القاهرة‪ ،‬أن يبســط سلطان الحكم‬ ‫‪ 57‬قاضيا وتعديل مرسوم "املجلس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ما تبقى من مخزون شحن الناس ضد ما سمي‬
‫الفــردي املطلــق‪ ،‬وأن يســتهدف‬ ‫األعــى للقضاء املؤقــت" وإطالق‬ ‫ّ‬
‫بمنظومة عشرية الثورة وتوظيف غضبهم‪ ،‬لضخ بعض‬
‫القيــادات الرشعيــة للهيئــات‬ ‫قيس سعيّد ليده مجدّدا يف الترصّ ف‬
‫األوكسجين إلنعاش منظومة ما بعد ‪ 25‬جويلية‪ .‬بل‬
‫الدســتورية واملهنيــة واملنظمات‬ ‫يف القضاء‪ ،‬ملالحقــة املعارضني له‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حتى المناكفات السياسية واأليديولوجية وتصفية‬
‫الوطنيــة واألحــزاب السياســية‬ ‫ّ‬
‫التدخل يف‬ ‫رغم تكرار خطاب عــدم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحسابات لم تعد تبرر أي صمت أو مواربة فضال عن‬
‫واملجالــس املنتخبــة وغريها‪ ،‬وأن‬ ‫شــأنه‪ ،‬لم يبق سوى جلوس السيد‬ ‫ّ‬
‫مساندة مهما كانت درجتها النقالب ‪ ،25‬بعد أن تأكد‬
‫يعزف عىل أوتار الغضب الشــعبي‬ ‫قيس سعيّد نفسه عىل أرائك القضاة‬
‫خطره على الدولة والمجتمع وعلى حاضر تونس‬
‫عىل أداء الطبقة السياسية برمتها‪،‬‬ ‫للحكم عىل معارضيه‪ ،‬بعد أن يدينهم‬
‫ومستقبلها‪ .‬فعشية غلق سنة من االنقالب‪ ،‬تبدو‬
‫ّ‬
‫وأن يم ّرر االســتفتاء غري الشعبي‪،‬‬ ‫وتتول تنسيقياته نرش‬‫ّ‬ ‫يف خطاباته‬
‫جميع المؤشرات التونسية سلبية‪ ،‬ويعيل صبر الناس‬
‫لكنــه مــع ك ّل ذلك لــن ينجح يف‬ ‫وثائق إدانتهم ومحاكمتهم شعبيا يف‬ ‫ّ‬
‫الذين تبخرت آمالهم في تحسين أوضاعهم‪ ،‬ويتزايد‬
‫ح ّل مشــكالت تونــس االقتصادية‬ ‫صفحات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫عدد ضحايا اإلجراءات االنقالبية ومعارضيها‪ .‬وليست‬
‫واالجتماعية أساســا وال يف تحسني‬ ‫ال يصعــب عــى أيّ متابع رصد‬
‫المذبحة التي طالت ‪ 57‬قاضيا بالعزل دون حق الدفاع‬‫ّ‬
‫عيش عموم التونسيني‪ .‬ومهما كانت‬ ‫مخاطــر االنزالقــات الخطرية يف‬ ‫مهما كانت‬
‫أو التظلم‪ ،‬والقت سخطا واسعا داخليا وخارجيا‪،‬‬
‫اإلجراءات القمعية مثل منع السفر‬ ‫خطابات املحســوبني عىل الرئيس‬ ‫اإلجراءات القمعية‬
‫سوى حلقة أخرى من األغالل التي توضع على جسد‬
‫أو املحاكمات السياسية أو الضغط‬ ‫قيس ســعيّد‪ ،‬يف النيل من أعراض‬ ‫مثل منع السفر‬
‫وطن ينزف‪ ،‬فتزيد في تأزيم األوضاع وفي اإلساءة‬
‫بمختلف الوســائل عىل النشــطاء‬ ‫املعارضني مهمــا كانت انتماءاتهم‬ ‫أو املحاكمات‬
‫لصورة تونس وصعوبات توفير موارد لعجز ماليتها‬
‫وأصحاب املواقف الرافضة لالنقالب‪،‬‬ ‫وتشــويههم باإلدّعاءات الباطالة‬ ‫السياسية أو‬
‫العمومية‪ .‬ولسنا من المبالغة في شيء حين نوجز‬
‫فإن خربة النخب التونسية يف مقارعة‬ ‫ّ‬ ‫والنيــل منهــم ومــن عائالتهــم‬ ‫الضغط بمختلف‬
‫ما نعيشه من أكثر من عشرة أشهر بأنه تدحرج من‬
‫االستبداد‪ ،‬ومنسوب الحريات العايل‬ ‫وســحلهم عرب التعليقات بالفضاء‬ ‫الوسائل عىل‬
‫أزمة مركبة ومتراكمة ما قبل ‪ 25‬جويلية ‪ ،2021‬إلى‬
‫الذي عرفتــه عرشية ما بعد الثورة‪،‬‬ ‫االفرتايض بعبارات ســافلة ومخ ّلة‬ ‫النشطاء وأصحاب‬
‫كارثة وطنية شاملة ما بعده‪.‬‬
‫وعراقة املنظمات الوطنية املنارصة‬ ‫باألخالق العامة وغريبة عن املشهد‬ ‫املواقف الرافضة‬
‫للحريات وأرصدة النضال السيايس‪،‬‬ ‫السيايس التونيس‪ .‬وسيظل ما طال‬ ‫لالنقالب‪ّ ،‬‬
‫فإن‬
‫وتمســك عموم التونسيني بالخيار‬ ‫ّ‬ ‫رشف بعض "القضــاة املعزولني"‬ ‫خربة النخب‬ ‫مــ ّرة أخرى نؤ ّكد أنّنا كنا نعالج أزمــة خطرية‪ ،‬مر ّكبة ومرتاكمة‪،‬‬
‫الديمقراطــي ودعم الخــارج لهذا‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬من النســاء خاصة‪ ،‬عارا‬ ‫التونسية يف مقارعة‬ ‫وأن أوضاع بالدنا لم تكن عىل أحســن ما‬‫قبل ‪ 25‬جويلية املــايض‪ّ ،‬‬
‫املكســب‪ ،‬تمنح مجتمعنا دفاعات‬ ‫غــر مســبوق يف تاريــخ تونس‪،‬‬ ‫االستبداد‪ ،‬تمنح‬ ‫يرام‪ ،‬وكانت تلقى ســخطا شــعبيا متناميا خاصة عىل الصعيدين‬
‫مدنية وسياسية قوية نعوّل عليها‬ ‫وارتدادا عن املكاســب‪ .‬وأخطر ما‬ ‫مجتمعنا دفاعات‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‪ .‬ولذلك تفهّ منا تفاعل بعض األوساط إيجابيا‬
‫يف كســب املعركة من أجل استئناف‬ ‫يف تلــك التعليقات شــحنات الحقد‬ ‫مدنية وسياسية‬ ‫مع اإلجراءات الرئاسية االســتثنائية ليوم ‪ 25‬جويلية رغم طابعها‬
‫املســار الديمقراطي وتصحيحه يف‬ ‫والتحريض والعنف والدعوات املعلنة‬ ‫قوية نعوّل عليها‬ ‫الالّدســتوري غري الخايف‪ .‬لكن حصائل أشهر االنقالب كفيلة وحدها‬
‫أقرب اآلجال‪ .‬ولنا يف الوقفة املرشّ فة‬ ‫للتباغض وللتصفية وتهديد السلم‬ ‫يف كسب املعركة‬ ‫بالجــواب عن االنتظــارات‪ .‬فاهتمامات قيس ســعيّد منصبّة عىل‬
‫للقضــاة بمختلــف هياكلهم يوم‬ ‫األهيل‪ .‬ولم تعد بعض الشــخصيات‬ ‫من أجل استئناف‬ ‫"الجمهورية الجديدة" بعناوينها السياسية‪ ،‬ومالحقة معارضيه‪ ،‬وال‬
‫السبت املايض ‪ 04‬جوان وإرضابهم‬ ‫املرموقة تخفــي تخوّفاتها من مثل‬ ‫املسار الديمقراطي‬ ‫حضور ملطالب الناس الحياتية يف التشغيل وتحسني القدرة الرشائية‬
‫الناجح التايل لقراراتهم الشــجاعة‪،‬‬ ‫تلك الخطابات وتح ّذر من تداعياتها‪.‬‬ ‫وتصحيحه يف أقرب‬ ‫واالرتقاء بالخدمات وغريها‪ ،‬يف الخطاب أو املمارسة‪ .‬وإن حصل ذلك‬
‫واملســاندة املتنامية لهم من القوى‬ ‫عالوة عىل رغبــة البعض يف الهجرة‬ ‫اآلجال‬ ‫من باب املزايدة والتمويه‪ ،‬فال يكشــف إال ّ عن عجز بنيوي يف معالجة‬
‫املدنيــة والسياســية خــر حافز‬ ‫القرسية‪.‬‬ ‫هذه املواضيع‪ .‬ويكفي اســتحضار نتائج حمالت مقاومة االحتكار‬
‫عل مواصلة خــوض معركة املجد‬ ‫عــرت أطراف خارجيــة مؤثّرة‬ ‫ّ‬ ‫أو عنرتيات "مســالك التجويع" عىل مؤرشات األسعار التي ازدادت‬
‫واالنتصار يف نهايتها‪.‬‬ ‫من دول وهيئــات دولية عن قلقها‬ ‫ارتفاعا‪ ،‬أو العجز يف معالجة األزمة البيئية بصفاقس‪ ،‬أو الفشــل يف‬
‫الشــديد بعد قرار عــزل القضاة‪،‬‬ ‫عقد اتفــاق مع صندوق النقد الدويل‪ ،‬أو رصــد عدد لقاءات الرئيس‬
‫من اســتمرار "تقويض املؤسسات‬ ‫قيس ســعيّد بوزيري العــدل والداخلية‪ ،‬مقارنة بــوزراء االقتصاد‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪8‬‬
‫وقد برر الخطاب الرســمي هذا‬
‫اإلعفــاء الصدمة والذي اعترب عقابا‬
‫جماعيا تعســفيا لقضــاة أغلبهم‬
‫مشهود لهم باالستقامة يف األخالق‬
‫والســلوك والكفاءة املهنية والخربة‬
‫ومعــروف عنهم نظافــة اليد‪ ،‬بأن‬
‫اإلعفاء كان بسبب أن هؤالء القضاء‬
‫املعزولني هم ممن عطلوا مســرة‬
‫إصالح القضــاء وكانوا ســببا يف‬
‫تعطيل عمل مرفق العدالة برتاخيهم‬
‫يف النظــر يف النزاعات والفصل فيها‬
‫بالرسعة املطلوبة‪..‬‬
‫يف حني أوضح القضاة املترضرون‬
‫أن الســبب الحقيقي لإلعفاء كان‬
‫من وراء رفضهــم تنفيذ التعليمات‬
‫الرئاســية يف ملفــات معينــة من‬
‫دون ســند قانوني أو إجرائي وبعد‬
‫رفضهم االنصياع لطلــب الخروج‬
‫عن االجراءات وعن القانون ‪ .‬فكيف‬
‫يمكن أن نفهم مــا يحصل اليوم يف‬
‫السلطة القضائية من عملية تطهري‬
‫مؤثــرة وصفتها جمعيــة القضاء‬
‫باملجزرة التــي ترتكب يف حق قضاة‬
‫رفضــوا تنفيذ التعليمــات وأرادوا‬
‫الدفاع عــن اســتقالليتهم؟ ومن‬
‫يتحمل املسؤولية فيما يحصل للبالد‬
‫من أزمة سياســية حادة انعكست‬
‫عىل نفسية الشعب الذي فقد الثقة‬
‫يف كل إصالح وتغيري بعد أن شــاهد‬
‫الطريقــة واألداء املحريين ملن يدير‬
‫الحكم والسلطة اليوم؟‬
‫املشــكل الذي نقف عليه اليوم أن‬
‫الجميع متفق عىل تشخيص الوضع‬
‫الذي ســبق حدث ‪ 25‬جويلية ‪2021‬‬
‫والكل عىل كلمــة واحدة بخصوص‬
‫املوقف من األزمة السياســية التي‬
‫ظهرت بعد انتخابــات ‪ 2019‬والتي‬
‫أدت إىل حصول ما حصل عشية ‪25‬‬
‫جويلية من ايقاف العمل بالدستور‬
‫وحل الحكومــة ورفع الحصانة عن‬
‫نواب الشــعب وهي خطــوة يراها‬

‫هل ينجح جيل السياسيين الذي أحرج‬


‫الجميع بأنهــا رضورية وكان ال بد‬
‫منها إليقاف نزيف العبث والفوىض‬
‫يف املشهد السيايس أرض كثريا بصورة‬

‫االستبداد قبل الثورة في دحره اليوم‬


‫الثورة وخيــار االنتقال الديمقراطي‬
‫وكان مرسحه قبــة مجلس النواب‬
‫الذي تحــول إىل حلبــة رصاع أنهك‬

‫وإنقاذ الدولة من االنهيار؟‬


‫البالد وجعل الناس تكره السياســة‬
‫والسياسيني ‪..‬‬
‫املشــكل أن هذا التشخيص الذي‬
‫ال يختلــف حوله اثنــان قد عرف‬
‫اختالفــا كبريا بخصــوص الرؤية‬ ‫نوفل سالمة‬
‫ّ‬
‫االصالحية الواجب اتباعها ما جعل‬ ‫خلف القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية قيس سعيد بإعفاء ‪ 57‬قاضيا من الصف األول ومن أصحاب الرتب العليا‬
‫الشعب ينقســم حول نهج التغيري‬ ‫في القضاء الذين يمثلون منظومة النيابة العمومية والسلسلة الجزائية بتلك الطريقة التي وصفت بالمخالفة‬
‫املطلوب وتعرتض الغالبية منه حول‬ ‫للقانون والتي لم تحترم فيها إجراءات التقاضي التي تكفل المحاكمة العادلة للمتهم ومن دون الرجوع إلى‬
‫التميش الذي ســلكه من قاد حراك‬ ‫المجلس األعلى للقضاء السلطة والهيكل الوحيد المختص بتأديب ومعاقبة ونقلة وإعفاء القضاة ومن دون‬
‫‪ 25‬جويلية والــذي يراه املعارضون‬ ‫الوحيدة المخول لها تقييم أداء القضاء وتسليط العقوبة المناسبة‬‫االحتكام إلى قراراته بصفته الجهة الرسمية ّ‬
‫له أنه يؤسس إىل ديكتاتورية جديدة‬ ‫عليهم بعد توفر ملف إدانة مكتمل ضدهم‪ ،‬خلف قرار اإلعفاء هذا موجة من الغضب والسخط والرفض في صفوف‬
‫واســتبداد جديد من خالل توظيف‬ ‫القضاء وهياكله المنتخبة وصدمة في الشارع التونسي الذي وإن كانت له الكثير من المآخذ على األداء القضائي‬
‫مطلب مكافحة الفســاد ومحاربة‬ ‫ويوجه إلى أفراده الكثير من التهم من بطء كبير في الفصل في القضايا ومن طول إجراءات التقاضي ومن تراخ‬
‫املفســدين لتنفيذ برنامج سيايس‬ ‫كبير في تحقيق العدالة فضال عن تهم أخرى للبعض منهم بالفساد والرشوة واستغالل النفوذ لتكوين ثروة‬
‫لم يتم االتفــاق فيه مع الشــعب‬ ‫غير مشروعة‪ ،‬إال أنه يتأسف على الطريقة التي تم بها اإلعفاء خاصة وأنها لم تترك للمتضرر أي مجال للتظلم‬
‫واالســتثمار يف الوضع املتعفن الذي‬ ‫ولم توفر للقاضي المعزول أي فرصة للدفاع عن نفسه والتمتع بأبسط ضمانات المحاكمة العادلة التي توفرها‬
‫رافق عرشية كاملة بعد الثورة لحيد‬ ‫المعاهدات الدولية ومواثيق حقوق اإلنسان التي صادقت عليها تونس والتزمت بها ‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬

‫واقــع يكون أفضــل من مرحلة‬ ‫به عن الطريق ويتجاوز املطلوب‬


‫بورقيبة وبن عيل‪..‬‬ ‫و ينتقــل من عمليــة تصحيح‬
‫لكن الــذي حصل خالل عرشية‬ ‫املســار وإصــاح االخــاالت‬
‫كاملة بعد الثــورة هو خيبة أمل‬ ‫املوجــودة والنقائص التي بانت‬
‫بحري العرفاوي‬ ‫مؤملة وصدمــة كربى من طريقة‬ ‫والتي عطلــت اســتحقاقات‬
‫األداء املهزوزة للسياســيني الذين‬ ‫الثــورة وخاصة االســتحقاق‬
‫في سباق مع «االستفتاء»‪..‬‬ ‫تداولوا عىل حكم البالد‪ ..‬لقد حصل‬
‫االنطباع بعد ممارسة تجربة حكم‬
‫االجتماعي واالقتصــادي الذي‬
‫تعثر إىل عملية هدم كامل للدولة‬

‫ما الذي يمكن أن تفعله‬


‫يف ظل االنتقــال الديمقراطي أن‬ ‫وإعــادة بناء مؤسســاتها عىل‬
‫الذي أوصل الرئيس قيس ســعيد‬ ‫أسس جديدة وهذا يتطلب حسب‬
‫إىل الحكم هو الفشل الكبري للنخبة‬ ‫املتكلمني باسم الرئيس وحسب‬

‫جبهة الخالص الوطني؟‬


‫السياســية الحاكمة وضعف أداء‬ ‫األفراد الذين يقدمون أنفســهم‬
‫جيل كامل من السياســيني وضع‬ ‫باملفرسيــن ملــروع الرئيس‬
‫فيه الشــعب ثقته يف أن يعرب به‬ ‫"التأسيس الجديد والشعب يري"‬
‫إىل بــر األمان ويؤســس له دولة‬ ‫هدم كل البناء الذي اتضح حسب‬
‫وجمهوريــة عادلة وصالحة وأنه‬ ‫رأيهــم أنه لم يعد مــن املمكن‬
‫لــوال الطريقة الفاشــلة يف إدارة‬ ‫إصالحــه وأنه قد بلــغ حدا من‬
‫الدولة ولوال الخيارات الفاشــلة‬ ‫الفساد ما يتطلب معه إزالة كل‬
‫كذلــك يف التعاطي مــع القضايا‬ ‫البناء وإعادة التشييد من جديد‬
‫الحارقة للشــعب ولوال التعثر يف‬ ‫بأســس وهياكل ومؤسســات‬
‫االستجابة إىل املطالب االجتماعية‬ ‫وأفراد وأفكار جديدة‪.‬‬
‫ألبناء الهوامــش والدواخل ولوال‬ ‫اليــوم هناك مخــاوف جدية‬
‫تخلف الوعود االنتخابية لألحزاب‬ ‫بخصوص هذا املــروع الذي‬
‫الفائزة يف االنتخابات ولوال العجز‬ ‫يرسم للبالد وهناك حرية كبرية‬
‫يف معالجــة األزمــات والتصدي‬ ‫من هذا الخيــار الذي لم ينتظره‬
‫للعبث الذي كان يحصل يف مجلس‬ ‫الشــعب وال طالب بــه‪ .‬هناك‬
‫نواب الشــعب والذي أساء كثريا‬ ‫تخوفات أخرى مــن كلفة هذا‬
‫للنواب وللديمقراطيــة التمثيلية‬ ‫التأسيس من جديد‪ ،‬وهذا الهدم‬
‫ولخيــار الحريــة أصــل كرامة‬ ‫وإعــادة البناء وأســئلة أخرى‬
‫اإلنســان ملا وصل قيس ســعيد‬ ‫حائرة بخصوص غموض السري‬
‫للحكم بعد أن اســتثمر يف توسع‬ ‫يف هــذا الطريق الــذي يعارضه‬
‫دائرة الفســاد واســتغل الوضع‬ ‫الكثريون واتضــح أنه محفوف‬
‫املتعفــن ووظف األداء الفاشــل‬ ‫باملخاطــر‪ ،‬ويحتوى عىل الكثري‬
‫لألحزاب وروج أنه الوحيد املؤهل‬ ‫مــن املنزلقــات واملنعرجــات‬
‫بعد نجاح التحركات الجهوية‪،‬‬ ‫الحايل يف عملية انقالبية شبيهة‬ ‫ماكينة االنقالب ماضية يف‬ ‫إلنقاذ البالد واالنتقال بها إىل وضع‬ ‫الخطــرة والتي بدأ الشــعب‬
‫وعىل انفراد‪ ،‬باألستاذ راشد‬ ‫باالنقالب عىل قيادة اتحاد‬ ‫ما هي مربمجة عليه ال تصغي‬ ‫أفضل مما كانت عليه‪.‬‬ ‫يتلمسها ويشــعر بخطورتها‪.‬‬
‫الغنويش‪ ،‬أعتقد أنه لقاء هام‬ ‫الفالحني‪.‬‬ ‫لصوت خارج صوت محركها‪،‬‬ ‫لعــل أبرز صورة لــه ما حصل‬
‫ومصريي‪ ،‬وأعتقد أنّه التقاه‬ ‫املشهد السيايس يزداد سخونة‬ ‫وسائقها تحول كما قطعة حديد‬ ‫اليوم مع كل أسف ‪ -‬وليس هذا‬ ‫للقضاة الذين تم عزلهم مؤخرا‬
‫باعتباره رئيسا للربملان ال‬ ‫بفعل سباق جدّي بني ماكينة‬ ‫جزءا من املاكينة ال يتفاعل مع‬ ‫من باب جلد الذات أو التجني عىل‬ ‫ألســباب تحوم حولهــا الكثري‬
‫باعتباره رئيسا لحركة النهضة‪،‬‬ ‫االنقالب تريد إدراك موعد‬ ‫أي مؤثر خارجي وال يتّكيف‬ ‫النفس ‪ -‬أن الــذي أوصلنا إىل ما‬ ‫من التحفظات وفيها ظلم كبري‬
‫ولعل األمر متعلق بجلسة‬ ‫"االستفتاء" ‪ 25‬جويلية القادم‪،‬‬ ‫مع مطبّات وعراقيل وال يعدل‬ ‫يحصل اليوم للبــاد من مخاطر‬ ‫للكثري منهم من الذين لم يعرف‬
‫برملانية تصادق عىل حكومة‬ ‫وبني مركبة جبهة الخالص‬ ‫من نسق حركاته‪ ،‬ماكينة‬ ‫ومخاوف مع منظومــة التدابري‬ ‫بي وال شــبهات‬ ‫عنهم فســاد ّ‬
‫وطنية سيعلن عنها نجيب‬ ‫الوطني تريد منع قيس سعيد‬ ‫االنقالب ماضية ال تتوقف وال‬ ‫االســتثنائية والســلطة املؤقتة‬ ‫واضحة‪.‬‬
‫الشابي قريبا‪ ،‬وربما أيضا توجيه‬ ‫من التو ّرط يف خطيئة لن تتحمل‬ ‫تتأمل وال ترتاجع وتدهس كل‬ ‫وحكم األمــر الواقــع واالنفراد‬ ‫ملاذا وصلنا إىل هــذه الوضعية‬
‫رسالة ملؤسسات الدولة ولجهات‬ ‫البالد تبعاتها ولن يكون هو‬ ‫ما ومن يعرتض سبيلها تماما‬ ‫بالحكم والســلطة هو جيل كامل‬ ‫املخيفــة؟ وكيــف حصــل هذا‬
‫أجنبية لتحميلها مسؤوليتها يف‬ ‫قادرا عىل الرتاجع بعدها إذ سـ‬ ‫كما ماكينات الحصاد تعصف‬ ‫من السياســيني ونخبة سياسية‬ ‫االنحــراف الصــادم يف املســار‬
‫دعم رشعية إجراءات الربملان‪،‬‬ ‫"تأخذه العزة باإلثم" السيايس‬ ‫بكل السنابل الواقفة وال تتجاوز‬ ‫بأكملها فشــلت يف أن تسعد هذا‬ ‫السيايس؟ يجيب البعض عىل هذه‬
‫خاصة وقد سبق أن عربت البعثة‬ ‫وسيعمل عىل فرض األمر الواقع‬ ‫اال عىل املستلقيات منها عىل‬ ‫الشعب وأن تحقق له الرفاه املوعود‬ ‫األســئلة القلقة بأن الذي يتحمل‬
‫الربملانية االوروبية عن "تساوي‬ ‫بقوّة أجهزة الدولة وسيتف ّرغ‬ ‫أديم األرض‪ ،‬ماكينة االنقالب‬ ‫وأن تبنــي له دولــة ديمقراطية‬ ‫املســؤولية فيما يحصل للبالد مع‬
‫الرشعيات" بني الرئاسة‬ ‫للتنكيل بمعارضيه ولن يرتدّد يف‬ ‫تخوض معركتني حاسمتني‬ ‫اجتماعيــة صالحــة وعادلة ‪..‬‬ ‫منظومة الحكــم القائمة وأدائها‬
‫والربملان‪.‬‬ ‫ممارسة الظلم يف أبشع صوره‬ ‫يف آن‪ :‬معركة ضد الجسم‬ ‫واليوم هذه النخبة وما تبقى من‬ ‫املحري إىل النخبة السياســية التي‬
‫مواجهة ماكينة االنقالب‬ ‫تماما كما فعل من سبقه من‬ ‫القضائي ومعركة ضد االتحاد‬ ‫هذا الجيل يحاول أن يتدارك أمره‬ ‫حكمت بعد الثورة وأن اللوم يقع‬
‫بنفس أسلوبها‪ ،‬أي بأسلوب‬ ‫مستبدين وانقالبيني‪.‬‬ ‫العام التونيس للشغل‪ ،‬ولنئ‬ ‫ويكفر عن ذنبه ويحاول أن يصلح‬ ‫عىل جيل كامل من السياســيني‬
‫صناعة أمر واقع مقابل‪ ،‬هو‬ ‫جبهة الخالص الوطني‬ ‫أبدى الجسم القضائي صمودا‬ ‫ما تســبب فيه وينقــذ ما يمكن‬ ‫نجــح قبــل الثــورة يف إحراج‬
‫األسلوب األنجع لفرملة حالة‬ ‫عقدت عدة اجتماعات شعبية يف‬ ‫ومقاومة معززا بجسم املحاماة‪،‬‬ ‫إنقاذه بعد أن انطلق قطار مسار‬ ‫االســتبداد وكان صوت الشــعب‬
‫االجتياح االنقالبي ولتغيري‬ ‫الجهات‪ ،‬ومناضلوها يتنقلون‬ ‫فإن االتحاد العام التونيس للشغل‬ ‫الـــتأسيس الجديد وعملية الهدم‬ ‫واملعرب عن مشاغله وأنينه وآهاته‬
‫قانون املعركة ولتحميل‬ ‫معززين بحماسة نضالية‬ ‫مازال لم يقدم بعد دليل صموده‬ ‫وإعــادة البناء‪ .‬فهــل ينجح هذا‬ ‫واســتطاع أن يصمد أمام تعسف‬
‫الجميع مسؤولياتهم األخالقية‬ ‫وبرؤية تبدو واضحة وممنهجة‬ ‫الفعيل بانتظار موعد اإلرضاب‬ ‫الجيل األخري مــن بقايا منظومة‬ ‫الســلطة الحاكمة حتــى قيام‬
‫والتاريخية تجاه ما يحصل يف‬ ‫يف كيفية إيقاف عملية التجريف‬ ‫العام الخميس القادم ‪ 16‬جوان‬ ‫املعارضة لالســتبداد يف مسعاه؟‬ ‫الثورة‪ .‬ولكنه فشل يف حماية البالد‬
‫تونس وما يتهدد التونسيني‬ ‫السيايس التي يمارسها قيس‬ ‫الجاري‪ ،‬وقبل ذلك هو بانتظار‬ ‫وهــل يقــدر أن يقلــب املعادلة‬ ‫مــن الديكتاتوريــة وحمل البالد‬
‫من مخاطر اقتصادية وأمنية‬ ‫سعيد ومن معه‪.‬‬ ‫حكم املحكمة يف مدى رشعيّة‬ ‫ويتدارك عمليــة انقاذ الدولة قبل‬ ‫والشعب إىل وضع وواقع مختلف‬
‫وحقوقية‪.‬‬ ‫لقاء زعيم جبهة الخالص‬ ‫مؤتمره األخري حيث يراد سحب‬ ‫أن تهدم ويســقط كامل البناء‬ ‫أكثر عدال ومساواة اجتماعية كان‬
‫الوطني السيد نجيب الشابي‪،‬‬ ‫الرشعية من املكتب التنفيذي‬ ‫عىل الجميع وتغرق الســفينة‬ ‫الجميع ينتظره ويعول عىل النخبة‬
‫بمن فيها؟‬ ‫السياسية املعارضة أن تقوده إليه‬
‫تونس‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪10‬‬
‫رئيسة الحكومة «نجالء بودن» ‪..‬‬

