Professional Documents
Culture Documents
BP 22-07-10
BP 22-07-10
النشرة األسبوعية
ّ
تذكار القديسي الشهداء الخمسة واألربعي
الذين استشهدوا يف نيكوبوليس يف أرمينيا
(اللحن الرابع)
ّ
َ
فقلن الج َّدين. ِ
فن من المالك ُب رشى القيامة البهيجة ،وإ َ
لغاء القضاء عىل َ
ِ
عر َ
الر ّب َ
تلميذات َّ
ِ إن
الرحمة. َ
عظيم َّ اإللهً ِ ،
واهبا للعالم
ُ َ َ
ونهض المسيح ب الموت. للرسل ُمفتخرات :لقد ُسل َ ُّ
ِ ٍ ِ
(اللحن الرابع)
ابن البتول ،وجت َ يصت َ
ُ ّ
فإن َ ُ
وظهور ِّ ِّ َ َ ُ
ائيل ر ابن هللا الش الذي منذ األزل. خالصنا
اليوم بدء ِّ ِ
الر ُّب َ ً ُ َ
مت ِلئة نعمةّ . ُ َ معه َ َُ ر َ .
فلن ْ
هتف َ ّ
مع ِك. عليك يا م
ِ السالم والدة اإلله:
ِ نحو عمة يبش
بالن ِ
الثات)
(اللحن ي
ُ َ ُ المسيحي َ
ّ َ
ض عنن أص ِ
نوات عر يالخالق ،ال ت ِ الت ال تخزى ،ووسيطتهم الدائمة لدى
ي ي يا نصتة
ُ ّ
نان:
إليك بإيم ٍ إليك .بل بما أنك صالحةِ ،
باد َري إىل معون ِتنا َ ،نحن الصارخي ِ الخطأة الطالبي ُِ ِ
ميك. َّ ُ ً ُ ّ
وأرسع إىل االبتهال ،يا والدة اإلله المحامية دائما عن مكر ِ
ي م إىل الشفاعة، هل ي
شفاء الممسوسَين
ّ
الت نميلي سمعناه اليومّ ُ ،ربما كان من النصوص إنجيل مت ،والذي ِ
َّ
النص المأخوذ من إن
ّ ّ ّ َّ َ َ ّ ُّ
الروحية .ال شك األمور
ِ وبخاص ٍة الحاىل لألمور
ي مفهومنا عادة إىل تجن ِبها ألنها قد تصدم
َ
أعطتنا إياها السينما األمت ّ َ َ ّ ّ
كية عن األشخاص المسكوني الت
ي بالصو ِر يف أننا متأثرون
ُ ّ ّ ّ ً
مكنبالشياطي وعن التعزيم أو التقسيم ،خصوصا وأننا يف هذه األيام نعتقد أن كل ما ال ي ِ
َّ ّ َ َ ورس ُحه ُ ُ رَ
إمكاني ِة أن ّ مجرد التفكت يف فف نظ ِر بعض الناس ،إن ذلك ،ي غت َموجود .إىل إثباته
ّ َ ً َ ً َ ُ
الت ال يوح بالحقبات الظالمية ،ي ي يكون اإلنسان مسكونا أو ممسوسا ِمن ِقب ِل الشيطان
نفسه. الفكر َ َ َ ُّ ًّ
والت بالنهاية تحد تتوافق كليا مع الحداثة ،ي
ّ أن هذه الحادثة موجودة ف األناجيل اإلز ّ ٌ ّ
وبالتاىل، ي ائية الثالثة :مت ومرقس ولوقا. ي غت
ُ ّ ر َّ َ َ ّ ً ّ ً ّ ُ َ ُ
ظهر ،يف رأي قدرة يسوع ضد ِقوى الش .كما ت ِ َ
ظهر مهمة .أوال ،ألنها ت ّ ِ َ
عتت فالحادثة ت ر
بعض الناس ،رحمته العظم ،إذ إنه لم يكت ِف باإلصغاء إىل الشياطي ،بل سمح لهم ُ
ّ
وثانيا ،ألن هذه الحادثة ً بالدخول يف قطيع الخنازير ،ما ّأدى إىل هالك هذه الحيوانات.
