BPSR 22-07-31

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك‬

‫النشرة األسبوعية‬

‫حي‬ ‫ُ‬
‫الطواف بالصليب الكريم الم ّ ي‬
‫ّ‬
‫تقدمة‬
‫الصديق‬ ‫القديس إفذوكيموس ِ‬ ‫وتذكار ِ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ َ‬ ‫الم َؤ ِّسس للكنيسة نف ِّ‬ ‫كزي نف هذا الحدث‪ ،‬الوقت ُ‬ ‫الوقت المر ّ‬
‫حي أخذ يسوع األرغفة‬ ‫كل لحظة‪ ،‬هو‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الخف ن يف اإلنجيل‪ .‬فاالستدعاء هو‬ ‫االستدعاء ن ُّ‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫وبارك ‪ .‬هذا هو‬ ‫ي‪ ،‬و نظر إىل السماء َ‬ ‫والسمكت ن‬ ‫الخمسة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫معه— ن يف العدم الذي نكونه إذا اتكلنا عىل أنف ِسنا فقط‪ ،‬هذا‬ ‫ُ‬
‫ونحن َ‬ ‫الكاهن—‬ ‫الي يجثو فيها ِ‬ ‫اللحظة ي‬
‫ب‪ .‬إن األمرَ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫كل شء من الروح القدس الخالق‪ .‬فمن ال شء سيتفج ُر نار الح ّ‬ ‫ُ‬ ‫الذي ينتظر بجرأة َّ‬
‫ِ ّ ِ َ ي‬ ‫العدم‬
‫القدس َي ُّ‬ ‫ُ‬ ‫يدخل نف إطار َك ِّ ٍّ‬ ‫ُي ُ‬ ‫يتع ّلق بتكثي ُم َع َّ ن‬ ‫ال َ‬
‫حل علينا إذا‬ ‫بالوفرة‪ .‬فالروح‬ ‫ّم‪ ،‬بل يتعلق‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫فالتكثي‬ ‫‪:‬‬‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ب‪ ،‬الغ َ‬ ‫الح ّ‬ ‫ماء ُ‬ ‫الح‪َ ،‬‬ ‫الماء ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عدم قدرتنا الجذرّية عىل أن ن َ‬ ‫للرب َ‬ ‫ِّ‬
‫الجرأة لك نقد َم ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كانت لدينا ُ‬
‫ذاء‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫فيض‬ ‫َِ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ليتورجيتنا‪ ،‬من أولها إىل آخرها‪ ،‬مملوءة بهذه َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الحقيف لجميع البش‪ ،‬أي أن ن َ‬ ‫ّ‬
‫اليكة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيض يسوع‪ .‬إن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫عط نفسه‬ ‫اإلنجيىل‪ ،‬هو الذي ي ي‬ ‫ي‬ ‫نتش وتوهب‪ .‬فيسوع‪ ،‬يف الحدث‬ ‫فيض وت ِ‬ ‫والي ت‬ ‫ي‬ ‫ه استدعاء‪،‬‬ ‫الي ي‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لك يعطيها‬ ‫للتالميذ‪،‬‬ ‫وأعطاها‬ ‫األرغفة‬ ‫الرب‬ ‫كش‬ ‫لقد‬ ‫م‪،‬‬ ‫نع‬ ‫‪.‬‬ ‫حي‬ ‫الم‬ ‫ه‬‫د‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫عط‬ ‫ي‬ ‫والذي‬ ‫اآلن‪،‬‬ ‫منذ‬
‫عط الحياة‪،‬‬
‫ُ ي‬
‫ي‬ ‫وس‪،‬‬ ‫د‬
‫ُ ّ‬
‫الق‬ ‫ه‬ ‫ذاته‪ُ ،‬يعط َ‬
‫روح‬
‫َ‬
‫عط‬ ‫ي‬‫سبب ُوجود ِ ينا‪ :‬يسو ُع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫هذا‬ ‫التالميذ للجموع‪.‬‬
‫ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫للجميع‪ ،‬إنما بواسطتنا‪.‬‬
‫األب جان كوربون‬
‫الوحيد لخالصنا‪ ،‬ال ُتم ْل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫اإلل ُه‪ُّ ،‬‬
‫قلوبنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحبنا ُح ًّبا شديدا وأرسل ابنه‬
‫القوات‪ ،‬يا َمن ّ‬ ‫رب ّ‬ ‫ُّأيها‬
‫ّ‬
‫واهدنا بالنور الذي ِمن‬ ‫ن‬
‫بالحني إليك‪ِ ّ ،‬‬
‫َ‬
‫نفوسنا‬ ‫اجر ْح‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫السيئة‪ ،‬بل َ‬ ‫إىل األقوال واألفكار‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫األبدية‪ .‬ألنك إله صالح ومحبٌّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ْك ن‬ ‫ق َبلك‪ّ .‬‬
‫نا يف سبيل وصاياك‪ ،‬نبلغ إىل الحياة‬ ‫حي إذا‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬
‫والروح القدس‪ ،‬اآلن َّ‬ ‫اآلب واالبن ّ‬ ‫للبش‪ ،‬وإليك نرفع التمجيد‪ُّ ،‬أيها ُ‬
‫أوان وإىل دهر‬‫ٍ‬ ‫وكل‬
‫الداهرين‪ .‬ن‬
‫آمي‪.‬‬

‫(اللحن السابع)‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫بطلت َ‬ ‫َ‬ ‫حت ّلل ّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫حامالت الطيب‪ ،‬وأمرت‬
‫ِ‬ ‫نوح‬ ‫ص الفردوس‪ .‬وأ‬ ‫الشيت بصليبك الموت‪ ،‬وفت‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫رس َل َك أن َ‬
‫الرحمة‪.‬‬ ‫َ‬
‫عظيم َّ‬ ‫َ‬
‫العالم‬ ‫مان ًحا‬
‫كرزوا مبشين‪ ،‬بأنك قد قمت أيها المسيح اإلله‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫(اللحن األول)‬
‫َ‬
‫واحف ْظ بصليب َك َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َ ّ‬
‫رعي َت َك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العال َم َّ‬
‫السالم‪.‬‬ ‫مان ًحا‬
‫وبارك مياثك‪ِ ،‬‬
‫َ َ‬
‫خلص يا رب شعبك ِ‬
‫(اللحن الثامن)‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ ََ ْ‬ ‫ور ُة هللا َبتدقيق َأ َّي ُتها ُّ‬‫ت ُص َ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫المسيح‬ ‫ليب وت ِب ْع ِت‬ ‫األم ريتا‪ .‬فقد أخذ ِت الص‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فيك ح ِفظ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ ُ‬
‫ذلك تبت ِهج‬ ‫فل‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬‫د‬
‫َ‬
‫خال‬ ‫ها‬
‫َّ‬
‫ألن‬ ‫فس‬
‫َّ‬
‫الن‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫واالهتمام‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫ائ‬‫ز‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫َّ‬
‫ألن‬ ‫د‪،‬‬ ‫س‬‫َ‬ ‫َ‬
‫الج‬ ‫َ‬
‫همال‬‫إ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫الع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫وع َّل ْ‬
‫م‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الئكة‪.‬‬‫روح ِك أيتها البارة مع الم ِ‬