‫هل هي «مزالي‪ »2‬أم «نويرة‪»2‬؟‬


‫الحكومة" الحالية يبدو مفتوحا على خيارات‬ ‫عقد الثمانينات من القرن الماضي سواء في‬ ‫علي الالفي – كاتب ومحلل سياسي‬
‫عدة ولكن بحكم تشابه الوقائع وتنظم قوى‬ ‫عالقة سلطات األمر الواقع الحالية بالنقابيين‬ ‫مهما كانت طبيعة الوقائع والتطورات خالل‬
‫السيستام القديم‪/‬الجديد فهل أن "بودن" هي‬ ‫والقضاة والتيار اإلسالمي وكل المعارضين خاصة‬ ‫األيام واألسابيع القادمة وخاصة تلك السابقة‬
‫"محمد مزالي ‪( "2‬أي "محمد مزالي" رئيس‬ ‫وأن مربعات معارضي "سعيد" اليوم يتشكلون‬ ‫والالحقة ليوم ‪ 16‬جوان الحالي والذي قد يعيد‬
‫وزراء بورقيبة بين سنتي ‪ 1980‬و‪ ،)1986‬أم هي‬ ‫في أربع حلقات رئيسية‪ :‬جبهة الخالص بقيادة‬ ‫لألذهان يومين غير عاديين في تاريخ تونس‬
‫"الهادي نويرة ‪ ( "2‬أي الهادي نويرة رئيس‬ ‫األستاذ "الشابي" – المجتمع المدني بقيادة‬ ‫المعاصر وهما ‪ 1978-01-26‬و‪،1984-01-03‬‬
‫وزراء بورقيبة أيضا بين ‪ 1971‬و‪ )1980‬أم أن‬ ‫القضاة واتحاد الشغل – األحزاب الديمقراطية‬ ‫ومهما كانت ماهية اإلجراءات المرتقبة التي قد‬
‫ُ‬
‫السياقات ستدفع وتحيل نحو غير المرتقب في‬ ‫االجتماعية الخمس – الدستوري الحر وحلفائه‬ ‫يعلن عنها الرئيس "سعيد" مجددا سواء لدفع‬
‫مستقبل تونس وخاصة في ظل صراع المكونات‬ ‫المعلنين والمتخفين وبعض المتوارين وراء‬ ‫رؤيته ومشروعه‪ ،‬ورغم أن التاريخ ال يعيد نفسه‬
‫والشخصيات والجبهات وبين مكونات عدة خاصة‬ ‫الموقف من‬
‫ّ‬ ‫الفتات عدة)‪ ،‬وبغض النظر عن‬ ‫إال في شكل مهازل كارثية غير مسبوقة‪ ،‬فإن‬
‫في ظل تطورات جارية في اإلقليم وطبيعة‬ ‫"بودن" وسلبيتها المفرطة في التخلي عن‬ ‫الثابت أن كثير من مالمح المشهد الحالي بكل‬
‫ّ‬
‫مصالح القوى الدولية عموما في الشرق‬ ‫صالحياتها لـ "سعيد" وبعض الوزراء ولجهات‬ ‫تفاصيله تحيل في الحقيقة على مربعات نهاية‬
‫ّ‬
‫األوسط وشمال افريقيا؟‬ ‫عدة في أكثر من ملف فإن مستقبل "رئيسة‬ ‫عقد سبعينات القرن الماضي وأيضا لمنتصف‬

‫هل ستكون بودن هي "مزالي‪ "2‬أم‬


‫امللف الليبي يف حده األدنى عرب توافق‬ ‫الســبعينات مخيمة عىل العقليات‬ ‫"مؤسسة التميمي" أنه كان أقرب‬ ‫ثانيــا‪ ،‬رصاع حاشــية بورقيبة‬ ‫"نويرة‪"2‬؟‬
‫تركي‪/‬اماراتي‪/‬مرصي منذ أسابيع‬ ‫واألذهان‪ ،‬ورغــم أن الظروف غري‬ ‫"للنيّة" سياســيا بما يعني أنه لم‬ ‫بني ‪ 1975‬و‪ 1986‬يتشــكل اليوم‬
‫(حكومة مركزيــة ب‪ 14‬وزيرا وال‬ ‫الظــروف والتطــوّرات الحاصلة‬ ‫يستوعب ماذا كان يجري يف مربعات‬ ‫بأشــكال أخــرى عــر رصاعات‬ ‫أوال‪ ،‬ومن حيث رشعية التساؤل‪،‬‬
‫يرأسها ال "الدبيبة" وال "باشاغا")؟‬ ‫اجتماعيا وسياســيا ليســت هي‬ ‫الحكــم؟ والواقــع أن ذلك صحيح‬ ‫حقيقية ولكنها خفية ومســكوت‬ ‫فإنه تســاؤل واقعــي طبيعي ذلك‬
‫ثانيــا‪ ،‬بعد أكثر من ‪ 10‬أشــهر‬ ‫نفســها بعد أكثر من أربع عقود‪،‬‬ ‫فعليــا حتى أنه ســمع بخرب عزله‬ ‫عنهــا يف فريق "ســعيد" ووزرائه‬ ‫أن ما يجــري اليــوم يف خطوطه‬
‫كاملــة ال يمكن تغييــب ان حركة‬ ‫يعني ان ســيناريو ‪ 1978‬شــبه‬ ‫وهو يف بيته يف ضاحية "ســكرة"‪،‬‬ ‫ومكونــات منظومته‪ ،‬فــ "بودن"‬ ‫الكربى هو تكــرار فعيل ملا جرى يف‬
‫‪ 25‬جويلية‪/‬يوليو املايض هي بكل‬ ‫مســتحيل إال أن نهايــة "بودن"‬ ‫والســؤال هنا هل ســتكون نهاية‬ ‫يُراد أخــذ مكانها فعليا ورســميا‬ ‫نهاية عقد الســبعينات ومنتصف‬
‫املقاييــس انقالب كامــل الرشوط‬ ‫بنفس طريقة الهــادي نويرة أمرا‬ ‫"بــودن" بنفس الطريقــة‪ ،‬وهل‬ ‫ألســباب عدة من بينهــا تفاصيل‬ ‫عقد الثمانينــات من القرن املايض‪،‬‬
‫بمنطــق التحاليــل والوقائع ذلك‬ ‫واردا واألقرب فعليــا هو تغيريها‬ ‫هــي حاليا يف نفــس الوضعية من‬ ‫نصية وقانونية يف املرســوم ‪- 117‬‬ ‫فالسلطة شمولية وكل الصالحيات‬
‫أنه تم اســتعمال القــوى الصلبة‬ ‫بوجه أكثــر مقبولية وبما يتماهى‬ ‫حيث تفاصيل ســيناريو مغادرتها‬ ‫والذي يحدد مــن يعوض الرئيس يف‬ ‫مجمعة يف قرطــاج وما القصبة ّإل‬
‫(املؤسســتني األمنية والعسكرية‬ ‫مع طبيعة التطــوّرات وقد يحرض‬ ‫للقصبة وهــو أمــر مرتقب وقد‬ ‫الحاالت االســتثنائية أوال ‪ -‬وثانيا‬ ‫جهاز تنفيذي تنزييل ملا يق ّرر هناك‬
‫وهما أدوات لحفــظ الدولة وحفظ‬ ‫هنا تحديدا الســيناريو الصحي يف‬ ‫يكون مربمج عــى األقل يف ذهنية‬ ‫ألن طموحــات "رشف الديــن"‬ ‫وعرب فريق استشاري ضيق ومضيّق‬
‫وحدتها وأمنها القومــي)‪ ،‬لتغيري‬ ‫تربير اإلقالة‪/‬اإلبعــاد بغض النظر‬ ‫كثريين؟‪ ،‬والثابت أن "مزايل" قد أكد‬ ‫و"الزاهــي" و"بالرجــب" وربما‬ ‫ليس إال ونجالء بــودن مج ّردة من‬
‫املعادلة السياسية التي كانت قائمة‬ ‫عــن وجود رغبة لهــا من عدمه يف‬ ‫بنفســه ويف كتابه "حقيقتي" أنه‬ ‫آخرين أكثر طموحا‪ ،‬كما أن العالقة‬ ‫كل ســلطة توجيه أو مبادرة ليس‬
‫واملرتتبــة فعليا نتائــج انتخابات‬ ‫االبتعــاد وترك الحبــل عىل الغارب‬ ‫لم شــعر أنه يحكم‪ ،‬إال عندما جمع‬ ‫باملعارضني مُتوتــرة اكثر من عهد‬ ‫خيارا من الرئيس ســعيد فقط بل‬
‫‪ 2019‬وعىل عىل اســقاط حكومتي‬ ‫لبقية وزراء حتى يصلــوا ربما إىل‬ ‫بني الداخلية ورئاســة الوزراء غداة‬ ‫بورقيبة وعقديه األخريين بل وبأكثر‬ ‫أيضا مــن بعــض وزراء وجهات‬
‫"الجميل" و"الفخفــاخ" وخيارات‬ ‫بعض طموحاتهم‪...‬‬ ‫جانفي ‪ ،1984‬وباعتبار أن "بودن"‬ ‫كارثية والدليل هو رواج مساء أول‬ ‫فاعلة وضاغطة‪ ،‬والسيستام ينوي‬
‫رئيس الحكومــة املك ّلف من طرف‬ ‫خامســا‪ ،‬الخالصــة أن نهاية‬ ‫تجلــس يف القصبــة وتتلقى عادة‬ ‫الثالثاء ‪ -06-2022 07‬خرب االقتداء‬ ‫اليوم وقبل الغد استهداف املنظمات‬
‫"ســعيّد" نفســه‪ ،‬وما يهمنا هنا‬ ‫"بــودن" أصبحت وشــيكة‪ ،‬وهي‬ ‫أغلب التعليمــات يف أثناء لقائها بـ‬ ‫بالنموذج املــري يف التعاطي مع‬ ‫عــى قاعدة خيــارات وقــرارات‬
‫أن الغرب بالــذات يعترب أن تونس‬ ‫وحكومتها يف حكم املنتهيان بغض‬ ‫"ســعيد" يف قرطاج وعرب خطابات‬ ‫كل نفس معــارض‪ ،‬والخطر يف ذلك‬ ‫مؤتمــر ‪ 1964‬يسء الذكر ‪ -‬حيث‬
‫نمــوذج للحداثة واملدنيــة الغربية‬ ‫النظر عن مســتقبل منظومة ‪25-‬‬ ‫متلفزة‪ ،‬فإنــه ليس غريبا أن تكون‬ ‫الطلب‪/‬الخرب هــو يف النية يف دفاع‬ ‫تم يومها ضم املنظمــات الوطنية‬
‫وبالتايل فهو سيبحث عن ح ّل يرتبط‬ ‫‪ 07‬باعتبــار أن تلــك املنظومة إمّ ا‬ ‫نهايــة مســارها تكــرارا لتجربة‬ ‫البعض من النخــب يف تحويل فعيل‬ ‫لحضرية الحزب وأصبح مســؤوليه‬
‫بالفعــل الســيايس الديمقراطي‬ ‫تغي يف جلدها ســواء‬ ‫أن تنتهي أو ّ‬ ‫مزايل مع اختالف الســياقات دوليا‬ ‫لكل املؤسسات إىل الرقابة السياسية‬ ‫األولني أعضاء يف الديوان الســيايس‬
‫وضمن سالسة دستورية وبالحوار‬ ‫جزئيــا أو كليّا‪ ،‬ولكن الســؤال هل‬ ‫وتاريخيا واجتماعيــا واتصاليا‪...‬‬ ‫املبارشة بــل وبعقلية إعــادة بث‬ ‫كما أن عقــاب اتحاد الفالحني بناء‬
‫يف املحصلة النهائيــة بغض النظر‬ ‫يعاد التاريخ ولو جزئيا فتتشــابه‬ ‫والســؤال هنا كيف ستعلم "بودن"‬ ‫الروح يف البوليس السيايس وهو ما‬ ‫عــى موقفــه يف ‪ 1955‬بينما تم يف‬
‫عن أسبقية أي فعل عىل آخر‪ ،‬بل قد‬ ‫نهايتها مع نهاية نويرة السياسية‬ ‫بإقالتها لو تمت طبعا خاصة وأنه‬ ‫تبني يف ملفــات تم التعاطي بها مع‬ ‫ديســمرب ‪ 1977‬توخي سياســات‬
‫تتطوّر املواقف مستقبال نحو اعتبار‬ ‫أم تتشــابه مع نهاية مزايل‪ ،‬أم أن‬ ‫تم الحديث يف كثــر من الصفحات‬ ‫كثريين من القضاة والسياســيني‬ ‫اســتهداف املنظمة الشــغيلة بل‬
‫أن أي ميض هو خيار غري ديمقراطي‬ ‫هناك نهاية أخرى مختلفة؟‬ ‫والشــبكات عن نية استقالتها كما‬ ‫حســب قراءات املعارضني خاصة‬ ‫وخرج عاشور من الديوان السيايس‬
‫كما أنه يف الداخل ســيعترب تغييب‬ ‫تم الحديث عن إقالتها والتي يظهر‬ ‫وأن زعيم "جبهة الخالص" قد حذر‬ ‫احتجاجا واصطفافا مع الشــعب‬
‫للغــة اإلجماع الوطنــي أوال وثانيا‬ ‫سياقات أخرى لمستقبل "بودن"‬ ‫أنها أرجأت لوقت الحق أكثر تناسقا‬ ‫يف أكثر من مناســبة من سيناريو‬ ‫ومع الشغالني‪ ،‬وها هي اليوم تتكرر‬
‫تغييب مصالح البالد االسرتاتيجية‬ ‫والحكومة الحالية‬ ‫مــع التطوّرات املرتقبــة يف تونس‬ ‫اســتهداف األحزاب ومقراتها عرب‬ ‫نفس السياسات بل تم البحث فعليا‬
‫وخاصة يف ظل عزلة شــبه كاملة‬ ‫رسا أن نقــول أن‬ ‫أوال‪ ،‬ليــس ّ‬ ‫خالل األسابيع واألشهر القادمة؟‪...‬‬ ‫وجود نية لحلها مستقبال ويف املدى‬ ‫يف استنســاخ سياســات منتصف‬
‫دوليا وإقليميــا خاصة وأنه أصبح‬ ‫الفاعــل اإلقليمي والدويل وبشــأن‬ ‫رابعا‪ ،‬العالقة مع "اتحاد الشغل"‬ ‫املنظور‪ ،‬كما حذر البعض اآلخر من‬ ‫الثمانينات أي خلق الرشفاء يف اتحاد‬
‫هناك إحساس مواطني ويف ح ّد أدنى‬ ‫امللف التونيس يســلم بحقيقة أنه‬ ‫تبدو غــر واضحة األفــق وإن ت ّم‬ ‫نقل منطــق االنقالب لكل املنظمات‬ ‫الفالحني ويف اتحاد الشــغل وما لم‬
‫نخبوي أنه تم كرس أبجديات تسيري‬ ‫رغم ضغوطه الكبــرة واملتواصلة‬ ‫فعليا حرق بعض مراكب تواصل بني‬ ‫والهيئات وهــو أمر تــم فعليا يف‬ ‫يعلن أكثــر مما كشــف تقريبا يف‬
‫الدولة التونســية بغض النظر عن‬ ‫كمجتمع دويل‪ّ ،‬إل أن الحسم النهائي‬ ‫ســاحة "محمد عيل" و"قرطاج"‪،‬‬ ‫"اتحاد الفالحني" ويراد نقله حسب‬ ‫محاولة لقلب الطاولة عىل الطبوبي‬
‫كارثية الفعل الســيايس بني أكتوبر‬ ‫مرتوك حتى ترتيــب امللف الليبي يف‬ ‫إال أن تنفيذ اإلرضاب العام يوم ‪16‬‬ ‫البعض للمنظمة الشغيلة كما أعلن‬ ‫ورفاقه وتكرار ســيناريو بن عياد‬
‫‪ 2019‬و‪ 24‬جويلية ‪ ،2021‬ويف حد‬ ‫حــدّه األدنى ومن ثــم النزول بكل‬ ‫جوان الجاري والحكــم القضائي‬ ‫"بودرباله" نفســه انه سينفذه ويف‬ ‫مع الزار يف اتحــاد الفالحني وكأنه‬
‫أدنى ال يُمكن القبــول إال بخارطة‬ ‫قوّة يف حسم التعاطي مع الفاعلني‬ ‫حــول مؤتمر "االتحــاد" وطبيعة‬ ‫الحــال يف عمــادة املحامني حيث‬ ‫استدعاء فعيل لســيناريو االنقالب‬
‫طريقة توافقية تُؤدي إىل انتخابات‬ ‫السياسيني ومع مســتقبل املشهد‬ ‫االحتقــان الحاصــل يف قطاعات‬ ‫أكد أنه ســيؤجل انتخابات هياكل‬ ‫عىل املولهي (صاحب كتاب "الوطن‬
‫ترشيعية سابقة ألوانها ولكن ليست‬ ‫وترتيبــه نهائيا ووفقــا ملعطيات‬ ‫عدة وطبيعة لقــاءات "الطبوبي"‬ ‫املحاماة حتى ديسمرب املقبل وهي‬ ‫والصمود")‪ ،‬وها هي "بودن" تعيش‬
‫بما هو موجــود يف خارطة الرئيس‬ ‫الواقــع الســيايس واالجتماعــي‬ ‫ومواقفه وخاصة خــال خطابته‬ ‫املربمجة لنهاية جوان الحايل)‪...‬‬ ‫وترقب نفس لحظات العقدين يف أقل‬
‫"سعيّد" نفسه (تحديدا بتفاصيلها‬ ‫التونيس‪ ،‬ولكن الخــاف هنا أيضا‬ ‫األخرية وصعوبة تنازل "ســعيد"‬ ‫ثالثــا‪ ،‬قبل وفاته بســنتني قال‬ ‫من سنة وهو ما يعني أنها قد تكون‬
‫الحالية)‪.‬‬ ‫هو هل فعال قد حسمت الرتتيبات يف‬ ‫لالتحــاد‪ ،‬تجعل ســيناريو نهاية‬ ‫املرحوم "محمد مــزايل" عىل منرب‬ ‫"نويرة‪ "2‬أو "مزايل‪..."2‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫تونس‬
‫الحكومة تتجه لالقتراض من البنوك بالعملة الصعبة‪..‬‬

‫تحذيرات من انهيار المنظومة البنكية‬


‫برمتها واستنفاذ العملة الصعبة‬
‫الرأي العام – صابري�ن‬
‫وهو االتجاه األرجــح‪ ،‬قد تضطر‬
‫الحكومة إىل تأجيل تســديد مبالغ‬ ‫دعا االتحــاد العــام التونيس‬
‫مهمة لدى البنوك التونســية عند‬ ‫للشغل يف بيان له إىل إرضاب عام يف‬
‫حلول آجالهــا القصرية وقد يؤدي‬ ‫قطاع الخدمات العامة والرشكات‬
‫هــذا التوجه إىل انهيــار املنظومة‬ ‫الحكومية مطالبا بضمانات لعدم‬
‫البنكية برمتها ال قدر الله‪.‬‬ ‫خصخصــة املؤسســات العامة‪،‬‬
‫ويف السياق ذاته شــدّد محدثنا‬ ‫مشــرا إىل رفض الحكومة إصالح‬
‫عىل أن املطلوب اليوم هو استعادة‬ ‫الرشكات العامة وزيادة األجور‪.‬‬
‫االتصاالت مع صندوق النقد الدويل‪،‬‬ ‫واعتــر أســتاذ االقتصــاد يف‬
‫وبطبيعة الحال هذا لن يحدث إال إذا‬ ‫الجامعــة التونســية يف ترصيح‬
‫استجاب الجانب التونيس إىل رشوط‬ ‫لـ"الــرأي العــام" إن إعــان‬
‫صندوق النقد لتوســيع التشارك‬ ‫اإلرضاب العــام من طرف االتحاد‬
‫وبالتايل الحــل الوحيد املتبقي لدينا‬ ‫العام التونيس للشــغل هو أقىص‬
‫إلخراجنــا من عنــق الزجاجة هو‬ ‫أنواع االحتجاج والنضال يف ســلم‬
‫تغيري الخطــاب الســيايس نحو‬ ‫النضــاالت عىل مســتوى اتحاد‬
‫خطاب هادئ للتجميع ال التقسيم‬ ‫الشغل‪ ،‬ومعناه أن أبواب الحوار قد‬
‫واالنطالق فــورا نحو حوار وطني‬ ‫كيل لإلنتاج‪ ،‬كما أننا نالحظ العجز‬ ‫قصد االقرتاض بالعملة الصعبة‪.‬‬ ‫صندوق النقد الــدويل قد ضاعت‪،‬‬ ‫أغلقت تماما يف وجهه وهو الالعب‬
‫ال يقيص أحدا ينبثــق منه برنامج‬ ‫التجــاري الذي يتوســع بصورة‬ ‫وح ّذر رضا الشــكندايل من هذا‬ ‫كما بني هــذا التقرير أن هذا األمر‬ ‫الرئيــي يف اللعبــة االقتصادية‬
‫انقاذ اقتصادي يجمّ ع كل املنظمات‬ ‫كبرية مع الــراع األكراني الذي‬ ‫التوجّ ه األخري الذي اعتربه األخطر‬ ‫لديه تداعيات عىل مســتوى تآكل‬ ‫وبدونــه ال يمكــن لإلصالحــات‬
‫االجتماعية وكل األحزاب السياسية‬ ‫لديه تداعيات عىل مستوى فاتورة‬ ‫عىل اإلطالق كما بينه تقرير فيتش‬ ‫العملة الصعبــة يف مدخرات البنك‬ ‫االقتصادية أن تمر‪.‬‬
‫والقوى الوطنية ليكون برنامج كل‬ ‫التوريد وبالتايل سيؤدي إىل اشكاالت‬ ‫ألنه يؤدي اىل تــآكل رصيد العملة‬ ‫املركزي‪.‬‬ ‫كما أشــار إىل أن تقرير فيتش‬
‫التونسيني‪ ،‬هذا هو الطريق الوحيد‬ ‫عىل مستوى قيمة الدينار التونيس‬ ‫الصعبة يف البنــك املركزي‪ ،‬عندها‬ ‫وقد زاد املوقف من لجنة البندقية‬ ‫رايتينغ ر ّكز عىل هــذه النقطة يف‬
‫الذي يمكن أن يقنع صندوق النقد‬ ‫يعني ارتفاع معدالت التضخم املايل‬ ‫الخطر قد يكون كبري ســنة ‪2023‬‬ ‫األمر سوءا ليتأ ّكد أن حظوظ تونس‬ ‫تقريــره األخري عندمــا تيقن أن‬
‫الــدويل للعــودة للمفاوضات ألنه‬ ‫يف األشــهر القادم (نسب التضخم‬ ‫بما أن تونس لديهــا التزامات عىل‬ ‫يف الحصول عــى تمويالت أجنبية‬ ‫الحــوار الوطني لن يشــارك فيه‬
‫الخيار الوحيد بالنسبة إىل تونس‪.‬‬ ‫املايل منذ أوت ‪ 2021‬أي منذ انطالق‬ ‫مستوى ســداد الديون‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لســد الثغرات الكبــرة يف ميزانية‬ ‫االتحاد العام التونيس للشغل وهو‬
‫فالرجاء مــن رئيس الجمهورية‬ ‫الفرتة االســتثنائية هي تقريبا يف‬ ‫إىل أنه لــن يتبقى لنا مــن العملة‬ ‫الدولــة والتي تقــدّر بالنصف قد‬ ‫يتضمــن جملة االصالحات التي ال‬
‫وكل من يدفع به نحو هذا املســار‬ ‫نسق تصاعدي بدون توقف)‪.‬‬ ‫الصعبة ما يلزمنا لتوريد الحاجات‬ ‫تبخــرت تماما وهو ما ســيؤ ّكده‬ ‫ّ‬ ‫يمكن أن تمر بدون مشاركته ألنه‬
‫املجهول أن يتنازل قليال عن شهواته‬ ‫كما أكد الشــكندايل عىل أنه إن‬ ‫األساســية من أدويــة وأغذية وال‬ ‫املرســوم األخري الصــادر يف الرائد‬ ‫رشط من رشوط صنــدوق النقد‬
‫السياسية حتى تسري القافلة إىل بر‬ ‫واصلنا يف هذا االتجاه واســتبدال‬ ‫نتحدث عن الطاقة ومواد التجهيز‬ ‫الرســمي للجمهورية التونســية‬ ‫الدويل‪ّ ،‬‬
‫ليبي بالتــايل أن الفرصة‬
‫األمان‪.‬‬ ‫التداين الخارجي بالتداين الداخيل‪،‬‬ ‫واملواد األولية والــذي يعني ّ‬
‫توقف‬ ‫توجّ ه الحكومة للبنوك التونســية‬ ‫األخرية لتونس لبدء املفاوضات مع‬