َ ّ َ
بشكل ما ،إىل غت اليهود. ٍ وبالتاىل ،فإن اإلنجيل قد بدأ ُيعل ُن، ي وثنية، حصلت ف منطقة ّ
ي
ُ َّ خاص ٌة ج ًّدا عىل ّ ٌ ّ
فف حي يقول تالميذه إنه ُ ّربما كان ي هوية يسوع. ِ
شهادة ّ وأختا ،ألن هذه ً
ّ َ ُ ّ َ ّ
الشيطانية ت َس ّميه ابن هللا ،ألن هذه ّ إيليا ،أو أحد األنبياء ،فإن القوى يوحنا المعمدان ،أو ّ
َ ُ ُ ّ ُ ّ ّ ً
حم الت تفوتنا نحن المكوني من ل ٍ ه ِق ٌوى روحي ٌة ،تعرف األمور الروحية ُ ،ي القوى ،إذ ي
النص اإلنجيىلّ. ّ َ
ي ودم .وهناك رموز وتعليقات أخرى كثتة يمكن استنتاجها من هذا
غريب عليناَ .إذنّ ، ٌ ُّ َ َتبف مسألة الشياطي َ ُ
لعل هناك والمسكوني والتقسيم ...وهذا كله
ُ اليوم ونحن ُن َف ىكر ف ما ّ َ ُ ُ ً
تسميه اللغة ي مكننا إجراؤها قراءة أخرى لهذا المقطع من اإلنجيل ي ِ
شياطيننا القديمة . ِ المألوفة ِبـ
ّ ً َ ُ
الكتياء... لك نبحث كثتا عنها الحسد ،الشهوة ،األنانية ،ر : ي شياطيننا القديمة ال حاجة لنا !
ٍّ ّ اآلخر ،النميمة ،ر َ
ولكل ِمنا أن التثرة الباطلة... هل نتابع؟ البخل ،الطمع ،عدم احتام
ً
ندياته .هذه الشياطي القديمة ،نحن نسىع إىل محاربتها ،وغالبا ِمن دون ضيف من ع ّ َ ُي
َ ُ َ ّ ِ ِ
يساعدنا عىل محاربتها بالصالة ِ جدوى ...إىل أن ندرك أن يسوع المسيح هو القادر أن
ى ُ
شفاء آخر .وبالنهاية ،المسيح وحده َيقدر أن يخل َصنا ٍ نفسه بعد والصوم ،كما قال هو ُ
َ َ ّ
يأت إلينا. ي منها .إنما يبف علينا أن نذهب إليه ،وأن ندعه
َ َ َ َ َ َّ ُ
تصوروا الخوف والهلع اللذين استوليا عىل الرعاة حي رأوا قطيع الخنازير. ّثم هناك
أصحاب ألسيادهم سي رشحون هذه الخسارة القطيع ُيلف بنفسه ف البحتة ويغرق .كيف َ
ِ ِ ّ ِّ ي ي
التجارية.ّ ً
الخنازير؟ ذلك أن القطيع كان يمثل لهم نوعا من رأس المال ،أي من القيمة
إن َ ّ ٌ ً
ه :المال ،العمل ،النجاح، ي قيمنا المزعومة الق َيم. ِ قطيع من قيمة! نحن أيضا لدينا
َ ً ّ ُّ ً َ
أنفسنا وأيضا رخاؤنا الصغت ،ورفاهيتنا ّ (المادية بالطبع) .وهنا ،علينا أيضا ِّأن نطرح عىل ِ
شياطيننا الرب أن يخلصنا من ِّ مستعدون ،حي نطلب من هذا السؤال :هل نحن
ِ ِ
الشديد بها؟ ِ
ُّ َ
ّح بهذه القيم ،قي ِمنا ،بالرغم من تمس ِكنا َ َ القديمة ،ألن ُن َض ِّ َ