‫(اللحن السابع)‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ْ َ .‬‬ ‫ُ َُ‬ ‫يت ّ‬‫َّ َ‬
‫مجدك‪ .‬ي‬
‫لك‬ ‫وبقد ِر ما استطاع تالميذك شاهدوا‬
‫ّ َ َ َ ًّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الجبل‬ ‫عىل‬
‫ً ّ َ َ َّ‬
‫ه‬‫اإلل‬ ‫المسيح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ها‬‫أي‬ ‫تجل‬
‫ُ‬
‫كرزوا للعالم أنك أنت حقا ِضياء اآلب‪.‬‬
‫باختيارك‪ .‬وي ِ‬
‫ِ‬ ‫َيفهموا‪ ،‬إذا ما رأوك مصلوبا‪ ،‬أنك تتألم‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫كل عيب‪َّ ،‬‬‫والم ن نَّيهة عن ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬


‫وأم‬ ‫ٍ‬
‫الدائمة الغبطة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫واجب َحقا أن نغ ِّبط ِك‪ ،‬يا والدة اإلله‬
‫ٌ‬ ‫إنه‬
‫ولدت َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫إلهنا‪ .‬يا َمن ه ُ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫قياس من السيافيم‪ .‬يا َمن‬
‫بال ِّ ٍ‬ ‫وأمجد‬ ‫أكرم من الشيوبيم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫َ َ ْ ي ً ّ‬
‫اك ن َعظم‪.‬‬
‫الكلمة ول ِبثت بتوال‪ .‬إن ِك حقا والدة اإلله‪ .‬إي ِ‬
‫ِ‬

‫(مز ‪ 11 :82‬و‪)1‬‬
‫الر ُّب يبارك َ‬
‫شعبه بالسالم‪.‬‬ ‫قو ًة‪َّ .‬‬
‫شعبه ّ‬
‫الرب يؤت َ‬ ‫ُّ‬
‫ي‬
‫الكباش‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫أبناء هللا‪ .‬قدموا َّ ّ‬
‫للرب أبناء ِ‬ ‫َق ِّدموا َ‬
‫للر ِّب يا َ‬
‫(‪1‬كورنثس ‪)11-11 :1‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِّ ُ‬
‫ُ‬
‫جميعكم قوال واحدا‪ ،‬وأن ال تكون‬ ‫اسم ّربنا يسوع المسيح‪ ،‬أن تقولوا‬‫ِ‬ ‫حرضكم ِب‬ ‫يا إخوة‪ ،‬أ‬
‫أخي نت عنكم يا َ‬
‫إخوت أهلُ‬ ‫بينكم ِشقاقات‪ ،‬بل تكونوا ُم َلت ن‬
‫ئمي بفكر واحد ورأي واحد‪ .‬فقد َ َ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫س‪ ،‬أو أنا ِلكيفا‪،‬‬ ‫لبولس‪ ،‬أو أنا َأل ُب ُّل َ‬
‫َ‬ ‫واحد منكم يقول‪ :‬أنا‬ ‫ٍ‬
‫أن َّ‬
‫كل‬
‫ن ّ‬
‫أعي‬ ‫خصومات‪.‬‬
‫ّ‬
‫كل َوة‪ ،‬أن بينكم‬
‫َْ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫أشكر‬ ‫اعتمدتم؟‬ ‫َ‬
‫بولس‬ ‫اس ِم‬‫بولس ُصلب ألجلكم؟ أم ب ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تج َّزأ المسيح؟ أل َع َّل‬‫أو أنا للمسيح‪ .‬هل َ‬
‫باسّم‪ .‬وقد‬
‫َ ٌ نّ َ َّ ُ‬
‫دت‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫إت‬ ‫أحد‬ ‫يقول‬
‫ّ‬
‫ئال‬ ‫ل‬ ‫وغايوس‪،‬‬ ‫س‬ ‫أح ًدا‪ ،‬سوى كر ْس ُب َ‬ ‫عم ْد منكم َ‬ ‫ألت لم ُأ ِّ‬ ‫نّ‬
‫هللا‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ً‬
‫بيت اس ِتفانا وما عدا ذلك ال أعلم هل عمدت أحدا غيهم ألن المسيح لم‬ ‫عم ْدت ُأيضا َأهل ِ‬
‫صليب المسيح‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫ال ُي ْب َطلَ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُيرسل ني أل ِّ‬
‫عمد بل ألبش‪ ،‬ال بحكمة الكالم‪ِ ،‬لئ‬ ‫ِ ي‬
‫(مز ‪ 1 :11‬و‪)8‬‬
‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ىل‪.‬‬ ‫َ‬
‫الع ّ‬
‫السم ِّك أيها ي‬
‫ِ‬ ‫للر ّب‪ ،‬واإلشادة‬
‫اف ّ‬ ‫صالح االعي‬
‫بحقك‪.‬‬ ‫وف الليل َ‬‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُلي ََ ْ‬
‫برحمتك بالغداة‪ ،‬ي‬
‫ِ‬ ‫خي‬
‫(مي ‪)88-11 :11‬‬
‫وأبرأ مرضاهم‪ّ .‬‬
‫ولما َ‬ ‫ََ‬ ‫نّ نَ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫نف ذلك الزمان‪َ ،‬‬
‫أقبل المساء‪ ،‬دنا‬ ‫فتحي عليهم‬ ‫جمعا كثيا‪،‬‬ ‫أبَص يسوع‬ ‫ي‬
‫ت‪ ،‬فارصف ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫إليه تالميذه وقالوا له‪ :‬إن المكان ق ٌ‬
‫الجموع ليذهبوا إىل القرى‬ ‫ِ َِ‬ ‫فات‬ ‫قد‬ ‫والساعة‬ ‫‪،‬‬‫فر‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫طعاما‪ .‬فقال لهم يسوع‪ :‬ال حاجة لهم إىل الذهاب‪ ،‬أعطوهم أنتم ليأكلوا‪ .‬فقالوا‬ ‫ويبتاعوا لهم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫إىل بها إىل ههنا‪ .‬وأمر الجموع أن‬ ‫وسمكتان‪ .‬فقال َ لهم‪ :‬ي‬ ‫أرغفة‬
‫ٍَ‬ ‫له‪ :‬ليس عندنا ههنا إال خمسة‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّتت ئَ‬
‫ك عىل العشب‪ .‬ثم أخذ الخمسة األرغفة والسمكتي‪ ،‬ونظر إىل السماء وبارك‪ ،‬ثم كش‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وشبعوا‪ ،‬ورفعوا ما فض َل من‬ ‫ِ‬ ‫هم‬ ‫ُ‬
‫جميع‬ ‫َ‬
‫فأكل‬ ‫‪.‬‬‫ع‬ ‫للجمو‬ ‫والتالميذ‬ ‫للتالميذ‪،‬‬ ‫األرغفة‬ ‫وأعط‬
‫رجل ِسوى النساء واألوالد‪.‬‬ ‫آالف‬ ‫خمسة‬ ‫اثن َي عش َة ُق َّف ًة مملوءة‪ .‬وكان اآلكلون َ‬
‫نحو‬
‫َ َ‬
‫ش‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫الك ِ‬ ‫ِ‬
‫َصف الجموع‪.‬‬ ‫ي‬ ‫حي‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫الع‬
‫ِ‬ ‫إىل‬ ‫قوه‬ ‫سب‬ ‫وي‬ ‫السفينة‬ ‫كبوا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ه‬‫تالميذ‬ ‫ع‬ ‫يسو‬ ‫ر‬‫َّ‬ ‫اضط‬ ‫وللوقت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إفخارستيّا الكون‬
‫والسماويات؟ قد يكون االهتمام‬ ‫ّ‬ ‫الدنيويات‬ ‫ّ‬ ‫ما ه عالقة الدين بالدنيا؟ ما الرابط ن‬
‫بي‬
‫الدهرية‪ٌّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ي‬
‫وكل منهما‬ ‫يختص بالماور ِائ ّيات واالهتمام بالدنيا بالحياة‬ ‫ّ‬ ‫بالدين لدى البعض‬
‫َ‬
‫فمن يحيا للدين يتناش الدنيا‪،‬‬ ‫التضارب‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫نزعات من‬ ‫ٍ‬ ‫ُيعارض اآلخر‪ .‬لقد شهد التاري خ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ََ‬
