Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 88

‫جامعة محمد ملين دباغين سطيف ‪20‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر‬

‫مذكرة مكملة من مقتضيات نيل شهادة املاستر في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬قانون ع ــام‬

‫اشراف األستاذة‪:‬‬ ‫اعداد الطالبين‪:‬‬


‫عوابد شهرزاد‬ ‫‪ -‬نجاعي عمر‬
‫‪ -‬بوزيدي نور الهدى‬

‫لجنة املناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫‪-‬د‪-‬بن عثمان فوزية أستاذة محاضرجامعة محمد ملين دباغين سطيف ‪20‬‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫‪-‬د‪-‬ع ـ ـ ــوابد شهرزاد أستاذة محاضرجامعة محمد ملين دباغين سطيف ‪20‬‬
‫ممتحنا‬ ‫‪-‬د‪-‬داه ـ ـ ــل وافيـ ـ ـ ـ ــة أستاذة محاضرجامعة محمد ملين دباغين سطيف ‪20‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200/0202‬‬


‫الشكروالتقدير‬

‫اعترافا بجميل كل من ساهم في هذا العمل‬


‫سواء باملراجع او التوجيه والنصيحة او التشجيع‪،‬‬
‫نشكركل هؤالء ونخص بالذكر‪:‬‬
‫‪-‬األستاذة املشرفة الدكتورة شهرزاد عوابد‬
‫على قبولها االشراف على هذا العمل وحرصها‬
‫على اتمامه في أحسن صورة‬
‫‪-‬األساتذة أعضاء لجنة املناقشة الذين شرفونا‬
‫بقبولهم مناقشة املذكرة‪ ،‬فأدامهم هللا في خدمة‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪-‬كما نشكركل من ساعدنا من قريب او بعيد‬
‫وشجعنا ملواصلة انجازهذا العمل‪.‬‬
‫االهداء‬

‫أحمد هللا واشكره على نعمة العلم‪ ،‬وان وفقني إلتمام هذا‬
‫العمل ويسرلي ذلك‪ ،‬الى الوالدين الكريمين‪ ،‬اللذين سهرا‬
‫على تربيتي وتعليمي اطال هللا في عمرهما‪.‬‬
‫الى كل من تعلمت عنهم ولو حرف واحدا‬
‫الى اسرتي الصغيرة وجميع اخوتي واصدقائي‬
‫الى جميع زمالء الدراسة خاصة مرحلة التدرج‬
‫الى كل من مد لي العون وساهم من قريب او بعيد في اعداد هذا العمل‪.‬‬
‫الى كل هؤالء فاهدي هذا العمل املتواضع‪.‬‬
‫***بوزيدي نور الهدى***‬
‫االهداء‬

‫أحمد هللا واشكره على نعمة العلم‪ ،‬وان وفقني إلتمام هذا‬
‫العمل ويسرلي ذلك‪ ،‬الى الوالدين الكريمين‪ ،‬اللذين سهرا على تربيتي‬
‫وتعليمي اطال هللا في عمرهما‪.‬‬
‫الى كل من تعلمت عنهم ولو حرف واحدا‬
‫الى اسرتي الصغيرة وجميع اخوتي واصدقائي‬
‫الى جميع زمالء الدراسة خاصة مرحلة التدرج‬
‫الى كل من مد لي العون وساهم من قريب او بعيد في اعداد هذا‬
‫الى كل هؤالء فاهدي هذا العمل املتواضع‪.‬‬
‫*** نجـ ـ ــاعي عمـ ـ ــر***‬
‫املقدمــة‬
‫مقدمـ ـ ــة‬

‫شهدت خالل العقد االخير من القرن العشرين دول العالم تغيرات وتطورات وتحوالت‬

‫نتيجة اشتداد العوملة‪ ،‬مما ادى الى تعديالت واصالحات في وظائف الدولة والتي تعقدت‬

‫وتشابكت املسؤوليات امللقاة على عاتقها‪ ،‬من بين اهم هذه التحوالت نجد معظم دول‬

‫العالم اتجهت الى ا رساء بنود الالمركزية التي تعد أحد معالم التحول الديمقراطي‪ ،‬وذلك‬

‫تجسيدا للديمقراطية التشاركية التي تقوم على انخراط ومشاركة كل االطياف املحلية في‬

‫القرار املحلي بغية تحقيق التنمية‪.‬‬

‫‪ -‬ويعود الفضل في بروز فكرة الديمقراطية التشاركية الى الواليات املتحدة االمريكية‬

‫خالل فترة الستينات من القرن املاض ي‪ ،‬حيث ان مواجهة الفقر والتهميش كانتا من بين‬

‫العناصر االساسية في الكشف عن اهمية الديمقراطية التشاركية‪ ،‬فاتخذت من اسلوب‬

‫الحوار والتشاور مع املواطنين كألية إلدا رة الشأن العام ووضع القرا رات الكفيلة ملواج ه ة‬

‫التحديات والصعوبات املطروحة محليا‪ .‬ولم تكن الجزائر بعيدة عن هذه التغيرات‬

‫والتحوالت التي حدثت في النسق الدولي‪ ،‬فهي ايضا واكبت التحوالت العاملية الكبرى لهذا‬

‫اصبحت الجزائر اليوم تعتمد على دعامتين اساسيتين في تنظيمها االداري وهي املركزية‬

‫والالمركزية والتي ت عني بها توزيع السلطة بين الهيئات املركزية والهيئات الالمركزية‬

‫(الجماعات املحلية)‪ .‬حيث اهتمت الجزائر بشكل كبير بالديمقراطية التشاركية بعد‬

‫االصالحات السياسية الحاصلة سنة ‪ ، 0222‬والتعديل الدستوري لسنة ‪ 0222‬القائم على‬

‫اسس ور كائز الديمقراطية التشاركية‪ ،‬اذ نجد ال جماعات املحلية هي اساس قيام‬

‫الديمقراطية املحلية لهذا تحتل مكانة واهمية بالغة من الجانب الحكومي ومن الجانب‬

‫الشعبي‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمـ ـ ــة‬

‫خصوصا بعد االصالحات السالفة الذكر‪ ،‬التي تمر فيها االعالن على ضرو رة التركيز على‬

‫الديمقراطية التشاركية في التسيير الالمركزي في قانون البلدي ‪ 22 - 22‬وقانون الوالية ‪- 20‬‬

‫‪ ، 20‬عن طريق االخذ بعين االعتبار كل تفاصيل اصالح البلدية باعتبا رها اساس للحكامة‬

‫والتنمية‪ ،‬كما تم التأكيد على اصالح املجالس الشعبية الوالئية باعتبار الوالية فضاء‬

‫مكمل للبلدية في مجال تقديم الخدمة العمومية‪ ،‬ومكان ملما رسة ا لديمقراطية املحلية‬

‫ومشاركة املواطن‪ .‬وقد اولى الدستور اهتماما كبيرا لركن انشاء اجهزة محلية مستقلة‬

‫بحيث تكون منتخبة من سكان االقليم ذاته‪ ،‬تجلى هذا االهتمام من خالل نصوص املواد‬

‫‪ 21 - 21 - 20 - 22‬من الدستور الجديد ‪ . 0202‬لذا تعتبر الديمقراطية التشاركية من اولى‬

‫اولويا ت العمل البلدي والوالئي‪ ،‬حيث ان املجالس املحلية مطالبة بالتفاعل مع صعوبات‬

‫املواطنين والسعي إليجاد الحلول املناسبة لها‪ ،‬ولتد رك هذه املجالس وتلم بانشغاالت‬

‫واهتمامات ومطالب املواطنين والصعوبات التي يواجهنها البد من االتصال والتواصل‬

‫املستمر باملواطنين واشراكهم في اتخاذ القرا رات املتعلقة بشؤونهم وهذا لن يأتي اال من‬

‫خالل تكريس الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اسبا ب اختيار املوضوع‪:‬‬


‫تتمثل في اسباب ذاتية واسباب موضوعية‪.‬‬
‫‪ - 2‬االسباب الذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬امليول الشخص ي الى املوضوعات املتعلقة بالديمقراطية وك يفية تكريسها في املجتم عات‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في موضوع البحث وتبيان اهميته على املستوى املحلي والتنويه بمدى اهتمام‬
‫الدستور باشراك املواطن في التسيير العمومي‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمـ ـ ــة‬

‫‪ - 0‬االسباب املوضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬لعل االسباب االولى التي دفعتنا لد راسة هذا املوضوع هو قلة الطرح ملوضوع‬

‫الديمقراطية التشاركية من ناحية مدى التفعيل واالتصال الفعلي الواقعي للمواطن‬

‫باملجالس املحلية املنتخبة وخاصة الوالئية منها‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة معنى الديمقراطية التشاركية في مختلف امليادين واالطالع التام عليها ومدى‬

‫مطابقتها على ا رض الواق ع‪.‬‬

‫‪ -‬البحث في املشاكل التي تعيق الجماعات املحلية في تكريس الديمقراطية التشاركية‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬اهمية موضوع الد راسة‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر الديمقراطية من بين أكثر الحلول نجاعة في حل املشاكل التي تعاني منها‬
‫الجماعات االقليمية‪ ،‬وهذا من خالل اشراك املواطنين في عمليات صنع القرار‪ ،‬ومحاسبة‬
‫املنتخبين على حصيلة نشاطهم‪ ،‬ومساءلتهم على سوء التسيير وعدم توفير احتياجات‬
‫املواطنين‪.‬‬
‫– ابراز مدى وجود مشاركة حقيقية للمواطنين واملجتمع املدني في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫– مدى رغبة املشرع الصريحة في تبني الديمقراطية التشاركية سواء من خالل قانون‬
‫البلدية ‪ 22 - 22‬او قانون الوالية ‪ 20 - 20‬او من خالل التعديل الدستوري االخير ‪. 0202‬‬
‫_تسمح الديمقراطية التشاركية بت ربية املواطن واملنتخب املحلي على ثقافة الحوار‬
‫والتوافق اثناء صنع القرار التنموي املحلي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اهداف الد راسة‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن واقع الديمقراطية التشاركية في الجزائر ومدى تطبيقها باملجالس املنتخبة‬
‫املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على اهم املعوقات التي تعرقل عملية التواصل بين مخ تلف الشركاء والفاعلين‬
‫على مستوى الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬استشراف االفاق املستقبلية لترقية الديمقراطية التشاركية على مستوى املجالس‬
‫املحلية املنتخبة بالجزائر‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمـ ـ ــة‬

‫‪ -‬اثراء الرصيد الفكري للباحث من الناحية العلمية‪.‬‬


‫‪ -‬د راسة الديمقراطية التشاركية من حيث تنمية حس املواطنة لدى املواطن‪.‬‬
‫‪ -‬دور املجالس املحلية املنتخبة واالعضاء املسؤولين في التسيير الجواري واملحلي‪.‬‬
‫‪ -‬مظاهر مشاركة املواطن واملجتمع املدني في تسيير الشؤون العمومية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اشكالية الد راسة‪:‬‬
‫ما مدى تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة؟‬
‫لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية البد من اإلجابة على التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود بالديمقراطية التشاركية واملجالس املحلية املنتخبة؟‬
‫‪ -‬ما هو واقع الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي؟‬
‫خامسا‪ :‬منهج الدراسة‬
‫‪ -‬املنهج الوصفي التحليلي‪:‬‬
‫وذلك بغية معرفة التعرف على موضوع الد راسة وهي مجال تطبيق الديمقراطية‬
‫التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر‪ ،‬ومن اجل الوصول الى معرفة علمية‬
‫كفيلة باإلجابة عن تساؤالت املشكلة البحثية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الد راسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه من اعداد الطالب حرحوز عبد الحفيظ تحت ع نوان‬
‫تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر (د راسة ح الة‬
‫والية مسيلة) ‪ ،‬حيث خلصت الد راسة الى احترام مبادى الشفافية من خالل فتح مجالها‬
‫العام للنقاش باعتماد املقا ربة التشاركية من اجل كسب ثقة املواطنين ومن ثم تح فيزهم‬
‫للمشاركة في العمل ية السياسية‪ ،‬وكما ان حوكمة الجماعات املحلية في الجزائر ال زالت‬
‫تحتاج املزيد من الضمانات األساسية لتحقيق منطلق االستقاللية اإلدا رية في أداء‬
‫مهامها‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمـ ـ ــة‬

‫‪ -‬مذكرة لنيل شهادة ماستر من اعداد الطالبة جناد حميدة تحت عنوان تكريس الديمقراطية‬
‫التشاركية في قانون البلدية والوالية‪ ،‬التي اسفرت دراستها الى انه ال تزال الديمقراطية التمثيلية‬
‫تسيطر على الوضع العام بالرغم ما تحمله من سلبيات‪.‬‬
‫‪ -‬مقال منشور في مجلة العلوم القانونية واالجتماعية من اعداد رحماني جهاد وعزوزي بن عزوز تحت‬
‫عنوان الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر واقع وافاق لسنة ‪،0222‬‬
‫والذي توصل الى ان اإلطار القانوني املؤطر لهذه الديمقراطية في هذين القانونين جد قاصر ومعدوم‬
‫وعديم األثر على ارض الواقع‪ ،‬نتيجة انعدام التكريس القانوني لالليات املفعلة للديمقراطية‬
‫التشاركية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪-‬الصعوبات التي واجهتنا اثناء البحث هي قلة ومحدودية املراجع املتعلقة بالديمقراطية التشاركية‬
‫وخاصة املراجع املتخصصة‪.‬‬
‫‪-‬تشعب املوضوع وتناوله من طرف العديد من الباحثين في العلوم السياسية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫وكل باحث يرى املوضوع من وجهة نظره الخاصة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬خطة الدراسة‪:‬‬
‫ولإلجابة على اشكاليتنا ارتأينا تقسيم بحثنا الى فصلين‪:‬‬
‫الفصل األول اإلطار النظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬
‫املبحث االول‪ :‬مقاربة مفاهيمية للديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الجماعات املحلية في الجزائر‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مجال تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الصعوبات والبرامج املسطرة للديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬

‫ه‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطارالنظري للديمقراطية‬
‫التشاركية والجماعات املحلية‬

‫‪1‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫سوف نقوم في هذا الفصل بدارسة نظرية للمقاربة املفاهيمية للديمقراطية التشاركية‪ ،‬وكذلك للجماعات‬
‫املحلية وخاصة املجالس املحلية املنتخبة من الطبيعة القانونية الى تشكيلها والرقابة عليها‪ ،‬وهذا بتقسيم‬
‫الفصل الى مبحثين كمايلي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مقاربة مفاهيمية للديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الجماعات املحلية في الجزائر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطاراملفاهيمي للديمقراطية التشاركية‬

‫تعتبر الديمقراطية التشاركية الشكل الحديث للعملية الديمقراطية التي طبقت في العديد من الدول‪ ،‬حيث‬
‫انها تتجاوز املقاربات التقليدية وتعتمد على املشاركة الواسعة للمواطنين في توجيه وإدارة النظام السياس ي‬
‫وصناعة القرار‪ ،‬من خالل تظافر جهود الفواعل املجتمعية في تدبير الشأن املحلي‪ ،‬عبر مجموعة من املعايير‬
‫الكفيلة بتحقيق الحكم التشاركي‪ :‬كاملشاركة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬الفعالية والتمكين‪...‬الخ‪2.‬‬

‫ولهذا سوف نتطرق خالل هذا املبحث الى دراسة مفهوم الديمقراطية التشاركية في مطلب اول واسسها‬
‫والياتها في مطلب ثاني‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الديمقراطية التشاركية‬
‫لم يعرف تاريخ الفكر القانوني وال السياس ي مصطلح شغلت داللته اهتمام جمهور الباحثين وصانعي‬
‫السياسة والقانون في العالم‪ ،‬مثل مصطلح الديمقراطية الذي جعل من الفقهاء ال ينامون وال يستيقظون اال‬
‫عليه‪ ،‬ولذلك تكاد تكون املعلومات التي تندرج ضمن ما يسمى اليوم بالديمقراطية هي عبارة عن أفكار‬
‫ومالحظات تكاد تكون من أقدم املعلومات الذهنية التي عاشها االنسان‪ ،‬وبعد ان اهتدت العديد من الدول‬
‫الى اعتماد الديمقراطية التشاركية وتطبيقها على املستوى الوطني واملحلي‪ ،‬ثار نقاش حاد حول هذا املفهوم‬
‫الجديد‪2.‬‬

‫وانطلقنا من فكرة أن الديمقراطية التشاركية هي شكل من أشكال تقاسم وممارسة السلطة ألجل تدعيم‬
‫مشاركة املواطنين في اتخاذ القرارات السياسية‪ ،‬حيث نقوم بتعريف الديمقراطية التشاركية في الفرع األول‬
‫والفرع الثاني التمييز بين الديمقراطية التشاركية والتمثيلية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الديمقراطية التشاركية‬
‫يعتبر مفهوم الديمقراطية التشاركية حديث النشأة نسبيا‪ ،‬حيث يعود تاريخ ظهوره الى ستينات القرن املاض ي‬
‫في املجال الصناعي واالقتصادي‪ ،‬اين قامت الشركات االمريكية باشراك عمالها واطاراتها في كيفية تنظيم‬
‫وتسيير العمل وطرق اإلنتاج فيها ومناقشة كل املسائل‪ ،‬مع السعي الى اتخاذ القرارات املناسبة لها بعدها تم‬
‫تمديدها وتعميمها الى الجانب السياس ي تجاوزا ملساوئ الديمقراطية النيابية‪3.‬‬

‫ـ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ــ ـ ـــ ــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــــ ـــ ــــــ ـــ ــــــ ــ ــــــ ـــ ـــ ــــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ــــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ــــــ ــ ــــــ ـــ ـــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ــــــ ــــــــ ــــــ ـــ ـــــ‬

‫بودواية نوال‪( ،‬الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر دراسة حالة املجلس الشعبي لوالية سعيدة)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪.2‬‬

‫املاستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة الدكتور موالي الطاهرسعيدة‪ ،0221-0221،‬ص‪.0‬‬
‫بوخنفوف سمية‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم‪ ،)22-22‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪.0‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد ملين دباغين سطيف‪ ،0221-0220،‬ص‪.21‬‬


‫لزهر خشايمية‪ ،‬سمير حدادي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية كأداة لتحقيق التنمية االجتماعية املستدامة في الجزائر‪ ،‬املجلة الحقوق والعلوم‬ ‫‪.3‬‬

‫السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،23‬الجزائر‪ ،0202،‬ص‪.002‬‬


‫‪3‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬تعريف الديمقراطية‬


‫كلمة الديمقراطية ‪ démocracy‬او ‪ démocratie‬ذات أصل اغريقي او يوناني وتعني حكم الشعب او‬
‫سلطة الشعب‪ ،‬فهي تتكون في اللغة اليونانية القديمة من مقطعين‪:‬‬
‫‪ Démos‬وتعني الشعب‪.‬‬
‫‪ Cratos‬وتعني السيادة او الحكومة او السلطة‪.‬‬
‫فاذا جمعنا املقطعين توصلنا الى املعنى اللغوي للديمقراطية وهو حكم او سيادة الشعب‪.‬‬
‫واملعنى اللغوي هو ذات املعنى االصطالحي السائد‪ ،‬فالديمقراطية اصطالحا تعني ذلك النظام السياس ي او‬
‫نظام الحكم الذي يعطي السيادة والسلطة للشعب او لغالبيته العظمى‪ ،‬بحيث يكون الشعب هو صاحب‬
‫السلطة ومصدرها‪ ،‬وأيضا يمارسها بصورة فعلية‪.‬‬
‫وأفضل تعريف للديمقراطية هو ما قدمه أحد الرؤساء األمريكيين وهو ابراهم لنكولن‪ ،‬فقد قال عبارة شهيرة‬
‫هي ان‪" :‬الديمقراطية هي حكومة الشعب بواسطة الشعب وألجل الشعب"‪i.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف التشاركية‬


