Professional Documents
Culture Documents
مذكرة
مذكرة
لجنة املناقشة:
رئيسا -د-بن عثمان فوزية أستاذة محاضرجامعة محمد ملين دباغين سطيف 20
مشرفا ومقررا -د-ع ـ ـ ــوابد شهرزاد أستاذة محاضرجامعة محمد ملين دباغين سطيف 20
ممتحنا -د-داه ـ ـ ــل وافيـ ـ ـ ـ ــة أستاذة محاضرجامعة محمد ملين دباغين سطيف 20
أحمد هللا واشكره على نعمة العلم ،وان وفقني إلتمام هذا
العمل ويسرلي ذلك ،الى الوالدين الكريمين ،اللذين سهرا
على تربيتي وتعليمي اطال هللا في عمرهما.
الى كل من تعلمت عنهم ولو حرف واحدا
الى اسرتي الصغيرة وجميع اخوتي واصدقائي
الى جميع زمالء الدراسة خاصة مرحلة التدرج
الى كل من مد لي العون وساهم من قريب او بعيد في اعداد هذا العمل.
الى كل هؤالء فاهدي هذا العمل املتواضع.
***بوزيدي نور الهدى***
االهداء
أحمد هللا واشكره على نعمة العلم ،وان وفقني إلتمام هذا
العمل ويسرلي ذلك ،الى الوالدين الكريمين ،اللذين سهرا على تربيتي
وتعليمي اطال هللا في عمرهما.
الى كل من تعلمت عنهم ولو حرف واحدا
الى اسرتي الصغيرة وجميع اخوتي واصدقائي
الى جميع زمالء الدراسة خاصة مرحلة التدرج
الى كل من مد لي العون وساهم من قريب او بعيد في اعداد هذا
الى كل هؤالء فاهدي هذا العمل املتواضع.
*** نجـ ـ ــاعي عمـ ـ ــر***
املقدمــة
مقدمـ ـ ــة
شهدت خالل العقد االخير من القرن العشرين دول العالم تغيرات وتطورات وتحوالت
نتيجة اشتداد العوملة ،مما ادى الى تعديالت واصالحات في وظائف الدولة والتي تعقدت
وتشابكت املسؤوليات امللقاة على عاتقها ،من بين اهم هذه التحوالت نجد معظم دول
العالم اتجهت الى ا رساء بنود الالمركزية التي تعد أحد معالم التحول الديمقراطي ،وذلك
تجسيدا للديمقراطية التشاركية التي تقوم على انخراط ومشاركة كل االطياف املحلية في
-ويعود الفضل في بروز فكرة الديمقراطية التشاركية الى الواليات املتحدة االمريكية
خالل فترة الستينات من القرن املاض ي ،حيث ان مواجهة الفقر والتهميش كانتا من بين
الحوار والتشاور مع املواطنين كألية إلدا رة الشأن العام ووضع القرا رات الكفيلة ملواج ه ة
التحديات والصعوبات املطروحة محليا .ولم تكن الجزائر بعيدة عن هذه التغيرات
والتحوالت التي حدثت في النسق الدولي ،فهي ايضا واكبت التحوالت العاملية الكبرى لهذا
اصبحت الجزائر اليوم تعتمد على دعامتين اساسيتين في تنظيمها االداري وهي املركزية
والالمركزية والتي ت عني بها توزيع السلطة بين الهيئات املركزية والهيئات الالمركزية
(الجماعات املحلية) .حيث اهتمت الجزائر بشكل كبير بالديمقراطية التشاركية بعد
اسس ور كائز الديمقراطية التشاركية ،اذ نجد ال جماعات املحلية هي اساس قيام
الديمقراطية املحلية لهذا تحتل مكانة واهمية بالغة من الجانب الحكومي ومن الجانب
الشعبي.
أ
مقدمـ ـ ــة
خصوصا بعد االصالحات السالفة الذكر ،التي تمر فيها االعالن على ضرو رة التركيز على
، 20عن طريق االخذ بعين االعتبار كل تفاصيل اصالح البلدية باعتبا رها اساس للحكامة
والتنمية ،كما تم التأكيد على اصالح املجالس الشعبية الوالئية باعتبار الوالية فضاء
مكمل للبلدية في مجال تقديم الخدمة العمومية ،ومكان ملما رسة ا لديمقراطية املحلية
ومشاركة املواطن .وقد اولى الدستور اهتماما كبيرا لركن انشاء اجهزة محلية مستقلة
بحيث تكون منتخبة من سكان االقليم ذاته ،تجلى هذا االهتمام من خالل نصوص املواد
اولويا ت العمل البلدي والوالئي ،حيث ان املجالس املحلية مطالبة بالتفاعل مع صعوبات
املواطنين والسعي إليجاد الحلول املناسبة لها ،ولتد رك هذه املجالس وتلم بانشغاالت
املستمر باملواطنين واشراكهم في اتخاذ القرا رات املتعلقة بشؤونهم وهذا لن يأتي اال من
ب
مقدمـ ـ ــة
- 0االسباب املوضوعية:
-لعل االسباب االولى التي دفعتنا لد راسة هذا املوضوع هو قلة الطرح ملوضوع
-معرفة معنى الديمقراطية التشاركية في مختلف امليادين واالطالع التام عليها ومدى
ج
مقدمـ ـ ــة
د
مقدمـ ـ ــة
-مذكرة لنيل شهادة ماستر من اعداد الطالبة جناد حميدة تحت عنوان تكريس الديمقراطية
التشاركية في قانون البلدية والوالية ،التي اسفرت دراستها الى انه ال تزال الديمقراطية التمثيلية
تسيطر على الوضع العام بالرغم ما تحمله من سلبيات.
-مقال منشور في مجلة العلوم القانونية واالجتماعية من اعداد رحماني جهاد وعزوزي بن عزوز تحت
عنوان الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر واقع وافاق لسنة ،0222
والذي توصل الى ان اإلطار القانوني املؤطر لهذه الديمقراطية في هذين القانونين جد قاصر ومعدوم
وعديم األثر على ارض الواقع ،نتيجة انعدام التكريس القانوني لالليات املفعلة للديمقراطية
التشاركية.
سابعا :صعوبات الدراسة:
-الصعوبات التي واجهتنا اثناء البحث هي قلة ومحدودية املراجع املتعلقة بالديمقراطية التشاركية
وخاصة املراجع املتخصصة.
-تشعب املوضوع وتناوله من طرف العديد من الباحثين في العلوم السياسية واالجتماعية واالقتصادية
وكل باحث يرى املوضوع من وجهة نظره الخاصة.
ثامنا :خطة الدراسة:
ولإلجابة على اشكاليتنا ارتأينا تقسيم بحثنا الى فصلين:
الفصل األول اإلطار النظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية.
املبحث االول :مقاربة مفاهيمية للديمقراطية التشاركية.
املبحث الثاني :الجماعات املحلية في الجزائر.
الفصل الثاني :واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة.
املبحث األول :مجال تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة.
املبحث الثاني :الصعوبات والبرامج املسطرة للديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة.
ه
الفصل األول :اإلطارالنظري للديمقراطية
التشاركية والجماعات املحلية
1
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
سوف نقوم في هذا الفصل بدارسة نظرية للمقاربة املفاهيمية للديمقراطية التشاركية ،وكذلك للجماعات
املحلية وخاصة املجالس املحلية املنتخبة من الطبيعة القانونية الى تشكيلها والرقابة عليها ،وهذا بتقسيم
الفصل الى مبحثين كمايلي:
املبحث األول :مقاربة مفاهيمية للديمقراطية التشاركية.
املبحث الثاني :الجماعات املحلية في الجزائر.
2
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
تعتبر الديمقراطية التشاركية الشكل الحديث للعملية الديمقراطية التي طبقت في العديد من الدول ،حيث
انها تتجاوز املقاربات التقليدية وتعتمد على املشاركة الواسعة للمواطنين في توجيه وإدارة النظام السياس ي
وصناعة القرار ،من خالل تظافر جهود الفواعل املجتمعية في تدبير الشأن املحلي ،عبر مجموعة من املعايير
الكفيلة بتحقيق الحكم التشاركي :كاملشاركة ،الشفافية ،الفعالية والتمكين...الخ2.
ولهذا سوف نتطرق خالل هذا املبحث الى دراسة مفهوم الديمقراطية التشاركية في مطلب اول واسسها
والياتها في مطلب ثاني.
املطلب األول :مفهوم الديمقراطية التشاركية
لم يعرف تاريخ الفكر القانوني وال السياس ي مصطلح شغلت داللته اهتمام جمهور الباحثين وصانعي
السياسة والقانون في العالم ،مثل مصطلح الديمقراطية الذي جعل من الفقهاء ال ينامون وال يستيقظون اال
عليه ،ولذلك تكاد تكون املعلومات التي تندرج ضمن ما يسمى اليوم بالديمقراطية هي عبارة عن أفكار
ومالحظات تكاد تكون من أقدم املعلومات الذهنية التي عاشها االنسان ،وبعد ان اهتدت العديد من الدول
الى اعتماد الديمقراطية التشاركية وتطبيقها على املستوى الوطني واملحلي ،ثار نقاش حاد حول هذا املفهوم
الجديد2.
وانطلقنا من فكرة أن الديمقراطية التشاركية هي شكل من أشكال تقاسم وممارسة السلطة ألجل تدعيم
مشاركة املواطنين في اتخاذ القرارات السياسية ،حيث نقوم بتعريف الديمقراطية التشاركية في الفرع األول
والفرع الثاني التمييز بين الديمقراطية التشاركية والتمثيلية.
الفرع األول :تعريف الديمقراطية التشاركية
يعتبر مفهوم الديمقراطية التشاركية حديث النشأة نسبيا ،حيث يعود تاريخ ظهوره الى ستينات القرن املاض ي
في املجال الصناعي واالقتصادي ،اين قامت الشركات االمريكية باشراك عمالها واطاراتها في كيفية تنظيم
وتسيير العمل وطرق اإلنتاج فيها ومناقشة كل املسائل ،مع السعي الى اتخاذ القرارات املناسبة لها بعدها تم
تمديدها وتعميمها الى الجانب السياس ي تجاوزا ملساوئ الديمقراطية النيابية3.
ـ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ــ ـ ـــ ــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــــ ـــ ــــــ ـــ ــــــ ــ ــــــ ـــ ـــ ــــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ــــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ــــــ ــ ــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ــــــــ ــــــ ـــ ـــــ
بودواية نوال( ،الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر دراسة حالة املجلس الشعبي لوالية سعيدة) ،مذكرة لنيل شهادة .2
املاستر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة الدكتور موالي الطاهرسعيدة ،0221-0221،ص.0
بوخنفوف سمية( ،تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم ،)22-22مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية الحقوق .0
-2مولود ديدان ،مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر ،0220،ص.201- 201
-0بودواية نوال ،الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر ،املرجع نفسه ،ص.5
4
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
اما املفكر األمريكي هنري برادي henry Bradyفقد عرفها على انها الفعل االعتيادي للمواطن املوجه نحو
التأثير في بعض املخرجات او النتائج السياسية.
وكذلك عرفها املفكر هنري كبينتان henry capintantبانها الفعل املرتبط بان يصبح الشخص جزءا
من فعل جماعي وخاصة جزءا من تصرف فعل قانوني جماعيi.
اما الدكتور عبد الهادي الجوهري يعرف املشاركة بانها " العملية التي من خاللها يلعب الفرد دورا في الحياة
السياسية ملجتمعه وتكون لديه الفرصة الن يشارك في وضع األهداف العامة لذلك املجتمع ،وكذلك أفضل
الوسائل لتحقيق وانجاز هذه األهداف0.
وبعد معرفة معنى املصطلحين الديمقراطية واملشاركة ،نقوم بمعرفة معنى الديمقراطية التشاركية حسب
تعريفات الفقهاء والباحثين كمايلي:
عرفها الباحث املغربي يحيى البواقي بانها" :هي عرض مؤسساتي للمشاركة ،موجه للمواطنين يركز على
اشراكهم بطريقة غير مباشرة في مناقشة االختيارات الجماعية ،تستهدف رقابة فعلية للمواطن ،وصيانة
مشاركته في اتخاذ القرارات ،ضمن املجاالت التي تعنيه مباشرة وتمس حياته اليومية عبر ترسانة من
اإلجراءات العملية"3
-2شرماط بن عالية ،امير خليل( ،املجالس املنتخبة املحلية ودورها في تفعيل الديمقراطية التشاركية) ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية
الحقوق ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،0202-0221،ص.02
-0حرحوز عبد الحفيظ( ،تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر (دراسة حالة والية مسيلة)) ،أطروحة
لنيل شهادة الدكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،0202-0221،
ص.00
-3شرماط بن عالية ،امير خليل ،املرجع نفسه ،ص0
5
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
في حين عرفها الفقهاء الجزائريون منهم الدكتور األمين شريط بانها" :صورة جديدة للديمقراطية ،تتمثل في
مشاركة املواطنين مباشرة في مناقشة الشؤون العمومية واتخاذ القرارات املتعلقة بهم ...كما تعرف بانها
توسيع ممارسة السلطة الى املواطنين عن طريق اشراكهم في الحواروالنقاش العمومي واتخاذ القرار
السياس ي املترتب عن ذلك"2.
اضافة الى الدكتور صالح زياني الذي عرف هذا املفهوم بقوله" :ان مفهوم املشاركة او التشاركية مفهوم
مرتبط باملجتمع املفتوح الديمقراطي ،وهو مكون أساس ي من مكونات التنمية البشرية ،يسعى من اجل
تحقيقها برنامج األمم املتحدة اإلنمائي ،أي انها تعني بشكل مبسط ان يكون للمواطنين دور وراي في
صناعة القرارات التي تؤثرفي حياتهم سواء بشكل مباشراو من خالل مؤسسات شرعية وبسيطة تمثل
مصالحهم،
ويقوم هذا النوع من املشاركة الواسعة على حرية التنظيم وحرية التعبير ،وأيضا على قدرات املشاركة
البناءة"0.
