Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك‬

‫النشرة األسبوعية‬

‫ّ‬
‫تذكار القديسي الشهداء الخمسة واألربعي‬
‫الذين استشهدوا يف نيكوبوليس يف أرمينيا‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫الجهاد َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬


‫ه ُمشاركتنا‬ ‫اإليمان (‪ َ 2‬يت ‪ .)7 :4‬هذه ي‬ ‫وط وحافظت عىل‬ ‫ي‬ ‫وأتممت ش‬ ‫الح َسن‬ ‫لقد جاهدت‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الخطيئة‬
‫ِ‬ ‫إخوتنا وأخوا ِتنا من قدرة‬ ‫نحن َم ْن سن َح ِّر ُر أنف َسنا ون َح ِّر ُر‬ ‫ُ‬ ‫كة المسيح‪ .‬فلسنا‬ ‫ف معر ِ‬
‫شكنا يف هذه المعركة وهذا االنتصار بمقدار ما‬
‫ُ ر ُ‬
‫ي‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬‫نا‬
‫ر‬ ‫صحنا الذي ُي َح ِّر ُ‬ ‫يوالموت‪ .‬بل هو يسو ُع ف ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫‪ّ .‬‬ ‫ُ‬
‫أقام يسوع من بي‬ ‫ه إيماننا باهلل أبينا الذي‬ ‫ي‬ ‫اإليمان‬ ‫قدرة‬ ‫إن‬ ‫فيه‬ ‫د‬ ‫ونصم‬ ‫نحافظ عىل اإليمان‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ّ .‬‬
‫ه‬ ‫األموات إن ِفصح يسوع ليس الحدث الذي ننضم إليه بإيما ِننا فحسب‪ ،‬ولكن حركة إيما ِننا‬
‫يُ‬ ‫أبعد من حاالت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫كة َ‬ ‫ُ‬
‫صح ِتنا‪ .‬اإليمان‬ ‫أفكارنا‪ ،‬أبعد من مشاعرنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أبعد من‬ ‫قيام ٍة‪ .‬فاإليمان هو‬ ‫نفسها حر‬
‫ُ‬ ‫الخداعة‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫نصمد يف هذا‬ ‫الموت والخطيئة‪ .‬يجب علينا أن‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫ظاه‬
‫ِ ِ‬ ‫م‬ ‫ر‬‫المظاه‬
‫ِ‬ ‫جميع‬ ‫ق‬‫يخت‬ ‫الصاف‬
‫ي‬
‫َ َُ‬ ‫ُ َ‬
‫الت تجعلنا ال‬ ‫القلب‬ ‫كة‬
‫ِ‬ ‫حر‬ ‫ف‬ ‫نعيشه‬ ‫بأن‬ ‫ما‬ ‫وإن‬ ‫فحسب‪،‬‬ ‫آخر‬ ‫إىل‬ ‫وقت‬‫ٍ‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫عل‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫بأن‬ ‫ليس‬ ‫اإليمان‪،‬‬
‫روح‬ ‫عىل‬ ‫م‪،‬‬
‫َ ي‬
‫العال‬ ‫عىل‬ ‫نا‬ ‫وإيماننا هو ي ُ‬
‫انتصار‬
‫ُ‬
‫نحن َمولودون منه‬ ‫بح ِّبه‪ُ .‬‬ ‫نتخ ىىل عن ذاك الذي َخ َّل َصنا ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫العالم الذي يتَّب ُ‬ ‫َ‬
‫ص بنا بال انقطاع‪.‬‬
‫األب جان كوربون‬
‫جميعا‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫كلها َبيده الطاهرة‪ُ ،‬‬ ‫ُّ َ‬
‫اإلل ُه‪ ،‬يا َمن َي ُ‬
‫وي ُ‬
‫توب‬ ‫ً‬ ‫ويطيل أناته علينا‬ ‫ِ‬ ‫ضبط األشياء‬ ‫ُ‬ ‫ُّأيها الرب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ورحم َتك‪ .‬إفتق ْدنا بصالح َك‪ُ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫روحك‬ ‫ِ‬ ‫وص ْن حياتنا ِبنعمة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫عىل خطايانا‪ ،‬أذك ْر رأفتك‬
‫والر ُ‬ ‫ُ‬
‫واالبن ّ‬ ‫َ‬
‫وإليك نرفع التمجيد‪ُّ ،‬أيها ُ‬ ‫ب ر‬ ‫ومح ٌّ‬
‫ٌ ُ‬ ‫‪ٌ َ ّ .‬‬ ‫ُ ّ‬
‫وح‬ ‫اآلب‬ ‫للبش‪،‬‬ ‫ألنك إله رحيم ِ‬ ‫القدوس‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬
‫أوان وإىل دهر الداهرين‪ .‬آمي‪.‬‬ ‫القدس‪ ،‬اآلن وكل ٍ‬

‫(اللحن الرابع)‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫فقلن‬ ‫الج َّدين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فن من المالك ُب رشى القيامة البهيجة‪ ،‬وإ َ‬
‫لغاء القضاء عىل َ‬
‫ِ‬
‫عر َ‬
‫الر ّب َ‬
‫تلميذات َّ‬
‫ِ‬ ‫إن‬
‫الرحمة‪.‬‬ ‫َ‬
‫عظيم َّ‬ ‫اإلله‪ً ِ ،‬‬
‫واهبا للعالم‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ونهض المسيح‬ ‫ب الموت‪.‬‬ ‫للرسل ُمفتخرات‪ :‬لقد ُسل َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫(اللحن الرابع)‬
‫ابن البتول‪ ،‬وجت َ‬ ‫يصت َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فإن َ‬ ‫ُ‬
‫وظهور ِّ ِّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ائيل‬ ‫ر‬ ‫ابن هللا‬ ‫الش الذي منذ األزل‪.‬‬ ‫خالصنا‬
‫اليوم بدء ِّ ِ‬
‫الر ُّب َ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫مت ِلئة نعمة‪ّ .‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫معه َ‬ ‫َُ ر ‪َ .‬‬
‫فلن ْ‬
‫هتف َ‬ ‫ّ‬
‫مع ِك‪.‬‬ ‫عليك يا م‬
‫ِ‬ ‫السالم‬ ‫والدة اإلله‪:‬‬
‫ِ‬ ‫نحو‬ ‫عمة يبش‬
‫بالن ِ‬
‫الثات)‬
‫(اللحن ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المسيحي َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ض عنن أص ِ‬
‫نوات‬ ‫عر ي‬‫الخالق‪ ،‬ال ت ِ‬ ‫الت ال تخزى‪ ،‬ووسيطتهم الدائمة لدى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫يا نصتة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫نان‪:‬‬
‫إليك بإيم ٍ‬ ‫إليك‪ .‬بل بما أنك صالحة‪ِ ،‬‬