‫احتفاال بعيد ميالدها العشرين‪..‬‬


‫"فيكس ٱندقو" ُتهدي تخفيضات بـ ‪% 20‬‬
‫على جميع منتجاتها لمدة ‪ 20‬يوما‬
‫‪ -‬الفحص الوقائي "‪ 59‬نقطة‬ ‫وأرسع الخدمات التي تقرتحها‬ ‫احتفاال بعيدها العرشين‪ ،‬أطلقت‬
‫كشف "‪( ،‬مجاني مع كل صيانة)‪.‬‬ ‫شبكة مراكز السيارات "فيكس ٱند‬ ‫رشكة "فيكس ٱند ڨو"‪ ،‬العالمة‬
‫‪ -‬فحص األمان "‪ 97‬نقطة‬ ‫ڨو" املتوفرة يف ‪ 5‬مواقع اسرتاتيجية‬ ‫الرائدة يف مجال صيانة السيارات‪،‬‬
‫كشف"‪.‬‬ ‫بتونس الكربى وهي‪ :‬جبل الجلود‬ ‫عرضا استثنائيا تمتع من خالله‬
‫‪ -‬فحص معمق " ‪ 116‬نقطة‬ ‫وبومهل وسكرة والكرم واملنيهلة‪.‬‬ ‫حرفائها بتخفيض قدره ‪% 20‬‬
‫كشف "‪.‬‬ ‫فرصة ذهبية لالستفادة من جميع‬ ‫عىل منتجاتها‪ ،‬ويمتد عىل ‪ 20‬يوما‬
‫لضمان توفري خدمات غاية يف الجودة‬ ‫لشبكة من مراكز الصيانة الرسيعة‬ ‫تنتمي رشكة "فيكس ٱند ڨو" إىل‬ ‫خدمات الصيانة الرسيعة للسيارات‬ ‫لتعطي بذلك الرقم ‪ 20‬بعدا احتفاليا‬
‫والرسعة والفاعلية والشفافية‪.‬‬ ‫للسيارات‪ ،‬مما أهلها ألن تكون رائدة‬ ‫مجمع ‪ ،JOMAA‬املوزع الرسمي‬ ‫فضال عن ضمان يمتد إىل حدود ‪36‬‬ ‫مميزا لهذا العام‪.‬‬
‫يف مجال صيانة السيارات مع التط ّلع‬ ‫لعجالت ‪Pirelli, Michelin, Lassa,‬‬ ‫شهرا عىل قطع الغيار واليد العاملة‪.‬‬ ‫هذا التخفيض يشمل جميع‬
‫كما أن رشكة "فيكس ٱند ڨو" هي‬ ‫لنمو إضايف عىل الصعيد الوطني‬ ‫‪ ،)…Kleber Tigar (etc‬وكذلك زيوت‬ ‫ويف الوقت الذي يناسبك ليكون‬ ‫منتجاتها ملدة ‪ 20‬يوما تنطلق من ‪23‬‬
‫أول شبكة ملراكز صيانة السيارات‬ ‫والعاملي‪.‬‬ ‫‪Castrol, Areca et Synmar‬‬ ‫أقرب من مكان تواجُ دك‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ماي إىل غاية ‪ 11‬جوان ‪.2022‬‬
‫يف تونس املتحصلة عىل شهادة‬ ‫وتحرص رشكة "فيكس ٱند ڨو"‬ ‫جاء الشعار "يجيك وين إنت"‪.‬‬
‫‪ ISO9001‬يف نسخة ‪ 2015‬ملواصفات‬ ‫بانتظام عىل التزويد بأحدث التقنيات‬ ‫ماذا يعني بلوغ العشرين سنة!‬ ‫أيضا تقديم‬‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يتم ً‬ ‫‪ % 20‬من التخفيضات؟‬
‫الجودة الكاملة‪.‬‬ ‫والتجهيزات‪ ،‬باإلضافة إىل االعتماد‬ ‫تأسست رشكة "فيكس ٱند ڨو"‬ ‫ثالثة أنواع من الفحوصات ا ُملتوفرة‬ ‫فرصة مالئمة للتمتع بأسعار ال‬
‫عىل فنيني مؤهلني تأهيال عاليا‬ ‫سنة ‪ 2002‬وهي تفخر بتطويرها‬ ‫للسيارات‪:‬‬ ‫تقبل املنافسة بمختلف املنتجات‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬

‫‪259‬‬
‫‪12‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬

‫اقتصاد‬

‫الرأي العام –‬
‫صابرين اخلشناوي‬

‫بالرغم أن تونس أو‬


‫ُ‬
‫مثلما كانت تسمى‬
‫قديما «مطمور روما»‬
‫تعد بلدا منتجا للحبوب‬
‫إال أن إنتاجها أصبح‬
‫متذبذبا فهي تعاني‬
‫عجزا كبيرا‪ ،‬ما فتئ يزيد‬
‫بمعدل ‪ %50‬مقارنة‬
‫بالطلب المحلي‪ ،‬مما‬
‫جعلها تلتجئ إلى‬
‫ضمان أغلب حاجياتها‬
‫السنوية باعتماد‬
‫التوريد مما يزيد من‬
‫تبعية تونس‪،‬‬ ‫معدل ّ‬
‫فيما يتعلق بالحبوب‬
‫الموردة‪ ،‬والتي‬
‫صابة هذه السنة من القمح قد تكفينا لمدة ‪ 5‬أشهر فقط‬ ‫تقدرها منظمة األغذية‬
‫والزراعة (فاو) في‬
‫حدود ‪ 63.3‬في المئة‪.‬‬

‫وزارة الفالحة تأخذ دور المتفرج‬


‫وبالرغم من أن‬
‫الحكومة أعلنت في‬

‫ال رؤية وال حلول!‬


‫بداية شهر أفريل‬
‫عن برنامج يستهدف‬
‫تحقيق االكتفاء‬
‫الذاتي من القمح‬
‫الموسم‬
‫ّ‬ ‫ابتداء من‬
‫المقبل بعدما قلصت‬
‫حرب أوكرانيا فرص‬
‫استدامة اإلمدادات من‬
‫لكن السؤال املطروح هل استعدت‬ ‫دون زيــادة‪ ،‬ألن هــذه الحبــوب‬ ‫برئيســة الحكومة‪ ،‬أكدت أن هناك‬ ‫املنتخب من يمني الوســط عىل أن‬
‫األسواق الخارجية‪ ،‬إال‬
‫وزارة الفالحة لهذا املوسم؟ لألسف‬ ‫(الشعري والقمح) معدة لالستهالك‬ ‫موضوع طــارئ وهــام البد من‬ ‫«السكان يف تونس ليس لهم طعام‪،‬‬
‫أنه ووفق البعض بقي‬
‫لم أرى أي نشــاط لوزارة الفالحة‬ ‫اإلنســاني وليــس االســتهالك‬ ‫االستعداد ملعالجته وأكدت أننا عىل‬ ‫يف بلد غــر قادر عــى دفع ثمن‬
‫هذا البرنامج حبر على‬
‫منذ يــوم ‪ 16‬أفريل ولــم نرى أي‬ ‫الحيواني‪ ،‬وبالتايل يجب أخذ الحذر‪.‬‬ ‫أبواب موسم الحصاد‪ ،‬حيث هناك‬ ‫بضائع سفينتي شحن بسيطتني»‪.‬‬
‫الورق‪.‬‬
‫بادرة تؤكد أن وزارة الفالحة لديها‬ ‫وأشار عضو نقابة الفالحني إىل‬ ‫مشاكل تنتظر هذا املوسم‪ ،‬مشاكل‬ ‫وكان نارت دعا األطراف املعنية‬
‫برنامج إلصالح قطــاع الحبوب‪،‬‬ ‫أنهم حــذروا يوم ‪ 16‬أفريل لكن ما‬ ‫قديمة وجديــدة‪ ،‬القديمة تتمثل‬ ‫باألزمة التونســية‪ ،‬للمشــاركة‬
‫صحيح أن هناك ترصيحات من هنا‬ ‫راعهم أنه مع نهاية الشــهر بدأت‬ ‫يف الحرائق والتــي يمكن أن تكون‬ ‫يف حــوار وطني شــامل بشــكل‬ ‫وتم يف الفرتة األخرية تداول خرب‬
‫وهناك لوزيــر الفالحة يقول فيها‬ ‫الحرائق‪ ،‬مضيفا أنهم كانوا سباقني‬ ‫طبيعية بحكم الحــرارة‪ ،‬أو تكون‬ ‫فعــي ّ ملعالجة الوضع الســيايس‬ ‫رشاء االتحاد األوروبي لشــحنتي‬
‫أنهم ســيحققون االكتفاء الذاتي‪،‬‬ ‫يف إعالم رئيسة الحكومة باملخاوف‪،‬‬ ‫بفعــل فاعل‪ ،‬أما املشــكل الثاني‬ ‫واالقتصــادي املتأزم عــى نحو‬ ‫قمح موجهتني إىل تونس بســبب‬
‫وكأن تحقيــق االكتفاء الذاتي يم ّر‬ ‫صحيح أنهــا طمأنتنا أنه ال خوف‬ ‫فيتمثل يف أن األشــقاء الجزائريني‬ ‫عاجــل‪ ،‬مؤكدا عــى أن الرشعية‬ ‫عجزها املــايل عىل ضــوء األزمة‬
‫عرب األحالم أو عــر الترصيحات‬ ‫عىل غذاء التونســيني وأنه لديهم‬ ‫يقومون بـ»تخضــر» املحاصيل‬ ‫متساوية بني رئيس البالد والربملان‬ ‫االقتصادية التي تعيشــها‪ ،‬فيما‬
‫الرنانة‪.‬‬ ‫برنامج لرشاء الكميــات الكافية‬ ‫(رشاء الصابــة عــى رؤوس‬ ‫املنتخب‪.‬‬ ‫لزمت السلطات الرسمية الصمت‪.‬‬
‫والوافرة مــن القمح والشــعري‬ ‫أشجارها) خاصة القمح والشعري‪،‬‬ ‫كمــا رصّ ح نائب نارت بالربملان‬ ‫حيث قــال النائب اإلســباني‬
‫صابة تونس من الحبوب ستكفينا لمدة‬ ‫للتغذية اإلنســانية‪ ،‬لكن لألسف‬ ‫بأســعار مغرية أكثر من األسعار‬ ‫األوروبي بالقول إن «هذه مساعدة‬ ‫خافيري نــارت‪ ،‬الــذي زار تونس‬
‫‪ 5‬أشهر فقط‬ ‫الواقع لم يتغــر منذ أكثر من ‪10‬‬ ‫التي قدمتها الدولــة لقبول رشاء‬ ‫إنســانية طارئة بقيمة ‪ 20‬مليون‬ ‫ضمــن وفد يف الفرتة من ‪ 10‬إىل ‪14‬‬
‫يف نفس الســياق قال الزياني‪،‬‬ ‫سنوات فنحن نستورد يف حدود ‪65‬‬ ‫القمح‪ ،‬وبالنسبة للمشكل الثالث‪،‬‬ ‫يورو لرشاء القمح‪ ،‬رشوط الرصف‬ ‫أفريل‪ ،‬إن االتحــاد األوروبي قام‬
‫نحن يف تونس نســتورد يف حدود‬ ‫يف املائة من حاجياتنا من الحبوب‪،‬‬ ‫هو أن عديد رشكات األعالف تقوم‬ ‫لم يتــم االتفاق عليهــا بعد‪ ،‬لكن‬ ‫بالدفع نقدا لرشاء شــحنتي قمح‬
‫‪ 65‬يف املائة يعنــي أن الصابة التي‬ ‫وهذا األمر ال يتغري يف ليلة وضحاها‬ ‫هي أيضا بتخضــر الصابة‪ ،‬نظرا‬ ‫رئيســة الحكومة التونسية نجالء‬ ‫موجهتني إىل تونس‪.‬‬
‫انطلقــت (صابة فوق املتوســط‬ ‫وال يتغــر بالخطابــات الرنانة‬ ‫للحرب األوكرانية الروســية وغالء‬ ‫بودن انتقدت املساعدات اإلنسانية‬ ‫وع ّلــل نــارت‪ ،‬خــال مداخلة‬
‫وليست قياســية كما يقال) وإذا‬ ‫بل يتغري بالعمل وباســراتيجية‬ ‫املواد العلفية‪ ،‬وهذا كتعويض لجزء‬ ‫قائلــة إنهــا تدفع فقــط لرشاء‬ ‫بالربملان األوروبي‪ ،‬أن االتحاد اتخذ‬
‫لم يقع التالعب بها من املمكن أن‬ ‫واضحة‪ ،‬كذلك رئيســة الحكومة‬ ‫من األعالف بالقمح والشعري مثال‪.‬‬ ‫شحنة»‪.‬‬ ‫هذا القرار ألنه «لم يكن هناك قمح‬
‫تكفينا ملدة ‪ 5‬أشهر فقط‪ ،‬نحن يف‬ ‫قالت أنه لديهم اســراتيجية لدفع‬ ‫وبالتايل نحن كنقابة تونســية‬ ‫يف تونس وال أمــوال للدفع»‪ ،‬قائال‬
‫املقابل دائما يف حاجة إىل االسترياد‬ ‫ولتطوير وإلنتاج الحبوب يف تونس‬ ‫للفالحني اقرتحنا أن يكون الجيش‬ ‫نقابة الفالحين تنبه من عديد المشاكل‬ ‫إن الرئيس التونيس قيس ســعيّد‬
‫ويف حاجة أكثر لرسم اسرتاتيجية‬ ‫للموســم القادم (يبدأ يف سبتمرب‬ ‫يف املوعد ويخرج للطرقات الريفية‬ ‫يف هذا السياق قال فوزي الزياني‬ ‫«متوحد ومستنري‪ ،‬إنه مثل فرانكو‪،‬‬
‫للنهوض بقطاع الحبوب يف تونس‪،‬‬ ‫وأكتوبر) ومن املفروض أن يكون‬ ‫ملنع رشاء القمح بطريقة عشوائية‬ ‫إن النقابــة التونســية للفالحني‬ ‫سيحول تونس إىل ليبيا جديدة»‪.‬‬
‫واالسرتاتيجية تبدأ منذ أفريل ماي‬ ‫االســتعداد بداية من شهر ماي‪،‬‬ ‫وكل شخص يأخذ الكمية الالزمة‬ ‫يوم ‪ 16‬أفريــل ‪ 2022‬عند لقائها‬ ‫وخــال مداخلته‪ ،‬شــدّد املمثل‬
‫‪13‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫اقتصاد‬
‫تونس لدينا حــوايل ‪ 470‬ألف هكتار من‬
‫األرايض السقوية ال بد من تخصيص عىل‬
‫األقل ‪ 100‬ألف هكتار يعد يف املســتقبل‬
‫للحبــوب والزراعات العلفيــة لنتمكن‬
‫من الرتفيــع يف االنتاج خاصة وأن انتاج‬
‫األرايض السقوية يصل أحيانا إىل عرشة‬
‫أضعاف انتاج األرايض البعلية املطرية‪.‬‬
‫واعترب أنــه من خالل هــذه النقاط‬
‫بإمكاننا تحســن انتاجنــا وانتاجيتنا‬
‫باإلضافــة إىل االبتعاد عــن تبعيتنا إىل‬
‫الخارج واملســاهمة يف تحقيق سيادتنا‬
‫الوطنية‪ ،‬وهــذا ليس باألمــر الصعب‬
‫وباإلمــكان الوصول إىل هــذا الهدف يف‬
‫غضون ســنتني أو ثالث سنوات وبالتايل‬
‫من الــروري معاضدة الفالح واقناعه‬

‫◄‬ ‫◄‬
‫بــرورة زراعــة أرضه الســقوية‪،‬‬
‫سليم بسباس‪:‬‬ ‫فوزي الزياني‪:‬‬
‫باإلضافــة إىل تخصيــص الدعم (الدعم‬
‫اإليجابي) خاصة وأن هذا األمر من شأنه‬

‫إل جي تونس‬ ‫ابعادنا عن االسترياد بالعملة الصعبة‪،‬‬ ‫وضع المؤسسات‬ ‫نحن في تونس‬
‫لألسف وزارة الفالحة بعيدة كل البعد‬ ‫العمومية وعلى رأسها‬ ‫نستورد في حدود‬

‫تبحث عن أقدم‬
‫عن هذه األمور خاصة وأن االســتعداد‬ ‫‪ 65%‬يعني أن الصابة‬
‫ديوان الحبوب وقدرته‬
‫ملوســم الزراعات يبدأ مــن أفريل وماي‬ ‫التي انطلقت صابة‬
‫على التوريد وعلى‬
‫وجوان ونحن لم نرى أي استعداد‪.‬‬
‫مكيف هواء!‬
‫فوق المتوسط‬
‫الوفاء بديونه في‬
‫وليست قياسية‬
‫وضعية حرجة لديوان الحبوب‬ ‫كل يوم تصبح أصعب‬
‫كما يقال وإذا لم‬
‫لديكم مكيف هواء قديم يزيد عمره عن‬ ‫من جانبه أوضــح الخبري االقتصادي‬ ‫فحتى البنوك العمومية‬
‫‪ 10‬سنوات وتتساءل عما إذا كان سينجو من‬ ‫سليم بسباس يف ترصيح لـ «الرأي العام»‬ ‫يقع التالعب بها من‬
‫ترفض إقراضه حتى‬
‫موجة الحر هذا العام‪ .‬ال تخافوا !‪ LG‬تستبدله‬ ‫أن من ســيقوم بتســديد هذا الشحنة‬ ‫الممكن أن تكفينا‬
‫بضمان الدولة‬
‫بمكيف هواء جديد يف بداية الصيف‪ ،‬الذي يعلن‬ ‫هو ديوان الحبوب كمؤسســة عمومية‬ ‫لمدة ‪ 5‬أشهر فقط‬
‫عن موسم شديد الحرارة بشكل خاص‪ ،‬ال يشء‬ ‫مستقلة لديها الصالحيات لتوريد القمح‪،‬‬
‫يضاهي مكيّف الهواء عايل الجودة الذي يجعل‬ ‫وكلنا نعرف الوضعية املالية الحرجة التي‬
‫منزلك ممتعً ا ويمنحك لحظات من السعادة‪.‬‬ ‫يعيشــها الديوان عىل مستوى السيولة‬ ‫بمخزون اسرتاتيجي من األسمدة مثل األمونيرت الذي نعاني فيه من نقص‬
‫لذلك فكرت فيك‪ LG‬من خالل إطالق حملة‬ ‫وعىل مستوى قدرته عىل الوفاء بديونه‪،‬‬ ‫حاد بالرغم من أنه مادة أساسية جدا يف زراعة الحبوب‪.‬‬
‫إشهارية مميزة ستسمح لك بالفوز بمكيف‬ ‫خاصة وأنه مع الرتقيم السيادي التونيس‬ ‫وأضاف أنه كان لدينا يف السنوات السابقة الكميات الالزمة من األمونيرت‬
‫هواء جديد وخاصة من الجيل األحدث‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫ومع نســبة الخطورة أصبــح املزودون‬ ‫ولو كان املصنع الكيميائي يف قابس يشتغل بالطريقة العادية لكان اإلنتاج‬
‫إذا كان عمر مكيف الهواء الخاص بك أكثر‬ ‫يشرتطون الدفع املسبق يف بعض األحيان‬ ‫أوفر‪ ،‬السؤال املطروح هل بدأنا يف االستعداد للموسم القادم للتحسني من‬
‫من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وال يزال يعمل وأجزائه دون‬ ‫خاصة فيما يخص توريد شحنات القمح‬ ‫املردودية ومن اإلنتاج (بدل من أن ننتج يف حدود ‪ 35‬يف املائة من حاجياتنا‪،‬‬
‫تغيري‪ .‬يمكنك تجربة حظك من خالل املشاركة‪،‬‬ ‫وهي مادة أصبحت نادرة يف العالم‪.‬‬ ‫ننتج حوايل ‪ 50‬أو ‪ 60‬يف املائة كخطوة أوىل من خالل سياسة مرحلية لنصل‬
‫يف الفرتة املمتدة من ‪ 1‬جوان إىل ‪ 30‬جوان‪ ،‬يف‬ ‫كما اعترب أنه ليس أمرا جديدا أن تظل‬ ‫بعد ‪ 6‬سنوات إىل حدود ‪ 80‬يف املائة وبهذا يمكننا أن نقول أن الدولة تحرتم‬
‫املنافسة عىل أقدم مكيف هواء عميل من إل‬ ‫السفن راســية يف املوانئ أليام ويف بعض‬ ‫نفسها ولديها ما يسمى باالكتفاء)‪ ،‬لكن لألسف نحن لم نرى أي ترصيح‬
‫جي يف جميع أنحاء الجمهورية التونسية‪.‬‬ ‫األحيان ألسابيع وهي تنتظر الدفع‪ ،‬لكن‬ ‫واضح يبني سياسة الدولة بالنســبة للنهوض بقطاع الحبوب ابتداء من‬
‫إىل حد اآلن الحكومــة يف أخر وقت تجد‬ ‫املوسم القادم‪ ،‬ألن املواسم يُستعد لها‪.‬‬
‫شروط المشاركة‬ ‫الحلول للدفع خاصة وأنها مادة حيوية‬ ‫بالتايل نحن اآلن يف حاجة إىل مخزون اسرتاتيجي من البذور ومن األسمدة‬
‫إذا كنت مال ًكا ملكيف هواء من إل جي ال يقل‬ ‫ّ‬
‫تمس املواطن يف قوته‪.‬‬ ‫الكاملة وكل مســتلزمات االنتاج‪ ،‬أيضا من الرضوري الحث والتوعية عىل‬
‫عمره عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬فقم بالتقاط صورة‬ ‫وقال سليم بســباس‪ ،‬بالفعل كل ما‬ ‫أهمية اعتماد البذور املحلية (الفــاح يف فرتة حصاد) وبالتايل عىل وزارة‬
‫مللصق املنتج مع جميع املعلومات (الوحدة‬ ‫زادت الصعوبــة وكل ما زادت الخطورة‬ ‫الفالحة التدخل إلقناعهم برضورة تخزين البعض من هذه البذور للموسم‬
‫الداخلية أو الخارجية)‬ ‫إال واقرتبنــا من العزل الحقيقي‪ ،‬فوضع‬ ‫القادم لكي ال يقع اســتهالك كل الكمية لألكل ونلتجــأ مجددا للتوريد‪،‬‬
‫إرسال الصورة إىل رقم ‪ WhatsApp‬التايل‬ ‫املؤسسات العمومية وعىل رأسها ديوان‬ ‫خاصة وأن بذورنــا املحلية فيها العديد من املزايــا (االعتماد عىل البذور‬
‫(‪ ،)98100543‬عىل صفحة‪Facebook‬‬ ‫الحبوب وقدرته عىل التوريد وعىل الوفاء‬ ‫املحلية يقلص كلفة االســترياد‪ ،‬ثم هذه البذور املحلية تتأقلم مع مناخنا‬
‫‪(https://www.facebook.com/LGTuni-‬‬ ‫بديونــه يف كل يوم تصبح أصعب‪ ،‬فحتى‬ ‫وتقاوم األمراض كما أنه لديها مردودية ولها قيمة عالية من الربوتينات)‪.‬‬
‫‪ )sie‬أو عىل املوقع (‪https://www.lg.com/‬‬ ‫البنوك العموميــة ترفض إقراضه حتى‬ ‫وأضاف فوزي الزياني أنه مثلما الدولة رفعت يف ســعر قبول الشــعري‬
‫‪ - )tn‬وبالتايل‪ ،‬إذا كان مكيف الهواء الخاص‬ ‫بضمان الدولة‪ ،‬خاصة وأنها اســتنفذت‬ ‫والقمح‪ ،‬دعوناها إىل الرتفيع يف ســعر البقوليات ألنها منتوجات تساعد‬
‫بك هو األقدم‪ ،‬فستقوم ‪ LG‬باستبداله بأحدث‬ ‫تقريبا كل إمكانيات النفاذ سواء لألموال‬ ‫عىل التداول الزراعي وتســاهم يف انتاجية أوفر للحبوب‪ ،‬وهذا ما لم نراه‪،‬‬
‫طراز يف السوق‪.‬‬ ‫الداخلية أو العملة الصعبة لتسديد هذه‬ ‫كما طالبنا بيشء فريد من نوعه وهو إحداث قسم يف ديوان الحبوب يعنى‬
‫يف نهاية هذه املسابقة‪ ،‬سيفوز أصحاب‬ ‫الشحنات من القمح التي سعرها العاملي‬ ‫بقبول البقوليات ويمكن أن يكون مكانه ماطر ألنها ســوق كبرية لبيع‬
‫أقدم أجهزة التكييف الثالثة بمكيفات إل جي‬ ‫زاد باإلضافة إىل سعر الدوالر الذي ارافع‬ ‫ورشاء مختلــف البقوليات‪ ،‬بهذه الطريقة الفالح يشــعر بأنه من يزرع‬
‫جديدة‪.‬‬ ‫مما جعل األسعار تخرج عما تم ضبطه‬ ‫البقوليات ولديه أهمية وبالتايل هذا يساعد عىل التداول الزراعي‪.‬‬
‫سيحصل الفائز األول عىل مكيف هوءاء�‪Art‬‬ ‫يف ميزانيــة الدولــة وهذه املؤسســات‬ ‫كما دعا الزياني إىل رضورة التوعية والتحســيس واملتابعة ومســاندة‬
‫‪ ، Cool‬بينما سيحصل الفائز الثاني والثالث‬ ‫العمومية‪.‬‬ ‫الفالحني ملزيد توعيتهم برضورة اعتماد زراعة الحبوب خاصة وأن بالدنا‬
‫عىل جهاز ‪.DualCool‬‬ ‫صحيح أن الحصاد القريب ســيعطي‬ ‫يف حاجة لها ولديها عالقة بسيادتنا الوطنية‪ ،‬من خالل الدعم اللوجيستي‬
‫الرشوط‪ :‬ملعرفة املزيد عن مكيفات آل جي‬ ‫نوع من األوكسيجني لكن ربما هذه آخر‬ ‫واملعنوي واإلرشاد املفقود يف تونس‪.‬‬
‫فقط قم بزيارة صفحة الفيسبوك للحصول‬ ‫شــحنة قبل الحصاد‪ ،‬لكن آمل أن تكون‬
‫عىل كافة التفاصيل والرشوط واملعايري‪.‬‬ ‫هناك حلول يف األيام القادمة‪.‬‬ ‫ضرورة اعتماد األراضي السقوية لزراعة الحبوب والزراعات العلفية‬
‫حظا جيد لجميع املشاركني !‬ ‫نقطة أخرى أشار إليها محدثنا‪ ،‬هي أنه لنتمكن من التطوير يف زراعات‬
‫الحبوب ال بد من تغيري السياسة واعتماد قسط من األرايض السقوية ففي‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬

‫‪258‬‬
‫‪14‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬

‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫ثقافة‬
‫أنطولوجيا الشعر الفلسطيني الراهن‪..‬‬
‫كيف ينظر الشعراء الجدد إلى قضية فلسطين؟‬
‫منذ زمن النكبة وطوال‬
‫الباقة الشــعرية لكي نعيد عربها‬ ‫والدويل"‪ ،‬مضيفا "يف هذه الظروف‬ ‫عقود طويلة كانت‬
‫لفت النظر إىل فلسطني"‪.‬‬ ‫العســرة التي يعيشــها الشعب‬
‫القضية الفلسطينية‬
‫وأضاف أنــه من خالل متابعته‬ ‫الفلســطيني كان ‪-‬بالنســبة يل‬
‫عنوانا رئيسيا للشعر‬
‫عىل وســائل التواصل االجتماعي‬ ‫كمثقف وشاعر‪ -‬أضعف اإليمان‬
‫الفلسطيني وبوصلة‬
‫واملجالت اإللكرتونية شــعر "بأن‬ ‫أن أقوم بهذا العمل"‪.‬‬
‫هناك أشــياء جديــدة تحصل يف‬ ‫واألنطولوجيا جمعها باإلضافة‬ ‫للقصائد التي تروي قصة‬
‫الشــعرية الفلســطينية‪ ،‬وهي‬ ‫إىل اللعبــي الكاتــب والشــاعر‬ ‫الوطن السليب وتتغنى‬
‫تحوالت عىل مســتوى القضايا‪،‬‬ ‫واإلعالمي املغربي ياســن عدنان‬ ‫بحلم الحرية من االحتالل‬
‫تخفف من الشــعار وابتعاد عن‬ ‫وتقع يف ‪ 234‬صفحة صادرة عن‬ ‫والحنين إلى البالد‪.‬‬
‫القضايا الكربى"‪.‬‬ ‫دار نرش املتوســط كما ترجمها‬
‫وقــال "ربما أنــاس يكتبون‬ ‫اللعبي إىل الفرنسية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يرى شعراء مغاربة‬
‫هشاشــتهم بدون عقدة نقص‪،‬‬ ‫وعــرب أن الجيــل الجديد من‬
‫ال يحســون بالفخر يف انتمائهم‬ ‫وتضم ‪ 13‬صوتا شعريا نسائيا‬ ‫الشــعراء الفلســطينيني أصبح‬
‫العربي حتى عالقتهم بفلسطني‪،‬‬ ‫و‪ 13‬رجاليــا‪ ،‬وتعمــد اللعبــي‬ ‫يركــز عــى مأســاته اليومية‬
‫لم يعد (موجودا) ذلك الفلسطيني‬ ‫"أن تكــون األصوات النســائية‬ ‫أكثــر من تركيزه عــى القضية‬
‫الــذي يتغزل بفلســطني‪ ،‬هناك‬ ‫والرجالية متساوية"‪.‬‬ ‫الفلسطينية بسبب ما يشعر به‬
‫تحــوالت عميقة طالــت الكائن‬ ‫وقال "هذا عمــل جبار قام به‬ ‫من إحباطات متوالية‪.‬‬
‫والذات الفلسطينية وتمظهرت يف‬ ‫ياسني عدنان ألنه رجل إعالم‪ ..‬لم‬ ‫يقول الشاعر واملرتجم والكاتب‬
‫القصيدة"‪.‬‬ ‫نكتف فقط بالشعراء الذين نرشوا‬ ‫املغربي الفرنكفوني عبد اللطيف‬
‫وأضاف أن االختيارات الشعرية‬ ‫يف كتــب‪ ،‬بل ذهب ياســن أبعد‬ ‫اللعبي ‪-‬الذي أصــدر حديثا مع‬
‫يف األنطولوجيا حاولت أن تعكس‬ ‫من ذلك إىل مــا ينرش يف اإلنرتنت‪،‬‬ ‫الشــاعر والروائــي واإلعالمي‬
‫هذه التحوالت"‪.‬‬ ‫فأجيال جديدة تنرش عىل اإلنرتنت‬ ‫املغربي ياســن عدنــان كتاب‬
‫وأوضح عدنــان لرويرتز "نحن‬ ‫أكثر مما تنرش يف الكتب"‪.‬‬ ‫"أنطولوجيا الشعر الفلسطيني‬
‫بعيــدون عــن صــوت محمود‬ ‫الراهن"‪ -‬إن ما يميز هذا الشعر‬
‫درويــش الذي يقول "ســجل أنا‬
‫ّ‬
‫تحدي اإلحباط والهشاشة‬ ‫"هــو أن صوت الشــاعر أصبح‬
‫عربــي"‪ ،‬ويفتخــر باالنتماء إىل‬ ‫ومن جهته قال عدنان لرويرتز‬ ‫يركز عىل مأساته كإنسان وليس‬
‫األمة العربية‪ ،‬ال نحس بهذا الفخر‬ ‫"عىل املســتوى العربي أحسسنا‬ ‫كشخص أو مجموعة أو قضية"‪.‬‬
‫يف هذه القصائد‪ ..‬أحيانا تشــعر‬ ‫كما لو أن فلسطني تختنق صوتا‬ ‫وأضاف ‪ -‬يف مقابلة مع وكالة‬
‫الذي كان… يشبه السالح والقتال‪،‬‬ ‫قصوى"‪.‬‬ ‫بأن فلسطينيتهم ورطة وجودية‬ ‫وقضية وحضورا‪ ،‬قد تكون هناك‬ ‫رويرتز ‪" -‬كان مــن الرضوري‬
‫أصبح الشــعر يرتبــط بالحالة‬ ‫وقال الشــاعر الفلســطيني‬ ‫يعانونها ويشتبكون معها بقلق"‪.‬‬ ‫مبادرات سياســية ال ننظر إليها‬ ‫إصدار هذه األنطولوجيا‪ ،‬فالقارئ‬
‫الفلســطينية اإلنسانية بالقضية‬ ‫خالد ســليمان النارصي لرويرتز‬ ‫وقــال "لــم يعــد الشــاعر‬ ‫بعني الرضا‪ ،‬لكن نحن كشــعراء‪،‬‬ ‫العربي يعرف أكثر شعراء الجيل‬
‫اإلنسانية أكثر"‪.‬‬ ‫بعــد الندوة "هــذه األنطولوجيا‬ ‫الفلســطيني الجديد رومانســيا‬ ‫بعيدون عن السياســة‪ ،‬فكل ما‬ ‫القديم مــن شــعراء املقاومة‪،‬‬
‫وأضــاف "االنتفاضة متوقفة‬ ‫انتبهت ليشء مهم‪ ،‬وهو أن الشعر‬ ‫كالسابق‪ ،‬لم يعد تبشرييا‪ ..‬بلغ به‬ ‫نملك هو الشــعر‪ ،‬لذلك اشتغلنا‪،‬‬ ‫كمحمــود درويــش‪ ،‬ومعــن‬
‫مع األسف‪ ،‬ســاح الشاعر اآلن‬ ‫الفلســطيني ما عاد هو الشعر‬ ‫اإلحباط درجة قادته إىل هشاشة‬ ‫عبد اللطيف اللعبي وأنا‪ ،‬عىل هذه‬ ‫بسيسو‪ ،‬وتوفيق زياد"‪.‬‬
‫هو كلمته‪ ..‬اكتشــفنا مع الزمن‬
‫أن االشــتغال عىل الفن واإلبداع‬ ‫ساعد الشــعر الفلسطيني يف الحفاظ عىل الذاكرة‬ ‫خريطة الغياب‬ ‫تقهقر الشعر‬
‫الحقيقي بعيدا عن األيديولوجيات‬ ‫الجمعية لشــعب أرضه محتلة ويتعرض لحملة‬ ‫وصــدرت قبــل عامــن أنطولوجيا شــعرية‬ ‫وتابــع "اآلن هنــاك شــعراء‬
‫واألصــوات العاليــة هــو أكثر‬ ‫ممنهجة للســطو عىل ثقافته‪ ،‬وفق‪ ‬تقرير‪ ‬سابق‬ ‫فلســطينية أخرى بعنــوان "خريطــة الغياب"‬ ‫فلســطينيون يف مختلف أصقاع‬
‫جدوى"‪.‬‬ ‫للجزيرة نت‪.‬‬ ‫لألكاديمي والناقد الفلســطيني عاطف الشاعر‪،‬‬ ‫العالم‪ ،‬آيسلندا‪ ،‬الســويد‪ ،..‬هذا‬
‫وقال عدنــان إن األنطولوجيا‬ ‫وخالل تقديم هذه األنطولوجيــة التي تحاكي‬ ‫ويرصد فيها تطور إحســاس الشــاعر والكاتب‬ ‫الشعر أصبح يتطرق إىل معيشته‬
‫ابتعــدت عــن الشــعراء الكبار‬ ‫التغريبة الفلســطينية من بوابة الشــعر‪ ،‬يف كلية‬ ‫الفلسطيني بنكبته‪ ،‬وتحوالت التعبريات الشعرية‪،‬‬ ‫الخاصــة‪ ،‬كيــف يعيــش هذا‬
‫وركزت عىل مســتقبل الشــعر‬ ‫الدراسات الرشقية واألفريقية (ساوس) بجامعة‬ ‫وتنوع وابتداع قوالب جديــدة خصوصا مع امليل‬ ‫التقهقر الــذي حصل يف االهتمام‬
‫الفلســطيني "توجهنا إىل أصوات‬ ‫لندن‪ ،‬أكد املؤلف عاطف الشاعر أن النكبة تم التعبري‬ ‫املتزايد للشعر الحر‪ ،‬يف رحلة عرب أكثر من ‪ 5‬قرون‬ ‫بالقضية الفلســطينية‪ ،‬والخطر‬
‫جديدة وواعدة‪ ،‬فيهم أناس ليس‬ ‫عنها يف أشــعار األدباء الفلسطينيني عن طريق ما‬ ‫من اإلنتاج األدبي والشعري الفلسطيني‪.‬‬ ‫هو أن الحقوق الوطنية للشــعب‬
‫لهم أي ديوان‪ ،‬ومع ذلك اخرتناهم‬ ‫عاشوه يف حياتهم اليومية "فلم تكن هذه القصائد‬ ‫وينطلق الكتاب من تجميع أهم أعمال الشعراء‬ ‫الفلسطيني قد تهضم"‪.‬‬
‫ولكن العربة بالنصوص واالحتكام‬ ‫عبارة عن خطاب سيايس"‪ ،‬بقدر ما حاولت أنسنة‬ ‫الفلســطينيني‪ ،‬مــن محمود درويش‪ ،‬وغســان‬ ‫وأشــار اللعبي ‪ -‬الحاصل عىل‬
‫إليها"‪.‬‬ ‫القضية الفلسطينية ونقل تفاصيلها واألحاسيس‬ ‫كنفاني‪ ،‬وسمرية عزام‪ ،‬وجربا إبراهيم جربا‪ ،‬وصوال‬ ‫جائزة جونكور الفرنسية يف عام‬
‫التي يشعر بها الفلسطيني يف صحوه وحتى نومه‬ ‫للجيل الحديث‪ ،‬ليظهر أن كل هؤالء ح ّركتهم النكبة‬ ‫‪ – 2009‬إىل أن "هــذا األمر فرض‬
‫وهو املهدد بالقصف أو اقتحام بيته يف أي لحظة‪.‬‬ ‫وكانت بوصلتهم‪ ،‬للتعبري عمــا تركه ذلك الحدث‬ ‫علينا (ياســن عدنــان وأنا) أن‬
‫يف الذات الفلســطينية‪ ،‬وكيف قلــب حياة الفرد‬ ‫نقوم بهــذه األنطولوجيا‪ ،‬هناك‬
‫املصدر‪ :‬الجزيرة ‪ +‬رويرتز‬ ‫الفلسطيني رأسا عىل عقب‪ ،‬ويف الوقت نفسه كيف‬ ‫تغييب خطري جدا لقضية الشعب‬
‫الفلسطيني عىل املستوى العربي‬
‫‪15‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫ثقافة‬
‫النفس من االستسالم للمتسلط‬
‫ويرى فيــه نوعا من االنســان‬
‫الفائق الذي له حق شبه إالهي يف‬
‫السيادة والتمتع بكل االمتيازات‪،‬‬
‫ومن هنا تظهر حاالت االستزالم‬
‫للمســتب ّد املتســلط والتزلف له‬
‫والتق ّرب‪ .‬ويق ّر حجازي بالتواطئ‬ ‫د‪ .‬حممد التومي‬
‫الذاتي الذي يحدث بني اإلنســان‬
‫املقهــور ومــا يمارســه عليه‬
‫املتسلط من أشــكال القهر‪ ،‬وإن‬
‫أي رفض لهــذا الواقع يتخذ منه‬
‫املتسلط بابا للقمع واتهام الناس‬
‫ببرت النعمة ونكران الجميل الذي‬
‫أغدقه عليهــم ويل ّ نعمتهم وويل ّ‬
‫أمرهم والناطق باسمهم ‪...‬‬
‫وأقىص ما يســتطيع اإلنسان‬
‫املقهور فعله للخروج مما تردّى‬
‫فيه من استيالب وقهر أن يطلق‬
‫العنان للنــكات والتشــنيعات‬
‫والكسل يف أداء الواجب وتخريب‬
‫ّ‬
‫ولكن هذه‬ ‫األمــاك العموميــة‬
‫األعمال جميعــا تظ ّل خفية عىل‬
‫أعني املســتب ّد ويظل اإلنســان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املقهور يمارس خنوعه الظاهر يف‬
‫شكل ازدواجية ومراوغة الحاكم‬ ‫التخلف االجتماعي‪ :‬مدخل إلى سيكولوجية اإلنسان المهدور‬
‫وخداعــه وتضليلــه وهو ذات‬
‫األســلوب الذي يمارسه املستب ّد‬
‫أن‬‫تجاه الجماهــر املقهورة‪ ،‬إذ ّ‬ ‫كيف يكون االستبداد بوابة للخداعة والتضليل‬
‫خطابــه هو أبــدا خطاب كاذب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مضلل مخادع يستظل بالغايات‬ ‫االنسان المقهور‪ /‬المهدور هو إنسان خانع لسلطة المستبد‪ ،‬يهاب البوليس‪ ،‬ويتزلف ألعرافه في العمل طامعا في‬
‫ّ‬
‫النبيلــة والوعــود باإلصالحات‬ ‫العطاء والترقيات‪ ،‬وهي عالقات يجمعها التسلط العنفي من جهة والرضوخ السلبي من جهة أخرى‪ ،‬وبذلك يصبح‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والخطــط اإلنمائيــة واألخالق‬ ‫االنسان المهدور ال حق له وال مكانة إال ما شاء الطرف المتسلط أن يتكرم عليه‪ ،‬وديدن االنسان المقهور أن يرضخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والرقــي والتقــدّم واملســتقبل‬
‫ّ‬ ‫لهذه التبعية المفرطة وأن يقع في هذه الدونية كقدر مقدور‪ ،‬ومن هنا شيوع سلوك التزلف واالستزالم والمبالغة‬
‫األفضل ويعرف الناس أنها مجرد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫في تعظيم السيد اتقاء لشره أو طمعا في رضاه‪ ،‬أنه يعيش في عالم بال رحمة أو تكافئ‪ ،‬بين طرفين يسود بينهما‬
‫هراء ال طائل مــن ورائه وتظل‬ ‫ّ‬
‫عدم التوازن ويحكمهما التسلط والالديمقراطية‪ ،‬وتنتهي هذه العالقة إلى االستخفاف بإنسانية اإلنسان المقهور‬
‫هذه الجماهري املقهورة تمارس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واعتباره مجرد شيء‪ ،‬بدل العالقة االنسانية التي تعترف بالمساواة وحق اآلخرين في التعبير عن ذواتهم وقيمهم‬
‫ذات التضليــل والخــداع حينما‬
‫وحقهم في الوجود‪.‬‬
‫تدعي الوالء وتتظاهر بالتبعية‪.‬‬
‫وهكــذا يصبح الكــذب جزءا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المتسلط‪ :‬تضخم الذات والهوس‬
‫أساسيا من نســيج عالم القهر‬ ‫يظل بني عمليــة القهر املمنهج‬ ‫املظلمــة مــن تاريــخ املجتمع‬ ‫نموذج التســلط والخضوع عىل‬
‫بإذالل اآلخرين‬
‫واالســتبداد عىل مختلف الصعد‪،‬‬ ‫واالنتفاضة الشعبية العارمة ليل‬ ‫عرص االنحطــاط‪ ،‬وتكون قوى‬ ‫كل العالقات وعــى كل املواقف‬
‫وينتهي األمر باإلنســان املقهور‬ ‫طويل تجرت تلك الشعوب املقهورة‬ ‫التســلط الداخيل والخارجي يف‬ ‫من الحياة واآلخرين واألشــياء‪،‬‬ ‫يف مقابــل الــذات املهــدورة‬
‫إىل تعميم الخداع يف كل عالقاته‪:‬‬ ‫خالله مأساتها ومعاناتها‪ .‬ولع ّل‬ ‫أوج ســطوتها وحالة الرضوخ‬ ‫تتســم عالقة الرئيس بمرؤوسه‬ ‫ّ‬
‫تضخم ذاتية‬ ‫لإلنسان املقهور نجد‬
‫كذب يف الحب وكذب يف الصداقة‬ ‫أبرز مالمح التبخيس التي غرسها‬ ‫يف أشــ ّد درجاتها‪ .‬عملية انهيار‬ ‫بهذا النمط التس ّلطي الرضوخي‬ ‫املتسلط بشــكل مفرط وسعيه‬
‫وكذب يف ادعاء القيم واملثل العليا‬ ‫املتســلط يف الشــعوب املقهورة‬ ‫قيمة اإلنســان املقهور وطغيان‬ ‫ويطبع كامل العالقات املجتمعية‬ ‫الدؤوب الحتواء من هم دونه من‬
‫وكذب يف ادعاء الرجولة وكذب يف‬ ‫تتمثل يف عدوانيتــه وقهره ذاتيا‬ ‫أنوية املتسلط تأخذ أبرز أشكالها‬ ‫يف عالقــة تراتبيــة قائمة عىل‬ ‫ّ‬
‫تتضخم‬ ‫املقهورين‪ ،‬وبمقدار ما‬
‫املعرفة‪..‬‬ ‫عىل شكل مشــاعر إثم ودونيّة‬ ‫وضوحــا ورصاحــة‪ ،‬وتكــون‬ ‫املصلحة‪.‬‬ ‫ذات املتســ ّلط تفقد ذات التابع‬
‫إذ يزدري إنســان العالم املتخلف‬ ‫الجماهري يف حالة قصور واضح‬ ‫ّ‬
‫املحصلــة فإن اإلنســان‬ ‫ويف‬ ‫املقهــور أهميتهــا واعتبارها‪،‬‬
‫ذاته ويخجل منها ويو ّد لو ته ّرب‬ ‫يف درجــة التعبئة التي تجعلها يف‬ ‫املقهور يف العمل كما يف املدرسة‪،‬‬ ‫والواقع أن الســيد املســتب ّد ال‬
‫من مواجهتها كما ينقم عليها يف‬ ‫مصايف التهيئة للــر ّد واملقاومة‪،‬‬ ‫يف البيت كما يف الشــارع‪ ،‬يجابه‬ ‫ينظر إىل اآلخر املقهور كإنســان‬
‫الوقت نفسه وهنا يكيل النعوت‬ ‫وتحاول قوى التســلط أن تزرع‬ ‫باســتمرار بأشــكال متنوعــة‬ ‫فعيل‪ ،‬بــل إنه يفقــد التعاطف‬
‫الســيئة لنفســه متهما إياها‬ ‫بذور الخنــوع يف الناس من أجل‬ ‫من عالقــات التســلط والقهر‬ ‫معه واالحساس بمعاناته وآالمه‬
‫بالتقصري والتخاذل والجبن وقد‬ ‫تأبيــد حال القهــر والهدر مما‬ ‫تفقده الشــعور األسايس باألمن‬ ‫ومخاوفــه وحاجاته البيولوجية‬
‫يرى ما نزل به من قهر وهدر عدال‬ ‫يجعلها طبيعة ثابتة لتلك الشعوب‬ ‫والســيطرة عىل مصريه وتجعله‬ ‫والنفســية‪ ،‬بل إنه يزداد قسوة‬
‫إالهيا نزل به ألنه يستحق كل هذا‬ ‫ويمنعوا بذلك أي انتفاضة أو ثورة‬ ‫نهبا لالعتباط والقلق‪ .‬وكل إنسان‬ ‫كلما ازداد املقهور خنوعا إلرادته‪.‬‬
‫التبخيس من قبل املستبد املتسلط‬ ‫عىل مصالحهــم‪ ،‬ويتداول عرابوا‬ ‫راضــخ وتابع عىل أيّ مســتوى‬ ‫ّ‬
‫تتضخم أنا الســيد‬ ‫وبقدر ما‬
‫وتقوم بــن اإلنســان املقهور‬ ‫االســتبداد القول بأن الجماهري‬ ‫معي من سلم السيطرة والقهر‬ ‫ّ‬ ‫وينهــار الرباط اإلنســاني بينه‬
‫واملتسلط تعاقد ضمني يقوم عىل‬ ‫يف العالــم العربــي املتخلف هي‬ ‫يلعب دور املتســلط عىل من هم‬ ‫وبني اإلنســان املقهور‪ ،‬يصبح‬
‫االزدراء وتكثر يف املجتمع حاالت‬ ‫جماهــر خانعة مســتكينة ال‬ ‫أدنى منه مرتبة أو قوة‪ .‬وإن واقع‬ ‫األول أسري ذاته وينحدر الثاني إىل‬
‫امليــول إىل االنتحــار النابعة من‬ ‫تســتطيع أن تحكــم نفســها‬ ‫اإلنسان املتخ ّلف قابل ألن ينتظم‬ ‫أدنى س ّلم اإلنسانيّة ليصبح عنف‬
‫تفاقم مشــاعر اإلثم ومن تراكم‬ ‫بنفسها أو أن تســتغل ثرواتها‬ ‫يف أنماط ثالثة‪ :‬مرحلة الرضوخ‬ ‫عالقة التسلط مضافا ومتفاعال‬
‫العدوانية املرتدّة إىل الذات‪.‬‬ ‫وإمكاناتها الهائلة‪ ،‬ولذلك فال ب ّد‬ ‫ومرحلــة االضطهــاد ومرحلة‬ ‫مع قســوة الطبيعة واعتباطها‪.‬‬
‫وإن أبــرز مظاهــر التبخيس‬ ‫لها من حاكم متسلط وال ب ّد لها‬ ‫التم ّرد والثورة‪.‬‬ ‫هو القانون الــذي يحكم حياة‬
‫والعدوانيــة التي قــد يفرضها‬ ‫من مستغل حليف لهذا املتسلط‬ ‫مرحلــة القهــر والرضوخ‪:‬‬ ‫االنســان يف مختلف مستوياتها‬
‫املتســلط هي تلــك التي تصيب‬ ‫يثمّ ن الثروات املهــدورة‪ .‬ولكن‬ ‫ويشكل زمن االستكانة أو الفرتة‬ ‫وأوجهها وتفاصيلهــا‪ .‬ويعمم‬
‫رأي‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪16‬‬
‫يف سريتهِ صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ومع‬
‫فإن معنا ُه صحيــحٌ كما قال‬ ‫ذلــ َك َّ‬
‫الن ُّ َّقادُ‪ ،‬وقد ذك َر الله سبحانه وتعاىل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذلك يف القرآن الكريم ليستم َّر التَّنبي ُه‬
‫أي إىل يو ِم‬ ‫عىل خطأ وفســادِ هذا ال َّر ِ‬
‫أن األم َر باالختيار‪ ،‬قال‬ ‫القيامة‪ ،‬أي َّ‬
‫َ‬
‫تعاىل‪« :‬وقالوا لــوال نزل هذا القرآن‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫رجل مــن القريتــن عظيم»‬ ‫ٍ‬ ‫عىل‬
‫ُ‬
‫‪-‬ســورة الزخرف اآليــة عدد‪31-‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ائف‪،‬‬ ‫ط ِ‬ ‫ــة وال َّ‬ ‫والقريتــان هما م َّك َ‬ ‫ِ‬
‫جــان هما الولي ُد بــ ُن املغريةَ‬ ‫ِ‬ ‫وال َّر‬
‫ــيخ الثَّريُّ‬ ‫ُ‬ ‫املخزومي من م َّك َة َّ‬
‫الش‬
‫الفصيحُ ‪ ،‬والذي نــز َل فيه بعد ذل َك‬
‫قرآنًا يُتىل إىل يوم القيامة مُشــنِّعً ا‬
‫عليــهِ توجي َه قومهِ إىل اإلشــاعةِ‬
‫بأن محمــدا صىل الله‬ ‫ــاس َّ‬ ‫بني الن َّ ِ‬
‫َ‬
‫عليه وسلم ســاح ٌر ‪ ،‬بعد أن انبه َر‬
‫بالقرآن الكريم وقد استم َع إليه وهو‬
‫الفصيحُ ‪ ،‬بــل والعمد ُة يف الفصاحةِ‬
‫يف م َّك َة‪ ،‬قال تعــاىل‪« :‬إن َّ ُه ف َّك َر وقدَّر‬
‫ج‪12‬‬

‫فقتل كيف قدَّر» ‪-‬ســور ُة امل َّدثِّر‬ ‫‪ُ -‬‬


‫اآليتــان عــدد‪ 18-19-‬وحبيبُ ب ُن‬
‫ائف‬ ‫ط ِ‬ ‫ري الثَّقفي من ال َّ‬ ‫بن عُ م ٍ‬ ‫عمرو ِ‬
‫َّاس‪ ،‬وقد أسل َم‬ ‫عىل ما أورد ُه اب ُن عب ٍ‬
‫في ظالل‬ ‫إرشاقات‬
‫َّ‬
‫الصحابي‬ ‫اعر َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫الحقا‪ ،‬وهو وال ُد َّ‬ ‫ً‬
‫أبو ِمحجن‪.‬‬