يعرفها الفيلسوف األمريكي "جون ديوي" بانها مشاركة كل من يتأثر باملؤسسات االجتماعية ،حيث يشارك
الفرد في رسم وانتاج هذه املؤسسات والسياسات التي تنتج عنها3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2لزهر خشايمية ،سمير حدادي ،الديمقراطية التشاركية كأداة لتحقيق التنمية االجتماعية املستدامة في الجزائر ،ص.002
-0املرجع نفسه ،ص.002
-3عبد الكريم بالة ،الطاهر بوطي ،الديمقراطية التشاركية كألية لتفعيل التنمية املحلية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي ،0221-0220 ،ص.5
6
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وتعرفها كذلك الباحثة "هانا ارندت" Hannah Arendtان الديمقراطية التشاركية هي" :فضاء عام
يسمح للمواطنين بتبادل األفكار واآلراء بإرادة حرة تحقيقا للصالح الجماعي العام ،حيث يجب ان تنتهي
العملية الديمقراطية الى سعادة املجتمع ال الى سعادة فردية مصلحية ضيقة تحكمها املصالح املادية املحضة
والفائدة االقتصادية البحتة ،التي تجعل السياسة خاضعة لسياسة االقتصاديين ورجال االعمال وأصحاب
النفوذ والسيطرة االليغارشية ،حيث ان تحقيق سعادة هؤالء ال يمكن ان يؤدي بالضرورة الى سعادة املجتمع
واملواطنين"i.
يتضح لنا من خالل التعاريف السابقة بان الديمقراطية التشاركية حتى وان كانت جوهر الديمقراطية
التمثيلية فهي ال تقتصر على التمثيل الشعبي النتخابات ،اذ تتعداها من خالل منح الفرصة للمواطنين على
قدم املساواة لصنع القرارات التي يرونها مناسبة ملصالحهم ،وفي اقتراح اراء من اجل صنع السياسة العامة
للبالد ومحاسبة املنتخبين ومراقبة مدى تنفيذ قراراتهم وتصل الى ابعد مدى من خالل املطالبة بحصيلة
االعمال التي قاموا بها.
-2بودواية نوال( ،الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر) ،املرجع السابق ،ص.1
-0مولود عقوبي ،الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر ،املجلة القانون ،العدد ، 06جوان ،0222ص.021
-3املرجع نفسه ،ص.025
7
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وتبقى الديمقراطية التشاركية عنصرا أرقى من الديمقراطية التمثيلية ،كون ان التشاركية مبنية على
أساس ديمقراطي سليم هو املراهنة على املواطن ومنحه القيمة الفعلية الذاتية التشاركية جنبا لجنب
مع الدولة ،الن الدولة وحدها ال تصنع التقدم دون املواطن ،واملواطن دون الدولة ال يصنع حضارة وذلك
يعني ان مشاركة املواطنين في اتخاذ القرارات التي تعنيهم هي جوهر الديمقراطية0.
-2مولود عقوبي ،الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة ،املرجع السابق ،ص.021-020
-0باديس بن حدة ،اليات الديمقراطية التشاركية في عمل اإلدارة املحلية ،املجلة الجزائرية لألمن والتنمية ،العدد ،22جانفي ،0220
ص.010
8
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
ما يميز الديمقراطية التشاركية هو ذلك التحول الذي يخضع له املواطن بصفته كناخب إلى مواطن شريك
يحرص على مدى التنفيذ األحسن للنشاط العمومي على نحو يضمن الشفافية والفعالية.
-2عبد القادر همالي ،الصادق الصديق( ،الديمقراطية التشاركية واليات تطبيقها في ظل القانون ،)22-22مذكرة لنيل شهادة املاستر،
قسم العلوم السياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،0221-0221،ص.22
-2جناد محيدة( ،تكريس الدميقراطية التشاركية يف قانوين البلدية والوالية) ،مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف العلوم السياسية ،ختصص سياسة عامة ،كلية
احلقوق والعلوم السياسية ،جامعة زاين عاشور اجللفة ،2019/2020 ،ص .18-17
9
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
ويمكن القول ان الشفافية تقوم على توسيع دائرة املشاركة والرقابة واملحاسبة من جهة أخرى ،وهي ضرورية
لتحسين العالقة بين الهيئات العمومية واملواطنين في سبيل تقريب اإلدارة من املواطن ،فالشفافية تقوم على
التدفق الحر للمعلومات لجميع شرائح املجتمع0.
جناد حميدة (،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص.01 -2
-0بوخنفوف سمية (،تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم ،)22-22املرجع السابق ،ص.00
-3ناصر الدين باقي ،دور الديمقراطية في تحقيق التنمية في الجزائر ،املجلة الناقد للدراسات السياسية ،العدد ،22اكتوبر ،0220ص.220
10
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
رابعا :املساءلة
تعتبر املساءلة شكل من أشكال الرقابة على أداء الوحدات بأكثر موضوعية ،ويعرفها ريتشارد مولجان بشكل
دقيق على الطبيعة الخارجية لعالقة املساءلة ،حيث ينص على تضمن املساءلة لثالث عناصر مركزية2 :
-كونها خارجية :حيث يمنح التفسير لجهة أو شخص آخر خارج الجهة أو الشخص الخاضع للمساءلة
-تضمنها لتفاعل وتبادل اجتماعي :فبينما يسعى أحد األطراف القائم على ملساءلة للحصول على
اإلجابات والتصحيحات يقوم الطرف اآلخر الخاضع للمساءلة باالستجابة وقبول العقاب.
-تضمينها لحقوق السلطة :حيث تؤكد األطراف القائمة باملساءلة بحقوقها باعتبارها املصدر األعلى
للسلطات فوق الخاضعين للمساءلة.
-2ناصر الدين باقي ،دور الديمقراطية في تحقيق التنمية بالجزائر ،املرجع السابق ،ص.223
-0جناد حميدة ،املرجع السابق ،ص.32
11
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-2جناد حميدة( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص.33
-0قريد رتيبة( ،الديمقراطية التشاركية في الجزائر بين النصوص القانونية والواقع التطبيقي) ،لنيل شهادة املاستر أكاديمي ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف مسيلة ،0202-0221،ص.01
12
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
فالديمقراطية التشاركية تقوم على وجود مجتمع مدني منظم ومهيكل في مجموعة مؤسسات من :األحزاب
السياسية ،النقابات ،الجمعيات وقوة الوعي السياس ي...الخ ،حيث انه ال يمكن ان نتحدث عن املجتمع املدني
او عن فاعليته وعطائه اال في ظل نظام ديمقراطي حقيقي تستطيع من خالله هذه املؤسسات ان تعمل بحيز
واسع دون الخوف من أي ردود فعل تؤثر على التنظيم املدني في املجتمع ،ومنه اكدت الدراسات على العالقة
االرتباطية بين املجتمع املدني والديمقراطية التشاركيةi.
-2لعشاب مريم ،التكريس الدستوري ملبدأ تشجيع الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية ،املجلة البحوث والدراسات
القانونية والسياسية ،العدد ،22جامعة البليدة ،0220 ،0ص.022
-0بويميول سهام ،بوشلوح نادية( ،الديمقراطية التشاركية على ضوء احكام القانون الجزائري) ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،تخصص
قانون عام ،كلية الحقوق ،جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل ،0202-0202 ،ص.02
-3جناد حميدة (،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص.31
13
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وفي نفس املوضوع أيضا تطرق بعض الباحثين إلى ذكر مجموعة أخرى من اآلليات نذكرها.
سادسا :لجان املواطنين:
بدأت هذه اآللية في الظهور من سنوات السبعينات في عدة دول من العالم في أملانيا سنة ،1970في إسبانيا
،1992ويقصد بها مجموعة من املواطنين تضم 25شخصا يختارون عن طريق القرعة أو باقتراح من املجتمع
املدني ملناقشة مشروع أو قرار أو برنامج معين مستعينين في ذلك بآراء الخبراء ثم تقدم توصياتها واقتراحاتها
بخصوصه.
سابعا :مجالس األحياء:
أصبحت هذه اآللية إلزامية في فرنسا بموجب قانون صادر في سنة 2002م بالنسبة للمدن التي يتجاوز عدد
سكانها 20000نسمة ،وعلى البلديات توفير مقرات لهذه املجالس ودعمها بالوسائل املادية واملالية ويقصد بها
أن يكون لكل حي باملدينة مجلس يجتمع سكانه للحوار واملناقشة ويمثلون سلطة اقتراح واعداد برنامج
واملشاركة في اتخاذ القرارات التي تهمهم مثل توزيع املياه ،النظافة ،حماية البيئة.
ثامنا :ندوات املواطنين:
وتدعى كذلك ندوات االجتماع عرفت في الدول اإلسكندنافية كالدانمرك ثم استعملت في كندا تتمثل في لقاء
بين عدد من املواطنين مع الخبراء للحوار والنقاش حول موضوع معين محضر مسبقا ،وتنتهي هذه الندوة
بإصدار تقرير حول املوضوع ،وقد تكون الندوة محلية أو جهوية ،أو وطنية.
تاسعا :مجالس الشباب:
توجد في العديد من البلدان على مستوى املدن واملحافظات واملستوى الوطني أيضا وهي إلزامية في بعض
الدول ومنها فرنسا بموجب قانون صادر في سنة 2001م كما توجد على مستويات قطاعية مثل الثانويات
والجامعات واملعاهد واملدارس الكبرى.
عاشرا :ورشات السكان:
تتعلق هذه اآللية أساسا باملستفيدين من مرافق معينة وهم يجتمعون في ورشات للمناقشة والحوار وابداء
آرائهم وتوصياتهم حول موضوعات عملية ،هذه هي أبرز آليات الديمقراطية التشاركية التي اعتمدتها الدول،
إال أنها مازالت في بدايتها ويمكن استعمالها حسب طبيعة وظروف كل مجتمع ،إال أن أحسن تجربة في هذا
املجال هي آلية امليزانية التشاركية املعتمدة منذ سنة 1989م بمدينة مونتي أليغرو البرازيلية.
كما أن من التجارب الحديثة للتكريس القانوني آلليات الديمقراطية التشاركية في البيئة العربية هي التجربة
املغربية بمقتض ى الدستور الجديدi.
-2س ي محمد بن زرقة ،اليات الديمقراطية التشاركية في اإلدارة املحلية الجزائرية ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،تخصص قانون اإلدارة
العامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ، 0220-0222،ص.51-51
14
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
ونستخلص من التعاريف املذكورة سلفا ان الجماعات املحلية هي وحدات المركزية مقسمة جغرافيا من
إقليم الدولة حيث تعتبر وحدة إدارية مصغرة للدولة وهي عبارة عن هيئات منتخبة لها شخصية معنوية
وتخضع للرقابة من السلطة املركزي
-2جناد حميدة( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص.11-11
15
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
حيث عرفت املادة 20من التعديل الدستوري األخير لسنة 0202على ان ":الجماعات املحلية للدولة هي
البلدية والوالية .البلدية هي الجماعة القاعدية بغرض تحقيق توازن اقتصادي واجتماعي للبلديات محدودة
التنمية ،وتكفل أفضل باحتياجات سكانها ،يمكن ان يخص القانون بعض البلديات ،األقل تنمية ،بتدابير
خاصة".
وكذلك املادة 21من التعديل الدستوري األخير لسنة 0202بينت طبيعة النظام اإلداري حيث نصت على
ان ":تقوم العالقات بين الدولة والجماعات املحلية على املبادئ الالمركزية وعدم التركيز".
وكما حددت ونصت املادة 21من التعديل الدستوري األخير لسنة 0202بان ":يمثل املجلس املنتخب قاعدة
الالمركزية ،ومكان مشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العمومية"0.
وحسب موضوع بحثنا سوف نقوم بدراسة أساليب التنظيم االداري في الفرع األول ،وفي الفرع الثاني نتطرق
الى التطور التاريخي لنظام اإلدارة املحلية في الجزائر.
-2حرحوز عبد الحفيظ( ،تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر (دراسة حالة والية مسيلة)) ،املرجع
السابق ،ص.31-31
-0دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،0202الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ،110-02املؤرخ في 32
ديسمبر ،0202املتعلق بإصدار التعديل الدستوري ،في الجريدة الرسمية رقم ،10الصادرة بتاريخ 32ديسمبر .0202ص.20-22
16
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-2كمال جعالب ،اإلدارة املحلية وتطبيقاتها ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،0220ص.20
-0عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،الطبعة الرابعة ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0220 ،ص.251
-3كمال جعالب ،املرجع السابق ،ص.21-21
17
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وتتجلى في استقالل جزء من إقليم الدولة في تسيير شؤونه املختلفة واشباع حاجات افراده ،وقد دعت
الضرورة اتباع هذا النوع من النظام اإلداري بعد عجز السلطات املركزية على القيام بكل صغيرة وكبيرة في
مختلف أجزاء اإلقليم ،وبعد ان ثبت ان لكل منطقة داخل الدولة مميزات خاصة االمر الذي فرض االعتراف
بالشخصية املعنوية لهيئات محلية.
ب -الالمركزية املرفقية:
وتتجسد في انفصال مرفقي معين عن الدولة وتمتعه بقدر من االستقالل ليشكل مؤسسة عامة وطنية او
محلية2.
18
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
19
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
20
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
أما في الجزائر فقد مر تنظيم اإلدارة املحلية بعدة مراحل تاريخية ،وكان لكل مرحلة خصوصيات فنية تحدد
شكل التنظيم اإلداري املتبع ،ففي العهد العثماني تميزت اإلدارة املحلية في الجزائر بأربع أنماط أساسية
استغرقت املدة الزمنية املقدرة بثالثة قرون ( )1830-1518وقد ظهر النمط األول في مرحلة البايات ووصف
بأنه نظاما مركزيا شديدا سيطرت فيه القادة سيطرة تامة على مقاليد الحكم واإلدارة في البالد ،وأما النمط
الثاني فقد ظهر في مرحلة الباشوات وهو نظام مركزي أيضا كسابقه ،باإلضافة إلى انفصال الباشوات عن
القاعدة الشعبية ألن الباشا كان يعين ملدة معينة وبالتالي فإنه ال يحتاج إلى والء الشعب ،وأما املرحلة الثالثة
فتميزت بظهور االغات وقد تجلى في هذه املرحلة الطابع العسكري الذي عرفت به الطبقة الحاكمة ،وأما
األسلوب األخير في التنظيم اإلداري فقد ظهر في مرحلة الدايات وهنا تأكد الوجود الحقيقي للحكم العثماني في
الجزائر ،وتولد فيها تنظيم إداري محلي في إطار محدود إلى جانب السلطة املركزية 0
-2س ي محمد بن زرقة( ،آليات الديموقراطية التشاركية في اإلدارة املحلية الجزائرية) ،املرجع السابق ،ص .73
-0ملير عبد القادر( ،الضرائب املحلية ودورها في تمويل الجماعات املحلية) ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم االقتصادية،
تخصص اقتصاد وإدارة اعمال ،جامعة وهران ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،ص .46-45
21
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وأما اإلدارة في عهد االحتالل الفرنس ي فكانت الحكومة الفرنسية تعتبر الجزائر والية من الواليات التابعة
لدولتها ،لذلك جاء التنظيم اإلداري في الجزائر حريصا على استقرار املعمرين األوربيين ومتوافقا مع نمط
معيشتهم ،وفي املقابل خصصت فرنسا املستعمرة للسكان األصليين نظاما قمعيا ،وكمثال على اإلدارة
العمومية في عهد االستعمار ما حدث في 1848حيث قسمت الجزائر إلى ثالث واليات ،الجزائر ،قسنطينة،
وهران ،وكانت كل والية يحكمها الوالي ومجلس عام ،أما البلديات فكانت على ثالثة أنواع:
-بلديات ذات صالحيات تامة تخضع للقانون الفرنس ي الصادر سنة 1884م.