‫فقد تفاوتت التعريفات فيها بين العموم والشمول واختلفت الزوايا التي ينظر منها كل باحث باختالف املجال‬
‫الذي يعمل فيه‪ ،‬فكلمة املشاركة ‪ participation‬مشتقة من اسم املفعول للكلمة الالتينية‬
‫‪ participate‬ويتكون هذا املصطلح من جزأين األول وهو ‪ part‬بمعنى "جزء" والثاني ‪compare‬‬
‫وتعني "القيام ب " وبالتالي فان كلمة املشاركة تعني ‪ ،totake parte‬أي القيام بدور معين‪2.‬‬

‫‪ -2‬مولود ديدان‪ ،‬مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،0220،‬ص‪.201- 201‬‬
‫‪ -0‬بودواية نوال‪ ،‬الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫اما املفكر األمريكي هنري برادي ‪ henry Brady‬فقد عرفها على انها الفعل االعتيادي للمواطن املوجه نحو‬
‫التأثير في بعض املخرجات او النتائج السياسية‪.‬‬
‫وكذلك عرفها املفكر هنري كبينتان ‪ henry capintant‬بانها الفعل املرتبط بان يصبح الشخص جزءا‬
‫من فعل جماعي وخاصة جزءا من تصرف فعل قانوني جماعي‪i.‬‬

‫اما الدكتور عبد الهادي الجوهري يعرف املشاركة بانها " العملية التي من خاللها يلعب الفرد دورا في الحياة‬
‫السياسية ملجتمعه وتكون لديه الفرصة الن يشارك في وضع األهداف العامة لذلك املجتمع‪ ،‬وكذلك أفضل‬
‫الوسائل لتحقيق وانجاز هذه األهداف‪0.‬‬

‫وبعد معرفة معنى املصطلحين الديمقراطية واملشاركة‪ ،‬نقوم بمعرفة معنى الديمقراطية التشاركية حسب‬
‫تعريفات الفقهاء والباحثين كمايلي‪:‬‬
‫عرفها الباحث املغربي يحيى البواقي بانها‪" :‬هي عرض مؤسساتي للمشاركة‪ ،‬موجه للمواطنين يركز على‬
‫اشراكهم بطريقة غير مباشرة في مناقشة االختيارات الجماعية‪ ،‬تستهدف رقابة فعلية للمواطن‪ ،‬وصيانة‬
‫مشاركته في اتخاذ القرارات‪ ،‬ضمن املجاالت التي تعنيه مباشرة وتمس حياته اليومية عبر ترسانة من‬
‫اإلجراءات العملية"‪3‬‬

‫‪ -2‬شرماط بن عالية‪ ،‬امير خليل‪( ،‬املجالس املنتخبة املحلية ودورها في تفعيل الديمقراطية التشاركية)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،0202-0221،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -0‬حرحوز عبد الحفيظ‪( ،‬تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر (دراسة حالة والية مسيلة))‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،0202-0221،‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬شرماط بن عالية‪ ،‬امير خليل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪0‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫في حين عرفها الفقهاء الجزائريون منهم الدكتور األمين شريط بانها‪" :‬صورة جديدة للديمقراطية‪ ،‬تتمثل في‬
‫مشاركة املواطنين مباشرة في مناقشة الشؤون العمومية واتخاذ القرارات املتعلقة بهم ‪...‬كما تعرف بانها‬
‫توسيع ممارسة السلطة الى املواطنين عن طريق اشراكهم في الحواروالنقاش العمومي واتخاذ القرار‬
‫السياس ي املترتب عن ذلك"‪2.‬‬

‫اضافة الى الدكتور صالح زياني الذي عرف هذا املفهوم بقوله‪" :‬ان مفهوم املشاركة او التشاركية مفهوم‬
‫مرتبط باملجتمع املفتوح الديمقراطي‪ ،‬وهو مكون أساس ي من مكونات التنمية البشرية‪ ،‬يسعى من اجل‬
‫تحقيقها برنامج األمم املتحدة اإلنمائي‪ ،‬أي انها تعني بشكل مبسط ان يكون للمواطنين دور وراي في‬
‫صناعة القرارات التي تؤثرفي حياتهم سواء بشكل مباشراو من خالل مؤسسات شرعية وبسيطة تمثل‬
‫مصالحهم‪،‬‬
‫ويقوم هذا النوع من املشاركة الواسعة على حرية التنظيم وحرية التعبير‪ ،‬وأيضا على قدرات املشاركة‬
‫البناءة"‪0.‬‬

‫يعرفها الفيلسوف األمريكي "جون ديوي" بانها مشاركة كل من يتأثر باملؤسسات االجتماعية‪ ،‬حيث يشارك‬
‫الفرد في رسم وانتاج هذه املؤسسات والسياسات التي تنتج عنها‪3.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -2‬لزهر خشايمية‪ ،‬سمير حدادي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية كأداة لتحقيق التنمية االجتماعية املستدامة في الجزائر‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ -0‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريم بالة‪ ،‬الطاهر بوطي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية كألية لتفعيل التنمية املحلية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،0221-0220 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وتعرفها كذلك الباحثة "هانا ارندت" ‪ Hannah Arendt‬ان الديمقراطية التشاركية هي‪" :‬فضاء عام‬
‫يسمح للمواطنين بتبادل األفكار واآلراء بإرادة حرة تحقيقا للصالح الجماعي العام‪ ،‬حيث يجب ان تنتهي‬
‫العملية الديمقراطية الى سعادة املجتمع ال الى سعادة فردية مصلحية ضيقة تحكمها املصالح املادية املحضة‬
‫والفائدة االقتصادية البحتة‪ ،‬التي تجعل السياسة خاضعة لسياسة االقتصاديين ورجال االعمال وأصحاب‬
‫النفوذ والسيطرة االليغارشية‪ ،‬حيث ان تحقيق سعادة هؤالء ال يمكن ان يؤدي بالضرورة الى سعادة املجتمع‬
‫واملواطنين"‪i.‬‬

‫يمكن تعريف الديموقراطية التشاركية على أنها‪:‬‬


‫مشاركة املواطنين في القرارات والسياسات التي لها تأثير مباشر على حياتهم بدل االعتماد الكلي في هذه‬
‫القضايا على املنتخبين‪ ،‬وبالتالي فإن هذه املشاركة من جانب املواطنين تتسم بالتفاعل املباشر النشط وتتم‬
‫في إطار مجتمعات صغيرة بحيث تكون فرص التواصل بين الجماهير أكبر‪0".‬‬

‫كما يمكن تعريفها بأنها‪:‬‬


‫تلك العملية التي تعتمد على املشاركة الواسعة للمواطنين في توجيه وإدارة النظام السياس ي‪ ،‬وهي كذلك حق‬
‫املواطنين في النظم الديموقراطية في املشاركة‪ ،‬بحيث أنه من واجب املواطنين املشاركة في صناعة القرارات‬
‫التي يقدمهم نوابهم والتي تكون على صلة مباشرة بحياة املواطنين‪3".‬‬

‫يتضح لنا من خالل التعاريف السابقة بان الديمقراطية التشاركية حتى وان كانت جوهر الديمقراطية‬
‫التمثيلية فهي ال تقتصر على التمثيل الشعبي النتخابات‪ ،‬اذ تتعداها من خالل منح الفرصة للمواطنين على‬
‫قدم املساواة لصنع القرارات التي يرونها مناسبة ملصالحهم‪ ،‬وفي اقتراح اراء من اجل صنع السياسة العامة‬
‫للبالد ومحاسبة املنتخبين ومراقبة مدى تنفيذ قراراتهم وتصل الى ابعد مدى من خالل املطالبة بحصيلة‬
‫االعمال التي قاموا بها‪.‬‬

‫‪ -2‬بودواية نوال‪( ،‬الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ -0‬مولود عقوبي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر‪ ،‬املجلة القانون‪ ،‬العدد‪ ، 06‬جوان‪ ،0222‬ص‪.021‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.025‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييزالديمقراطية التشاركية عن الديمقراطية التمثيلية‬


‫تبرز أهمية الديمقراطية التشاركية كنمط حكم وكمقاربة مهمة باملقارنة مع الديمقراطية التمثيلية من‬
‫خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫الديمقراطية التشاركية‬ ‫الديمقراطية التمثيلية‬ ‫التعيين‬
‫المركزي متغير‪ ،‬ومنفتح‬ ‫متمركز وثابت ومنغلق‬ ‫التنظيم‬
‫مرنة واضحة وسهلة التكيف‬ ‫ثابتة ومتصلبة وغامضة‬ ‫اإلجراءات‬
‫حوار‬ ‫أخبار أوامر‬ ‫التواصل‬
‫فاعل وخالق‬ ‫منفذ‬ ‫العنصر البشري‬

‫من خالل الجدول نجد أن الديمقراطية التشاركية تمكن من‪:‬‬

‫إشراك املستفيدين في تحديد وتشخيص مشاكلهم الحقيقية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬مساهمة كل األطراف الفاعلة في صياغة املشاريع‪.‬‬

‫‪ ‬استثمار املعارف التقليدية‪.‬‬

‫‪ ‬جعل املشاريع أكثر مطابقة ومالئمة للواقع‪.‬‬


‫وهذا ما جعل البعض يسمي الديمقراطية التشاركية بالديمقراطية املباشرة والدائمة‪ ،‬تمييزا لها عن‬
‫الديمقراطية التمثيلية التي هي ديمقراطية غير مباشرة‪ ،‬تمارس عبر واسطة املنتخبين الذين قد يتخلون‬
‫عن دور االقتراب من املواطن‪i.‬‬

‫وتبقى الديمقراطية التشاركية عنصرا أرقى من الديمقراطية التمثيلية‪ ،‬كون ان التشاركية مبنية على‬
‫أساس ديمقراطي سليم هو املراهنة على املواطن ومنحه القيمة الفعلية الذاتية التشاركية جنبا لجنب‬
‫مع الدولة‪ ،‬الن الدولة وحدها ال تصنع التقدم دون املواطن‪ ،‬واملواطن دون الدولة ال يصنع حضارة وذلك‬
‫يعني ان مشاركة املواطنين في اتخاذ القرارات التي تعنيهم هي جوهر الديمقراطية‪0.‬‬

‫‪ -2‬مولود عقوبي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.021-020‬‬
‫‪ -0‬باديس بن حدة‪ ،‬اليات الديمقراطية التشاركية في عمل اإلدارة املحلية‪ ،‬املجلة الجزائرية لألمن والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬جانفي ‪،0220‬‬
‫ص‪.010‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يمكن التمييز بينهما من حيث‪:‬‬

‫حق االنتخاب‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫الديمقراطية التمثيلية صيغة لنظام حكم يتميز بانتخابات منظمة واقتراح عام وبحرية الحق العام في‬
‫الترشح للمناصب العامة وتشكيل روابط سياسية‪ ،‬نجد أن الديمقراطية التقليدية تعني أنها الحكم‬
‫بواسطة مجموعات تفصل بينها وبين الناخب العادي ويخضع غالبا لهيمنة اهتمامات سياسية حزبية‪ ،‬يعاب‬
‫على الديمقراطية التمثيلية أنها بعيدة عن املواطن‪ ،‬وذلك راجع على تفويض جماعة عن طريق االنتخاب‪،‬‬
‫ونجد لها حدود منها تلك املرتبطة بالنظام االنتخابي وحدود مرتبطة باملساهمة السياسية حيث أنها تساهم‬
‫في التفريق الكلي والنهائي بين الناخب واملنتخب‪i.‬‬

‫اتخاذ القرار‪:‬‬ ‫‪-0‬‬


‫عرف االنتخاب لفترة زمنية معينة بأنه األسلوب الناجع لترسيخ الديمقراطية إال أن الوعود الكاذبة املقدمة‬
‫من طرف املنتخبين بمجرد صعودهم إلى الحكم حولته إلى نقمة‪ ،‬لهذا برزت محاوالت لتخطي الشكل الوهمي‬
‫لخطابات املنتخبين من خالل تجسيد الديمقراطية التشاركية والتي من مقتضياتها الخروج عن املوعد‬
‫االنتخابي الذي لطاملا أثار جملة من اشكاالت الديمقراطية التشاركية هي املجسدة لحق املواطن في اتخاذ‬
‫القرار‪0.‬‬

‫ما يميز الديمقراطية التشاركية هو ذلك التحول الذي يخضع له املواطن بصفته كناخب إلى مواطن شريك‬
‫يحرص على مدى التنفيذ األحسن للنشاط العمومي على نحو يضمن الشفافية والفعالية‪.‬‬

‫‪ -2‬عبد القادر همالي‪ ،‬الصادق الصديق‪( ،‬الديمقراطية التشاركية واليات تطبيقها في ظل القانون ‪ ،)22-22‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪،‬‬
‫قسم العلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،0221-0221،‬ص‪.22‬‬

‫‪ -2‬جناد محيدة‪( ،‬تكريس الدميقراطية التشاركية يف قانوين البلدية والوالية) ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف العلوم السياسية‪ ،‬ختصص سياسة عامة‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زاين عاشور اجللفة‪ ،2019/2020 ،‬ص ‪.18-17‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أسس وآليات الديمقراطية التشاركية‬


‫سنتطرق في هذا املطلب إلى كل من أسس وآليات الديمقراطية التشاركية‬
‫الفرع األول‪ :‬أسس الديمقراطية التشاركية‬
‫من تعاريف الديمقراطية التشاركية تجلى لنا أنه ال يمكن ترك الديمقراطية التشاركية إال بتوافرها على‬
‫األسس التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشفافية‬
‫الشفافية من العناصر األساسية في تقييم مدى تفعيل الديمقراطية التشاركية‪ ،‬ويتطلب تحقيق ذلك إتاحة‬
‫املعلومة لجميع املواطنين عن طريق املساواة وفق آلية معلومة‪ ،‬سهلة‪ ،‬واضحة‪ ،‬وضمان االتصال الفعلي بين‬
‫املواطنين واملسؤولين‪ ،‬تقوم الشفافية على فكرة النشر الحر للمعلومة‪ ،‬والسماح لكل مواطن يحتاجها‬
‫الحصول عليها مباشرة‪ ،‬وهي كظاهرة تشير إلى تشارك املعلومات والتصرف بطريقة معلومة ألنها تتيح ملن لهم‬
‫مصلحة فيها أن يحصلوا على معلومات حوله في الوقت املناسب‪ ،‬وبكل التفاصيل‪i.‬‬

‫ويمكن القول ان الشفافية تقوم على توسيع دائرة املشاركة والرقابة واملحاسبة من جهة أخرى‪ ،‬وهي ضرورية‬
‫لتحسين العالقة بين الهيئات العمومية واملواطنين في سبيل تقريب اإلدارة من املواطن‪ ،‬فالشفافية تقوم على‬
‫التدفق الحر للمعلومات لجميع شرائح املجتمع‪0.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املشاركة والشراكة‬


‫إن مشاركة كافة املواطنين من دون تمييز انطالقا من وعيهم بالدافع الذاتي التطوعي والذي يترجم شعورهم‬
‫باملسؤولية االجتماعية اتجاه أهدافهم العامة املشتركة‪ ،‬فالروابط التي تنشأ بين أفراد املجتمع يتوقع أن‬
‫تحقق أو تشبع حاجياتهم ما يدفع إلى االهتمام الذي يتبلور من خالل املشاركة وعليه فإن مؤشرات املشاركة‬
‫تعتبر أهم عنصر في الديمقراطية التشاركية‪ ،‬بحيث يشير هذا العنصر املهم إلى مجموعة من اإلجراءات التي‬
‫تمكن من تعبئة وتحقيق أقص ى قدر ممكن من األهداف وإتاحة الفرصة الكاملة لجميع الفاعلين في الشراكة‬
‫إليجاد الحلول وتحقيق الكفاية ملختلف الفاعلين وتحسين الروابط بينهم‪3.‬‬

‫جناد حميدة‪ (،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -0‬بوخنفوف سمية‪ (،‬تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم‪ ،)22-22‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬ناصر الدين باقي‪ ،‬دور الديمقراطية في تحقيق التنمية في الجزائر‪ ،‬املجلة الناقد للدراسات السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬اكتوبر‪ ،0220‬ص‪.220‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬املساواة وسيادة القانون‬


‫من أسس الديمقراطية التشاركية حق مشاركة املواطنين في جميع القضايا دون إقصاء ذلك عن طريق‬
‫تطبيق مبدأ املساواة السياسية في الحقوق والواجبات واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬إن وجود هذا املؤشر يعني‬
‫وجود منظومة قانونية واضحة تحكم جميع األطراف الفاعلة وتحدد بدقة دور كل فاعل في مجال تخصصه‪i.‬‬

‫رابعا‪ :‬املساءلة‬
‫تعتبر املساءلة شكل من أشكال الرقابة على أداء الوحدات بأكثر موضوعية‪ ،‬ويعرفها ريتشارد مولجان بشكل‬
‫دقيق على الطبيعة الخارجية لعالقة املساءلة‪ ،‬حيث ينص على تضمن املساءلة لثالث عناصر مركزية‪2 :‬‬

‫‪ -‬كونها خارجية‪ :‬حيث يمنح التفسير لجهة أو شخص آخر خارج الجهة أو الشخص الخاضع للمساءلة‬
‫‪ -‬تضمنها لتفاعل وتبادل اجتماعي‪ :‬فبينما يسعى أحد األطراف القائم على ملساءلة للحصول على‬
‫اإلجابات والتصحيحات يقوم الطرف اآلخر الخاضع للمساءلة باالستجابة وقبول العقاب‪.‬‬
‫‪ -‬تضمينها لحقوق السلطة‪ :‬حيث تؤكد األطراف القائمة باملساءلة بحقوقها باعتبارها املصدر األعلى‬
‫للسلطات فوق الخاضعين للمساءلة‪.‬‬

‫‪ -2‬ناصر الدين باقي‪ ،‬دور الديمقراطية في تحقيق التنمية بالجزائر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫‪ -0‬جناد حميدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آليات الديمقراطية التشاركية‬


‫انتجت تجارب الديمقراطية التشاركية من خالل دول مختلفة ومتعددة واختلفت باختالف البلدان واغلب‬
‫هذه االليات تميزت بالطابع املحلي‪ ،‬ونقوم بذكر أهمها على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املبادرة الشعبية‬
‫هي الية اقتراح وتغيير متاحة ألي مواطن يستطيع من خاللها إيصال مقترح الى مرحلة االستفتاء من خالل‬
‫جمع عدد معين من التوقيعات املؤيدة ملقترح معين‪ ،‬تعتبر هذه االلية من اهم االليات التي تكرس‬
‫الديمقراطية التشاركية على مستوى املحلي‪ ،‬ليس لكونها تضمن مشاركة شعبية واسعة فحسب‪ ،‬بل ألنها‬
‫تكرس وتعمل على تفعيل روح املبادرة لدى املواطنين الذين يتعودون على عرض املسائل التي يرونها مهمة‬
‫بالنسبة لهم على التصويت خاصة املسائل التي ال تجد اهتمام لدى األحزاب السياسية واملسؤولين‪i.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستفتاء الشعبي‬


‫يتميز االستفتاء الشعبي بكونه يتضمن حق تشريك جميع املواطنين ( املؤهلين لإلدالء بأصواتهم) بدون‬
‫استثناء ‪ ،‬وبالتالي فان قاعدة املشاركة فيه هي االوسع على االطالق‪ ،‬ولكنه في املقابل مكلف جدا للدولة من‬
‫الناحية التنظيمية‪ ،‬لذلك ال يتم اللجوء اليه اال نادرا وفي قضايا مصيرية(االنفصال عن سلطة دولة مركزية‪،‬‬
‫تعديل في الدستور‪...‬الخ)‪ ،‬من جهة أخرى ال يتيح االستفتاء هامشا كبيرا للتفاعل‪ ،‬فاملواطن عادة حينما يدلي‬
‫بصوته اما يقر او يرفض (نعم او ال) إلجراء موضوع االستفتاء دون ان تكون له القدرة على تقديم مقترحات‬
‫او تعديالت إضافية‪0.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعزيزدور املجتمع املدني‬


