Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك‬

‫النشرة األسبوعية‬

‫ّ‬
‫تذكار القديس الشهيد يف رؤساءالكهنة ذوروثاوس أسقف صور‬

‫ً‬
‫ليست العنرصة حدثا صار‬
‫َ‬
‫عام فحسب‪،‬‬ ‫ألف ٍ‬ ‫ي‬ ‫منذ نحو‬
‫كل مرةّ‬ ‫مستمرة ف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه‬
‫ي ُ َ ّ‬ ‫بل ي‬
‫تجتمع الكنيسة متحلقة‬
‫سيدها ورأسها يسوع‬ ‫ول ّ‬ ‫َح َ‬
‫ُ‬
‫المسيح‪ .‬فصالة استدعاء‬
‫الروح القدس ال تغيب عن‬
‫الت‬ ‫ّ‬
‫الصلوات التقديسية ي‬
‫تقيمها الكنيسة مجتمعة‪،‬‬
‫ّ‬
‫المعمودية‬ ‫سيما يف‬ ‫وال ّ‬
‫َ‬
‫والقداس اإلل ّ‬ ‫ّ‬
‫ه‪ .‬فالروح‬ ‫ي‬
‫القدس هو الذي يرافق‬
‫ّ‬
‫األرضية‬ ‫مسيتها‬ ‫الكنيسة يف ر‬
‫نحو الكمال يف الحياة‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫األبدية‪ .‬العنرصة‪ ،‬إذا‪ ،‬ليست‬
‫ً‬ ‫ًَ‬
‫حدثا منعزال يف التاري خ‬
‫المسيحيون لذكراه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يعيد‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫ه حياة الكنيسة الدائمة‪،‬‬ ‫بل‬
‫ُ‬ ‫ي ُّ ٌ‬
‫وه تذوق مسبق للملكوت‬ ‫ي‬
‫اآلت‪.‬‬ ‫ي‬
‫األب جورج ّ‬
‫مسوح‬
‫ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫الر ُّب ُ‬ ‫ُّأيها ّ‬
‫هية عىل الرسل‪ ،‬إننا‬ ‫وس اإلل‬
‫ِ‬ ‫روحه القد‬‫ِ‬ ‫اليوم نعمة‬ ‫أرسل‬ ‫الب رش‪ ،‬يا َمن‬ ‫المح ُّ‬
‫ِ‬
‫في‪،‬‬‫بأصوات ال َت ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ِّ‬
‫حضوره‪ .‬فنقد َم لك‪،‬‬ ‫نور‬ ‫قلوبنا ِب‬ ‫ِ‬
‫إليك أن َت َ‬
‫منحنا ّإياها ل ُتض َء َ‬ ‫َ‬
‫نبته ُل‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ِ ً ُ َ َّ َ‬
‫ُ‬
‫والروح‬ ‫ُ‬
‫واالبن‬ ‫المنقسم‪ُّ ،‬أيها ُ‬
‫اآلب‬ ‫الق ّد َ‬
‫وس ر َ‬
‫غي‬ ‫حي الثالوث‬ ‫ُ َ‬
‫ترنيما مثلث التقديس‪ ،‬مس ِّب ر‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬
‫آمي‪.‬‬‫دهر الداهرين‪ .‬ر‬ ‫أوان وإىل ِ‬‫القدس‪ ،‬اآلن وكل ٍ‬

‫(مز ‪)41 :02‬‬


‫وتك‪.‬‬ ‫ون َ ِّرن ُم َ‬
‫لج ََي‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫إرتف ْع يا َر ُّب بق ِّو ِتك‪ .‬نشيد‬
‫ِ‬
‫ُ َ ِّ َ َ ِّ‬ ‫ِ‬
‫مي لك هللويا‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ر‬‫الم‬ ‫نحن‬ ‫الصالح‪،‬‬ ‫ي‬‫ز‬‫الم َع ّ‬
‫ُ‬ ‫ها‬ ‫َخ ِّل ْصنا‪ُّ ،‬‬
‫أي‬
‫ر‬
‫(اللحن الثامن)‬
‫َ‬
‫الروح‬ ‫ادين َجزيىل الحكمة‪َ ،‬‬
‫وأنز َل عليهم‬ ‫الص ّي َ‬ ‫المسيح َإل ُهنا‪ ،‬الذي َ‬
‫أظه َر ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫مبارك أنت ُّأيها‬
‫ً‬ ‫ُ ي‬ ‫َ‬
‫اصطاد المسكونة‪ ،‬يا ُمح َّ‬
‫ب ر‬
‫البش‪ ،‬المجد لك‪( .‬ثالثا)‬ ‫ِ‬ ‫القدس‪ .‬وب هم‬
‫(اللحن الثامن)‬
‫َ‬
‫الجميع إىل‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫النارية‪ ،‬دعا‬ ‫األلس َن‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وحي وزع‬ ‫األلس َن َق َّس َم َ‬
‫األمم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ىل َ‬
‫وب َلب َل‬ ‫الع ُّ‬‫لما َنزل َ‬
‫ّ‬
‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬
‫الوحدة‪ .‬فنمجد الروح القدس ِبات ِ‬
‫فاق األصوات‪.‬‬
‫(اللحن األول)‬
‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ستم‪ .‬هللويا‪.‬‬‫أنتم الذين بالمسيح اعت َمدتم‪ ،‬المسيح قد ل ِب‬
‫(اللحن السابع)‬
‫وم َ‬ ‫الموسوع‪َ ،‬‬‫غي َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫اإلله العذراء‪ُّ ،‬‬
‫خالق ِك‬
‫سكن ِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الت لم تعرف رجال‪ ،‬يا ِخزانة ر‬‫َ ي‬ ‫األم‬ ‫يا والدة‬
‫اك نعظم‪.‬‬ ‫الكل‪ .‬فإيَّ‬ ‫ً‬
‫جسدا للكلمة ُمبدع ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫أت‬
‫ثت بتوال وهي ِ‬
‫لت ول ِب ِ‬‫غي المحدود لقد ح ِب ِ‬‫ِ‬
‫(مز ‪)42 :410‬‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫طريق‬
‫ٍ‬ ‫هديت يف‬
‫ي‬ ‫الصالح َي‬ ‫روحك‬
‫ِّ‬
‫مستقيمة‪ ،‬هللويا‪.‬‬
‫(مز ‪ 5 :41‬و‪)0‬‬
‫منطقهم‪ ،‬وإىل أقاص المسكونة ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ّ‬
‫كالمهم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كل األرض ذاع‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تذيع مجد هللا‪ ،‬والفلك ُي َ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خي بأعمال يديه‪.‬‬ ‫السماوات‬
‫(أعمال الرسل ‪)44-4 :0‬‬
‫ٌ َ َّ‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫كل ُهم ً‬ ‫َ ُّ ُ ُ ُّ‬ ‫ل ّما َح َّل ُ‬
‫ماء‬ ‫مكان واحد‪ .‬فحدث بغتة َصوت من َالس ٌِ‬ ‫ٍ‬ ‫معا يف‬ ‫َ‬ ‫الخمسي‪ ،‬كان الرسل‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫يوم‬
‫َ‬ ‫فيه‪ .‬وظ َ‬ ‫البيت الذي كانوا جال َ‬ ‫كل َ‬ ‫كصوت ري ح شديدة تعصف‪ .‬ومأل َّ‬
‫لسنة‬ ‫هرت لهم ُأ ُ ِ‬ ‫سي ُّ ِ‬ ‫ِ ُر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ُ َ ِ ٌ َ َّ ٍ‬
‫الروح القدس‪.‬‬ ‫من ُّ‬ ‫منهم‪ .‬فامتألوا كل ُهم َ‬ ‫كل واحد ُ‬ ‫واستقرت عىل ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.‬‬ ‫نار‬ ‫من‬ ‫ها‬ ‫منق ِسمة كأن‬
‫َ‬ ‫ٌِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ ُ ُّ ُ ٍ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬
‫اليهود‬
‫جال من َ َّ ِ‬ ‫نطقوا‪ .‬وكان يف أورشليم ِر‬ ‫غات أخرى كما آتاهم َالروح أن ي ِ‬ ‫َوط ِفقوا يتكلم ُون بل ٍ‬
‫فتحيوا‪ ،‬ألن َّ‬ ‫رَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اجتم َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫كل‬ ‫َ‬ ‫الجمهور‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬‫وت‬ ‫الص‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫ا‬ ‫السماء‪َّ .‬‬
‫فلم‬ ‫ِ‬