-بلديات مختلطة تخضع في تسييرها للقانون الخاص الصادر في 1919م.
-املناطق الجنوبية تخضع لإلدارة العسكرية.
لكن أثناء مؤتمر الصومام املنعقد في 20أوت 1956تمت إعادة النظر في التقسيم اإلداري للوطن املكرس من
طرف االستعمار الفرنس ي ،وكان من أهم نتائج مؤتمر اصومام تقسيم الجزائر إلى 06واليات وهي :األوراس،
وهران ،قسنطينة ،القبائل ،الجزائر و الصحراء ،و قسمت كل والية إلى مناطق ،وكل منطقة إلى نواحي ،وكل
ناحية إلى أقسام ،وكل قسم إلى فوج ،فجاء هذا التنظيم كرد فعل على اإلدارة االستعمارية التي استخدمت
طيلة فترة االحتالل الفرنس ي للجزائر كجهاز قهر وتسلط ضد السكان الجزائريين ،وبذلك أقامت قيادة الثورة
أثناء حرب التحرير إدارة محلية موازية إلدارة االستعمار i.
أما بعد االستعمار فقد مر التنظيم اإلداري املحلي بعدة مراحل ،وارتبط بعدة متغيرات شديدة الصلة بنظام
الحكم والظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية املوروثة عن االستعمار ،فقد عرفت الجزائر أول
تشريع لإلدارة املحلية بموجب األمر 24-67املتعلق بالبلدية 0،ثم االمر 38-69املتضمن قانون الوالية 3،وما
ميز هاذين القانونين هو تأثرهما بالتنظيم اإلداري الفرنس ي واقتفائه بدل النموذج البريطاني ،إلى جانب
فلسفة النظام السياس ي القائم في البالد والذي كان يقوم على مركزية القرار والحزب الواحد والنهج
االشتراكي.وبعد دخول الجزائر مرحلة االنفتاح الديمقراطي والتعددية السياسية تعززت اإلدارة املحلية
بتشريع جديد تمثل في صدور قانون 1،08-90متعلق بالبلدية والقانون 5.90-09
علي محمد( ،مدى فعالية دور الجماعات املحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري) ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في قانون اإلدارة .2
املحلية ،جامعة أبو بكر القايد ،تلمسان ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،ص .21-20
االمر ،01-20املتعلق بالبلدية رقم ،01-20املؤرخ في 21جانفي ،2120املتضمن قانون البلدية االول ،الصادر في الجريدة الرسمية ،رقم .0
2لسنة .2120
االمر ،31-21املؤرخ في 03ماي ،2121املتضمن ميثاق الوالية ،الجريدة الرسمية ،رقم ،11لسنة .2121 .3
القانون رقم 08-90في -07أبريل 1990املتعلق بالبلدية ،جريدة رسمية رقم ،15سنة .1990 .1
القانون رقم 21-12في - 20أبريل 2112املتعلق بالوالية ،جريدة الرسمية رقم ،25سنة .2112 .5
22
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وقد شهدت الجماعات املحلية في ظل هذه املرحلة الجديدة تحول جذري املتعلق بالوالية من تنظيم إداري محلي
كان مرتبطا بأدبيات التوجه االشتراكي إلى تنظيم آخر يستمد مبادئه وقواعده من أفكار ومفاهيم تغاير تماما
الطرح األحادي في شكله ومضمونة.
إال أن ميثاق البلدية والوالية بعد مرور عقدين من الزمن أضحيا ال يسايران متطلبات وخصوصيات املرحلة
بسبب القصور وعدم القدرة على امتصاص أنواع الخلل ،وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة نحو التفكير في قانون
جديد يعيد التوازن املفقود لإلدارة املحلية ،فاضطرت حينها السلطة الحاكمة إلى إصدار القانون رقم 10-11
املتعلق بالبلديةi،والقانون رقم 07-12املتعلق بالوالية0.
-2القانون رقم 10-11املؤرخ في 22يونيو متعلق بالبلدية ،جريدة رسمية رقم ،30سنة .2012
-0القانون 07-12املؤرخ في 2012-02-21املتعلق بالوالية ،جريدة رسمية رقم ،12سنة .2012
23
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم وملدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة االختصاص،
حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم0 :
-الوالي.
-الوالي املنتدب.
-رئيس البلدية.
-األمين العام للوالية.
-عضو املجلس التنفيذي للوالية.
-القاض ي-أفراد الجيش الوطني الشعبي.
-2الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية ،رئاسة الجمهورية األمانة العامة ،املادة -80من القانون العضوي رقم 10-16املؤرخ في
-25اوت ،2016املتعلق بنظام االنتخابات ،العدد ،50ص .17
-0املادة 81من القانون العضوي رقم 10-16املؤرخ في 25اوت ،2016املتعلق بنظام االنتخابات ،العدد ،50ص .20
24
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-يكون اختيار العمليات التي تنجز في إطار املخطط البلدي للتنمية من صالحيات املجلس الشعبي
البلدي
-2املادة 81من القانون العضوي رقم 10-16املؤرخ في -25اوت ،2016املتعلق بنظام االنتخابات ،العدد ،50ص .19-16
25
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
يشارك في إجراءات إعداد عمليات تهيئة اإلقليم والتنمية املستدامة وتنفيذها ،كما أن أي مشروع استثمار أو
تجهيز على إقليم البلدية أو أي برنامج للتنمية يخضع للرأي املسبق للمجلس الشعبي البلدي.
-يسهر على حماية األراض ي الفالحية واملساحات الخضراء ،كما أنه يبادر لكل عملية واتخاذ كل إجراء
من شأنه التحفيز وبث نشاطات اقتصادية تتماش ى مع طاقات البلدية ومخططها التنموي.
-تساهم البلدية في حماية التربة واملوارد املائية والسهر على االستغالل األفضل لهما باإلضافة إلى ذلك
يتخذ كافة التدابير التي تشجع االستثمار وترقيه.
ب -في مجال التعميروالهياكل القاعدية والتجهيز
-تتزود البلدية بكل أدوات التعمير بعد املصادقة عليها بموجب مداولة املجلس الشعبي البلدي.
-أي مشروع يمكنه املساس بالبيئة والصحة العمومية على إقليم البلدية يقتض ي موافقة املجلس
الشعبي البلدي باستثناء املشاريع التي لها منفعة وطنية والتي تخضع لألحكام املتعلقة بحماية البيئة.
-بمساعدة املصالح التقنية للدولة تتأكد البلدية من احترام تخصيصات األراض ي وقواعد استعمالها،
مع السهر على املراقبة الدائمة ملطابقة عمليات البناء ذات العالقة ببرامج التجهيز والسكن.
-يسهر على احترام األحكام في مجال مكافحة السكنات الهشة غير القانونية.
-تسهر البلدية على الحفاظ على وعائها العقاري ومنح األولوية في تخصيصها لبرامج التجهيزات
العمومية واالستثمار االقتصادي ،تسهر أيضا على الحفاظ على األمالك العقارية التابعة لألمالك
العمومية.
-توفر الشروط التحفيزية للترقية العقارية في مجال السكن ،كما تساهم في ترقية برامج السكن
وتهيئة املساحات املوجهة الحتواء النشاطات االقتصادية أو التجارية أو الخدماتية.
ت -في مجال التربية والحماية االجتماعية والرياضية والشباب والثقافة والتسلية والسياحة
-تنجز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخريطة املدرسية الوطنية وضمان صيانتها ،مع انجاز
وتسيير املطاعم املدرسية والسهر على ضمان وتوفير وسائل نقل التالميذ والتأكد من ذلك.
-تساهم في انجاز الهياكل القاعدية البلدية الجوارية املوجهة للنشاطات الرياضية والشباب والثقافة
والتسلية التي يمكنها االستفادة من املساهمة املالية للدولة.
-املساهمة في تطوير الهياكل األساسية الجوارية املوجهة لنشاطات التسلية ونشر الفن والقراءة
العمومية والتنشيط الثقافي والحفاظ عليها وصيانتها ،مع اتخاذ كل التدابير التي ترمي إلى توسيع
قدراتها السياحية وتشجيع املتعاملين املعنيين باستغاللها.
-تشجيع عمليات التمهين واستحداث مناصب شغل.
-تحصر الفئات االجتماعية املحرومة والهشة واملعوزة وتنظم التكفل بها في إطار السياسات العمومية
الوطنية املقررة في مجال التضامن والحماية االجتماعية.
26
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-تساهم في صيانة املساجد واملدارس القرآنية املتواجدة على ترابها وتضمن املحافظة على املمتلكات
الخاصة بالعيادة ،مع التشجيع على ترقية الحركة الجمعوية في ميادين الشباب والثقافة والرياضة
والتسلية وثقافة النظافة والصحة ومساعدة الفئات املحرومة.
ث -في مجال النظافة وحفظ الصحة والطرقات البلدية
-تسهر البلدية على توزيع املياه الصالحة للشرب ،مع صرف املياه املستعملة.
-جمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها.
-الحفاظ على صحة األغذية واألماكن واملؤسسات املستقبلة للجمهور ،مع مكافحة نواقل االمراض
املتنقلة.
-صيانة طرقات البلدية ،وإشارات املرور التابعة لشبكة طرقاتها.
-تتكفل البلدية في مجال تحسين املعيشة للمواطن في إطار إمكانياتها بتهيئة املساحات الخضراء ووضع
العتاد الحضري وتساهم في صيانة فضاءات الترفيه والشواطئ.
-3تسييراملجلس الشعبي البلدي
إن تسيير أعمال املجلس الشعبي البلدي يعقد دورات وإجراء مداوالت كما يشكل لجان مختصةi.
أ -الدورات:
-يتم نشره عن طريق التعليق في مدخل قاعة املداوالت واألماكن املخصصة إلعالم الجمهور.
-2لوناس ي حنان( ،منصوري كنزة ،أثر النظام االنتخابي على تسيير املجالس املحلية املنتخبة في الجزائر) ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في
العلوم السياسية ،تخصص سياسات عامة وإدارة الجماعات املحلية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو ،السنة
الجامعية ،2017/2017ص .58-56
27
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-الدورة العادية:
يجب على املجلس أن يعقد دورة كل 3أشهر أي 4دورات عادية في السنة.
ب -املداوالت:
يجري املجلس الشعبي البلدي مداوالت تحكمها القواعد التالية:
-العالنية :القاعدة العامة أن مداوالت املجلس علنية إال أنها تكون استثنائية مغلقة في حالتي فحص
حاالت املنتخبين االنضباطية وفحص املسائل املرتبطة باألمن واملحافظة على النظام العام.
ّ
-لغة املداوالت :تجرى وتحرر باللغة العربية.
التصويت :تتخذ املداوالت باألغلبية املطلقة لألعضاء املمارسين الحاضرين مع ترجيح صوت الرئيس عند
تساوي األصوات.
-الوكالة :ال يحق للعضو الوكيل أن يحمل أكثر من وكالة واحدة.
ج -اللجان:
يتشكل املجلس الشعبي البلدي من بين أعضائه لجان لدراسة مواضيع معينة وتقديم التوصيات واملقترحات
بشأنها ،فله لجان دائمة وأخرى خاصة.
ّ
-اللجان الخاصة :يطلق عليها باللجان املؤقتة التي يمكن تشكيلها بصفة ظرفية بمناسبة التحقيق أو
ّ
دراسة مسألة لها طابع خاص وتتشكل هذه اللجنة بناءا على اقتراح من رئيس املجلس الشعبي البلدي
ّ
ويصادق عليها باألغلبية املطلقة وتقدم اللجنة نتائج أشغالها أو تقريرها لرئيس املجلس.
ّ
-اللجان الدائمة :هي تلك اللجان التي تنشأ مع بداية العهدة االنتخابية للمجلس وتستمر ما دام املجلس
مستمر وتنتهي بانتهائه ،أي أنها جهاز دائم رغم أن أعضائها قد يتغيرون وينظر على أنها مستمرة على
األقل حتى إعادة التنظيم ،كما تقوم أيضا بدراسة وبحث الشؤون الدائمة التي تعرض على املجلس
ّ
الشعبي البلدي كاملالية والشؤون االجتماعية والفالحة وغيرها ويتم تشكيل اللجان باقتراح من الرئيس
باألغلبية املطلقة ويتم تحديدها بالتناسب مع عدد السكان.
-2محمد الصغير بعلي ،قانون اإلدارة املحلية الجزائرية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،ص .72
28
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم وملدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة االختصاص،
حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم0 :
-الوالي.
-الوالي املنتدب.
-رئيس الدائرة.
-األمين العام للوالية.
-املفتش العام للوالية.
-عضو املجلس التنفيذي
-القاض ي.
-2املادة 82من القانون العضوي رقم 10-16املؤرخ في 25اوت ،2016املتعلق بنظام االنتخابات ،العدد ،50ص .25
-0املادة 83من القانون العضوي رقم ،10-16ص .27
29
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-يمكن للمجلس الشعبي الوالئي التدخل في املجاالت التابعة الختصاصات الدولة باملساهمة في تنفيذ
النشاطات املقررة في إطار السياسات العمومية االقتصادية واالجتماعية.
-يقدم املساعدة للبلديات في إطار التكامل وانسجام األعمال التي ينبغي القيام بها.
-يمكنه املبادرة بكل األعمال التي تهدف إلى انجاز التجهيزات التي بحكم حجمها وأهميتها أو استعمالها،
تتجاوز قدرات البلديات.
-يبادر حسب قدرات وطابع كل والية ،على عاتق ميزانية الوالية ،بكل األعمال التي من طبيعتها
املساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وكذلك إنشاء املعالم التذكارية بالتعاون مع
البلديات.
