Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫فضلُ ماء زمزم‬

‫ب شُــــربــه‬
‫وآدا ُ‬

‫مجع وتزتية ‪:‬‬

‫حسني ته طاهز اهلدار‬

‫ٔ‬
‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬

‫الحمد هلل رب العالمٌن ‪ ،‬حمداً كثٌراً طٌبا ً مباركا ً فٌه ‪ ،‬حمداً ٌوافً سوابغ‬
‫نعمائه ‪ ،‬وٌكافئ مزٌد ما ٌتوالى علٌنا من مننه وآالئه ‪ ،‬حمداً ننال به منه‬
‫أفضل اإلمداد ‪ ،‬وأفضل المراد ‪ ،‬وفوق المراد ‪ ،‬فً دار الدنٌا ودار المعاد ‪،‬‬
‫وصلى هللا وسلم على سٌدنا محمد عبده ورسوله ‪ ،‬النبً األمً الطاهر‬
‫الزكً‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فهذا مجموع مختصر جمعت فٌه بعض ما جاء فً ماء زمزم ‪ ،‬وآداب‬
‫ودعوات ٌؤتى بها عند شربه ‪ ،‬نسأل هللا التوفٌق إلى سبٌل التحقٌق ‪ ،‬وبه‬
‫نستعٌن على أمور الدنٌا والدٌن ‪.‬‬

‫الطبعة األوىل‬

‫ذي احلِجة ‪ /‬عام ‪3441‬هـ‬

‫ٕ‬
‫معنى (زمزم) وأول من أظهرها‬

‫ماء زمز َم ‪ :‬بمنع الصرف ؛ للعلمٌة والتأنٌث ‪ ،‬وهو سٌد المٌاه وأشرفها ‪،‬‬
‫وأجلها قدراً ‪ ،‬وأحبها إلى النفوس ‪.‬‬
‫و َز َ‬
‫مزم ‪ :‬بفتح الزاٌٌن وسكون المٌم األولى ‪ ،‬وسُمٌت بذلك ؛ لكثرة مائها ‪،‬‬
‫والماء الزمزم ‪ :‬هو الكثٌر ‪ ،‬وقٌل‪ :‬لزم هاجر ماؤها حٌن انفجرت ‪.‬‬
‫‪ ‬وأصلها (زممم) فاستـثـقـلوا الجمع بٌن ثالث مٌمات ‪ ..‬فأبدلوا من الثانٌة‬
‫اهـ تحفة الحبٌب ‪.‬‬ ‫زاٌا ً ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً (فتوحات الوهاب) ما لفظه ‪:‬‬


‫وأصلها ‪-‬أي ماء زمزم‪ -‬من ضرب جبرٌل األرض بجناحه حٌن عطشت‬
‫سٌدتنا هاجر وولدها إسماعٌل ‪ ،‬لما وضعها سٌدنا إبراهٌم ‪-‬علٌه الصالة‬
‫والسالم‪ -‬هناك بأمر هللا تعالى ‪ ،‬ولما فاض منها الماء على وجه األرض ‪..‬‬
‫قالت ‪ ( :‬زم زم ) أي اجتمع ٌا مبارك ‪ ..‬فاجتمع فسمٌت (زمزم) ‪ ،‬وٌُقال‬
‫لها ‪( :‬زمازم) ‪.‬‬
‫وقٌل ‪ :‬ألن الماء حٌن خرج منها ‪ ..‬ساح ٌمٌنا ً وشماالً ‪ ..‬فزم أي مُنع بجمع‬
‫التراب حوله ‪ ،‬وروي ‪ ( :‬لوال أمكم هاجر حوطت علٌها ‪ ..‬لمألت أودٌة‬
‫مكة ) ‪.‬‬
‫وقٌل ‪ :‬ألنه سُمع منها حٌنئذ صوت ٌشبه صوت الفرس عند شربها المسمى‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬وأول من أظهرها ‪ :‬سٌدنا جبرٌل سُقٌا إلسماعٌل ‪-‬علٌهما الصالة والسالم‪-‬‬
‫عندما ظمئ ‪ ،‬وحفرها الخلٌل ‪-‬علٌه الصالة والسالم‪ -‬بعد جبرٌل فٌما ذكره‬
‫الفاكهً ‪.‬‬

‫ٖ‬
‫ثم غٌبت بعد ذلك ؛ الندراس موضعها الستخفاف جرهم بحرمة الحرم‬
‫والكعبة ‪ ،‬أو لدفنهم لها عندما ُنفوا من مكة ‪.‬‬
‫ثم منحها هللا عبد المطلب ‪ ،‬فحفرها بعد أن أعلمت له فً المنام بعالمات ‪،‬‬
‫استبان له بها موضعها ‪ ،‬ولم تزل ظاهرة إلى اآلن ‪.‬‬

