Professional Documents
Culture Documents
BPSR 22-07-31
BPSR 22-07-31
BPSR 22-07-31
النشرة األسبوعية
حي ُ
الطواف بالصليب الكريم الم ّ ي
ّ
تقدمة
الصديق القديس إفذوكيموس ِ وتذكار ِ
َ ُ ن َ َ الم َؤ ِّسس للكنيسة نف ِّ كزي نف هذا الحدث ،الوقت ُ الوقت المر ّ
حي أخذ يسوع األرغفة كل لحظة ،هو ي ِ ي
َ َ
الخف ن يف اإلنجيل .فاالستدعاء هو االستدعاء ن ُّ
ي
ُ وبارك .هذا هو ي ،و نظر إىل السماء َ والسمكت ن الخمسة
ُ ّ ُ
معه— ن يف العدم الذي نكونه إذا اتكلنا عىل أنف ِسنا فقط ،هذا ُ
ونحن َ الكاهن— الي يجثو فيها ِ اللحظة ي
ب .إن األمرَ ّ ُ ُ َّ َ
كل شء من الروح القدس الخالق .فمن ال شء سيتفج ُر نار الح ّ ُ الذي ينتظر بجرأة َّ
ِ ّ ِ َ ي العدم
القدس َي ُّ ُ يدخل نف إطار َك ِّ ٍّ ُي ُ يتع ّلق بتكثي ُم َع َّ ن ال َ
حل علينا إذا بالوفرة .فالروح ّم ،بل يتعلق ي ٍ ي فالتكثي :ي ٍ
ب ،الغ َ الح ّ ماء ُ الحَ ، الماء ّ َ ُ
عدم قدرتنا الجذرّية عىل أن ن َ للرب َ ِّ
الجرأة لك نقد َم ّ َ ُ كانت لدينا ُ
ذاء ِ ي فيض َِ ي
َ ٌ
ليتورجيتنا ،من أولها إىل آخرها ،مملوءة بهذه َ َ َّ َ ّ ّ ُ
الحقيف لجميع البش ،أي أن ن َ ّ
اليكة ِ ِ فيض يسوع .إن ي
َ ُ ّ ن َ ُ َ َ ٌ
عط نفسه اإلنجيىل ،هو الذي ي ي ي نتش وتوهب .فيسوع ،يف الحدث فيض وت ِ والي ت ي ه استدعاء، الي ي
ي
َ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ ُ
لك يعطيها للتالميذ، وأعطاها األرغفة الرب كش لقد م، نع . حي الم هد س ج عط ي والذي اآلن، منذ
عط الحياة،
ُ ي
ي وس، د
ُ ّ
الق ه ذاتهُ ،يعط َ
روح
َ
عط يسبب ُوجود ِ ينا :يسو ُع ُ ُ ي
هذا التالميذ للجموع.
ُ
ي ي ي ِ ّ
للجميع ،إنما بواسطتنا.
األب جان كوربون
الوحيد لخالصنا ،ال ُتم ْل َ
َ َ ً َ
اإلل ُهُّ ،
قلوبنا ِ ِ أحبنا ُح ًّبا شديدا وأرسل ابنه
القوات ،يا َمن ّ رب ّ ُّأيها
ّ
واهدنا بالنور الذي ِمن ن
بالحني إليكِ ّ ،
َ
نفوسنا اجر ْح ِ
ِّ
السيئة ،بل َ إىل األقوال واألفكار
ٌ ٌ َ
األبدية .ألنك إله صالح ومحبٌّ ّ ُ َ َ
سل ْك ن ق َبلكّ .
نا يف سبيل وصاياك ،نبلغ إىل الحياة حي إذا ِ ِ
ُ
والروح القدس ،اآلن َّ اآلب واالبن ّ للبش ،وإليك نرفع التمجيدُّ ،أيها ُ
أوان وإىل دهرٍ وكل
الداهرين .ن
آمي.
(اللحن السابع)
َ َ َ
بطلت َ َ حت ّلل ّ
َ َ َ َ َ
حامالت الطيب ،وأمرت
ِ نوح ص الفردوس .وأ الشيت بصليبك الموت ،وفت
َ ُ َ ُّ ُ ّ َ ُ َ ِّ رس َل َك أن َ
الرحمة. َ
عظيم َّ َ
العالم مان ًحا
كرزوا مبشين ،بأنك قد قمت أيها المسيح اإللهِ ، ِ ي ُ
(اللحن األول)
َ
واحف ْظ بصليب َك َّ َ َ ِّ ْ َ ّ
رعي َت َك. ِ
العال َم َّ
السالم. مان ًحا
وبارك مياثكِ ،
َ َ
خلص يا رب شعبك ِ
(اللحن الثامن)
َ َ َ َ َ ََ ََ ْ ور ُة هللا َبتدقيق َأ َّي ُتها ُّت ُص َ ُ َ ْ
المسيح ليب وت ِب ْع ِت األم ريتا .فقد أخذ ِت الص ٍ ِ فيك ح ِفظ ِ
َ َ َ ُ
ذلك تبت ِهج فل . ةد
َ
خال ها
َّ
ألن فس
َّ
الن ب َ
واالهتمام ٌ
ل ائز
ُ
ه
َّ
ألن د، سَ َ
الج َ
همالإ ل َ
م َ
الع ب ت وع َّل ْ
م
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ َ ِ ُِ ِ َ ِ
َ َّ ُ َّ ُ
الئكة.روح ِك أيتها البارة مع الم ِ
(اللحن السابع)
َ َ ُ َ َ ْ َ . ُ َُ يت َّّ َ
مجدك .ي
لك وبقد ِر ما استطاع تالميذك شاهدوا
ّ َ َ َ ًّ َ ِ الجبل عىل
ً ّ َ َ َّ
هاإلل المسيح
َ َ هاأي تجل
ُ
كرزوا للعالم أنك أنت حقا ِضياء اآلب.