‫أصبحت حركات املجتمع املدني عنصرا فاعال دائم الحضور يحول عليه حاضرا ومستقبال من اجل مساهمة‬
‫في قيادة قاطرة التنمية‪ ،‬على املستويات املحلية وذلك جنبا الى جنب مع جهود الدولة وباقي مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬جناد حميدة‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -0‬قريد رتيبة‪( ،‬الديمقراطية التشاركية في الجزائر بين النصوص القانونية والواقع التطبيقي)‪ ،‬لنيل شهادة املاستر أكاديمي‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف مسيلة‪ ،0202-0221،‬ص‪.01‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫فالديمقراطية التشاركية تقوم على وجود مجتمع مدني منظم ومهيكل في مجموعة مؤسسات من‪ :‬األحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬النقابات‪ ،‬الجمعيات وقوة الوعي السياس ي‪...‬الخ‪ ،‬حيث انه ال يمكن ان نتحدث عن املجتمع املدني‬
‫او عن فاعليته وعطائه اال في ظل نظام ديمقراطي حقيقي تستطيع من خالله هذه املؤسسات ان تعمل بحيز‬
‫واسع دون الخوف من أي ردود فعل تؤثر على التنظيم املدني في املجتمع‪ ،‬ومنه اكدت الدراسات على العالقة‬
‫االرتباطية بين املجتمع املدني والديمقراطية التشاركية‪i.‬‬

‫رابعا‪ :‬تقديم العرائض‬


‫هي الية تتيح ألي مواطن تقديم عريضة الى السلطات املختصة كالبرملان مثال‪ ،‬من اجل عرض مشروع تعديل‬
‫او اقتراح قانون او أي مبادرة أخرى‪ ،‬وهي تقنية قديمة عرفها النظام امللكي البريطاني منذ سنة ‪ 2025‬حيث‬
‫اقر اعالن امليثاق األعظم حق تقديم العرائض للملك بما يمكن ألي فرد عرض مظلمة في ديوان امللك دون ان‬
‫يتعرض له أحد‪ ،‬ثم تطور هذا املبدأ ليصبح سنة ‪ 2010‬أساسا لحق تقديم العرائض ذات الطابع العام أي‬
‫املواضيع التي تهم املصلحة العامة كإلغاء العبودية وذلك لسد الشغور التشريعي‪ .‬واما في فرنسا فقد ظهر حق‬
‫تقديم العرائض بمقتض ى املادة ‪ 20‬من املرسوم الصادر في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،2011‬املتعلق بتشكيل البلديات‬
‫والذي يسمح للمواطنين بالحق في التجمع من اجل كتابة العرائض‪ .‬واما على الصعيد العربي فقد اقر‬
‫الدستور املغربي لسنة ‪ 0222‬هذا الحق في الفصل ‪ 25‬للمواطنين واملواطنات الحق في تقديم عرائض‬
‫للسلطات العمومية‪ ،‬ويحددها قانون تنظيمي شروط وكيفيات ممارسة هذا الحق‪0.‬‬

‫خامسا‪ :‬امليزانية التشاركية‬


‫تعتبر امليزانية التشاركية من أهم املقاربات الحديثة في تسيير الشأن العام‪ ،‬تجسيدا للديمقراطية التشاركية‪،‬‬
‫والتي تقوم على املشاركة الفعلية للمواطنين في امليزانية‪ ،‬وذلك من خالل تقاسم سلطة مراقبة القرارات‬
‫املتعلقة بموارد امليزانية أو من خالل تشاور اإلدارة مع املجتمع بطرق مختلفة فيما يخص محتوى امليزانية‪،‬‬
‫تشير هذه األخيرة إلى مشاركة املواطنين في املوازنات العامة‪ ،‬بما في ذلك آليات تدخل املجتمع املدني في تحليل‬
‫سياسات اإلنفاق كمدخل للمشاركة في النقاش العام حول استخدام املوارد العامة‪ ،‬والتي تكون عادة عل‬
‫املستوى املحلي‪ ،‬وتعتبر هذه اآللية أحد أفضل وأهم ممارسات الحكومة التشاركية نظرا ألثرها على واقع‬
‫املواطنين ال سيما على املستوى املحلي وتحفيز مشاركتهم في الشؤون العامة بشكل مباشر‪3.‬‬

‫‪ -2‬لعشاب مريم‪ ،‬التكريس الدستوري ملبدأ تشجيع الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية‪ ،‬املجلة البحوث والدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬جامعة البليدة ‪ ،0220 ،0‬ص‪.022‬‬
‫‪ -0‬بويميول سهام‪ ،‬بوشلوح نادية‪( ،‬الديمقراطية التشاركية على ضوء احكام القانون الجزائري)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬تخصص‬
‫قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل‪ ،0202-0202 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -3‬جناد حميدة‪ (،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وفي نفس املوضوع أيضا تطرق بعض الباحثين إلى ذكر مجموعة أخرى من اآلليات نذكرها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬لجان املواطنين‪:‬‬
‫بدأت هذه اآللية في الظهور من سنوات السبعينات في عدة دول من العالم في أملانيا سنة ‪ ،1970‬في إسبانيا‬
‫‪ ،1992‬ويقصد بها مجموعة من املواطنين تضم ‪ 25‬شخصا يختارون عن طريق القرعة أو باقتراح من املجتمع‬
‫املدني ملناقشة مشروع أو قرار أو برنامج معين مستعينين في ذلك بآراء الخبراء ثم تقدم توصياتها واقتراحاتها‬
‫بخصوصه‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مجالس األحياء‪:‬‬
‫أصبحت هذه اآللية إلزامية في فرنسا بموجب قانون صادر في سنة ‪2002‬م بالنسبة للمدن التي يتجاوز عدد‬
‫سكانها ‪ 20000‬نسمة‪ ،‬وعلى البلديات توفير مقرات لهذه املجالس ودعمها بالوسائل املادية واملالية ويقصد بها‬
‫أن يكون لكل حي باملدينة مجلس يجتمع سكانه للحوار واملناقشة ويمثلون سلطة اقتراح واعداد برنامج‬
‫واملشاركة في اتخاذ القرارات التي تهمهم مثل توزيع املياه‪ ،‬النظافة‪ ،‬حماية البيئة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬ندوات املواطنين‪:‬‬
‫وتدعى كذلك ندوات االجتماع عرفت في الدول اإلسكندنافية كالدانمرك ثم استعملت في كندا تتمثل في لقاء‬
‫بين عدد من املواطنين مع الخبراء للحوار والنقاش حول موضوع معين محضر مسبقا‪ ،‬وتنتهي هذه الندوة‬
‫بإصدار تقرير حول املوضوع‪ ،‬وقد تكون الندوة محلية أو جهوية‪ ،‬أو وطنية‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬مجالس الشباب‪:‬‬
‫توجد في العديد من البلدان على مستوى املدن واملحافظات واملستوى الوطني أيضا وهي إلزامية في بعض‬
‫الدول ومنها فرنسا بموجب قانون صادر في سنة ‪2001‬م كما توجد على مستويات قطاعية مثل الثانويات‬
‫والجامعات واملعاهد واملدارس الكبرى‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬ورشات السكان‪:‬‬
‫تتعلق هذه اآللية أساسا باملستفيدين من مرافق معينة وهم يجتمعون في ورشات للمناقشة والحوار وابداء‬
‫آرائهم وتوصياتهم حول موضوعات عملية‪ ،‬هذه هي أبرز آليات الديمقراطية التشاركية التي اعتمدتها الدول‪،‬‬
‫إال أنها مازالت في بدايتها ويمكن استعمالها حسب طبيعة وظروف كل مجتمع‪ ،‬إال أن أحسن تجربة في هذا‬
‫املجال هي آلية امليزانية التشاركية املعتمدة منذ سنة ‪1989‬م بمدينة مونتي أليغرو البرازيلية‪.‬‬
‫كما أن من التجارب الحديثة للتكريس القانوني آلليات الديمقراطية التشاركية في البيئة العربية هي التجربة‬
‫املغربية بمقتض ى الدستور الجديد‪i.‬‬

‫‪ -2‬س ي محمد بن زرقة‪ ،‬اليات الديمقراطية التشاركية في اإلدارة املحلية الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬تخصص قانون اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ، 0220-0222،‬ص‪.51-51‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الجماعات املحلية في الجزائر‬


‫تعتبر الجماعات اإلقليمية بمثابة الهيئات األساسية للتنظيم اإلداري للدولة كما ان الهدف من وجودها هو‬
‫اشباع الحاجات العامة‪ ،‬التي في الغالب يعجز او يمتنع القطاع الخاص عن تلبيتها لقلة مردوديتها او طول‬
‫اجالها‪ ،‬من هذا املنظور فالجماعات املحلية هي تعبير جغرافي محدد إقليميا وسكاني محدد العدد ووحدة‬
‫إدارية مصغرة عن الدولة‪ ،‬عرفت كذلك بانها وحدات أهلية مستقلة لها مصدرها وايراداتها الذاتية‪ ،‬وتمثل‬
‫حلقة وصل بين الحكومة واملواطن‪ ،‬وتلعب الدور األبرز و األهم في املجاالت التنموية وتقدم البنية التحتية‬
‫للمجتمعات املحلية‪.‬‬
‫كما يمكن تعريفها على انها املناطق املحددة التي تمارس نشاطها املحلي بواسطة هيئات منتخبة من سكانها‬
‫املحليين تحت رقابة او اشراف الحكومة املركزية‪.‬‬
‫ويعرفها االتحاد الدولي واالمم املتحدة بانها وجود هيئات منتخبة من اهل الوحدة املحلية‪ ،‬اما انتخابا يشمل‬
‫جميع أعضائها او يشمل الكثير منهم‪ ،‬واما مختارة محليا تعهد اليها اإلدارة املركزية باالضطالع بإدارة كل او‬
‫بعض املرافق والشؤون املحلية‪ ،‬ويكون لها شخصية معنوية وذمة مالية مستقلة وأجهزتها املحلية وتخضع‬
‫لرقابة واشراف من السلطة املركزية‪i.‬‬

‫ونستخلص من التعاريف املذكورة سلفا ان الجماعات املحلية هي وحدات المركزية مقسمة جغرافيا من‬
‫إقليم الدولة حيث تعتبر وحدة إدارية مصغرة للدولة وهي عبارة عن هيئات منتخبة لها شخصية معنوية‬
‫وتخضع للرقابة من السلطة املركزي‬

‫‪-2‬جناد حميدة‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11-11‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب األول‪ :‬طبيعة النظام القانوني للجماعات املحلية‬


‫تتمثل الجماعات املحلية في البلدية والوالية‪ ،‬التي تسند اليها الوظيفة اإلدارية املتعلقة بإشباع الحاجات‬
‫املحلية‪ ،‬وهي هيئات مستقلة عن السلطة املركزية والتي تتطلب ان يتولى تسييرها ممثلوا أصحاب املصلحة‬
‫من سكان اإلقليم‪ ،‬ألنهم أدرى من غيرهم بالحاجات املحلية املتجددة بحكم معايشتهم للقضايا اليومية‪.‬‬
‫ان التنظيم اإلداري لبلد ما يتضمن عموما عدة مستويات‪ ،‬فتنفيذ االعمال ذات النفع العام يكون موزع فيما‬
‫بين الدولة ممثلة في اإلدارات املركزية والجماعات املحلية املتمتعة بالشخصية املعنوية‪ ،‬والتي تقوم بتسيير‬
‫املصالح املحلية‪ ،‬وكما يالحظ ان هناك حلين ملسألة التنظيم اإلداري يطلق عليهما تقليديا املركزية‬
‫والالمركزية‪i.‬‬

‫حيث عرفت املادة ‪ 20‬من التعديل الدستوري األخير لسنة ‪ 0202‬على ان‪ ":‬الجماعات املحلية للدولة هي‬
‫البلدية والوالية‪ .‬البلدية هي الجماعة القاعدية بغرض تحقيق توازن اقتصادي واجتماعي للبلديات محدودة‬
‫التنمية‪ ،‬وتكفل أفضل باحتياجات سكانها‪ ،‬يمكن ان يخص القانون بعض البلديات‪ ،‬األقل تنمية‪ ،‬بتدابير‬
‫خاصة"‪.‬‬
‫وكذلك املادة ‪ 21‬من التعديل الدستوري األخير لسنة ‪ 0202‬بينت طبيعة النظام اإلداري حيث نصت على‬
‫ان‪ ":‬تقوم العالقات بين الدولة والجماعات املحلية على املبادئ الالمركزية وعدم التركيز"‪.‬‬
‫وكما حددت ونصت املادة ‪ 21‬من التعديل الدستوري األخير لسنة ‪ 0202‬بان‪ ":‬يمثل املجلس املنتخب قاعدة‬
‫الالمركزية‪ ،‬ومكان مشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العمومية"‪0.‬‬

‫وحسب موضوع بحثنا سوف نقوم بدراسة أساليب التنظيم االداري في الفرع األول‪ ،‬وفي الفرع الثاني نتطرق‬
‫الى التطور التاريخي لنظام اإلدارة املحلية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2‬حرحوز عبد الحفيظ‪( ،‬تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر (دراسة حالة والية مسيلة))‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.31-31‬‬
‫‪ -0‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،0202‬الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم‪ ،110-02‬املؤرخ في ‪32‬‬
‫ديسمبر‪ ،0202‬املتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬في الجريدة الرسمية رقم ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪32‬ديسمبر ‪ .0202‬ص‪.20-22‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬أساليب التنظيم االداري‬


‫نقوم في هذا الفرع بمعرفة معنى نظام املركزية والالمركزية اإلدارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املركزية اإلدارية‬
‫‪ -2‬تعريف املركزية اإلدارية‬
‫تعني املركزية اإلدارية حصر جميع مظاهر الوظيفة اإلدارية وتركيزها في يد السلطة املركزية بالعاصمة‬
‫وممثليها في األقاليم‪ ،‬فهي تفترض وجود جهة إدارية واحدة تمارس كل أوجه النشاط اإلداري على مستوى كل‬
‫إقليم الدولة تشمل خدماتها جميع املواطنين دون استثناء‪i.‬‬

‫‪ -0‬صور املركزية اإلدارية‬


‫أ‪ -‬التركيزاإلداري‪:‬‬
‫ويسميه البعض بالتركيز املطلق أو املركزية الوحشية‪ ،‬ويقصد به أن تتركز السلطة اإلدارية في جزئياتها‬
‫وعمومياتها في يد الوزراء في العاصمة حيث يجرد كل ممثلي األقاليم والهيئات من سلطة القرار ويتحتم عليهم‬
‫إ‬
‫الرجوع للوزير املختص في كل شأن من شؤون اإلقليم او املرفق‪ ،‬وال شك أن األخذ بهذا النمط من التنظيم‬
‫واألسلوب اإلداري من شأنه أن يحدث حالة من االختناق في نتيجة تراكم امللفات وانتظار الحسم فيها من قبل‬
‫الوزير املعني‪ ،‬ما ستأخذه هذه العمليات من وقت طويل مما ينعكس سلبا على الجمهور املعني بالخدمة ‪0.‬‬

‫ب‪ -‬عدم التركيزاإلداري‪:‬‬


‫يعني عدم التركيز اإلداري توزيع االصالحيات اإلدارية بين السلطة املركزية والهيئات والفروع اإلدارية التابعة‬
‫لها سواء في العاصمة داخل الجهاز املركزي نفسه‪ ،‬أو في األقاليم‪ ،‬مع احتفاظ سلطة املركز بحق الرقابة‬
‫الرئاسية عليهم‪ ،‬ويبدو ان ازدياد نشاط الدولة مع اتساع اقليمها قد افضيا الى ضرورة منح الفروع اإلدارية في‬
‫األقاليم سلطة البث في األمور اإلدارية دون الرجوع لسلطة املركز‪3.‬‬

‫‪ -2‬كمال جعالب‪ ،‬اإلدارة املحلية وتطبيقاتها‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ ،0220‬ص‪.20‬‬
‫‪ -0‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0220 ،‬ص‪.251‬‬
‫‪ -3‬كمال جعالب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21-21‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬


‫‪ .2‬مفهوم الالمركزية‬
‫يقصد بالالمركزية اإلدارية توزيع الوظائف اإلدارية بين الحكومة املركزية في العاصمة وبين هيئات محلية او‬
‫مصلحية مستقلة‪ .‬ومن هنا يتبين لنا ان النظام املركزي يقابله تماما النظام الالمركزي‪ ،‬اذ األول يعتمد على‬
‫ظاهرة تركيز الوظيفة اإلدارية والثاني يقوم على توزيعها‪.‬‬
‫والالمركزية االدارية جانبين‪:‬‬
‫‪ -‬جانب سياس ي يتمثل في تمكين األجهزة املحلية املنتخبة من قبل الشعب وتسيير شؤونها بيدها مما يحقق‬
‫مبدا الديمقراطية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬اما الجانب القانوني فيتجسد في توزيع الوظيفة اإلدارية في الدولة بين األجهزة املركزية والهيئات املستقلة‬
‫ذات الطابع املرفقية او املصلحي من جهة ثانية‪ ،‬وهو من شانه ان يقرب اإلدارة أكثر من الجمهور‪i.‬‬

‫‪ .0‬صور الالمركزية اإلدارية‬


‫إذا كانت الالمركزية اإلدارية تعني توزيع االختصاص بين السلطة املركزية والهيئات املستقلة املحلية‬
‫واملصلحية‪ ،‬فإنها على هذا النحو تتخذ صورتين الالمركزية اإلقليمية والالمركزية املرفقية او املصلحية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الالمركزية اإلقليمية‪:‬‬

‫وتتجلى في استقالل جزء من إقليم الدولة في تسيير شؤونه املختلفة واشباع حاجات افراده‪ ،‬وقد دعت‬
‫الضرورة اتباع هذا النوع من النظام اإلداري بعد عجز السلطات املركزية على القيام بكل صغيرة وكبيرة في‬
‫مختلف أجزاء اإلقليم‪ ،‬وبعد ان ثبت ان لكل منطقة داخل الدولة مميزات خاصة االمر الذي فرض االعتراف‬
‫بالشخصية املعنوية لهيئات محلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الالمركزية املرفقية‪:‬‬

‫وتتجسد في انفصال مرفقي معين عن الدولة وتمتعه بقدر من االستقالل ليشكل مؤسسة عامة وطنية او‬
‫محلية‪2.‬‬

‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.220-222‬‬


‫‪ -0‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.203‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬أركان الالمركزية اإلدارية‬