‫شء‪.‬‬ ‫نون والدنيويون‪ ،‬وقد ُ ال يلتقون فيما بينهم عىل ي‬ ‫المتدي‬ ‫أكي‪ .‬وهناك‬ ‫وارد‬
‫والعكس ِ‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الحياة والرفاهي ِة لإلنسان‪ ،‬هذا‬ ‫ِ‬ ‫الكون والخيات لها مصي هو حسن االستخدام وتأمي‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫الم َت َد ّي ن‬ ‫ني‪ّ .‬أما بالنسبة إىل ُ‬ ‫المت َد ّي ن‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ني‪ ،‬فهذه كلها مرفوضة ألنها تقتل‬ ‫غي‬‫ِ‬ ‫وجه ِة نظ ِر‬ ‫من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الدين صوفية مالئكية مستقلة عن شؤون الدنيا‪.‬‬ ‫حياة الروح والزهد‪ ،‬وكأن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الخ ني‪َ ،‬ي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫ظهر عىل الفور كيف يجمع المسيح بي الدين والدنيا بالشكل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تكثي َ‬ ‫ِ‬ ‫يف َحد ِث‬
‫ذاء الجسد‪ .‬فاإلنسان‬ ‫ذاء الروح وغ َ‬ ‫ويعط اللقمة ‪ُ ،‬يعط غ َ‬ ‫الصحيح‪ ،‬كيف ُيعط الكلمة ُ‬
‫ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫لدرجة‬ ‫الثات‬‫واألول يفوق ن‬ ‫ّ‬ ‫والجسد‪،‬‬ ‫الروح‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ض‬
‫َ‬
‫تناق‬ ‫م‬ ‫المقدس ليس ُم َك َّو ًنا من ُ‬ ‫ّ‬
‫يف الكتاب‬
‫ن‬
‫ِ‬ ‫ُ ُ ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ً:‬‬ ‫كل ما هو مادي‪ .‬لقد َعلم يسوع الجموع‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫إهمال ِّ‬
‫ولما جاعوا َأم َر قائال أعطوهم أنتم ليأكلوا ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الرب يسوع لم ُيطعم الجموع هكذا‪ ،‬بدون هدف أو فلسفة ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫كاته‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ح‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫نة‬ ‫معي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لكن‬
‫َ َ ٌ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بأحداث أخرى ُيشي إليها هو بذلك‪ .‬المنظر هو مشهد ليسوع‬ ‫ٍ‬ ‫وكلماته تذكرنا عىل الفور‬ ‫َ ِّ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الروح والمادي‪ .‬إنه الماسيا الذي يرىع‬ ‫ي‬ ‫ذاءهم‬ ‫غ‬ ‫ِ‬ ‫لهم‬ ‫ن‬ ‫يؤم‬ ‫شعبه‬ ‫وسط‬ ‫ص‬ ‫المخ ِ‬
‫ل‬
‫يتَصف؟ لقد نظر إىل السماء‬ ‫ّ‬ ‫قاء هللا مع البش أمام حاجاتهم‪ ،‬فكيف‬ ‫شعبه‪ّ .‬إنه ل ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََِ َ‬ ‫َ‬
‫الي سيكررها‬ ‫تالميذ ًه‪ً . ...‬إنها الحركات ن والكلمات نفسها ي‬ ‫(شك َر) وبارك وكش وأعط‬
‫ي ف العشاء ّ‬ ‫حقيقي ن‬ ‫َّ‬ ‫مأكال َ‬ ‫َ‬ ‫جسده َ‬ ‫َ‬ ‫سي ِ ُ‬ ‫عندما َ‬
‫الشي‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ومشبا‬ ‫ودمه‬ ‫كش لهم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ‬
‫الشهي حول خ َ ني‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يس يوحنا يف اإلنجيل الرابع بعد هذه األعجوبة ِخطاب يسوع‬ ‫القد ُ‬ ‫َيذكر‬
‫الم ّن نف َ ّ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ن َُ ّ‬ ‫ُ‬
‫وه‬ ‫اليية‪َ َ .‬ي‬ ‫إطعام الجموع ِمن َ ي َ‬ ‫ِ‬ ‫وبحد ِث‬ ‫بصورة‬
‫ِ‬ ‫الخي تذك ُرنا‬ ‫الحياة‪ُ .‬فأعجوبة تكثي َ‬
‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫سيحدث نف العشاء ّ‬ ‫ُ‬
‫الم َّن الذي أكل‬ ‫المسيح َ‬ ‫الش ّي الذي لن يقد َم فيه‬ ‫ي‬ ‫تستبق وت َص ّور لنا ما‬
‫َْ‬ ‫الخي َ ّ‬ ‫نَ‬ ‫جسده َ‬ ‫َ‬ ‫منه آباؤنا نف ّ ّ‬
‫الح الذي إذا أكلنا منه نحيا وال نموت‪.‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ودمه‪ ،‬أي‬ ‫اليية وماتوا‪ ،‬بل‬ ‫ي َ‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه‪ ،‬يف رس الشكر‪ ،‬أي اإلفخارستيا‪.‬‬ ‫وهذا هو العشاء الذي سيمتد َع ٌ َي الدهور يف القداس اإلل ي‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المسيحية لقد اعتادت الشعوب أن‬ ‫الشكر عىل الطعام هو عادة كانت موجودة قبل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اآللهة عىل الطعام‪ .‬ويبف للمائدة ِ ُّ‬ ‫َ‬
‫رسها‪ .‬ومهما أنقص ِت الحضارات المادية ِمن‬ ‫تشكر ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قيمة الطعام الشية‪ ،‬فإن للطعام قدسية أسّم من إشباع الحاجة البيولوجية لدى‬
‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ه ُي َس ّّم‬ ‫محبة َوكل لقاء وكل عيد‪ .‬والقداس اإلل ي‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫كل ّ‬ ‫يتو ّسطان َّ‬ ‫المائدة والطعام َ‬ ‫اإلنسان‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُّ‬
‫ات المادية والروحية الموهوبة‬ ‫رس الشكر ألنه مائدة يشكر فيها اإلنسان هللا عىل الخي ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫له‪ .‬يشكره عىل الحياة المعطاة وعىل كل ما تحتاجه هذه الحياة من مادة وروح‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُ‬ ‫اإلنسان َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُيبارك ُ‬
‫هللا‪ ،‬أي يشكره عىل‬ ‫ُ‬ ‫بارك‬ ‫ِ‬ ‫الروحية‪ ،‬وي‬ ‫ّ‬ ‫المادية وال ِن َع ِم‬ ‫هللا اإلنسان بالخيات‬
‫ن‬
‫رس الشكر‪ .‬يف‬ ‫اإلفخارستيا أو ِ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ه‬ ‫اليكة اإللهية‪ .‬وهذه الحركة ي‬ ‫المحب َة‪ ،‬جوابا عىل َ‬
‫ن‬
‫هذه‬
‫ُ ّ‬
‫ه‪ ،‬يف نهاية التقدمة وعند تحويل القرابي‪ ،‬يَصخ الشعب ب ِلسان الكاهن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫القداس اإلل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ ُ‬