‫تحت َّ‬ ‫كل أ َّم ٍة‬ ‫تقياء من ِّ‬ ‫أ ُ‬
‫قائلي بعضهم َلبعض‪ :‬أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫واحد كان َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ليس‬ ‫نطقون بلغ ِت ِه‪ .‬فد ِهشوا جميعهم وت ُعج ُبوا ر‬ ‫يسمع َهم ُّ ي ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫كل منا لغته الت ُولد فيها؟ نحن الفرت ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫نسم ُع ٌّ‬
‫فكيف َ‬ ‫َ‬ ‫المتكلمون كل ُهم َجليل ِّ‬
‫ي‬ ‫ِ ر‬ ‫ِ‬ ‫؟‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫هؤالء‬
‫ِ‬
‫ي ِ ََ ُ ُ‬ ‫والي َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ ِّ َ ِ ُ ِ َّ َ‬ ‫والماد ِّي َ‬
‫وآس َية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫نط‬ ‫وب‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ي‬ ‫وكبادوك‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫هودي‬ ‫هرين‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الن‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫ما‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫وس‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫الم‬ ‫ي‬ ‫والع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ي المستوط َ‬
‫ِ‬
‫وماني َ‬ ‫َ ِ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َِ‬ ‫وفريج َي َة َ‬
‫واليهود‬ ‫ني‬ ‫ِ ر‬ ‫والر ِّ ر‬ ‫وان‪ُّ ،‬‬ ‫الق ري‬ ‫عند‬ ‫ة‬ ‫ليبي‬ ‫واح‬ ‫ون‬ ‫‪،‬‬ ‫رص‬ ‫وم‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫يلي‬ ‫مف‬
‫َِ‬
‫وب‬ ‫ِ ُّ ِ‬
‫ون َبألس َنتنا َ‬ ‫َ يَ ُ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ي َ‬ ‫يتي َ‬ ‫والكر ِّ‬ ‫والد َخ َ‬
‫ظائم هللا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق‬ ‫نط‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫سم‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫والع‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫الء‬
‫(مز ‪ 6 :20‬و‪)42‬‬
‫وبروح َفمه ُّ‬
‫كل َّ‬
‫قوتها‪.‬‬ ‫الرب َت َّثب َتت ّ‬
‫السماوات‪ُ ،‬‬ ‫بكلمة ِّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جميع َبت ر‬
‫البش‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فأبرص‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫السماء نظ َ‬‫الر ُّب من ّ‬
‫َّ‬
‫ي‬
‫(يوحنا ‪ 50-27 :7‬و‪)40 :1‬‬
‫ْ‬
‫إىل‬ ‫أحد َف ْل َيأ ِت َّ‬ ‫ٌ‬
‫ش‬ ‫قائال‪ :‬إن َع ِط َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫وصاح‬
‫ُ‬
‫وقف يسوع‬ ‫َ‬ ‫من العيد‪،‬‬ ‫ف اليوم األخي العظيم َ‬
‫َ ي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ح ُإنما قال هذا ع ِن‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ماء‬ ‫ُ‬
‫نهار‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫وف‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫ستجري‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الكتاب‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫فكما‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫آمن‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ويش ْب‪َ .‬‬ ‫ر َ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ ي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ يْ‬
‫َّ‬ ‫ُ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫نون به ُمزم َ‬ ‫َ‬
‫عط‪ ،‬ألن يسوع‬ ‫عي أن يقبلوه‪ .‬فالروح القدس لم يكن قد أ يِ‬ ‫ِ ر‬ ‫الروح الذي كان المؤ ِم‬
‫ُ‬ ‫ُِ‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫الحقيقة هذا هو َ ّ‬ ‫‪:‬‬ ‫َ ُ‬ ‫كثي من َ‬ ‫بعد قد ُم ِّجد‪ .‬وإذ سم َع ر ٌ‬
‫وقال‬ ‫النت‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫قالوا‬ ‫ه‬ ‫كالم‬ ‫مع‬ ‫الج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫يك‬ ‫لم‬
‫ي ُ َْ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫من َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫آخرون‪ :‬هذا َ‬ ‫َ‬
‫تاب أن‬ ‫الك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬‫أ‬ ‫ليل؟‬ ‫الج‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫يأ‬ ‫المسيح‬ ‫ألعل‬ ‫‪:‬‬‫رون‬ ‫آخ‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫المسيح‬ ‫هو‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫داود‪ ،‬يأت المسيح؟ فوق َع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يت َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الجمع ِشقاق‬ ‫ِ‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لحم حيث كان‬ ‫سل داود ُومن قري ِة ب‬ ‫ِمن َن ْ ِ‬
‫ورج َع الخ َّدامُ‬ ‫ُ‬ ‫أحد عليه َي ًدا‪َ .‬‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫يمسكوه‪ ،‬ولكن لم يلق‬ ‫من أ َج ِله‪ .‬وكان أناس َ منهم يريدون أن ِ‬
‫ُ َ ‪َ َ َ ُ َّ : ُ َّ ُ َ َ ِ ُ ْ ْ َ َ :‬‬ ‫َ‬ ‫الكهنة والف ّر ِّ‬ ‫إىل رؤساء َ‬
‫وا به؟َ فأجاب الخدام إنه ما نطق‬ ‫َ‬ ‫فقال لهم أول ِئك ِلم َلم تأت‬ ‫َ‬ ‫يسي ري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يضا قد َضلل ُتم؟ َه ْل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫جاب ُهم ِّ‬ ‫مثل هذا اإلنسان‪ .‬فأ َ‬ ‫قط َ‬ ‫ٌ ُّ‬
‫آمن ِبه‬ ‫يسيون‪ :‬أل َعلكم أنتم أ‬ ‫الفر ُّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إنسان‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫عرفون َالناموس فهم‬ ‫ِ‬ ‫الء الجمع الذين ال ي‬ ‫ِ‬ ‫أو ِمن الفريسي ري؟ أما هؤ‬ ‫ساء‬