‫أسما ُء زمزم‬

‫‪ ‬لها أسماء كثٌرة ؛ منها ‪:‬‬


‫ٔ‪ -‬زمزم ‪ -ٕ .‬الشباعة ‪ -ٖ .‬وبركة ‪ -ٗ .‬ونافعة ‪ -٘ .‬ومضنونة ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬وبرة ‪ -7 .‬ومٌمونة ‪ -8 .‬وكافٌة ‪ -9 .‬وعافٌة ‪ -ٔٓ .‬ومغذٌة ‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬ومروٌة ‪ -ٕٔ .‬وطعام طعم ‪ -ٖٔ .‬وشفاء سقم ‪.‬‬
‫ٗٔ‪ -‬ومكتومة ‪ -ٔ٘ .‬وسقٌا الدواء ‪ -ٔٙ .‬وركضة جبرٌل ‪.‬‬
‫‪ -ٔ7‬وهزمة جبرٌل ‪ -ٔ8 .‬وسقٌا هللا إسماعٌل ‪ -ٔ9 .‬وحفٌرة عبد‬
‫المطلب‪ -ٕٓ .‬وسٌدة ‪ -ٕٔ .‬ومصونة ‪ -ٕٕ .‬وعونة ‪ -ٕٖ .‬وبشرى ‪.‬‬
‫ٕٗ‪ -‬وصاحبة ‪ -ٕ٘ .‬وعصمة ‪ -ٕٙ .‬وسالمة ‪ -ٕ7 .‬ومعذبة ‪.‬‬
‫وطٌبة ‪ ،‬بكسر‬‫‪ -ٕ8‬وطاهرة ‪ -ٕ9 .‬وحرمٌة ‪ -ٖٓ .‬ومؤنسة ‪ِ -ٖٔ .‬‬
‫الطاء ‪ ،‬وأما َطٌبة بفتح الطاء ‪ ..‬فهً من أسماء مدٌنة رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫علٌه وآله وسلم‪. -‬‬

‫‪ ‬وقد جُمعت أسماؤها فً نبذة لطٌفة ‪ ..‬فجاءت على ما ٌنٌف على (ستٌن)‬
‫اسما ً ‪ ،‬مما اس ُتخرجت من كتب الحدٌث واللغة ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬إرشاد الساري ‪ ،‬ومنتهى السؤل ‪ ،‬وأسماء مكة ‪.‬‬

‫ٗ‬
‫ما جاء فً فضل ماء زمزم من األخبار والمآثر‬

‫‪ ‬روى اإلمام مسلم عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم أنه قال ‪ ( :‬إنها مباركة ‪،‬‬
‫إنها طعام ُطعم ) ‪.‬‬
‫ُ‬
‫سمعت رسول هللا ‪-‬صلى‬ ‫‪ ‬وعن سٌدنا جابر بن عبد هللا ‪-‬رضً هللا عنهما‪: -‬‬
‫شرب له ) ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪.‬‬‫هللا علٌه وآله وسلم‪ٌ -‬قول ‪ ( :‬ماء زمزم لما ُ‬
‫‪ ‬وروى الدراقطنً ‪ :‬عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫شرب له ‪ ،‬إن شربته تستشفً‬ ‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ( : -‬ماء زمزم لما ُ‬
‫به ‪ ..‬شفاك هللا ‪ ،‬وإن شربته لشبعك ‪ ..‬أشبعك هللا به ‪ ،‬وإن شربته لٌقطع‬
‫ظمؤك ‪ ..‬قطعه هللا ‪ ،‬وهً هزمة جبرٌل ‪ ،‬وسقٌا إسماعٌل ) ‪.‬‬
‫_ قوله ‪( :‬وإن شربته لٌقطع ظمأك ‪..‬الخ) ؛ ألنه سقٌا هللا وغٌاثه لولد خلٌله ‪،‬‬
‫فبقً غٌاثا ً لمن بعده ‪ ،‬فمن شربه بإخالص ‪ ..‬وجد ذلك الغوث ‪.‬‬
‫_ قوله (هزمة) ‪ :‬أي حفرة جبرٌل ؛ ألنه ضربها برجله فنبع الماء ‪ ،‬قال فً‬
‫(القاموس) ‪ :‬هزمه ٌهزمه ‪ :‬غمزه بٌده ‪ ..‬فصارت فٌه حفرة ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫(والهزائم) ‪ :‬البئار الكبٌرة ‪.‬‬
‫_ وقوله (وسقٌا إسماعٌل) أي‪ :‬أظهره هللا لٌسقً به إسماعٌل فً أول األمر ‪.‬‬
‫اهـ نٌل األوطار ‪ ،‬ومنتهى السؤل ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫ماء على وجه األرض ماء زمزم ‪ ،‬فٌه طعام من الطعم‪،‬‬ ‫وآله وسلم‪ ( : -‬خٌ ُر ٍ‬
‫رواه الطبرانً فً المعجم األوسط ‪.‬‬ ‫وشفاء من السقم ) ‪.‬‬