-يعالج الشؤون التي تدخل ضمن صالحياته عن طريق املداولة ،كما أنه يشجع كل مبادرة ترمي إلى
تفضيل التنمية املنسجمة واملتوازنة إلقليمها.
-يمارس اختصاصات في إطار الصالحيات املخولة للوالية بموجب القوانين والتنظيمات ويتداول في
مجال الصحة العمومية وحماية الطفولة واألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة ،السياحة ،االعالم
واالتصال والتربية والتعليم العالي والتكوين ،الشباب والرياضة والتشغيل ،السكن والتعمير وتهيئة
إقليم الوالية ،الفالحة والري والغابات ،التجارة واألسعار والنقل ،الهياكل القاعدية
واالقتصاديةوكذا التراث الثقافي املادي وغير املادي والتاريخي ،حماية البيئة ،التنمية االقتصادية
واالجتماعية والثقافية ،ترقية املؤهالت والنوعية املحلية.
-يساهم في إعداد مخطط تهيئة إقليم الوالية ويراقب تطبيقه.
-يقدم اآلراء التي تقتضيها القوانين والتنظيمات ،ويمكنه أن يقدم االقتراحات واملالحظات في كل ما
يخص شؤون الوالية إلى الوزير املختص وذلك في أجل أقصاه 30يوم.
30
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
ب -نظام املداوالت :يجري املجلس الشعبي الوالئي اشغاله باللغة العربية وتحرر محاضره تحت طائلة
البطالن ايضا بنفس اللغة .وهذا ما نصت عليه املادة 05من قانون الوالية ،وتكون جلسات املجلس
علنية كأصل عام خارج دائرة االستثناء املقرر بموجب املادة 02من قانون ،20-20ويتخذ القرار اثناء
املداولة باألغلبية البسيطة لألعضاء الحاضرين او املمثلين عند التصويت ،وفي حالة تساوي
االصوات يرجح صوت الرئيس ،وتوقع املداوالت اثناء الجلسة من جميع االعضاء ،وطبقا للمادة 50
من قانون الوالية تسجل مداوالت املجلس في سجل خاص يؤشر عليه رئيس املحكمة املختصة
اقليميا ،وكان أفضل بنظرنا وتكريسا لنظام االزدواجية القضائية ان يشير النص صراحة للمحكمة
االدارية دون غيرها رفعا الي لبس في قواعد االختصاص ،ويوقع محضر الجلسة من جميع املنتخبين
الحاضرين او املمثلين عند التصويت ،ويرسل مستخلص املداولة في اجل 1ايام للوالي من قبل رئيس
املجلس مقابل وصل استالم ،ويعتبر تاريخ ايداع مستخلص املداولة التاريخ املسجل على وصل
االستالم ،وتشكل املداوالت مظهر من مظاهر استقالل املجلس الشعبي الوالئي وصورة من صور
مشاركة الشعب في تسيير شؤون االقلىم0.
31
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
كما يتولى رئيس الجلسة إدارة الجلسات وضبط املناقشات داخلها ،مما يحق له طرد كل شخص غير عضو
بعد إنذاره ،إذ ما أحل بحسن سير العمل داخل املجلس وتوقع املداوالت أثناء الجلسة وجوبا من األعضاء
الحاضرين أو ثلثي 2/3أعضاء املجلس وتوقع املداوالت أثناء الجلسة وجوبا من األعضاء الحاضرين أو
املمثلين عن التصويت بعدما تحرر وتسجل حسب ترتبها الزمني في سجل خاص مرقم ومؤشر من طرف
املحكمة املختصة إقليميا ،ويقوم الوالي خالل 8أيام التي تلي التاريخ دخولها حيز التنفيذ بإلصاقها في األماكن
املخصصة لإلعالم بمقر الوالية والبلدية ،مع احترام الحياة الخاصة للمواطنين وبسرية االعالم والنظام
العام.كما يحق لكل مواطن ذو مصلحة االطالع على محضر املداوالت في عين املكان وأن يحصل على نسخة
كاملة أو جريئة على ثقته ،تصبح املداوالت نافذة بقوة القانون بدأ من 21يوما من إيداعها للوالية وال تنفذ إال
بعد مصادقة وزير الداخلية والجماعات املحلية في أجل أقصاه شهرين:
-امليزانيات واملحاسبات.
-التنازل عن العقار واقتضائه أو تبادله.
-اتفاقية التوأمة.
الهبات والوصايةi. -
ت -اللجان:
يشكل املجلس الشعبي لوالئي عن طريق املداولة املصادق عليها باألغلبية املطلقة لألعضاء ،لجانا دائمة
للمسائل التابعة ملجال اختصاصه السيما املتعلقة بما يأتي:
-التربية والتعليم العالي والتكوين املنهي.
-االقتصاد واملالية ،والصحة والنظافة وحماية البيئة.
-االتصال وتكنولوجيات االعالم.
-تهيئة االقليم والنقل والتعمير والسكن ،الري والفالحة والغابات والصيد البحري والسياحة.
-الشؤون االجتماعية والثقافية الدينية والوقف والرياضة والشباب.
-التنمية املحلية ،التجهيز واالستثمار والتشغيل
كما يمكنه ايضا تشكيل لجان خاصة لدراسة كل املسائل االخرى التي تهم الوالية0.
-2عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،دار جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،الطبعة ،2012 ،01ص.001
-0كمال محمد امين ،املرجع السابق ،ص.00-02
32
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-2القانون العضوي رقم 10-16املؤرخ في -25اوت ،2016املتعلق بنظام االنتخابات ،العدد ،52لسنة .0222
33
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
يسهر وزير الداخلية والجماعات املحلية على ضمان حسن سير أعمال كل من املجلس الشعبي البلدي
والوالئي وضمان استمراريتهما ،بحيث يتمتع بصالحية االقتراح على رئيس الجمهورية بحل املجلس الشعبي
البلدي والوالئي وتجديدهما 0،في الحاالت التالية:
-في حالة خرق احكام دستورية
-في حالة إلغاء انتخاب جميع أعضاء املجلس
-في حالة االستقالة الجماعية ألعضاء املجلس
-عندما يكون اإلبقاء على املجلس مصدر اختالالت خطيرة تم اثباتها في التسيير البلدي أو من طبيعته
املساس بمصالح املواطنين وطمأنينتهم.
-2كمال محمد األمين ،الوجيز في الجماعات املحلية واإلقليمية ،املرجع سبق ذكره ،ص.53
-0املادة 10من القانون 22-22املتعلق بالبلدية واملادة 10من القانون رقم .20-20
34
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
-من جانب اخر ،يخضع اتفاق التوأمة بين الجماعات املحلية وأي جماعة إقليمية أجنبية أخرى إلى املوافقة
املسبقة لوزير الداخلية بعد أخذ رأي وزير الشؤون الخارجية3.
-إلى جانب ذلك ،ال تنفذ مداوالت املجلس الشعبي الوالئي املتضمن امليزانيات والحسابات والتنازل عن العقار
واقتنائه أو تبادله والهبات والوصايا األجنبية ،إال بعد مصادقة الوزير املكلف بالداخلية عليها في أجل أقصاه
شهران1.
املادة 12من القانون رقم 22-22املتعلق بالبلدية ،واملادة 11من القانون رقم 20-20املتعلق بالوالية. -2
الفقرة 2من املادة 52من القانون رقم 22-22املتعلق بالبلدية. -0
املادة 222من القانون رقم 22-22املتعلق بالبلدية ،واملادة 1من القانون رقم 20-20املتعلق بالوالية. -3
املادة 55من القانون رقم 20-20املتعلق بالوالية. -1
35
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
طبقا لألحكام املنصوص عليها في القانون العضوي رقم 22-22املتعلق بنظام االنتخابات0.
كما يصدر وزير الداخلية القرار املعلل املتضمن بتوقيف كل منتخب يكون محل متابعة قضائية بسبب
جناية أو جنحة لها صلة باملال العام أو ألسباب مخلة بالشرف ال تمكنه من متابعة عهدته االنتخابية بصفة
صحيحة ،ويستمر التوقيف إلى غاية صدور الحكم النهائي من الجهة القضائية املختصة إما بالبراءة وبالتالي
يستأنف املنتخب تلقائيا ممارسة مهامه االنتخابية ،أو االدانة ليثبت تلقائيا قرار التوقيف الصادر عن وزير
الداخلية3.
يشترط إيداع جميع مداوالت املجلس الشعبي البلدي املصادق عليها في أجل 21أيام لدى الوالي مقابل وصل
استالم1.
36
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وال شك ان الهدف من إيداع املداوالت ،هو النظر في مدى مشروعيتها وتطابقها مع النصوص التشريعية
والتنظيمية ،فاذا ثبت عدم مشروعيتها يمكن للوالي الطعن بإلغاء مداوالت املجلس الشعبي البلدي طبقا
لألحكام والشروط التي نص عليها قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
من جانب اخر ال تنفذ إال بعد مصادقة الوالي املداوالت املتضمنة امليزانيات والحسابات وقبول الهبات
والوصايا األجنبية واتفاقيات التوأمة والتنازل عن األمالك العقارية البلدية i،وتعتبر مصادق عليها ضمنيا في
حالة عدم إصدار الوالي لقراره خالل مدة 32يوما ابتداء من إيداع املداولة بالوالية0،
كما يصدر الوالي القرار املتضمن بطالن مداوالت املجلس الشعبي البلدي املخالفة ملبدأ املشروعية وخرق
األحكام الدستورية وغير املطابقة للقوانين والتنظيمات واملداوالت التي تمس برموز الدولة وشعاراتها
واملداوالت غير املحررة باللغة العربية3.
كما يلتزم رئيس املجلس الشعبي البلدي بإعالم الوالي بكل إجراء متخذ قصد القيام بالتدابير واإلجراءات
املتعلقة بأمن وسالمة األشخاص واملمتلكات في األماكن العمومية التي تشكل خطرا جسيما ووشيكا ،كما هو
الحال عند حدوث الكوارث الطبيعية أو التكنولوجية على إقليم البلدية1.
من جهة أخرى يمكن للوالي ان يمارس صالحياته وسلطاته في الحلول محل رؤساء بلديات الوالية او بعضها
عند تقاعسهم عن القيام بدورهم نحو كفالة وحفظ النظام العام وأمن وسكينة وديمومة املرفق العمومي
السيما ما تعلق بالعمليات االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة املدنية5.
وفي حالة امتناع رئيس املجلس الشعبي البلدي عن اتخاذ القرارات املوكلة له بمقتض ى التشريعات
والتنظيمات املعمول بها ،يمكن للوالي بهذا العمل مباشرة بعد اعذاره2.
37
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
وكذلك ،اذا تقاعس رئيس املجلس الشعبي البلدي عن القيام بدوره في الحفاظ على النظام العام العمراني و
هدم البنايات اآليلة لالنهيار ،يحل محله الوالي وجوبا طبقا لألحكام املنصوص عليها في قانون التهيئة و التعمير
ومراسيمه التطبيقية السيما املرسوم التنفيذي رقم i ،21-25املتعلق بكيفيات تحضير عقود التعمير و
تسليمها ،و في املجال البيئي أيضا يسهر الوالي على ضمان تطابق أعمال رئيس املجلس الشعبي البلدي في مادة
البيئة مع األحكام املنصوص عليها في القانون رقم 0 ،22-23املتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة و
مراسيمه التطبيقية السيما املرسوم التنفيذي رقم 3 ،215-20املتعلق بدراسة مدى التأثير على البيئة.
-0رقابة الوالي على املنتخب البلدي:
إلى جانب الرقابة التي يمارسها الوالي على أعمال املجالس املحلية املنتخبة ،يمارس رقابة على املنتخبين
املحليين وبالتحديد املنتخب البلدي ،وتظهر هذه الرقابة من خالل ما يلي:
أ -استخالف املنتخب البلدي :في حالة الوفاة أو االستقالة أو االقصاء أو حصول مانع قانوني ملنتخب
باملجلس الشعبي البلدي ،يصدر الوالي القرار املتضمن استخالف العضو في أجل ال يتجاوز شهر
واحد باملرشح الذي يلي مباشرة اخر منتخب1.
ب -إيقاف املنتخب البلدي :يوقف بقرار صادر من الوالي كل منتخب تعرض للمتابعة القضائية بسبب
جناية أو جنحة لها صلة باملال العام أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه
من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة
القضائية املختصة إما بالبراءة فيستأنف املنتخب تلقائيا وفوريا ممارسة مهامه االنتخابية ،او
اإلدانة بتثبيت قرار الوالي باإليقاف 5،ويقص ى بقوة القانون2.
ث -استقالة املنتخب البلدي :يلتزم رئيس املجلس الشعبي البلدي املستقيل دعوة املجلس لالجتماع من
أجل تقديم استقالته ،ويتم تثبيت هذه االستقالة عن طريق مداولة ترسل إلى الوالي ،وتصبح سارية
املفعول ابتداء من تاريخ استالمها من طرف الوالي0.
املرسوم التنفيذي رقم ،21-25يحدد كيفيات تحضير عقد التعمير وتسليمها ،الجريدة الرسمية ،العدد ،20املؤرخ في .0225 -2
القانون رقم ،22-23يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،13املؤرخ في .0223 -0
املرسوم التنفيذي رقم ،215-20يحدد مجال تطبيق ومحتويات وكيفيات املصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة ،الجريدة -3
الرسمية ،العدد ،31املؤرخ في .0220
املادة 12من القانون رقم 22-22املتعلق بالبلدية. -1
املادة 13من نفس القانون. -5
املادة 11من القانون. -2
الفقرتين 2و 0من املادة 03من نفس القانون. -0
38
اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية. الفصل األول
خالصة الفصل
إن الديمقراطية التشاركية كمعطى فرضته بيئة التطورات السياسية املتعلقة بأنماط حكم املجتمعات ،كما
أنها أتت لتعالج واقع املمارسة الديمقراطية في املجتمعات في ظل التخلف الواضح للبرملانات والبنيات
السياسية واالقتصادية والثقافية ،والتغييب املواطن عن املشاركة في الشأن العام املحلي.