‫تقلب ُه في َّ‬
‫الساجدين‬ ‫ُّ‬ ‫السيرة النبوية‬
‫ِ‬ ‫فريد ُّ‬
‫خدومة‬

‫َ‬
‫إنَّما هو اصطفــا ٌء إذن من عن ِد‬

‫سيرة النبي؟‬ ‫َ‬


‫كيف نرى‬
‫ري‪-‬لــ ُه ولبقيَّة‬ ‫اللــهِ يف األو َِّل واألخ ِ‬
‫األنبيا ِء واملرسلني‪ ،-‬ال يُدرك عىل ماذا‬
‫ْ‬
‫س الله‪ ،‬حتَّى كان‬ ‫ت َّم ابتدا ًء ألن َّ ُه من ِ ِّ‬
‫من ذل َك االصطفاء والتَّهيئة ال َّربَّانيَّةِ‬
‫يفة صىل الله‬ ‫ُ‬ ‫أن كانت نطفت ُه الشَّ‬
‫طاهر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رشيف‬ ‫عليه وسلم تنتق ُل من‬ ‫ُ ُّ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُّ ُ َّ‬
‫وجل يتيما ‪-‬النبي محمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وما كان اليتم عيبا وال نقيصة‪ ،‬ليرعاه ويحفظه ربه عز‬ ‫لقد جعله ربه عز‬
‫إىل آخــ َر حتَّى وصلــت إىل عب ِد اللهِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ولعل الحكمة في ذلك كي ال يكون ِنتاج ما هو‬ ‫وجل‪ ،‬قال تعالى‪« :‬ألم يجدك يتيما فأوى» ‪-‬سورة الضحى اآلية عدد‪-6‬‬
‫وآمنة‪ ،‬قال تعاىل يف هذه الخصيصةِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عنه في‬ ‫الحاضنة األوسع‪ ،‬وقد قال ربه‬ ‫القبيلة‬ ‫لرعاية‬ ‫لحنان األم‪ ،‬وال‬ ‫األب الحقا وال‬ ‫لتربية‬ ‫ورفعة منسوبا‬ ‫لق‬
‫عليه من َّ خ ٍ‬
‫أرباب‬ ‫ِ‬ ‫الكثريون من‬ ‫َ‬ ‫ا ّلتي لم ينتب ْه لها‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ِّ ِ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫خلق عظيم» ‪-‬سورة القلم اآلية عدد‪ -4‬ولن تكون تلك الرفعة الخلقية التي تميز بها إل من‬ ‫ٍ‬ ‫لعلى‬ ‫ك‬ ‫«وإن‬ ‫نزيل‪:‬‬ ‫الت‬ ‫محكم‬
‫يف‬ ‫البالغةِ‬ ‫يَّتها‬ ‫أهمِّ‬ ‫االختصاص رغم‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أكيد‬
‫شاطرهم بالت ِ‬ ‫أقرانه تربية وسلوكا‪َّ ،‬ولكنه سي‬ ‫ِ‬ ‫أفضل من‬ ‫للقبيلة فقد يكون‬
‫ِ‬ ‫للوالدين أو‬
‫ِ‬ ‫الله له‪ ،‬ولو تركت‬ ‫ِ‬ ‫رعاية‬
‫ِ‬ ‫تاج‬
‫ِن ِ‬
‫بي محمدا‬ ‫تف ُّرد اصطفا ِء اللــهِ للن َّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫سكها وعبادتها‬ ‫كاألخذ بالثأر‪ ،‬أو من ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫القبيلة‬
‫ً َِّ‬ ‫عادات‬
‫ً ِ‬ ‫وهو كثير ‪-‬العرف الخلقي‪ ،-‬أو ما هو من‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫نقيصة‬ ‫وال‬ ‫ا‬‫عيب‬ ‫يرونه‬ ‫ال‬
‫ما َّ‬
‫صىل الله عليه وســلم قــال تعاىل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫بالبيت عراة‪ ،‬وقد برئ صلى الله عليه وسلم من كل ذلك جملة واحدة حتى قبل األربعين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واف‬
‫كالط ِ‬
‫الســاجدين « ‪-‬ســور ُة‬ ‫«وتق َّلبك يف َّ‬
‫الشــعراء اآلية عــدد‪ 219-‬وهو ما‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫َّاس عىل ما ذك َر ذل َك‬ ‫ذهبَ إليه ابن عب ٍ‬ ‫ــعر يف بيئةٍ‬
‫الش ِ‬ ‫حُ ج َز بينــ ُه وبني ِّ‬ ‫وأجم ُل من َك لم تلد النِّسا ُء‬ ‫يســتفيق منهــا إلَّ وقد‬‫ُ‬ ‫العميق ال‬ ‫الر َّب ُّاني قبل التكليف‬
‫أهيل َّ‬ ‫الت‬
‫القرطبي يف الجامع ألحكام القرآن‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الشــع َر وتُعيل‬ ‫ِّس ِّ‬‫عربيَّةٍ ِصفةٍ تُقد ُ‬ ‫***‬ ‫ُ‬
‫طلعت الشــمس من الغدِ‪ ،‬وقد ك َّر َر‬‫َّ‬ ‫كليف‬ ‫ِ‬ ‫ــن التَّ‬ ‫‪-‬س ُّ‬ ‫قبل األربعــن ِ‬
‫ري يف تفسري ِه وغريهما‪ ،‬وهو‬ ‫واب ُن كث ٍ‬ ‫من مكانــةِ صاحبه‪ ،‬ومع ذل َك اتُّه َم‬ ‫لقت مربَّأ ً من ك ِّل ٍ‬
‫عيب‬ ‫خ َ‬ ‫ُ‬ ‫الفع َل أكث َر من مــ َّر ٍة فال يُم َّك ُن من‬ ‫من‬‫كان األم ُر عىل غايةٍ َ‬ ‫بال ِّرســالة‪َ -‬‬
‫ما يحس ُم أم َر ســامةِ أجداد ِه صىل‬ ‫وأن الذي أنز َل‬ ‫بأن َّ ُه شــاع ٌر كذَّابٌ ‪َّ ،‬‬ ‫لقت كما تشا ُء‬ ‫خ َ‬ ‫كأن َّ َك قد ُ‬ ‫رصف نفســ ُه‬ ‫َ‬ ‫العرس حتَّى‬
‫ِ‬ ‫حضور‬
‫ِ‬ ‫املؤهلةِ‬‫َّ‬ ‫الشخصيَّةِ‬ ‫ألن ك َّل َّ‬ ‫األهمِّ يَّةِ ‪َّ ،‬‬
‫الله عليه وسلم من الكفر‪ ،‬فمن كان‬ ‫عليهِ قــد تع َّلم ُه مــن فتًى رومي‪،‬‬ ‫يكون نِتاج ما يسعى‬ ‫َ‬ ‫وكذل َك كي ال‬ ‫عن تكــرار الفعل مــ َّرة أخرى‪ ،‬أو‬ ‫لل ِّرسالةِ قد اكتملت فيها‪ ،‬ومكانت ُه‬
‫اإليمــان برشيعةِ ودين‬ ‫ِ‬ ‫منهم عىل‬ ‫ري األوَّلني‪ ،‬ولن يص َل‬ ‫وأن َّ ُه من أساط ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّيــن الجديد مثا ًرا‬ ‫نرش للد ِ‬ ‫إليــهِ من ٍ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬تناولت‬ ‫ف عن ُه وهــو ال يدري‬ ‫ص َ‬‫ُ‬ ‫ارتفعت بــن أقرانهِ فيهــا‪ ،‬وفيها‬
‫سول ا ّلذي عارص ُه فبها‬ ‫بي أو ال َّر ِ‬ ‫الن َّ ِّ‬ ‫َّرس‪ ،‬وأخ ٍذ‬ ‫إليهــا طبعً ا إلَّ عربَ الــد ِ‬ ‫ُؤمــن من يؤم ُن بهِ طمعً ا‬ ‫َ‬ ‫طمع في‬ ‫لل َّ‬ ‫الحالل‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الفن بني‬ ‫َ‬
‫الحادثة يف كتابــي‬ ‫ادق األمني‪ ،‬ولم‬ ‫بالص ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ُعــرف‬ ‫أصبحَ ي‬
‫َ‬
‫ونعمــت‪ ،‬ومن كان غــرَ ذلك فهو‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬وهنا تجلت‬ ‫عن علما ِء ِ‬ ‫أو وجاهته‪ ،‬وقد كان صىل‬ ‫مالــهِ‬ ‫يف‬ ‫والحرام‪.-‬‬ ‫ينــزل عليهِ جربي ُل بعــ ُد ولم يُك َّلفْ‬
‫أهــل الفــر ِة أي االنقطاع عن‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫حكمت ُه ســبحان ُه وتعاىل‪ ،‬ومع عد ِم‬ ‫طوال‬ ‫الله عليه وسلم يقيض الليايل ال ِّ‬ ‫ــف ألصبحَ ما‬ ‫بال ِّرســالةِ ‪ ،‬ولو ك ِّل َ‬
‫ُ‬
‫ٌّ‬
‫الدَّعوات‪ ،‬وأهل الفرتة معفو عنهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِّغات وقد قيــ َل فيهِ ما‬ ‫تلك املســو ِ‬ ‫وال يُوق ُد املوق ُد ببيتهِ صلَّ الل ُه عليهِ‬ ‫حكمة الفقر‬ ‫ِتاج ال ِّرســالةِ ‪ ،‬والتزاماتِ‬ ‫عليهِ من ن ِ‬
‫قال تعاىل‪« :‬وما كنَّــا معذِّبني حتَّى‬ ‫كيــف وإن كان قارئًا وعا ًملا‬ ‫َ‬ ‫ذكرنا‪،‬‬ ‫َ‬
‫والوجاهة كذل َك‬ ‫وس َّلم‪ ،‬ولع َّل الغنى‬ ‫الفقر عىل ما‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحكمة مــن‬ ‫أمَّ ــا‬ ‫ِّين الجديــد‪ ،‬فحُ َّق ل ُه‬ ‫كليف بالد ِ‬ ‫ِ‬ ‫التَّ‬
‫نبعث رسوال» ‪-‬سور ُة اإلرسا ِء جز ٌء‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫وشاع ًرا ال يُشق له غبار‪.‬‬ ‫ن الفقرا ِء والعبيدِ‬ ‫يجعالن بين ُه وبــ َ‬
‫ِ‬ ‫للناس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أقربَ‬ ‫َ‬
‫ــا فلِيكون‬ ‫طبعً‬ ‫نعتق ُد‬ ‫ــا يف كل يشء‪ ،‬وقد‬ ‫ِّ‬ ‫رفيعً‬ ‫َ‬
‫أن يكــون‬
‫ُ‬
‫فاآلية‬ ‫من اآليةِ عدد‪ 15-‬وبخالفهما‬ ‫حاج ًزا يصعــبُ اخرتاقــه‪ ،‬وربَّما‬ ‫ً‬
‫ويعي جيِّدًا حاجاتهــم الحقا‪ ،‬وال‬ ‫ســابقا لعزمــهِ صىل الله‬ ‫ً‬ ‫تع َّرضنا‬
‫رشف ُّ‬
‫ُ‬
‫طاهر‬ ‫ٍ‬ ‫لب‬
‫ص ٍ‬ ‫تنقلهِ من ُ‬ ‫َ‬ ‫تحس ُم‬ ‫رعاية الله‬ ‫تُحرصُ الدَّعــو ُة يف دائر ٍة ضيِّقةٍ من‬ ‫عيبَ يف أن يكون غنيًّا‪ ،‬وقد كان غري ُه‬ ‫َ‬
‫عليه وسلم ملا كان يرعى الغنم عىل‬ ‫َّ‬
‫إىل آخــر‪ ،‬وال نرى الجد َل يف إســا ِم‬ ‫لقد قال صىل الله عليه وســلم يف‬ ‫وليس ذلك من‬ ‫َ‬ ‫الوُجها ِء واألغنيــا ِء‪،‬‬ ‫كسليمان وداوود‪،‬‬ ‫َ‬ ‫من األنبيا ِء كذل َك‬ ‫عرســا من تل َك األعراس‬ ‫ً‬ ‫أن يشاه َد‬
‫أبويهِ صىل الله عليه وسلم من عدمهِ‬ ‫ك ِّل ذل َك مجتمعً ا ناســبًا أم َر تربيتهِ‬ ‫ا‪.‬‬ ‫قطعً‬ ‫مُرادِ اللهِ سبحان ُه وتعاىل‬ ‫بي صىل الله عليه وسلم ذا‬ ‫ولكن الن َّ َّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫التي كانت تقام يف مكة‪ ،‬كغريه من‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫كلب‬ ‫ِ‬ ‫الجدل يف تســميةِ‬ ‫ِ‬ ‫قبيل‬
‫ِ‬ ‫إلَّ من‬ ‫ورعايته للهِ ‪« :‬أدَّبني ربِّي فأحســن‬ ‫خصوصيَّةٍ يف شــخصيَّتهِ ودعوته‪،‬‬ ‫نقيصة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أقرانــهِ وال عَ يبَ يف ذل َك وال‬
‫ِّ ُ‬
‫أصحاب الكهف‪ ،‬الجهل به ال يرضُّ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يعرف ل ُه‬ ‫َ‬
‫تيمية ال‬ ‫تأديبي» ‪-‬قال اب ُن‬ ‫األم َّية‬ ‫يكــون مُتميِّ ًزا عن‬ ‫َ‬ ‫حتَّمت عليهِ أن‬ ‫اســتخلف عن ُه من يرعى غنمهُ‬ ‫َ‬ ‫وقد‬
‫والعل ُم به ال ينفــع‪ ،‬ولو كان األم ُر‬ ‫ضعيف كما‬‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫فالحديث‬ ‫ٌ‬
‫ثابت‪-‬‬ ‫ســن ٌد‬ ‫أمَّ ا األمِّ ي َُّة كــي ال يُتَّه َم َّ‬
‫بأن هذا‬ ‫الجميع‪ ،‬لذا كان مُميَّ ًزا يف ك ِّل يش ٍء‪،‬‬ ‫حتَّى يعو َد إليها الحقا‪ ،‬وعن َد وصولهِ‬ ‫ً‬
‫كتاب الله‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫يعنينا لت َّم ذكر ُه يف‬ ‫هو معلومٌ‪ ،‬ونحــ ُن نعم ُل بالحديثِ‬ ‫القرآن املعج َز الــذي أنز َل عليهِ من‬ ‫َ‬ ‫حسا ُن ب ُن‬ ‫حتَّى قال عن ُه شــاعر ُه َّ‬ ‫قريب من ُه اتَّكأ‬ ‫ٍ‬ ‫مكان العرس‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫إىل‬
‫ري األحكام‪ ،‬واشتغالُنا‬ ‫الض ِ‬
‫عيف يف غ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِتاج إبداعهِ وتفوُّقه‪ ،‬وحسن ذوقِه‬ ‫ن ِ‬ ‫ثابت‪:‬‬ ‫العرس‬ ‫ُ‬ ‫قليل حتَّى يبدأ‬ ‫ً‬ ‫ليســريحَ‬
‫وللحديث َّ‬
‫بقية‬ ‫هنا خارج دائر ِة األحكام فهو قراءةٌ‬ ‫ل ُّلغةِ حتى أنه صىل الله عليه وسلم‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫وأحسن منك لم ت َر قط عيني‬ ‫ُ‬ ‫الحقــا‪ ،‬فتأخذ ُه غفو ٌة مــن النَّوم‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫‪17‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫إعالنات‬

‫الجمهـورية التـونسية‬
‫الشركة التعاونية األساسية للخدمات الفالحية‬ ‫وزارة الــداخـلـيــة‬
‫"الواحة" بالقطار‬ ‫بلدية جربة أجيم‬

‫إعالن‬ ‫إعالن عن صفقة بإجراءات مبسطة‬


‫عدد ‪2022 / 02‬‬
‫يترشف رئيــس مجلــس إدارة الرشكة‬
‫التعاونية االساســية للخدمــات الفالحية‬
‫الواحة بالقطار باستدعاء كافة املنخرطني‬ ‫يعلن رئيس بلدية جربة أجيم عن إجراء صفقة بإجراءات مبسطة‬
‫لحضور اشــغال الجلســة العامة الخارقة‬ ‫املرشوع‪ :‬إقتناء سيارات إدارية‬
‫للعادة املقرر عقدها يوم الســبت ‪ 25‬جوان‬
‫‪ 2022‬عىل الســاعة الحادية عرش صباحا‬
‫بقاعة إجتماعات دار الشباب بحي عرباط‬ ‫مكان سحب ملف املشاركة والحصول عىل مزيد من اإلرشادات‪ :‬عرب املوقع ‪www.tuneps.tn‬‬
‫للنظر يف جدول االعمال التايل‪:‬‬ ‫مكونات ملف املشــاركة‪ :‬ضمان وقتي قدره ألف دينار (‪ 1.000,000‬د) صالحا ملدة ‪ 120‬يوم بداية من اليوم‬
‫‪ -‬قبول منخرطني جــدد وتحيني قائمة‬ ‫املوايل ألخر أجل لقبول العروض وبقية الوثائق املفصلة بكراس الرشوط اإلدارية الخاصة‬
‫املنخرطني‪.‬‬ ‫مكان تسليم العروض‪ :‬املشاركة يف الصفقة تكون وجوبا عرب منظومة الرشاء العمومي عىل الخط " تونبس "‬
‫‪ -‬الرتفيع يف رأس مال الرشكة التعاونية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن املشاركة وتحميل كراس الرشوط مجانا عرب املوقع ‪www.tuneps.tn‬‬
‫مالحظـــة‬ ‫* التاريخ االقىص لقبول العروض‪ :‬يوم الجمعة ‪ 08‬جويلية ‪ 2022‬عىل الساعة العارشة صباحا‬
‫‪ -‬يعترب هذا اإلعالن اســتدعاء شخصيا‬ ‫* تاريخ ومكان الفتح للعروض‪ (:‬جلســة علنية) يوم الجمعة ‪ 08‬جويلية ‪ 2022‬عىل الســاعة الحادية عرش‬
‫لكافة املنخرطني‪.‬‬ ‫صباحا بمقر بلدية جربة أجيم‬

‫مدة االنجاز ‪ 90:‬يوما‬ ‫‪ -‬‬


‫كل عارض ملزما بعرضه ملدة تساوي مائة وعرشون (‪ )120‬يوما‬ ‫‪ -‬‬
‫مالحظة‪ :‬يقىص كل عرض ورد بعد اآلجال املنصوص عليها بإعالن طلب العروض وذلك باعتماد التاريخ األقىص‬
‫لقبول العروض‬

‫الشركة التعاونية األساسية للخدمات الفالحية‬


‫"الواحة" بالقطار‬

‫إعـالن‬ ‫الجمهورية التونسيــــة‬


‫وزارة الـــداخليـــــة‬
‫يترشف رئيــس مجلــس إدارة الرشكة‬ ‫واليـة القصريـن‬
‫التعاونية االساســية للخدمــات الفالحية‬ ‫بلدية تالة‬
‫الواحة بالقطار باستدعاء كافة املنخرطني‬
‫لحضور اشغال الجلسة العامة العادية لسنة‬
‫‪ 2021‬املقرر عقدها يوم الســبت ‪ 25‬جوان‬
‫‪ 2022‬عىل الســاعة التاسعة صباحا بقاعة‬ ‫إعـالن إستشــــارة‬
‫إجتماعات دار الشباب بحي عرباط بالقطار‬ ‫عــدد ‪2022 / 12‬‬
‫للنظر يف جدول االعمال التايل‪:‬‬ ‫إقتناء سيارة إدارية ‪ 05‬مقاعد‪ ،‬قوة ‪ 05‬خيول‬
‫‪ -‬تالوة التقريــر الألدبي لســنة ‪2021‬‬
‫وعرضه للمصادقة‪.‬‬
‫‪ -‬تالوة التقرير املايل لسنة ‪ 2021‬وعرضه‬ ‫يعتزم رئيس بلدية تالة إعالن عن إستشــارة القتناء ســيارة إدارية ‪ 05‬مقاعد ‪ ،‬قوة ‪ 05‬خيول بنزين لفائدة‬
‫للمصادقة‪.‬‬ ‫بلدية تالة بعنوان سنة ‪ 2021‬فعىل املزودين الراغبني يف املشاركة سحب ملفات طلب العروض من مصلحة املالية‬
‫‪ -‬النظر يف قبــول منخرطني جدد وتحيني‬ ‫ببلدية تالة خالل التوقيت اإلداري‪.‬‬
‫قائمة املنخرطني والرتفيع يف رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬مسائل مختلفة‪.‬‬ ‫إرسال العروض‪:‬‬
‫يتم وجوبا تقديم العروض حسب مقتضيات الفصل السادس (الفصل ‪ )06‬من كراس الرشوط اإلدارية الخاصة‪.‬‬
‫مالحظـــة‬ ‫حدد آخر أجل لقبول العروض يوم الخميس ‪ 23‬جوان ‪.2022‬‬
‫‪ -‬يمكن للمنخرطني اإلطالع عىل القائمات‬ ‫يبقى العارض ملزما بعرضه ملدة ‪ 60‬يوما بداية من اليوم املوايل آلخر أجل لقبول العروض‪.‬‬
‫املالية بمقر الرشكة التعاونية بداية من يوم‬ ‫يتم فتح العروض يوم الجمعة ‪ 24‬جوان ‪ 2022‬عىل الســاعة العارشة (‪ )10:00‬صباحا‪.‬‬
‫‪ 15‬جوان ‪.2022‬‬
‫‪ -‬يعترب هذا اإلعالن اســتدعاء شــخصيا‬ ‫مـــــالحظــة‪:‬‬
‫لكافة املنخرطني‪.‬‬ ‫‪ -‬يلغى كل عرض ال يلتزم برشوط هذا اإلعالن أو يرد بعد اآلجال القانونية‪.‬‬
‫رأي‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪18‬‬

‫«مسيرة األعالم» وخيبة األمل!‬


‫المفكر منير شفيق‬
‫ولهذا ســوف يفاجــأ إذا ما عاد إىل‬ ‫إن إجراء مسرية أعالم من جانب‬ ‫كان قد أطلقها قبل أيام‪ ،‬بالنســبة‬ ‫ملســرة األعالم‪ ،‬أضعفت كثريا ً من‬
‫تلك األجواء‪ .‬بل ســوف يدهش كم‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬وتهريبها تهريبا ً‬ ‫إىل مســرة األعالم‪ ،‬وهدفها اقتحام‬ ‫الهــدف الذي ابتغاهــا‪ .‬وهو إنقاذ‬
‫انفجرت ضجة كبيرة بعد‬
‫ارتبطت تلــك التهديدات‪ ،‬بموضوع‬ ‫ال يســتدعي الوصول بالرد عليها‬ ‫املســجد األقىص‪ ،‬واالعتــداء عىل‬ ‫ماء الوجه بعد الرتاجعات التي قام‬
‫مرور ‪ 29‬أيار‪ /‬ماي ‪2022‬‬
‫املسجد األقىص‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يتغي‬ ‫بالحرب‪ .‬وهو ما يمكــن أن‬ ‫مسجد الصخرة يف باحته‪.‬‬ ‫بها سواء فيما يتعلق باحتفاالته يف‬
‫ضد المقاومة‪ .‬وقد راحت‬
‫ومن ثم يجب أن يصحح ما حدث‬ ‫مســتقبالً‪ ،‬مع خطــوة أخرى يف‬ ‫هذا ما يجعل ما ساد من "خيبة‬ ‫أعياده هذا العام يف شــهر نيسان ‪/‬‬
‫تلوم المقاومة بسبب‬
‫من أجواء ما بعد يوم ‪ 29‬أيار‪ /‬ماي‬ ‫تغيــر موازين القــوى يف مصلحة‬ ‫أمل" حني لم تندلــع الحرب يف غري‬ ‫أفريل املنــرم‪ .‬أما األهم واألخطر‬ ‫ّ‬
‫عدم تنفيذ تهديدها بشن‬
‫العتيــد‪ .‬وذلك ليــس فقط إلحقاق‬ ‫املقاومة‪ ،‬قريبا ً إن شــاء الله‪ .‬أما يف‬ ‫مح ّلها‪ .‬وكانت بســبب اللبْس الذي‬ ‫من الناحية االسرتاتيجية‪ ،‬فتقاعسه‬
‫الحرب من قطاع غزة‪،‬‬
‫الحق ولإلنصاف‪ ،‬فحســب‪ ،‬وإنما‬ ‫‪ 29‬أيــار‪ /‬ماي هذا العــام‪ ،‬لو نفذ‬ ‫حــدث يف عدم الربط بني املســرة‬ ‫عن اقتحام مخيم جينني الذي أفشل‬ ‫ّ‬
‫أيضاً‪ ،‬لعودة قراءة موازين القوى‪،‬‬ ‫تهديد املساس بمسجد الصخرة‪ ،‬أو‬ ‫الصهيونية‪ ،‬وهدفها بانتهاك حرمة‬ ‫عدّة محــاوالت اقتحامية كان من‬ ‫وعدم التصدي لمسيرة ّ ً‬
‫الصهيونية‪ ،‬تصديا‬ ‫ً‬ ‫األعالم‬
‫ً‬
‫إذ يجــب أن يُلحــظ مــدى تراجع‬ ‫املســجد األقىص عموماً‪ ،‬كما لوّ ح‬ ‫املســجد األقىص‪ ،‬وتغيــر الواقع‬ ‫بينها االقتحام الذي استشــهدت يف‬ ‫ُ‬
‫رادعا‪ .‬فبدال من أن يقرأ‬
‫وضع العدو‪ .‬وكم أصبحنا يف موقع‬ ‫املســتوطنون الستحق الردّ‪ ،‬وصوال ً‬ ‫املكاني فيه‪ ،‬حني يستهدف مسجد‬ ‫أثنائه شريين أبو عاقلة‪.‬‬
‫ما جرى في ًذلك اليوم‬
‫الهجــوم‪ .‬ولكن املحســوب جيداً‪،‬‬ ‫إىل الحرب‪.‬‬ ‫الصخــرة بالهــدم‪ ،‬كمــا صدر يف‬ ‫شــن حرب‬‫ّ‬ ‫‪ ‬إن الرتاجــع عــن‬ ‫َ‬
‫تراجعا آخر ًمن ِقبل‬ ‫ً‬ ‫باعتباره‬
‫والذي يف مكانه‪ ،‬ويف يومه املناســب‬ ‫يخطئ مــن يظن أن األجواء التي‬ ‫التهديدات الصهيونية‪ .‬وهو ما كان‬ ‫شــاملة من جانب العدو ضد مخيم‬
‫العدو‪ ،‬وإنجازا مهما يضاف‬
‫"حفرا ً وتنزيالً" كما يقال‪.‬‬ ‫ســبقت يــوم ‪ ،29‬واســتدعت ما‬ ‫استدعى ردود فعل فصائل املقاومة‬ ‫جنني‪ ،‬كما فعل عــام ‪ ،2002‬يهيئ‬
‫إلى رصيد المقاومة‪،‬‬ ‫ً‬
‫وبكلمة‪ ،‬حدث َلبْس ما كان‪ ‬يجب‬ ‫صدر من خطابــات‪ ،‬أو ترصيحات‬ ‫بالدعوة للــرد الحاســم‪ .‬وهو ما‬ ‫لقواعد اشــتباك يف الضفة الغربية‪،‬‬
‫أوال نتيجة محدودية‬
‫أن يحدث‪ .‬ال قبل ‪ 29‬أيار‪ /‬ماي وال‬ ‫من بعض القيــادات‪ ،‬أو من الغرفة‬ ‫تجاوب معه السيد حسن نرص الله‪،‬‬ ‫ال يستطيع العدو ابتالعها‪ ،‬إال ّ كمن‬
‫المسيرة وضبطها لتمر‬
‫بعده‪ .‬هذا بالنســبة ملن هم يف عداد‬ ‫املشــركة‪ ،‬كانت موجهة ملســرة‬ ‫أمني عام حزب الله وقائد املقاومة‬ ‫يتج ّرع السم‪.‬‬
‫من هنا شــكل يــوم ‪ 29‬نرصا ً‬ ‫دون أن‬ ‫ُ‬ ‫بال استفزاز‪ ،‬ومن‬
‫الحريصني عــى املقاومة‪ ،‬أما الذين‬ ‫األعــام فقــط‪ ،‬ومن حيــث أتى‪،‬‬ ‫يف لبنان‪ ،‬حيث ربط بني املســرة‪،‬‬
‫علن‬ ‫تحقق هدفها الذي أ ِ‬
‫يصيدون يف املاء العكــر‪ ،‬ففالج ال‬ ‫ولم تكن مرتبطة بمــا حملته من‬ ‫واالعتداء عىل مسجد الصخرة‪ ،‬بما‬ ‫للشعب الفلســطيني‪ ،‬حني تراجع‬
‫عنه‪ ،‬ويقضي أن تقتحم‬
‫تعالج‪.‬‬ ‫اقتحام وإجراءات للمسجد األقىص‪.‬‬ ‫ال يرتك مجاال ً لتأويل‪.‬‬ ‫العدو عــن تنفيــذ تهديداته‪ ،‬التي‬
‫المسجد األقصى‪ ،‬وتنتهك‬
‫الصخرة‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫حرمة مسجدً‬
‫يرسي واقعا مكانيا في‬
‫اقتسام باحة المسجد‪.‬‬ ‫ً‬
‫وثانيا عدم إبراز ما‬
‫ووجهت به مسيرة األعالم‬
‫هذا العام‪ ،‬من مقاومة‬
‫ّ‬
‫شعبية واجهتها بالتحدي‬
‫األعالم‬ ‫المقابل‪ ،‬وبرفع‬‫ِ‬
‫َ َ‬
‫الفلسطينية التي لقفت‬
‫ما يأفكون‪ .‬وهي مواجهة‬
‫ّ‬
‫هذا التحدي ألول مرة‪،‬‬
‫عكس ما كان يحدث طوال‬
‫‪ 55‬سنة من مسيرة األعالم‬
‫الصهيونية كل عام‪.‬‬
‫أما الســبب الرئيس لهذا الخطأ‬
‫يف التعامــل مع ما حــدث يوم ‪29‬‬
‫املذكــور‪ ،‬فريجع إىل لبْــس مهم‪،‬‬
‫وهو عدم الربط بني املسرية‪ ،‬وهدم‬
‫مســجد الصخرة‪ .‬وهو اإلســقاط‬
‫املتعمد من قِ بَل البعض‪ ،‬وغري املتعمد‬
‫من قِ بَــل األكثرية‪ ،‬ألن ما صدر عن‬
‫املقاومة من تهديد بالحرب أو تهديد‬
‫بالتصعيد‪ ،‬وصوال ً إىل الحرب‪ ،‬كان قد‬
‫ربط هذا الرد بميضّ مسرية األعالم‬
‫إىل املسجد األقىص‪ ،‬وتنفيذ التهديد‪،‬‬
‫بانتهاك مســجد الصخــرة حتى‬
‫بالهدم‪.‬‬
‫وهنــا لــم يُلحــظ‪ ،‬أن القرار‬
‫الصهيوني تراجع عــن تنفيذ هذا‬
‫الهــدف الرئيس‪ ،‬ملســرة األعالم‪.‬‬
‫وتراجع أيضــا ً بحرصها يف أضيق‬
‫الحــدود التــي ال تصــل حتى إىل‬
‫استفزاز الفلســطينيني‪ .‬بل ووجه‬
‫أيضــا ً بمقاومة شــعبية مقا ِبلة‬
‫‪19‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫رأي‬
‫القرن فحسب‪ ،‬بل أدى أيضا ً إىل ارتفاع‬
‫عاملي يف أسعار الوقود والغذاء‪ .‬فيما‬
‫أشــار "الندر" إىل دخول "سريالنكا"‬
‫إىل دائــرة الــدول التــي تعاني من‬
‫األزمات‪ ،‬وقال املدير االممي أيضا "إن‬
‫وجودها يف التقرير يظهر أيضا ً اتساع‬
‫نطاق أزمة الغذاء لتشمل البلدان التي‬
‫كانت حتى اآلن موضع قلق أقل‪ ،‬وهذا‬
‫مؤرش حقيقي عىل مدى سوء الوضع‬
‫اآلن وكيف يمكــن أن يتفاقم إذا لم‬
‫نترصف يف الوقت املناسب"‪.‬‬
‫خامســا‪ ،‬ال يمكــن تغييــب أن‬
‫الصدمات املناخية تســاهم أيضا ً يف‬
‫زيادة انعدام األمــن الغذائي الحاد يف‬
‫دول مثل "بنــن" و"كابو فريدي"‬
‫و"غينيا" و"كينيــا" و"زيمبابوي"‬
‫جميعهــا مــن الوافديــن الجدد إىل‬
‫أحــدث قائمــة النقاط الســاخنة‪،‬‬
‫وانضمت إىل "أنغوال" و"موزمبيق"‬
‫و"مدغشــقر"‪ ،‬وقال نفــس املدير‬
‫األممي (أي "الندر")‪" ،‬نحن بحاجة‬ ‫في ظل تداعيات الحرب الروسية األوكرانية‬