‫شء ‪ .‬يشكر اإلنسان‬ ‫كل‬ ‫كل شء ومن جهة ِّ‬ ‫لك عن ِّ‬ ‫الي لك‪ِ ،‬م ّما هو لك‪ ،‬نقدمها‬ ‫الخيات‬
‫َ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫نَ ُ َ ّ ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫لحم ود ٍم‬ ‫أجله‪ .‬يأكل اإلنسانً من الخيات َويحولها إىل ٍ‬ ‫ّ‬
‫حي يحولها من ِ‬ ‫كل الخيات‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫هللا عىل‬
‫شء‬ ‫اإلنسان‪ .‬كل ي‬
‫ُّ‬ ‫إفخارستية ع َ َي‬ ‫ّ‬ ‫وحياة‪ .‬الخيات ِب َحد ذاتها ال قيمة لها إال إذا كانت تقدمة‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬
‫حياة‬
‫ِ‬ ‫حياة نتكلم؟ عن‬ ‫ٍ‬ ‫يف الدنيا ال قيمة له بحد ذاته إذا لم يخد ْم حياة اإلنسان‪ .‬وعن ّأي ِة‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وسم ِك البحر وبذلك‬ ‫َ‬ ‫طي السماء‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان بالمسيح‪ .‬اإلنسان َمدع ٌّو إىل أن يتسلط عىل‬
‫األكي‬‫ََ ُ‬ ‫األرضية‪ ،‬إنها‬
‫ّ ّ‬
‫لكل الخيات‬ ‫رموز ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ه‬ ‫(الخي والخمر)‬
‫نُ‬
‫َ‬ ‫ابي المقدسة‬
‫َ َّ‬ ‫يحيا بها هلل‪ .‬القر نُ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قدمة‪.‬‬ ‫رفعها إليه ت‬ ‫وم‪ ،‬نتق َّبلها من هللا بركات ون ُ‬ ‫الي ّ‬ ‫استخداما نف القوت َ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫المحبة اإلل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ومقدسا عندما يخدم ِ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫كل شء يصي رسيفا ُ‬ ‫ُّ‬
‫إفخارستية‬ ‫ويصي تقدمة‬ ‫هية‬ ‫رس‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫ِمن اإلنسان‪ .‬الكأس‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬عندما نستخدمها بدون فائدة‪ ،‬ال قيمة لها‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫وبخاصة للقر ن‬ ‫ّ‬ ‫َ ً‬ ‫ً‬
‫الطاهر تصي‬ ‫ِ‬ ‫ابي المقدسة والد ِم‬ ‫حسنا‬ ‫استخداما‬ ‫ولكن‪ ،‬عندما نستخدمها‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫‪ّ ّ .‬‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ً‬
‫رسيفة و مقدسة أي مادة تأخذ رسفيتها من مقدار اشي ِاكها يف خدمة رس المحبة بي هللا‬
‫ّ‬ ‫أداة نف ّ‬ ‫ً‬
‫واإلفخارستيا‪.‬‬ ‫رس الشكر‬ ‫ي‬ ‫واإلنسان‪ ،‬أي بمقدار ما تكون‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫دعو إىل أن َ‬ ‫ُ‬
‫يح ِّو َل الكون كله وجميع خي ِاته إىل تقدمة ‪ .‬اإلنسان مدعو إىل أن‬
‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫اإلنسان َم ٌّ‬
‫تضاد ن‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُيت َّم نف ِّ‬
‫بي‬ ‫الخليقة كلها‪ .‬ليس هناك ِمن‬ ‫ِ‬ ‫وإفخارستيا‬ ‫الكون‬ ‫ِ‬ ‫ليتورجيا‬ ‫لحظة‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ِ ّي‬
‫المادة والروح أو بي الدنيا والدين‪ .‬التضاد هو يف االستخدام ِمن أجل هللا أو من دونه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫أحيانا ُنفسد ُق ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ َ َ َ َّ‬ ‫ُ َ‬
‫المسيحية دعوة‬ ‫دسي َتها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف أننا‬ ‫والمؤس‬
‫ِّ‬ ‫لقد خ ِلقت المادة لتكون ُمقدسة‪،‬‬
‫عطيها‬ ‫وي َ‬ ‫كل خيات الدنيا ُ‬ ‫دع ٌّو وبجد ّية إىل أن يستخدم َّ‬ ‫ُّ َ ُ‬
‫والمسيح م‬ ‫وت‪.‬‬ ‫رس ُشكر َك ن ّ‬ ‫إىل ِ ِّ‬
‫ِِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫يوج ُد ش ٌء نف الدنيا تاف ٌه‪ُّ .‬‬ ‫إفخارستيا هلل‪ .‬ال َ‬ ‫ّ‬ ‫وقيمتها إذ َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫شء يمكن‬ ‫ي‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ي ي‬ ‫ها‬ ‫رفع‬ ‫ها‬ ‫ف‬‫رس‬
‫كمن ن يف لماذا وليس ن يف ماذا نستخدم!‬ ‫المسأل ُة َت ُ‬
‫َ‬
‫هية‪.‬‬ ‫اإلل ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫استخدامه يف رحاب المحبة‬
‫ُ ن‬
‫ِ‬
‫فس ُدها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المادة أو يُ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫ن‬
‫َِ‬ ‫لماذا؟ الجواب عن هذا السؤال هو يف السبب‪ ،‬الذي يقدس‬
‫استخد َمها عندما َ‬
‫أطعمَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أطع َم ُّ‬ ‫لقد َ‬
‫الي‬
‫ي‬ ‫عينها‬
‫ِ‬ ‫السم ِك والخ َ ني بالكلمات‬ ‫الرب الجموع من‬
‫وف ذلك ِّ ٌ‬ ‫ّ ‪ .‬ن‬ ‫َ ن ن‬ ‫َ‬
‫واضح عىل َمفهوم‬ ‫مؤرس ِ‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫العشاء‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫الكريم‬ ‫ودمه‬ ‫جسده‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫تالميذ‬
‫ٌ‬ ‫ي ّ‬ ‫ّي‬
‫اإلفخارستيا أي عىل استخدام المادة‪ .‬والسؤال عن ّأية مادة؟ وهذا سؤال واضح يمكننا‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫سيارة أو نبيع ُملكا أو نأكل أو ننام‪ ،‬ن‬ ‫ً‬ ‫حي نشيي ّ‬ ‫كل لحظة‪ :‬ن‬ ‫نطرحه نف ِّ‬ ‫أن َ‬
‫حي نعمل أو‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم َؤ ِّ ُ‬ ‫َصف أو استخدام‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫كل ت َ ُّ‬ ‫نرتاح‪ ،‬وأمام ِّ‬
‫المعيار هو أن تكون لدينا الجرأة واإليمان‬ ‫رس أو‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شء ‪.‬‬ ‫ي‬
‫كل شء ومن جهة ِّ‬
‫كل‬ ‫ي‬
‫لك عن ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الي لك‪ِ ،‬م ّما هو لك‪ ،‬نقدمها‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫َلنقول‪:‬‬
‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ليم ِّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ِّ ُ َّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الروح وتؤدي إىل الحياة‬ ‫بكل مادة‪ ،‬فتخدم‬ ‫إفخارستيا كونية تقدس كل مادة‪ ،‬ت ِ‬
‫آمي‪.‬‬ ‫الحقيقية‪ .‬ن‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫الثات‬ ‫المطران بولس َ ي‬
‫يازح‪ ،‬سفر الكلمة‪ ،‬الجزء ي‬
‫تكثير األرغفة‬
‫إن رواية عجيبة تكثي األرغفة الي َسمعناها اليوم من إنجيل ّ‬ ‫ّ‬
‫مي قد َح ِظ َيت بشهادة‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫اإلنجيلي ن‬ ‫ّ‬
‫نفسها‪:‬‬ ‫ي األربعة‪ ،‬الذين احتفظوا كلهم بالتفاصيل الدقيقة واألرقام ِ‬ ‫إجماعية من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خمسة أرغفة وسمكتان‪ ،‬أشبعت‪ ،‬بعد تكثيها‪ ،‬خمسة آالف رجل‪ ،‬ورفعوا ما فضل من‬
‫َ ُ َّ ً‬ ‫الك َش َ‬
‫اثني عشة قفة مملوءة ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شابهة يف‬ ‫ثانية م ِ‬ ‫الح ُقة لعجيبة اليوم‪ ،‬عجيبة‬ ‫بصورة ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بحسب مي ومرقس‪ ،‬لقد حصلت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تكثي َ‬ ‫ُ‬ ‫ظروف ُ‬
‫شبع منها بعد تكثيها أربعة آالف رج ٍل‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫فة‬ ‫أرغ‬
‫ِ‬ ‫بعة‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫فيها‬ ‫جرى‬ ‫لة‪،‬‬ ‫ماث‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫نفسه‬ ‫الرب ُ‬ ‫عي‪َ ،‬ذ َّك َر ُّ‬ ‫قت ُم ّ ن‬ ‫َ‬
‫سبعة ِقف ٍف‪ .‬بعد ذلك َبو‬
‫َ‬
‫لء‬‫والكش م ُ‬ ‫َ‬ ‫وبف من الفضالت‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي َ‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫خيا‪ :‬يا‬ ‫العجيبتي‪ ،‬حي سمعهم يقولون إنهم نسوا أن يأخذوا معهم َ‬ ‫بهاتي‬ ‫تالميذه‬
‫َ‬ ‫مون ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ َ ن ُ‬ ‫َ‬
‫حي اآلن‪ ،‬وال‬ ‫اإليمان‪ ،‬لماذا تفكرون يف أنف ِسكم أنكم لم تأخذوا خ َ نيا؟ أما تفه‬ ‫ِ‬ ‫ليىل‬
‫ي‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫أخذتم؟ وال َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫لألربعة‬
‫ِ‬ ‫بعة األرغفة‬ ‫للخمسة اآلالف‪ ،‬وكم قف ٍة‬ ‫ِ‬ ‫الخمسة األرغفة‬ ‫تذكرون‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ نّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بشأن الخ َ ن ِي قلت لكم احذروا من‬ ‫ِ‬ ‫أت لست‬ ‫ي‬ ‫اآلالف‪ ،‬وكم سل ٍة أخذتم؟ كيف ال تفهمون‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫والص ّدوق ّي ن‬
‫خمي الخ َ ن ِي‪َ ،‬بل‬ ‫ِ‬ ‫حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يحذروا من‬ ‫ٍ‬ ‫ي؟‬ ‫ِ‬
‫ي َ‬ ‫الفريس ّي نَ‬
‫خمي ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي والصدوق ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫من تعليم الف ّر ّ‬‫َ‬
‫مكان آخر‪ ،‬يحدد الرب‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وف‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪81‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مر‬ ‫؛‬ ‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪11‬‬ ‫(مي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يسي‬
‫ي‬ ‫يسي نَ‬ ‫الفر ّ‬ ‫كل ش ٍء من خمي ّ‬
‫ِ‬
‫ألنفسكم فوق ِّ‬ ‫ِ ُ‬
‫الرئاء (لو ‪.)1 :18‬‬ ‫ِ‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫إحذروا‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م ُ‬
‫حقيقة‬
‫إلثبات َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلجماع يف الشهادات يمكن االعتماد عليه‪ ،‬عند الحاجة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ثل هذا‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نطف‪ ،‬إذ أن العجائب تتخط‬ ‫تقديم ِّ رسح م ي‬ ‫ِ‬ ‫حاولة‬ ‫ِ‬ ‫العجيبة‪ .‬إال أن يي ال أريد المغامرة بم‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫نظام الطبيعة‪ .‬كما ال أريد الدخول يف المعي الرمزي لألرقام (‪ 5‬أرغفة و‪ 18‬قفة)‪ ،‬إذ ليس‬
‫َّ‬ ‫ً ّ‬ ‫َ ْ‬
‫الرب قد‬ ‫الباطنية‪ .‬فلنحت ِفظ َّأوال بأن‬ ‫ّ‬ ‫لدي ال الرغبة وال الموهبة الخاصة بالتفاسي‬ ‫ّ‬
‫نّ نَ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ ن‬
‫فتحي‬ ‫اإلنجيلية‪:‬‬ ‫تَصف يف هذه العجيبة بما لديه ِمن تعاط ٍف وحنان‪ ،‬إذ تقول الرواية‬
‫َ‬ ‫التعاطف‪ ،‬ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫شف مرضاهم‪ ،‬وباد َر إىل تعليمهم‪ ،‬ولم‬ ‫فف هذا‬ ‫ُعليهم َ (ميَ ‪11 :11‬ومر ‪ .)41 :1‬ي‬
‫طون فارغة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َصفهم بب ٍ‬ ‫ي ِرد أن ي ِ‬
‫يوحنا‪ .‬ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ ن‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫التاىل لتكثي‬ ‫ي‬ ‫فف اليوم‬ ‫ي‬ ‫وبخاص ٍة يف إنجيل‬ ‫الغذاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫معي‬ ‫حول ن‬ ‫تعليم‬ ‫ث َّم هناك‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫لهم‪ :‬أنتم تطلبون ن يي‪ ،‬ال ألنكم رأيتم‬ ‫ُ‬ ‫لك َي ِجدوا يسوع‪ ،‬قال‬ ‫ُ‬
‫حي مض ُ الجمع َ ي‬
‫األرغفة‪ ،‬ن ن‬
‫َ ُ ن‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ألنكم أكلت ُم َ ن‬ ‫ّ‬
‫الخي وشبعتم (يو ‪ِ .)81 :1‬بعبارة أخرى‪ ،‬بدال من أن يرى الجمع يف‬ ‫اآليات‪ ،‬بل‬
‫فإنهم رجعوا إليه من باب المصلحة‪ِ ،‬آملين‬ ‫ّ‬