إن األخذ بالديمقراطية التشاركية والدعوة إليها ،جاء نتيجة االنتقادات املتكررة واملتزايدة للنظام النيابي
الذي لم يعد يوفر للمواطنين مكانة الئقة في الحياة السياسية سواء من الناحية املحلية أو البرملانية خاصة
أن دور الناخب ينتهي بمجرد عملية االنتخاب ولقد استعملت عدة دول هذا النموذج من الديمقراطية،
وبعدها انتقلت عملية التطبيق الى الدول األخرى ،فنجد أن الجماعات املحلية هي هيئات ال مركزية وتتمثل في
الجزائر في البلدية والوالية ،حيث تسير وتدير الجماعات املحلية شؤونهم من خالل املجالس الشعبية املحلية
املنتخبة ،وهي املجلس الشعبي البلدي واملجلس الشعبي الوالئي ،يتم انتخاب أعضاء هذه املجالس من طرف
الشعب ،على اعتبارهم الدائرة األولى التي يتمكن فيها املواطنون من ادارة شؤونهم بحرية وممارسة حقوقهم،
تشكل هذه املجالس مساحة ملشاركة املواطنين في الحياة السياسية ،كرست النصوص القانونية " قانون
البلدية وقانون الوالية " ،فقد سمحت الديمقراطية التشاركية بإشراك مختلف الفـاعلين وخاصة منظمات
املجتمع املدني في إدارة وتسيير الشأن العام ،من خالل القيام بدورها في تمثيل شرائح واسعة مـن املواطنين
وطرح انشغاالتهم واملساهمة في سن القوانين املنظمة لحياتهم ورسم السياسات العامة والعمل على إرسـاء
الشفافية واملساءلة والرقابة.
ومن خالل دراستنا قانون الجماعات املحلية نالحظ مايلي:
39
الفصل الثاني :واقع تجسيد
الديمقراطية التشاركية في
املجالس املحلية املنتخبة
40
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
لقد عمدت الدولة الجزائرية إلى تحقيق ما يعرف بالديمقراطية التشاركية ،قصد ضمان تكريس أكبر
للمشاركة وحماية أفضل للحريات التي اقترنت أكثر بصدور قانوني البلدية والوالية ،حيث أصبحت املجالس
الشعبية والوالئية تلعب دورا هاما في تعزيز الديمقراطية املحلية عن طريق تكريس الديمقراطية التشاركية،
لذا تعتبر الديمقراطية التشاركية من أولويات العمل البلدي والوالئي ،حيث أن املجالس املحلية مطالبة
بالتفاعل مع صعوبات املواطنين والسعي إليجاد الحلول املناسبة لها ،ولتدارك هذه املجالس وتلم بانشغاالت
واهتمامات ومطالب املواطنين والصعوبات التي يواجهونها البد من االتصال والتواصل املستمر باملواطنين
واشراكهم في اتخاذ القرارات املتعلقة بشؤونهم ،وهذا لن يأتي إال من خالل تكريس الديمقراطية التشاركية في
املجالس املنتخبة املحلية ،وفق اليات وبرامج لتجسيدها على ارض الواقع ومن خالل هذا الفصل سنرى واقع
تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر ،حيث نقوم بتقسيم الفصل الى
مبحثين كمايلي:
41
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-2املادة 11من االمر رقم ،01-20املؤرخ في 21جانفي ،2120املتضمن قانون البلدية االول ،الصادر في الجريدة الرسمية ،رقم 2لسنة
.2120
42
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
وعلى خالف القانون السابق الذكر نجد أن املشرع الجزائري في قانون البلدية رقم i، 08-90أتى بالجديد
حيث لم يحدد إطالقا الفئات التي يمكن لها أن تشارك في هذه اللجان ،بل ترك املجال مفتوحا وأقر بأن أي
شخص قد يفيد بحكم اختصاصه في مجال معين يمكن إشراكه ضمنها لالستفادة من أرائه ومن خبراته.
إن قانون البلدية الجزائري منح إذن للمواطنين الحق في االنضمام إلى اللجان التي تنشئها البلدية واملشاركة في
أعمالها ،وهو أمر إيجابي يكرس مظهرا هاما من مظاهر الديمقراطية التشاركية.
حيث نجد ان التكريس القانوني للديمقراطية التشاركية في ظل قانون البلدية 010-11يشكل أبز وأهم لبنة
في مسار تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر وهو ما يتوافق مع محاولة إصالح الجماعات املحلية سواء
من الناحية الهيكلية أو من الناحية املالية التي سعى إليها رئيس الجمهورية ،حيث قام بالتركيز بشكل خاص
على مبدأ املشاركة أثناء عملية التسيير ،وارسال أوامر إلى جميع البلديات تقض ي بفتح املجال للمواطنين
القاطنين فيها من أجل اإلدالء بآرائهم ومقترحاتهم أمام البلدية لدراستها واالستفادة منها3.
وحسب ما جاء في املادة 02من قانون البلدية 10- 11هي القاعدة االقليمية الالمركزية ،لهذا تعين فتح املجال
ملشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العامة على املستوى البلدي وهذا طبعا من خالل املجلس الشعبي البلدي
املنتخب حيث تعتبر املجالس املنتخبة عموما واملحلية منها على وجه الخصوص اإلطار الطبيعي ملشاركة
املواطنين في إدارة الشأن العام ،وترجمة لشعار الدولة بالشعب وللشعب ولعل ذلك يتجلى بوضوح من خالل
إدراج مبدأ الديمقراطية التشاركية في قانون البلدي1.
كما نجد أن قانون البلدية 10-11قد خصص الباب الثالث منه عنوانه "مشاركة املواطنين في تسيير شؤون
البلدية" ،وذلك من املادة 11إلى املادة ،14مضمونها جاء في مجمله للتأكيد على أحقية املواطن في املشاركة في
صنع القرارات ومحاولة تكريس الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي.
-3عبابسة خالد )،تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر( ،املرجع السابق ،ص .42
-1جناد حميدة) ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية( ،املرجع السابق ،ص .69
43
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
تؤكد املادة 11من القانون 10-11على أن البلدية تشكل اإلطار املؤسساتي ملمارسة الديمقراطية على املستوى
املحلي والتسيير الجواري ،كما تؤكد نفس املادة على ضرورة إعالم املواطنين بشؤونهم واستشاراتهم في املجاالت
وذلك عن طريق استعمال الوسائل اإلعالمية املتاحة ،كما تستوجب أيضا هذه املادة على تقديم املجلس
الشعبي عرض عن نشاطه السنوي أمام املواطنين.
لم يذكر املشرع الجزائري بصراحة الديمقراطية التشاركية في املادة 11السابقة الذكر ،وإنما نصت على العمل
الجواري باشراك املواطن عن طريق استشارته وإعالمه تحقيقا لألهداف املنتظرة من الديمقراطية املحلية،
حيث يسهر املجلس الشعبي البلدي على وضع إطار مالئم للمبادرات املحلية التي تحفز وتحث املواطنين على
املشاركة في صنع القرار وتحسين ظروفهم i.وتنص املادة 13على استعانة البلدية بشخصيات تقيم البلدية أو
جمعية معتمدة للحصول على اقتراحات تخص مشاريع تنموية يمكن للجان املجلس أن يتبناها بعد املناقشة0.
حيث تنص املادة 97من القانون نفسه على أن قرارات رئيس املجلس الشعبي البلدي ال تصبح قابلة للتنفيذ إال
بعد إعالم املعنيين بها من النشر إذا كان محتواها يتضمن أحكام عامة أو بعد إشعار فردي أو بأي وسيلة
قانونية في الحاالت األخرى3.
وتنص املادة 21أنه يحق ألي شخص االطالع على مستخرجات مداوالت املجلس الشعبي البلدي وكذا القرارات
البلدية ويمكن كل شخص ذي مصلحة الحصول على نسخة منها كاملة أو جزئية1.
وبالتالي فإن املشرع الجزائري وضع آليات قانونية للديمقراطية التشاركية من خالل هذه املواد وتمثلت في:
44
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
وفي الواقع لقد جاء قانون البلدية الجديد رقم 10-11لسد الثغرات التي كانت موجودة في القوانين القديمة،
وكذلك حل املشاكل التي خلقتها أو واجهتها ،فمن بين اإلصالحات التي جاء بهذا القانون:
-تطوير تسيير البلديات.
-التكوين األمثل والنوعي للموارد البشرية في البلدية.
-محاولة تدعيم البلدية من خالل الرفع في امليزانية املالية التي تحصل عليها من السلطة املركزية.
-القيام بزيادة في صالحيات رئيس املجلس الشعبي البلدي.
-
محاولة إضفاء االستقرار من خالل تنظيم حالة سحب الثقةi.
لقد فضل املشرع الجزائري استعمال مصطلحات أخرى ومع ذلك فهي تعبر بصفة واسعة عن مظاهر
الديمقراطية التشاركية ومن بين أبرز هده املصطلحات يمكن تمييز ما يلي:
-مصطلح "الديمقراطية على املستوى املحلي" كما هو الحال في نص املادة 11من قانون البلدية رقم
10-11والتي جاء فيها " :تشكل البلدية اإلطار املؤسساتي ملمارسة الديمقراطية على املستوى املحلي
والتسيير الجواري0."...
-مصطلح "التسييرالجواري" كما هو الحال في نص املادة 12والتي جاء فيها " قصد تحقيق أهداف
الديمقراطية املحلية في إطار التسيير الجواري3."...
-واملادة 02و 04من القانون رقم 06-06الذي يتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،والتي ورد فيها" :
التسيير الجواري الذي يتم بموجبه بحث ووضع الدعائم واملناهج الرامية إلى إشراك املواطن بصفة
مباشرة أو عن طريق الحركة الجمعوية في تسيير البرامج واألنشطة التي تتعلق بمحيطه املعيش ي،
وكذا تقرير اآلثار املترتبة على ذلك وتقييمها "1.
عبابسة خالد( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر) ،املرجع السابق ،ص .43 -2
املادة ،22قانون البلدية ،22-22املرجع السابق. -0
املادة ،20املرجع نفسه. -3
املادة 20و 21من القانون ،22-22املتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،الصادر في الجريدة الرسمية ،رقم ،25املؤرخ لسنة .0222 -1
45
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
حيث نجد املشرع الجزائري في ظل قانون الوالية 0 07-12لم يخصص باب أو فصل ينص فيه على مشاركة
املواطنين في تسيير شؤونهم العمومية ،على خالف قانون البلدية.
نجد قانون الوالية كرس مبدأ الديمقراطية التشاركية وذلك من خالل مكانة املجلس الشعبي الوالئي ،الذي
يعتبر إطار ثاني يعبر فيه املواطن عن إرادته ويراقب عمل السلطات العمومية ،كما يمثل املجلس الوالئي قاعدة
الالمركزية ومكان مشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العمومية3.
-2االمر ،31-21املؤرخ في 03ماي ،2121املتضمن ميثاق الوالية ،الجريدة الرسمية ،رقم ،11لسنة .2121
-0قانون ،20-20قانون الوالية ،املرجع السابق.
-3وحيدة طمين ،كنزة بوخزار( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في القانون الجزائري) ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،قسم قانون عام ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة-بجاية ،السنة الجامعية ،2013/2014ص .23
46
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
من ناحية أخرى يبدو أن حرص املشرع الجزائري على إيراد شعار " بالشعب وللشعب " في نص املادة 01من
القانون رقم 07-12املتعلق بالوالية يعكس رغبته في إشراك للمواطنين في تسيير الشؤون العمومية على
املستوى الوالئي ،وهو أمر متاح وممكن عن طريق املجلس الوالئي الذي يقوم بالعديد من املهام في كثير من
املجاالت ذات الصلة بمصالح املواطنين.
نجد أن املشرع الجزائري في قانون الوالية 07-12اهتم بمبدأ الديمقراطية التشاركية بموجب املواد18، 13 ،
36، 32،منه ،بحيث يشدد في كل مرة على ضرورة إعالم الجمهور من خالل نشر االعالنات وذلك بموجب
املادة 18يلصق جدول أعمال الدورة فور استدعاء أعضاء املجلس الشعبي الوالئي عند مدخل قاعة
املداوالت وفي أماكن اإللصاق املخصصة إلعالم الجمهور وال سيما اإللكترونية منها ،وفي مقر الوالية
والبلديات التابعة لها.
واملادة 31يلصق مستخلص مداولة املجلس الشعبي الوالئي ،املصادق عليه بصفة نهائية بسعي من الوالي في
األماكن املخصصة إلعالم الجمهور وبمقرات الوالية والبلديات وبكل وسيلة إعالم أخرى وفيما يخص جلسات
املجلس الشعبي الوالئيi.
وبشأن املادة 32نجد أن املشرع قد أجاز ألي شخص ذو مصلحة االطالع على محاضر مداوالت املجلس
الشعبي الوالئي والحصول على نسخة كاملة أو جزئية لكن على نفقته.
وبحكم الخبرة واملؤهالت التي يمكن أن يمتلكها املواطنون بصفة عامة أو أعضاء منظمات املجتمع املدني،
فنجد أن لجان املجلس الوالئي مؤهلة بدعوة أي شخص من شأنه أن يقدم أي معلومة مفيدة ألشغال اللجنة
مما يفسح املجال ملشاركة املواطن وهذا ما أكدته املادة 36التي تنص على أنه يمكن لجان املجلس الشعبي
الوالئي دعوة كل شخص0.
أسس مشروع قانون الوالية 07-12بناء على أسس النظام الالمركزي كترجمة لتوصيات اللجنة الوطنية
إلصالح هياكل الدولة ،ومساعي الحكومة لتنسيق رسم السياسات العامة وترشيد القرارات على املستوى
املحلي ،والذي تضمن مواد تدعم املقاربة التشاركية في شقها املحلي ،فقد بات بإمكان الواليات إنشاء
تجمعات فيما بينها حيث يشكل إطارا ال مركزيا وسيطا ما بين الدولة والوالية والذي يساهم في حل املسائل
ذات االهتمام املشترك وخصوصا في مجال التنمية وعليه فإن املشرع الجزائري كرس سبل املشاركة في
صناعة السياسات العامة املحلية للمواطنين من خالل هذا القانون .
47
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
ومن خالل استقرائنا للدستور الجزائري نجد ان املشرع الجزائري عمد بدوره على تكريس مبدأ الديمقراطية
التشاركية في املنظومة القانونية ،وانطالقا من مجمل الدساتير حيث نجد:
حسب التعديل الدستوري لسنة 0222i،وألول مرة كرس املشرع الجزائري مبدا تشجيع الديمقراطية
التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في إطار توسيع ميادين التشار واملشاركة لدى كافة مؤسسات
التسيير املحلي وعلى جميع األصعدة من اجل حوكمة محلية رشيدة ديمقراطية متوازنة ،حيث جاءت املادة
25من التعديل الدسوري " 0222تشجع الدولة الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية " 0.