‫يقوم النظام الالمركزي على ثالثة اركان فهو يعترف بوجود مصالح محلية متميزة ويعترف أيضا بوجود هيئات‬
‫محلية او مرفقية مستقلة‪ ،‬ويربط هذه األجهزة املستقلة بالسلطة املركزية بموجب فكرة الوصاية نحلل بش يء‬
‫من االيجاز كل ركن لوحده‪.‬‬
‫االعتراف بوجود مصالح محلية متميزة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إذا كان يجب ان تشرف الدولة ممثلة في جهازها املركزي على تسيير شؤون الدفاع والقضاء واملرافق‬
‫االستراتيجية ذات الطابع الوطني‪ ،‬فانه من األفضل واالنسب ان تترك بعض االعمال كالنقل وتوزيع املياه‬
‫ونظافة املدينة والصحة والتعليم للتسيير محليا وذلك انطالقا من فكرة ان أبناء املنطقة هم اعلم بشؤونهم‬
‫او بشؤون اقليمهم‪.‬‬
‫االعتراف بوجود هيئات محلية او مصلحية مستقلة‪:‬‬ ‫‪-0‬‬
‫ويقصد بهذا الركن ان هذه الهيئات املحلية واملصلحية استقلت عن السلطة املركزية‪ ،‬وهذا االستقالل‬
‫يخولها حق اتخاذ القرار وتسيير شؤونها بيدها دون تدخل من الجهاز املركزي‪ ،‬ويقتض ي توافر هذا الركن‬
‫االعتراف للوحدة اإلدارية املحلية او املرفقية بالشخصية املعنوية ليتم اإلعالن الرسمي لفصلها عن الدولة‪،‬‬
‫ومنه فان استقالل األجهزة املحلية عن السلطة املركزية يقتض ي تطبيق نظام االنتخاب فهو الضمانة‬
‫الحقيقية والوحيدة لتجسيد فكرة االستقاللية‪ .‬ومما ال شك فيه ان االنتخاب هو الضمانة األساسية‬
‫والوسيلة املثلى لتحقيق الديمقراطية‪ ،‬هذه األخيرة التي تفرض ان يشارك الشعب في تسيير الشؤون املحلية‬
‫عبر مجلس منتخب الن القول بخالف ذلك مدعاة لتدخل السلطة املركزية في شؤون اإلقليم‪ ،‬وهو ما يفقد‬
‫في النهاية الغاية من وجود هيئات محلية مستقلة‪i.‬‬

‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.220-222-225-221‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫خضوع األجهزة املستقلة لوصاية السلطة املركزية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫سبق القول ان الالمركزية تمثل صورة من صور اإلدارة الذاتية اذ انها تمكن اإلدارة املحلية او املرفق من‬
‫تسيير شؤونه بنفسه دون حاجة للرجوع للسلطة املركزية‪ ،‬وإذا كان الشخص املعنوي الالمركزي يتمتع‬
‫بصالحيات اصلية يمارسها بعيدا عن السلطة املركزية بحيث تتوزع الوظيفة اإلدارية بين الشخص املعنوي‬
‫العام األساس ي أي الدولة واألشخاص العامة القانونية األخرى كاملجموعات املحلية‪ ،‬فان هذا االستقالل ال‬
‫يصل الى حد االنفصال املطلق والى اعدام كل العالقة بين هذه األشخاص والدولة‪ ،‬بل تظل العالقة قائمة‬
‫بين الهيئة املستقلة والدولة بموجب نظام يعرف(بالوصاية اإلدارية)‪ ،‬ويقصد بها مجموع السلطات التي‬
‫يقرها القانون لسلطة عليا على اشخاص الهيئات الالمركزية واعمالهم بقصد حماية املصلحة العامة‪ .‬ومن‬
‫هنا فان نظام الوصاية أداة قانونية بموجبها نضمن وحدة الدولة وذلك بإقامة عالقة قانونية دائمة‬
‫ومستمرة بين األجهزة املستقلة والسلطة املركزية‪ ،‬كما ان نظام الوصاية يكفل للهيئات املستقلة حقها في‬
‫اتخاذ القرار بالكيفية والحدود التي رسمها القانون‪i.‬‬

‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.201-220‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي لنظام الجماعات املحلية‬


‫عرف نظام اإلدارة املحلية منذ زمن بعيد‪ ،‬غير أنه لم يأخذ شكله القانوني وسمته النظامية إال بعد قيام‬
‫الدولة الوطنية أو القطرية الحديثة‪ ،‬ذلك أن الدولة الحديثة ازدادت أعبائها تجاه املواطنين مما جعل نقل أو‬
‫تفويض بعض هذه األعباء إلى وحدات محلية أمرا ال محيد عنه‪ ،‬كما أن اإلدارة املحلية لم تحظى بالدراسات‬
‫األكاديمية إال منذ وقت قريب‪ ،‬فقد بدأ االهتمام بهذا الحقل العلمي من جانب رجال القانون والسياسيين‬
‫أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬وبقيت دراسة اإلدارة املحلية فرعا من دراسة القانون العام ليصبح بعد ذلك علما‬
‫قائما بذاته‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن نظام اإلدارة املحلية كظاهرة قانونية لم يعرف تاريخه التشريعي إال في مرحلة القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬ففي إنجلترا لم يكن للمدن مجالس محلية يشترك فيها املواطنون قبل ‪1835‬م‪ ،‬ولعل أول تشريع صدر‬
‫في هذا املجال هو قانون اإلصالح سنة ‪1832‬م تم توالى بعد ذلك ظهور التشريعات املنظمة للحكم املحلي بها‪،‬‬
‫أما في فرنسا فلم تنشأ بها املجالس املحلية إال في عام ‪1833‬م‪ ،‬ولم تعطى تلك املجالس حق إصدار القرارات‬
‫اإلدارية إال في عام ‪i .1884‬‬

‫أما في الجزائر فقد مر تنظيم اإلدارة املحلية بعدة مراحل تاريخية‪ ،‬وكان لكل مرحلة خصوصيات فنية تحدد‬
‫شكل التنظيم اإلداري املتبع‪ ،‬ففي العهد العثماني تميزت اإلدارة املحلية في الجزائر بأربع أنماط أساسية‬
‫استغرقت املدة الزمنية املقدرة بثالثة قرون (‪ )1830-1518‬وقد ظهر النمط األول في مرحلة البايات ووصف‬
‫بأنه نظاما مركزيا شديدا سيطرت فيه القادة سيطرة تامة على مقاليد الحكم واإلدارة في البالد‪ ،‬وأما النمط‬
‫الثاني فقد ظهر في مرحلة الباشوات وهو نظام مركزي أيضا كسابقه‪ ،‬باإلضافة إلى انفصال الباشوات عن‬
‫القاعدة الشعبية ألن الباشا كان يعين ملدة معينة وبالتالي فإنه ال يحتاج إلى والء الشعب‪ ،‬وأما املرحلة الثالثة‬
‫فتميزت بظهور االغات وقد تجلى في هذه املرحلة الطابع العسكري الذي عرفت به الطبقة الحاكمة‪ ،‬وأما‬
‫األسلوب األخير في التنظيم اإلداري فقد ظهر في مرحلة الدايات وهنا تأكد الوجود الحقيقي للحكم العثماني في‬
‫الجزائر‪ ،‬وتولد فيها تنظيم إداري محلي في إطار محدود إلى جانب السلطة املركزية ‪0‬‬

‫‪ -2‬س ي محمد بن زرقة‪( ،‬آليات الديموقراطية التشاركية في اإلدارة املحلية الجزائرية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -0‬ملير عبد القادر‪( ،‬الضرائب املحلية ودورها في تمويل الجماعات املحلية)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص اقتصاد وإدارة اعمال‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬ص ‪.46-45‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وأما اإلدارة في عهد االحتالل الفرنس ي فكانت الحكومة الفرنسية تعتبر الجزائر والية من الواليات التابعة‬
‫لدولتها‪ ،‬لذلك جاء التنظيم اإلداري في الجزائر حريصا على استقرار املعمرين األوربيين ومتوافقا مع نمط‬
‫معيشتهم‪ ،‬وفي املقابل خصصت فرنسا املستعمرة للسكان األصليين نظاما قمعيا‪ ،‬وكمثال على اإلدارة‬
‫العمومية في عهد االستعمار ما حدث في ‪ 1848‬حيث قسمت الجزائر إلى ثالث واليات‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬وكانت كل والية يحكمها الوالي ومجلس عام‪ ،‬أما البلديات فكانت على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬بلديات ذات صالحيات تامة تخضع للقانون الفرنس ي الصادر سنة ‪1884‬م‪.‬‬
‫‪ -‬بلديات مختلطة تخضع في تسييرها للقانون الخاص الصادر في ‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املناطق الجنوبية تخضع لإلدارة العسكرية‪.‬‬
‫لكن أثناء مؤتمر الصومام املنعقد في ‪ 20‬أوت ‪ 1956‬تمت إعادة النظر في التقسيم اإلداري للوطن املكرس من‬
‫طرف االستعمار الفرنس ي‪ ،‬وكان من أهم نتائج مؤتمر اصومام تقسيم الجزائر إلى ‪ 06‬واليات وهي‪ :‬األوراس‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬القبائل‪ ،‬الجزائر و الصحراء‪ ،‬و قسمت كل والية إلى مناطق‪ ،‬وكل منطقة إلى نواحي‪ ،‬وكل‬
‫ناحية إلى أقسام‪ ،‬وكل قسم إلى فوج‪ ،‬فجاء هذا التنظيم كرد فعل على اإلدارة االستعمارية التي استخدمت‬
‫طيلة فترة االحتالل الفرنس ي للجزائر كجهاز قهر وتسلط ضد السكان الجزائريين‪ ،‬وبذلك أقامت قيادة الثورة‬
‫أثناء حرب التحرير إدارة محلية موازية إلدارة االستعمار ‪i.‬‬

‫أما بعد االستعمار فقد مر التنظيم اإلداري املحلي بعدة مراحل‪ ،‬وارتبط بعدة متغيرات شديدة الصلة بنظام‬
‫الحكم والظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية املوروثة عن االستعمار‪ ،‬فقد عرفت الجزائر أول‬
‫تشريع لإلدارة املحلية بموجب األمر ‪ 24-67‬املتعلق بالبلدية‪ 0،‬ثم االمر ‪ 38-69‬املتضمن قانون الوالية‪ 3،‬وما‬
‫ميز هاذين القانونين هو تأثرهما بالتنظيم اإلداري الفرنس ي واقتفائه بدل النموذج البريطاني‪ ،‬إلى جانب‬
‫فلسفة النظام السياس ي القائم في البالد والذي كان يقوم على مركزية القرار والحزب الواحد والنهج‬
‫االشتراكي‪.‬وبعد دخول الجزائر مرحلة االنفتاح الديمقراطي والتعددية السياسية تعززت اإلدارة املحلية‬
‫بتشريع جديد تمثل في صدور قانون ‪1،08-90‬متعلق بالبلدية والقانون ‪5.90-09‬‬

‫علي محمد‪( ،‬مدى فعالية دور الجماعات املحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في قانون اإلدارة‬ ‫‪.2‬‬
‫املحلية‪ ،‬جامعة أبو بكر القايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬ص ‪.21-20‬‬
‫االمر ‪ ،01-20‬املتعلق بالبلدية رقم‪ ،01-20‬املؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،2120‬املتضمن قانون البلدية االول‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم‬ ‫‪.0‬‬
‫‪ 2‬لسنة ‪.2120‬‬
‫االمر ‪ ،31-21‬املؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ ،2121‬املتضمن ميثاق الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،11‬لسنة ‪.2121‬‬ ‫‪.3‬‬
‫القانون رقم ‪ 08-90‬في ‪-07‬أبريل ‪ 1990‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،15‬سنة ‪.1990‬‬ ‫‪.1‬‬
‫القانون رقم‪ 21-12‬في ‪- 20‬أبريل ‪ 2112‬املتعلق بالوالية‪ ،‬جريدة الرسمية رقم ‪ ،25‬سنة ‪.2112‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد شهدت الجماعات املحلية في ظل هذه املرحلة الجديدة تحول جذري املتعلق بالوالية من تنظيم إداري محلي‬
‫كان مرتبطا بأدبيات التوجه االشتراكي إلى تنظيم آخر يستمد مبادئه وقواعده من أفكار ومفاهيم تغاير تماما‬
‫الطرح األحادي في شكله ومضمونة‪.‬‬
‫إال أن ميثاق البلدية والوالية بعد مرور عقدين من الزمن أضحيا ال يسايران متطلبات وخصوصيات املرحلة‬
‫بسبب القصور وعدم القدرة على امتصاص أنواع الخلل‪ ،‬وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة نحو التفكير في قانون‬
‫جديد يعيد التوازن املفقود لإلدارة املحلية‪ ،‬فاضطرت حينها السلطة الحاكمة إلى إصدار القانون رقم ‪10-11‬‬
‫املتعلق بالبلدية‪i،‬والقانون رقم ‪ 07-12‬املتعلق بالوالية‪0.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املجالس املحلية املنتخبة في الجزائر‬


‫إن موضوع املجالس الشعبية املنتخبة على املستوى املحلي أو على املستوى الوطني جاء تجسيد ملا كرسته‬
‫مختلف املواثيق والدساتير التي عرفها النظام السياس ي الجزائري‪ ،‬وقد تشكلت هذه املجالس وفق شروط‬
‫حددتها القوانين خاصة القوانين املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬حيث مارست صالحيات خولتها لها القوانين‬
‫املنظمة لنشاطها‪ ،‬كما أن نوعية هذه املجالس كان لها انعكاس كبير على مدى تجسيدها على أرض الواقع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النظام القانوني لتشكيل املجالس املحلية املنتخبة‬
‫إن املجالس املحلية املنتخبة واملتمثلة في املجلس الشعبي البلدي واملجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬تمثل األساس‬
‫للتسيير واإلدارة‪ ،‬وهي بذلك الرابط بين املواطن واإلدارة املركزية‪ ،‬وهذا في تنفيذ املشاريع املسطرة وفي توفير‬
‫الخدمات املختلفة‪ ،‬وبوجود إدارة لدى السلطات املركزية واملجتمعات املحلية في تنمية تشمل مختلف املجاالت‬
‫التي يطمح لها املواطن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املجلس الشعبي البلدي‬
‫يمثل اإلدارة الرئيسية بالبلدية وينتخب املجلس وفقا للمادة ‪ 65‬من قانون االنتخابات الجديد ملدة ‪ 5‬سنوات‬
‫عن طريق االقتراع النسبي على القائمة‪ ،‬وعليه فإن دراسته تقتضـي أن نتطرق إلى تشكيلته واختصاصاته‬
‫وتسييره‪.‬‬

‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 10-11‬املؤرخ في ‪ 22‬يونيو متعلق بالبلدية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،30‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ -0‬القانون ‪ 07-12‬املؤرخ في ‪ 2012-02-21‬املتعلق بالوالية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،12‬سنة ‪.2012‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬تشكيل املجلس الشعبي البلدي‪:‬‬


‫هو جهاز مداولة منتخب يمثل الجناح الشعبي في السلطة التنفيذية‪ ،‬ويتشكل من اعضاء يمثلون اهل‬
‫الوحدة املحلية‪ ،‬بحيث االهالي هم من يختارون ممثليهم هذا حسب ما نص عليه القانون العضوي ‪16/10‬‬
‫املتعلق باالنتخابات من خالل املواد ينتخب املجلس الشعبي البلدي عبر االقتراع العام السري املباشر لعهدة‬
‫مدتها ‪ 5‬سنوات بطريقة االقتراع النسبي على القائمة بحيث تجرى االنتخابات في ظرف الثالث أشهر التي‬
‫تسبق انتهاء العهدة الجارية‪.‬‬
‫إال ان هذه العهدة تمدد تلقائيا في حالة تطبيق التدابير املنصوص عليها في ‪ 104،107،110‬من الدستور‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 66‬من القانون العضوي ‪ 10-16‬املتعلق بقانون االنتخابات تنص على ان املقاعد توزع بالتناسب‬
‫حسب عدد االصوات التي تحصل عليها كل قائمة مع تطبيق قاعدة الباقي اقوى‪ .‬يتغير عدد اعضاء املجالس‬
‫البلدية على حسب تغير عدد سكان البلدية الناتج عن عملية االحصاء العام للسكان واالسكان االخير ضمن‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-13 -‬عضوا في البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-25 -‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 10.000‬و‪ 20.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-19 -‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 20.001‬و‪ 50.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-23 -‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 50.001‬و‪ 100.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-33 -‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 100.001‬و‪ 200.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-43 -‬عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها ‪ 200.001‬نسمة أو يفوقه‪i.‬‬

‫يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم وملدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة االختصاص‪،‬‬
‫حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم‪0 :‬‬
‫‪ -‬الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬الوالي املنتدب‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬األمين العام للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬عضو املجلس التنفيذي للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬القاض ي‪-‬أفراد الجيش الوطني الشعبي‪.‬‬

‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية األمانة العامة‪ ،‬املادة ‪-80‬من القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ في‬
‫‪-25‬اوت ‪ ،2016‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬العدد ‪ ،50‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -0‬املادة ‪ 81‬من القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ في ‪ 25‬اوت ‪ ،2016‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬العدد ‪ ،50‬ص ‪.20‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬املراقب املالي للوالية‪-‬األمين العام للبلدية‪.‬‬


‫‪ -‬رئيس مصلحة بإدارة الوالية وبمديرية تنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬موظفوا أسالك األمن‪.‬‬
‫‪ -‬امين خزينة البلدية‪-‬املراقب املالي للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬األمين العام للبلدية‪-‬مستخدموا البلدية‪.‬‬
‫‪-0‬اختصاصات املجلس الشعبي البلدي‬
‫يشكل املجلس الشعبي البلدي إطارا للتعبير عن الديمقراطية‪ ،‬ويمثل القاعدة الالمركزية ومكان مشاركة‬
‫املواطن في تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬ويتعين على املصالح التقنية للدولة تقديم املساهمة للبلدية وفق‬
‫الشروط املحددة في القوانين والتنظيمات املعمول بها‪.‬‬
‫التعاون بين البلديات أو أي جماعة إقليمية أخرى يخضع إلى املوافقة املسبقة للوزير املكلف بالداخلية بعد‬
‫أخذ رأي وزير الشؤون الخارجية‪.‬‬
‫وتتلخص صالحيات البلدية في عدة مجاالت كما هو منصوص عليه في املواد من ‪ 107‬إلى ‪ 124‬قانون البلدية‬
‫‪ 10 – 16‬كما يلي‪i:‬‬

‫أ‪ -‬في مجال التهيئة والتنمية‬


‫‪ -‬يعد املجلس الشعبي البلدي برامجه السنوية ومتعدد السنوات املوافقة ملدة عهدته ويصادق عليها‬
‫ويسهر على تنفيذها‪ ،‬تماشيا مع الصالحيات املخولة له قانونا‪.‬‬

‫‪ -‬يكون اختيار العمليات التي تنجز في إطار املخطط البلدي للتنمية من صالحيات املجلس الشعبي‬
‫البلدي‬

‫‪ -2‬املادة ‪ 81‬من القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ في ‪-25‬اوت ‪ ،2016‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬العدد ‪ ،50‬ص ‪.19-16‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫يشارك في إجراءات إعداد عمليات تهيئة اإلقليم والتنمية املستدامة وتنفيذها‪ ،‬كما أن أي مشروع استثمار أو‬
‫تجهيز على إقليم البلدية أو أي برنامج للتنمية يخضع للرأي املسبق للمجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬يسهر على حماية األراض ي الفالحية واملساحات الخضراء‪ ،‬كما أنه يبادر لكل عملية واتخاذ كل إجراء‬
‫من شأنه التحفيز وبث نشاطات اقتصادية تتماش ى مع طاقات البلدية ومخططها التنموي‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم البلدية في حماية التربة واملوارد املائية والسهر على االستغالل األفضل لهما باإلضافة إلى ذلك‬
‫يتخذ كافة التدابير التي تشجع االستثمار وترقيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬في مجال التعميروالهياكل القاعدية والتجهيز‬

