Professional Documents
Culture Documents
فضل ماء زمزم وآداب شربه
فضل ماء زمزم وآداب شربه
ب شُــــربــه
وآدا ُ
ٔ
بسم هللا الرحمن الرحٌم
الحمد هلل رب العالمٌن ،حمداً كثٌراً طٌبا ً مباركا ً فٌه ،حمداً ٌوافً سوابغ
نعمائه ،وٌكافئ مزٌد ما ٌتوالى علٌنا من مننه وآالئه ،حمداً ننال به منه
أفضل اإلمداد ،وأفضل المراد ،وفوق المراد ،فً دار الدنٌا ودار المعاد ،
وصلى هللا وسلم على سٌدنا محمد عبده ورسوله ،النبً األمً الطاهر
الزكً ،وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه ،وبعد :
فهذا مجموع مختصر جمعت فٌه بعض ما جاء فً ماء زمزم ،وآداب
ودعوات ٌؤتى بها عند شربه ،نسأل هللا التوفٌق إلى سبٌل التحقٌق ،وبه
نستعٌن على أمور الدنٌا والدٌن .
الطبعة األوىل
ٕ
معنى (زمزم) وأول من أظهرها
ماء زمز َم :بمنع الصرف ؛ للعلمٌة والتأنٌث ،وهو سٌد المٌاه وأشرفها ،
وأجلها قدراً ،وأحبها إلى النفوس .
و َز َ
مزم :بفتح الزاٌٌن وسكون المٌم األولى ،وسُمٌت بذلك ؛ لكثرة مائها ،
والماء الزمزم :هو الكثٌر ،وقٌل :لزم هاجر ماؤها حٌن انفجرت .
وأصلها (زممم) فاستـثـقـلوا الجمع بٌن ثالث مٌمات ..فأبدلوا من الثانٌة
اهـ تحفة الحبٌب . زاٌا ً .
ٖ
ثم غٌبت بعد ذلك ؛ الندراس موضعها الستخفاف جرهم بحرمة الحرم
والكعبة ،أو لدفنهم لها عندما ُنفوا من مكة .
ثم منحها هللا عبد المطلب ،فحفرها بعد أن أعلمت له فً المنام بعالمات ،
استبان له بها موضعها ،ولم تزل ظاهرة إلى اآلن .
أسما ُء زمزم
وقد جُمعت أسماؤها فً نبذة لطٌفة ..فجاءت على ما ٌنٌف على (ستٌن)
اسما ً ،مما اس ُتخرجت من كتب الحدٌث واللغة .
اهـ :إرشاد الساري ،ومنتهى السؤل ،وأسماء مكة .
ٗ
ما جاء فً فضل ماء زمزم من األخبار والمآثر
روى اإلمام مسلم عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم أنه قال ( :إنها مباركة ،
إنها طعام ُطعم ) .
ُ
سمعت رسول هللا -صلى وعن سٌدنا جابر بن عبد هللا -رضً هللا عنهما: -
شرب له ) .رواه ابن ماجه .هللا علٌه وآله وسلمٌ -قول ( :ماء زمزم لما ُ
وروى الدراقطنً :عن ابن عباس -رضً هللا عنهما -قال :قال رسول هللا
شرب له ،إن شربته تستشفً -صلى هللا علٌه وآله وسلم ( : -ماء زمزم لما ُ
به ..شفاك هللا ،وإن شربته لشبعك ..أشبعك هللا به ،وإن شربته لٌقطع
ظمؤك ..قطعه هللا ،وهً هزمة جبرٌل ،وسقٌا إسماعٌل ) .
_ قوله ( :وإن شربته لٌقطع ظمأك ..الخ) ؛ ألنه سقٌا هللا وغٌاثه لولد خلٌله ،
فبقً غٌاثا ً لمن بعده ،فمن شربه بإخالص ..وجد ذلك الغوث .
_ قوله (هزمة) :أي حفرة جبرٌل ؛ ألنه ضربها برجله فنبع الماء ،قال فً
(القاموس) :هزمه ٌهزمه :غمزه بٌده ..فصارت فٌه حفرة ،ثم قال :
(والهزائم) :البئار الكبٌرة .
_ وقوله (وسقٌا إسماعٌل) أي :أظهره هللا لٌسقً به إسماعٌل فً أول األمر .
اهـ نٌل األوطار ،ومنتهى السؤل .