وكذلك حسب التعديل الدستوري األخير لسنة 0202تحديدا من خالل نص املادتين 22فقرة 23و 21حيث
تقرر بموجب تكريس االليات الكفيلة بتجسيد الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي وكذا مشاركة
املواطنين3.
وبعد تفحصنا للمواد 50 ،22و 03من التعديل الستوري األخير لسنة 0202نجد انه شجع مشاركة املواطنين
في تسيير الشؤون املومية في مختلف امليادين واقر بصراحة بدور املجتمع املدني وهو ما لم نستكشفه في
الدساتير السابقة1.
وحسب املادة 023من الدستور األخير لسنة ،0202نجد ان املشرع قام بدسترة وانشاء املرصد الوطني
للمجتمع املدني ،الذي يعتبر هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية ،الذي يقوم بتقديم اراء وتوصيات
متعلقة بانشغاالت املجتمع املدني ،وكذلك يساهم املرصد في ترقية القيم الوطنية واملمارسة الديمقراطية
واملواطنة ويشارك مع املؤسسات األخرى في تحقيق اهداف التنمية الوطنية.
-2املادة 25من دستور ،0222الصادر بموجب القانون رقم 22-22املؤرخ في 22مارس ،0222الجريدة الرسمية ،عدد ،21املؤرخ في 20
مارس .0222
-0بويمبول سهام ،بوشلوح نادية ( ،الديمقراطية التشاركية على ضوء أحكام القانون الجزائري) ،املرجع السابق ،ص .13
-3لطرش إسماعيل ،عوائق تفعيل الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي في الجزائر ،املجلة آفاق لألبحاث السياسية والقانونية ،
املجلد ، 21العدد ، 20نوفمبر ، 0202ص .12
-1لعشاب مريم ،التكريس الدستوري ملبدأ تشيع الديمقراطية التشاركية على املستوى الجماعات املحلية ،املرجع السابق ،ص .215
48
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-2سليماني لخميس ي ،آليات االشراف والرقابة لضمان نزاهة وشفافية االنتخابات في الجزائر ،املجلة الباحث للدراسات االكاديمية،
املجلد ،07العدد ،02سنة ،2020ص .434
49
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
رشيد عتو ،رقابة السلطة الوطنية لالنتخابات ضمانة لنزاهة االنتخابات ،املجلة الدراسات القانونية املقارنة ،املجلد ،06العدد ،01 -2
،29/06/2020ص .192
50
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
كما عرف وسيط الجمهورية في املادة الثانية على انه " وسيط الجمهورية هيئة طعن غيرقضائية تساهم في
حماية حقوق املواطنين وحرياتهم وفي قانونية سيراملؤسسات واإلدارات العمومية "0.
بحيث تتمثل املهمة األساسية لوسيط الجمهورية في تلقي الشكاوى املرفوعة لها من قبل املوطنيين وهيئة
املتضررين من األداء اإلداري والقضاء على جميع املظاهر السلبية في اإلدارة املتمثلة في البيروقراطية
واملحسوبية والفساد ،فالدور هذه الهيئة هي الدفاع عن حقوق املواطنين3.
-2املادة 23من املرسوم الرئاس ي رقم ،15-02املؤرخ في 25فيفري ،0202يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية ،الجريدة الرسمية ،العدد،21
الصادر في 21فيفري .0202
-0املادة ،20املرجع نفسه.
-3بويمبول سهام ،بوشلوح نادية( ،الديمقراطية التشاركية على ضوء احكام القانون الجزائري) ،املرجع السابق ،ص.53
51
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
الفرع الثاني :فواعل أخرى لضمان تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة
يمكن حصرها في املواطنة كأساس لحسن التدبير املحلي ،واملجتمع املدني كفاعل رئيس ي في عملية التنمية في
كل مناحيها االجتماعية والسياسية والبیئیة ،باإلضافة إلى دور القطاع الخاص في بناء االقتصاد املحلي كأحد
أهم االتجاهات الجديدة في الحكم املحلي.
أوال :املواطنة
فكرة املواطنة تحیل في معناها الدقيق إلى فكرة املشاركة السیاسیة ،وحق املساهمة في تشكيل اإلدارة
العامة ،وهي تشكل الخاصية القانونية للفرد الذي یتمتع بحقوق یقوم في مقابلها بأداء مجموعة من
الواجبات ،وهذه االمتيازات التي من بینها حق التصويت وحق الترشح للوظائف االنتخابيةi.
فاملواطنة هي االعتراف بأن الشعب هو صاحب السيادة ،وهو الذي یمارس السلطة بصفة مباشرة أو عبر
ممثليه املنتخبين ،عن طريق االقتراع املباشر والحر ،واإلقرار باملساواة بين املواطنين والفصل بين السلطات،
والتداول السلمي على السلطة واملشاركة السیاسیة للمواطنين ،اذ البد من املشاركة الحقيقية ألفراد املجتمع
في صنع القرار في املجتمعات الديمقراطية من خالل االنتخابات ،لیتحمل املسؤولية بجانب الدولة في مواجهة
األزمات ،والتحديات التي تواجه مجتمعه املحلي ودولته2.
فاملواطن املحلي يكون هو الفاعل األساس ي الذي عن طريقه تنجح سياسة الديمقراطية التشاركية ،من خالل
إشراكه في عملية تسيير وضع القرارات املحلية ،ال يعتبر تعدي على املجالس املحلية املنتخبة ،بل يعد فرصة
الستشارة املواطن حول القرارات التي تخص اإلقليم املحلي الذي يعيش فيه ،والغرض من ذلك هو تفادي
الفشل التنموي والفشل في تسيير الشؤون العامة ،خاصة وان مواطن الجيل الثالث بحاجة إلى كافة الحقوق
املادية منها واملعنوية حتى يكون قادر على تأدية واجباته اتجاه بلده ومجتمعه نحو التطور والرقي3.
-2محمد ولدیب ،الدولة وإشكالية املواطنة قراءة في مفهوم املواطنة العربية ،دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع ،عمان ،2010 ،ص.50
-0علي محافظه ،وآخرون ،التربية الوطنية ،دار جرير للنشر والتوزيع ،االردن ، 2006 ،ص .13- 11
-3محمدي لجياللي ،مقاربة الديمقراطية التشاركية لتجسيد التنمية املحلية ،املجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية ،املجلد ،4
العدد ،25/05/2019 ،2ص .243
52
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-2جناد حميدة( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص .35
-0املرجع نفسه ،ص .38
53
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-2عبابسة خالد ،تكريس الديمقراطية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،تخصص قانون عام معمق ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة العربي بن مهيدي-أم البواقي ،السنة الجامعية ،2018/2019ص .58-57
54
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-2جناد حميدة( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص .57-56
55
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
56
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
ظهور تيارات سياسية ذات اتجاه سلبي ال تقر بمبدأ التشاور سوى من الناحية النظرية. -
عدم موجود معارضة سياسية فعالة وغرق معظم األحزاب في التبعية للسلطة الحاكمة. -
انعدام الرغبة السياسية الحقيقية لتكريس الديمقراطية التشاركية في البالد. -
انعدام التداول على السلطة وعدم التجديد الجيلي للسلطة السياسية. -
التعقيدات اإلدارية من خالل افراط اإلدارة في استعمال مبدأ السرية ،وصورية مشاركة املواطن في -
صنع القرار اإلداري كما أن اإلدارة ال تأخذ بنتائج املشاركة.
العجز املالي للبلديات مما أدى الى عدم نجاح املقاربة التشاركية بشكل كبير. -
وكذلك عزوف املواطن عن املشاركة بكل اشكالها وخاصة العملية االنتخابية. -
نقص االنخراط في الجمعيات وعدم تاهيل وتكوين األعضاء املنخرطين. -
هذه هي مجمل الصعوبات والعوائق التي أدت إلى ترسيخ صورة ذهنية سلبية في معظم األحيان لدى املواطنين
وبالتالي ضعف مشاركتهم في العمل املحلي.
57
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-2حرحوز عبد الحفيظ( ،تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية بالجزائر) ،املرجع السابق ،ص.52
58
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
مثل نموذج التعاون بين البلديات (جميلة ،تاشودة والقلة الزرقاء) لوالية سطيف ،تحت اشراف مديرية
االشغال العمومية وتمويل الوالية في إطار برنامج مخططات التنمية املحلية النجاز طريق القرقور.
-2بوخنفوف سمية( ،تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم ،)22-22املرجع السابق ،ص.20-22
59
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
ويسعى برنامج كابدال في إطار الديمقراطية التشاركية إلى دعم الفاعلين املحليين املتكونين من:
-الفاعلون األساسيون ،وهم املنتخبون واإلدارة املحلية.
-املجتمع املدني وهم جمعيات املجتمع املدني وسائر املواطنين غير املهيكلين داخل الجمعيات.
-كل التنظيمات املهنية والحرفية واملتعاملون االقتصاديون املحليون.
-0وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية ،مطوية حول برنامج كابدال ديمقراطية تشاركية وتنمية محلية ،ص .01
60
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
تتمثل البلديات املعنية بهذا البرنامج ما يلي :بلدية الخروب بقسنطينة ،بني معوش ببجاية ،تيقزيرت بتيزي
وزو ،جميلة بسطيف ،أوالد عبد القادر بالشلف ،الغزوات بتلمسان ،مسعد بالجلفة ،بابار بخنشلة،
تيميمون بأدرار ،وأخيرا جانت بإليزي .ومدة املشروع أربع سنوات .2017/2020
ويهدف إلى:
-ترقية مواطنة نشطة ومسؤولة وقادرة في إطار ديمقراطية محلية.
-دعم وتحسين أنظمة التخطيط االستراتيجي املحلي.
-تسهيل التفاعل بين مختلف مستويات الحكومة الوالئية ومفوق الوالئية.
-تحسين الحكومة وتعزيز التالحم االجتماعي وإبراز اقتصاد محلي تضامني متنوع.
-0أبعاده:
يتبين أن البرنامج مبني على أربعة أبعاد تتمثل فيi :
أ -الديمقراطية التشاركية والعمل املشترك بين الفاعلين املحليين :يهدف هذا املحور إلى إشراك
الفاعلين من املجتمع املدني (املواطنين وباألخص النساء والشباب) مع السلطات املحلية في تسيير
وادارة الشؤون البلدية ،ويتم ذلك بطريقة تشاورية وتوافقية ،ليتم بعد ذلك تأسيسها عن طريق
مداولة للمجلس الشعبي البلدي عبر "ميثاق بلدي للمشاركة املواطنة ".
ب -عصرنة وتبسيط الخدمات العمومية :يهدف هذا املحور الى تسهيل حصول املواطنين على
الخدمات العمومية بجودة عالية وأقل تكلفة ،في هذا السياق سيتعلق األمر بتبسيط الخدمات
اإلدارية من خالل انشاء شباك موحد للخدمة العمومية البلدية وتطوير استخدام التكنولوجيات
الحديثة لإلعالم واالتصال لتبسيط االجراءات االدارية ،وترقية التعاون ما بين البلديات لتطوير
اوجه التكامل في أداء الخدمة العمومية على الصعيد اإلقليمي.
-2وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية ،مطوية حول برنامج كابدال ديموقراطية تشاركية وتنمية محلية ،ص .03-02
61
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
التنمية االقتصادية املحلية وتنويع االقتصاد :هو بعد استراتيجي هدفه هو املساهمة في ابراز اقتصاد محلي
تضامني ومتنوع يخلق فرص العمل واملداخيل املستدامة ،من خالل تعزيز وظيفة التخطيط االستراتيجي
املحلي ،ويأتي هذا الهدف إال من خالل مشاركة كل الفاعلين في هذا اإلطار على املستوى املحلي.
ج-التسيير املتعدد القطاعات للمخاطر البيئية الكبرى على املستوى املحلي :الهدف األساس ي لهذا البعد هو
تعزيز النظام الوطني لتسيير املخاطر في بعده املحلي من أجل دعم مرونة األقاليم في مواجهة املخاطر البيئية
مع ضمان استمرارية العمل التنموي.
ولتحقيق أهداف هذه األبعاد تم انشاء لجان محلية منتدبة تتكون من 23عضو على األقل يمثلون مختلف
شرائح املجتمع بالبلديات النموذجية ،وتتمثل مهمة هذه اللجان املنتدبة في املساهمة والعمل على اثراء
التشخيص االقليمي ملكونات كل بلدية والنقائض التي تعاني منها ،الذي يتم إنشاءها من طرف خبراء وهذا
بغرض تحديد األولويات واملساهمة في وضع برنامج دقيق حول التنمية في شتى املجاالت االقتصادية
والثقافية واالجتماعية.
-3خطوات البرنامج وآلياته
وتتمثل خطواته فيi:
أ -التشخيص االقليمي :هو عبارة عن وصف دقيق للحال الراهنة للبلديات النموذجية ،ودراسة حالة
الحكامة وتسيير الخدمات العمومية والتنمية االقتصادية وتسيير املخاطر البيئية ،ويعتبر الخطوة
األولى لتنفيذ برنامج كابدال يقوم بهذه العملية فريق من الخبراء ،تحت اشراف وحدة تسيير املشروع
ملشاركة جميع الفاعلين املحليين املؤسساتيين وتنظيمات املجتمع املدني على مستوى املجالس
التشاورية البلدية.
وتكمن أهمية التشخيص االقليمي في:
-تقديم كم معرفي من املعطيات الخاصة بواقع البلدية ومحيطها.
-يتيح التشخيص االقليمي باستنتاج رؤية واقعية ومشتركة للبلدية تأخذ بالحسبان نقاط القوة ونقاط
الضعف إلقليم البلدية ،هذا ما سيسمح بالتحديد التشاركي للتوجهات الجديدة ورسم سيناريوهات
التنمية املحلية.
سيشكل هذا التشخيص حالة مرجعية يمكن من خاللها قياس التقدم الذي آلت اليه البلديات بصفة ملموسة
بفضل برنامج كابدال وذلك في نهاية تنفيذه سنة 2020بعد إجراء التشخيص االقليمي التشاركي للبلدية تشرع
اللجان املحلية املنتدبة املشكلة سابقا في صياغة امليثاق البلدي للمشاركة املواطنة.