‫محء الملكوت‪،‬‬ ‫عالمات عىل َ ي‬ ‫ٍ‬ ‫أعمال يسوع‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫حاجة إىل العمل‪ .‬ويتابع الرب كالمه فيقول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تغذي ِتهم فال يعودون يف‬ ‫أنه سيست ِم ُّر يف ِ‬
‫يعطيكموه ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫البش [‪]...‬‬ ‫ُِ‬ ‫ابن‬ ‫األبدي ِة الذي‬ ‫للحياة‬
‫ِ‬ ‫الباف‬
‫ي‬ ‫عام‬ ‫ِ‬ ‫الفات بل للط‬ ‫ي‬ ‫عام‬
‫ِ‬ ‫إعملوا ال للط‬
‫ُ‬
‫ب الحياة للعالم [‪ ]...‬أنا ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫النازل من السماء والواه ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ألن َ ن‬ ‫ّ‬
‫قبل‬ ‫خي الحياة‪ .‬من ي ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هللا هو‬ ‫خي ِ‬
‫يعطش أبدا (يو ‪.)45-81 :1‬‬
‫َ ً‬
‫إىل فلن يجوع‪ ،‬ومن يؤمن َ يت فلن‬ ‫َ َّ‬
‫ّ‬ ‫َّ ً‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬
‫بكالمه‪ ،‬ألنه هو الكلمة ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫وذلك‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬
‫األساش‬ ‫ذاء‬ ‫فالرب‪ ،‬إذن‪ ،‬هو الغ ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الحياة‬ ‫خي‬ ‫ن‬ ‫ُ َ‬ ‫أنا‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫يسوع نف َ‬ ‫ُ‬ ‫األربعي ً‬ ‫ن‬ ‫كلمة هللا‪ .‬ن‬
‫العلنية‪،‬‬ ‫حياته‬ ‫ِ‬ ‫بداية‬ ‫ف‬ ‫ية‪،‬‬ ‫الي‬ ‫َ‬ ‫قضاها‬ ‫الي‬ ‫ا‬ ‫يوم‬ ‫نهاية‬ ‫فف‬
‫مكتوب‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫الرب‪:‬‬ ‫أجابه ُّ‬ ‫خي‪ ،‬ي ُم َج ِّر ًبا له‪ ،‬ي َ‬ ‫الحجارة إىل َ ن‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ ي‬
‫ض عليه الشيطان أن يحول‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫حي َع َر َ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فم هللا (مي ‪.)1 :1‬‬
‫ّ‬ ‫كلمة ً تخرج من ِ‬ ‫ليس ِبالخ َ ن ِي وحده يحيا اإلنسان‪ ،‬بل بكل ٍ‬
‫َن‬ ‫ُ ن‬ ‫يوحنا‪ ،‬هو أيضا َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫نَ‬ ‫ّ‬
‫الخي‬ ‫أكي من ذلك‪ ،‬إنه المسيح يف‬ ‫خي الحياة ‪ ،‬يف إنجيل‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫ً‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫أن َّ‬ ‫ّ‬ ‫الم َ‬
‫ستعمال‬ ‫ِ‬ ‫وكش الخ َ ني‪ُ ،‬م‬ ‫وبارك‬ ‫الرب‪ ،‬عند تكثي األرغفة‪ ،‬شكر‬ ‫الح ِظ‬ ‫اإلفخارسي‪ .‬من ُ‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫أغتنمُ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ ...‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫نا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫)‬ ‫ها‬ ‫يوازي‬ ‫وما‬ ‫‪81‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪81‬‬ ‫مي‬ ‫جع‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫(‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫ِ‬ ‫العشاء‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ها‬ ‫استعمل‬ ‫الي‬ ‫ُ َ ِّ ي‬ ‫ها‬ ‫نفس‬ ‫ات‬ ‫العبار ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫الئم‬ ‫االستعداد الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك أشجعكم عىل االقياب بانتظام للمناولة المقدسة‪ ،‬بعد‬ ‫الفرصة ي‬
‫ي‪ ،‬هو االكتمالُ‬ ‫الم َك َّر َس ن‬ ‫الخ َ ني والخمر ُ‬ ‫ُ‬
‫لها‪ .‬إن تناول جسد المسيح ود ِمه تحت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫شكل َ ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هية‪ .‬وهو ُي َ‬ ‫ّ َ‬
‫للحياة األبدية ‪.‬‬ ‫عط لنا‬ ‫اإلل ّ‬ ‫الطبيع لليتورجيا‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫وه َّ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ ُ :‬نَ‬ ‫الر ّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي ً‬
‫أعطنا‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫الج‬ ‫نا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫األبانا)‬ ‫(صالة‬ ‫ية‬ ‫ب‬ ‫الصالة‬ ‫ف‬ ‫ِِ ي‬ ‫د‬ ‫الوار‬ ‫الطلب‬ ‫ُ َ َ ّ ِ‬ ‫معي‬ ‫هو‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫وهذا‬
‫تعي‬ ‫ن‬ ‫الغذاء للحياة األبدية‪ .‬وكلمة اليوم‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫اليوم ‪.‬‬
‫ي‬ ‫فالخي الجوهري‪ ،‬بحسب اآلباء‪ ،‬هو ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫هنا‪ :‬يف الحياة الحارصة ‪.‬‬
‫ُ ن َ‬ ‫نَّ َ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫دء‬ ‫حَصته‪ ،‬يا هللا‪ ،‬يف الب ِ‬ ‫المعيف (القرن السابع)‪ :‬إن خ َ نينا‪ ،‬الذي‬ ‫ِ‬ ‫مكسيمس‬ ‫يقول القديس‬
‫ً ن‬
‫الي ز ِرعت أصال يف‬
‫ُ َ‬
‫مكسيمس إىل شجرة الحياة‬ ‫ُ‬ ‫شية—وهنا يشي‬ ‫الب َ ّ‬ ‫ل ُخلود الطبيعة َ‬
‫اليوم‪ ،‬نحنُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َِ‬
‫أعطنا إياه‬ ‫يموت— ِ‬ ‫لك‬ ‫لم يخل ِق اإلنسان َ ي‬ ‫الفردوس (راجع تك ‪ ،)1 :8‬ألن هللا‬
‫موت الخطيئة ب ُخ َين‬ ‫ُ‬ ‫هزمَ‬ ‫لك ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ّ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫الحياة ُاألبدية‪ ،‬ي‬ ‫َ َ َ‬
‫الحارصة‪ ،‬والمدعوين إىل‬
‫ُ‬
‫القائمي يف الحياة‬
‫لإلنسان األو ِل أن‬ ‫هية‬ ‫الوصية اإلل ّ‬ ‫ّ‬ ‫سمح خرق‬ ‫الحياة والمعرفة‪ ،‬هذا الخ َ ن ِي الذي لم ي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫وت الخطيئة‪ ]...[ .‬إن‬ ‫ه لما كان ت َع َّرض ل َم‬ ‫ألنه لو َشب َع من هذا الغذاء اإلل ّ‬ ‫شار َك فيه‪.‬‬ ‫ُي‬