وعن ابن عباس -رضً هللا عنهما -قال :قال رسول هللا -صلى هللا علٌه
ماء على وجه األرض ماء زمزم ،فٌه طعام من الطعم، وآله وسلم ( : -خٌ ُر ٍ
رواه الطبرانً فً المعجم األوسط . وشفاء من السقم ) .
٘
_ قوله (طعام من الطعم) :والمعنى أنه ٌغنً عن المطعومات من حٌث إنه
ٌشبع ( ،وشفاء من السقم) :أي شرب مائها ٌشفً من السقام ،وهو من ماء
اهـ فتوحات الوهاب . الجنة .
وعن عطاء بن أبً رباح -رحمه هللا -عن ابن عباس -رضً هللا عنهما-
قال ( :صلوا فً مصلى األخٌار ،واشربوا من شراب األبرار ) ،قٌل :ما
مصلى األخٌار ؟ قال ( :تحت المٌزاب) ،قٌل :وما شراب األبرار ؟ قال :
اهـ الطب النبوي لؤلصفهانً . ( ماء زمزم ،أكرم به من شراب ) .
وقال وهب :إنكم ال تدرون ماء زمزم؛ إنها لفً كتاب هللا -أي {التوراة}: -
( المضنونة ، ،وبرة ،وشراب األبرار ،ال تنزف وال تذم ،طعام من طعم،
وشفاء من سقم ،ال ٌعمد إلٌها امرؤ فٌتضلع منها ..إال نفت ما به من داء ،
وأحدثت له شفاء ،والنظر إلى زمزم عبادة ،تحط الخطاٌا حطا ً ) .
رواه عبد الرزاق وابن منصور بسن ٍد فٌه انقطاع .
وذكر سٌدنا اإلمام عبد هللا بن علوي الحداد -رضً هللا عنه -فً كتابه
(النصائح) :
ولٌكثر من شرب ماء زمزم ،فإنه خٌر ماء على وجه األرض ،كما قال
شرب له ،وإنها طعامعلٌه الصالة والسالم ،وقال أٌضا ً ( :ماء زمزم لما ُ
سقم ) ،وقد شرب منها جماعات من األكابر لمطالب شرٌفة ُطعم ،وشفاء ُ
..فنالوها بفضل هللا وببركات رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم. -
7
التضلع من زمزم
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبً بكر قال :كنت عند ابن عباس جالسا ً ،
جئت ؟ قال :من زمزم ،قال :فشربت منها كما َ فجاءه رجل ،فقال :من أٌن
ٌنبغً ؟ قال :وكٌف؟ قال :إذا شربت منها ..فاستقبل القبلة ،واذكر اسم هللا
وتن ّفس ثالثا ً ،وتضلّع منها ،فإذا فرغت فاحمد هللا عز وج َّل ؛ فإن رسول هللا
-صلى هللا علٌه وآله وسلم -قال :
( إنَّ آٌة ما بٌننا وبٌن المنافقٌن :إنهم ال ٌتضلعون من زمزم ) .
رواه ابن ماجه .
_ قوله (ال ٌتضلعون) :أي ال ٌروون من ماء زمزم ،قال فً (القاموس) :
وتضلع :امتؤل شبعا ً أو ر ٌّا ً حتى بلغ الماء أضالعه .اهـ :نٌل األوطار .
وفً (شرح سنن ابن ماجه) ما لفظه :والنظر إلٌها والطهور منها ٌ :حط
وبرّ اً .اهـ .
الخطاٌا ،وما امتلى جوف أحد من زمزم ..إال ُملِئ علما ً ِ
ذكر فً كتاب (الساجعة) :ص َّح أنها للجائع طعام ،وللمرٌض شفاء من
السقام ،وقد فضل ماؤها على ماء الكوثر ؛ حٌث غسل منها القلب الشرٌف
اهـ :فٌض القدٌر . األطهر .
ومر فً حدٌث سٌدنا جابر -رضً هللا عنه -أن النبً -صلى هللا علٌه وآله
شرب له ) :فٌه دلٌل على أن ماء زمزم ٌنفع وسلم -قال ( :ماء زمزم لما ُ
أمر شربه ألجله ،سواء كان من أمور الدنٌا أو اآلخرة ؛ ألن
الشارب ألي ٍ
شرب له) :من صٌغ العموم .اهـ :نٌل األوطار .(ما) فً قوله (لما ُ
8
وفً (إعانة الطالبٌن) :
وٌسن أن ٌشرب ماء زمزم لمطلوبه فً الدنٌا واآلخرة ؛ لحدٌث ( :ما ُء
زمزم لما ُ
شرب له ) .