ّ َ ي ّ
أهاىل بقعة الجرجسيي (أو الغدريي) ،حي رأوا ما حصل ،طلبوا من يسوع أن يغادر ّ إن
َ ُ ّ ي َ
يسوع السفينة رَ َ
وعت منطقتهم .لقد خافوا بالتأكيد ،ولم َيفهموا بال شك ما حدث .فرِكب
َ ّ َ َُ ً َ
نطرد يسوع ،أن نطلب منه االنضاف عنا ،أن إىل مدينته .أال يحصل معنا نحن أيضا أن
َ ّ ُ ّ ّ َ
التجاوب معه أو درك أن ِ نمنعه من الدخول إىل قلبنا ،ألننا ال نفهم أو ألننا نخاف أو ال ن
ُّ َ ُ ّ َ ُّ َ ِّ َ
طلبه ِمنا، قلب حياتنا ر ًأسا عىل عقب؟ ومع ذلك ،أليس هذا ما ال َينفك الرب ي سي ُ باعه َ ات
َ ُ ّ َ َّ َ
اتب ْع يت! تعال َ ع اليوم أننا تالميذه ،حي يقول: نحن الذين ند ي
ّ ُ َ الرجلي َ أن ُ ّ
العادية .ولكن ،ما مسوسي قد ش ِفيا .واستطاعا أن يستعيدا حياتهما الم غت
ّ َ ُ ّ ُ
نظرنا ،إن لم تك ِن الحياة يف المسيح ،بالمسيح ،ومع المسيح؟ ألنه ه الحياة العادية يف ي
ّ ِ ُ َ ُ يؤم ُن ر ّ بالقلب َ
وبالفم يعتف للخالص ،كما يقول القديس بولس يف نهاية المقطع ِ ،للت ِ
ّ َ
بي هؤالء؟ ألن ِ ن م ِ نكون لك ن إذ ننتظر فماذا . رومة أهل إىل الرسالة الذي قرأناه من
يُ ِّ َ ُ ُ ّ َ
شف ويخلص. اإليمان الذي ي ِنقذ وي ُ ي الح ّل هو بي أيدينا ،إنه اإليمان،
ّ ّ بسيطا وواض ًحا لنا ً ً ً ٌ
طبيىع أو ي روح وما هو ي دائما التفريق بي ما هو ِ نقطة أختة .ليس شيئا
ّ
الشيطات ما َ ِّ َ ُ َ ٌ نفسات .صحيح أنه ،عىل مدى
ّ ّ
ً ي األجيال ،كان لدينا ميل ّ إىل أن ن ّنسب إىل المس ً ّ ُ ّ ي
نعرف اليوم أنه أحد األمراض العصبية وحت النفسانية .غت أننا نرتكب خطأ فادحا حي
ُ ّ جميع روايات َ
الم ِّ َ ّ ُ
الت تنقلها إلينا األناجيل. الشيطات ي ي س الطبية درج يف إطار هذه الفئة ِ ن
ّ ّ ّ ْ َ
عاتقنا وكما الت تقع عىل ُ ِ ماذا عن ِحصتنا يف المسؤولية ّي الخاصة؟ فماذا إذن بشأن حياتنا
الشعبية :ما ه ّ ّ ُ
ه مسألة تميت. ي حصة الشيطان؟ المسألة ،بال شك، ي تقول الحكمة
ُ َّ َ ً ُ َ
سعه أن ذلك ،كما نقول عادة وإذا صلينا له ،بو ِ . ولكن ،ما ه ّم فاهلل وحده يعرف ...
ىُ مر ُضنا َ
وو َج ُعنا ،وحت ِقلة إيماننا... يشفينا ،مهما كان َ َ
ع فونتي2065 ،
األب ي
انطالقة مسيرة الخالص...