باختيارك .وي ِ
ِ َيفهموا ،إذا ما رأوك مصلوبا ،أنك تتألم
ُ َ
(مز 11 :82و)1
الر ُّب يبارك َ
شعبه بالسالم. قو ًةَّ .
شعبه ّ
الرب يؤت َ ُّ
ي
الكباش. َ ِّ َ
أبناء هللا .قدموا َّ ّ
للرب أبناء ِ َق ِّدموا َ
للر ِّب يا َ
(1كورنثس )11-11 :1
َ ً َ ً َ َ ُ ِّ ُ
ُ
جميعكم قوال واحدا ،وأن ال تكون اسم ّربنا يسوع المسيح ،أن تقولواِ حرضكم ِب يا إخوة ،أ
أخي نت عنكم يا َ
إخوت أهلُ بينكم ِشقاقات ،بل تكونوا ُم َلت ن
ئمي بفكر واحد ورأي واحد .فقد َ َ
ي ي ٍ
س ،أو أنا ِلكيفا، لبولس ،أو أنا َأل ُب ُّل َ
َ واحد منكم يقول :أنا ٍ
أن َّ
كل
ن ّ
أعي خصومات.
ّ
كل َوة ،أن بينكم
َْ
َ ُ َ ي َ
ُ
أشكر اعتمدتم؟ َ
بولس اس ِمبولس ُصلب ألجلكم؟ أم ب ْ
ِ ِ ِ َ تج َّزأ المسيح؟ أل َع َّلأو أنا للمسيح .هل َ
باسّم .وقد
َ ٌ نّ َ َّ ُ
دت م ع إت أحد يقول
ّ
ئال ل وغايوس، س أح ًدا ،سوى كر ْس ُب َ عم ْد منكم َ ألت لم ُأ ِّ نّ
هللا
ي ّ ي ً ِ َ ِ ي
. َ َّ ُ ُ . َ َّ ُ ً
بيت اس ِتفانا وما عدا ذلك ال أعلم هل عمدت أحدا غيهم ألن المسيح لم عم ْدت ُأيضا َأهل ِ
صليب المسيح. ُ َ َّ
ال ُي ْب َطلَ ُ ّ ُيرسل ني أل ِّ
عمد بل ألبش ،ال بحكمة الكالمِ ،لئ ِ ي
(مز 1 :11و)8
َ ُّ ُ ُ ٌ
ىل. َ
الع ّ
السم ِّك أيها ي
ِ للر ّب ،واإلشادة
اف ّ صالح االعي
بحقك. وف الليل َن َ َ ُلي ََ ْ
برحمتك بالغداة ،ي
ِ خي
(مي )88-11 :11
وأبرأ مرضاهمّ .
ولما َ ََ نّ نَ ً ُ نف ذلك الزمانَ ،
أقبل المساء ،دنا فتحي عليهم جمعا كثيا، أبَص يسوع ي
ت ،فارصف ُ ْ َ َ َ َ َّ
إليه تالميذه وقالوا له :إن المكان ق ٌ
الجموع ليذهبوا إىل القرى ِ َِ فات قد والساعة ،فر
َ ً
طعاما .فقال لهم يسوع :ال حاجة لهم إىل الذهاب ،أعطوهم أنتم ليأكلوا .فقالوا ويبتاعوا لهم
َ ُ َّ ُ ّ ُ
إىل بها إىل ههنا .وأمر الجموع أن وسمكتان .فقال َ لهم :ي أرغفة
ٍَ له :ليس عندنا ههنا إال خمسة
َ ن َ ّتت ئَ
ك عىل العشب .ثم أخذ الخمسة األرغفة والسمكتي ،ونظر إىل السماء وبارك ،ثم كش ِ
َ ُ
وشبعوا ،ورفعوا ما فض َل من ِ هم ُ
جميع َ
فأكل .ع للجمو والتالميذ للتالميذ، األرغفة وأعط
رجل ِسوى النساء واألوالد. آالف خمسة اثن َي عش َة ُق َّف ًة مملوءة .وكان اآلكلون َ
نحو
َ َ
ش
َ ٍ ْ
ِ ِ
َ
ِ
َ َ ُ َ ي الك ِ ِ
َصف الجموع. ي حي ، ي َ الع
ِ إىل قوه سب وي السفينة كبوا ر ي أن هتالميذ ع يسو رَّ اضط وللوقت
ِ ِ
إفخارستيّا الكون
والسماويات؟ قد يكون االهتمام ّ الدنيويات ّ ما ه عالقة الدين بالدنيا؟ ما الرابط ن
بي
الدهريةٌّ . ّ ِّ ي
وكل منهما يختص بالماور ِائ ّيات واالهتمام بالدنيا بالحياة ّ بالدين لدى البعض
َ
فمن يحيا للدين يتناش الدنيا، التضاربَ . ُ نزعات من ٍ ُيعارض اآلخر .لقد شهد التاري خ
ّ ّ ٌ ََ