قال فً (تحفة الحبٌب) :وقد شربه جماعة من العلماء ..فنالوا مطلوبهم .
ومن كالم سٌدنا اإلمام الحبٌب عبد هللا بن علوي الحداد -رضً هللا عنه-
لمرض شفاه هللا،
ٍ شرب له) ٌ :عنً من شربه قال :فً حدٌث (ماء زمزم لما ُ
أو لجوع أشبعه هللا ،أو لحاجة قضاها هللا .
وقال رضً هللا عنه :أي ألنها فً األصل لالستغاثة ،أغاث هللا بها
إسماعٌل علٌه السالم ،وقد جربه األئمة فً المطالب ..فوجوده صحٌحا ً من
خبره علٌه الصالة والسالم ،ولكن ٌحتاج لنٌة وإخالص ،ما هو لكل
اهـ التوضٌحات صـ. ٕٕ9 الناس .
9
أولى ما ٌُشرب ألجله
وقد شرب جماعة من العلماء ماء زمزم لمطالب لهم جلٌلة ..فنالوها .
واش ُتهر عن اإلمام الشافعً -رضً هللا عنه : -أنه شربه ؛ للرمً ،فكان
ٌصٌب من كل عشرة تسعة .
وكان بعضهم ٌقول :إنً أشربه ؛ لظم ِأ ٌوم القٌامة .
وقد شربه الحافظ ابن حجر -رحمه هللا -؛ لٌكون فً الحدٌث مثل الحافظ
الذهبً ..فنال ذلك وأعلى من مرتبة الذهبً .
وشربه الحافظ السٌوطً ألمور ؛ منها :أن ٌصل فً الفقه إلى رتبة الشٌخ
سراج الدٌن البلقٌنً ،وفً الحدٌث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقالنً ..
فنال رتبة عالٌة ،و ُنقل عنه أنه ا ّدعى االجتهاد المطلق ،وقال :ما جاء بعد
السبكً مثلً .
وأعلى المطالب التً ٌُشرب ألجلها ماء زمزم ؛ الموت على اإلسالم ،
اهـ :منتهى السؤل ،وشرح سنن ابن ماجه . ورؤٌة هللا تعالى فً دار السالم .
وفً (شرح سنن ابن ماجه) ما لفظه :وأولى ما ٌُشرب ؛ لتحقٌق اإلٌمان
والثبات علٌه .اهـ .
ٓٔ
آداب شربه
ُ
ٌُ سن استقبال القبلة عند شربه ،وأن ٌتضلع منه ،وأن ٌنوي حال شربه
ما شاء من جلب نفع أو زوال مرض ،وٌُسن أن ٌقول عند شربه :
( اللهم إنه بلغنً عن نبٌك -صلى هللا علٌه وآله وسلم -أنه قال :ماء زمزم
شرب له ) ( وأنا أشربه لكذا وكذا ) (ٔ) وٌذكر ما ٌرٌد دٌنا ً ودنٌا ( الله َّم
لما ُ
فافعل ) ،ثم ٌسمً هللا تعالى ،وٌشرب ،وٌتنفس ثالثة .
قال اإلمام النووي -رحمه هللا -فً (اإلٌضاح) :فٌستحب لمن أراد الشرب
للمغفرة أو الشفاء من مرض ونحوه :أن ٌستقبل القبلة ،ثم ٌذكر اسم هللا
تعالى ثم ٌقول ( :اللهم إنه بلغنً ...الخ ) ( وإنً أشربه لتغفر لً ،اللهم؛
فاغفر لً ،أو اللهم ؛ إنً أشربه مستشفٌا ً به من مرضً ،اللهم فاشفنً )
اهـ :منتهى السؤل . ...ونحو هذا .
وكان سٌدنا ابن عباس -رضً هللا عنهما -إذا شرب ماء زمزم ..قال :
( اللهم إنً أسؤلك علما ً نافعا ً ،ورزقا ً واسعا ً ،وشفاء من كل داء ) .
اهـ :نٌل األوطار .
وٌسن الدخول إلى البئر والنظر فٌها ،وأن ٌنزح منها بالدلو الذي علٌها
وٌشرب .