ُ ِّ َ َ ُ َ َ
ابن هللا؟ أجئت إىل ه ُهنا قبل الزمان لت َعذ َبنا؟ يسوع َ ما لنا ولك يا
ّ هزيمة ر ّ َ َ رصخة َ ُ ُ
الش الوشيكة .إنها اعتاف بالضعف واالنسحاب مسوسي هذه الم تعلن
َُ ّ ًّ َ ْ
المت َب يف لنا ِل َزرع ضمنيا ،دعنا نستفيد من الوقت القليل القريب .يمكننا أن نسمع فيها
مهد ًدا الظالمَِّ َ ُ َّ َّ المزيد من الخوف والكر ّ َ
اهية .لكن ظل الصليب يلوح منذ اآلن يف األفق، ِ
انطلقت مستة الخالص وال رىس َء يمكن أن ُيوق َ َ ُ ًَ
ف ِ ي سبقا بالهزيمةَ .نعم! لقد والفوض م
ُ ُ ُ َ َّ
وانتصاره .وستكون له الكلمة األختة بقدرة القيامة. قوته
َ َّ الر َ ّ ضيئا ب ُنوره َّ َ ُ ُ ُ َ ِّ ُ ُ ً َ ّ
وحي الن ِج َسي اعتفا إن ُّ ىس ٍء .حت ي
كل ر
ِ ربك ويحت ،م ِ حضور يسوع ي إن
َ
واجتازت الخليقة .وإن كان ُ َ َ ََ بأنه ُ ّ
زمن تكوين العالم سبقت الت
ي ابن هللا ،فهو الكلمة
ّ ُ َّ َ ّ ً
رسإن َّ الم َحق ِق منذ ما قبل الدهور. انتصاره
ِ داخله أز ّلية ِ تجس ِده محدودا ،فإنه يحمل يف ِّ
ِّ َّ
الن َّ
هات. انتصار النور َ شخصه كله َيحمل منذ اآلن
َ ي ر َ ّ َ ِّ ُ
فه أكت إثارة للدهشة لقد جاؤوا ِليلتقوا ِبيسوعِ ،فلماذا طلبوا أن . مع أما َ َّرد َة ِفعل ُ الج ِ
ً ُ ً ي ّ َ َّ
عاديا للخت؟ موقفا م ِ خومهم ،وكأنهم يّت ِخذون ِ يتحول عن ت ِ
باب التهديد أو التهيب مثلما هو الجمع ليس ِمن ِ ومع ذلك ،يمكننا المالحظة أن طلب
التوسل أو االلتماس. ُّ ُ ُ َ الحال مع َ
طابع مسوسي ،بل له الم
َ َ ُ ً ّ
الخفية .لقد جاء يسوع بشفاء يف فالجرجسيون ينتظرون أيضا الموعد .وهم لن يرضوا ِ
وثنية ،وهم جاؤوا ِلرؤيته بأعداد كبتة .وقد رأوه ،وحصلوا عىل عربون إليهم ف أرض ّ
َ ُ َ ٍ ي
مسوسي .وه ُم اآلن بانتظار تحقيق الوعد تحررهم من خالل َموت الخنازير وإنقاذ َ
الم ُّ
ِ ِ
بالخالص الشامل.
ٌ ّ ُ َ َ ُ
اف خومهم بأنه نوع من االعت ِ ِ الجموع إىل يسوع االبتعاد عن ت ِ طلبِ تفست ويمكن
َ ٍّ َ ّ ّ ً ّ َ
قدرة
ِ هودي—أمام خلوقات مسكينة—خاصة وأنهم وثنيون يف مواجهة ي ٍ بضعف ِهم ،كم ِ
ِ َ َ ْ َ َ ّ
.
جه يسوع ِبقد ِر ما هو كإغالق الباب يف و ِِ الخالق إن عدم التحيب هذا ليس بالضورة
ّ ر ّ َ َ ّ َ
عد َ ُ
يسوع عىل ِقوى الش هزت ُ انتصار رؤية صدمة إن . هماستحقاق
ِ م هم اك
ِ ر إد نتيجة
َ ّ َ ُ َ
نفسه :أ ُبعد ع ّ يت يا َر ُّب ،ف ِإ يت َر ُج ٌل َ َ