‫‪ -‬تتزود البلدية بكل أدوات التعمير بعد املصادقة عليها بموجب مداولة املجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬أي مشروع يمكنه املساس بالبيئة والصحة العمومية على إقليم البلدية يقتض ي موافقة املجلس‬
‫الشعبي البلدي باستثناء املشاريع التي لها منفعة وطنية والتي تخضع لألحكام املتعلقة بحماية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬بمساعدة املصالح التقنية للدولة تتأكد البلدية من احترام تخصيصات األراض ي وقواعد استعمالها‪،‬‬
‫مع السهر على املراقبة الدائمة ملطابقة عمليات البناء ذات العالقة ببرامج التجهيز والسكن‪.‬‬
‫‪ -‬يسهر على احترام األحكام في مجال مكافحة السكنات الهشة غير القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬تسهر البلدية على الحفاظ على وعائها العقاري ومنح األولوية في تخصيصها لبرامج التجهيزات‬
‫العمومية واالستثمار االقتصادي‪ ،‬تسهر أيضا على الحفاظ على األمالك العقارية التابعة لألمالك‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الشروط التحفيزية للترقية العقارية في مجال السكن‪ ،‬كما تساهم في ترقية برامج السكن‬
‫وتهيئة املساحات املوجهة الحتواء النشاطات االقتصادية أو التجارية أو الخدماتية‪.‬‬
‫ت‪ -‬في مجال التربية والحماية االجتماعية والرياضية والشباب والثقافة والتسلية والسياحة‬
‫‪ -‬تنجز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخريطة املدرسية الوطنية وضمان صيانتها‪ ،‬مع انجاز‬
‫وتسيير املطاعم املدرسية والسهر على ضمان وتوفير وسائل نقل التالميذ والتأكد من ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم في انجاز الهياكل القاعدية البلدية الجوارية املوجهة للنشاطات الرياضية والشباب والثقافة‬
‫والتسلية التي يمكنها االستفادة من املساهمة املالية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬املساهمة في تطوير الهياكل األساسية الجوارية املوجهة لنشاطات التسلية ونشر الفن والقراءة‬
‫العمومية والتنشيط الثقافي والحفاظ عليها وصيانتها‪ ،‬مع اتخاذ كل التدابير التي ترمي إلى توسيع‬
‫قدراتها السياحية وتشجيع املتعاملين املعنيين باستغاللها‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع عمليات التمهين واستحداث مناصب شغل‪.‬‬
‫‪ -‬تحصر الفئات االجتماعية املحرومة والهشة واملعوزة وتنظم التكفل بها في إطار السياسات العمومية‬
‫الوطنية املقررة في مجال التضامن والحماية االجتماعية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تساهم في صيانة املساجد واملدارس القرآنية املتواجدة على ترابها وتضمن املحافظة على املمتلكات‬
‫الخاصة بالعيادة‪ ،‬مع التشجيع على ترقية الحركة الجمعوية في ميادين الشباب والثقافة والرياضة‬
‫والتسلية وثقافة النظافة والصحة ومساعدة الفئات املحرومة‪.‬‬
‫ث‪ -‬في مجال النظافة وحفظ الصحة والطرقات البلدية‬
‫‪ -‬تسهر البلدية على توزيع املياه الصالحة للشرب‪ ،‬مع صرف املياه املستعملة‪.‬‬
‫‪ -‬جمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على صحة األغذية واألماكن واملؤسسات املستقبلة للجمهور‪ ،‬مع مكافحة نواقل االمراض‬
‫املتنقلة‪.‬‬
‫‪ -‬صيانة طرقات البلدية‪ ،‬وإشارات املرور التابعة لشبكة طرقاتها‪.‬‬
‫‪ -‬تتكفل البلدية في مجال تحسين املعيشة للمواطن في إطار إمكانياتها بتهيئة املساحات الخضراء ووضع‬
‫العتاد الحضري وتساهم في صيانة فضاءات الترفيه والشواطئ‪.‬‬
‫‪-3‬تسييراملجلس الشعبي البلدي‬
‫إن تسيير أعمال املجلس الشعبي البلدي يعقد دورات وإجراء مداوالت كما يشكل لجان مختصة‪i.‬‬

‫أ‪ -‬الدورات‪:‬‬

‫وهي الدورات العادية والغير عادية‬


‫‪ -‬الدورات الغيرعادية‪:‬‬
‫يمكن للمجلس الشعبي البلدي أن يعقد دورة غير عادية كلما اقتضت ذلك شؤون البلدية سواء بطلب من‬
‫رئيسه أو ثلث أعضائه أو من الوالي ولصحة عقد الدورة يشترط القانون البلدي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االستدعاء‪ :‬يوجه رئيس البلدية إلى كل عضو يسجله في سجل مداوالت البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬يتم إرسال االستدعاء كتابيا إلى مقر سكن العضو‪.‬‬
‫‪ -‬يوجه قبل عشرة أيام من عقد الدورة على أنه يمكن تخفيض تلك املدة إلى ما ال يقل عن يوم عمل‬
‫واحد في حالة االستعجال‪.‬‬

‫‪ -‬جدول األعمال‪ :‬يتم إعداده من طرف رئيس املجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫‪ -‬يتم نشره عن طريق التعليق في مدخل قاعة املداوالت واألماكن املخصصة إلعالم الجمهور‪.‬‬

‫‪ -2‬لوناس ي حنان‪( ،‬منصوري كنزة‪ ،‬أثر النظام االنتخابي على تسيير املجالس املحلية املنتخبة في الجزائر)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬تخصص سياسات عامة وإدارة الجماعات املحلية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2017/2017‬ص ‪.58-56‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يتم إرفاقه مع االستدعاء املوجه إلى العضو لحضور الدورة‪.‬‬


‫‪ -‬حضور األغلبية املطلقة‪ :‬يشترط لصحة انعقاد الدورة حضور األغلبية املطلقة لألعضاء املمارسين‬
‫إلى الدورة وبخالفه يوجه استدعاء ثان بفارق ‪ 3‬أيام بينهما‪ ،‬وإذا لم يتوفر النصاب يتم توجيه‬
‫استدعاء ثالث وحينها يكون عقد الدورة صحيحا مهما كان عدد الحاضرين‪i.‬‬

‫‪ -‬الدورة العادية‪:‬‬
‫يجب على املجلس أن يعقد دورة كل ‪ 3‬أشهر أي ‪ 4‬دورات عادية في السنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬املداوالت‪:‬‬
‫يجري املجلس الشعبي البلدي مداوالت تحكمها القواعد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العالنية‪ :‬القاعدة العامة أن مداوالت املجلس علنية إال أنها تكون استثنائية مغلقة في حالتي فحص‬
‫حاالت املنتخبين االنضباطية وفحص املسائل املرتبطة باألمن واملحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬لغة املداوالت‪ :‬تجرى وتحرر باللغة العربية‪.‬‬
‫التصويت‪ :‬تتخذ املداوالت باألغلبية املطلقة لألعضاء املمارسين الحاضرين مع ترجيح صوت الرئيس عند‬
‫تساوي األصوات‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة‪ :‬ال يحق للعضو الوكيل أن يحمل أكثر من وكالة واحدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اللجان‪:‬‬

‫يتشكل املجلس الشعبي البلدي من بين أعضائه لجان لدراسة مواضيع معينة وتقديم التوصيات واملقترحات‬
‫بشأنها‪ ،‬فله لجان دائمة وأخرى خاصة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬اللجان الخاصة‪ :‬يطلق عليها باللجان املؤقتة التي يمكن تشكيلها بصفة ظرفية بمناسبة التحقيق أو‬
‫ّ‬
‫دراسة مسألة لها طابع خاص وتتشكل هذه اللجنة بناءا على اقتراح من رئيس املجلس الشعبي البلدي‬
‫ّ‬
‫ويصادق عليها باألغلبية املطلقة وتقدم اللجنة نتائج أشغالها أو تقريرها لرئيس املجلس‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬اللجان الدائمة‪ :‬هي تلك اللجان التي تنشأ مع بداية العهدة االنتخابية للمجلس وتستمر ما دام املجلس‬
‫مستمر وتنتهي بانتهائه‪ ،‬أي أنها جهاز دائم رغم أن أعضائها قد يتغيرون وينظر على أنها مستمرة على‬
‫األقل حتى إعادة التنظيم‪ ،‬كما تقوم أيضا بدراسة وبحث الشؤون الدائمة التي تعرض على املجلس‬
‫ّ‬
‫الشعبي البلدي كاملالية والشؤون االجتماعية والفالحة وغيرها ويتم تشكيل اللجان باقتراح من الرئيس‬
‫باألغلبية املطلقة ويتم تحديدها بالتناسب مع عدد السكان‪.‬‬

‫‪ -2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة املحلية الجزائرية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬املجلس الشعبي الوالئي‬


‫هو مجلس منتخب يمثل االدارة الرئيسية بالوالية يعتبر االسلوب االمثل للقيادة الجماعية‪ ،‬والصورة‬
‫الحقيقية التي بموجبها يمارس مواطني االقليم حقهم في تسيير وادارة ورعاية شؤونهم يختار سكان الوالية‬
‫اعضاء املجلس الوالئي عن طريق االنتخاب باالقتراع العام السري املباشر بنظام التمثيل النسبي ملدة ‪5‬‬
‫سنوات وتوزع املقاعد بالتناسب حسب عدد األصوات التي تحصلت عليها كل قائمة‪.‬‬
‫‪-2‬تشكيل املجلس الشعبي الوالئي‬
‫تنص املادة ‪ 82‬من القانون ‪ 10-16‬أن أعضاء املجالس الشعبية الوالئية تتغير حسب عدد سكان الوالية‬
‫الناتج عن عملية اإلحصاء العام للسكان وضمن الشروط التالية‪i:‬‬

‫‪-35 -‬عضوا في الواليات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 250.000‬نسمة‪.‬‬


‫‪-39 -‬عضوا في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 250.000‬و‪ 650.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-43 -‬عضوا في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 650.001‬و‪ 950.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-47 -‬عضوا في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 950.001‬و‪ 1.150.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-51 -‬عضوا في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 1.150.001‬و‪ 1.250.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪-55‬عضوا في الواليات التي يساوي عدد سكانها ‪ 1.250.001‬نسمة أو يفوقه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم وملدة سنة بعد التوقف عن العمل في دائرة االختصاص‪،‬‬
‫حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم‪0 :‬‬

‫‪ -‬الوالي‪.‬‬
‫‪ -‬الوالي املنتدب‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس الدائرة‪.‬‬
‫‪ -‬األمين العام للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬املفتش العام للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬عضو املجلس التنفيذي‬

‫‪ -‬القاض ي‪.‬‬

‫‪ -‬أفراد الجيش الوطني الشعبي‪.‬‬


‫‪ -‬موظفوا أسالك األمن‪.‬‬

‫‪ -2‬املادة ‪ 82‬من القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ في ‪ 25‬اوت ‪ ،2016‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬العدد ‪ ،50‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -0‬املادة ‪ 83‬من القانون العضوي رقم ‪ ،10-16‬ص ‪.27‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬امين خزينة الوالية‬


‫‪ -‬املراقب املالي للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬األمين العام للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مصلحة بإدارة الوالية وبمديرية التنفيذ‪.‬‬
‫‪-0‬اختصاصات املجلس الشعبي الوالئي‬
‫لقد خصص القانون ‪ 2،07-12‬املتعلق بالوالية املواد من ‪ 73‬إلى ‪ 101‬ضمن إطار صالحيات املجلس الشعبي‬
‫الوالئي وهو ما يدل على اختصاصاته الواسعة التي تعزز مكانة السلطة الشعبية في تسيير شؤون االقليم‬
‫بحيث نجد له صالحيات عامة أخرى‪ ،‬وتمارس الوالية بصفتها هيئة ال مركزية إقليمية صالحياتها طبقا ملبادئ‬
‫القانون ‪ 07-12‬املتعلق بالوالية كمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬يمكن للمجلس الشعبي الوالئي التدخل في املجاالت التابعة الختصاصات الدولة باملساهمة في تنفيذ‬
‫النشاطات املقررة في إطار السياسات العمومية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم املساعدة للبلديات في إطار التكامل وانسجام األعمال التي ينبغي القيام بها‪.‬‬
‫‪ -‬يمكنه املبادرة بكل األعمال التي تهدف إلى انجاز التجهيزات التي بحكم حجمها وأهميتها أو استعمالها‪،‬‬
‫تتجاوز قدرات البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬يبادر حسب قدرات وطابع كل والية‪ ،‬على عاتق ميزانية الوالية‪ ،‬بكل األعمال التي من طبيعتها‬
‫املساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وكذلك إنشاء املعالم التذكارية بالتعاون مع‬
‫البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬يعالج الشؤون التي تدخل ضمن صالحياته عن طريق املداولة‪ ،‬كما أنه يشجع كل مبادرة ترمي إلى‬
‫تفضيل التنمية املنسجمة واملتوازنة إلقليمها‪.‬‬
‫‪ -‬يمارس اختصاصات في إطار الصالحيات املخولة للوالية بموجب القوانين والتنظيمات ويتداول في‬
‫مجال الصحة العمومية وحماية الطفولة واألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬السياحة‪ ،‬االعالم‬
‫واالتصال والتربية والتعليم العالي والتكوين‪ ،‬الشباب والرياضة والتشغيل‪ ،‬السكن والتعمير وتهيئة‬
‫إقليم الوالية‪ ،‬الفالحة والري والغابات‪ ،‬التجارة واألسعار والنقل‪ ،‬الهياكل القاعدية‬
‫واالقتصاديةوكذا التراث الثقافي املادي وغير املادي والتاريخي‪ ،‬حماية البيئة‪ ،‬التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ترقية املؤهالت والنوعية املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬يساهم في إعداد مخطط تهيئة إقليم الوالية ويراقب تطبيقه‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم اآلراء التي تقتضيها القوانين والتنظيمات‪ ،‬ويمكنه أن يقدم االقتراحات واملالحظات في كل ما‬
‫يخص شؤون الوالية إلى الوزير املختص وذلك في أجل أقصاه ‪ 30‬يوم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-3‬تسييراملجلس الشعبي الوالئي‬


‫هو جهاز مداولة على مستوى الوالية‪ ،‬وهيئة أساسية وحتمية في تشكيل جهاز تسيير وادارة الوالية باعتبارها‬
‫جماعة وهيئة إدارية ال مركزية إقليمية ويسير كما يلي‪:‬‬
‫الدورات‪ :‬يعقد دورات عادية وغير عادية والدورات االستثنائية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الدورات العادية‪ :‬يعقد املجلس أربعة دورات في السنة مدة الواحدة أقصاها ‪ 15‬يوما‪ ،‬وقد نص‬ ‫‪-‬‬
‫قانون الوالية على ضرورة إجرائها في تواريخ محددة وإال أصبحت باطلة وهي ّ أشهر مارس‪ ،‬جوان‪،‬‬
‫سبتمبر وديسمبر‪ ،‬كما يشترط القانون أن يوجه الرئيس االستدعاءات ألعضاء املجلس قبل ‪ 10‬أيام‬
‫(من تاريخ انعقاد الدورة مرفقة بجدول األعمال)‪.‬‬
‫الدورات الغيرعادية‪ :‬يمكن للمجلس عندما تقتض ي الحاجة إلى ذلك أن يعقد دورات غير عادية‬ ‫‪-‬‬
‫سواء بطلب من رئيس املجلس الشعبي الوالئي أو ثلث ‪ 1/3‬أعضاء املجلس أو الوالي‪ ،‬لم يحدد قانون‬
‫الوالية مدة الدورة غير العادية‪ ،‬حيث تنتهي باستفادة جدول األعمال‪.‬‬
‫الدورات االستثنائية‪ :‬بقوة القانون يجتمع املجلس الشعبي الوالئي في حالة كارثة طبيعية أو‬ ‫‪-‬‬
‫تكنولوجية‪i.‬‬

‫ب‪ -‬نظام املداوالت‪ :‬يجري املجلس الشعبي الوالئي اشغاله باللغة العربية وتحرر محاضره تحت طائلة‬
‫البطالن ايضا بنفس اللغة‪ .‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 05‬من قانون الوالية‪ ،‬وتكون جلسات املجلس‬
‫علنية كأصل عام خارج دائرة االستثناء املقرر بموجب املادة ‪ 02‬من قانون ‪ ،20-20‬ويتخذ القرار اثناء‬
‫املداولة باألغلبية البسيطة لألعضاء الحاضرين او املمثلين عند التصويت‪ ،‬وفي حالة تساوي‬
‫االصوات يرجح صوت الرئيس‪ ،‬وتوقع املداوالت اثناء الجلسة من جميع االعضاء‪ ،‬وطبقا للمادة ‪50‬‬
‫من قانون الوالية تسجل مداوالت املجلس في سجل خاص يؤشر عليه رئيس املحكمة املختصة‬
‫اقليميا‪ ،‬وكان أفضل بنظرنا وتكريسا لنظام االزدواجية القضائية ان يشير النص صراحة للمحكمة‬
‫االدارية دون غيرها رفعا الي لبس في قواعد االختصاص‪ ،‬ويوقع محضر الجلسة من جميع املنتخبين‬
‫الحاضرين او املمثلين عند التصويت‪ ،‬ويرسل مستخلص املداولة في اجل ‪ 1‬ايام للوالي من قبل رئيس‬
‫املجلس مقابل وصل استالم‪ ،‬ويعتبر تاريخ ايداع مستخلص املداولة التاريخ املسجل على وصل‬
‫االستالم‪ ،‬وتشكل املداوالت مظهر من مظاهر استقالل املجلس الشعبي الوالئي وصورة من صور‬
‫مشاركة الشعب في تسيير شؤون االقلىم‪0.‬‬

‫‪ -2‬لوناس ي حنان‪ ،‬منصوري كنزة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61-59‬‬


‫‪ -0‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.322‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يتولى رئيس الجلسة إدارة الجلسات وضبط املناقشات داخلها‪ ،‬مما يحق له طرد كل شخص غير عضو‬
‫بعد إنذاره‪ ،‬إذ ما أحل بحسن سير العمل داخل املجلس وتوقع املداوالت أثناء الجلسة وجوبا من األعضاء‬
‫الحاضرين أو ثلثي ‪ 2/3‬أعضاء املجلس وتوقع املداوالت أثناء الجلسة وجوبا من األعضاء الحاضرين أو‬
‫املمثلين عن التصويت بعدما تحرر وتسجل حسب ترتبها الزمني في سجل خاص مرقم ومؤشر من طرف‬
‫املحكمة املختصة إقليميا‪ ،‬ويقوم الوالي خالل ‪ 8‬أيام التي تلي التاريخ دخولها حيز التنفيذ بإلصاقها في األماكن‬
‫املخصصة لإلعالم بمقر الوالية والبلدية‪ ،‬مع احترام الحياة الخاصة للمواطنين وبسرية االعالم والنظام‬
‫العام‪.‬كما يحق لكل مواطن ذو مصلحة االطالع على محضر املداوالت في عين املكان وأن يحصل على نسخة‬
‫كاملة أو جريئة على ثقته‪ ،‬تصبح املداوالت نافذة بقوة القانون بدأ من ‪ 21‬يوما من إيداعها للوالية وال تنفذ إال‬
‫بعد مصادقة وزير الداخلية والجماعات املحلية في أجل أقصاه شهرين‪:‬‬

‫‪ -‬امليزانيات واملحاسبات‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن العقار واقتضائه أو تبادله‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقية التوأمة‪.‬‬
‫الهبات والوصاية‪i.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ت‪ -‬اللجان‪:‬‬
‫يشكل املجلس الشعبي لوالئي عن طريق املداولة املصادق عليها باألغلبية املطلقة لألعضاء‪ ،‬لجانا دائمة‬
‫للمسائل التابعة ملجال اختصاصه السيما املتعلقة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬التربية والتعليم العالي والتكوين املنهي‪.‬‬
‫‪ -‬االقتصاد واملالية‪ ،‬والصحة والنظافة وحماية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال وتكنولوجيات االعالم‪.‬‬
‫‪ -‬تهيئة االقليم والنقل والتعمير والسكن‪ ،‬الري والفالحة والغابات والصيد البحري والسياحة‪.‬‬
‫‪ -‬الشؤون االجتماعية والثقافية الدينية والوقف والرياضة والشباب‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية املحلية‪ ،‬التجهيز واالستثمار والتشغيل‬
‫كما يمكنه ايضا تشكيل لجان خاصة لدراسة كل املسائل االخرى التي تهم الوالية‪0.‬‬

‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬دار جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة ‪ ،2012 ،01‬ص‪.001‬‬
‫‪ -0‬كمال محمد امين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.00-02‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬شروط الترشح في املجالس املحلية املنتخبة‬


‫‪ -‬ينتخب املجلس الشعبي البلدي واملجلس الشعبي الوالئي ملدة ‪5‬سنوات بطريقة االقتراع النسبي على‬
‫القائمة‬
‫‪ -‬تجري االنتخابات في ظرف األشهر الثالثة التي تسبق انقضاء املدة النيابية الجارية‪ ،‬غير أن العهدة‬
‫النيابية الجارية تمدد تلقائيا في حالة تطبيق التدابير املنصوص عليها في املواد ‪ 90‬و‪ 93‬و‪ 96‬من‬
‫الدستور‪ ،‬و توزع املقاعد املطلوب شغلها بين القوائم بالتناسب حسب عدد األصوات التي تحصلت‬
‫عليها كل قائمة مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى‪ ،‬وال تؤخذ في الحسبان عند توزيع مقاعد القوائم التي‬
‫لم تحصل على نسبة ‪% 7‬على األقل من األصوات املعبر عنها و ان املعامل االنتخابي الذي يؤخذ في‬
‫الحسبان هو الناتج عن قسمة عدد األصوات املعبر عنها في كل دائرة انتخابية على عدد املقاعد‬
‫املطلوب شغلها ضمن نفس الدائرة االنتخابية‪ ،‬ويتم توزيع املقاعد على كل قائمة في إطار أحكام‬
‫املادتين ‪ 66‬و‪74‬من هذا القانون العضوي حسب الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يحدد املعامل االنتخابي في كل دائرة انتخابية وفق الشروط املبنية في املادة ‪ 67‬من هذا القانون‬
‫العضوي‪.‬‬
‫‪ -‬تحصل كل قائمة على عدد املقاعد يقدر عدد املرات التي تحصلت فيها على املعامل االنتخابي‪.‬‬
‫‪ -‬بعد توزيع املقاعد على القوائم التي تحصلت على املعامل االنتخابي حسب الشروط املحددة في‬
‫الفقرة السابقة ترتب االصوات التي تحصلت عليها القوائم الفائزة بمقاعد واألصوات التي تحصلت‬
‫عليها القوائم غير الفائزة بمقاعد حسب أهمية عدد األصوات التي حصل عليها كل منها وتوزع املقاعد‬
‫حسب هذا الترتيب‪.‬‬
‫‪ -‬يمنح املقاعد األخيرة عند تساوي األصوات التي تحصلت عليها قائمتان أو أكثر للقائمة التي يكون معد‬
‫سن مرشحيها هو األصغر ويجب أن تتضمن قائمة املترشحين للمجالس الشعبية البلدية والوالئية‬
‫عدد من املترشحين يساوي عدد املقاعد املطلوب شغلها وعدد من املستخلفين أال يقل على ‪% 30‬من‬
‫عدد املقاعد املطلوب شغله‪.‬‬
‫نص القانون العضوي على جملة من الشروط الواجب توافرها في الترشح لعضوية املجلس الشعبي البلدي‬
‫وتتمثل هذه الشروط فيما يلي‪i:‬‬

‫‪ -‬أن يستوفي الشروط املتعلقة بالناخب واملتمثلة في الجنسية الجزائرية‪.‬‬


‫‪ -‬التمتع بالحقوق السياسية واملدنية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون بالغا من العمر ‪ 23‬سنة كاملة يوم االقتراع‪.‬‬

‫‪ -2‬القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ في ‪-25‬اوت ‪ ،2016‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬العدد ‪ ،52‬لسنة ‪.0222‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أن يثبت أداء الخدمة الوطنية‪.‬‬


‫‪ -‬أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي الرتكاب جناية أو جنحة سالبة للحرية ولم يرد االعتبار له‬
‫باستثناء الجنح الغير العمدية‪.‬‬
‫وكما يعتبر غير قابلين لالنتخاب خالل ممارسة وظائفهم وملدة سنة بعد التوقف عن العمل ِفي دائرة‬
‫االختصاص كل من الوالي‪ ،‬الوالي املنتدب رئيس الدائرة‪ ،‬االمين العام للوالية والبلدية‪ ،‬املفتش العام للوالية‪،‬‬
‫عضو املجلس التنفيذي للوالية‪ ،‬القاض ي‪ ،‬أفراد الجيش الوطني الشعبي وموظفوا اسالك االمن‪ ،‬أمين خزينة‬
‫البلدية واملراقب املالي لها‪ ،‬مستخدموا البلدية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية على املجالس املحلية املنتخبة‬
‫تمارس الرقابة اإلدارية على املجالس املحلية املنتخبة اما من طرف وزير الداخلية والجماعات املحلية او‬
‫الوالي مندوب الحكومة‪ ،‬وتشمل هذه الرقابة على اعمال املجالس املحلية املنتخبة واملنتخبين املحليين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة وزيرالداخلية والجماعات املحلية على املجالس املحلية املنتخبة‬
‫يمارس وزير الداخلية والجماعات املحلية سلطة الرقابة على املجالس املحلية املنتخبة ويسهر على تطابق‬
‫أعمالها مع مبدأ املشروعية واألحكام الدستورية للدولة وضمان حسن سير اعمال املجالس املحلية املنتخبة‪،‬‬
‫فاملقابل يمارس الرقابة اإلدارية على املنتخبين املحليين وفيما يلي تفصيل لرقابة وزير الداخلية على أعمال‬
‫املجالس املحلية املنتخبة وعلى املنتخب املحلي‪i.‬‬

‫‪ -2‬رقابة وزيرالداخلية والجماعات املحلية على أعمال املجالس املحلية املنتخبة‬

‫يسهر وزير الداخلية والجماعات املحلية على ضمان حسن سير أعمال كل من املجلس الشعبي البلدي‬
‫والوالئي وضمان استمراريتهما‪ ،‬بحيث يتمتع بصالحية االقتراح على رئيس الجمهورية بحل املجلس الشعبي‬
‫البلدي والوالئي وتجديدهما‪ 0،‬في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة خرق احكام دستورية‬
‫‪ -‬في حالة إلغاء انتخاب جميع أعضاء املجلس‬
‫‪ -‬في حالة االستقالة الجماعية ألعضاء املجلس‬
‫‪ -‬عندما يكون اإلبقاء على املجلس مصدر اختالالت خطيرة تم اثباتها في التسيير البلدي أو من طبيعته‬
‫املساس بمصالح املواطنين وطمأنينتهم‪.‬‬

‫‪ -2‬كمال محمد األمين‪ ،‬الوجيز في الجماعات املحلية واإلقليمية‪ ،‬املرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -0‬املادة ‪ 10‬من القانون ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية واملادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪.20-20‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬عندما يصبح عدد املنتخبين أقل من األغلبية املطلقة‪.‬‬


‫‪ -‬في حالة خالفات خطيرة بين أعضاء املجلس البلدي تعيق السير العادي لهيئات البلدية‪،‬‬

‫بعد عدم استجابة املجلس إلعذارات الوالي‬


‫‪ -‬في حالة اندماج بلديات أو ضمهما او تجزئتهما‬
‫في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب املجلس املنتخب‪i.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما يتدخل وزير الداخلية والجماعات املحلية عن طريق ارسال تقرير يعرض على مجلس الوزراء في حالة‬
‫الظروف االستثنائية التي تحول دون إجراء االنتخابات املحلية‪0.‬‬

‫‪-‬من جانب اخر‪ ،‬يخضع اتفاق التوأمة بين الجماعات املحلية وأي جماعة إقليمية أجنبية أخرى إلى املوافقة‬
‫املسبقة لوزير الداخلية بعد أخذ رأي وزير الشؤون الخارجية‪3.‬‬

‫‪-‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ال تنفذ مداوالت املجلس الشعبي الوالئي املتضمن امليزانيات والحسابات والتنازل عن العقار‬
‫واقتنائه أو تبادله والهبات والوصايا األجنبية‪ ،‬إال بعد مصادقة الوزير املكلف بالداخلية عليها في أجل أقصاه‬
‫شهران‪1.‬‬

‫املادة ‪ 12‬من القانون رقم‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬واملادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 20-20‬املتعلق بالوالية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الفقرة ‪2‬من املادة ‪ 52‬من القانون رقم ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫املادة ‪ 222‬من القانون رقم ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬واملادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 20-20‬املتعلق بالوالية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫املادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 20-20‬املتعلق بالوالية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬رقابة وزيرالداخلية والجماعات املحلية على املنتخب الوالئي‪:‬‬


‫يصدر وزير الداخلية والجماعات املحلية القرار املتضمن إقصاء كل منتخب للمجلس الشعبي الوالئي يثبت‬
‫أنه تحت طائلة عدم القابلية لالنتخاب أو في حالة التنافي‪i.‬‬

‫طبقا لألحكام املنصوص عليها في القانون العضوي رقم‪ 22-22‬املتعلق بنظام االنتخابات‪0.‬‬

‫كما يصدر وزير الداخلية القرار املعلل املتضمن بتوقيف كل منتخب يكون محل متابعة قضائية بسبب‬
‫جناية أو جنحة لها صلة باملال العام أو ألسباب مخلة بالشرف ال تمكنه من متابعة عهدته االنتخابية بصفة‬
‫صحيحة‪ ،‬ويستمر التوقيف إلى غاية صدور الحكم النهائي من الجهة القضائية املختصة إما بالبراءة وبالتالي‬
‫يستأنف املنتخب تلقائيا ممارسة مهامه االنتخابية‪ ،‬أو االدانة ليثبت تلقائيا قرار التوقيف الصادر عن وزير‬
‫الداخلية‪3.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة الوالي على املجالس املحلية املنتخبة‬


‫يمارس الوالي نوعين من الرقابة اإلدارية‪ ،‬رقابة على اعمال املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬ورقابة على املنتخبين‬
‫املحليين نفصلهما من خالل الفقرات التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬رقابة الوالي على أعمال املجالس املحلية املنتخبة‬

‫يشترط إيداع جميع مداوالت املجلس الشعبي البلدي املصادق عليها في أجل ‪ 21‬أيام لدى الوالي مقابل وصل‬
‫استالم‪1.‬‬

‫املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 20-20‬املتعلق بالوالية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫املادتين ‪ 12،10‬من القانون العضوي رقم ‪ 22-22‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‪ ،‬لعدد ‪ ،52‬لسنة ‪.0222‬‬ ‫‪-0‬‬
‫املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 20-20‬املتعلق بالوالية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وال شك ان الهدف من إيداع املداوالت‪ ،‬هو النظر في مدى مشروعيتها وتطابقها مع النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية‪ ،‬فاذا ثبت عدم مشروعيتها يمكن للوالي الطعن بإلغاء مداوالت املجلس الشعبي البلدي طبقا‬
‫لألحكام والشروط التي نص عليها قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫من جانب اخر ال تنفذ إال بعد مصادقة الوالي املداوالت املتضمنة امليزانيات والحسابات وقبول الهبات‬
‫والوصايا األجنبية واتفاقيات التوأمة والتنازل عن األمالك العقارية البلدية‪ i،‬وتعتبر مصادق عليها ضمنيا في‬
‫حالة عدم إصدار الوالي لقراره خالل مدة ‪ 32‬يوما ابتداء من إيداع املداولة بالوالية‪0،‬‬

‫كما يصدر الوالي القرار املتضمن بطالن مداوالت املجلس الشعبي البلدي املخالفة ملبدأ املشروعية وخرق‬
‫األحكام الدستورية وغير املطابقة للقوانين والتنظيمات واملداوالت التي تمس برموز الدولة وشعاراتها‬
‫واملداوالت غير املحررة باللغة العربية‪3.‬‬

‫كما يلتزم رئيس املجلس الشعبي البلدي بإعالم الوالي بكل إجراء متخذ قصد القيام بالتدابير واإلجراءات‬
‫املتعلقة بأمن وسالمة األشخاص واملمتلكات في األماكن العمومية التي تشكل خطرا جسيما ووشيكا‪ ،‬كما هو‬
‫الحال عند حدوث الكوارث الطبيعية أو التكنولوجية على إقليم البلدية‪1.‬‬

‫من جهة أخرى يمكن للوالي ان يمارس صالحياته وسلطاته في الحلول محل رؤساء بلديات الوالية او بعضها‬
‫عند تقاعسهم عن القيام بدورهم نحو كفالة وحفظ النظام العام وأمن وسكينة وديمومة املرفق العمومي‬
‫السيما ما تعلق بالعمليات االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة املدنية‪5.‬‬

‫وفي حالة امتناع رئيس املجلس الشعبي البلدي عن اتخاذ القرارات املوكلة له بمقتض ى التشريعات‬
‫والتنظيمات املعمول بها‪ ،‬يمكن للوالي بهذا العمل مباشرة بعد اعذاره‪2.‬‬

‫املادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫املادة ‪ 51‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫املادة ‪ 51‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫املادة ‪ 11‬و‪ 12‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫املادة ‪ 222‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫املادة ‪ 222‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وكذلك‪ ،‬اذا تقاعس رئيس املجلس الشعبي البلدي عن القيام بدوره في الحفاظ على النظام العام العمراني و‬
‫هدم البنايات اآليلة لالنهيار‪ ،‬يحل محله الوالي وجوبا طبقا لألحكام املنصوص عليها في قانون التهيئة و التعمير‬
‫ومراسيمه التطبيقية السيما املرسوم التنفيذي رقم ‪ i ،21-25‬املتعلق بكيفيات تحضير عقود التعمير و‬
‫تسليمها‪ ،‬و في املجال البيئي أيضا يسهر الوالي على ضمان تطابق أعمال رئيس املجلس الشعبي البلدي في مادة‬
‫البيئة مع األحكام املنصوص عليها في القانون رقم ‪ 0 ،22-23‬املتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة و‬
‫مراسيمه التطبيقية السيما املرسوم التنفيذي رقم ‪ 3 ،215-20‬املتعلق بدراسة مدى التأثير على البيئة‪.‬‬
‫‪ -0‬رقابة الوالي على املنتخب البلدي‪:‬‬
‫إلى جانب الرقابة التي يمارسها الوالي على أعمال املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬يمارس رقابة على املنتخبين‬
‫املحليين وبالتحديد املنتخب البلدي‪ ،‬وتظهر هذه الرقابة من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬استخالف املنتخب البلدي‪ :‬في حالة الوفاة أو االستقالة أو االقصاء أو حصول مانع قانوني ملنتخب‬
‫باملجلس الشعبي البلدي‪ ،‬يصدر الوالي القرار املتضمن استخالف العضو في أجل ال يتجاوز شهر‬
‫واحد باملرشح الذي يلي مباشرة اخر منتخب‪1.‬‬

‫ب‪ -‬إيقاف املنتخب البلدي‪ :‬يوقف بقرار صادر من الوالي كل منتخب تعرض للمتابعة القضائية بسبب‬
‫جناية أو جنحة لها صلة باملال العام أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه‬
‫من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة‬
‫القضائية املختصة إما بالبراءة فيستأنف املنتخب تلقائيا وفوريا ممارسة مهامه االنتخابية‪ ،‬او‬
‫اإلدانة بتثبيت قرار الوالي باإليقاف‪ 5،‬ويقص ى بقوة القانون‪2.‬‬

‫ث‪ -‬استقالة املنتخب البلدي‪ :‬يلتزم رئيس املجلس الشعبي البلدي املستقيل دعوة املجلس لالجتماع من‬
‫أجل تقديم استقالته‪ ،‬ويتم تثبيت هذه االستقالة عن طريق مداولة ترسل إلى الوالي‪ ،‬وتصبح سارية‬
‫املفعول ابتداء من تاريخ استالمها من طرف الوالي‪0.‬‬

‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،21-25‬يحدد كيفيات تحضير عقد التعمير وتسليمها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬املؤرخ في ‪.0225‬‬ ‫‪-2‬‬
‫القانون رقم ‪ ،22-23‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬املؤرخ في ‪.0223‬‬ ‫‪-0‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،215-20‬يحدد مجال تطبيق ومحتويات وكيفيات املصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪-3‬‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬املؤرخ في ‪.0220‬‬
‫املادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫املادة ‪ 13‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫املادة ‪ 11‬من القانون‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الفقرتين ‪2‬و‪ 0‬من املادة ‪ 03‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطارالنظري للديمقراطية التشاركية والجماعات املحلية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‬

‫إن الديمقراطية التشاركية كمعطى فرضته بيئة التطورات السياسية املتعلقة بأنماط حكم املجتمعات‪ ،‬كما‬
‫أنها أتت لتعالج واقع املمارسة الديمقراطية في املجتمعات في ظل التخلف الواضح للبرملانات والبنيات‬
‫السياسية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬والتغييب املواطن عن املشاركة في الشأن العام املحلي‪.‬‬
‫إن األخذ بالديمقراطية التشاركية والدعوة إليها‪ ،‬جاء نتيجة االنتقادات املتكررة واملتزايدة للنظام النيابي‬
‫الذي لم يعد يوفر للمواطنين مكانة الئقة في الحياة السياسية سواء من الناحية املحلية أو البرملانية خاصة‬
‫أن دور الناخب ينتهي بمجرد عملية االنتخاب ولقد استعملت عدة دول هذا النموذج من الديمقراطية‪،‬‬
‫وبعدها انتقلت عملية التطبيق الى الدول األخرى‪ ،‬فنجد أن الجماعات املحلية هي هيئات ال مركزية وتتمثل في‬
‫الجزائر في البلدية والوالية‪ ،‬حيث تسير وتدير الجماعات املحلية شؤونهم من خالل املجالس الشعبية املحلية‬
‫املنتخبة‪ ،‬وهي املجلس الشعبي البلدي واملجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬يتم انتخاب أعضاء هذه املجالس من طرف‬
‫الشعب‪ ،‬على اعتبارهم الدائرة األولى التي يتمكن فيها املواطنون من ادارة شؤونهم بحرية وممارسة حقوقهم‪،‬‬
‫تشكل هذه املجالس مساحة ملشاركة املواطنين في الحياة السياسية‪ ،‬كرست النصوص القانونية " قانون‬
‫البلدية وقانون الوالية "‪ ،‬فقد سمحت الديمقراطية التشاركية بإشراك مختلف الفـاعلين وخاصة منظمات‬
‫املجتمع املدني في إدارة وتسيير الشأن العام‪ ،‬من خالل القيام بدورها في تمثيل شرائح واسعة مـن املواطنين‬
‫وطرح انشغاالتهم واملساهمة في سن القوانين املنظمة لحياتهم ورسم السياسات العامة والعمل على إرسـاء‬
‫الشفافية واملساءلة والرقابة‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا قانون الجماعات املحلية نالحظ مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم استقرار املنظومة القانونية للمجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬


‫‪ -‬التردد في اعتماد نظام قانوني مستقر وكذا من ناحية جهة التنظيم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع تجسيد‬
‫الديمقراطية التشاركية في‬
‫املجالس املحلية املنتخبة‬