‫الجوع ّ‬
‫يهدد ‪ 6‬دول‬
‫إىل معالجــة الرصاع ألننــا نعلم ّ‬
‫أن‬
‫الرصاع يــؤدي إىل الجــوع والجوع‬
‫يؤدي إىل الرصاع‪ ،"...‬وفعليا تتضمن‬
‫مناطق الجوع الساخنة توصيات لكل‬
‫بلد عىل جبهتني‪ :‬االستجابة للطوارئ‬

‫عربية وأفريقية‬
‫إلنقاذ األرواح واإلجراءات االستباقية‪،‬‬
‫وكالهما يتطلب طبعا دعم املانحني‪،‬‬
‫وأضــاف "الندر" أيضــا مؤكدا أن "‬
‫برنامــج األغذية العاملــي والجهات‬
‫الفاعلة اإلنسانية األخرى يحتاج إىل‬
‫تمويل مسبق‪ ،‬نحن بحاجة إىل موارد‬ ‫علي الالفي ‪ -‬محلل سياسي ومدير موقع «افريقيا‪»2050‬‬
‫ُ َ‬
‫لالستجابة بفعالية لحاالت الطوارئ‬ ‫العرب واألفارقة عطف وانعطاف مهم وغريب وغامض ومسكوت عنه ذلك أنه بني كعطف على تقاطع تاريخي‬
‫وتوقع األزمات ووضع تدابري ملساعدة‬ ‫وسياسي كما هو قائم فعليا على كثير من االنقطاعات بين الطرفين بناء على طبيعة أهداف السياسات العامة‬
‫املجتمعات عــى تجاوز تلك األزمات‪.‬‬ ‫واالستراتيجيات المنزلة منذ عقود من طرف قوى إقليمية ودولية‪ ،‬وهذه األخيرة هي سياسات قائمة على وعي‬
‫لقد أظهرنا مرارا ً وتكرارا ً أننا قادرون‬ ‫استراتيجي يرى في العالم العربي وافريقيا مركزا للكون ال من أجل الثروات فقط بل أيضا على تقدير أهمية الرأس‬
‫عىل القيام بذلك‪ ،‬لكــن االحتياجات‬ ‫المال البشري والقدرات الحضارية للعرب والمسلمين واألفارقة‪.‬‬
‫اآلن أكرب من أي وقت مىض"‪.‬‬
‫سادسا‪ ،‬الخالصة أن نص التقرير‬ ‫الغذائي الحــاد يف ‪ 81‬دولة مع وجود‬ ‫الصومال – لبنان – ســورية (وهي‬ ‫تلك الدول العربيــة واالفريقية وأي‬ ‫ومعلــوم أن افريقيــا وفقا لكل‬
‫وكل املعطيــات الفنيــة والتقنيــة‬ ‫تشــغييل لربنامج األغذيــة العاملي‪،‬‬ ‫دول عربية ومــن بينها ‪ 03‬افريقية‬ ‫سبل للتصدي لكوارث تهديد الجوع‬ ‫ُ‬ ‫القراءات والتقديرات االســراتيجية‬
‫املختصة تؤكد أن العــرب واألفارقة‬ ‫ويمكــن أن يرتفع هذا العدد إىل ‪323‬‬ ‫بي التقرير (وهو منشور‬ ‫أيضا)‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ُ‬
‫والذي سيَمس ماليني البرش وماهي‬ ‫هي قارة املســتقبل ذلك أنها تمتلك‬
‫وخاصة أولئك من هم يف دائرة الخطر‬ ‫مليون شخص يف عام ‪2022‬؛ بسبب‬ ‫عىل املوقع اإللكرتوني لألمم املتحدة)‪،‬‬ ‫اسرتاتيجيات العرب واألفارقة للحد‬ ‫ثروات هائلــة ونادرة كمــا تمتلك‬
‫املحدق وخاصة يف الظرف الراهن الذي‬ ‫آثار الحرب يف أوكرانيا وقال "الندر" –‬ ‫أن عدد األشــخاص الذيــن تعرضوا‬ ‫ّ‬ ‫من تلك املخاطر سواء القائمة حاليا‬ ‫الســواحل واملوانئ االســراتيجية‬
‫يتمدد فيه انعدام االمــن الغذائي يف‬ ‫أي نائب مدير الطواري سالف الذكر‪-‬‬ ‫لجوع شديد يف الصومال شهد زيادة‬ ‫أو األخرى املرتقبة واألشد خطرا؟‬ ‫ولكنها أيضا ولألســف الشديد هي‬
‫حاجة اىل بناء اسرتاتيجيات مرحلية‬ ‫أن "ليس هناك أي سبب عىل اإلطالق‬ ‫مــن ‪ 81‬ألفا ً إىل ‪ 231‬ألف شــخص‪،‬‬ ‫أوال‪ ،‬من حيث التفاصيل والحيثيات‬ ‫نفــس القــارة التي ينتــر فيها‬
‫للتعاطي مــع التداعيــات اليومية‬ ‫يجعل الناس يموتــون جوعاً‪ ،‬هناك‬ ‫كمــا أن نيجرييا هــي أيضا ً يف حالة‬ ‫يُع ِّرض انعــدام األمن الغذائي العاملي‬ ‫الفقر وبشــكل مخيف ومرعب وعىل‬
‫واملستمرة للحرب الروسية األوكرانية‬ ‫ما يكفي من الغذاء يف العالم إلطعام‬ ‫تأهب قصوى بســبب قيود الوصول‬ ‫املتصاعد ‪ 750‬ألف شخص‪ ،‬يف خمسة‬ ‫ســواحلها أيضــا يموت كل ســنة‬
‫وغريها من التداعيات عىل مستقبلهم‬ ‫الجميع‪ ،‬ولهذا السبب من الرضوري‬ ‫إىل املناطق التي تقع ضمن التصنيف‬ ‫بلدان‪ ،‬لخطر فوري يتمثل يف املجاعة‬ ‫عــرات اآلالف بحثــا منهــم عىل‬
‫ال القريب فقط بل وأيضا طويل املدى‬ ‫العمل اآلن ملنــع املجاعة‪ ،"...‬ويأتي‬ ‫الدويل الرابع أو مستوى "الطوارئ"‬ ‫أو املوت جوعا وفقا ً للمعايري العاملية‬ ‫حلــم العبور اىل عالــم يعتقدون أنه‬
‫ذلك ان األجيــال العربية واالفريقية‬ ‫ذلك وســط تحذيرات مــن برنامج‬ ‫من انعدام األمن الغذائي‪.‬‬ ‫لقياس األمن الغذائي‪ ،‬بحسب تقرير‬ ‫الجنة التي يحلمون بها‪ ،‬والثابت أن‬
‫القادمة قد تدفــع ثمن قرص النظر‬ ‫األغذيــة العاملي بأنــه توجد حاجة‬ ‫ثالثا‪ ،‬نائــب مدير الطــوارئ يف‬ ‫أممي جديد‪ ،‬ومن بــن أولئك يوجد‬ ‫النخب االفريقيــة وخاصة الحاكمة‬
‫وضيق األفق االســراتيجي وعقلية‬ ‫يف عــام ‪ 2022‬إىل "احتياجــات غري‬ ‫برنامج األغذية العاملي "بريان الندر"‬ ‫‪ 401‬ألف شخص يف منطقة "تيغراي"‬ ‫بنــاء عــى وظيفيتها لالســتعمار‬
‫التكتيكــي واملرحيل التــي اتبعتها‬ ‫إن تقاطع الرصاع‬ ‫مســبوقة"‪ ،‬حيث ّ‬ ‫إن "وجود ظروف مجاعة يف العديد‬ ‫أكد ّ‬ ‫بإثيوبيــا‪ ،‬والباقون يف أفغانســتان‬ ‫ضيَّعت عىل‬‫القديم والجديد‪ ،‬هي من َ‬
‫النخب العربية واالفريقية منذ نهاية‬ ‫وتغري املنــاخ ووباء فريوس كورونا‪،‬‬ ‫من البلــدان أمر غري مقبول تماما ً يف‬ ‫والصومال وجنوب السودان واليمن‪.‬‬ ‫القارة الفــرص واالمكانيات وآمال‬
‫القرن التاسع عرش وكرستها النخب‬ ‫وارتفــاع التكاليف‪ ،‬يقيــد وصول‬ ‫عام ‪ ،"2022‬وأضاف‪" :‬هناك العديد‬ ‫ثانيــا‪ ،‬يأتــي أحــدث تقرير عن‬ ‫وطموحات التطور نتاج ضيق األفق‬
‫الحاكمــة والوظيفية لالســتعمار‬ ‫ماليني األشخاص إىل الغذاء‪.‬‬ ‫من التحذيرات املقلقة يف هذا التقرير‪،‬‬ ‫"النقاط الســاخنة للجــوع"‪ ،‬الذي‬ ‫االسرتاتيجي واالرتهان ملحافل وغرف‬
‫بشــقيه القديم والجديد‪ ،‬ومن ثم لم‬ ‫رابعا‪ ،‬من املنتظر فعليا أن يتفاقم‬ ‫ولكن فيمــا يتعلق باألولويات‪ ،‬علينا‬ ‫نرشه برنامج األغذية العاملي ومنظمة‬ ‫عامليــة ورشكات عابــرة للقارات‪،‬‬
‫يتــم التعاطي بواقعيــة مع قضايا‬ ‫انعدام األمــن الغذائي يف البلدان التي‬ ‫أن نشــعر بقلق بالغ إزاء ‪750.000‬‬ ‫األغذية والزراعة (فاو)‪ ،‬ليتوقع تطور‬ ‫ولعل تأكيد آخــر التقارير الدولية أن‬
‫التنمية واالســتثمار والحفاظ عىل‬ ‫تشــ ّكل جزءا ً مما يســميه برنامج‬ ‫شــخص يواجهون املجاعــة أثناء‬ ‫أزمــة األمن الغذائــي للفرتة ما بني‬ ‫أكثر من ‪ 06‬دول عربيــة وافريقية‬
‫األمن القومي الغذائي وبقيت العقلية‬ ‫األغذية العاملي "حلقة النار" وتضم‬ ‫حديثنــا‪ ،"...‬وعمليا أشــار التقرير‬ ‫جوان وسبتمرب ‪ ،2022‬وقد تضمنت‬ ‫هي من بني أهــم بؤر الجوع العاملي‬
‫مسايرة وقائع السياســة املرحلية‬ ‫جمهوريــة الكونغــو الديمقراطية‬ ‫أن ‪ 49‬مليون شــخص يف ‪ 46‬دولة‬ ‫إىل ّ‬ ‫الئحة البــؤر الســاخنة للجوع ‪23‬‬ ‫مستقبال وخاصة يف ظل تمدد انعدام‬
‫والسقوط يف التبعية واتباع سياسات‬ ‫وســورية من بني ‪ 20‬نقطة ساخنة‬ ‫مع ّرضون لخطــر التعرض للمجاعة‬ ‫دولة‪ ،‬بينها ‪ 6‬دول عربية تعاني من‬ ‫األمن الغذائي كأوىل تداعيات الحرب‬
‫ردود األفعــال ومتابعــة الوقائــع‬ ‫أبرزها التقرير‪ ،‬وعمليا لم يتســبب‬ ‫أو الظــروف الشــبيهة باملجاعة‪ .‬يف‬ ‫أزمــة يف األمن الغذائي حد املجاعة يف‬ ‫الروســية األوكرانية ومــا صاحبها‬
‫واالرتهان للقــوى الدولية واإلقليمية‬ ‫الرصاع يف أوكرانيا ‪-‬ا ُملدرجة كنقطة‬ ‫الوقت نفســه‪ ،‬يواجه ما مجموعه‬ ‫بعضها‪ ،‬وهذه الدول هي وبالرتتيب‪:‬‬ ‫من مخــاوف عىل الطاقــة والغذاء‪،‬‬
‫ومصالحها وحساباتها‪.‬‬ ‫ســاخنة‪ -‬يف أكرب أزمة إنسانية هذا‬ ‫‪ 276‬مليون شــخص انعــدام األمن‬ ‫اليمــن – موريتانيا – الســودان –‬ ‫فماهي أهم نقــاط التقرير وماهي‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬

‫‪259‬‬
‫‪20‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬ ‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬

‫دولي‬

‫التــي عيّنها الرئيــس الفرنيس‬


‫الســابق نيكوال ساركوزي عام‬
‫‪ 2010‬وزيــرة للخارجية (فعليا‬
‫يض ّم الفريــق الحكومي الجديد‬
‫‪ 13‬امرأة و‪ 14‬رجالً‪ ،‬فيما تو ّلت‬
‫إليزابيت بورن ‪ 61‬عاما رئاســة‬
‫الحكومــة‪ ،‬وهــذه األخرية هي‬
‫كذلك ثاني امــرأة تتقلد املنصب‬
‫بعد «إيديت كريســون» سنتي‬
‫‪ 1991‬و‪ 1992‬زمن حكم الرئيس‬
‫فرانسوا ميرتان)‪.‬‬
‫ورسميّا تســلمت «كولونا»‬
‫املشــعل منذ أيام من «جان إيف‬
‫ّ‬
‫تــول العمل‬ ‫لودريــان» (الذي‬
‫الدبلومــايس منــذ العام ‪2017‬‬
‫وأحــد أركان والية «ماكرون»)‪،‬‬
‫سويتم ذلك يف وقت تتعاظم فيه‬
‫األزمات الدولية‪ ،‬وعىل رأســها‬
‫األزمة األوكرانية (والتي خصص‬
‫لها الرئيس الفرنيس جزءا ً كبريا ً‬
‫مــن مجهوداته يف عــز الحملة‬
‫االنتخابية للرئاسيات الفرنسية‪،‬‬
‫بتواصله أكثر من م ّرة مع زعماء‬
‫العالم ومحاوالته التوســط بني‬
‫الرئيــس الــرويس‪« ،‬فالديمري‬
‫بوتــن»‪ ،‬ونظــره األمريكي‪»،‬‬
‫جو بايدن»‪ ،‬قبــل بدء االجتياح‬
‫الرويس ألوكرانيا)‪ ،‬واليوم يأتي‬ ‫ثاني سيدة فرنسية تترأس دبلوماسية بالدها‬
‫التغيــر يف وزارة الخارجية مع‬
‫اقرتاب نهاية الرئاسة الفرنسية‬ ‫ُ‬
‫ستعالج «كولونا» التوترات السابقة‬ ‫كيف‬
‫ملجلس االتحــاد األوروبي الذي‬