‫٘‬
‫_ قوله (طعام من الطعم) ‪ :‬والمعنى أنه ٌغنً عن المطعومات من حٌث إنه‬
‫ٌشبع ‪( ،‬وشفاء من السقم) ‪ :‬أي شرب مائها ٌشفً من السقام ‪ ،‬وهو من ماء‬
‫اهـ فتوحات الوهاب ‪.‬‬ ‫الجنة ‪.‬‬
‫‪ ‬وعن عطاء بن أبً رباح ‪-‬رحمه هللا‪ -‬عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪-‬‬
‫قال ‪ ( :‬صلوا فً مصلى األخٌار ‪ ،‬واشربوا من شراب األبرار ) ‪ ،‬قٌل‪ :‬ما‬
‫مصلى األخٌار ؟ قال ‪( :‬تحت المٌزاب) ‪ ،‬قٌل‪ :‬وما شراب األبرار ؟ قال ‪:‬‬
‫اهـ الطب النبوي لؤلصفهانً ‪.‬‬ ‫( ماء زمزم ‪ ،‬أكرم به من شراب ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال وهب ‪ :‬إنكم ال تدرون ماء زمزم؛ إنها لفً كتاب هللا ‪-‬أي {التوراة}‪: -‬‬
‫( المضنونة ‪ ، ،‬وبرة ‪ ،‬وشراب األبرار ‪ ،‬ال تنزف وال تذم ‪ ،‬طعام من طعم‪،‬‬
‫وشفاء من سقم ‪ ،‬ال ٌعمد إلٌها امرؤ فٌتضلع منها ‪ ..‬إال نفت ما به من داء ‪،‬‬
‫وأحدثت له شفاء ‪ ،‬والنظر إلى زمزم عبادة ‪ ،‬تحط الخطاٌا حطا ً ) ‪.‬‬
‫رواه عبد الرزاق وابن منصور بسن ٍد فٌه انقطاع ‪.‬‬

‫‪ ‬وذكر سٌدنا اإلمام عبد هللا بن علوي الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً كتابه‬
‫(النصائح) ‪:‬‬
‫ولٌكثر من شرب ماء زمزم ‪ ،‬فإنه خٌر ماء على وجه األرض ‪ ،‬كما قال‬
‫شرب له ‪ ،‬وإنها طعام‬‫علٌه الصالة والسالم ‪ ،‬وقال أٌضا ً ‪ ( :‬ماء زمزم لما ُ‬
‫سقم ) ‪ ،‬وقد شرب منها جماعات من األكابر لمطالب شرٌفة‬ ‫ُطعم ‪ ،‬وشفاء ُ‬
‫‪ ..‬فنالوها بفضل هللا وببركات رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪. -‬‬

‫‪ ‬وفً (فتوحات الوهاب) ما لفظه ‪:‬‬


‫ٌسن شرب ماء زمزم فً سائر األحوال ؛ ألنها مباركة ‪ ،‬وتقوي القلب ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫‪ٙ‬‬
‫‪ ‬واستحباب الشرب من ماء زمزم ؛ قال ابن منٌر ‪ :‬وكأنه عنوان عن حسن‬
‫العهد وكمال الشوق ‪ ،‬فإن العرب اعتادت الحنٌن إلى مناهل األحبة وموارد‬
‫أهل المو ّدة ‪ ،‬وزمزم هو منهل أهل البٌت ‪ ،‬فالمحترق علٌها والمتعطش إلٌها‬
‫‪ ..‬قد أقام شعار المحبة ‪ ،‬وأحسن العهد لؤلحبة ‪.‬‬
‫ولهذا جعل التضلع منها عالمة فارقة بٌن اإلٌمان والنفاق ‪ ،‬وهلل دَ ر القائل ‪:‬‬
‫لماء به أهل الحبٌب نزول‬ ‫وما شغفً بالماء إال تذكراً‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫بـؤننً عن ُه فً ِغناء‬ ‫باهلل قـولـوا لـنٌل مصر‬
‫معلق الستر بالوفاء‬ ‫بزمزم العذب عند بٌت‬
‫اهـ ‪ :‬إرشاد الساري ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن (أسرار الحج) للحبٌب سعد ‪-‬رحمه هللا‪: -‬‬


‫تعتبر ماء زمزم أقدم بئر فً العالم ‪ ،‬وقد ثبت طب ٌّا ً أنَّ ماء زمزم ٍ‬
‫خال من‬
‫أي فٌروسات أو بكتٌرٌا ‪ ،‬أو كائنات دقٌقة ‪ ،‬وثبت أٌضا ً ‪ :‬أن هذا الماء ٌشفً‬
‫من األمراض المستعصٌة ‪ ،‬بل أن هناك دالئل تشٌر إلى أنَّ ماء زمزم ٌحوي‬
‫طاقة أكبر من الماء العادي ‪.‬‬
‫وربما تعجز الصفحات عن سرد قصص كثٌرة ألناس ٌئس الطب من‬
‫شفائهم ‪ ،‬وعند ما ذهبوا للحج أو العمرة وأخلصوا النٌة وشربوا من هذا الماء‬
‫اهـ صـ‪ ٙ‬و‪. 7‬‬ ‫بنٌة الشفاء ‪ ..‬شفاهم هللا ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التضلع من زمزم‬