‫باد َري إىل معون ِتنا‪ َ ،‬نحن الصارخي ِ‬ ‫الخطأة الطالبي ِ‬‫ُ ِ‬
‫ميك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وأرسع إىل االبتهال‪ ،‬يا والدة اإلله المحامية دائما عن مكر ِ‬
‫ي‬ ‫م إىل الشفاعة‪،‬‬ ‫هل ي‬

‫كل عيب‪َّ ،‬‬‫والم َّتهة عن ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬


‫وأم‬ ‫ٍ‬
‫الدائمة الغبطة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫واجب َحقا أن نغ ِّبط ِك‪ ،‬يا والدة اإلله‬ ‫ٌ‬ ‫إنه‬
‫ولدت َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫إلهنا‪ .‬يا َمن ه ُ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫قياس من الستافيم‪ .‬يا َمن‬
‫وأمجد ُبال ِّ ٍ‬ ‫أكرم من الشتوبيم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اك ن َعظم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫بتوال‪ .‬إنك حقا والدة اإلله‪ّ .‬‬‫َ َ ْ ي ً‬
‫ِ‬ ‫إي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ول‬ ‫مة‬ ‫الكل‬
‫ِ‬

‫العظيمة في الشهيدات أوفيميّا‬


‫ّ‬ ‫نعيد للشهيدة ف ‪ 61‬ايلول‪ّ .‬أما تذكار ‪ّ 66‬‬ ‫ّ‬
‫تموز فيعود إىل تدخلها يف تثبيت‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َح ِّد اإليمان كما ّ‬
‫ّ‬
‫المسكوت الرابع المنعقد يف خلقيدونية ضد‬ ‫ي‬ ‫المجمع‬ ‫قر َره‬
‫ّ‬
‫أضاليل القائلي بالطبيعة الواحدة يف المسيح‪ .‬يحىك أنه عىل أثر جدل عنيف‬
‫ّ‬
‫وعقيم قام بي منارصي المجمع وأعدائه‪ ،‬إتفق الفريقان عىل تحكيم‬
‫الكراسان يف الصندوق‬ ‫ووضع ّ‬ ‫كراس‪ُ ،‬‬
‫كل منهما اعتقاده ف ّ‬ ‫الشهيدة‪ .‬فكتب ّ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬ ‫ّ‬
‫المكرمة‪ .‬وبعد أن أوصد الصندوق وختم بالشمع‪ ،‬أخذ‬ ‫الحاوي ذخائرها‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الفريقان يقيمان صالة غت منقطعة مدة ثالثة أيام‪ ،‬فتح بعدها الصندوق‬
‫قدم القديسة‪،‬‬ ‫اس الهراطقة عند َ‬ ‫كر ُ‬ ‫اإلمتاطور مركيانوس‪ .‬فكان ّ‬
‫ي‬ ‫بحضور ر‬
‫َ‬
‫أنصار المجمع‪ ،‬يف ي ِدها اليمت‪.‬‬ ‫المستقيم الرأي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بينما كان ّ‬
‫كراس‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫(المزمور ‪ 24 :601‬و‪)6‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫بحكمة‪.‬‬‫ِ‬
‫َ‬
‫جميعها‬ ‫أعظم أعمالك يا َر ّب‪ ،‬لقد صنعت‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫َ ُ ْ َ ًّ‬ ‫َّ ُّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه لقد عظمت جدا‪.‬‬ ‫نفس الرب‪ ،‬أيها الرب إل ي‬ ‫ي‬ ‫بارك يا‬
‫ي‬
‫(رومة ‪)60-6 :60‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فإت أشهد لهم أن‬ ‫ي‬ ‫لك َيخلصوا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ألجل إرسائيل‬ ‫ِ‬ ‫وابتهاىل إىل هللا‪ ،‬هما‬
‫ي‬ ‫قلت‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫يل‬ ‫إن َم َ‬ ‫إخوة‪،‬‬ ‫يا َ‬
‫َّ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫هللا‪ ،‬وطل ُبوا أن ُيقيموا ِبرهم‬ ‫َ‬
‫فيهم غتة هلل‪ ،‬لكنها ليست عن معرفة‪ .‬فإننهم إذ ج ِهلوا ِب َّر ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫للت لك ِّل َمن يؤمن‪ .‬فإن‬ ‫المسيح ر ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫الخاص‪ ،‬لم يخضعوا ِل ر ِّت هللا‪ .‬ألن غاية الناموس‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫األشياء َ‬ ‫َ‬
‫الت الذي من الناموس بأن اإلنسان الذي َي ُ‬ ‫َّ‬ ‫ف ر َّ‬ ‫موىس َيص ُ‬
‫سيحيا فيها‪.‬‬ ‫عمل هذه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الت الذي من اإليمان‪ ،‬فيقول فيه هكذا‪ :‬ال تق ْل ف قلبك َمن َيصعد إىل ّ‬ ‫وأما ر ُّ‬ ‫َّ‬
‫السماء‪ ،‬أي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صعد المسيح من بي األموات؟ ِلك ْن ماذا‬ ‫ُ‬
‫المسيح؟ َأو من ٌ يهبط إىل الهاوية‪ ،‬أي لي ِ‬ ‫ُلي ِت َل‬
‫ُ رِّ ُ ‪َ َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الت نبش بها ألنك‬ ‫اإليمان ي‬‫ِ‬ ‫يعت كلمة‬ ‫قلبك‪،‬‬ ‫وف ِ‬ ‫يقول؟ إن َ الكلمة َ قريبة ِّمنك‪ ،‬يف فيك َ ي‬
‫ي َّ‬ ‫إن َ‬
‫بفمك بالرب يسوع‪ ،‬وآمنت يف قلبك أن هللا قد أقامه من بي األموات‪،‬‬ ‫اعتفت ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫للت‪ ،‬وبالفم ُي َ‬‫يؤم ُن ر ّ‬ ‫خلص‪ .‬ألنه بالقلب َ‬ ‫َِ ُ‬
‫عتف للخالص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ست‬
‫(المزمور ‪ 5 :44‬و‪)8‬‬
‫َ َ ُ‬
‫مين َك ً‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ِّ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫عجيبا‪.‬‬ ‫هديا‬ ‫والت‪ ،‬فتهديك ي‬
‫عة ِر‬
‫واملك يف سبيل الحق والد ُ ِ‬ ‫السيف ِ ْ‬