‫َ ً‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫آخر‪ُ ،‬يعطينا ن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ َ ن‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫حي أوىص تالميذه رصاحة أن ال‬ ‫معي هذا الطلب ن‬ ‫وض ٍع‬ ‫ِ‬ ‫ص‪ ،‬يف َم‬ ‫المخل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بالغذاء الملموس‪ ،‬فقال لهم ال تهتموا لنفسكم بما تأكلون وبما تشبون‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َيهت ّموا‬
‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يعلم أنكم تحتاجون‬ ‫السماوي‬ ‫األمم‪ ،‬وأبوكم‬ ‫تطلبه‬ ‫لجسدكم بما تلبسون‪ ]...[ .‬فإن هذا كله‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫وب َّر ُه‪ ،‬وهذا كله ُيزاد لكم‪( .‬مي ‪ .)44-85 :1‬فكيف‬ ‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫ملكوت‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫بوا‬ ‫اطل‬ ‫بل‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫إىل هذا ك‬
‫ّ ُ‬ ‫ِ َ َّ ن‬ ‫ِ ُ َ ن‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫إذن ُي َعل ُمنا أن نطلب يف الصالة أشياء كان قد حضنا يف الوصية عىل أال نطلبها؟‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وه َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫مكسيمس‬ ‫يضيف القديس‬ ‫أعطنا اليوم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫يغة خ َ نينا الج‬ ‫ِ‬ ‫بص‬ ‫ِ‬ ‫فاظنا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫حالة ِاح ِت‬ ‫ِ‬ ‫ول ِكن‪ ،‬يف‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الي َّ‬ ‫ُ نَ َ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫ُّ‬
‫طبيعيا عىل‬ ‫حافظ‬ ‫وم الذي به ن ِ‬ ‫يىل‪ :‬إذا كنا قد أ ِمرنا بأن نطلب أيضا بالصالة خ َينا ِ ي‬ ‫ما ي‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ََ‬
‫فعلينا أال نتخ ّط حدود الصالة‪ .‬علينا أال ننىس أننا مائتون وأن حياتنا‬ ‫الحارصة‪،‬‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫حيا ِتنا‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫وم [‪ ]...‬ولنكت ِف باألشياء‬ ‫خينا َالي ِ ي‬ ‫كالظل ولكن‪ ،‬فلنطلب بالصالة‪ ،‬بدون أي قل ُق‪َ ،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تمض ِ‬ ‫ي‬
‫َ ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحارصة‪ .‬ولنطلب‪ ،‬بعد‬ ‫ِ‬ ‫رىص حياتنا‬ ‫الي ت ي‬ ‫ساعدنا َّعىل البقاء‪َّ ،‬وليس تلك ي‬ ‫الي ت ِ‬ ‫الوحيدة ي‬
‫وحنا ُح َّر ًة من كل عبودية‪ ،‬وغيَ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫االحتفاظ بر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ذلك‪ ،‬إىل هللا‪ ،‬كما تعلمنا‪ ،‬أن نتمكن من‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ .‬‬ ‫َ ّ‬ ‫ٍّ‬
‫لك نعيش‪ ،‬وال‬ ‫األشياء المرئية بسبب الجسد ّ ولن َي ِهن عىل أننا ال ن نأكل ي‬ ‫عة ألي ّمن ّ ِ‬ ‫خاض ٍ‬ ‫َ ُ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫لك نعيش [‪ ]...‬ألننا‪ ،‬بسبب الحياة يف الروح ‪ ،‬نرىص بأن‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هام بأننا نحيا‬ ‫ٍ‬ ‫نك ْن موضع ات‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منوعي من أن نسندها بالخ َ ن ِي وحده وأن‬ ‫ن‬ ‫الحارصة—بمقدار ما لسنا َم‬ ‫ن‬ ‫ستخد َم الحياة‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬
‫لك نبف عىل قيد الحياة‬ ‫نحفظ حالتها الجيدة الطبيعية كاملة—ما دام ذلك مسموحا لنا‪ ،‬ال ي‬
‫لك نحيا هلل (راجع غال ‪. )11 :8‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّي َ‬ ‫ن‬
‫ظهر لنا تعاطفه مع‬ ‫ِ‬ ‫يف الخالصة‪ ،‬إن إلهنا ال يجهل ضغوط حيا ِتنا الحارصة ورصورا ِتها‪ ،‬وهو ي‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه وسيلة‬ ‫ي‬ ‫الحارصة ليست غايتها يف ذا ِتها‪ ،‬إنما‬ ‫مصاع ِبنا وحاجا ِتنا ُ‪ .‬غي أن هذه الحياة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫نَ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ ن‬
‫األرىص الذي يعطينا إياه‬ ‫الخي‬ ‫‪.‬‬
‫حياة أبدية يف ملكوت هللا إن َ‬ ‫ٍ‬ ‫حياة أخرى‪ ،‬إىل‬ ‫ٍ‬ ‫للوصول إىل‬
‫السماوي‪ّ،‬‬ ‫الخي ّ‬ ‫ري‪ َ ،‬ن‬ ‫وه يّ‬ ‫ُ ُ ن َ َ‬
‫الحارصة‪ ،‬هو عالمة الخ َ ِي الج‬ ‫ن‬ ‫ًّ‬
‫كونه رصوريا لحيا ِتنا‬ ‫ن‬ ‫إىل‬
‫ً‬
‫إضافة‬ ‫ُ‬
‫هللا‪،‬‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫نفسه‪ ،‬منذ اآلن‪ ،‬هو ِغذاؤنا اإلله‪ ،‬للملكوت‪ .‬ن‬
‫آمي‪.‬‬ ‫المسيح َ‬ ‫َ‬ ‫األب ّ‬ ‫المعط لنا للحياة َ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫دية‪ .‬إذ إن‬
‫األب أندريه جاكومو‪811112111 ،‬‬
‫الخبز الحيّ النازل من السماء ومريم‬
‫بعد احتفالنا بعيد انتقال العذراء إىل السماء‪ ،‬نقرأ اليوم ن يف اإلنجيل هذه الكلمات من يسوع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الخي ّ‬ ‫أنا َ ن‬
‫الح الذي نزل من السماء (يو ‪ .)51 :1‬ال يمكننا عدم المباالة بهذا التماثل الذي‬ ‫ي‬
‫االبن منه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يدور حول رمز السماء ‪ .‬فقد ارتفعت مريم إىل المكان الذي نزل‬
‫َ‬ ‫ّ ًّ ن‬ ‫بمصطلحات َم ّ‬ ‫الكتابية‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُت ِّ‬
‫فاهيمنا‬
‫ِ‬ ‫مفهوم ال يدخل كليا يف نطاق م‬ ‫ٍ‬ ‫جازية‪ ،‬عن‬ ‫ِ‬ ‫عي هذه اللغة‬ ‫َ‬
‫الح ‪ ،‬أي الغ ُ‬ ‫ّ‬ ‫الخي َ‬ ‫نُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ‪ُ ِّ َ ُ .‬‬ ‫َُ َ ً‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬
‫ذاء‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫نفس‬
‫ُِ‬ ‫عن‬ ‫ع‬ ‫يسو‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫للتأم‬ ‫ة‬ ‫يه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫فلنتو‬ ‫ولكن‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫العادي‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫عط‬‫ي‬ ‫الم‬‫الحقيف ُ‬ ‫ّ‬
‫َ ي‬
‫ُ‬
‫الغذاء‬ ‫ه‬ ‫وأن‬ ‫ه‪،‬‬ ‫نح هذه الحياة إىل من يأكل‬ ‫ِ‬
‫حياة هللا والقادر عىل َ‬
‫م‬ ‫المتض ِّم ُن‬
‫الخي ي َ‬ ‫يأكل من هذا َ ن‬ ‫الحياة والذي ُيغذي اإلنسان نف العمق‪ .‬يقول يسوع‪َ :‬من ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح إىل األبد‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫نُ‬
‫والخي‪ ،‬الذي أعطيه أنا‪ ،‬هو جسدي‪ ،‬أبذله من أجل أن يحيا العالم (يو ‪.)51 :1‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واألرضية؟ لقد اتخذه ِم َن‬ ‫ّ‬ ‫ابن هللا جسده ‪ ،‬أي طبيعته البشية الماد ّية‬ ‫ولكن‪ ،‬م َّمن اتخذ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ن ‪ .‬ن‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ن‬ ‫ًّ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫‪.‬‬
‫وف نهاية‬ ‫ضعنا البشي الفات‬ ‫لك يدخل يف و ِ‬ ‫منها ُجسدا َبشيا ي‬ ‫العذراء مريم أخذ هللا‬
‫يّ ّي َ ُ‬ ‫دخ َله نف َ‬ ‫ُوجود العذراء البش ّي‪َ ،‬رف َ‬
‫السماوي‪ .‬إنه تباد ٌل‬ ‫ضع‬ ‫الو‬ ‫ً ِ ِ ٍّ ي‬
‫جسدها إىل السماء ل ُ‬
‫ي‬ ‫هللا‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫الحظنا يف مناسبات‬
‫ن‬ ‫وكما َ‬ ‫ِ‬
‫المباد َرة‪ ،‬لكنه يحتاج فيه أيضا‪ ،‬إىل َحد ما‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً ُ َ‬
‫هللا فيه دوما‬ ‫يأخذ ِ ُ‬
‫ئة تضحيته‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬إىل مريم‪ ،‬إىل قبول هذه المرأة‪ ،‬إىل َج َسدها ُ‬
‫َ‬ ‫لتهي ِ‬ ‫ِ‬ ‫جودها المادي‬ ‫ِ‬ ‫وو‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫األبدية‪ ،‬كما ُيبذالن يف‬ ‫ّ‬ ‫لبلوغ الحياة‬ ‫ِ‬ ‫كوسيلة‬ ‫الصليب‬ ‫عىل‬ ‫الن‬ ‫بذ‬ ‫سي‬ ‫ين‬ ‫اللذ‬ ‫والجسد‬
‫ِ‬ ‫الدم‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫روحيي‪.‬‬‫َّ‬ ‫اب‬ ‫ورس‬ ‫ذاء‬ ‫كغ‬ ‫االفخارستيا‬ ‫رس‬ ‫ِ ِّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ُ ٍ ُّ ً ٍ‬
‫الطرق‪ ،‬ألن هللا‬ ‫الرغم من اختالف ُ‬ ‫كل رجل وامرأة عىل ُ‬ ‫ما حصل مع مريم يصح أيضا مع ِّ‬
‫َ ن َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ ّ‬
‫َصفه—كما يقول‬ ‫نستقبله ونضع قلوبنا وأجسادنا ووجودنا يف ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫جميعا أن‬ ‫ب ِمنا‬ ‫يطل‬
‫قيم ن يف العالم‪.‬‬ ‫المقدس— ُلي َ‬ ‫ّ‬
‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫اق ِمن أجل‬ ‫الخي المكسور ُوالد ِم َ المر ِ‬ ‫إنه يدعونا إىل االتحاد به يف ِرس االفخارستيا‪ ،‬يف ن َ ِ‬
‫ثل َمريم‪،‬‬ ‫الشي ف التاري خ‪ .‬إذا قلنا ن َعم م َ‬
‫ِ‬ ‫الكنيسة َج َس ِده ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ناء‬‫حياة العالم‪ ،‬وإىل ِب ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخف لنا وفينا‪ :‬فنلبس ِعزة م ِن اتخذ طبيعتنا البشية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫حصل هذا التباد ُل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سي‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫والنصي‬ ‫دوما المر َام‬ ‫المتبادل الذي َيبف هللا فيه ً‬ ‫التحول ُ‬
‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫السبيل لهذا‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫االفخارستيا‬ ‫إن‬
‫ح‬ ‫وي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ونحن األعضاء‪ .‬هو الكرمة ونحن األغصان‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ئيىس‪ :‬هو الرأس‬ ‫الر ّ‬
‫الخي ي‬ ‫فمن يأكل ِمن هذا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ّ ي‬
‫األبدي‪ .‬هذا الشخص‬ ‫ّ‬ ‫يتحو َل ِبه وفيه‪َ ،‬ينج ِمن الهالك‬ ‫ّ‬ ‫فسه أن‬ ‫ِ‬ ‫لن‬ ‫ا‬ ‫حاد مع يسوع‪ ،‬سام ً‬
‫ح‬ ‫َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يف ات‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وصلبه‪ ،‬لكنه لن يكون‬ ‫آالم المسيح‬ ‫شارك يف ِرس ِ‬ ‫البش‪ ،‬كما سي ِ‬ ‫سيموت بالتأكيد‪ ،‬كغيه ِمن‬
‫القديسي‪.‬ن‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ َ ُ ن‬ ‫َ ً‬
‫وجميع‬
‫ِ‬ ‫بعد اآلن عبدا للموت وسيفع يف اليوم األخي لينعم بالعيد األب ِدي مع مريم‬
‫ّ‬
‫الليتورجيا‪،‬‬
‫ن‬ ‫ََ‬
‫والمحبة‪ ،‬الذي ُيحتف ُل به يف‬ ‫ّ‬ ‫رس اإليمان والرجاء‬ ‫بدأ نف َكونه ِ َّ‬ ‫ُّ َ َ‬
‫هذا الش‪ ،‬ي‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫وخدم ِتهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫االفخارستية‪ ،‬ويع َي عنه ُ ي َف ِّ االتحاد األخ ِوي مع اآلخرين ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وبخاصة يف الليتورجيا‬
‫ّ‬
‫دائم ِمن خ َ ن ِي الحياة‬ ‫بإيمان ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫أنفسنا‬ ‫ساعدنا عىل أن نغذ َي‬ ‫فلنسأل العذراء القديسة أن ت ِ‬
‫َ‬
‫فرح السماء عىل األرض‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خت َ َي َ‬ ‫ّ ِ َ َ‬
‫األبدية‪ ،‬فن‬
‫ُ‬
‫البابا بندكتس السادس عش‪811112111 ،‬‬

You might also like