‫ِ‬ ‫الرؤ‬ ‫من‬ ‫أحد‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫كان قد َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َملعونون‪َ .‬‬
‫لعل رشيعتنا‬ ‫أ‬ ‫يال‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫يسو‬ ‫إىل‬ ‫جاء‬ ‫َ‬ ‫الذي‬ ‫نيقوديموس‬ ‫هم‪،‬‬ ‫د‬ ‫قال لهم أح‬
‫َ ُ ‪ً َ َ َ َّ َ َ َ :‬‬ ‫َ‬
‫منه َّأوال وتعل ْم ما َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فعل؟ فأجابوا وقالوا له ألعلك أنت أيضا‬ ‫إنسان ما لم تسمع‬ ‫ٍ‬ ‫تحك ُم عىل‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وانظ ْر‪ ،‬إ ّنه لم َي ُق ْم َ ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫نور‬ ‫قائال‪ :‬أنا ُ‬ ‫الجليل‪َّ .‬ثم كل َم ُهم أيضا يسوع‬ ‫نت من َ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫بحث‬ ‫من الجليل؟ ِإ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يمش يف الظالم‪ ،‬بل يكون له نور الحياة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫العالم‪َ ،‬من ت ِب َع يت فال‬
‫العنصرة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حلول الروح القدس عىل التالميذ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تذكار‬ ‫الكنيسة‬ ‫قيم‬ ‫ت‬ ‫الخمسي بعد الفصح‪،‬‬ ‫ر‬ ‫اليوم‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الروح القدس‪ .‬قد‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ُ‬ ‫انتقال َ ِ‬ ‫الروح ُ‪ِ َ ،‬‬ ‫ِ ٌ ُ َ ي َّ‬
‫هذا األمر‪ ،‬بالنسبة إلينا‪ ،‬هو‪ ،‬بمعت ما‪ ،‬حدث االنتقال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يكون لدينا َم ٌ‬
‫الروح هو حدث محدد الهد ِف يحصل هكذا‪ ،‬يف‬ ‫ي‬ ‫التفكي بأن االنتقال‬ ‫ر‬ ‫يل إىل‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الكتب المقدسة‪ ،‬ألن وقت االنتقال‬ ‫ِ‬ ‫ينبغ االنتباه إىل‬ ‫ي‬ ‫زم ٍن ُم َحدد‪ .‬هنا‬ ‫معي وف َ‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬
‫وقت ر‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الروح ليس َوقت ساعاتنا وروزناماتنا‪ ،‬إنه وقت من نوع أخر‪ .‬وهذا الوقت ُي َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫رمز إليه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫بالرقم ‪.52‬‬
‫ً‬ ‫اخل ْق َّ‬ ‫ُ‬
‫ستقيما‬ ‫ً‬ ‫وروحا ُم‬ ‫ف‪ ،‬يا أهلل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫طاه ًرا‬ ‫التفكي يف المزمور ‪ :52‬قلبا ِ‬
‫ً‬ ‫رُ‬ ‫يكف‬ ‫الرقم ‪ — 52‬ي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ْ‬
‫بوت أي‬ ‫ُ‬
‫يعت‪ .4 + )7 x 7( :‬إنها سبعة س ٍ‬ ‫الكتات الذي ي‬
‫ّ‬
‫َي‬
‫ُ‬
‫أحشات — إنه الرقم‬ ‫ي‬ ‫َجدد يف‬
‫السنة‬ ‫اليوبيلية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫السنة‬ ‫سبتية‪ ،‬ز ِائد واحد‪ .‬وهذا يقودنا إىل‬ ‫ّ‬ ‫سنوات‬ ‫سبع‬ ‫سبع ُة أسابيع‪ ،‬أو ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫وح ُّل‬ ‫وتحرير العبيد‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫األرض من الزرع‪،‬‬ ‫احة‬ ‫اإلعفاء من جميع الديون‪ ،‬وإر َ‬ ‫ُ‬ ‫يتم فيها‬ ‫الت ُّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫يعت تجديد اإلنسان‪ ،‬إنما أيضا‪ ،‬تجديد‬ ‫ي‬ ‫‪52‬‬ ‫الرقم‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪05‬‬ ‫أح‬ ‫اجع‬ ‫ر‬ ‫(‬ ‫‪...‬‬ ‫ين‬ ‫الد‬ ‫سالسل‬ ‫َ ِ‬
‫َّ‬
‫وقت ُم َحد ٍد من‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫ُ ي‬ ‫ساطة‬ ‫ب‬ ‫يتم ب َ‬
‫ِ‬
‫الروح‪ .‬وهذا ال ُّ‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫النقل‬ ‫أو‬ ‫ُ‬
‫االنتقال‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫الكون‪،‬‬
‫جودنا‪ ،‬يف المجرى العميق ِلوجودنا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫تس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫لس ِلنا الزم ِ يت‪ ،‬لكنه يتم يف جوه ِر و‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫القول‬ ‫مقطعا منه اليوم—يمكننا‬ ‫سمعنا‬ ‫عندما نتا ّمل إنجيل القديس يوحنا—الذي ِ‬ ‫ُ‬
‫ِألنف ِسنا إن التالميذ‪ ،‬الذين كانوا مع يسوع من البداية إىل النهاية‪ ،‬قد عاشوا العنرصة‪ .‬إذ‬
‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫يوميا‪.‬‬ ‫الخمسي بعد القيامة‪ ،‬كانوا يعيشون العنرصة‬ ‫ر‬ ‫اليوم‬
‫ِ‬ ‫ثي إىل‬ ‫ٍ‬ ‫إنهم‪ ،‬قبل الوصول ِبك ّر‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫عملية نقل الدم)‬ ‫ّ‬ ‫الروح ُ(يشبه‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫النقل‬
‫ِ‬ ‫بطريقة ما‪ ،‬أنهم كانوا يعيشون نوعا من‬ ‫ٍ‬ ‫يعت‪،‬‬ ‫وهذا ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ُ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫كان ُّ‬
‫الوقت الذي فيه عرفوا يسوع يف‬ ‫ِ‬ ‫يتم ِب ِش حضور الرب معهم‪َ .‬إن ما يصنع الفرق ربي‬
‫الداخ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ىل‬ ‫عي ِهم ّ ِ ي‬ ‫دس‪ ،‬هو أن درجة و َ ِ‬ ‫والوقت الذي أدركوا فيه أنهم تلقوا الروح الق‬ ‫ِ‬ ‫الجسد‬
‫يسوع قد قال لهم‪ّ :‬إن ُه ر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ألت إن َلم‬ ‫ي‬ ‫خي لكم أن أنطلق‪،‬‬ ‫ه نفسها‪ .‬كان‬ ‫ي‬ ‫ِل َما َحدث لم تكن‬
‫ّ‬