‫مع بعض دول شمال وغرب إفريقيا؟‬


‫بــدأت وحدتــه بالرتاجــع مع‬
‫إخفاقــه حتــى اآلن يف اعتماد‬
‫حزمــة عقوبات سادســة عىل‬
‫روســيا ولكن أيضا مع التهاب‬
‫األزمات يف منطقتي شمال وغرب‬ ‫علي عبداللطيف الالفي – كاتب ومحلل سياسي مختص في الشؤون االفريقية‬
‫القارة السمراء وهما منطقتني‬
‫اســراتيجيا للفعل الســيايس‬ ‫ً‬
‫فيما يعكس توجها للدفع بوجوه نسوية إلى المناصب الرئيسية بحكومته اختار الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»‪ ،‬منذ‬
‫الفرنيس‪...‬‬ ‫أسبوعين تقريبا‪« ،‬كاثرين كولونا» لشغل منصب وزيرة الخارجية وهو ما يعني عودة جديدة لها للساحة السياسية حيث سبق‬
‫لها أن شغلت منصب وزيرة منتدبة مكلفة بالشؤون األوروبية بين سنتي ‪ 2005‬و‪( 2007‬في حكومة «دومينيك دوفيلبان»)‪،‬‬
‫تعقد ملف العالقات مع دول شمال‬ ‫ولكن كيف سيكون التطابق بين هدوء وقوة شخصية الوزيرة القديمة الجديدة وبين التهاب ملفات شمال وغرب القارة‬
‫إفريقيا‬ ‫اإلفريقية إضافة إلى التوترات السابقة والحاصلة مع أغلب تلك البلدان وإن بأشكال مختلفة؟‬
‫ال شــك أن أوىل امللفــات‬ ‫ومعلوم أن هناك تقييم فرنسي غير معلن أنه تم ارتكاب أخطاء استراتيجية في المنطقتين (شمال وغرب إفريقيا)‪ ،‬كما أن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املطروحة عىل الوزيرة الجديدة‬ ‫المطلعين على كواليس االليزيه يعرفون أن هناك تقييمات تشير ضمنا إلى أنه تم رج المصالح الفرنسية االستراتيجية عبر‬
‫هــي إعطــاء نفــس جديــد‬ ‫ّ‬
‫تسهيل غير واع لمهمة الروس في نشر قوات «فاغنر» وأن موسكو تحولت إلى العب رئيسي في صراع النفوذ في القارة‬
‫للدبلوماســية الفرنسية والتي‬ ‫ّ‬
‫السمراء والذين كبرت مطامحهم فيما يخص ثروات القارة السمراء وخاصة مناجم المعادن الرئيسية والثمينة إضافة إلى‬
‫ارتبطت يف عهد ســلفها بأنها‬ ‫ّ‬
‫تفكيرهم الجلي والواضح في استغالل السواحل والموانئ ذات الطبيعة الفريدة واالستراتيجية وخاصة السودانية بالذات‪.‬‬
‫أقرب للسياســة العسكرية وما‬
‫يعنيه ذلك دبلوماسيا (باعتباره‬ ‫بدفاعهــا املســتميت يف أهم وآخر‬ ‫«كولونا» فعليــا يف واجهة الجهود‬ ‫منظمة اليونيسكو (‪)2008-2010‬‬ ‫«كولونا» ‪ ..‬الدبلوماسية الهادئة‬
‫شغل ســابقا خطة وزير دفاع‬ ‫ســنوات تلك الفرتة عــن الرفض‬ ‫التي قادتها فرنســا‪ ،‬وبتنسيق مع‬ ‫ولــدى منظمة التعــاون والتنمية‬ ‫واالستثنائية‬
‫مــع «هوالند»)‪ ،‬كمــا أن عددا‬ ‫الفرنيس النخــراط بالدها يف الغزو‬ ‫أوروبــا‪ ،‬يف مفاوضات االنســحاب‬ ‫االقتصاديــة (‪ ،)2017-2019‬ثــم‬ ‫قبل أن تشــغل منصــب وزيرة‬
‫من املتابعــن حمّ لوا ويحملون‬ ‫األمريكي للعراق عام ‪.2003‬‬ ‫الربيطاني من االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫سفرية بالدها لدى روما بني سنتي‬ ‫للشــؤون األوروبية كانــت كولونا‬
‫سلفها مســؤولية ما حدث يف‬ ‫وعمليا يعكس تعيــن ماكرون‬ ‫وتحمل «كولونا» تكوينا أكاديميا‬ ‫‪ 2014‬و‪ 2017‬أمــا املنصب األخري‬ ‫(‪ 66‬عامــاً) ناطقة باســم قرص‬
‫العالقة مع كل من الجزائر ومايل‬ ‫لـ «كولونا» عــى رأس الخارجية‬ ‫يف القانون العام والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫الذي ظلت تشــغله حتــى املناداة‬ ‫اإلليزيه منــذ ‪ 1995‬وحتى ‪2004‬‬
‫وغرب ليبيا ويف خســارة فرنسا‬ ‫الفرنسية حدثا ً استثنائيا يف ح ّد ذاته‪،‬‬ ‫اســتهلت مشــوارها الدبلومايس‬ ‫عليها لتويل حقيبة الدبلوماسية فهو‬ ‫(أي يف حقبــة وعهد الرئيس الراحل‬
‫ملساحات غنمها الروس وهو ما‬ ‫عىل اعتبار أنها ثانــي امرأة تتق ّلد‬ ‫بالعمــل يف الســفارة الفرنســية‬ ‫سفرية فرنسا لدى لندن منذ سبتمرب‬ ‫«جاك شــراك»)‪ ،‬ولتصبــح بعد‬
‫يصح عىل مايل وليبيا والسودان‪،‬‬ ‫املنصــب‪ ،‬بعد ميشــيل أليو‪-‬ماري‬ ‫بواشــنطن يف العام ‪ ،1983‬وعرفت‬ ‫‪ ،2019‬وبفعــل منصبها ذاك كانت‬ ‫ذلــك املمثلــة دائما لفرنســا لدى‬
‫‪21‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫دولي‬
‫شرياك» و»ساركوزي» و»هوالند»‬ ‫األوكرانية‪ ،‬مع ان باريس مضطرة‬ ‫واالقتصاديــة بني باريــس ونواق‬ ‫اإلليزيه منذ أكثر من سنة ونصف‪،‬‬ ‫ومن ثم تغري رؤية شــعوب ودول‬
‫و»ماكرون»)‪ ،‬وهــي تملك تاريخا‬ ‫للتماهي مــع األمريكيني والءاتهم‬ ‫الشط‪...‬‬ ‫إال أنه ينبغي العمــل لفرتة طويلة‬ ‫وشخصيات سياسية فاعلة وخاصة‬
‫ثريا ومتنوعا وهي تعرف األمريكيني‬ ‫الثالث يف افريقيا ويف دول الســاحل‬ ‫يف امللف املــري‪ ،‬طوّرت باريس‬ ‫لنقل ثقل العالقــات مع العاصمة‬ ‫يف شــمال إفريقيا تجاه السياسات‬
‫(عملــت ســفرية يف واشــنطن)‬ ‫تحديــدا‪« :‬ال لوقــف النفط» – «ال‬ ‫عالقتها مع نظام «الســييس» منذ‬ ‫طرابلس ومع الفاعلــن يف الغرب‬ ‫الفرنسية (املنطقة الغربية يف ليبيا‬
‫وتعرف حلفائهم الوظيفيني كدول‬ ‫ملهادنــة التنظيمــات اإلرهابية» –‬ ‫انقالبه يف جويليــة ‪ 2013‬وخاصة‬ ‫الليبــي تحديدا ومن ثــم لعب دور‬ ‫– اإلســاميون يف تونــس واملغرب‬
‫(لنــدن ‪ -‬روما وعملت ســفرية يف‬ ‫«ال لتنامــي النفوذ الرويس وخاصة‬ ‫بعد بيعها له طائرات «الرفال»‪ ،‬ومن‬ ‫الحياد والوقوف عىل نفس املسافة‬ ‫– فاعلــن سياســيني يف الجزائر‬
‫العاصمتــن)‪ ،‬وهو مــا يعني أنها‬ ‫عســكريا»‪ ،‬ومن ثم ســيتم بناء‬ ‫هناك وجد تماه كامــل بني الرؤية‬ ‫بني طريف الرصاع حتى يمكن لباريس‬ ‫والســودان ويف رشق ليبيــا)‪ ،‬وإن‬
‫ستكون مســتوعبة لطبيعة رصاع‬ ‫اســراتيجية عىل ســنوات للعودة‬ ‫الفرنســية ورؤية القاهــرة تجاه‬ ‫الحقا أن ال تبقى يف مربعات خسارة‬ ‫طرها‬ ‫كانت السياسات الفرنسية تس ّ‬
‫النفوذ يف دول القارة الســمراء بني‬ ‫للساحة املالية‪...‬‬ ‫ملفات «ليبيا» و»السودان» و»مايل»‬ ‫مصالحها يف كل ليبيا رغم أنها طاملا‬ ‫الدولة العميقة وأنّها ترتكز أساسا‬
‫الــروس والصينيّــن واألمريكيني‪،‬‬ ‫وستحاول باريس وخاصة الوزيرة‬ ‫بل وكل القضايــا العربية‪ ،‬ودافعت‬ ‫ضامنة ملصالحها يف مربعات «فزان»‬ ‫وقبل فعل وتأثري الوزير املبارش عىل‬
‫إضافة إىل فرنسا وبريطانيا كقوّتني‬ ‫الجديدة تغطية ضعفها يف «باماكو»‬ ‫باريس عىل نظام «السييس» يف أكثر‬ ‫بناء عىل اإلرث التاريخي لها هناك‪،‬‬ ‫سياسات اسرتاتيجية مسطرة عىل‬
‫تقليديتني‪ ،‬وهي خبرية اتصال جيّدة‬ ‫ومن ثم تقويــة الحصور الفرنيس‬ ‫من مرة ويف أكثــر من محفل دويل‪،‬‬ ‫ونعتقد ان الوزيرة ومعها السفرية‬ ‫مدى عقود وعىل خيــارات الرئيس‬
‫وتعرف أهمية الخطــاب وطبيعة‬ ‫يف «بوركينــا فســو «و»النيجر»‬ ‫أما الوزيرة الجديدة فستُعيد ترتيب‬ ‫«بياتريس» ســتقومان بمراجعة‬ ‫الفرنيس باعتبار أن النظام السيايس‬
‫املواقف التكتيكيــة والتفريق بني‬ ‫و»موريتانيا» و»السودان» وبلدان‬ ‫أوراق العالقات الفرنســية املرصية‬ ‫شــاملة ومفصلة للفعل السيايس‬ ‫الفرنيس هــو رئايس أوال وأخريا‪ّ ،‬إل‬
‫التكتيكي واالســراتيجي يف إعالن‬ ‫أخــرى قريبة مــن األرايض املالية‪،‬‬ ‫وسيحدث تمايز كبري يف التعاطي مع‬ ‫الفرنيس تجــاه امللف الليبي خاصة‬ ‫أنه ورغم كل العوامل السابقة‪ ،‬يبقى‬
‫املواقف وتنزيل السياســات خاصة‬ ‫كما ستســعى للدخــول عىل خط‬ ‫امللفات االفريقيــة وخاصة يف دول‬ ‫وان فاعلني جدد يف فريقي السفارتني‬ ‫لوزير الخارجيــة بصماته وخاصة‬
‫وانها عملت ناطقة رسمية لإلليزيه‬ ‫ملف «سد النهضة» إضافة اىل أنها‬ ‫الســاحل والرشق األوسط‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يف طرابلــس وتونس مؤهلني لتغيري‬ ‫يف آليــات التنفيذ واألدوار التكتيكية‬
‫ســابقا ويف أهم الفرتات ‪ -‬أرشنا إىل‬ ‫ســتكون حارضة بقــوة يف امللف‬ ‫سيكون املوقف الفرنيس أقرب لقطر‬ ‫وتقوية شــبكة عالقات باريس يف‬ ‫وهو من يحدد قوة والعالقة مع أي‬
‫ذلك أعاله تفصيال ‪ -‬وهي ســتكون‬ ‫التشادي والعودة اىل مربع حضورها‬ ‫واإلمارات يف أكثر من ملف وقد تدخل‬ ‫ليبيا ككل‪...‬‬ ‫بلد وأين يجب توجيهها‪...‬‬
‫حاســمة يف مواقفها من االنقالبات‬ ‫خــال العقــود الثالث مــن حكم‬ ‫باريس عىل خط امللفات الحقوقية‬ ‫ويف تونس‪،‬م ورغم أن العالقات لم‬ ‫امللفات التي سيكون للوزيرة‬‫أوىل ّ‬
‫العســكرية وأنه بالتوازي ال يجب‬ ‫«ادريــس ديبــي» األب والذي كان‬ ‫دوليا ورغــم أن «ماكــرون» كان‬ ‫تتوتر مثلما حصل مع مايل والجزائر‬ ‫الجديــدة التعاطي معهــا بجدية‬
‫الدفــاع عــن األنظمة املســتبدة‬ ‫حليفا قويا لها قبل موته‪/‬مقتله يف‬ ‫مياال خالل حقبتــه األوىل اىل نجدة‬ ‫والغرب الليبي ال قبــل ‪ 25-07‬وال‬ ‫هي كرس الهوّة مــع الجزائر ومن‬
‫وتركهــا ملصريها املحتــوم (عرف‬ ‫أفريل ‪ ،2021‬وسيتابع الفرنسيون‬ ‫«السييس» ونظامه حتى اقتصاديا‬ ‫بعده‪ّ ،‬إل أن الرؤية الفرنســية عادة‬ ‫ثم إحداث تقــارب مع الرئاســة‬
‫عنهــا تقديرها ملواقف الشــعوب‬ ‫وفريــق الوزيــرة تطــورات ملف‬ ‫فان ذلك قد ال يحصل خالل الحقبة‬ ‫ما بقيت مرتبطة بتطوّرات عالقاتها‬ ‫الجزائريــة تحديــدا والحقا تغيري‬
‫وبطوالتها)‪ ،‬وكل ما ســبق يعني يف‬ ‫الحوار التشادي يف الدوحة وطبيعة‬ ‫الثانيــة وحتــى ان تم العــودة اىل‬ ‫بطرابلــس والجزائــر ورغم ذكاء‬ ‫التعاطــي معهــا وذلــك بناء عىل‬
‫األخري انها اما أن تنجح وتتقدم‪ ،‬أو‬ ‫مآالته ألنهم يعرفون ان األمريكيني‬ ‫التماهي بني القاهــرة وباريس يف‬ ‫وبراغماتية الســفري األسبق والذي‬ ‫طبيعة األزمة منذ ســنوات خاصة‬
‫انها قد تســتقيل وتبتعد والحالتني‬ ‫موجودين رشق البــاد وأن الروس‬ ‫بعض قضايا فان ذلك لم ولن يتم يف‬ ‫جلس للجميع ومع الجميع وحافظ‬ ‫وأن جزء منها يعود لعقود ســالفة‬
‫واردتــن بالنســبة لســيدة قوية‬ ‫لهم مطامح يف الجنوب التشــادي‬ ‫عهد الوزيرة الحالية والتي ستقرتب‬ ‫عىل عالقات ودية مــع كل الفرقاء‬ ‫وإىل مخلفات االســتعمار الفرنيس‬
‫وهادئة وذات تجربة ثرية ومتنوعة‬ ‫وأنه يدعمون أحد فصائل املعارضة‬ ‫أكثر من الجزائــر وبغداد والدوحة‬ ‫التونســيني‪ ،‬إال مواقف باريس من‬ ‫للجزائــر (‪ ،)1831-1962‬ومعلوم‬
‫وتعمل مع فريــق متناصف تقريبا‬ ‫انطالقا مــن أرايض دولة «إفريقيا‬ ‫وابوظبي والرباط ونجامينا‪.‬‬ ‫ملفــات بعينها محليــة وإقليمية‬ ‫أن زيارة وزيــر الخارجية الفرنيس‬
‫بني الرجال والنســاء خاصة وأنه‬ ‫الوسطى»‪....‬‬ ‫وعــى غــرار امللفــن املغربي‬ ‫أبقت غضبا شــعبيا من السياسات‬ ‫األخرية لــم تؤت أي تقــدم وبقي‬
‫معروف عنها استيائها من النسبة‬ ‫وال شك أن فرنســا تعرف أهمية‬ ‫ّ‬
‫يتغــر تعاطي‬ ‫واملوريطانــي‪ ،‬لن‬ ‫الفرنسية سواء ألســباب تاريخية‬ ‫التوتر عــى حاله‪ ،‬ومعلوم أن هناك‬
‫املرتفعة من األصــوات التي حصل‬ ‫واســراتيجيا دول غــرب افريقيا‬ ‫ّ‬
‫باريس مع الخرطــوم كثريا إل بما‬ ‫أو بسبب دعمه ألطراف عىل حساب‬ ‫زيارة مربمجة ملاكرون آخر األشهر‬
‫عليها اليمني املتط ّرف‪.‬‬ ‫حيــث أن املنطقــة تعتــر مجال‬ ‫يعنــي حضورا أكرب يف ملف «ســد‬ ‫أخرى واصطفافه مع محور سيايس‬ ‫الحايل للعاصمــة الجزائرية‪ ،‬ومن‬
‫حيوي لها ماضيا وحارضا‪ ،‬وبالتايل‬ ‫النهضة األثيوبي» ودعم الســودان‬ ‫عىل حساب آخر‪ ،‬ومعلوم أن باريس‬ ‫ثم ســتكون الزيارة مهمة للوزيرة‬
‫فالوزيرة وفريقها ســيعمدون‬ ‫اقتصاديــا ودعم «قــوى الحرية‬ ‫دعمت الرئيــس «ســعيد» يف كل‬ ‫ولصورتها ومدى هــدوء منهجها‬
‫إىل تغيــر التكتيــكات وفرق‬ ‫والتغيــر» و»تجمــع املهنيني» يف‬ ‫خطواته بعد ‪ 25-07‬ورغم مراجعة‬ ‫يف العمل فعليــا‪ ،‬خاصة وان امللفني‬
‫العمل واملتابعة وسيدرسون‬ ‫الســاحة الداخلية السودانية دون‬ ‫طفيفة ملواقفها وقول البعض انها‬ ‫التونــي والليبــي إضافــة مللف‬
‫خارطــة التحالفــات يف كل‬ ‫إخالل ظاهر يف العالقة مع املؤسسة‬ ‫تتبع خطة «ب» يف ذلك فإن الوزيرة‬ ‫العالقات الثنائيــة هي اهم امللفات‬
‫املنطقــة وطبيعــة املؤثرات‬ ‫العســكرية الســودانية‪ ،‬وسيكون‬ ‫الجديدة قد تغري الكثري من تكتيكات‬ ‫الرئيسية يف املحادثات بني الطرفني‪،‬‬
‫بني دول شمال وغرب القارة‬ ‫التعاطــي الفرنيس مســتقبال هو‬ ‫باريــس يف تعاطيها مــع الفاعلني‬ ‫وســيبقى للوزيــر بعــد ذلك دفع‬
‫وأيضــا ســتعمد الوزيرة‬ ‫نفسه مع الخرطوم وتونس وبريوت‬ ‫السياســيني التونســيني وأيضــا‬ ‫العالقــات اىل مربــع الودية بعد أن‬
‫الجديدة إلجــراء تقييم‬ ‫أي دعم املســارات الديمقراطية يف‬ ‫مع كل مربعات املشــهد السيايس‬ ‫بقيت ومنذ ســنوات يف مربع التوتر‬
‫كامــل يف مرحلة أوىل‬ ‫البلدان الثالث دون خرسان الحلفاء‬ ‫خاصة وإن فرنســا هــي الرشيك‬ ‫وحتى يمكن لفرنسا الحقا التعاطي‬
‫للحضور الفرنيس‪،‬‬ ‫السياســيني األقــرب للمدرســة‬ ‫التجاري األول لتونس ومن املرتقب‬ ‫مع ملفــات مايل وبوركينافاســو‬
‫تجاريا واقتصاديا‬ ‫الفرنسية ثقافيا‪...‬‬ ‫أن تتبع الوزيرة الجديدة سياســات‬ ‫والنيجر والتشــاد أوال بسبب عودة‬
‫وسياســيا يف‬ ‫جديــدة وتدافع عن عودة املســار‬ ‫الدبلوماســية الجزائرية لفاعليتها‬
‫كل دولة عىل‬ ‫هل تنجح «كولونا» في تهدئة الصداع‬ ‫الديمقراطي بشكل عام بغض النظر‬ ‫ونجاتها السابقة قبل ‪ 2014‬وثانيا‬
‫حده‪...‬‬ ‫الفرنسي في غرب إفريقيا‬ ‫عن تفاصيــل االصطفاف الفرنيس‬ ‫الن الجزائريني رشكاء يف أي فعل يف‬
‫ســتكون األزمة يف مايل عىل رأس‬ ‫املرتقب نتاج رسعة تطور اإلحداث‬ ‫تلك البلــدان وال يمكن تغييبهم عن‬
‫الخالصة‬ ‫امللفات الحارقة التي تنتظر الوزيرة‬ ‫خــال األيام الحاليــة والقادمة يف‬ ‫أي ملف مغاربــي أو يف أي من دول‬
‫ر ئيســة‬ ‫الجديــدة‪ ،‬وتحــول التحالف بني‬ ‫تونس ووجود ثالث ســيناريوهات‬ ‫الساحل والصحراء‪.‬‬
‫الدبلوماســية‬ ‫باريس وباماكــو إىل عالقة عدائية‬ ‫ممكنة لألوضاع‪....‬‬ ‫أما يف امللف الليبي‪ ،‬ســيكون عىل‬
‫الفرنســية الجديدة لها‬ ‫نشــأت بعد انقــاب أوت ‪ 2020‬يف‬ ‫أمّ ا بالنسبة للمغرب وموريتانيا‬ ‫الوزيرة إحــداث قطيعة مع مرحلة‬
‫من املميزات ما يجعلها‬ ‫مــايل‪ ،‬ومن هنا ستســعى الوزيرة‬ ‫ال ينتظــر تغري كبري للسياســات‬ ‫ســلفها ‪ -‬والذي اصطف يف مرحلة‬
‫قــادرة عــى أن تكون‬ ‫الجديدة اىل فهم متــأن للملف وما‬ ‫الفرنســية تجاه البلدين رغم ورود‬ ‫أوىل وراء املحور السعودي‪/‬املرصي‪/‬‬
‫واقعيــة ومســتوعبة‬ ‫أوصل باريس لهذه الوضعية يف بلد‬ ‫تحســن وتطوّر العلقات مع املغرب‬ ‫االماراتي واعتمد عىل دعم «حفرت»‬
‫ّ‬
‫املتغــرات‬ ‫لطبيعــة‬ ‫كانت تعتربه من أهم مســاحاتها‬ ‫والتي ســتبقى أوال وأخريا مرتبطة‬ ‫بشكل كيل مما أرضّ بباريس يف كل‬
‫والتطوّرات الجارية يف‬ ‫يف القارة السمراء ويف مرحلة ثانية‬ ‫بالعالقات الفرنسية الجزائرية رغم‬ ‫االتجاهات ذلــك أن اصطفافه أرض‬
‫شــمال وغرب القارة‬ ‫ســتحاول تحجيم الحضور الرويس‬ ‫أن باريس يف قضية الصحراء بالذات‬ ‫بمصالح فرنســا يف الغــرب الليبي‬
‫الســمراء وهي تمتلك‬ ‫هناك عرب سياسات إعالمية مربمجة‬ ‫بقيت تمســك العصا من الوســط‬ ‫تحديــدا‪ ،‬كمأ أن باريــس لم تجن‬
‫شخصية قوية وهادئة‬ ‫بذاء اتصايل غري مسبوق وربط ذلك‬ ‫وحافظت عىل حــ ّد أدنى من الحياد‬ ‫من دعم الجنــرال املتقاعد أي يشء‬
‫وهــي أيضــا وزيرة‬ ‫مع سياســات باريس تجاه امللفني‬ ‫تجــاه العاصمتــن‪ ،‬وبخصوص‬ ‫حسابيا‪ ،‬ورغم مراجعة تلك املواقف‬
‫مخرضمة سياســيا‬ ‫السوري واللبناني وأيضا من خالل‬ ‫موريتانيــا ال ينتظر عمليا أي تغري‬ ‫يف األشهر األخرية وتغيري أغلب طاقم‬
‫(عملــت مــع «جاك‬ ‫قراءة معطيات الحرب الروســية‪/‬‬ ‫ســوى الرفع يف املعامالت التجارية‬ ‫الفريق املشــتغل عىل ملف ليبيا يف‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬

‫‪259‬‬
‫‪22‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬
‫‪www.array-alam.com‬‬

‫رياضة‬
‫بعد موسم فاشل للنجم‪..‬‬
‫ثالث استقاالت ّ‬
‫تهدد هيئة القروي بالسقوط‬
‫تكوين هيئة مديرة متماســكة‬
‫حيــث ويف أول موســم قدم ‪3‬‬ ‫الرأي العام – الغانمي‬
‫من أعضــاء هيئتــه وهم أمني‬
‫الرايس وتوفيق الزهروني وقيس‬ ‫خــر النجم الســاحيل آخر‬
‫بن أحمــد اســتقاالتهم‪ .‬ثالث‬ ‫األلقاب املرتاهن عليها بخروجه‬
‫اســتقاالت تهدد هيئة القروي‬ ‫املبكــر من كأس تونــس لكرة‬
‫بالحــل حيث ويف صــورة ورود‬ ‫القدم بعد الخسارة أمام النادي‬
‫اســتقالة رابعة ســيتعني عىل‬ ‫االفريقي يف الدور السادس عرش‬
‫القروي الدعوة لجلســة عامة‬ ‫بهدف لصفر‪.‬‬
‫خارقة للعادة ومن ثمة انتخابات‬ ‫فريق جوهرة الســاحل خرج‬
‫مبكرة‪.‬‬ ‫من املوســم بيد فارغة وأخرى‬
‫ال يش فيهــا يف جميــع الفروع‬
‫ناقوس الخطر يدق‬ ‫ويف مختلف األصناف باســتثناء‬
‫النجم من الفرق الكبرية التي‬ ‫أواسط كرة اليد املتوجني ببطولة‬
‫ال تعيش وال تستمر إال باأللقاب‬ ‫تونس ليدق ناقوس الخطر عىل‬
‫لكنه يف املواسم األخرية أبتعد عن‬ ‫هذا الرصح الريايض الذي طاملا‬
‫منصات التتويج وفقد الكثري من‬ ‫كان منارة مضيئة عىل املستوى‬
‫هيبته حتى أنه أفل يف فروع كرة‬ ‫املحيل والقاري وحتى العاملي‪.‬‬
‫الســلة وابتعد عن املراهنة عىل‬
‫األلقاب يف الكرة الطائرة وكذلك‬ ‫تواصل الفشل‬
‫كرة اليد‪ .‬ومــن غري املقبول أن‬ ‫أكابــر كــرة القــدم أطلقوا‬
‫ينهي فريــق يف عراقــة النجم‬ ‫رصاصة الرحمة عىل أحباء النجم‬
‫موسمه دون أي لقب يف مختلف‬ ‫الذين كانوا يمنون النفس برؤية‬
‫الفروع بعد أن سيطر يف مواسم‬ ‫الواجهات‪.‬‬ ‫التغيــر عىل النــادي ليعود إىل‬ ‫أبطــال افريقيا ولــو أنه هدف‬ ‫فريقهم متوجا يف نهاية املوسم‪،‬‬
‫خلت عىل رياضة القاعات محليا‬ ‫القــروي أثبت أنــه غري قادر‬ ‫صوالتــه وجوالته‪ .‬لكن يبدو أن‬ ‫صعب املنال يف ظل تأخره يف سلم‬ ‫لكن الالعبني أبــوا إال أن يغرقوا‬
‫وقاريا‪.‬‬ ‫عىل تســيري ناد يف قيمة النجم‬ ‫الفشــل أصبح قدر النادي وأن‬ ‫ترتيب مرحلة البالي أوف للمركز‬ ‫الفريق يف الفشــل املتواصل منذ‬
‫النجم الســاحيل بلغ مرحلة‬ ‫الســاحيل يف ظل عجــز مادي‬ ‫برنامج القروي ليست إال أضغاث‬ ‫الخامس بـ ‪ 11‬نقطة‪.‬‬ ‫‪ 6‬مواســم عىل املستوى املحيل‪.‬‬
‫حرجة مــن تاريخــه وناقوس‬ ‫وعجز يف العالقــات وعجز عىل‬ ‫أحالم وضحك عىل ذقون األحباء‬ ‫فآخر لقب للنجــم كان بطولة‬
‫الخطر يدق منذ مدة طويلة ع ّل‬ ‫إيجاد مستشــهرين ومدعمني‬ ‫الذين وضعوا كامل ثقتهم يف ابن‬ ‫أضغاث أحالم‬ ‫تونــس موســم ‪2015-2016‬‬
‫رجال النادي مــن عائلة ادريس‬ ‫وما عليه ســوى تسليم األمانة‬ ‫املرحوم حامــد القروي ع ّل ذاك‬ ‫استبرش أحباء ليتوال يف كامل‬ ‫انطلق إثرها مسلســل الفشــل‬
‫وجنيح وبقية العائالت املنتسبة‬ ‫ألصحابها‪.‬‬ ‫الشبل يســر بالنجم عىل خطى‬ ‫ربوع البالد خــرا بقدوم ماهر‬ ‫املحيل مع هيئة رضا رشف الدين‬
‫لفريق جوهرة الساحل تستفيق‬ ‫والده لكن جــرت الرياح بما ال‬ ‫القروي مكان رضا رشف الدين‬ ‫ومن ثمة خليفته ماهر القروي‪.‬‬
‫من ســباتها وتلتف حول النادي‬ ‫ثالث استقاالت‬ ‫تشتهيه سفنهم ووقع القروي‬ ‫عىل رأس الهيئــة املديرة للنجم‬ ‫ويبقى األمل الوحيد لدى أحباء‬
‫إلنقاذه من مصري مجهول‪.‬‬ ‫ماهر القروي فشــل حتى يف‬ ‫عىل موسم أول فاشل عىل جميع‬ ‫الســاحيل متمنني أن تهب رياح‬ ‫ليتوال مركــز ثان مؤهل لدوري‬

‫القادري يرد على منتقديه‪..‬‬


‫أقبل االنتقادات وما يهمني مصلحة المنتخب‬
‫الرأي العام – الغانمي‬
‫مدرب يف مكانه مع ّرض لالنتقادات واآلراء املختلفة التي‬
‫البــد أن نقبل بها‪ .‬وقال القادري يف ترصيحات إعالمية‬
‫أن منصب مدير فني للمنتخــب الوطني يغري العديد‬ ‫بعد كل ظهور ملنتخبنا يواجه الناخب الوطني جالل‬
‫مــن املدربني خاصة أن منتخبنا مقبل عىل مشــاركة‬ ‫القادري جملة من االنتقادات حتى أنه لم يســلم هذه‬
‫موندياليــة‪ ،‬مضيفا أن من حــق أي مدرب أن يطمح‬ ‫املرة من خــر إقالته وبحث الجامعة عن بديل له قبيل‬
‫لقيادة املنتخب‪.‬‬ ‫أشهر من املشاركة يف املحفل الكروي األبرز وهو كأس‬
‫وبشأن تداول أخبار عن بديل فرنيس له قال القادري‬ ‫العالم قطر ‪.2022‬‬
‫أتابع عميل بشــكل طبيعي وما يهمنــي اآلن اإلعداد‬ ‫فرغم أنه قاد النســور النتصاريــن وتعادلني يف ‪4‬‬
‫جيّدا ملشاركتنا يف كأس العالم بقطر وال أركز كثريا ما‬ ‫لقاءات له عىل رأس املنتخب فإن القادري وجد نفسه‬
‫سيحدث يف املستقبل ألنه لدي اتفاق مع رئيس الجامعة‬ ‫يف مرمى املنتقدين والصائدين يف املاء العكر‪.‬‬
‫وديع الجريء‪.‬‬ ‫الناخب الوطني اعترب أن االنتقادات أمر طبيعي وكل‬
‫‪23‬‬ ‫‪www.array-alam.com‬‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬ ‫رياضة‬
‫منتخبنا الوطني‪..‬‬
‫أخبار‬
‫يهم منتخبنا‪..‬‬
‫دورة اليابان لتعديل األوتار‬
‫والقادري سيكمل المشوار‬
‫استراليا تواجه البيرو في الملحق المونديالي‬
‫تأهل املنتخب االســرايل لخــوض امللحق العاملي‬
‫املؤهل ملونديال قطر ‪ 2022‬عقب فوزه عىل املنتخب‬
‫اإلماراتي مساء الثالثاء بهدفني مقابل هدف وحيد‪.‬‬
‫وتلتقي اســراليا يوم االثنني املقبل منتخب البريو‬
‫صاحب املركز الخامس يف تصفيات أمريكا الجنوبية‪،‬‬
‫عىل ستاد أحمد بن عيل يف الدوحة ‪.‬‬
‫وسيكمل الفائز من امللحق العاملي عقد املنتخبات‬
‫املتأهلة للمونديال كما ســيتعرف منتخبنا عىل ثالث‬
‫منافســيه يف املجموعة الرابعة التي تضم أيضا بطل‬
‫العالم فرنسا ومنتخب الدانمارك‪.‬‬