‫‪ ‬عن محمد بن عبد الرحمن بن أبً بكر قال ‪ :‬كنت عند ابن عباس جالسا ً ‪،‬‬
‫جئت ؟ قال ‪ :‬من زمزم ‪ ،‬قال‪ :‬فشربت منها كما‬ ‫َ‬ ‫فجاءه رجل ‪ ،‬فقال‪ :‬من أٌن‬
‫ٌنبغً ؟ قال‪ :‬وكٌف؟ قال‪ :‬إذا شربت منها ‪ ..‬فاستقبل القبلة ‪ ،‬واذكر اسم هللا‬
‫وتن ّفس ثالثا ً ‪ ،‬وتضلّع منها ‪ ،‬فإذا فرغت فاحمد هللا عز وج َّل ؛ فإن رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬قال ‪:‬‬
‫( إنَّ آٌة ما بٌننا وبٌن المنافقٌن ‪ :‬إنهم ال ٌتضلعون من زمزم ) ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ‪.‬‬

‫_ قوله (ال ٌتضلعون) ‪ :‬أي ال ٌروون من ماء زمزم ‪ ،‬قال فً (القاموس) ‪:‬‬
‫وتضلع ‪ :‬امتؤل شبعا ً أو ر ٌّا ً حتى بلغ الماء أضالعه ‪ .‬اهـ ‪ :‬نٌل األوطار ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً (شرح سنن ابن ماجه) ما لفظه ‪ :‬والنظر إلٌها والطهور منها ‪ٌ :‬حط‬
‫وبرّ اً ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫الخطاٌا ‪ ،‬وما امتلى جوف أحد من زمزم ‪ ..‬إال ُملِئ علما ً ِ‬

‫من فوائد هذا الماء ومنافعه‬

‫‪ ‬ذكر فً كتاب (الساجعة) ‪ :‬ص َّح أنها للجائع طعام ‪ ،‬وللمرٌض شفاء من‬
‫السقام ‪ ،‬وقد فضل ماؤها على ماء الكوثر ؛ حٌث غسل منها القلب الشرٌف‬
‫اهـ ‪ :‬فٌض القدٌر ‪.‬‬ ‫األطهر ‪.‬‬
‫‪ ‬ومر فً حدٌث سٌدنا جابر ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬أن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫شرب له ) ‪ :‬فٌه دلٌل على أن ماء زمزم ٌنفع‬ ‫وسلم‪ -‬قال ‪ ( :‬ماء زمزم لما ُ‬
‫أمر شربه ألجله ‪ ،‬سواء كان من أمور الدنٌا أو اآلخرة ؛ ألن‬
‫الشارب ألي ٍ‬
‫شرب له) ‪ :‬من صٌغ العموم ‪ .‬اهـ ‪ :‬نٌل األوطار ‪.‬‬‫(ما) فً قوله (لما ُ‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬وفً (إعانة الطالبٌن) ‪:‬‬
‫وٌسن أن ٌشرب ماء زمزم لمطلوبه فً الدنٌا واآلخرة ؛ لحدٌث ‪ ( :‬ما ُء‬
‫زمزم لما ُ‬
‫شرب له ) ‪.‬‬
‫‪ ‬قال فً (تحفة الحبٌب) ‪ :‬وقد شربه جماعة من العلماء ‪ ..‬فنالوا مطلوبهم ‪.‬‬

‫‪( ‬مهمة) ‪ :‬ذكر فً (تحفة الحبٌب) ما لفظه ‪:‬‬


‫شرب له) ‪ :‬هو شامل لما لو شرب فً غٌر محله ‪،‬‬ ‫وقوله (ماء زمزم لما ُ‬
‫وهو ظاهر أن ذلك خاص بالشارب نفسه ‪ ،‬فال ٌتعداه غٌره ‪ ،‬وٌحتمل تعدي‬
‫ذلك إلى الغٌر ؛ فإذا شربه إنسان بقصد نفع ولده وأخٌه مثالً ‪ ..‬حصل له ذلك‬
‫المطلوب ‪ ،‬وال مانع منه إذا شرب بنٌة صادقة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن كالم سٌدنا اإلمام الحبٌب عبد هللا بن علوي الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫لمرض شفاه هللا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫شرب له) ‪ٌ :‬عنً من شربه‬ ‫قال ‪ :‬فً حدٌث (ماء زمزم لما ُ‬
‫أو لجوع أشبعه هللا ‪ ،‬أو لحاجة قضاها هللا ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ :‬أي ألنها فً األصل لالستغاثة ‪ ،‬أغاث هللا بها‬
‫إسماعٌل علٌه السالم ‪ ،‬وقد جربه األئمة فً المطالب ‪ ..‬فوجوده صحٌحا ً من‬
‫خبره علٌه الصالة والسالم ‪ ،‬ولكن ٌحتاج لنٌة وإخالص ‪ ،‬ما هو لكل‬
‫اهـ التوضٌحات صـ‪. ٕٕ9‬‬ ‫الناس ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أولى ما ٌُشرب ألجله‬