‫ولكن إذا انطلقت‪ ،‬أرسلته إليكم (يو ‪َّ ُ .)7 :46‬ربما كنتم تعرفون أنه‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫الم َع ّزي‪.‬‬ ‫أذهب لم يأت ُك ُم ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االفتتاحية‬ ‫ّ‬ ‫نطية الصالة‬ ‫البي ّ‬ ‫ُ‬ ‫خالل الخمسي ً‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الكنائس ُ ر‬ ‫عيد الفصح‪ ،‬ال تتلو‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫التالية ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يوما‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫بقولنا‪ :‬هل َّم واسكن فينا ‪ ،‬ليس ألننا‬ ‫ها الم ِلك الس َماوي المعزي ‪ ،‬وال نص يىل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫المعروفة أي‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ننتظر مجيئه إلينا وحلوله فينا‪ ،‬بل‪ ،‬وببساطة‪ ،‬ألنه ينبغ أن نفه َم وأن ندرك أنه ِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حاض‬ ‫ال‬
‫ً ّ‬ ‫ُ ُِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ي‬ ‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وساكن فينا‪ .‬نبدأ مجددا بالصالة إىل الملك السماوي المعزي عندما ندرك فجأة أننا‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬كما يف‬ ‫المسيح فينا‪ ،‬حضوره اإلل ي‬ ‫ِ‬ ‫درك حضور‬ ‫مفطومون عن حضوره وأننا لم نع ِّد ن ِ‬
‫الم َعلم‪.‬‬ ‫الحالة الت نكون فيها ف حرصة ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ َي ّ‬
‫عندما نص يىل‪ :‬أيها الم ِلك السماوي المعزي‪ ، ...‬هل ندرك ِفعال ما نقوله؟ هلم واسكن‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫َ‬
‫درك ما نقوله‬ ‫ِ‬ ‫يعت أن ن‬ ‫ي‬ ‫نفوسنا ‪ .‬ماذا‬ ‫َ‬ ‫الصالح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫كل دنس‪ ،‬وخلص‪ُّ ،‬أيها‬ ‫فينا وط ِّهرنا من‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ّ‬
‫مرة‬ ‫حصل هذا اإلدراك فينا؟ ألنه كم‬ ‫َ‬ ‫يمك ُن أن َي‬ ‫ِ‬ ‫كيف‬ ‫َ‬ ‫حي ن َص يىل‪ :‬هل َّم واسكن فينا ؟‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫يمكننا االعياف بأننا نتلو هذه الصالة بدون أن ن ِ يغ بالرصورة ما نقوله؟ وحت عندما‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫درك كما َي ِجب ما‬ ‫ورة ن ِ‬ ‫عينا ِلما نقوله فيها‪ ،‬فلسنا بالرص ِ‬ ‫نجتهد يف أن نر ِافق صالتنا بو ِ‬ ‫ِ‬
‫عط ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كي ِّ‬ ‫ينق ُصنا لك نكون ُمدر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ش‪ .‬إن‬ ‫ينقصنا أن يكون لدينا‬ ‫لكل ذلك؟‬ ‫ِ ر‬ ‫ي‬ ‫نقوله‪َ .‬ما الذي‬
‫ستجري من جوفه ُ‬
‫أنهار‬
‫َ‬
‫آمن َ يت‪ ،‬فكما قال الكتاب‪،‬‬ ‫ويشب‪َ .‬من َ‬ ‫إىل ر َ‬ ‫أت َّ‬ ‫َ َ ٌ َ‬
‫عطش أحد فلي ِ ي‬ ‫ِ‬
‫ح (يو ‪.)21-27: 7‬‬ ‫ماء ّ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ ي‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يأت إلينا إن لم نذهب نحن إليه وما يدفعنا‬ ‫يمكنه أن‬ ‫يعت أن الروح القدس ال ِ‬ ‫هذا ي‬
‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ّ ِ يً‬ ‫َ َ‬
‫ينبغ‬ ‫للذهاب إليه هو العطش‪ ،‬أي الرغبة‪ ،‬إنما أيضا اإليمان وليشب ‪ ...‬من آمن ت‬
‫ي‬ ‫َي ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫كبي‪ ،‬وأن يكون لديه قناعة عميقة بأن هذا هو المكان الذي‬ ‫عطش ّ ر‬ ‫ٍ‬ ‫المرء يف‬ ‫أن يكون‬
‫الح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫عطينا الماء ي‬ ‫نستطيع أن َنشب منه‪ ،‬وأنه هو‪ ،‬أي الروح القدس‪ ،‬هو الذي يقدر أن ي ِ‬
‫ّ‬ ‫ماء الروح‪ ،‬مثلما أر َاد أن ُيعط َيه ُّ‬
‫السامرية‪.‬‬ ‫الرب للمر ِأة‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عط‪،‬‬ ‫فالروح القدس لم يكن قد أ ِ َ‬
‫ي‬ ‫نوعا ما‪:‬‬ ‫يف اإلنجيل الذي َس ِمعناه اليوم مالحظة ُم َح رِّية‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫أميل إىل‬ ‫ُ‬ ‫اإلنجيىل‪ ،‬لكنت‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ألن يسوع لم يكن َبعد قد ُم ِّجد ‪ .‬لو كنت مكان القديس يوحنا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫الروح القدس لم يكن قد ق ِب َل ألن يسوع لم يكن َبعد قد ُم ِّجد ‪ .‬ذلك ألن‬ ‫القول‪ :‬ألن‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجه المياه (تك ‪.)0 :4‬‬ ‫هللا يرف عىل َ ِ‬ ‫وت‪ :‬وروح ِ‬ ‫الك ّ‬
‫ي‬ ‫الوع‬‫ي‬ ‫الروح‪ ،‬منذ البدء‪ ،‬كان َيحض ُن‬
‫المطلق‪ ،‬الذي ِمنه‪ِ ،‬م َن‬ ‫ع ُ‬ ‫الو ُ‬ ‫ش الخليقة‪ .‬هذا َ‬ ‫بحضوره ِ َّ‬ ‫غم ُر ُ‬ ‫البدء‪ ،‬كان الروح َي ُ‬ ‫فمنذ َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ضوره‪.‬‬ ‫جميع األشكال الت ُتظه ُر ُح َ‬ ‫ُ‬ ‫أشكال‪ ،‬بل‬ ‫ٌ‬ ‫خر َج‬ ‫مك ُن أن َت ُ‬ ‫العد ِم أو ِم َن الخواء‪ُ ،‬ي‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫القدس‪ ،‬ينبغ أن َن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬
‫فه َم من ذلك أن‬ ‫ي‬ ‫الروح‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫عطاء‬ ‫ينب يغ أن ُي َم َّجد ِل يك َيت َحقق‬ ‫فالمسيح كان َ‬
‫ُ‬ ‫عطية لم ُت َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الروح ال ُيمك ُن أن ُي َ‬ ‫َ‬
‫ليست َبعد‬ ‫قبل َ‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫ألن َّ‬ ‫عليا إن لم َيكن قد ق ِب َل كل َّيا‪.‬‬ ‫عط ف ًّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫احتمالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عطية‬ ‫ّ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫عط ّية‪ ،‬إذ‬ ‫ً ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َ‬
‫آخ ِر نقطة‪ ،‬أن‬ ‫إذا‪ ،‬ما معت أن يتمجد المسيح؟ معناها أن يصلب‪ ،‬أن يريق دمه حت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ّ‬ ‫يقول هو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ُّ‬
‫مكن أن‬ ‫ِ‬ ‫نفسه‪ :‬أنا عطشان —إنما أنا عطشان ِمثلما ي‬ ‫حياته‪ ،‬وأن‬ ‫ِ‬ ‫فرغ كل ًّيا ِمن‬ ‫ي‬
‫هيا‪ ،‬حت َي َرتويَ‬ ‫عط ًشا َإل ًّ‬ ‫َ‬