وقال الماوردي :وٌسن أن ٌنضح منه على رأسه ووجهه وصدره ،وأن
ٌتزود من مائها ،وٌستصحب منه ما أمكنه ؛ ففً البٌهقً :أن سٌدتنا عائشة
-رضً هللا عنها -كانت تحمله وتخبر أن رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -كان ٌحمله فً القُ َرب ،وكان ٌصبه على المرضى ،وٌسقٌهم منه .
وفً (فتوحات الوهاب) :وأن ٌنقله إلى وطنه ؛ استشفا ًء وتبركا ً له ولغٌره.
( )1وفً (تحفة الحبٌب) :وٌسن أن ٌقول عند شربه ( :اللهم إنه قد بلغنً عن نبٌك أنه قال
ماء زمزم لما ُ
شرب له ،وأنا أشربه لسعادة الدنٌا واآلخرة ،اللهم فافعل ) .اهـ .
ٔٔ
حكم الشرب من زمزم قائما ً
ثبت النهً عن الشرب قائما ً ،فأخرج مسلم من حدٌث أبً هرٌرة -رضً
هللا عنه -قال :قال رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم: -
( ال ٌشربن أحدُكم قائما ً ،فمن نسً ..فلٌستقئ ) أي ٌتقٌأ .
وفً رواٌة عن أنس ( :زجر عن الشرب قائما ً ) قال قتادة :قلنا األكل ؟
قال ( :أشد وأخبث ) .
ولكنه عارضه ما أخرجه مسلم من حدٌث ابن عباس -رضً هللا عنهما-
ُ
سقٌت رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم -من زمزم ..فشرب قال ( :
شرب قائما ً
َ وهو قائم ) ،وفً صحٌح البخاري ( :أن علٌا ً -رضً هللا عنه-
ُ
رأٌت رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم -فعل كما رأٌتمونً ) . وقال
وجمع بٌنهما :بأنَّ النهً للتنزٌه ،وفعله -صلى هللا علٌه وآله وسلم -بٌانا ً
لجواز ذلك ،فهو واجبٌ فً حقه -صلى هللا علٌه وآله وسلم -لبٌان التشرٌع ،
صور كثٌرة .
ٍ وقد وقع منه -صلى هللا علٌه وآله وسلم -مثل هذا فً
وأما التقٌؤ لمن شرب قائما ً ..فإنه ٌستحب ؛ للحدٌث الصحٌح الوارد بذلك .
وناس ونحوهما ،وقال
ٍ وظاهر حدٌث التقٌؤ :أنه ٌستحب مطلقا ً ؛ لعام ٍد
القاضً عٌاض :إنه من شرب ناسٌا ً ..فال خالف بٌن العلماء أنه لٌس علٌه
اهـ :سبل السالم . أن ٌتقٌأ .
وعبارة (الروض وشرحه) :والشرب قاعداً أولى منه قائما ً أو مضطجعا ً ،
فالشرب قائما ً بال عذر ..خالف األولى كما اختاره فً الروضة ،لكنه
صوّ ب فً (شرح مسلم) :كراهته ،وأما شربه -صلى هللا علٌه وآله وسلم-
قائما ً ..فلبٌان الجواز .
ٕٔ
قال فً (شرح مسلم) :وٌستحب لمن شرب قائما ً عالما ً أو ناسٌا ً ..أن ٌتقٌأه؛
لخبر مسلم ( :ال ٌشربن أحدكم قائما ً ،فمن نسً ..فلٌستقئ) .
(واعلم) أنه استثنى بعضهم شرب ماء زمزم وقال :إنه ٌسن الشرب منه
قائما ً ؛ اتباعا ً ،فقد صح عن ابن عباس -رضً هللا عنهما -أنَّ النبً -صلى
هللا علٌه وآله وسلم -شرب من زمزم وهو قائم .
ور ّده الباجوري فً (حاشٌة الشمائل) بما نصه :
( وإنما شرب -صلى هللا علٌه وآله وسلم -وهو قائم ،مع نهٌه عنه ؛ لبٌان
الجواز ،ففعله لٌس مكروها ً فً حقه ،بل واجب ،فسقط قول بعضهم :إنه
ٌسن الشرب من زمزم قائما ً ؛ اتباعا ً له -صلى هللا علٌه وآله وسلم ، -وال
حاجة لدعوى النسخ أو تضعٌف النهً ؛ ألنه حٌث أمكن الجمع ..وجب
اهـ . المصٌر إلٌه ) .