‫ورس إىل األمام‪ِ ،‬‬ ‫ْاست َّل‬
‫َ‬ ‫مس َح َك ُ‬
‫هللا ُ‬ ‫ضت اإلثم‪ ،‬لذلك َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫بت ر َّ‬
‫أفضل من ررسكائك‪.‬‬ ‫إلهك بدهن البهجة‬ ‫الت وأبغ‬ ‫ِ‬ ‫أحب‬
‫(مت ‪ 28 :8‬إىل ‪)6 :9‬‬
‫رجالن َ‬ ‫سيي‪ ،‬فاستقبله ُ‬ ‫يسوع إىل بقعة الج ْرج ِّ‬ ‫ُ‬
‫بهما شياطي‪ ،‬خارجان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف ذلك الزمان‪ ،‬أت‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫رَ‬
‫‪.‬‬
‫رسسان جدا‪ ،‬بحيث لم يقو أحد عىل أن يجتاز من تلك الطريق وإذا بهما‬ ‫ِ‬ ‫من القبور‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يصيحان قائلي ما لنا ولك يا يسوع ابن هللا؟ أجئت إىل ههنا قبل الزمان لتعذبنا؟ وكان‬ ‫‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يتضعون إليه قائلي‪ :‬إن كنت‬ ‫َّ‬ ‫خنازير كثتٍة ترع‪ .‬فأخذ الشياطي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قطيع‬ ‫عىل ُبعد منهما‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ب إىل قطيع الخنازير‪ .‬فقال لهم‪ :‬اذهبوا‪ .‬فخرجوا وذهبوا إىل‬ ‫نذه َ‬ ‫خر ُجنا‪ ،‬فائذن لنا أن‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ب عن ُ‬ ‫َ‬
‫وث َ‬ ‫ِّ‬
‫الج ُر ِف إىل البحر‪ ،‬ومات يف المياه‪.‬‬ ‫بقطيع الخنازير كله قد‬ ‫ِ‬ ‫فإذا‬ ‫‪.‬‬‫الخنازير‬ ‫قطيع‬
‫ُ ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫إىل المدينة‪ ،‬وأختوا ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّأما ُّ‬
‫الم ْع َتين‪ .‬وإذا المدينة كلها‬ ‫وبأمر‬
‫ِ‬ ‫ىسء‪،‬‬
‫ي‬
‫بكل ر‬ ‫ر‬ ‫الرعاة فهربوا ومضوا‬
‫َ‬
‫يتحو َل عن تخومهم‪ .‬فركب السفينة رَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫خرجت للقاء يسوع‪َّ .‬‬ ‫قد َ‬
‫وعت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فلما أبضوه طلبوا أن‬ ‫ِ‬
‫وأت إىل مدينته‪.‬‬

‫شفاء الممسوسَين‬
‫ّ‬
‫الت نميل‬‫ي‬ ‫سمعناه اليوم‪ّ ُ ،‬ربما كان من النصوص‬ ‫إنجيل مت‪ ،‬والذي ِ‬
‫َّ‬
‫النص المأخوذ من‬ ‫إن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫الروحية‪ .‬ال شك‬ ‫األمور‬
‫ِ‬ ‫وبخاص ٍة‬ ‫الحاىل لألمور‬
‫ي‬ ‫مفهومنا‬ ‫عادة إىل تجن ِبها ألنها قد تصدم‬
‫َ‬
‫أعطتنا إياها السينما األمت ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬
‫كية عن األشخاص المسكوني‬ ‫الت‬
‫ي‬ ‫بالصو ِر‬ ‫يف أننا متأثرون‬
‫ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫مكن‬‫بالشياطي وعن التعزيم أو التقسيم‪ ،‬خصوصا وأننا يف هذه األيام نعتقد أن كل ما ال ي ِ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ورس ُحه ُ‬ ‫ُ رَ‬
‫إمكاني ِة أن‬ ‫ّ‬ ‫مجرد التفكت يف‬ ‫فف نظ ِر بعض الناس‪ ،‬إن‬ ‫ذلك‪ ،‬ي‬ ‫غت َموجود‪ .‬إىل‬ ‫إثباته‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الت ال‬ ‫يوح بالحقبات الظالمية‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫يكون اإلنسان مسكونا أو ممسوسا ِمن ِقب ِل الشيطان‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫الفكر َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ًّ‬
‫والت بالنهاية تحد‬ ‫تتوافق كليا مع الحداثة‪ ،‬ي‬
‫ّ‬ ‫أن هذه الحادثة موجودة ف األناجيل اإلز ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫وبالتاىل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ائية الثالثة‪ :‬مت ومرقس ولوقا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫غت‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ً ّ ً ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ظهر‪ ،‬يف رأي‬ ‫قدرة يسوع ضد ِقوى الش‪ .‬كما ت ِ‬ ‫َ‬
‫ظهر‬ ‫مهمة‪ .‬أوال‪ ،‬ألنها ت ّ ِ‬ ‫َ‬
‫عتت‬ ‫فالحادثة ت ر‬
‫بعض الناس‪ ،‬رحمته العظم‪ ،‬إذ إنه لم يكت ِف باإلصغاء إىل الشياطي‪ ،‬بل سمح لهم‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫وثانيا‪ ،‬ألن هذه الحادثة‬ ‫ً‬ ‫بالدخول يف قطيع الخنازير‪ ،‬ما ّأدى إىل هالك هذه الحيوانات‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫بشكل ما‪ ،‬إىل غت اليهود‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وبالتاىل‪ ،‬فإن اإلنجيل قد بدأ ُيعل ُن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وثنية‪،‬‬ ‫حصلت ف منطقة ّ‬
‫ي‬
‫ُ َّ‬ ‫خاص ٌة ج ًّدا عىل ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫فف حي يقول تالميذه إنه ُ ّربما كان‬ ‫ي‬ ‫هوية يسوع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شهادة ّ‬ ‫وأختا‪ ،‬ألن هذه‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الشيطانية ت َس ّميه ابن هللا‪ ،‬ألن هذه‬ ‫ّ‬ ‫إيليا‪ ،‬أو أحد األنبياء‪ ،‬فإن القوى‬ ‫يوحنا المعمدان‪ ،‬أو ّ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫حم‬ ‫الت تفوتنا نحن المكوني من ل ٍ‬ ‫ه ِق ٌوى روحي ٌة‪ ،‬تعرف األمور الروحية‪ ُ ،‬ي‬ ‫القوى‪ ،‬إذ ي‬