شء. نون والدنيويون ،وقد ُ ال يلتقون فيما بينهم عىل ي المتدي أكي .وهناك وارد
والعكس ِ
ّ ن ُ ْ ُ ٌ ُ
الحياة والرفاهي ِة لإلنسان ،هذا ِ الكون والخيات لها مصي هو حسن االستخدام وتأمي
ّ ُّ الم َت َد ّي ن نيّ .أما بالنسبة إىل ُ المت َد ّي ن َ َ َ َ
ني ،فهذه كلها مرفوضة ألنها تقتل غيِ وجه ِة نظ ِر من
ّ ّ ٌّ َ ّ َ
الدين صوفية مالئكية مستقلة عن شؤون الدنيا. حياة الروح والزهد ،وكأن ِ
ُ َ الخ نيَ ،ي َ ُ َ ن
ن
ظهر عىل الفور كيف يجمع المسيح بي الدين والدنيا بالشكل َ َ
تكثي َ ِ يف َحد ِث
ذاء الجسد .فاإلنسان ذاء الروح وغ َ ويعط اللقمة ُ ،يعط غ َ الصحيح ،كيف ُيعط الكلمة ُ
ِ ي ِ ي ي
لدرجة الثاتواألول يفوق ن ّ والجسد، الروح : ي ن ض
َ
تناق م المقدس ليس ُم َك َّو ًنا من ُ ّ
يف الكتاب
ن
ِ ُ ُ ي ِ َ ِ ُ ِ َّ
ً: كل ما هو مادي .لقد َعلم يسوع الجموعّ ، ّ إهمال ِّ
ولما جاعوا َأم َر قائال أعطوهم أنتم ليأكلوا . ِ
ّ الرب يسوع لم ُيطعم الجموع هكذا ،بدون هدف أو فلسفة ّ َ َ َّ ّ
كاته ِ رح إن . نة معي ٍ ِ ِ لكن
َ َ ٌ َ َ ِّ َ ُ
بأحداث أخرى ُيشي إليها هو بذلك .المنظر هو مشهد ليسوع ٍ وكلماته تذكرنا عىل الفور َ ِّ ِ
ّ َ ّ ّ ّ ِّ َ
الروح والمادي .إنه الماسيا الذي يرىع ي ذاءهم غ ِ لهم ن يؤم شعبه وسط ص المخ ِ
ل
يتَصف؟ لقد نظر إىل السماء ّ قاء هللا مع البش أمام حاجاتهم ،فكيف شعبهّ .إنه ل ُ
ّ ُ ُ ّ َ َ ََِ َ َ
الي سيكررها تالميذ ًهً . ...إنها الحركات ن والكلمات نفسها ي (شك َر) وبارك وكش وأعط
ي ف العشاء ّ حقيقي ن َّ مأكال َ َ جسده َ َ سي ِ ُ عندما َ
الشي. ي ومشبا ودمه كش لهم
ُ َ ن ّ ّ ْ ُ
الشهي حول خ َ ني َ َ
يس يوحنا يف اإلنجيل الرابع بعد هذه األعجوبة ِخطاب يسوع القد ُ َيذكر
الم ّن نف َ ّ ّ َ َ ن َُ ّ ُ
وه الييةَ َ .ي إطعام الجموع ِمن َ ي َ ِ وبحد ِث بصورة
ِ الخي تذك ُرنا الحياةُ .فأعجوبة تكثي َ
ُ َ ِّ سيحدث نف العشاء ّ ُ
الم َّن الذي أكل المسيح َ الش ّي الذي لن يقد َم فيه ي تستبق وت َص ّور لنا ما
َْ الخي َ ّ نَ جسده َ َ منه آباؤنا نف ّ ّ
الح الذي إذا أكلنا منه نحيا وال نموت. ي َ ودمه ،أي اليية وماتوا ،بل ي َ
ّ ِّ ن َ ّ ن ُ َ َ ّ
ه ،يف رس الشكر ،أي اإلفخارستيا. وهذا هو العشاء الذي سيمتد َع ٌ َي الدهور يف القداس اإلل ي
َ . ّ ُ
المسيحية لقد اعتادت الشعوب أن الشكر عىل الطعام هو عادة كانت موجودة قبل
ّ ُ َ َ َ اآللهة عىل الطعام .ويبف للمائدة ِ ُّ َ
رسها .ومهما أنقص ِت الحضارات المادية ِمن تشكر ِ
ّ ُ ًّ ّ ّ ّ
قيمة الطعام الشية ،فإن للطعام قدسية أسّم من إشباع الحاجة البيولوجية لدى
َ ُ ّ ُ
ه ُي َس ّّم محبة َوكل لقاء وكل عيد .والقداس اإلل ي
َّ َّ كل ّ يتو ّسطان َّ المائدة والطعام َ اإلنسان.