االبتعاد يشبه طلب بطرس ِ ِ
وطل َ
ب كياناتهم ر ّ
البشية،
خاط! (لوقا .)8 :5 ِ
ّ
ناتاىل ،كرمل القديس يوسف20670705 ،
ي األخت
الخير والشرّ
الشير... نجنا من رِ ّ ال ُت ْدخ َلنا ف تجربة ،لكن ّ
(مت )61 :1
ِّ َ ِ َ ي
ككيان بحد ذا ِته أو كقوة .يوجد رسير هو الشيطان .كثتون ال يؤمنون بوجود ٌ ِّ ر ّ للشّ ال وجود ر
َ ٍ
إبليس ،ومن يعتقدون بوجوده ،بمعظمهم ،ال يعرفون من هو وكيف يعمل .ال أحد يستطيع َ ُ
َ َ ُ ّ َ َ
وح هللا الذي يمنح اإلنسان تميت األرواح (6كور .)60 :62 ِ أن َي ِلج عال َم الروح إال ِب ُر
رض هللا أي ال ينسجم مع ي وعمل ال ُي ٍ وفكر ٍ كل ّني ٍة غياب الخت ،بل هو ُّ َ الش ليس ر ُّ
َ َ َّ َّ َّ ّ ّ ُ
العالء
ِ ه من كاملة ي ٍ وهبة
صالحة وكل م ٍ ٍ مصدر كل خت ،إذ إن كل عطي ٍة َ وصاياه .هللا هو
َ ُّ َ ٌ ُّ ُ َ َ َُ َ ٌ
نوار ،الذي ليس عنده تحول أو ظل دوران (يع ُ.)67 :6 ِ األ أت
ري ن ِ د ل من ة هابط
ُ ُ ْ ّ ُ ُ ّ ر َ ّ ُ
إت قند جنعنلنت نظنر .ي ُ
اإلنسان ِبحر ِيته يختار الخت أو الشن ،ال بنل هنكنذا ين َطنلنب هللا منننه :أن
ّ َ َ َ
َ َّ
وصنينتنك النينوم أن ت ِنحنب النرب إلنهنكَّ َ ُ َ
أت أ والش ،بما والموت رَ ّ َ َ
والخت اليوم بي يديك الحياة َ
َ َ َ َ ُ ي وتسن ُنلن َنك ف طننرقننه وتنحنفن َنظ وصنناين ُ َ
ناه ]…[ قنند جن َنعنلننت بنني أينندينكننم النحنينناة والنمننوت ،الن ر َنتكننة ي
َ َ ُ ُ َ َ َ
نحيا أنت وذ ِّ َّريتك (تث .)69-65 :10 لك ت ي فاخت الحياة ِ واللعنة.
ّ ُّ ُ َ َ َ ُ َ َ ً
ات الموجودة أمامه ِليسلك فيها بوضوح .الوصية اإللهية ِ إذا ،كشف هللا لإلنسان الخيار
ّ ً وليست ر ًّ َ ٌ ّ الفصل بي الخت ر ّ ُ
رسا وموتا .لماذا؟ ألن هللا وصية هللا حياة وخت، والش. ِ ه ي
وف عالقته مع ما داخله ف نفسه، عىل م ٌ نقس م ُ السقوط، بعد اإلنسان، . ةمحبَّ
َ ي ي ِ ) 8 : 4 يو 6 (
يعات يف كيانه ِمن ماذا يختار وكيف يختار .وهو يتصارع مع نفسه .فت ُاه هو ُخارجه .وهو َ ُ ي
ُ ّ ً َ َّ ر الخت َ َ
فإت ال أعرف ما أنا ي فيصنع الش ِعوضا عن الخت وال يعرف السبب!... يختار
َ ُ ّ َ ُ ّ ُ ُ ُ ُ َّ ُُ
الح ال بل ما َ أكرهه إياه أعمل ]…[ ألن ما أريده من الص ِ ُ ّ
عامله ،ألن ما أريده ال أعمله،
ِّ ُ ُ َ رَ
ِ
أعمله ،بل ما ال أريده ِمن الش إياه أعمل (رو 65 :7و.)69
َ َ ً ر ّ َ ُ