‫طش البشي‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫َ رَ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫بسيط ُا كالع ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون عطش هللا—أي ليس عطشا‬
‫ُ ُ ّ ًّ َ َ َ ً‬
‫شاق‪ ،‬إذ‬ ‫استن‬ ‫يصي هذا الفراغ فراغ‬ ‫َ‬ ‫الروح القدس‪ ،‬وحت ّ ر‬ ‫إىل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫وقا َح ًّ‬ ‫صي ت‬ ‫اإلنسان كليا في ر‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ ّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ستنشق ويمتص ويجت ِذب القوة‬ ‫ِ‬ ‫صبح المسيح‪ ،‬ألنه ي‬ ‫بالذات‪ ،‬ي ِ‬ ‫إن يسوع‪ ،‬يف هذا العطش‬
‫َ َ ِ ّ َّ‬ ‫َ ّ َّ‬
‫والحياة اإللهية كلها‪.‬‬ ‫اإللهية كلها‪،‬‬
‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫ََّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫والروح‪ ،‬ر ً‬ ‫ُ‬
‫قلب الخليقة‪ ،‬فهو إذا قد‬ ‫ِ‬ ‫أخيا‪ ،‬قد أ ِخذ لقد تلقاه اإلنسان يف‬ ‫‪.‬‬ ‫عط ألنه‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أخيا‪ ،‬قد أ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫سعنا أيضا أن نتلقاه‪ .‬ألن الفراغ قد َح َص َل فينا‪ ،‬فراغ‬ ‫ِ‬ ‫صار ُبو‬ ‫عط بالفعل‪ ،‬وبالتاىل‪ ،‬فقد َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أ ِ َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً َ َ ُّ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫استنشاق‪ ،‬ف قلب َب رَ ّ‬
‫دس عىل العالم‪.‬‬ ‫الق َ‬ ‫ويجت ِذ ُب الروح‬ ‫شي ِتنا‪ ،‬فراغا قد خ ِلق‪ ،‬فراغا يمتص‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يعت أن هذا‬ ‫ي‬ ‫نشده‪ .‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫بالمسيح اعت َمدتم‪ ،‬المسيح قد ل ِبستم ‪ .‬هذا ما ن‬ ‫ِ‬ ‫الذين‬ ‫أنت ُم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫روح المسيح الذي ت ّم استنشاقه حي ف َغ َرت ر ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الروح بالذات‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫الروح‬ ‫بشية المسيح‪ ،‬هذا‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نلب َ‬ ‫انتق َل إلينا‪ .‬وأن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يعت أن نأخذ شكله‪ ،‬أن نأخذ حقيقته‬ ‫ي‬ ‫س المسيح‬ ‫بالذات‪ ،‬هو الذي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫تنشئتنا الروحية‪ .‬فالمعمودية‪ ،‬كالعنرصة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ه مسارتنا ‪ initiation‬أي‬ ‫ي‬ ‫الواقعية‪ ،‬وهذه‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً َ َّ ً‬
‫بذكرى‬ ‫حيات ٌنا—إنها الوقت الرمزي الذي يتيح لنا االحتفاظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫محددا يف تاري ِخ‬ ‫ليست وقتا‬
‫ألن َو َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أن ُم َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُم َّ‬
‫عينا‪ ،‬منذ‬ ‫عملية دائمة‪ ،‬تمتد إىل جميع األوقات‪ .‬ذلك‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫نا‬ ‫ت‬‫سار‬ ‫غي‬
‫سارتنا— ر‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ُّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫كياننا‪ ،‬علينا‪ ،‬عىل ما‬ ‫البدء‪ ،‬كان ممزوجا ِبمياه الخليقة‪ ،‬ومنذ البدء‪ ،‬كان الروح ي ُرف عىل ِ‬
‫َ‬
‫الحياة‪ُ ،‬‬ ‫َ َ‬
‫يضة‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫حض ُننا َ‬
‫َ ُ‬
‫ويبقيها‬ ‫رمز‬ ‫العصفور الذي َيحضن الب‬‫ِ‬ ‫الدجاجة أو‬
‫ِ‬ ‫مثل‬ ‫نحن‪ ،‬وي‬
‫ع‪.‬‬ ‫َ‬
‫العميق إىل الوَ‬ ‫ساخنة‪ ،‬ويدعو الكائنَ‬
‫ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َّ ي َ‬ ‫ّ‬
‫‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ليتورح يف حياة الكنائس‪ ،‬لكنه الزمنية‬ ‫َ‬ ‫قت‬
‫العنرصة إنه ليس مجرد و ٍ‬ ‫هذا هو ِش‬
‫َ‬
‫اإلل ّ‬ ‫َ ُ ي َ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫لكياننا كمسيحي ري‪ ،‬كتالميذ للمعل ِم‬ ‫ِ‬ ‫‪ temporalité‬العميقة‬
‫جيميني‪0247161144 ،In Terra Pax ،‬‬
‫ر‬ ‫األب مكسيم‬
‫معرفة الروح القدس‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫الروح القدس‪ ،‬أن نكون يف الروح القدس؟ إن‬ ‫الروح القدس‪ ،‬أن يكون لدينا‬ ‫ما معت أن نعرف‬
‫ُ‬ ‫الفضىل لإلجابة عىل هذه األسئلة ه ُ‬ ‫َ‬
‫المقارنة ربي معرفة الروح القدس ومعرفة المسيح‪.‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫الطريقة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫حيات وقوامها‬ ‫النهات ِل ي‬ ‫ُ ي‬ ‫وأحبه وأقبله عىل أنه المعت‬ ‫ِم َن المسل ِم به أن يت‪ِ ،‬ل يك أعرف المسيح ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ً‬
‫يؤمن بالمسيح‬ ‫قة به فال أحد يستطيع أن َ ّ ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫األشياء المتعل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫بعض‬ ‫أعرف‬ ‫عىل ّأوال أن‬ ‫ي‬ ‫يتعي‬‫وف َر ُحها‪ُ ّ ،‬‬
‫ر‬
‫من دون أن يكون قد َسم َ‬ ‫َ‬
‫الت نتلقاها بالكرازة‬ ‫ي ُ ي‬ ‫ه‬ ‫هذه‬ ‫المسيح‬ ‫ومعرفة‬ ‫‪.‬‬‫تعليمه‬ ‫وعن‬ ‫عنه‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫الروح‬ ‫خص‬ ‫القول‪ ،‬فيما‬ ‫قبيل المبالغ ِة‬ ‫َ َِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ليس‬ ‫ولكن‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الكنيسة‬ ‫وف‬ ‫الرسولية‪ ّ ،‬باإلنجيل‪ ،‬ي‬
‫الق ُدس‪ ،‬إن هذا التسلسل—أن نعرف عنه‪ ،‬ثم أن نعرفه‪ ،‬ثم أن نحيا ف ر‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الشكة معه—هو‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫فح ّت شهادة‬ ‫نعرف‪ ،‬ببساطة‪ ،‬شيئا عن الروح القدس‪َ .‬‬