َ ّ ّ ُ ٌ َ ُ ّ َّ ُّ
ات المادية والروحية الموهوبة رس الشكر ألنه مائدة يشكر فيها اإلنسان هللا عىل الخي ِ ِ
ّ
له .يشكره عىل الحياة المعطاة وعىل كل ما تحتاجه هذه الحياة من مادة وروح. ُ ّ ُ ُ َ
َ ُ اإلنسان َ ُ ُ ُ ّ َ ُيبارك ُ
هللا ،أي يشكره عىل ُ بارك ِ الروحية ،وي ّ المادية وال ِن َع ِم هللا اإلنسان بالخيات
ن
رس الشكر .يف اإلفخارستيا أو ِ ُّ ّ َ ّ ً ّ
ه اليكة اإللهية .وهذه الحركة ي المحب َة ،جوابا عىل َ
ن
هذه
ُ ّ
ه ،يف نهاية التقدمة وعند تحويل القرابي ،يَصخ الشعب ب ِلسان الكاهن: ُ ُ ن القداس اإلل
ُ ُ َ َ ُ َ ِّ َ ي َ ُ
شء .يشكر اإلنسان كل كل شء ومن جهة ِّ لك عن ِّ الي لكِ ،م ّما هو لك ،نقدمها الخيات
َ ُ َ ِّ ُ ي ُ ي نَ ُ َ ّ ُ ِّ َ ي َ
ُ
لحم ود ٍم أجله .يأكل اإلنسانً من الخيات َويحولها إىل ٍ ّ
حي يحولها من ِ كل الخيات
ِّ ُ
هللا عىل
شء اإلنسان .كل ي
ُّ إفخارستية ع َ َي ّ وحياة .الخيات ِب َحد ذاتها ال قيمة لها إال إذا كانت تقدمة
ّ َ ُ ِّ ن
حياة
ِ حياة نتكلم؟ عن ٍ يف الدنيا ال قيمة له بحد ذاته إذا لم يخد ْم حياة اإلنسان .وعن ّأي ِة
َّ َ ُ ُ
وسم ِك البحر وبذلك َ طي السماء ِ اإلنسان بالمسيح .اإلنسان َمدع ٌّو إىل أن يتسلط عىل
األكيََ ُ األرضية ،إنها
ّ ّ
لكل الخيات رموز ِّ ٌ
ه (الخي والخمر)
نُ
َ ابي المقدسة
َ َّ يحيا بها هلل .القر نُ
ً َ َ ي ُ َ
قدمة. رفعها إليه ت وم ،نتق َّبلها من هللا بركات ون ُ الي ّ استخداما نف القوت َ ً
ً ِ َ ٍ ي َ ً ي
ّ ُ المحبة اإلل ّ ّ ُ
ومقدسا عندما يخدم ِ َّ ُ َ ً َّ كل شء يصي رسيفا ُ ُّ
إفخارستية ويصي تقدمة هية رس ي
َ
ِمن اإلنسان .الكأس ،عىل سبيل المثال ،عندما نستخدمها بدون فائدة ،ال قيمة لها،
َ َ ّ وبخاصة للقر ن ّ َ ً ً
الطاهر تصي ِ ابي المقدسة والد ِم حسنا استخداما ولكن ،عندما نستخدمها
ن ّ ِّ ن َ َّ َ ّ ّ . َ َّ َ ً
رسيفة و مقدسة أي مادة تأخذ رسفيتها من مقدار اشي ِاكها يف خدمة رس المحبة بي هللا
ّ أداة نف ّ ً
واإلفخارستيا. رس الشكر ي واإلنسان ،أي بمقدار ما تكون
ُ َ َ َّ دعو إىل أن َ ُ
يح ِّو َل الكون كله وجميع خي ِاته إىل تقدمة .اإلنسان مدعو إىل أن
ٌّ َ اإلنسان َم ٌّ
تضاد ن ّ ِّ ّ ّ ُيت َّم نف ِّ
بي الخليقة كلها .ليس هناك ِمن ِ وإفخارستيا الكون ِ ليتورجيا لحظة ٍ كل ِ ّي
المادة والروح أو بي الدنيا والدين .التضاد هو يف االستخدام ِمن أجل هللا أو من دونه. ن ّ ن
ٌ ُّ أحيانا ُنفسد ُق ّ ً ُ ّ ّ َ َ َ َّ ُ َ
المسيحية دعوة دسي َتها. ِ ف أننا والمؤس
ِّ لقد خ ِلقت المادة لتكون ُمقدسة،
عطيها وي َ كل خيات الدنيا ُ دع ٌّو وبجد ّية إىل أن يستخدم َّ ُّ َ ُ
والمسيح م وت. رس ُشكر َك ن ّ إىل ِ ِّ
ِِ ي ي ٍ
يوج ُد ش ٌء نف الدنيا تاف ٌهُّ . إفخارستيا هلل .ال َ ّ وقيمتها إذ َي ُ َ ََ
شء يمكن ي كل ِ ي ي ها رفع ها فرس
كمن ن يف لماذا وليس ن يف ماذا نستخدم! المسأل ُة َت ُ
َ
هية. اإلل ّ َ ّ
استخدامه يف رحاب المحبة
ُ ن
ِ
فس ُدها. ّ
المادة أو يُ ُ َ ِّ ن
َِ لماذا؟ الجواب عن هذا السؤال هو يف السبب ،الذي يقدس
استخد َمها عندما َ
أطعمَ ُ َ َ أطع َم ُّ لقد َ
الي
ي عينها
ِ السم ِك والخ َ ني بالكلمات الرب الجموع من
وف ذلك ِّ ٌ ّ .ن َ ن ن َ
واضح عىل َمفهوم مؤرس ِ ي الش العشاء ف ي الكريم ودمه جسده من ه تالميذ
ٌ ي ّ ّي
اإلفخارستيا أي عىل استخدام المادة .والسؤال عن ّأية مادة؟ وهذا سؤال واضح يمكننا ّ