والش ،إذن ،ليست مسألة خارجة عن كيان اإلنسان وال ِرصاع ِآله ٍة كما هو مسألة الخت
ّ صنعه ُ ُ ُ َ
هللا َح َس ٌن ال بل إن َ وكل ما طلقُّ ، راسخ يف ذهن الكثتين .هللا هو الخت الم
ُ ًّ َ
َ
األساىس :ما الذي يريد اإلنسان اختياره ،وكيف ّ
ي حس ٌن جدا ( ُراجع تك .)6السؤال اإلنسان َ
أي أ ُسس؟ َيبت خياراته وعىل ِّ
ُ ُ
ِ ي
يعمل اإلنسان ً ُ مقاييس األعمال ف عي هللا ه َ َ ُ
ختا يف الظاهر ،ولكن قد قاصدها ،فقد ِ م
الح ُ عند العالم ب َخفايا القلوب ،إذ يصت ُ ي ي َ ِ ً
كم عىل الغاية ِِ ِ ا رفوض يكون هذا العمل م
نفسه ،ولكنْ يخد َع َ َ
ضمرة يف قلب اإلنسان وليس الظاهرة .قد يستطيع اإلنسان أن الم َ ُ
ُ َ يخد َع ََ فعال ّأنه ٌ ً هل ُّ
القلوب والكىل ؟( ...مز .)9 :7 ِ فاحص هللا قادر عىل أن يظن
ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ الن ُ َ
إثم االبن. إثم األب ،واألب ال يحمل من ِ يحمل من ِ ه تموت .االبن ال ِ ي خط الت ت ي فس
َّ َّ يكون ( ...حز ُّ .)20 :68 ُ يكون ،رَ ُّ
ورس رِ ّ ُ ب ُّر ِّ
مسؤولية يتحمل إنسان
ٍ كل عليه
ِ الش ِير عليه
ِ البار ِ
الربمكره ُة َِّ يجتت أغالله. الخت الش يحصد ثماره ،وفاع ُ
ل فصان ُع ر ّ الحياة، ف اته ر خيا
ي ِ ِ ُ ي
ٌ ُّ ُ ُ
مجوج عنده فالشير َمر ّ يحبه (أم .)9 :65ال ُمحاباة عند هللا، وتابع ر ِّ
الت ِ ، يرِ
طريق رِ ّ
الش
والخت له ُ الش يجلب العقاب والش ف متان هللا .ر ُّ والص ّديق محبوب .ال خلطة بي الخت ر ّ ِ
ي ُ
وهر العدل يف التوبة .فبالتوبة فقط يقدر الرحمة َج ُ الحب الالمحدود هلل، ّ ثواب .يف
ََ ُ َ ُ ُ َ
النهائية محسومة ،إذ ال ّ حاربه ِل يك ُيبعده عن هللا .الغل َبة الشير الذي ي اإلنسان أن يغلب ر
واإلنسان الشيطان الخت والح ِّب وبي ُ هللا
ِ ِ ِ مجال للقياس بي الخالق والمخلوق ،بي ُ ِ
ً
عرىس( ...رؤ .)26 :1 ي
ر مىع يف يجلس ي
َ عطيه أن ِ ِ يغل ُب فسأ َ
الش ّير .هللا هو الغالب أبدا ،و من ِ ر
المتوبوليت أنطونيوس الصوري ،جريدة النهار20690201 ،
الشيطان والخطيئة
ال الناس (يو ،)44 :8 الكتاب المقدس ُيثبت األ َث َر المشؤوم ىللذي يدعوه يسو ُع م َن البدء َق ّت َ
ِ
نقض أعمالَ تقبلها من اآلب .ولهذا َظ َهر ُ
ابن هللاَ :لي َ تحويل يسو َع عن الرسالة الت ّ
َ والذي حاول
َ ي ُ
َّ َ
إبليس (6يو .)8 :1وأفظع نتائج أعماله كان اإلغراء الكاذب الذي جر اإلنسان إىل عصيان هللا.