‫ِ‬ ‫معكوس‪ .‬فنحن ال نستطيع أن‬ ‫ٌ‬ ‫تسلس ٌل‬‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫اختيوه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اختينا ما‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫تعت لنا شيئا إن لم نكن قد‬ ‫عرفوه َحقا‪ ،‬وكانوا يف رشكة معه‪ ،‬ال‬ ‫الذين َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي ُ‬ ‫ََ ً‬ ‫ُ‬
‫وبالفعل‪ ،‬ماذا يمكن أن تعنيه لنا‪ ،‬مثال‪ ،‬الكلمات الواردة يف الصالة اإلفخارستية للقديس‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التب ّ‬
‫موهبة َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫باسيليوس الكبي َ‬ ‫َ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫الخي‬
‫ر‬ ‫باكورة‬ ‫‪،‬‬ ‫اآلت‬ ‫ي‬ ‫اث‬ ‫ِ‬ ‫المي‬ ‫ر‬ ‫عربون‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫دس‬ ‫الق‬ ‫الروح‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫ِ ُ َّ‬ ‫درة ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫األب ّ‬ ‫َ‬
‫حي َية‪ ،‬ينبوع التقديس ؟‬ ‫ِ‬ ‫الم‬ ‫دية‪ ،‬الق‬
‫عطه القد ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الساروف أن ر‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يس‬ ‫يشح له الروح الق ٌدس‪ ،‬لم ي ِ‬ ‫ساروفيم ُ ّ ي‬ ‫طلب صديق ِمن القديس‬ ‫حي‬ ‫ر‬
‫استثنائية ‪ ،‬هو اختبارُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ ر ََ‬ ‫َّ رَ‬
‫اختبار وصفه تلميذه بأنه حالوة فريدة و عذوبة‬ ‫ٍ‬ ‫أي ش ٍح‪ ،‬لكنه أشكه يف‬
‫ُ‬ ‫القديس ساروفيم‪ ،‬عندما يي ُل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ويغم ُره‬ ‫هللا عىل اإلنسان‬ ‫ِ‬ ‫روح‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫ه‪،‬‬ ‫الروح القدس؛ ذلك ألن‬
‫كل ما ُ‬ ‫َ‬
‫روح هللا ُي َح ِّو ُل إىل ف َرح َّ‬ ‫يوصف ألن َ‬ ‫ّ‬ ‫فرح ال َ‬ ‫البشية ب َ‬ ‫النفس ر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬
‫يلمسه ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فيض‬ ‫ِبم ِلئه‪ ،‬ت‬
‫رئيسية‪ ،‬ف َ‬ ‫ّ‬ ‫دس ب ُحضوره فينا‪ ،‬حضور َي َ‬ ‫الق َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫فر ٍح‬ ‫ي‬ ‫بصورة‬
‫ٍ‬ ‫ظه ُر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نعرف الروح‬ ‫يعت أننا‬ ‫كل ذلك ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اللغة العادية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الملء—حت يف‬ ‫لء تفوق الوصف‪ .‬وهذه ّالكلمات—الفرح‪ ُ ،‬السالم‪ِ ،‬‬ ‫وم ٍ‬
‫ٍُ ِ ً‬
‫وسالم‬
‫أبعد من الكلمات والتعاريف واألوصاف‪ .‬فهو‬ ‫المرء عن وصفه ألنه‪ ،‬بطبيعته‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫عجز‬ ‫شيئا َي ُ‬ ‫ض‬ ‫تفي‬
‫ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ّ‬
‫يعت‪ :‬حيث‬ ‫ي‬ ‫قص‪ ،‬وهذا‬ ‫ٍ‬ ‫دون أي ن‬ ‫ِ‬ ‫بأوقات من الحياة تكون الحياة فيها مآلى بالحياة‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫يتعلق‬
‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أي ر‬ ‫ال رغبة ف ِّ‬
‫شء كان‪ ،‬وال مكان للضيق أو القلق أو الخوف أو الحرمان‪ .‬إن اإلنسان يتحدث‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مك ُن‬ ‫وهكذا‪ ،‬ي ِ‬ ‫الملء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫غ إىل السعادة والتوق إىل‬ ‫الس ُ‬
‫ي‬
‫دائما عن السعادة‪ .‬والحياة‪ ،‬ف الحقيقة‪ ،‬ه َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ول إن ُح َ‬ ‫ّ‬ ‫الق ُ‬ ‫َ‬
‫الحقيقية‪ .‬وبما أن هذه السعادة ال تنتج عن‬ ‫السعادة‬
‫ِ‬ ‫اكتمال‬ ‫الروح القدس هو‬ ‫ِ‬ ‫ضور‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أي َس َبب خار َ ٍّ‬ ‫ّ‬
‫الت‬ ‫ب‪ ،‬ي‬ ‫األرضية‪ ،‬المسكينة والشيعة العط‬ ‫ه سعادتنا‬ ‫ي‬ ‫قاب ٍل للتحديد—مثلما‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ّ َُ‬ ‫َ‬ ‫أنت َجها—كما ّأنها ال ُ‬ ‫َ‬
‫ش ٍء ِمن هذا العالم‪ ،‬مع أن َها تي َج ُم‬ ‫ي‬
‫أي ر‬ ‫تنجم عن ِّ‬ ‫السبب الذي‬ ‫ِ‬ ‫بزوال‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫تزول‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وإقامة أ َح ٍد هو‬ ‫ِ‬ ‫ضور‬ ‫ح ِء وح ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ينبغ ٌأن َتكون فينا ثمرة م َ ي‬ ‫كل األشياء‪ ،‬فهذه السعادة‬ ‫بالفرح ف ِّ‬
‫ي‬
‫مال وم ٌ‬ ‫وج ٌ‬ ‫وسالم َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫حياة وف َ‬ ‫َ ُ ِ ي ٌ‬
‫لء وغبطة وهناء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫نفسه‬
‫ٌ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫للروح القدس أيقونة أو صورة أو تمثيل‪ ،‬ألنه ال‬ ‫‪.‬‬
‫دس ولذلك‪ ،‬ليس َ ِ‬ ‫ً‬
‫هذا األحد هو الروح الق‬
‫صبح‬
‫ُ‬
‫ي‬ ‫كل رشء ُ‬
‫ي ٍ‬
‫فإن َّ‬ ‫ّ‬
‫فينا‪،‬‬ ‫ا‬
‫حاض‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ويصي‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫يأت‬ ‫فحي‬ ‫ر‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫ومع‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫إنسان‬ ‫رص‬ ‫َج َس َد له‪ ،‬إذ ّإنه لم َي ِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫والفر َح َف ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ر ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫رحا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ومعرفة له‪ .‬ألنه هو الذي ُي َص رِّ ُي الحياة حياة‪،‬‬ ‫كة معه َ‬ ‫أيقونته وإعالنا عنه وش‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يجعل ِمن‬ ‫ُ‬ ‫كل األشياء وأبعد من ك ِّل األشياء‪ ،‬فإنه‬ ‫والجمال جماال‪ ،‬إذ‪ ،‬بكونه فوق ِّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫والح َّب ُح ًّبا‪،‬‬