-2جناد حميدة ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية ،املرجع السابق ،ص .83-82
62
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
ب -صياغة امليثاق البلدي للمشاركة املواطنة :يعد هذا امليثاق بمثابة عقد اجتماعي اخالقي وتوافقي يتم
صياغته من طرف الفاعلين املحليين في البلدية ،يقوم هذا امليثاق على تأسيس حق مشاركة املواطنين
في ادارة شؤون بلديتهم وتطوير اقليمهم ،ييهئ لوضع أسس وأطر وآليات ضرورية لذلك بصيغة تشاركية
تشاورية بين الفاعلين ،بعد االنتهاء من اعداد هذا امليثاق يتم التصويت عليه في املجلس البلدي.
ج -املجالس التشاورية البلدية :بعد التصويت على امليثاق الذي يسمح ملشاركة املواطنين وكل الفاعلين
في تسيير شؤون البلدية ،ستسمح هذه الخطوة بتفعيل مسار انشاء املجلس االستشاري البلدي ،الذي
يعتبر فضاء الحكامة التشاورية والتشاركية للبلدية ،وتعد هذا املجالس اآللية األساسية الدائمة
لتجسيد اإلطار التشاركي القاعدي املؤسس بناء على عقد املشاركة املواطنة.
ح -املخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد :يبرز برنامج كابدال أهمية بالغة ملسألة التخطيط
التشاركي التي على ضوء مخرجات التشخيص التشاركي االقليمي الذي يعده الخبراء بمعية الفاعلين
املحليين في املجلس االستشاري البلدي ،ولترافق السلطات البلدية واملجلس االستشارية في تحضير
املخططات البلدية للتنمية من الجيل الجديد ،يقوم هذا البرنامج بوضع دليل يساعد الفاعلين
املحليين على اعداد املخطط التنموي للبلدية بطريقة تشاركية توافقية ،تتميز هذه املخططات بأنها ال
تقتصر على حصر املشاريع التنموية أو عرض قائمة مشاريع أو برامج ذات أولية للبلدية فحسب ،بل
يتعين عليها وضع رؤية استراتيجية للتنمية املستدامة ،تجدد بطريقة تشاركية أهداف مشتركة
وتوافقية ملستقبل البلدية التي تعد من خالل نتائج التشخيص التشاركي اإلقليمي.
63
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-4النتائج املتوقعة
يأمل القائمون على برنامج كابدال وكذلك املحلية واملواطنين في البلديات النموذجية أن يحقق طموحاتهم على
مستوى التنمية املستدامة والديمقراطية التشاركية ،حيث يترصد أن يحقق جملة من النتائج في أبعاد شتى
نبرزها فيما يليi:
أ -من املنتظر أن تشكل النشاطات التي يطورها البرنامج أدوات بيداغوجية وحقوال لتجربة ممارسات
ديمقراطية محلية جديدة ،تساهم في ابراز وتعزيز الرابط املدني بين املواطنين وتقوية شعورهم
باالنتماء لجماعتهم املحلية ،مخففة بذلك من التوترات االجتماعية ومعززة لفكرة التعايش املشترك.
ب -من املتوقع أن يساهم البرنامج في تجسيد الحكامة التشاورية عبر غرس املمارسة الديمقراطية وتوسيع
املشاركة املواطنة.
ت -كما ينتظر أيضا من املشروع تثمين دور الحركة الجمعوية املحلية ملا تشكله من وسيلة إليقاظ ضمير
املواطنة ،إذ تشكل الجمعيات وبحق "مدارس للديمقراطية " ،وذلك ملا توفره من مجال لتعلم
املمارسات الديمقراطية واملساهمة في تعزيز العالقات املدنية واالجتماعية بين املواطنين وتحفيز
مشاركتهم في الحياة املدنية املحلي.
ث -يرتقب من برنامج كابدال وضع نظام دقيق لتفادي مختلف الكوارث واملخاطر الكبرى وحماية
املواطنين ومنشآتهم ومصالحهم من كافة األخطار.
ج -من املنتظر حصول تطور في تحسين الخدمة العمومية لإلدارة املحلية ومحاربة كل أشكال
البيروقراطية السيما عبر استعمال تكنولوجيات االعالم واالنتقال الى مرحلة االدارة االلكترونية من
خالل تعميم مواقع االنترنت والرسائل االلكترونية ،الخدمات عبر الخط ،االرقام الخضراء ،املتابعة
االلكترونية للملفات وغيرها.
ح -أخيرا ينتظر من كابدال تحقيق االستغالل العقالني واملنصف والفعال للموارد وتعزيز الدور
االقتصادي للجماعات اإلقليمية ،وذلك يوضع جباية محلية مالئمة وتثمين أكبر للممتلكات املحلية،
وهذا كله من شأنه خلق اقتصاد محلي تضامني ومتنوع يرتكز على استغالل أمثل وعقالني ملكونات
األقاليم املحلية.
-2جناد حميدة( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص .84
64
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
-5معوقاته:
هناك عدة معوقات قد تحول دون التمكين من نجاح املشروع خالل فترة التجريب على البلديات النموذجية
وتتمثل أهم هذه املعوقات فيi :
املعوقات االجتماعية والثقافية :تعتبر املعوقات الثقافية من بين أهم التحديات التي تقف في وجه أ-
التنمية املحلية ،غالبا ما يكون سبب فشل املشروعات التنموية في املجتمعات املحلية ،نقص
الوعي املحلي وضعف املستوى التعليمي والثقافي لدى املواطنين ،خاصة في البلديات النائية
والفقيرة ،هذا في ظل التزايد السكاني وما ينجم عنه من مشاكل اجتماعية واقتصادية كانتشار
الب طالة ومشاكل السكن والتعليم والغذاء والعمل ،وهذا ما يعني أن التوجه نحو اشراك املجتمع
املحلي في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة يشكل تحدي حقيقيا نحو تفعيل دور املجتمع
املحلي واشراكه في رسم السياسة العامة واتخاذ القرار.
ب -معوقات سياسية :تتميز أغلب املجتمعات املحلية في الجزائر بخصائص سياسية تعرقل عملية
التنمية واملشاركة الشعبية ،نظرا لغياب املناخ الديمقراطي السليم وضعف مستوى أعضاء
املجالس املحلية املنتخبة ،وسيطرت الروابط التقليدية القبلية في عملية اتخاذ القرار ،كذلك
االنسداد الحاصل في معظم املجالس املحلية املنتخبة والصراعات الحزبية الضيقة ،هذا ما أدى
إلى انعدام الثقة بين املجتمع املحلي و االدارة ،هذا ما يحتاج الى حتمية تكافل الجهود بين املجتمع
املدني والقطاع العمومي بهدف ضمان املبادئ األساسية لتحقيق املشاركة الفعلية لتحقيق
التنمية الحقيقية.
ت -العجز في امليزانية :يشكل العجز في ميزانية الجماعات املحلية أحد أهم املشاكل التي تعرقل مشروع
كابدال وهو ما يطرح تساءال حول الدور الذي يمكن أن يمارسه املجتمع املدني في ظل شح املوارد
املحلية وانعدامها ،حيث تعاني اغلب البلديات في الوطن من ندرة االمكانيات واملوارد املادية ،حيث
تعاني البلديات من عجز كبير في امليزانية بسبب اختالل التوازن بين االرادات والنفقات وعدم
كفاية املوارد املالية ،نتيجة الزيادة املتسارعة في النفقات وضعف نظام الجباية املحلية ،والنمو
املتسارع لعدد السكان.
-1جناد حميدة( ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية) ،املرجع السابق ،ص.15
65
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
ضعف العالقة بين اإلدارة واملواطن :إن النشاط والحركية على املستوى املحلي تبرزه طبيعة ث-
العالقة بين االدارة واملواطن ودرجة الثقة املتبادلة بينهما ،وهو ما يحتاج الى بذل املزيد من الجهود
في سبيل ترقية العالقة بين اإلدارة واملواطن والعمل على توفير املزيد من الخدمات ذات الجودة
العالية التي تلبي مطالب املواطنين من خالل استثمار في التكنولوجيا الحديثة والعمل على عصرنة
االدارة العامة ،كما أنه ال بد من تعزيز دور وسائل اإلعالم التي تمارس وظائف نقل املعلومات
وممارسة الرقابة على أداء القطاع العمومي ،مما يؤدي إلى تفعيل دور املجتمع املدني في الرقابة
واملسائلة.
ثانيا :التعاون الدولي بين البلديات
اذا ما سلمنا بان التعاون ما بين البلديات على املستوى الداخلي يعطي اهمية كبيرة إلحداث التوازن وكذا
الدفع بعجلة الديمقراطية التشاركية ،فان توسيع نطاق هذا التعاون من الداخلي الى املستوى الدولي ،سوف
يؤدي ليس فقط الى توسيع وتطوير دور البلدية ،بل وايضا الى اعادة النظر في نظام التسيير االداري ككل،
للسهر على تطبيقه بشكل سليم وصحيح مع تدعيمه وتوسيعه ،لذا فان حث وتشجيع البلديات على تبني
مبدا التعاون ،ال يجب حصره على املستوى الوطني الداخلي ،بل يجب ان يتعدى ذلك الى التعامل والشراكة
مع جماعات اقليمية دولية.
وتجدر االشارة الى وجود العديد من عالقات التعاون البلدي باتجاه الجماعات االقليمية واالجنبية ،نذكر من
بينها مايلي:
-2اتفاقية التوأمة والتعاون الالمركزي بين الجماعات االقليمية الجزائرية ونظيرتها من جنوب افريقيا،
كتلك التي ابرمتها والية الجزائر مع مدينة تشوان ،والتي ابرمتها بلدية وهران مع مدينة دوربان سنة
.0222
-0اتفاقيات التوأمة والتعاون الالمركزي بين الجماعات االقليمية الجزائرية ونظيرتها البلجيكية ،كتلك
التي ابرمتها والية تلمسان مع مقاطعة هينو سنة ،0225والتي ابرمتها والية الجزائر مع منطقة
بروكسل سنة.0220
-3اتفاقيات التوأمة والتعاون الالمركزي بين الجماعات االقليمية الجزائرية ونظيرتها الصينية ،كتلك
التي ابرمتها والية الجزائر مع اقليم هينان سنةi.2111
-0بوخنفوف سمية( ،تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم ،)22-22املرجع السابق ،ص.21-20
66
واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة. الفصل الثاني
خاتمة الفصل:
إن كل من قانون البلدية وقانون الوالية يعبر عن تكريس الديمقراطية التشاركية ،بحيث قانون البلدية - 11
10قد خصص بابا يتحدث عن مشاركة املواطنين في تسيير شؤونهم وذلك من املادة 11إلى املادة ،14في
املقابل قانون الوالية لم يخصص باب أو فصال أو فرعا يتضمن الديمقراطية التشاركية على خالف قانون
البلدية بل نجده كرسها من خالل املجلس الشعبي الوالئي الذي يعتبر إطار ثاني يعبر فيه املواطن عن إرادته
ويراقب عمل السلطات العمومية ،كما أنه تضمنها في بعض مواده ،بالرغم من أن املؤسس الدستوري اهتم
وشرع عدة مواد خاصة بالديمقراطية التشاركية اال ان هناك عراقيل تواجهه ،كما اتجهت الجزائر إلى إطالق
مشروع تعاوني مع االتحاد األوروبي وهيئة األمم املتحدة يدعى مشروع كابدال لتعزيز وترسيخ الديمقراطية
التشاركية في الجزائر وزيادة التنمية املحلية حيث كانت بداية انطالقة البرنامج 2017ونهايته في ديسمبر
2020ليعمم في باقي واليات الوطن بعد النظر فيما حققه من نجاح .وكذلك برامج التعاون الدولي بين
البلديات املحلية واألجنبية وذلك لتطوير الجماعات املحلية واكتساب خبرات لتحسين األداء و الفاعلية
وتحقيق التنمية املحلية املستدامة ،وهذا بجانب البرامج املحلية الوطنية من تكوين املنتخبين وبرامج التعاون
بين البلديات املحلية في انجاز مشاريع الشراكة بين بلديتين او اكثر.ومن خالل درستنا لهذا الفصل نقول ان
الحكومة الجزائرية قد اظهر نيتها الحقيقة لتجسيد الديمقراطية التشاركية على مستوى املحلي ،بالرغم من
العراقيل والصعوبات التي تواجهها و حداثة أسلوب الديمقراطية التشاركية عليها.
67
الخاتمــة
خاتمـ ـ ــة
من خالل دراستنا النظرية ملوضوع الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة ،والذي تم من خالله
التركيز على مجموعة من النقاط والتي تم معالجتها من خالل فصلين ،انطالقا من اإلطار النظري للديمقراطية
التشاركية والتركيز على تطبيقاتها في املجالس املحلية املنتخبة حيث ظهر جليا من خالل هذه الدراسة ان
الديمقراطية التشاركية كمعطى فرضته بنية التطورات السياسية املتعلقة بأنماط حكم املجتمعات ،كما انها
أتت لتعالج واقع املمارسة الديمقراطية في املجتمعات في ظل التخلف الواضح في البينيات السياسية
واالقتصادية والثقافية والتغي يب املمنهج للمواطن عن املشاركة في الشأن العام املحلي ،فقد جاء تطبيقها
نتيجة االنتقادات املتكررة للنظام النيابي الذي لم يعد يوفر للمواطنين مكانة الئقة في الحياة السياسية خاصة
وان دور الناخب ينتهي بمجرد عملية االنتخاب ،والجزائر كغيرها من الدول تحاول تطبيق هذا النوع من
الديمقراطية والتي تقوم على مجموعة من املبادئ ومن اجل تفعيلها البد من تحقيق جملة من االليات ،كما
يعتمد تطبيقها على عدة شروط أهمها وجود مجتمع مدني منظم ومهيكل وانتخابات حرة ونزيهة وعلى الرغم
من املحاولة في تحقيق الديمقراطية التشاركية ،اال انها واجهت العديد من الصعوبات والعراقيل ،كما اناط
املشرع باملجالس الشعبية البلدية والوالئية مسؤولية تنمية الجماعات املحلية وفقا لإلمكانيات املحلية بحسب
األولوية وتجميعا وتنسيقها في مشروع خطة محلية ،ويتضح ان اختصاصات املجالس املحلية املنتخبة تتطرق
الى كافة املجاالت التي تهتم بالسكان املحليين في اطار السياسة العامة للدولة ،والجزائر كغيرها حاولت ترسيخ
الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة من اتباعها لالمركزية اإلدارية والذي أساسه الجماعات
املحلية وجسدته من خالل قانوني البلدي 22-22و الوالية ،20-20و التعديل الدستور لسنة ،0222وكذلك
التعديل الدستوري األخير لسنة .0202
ومع الرغم من إيجابيات تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة ومشاركة املواطنين في
تسير شؤونهم املحلية لكن نجد هناك نقائص تعيق انجاز برامج التنمية ويؤدي الى عدم تلبية حاجات املواطنين
املحلين ،فاملجالس املحلية املنتخبة تباشر في أنشطة مختلفة اقتصادية واجتماعية وثقافية ...الخ ،لكنها مقيدة
بتدخل سلطة الرقابة ألنها تبقى مرتبطة باألجهزة املركزية التي تواجهها حسب ارادتها من خالل ممثليها في اإلدارة
املحلية.