ً قديرة لكونها ً ٌ ُ َّ ُ ّ . إبليس ليست َ َ َ ّ
روحا محضا، ِّ جرد خليقة، غت متناهية إنه م لكن مقدرة
ّ
ولكنه ال يخرج عن كونه خليقة :ال يستطيع أن يمنع بناء ملكوت هللا .وإن عمل إبليس يف
ْ
بعام ِل الحقد عىل هللا وملكوته يف يسوع المسيح ،وإن كان لعمله أرص ٌار جسيمة— العالم ِ
مبارسة ،عىل المستوى الطبيىع نفسه—لكلّ أحيانا ،وبطريقة غت ر ً عىل المستوى الروحّ
ي ُ ي
الت َتو ّجه تاري ننخ اإلنسان والعالم ة ّ
اإللهي العناية به ح إنسان وللمجتمع ،فهذا العمل َت َ
سم
ولكننا نعلم أن هللا ف ّ ّ ي ُ َ ّ
كل عظيم، رساإلله بهذا العمل الشيطات ٌّ ولي .والسماح بقو ٍة
ي ي ي ٍ
ىسء يسىع لخت الذين ُيحبونه (رو .)28 :8 ي
ر
ّ ّ ّ
الحرية الخطيئة األصلية :تجربة
ّ
روحانية ،فهو ال هللا اإلنسان عىل صورته وأقامه يف صداقته .وإذ كان اإلنسان خليقة خلق ُ
الح ّر هلل .وهذا ما ُي َع ِّ ُت عنه َم ُ
إال بخضوعه ُ ّ
نع اإلنسان ً ر ِّ يستطيع أن يعيش يف هذه الصداقة
َ ّ ر
من أن يأكل من شجرة معرفة الخت والش ،فإنك يوم تأكل منها موتا تموت (تك .)67 :2
َ ُُ َ ّ والش توح ًّ ُ
شجرة معرفة الخت ر ّ
جاوزه والذي يجب عىل بالحد الذي ال يمكن ت رمزيا ي
ِّ ٌ ًّ ً
اختياريا وأن يقف عنده بثقة .اإلنسان متعلق اإلنسان ،يف كونه مخلوقا ،أن يعتف به
وللنظم الخلقية الت ُت َن ىظم استعمال ّ
الحرية.
ُّ
بالخالق؛ وهو خاضع لنواميس الخليقة،
ي
خطيئة اإلنسان األوىل
جر َبه الشيطان ،قض يف قلبه عىل الثقة بخالقه .وعندما أساء استعمال اإلنسان ،عندما َّ
وكل خطيئة ،فيما بعد،وصية هللا .ف هذا قامت خطيئة اإلنسان األوىلُّ .
َ ي
ّ حر ّيته ،عض
ّ
ً
ثقة بصالحه. ستكون عصيانا هلل ،وعدم
َ َ َ َّ َ ٍُ َّ
يف هذه الخطيئة فض َل اإلنسان نفسه عىل هللا ،وبذلك ع ِينه حقر هللا :اختار ذاته عىل
َ َ
ً ُ َ َ
الخاص .وإذ كان اإلنسان مخلوقا ّ صالحه ِ ونه خليقة ،ومن ث َّم عىل ك هللا ،عىل مقتضيات
. ً ً َ ُ ِ ُ َ ًّ
ؤلهه تأليها كامال يف المجد وبإغراء من إبليس أراد كان معدا ألن ي ِ يف حالة قداسة ،فقد
َ ْ يكون م ََ
ثل هللا ،ولكن بدون هللا وليس ِبحس ِب هللا . ِ أن
آد ُم ّ
وحو ُاء فوراً ََ َ َ ّ َ ّ َ ُ ّ
عصية األوىل المأسوية .فقد فقد الكتاب المقدس يبي عواقب هذه الم
َ َّ َِ ّ َ
األصلية .لقد خافا من هذا اإلله الذي تصوراه عىل غت صورته ،عىل صورة إل ٍه ارة
الت ِ َحالة ر
يور عىل امتيازاته. غ
ُ َّ ّ ُ ّ ُ َ ٍُ ُ
التارة األصلية ،قد تهدم؛ وسيطرة قوى التناسق الذي كانا عليه ،والذي أولتهما إي ّاه حالة ر
ّ ُ ّ
النفس الروحانية عىل الجسد تحطمت؛ إتحاد الرجل والمرأة أصبح تحت تأثت المشادات؛
ُ َ ُ
الخليقة ن ِقض :الخليقة ُ الشهوة والسيطرة .التناسق مع وعالقاتهما ستكون َموسومة ِب ِس َمة
ً
خض َعت الخليقة ِ عاد َيةُ ،وبسبب اإلنسان أ ِ
أصبحت بالنسبة إىل اإلنسان غريبة ُ
وم َ المنظورة
َّ َ ً ّ
:
الت أ ِرنت بها بضاحة ستتحقق سيعود لعبودية الفساد وأختا فإن عاقبة معصية اإلنسان .
اإلنسان إىل األرض الت منها ُأخذ .وهكذا دخل الموت يف تاري ننخ ر ّ
البشية. ي ِ ي
ّ
الكاثوليكية)400-194( ، ّ
المسيّح للكنيسة التعليم
ي