‫‪40‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد عمدت الدولة الجزائرية إلى تحقيق ما يعرف بالديمقراطية التشاركية‪ ،‬قصد ضمان تكريس أكبر‬
‫للمشاركة وحماية أفضل للحريات التي اقترنت أكثر بصدور قانوني البلدية والوالية‪ ،‬حيث أصبحت املجالس‬
‫الشعبية والوالئية تلعب دورا هاما في تعزيز الديمقراطية املحلية عن طريق تكريس الديمقراطية التشاركية‪،‬‬
‫لذا تعتبر الديمقراطية التشاركية من أولويات العمل البلدي والوالئي‪ ،‬حيث أن املجالس املحلية مطالبة‬
‫بالتفاعل مع صعوبات املواطنين والسعي إليجاد الحلول املناسبة لها‪ ،‬ولتدارك هذه املجالس وتلم بانشغاالت‬
‫واهتمامات ومطالب املواطنين والصعوبات التي يواجهونها البد من االتصال والتواصل املستمر باملواطنين‬
‫واشراكهم في اتخاذ القرارات املتعلقة بشؤونهم‪ ،‬وهذا لن يأتي إال من خالل تكريس الديمقراطية التشاركية في‬
‫املجالس املنتخبة املحلية‪ ،‬وفق اليات وبرامج لتجسيدها على ارض الواقع ومن خالل هذا الفصل سنرى واقع‬
‫تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر‪ ،‬حيث نقوم بتقسيم الفصل الى‬
‫مبحثين كمايلي‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مجال تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬


‫املبحث الثاني‪ :‬صعوبات وبرامج تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث األول‪ :‬مجال تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‬


‫إن الديمقراطية التشاركية تعد أحدث مظهر للديمقراطية وقد عمدت الدول التي تبنتها إلى تكريسها بشكل‬
‫أبرز ومتزايد على املستوى املحلي نظرا لكونه الحيز األقرب من املواطن وكذا لسهولة تفعيل هذا األخير لدوره‬
‫ونشاطه فيه من الناحية العملية ولقد لقي هذا النهج نجاحات في معظم الدول التي تبنته‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االليات القانونية لتطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‬
‫ان تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة يكون على مستوى املجلس الشعبي البلدي‬
‫واملجلس الشعبي الوالئي وهو ما سوف نوضحه في الفرعين املواليين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬على مستوى املجلس الشعبي البلدي‬


‫مما ال شك فيه أن البلدية هي الجماعة القاعدية األساسية للجماعات املحلية بحيث تعتبر الهيئة األولى التي‬
‫يلجأ إليها املواطن على املستوى املحلي‪ ،‬ولهذا فهي من بين أهم الهيئات التي تساعد على تكريس مبدأ‬
‫الديمقراطية التشاركية لكثرة اتصالها وعالقاتها املتواصلة مع املواطنين‪ ،‬حيث ان قوانين البلدية املتعاقبة في‬
‫الجزائر أقرت بإمكانية مشاركة املواطنين في اللجان التي ينشؤها املجلس الشعبي البلدي‪ ،‬حيث تعتبر هذه‬
‫اللجان اآللية الفعالة واملناسبة لتطبيق مبدأ الديمقراطية التشاركية‪ ،‬من خالل إشراك املواطنين في تسيير‬
‫شؤون البلدية‪ ،‬خاصة وأنها قد تضم أعضاء ال ينتمون إلى املجلس الشعبي البلدي بل إلى فئة املواطنين‬
‫العاديين‪.‬‬
‫األصل أن األعضاء الذين تتكون منهم اللجان البلدية يجب أن يكونوا منتمين إلى املجلس الشعبي البلدي‪ ،‬لكن‬
‫كاستثناء ولتعدد املجاالت ونقص الخبرات وعدم القدرة على جمع كافة املعلومات وعدم تخصص أعضاء‬
‫البلدية في جميع املجاالت تم اإلشارة في جميع قوانين البلدية املتعاقبة في الجزائر إلى إمكانية إشراك املواطنين‬
‫الذين يملكون مهارات وخبرات وكفاءات في هذه اللجان بما يتناسب مع مهامها والعدد الذي تحتاجه من‬
‫األشخاص وهذا كله من أجل توسيع نطاق املشاركة الشعبية في تسيير شؤون البلدية‪ ،‬ففي قانون البلدية‬
‫رقم ‪ 67/24‬حدد املشرع الجزائري فئة معينة من األشخاص الذين يمكن لهم املشاركة في االعمال التي تقوم‬
‫بها اللجان البلدية حيث نصت املادة ‪ 98‬منه على أنه " يجوز أن يدعى للمشاركة في أشغال اللجان بصورة‬
‫استشارية" املوظفون وأعوان الدولة أو املؤسسات العمومية‪ ،‬الذين يمارسون نشاطهم في دائرة اختصاص‬
‫البلدية‪ ،‬والذين يمكن استشارتهم نظرا الختصاصاتهم وكذا سكان البلدية الذين يمكن لهم أن يساهموا‬
‫باملعلومات املفيدة‪ ،‬نظرا ملهنتهم ونشاطاتهم أو ألي ظرف آخر"‪i.‬‬

‫‪ -2‬املادة ‪ 11‬من االمر رقم‪ ،01-20‬املؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،2120‬املتضمن قانون البلدية االول‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ 2‬لسنة‬
‫‪.2120‬‬

‫‪42‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعلى خالف القانون السابق الذكر نجد أن املشرع الجزائري في قانون البلدية رقم ‪ i، 08-90‬أتى بالجديد‬
‫حيث لم يحدد إطالقا الفئات التي يمكن لها أن تشارك في هذه اللجان‪ ،‬بل ترك املجال مفتوحا وأقر بأن أي‬
‫شخص قد يفيد بحكم اختصاصه في مجال معين يمكن إشراكه ضمنها لالستفادة من أرائه ومن خبراته‪.‬‬
‫إن قانون البلدية الجزائري منح إذن للمواطنين الحق في االنضمام إلى اللجان التي تنشئها البلدية واملشاركة في‬
‫أعمالها‪ ،‬وهو أمر إيجابي يكرس مظهرا هاما من مظاهر الديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫حيث نجد ان التكريس القانوني للديمقراطية التشاركية في ظل قانون البلدية ‪ 010-11‬يشكل أبز وأهم لبنة‬
‫في مسار تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر وهو ما يتوافق مع محاولة إصالح الجماعات املحلية سواء‬
‫من الناحية الهيكلية أو من الناحية املالية التي سعى إليها رئيس الجمهورية‪ ،‬حيث قام بالتركيز بشكل خاص‬
‫على مبدأ املشاركة أثناء عملية التسيير‪ ،‬وارسال أوامر إلى جميع البلديات تقض ي بفتح املجال للمواطنين‬
‫القاطنين فيها من أجل اإلدالء بآرائهم ومقترحاتهم أمام البلدية لدراستها واالستفادة منها‪3.‬‬

‫وحسب ما جاء في املادة ‪ 02‬من قانون البلدية ‪ 10- 11‬هي القاعدة االقليمية الالمركزية‪ ،‬لهذا تعين فتح املجال‬
‫ملشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العامة على املستوى البلدي وهذا طبعا من خالل املجلس الشعبي البلدي‬
‫املنتخب حيث تعتبر املجالس املنتخبة عموما واملحلية منها على وجه الخصوص اإلطار الطبيعي ملشاركة‬
‫املواطنين في إدارة الشأن العام‪ ،‬وترجمة لشعار الدولة بالشعب وللشعب ولعل ذلك يتجلى بوضوح من خالل‬
‫إدراج مبدأ الديمقراطية التشاركية في قانون البلدي‪1.‬‬

‫كما نجد أن قانون البلدية ‪ 10-11‬قد خصص الباب الثالث منه عنوانه "مشاركة املواطنين في تسيير شؤون‬
‫البلدية"‪ ،‬وذلك من املادة ‪ 11‬إلى املادة ‪ ،14‬مضمونها جاء في مجمله للتأكيد على أحقية املواطن في املشاركة في‬
‫صنع القرارات ومحاولة تكريس الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي‪.‬‬

‫‪ -2‬القانون ‪ 21-12‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -0‬القانون ‪ 22-22‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪ -3‬عبابسة خالد‪ )،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر( ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -1‬جناد حميدة‪) ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية( ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪43‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تؤكد املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 10-11‬على أن البلدية تشكل اإلطار املؤسساتي ملمارسة الديمقراطية على املستوى‬
‫املحلي والتسيير الجواري‪ ،‬كما تؤكد نفس املادة على ضرورة إعالم املواطنين بشؤونهم واستشاراتهم في املجاالت‬
‫وذلك عن طريق استعمال الوسائل اإلعالمية املتاحة‪ ،‬كما تستوجب أيضا هذه املادة على تقديم املجلس‬
‫الشعبي عرض عن نشاطه السنوي أمام املواطنين‪.‬‬
‫لم يذكر املشرع الجزائري بصراحة الديمقراطية التشاركية في املادة ‪ 11‬السابقة الذكر‪ ،‬وإنما نصت على العمل‬
‫الجواري باشراك املواطن عن طريق استشارته وإعالمه تحقيقا لألهداف املنتظرة من الديمقراطية املحلية‪،‬‬
‫حيث يسهر املجلس الشعبي البلدي على وضع إطار مالئم للمبادرات املحلية التي تحفز وتحث املواطنين على‬
‫املشاركة في صنع القرار وتحسين ظروفهم‪ i.‬وتنص املادة ‪ 13‬على استعانة البلدية بشخصيات تقيم البلدية أو‬
‫جمعية معتمدة للحصول على اقتراحات تخص مشاريع تنموية يمكن للجان املجلس أن يتبناها بعد املناقشة‪0.‬‬

‫حيث تنص املادة ‪ 97‬من القانون نفسه على أن قرارات رئيس املجلس الشعبي البلدي ال تصبح قابلة للتنفيذ إال‬
‫بعد إعالم املعنيين بها من النشر إذا كان محتواها يتضمن أحكام عامة أو بعد إشعار فردي أو بأي وسيلة‬
‫قانونية في الحاالت األخرى‪3.‬‬

‫وتنص املادة ‪ 21‬أنه يحق ألي شخص االطالع على مستخرجات مداوالت املجلس الشعبي البلدي وكذا القرارات‬
‫البلدية ويمكن كل شخص ذي مصلحة الحصول على نسخة منها كاملة أو جزئية‪1.‬‬

‫وبالتالي فإن املشرع الجزائري وضع آليات قانونية للديمقراطية التشاركية من خالل هذه املواد وتمثلت في‪:‬‬

‫‪ -‬اشراك املواطنين في القرارات العامة التي تهمهم واشراكهم في عملية التنمية‪.‬‬


‫‪ -‬تشجيع املبادرات املحلية التي تهدف لتحضير املواطنين بحثهم على املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي الذي يقوم به املجلس الشعبي البدي لعرض نشاطه السنوي أمام املواطنين‪.‬‬

‫املادة ‪ ،11‬قانون البلدية ‪ ،10-11‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬ ‫‪-2‬‬


‫املادة ‪ ،13‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬ ‫‪-0‬‬
‫املادة ‪ ،97‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪-3‬‬
‫املادة ‪ ،21‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪44‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي الواقع لقد جاء قانون البلدية الجديد رقم ‪ 10-11‬لسد الثغرات التي كانت موجودة في القوانين القديمة‪،‬‬
‫وكذلك حل املشاكل التي خلقتها أو واجهتها‪ ،‬فمن بين اإلصالحات التي جاء بهذا القانون‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير تسيير البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬التكوين األمثل والنوعي للموارد البشرية في البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة تدعيم البلدية من خالل الرفع في امليزانية املالية التي تحصل عليها من السلطة املركزية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بزيادة في صالحيات رئيس املجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫محاولة إضفاء االستقرار من خالل تنظيم حالة سحب الثقة‪i.‬‬

‫لقد فضل املشرع الجزائري استعمال مصطلحات أخرى ومع ذلك فهي تعبر بصفة واسعة عن مظاهر‬
‫الديمقراطية التشاركية ومن بين أبرز هده املصطلحات يمكن تمييز ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مصطلح "الديمقراطية على املستوى املحلي" كما هو الحال في نص املادة ‪ 11‬من قانون البلدية رقم‬
‫‪ 10-11‬والتي جاء فيها‪ " :‬تشكل البلدية اإلطار املؤسساتي ملمارسة الديمقراطية على املستوى املحلي‬
‫والتسيير الجواري‪0."...‬‬

‫‪ -‬مصطلح "التسييرالجواري" كما هو الحال في نص املادة ‪ 12‬والتي جاء فيها " قصد تحقيق أهداف‬
‫الديمقراطية املحلية في إطار التسيير الجواري‪3."...‬‬

‫‪ -‬واملادة ‪ 02‬و‪ 04‬من القانون رقم ‪ 06-06‬الذي يتضمن القانون التوجيهي للمدينة‪ ،‬والتي ورد فيها‪" :‬‬
‫التسيير الجواري الذي يتم بموجبه بحث ووضع الدعائم واملناهج الرامية إلى إشراك املواطن بصفة‬
‫مباشرة أو عن طريق الحركة الجمعوية في تسيير البرامج واألنشطة التي تتعلق بمحيطه املعيش ي‪،‬‬
‫وكذا تقرير اآلثار املترتبة على ذلك وتقييمها "‪1.‬‬

‫عبابسة خالد‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪-2‬‬
‫املادة ‪ ،22‬قانون البلدية ‪ ،22-22‬املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫املادة ‪ ،20‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫املادة ‪ 20‬و‪ 21‬من القانون ‪ ،22-22‬املتضمن القانون التوجيهي للمدينة‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،25‬املؤرخ لسنة ‪.0222‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪45‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى املجلس الشعبي الوالئي‬


‫تعتبر الوالية من بين أهم الهيئات التي تساعد في تكريس مبدأ الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي لكثرة‬
‫اتصالها وعالقاتها املتواصلة مع املواطنين‪.‬‬
‫وهي كيفية اكتساب املواطنين للعضوية داخل اللجان الوالئية‪ ،‬وعالقة هذه اللجان بالديمقراطية التشاركية‬
‫فلقد نص ميثاق الوالية لسنة ‪ i،1969‬على أحقية املواطنين في االجتماع داخل اللجان الوالئية وفي أي وقت‪،‬‬
‫ومنحهم الحق في االنضمام إلى هذه اللجان بشرط املساهمة الفعالة من خالل املهارات والخبرات التي يمتلكونها‪،‬‬
‫كما مكنهم من االجتماع بمنتخبيهم من أجل مناقشة املسائل الهامة والضرورية للمجتمع الوالئي‪.‬‬
‫وللجان الوالئية عالقة بالديمقراطية التشاركية حيث إن اللجنة الوالئية املشكلة مبنية على عدة اعتبارات‬
‫بحيث يجب الستيعابها النظر إلى نوعها ومدى صالحياتها وكذلك حجمها علما بأن عدد أعضاء أي لجنة دائمة‬
‫منشأة على املستوى الوالئي محدد بثالثة أعضاء على األقل ويشار إلى أن مسألة تحديد حجم اللجنة على وجه‬
‫الخصوص أثارت الكثير من الجدل بين اتجاهين مختلفين اتجاه مؤيدي األهداف الديمقراطية واتجاه مؤيدي‬
‫األهداف اإلدارية‬
‫فاالتجاه األول يرى أن الحجم املوسع للجنة هو األفضل ألنها ستشمل الكثير من االنتماءات السياسية والكثير‬
‫من األعضاء وبالتالي فهي ستقدم الكثير من االقتراحات‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني فيرى أن الحجم املوسع سيكون عائقا أمام اللجنة فوجود عدد كبير من األعضاء قد يخلق‬
‫اختالفا وتناقضا في اآلراء يصعب من الوصول إلى االجماع‪.‬‬

‫حيث نجد املشرع الجزائري في ظل قانون الوالية ‪0 07-12‬لم يخصص باب أو فصل ينص فيه على مشاركة‬
‫املواطنين في تسيير شؤونهم العمومية‪ ،‬على خالف قانون البلدية‪.‬‬
‫نجد قانون الوالية كرس مبدأ الديمقراطية التشاركية وذلك من خالل مكانة املجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬الذي‬
‫يعتبر إطار ثاني يعبر فيه املواطن عن إرادته ويراقب عمل السلطات العمومية‪ ،‬كما يمثل املجلس الوالئي قاعدة‬
‫الالمركزية ومكان مشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العمومية‪3.‬‬

‫‪ -2‬االمر ‪ ،31-21‬املؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ ،2121‬املتضمن ميثاق الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،11‬لسنة ‪.2121‬‬
‫‪ -0‬قانون ‪ ،20-20‬قانون الوالية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬وحيدة طمين‪ ،‬كنزة بوخزار‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في القانون الجزائري)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬قسم قانون عام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪-‬بجاية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013/2014‬ص ‪.23‬‬

‫‪46‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من ناحية أخرى يبدو أن حرص املشرع الجزائري على إيراد شعار " بالشعب وللشعب " في نص املادة ‪ 01‬من‬
‫القانون رقم ‪ 07-12‬املتعلق بالوالية يعكس رغبته في إشراك للمواطنين في تسيير الشؤون العمومية على‬
‫املستوى الوالئي‪ ،‬وهو أمر متاح وممكن عن طريق املجلس الوالئي الذي يقوم بالعديد من املهام في كثير من‬
‫املجاالت ذات الصلة بمصالح املواطنين‪.‬‬
‫نجد أن املشرع الجزائري في قانون الوالية ‪ 07-12‬اهتم بمبدأ الديمقراطية التشاركية بموجب املواد‪18، 13 ،‬‬
‫‪ 36، 32،‬منه‪ ،‬بحيث يشدد في كل مرة على ضرورة إعالم الجمهور من خالل نشر االعالنات وذلك بموجب‬
‫املادة ‪ 18‬يلصق جدول أعمال الدورة فور استدعاء أعضاء املجلس الشعبي الوالئي عند مدخل قاعة‬
‫املداوالت وفي أماكن اإللصاق املخصصة إلعالم الجمهور وال سيما اإللكترونية منها‪ ،‬وفي مقر الوالية‬
‫والبلديات التابعة لها‪.‬‬
‫واملادة ‪ 31‬يلصق مستخلص مداولة املجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬املصادق عليه بصفة نهائية بسعي من الوالي في‬
‫األماكن املخصصة إلعالم الجمهور وبمقرات الوالية والبلديات وبكل وسيلة إعالم أخرى وفيما يخص جلسات‬
‫املجلس الشعبي الوالئي‪i.‬‬

‫وبشأن املادة ‪ 32‬نجد أن املشرع قد أجاز ألي شخص ذو مصلحة االطالع على محاضر مداوالت املجلس‬
‫الشعبي الوالئي والحصول على نسخة كاملة أو جزئية لكن على نفقته‪.‬‬
‫وبحكم الخبرة واملؤهالت التي يمكن أن يمتلكها املواطنون بصفة عامة أو أعضاء منظمات املجتمع املدني‪،‬‬
‫فنجد أن لجان املجلس الوالئي مؤهلة بدعوة أي شخص من شأنه أن يقدم أي معلومة مفيدة ألشغال اللجنة‬
‫مما يفسح املجال ملشاركة املواطن وهذا ما أكدته املادة ‪ 36‬التي تنص على أنه يمكن لجان املجلس الشعبي‬
‫الوالئي دعوة كل شخص‪0.‬‬

‫أسس مشروع قانون الوالية ‪ 07-12‬بناء على أسس النظام الالمركزي كترجمة لتوصيات اللجنة الوطنية‬
‫إلصالح هياكل الدولة‪ ،‬ومساعي الحكومة لتنسيق رسم السياسات العامة وترشيد القرارات على املستوى‬
‫املحلي‪ ،‬والذي تضمن مواد تدعم املقاربة التشاركية في شقها املحلي‪ ،‬فقد بات بإمكان الواليات إنشاء‬
‫تجمعات فيما بينها حيث يشكل إطارا ال مركزيا وسيطا ما بين الدولة والوالية والذي يساهم في حل املسائل‬
‫ذات االهتمام املشترك وخصوصا في مجال التنمية وعليه فإن املشرع الجزائري كرس سبل املشاركة في‬
‫صناعة السياسات العامة املحلية للمواطنين من خالل هذا القانون ‪.‬‬