‫‪ ‬وقد شرب جماعة من العلماء ماء زمزم لمطالب لهم جلٌلة ‪ ..‬فنالوها ‪.‬‬
‫‪ ‬واش ُتهر عن اإلمام الشافعً ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬أنه شربه ؛ للرمً ‪ ،‬فكان‬
‫ٌصٌب من كل عشرة تسعة ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان بعضهم ٌقول ‪ :‬إنً أشربه ؛ لظم ِأ ٌوم القٌامة ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد شربه الحافظ ابن حجر ‪-‬رحمه هللا‪ -‬؛ لٌكون فً الحدٌث مثل الحافظ‬
‫الذهبً ‪ ..‬فنال ذلك وأعلى من مرتبة الذهبً ‪.‬‬
‫‪ ‬وشربه الحافظ السٌوطً ألمور ؛ منها ‪ :‬أن ٌصل فً الفقه إلى رتبة الشٌخ‬
‫سراج الدٌن البلقٌنً ‪ ،‬وفً الحدٌث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقالنً ‪..‬‬
‫فنال رتبة عالٌة ‪ ،‬و ُنقل عنه أنه ا ّدعى االجتهاد المطلق ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما جاء بعد‬
‫السبكً مثلً ‪.‬‬

‫‪ ‬وأعلى المطالب التً ٌُشرب ألجلها ماء زمزم ؛ الموت على اإلسالم ‪،‬‬
‫اهـ ‪ :‬منتهى السؤل ‪ ،‬وشرح سنن ابن ماجه ‪.‬‬ ‫ورؤٌة هللا تعالى فً دار السالم ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً (شرح سنن ابن ماجه) ما لفظه ‪ :‬وأولى ما ٌُشرب ؛ لتحقٌق اإلٌمان‬
‫والثبات علٌه ‪ .‬اهـ ‪.‬‬

‫ٓٔ‬
‫آداب شربه‬
‫ُ‬

‫‪ٌُ ‬سن استقبال القبلة عند شربه ‪ ،‬وأن ٌتضلع منه ‪ ،‬وأن ٌنوي حال شربه‬
‫ما شاء من جلب نفع أو زوال مرض ‪ ،‬وٌُسن أن ٌقول عند شربه ‪:‬‬
‫( اللهم إنه بلغنً عن نبٌك ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أنه قال ‪ :‬ماء زمزم‬
‫شرب له ) ( وأنا أشربه لكذا وكذا ) (ٔ) وٌذكر ما ٌرٌد دٌنا ً ودنٌا ( الله َّم‬
‫لما ُ‬
‫فافعل ) ‪ ،‬ثم ٌسمً هللا تعالى ‪ ،‬وٌشرب ‪ ،‬وٌتنفس ثالثة ‪.‬‬
‫‪ ‬قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً (اإلٌضاح) ‪ :‬فٌستحب لمن أراد الشرب‬
‫للمغفرة أو الشفاء من مرض ونحوه ‪ :‬أن ٌستقبل القبلة ‪ ،‬ثم ٌذكر اسم هللا‬
‫تعالى ثم ٌقول ‪ ( :‬اللهم إنه بلغنً ‪...‬الخ ) ( وإنً أشربه لتغفر لً ‪ ،‬اللهم؛‬
‫فاغفر لً ‪ ،‬أو اللهم ؛ إنً أشربه مستشفٌا ً به من مرضً ‪ ،‬اللهم فاشفنً )‬
‫اهـ ‪ :‬منتهى السؤل ‪.‬‬ ‫‪...‬ونحو هذا ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان سٌدنا ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬إذا شرب ماء زمزم ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫( اللهم إنً أسؤلك علما ً نافعا ً ‪ ،‬ورزقا ً واسعا ً ‪ ،‬وشفاء من كل داء ) ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬نٌل األوطار ‪.‬‬

‫‪ ‬وٌسن الدخول إلى البئر والنظر فٌها ‪ ،‬وأن ٌنزح منها بالدلو الذي علٌها‬
‫وٌشرب ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الماوردي ‪ :‬وٌسن أن ٌنضح منه على رأسه ووجهه وصدره ‪ ،‬وأن‬
‫ٌتزود من مائها ‪ ،‬وٌستصحب منه ما أمكنه ؛ ففً البٌهقً ‪ :‬أن سٌدتنا عائشة‬
‫‪-‬رضً هللا عنها‪ -‬كانت تحمله وتخبر أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬كان ٌحمله فً القُ َرب ‪ ،‬وكان ٌصبه على المرضى ‪ ،‬وٌسقٌهم منه ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً (فتوحات الوهاب) ‪ :‬وأن ٌنقله إلى وطنه ؛ استشفا ًء وتبركا ً له ولغٌره‪.‬‬

‫(‪ )1‬وفً (تحفة الحبٌب) ‪ :‬وٌسن أن ٌقول عند شربه ‪ ( :‬اللهم إنه قد بلغنً عن نبٌك أنه قال‬
‫ماء زمزم لما ُ‬
‫شرب له ‪ ،‬وأنا أشربه لسعادة الدنٌا واآلخرة ‪ ،‬اللهم فافعل ) ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫ٔٔ‬
‫حكم الشرب من زمزم قائما ً‬