‫النص اإلنجيىل‪ّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ودم‪ .‬وهناك رموز وتعليقات أخرى كثتة يمكن استنتاجها من هذا‬
‫غريب علينا‪َ .‬إذن‪ّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َتبف مسألة الشياطي َ‬ ‫ُ‬
‫لعل هناك‬ ‫والمسكوني والتقسيم‪ ...‬وهذا كله‬
‫ُ‬ ‫اليوم ونحن ُن َف ىكر ف ما ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫تسميه اللغة‬ ‫ي‬ ‫مكننا إجراؤها‬ ‫قراءة أخرى لهذا المقطع من اإلنجيل ي ِ‬
‫شياطيننا القديمة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المألوفة ِبـ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الكتياء‪...‬‬ ‫لك نبحث كثتا عنها الحسد‪ ،‬الشهوة‪ ،‬األنانية‪ ،‬ر‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫شياطيننا القديمة ال حاجة لنا‬ ‫!‬
‫ٍّ ّ‬ ‫اآلخر‪ ،‬النميمة‪ ،‬ر‬ ‫َ‬
‫ولكل ِمنا أن‬ ‫التثرة الباطلة‪...‬‬ ‫هل نتابع؟ البخل‪ ،‬الطمع‪ ،‬عدم احتام‬
‫ً‬
‫ندياته‪ .‬هذه الشياطي القديمة‪ ،‬نحن نسىع إىل محاربتها‪ ،‬وغالبا ِمن دون‬ ‫ضيف من ع ّ‬ ‫َ‬ ‫ُي‬
‫َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يساعدنا عىل محاربتها بالصالة‬ ‫ِ‬ ‫جدوى‪ ...‬إىل أن ندرك أن يسوع المسيح هو القادر أن‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫شفاء آخر‪ .‬وبالنهاية‪ ،‬المسيح وحده َيقدر أن يخل َصنا‬ ‫ٍ‬ ‫نفسه بعد‬ ‫والصوم ‪ ،‬كما قال هو ُ‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫يأت إلينا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫منها‪ .‬إنما يبف علينا أن نذهب إليه‪ ،‬وأن ندعه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫تصوروا الخوف والهلع اللذين استوليا عىل الرعاة حي رأوا‬ ‫قطيع الخنازير‪.‬‬ ‫ّثم هناك‬
‫أصحاب‬ ‫ألسيادهم‬ ‫سي رشحون هذه الخسارة‬ ‫القطيع ُيلف بنفسه ف البحتة ويغرق‪ .‬كيف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ي‬ ‫ي‬
‫التجارية‪.‬‬‫ّ‬ ‫ً‬
‫الخنازير؟ ذلك أن القطيع كان يمثل لهم نوعا من رأس المال‪ ،‬أي من القيمة‬
‫إن َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫ه‪ :‬المال‪ ،‬العمل‪ ،‬النجاح‪،‬‬ ‫ي‬ ‫قيمنا المزعومة‬ ‫الق َيم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قطيع من‬ ‫قيمة! نحن أيضا لدينا‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ً َ‬
‫أنفسنا‬ ‫وأيضا رخاؤنا الصغت‪ ،‬ورفاهيتنا ّ (المادية بالطبع)‪ .‬وهنا‪ ،‬علينا أيضا ِّأن نطرح عىل ِ‬
‫شياطيننا‬ ‫الرب أن يخلصنا من‬ ‫ِّ‬ ‫مستعدون‪ ،‬حي نطلب من‬ ‫هذا السؤال‪ :‬هل نحن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشديد بها؟‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ّح بهذه القيم‪ ،‬قي ِمنا‪ ،‬بالرغم من تمس ِكنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫القديمة‪ ،‬ألن ُن َض ِّ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫أهاىل بقعة الجرجسيي (أو الغدريي)‪ ،‬حي رأوا ما حصل‪ ،‬طلبوا من يسوع أن يغادر‬ ‫ّ‬ ‫إن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫يسوع السفينة رَ َ‬
‫وعت‬ ‫منطقتهم‪ .‬لقد خافوا بالتأكيد‪ ،‬ولم َيفهموا بال شك ما حدث‪ .‬فرِكب‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫نطرد يسوع‪ ،‬أن نطلب منه االنضاف عنا‪ ،‬أن‬ ‫إىل مدينته ‪ .‬أال يحصل معنا نحن أيضا أن‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫التجاوب معه أو‬ ‫درك أن‬ ‫ِ‬ ‫نمنعه من الدخول إىل قلبنا‪ ،‬ألننا ال نفهم أو ألننا نخاف أو ال ن‬
‫ُّ َ ُ ّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬
‫طلبه ِمنا‪،‬‬ ‫قلب حياتنا ر ًأسا عىل عقب؟ ومع ذلك‪ ،‬أليس هذا ما ال َينفك الرب ي‬ ‫سي ُ‬ ‫باعه َ‬ ‫ات‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اتب ْع يت!‬ ‫تعال َ‬ ‫ع اليوم أننا تالميذه‪ ،‬حي يقول‪:‬‬ ‫نحن الذين ند ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الرجلي َ‬ ‫أن ُ‬ ‫ّ‬
‫العادية‪ .‬ولكن‪ ،‬ما‬ ‫مسوسي قد ش ِفيا‪ .‬واستطاعا أن يستعيدا حياتهما‬ ‫الم‬ ‫غت‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫نظرنا‪ ،‬إن لم تك ِن الحياة يف المسيح‪ ،‬بالمسيح‪ ،‬ومع المسيح؟ ألنه‬ ‫ه الحياة العادية يف‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ ُ َ ُ‬ ‫يؤم ُن ر ّ‬ ‫بالقلب َ‬