ُ
سيارة أو نبيع ُملكا أو نأكل أو ننام ،ن ً حي نشيي ّ كل لحظة :ن نطرحه نف ِّ أن َ
حي نعمل أو ي
ُ ُ الم َؤ ِّ ُ َصف أو استخدامُ ، َ
كل ت َ ُّ نرتاح ،وأمام ِّ
المعيار هو أن تكون لدينا الجرأة واإليمان رس أو
ّ َ ُ
شء . ي
كل شء ومن جهة ِّ
كل ي
لك عن ِّ َ َ
الي لكِ ،م ّما هو لك ،نقدمها
َ
ي َلنقول:
َ ّ ُ َ ُ ّ ليم ِّ ن َ ّ َ ِّ ُ َّ ّ ُ َ ّ
الروح وتؤدي إىل الحياة بكل مادة ،فتخدم إفخارستيا كونية تقدس كل مادة ،ت ِ
آمي. الحقيقية .ن ّ
ن
الثات المطران بولس َ ي
يازح ،سفر الكلمة ،الجزء ي
تكثير األرغفة
إن رواية عجيبة تكثي األرغفة الي َسمعناها اليوم من إنجيل ّ ّ
مي قد َح ِظ َيت بشهادة ِ ي
ُّ ّ
اإلنجيلي ن ّ
نفسها: ي األربعة ،الذين احتفظوا كلهم بالتفاصيل الدقيقة واألرقام ِ إجماعية من
َ َ َ
خمسة أرغفة وسمكتان ،أشبعت ،بعد تكثيها ،خمسة آالف رجل ،ورفعوا ما فضل من
َ ُ َّ ً الك َش َ
اثني عشة قفة مملوءة . ي ِ
ن ُ ٌ َ َ ّ
شابهة يف ثانية م ِ الح ُقة لعجيبة اليوم ،عجيبة بصورة ِ ٍ بحسب مي ومرقس ،لقد حصلت، ِ
ُ ُ َ َ تكثي َ ُ ظروف ُ
شبع منها بعد تكثيها أربعة آالف رج ٍل ِ أ فة أرغ
ِ بعة
ِ س فيها جرى لة، ماث ِ م
نفسه الرب ُ عيَ ،ذ َّك َر ُّ قت ُم ّ ن َ
سبعة ِقف ٍف .بعد ذلك َبو
َ
لءوالكش م ُ َ وبف من الفضالت
ُ ٍ َ ّ ِ ِ ي َ
ً ن َ ن ن َ ن
خيا :يا العجيبتي ،حي سمعهم يقولون إنهم نسوا أن يأخذوا معهم َ بهاتي تالميذه
َ مون ّ َ َ ُ ً ُ ّ ُ ِّ َ ن ُ َ
حي اآلن ،وال اإليمان ،لماذا تفكرون يف أنف ِسكم أنكم لم تأخذوا خ َ نيا؟ أما تفه ِ ليىل
ي ق
َ الس َ أخذتم؟ وال َ ُ ُ َّ َ َ َ َ
لألربعة
ِ بعة األرغفة للخمسة اآلالف ،وكم قف ٍة ِ الخمسة األرغفة تذكرون
َ ُ ُ ُ َ نّ ُ َّ
بشأن الخ َ ن ِي قلت لكم احذروا من ِ أت لست ي اآلالف ،وكم سل ٍة أخذتم؟ كيف ال تفهمون
ُ َ ُ ّ والص ّدوق ّي ن
خمي الخ َ ن ِيَ ،بل ِ حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يحذروا من ٍ ي؟ ِ
ي َ الفريس ّي نَ
خمي ّ ِ ِ
ُّ ُ ِّ َ ُ ن ن ي والصدوق ّ ّ َ َ ن من تعليم الف ّر َّ
مكان آخر ،يحدد الرب: ٍ وف . ) 81 - 11 : 2 مر ؛ 18 - 2 : 11 (مي ي ي يسي
ي يسي نَ الفر ّ كل ش ٍء من خمي ّ
ِ
ألنفسكم فوق ِّ ِ ُ
الرئاء (لو .)1 :18 ِ هو الذي ي ِ ي ِ إحذروا
ُ ن م ُ
حقيقة
إلثبات َ ِ ِ اإلجماع يف الشهادات يمكن االعتماد عليه ،عند الحاجة، ِ ثل هذا ِ
ّ ّ ّ َ ُ َ ُ ن ّ ّ
نطف ،إذ أن العجائب تتخط تقديم ِّ رسح م ي ِ حاولة ِ العجيبة .إال أن يي ال أريد المغامرة بم
ّ ن ن َ
نظام الطبيعة .كما ال أريد الدخول يف المعي الرمزي لألرقام ( 5أرغفة و 18قفة) ،إذ ليس
َّ ً ّ َ ْ
الرب قد الباطنية .فلنحت ِفظ َّأوال بأن ّ لدي ال الرغبة وال الموهبة الخاصة بالتفاسي ّ
نّ نَ ّ ُ َ ُ ّ ن
فتحي اإلنجيلية: تَصف يف هذه العجيبة بما لديه ِمن تعاط ٍف وحنان ،إذ تقول الرواية
َ التعاطف ،ن ُ ن
شف مرضاهم ،وباد َر إىل تعليمهم ،ولم فف هذا ُعليهم َ (ميَ 11 :11ومر .)41 :1ي
طون فارغة. ُ
َصفهم بب ٍ ي ِرد أن ي ِ
يوحنا .ن ّ ّ ن َ ٌ َ ُ
التاىل لتكثي ي فف اليوم ي وبخاص ٍة يف إنجيل الغذاء، ِ معي حول ن تعليم ث َّم هناك
ُ ّ َ
لهم :أنتم تطلبون ن يي ،ال ألنكم رأيتم ُ لك َي ِجدوا يسوع ،قال ُ
حي مض ُ الجمع َ ي
األرغفة ،ن ن
َ ُ ن َ ً ُ ألنكم أكلت ُم َ ن ّ
الخي وشبعتم (يو ِ .)81 :1بعبارة أخرى ،بدال من أن يرى الجمع يف اآليات ،بل