‫‪ ‬ثبت النهً عن الشرب قائما ً ‪ ،‬فأخرج مسلم من حدٌث أبً هرٌرة ‪-‬رضً‬
‫هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪: -‬‬
‫( ال ٌشربن أحدُكم قائما ً ‪ ،‬فمن نسً ‪ ..‬فلٌستقئ ) أي ٌتقٌأ ‪.‬‬
‫وفً رواٌة عن أنس ‪ ( :‬زجر عن الشرب قائما ً ) قال قتادة ‪ :‬قلنا األكل ؟‬
‫قال ‪ ( :‬أشد وأخبث ) ‪.‬‬
‫ولكنه عارضه ما أخرجه مسلم من حدٌث ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪-‬‬
‫ُ‬
‫سقٌت رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬من زمزم ‪ ..‬فشرب‬ ‫قال ‪( :‬‬
‫شرب قائما ً‬
‫َ‬ ‫وهو قائم ) ‪ ،‬وفً صحٌح البخاري ‪ ( :‬أن علٌا ً ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫ُ‬
‫رأٌت رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬فعل كما رأٌتمونً ) ‪.‬‬ ‫وقال‬

‫وجمع بٌنهما ‪ :‬بأنَّ النهً للتنزٌه ‪ ،‬وفعله ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬بٌانا ً‬
‫لجواز ذلك ‪ ،‬فهو واجبٌ فً حقه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬لبٌان التشرٌع ‪،‬‬
‫صور كثٌرة ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وقد وقع منه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬مثل هذا فً‬
‫وأما التقٌؤ لمن شرب قائما ً ‪ ..‬فإنه ٌستحب ؛ للحدٌث الصحٌح الوارد بذلك ‪.‬‬
‫وناس ونحوهما ‪ ،‬وقال‬
‫ٍ‬ ‫وظاهر حدٌث التقٌؤ ‪ :‬أنه ٌستحب مطلقا ً ؛ لعام ٍد‬
‫القاضً عٌاض ‪ :‬إنه من شرب ناسٌا ً ‪ ..‬فال خالف بٌن العلماء أنه لٌس علٌه‬
‫اهـ ‪ :‬سبل السالم ‪.‬‬ ‫أن ٌتقٌأ ‪.‬‬

‫‪ ‬وعبارة (الروض وشرحه) ‪ :‬والشرب قاعداً أولى منه قائما ً أو مضطجعا ً ‪،‬‬
‫فالشرب قائما ً بال عذر ‪ ..‬خالف األولى كما اختاره فً الروضة ‪ ،‬لكنه‬
‫صوّ ب فً (شرح مسلم) ‪ :‬كراهته ‪ ،‬وأما شربه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪-‬‬
‫قائما ً ‪ ..‬فلبٌان الجواز ‪.‬‬
‫ٕٔ‬
‫قال فً (شرح مسلم) ‪ :‬وٌستحب لمن شرب قائما ً عالما ً أو ناسٌا ً ‪ ..‬أن ٌتقٌأه؛‬
‫لخبر مسلم ‪( :‬ال ٌشربن أحدكم قائما ً ‪ ،‬فمن نسً ‪ ..‬فلٌستقئ) ‪.‬‬

‫(واعلم) أنه استثنى بعضهم شرب ماء زمزم وقال ‪ :‬إنه ٌسن الشرب منه‬
‫قائما ً ؛ اتباعا ً ‪ ،‬فقد صح عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬أنَّ النبً ‪-‬صلى‬
‫هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬شرب من زمزم وهو قائم ‪.‬‬
‫ور ّده الباجوري فً (حاشٌة الشمائل) بما نصه ‪:‬‬
‫( وإنما شرب ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬وهو قائم ‪ ،‬مع نهٌه عنه ؛ لبٌان‬
‫الجواز ‪ ،‬ففعله لٌس مكروها ً فً حقه ‪ ،‬بل واجب ‪ ،‬فسقط قول بعضهم ‪ :‬إنه‬
‫ٌسن الشرب من زمزم قائما ً ؛ اتباعا ً له ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ، -‬وال‬
‫حاجة لدعوى النسخ أو تضعٌف النهً ؛ ألنه حٌث أمكن الجمع ‪ ..‬وجب‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫المصٌر إلٌه ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً (منتهى السؤل) ‪:‬‬


‫وأما شربه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬قائما ً ؛ فلبٌان الجواز ‪ ،‬أو ألنه لم ٌجد‬
‫محالً للقعود ؛ الزدحام الناس على زمزم ‪ ،‬أو لٌرى الناس أنه غٌر صائم ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أو البتالل المحل ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬كٌف ٌكون الشرب قائما ً مكروها ً ‪ ،‬وقد فعله صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم ؟ فالجواب ‪ :‬أن فعله ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬إذا بٌانا ً للجواز ‪..‬‬
‫لم ٌكن مكروها ً فً حقه ‪ ،‬بل البٌان واجب علٌه ‪ ،‬فٌثاب علٌه ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ -‬ثواب الواجب ‪.‬‬
‫قال اإلمام النووي ‪ :‬وقد ثبت أنه توضأ مرة مرة ‪ ،‬وطاف على بعٌره ‪ ،‬مع‬
‫اإلجماع أن الوضوء ثالثا ً والطواف ماشٌا ً أكمل ‪ ،‬ونظائر هذا ال تنحصر ‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫وكان ٌنبّه على جواز الشًء مرة أو مرات ‪ ،‬وٌواظب على األفضل ‪ ،‬ولذا‬
‫كان أكثر وضوئه ثالثا ً ‪ ،‬وأكثر طوافه ماشٌا ً ‪ ،‬وأكثر شربه جالسا ً ‪ ،‬وهذا‬
‫واضح ‪ ،‬فال ٌتشكك فٌه من له نسبة إلى علم ‪ .‬اهـ ‪.‬‬