‫وبالفم يعتف للخالص ‪ ،‬كما يقول القديس بولس يف نهاية المقطع‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫للت‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫بي هؤالء؟ ألن‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫نكون‬ ‫لك‬ ‫ن‬ ‫إذ‬ ‫ننتظر‬ ‫فماذا‬ ‫‪.‬‬ ‫رومة‬ ‫أهل‬ ‫إىل‬ ‫الرسالة‬ ‫الذي قرأناه من‬
‫يُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫شف ويخلص‪.‬‬ ‫اإليمان الذي ي ِنقذ وي ُ ي‬ ‫الح ّل هو بي أيدينا‪ ،‬إنه اإليمان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بسيطا وواض ًحا لنا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫طبيىع أو‬ ‫ي‬ ‫روح وما هو‬ ‫ي‬ ‫دائما التفريق بي ما هو‬ ‫ِ‬ ‫نقطة أختة‪ .‬ليس شيئا‬
‫ّ‬
‫الشيطات ما‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫نفسات‪ .‬صحيح أنه‪ ،‬عىل مدى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ً ي‬ ‫األجيال‪ ،‬كان لدينا ميل ّ إىل أن ن ّنسب إىل المس ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫نعرف اليوم أنه أحد األمراض العصبية وحت النفسانية‪ .‬غت أننا نرتكب خطأ فادحا حي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫جميع روايات َ‬
‫الم ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الت تنقلها إلينا األناجيل‪.‬‬ ‫الشيطات ي‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫الطبية‬ ‫درج يف إطار هذه الفئة‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عاتقنا وكما‬ ‫الت تقع عىل ُ ِ‬ ‫ماذا عن ِحصتنا يف المسؤولية ّي‬ ‫الخاصة؟‬ ‫فماذا إذن بشأن حياتنا‬
‫الشعبية‪ :‬ما ه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ه مسألة تميت‪.‬‬ ‫ي‬ ‫حصة الشيطان؟ المسألة‪ ،‬بال شك‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تقول الحكمة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سعه أن‬ ‫ذلك‪ ،‬كما نقول عادة وإذا صلينا له‪ ،‬بو ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬ما ه ّم فاهلل وحده يعرف‬ ‫‪...‬‬
‫ىُ‬ ‫مر ُضنا َ‬
‫وو َج ُعنا‪ ،‬وحت ِقلة إيماننا‪...‬‬ ‫يشفينا‪ ،‬مهما كان َ‬ ‫َ‬
‫ع فونتي‪2065 ،‬‬
‫األب ي‬
‫انطالقة مسيرة الخالص‪...‬‬
‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ابن هللا؟ أجئت إىل ه ُهنا قبل الزمان لت َعذ َبنا؟‬ ‫يسوع َ‬ ‫ما لنا ولك يا‬
‫ّ‬ ‫هزيمة ر ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رصخة َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الش الوشيكة‪ .‬إنها اعتاف بالضعف واالنسحاب‬ ‫مسوسي هذه‬ ‫الم‬ ‫تعلن‬
‫َُ ّ‬ ‫ًّ َ ْ‬
‫المت َب يف لنا ِل َزرع‬ ‫ضمنيا‪ ،‬دعنا نستفيد من الوقت القليل‬ ‫القريب‪ .‬يمكننا أن نسمع فيها‬
‫مهد ًدا الظالمَ‬‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫المزيد من الخوف والكر ّ‬ ‫َ‬
‫اهية ‪ .‬لكن ظل الصليب يلوح منذ اآلن يف األفق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫انطلقت مستة الخالص وال رىس َء يمكن أن ُيوق َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ًَ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫سبقا بالهزيمة‪َ .‬نعم! لقد‬ ‫والفوض م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وانتصاره‪ .‬وستكون له الكلمة األختة بقدرة القيامة‪.‬‬ ‫قوته‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الر َ‬ ‫ّ‬ ‫ضيئا ب ُنوره َّ‬ ‫َ ُ ُ ُ َ ِّ ُ ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وحي الن ِج َسي اعتفا‬ ‫إن ُّ‬ ‫ىس ٍء‪ .‬حت‬ ‫ي‬
‫كل ر‬
‫ِ‬ ‫ربك ويحت‪ ،‬م‬ ‫ِ‬ ‫حضور يسوع ي‬ ‫إن‬
‫َ‬
‫واجتازت الخليقة‪ .‬وإن كان ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫بأنه ُ‬ ‫ّ‬
‫زمن‬ ‫تكوين العالم‬ ‫سبقت‬ ‫الت‬
‫ي‬ ‫ابن هللا ‪ ،‬فهو الكلمة‬
‫ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫رس‬‫إن َّ‬ ‫الم َحق ِق منذ ما قبل الدهور‪.‬‬ ‫انتصاره‬
‫ِ‬ ‫داخله أز ّلية‬ ‫ِ‬ ‫تجس ِده محدودا‪ ،‬فإنه يحمل يف‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّ‬
‫هات‪.‬‬ ‫انتصار النور‬ ‫َ‬ ‫شخصه كله َيحمل منذ اآلن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ِّ ُ‬
‫فه أكت إثارة للدهشة لقد جاؤوا ِليلتقوا ِبيسوع‪ِ ،‬فلماذا طلبوا أن‬ ‫‪.‬‬ ‫مع‬ ‫أما َ َّرد َة ِفعل ُ الج ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ي ّ َ َّ‬
‫عاديا للخت؟‬ ‫موقفا م ِ‬ ‫خومهم ‪ ،‬وكأنهم يّت ِخذون ِ‬ ‫يتحول عن ت ِ‬
‫باب التهديد أو التهيب مثلما هو‬ ‫الجمع ليس ِمن ِ‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يمكننا المالحظة أن طلب‬
‫التوسل أو االلتماس‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الحال مع َ‬
‫طابع‬ ‫مسوسي‪ ،‬بل له‬ ‫الم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الخفية‪ .‬لقد جاء يسوع‬ ‫بشفاء يف‬ ‫فالجرجسيون ينتظرون أيضا الموعد ‪ .‬وهم لن يرضوا ِ‬