فإنهم رجعوا إليه من باب المصلحةِ ،آملين ّ
محء الملكوت، عالمات عىل َ ي ٍ أعمال يسوع
َ ُّ ن َ ن َ ّ
حاجة إىل العمل .ويتابع الرب كالمه فيقول: ِ تغذي ِتهم فال يعودون يف أنه سيست ِم ُّر يف ِ
يعطيكموه ُ ُ َّ َ ن َ َ
البش []... ُِ ابن األبدي ِة الذي للحياة
ِ الباف
ي عام ِ الفات بل للط ي عام
ِ إعملوا ال للط
ُ
ب الحياة للعالم [ ]...أنا ن َ َ َ النازل من السماء والواه ُ ُ َ ألن َ ن ّ
قبل خي الحياة .من ي ِ َ ِ ِ هللا هو خي ِ
يعطش أبدا (يو .)45-81 :1
َ ً
إىل فلن يجوع ،ومن يؤمن َ يت فلن َ َّ
ّ َّ ً ُّ ي
بكالمه ،ألنه هو الكلمة ، ، ال أو وذلك، . ّ
األساش ذاء فالرب ،إذن ،هو الغ ُ : الحياة خي ن ُ َ أنا
ِ ي ِ
ّ ن ّ يسوع نف َ ُ األربعي ً ن كلمة هللا .ن
العلنية، حياته ِ بداية ف ية، الي َ قضاها الي ا يوم نهاية فف
مكتوب: ٌ الرب: أجابه ُّ خي ،ي ُم َج ِّر ًبا له ،ي َ الحجارة إىل َ ن َ ُ َ ِّ ي
ض عليه الشيطان أن يحول
ُ ي
حي َع َر َ ن
ُ ِّ َ ُ َ
فم هللا (مي .)1 :1
ّ كلمة ً تخرج من ِ ليس ِبالخ َ ن ِي وحده يحيا اإلنسان ،بل بكل ٍ
َن ُ ن يوحنا ،هو أيضا َ ُ ّ ن نَ ّ
الخي أكي من ذلك ،إنه المسيح يف خي الحياة ،يف إنجيل َ إن
ً َ َ ُ ََ َ َ أن َّ ّ الم َ
ستعمال ِ وكش الخ َ نيُ ،م وبارك الرب ،عند تكثي األرغفة ،شكر الح ِظ اإلفخارسي .من ُ ّ
ي
أغتنمُ َ ُ ... ّ ن َ َ
ِ نا، ه ) ها يوازي وما 81 : 81 مي جع ا
ر ( ي الش ِ العشاء ف ي ها استعمل الي ُ َ ِّ ي ها نفس ات العبار ِ
ُ ُ َ َّ َ
الئم االستعداد الم ِ ِ لك أشجعكم عىل االقياب بانتظام للمناولة المقدسة ،بعد الفرصة ي
ي ،هو االكتمالُ الم َك َّر َس ن الخ َ ني والخمر ُ ُ
لها .إن تناول جسد المسيح ود ِمه تحت
َ َ َ ُ ّ
ِ شكل َ ّ ِ ِ هية .وهو ُي َ ّ َ
للحياة األبدية . عط لنا اإلل ّ الطبيع لليتورجيا ُّ
ِ
وه َّ َ َ ُ :نَ الر ّ َ ن ن ي ً
أعطنا ِ ري الج نا ي َ خ األبانا) (صالة ية ب الصالة ف ِِ ي د الوار الطلب ُ َ َ ّ ِ معي هو ا أيض وهذا
تعي ن الغذاء للحياة األبدية .وكلمة اليوم ّ َ ُ ن اليوم .
ي فالخي الجوهري ،بحسب اآلباء ،هو ِ َ
ن ن
هنا :يف الحياة الحارصة .
ُ ن َ نَّ َ ّ ُ َ ُ ّ
دء حَصته ،يا هللا ،يف الب ِ المعيف (القرن السابع) :إن خ َ نينا ،الذي ِ مكسيمس يقول القديس
ً ن
الي ز ِرعت أصال يف
ُ َ
مكسيمس إىل شجرة الحياة ُ شية—وهنا يشي الب َ ّ ل ُخلود الطبيعة َ
اليوم ،نحنُ َ ّ ي َ َ ُ ّ ِ َِ
أعطنا إياه يموت— ِ لك لم يخل ِق اإلنسان َ ي الفردوس (راجع تك ،)1 :8ألن هللا
موت الخطيئة ب ُخ َين ُ هزمَ لك ُي َ َ ّ ّ َ ُ ن ن ن
ّ ِ ِ َ الحياة ُاألبدية ،ي َ َ َ
الحارصة ،والمدعوين إىل
ُ
القائمي يف الحياة
لإلنسان األو ِل أن هية الوصية اإلل ّ ّ سمح خرق الحياة والمعرفة ،هذا الخ َ ن ِي الذي لم ي
ِ ِ َ َ ّ
ّ
وت الخطيئة ]...[ .إن ه لما كان ت َع َّرض ل َم ألنه لو َشب َع من هذا الغذاء اإلل ّ شار َك فيه. ُي
َ ً ِ ِ َ َ ي ِ
آخرُ ،يعطينا ن َ ِ ُ َ َ ن ِّ ِ
حي أوىص تالميذه رصاحة أن ال معي هذا الطلب ن وض ٍع ِ ص ،يف َم المخل
َ َ َ
بالغذاء الملموس ،فقال لهم ال تهتموا لنفسكم بما تأكلون وبما تشبون ،وال ّ : ِ َيهت ّموا
َ ُ ّ ُّ ُ ُُ ُ َّ َّ
يعلم أنكم تحتاجون السماوي األمم ،وأبوكم تطلبه لجسدكم بما تلبسون ]...[ .فإن هذا كله
ّ َ ّ ً ُ ُ ِّ
وب َّر ُه ،وهذا كله ُيزاد لكم( .مي .)44-85 :1فكيف هللا ِ ملكوت ال أو بوا اطل بل . ه ل إىل هذا ك