‫‪ ‬وللحافظ ابن حجر ‪ ،‬وقٌل‪ :‬للحافظ السٌوطً ‪:‬‬


‫تفز بسنة صفوة أهل الحجاز‬ ‫رمت تشرب فاقعد ْ‬ ‫َ‬ ‫إذا‬
‫لـبـٌـان الــجـواز‬
‫ِ‬ ‫وقد صححوا شربه قائما ً ولـكـنه‬
‫اهـ ‪ :‬منتهى السؤل ‪.‬‬

‫آفات الشرب قائما ً‬

‫‪ ‬قال ابن القٌم ‪ :‬للشرب قائما ً آفات ؛ منها ‪:‬‬


‫( أنه ال ٌحصل به الري التام ‪ ،‬وال ٌستقر فً المعدة حتى ٌقسمه الكبد على‬
‫األعضاء ‪ ،‬وٌالقً المعدة بسرعة ‪ ،‬فربما برّ د حرارتها ‪ ،‬وٌسرع النفوذ إلى‬
‫أسافل البدن ‪ ..‬فٌضر ضرراً بٌّنا ً ‪ ،‬ومن َثم سن أن ٌتقٌأه ‪ ،‬ولو فعله سهواً ؛‬
‫ألنه ٌحرك أخالطا ً ٌدفعها القًء ) ‪.‬‬
‫قال فً (منتهى السؤل) ‪ :‬وكل هذا ٌضر بالشارب قائما ً ‪ ،‬فإذا فعله نادراً ‪..‬‬
‫لم ٌضره ‪ ،‬وكذا لحاجة ‪ .‬اهـ ‪.‬‬

‫وماش ‪ ،‬مستند ‪ ،‬راكع ‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫‪ ‬وقال ابن العربً ‪ :‬وللمرء ثمانٌة أحوال ‪ :‬قائم ‪،‬‬
‫ساجد ‪ ،‬متكئ ‪ ،‬قاعد ‪ ،‬مضطجع ‪ ،،،‬كلها ٌمكن الشرب فٌها ‪ ،‬وأهنؤها‬
‫وأكثرها استعماالً ‪( :‬القعود) ‪ ،‬وأما القٌام ‪ ..‬ف ُنهً عنه ؛ ألذٌته للبدن ‪.‬‬
‫اهـ منتهى السؤل ‪.‬‬

‫ٗٔ‬
‫‪( ‬فائدة) ٌسن لمن شرب قائما ً ‪ ..‬أن ٌقول ‪ ( :‬اللهم صل ِّ على سٌدنا محمد‬
‫الذي شرب الماء قائما ً وقاعداً ) ؛ فإنه بسبب ذلك ٌندفع عنه الضرر ‪.‬‬
‫وذكر الحكماء ‪ :‬أن تحرٌك الشخص إبهامً رجلٌه حال الشرب قائما ً ‪..‬‬
‫اهـ ‪ :‬إعانة الطالبٌن ‪.‬‬ ‫ٌدفع ضرره ‪.‬‬

‫الحكمة فً غسل قلبه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬بماء زمزم‬

‫وأما الحكمة فً غسل قلبه المق ّدس بماء زمزم ‪:‬‬


‫فقٌل ‪ :‬ألن ماء زمزم ٌقوي القلب ‪ ،‬وٌسكن الرّ وع ‪ ،‬قال الحافظ الزٌن‬
‫العراقً ‪ :‬ولذلك غسل به قلبه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬لٌلة اإلسراء ؛‬
‫لٌقوى على رؤٌة ملكوت السماوات واألرض ‪ ،‬والجنة والنار ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬المواهب اللدنٌة ‪ ،‬وإرشاد الساري ‪.‬‬

‫‪ ‬قال ابن أبً جمرة ‪ :‬إنما لم ٌُغسل بماء الجنة ؛ لما اجتمع فً زمزم من‬
‫كون أصل مائها من الجنة ثم استقرَّ فً األرض ‪ ،‬فأرٌد بذلك بقاء بركته‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬فً األرض ‪ .‬اهـ ‪:‬سبل الهدى ‪.‬‬

‫٘ٔ‬
‫أفضل المٌاه‬

‫‪ ‬أفضل المٌاه على اإلطالق ‪ :‬ما نبع بٌن أصابعه الشرٌفة ‪ ،‬ثم ماء زمزم ؛‬
‫حٌث غسل منها القلب الشرٌف األطهر ‪ ،‬ثم ماء الكوثر ‪ ،‬ثم نٌل مصر ‪ ،‬ثم‬
‫باقً األنهر ؛ كسٌحون ‪ ،‬وجٌحون ‪ ،‬والدجلة ‪ ،‬والفرات ‪ ،‬وقد نظم ذلك التاج‬
‫السبكً ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫من بٌن أصابع النبً المت َبع‬ ‫وأفضل ُ المٌاه ما ٌء قد ن َبع‬
‫األنهر‬
‫ِ‬ ‫فـنٌل ُ مصـر ثـم بـاقً‬ ‫فـالكوثر‬
‫ِ‬ ‫ٌـلٌه مـاء زمـزم‬
‫اهـ ‪ :‬شطا ‪.‬‬