‫وثنية‪ ،‬وهم جاؤوا ِلرؤيته بأعداد كبتة‪ .‬وقد رأوه‪ ،‬وحصلوا عىل عربون‬ ‫إليهم ف أرض ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫مسوسي‪ .‬وه ُم اآلن بانتظار تحقيق الوعد‬ ‫تحررهم من خالل َموت الخنازير وإنقاذ َ‬
‫الم‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالخالص الشامل‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اف‬ ‫خومهم بأنه نوع من االعت ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجموع إىل يسوع االبتعاد عن ت‬ ‫ِ‬ ‫طلب‬‫ِ‬ ‫تفست‬ ‫ويمكن‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ً ّ‬ ‫َ‬
‫قدرة‬
‫ِ‬ ‫هودي—أمام‬ ‫خلوقات مسكينة—خاصة وأنهم وثنيون يف مواجهة ي‬ ‫ٍ‬ ‫بضعف ِهم‪ ،‬كم‬ ‫ِ‬
‫ِ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪.‬‬
‫جه يسوع ِبقد ِر ما هو‬ ‫كإغالق الباب يف و ِ‬‫ِ‬ ‫الخالق إن عدم التحيب هذا ليس بالضورة‬
‫ّ‬ ‫ر ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫عد َ‬ ‫ُ‬
‫يسوع عىل ِقوى الش هزت‬ ‫ُ‬ ‫انتصار‬ ‫رؤية‬ ‫صدمة‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫هم‬‫استحقاق‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫هم‬ ‫اك‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫إد‬ ‫نتيجة‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نفسه‪ :‬أ ُبعد ع ّ يت يا َر ُّب‪ ،‬ف ِإ يت َر ُج ٌل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫االبتعاد يشبه طلب بطرس ِ‬ ‫ِ‬
‫وطل َ‬
‫ب‬ ‫كياناتهم ر ّ‬
‫البشية‪،‬‬
‫خاط! (لوقا ‪.)8 :5‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ناتاىل‪ ،‬كرمل القديس يوسف‪20670705 ،‬‬
‫ي‬ ‫األخت‬
‫الخير والشرّ‬
‫الشير‪...‬‬ ‫نجنا من رِ ّ‬ ‫ال ُت ْدخ َلنا ف تجربة‪ ،‬لكن ّ‬
‫(مت ‪)61 :1‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ي‬
‫ككيان بحد ذا ِته أو كقوة‪ .‬يوجد رسير هو الشيطان‪ .‬كثتون ال يؤمنون بوجود‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫للش‬‫ّ‬ ‫ال وجود ر‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫إبليس‪ ،‬ومن يعتقدون بوجوده‪ ،‬بمعظمهم‪ ،‬ال يعرفون من هو وكيف يعمل‪ .‬ال أحد يستطيع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫وح هللا الذي يمنح اإلنسان تميت األرواح (‪6‬كور ‪.)60 :62‬‬ ‫ِ‬ ‫أن َي ِلج عال َم الروح إال ِب ُر‬
‫رض هللا أي ال ينسجم مع‬ ‫ي‬ ‫وعمل ال ُي‬ ‫ٍ‬ ‫وفكر‬ ‫ٍ‬ ‫كل ّني ٍة‬ ‫غياب الخت‪ ،‬بل هو ُّ‬ ‫َ‬ ‫الش‬ ‫ليس ر ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫العالء‬
‫ِ‬ ‫ه من‬ ‫كاملة ي‬ ‫ٍ‬ ‫وهبة‬
‫صالحة وكل م ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مصدر كل خت‪ ،‬إذ إن كل عطي ٍة‬ ‫َ‬ ‫وصاياه‪ .‬هللا هو‬
‫َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ٌ‬
‫نوار‪ ،‬الذي ليس عنده تحول أو ظل دوران (يع ُ‪.)67 :6‬‬ ‫ِ‬ ‫األ‬ ‫أت‬
‫ري‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫هابط‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫إت قند جنعنلنت‬ ‫نظنر‪ .‬ي‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان ِبحر ِيته يختار الخت أو الشن‪ ،‬ال بنل هنكنذا ين َطنلنب هللا منننه‪ :‬أن‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وصنينتنك النينوم أن ت ِنحنب النرب إلنهنك‬‫َّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫أت أ‬ ‫والش‪ ،‬بما‬ ‫والموت رَ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والخت‬ ‫اليوم بي يديك الحياة‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وتسن ُنلن َنك ف طننرقننه وتنحنفن َنظ وصنناين ُ‬ ‫َ‬
‫ناه ]…[ قنند جن َنعنلننت بنني أينندينكننم النحنينناة والنمننوت‪ ،‬الن ر َنتكننة‬ ‫ي‬
‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نحيا أنت وذ ِّ َّريتك (تث ‪.)69-65 :10‬‬ ‫لك ت‬ ‫ي‬ ‫فاخت الحياة‬ ‫ِ‬ ‫واللعنة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ات الموجودة أمامه ِليسلك فيها بوضوح‪ .‬الوصية اإللهية‬ ‫ِ‬ ‫إذا‪ ،‬كشف هللا لإلنسان الخيار‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وليست ر ًّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الفصل بي الخت ر ّ‬ ‫ُ‬
‫رسا وموتا‪ .‬لماذا؟ ألن هللا‬ ‫وصية هللا حياة وخت‪،‬‬ ‫والش‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫وف عالقته مع ما‬ ‫داخله‬ ‫ف‬ ‫نفسه‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫م‬ ‫ٌ‬ ‫نقس‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫السقوط‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫اإلنسان‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬‫محب‬‫َّ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫‪8‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يو‬ ‫‪6‬‬ ‫(‬