ّ ُ ِ َ َّ ن ِ ُ َ ن ِّ َ
إذن ُي َعل ُمنا أن نطلب يف الصالة أشياء كان قد حضنا يف الوصية عىل أال نطلبها؟
َ ّ َ
ُ ّ ُ وه َّ َ َ ُ َ ن َ
مكسيمس يضيف القديس أعطنا اليوم ، ِ ري يغة خ َ نينا الج ِ بص ِ فاظنا ِ ُ حالة ِاح ِت ِ ول ِكن ،يف
ًّ ُ ُ الي َّ ُ نَ َ ُ َ ً ُّ
طبيعيا عىل حافظ وم الذي به ن ِ يىل :إذا كنا قد أ ِمرنا بأن نطلب أيضا بالصالة خ َينا ِ ي ما ي
َ ّ ّ ّ َ ّ َ ََ
فعلينا أال نتخ ّط حدود الصالة .علينا أال ننىس أننا مائتون وأن حياتنا الحارصة، ن
ِ حيا ِتنا
َ َ ّ َ َ ن َ َ ّ ُ َ ن
وم [ ]...ولنكت ِف باألشياء خينا َالي ِ ي كالظل ولكن ،فلنطلب بالصالة ،بدون أي قل ُقَ ، . تمض ِ ي
َ ُ ن ن ُ ُ
الحارصة .ولنطلب ،بعد ِ رىص حياتنا الي ت ي ساعدنا َّعىل البقاءَّ ،وليس تلك ي الي ت ِ الوحيدة ي
وحنا ُح َّر ًة من كل عبودية ،وغيَ
ّ ُ ِّ ُ
االحتفاظ بر ِ ِ
َ
ذلك ،إىل هللا ،كما تعلمنا ،أن نتمكن من ْ َ
ُ ُ ّ ْ َ ُ . َ ّ ٍّ
لك نعيش ،وال األشياء المرئية بسبب الجسد ّ ولن َي ِهن عىل أننا ال ن نأكل ي عة ألي ّمن ّ ِ خاض ٍ َ ُ ِ
َ
ن
لك نعيش [ ]...ألننا ،بسبب الحياة يف الروح ،نرىص بأن . ي هام بأننا نحيا ٍ نك ْن موضع ات
َ َ
ُ َ َُ َ َ
منوعي من أن نسندها بالخ َ ن ِي وحده وأن ن الحارصة—بمقدار ما لسنا َم ن ستخد َم الحياة ِ ن
ً َ ً ّ ّ َ َ
لك نبف عىل قيد الحياة نحفظ حالتها الجيدة الطبيعية كاملة—ما دام ذلك مسموحا لنا ،ال ي
لك نحيا هلل (راجع غال . )11 :8 فحسب ،بل
ُ َ ُ ُ ن ن َ ُ َ َ ّي َ ن
ظهر لنا تعاطفه مع ِ يف الخالصة ،إن إلهنا ال يجهل ضغوط حيا ِتنا الحارصة ورصورا ِتها ،وهو ي
ٌ ّ ُ ن ن َ ّ
ه وسيلة ي الحارصة ليست غايتها يف ذا ِتها ،إنما مصاع ِبنا وحاجا ِتنا ُ .غي أن هذه الحياة ِ
ّ ّ ن نَ ّ َ ّ ن
األرىص الذي يعطينا إياه الخي .
حياة أبدية يف ملكوت هللا إن َ ٍ حياة أخرى ،إىل ٍ للوصول إىل
السماويّ، الخي ّ ري َ ،ن وه يّ ُ ُ ن َ َ
الحارصة ،هو عالمة الخ َ ِي الج ن ًّ
كونه رصوريا لحيا ِتنا ن إىل
ً
إضافة ُ
هللا،
َ ِ َ ُ ِ ّ ِ
نفسه ،منذ اآلن ،هو ِغذاؤنا اإلله ،للملكوت .ن
آمي. المسيح َ َ األب ّ المعط لنا للحياة َ ُ
ي دية .إذ إن
األب أندريه جاكومو811112111 ،
الخبز الحيّ النازل من السماء ومريم
بعد احتفالنا بعيد انتقال العذراء إىل السماء ،نقرأ اليوم ن يف اإلنجيل هذه الكلمات من يسوع:
ُ الخي ّ أنا َ ن
الح الذي نزل من السماء (يو .)51 :1ال يمكننا عدم المباالة بهذا التماثل الذي ي
االبن منه. ُ يدور حول رمز السماء .فقد ارتفعت مريم إىل المكان الذي نزل
َ ّ ًّ ن بمصطلحات َم ّ الكتابيةُ ، ّ ُت ِّ
فاهيمنا
ِ مفهوم ال يدخل كليا يف نطاق م ٍ جازية ،عن ِ عي هذه اللغة َ
الح ،أي الغ ُ ّ الخي َ نُ ّ ُ ُّ ُ ِّ َ ُ . َُ َ ً َ َّ ّ
ذاء ِ ي َ ه أن ب ه نفس
ُِ عن ع يسو ف ر ع ي ل للتأم ة يه ن ه ف ق فلنتو ولكن، . ة العادي
ّ َ َُ َ
عطي المالحقيف ُ ّ
َ ي
ُ
الغذاء ه وأن ه، نح هذه الحياة إىل من يأكل ِ
حياة هللا والقادر عىل َ
م المتض ِّم ُن
الخي ي َ يأكل من هذا َ ن الحياة والذي ُيغذي اإلنسان نف العمق .يقول يسوعَ :من ْ َ ّ َ َ
ح إىل األبد. ي ي
ُ نُ
والخي ،الذي أعطيه أنا ،هو جسدي ،أبذله من أجل أن يحيا العالم (يو .)51 :1 َ
َ َّ ّ َ َ َّ
واألرضية؟ لقد اتخذه ِم َن ّ ابن هللا جسده ،أي طبيعته البشية الماد ّية ولكن ،م َّمن اتخذ ُ
ِ ِ
ن .ن ِّ َ َ ُ َ ن ًّ َ ً ُ .