‫َ ً‬ ‫والش واالختبار لحضوره‪ :‬أي ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الرمز ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫الخليقة َ‬ ‫ُم َ‬
‫لإلنسان مع هللا ومشاركة معه‪ .‬هو ليس‬ ‫ِ‬ ‫لقاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جمل‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬
‫مكان آخر ألنه هو الذي يقدس كل األشياء واألمكنة‪ ،‬لكنه‪ ،‬يف هذا التقديس‪،‬‬ ‫عىل ِحدة أو ف‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي َ ٍ ّ‬ ‫ُي ُ‬
‫فسه‪ ،‬أنه أبعد ِمن العالم‪ ،‬وأبعد ِمن كل ما هو كائن‪ .‬وبفضل هذا التقديس‪،‬‬ ‫نفسًّه بن ِ‬ ‫علن عنُ ٍ‬ ‫ِ‬
‫خض‪ .‬هذا‪ ،‬مع أن الكلمات ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫غي ش ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نحن نعرفه َحقا‪ ،‬معرفة شخص ّية‪ ،‬وليس ككائن إل ِ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫البشية ال‬ ‫ي ِ‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫يعت‪،‬‬ ‫الذي‬
‫َ‬
‫ذاك‬ ‫‪،‬‬ ‫وضوع‬ ‫م‬ ‫عزل‪ ،‬تحت ٍ شكل رشء أو ج يسم أو َ‬ ‫ف‪ ،‬وبالتاىل‪ ،‬أن َت َ‬ ‫تستطيع أن ُت َع ِّر َ‬
‫َي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫وشخض‪ ،‬وهو ُي َح ِّو ُل جميع‬ ‫ٌّ‬
‫ي‬ ‫ش ٍء هو فريد‬ ‫َّ ر‬
‫واح ٍد وكل ُ ي‬ ‫كل ِ‬
‫أن َّ‬ ‫شخص ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الكشف عنه ك‬ ‫ِ‬ ‫بم َج ّر ِد‬ ‫ُ‬
‫ه الذي ال ي َ‬ ‫َ‬
‫خض مع ال أنت اإلل ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫وصف‪.‬‬ ‫ّي‬ ‫ي‬ ‫لقاء ش‬ ‫األشياء إىل ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لقد َ‬
‫الروح القدس‬ ‫ِ‬ ‫الخالص سوف تكون نزول‬ ‫ي‬ ‫وعد المسيح تالميذه‪ ،‬ووعدنا‪ ،‬بأن قمة عم ِله‬
‫َ‬ ‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عط َينا ُم َجددا الحياة‬ ‫الت فقدناها يف الخطيئة‪ِ ،‬ول يك ي ِ‬ ‫ي‬ ‫لك ُيعيد إلينا الحياة‬ ‫ي‬ ‫ومجيئه‪ .‬فالمسيح جاء‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ملكوت هللا‪ ،‬هو الروح القدس‪.‬‬ ‫وبالتاىل ُمحتوى‬ ‫َبوفرة (راجع يو‪ .)42 :42‬إن ُمحتوى هذه الحياة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ َِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫يعت أن‬ ‫فرة ِويفتتح َملكوت هللا‪ .‬هذا ي‬ ‫الحياة ِبو ُ ٍ‬ ‫َ‬
‫فيض‬
‫‪ّ .‬‬
‫العنرصة‪ ،‬ت‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫الروح القدس يف‬
‫َ‬
‫يأت‬
‫فحي ي‬ ‫ر‬
‫المسيح منذ األزل‬ ‫َ‬
‫الحياة والملكوت يظهران لنا ويبلغان إلينا إن الروح القدس‪ ،‬الكائن ف‬
‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫واص ُل ُمشاركة هذا العال ِم ُوجوده‬ ‫ِ‬ ‫حن نبف يف هذا العالم‪ ،‬ون‬ ‫حياتنا‪ .‬فن‬ ‫ِ‬ ‫أعط لنا‪ ،‬ك‬ ‫كحياته‪ ،‬قد ِ َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫خفية مع َ‬ ‫ً‬ ‫صارت َم ّ‬ ‫الحقة َ‬ ‫ّ‬ ‫دس‪ ،‬فإن حياتنا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المائت؛ ومع ذلك‪ ،‬وألننا تلقينا الروح الق َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫سيح يف‬ ‫ِ‬ ‫الم‬
‫الملكوت الذي‪،‬‬ ‫دي‪ ،‬هذا‬ ‫األب ّ‬ ‫حاليا‪ ،‬ومنذ اآلن‪ُ ،‬مشاركي ف ملكوت هللا َ‬ ‫هللا (كو ‪ ،)2 :2‬وقد ضنا ًّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ي‬ ‫َ َِ‬
‫يأت َبعد‪.‬‬ ‫َبالنسبة َإىل العال ِم‪ ،‬لم ِ‬
‫َ َُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫جعلنا‬ ‫دخلنا يف َج َس ِد المسيح ‪ ،‬وي‬ ‫وي‬ ‫بالمسيح‪،‬‬ ‫نا‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫دس‪،‬‬ ‫الق‬ ‫الروح‬ ‫يأت‬ ‫حي ي‬ ‫نفه ُم اآلن ِلماذا‪ ،‬ر‬
‫ُ‬ ‫َ ًّ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫كاء ف ُملك المسيح وكهنوته ون َّ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫رُ َ‬
‫ونه حياة هللا‪ ،‬هو حقا حياة‬ ‫ِ‬ ‫بو ِته‪ .‬ألن الروح القدس‪ِ ،‬لك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫بإعطائنا الحياة‪ُ ،‬يعطينا حياته‪ُ ،‬يعطينا‬
‫َ‬
‫روحه القدوس‪ .‬فالمسيح‪،‬‬
‫ُ ّ‬ ‫المسيح‪ّ .‬إنه‪ ،‬وبطريقة فريدة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ٍُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َ‬
‫وإقام ِت ِه فينا‪ُ ،‬يعطينا ذاك الذي هو الحياة‪ :‬أي‬ ‫َ‬ ‫لوله علينا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بح‬ ‫القدس‪ُ ،‬‬ ‫الروح القدس؛ والروح‬
‫المسيح‪.‬‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬
‫المق َّدس‪.‬‬ ‫الميون‬ ‫عنرصتنا الشخصية يف ِش ر‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الروح القدس‪ ،‬وهذا هو معت‬ ‫ه عطية‬ ‫هذه‬
‫واطني يف‬ ‫ُ‬
‫وكم‬ ‫المسيح‪،‬‬ ‫وكجسد‬ ‫الكنيسة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫كأعضاء‬ ‫نا‬ ‫ت‬
‫ُ ِ َ ِّ ُ ُ ُ ُ َ ِّ ُ‬
‫ب‬ ‫ث‬ ‫وي‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫ظه‬ ‫وي‬ ‫نا‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫أي‬ ‫نا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ختم‬ ‫ي‬ ‫فالروح ي َ‬
‫ُ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ت َّ‬ ‫وي َه ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ًّ َ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ِ ُ‬