-نتائج الدراسة:
لقد اسفرت الدراسة على جملة من النتائج نتذكر منه:
-2الديمقراطية التشاركية تقوم على أساس عمود فقري يتمثل في وجود مجتمع مدنيي منظم قوي
ومتماسك ومنظومة قانونية تعزز دوره وتوفر الحماية له.
-0يتضمن تطبيق الديمقراطية التشاركية مساهمة ومشاركة املواطنين في عمليات القرارات تتعلق
بشؤونهم العامة.
-3تقوم الديمقراطية التشاركية على جملة من االليات لتفعيل هذه املشاركة وتعزيز دور املجتمع املدني
في تبني وطرح انشغاالت املواطنين واملساهمة في تطبيقها على مستوى املجالس املحلية املنتخبة.
خاتمـ ـ ــة
-4الديمقراطية التشاركية تعتبر همزة وصل بين اإلدارة املحلية واملواطن ،ورمز وأسلوب للديمقراطية
الحقيقية.
-5الديمقراطية التشاركية هي أساس الحكم الراشد والحوكمة املحلية لتحقيق التنمية املحلية
املستدامة والتطور املحلي.
االقتراحات والتوصيات
-2ترقية الديمقراطية التشاركية الى املستوى الوطني من خالل تفعيل مؤسسات استشارية.
-0إعادة النظر في شروط الترشح للعضوية في املجالس املحلية املنتخبة واشتراط املؤهل العلمي من اجل
رفع كفاءة الجهاز وتسهيل عملية التطبيع مع اخالقيات الديمقراطية التشاركية.
-3السعي من اجل املشاركة بصفة مستمرة في مداوالت املجالس املحلية املنتخبة على املستوى املحلي من
اجل االطالع على املشاريع التنموية محليا من جهة وتبليغ املواطنين واعالمهم بمشاريع التنموية املنجزة
وتلك التي هي في طور االنجاز من جهة أخرى.
-4االستفادة من تجارب الدول الرائدة في مجال تكريس الديمقراطية التشاركية على ارض الواقع من
إنجاح التجربة الجزائرية.
-5ادخال واتباع تكنولوجيا الرقمنة ملواكبة الدول املتقدمة التي تمكن املجتمع املدني من ابداء رايه
واقتراحاته في نطاق منطقته في األمور التي تهمه.
-6محاولة تحسين العالقة بين الدولة واملواطن عن طريق الجماعات املحلية التي تعتبر همزة وصل بينهما
من خالل تمكين املواطن من الوصول الى املعلومة وتقوية فعالية ونجاعة السياسة العمومية.
-7التخفيف من الرقابة الوصائية على الجماعات املحلية.
-8وجوب ادخال الطابع االلزامي على اليات الديمقراطية التشاركية ودسترتها من طرف املشرع.
قائم ــة املصادرواملراجـ ــع
- .3االمر ،01-20املتعلق بالبلدية رقم ،01-20املؤرخ في 21جانفي ،2120املتضمن قانون البلدية
االول ،الصادر في الجريدة الرسمية ،رقم 2لسنة .2120
- .1االمر ،31-21املتضمن قانون الوالية االمر ،31-21املؤرخ في 03ماي ،2121املتضمن ميثاق
الوالية ،الجريدة الرسمية ،رقم ،11لسنة .2121
ب-القوانين:
- .2القانون رقم 08-90في -07أبريل 1990املتعلق بالبلدية ،جريدة رسمية رقم ،15سنة .1990
- .0القانون رقم 21-12في - 20أبريل 2112املتعلق بالوالية ،جريدة الرسمية رقم ،25سنة .2112
- .3القانون رقم 10-11املؤرخ في 22يونيو متعلق بالبلدية ،جريدة رسمية رقم ،30سنة .2012
- .1القانون 07-12املؤرخ في 2012-02-21املتعلق بالوالية ،جريدة رسمية رقم ،12سنة .2012
- .5القانون العضوي رقم 10-16املؤرخ في -25اوت ،2016املتعلق بنظام االنتخابات ،العدد
لسنة .0222 50
- .2القانون ،22-22املتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،الصادر في الجريدة الرسمية ،رقم ،25املؤرخ
لسنة .0222
- .0القانون رقم ،22-23يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،13
املؤرخ في .0223
ج-املراسيم:
- .2املرسوم التنفيذي رقم ،21-25يحدد كيفيات تحضير عقد التعمير وتسليمها ،الجريدة الرسمية،
العدد ،20املؤرخ في .0225
- .0املرسوم التنفيذي رقم ،215-20يحدد مجال تطبيق ومحتويات وكيفيات املصادقة على دراسة
وموجز التأثير على البيئة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،31املؤرخ في .0220
- .3املرسوم الرئاس ي رقم ،15-02املؤرخ في 25فيفري ،0202يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية،
الجريدة الرسمية ،العدد ،21الصادر في 21فيفري .0202
قائم ــة املصادرواملراجـ ــع
- .1وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية ،مطوية حول برنامج كابدال ديموقراطية
تشاركية وتنمية محلية.
ب-املقاالت:
- -2لزهر خشايمية ،سمير حدادي الديمقراطية التشاركية كأداة لتحقيق التنمية االجتماعية
املستدامة في الجزائر ،املجلة الحقوق والعلوم السياسية ،املجلد ،21العدد ،23الجزائر.0202 ،
- -0مولود عقوبي ،الديمقراطية التشاركية في املجالي املحلية املنتخبة بالجزائر ،املجلة القانون ،العدد
.0222 ،22
- -3رحماني جهاد ،عزوزي بن عزوز ،الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر واقع
وافاق ،املجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،جامعة زيان عاشور الجلفة ،العدد .0222 ،21
- -1باديس بن حدة ،اليات الديمقراطية التشاركية في عمل اإلدارة املحلية ،املجلة الجزائرية لألمن
والتنمية ،العدد .0220 ،22
- -5ناصر الدين باقي ،دور الديمقراطية لتحقيق التنمية في الجزائر ،املجلة الناقد للدراسات
السياسية ،العدد ،22أكتوبر .0220
- -2سليماني لخميس ي ،اليات االشراف والرقابة لضمان نزاهة وشفافية االنتخابات في الجزائر ،املجلة
الباحث للدراسات االكاديمية ،مجلد .0202 ،20
قائم ــة املصادرواملراجـ ــع
- -0محمد الجياللي ،مقاربة الديمقراطية التشاركية لتجسيد التنمية املحلية ،املجلة البحوث في
الحقوق والعلوم السياسية ،مجلد ،21العدد .0221 ،20
- -1لعشاب مريم ،التكريس الدستوري ملبدأ تشجيع الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات
املحلية ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد ،22جامعة البليدة .0220 ،0
- 1رشيد عتو ،رقابة السلطة الوطنية لالنتخابات ضمانة لنزاهة االنتخابات ،املجلة الدراسات القانونية
املقارنة ،املجلد ،06العدد ،29/06/2020 ،01
ج-االطروحات والرسائل:
ج-2-االطروحات:
-حرحوز عبد الحفيظ( ،تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر
(دراسة حالة والية مسيلة)) ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
قسم العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو.0202-0221 ،ج
ج-0-الرسائل:
.2بودواية نوال ،الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر (دراسة حالة املجلس الشعبي
الوالئي سعيدة) ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الدكتور
موالي الطاهرسعيدة.0221-0220،
- .0بوخنفوف سمية ،تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم ،22-22
مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد ملين دباغين
سطيف.0221-0،0220
- .3شرماط بن عالية ،امير خليل ،املجالس املنتخبة املحلية ودورها في تفعيل الديمقراطية التشاركية،
مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية الحقوق ،جامعة زيان عاشور الجلفة.0202-0221 ،
- .1عبد الكريم بالة ،الطاهر بوطي ،الديمقراطية التشاركية كألية لتفعيل التنمية املحلية في الجزائر،
مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة
الشهيد حمه لخضر الوادي.0221-0220،
- .5عبد القادر همالي ،الصادق الصديق ،الديمقراطية التشاركية واليات تطبيقها في ظل القانون
البلدية ،22-22مذكرة لنيل شهادة املاستر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العوم
السياسية.0202-0221،
- .2جناد حميدة ،تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية ،مذكرة لنيل شهادة املاستر
في العلوم السياسية ،تخصص سياسة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة زيان عاشور
الجلفة.0202-0221 ،
قائم ــة املصادرواملراجـ ــع
- .0س ي محمد بن زرقة ،اليات الديمقراطية التشاركية في اإلدارة املحلية الجزائرية ،مذكرة لنيل شهادة
املاستر ،تخصص قانون اإلدارة العامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.0220-0222،
- .1قريد رتيبة ،الديمقراطية التشاركية في الجزائر بين النصوص القانونية والواقع التطبيقي ،مذكرة
لنيل شهادة املاستر أكاديمي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف
مسيلة.0202-0221،
- .1بويميول سهام ،بوشلوح نادية ،الديمقراطية التشاركية على ضوء احكام القانون الجزائري ،مذكرة
لنيل شهادة املاستر ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق ،جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل،
.0202-0202
- .22ملير عبد القادر ،الضرائب املحلية ودورها في تمويل الجامعات املحلية ،مذكرة لنيل شهادة
املاجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد وإدارة اعمال ،جامعة وهران ،كلية العلوم
االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية.
- .22علي محمد ،مدى فعالية دور الجماعات املحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري ،مذكرة لنيل
شهادة املاجيستر في قانون اإلدارة املحلية ،جامعة ابوبكر القايد تلمسان ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية.
- .20لونيس ي حنان ،منصوري كنزة ،أثر النظام االنتخابي على تسيير املجالس املحلية املنتخبة في
الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في العلوم السياسية ،تخصص سياسات عامة وإدارة الجماعات
املحلية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو.0221-0220،
- .23عبابسة خالد ،تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ،تخصص
قانون معمق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي.0221-0221،
- .21وحيدة طمين ،كنزة بوخزار ،تكريس الديمقراطية التشاركية في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل
شهادة املاستر ،قسم قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة
بجاية.0221-0223،
الفه ـ ــرس
الشكر والتقدير
االهداء
املقدمة(............................................................................................................................أ.ب.ج.د.ه)
الفصل األول :اإلطارالنظري22...........................................................................................................
املبحث األول :مقاربة مفاهيمية للديمقراطية التشاركية23.............................................................
املطلب األول :مفهوم الديمقراطية التشاركية23..............................................................................
الفرع األول :تعريف الديمقراطية التشاركية23................................................................................
الفرع الثاني :تميز الديمقراطية التشاركية عن الديمقراطية التمثيلية21.......................................
املطلب الثاني :أسس واليات الديمقراطية التشاركية22..................................................................
الفرع األول :أسس الديمقراطية التشاركية22..................................................................................
الفرع الثاني :اليات الديمقراطية التشاركية20.................................................................................
املبحث الثاني :الجماعات املحلية25..................................................................................................
املطلب األول :طبيعة النظام القانوني للجماعات املحلية22............................................................
الفرع األول :أساليب التنظيم اإلداري20...........................................................................................
الفرع الثاني :التطور التاريخي لنظام اإلدارة املحلية02.....................................................................
املطلب الثاني :املجالس املحلية املنتخبة03......................................................................................
الفرع األول :النظام القانوني لتشكيل املجالس املحلية املنتخبة03.................................................
الفرع الثاني :الرقابة اإلدارية على املجالس املحلية املنتخبة35........................................................
الفصل الثاني :واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة10.....................
املبحث األول :مجال تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة13.....................
املطلب األول :االليات القانونية لتطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية
املنتخبة13..........................................................................................................................................
الفرع األول :على مستوى املجلس الشعبي البلدي13........................................................................
الفرع الثاني :على مستوى املجلس الشعبي الوالئي10.......................................................................
املطلب الثاني :ضمانات تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة52................
الفرع األول :ضمانة الرقابة ونزاهة االنتخابات52.............................................................................
الفرع الثاني :فواعل أخرى لضمان تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية
املنتخبة53..........................................................................................................................................
املبحث الثاني :الصعوبات وبرامج تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية
املنتخبة55...........................................................................................................................................
الفه ـ ــرس
تعتبر الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة وسيلة جديدة ملمارسة املواطن لحقوقه في تسيير
وتحقيق التنمية الشاملة وترتبط هذه الديمقراطية باإلدارة العامة خصوصا ولها مظاهر،الشؤون العمومية
ومن،متعددة حيث يضمن تطبيقها مساهمة املواطنين في عملية اتخاذ القرارات التي تتعلق بشؤونهم العامة
بين اهم اليات تفعيل هذه املشاركة تعزيز دور املجتمع املدني في تبني وطرح انشغاالت املواطنين واملساهمة في
من خالل،سن القوانين املؤطرة لحياتهم ورسم السياسات العامة والوقوف على مدى تجسيدها ميدانيا
املجالس املحلية اعتمادا على قانوني البلدية والوالية حيث تعتمد هذه املشاركة في الحياة اإلدارية على رقابة
.السلطة العامة لتثبيت مركزه القانوني في الدولة وفي عالقاتها مع اإلدارة املحلية
الكلمات املفتاحية
. الوالية، البلدية، املجالس املحلية املنتخبة،الديمقراطية التشاركية
Abstract:
Where participatory democracy in the elected localconcil is a new way
for the citizen to exercise his right in the conduct of puplic affaires, and
to achieve comprehensive development.
That relat to their public affaires, and among the most important
mechanisms for activating this participant is to strengthen the rol of civil
society in adopting and puttingforward the citizen and construbuting to
the enactment of laws that frame their lives and drawing public policies
and standing on the extent of their embodiment in the field, throught
local council deponding on the laws of the municipality and the state
where they depend this participation in administrative life is over the
control of the public authority to establish its legal position in the state
and in its relation with the local administration.
Key words:
Participatory democracy, elected local concils, the municipality, the
state.