‫يعات يف كيانه ِمن ماذا يختار وكيف يختار‪ .‬وهو يتصارع مع نفسه‪ .‬فت ُاه‬ ‫هو ُخارجه‪ .‬وهو َ ُ ي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫الخت َ‬ ‫َ‬
‫فإت ال أعرف ما أنا‬ ‫ي‬ ‫فيصنع الش ِعوضا عن الخت وال يعرف السبب!‪...‬‬ ‫يختار‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُُ‬
‫الح ال‬ ‫بل ما َ أكرهه إياه أعمل ]…[ ألن ما أريده من الص ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫عامله‪ ،‬ألن ما أريده ال أعمله‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ ُ َ رَ‬
‫ِ‬
‫أعمله‪ ،‬بل ما ال أريده ِمن الش إياه أعمل (رو ‪ 65 :7‬و‪.)69‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ر ّ َ‬ ‫ُ‬
‫والش‪ ،‬إذن‪ ،‬ليست مسألة خارجة عن كيان اإلنسان وال ِرصاع ِآله ٍة كما هو‬ ‫مسألة الخت‬
‫ّ‬ ‫صنعه ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫هللا َح َس ٌن ال بل إن‬ ‫َ‬ ‫وكل ما‬ ‫طلق‪ُّ ،‬‬ ‫راسخ يف ذهن الكثتين‪ .‬هللا هو الخت الم‬
‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫األساىس‪ :‬ما الذي يريد اإلنسان اختياره‪ ،‬وكيف‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫حس ٌن جدا ( ُراجع تك ‪ .)6‬السؤال‬ ‫اإلنسان َ‬
‫أي أ ُسس؟‬ ‫َيبت خياراته وعىل ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫يعمل اإلنسان ً‬ ‫ُ‬ ‫مقاييس األعمال ف عي هللا ه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ختا يف الظاهر‪ ،‬ولكن قد‬ ‫قاصدها‪ ،‬فقد‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫الح ُ‬ ‫عند العالم ب َخفايا القلوب ‪ ،‬إذ يصت ُ‬ ‫ي‬ ‫ي َ ِ ً‬
‫كم عىل الغاية‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ا‬ ‫رفوض‬ ‫يكون هذا العمل م‬
‫نفسه‪ ،‬ولكنْ‬ ‫يخد َع َ‬ ‫َ‬
‫ضمرة يف قلب اإلنسان وليس الظاهرة‪ .‬قد يستطيع اإلنسان أن‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يخد َع َ‬‫َ‬ ‫فعال ّأنه ٌ‬ ‫ً‬ ‫هل ُّ‬
‫القلوب والكىل ؟‪( ...‬مز ‪.)9 :7‬‬ ‫ِ‬ ‫فاحص‬ ‫هللا‬ ‫قادر عىل أن‬ ‫يظن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬
‫إثم االبن‪.‬‬ ‫إثم األب‪ ،‬واألب ال يحمل من ِ‬ ‫يحمل من ِ‬ ‫ه تموت‪ .‬االبن ال ِ‬ ‫ي‬ ‫خط‬ ‫الت ت‬ ‫ي‬ ‫فس‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يكون ‪( ...‬حز ‪ُّ .)20 :68‬‬ ‫ُ‬ ‫يكون‪ ،‬رَ ُّ‬
‫ورس رِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ب ُّر ِّ‬
‫مسؤولية‬ ‫يتحمل‬ ‫إنسان‬
‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫عليه‬
‫ِ‬ ‫الش ِير‬ ‫عليه‬
‫ِ‬ ‫البار‬ ‫ِ‬
‫الرب‬‫مكره ُة ِّ‬‫َ‬ ‫يجتت أغالله‪.‬‬ ‫الخت‬ ‫الش يحصد ثماره‪ ،‬وفاع ُ‬
‫ل‬ ‫فصان ُع ر ّ‬ ‫الحياة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫اته‬ ‫ر‬ ‫خيا‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ي‬
‫ٌ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُ‬
‫مجوج عنده‬ ‫فالشير َم‬‫ر ّ‬ ‫يحبه (أم ‪ .)9 :65‬ال ُمحاباة عند هللا‪،‬‬ ‫وتابع ر ِّ‬
‫الت‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ير‬‫ِ‬
‫طريق رِ ّ‬
‫الش‬
‫والخت له‬ ‫ُ‬ ‫الش يجلب العقاب‬ ‫والش ف متان هللا‪ .‬ر ُّ‬ ‫والص ّديق محبوب‪ .‬ال خلطة بي الخت ر ّ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫وهر العدل يف التوبة‪ .‬فبالتوبة فقط يقدر‬ ‫الرحمة َج ُ‬ ‫الحب الالمحدود هلل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ثواب‪ .‬يف‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫النهائية محسومة‪ ،‬إذ ال‬ ‫ّ‬ ‫حاربه ِل يك ُيبعده عن هللا‪ .‬الغل َبة‬ ‫الشير الذي ي‬ ‫اإلنسان أن يغلب ر‬
‫واإلنسان‬ ‫الشيطان‬ ‫الخت والح ِّب وبي‬ ‫ُ‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مجال للقياس بي الخالق والمخلوق‪ ،‬بي ُ ِ‬
‫ً‬
‫عرىس‪( ...‬رؤ ‪.)26 :1‬‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫مىع يف‬ ‫يجلس ي‬
‫َ‬ ‫عطيه أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫يغل ُب فسأ‬ ‫َ‬
‫الش ّير‪ .‬هللا هو الغالب أبدا‪ ،‬و من ِ‬ ‫ر‬
‫المتوبوليت أنطونيوس الصوري‪ ،‬جريدة النهار‪20690201 ،‬‬

‫الشيطان والخطيئة‬
‫ال الناس (يو ‪،)44 :8‬‬ ‫الكتاب المقدس ُيثبت األ َث َر المشؤوم ىللذي يدعوه يسو ُع م َن البدء َق ّت َ‬
‫ِ‬
‫نقض أعمالَ‬ ‫تقبلها من اآلب‪ .‬ولهذا َظ َهر ُ‬
‫ابن هللا‪َ :‬لي َ‬ ‫تحويل يسو َع عن الرسالة الت ّ‬