‫على امتداد سنتين ونصف‪..‬‬


‫‪ 100‬مليار إلعادة تهيئة ملعب المنزه‬
‫تنطلــق غدا الجمعــة وفق بيان وزارة الشــباب‬
‫والرياضة أشغال إعادة تهيئة ملعب املنزه وستتواصل‬
‫عىل امتــداد عامني ونصف‪ .‬وقــد خصصت الوزارة‬
‫اعتمــادات بقيمــة ‪ 100‬مليون دينــار إلنجاز هذا‬
‫املرشوع بتمويل من ميزانية الدولة‪.‬‬
‫وستشمل األشــغال إعادة تهيئة املدارج وتدعيم‬
‫هياكلها وإحداث منصة جديــدة للصحافيني فوق‬
‫حجرات املالبس وإحداث منطقة إلجراء حوارات مع‬
‫الالعبني‪.‬‬
‫كما ستعاد تهيئة حجرات املالبس وتجديد شامل‬
‫للمنصة الرشفية وإحداث قاعة لكبار الشــخصيات‬
‫واســتبدال الصبورة الالمعة وتجديد شامل لجميع‬
‫الرأي العام – الغانمي‬
‫الشبكة الكهربائية واإلنارة‪.‬‬ ‫غينيا االســتوائية وبوتســوانا‪,‬غياب‬
‫العاشــوري يعود لعــدم تواجده منذ‬ ‫نتيجة مخيبة يف بوتسوانا‬ ‫تصــدر منتخبنا الوطنــي ترتيب‬
‫ألول مرة‪..‬‬ ‫البدايــة يف القائمة التي تم إرســالها‬ ‫تعادل منتخبنا ضد بوتسوانا كان يف‬ ‫املجموعــة العارشة مــن التصفيات‬
‫أنس جابر تدخل قائمة «التوب ‪»5‬‬ ‫ملنظمــي الــدورة كما يغيــب معتز‬ ‫طعم الخسارة خاصة مع الكم الهائل‬ ‫املؤهلة لــكأس أمم افريقيــا الكوت‬
‫كللت نجمة التنس أنس جابر موسمها عىل األرايض‬ ‫الزمزمي وغيالن الشــعاليل والحارس‬ ‫من الفــرص التي عجز مهاجمونا عن‬ ‫ديفــوار ‪ 2023‬بجمعــه ‪ 4‬نقــاط يف‬
‫الرتابية بدخول قائمة «التوب‪ »5‬ألول مرة يف تاريخها‪.‬‬ ‫الياس الدامرجــي‪ .‬يف املقابل يتواجد‬ ‫ترجمتها إىل أهداف‪ .‬منتخبنا عانى من‬ ‫الجولتني األولتني عقب فوز عىل غينيا‬
‫وتقدمت جابر مرتبتني لتحــل املركز الرابع عامليا يف‬ ‫رامي كعيــب الذي حرمتــه البطاقة‬ ‫مشــكل كبري يف الخط األمامي خاصة‬ ‫االستوائية وتعادل مع بوتسوانا‪.‬‬
‫جدول ترتيب العبات التنس املحرتفات برصيد ‪.4150‬‬ ‫الدولية من أول ظهور مع النسور كما‬ ‫يف غياب هدافه يوســف املســاكني‬ ‫ويتقــدم منتخبنــا عــى غينيــا‬
‫ورغم خروجها مــن الــدور األول لبطولة روالن‬ ‫تم توجيه الدعوة لالعب ارتكاز النجم‬ ‫الذي ّ‬
‫خي عدم املشــاركة يف الرحلة إىل‬ ‫االســتوائية وليبيا بنقطة وحيدة فيما‬
‫غاروس تقدمت النجمة التونســية مرتبتني لتصبح‬ ‫معتز الزدام‪.‬‬ ‫غابورون ألسباب غري واضحة خاصة‬ ‫تملك بوتسوانا نقطة وحيدة يف أسفل‬
‫أول العبــة عربية وافريقية تحتــل املراكز الخمس‬ ‫وتضم قائمة القادري لدورة اليابان‬ ‫أنه ال يشكو من أية إصابة وكذلك غياب‬ ‫ترتيب املجموعة‪.‬‬
‫األوائل لالعبات التنــس‪ .‬ويف تصنيف ‪ Race‬حافظت‬ ‫كل مــن‪ :‬صدقي الدبيش وبشــر بن‬ ‫النجاعة عن ســيف الدين الجزيري يف‬ ‫وافتتح النسور التصفيات برباعية‬
‫أنــس جابر عىل املركز الثانــي برصيد ‪ 2250‬نقطة‬ ‫سعيد وأيمن دحمان ومنترص الطالبي‬ ‫اللقاءات األخــرة‪ ،‬ناهيك عن تغيريات‬ ‫دون مقابل يف شباك غينيا االستوائية‬
‫خلف إيغا سوياتاك‪ .‬علما أن هذا الرتتيب يمكن أول ‪8‬‬ ‫وبــال العيفة ونــادر الغندري وعالء‬ ‫القادري التي لم تكن ناجحة بإخراجه‬ ‫يف اللقاء الذي جمعهما مساء الخميس‬
‫العبات من املشاركة يف البطولة النهائية أواخر السنة‬ ‫غرام ومحمد دراغر وآدم بالالمني وعيل‬ ‫لعصام الجبايل وفــراس بالعربي رغم‬ ‫يف رادس‪ .‬وســجل أهــداف النســور‬
‫الحالية‪.‬‬ ‫معلــول وعيل العابــدي ومعتز الزدام‬ ‫أنهمــا كانا األكثر خطــرا عىل مرمى‬ ‫نعيم الســليتي وسيف الدين الجزيري‬
‫وتغــرد إيغا ســوياتاك‬ ‫وعيــى العيدوني وفرجاني ســايس‬ ‫املنافس‪.‬‬ ‫ويوسف املساكني يف مناسبتني‪ ،‬لكنه‬
‫بعيــدا يف طليعة الالعبات‬ ‫ومحمد عيل بــن رمضــان وحنبعل‬ ‫اكتفى بتعادل ســلبي ضد بوتسوانا يف‬
‫املحرتفات ب‪ 8631‬نقطة‬ ‫املجربي وانيس بن ســليمان ويوسف‬ ‫دورة اليابان لإلصالح‬ ‫غابورون‬
‫بعــد تتويجها ببطولة‬ ‫املســاكني ونعيم الســليتي وفراس‬ ‫يالقي منتخبنا غدا الجمعة انطالقا‬
‫روالن غاروس بفارق‬ ‫بلعربي وطه ياسني الخنييس وعصام‬ ‫من الســاعة ‪ 07.15‬صباحا منتخب‬ ‫منتخب ال يقنع‬
‫يفوق الـ‪ 4000‬نقطة‬ ‫الجبايل وسيف الدين الجزيري‪.‬‬ ‫الشــييل يف إطار نصــف نهائي دورة‬ ‫رغم النتيجتني املرضيتني ضد غينيا‬
‫عــن مالحقتهــا‬ ‫اليابان الودية‪ .‬ويخوض لقاءين ضمن‬ ‫االستوائية وبوتســوانا إال أن منتخبنا‬
‫اإليستونية أنييت‬ ‫القادري ثابت‬ ‫دورة أوزاكا األول ضد شــييل والثاني‬ ‫كان وفيا لعادته بعدم تقديم أداء مقنع‬
‫كو نتا فييــا ت‬ ‫بعــد لقائــي غينيــا االســتوائية‬ ‫ضد غانــا أو اليابان يــوم ‪ 14‬جوان‪.‬‬ ‫مما أثار عديد االنتقادات قبل أشــهر‬
‫وا الســبا نية‬ ‫وبوتسوانا تحدث عدة مصادر صحفية‬ ‫اللقاءان سيكونان فرصة إلصالح عديد‬ ‫قليلة من مونديال قطر ‪.2022‬‬
‫باوال بادوسا‬ ‫عن تواصل الجامعة مع املدرب الفرنيس‬ ‫الخيارات واالنطالق يف التحضري الجدي‬ ‫اللقاءين األولني من التصفيات كانا‬
‫صا حبــة‬ ‫لوران بالن ليكون بديال لجالل القادري‬ ‫ملونديال قطر خاصــة بالنظر لقيمة‬ ‫فرصــة للوقوف عىل مــدى جاهزية‬
‫ا ملر كــز‬ ‫رغم حسم الجدل بشأن هذا املوضوع‬ ‫املنافسني يف هذه الدورة‪.‬‬ ‫الالعبني عىل مستوى الفردي واملنتخب‬
‫الثالث‪.‬‬ ‫بتوقيع عقد جديد مع القادري إىل غاية‬ ‫عىل املستوى الجماعي للحدث الكروي‬
‫‪.2023‬‬ ‫قائمة الالعبين‬ ‫األبرز هذه الســنة‪ ،‬لكــن مجموعة‬
‫جامعــة كــرة القدم نفــت جملة‬ ‫اســتغنى الناخــب الوطني جالل‬ ‫املــدرب جالل القادري مــرت بجانب‬
‫وتفصيال األخبــار املتداولــة وأكدت‬ ‫القادري عــن الوافد الجديــد الياس‬ ‫الحدث وظهرت بمستوى باهت وأداء‬
‫أن القادري ثابت يف مكانه وســيقود‬ ‫العاشــوري الذي أظهــر إمكانيات ال‬ ‫غري مقنع خاصة يف الشــوط األول ويف‬
‫النسور يف املونديال‪.‬‬ ‫بــأس بها يف الدقائق التــي لعبها ضد‬ ‫الشوط الثاني من مباراة غابورون‪.‬‬
‫منبر حر‬ ‫تقديم كتاب‬
‫الخميس ‪ 09‬جوان ‪ 2022‬الموافق لـ ‪ 09‬ذو القعدة ‪- 1443‬‬
‫‪www.array-alam.com‬‬

‫‪24‬‬
‫العدد ‪ - 259‬السنة السادسة‬

‫فقط ألنه مرشوط بالبيئة العربية‪..‬‬


‫هذا هو اإلســام العــري الذي‬ ‫كتاب «التجديد الديني بين األصيل والدخيل»‬
‫يبش بــه «املجددون العرصانيون»‪،‬‬ ‫ّ‬

‫كشف حقيقة المجددين الدخيلين‬


‫«اإلسالم الحداثي»‪..‬‬

‫مشروع هدم ال تجديد‬


‫كتاب «التجديد الديني بني األصيل‬
‫والدخيل» كشــف كيف تأتي جناية‬ ‫ولذلك قامت حملتهم أساســا كما‬ ‫أولئك الذيــن يســعون إىل إحداث‬ ‫لدى عامة الناس‪ ،‬وذلك بنرش املعاهد‬ ‫تقديم فائزة الناصر‬
‫هــؤالء املجدديــن الدخيلــن عىل‬ ‫أبــرز املؤلف‪ ،‬عىل التشــكيك يف هذا‬ ‫تغيريات واســعة يف فهم اإلســام‪،‬‬ ‫والجمعيات وحلقات الدرس وبرامج‬
‫املصطلحات اإلسالمية يف هذا العرص‪،‬‬ ‫ط من‬ ‫العلم الشامخ وتحقريه والح ّ‬ ‫الذي يعتــرون أن فهمــه قد تأثر‬ ‫التعليم‪ ..‬ثم تجديــد الدعوى إىل الله‬ ‫«التجديد الديني بين‬
‫حيث تــم اســتبدالها بمصطلحات‬ ‫قيمته‪ ،‬ألنه يمثل آلية منهجية علمية‬ ‫بالظروف التاريخية املاضية‪ ،‬ويرون‬ ‫بتكوين الدعاة وتمكينهم من كافة‬ ‫األصيل والدخيل» إصدار‬
‫أخرى تخالف معناهــا أو تحميلها‬ ‫إسالمية لفهم وقراءة النص الديني‪،‬‬ ‫أن النمــوذج اإلســامي التاريخي‬ ‫األدوات واألســاليب املتطوّرة التي‬ ‫جديد من تأليف الدكتور‬
‫بمفاهيــم مغلوطة قصــد التمويه‬ ‫وهو وبالتايل ينافس املناهج النقدية‬ ‫وتطبيقه حتى يف عرص الرســول لم‬ ‫تواكب العرص حتى يتجدّد الخطاب‬ ‫مختار الجبالي‪ ،‬صدر عن دار‬
‫والتعمية‪ .‬مثل حــذف كلمة الخمر‬ ‫الغربية التي يقدّسونها‪ ،‬وبذلك فهذا‬ ‫يعد مناسبا اآلن‪ .‬ولهذا يودّون إدخال‬ ‫الديني عىل أســس قويمة وقواعد‬ ‫«العلم للنشر والتوزيع»‪..‬‬
‫املحرمــة واســتبدالها باملرشوبات‬ ‫العلم اإلسالمي األصيل يمثل حجرة‬ ‫الحداثة الغربية يف اإلســام فيتطوّر‬ ‫مستقيمة‪..‬‬
‫الروحية‪ ،‬أو تحريف لفظ الربا املحرم‬ ‫عثــرة أمام مرشوعهــم «التبديدي‬ ‫تماشيا مع العرص‪.‬‬ ‫والتجديــد كما يقــول الدكتور‬ ‫قال اإلمــام ابن حزم‪ »:‬ال آفة عىل‬
‫وتعويضه بكلمة الفائدة البنكية أو‬ ‫الدخيل»‪.‬‬ ‫العالمة يوســف القرضاوي‪« :‬ليس‬ ‫العلوم وأهلها أرضّ من الدخالء فيها‬
‫القرض والضمان‪ ،‬أو تسمية الرشوة‬ ‫«تبديد» أصول الفقه‬ ‫أن نصــدر طبعة جديــدة منقحة‬ ‫وهم من غري أهلها‪ ،‬فإنهم يجهلون‬
‫بالقهوة أو البقشيش أو العمولة‪،(...‬‬ ‫الخطر الوبيل من التجديد الدخيل‬ ‫وبــن الدكتور الجبــايل كيف أن‬‫ّ‬ ‫من اإلســام أو أن نغريه يف كل حني‬ ‫ويظنون أنهم يعلمون ويفســدون‬
‫وغريها من األمثلة كثيري‪..‬‬ ‫وأخطر يشء يف الدعوة التجديدية‬ ‫التجديد عند العرصانيني‪ ،‬هو تطوير‬ ‫حسب أهواء الناس‪ ،‬فيصبح اإلسالم‬ ‫ويقــدرون أنهم يصلحــون»‪ ..‬هذا‬
‫وكشــف كيف يُخطــط أدعياء‬ ‫الدخيلة بحسب الدكتور الجبايل‪ ،‬هو‬ ‫النــص وتعديلــه‪ ،‬بالزيــادة عليه‬ ‫عجينة لينة‪ ،‬يشــكل حسب أهواء‬ ‫تقريبا جوهر كتاب «التجديد الديني‬
‫التجديد‪ ،‬املجــددون املزيفون‪ ،‬لغزو‬ ‫أنها تقوم عىل أيدي أناس يتظاهرون‬ ‫والحذف منــه وتهذيبه‪ ،‬ليتالءم مع‬ ‫الحكام تارة والشــعوب تارة أخرى‪،‬‬ ‫بني األصيــل والدخيــل»‪ ،‬فقد نبّه‬
‫اإلســام معنويا‪ ،‬وكيف يســعون‬ ‫باالنتساب لهذا الدين‪ ،‬بل ويتسمى‬ ‫املفاهيم السائدة يف العرص الحديث‪.‬‬ ‫إذا سادت الرأســمالية كان اإلسالم‬ ‫الدكتور مختار الجبــايل‪ ،‬يف مؤلفه‬
‫للهيمنــة الثقافيــة عــى األمــة‬ ‫بعضهم بألقــاب علمية مصطنعة‬ ‫بل معظمهم يــرى أن هذا التطوير‬ ‫رأسماليا وإذا سادت االشرتاكية كان‬ ‫لخطورة الحملة الشعواء التي يشنّها‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وكيف يمكرون ويبتكرون‬ ‫مثل (مفكــر إســامي‪ ،‬باحث يف‬ ‫ينبغي أن يطــال كل يشء يف الدين‬ ‫اشرتاكيا‪ ،‬وإذا سادت الديمقراطية‬ ‫أدعيــاء التجديد ‪-‬أصحاب القراءات‬
‫خططــا جديدة لهدم اإلســام من‬ ‫الحضارة اإلســامية‪ ،‬متخصص يف‬ ‫ال فــرق بني أصول وال فروع وال بني‬ ‫كان اإلســام ديمقراطيــا وإذا‬ ‫املعارصة‪ -‬أو كما سمّ اهم «املجددين‬
‫الداخل حيث تعمل مراكز الدراسات‬ ‫دراسة الرتاث‪ )...‬ممّ ا يجعل لدعوتهم‬ ‫عقائد ورشائع ومعامالت‪.‬‬ ‫ســادت الديكتاتورية كان اإلسالم‬ ‫الدخالء»‪ ،‬عــى «علم أصول الفقه»‬
‫االســراتيجية لديهم بالليل والنهار‬ ‫رواجا وقبوال لدى الكثري من الناس‪..‬‬ ‫لذلك نجدهم يتالعبون بالنصوص‬ ‫دكتاتوريا»‪..‬‬ ‫بدعوى التجديد‪..‬‬
‫عىل ابتــكار أقــوى املكائد إلحكام‬ ‫فهم يطرحون أفكارهم وآراءهم عىل‬ ‫الرشعية ويقولون بالظنية املطلقة‬ ‫ومع كل هذه الفضائل فقد تشوّه‬ ‫ثمّ ــن الكاتــب دور التجديــد يف‬
‫السيطرة عىل املسلمني ومنعهم من‬ ‫أنها رؤى إســامية ناشئة عن علم‬ ‫لدالالتهــا‪ ..‬إذ يقــ ّرر أصحاب هذه‬ ‫صورة الرشيعة بحسب املؤلف‪ ،‬بما‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وأ ّكد عىل أنه رضورة حتمية‬
‫اســتئناف القوة اإلسالمية والريادة‬ ‫واجتهاد يف فهم الدين‪..‬‬ ‫املدرسة أن النصوص الرشعية كتابا‬ ‫ارتكبه بعض املســلمني املتحمسني‬ ‫وحاجة ملحة تفرضها طبيعة هذه‬
‫الحضارية من جديد‪..‬‬ ‫كمــا تكمــن خطــورة التجديد‬ ‫وسنة‪ ،‬هو نص ظني الداللة بصفة‬ ‫لتطبيقها من األخطــاء والخطايا‬ ‫الرشيعة التي احتوت عىل العديد من‬
‫كشف كيف استغلوا أخطاء بعض‬ ‫الدخيــل‪ ،‬أيضــا يف موقــف هذه‬ ‫مطلقة فهــو ال يحتمل معنى واحدا‬ ‫حيث ســارعوا إىل تنفيــذ الحدود‬ ‫الخصائص والصفات التي تكفل لها‬
‫الجهلة والغالة واملتكلســن‪ ،‬لحرص‬ ‫املدرســة العدائي من الدين وأهله‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬بل هو مفتوح عىل احتماالت‬ ‫الجنائية من أول يوم ســيطروا فيه‬ ‫الدوام والبقاء والصالحية لكل زمان‬
‫تطبيق «الرشيعة» يف إقامة الحدود‬ ‫فالدين بالنســبة إليهــم يقوم عىل‬ ‫ألكثر من معنى من املعاني والنص‬ ‫عىل بقعة مــن األرض دون مراعاة‬ ‫ومكان وإنســان‪ ،‬ولن تؤتي حركة‬
‫فحســب‪ ،‬وعرضوا الحكم اإلسالمي‬ ‫اعتبــارات ميتافيزيقيــة وأصول‬ ‫والحكــم الذي ال يحتمــل إال داللة‬ ‫لحال الناس وســنة التد ّرج يف تنزيل‬ ‫تجديد الدين هــذه أكلها إاال بجملة‬
‫يف صورة دموية‪( :‬قتل ورجم وجلد‬ ‫غيبيــة‪ ،‬والعلمانيــة إنمــا جاءت‬ ‫واحدة ال وجود له عندهم‪..‬‬ ‫األحكام ودون علم بفقه املآالت‪.‬‬ ‫من الضوابــط ويمكن تلخيصها يف‬
‫وقطع لأليــدي(‪ ،‬بينما هذه الحدود‬ ‫فقط ملحاربــة الغيبيات‪ ،‬باعتبارها‬ ‫فالقرآن هو نص مفتوح لجميع‬ ‫لذا فتجديد الديــن ال ب ّد أن يكون‬ ‫ضابطني أساسني‪ :‬أن يكون التجديد‬
‫الرشعية الجنائية جزء من الرشيعة‬ ‫مقوّمــات خرافيــة أســطورية‬ ‫املعانــي‪ ،‬وال يمكن ألي تفســر أو‬ ‫من داخلــه وبأدواته الرشعية‪ ،‬وعن‬ ‫بمفهومــه الصحيح‪ ،‬وأن ينهض له‬
‫وليست كل الرشيعة‪ ،‬وعرشات اآليات‬ ‫تنتمــي إىل عرص ســيطرة الخرافة‬ ‫تأويل أن يغلقه أو يســتنفذه‪ ،‬ومن‬ ‫طريق أهله وعلمائه ال باإلغارة عليه‬ ‫من اكتملت أهليته‪ .‬واســتدل بقول‬
‫جاءت تأمر بإيتــاء الزكاة واإلنفاق‬ ‫والالعقل‪ ..‬وهكــذا لن يخضع فهم‬ ‫حق كل مسلم أن يتعامل مع النص‬ ‫وعــى تقمّ ص دور الفقيــه العالم‬ ‫رسول الله صىل الله عليه وسلم‪« :‬إن‬
‫ّ‬
‫وتحــض عىل إطعام‬ ‫يف ســبيل الله‬ ‫القرآن الكريــم عند هؤالء للضوابط‬ ‫بالطريقة التي يراها‪..‬‬ ‫بأصول الفقه‪ ،‬وزعم أنه مجدّد امل ّلة‪،‬‬ ‫الله يبعث لهــذه األمة عىل رأس كل‬
‫املســاكني وتحذر من الكنز والشح‬ ‫الرشعية والقواعد اللغوية واملناهج‬ ‫ومن أهــم خصائــص التجديد‬ ‫وشيخ اإلسالم‪ ..‬كما ال يكون التجديد‬ ‫مائة سنة من يجدد لها دينها»‪.‬‬
‫والتطفيف والربــا وامليرس والظلم‬ ‫األصوليــة بل ســيقرؤونه بأدوات‬ ‫الدخيل كمــا يربزها املؤلف‪ ،‬تطويع‬ ‫بإدخال عنارص غريبة عنه وفرضها‬ ‫نصص عىل ذلك‬‫ّ‬ ‫وتجديد الدين كما‬
‫بكل أنواعه وتقيــم العدل والتكافل‬ ‫غريبة مثل «التأريخية» و»األنسنة»‬ ‫الديــن للحياة الدنيا وتســويغ قيم‬ ‫عليه عنوة‪ .‬فبني مــن يقرأ القرآن‬ ‫الدكتور الجبايل‪ ،‬يتناول باألســاس‬
‫بحيث ال يرسق ‪-‬يف املجتمع املســلم‬ ‫و»التفكيكية» و»الهرمينوطيقا»‪...‬‬ ‫الحضارة الغربيــة وتربير اعوجاج‬ ‫قراءة جديــدة معارصة تلغي قراءة‬ ‫تجديد العلوم الرشعية التي ضعفت‬
‫الحق‪ -‬محتاج أو محروم‪.‬‬ ‫وهكذا فاإلسالم الجديد العرصي‬ ‫الواقع‪ ..‬ويتم ذلك ولو عىل حســاب‬ ‫األمة طوال أربعــة عرش قرنا‪ ،‬وبني‬
‫كتاب «التجديد الديني بني األصيل‬ ‫املستنري لديهم‪ ،‬ليس من الرضوري‬ ‫قواعــد الدين ومُح ّكمــات الرشع‪،‬‬ ‫من يلغي تراثها ك ّله ويلقيه يف س ّلة‬
‫والدخيــل» لصاحبه الدكتور مختار‬ ‫أن يقــوم عــى خمســة أركان‪،‬‬ ‫فاالجتهاد ينطلق من الواقع السائد‬ ‫املهمالت‪ ،‬ويبدأ مــن الصفر‪ ،‬وبني‬
‫الجبايل كشف أن «التجديد الحداثي‬ ‫فالشــهادتان يف الدين الجديد ليس‬ ‫ثم يبحث له عن مسوّغات‪..‬‬ ‫من ال يعتمــد ال عىل حديث مرفوع‪،‬‬
‫الدخيل» ويف ّ ألصلــه الغربي‪ ،‬وهو‬ ‫لهمــا مدلول إيماني‪ ،‬فهي ليســت‬ ‫كمــا أنــه اجتهاد ال حــدود له‪،‬‬ ‫وال عىل أثر موقوف عىل صحابي وال‬
‫مرشوع هدمــي يســعى إىل هدم‬ ‫إعالنــا عــن األلوهيــة والنبوة بل‬ ‫فاالجتهاد الحداثي ال يعرتف بحدود‬ ‫عىل قول صحيح عن تابعي‪ ،‬وال عىل‬
‫النــص القرآني وانتهاك قدســيته‬ ‫تعني الشهادة عىل العرص وحوادث‬ ‫الثوابت واملحكمــات التي ال مجال‬ ‫رأي مأثور عن إمام يف اللغة أو إمام‬
‫واســتبعاده‪ ..‬وهو ال يريد أن يبني‬ ‫التاريــخ‪ ..‬أمــا الجــزء الثاني من‬ ‫فيها للنظر‪ ،‬بل ال يقف أمامه حتى ما‬ ‫يف الفقه أو إمام يف التفسري‪ ..‬وهؤالء‬
‫مرشوعــا معرفيا بل هــو يتعامل‬ ‫الشهادة فاملسلمون هم من أضافه‪..‬‬ ‫يسمى معلوما من الدين بالرضورة‪..‬‬ ‫هم من أســماهم الدكتــور مختار‬
‫مع النص القرآنــي بوصفه عائقا‪،‬‬ ‫وكذا الصالة هي عند هؤالء املجددين‬ ‫فأصحابه يسعون إىل تجاوز مجال‬ ‫الجبــايل‪« ،‬املجــددون الدخيلني أو‬
‫ويريد أن يتسلل من خالل القراءات‬ ‫مسألة شخصية وليس واجبة مثلها‬ ‫النص واإلجماع بإطالق‪..‬‬ ‫العرصانيني» وكشــف عنهم النقاب‬
‫املعــارصة الدخيلــة إىل إزاحته عن‬ ‫مثل أي رياضة روحية مثل اليوغا‪..‬‬ ‫ويأتي تركيز هؤالء عىل علم أصول‬ ‫وع ّرى أساليبهم وآليتهم‪..‬‬
‫أن يكون مرجعية لهداية اإلنســان‬ ‫والصوم أيضا ليــس فرضا إنما هو‬ ‫الفقه ال ســعيا إلصالحه أو تجديده‬ ‫ويُعــ ّرف الكاتــب املجــددون‬
‫وترشيد الحضارات‪..‬‬ ‫للتخيري وهــو مفروض عىل العربي‬ ‫كما زعموا‪ ،‬وإنما إلزاحته وتجاوزه‪..‬‬ ‫العرصانيــن أو الدخيلــن بأنهم‬

You might also like