ٖٔ
وكان ٌنبّه على جواز الشًء مرة أو مرات ،وٌواظب على األفضل ،ولذا
كان أكثر وضوئه ثالثا ً ،وأكثر طوافه ماشٌا ً ،وأكثر شربه جالسا ً ،وهذا
واضح ،فال ٌتشكك فٌه من له نسبة إلى علم .اهـ .
ٗٔ
( فائدة) ٌسن لمن شرب قائما ً ..أن ٌقول ( :اللهم صل ِّ على سٌدنا محمد
الذي شرب الماء قائما ً وقاعداً ) ؛ فإنه بسبب ذلك ٌندفع عنه الضرر .
وذكر الحكماء :أن تحرٌك الشخص إبهامً رجلٌه حال الشرب قائما ً ..
اهـ :إعانة الطالبٌن . ٌدفع ضرره .
الحكمة فً غسل قلبه -صلى هللا علٌه وآله وسلم -بماء زمزم
قال ابن أبً جمرة :إنما لم ٌُغسل بماء الجنة ؛ لما اجتمع فً زمزم من
كون أصل مائها من الجنة ثم استقرَّ فً األرض ،فأرٌد بذلك بقاء بركته
-صلى هللا علٌه وآله وسلم -فً األرض .اهـ :سبل الهدى .
٘ٔ
أفضل المٌاه
أفضل المٌاه على اإلطالق :ما نبع بٌن أصابعه الشرٌفة ،ثم ماء زمزم ؛
حٌث غسل منها القلب الشرٌف األطهر ،ثم ماء الكوثر ،ثم نٌل مصر ،ثم
باقً األنهر ؛ كسٌحون ،وجٌحون ،والدجلة ،والفرات ،وقد نظم ذلك التاج
السبكً ..فقال :
من بٌن أصابع النبً المت َبع وأفضل ُ المٌاه ما ٌء قد ن َبع
األنهر
ِ فـنٌل ُ مصـر ثـم بـاقً فـالكوثر
ِ ٌـلٌه مـاء زمـزم
اهـ :شطا .
ٔٙ
فوائد عامة
( فائدة) :أخرج الفاكهً فً (تارٌخ مكة) موقوفا ً بسند على شرط
تحف
الشٌخٌن ( :كان رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم -إذا أراد أن ٌُ َ
الرجل بتحفة ..سقاه من ماء زمزم ) ؛ لجموم فضائله ،وعموم فوائده ،
اهـ منتهى السؤل . ومدحه فً الكتب اإللهٌة .
( فائدة) :وكان سٌدنا ابن عباس -رضً هللا عنهما -إذا نزل به ضٌف ..
أتحفه من ماء زمزم .اهـ منتهى السؤل .
( غرٌبة) :فً {تارٌخ المدٌنة الشرٌفة} للعالمة السٌد السمهودي :
إن بالمدٌنة المنورة بئراً ُتعرف بـ(زمزم) ،لم ٌزل أهلها ٌتبركون بها قدٌماً،
وحدٌثا ً ،وٌُنقل ماؤها لآلفاق كزمزم .اهـ منتهى السؤل .
( فائدة) :ذكر الحبٌب محمد بن علً الجنٌد -رحمه هللا -فً (فوائده) :
إذا أردت أن تشرب ..فقل قبل ذلك :
ٔ7
( بسم هللا الرحمن الرحٌم ،السالم علٌك ٌا ماء ،ماء زمزم ٌُقرئك السالم ،
اللهم اجعل هذا الشراب من زمزم ) .
ُ
وأخذت ذلك بالتلقً عن فإذا قلت ذلك ..فكأنك شربت من زمزم ،قال :
اهـ صـ. ٕ9 مشاٌخً .
( لطٌفة) :سأل الحافظ ابن حجر العسقالنً الشٌ َخ ابن عرفة حٌن اجتماعه
مصر عن ماء زمزم :لِ َم لم ٌكن ْ
عذبا ً ؟ َ فً
فقال ابن عرفة فً جوابه :إنما لم ٌكن عذبا ً ؛ لٌكن شربه تعبداً ال تلذذاً ،
فاستحسن ابن حجر جوابه وطرب به .اهـ :من أسرار الحج صـٕٔ .
ُ
وهذا ما تيسز وقله ومجعه تعون اهلل وحسه توفيقه ،وصلى اهلل على سيدوا
ٔ8