‫كل‬ ‫كي يف الروح القدس‪ .‬وهو‪ ،‬بهذا َالختم‪ ،‬ي ًعطينا حقا هويتنا الخاصة‪ ،‬ر‬ ‫شار ر‬ ‫ملكوت هللا‪ُ ،‬م‬
‫ّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ّ‬
‫وبالتاىل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كاشفا لنا شخصيتنا الحقيقية‪،‬‬ ‫لك نكون ما أراد هللا منذ األزل أن نكونه‪ِ ،‬‬ ‫واح ٍ َد ِمنا ي‬ ‫ِ‬
‫اكتمالنا الفريد‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫موهوبة لنا ف الملء‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫ونعمة مكان ِنعمة (يو‬ ‫امتالئه نحن كلنا أخذنا‪ِ ،‬‬ ‫ومن‬ ‫ِ‬ ‫وبوفرة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫العطية‬ ‫هذه‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫نمتلكه‪ ،‬أن نقبله حقا‪ ،‬أن نجعله لنا‪ .‬وهذا هو هدف الحياة المسيحية‪.‬‬ ‫‪ .)46 :4‬واآلن‪ ،‬علينا أن ِ‬
‫ً‬ ‫اليوم‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫لتب َسة‬ ‫م‬ ‫صارت‪،‬‬ ‫ة‬‫األخي‬ ‫ر‬ ‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫ألن‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ّ‬
‫الروحاني‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫المسيحية‬ ‫ّ‬ ‫نقول‪ :‬الحياة‬
‫ِ ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً َ ًّ ُ َ ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫كثيين‪ ،‬تفيض نشاطا خ ِفيا ومست ِقال‪ ،‬كما تفيض ِشا يمكن اخياقه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فه‪ ،‬بالنسبة إىل ر‬
‫َ‬ ‫َوخداعة‪ .‬ي‬
‫الروحانية والت َص ُّوف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اليوم هو َ َ‬ ‫َ‬ ‫الروحانية‪ .‬إن العال َم‬ ‫ّ‬ ‫التق ّنيات‬
‫حث ق ِل ٍق عن‬ ‫مشح ب ٍ‬ ‫َ‬ ‫رس بعض ِ‬ ‫بد ِ‬
‫الروحانية الت كانت دائماً‬ ‫ّ‬ ‫القناعة‬ ‫ش ٍء سليما دائما‪ ،‬أي ليس ثمرة هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬
‫ِّ ي‬ ‫َِ‬
‫الحقيف‪ .‬فالكثي من ُ‬ ‫وف َهذا البحث‪ ،‬ليس كل ي‬ ‫ي‬
‫الروحاني ري‬ ‫ّ‬ ‫مي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والم‬ ‫ماء‬ ‫ك‬ ‫الح‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫المسيح‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الروحات‬ ‫وأساس التقليد‬ ‫َ‬ ‫مصدر‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وحار عن الروح القدس‪َ ،‬يأخذون تالميذهم‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫أصيل‬‫ٌ‬ ‫موما َبحث‬
‫ٌ‬ ‫ستغ ّلي ما هو ُع ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫الم ِ ر‬ ‫زعومي‪،‬‬‫ر‬ ‫الم‬
‫َ َ‬
‫خطية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫َعمليا إىل مآزق روحاني ٍة‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المسيحية بالذات هو كونها تمتد إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الروحاني ِة‬ ‫َ‬
‫جوهر‬ ‫إضافية‪ ،‬أن‬‫ّ‬ ‫الم ِه ِّم‪ ،‬إذن‪ ،‬التأكيد‪َ ،‬م َّرة‬ ‫من ُ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بكام ِلها‪ .‬إن الحياة الجديدة‪ ،‬الت ُي َع ِّرفها بول ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫بالروح‪،‬‬‫ول ًه‪ َ:‬إن كن ّا نعيش ُ ُ ِ‬ ‫س ُ الرسول بق ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الحياة ِ‬ ‫َ ُ‬
‫الروح (غال ‪ ،)05 :5‬ليست حياة أخرى وال حياة بديلة؛ إنها الحياة نفسها‬ ‫ِ‬ ‫فلنسلك أيضا بحس ِب‬
‫ُ‬ ‫ّ ُ َ َّ َ ٌ ُ َ َ ِّ َ ٌ ُ َ ِّ ٌ‬ ‫ُ‬
‫مسيح— أكان‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫كل‬ ‫القدس‪ُّ .‬‬ ‫ومت َجل َية بالروح‬ ‫المعطاة لنا ِم َن ِق َب ِل هللا‪ ،‬لكنها مجددة ومتحولة‬
‫َ ُ ٌّ‬ ‫َ‬ ‫راه ًبا ف َم َ‬
‫حياته ربي ما‬ ‫ِ‬ ‫تجز ِئة‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫العال ِّم—هو َّ مدعو إىل ِ‬ ‫بنشاطات هذا‬ ‫ِ‬ ‫علمانيا ُم ِلي ًما‬ ‫ًّ‬ ‫حب َسة أو‬ ‫ِ ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مادي‪ ،‬بل أن ُيعيد إليها كل َّيتها وأن ُيقد َسها كلها ُ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫بحضور الروح القدس‪ّ ...‬أما ث َم ُر‬ ‫روح وما هو‬ ‫ٌّ‬
‫ي‬ ‫هو‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫واإليمان والوداعة‬ ‫ِ‬ ‫الروح فهو المحبة والفرح والسالم والص َي واللطف وكرم األخالق‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬
‫وغاية ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حقيف‪،‬‬ ‫ي‬ ‫روح‬ ‫ي‬ ‫جهد‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫الحقيقية‪،‬‬ ‫الروحانية‬ ‫عناض‬ ‫ه‬ ‫هذه ي‬ ‫والعفاف (غال ‪.)02-00 :5‬‬
‫ّ‬
‫المسيحية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الهدف األسىم للحياة‬ ‫ه‬ ‫وطريق القداسة الت‬
‫َ‬ ‫ّ َ ًّ ُ ََ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ!‪ .‬ي يّ‬ ‫ُّ ٌ‬
‫حياتنا يف‬ ‫الت تلقيناها عىل أنها حقا المحتوى الجديد ِل ُ ِ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ي‬ ‫واحد مع أن قداسته‬ ‫قدوس ِ‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬
‫انقطاع فيها‪ ،‬نستطيع حقا أن ن َح ِّو َل‬ ‫بال َّ َ ٍ‬ ‫وبارتفاعنا‬
‫ِ‬ ‫قداسته‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وب‬
‫ِ‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الروح القدس‬ ‫ِ‬ ‫سح ِة‬ ‫َم َ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫من َحنا ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ َ‬
‫ومقدسة‪.‬‬ ‫هللا ّإياها‪ ،‬وأن نجعلها مآلى‬ ‫الت‬ ‫ونج يىل الحياة ي‬
‫ديكىل وبروير‪4817 ،‬‬ ‫شميمن‪ ،‬من كتاب من الماء والروح ‪ ،‬منشورات‬ ‫األب َ‬
‫ألكسندر‬
‫ي‬ ‫ِ‬

You might also like