‫‪ ‬قال فً (القاموس) ‪ :‬النهر ‪-‬وٌُحرك‪ -‬مجرى الماء ‪ ،‬قوله (كسٌحون) نهر‬


‫خجند ‪ ،‬و(جٌحون) نهر ترمذ ‪ ،‬و(الفرات) نهر الكوفة ‪.‬‬
‫قوله (نٌل مصر) هو أفضل المٌاه بعد الكوثر ‪ ،‬وٌلٌه بقٌة األنهر ‪.‬‬
‫وورد ‪ :‬أن الفرات ٌنزل فٌه كل ٌوم ‪ :‬بعض من ماء الجنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قال بعض الحذاق ‪ :‬فائدة كون بعض المٌاه أفضل من بعض ؛ إنما تظهر‬
‫فً بركة ثواب األفضل ‪ ،‬كما أن الماء المكروه أقل ثوابا ً من غٌره ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬حاشٌة الطحطاوي ‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬
‫فوائد عامة‬

‫‪( ‬فائدة) ‪ :‬أخرج الفاكهً فً (تارٌخ مكة) موقوفا ً بسند على شرط‬
‫تحف‬
‫الشٌخٌن ‪ ( :‬كان رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬إذا أراد أن ٌُ َ‬
‫الرجل بتحفة ‪ ..‬سقاه من ماء زمزم ) ؛ لجموم فضائله ‪ ،‬وعموم فوائده ‪،‬‬
‫اهـ منتهى السؤل ‪.‬‬ ‫ومدحه فً الكتب اإللهٌة ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) ‪ :‬وكان سٌدنا ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬إذا نزل به ضٌف ‪..‬‬
‫أتحفه من ماء زمزم ‪ .‬اهـ منتهى السؤل ‪.‬‬

‫‪( ‬غرٌبة) ‪ :‬فً {تارٌخ المدٌنة الشرٌفة} للعالمة السٌد السمهودي ‪:‬‬
‫إن بالمدٌنة المنورة بئراً ُتعرف بـ(زمزم) ‪ ،‬لم ٌزل أهلها ٌتبركون بها قدٌماً‪،‬‬
‫وحدٌثا ً ‪ ،‬وٌُنقل ماؤها لآلفاق كزمزم ‪ .‬اهـ منتهى السؤل ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) ‪ٌ :‬حرم نقل تراب من الحرمٌن أو أحجار أو ما عمل من طٌن‬


‫أحدهما كاألبارٌق وغٌرها إلى ال ِحل ‪ ،‬فٌجب رده إلى الحرم ‪.‬‬
‫بخالف ماء زمزم ‪ ..‬فإنه ٌجوز نقله ‪ ،‬بل ٌسن تبركا ً به ‪ ،‬وما قٌل إنه ٌُبدل‬
‫اهـ‬ ‫‪ ..‬فمن خرافات العوام ‪.‬‬
‫_ قوله (ٌحرم نقل تراب ‪..‬الخ) ‪ :‬وعند اإلمام أبً حنٌفة ‪ٌ :‬جوز ذلك‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬تحفة الحبٌب ‪.‬‬ ‫للتبرك‪ ،‬فٌنبغً تقلٌده ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) ‪ :‬ذكر الحبٌب محمد بن علً الجنٌد ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً (فوائده) ‪:‬‬
‫إذا أردت أن تشرب ‪ ..‬فقل قبل ذلك ‪:‬‬

‫‪ٔ7‬‬
‫( بسم هللا الرحمن الرحٌم ‪ ،‬السالم علٌك ٌا ماء ‪ ،‬ماء زمزم ٌُقرئك السالم ‪،‬‬
‫اللهم اجعل هذا الشراب من زمزم ) ‪.‬‬
‫ُ‬
‫وأخذت ذلك بالتلقً عن‬ ‫فإذا قلت ذلك ‪ ..‬فكأنك شربت من زمزم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اهـ صـ‪. ٕ9‬‬ ‫مشاٌخً ‪.‬‬

‫‪( ‬لطٌفة) ‪ :‬سأل الحافظ ابن حجر العسقالنً الشٌ َخ ابن عرفة حٌن اجتماعه‬
‫مصر عن ماء زمزم ‪ :‬لِ َم لم ٌكن ْ‬
‫عذبا ً ؟‬ ‫َ‬ ‫فً‬
‫فقال ابن عرفة فً جوابه ‪ :‬إنما لم ٌكن عذبا ً ؛ لٌكن شربه تعبداً ال تلذذاً ‪،‬‬
‫فاستحسن ابن حجر جوابه وطرب به ‪ .‬اهـ ‪ :‬من أسرار الحج صـٕٔ ‪.‬‬

‫ُ‬
‫وهذا ما تيسز وقله ومجعه تعون اهلل وحسه توفيقه ‪ ،‬وصلى اهلل على سيدوا‬

‫حممد وعلى آله وصحثه وسلم ‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬

‫‪ٔ8‬‬

You might also like