وف نهاية ضعنا البشي الفات لك يدخل يف و ِ منها ُجسدا َبشيا ي العذراء مريم أخذ هللا
يّ ّي َ ُ دخ َله نف َ ُوجود العذراء البش ّيَ ،رف َ
السماوي .إنه تباد ٌل ضع الو ً ِ ِ ٍّ ي
جسدها إىل السماء ل ُ
ي هللا ع ِ
الحظنا يف مناسبات
ن وكما َ ِ
المباد َرة ،لكنه يحتاج فيه أيضا ،إىل َحد ما،
ّ ً ُ َ
هللا فيه دوما يأخذ ِ ُ
ئة تضحيته: ّ أخرى ،إىل مريم ،إىل قبول هذه المرأة ،إىل َج َسدها ُ
َ لتهي ِ ِ جودها المادي ِ وو ِ ُ َ َ
ن
األبدية ،كما ُيبذالن يف ّ لبلوغ الحياة ِ كوسيلة الصليب عىل الن بذ سي ين اللذ والجسد
ِ الدم
ِ
ن
روحيي.َّ اب ورس ذاء كغ االفخارستيا رس ِ ِّ
َّ ِ ِ َ ُ ٍ ُّ ً ٍ
الطرق ،ألن هللا الرغم من اختالف ُ كل رجل وامرأة عىل ُ ما حصل مع مريم يصح أيضا مع ِّ
َ ن َ ُّ َ َ َ َ َ َ ً ُ ُ ّ
َصفه—كما يقول نستقبله ونضع قلوبنا وأجسادنا ووجودنا يف ت ِ ِ جميعا أن ب ِمنا يطل
قيم ن يف العالم. المقدس— ُلي َ ّ
الكتاب
ُ َّ ن ن ِّ ن ّ
اق ِمن أجل الخي المكسور ُوالد ِم َ المر ِ إنه يدعونا إىل االتحاد به يف ِرس االفخارستيا ،يف ن َ ِ
ثل َمريم، الشي ف التاري خ .إذا قلنا ن َعم م َ
ِ الكنيسة َج َس ِده ِ ّ ِ ناءحياة العالم ،وإىل ِب ِ
ّ َ َ َّ ي َ َّ َ َ ُ
الخف لنا وفينا :فنلبس ِعزة م ِن اتخذ طبيعتنا البشية. َ ُ ُّ ن حصل هذا التباد ُل ُ َ
سي
َ ي ِ ّ
َ
والنصي دوما المر َام المتبادل الذي َيبف هللا فيه ً التحول ُ
ِ
ُّ السبيل لهذا ُ ه ي
ّ
االفخارستيا إن
ح وي َ ن َ ْ ونحن األعضاء .هو الكرمة ونحن األغصانَ . ُ ئيىس :هو الرأس الر ّ
الخي ي فمن يأكل ِمن هذا َ
ُ َ ن ّ ي
األبدي .هذا الشخص ّ يتحو َل ِبه وفيهَ ،ينج ِمن الهالك ّ فسه أن ِ لن ا حاد مع يسوع ،سام ً
ح َ ِ ٍ يف ات
َ ّ ِّ ن ُ ُ
وصلبه ،لكنه لن يكون آالم المسيح شارك يف ِرس ِ البش ،كما سي ِ سيموت بالتأكيد ،كغيه ِمن
القديسي.ن ّ ِ
َ ّ َ َ َ َ ِ ُ َ ُ ن َ ً
وجميع
ِ بعد اآلن عبدا للموت وسيفع يف اليوم األخي لينعم بالعيد األب ِدي مع مريم
ّ
الليتورجيا،
ن ََ
والمحبة ،الذي ُيحتف ُل به يف ّ رس اإليمان والرجاء بدأ نف َكونه ِ َّ ُّ َ َ
هذا الش ،ي
َ ّ َ ّ ن َّ ُ ِ ي ن
وخدم ِتهم. ُ َ ّ
االفخارستية ،ويع َي عنه ُ ي َف ِّ االتحاد األخ ِوي مع اآلخرين ُ ِ َ ُ
وبخاصة يف الليتورجيا
ّ
دائم ِمن خ َ ن ِي الحياة بإيمان ٍ ٍ
َ
أنفسنا ساعدنا عىل أن نغذ َي فلنسأل العذراء القديسة أن ت ِ
َ
فرح السماء عىل األرض. َ خت َ َي َ ّ ِ َ َ
األبدية ،فن
ُ
البابا بندكتس السادس عش811112111 ،