‫َ‬ ‫والذي حاول‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫إبليس (‪6‬يو ‪ .)8 :1‬وأفظع نتائج أعماله كان اإلغراء الكاذب الذي جر اإلنسان إىل عصيان هللا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قديرة لكونها ً‬ ‫ٌ‬ ‫‪ُ َّ ُ ّ .‬‬ ‫إبليس ليست َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫روحا محضا‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫جرد خليقة‪،‬‬ ‫غت متناهية إنه م‬ ‫لكن مقدرة‬
‫ّ‬
‫ولكنه ال يخرج عن كونه خليقة‪ :‬ال يستطيع أن يمنع بناء ملكوت هللا‪ .‬وإن عمل إبليس يف‬
‫ْ‬
‫بعام ِل الحقد عىل هللا وملكوته يف يسوع المسيح‪ ،‬وإن كان لعمله أرص ٌار جسيمة—‬ ‫العالم ِ‬
‫مبارسة‪ ،‬عىل المستوى الطبيىع نفسه—لكلّ‬ ‫أحيانا‪ ،‬وبطريقة غت ر‬ ‫ً‬ ‫عىل المستوى الروحّ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫الت َتو ّجه تاري ننخ اإلنسان والعالم‬ ‫ة‬ ‫ّ‬
‫اإللهي‬ ‫العناية‬ ‫به‬ ‫ح‬ ‫إنسان وللمجتمع‪ ،‬فهذا العمل َت َ‬
‫سم‬
‫ولكننا نعلم أن هللا ف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬
‫كل‬ ‫عظيم‪،‬‬ ‫رس‬‫اإلله بهذا العمل الشيطات ٌّ‬ ‫ولي‪ .‬والسماح‬ ‫بقو ٍة‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ىسء يسىع لخت الذين ُيحبونه (رو ‪.)28 :8‬‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحرية‬ ‫الخطيئة األصلية‪ :‬تجربة‬
‫ّ‬
‫روحانية‪ ،‬فهو ال‬ ‫هللا اإلنسان عىل صورته وأقامه يف صداقته‪ .‬وإذ كان اإلنسان خليقة‬ ‫خلق ُ‬
‫الح ّر هلل‪ .‬وهذا ما ُي َع ِّ ُت عنه َم ُ‬
‫إال بخضوعه ُ‬ ‫ّ‬
‫نع اإلنسان‬ ‫ً ر‬ ‫ِّ‬ ‫يستطيع أن يعيش يف هذه الصداقة‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫من أن يأكل من شجرة معرفة الخت والش‪ ،‬فإنك يوم تأكل منها موتا تموت (تك ‪.)67 :2‬‬
‫َ ُُ‬ ‫َ ّ‬ ‫والش توح ًّ‬ ‫ُ‬
‫شجرة معرفة الخت ر ّ‬
‫جاوزه والذي يجب عىل‬ ‫بالحد الذي ال يمكن ت‬ ‫رمزيا‬ ‫ي‬
‫ِّ ٌ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫اختياريا وأن يقف عنده بثقة‪ .‬اإلنسان متعلق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬يف كونه مخلوقا‪ ،‬أن يعتف به‬
‫وللنظم الخلقية الت ُت َن ىظم استعمال ّ‬
‫الحرية‪.‬‬
‫ُّ‬
‫بالخالق؛ وهو خاضع لنواميس الخليقة‪،‬‬
‫ي‬
‫خطيئة اإلنسان األوىل‬
‫جر َبه الشيطان‪ ،‬قض يف قلبه عىل الثقة بخالقه‪ .‬وعندما أساء استعمال‬ ‫اإلنسان‪ ،‬عندما َّ‬
‫وكل خطيئة‪ ،‬فيما بعد‪،‬‬‫وصية هللا‪ .‬ف هذا قامت خطيئة اإلنسان األوىل‪ُّ .‬‬
‫َ ي‬
‫ّ‬ ‫حر ّيته‪ ،‬عض‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫ثقة بصالحه‪.‬‬ ‫ستكون عصيانا هلل‪ ،‬وعدم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ٍُ‬ ‫َّ‬
‫يف هذه الخطيئة فض َل اإلنسان نفسه عىل هللا‪ ،‬وبذلك ع ِينه حقر هللا‪ :‬اختار ذاته عىل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الخاص‪ .‬وإذ كان اإلنسان مخلوقا‬ ‫ّ‬ ‫صالحه‬ ‫ِ‬ ‫ونه خليقة‪ ،‬ومن ث َّم عىل‬ ‫ك‬ ‫هللا‪ ،‬عىل مقتضيات‬
‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ َ ًّ‬
‫ؤلهه تأليها كامال يف المجد وبإغراء من إبليس أراد‬ ‫كان معدا ألن ي ِ‬ ‫يف حالة قداسة‪ ،‬فقد‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يكون م َ‬‫َ‬
‫ثل هللا‪ ،‬ولكن بدون هللا وليس ِبحس ِب هللا ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أن‬
‫آد ُم ّ‬
‫وحو ُاء فوراً‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫عصية األوىل المأسوية‪ .‬فقد فقد‬ ‫الكتاب المقدس يبي عواقب هذه الم‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫األصلية‪ .‬لقد خافا من هذا اإلله الذي تصوراه عىل غت صورته‪ ،‬عىل صورة إل ٍه‬ ‫ارة‬
‫الت ِ‬ ‫َحالة ر‬
‫يور عىل امتيازاته‪.‬‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍُ ُ‬
‫التارة األصلية‪ ،‬قد تهدم؛ وسيطرة قوى‬ ‫التناسق الذي كانا عليه‪ ،‬والذي أولتهما إي ّاه حالة ر‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫النفس الروحانية عىل الجسد تحطمت؛ إتحاد الرجل والمرأة أصبح تحت تأثت المشادات؛‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخليقة ن ِقض‪ :‬الخليقة‬ ‫ُ‬ ‫الشهوة والسيطرة‪ .‬التناسق مع‬ ‫وعالقاتهما ستكون َموسومة ِب ِس َمة‬
‫ً‬
‫خض َعت الخليقة‬ ‫ِ‬ ‫عاد َية‪ُ ،‬وبسبب اإلنسان أ‬ ‫ِ‬
‫أصبحت بالنسبة إىل اإلنسان غريبة ُ‬
‫وم‬ ‫َ‬ ‫المنظورة‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً ّ‬
‫‪:‬‬
‫الت أ ِرنت بها بضاحة ستتحقق سيعود‬ ‫لعبودية الفساد وأختا فإن عاقبة معصية اإلنسان‬ ‫‪.‬‬
‫اإلنسان إىل األرض الت منها ُأخذ‪ .‬وهكذا دخل الموت يف تاري ننخ ر ّ‬
‫البشية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫الكاثوليكية‪)400-194( ،‬‬ ‫ّ‬
‫المسيّح للكنيسة‬ ‫التعليم‬
‫ي‬

You might also like