‫‪ -2‬املادة ‪ ،31‬قانون الوالية ‪ ،07-12‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫‪ -0‬املادة ‪ ،32‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن خالل استقرائنا للدستور الجزائري نجد ان املشرع الجزائري عمد بدوره على تكريس مبدأ الديمقراطية‬
‫التشاركية في املنظومة القانونية‪ ،‬وانطالقا من مجمل الدساتير حيث نجد‪:‬‬
‫حسب التعديل الدستوري لسنة‪ 0222i،‬وألول مرة كرس املشرع الجزائري مبدا تشجيع الديمقراطية‬
‫التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في إطار توسيع ميادين التشار واملشاركة لدى كافة مؤسسات‬
‫التسيير املحلي وعلى جميع األصعدة من اجل حوكمة محلية رشيدة ديمقراطية متوازنة‪ ،‬حيث جاءت املادة‬
‫‪ 25‬من التعديل الدسوري ‪ " 0222‬تشجع الدولة الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية " ‪0.‬‬

‫وكذلك حسب التعديل الدستوري األخير لسنة ‪ 0202‬تحديدا من خالل نص املادتين ‪ 22‬فقرة ‪ 23‬و ‪ 21‬حيث‬
‫تقرر بموجب تكريس االليات الكفيلة بتجسيد الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي وكذا مشاركة‬
‫املواطنين‪3.‬‬

‫وبعد تفحصنا للمواد ‪ 50 ،22‬و‪ 03‬من التعديل الستوري األخير لسنة ‪ 0202‬نجد انه شجع مشاركة املواطنين‬
‫في تسيير الشؤون املومية في مختلف امليادين واقر بصراحة بدور املجتمع املدني وهو ما لم نستكشفه في‬
‫الدساتير السابقة‪1.‬‬

‫وحسب املادة ‪ 023‬من الدستور األخير لسنة ‪ ،0202‬نجد ان املشرع قام بدسترة وانشاء املرصد الوطني‬
‫للمجتمع املدني‪ ،‬الذي يعتبر هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬الذي يقوم بتقديم اراء وتوصيات‬
‫متعلقة بانشغاالت املجتمع املدني‪ ،‬وكذلك يساهم املرصد في ترقية القيم الوطنية واملمارسة الديمقراطية‬
‫واملواطنة ويشارك مع املؤسسات األخرى في تحقيق اهداف التنمية الوطنية‪.‬‬

‫‪ -2‬املادة ‪ 25‬من دستور ‪ ،0222‬الصادر بموجب القانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ ،0222‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،21‬املؤرخ في ‪20‬‬
‫مارس ‪.0222‬‬
‫‪ -0‬بويمبول سهام ‪ ،‬بوشلوح نادية ‪( ،‬الديمقراطية التشاركية على ضوء أحكام القانون الجزائري) ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬لطرش إسماعيل ‪ ،‬عوائق تفعيل الديمقراطية التشاركية على املستوى املحلي في الجزائر ‪ ،‬املجلة آفاق لألبحاث السياسية والقانونية ‪،‬‬
‫املجلد ‪ ، 21‬العدد ‪ ، 20‬نوفمبر ‪ ، 0202‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -1‬لعشاب مريم ‪ ،‬التكريس الدستوري ملبدأ تشيع الديمقراطية التشاركية على املستوى الجماعات املحلية ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪48‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ضمانات تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‬


‫يعتبر االنتخاب من أهم عناصر قيام الالمركزية اإلدارية في الجماعات اإلقليمية ال سيما في املجالس املحلية‬
‫املنتخبة‪ ،‬ومظهر من مظاهر مشاركة املواطنين في تسيير الشؤون العمومية املحلية عن طريق مجلس‬
‫منتخب‪ ،‬في إطار تكريس ممارسة الديمقراطية التشاركية التي تعد من أهم املبادئ املعترف بها في العديد من‬
‫األنظمة الدستورية‪ ،‬إال أنه ينبغي أن يتوج بضمانات تجسد هذا املسعى من خالل رقابة ونزاهة االنتخابات‬
‫التي تسمح بتكريس الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضمانة الرقابة ونزاهة االنتخابات‪:‬‬
‫من أهم اآلليات التي تضمن الشـفافية وممارسة الدور الرقابي‪ ،‬إعطاء دور هام لهذه التنظيمات في اللجان‬
‫الخاصة بمراقبة االنتخابات التي تفض ي الى انتخاب أعضاء املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬فقد عرفت األنظمة‬
‫االنتخابية في الجزائر عدة أنماط وهيئات للرقابة على العملية االنتخابية تمثلت في هيئة عليا مستقلة لرقابة‬
‫االنتخابات وسلطة وطنية مستقلة لالنتخاب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة الهيئة العليا املستقلة لرقابة االنتخابات‪:‬‬
‫لضـمان نزاهـة وشفافية االنتخابات في الجزائر استحدث التعـديل الدسـتوري لسـنة ‪ 2016‬من خالل املادة‬
‫‪ 194‬الهيئة العليا املستقلة ملراقبة االنتخابات كآليـة رقابيـة دائمـة ومســتقلة‪ ،‬تهـدف وفقا للصالحيات‬
‫املمنوحة لها إلى ضمان نزاهة وشفافية العمليـة االنتخابية ابتداء من استدعاء الهيئة الناخبة إلى غاية اإلعالن‬
‫االولي للنتـائج والتي تعتبر تتويجا لتجربة طويلة للجزائر في مجال تنظيم االنتخابات ورقابتها‪ ،‬فبغية نجاح‬
‫الهيئة في ممارسة عملها الرقابي طيلة املسار االنتخابي منح املشرع جملة من الوسائل املادية و البشرية‬
‫لتسهيل مباشرة عملها‪ ،‬ففي اطار النصوص القانونية و التنظيمية التي صدرت تبعا لذلك إذ أنها تتدخل قبل‬
‫الشروع في عملية االنتخاب بمراقبة اتخاذ التدابير الالزمة و لعل أهمها‪:‬‬
‫‪-‬التأكد من حياد األعوان املكلفين بالعملية االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬عدم استغالل وسائل وأمالك الدولة لفائدة حزب سياس ي أو مترشح أو قائمة مترشحين‪.‬‬
‫‪-‬احترام الترتيبات القانونية الخاصة بالقوائم وملفات الترشح والقوائم الخاصة بأعضاء مكاتب التصويت‪.‬‬
‫‪-‬تتبع مجريات العملية االنتخابية كإجراء وقائي ملنع املخالفات ورصد التجاوزات التي من شأنها عرقلة‬
‫االنتخابات‪.‬‬
‫أما خالل االنتخابات فتقوم بكل ما يمكنه ضمان السير الحسن لعملية التصويت‪ ،‬وتمتد صالحياتها بعد‬
‫عملية االقتراع من خالل عملية اإلحصاء والفرز‪i.‬‬

‫‪ -2‬سليماني لخميس ي‪ ،‬آليات االشراف والرقابة لضمان نزاهة وشفافية االنتخابات في الجزائر‪ ،‬املجلة الباحث للدراسات االكاديمية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،02‬سنة ‪ ،2020‬ص ‪.434‬‬

‫‪49‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬السلطة الوطنية املستقلة لالنتخاب‬


‫أنشئت بموجب القانون العضوي ‪ 07-19‬املؤرخ في ‪ 14/09/2019‬جاءت لتحل محل الهيئة العليا املستقلة‬
‫ملراقبة االنتخابات ذات املرجعية الدستورية‪ ،‬ويمكن اعتبار إنشاء هاته السلطة نقلة نوعية وتطور في‬
‫اإلصالح السياس ي إلدارة االنتخابات الحرة والنزيهة‪.‬‬
‫‪-‬املساهمة في إنجاح العملية الديمقراطية‪.‬‬
‫‪-‬املساهمة في إنجاح العمل التشريعي والبحث والتكوين‪.‬‬
‫‪-‬تراقب كل مرحلة من مراحل سير العملية االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬مسك البطاقية والقوائم االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -‬تجري زيارات ميدانية للتأكد من تحضير وتنظيم مراكز ومكاتب االقتراع وسيره وفقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬تخطر املؤسسات املكلفة بتسيير العمليات االنتخابية بالتقصير أو النقص أو التجاوزات أثناء سير العملية‬
‫االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬استقبال ملفات الترشح ومراقبة الحملة االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬تطلب وتستلم الوثائق واملعلومات الالزمة من املؤسسات املكلفة بتسـيير العمليات االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬تستلم املعلومات التي يقدمها الناخب أو املترشح وتتخذ بشـأنها القـرار املالئم‪.‬‬
‫‪-‬تستلم طعون املترشحين وتحيلها عند االقتضاء إلى الجهات املعنية مرفقة بمداوالتها‪.‬‬
‫‪-‬تستلم املعلومات الالزمة من اللجنة الحكومية املكلفة بتنظـيم االنتخابـات التي تساعدها في أداء مهامها‬
‫الرقابية‪ ،‬وتعمل على توزيع حصص تدخل األحزاب السياسية واملترشحين األحـرار على مستوى وسائل اإلعالم‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪-‬السهر على احترام القواعد املقررة في الحملة االنتخابية لضمان اإلنصاف بين املترشحين وللسهر على حسن‬
‫سير الحملة االنتخابية ترسل املالحظات للمترشح الـذي ارتكب تجاوزات أو مخالفات وتتخذ اإلجراء املناسب‬
‫ثم تعد وتنشر تقريرا تقييمها النتخابات املجالس الشعبية البلديـة والوالئيـة فـي مراحل التحضير والتسيير‪،‬‬
‫ومراقبة عملية التصويت وإعالن النتائج األولية‪.‬‬
‫ّ‬
‫معالجة التجاوزات واملخالفات بمناسبة االنتخابات من خالل التدخل التلقائي وسلطة اإلخطار وتلقي‬
‫العرائض‪ ،‬وكذا إصدار القرارات وتسخير القوة العمومية‪i.‬‬

‫رشيد عتو‪ ،‬رقابة السلطة الوطنية لالنتخابات ضمانة لنزاهة االنتخابات‪ ،‬املجلة الدراسات القانونية املقارنة‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد ‪،01‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ ،29/06/2020‬ص ‪.192‬‬

‫‪50‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬استحداث لجنة وسيط الجمهورية‬


‫وذلك حسب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،15-02‬حيث تبنت الجزائر لهيئة وسيط الجمهورية في إطار االصالحات‬
‫اإلدارية‪ ،‬ويندرج ضمن عملية املساهمة في ترقية اليات الرقابة غير القضائية على اعمال اإلدارة بما في ذلك‬
‫خضوعها من عدمه ملبدأ الحياد‪ ،‬وهذا يعني ان وسيط الجمهورية تخول له صالحيات املتابعة والرقابة من‬
‫اجل تقييم عالقة اإلدارة باملواطن هذا حسب مانصت عليه املادة الثالثة من املرسوم الرئاس ي ‪i .15-02‬‬

‫كما عرف وسيط الجمهورية في املادة الثانية على انه " وسيط الجمهورية هيئة طعن غيرقضائية تساهم في‬
‫حماية حقوق املواطنين وحرياتهم وفي قانونية سيراملؤسسات واإلدارات العمومية "‪0.‬‬

‫بحيث تتمثل املهمة األساسية لوسيط الجمهورية في تلقي الشكاوى املرفوعة لها من قبل املوطنيين وهيئة‬
‫املتضررين من األداء اإلداري والقضاء على جميع املظاهر السلبية في اإلدارة املتمثلة في البيروقراطية‬
‫واملحسوبية والفساد‪ ،‬فالدور هذه الهيئة هي الدفاع عن حقوق املواطنين‪3.‬‬

‫‪ -2‬املادة‪ 23‬من املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،15-02‬املؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،0202‬يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪،21‬‬
‫الصادر في ‪ 21‬فيفري ‪.0202‬‬
‫‪ -0‬املادة‪ ،20‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬بويمبول سهام‪ ،‬بوشلوح نادية‪( ،‬الديمقراطية التشاركية على ضوء احكام القانون الجزائري)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬

‫‪51‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فواعل أخرى لضمان تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‬
‫يمكن حصرها في املواطنة كأساس لحسن التدبير املحلي‪ ،‬واملجتمع املدني كفاعل رئيس ي في عملية التنمية في‬
‫كل مناحيها االجتماعية والسياسية والبیئیة‪ ،‬باإلضافة إلى دور القطاع الخاص في بناء االقتصاد املحلي كأحد‬
‫أهم االتجاهات الجديدة في الحكم املحلي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املواطنة‬
‫فكرة املواطنة تحیل في معناها الدقيق إلى فكرة املشاركة السیاسیة‪ ،‬وحق املساهمة في تشكيل اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬وهي تشكل الخاصية القانونية للفرد الذي یتمتع بحقوق یقوم في مقابلها بأداء مجموعة من‬
‫الواجبات‪ ،‬وهذه االمتيازات التي من بینها حق التصويت وحق الترشح للوظائف االنتخابية‪i.‬‬

‫فاملواطنة هي االعتراف بأن الشعب هو صاحب السيادة‪ ،‬وهو الذي یمارس السلطة بصفة مباشرة أو عبر‬
‫ممثليه املنتخبين‪ ،‬عن طريق االقتراع املباشر والحر‪ ،‬واإلقرار باملساواة بين املواطنين والفصل بين السلطات‪،‬‬
‫والتداول السلمي على السلطة واملشاركة السیاسیة للمواطنين‪ ،‬اذ البد من املشاركة الحقيقية ألفراد املجتمع‬
‫في صنع القرار في املجتمعات الديمقراطية من خالل االنتخابات‪ ،‬لیتحمل املسؤولية بجانب الدولة في مواجهة‬
‫األزمات‪ ،‬والتحديات التي تواجه مجتمعه املحلي ودولته‪2.‬‬

‫فاملواطن املحلي يكون هو الفاعل األساس ي الذي عن طريقه تنجح سياسة الديمقراطية التشاركية‪ ،‬من خالل‬
‫إشراكه في عملية تسيير وضع القرارات املحلية‪ ،‬ال يعتبر تعدي على املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬بل يعد فرصة‬
‫الستشارة املواطن حول القرارات التي تخص اإلقليم املحلي الذي يعيش فيه‪ ،‬والغرض من ذلك هو تفادي‬
‫الفشل التنموي والفشل في تسيير الشؤون العامة‪ ،‬خاصة وان مواطن الجيل الثالث بحاجة إلى كافة الحقوق‬
‫املادية منها واملعنوية حتى يكون قادر على تأدية واجباته اتجاه بلده ومجتمعه نحو التطور والرقي‪3.‬‬

‫‪ -2‬محمد ولدیب‪ ،‬الدولة وإشكالية املواطنة قراءة في مفهوم املواطنة العربية‪ ،‬دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -0‬علي محافظه‪ ،‬وآخرون‪ ،‬التربية الوطنية‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ، 2006 ،‬ص ‪.13- 11‬‬
‫‪ -3‬محمدي لجياللي‪ ،‬مقاربة الديمقراطية التشاركية لتجسيد التنمية املحلية‪ ،‬املجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪،4‬‬
‫العدد ‪ ،25/05/2019 ،2‬ص ‪.243‬‬

‫‪52‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬املجتمع املدني‬


‫هو أيضا يمثل عنصر أساس ي للنهوض بالشؤون االجتماعية املحلية ملعرفة حاجيات ومتطلبات املجتمع‬
‫املحلي‪ ،‬يتميز املجتمع املدني بعناصر تختلف عن املجتمع السياس ي كمفهوم علمي‪ ،‬حيث أن التنظيمات‬
‫السياسية تختص بإدارة الشؤون الرسمية‪ ،‬في حين أن املنظمات املدنية تتمتع باستقاللية وتنشط بوسائل‬
‫خاصة تتحصل عليها من خالل موارد على شكل هبات أو مساعدات أو اشتراكات يقدمها أعضاءها‪ ،‬وال تكون‬
‫في عالقة وصاية أو تابعة للسلطة السياسية وتعتبر أنشطتها تطوعية وغير رسمية‪ ،‬وتشير فكرة املجتمع‬
‫املدني الى الحاجة الى الديمقراطية والى وجود روابط مدنية من جميع االنواع تنتظم في استقالل عن الدولة‬
‫وضمان مشاركة اوسع للمواطنين في صنع القرار السياس ي ويمكن صياغة الراي العام من أدنى‪ ،‬ال توجيهه من‬
‫االعلى وينبغي ان تكون هذه املؤسسات مستقلة فحسب بل وتكون ديمقراطية داخلها‪ .‬وتساهم مشاركة‬
‫املجتمع املدني في تحديد أفضل االحتياجات واملطالب وتعزيز االستدامة واالنسجام االجتماعي وزيادة الكفاءة‬
‫والفاعلية في التنفيذ‪i.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القطاع الخاص‬


‫نتيجة لفشل املؤسسات العمومية على تسيير املرافق العمومية‪ ،‬أصبح إدماج القطاع الخاص ضرورة حتمية‬
‫كشريك فعال في تحقيق األهداف التنموية االقتصادية منها‪ ،‬من خالل التعاون املشترك بين املجالس املنتخبة‬
‫والقطاع الخاص بواسطة نظام حكم محلي‪.‬‬
‫من أسباب اللجوء إلى إشراك القطاع الخاص في تسيير الشأن املحلي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة الحكومة على تحقيق التنمية املستدامة بمفردها‪.‬‬
‫‪-‬محدودية املوارد املالية والبشرية والتكنولوجية لدى القطاع العام بسبب املجاالت واملشاريع املطلوب‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫‪-‬عجز الدولة على تحمل أعباء اإلنفاق االستثماري في البنى التحتية وتقلص موارد التمويل املخصص لبرامج‬
‫التنمية االجتماعية‪ ،‬ومطالبة املواطنين باستمرار تحسين الخدمات املقدمة من طرف املؤسسات الحكومية‪.‬‬
‫‪-‬زيادة فاعلية ومردودية السياسات املحلية‪ ،‬باستخدام عدة آليات منها تكفل القطاع الخاص بإنجاز مشاريع‬
‫وعدم توفر األموال لدى السلطات العمومية‪ ،‬مما يحول دون التأخير إلى تنفيذ االستثمارات‪0.‬‬

‫‪ -2‬جناد حميدة‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -0‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪53‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الصعوبات والبرامج املسطرة لتطويرالديمقراطية التشاركية في املجلس‬


‫املحلية املنتخبة‬
‫على الرغم من املجهودات املبذولة واإلصالحات املختلفة التي باشرتها الجزائر في مجال التنمية املحلیة‪ ،‬إال أن‬
‫تكريس الديمقراطية التشاركية يواجه العديد من الصعوبات التي تعيق تجسيده الفعلي وتحول دون تحقيق‬
‫األهداف املرجوة‪ ،‬فالجزائر عانت وال تزال تعاني من عوائق عدة وتحديات جمة تعتري نجاح مخططاتها‬
‫وبرامجها املستقبلية لتجسيد الديمقراطية التشاركية على ارض الواقع للتطور وتحقيق التنمية املحلية في‬
‫جميع املجاالت‪ ،‬ومنه سنتعرف في هذا املبحث على اهم العرقيل التي تقف في وجه تطبيق الديمقراطية‬
‫التشاركية على مستوى املجالس املحلية املنتخبة في مطلب اول وفي املطلب الثاني عن البرامج املسطرة لتطوير‬
‫الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬الصعوبات املعيقة لتجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية‬


‫املنتخبة‬
‫بغية تجسيد ديمقراطية تشاركية محلية حقيقية وفعالة يتعين تجاوز الصعوبات والعوائق املعترضة لها‬
‫واملتمثلة في مايلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العراقيل املتعلقة بالنظام القانوني لإلدارة املحلية‬
‫يعاني قانون الوالية وقانون البلدية من الكثير من الثغرات التي صعبت من تكريس الديمقراطية التشاركية‬
‫التي تعتبر وسيلة حديثة للصعود باألمم وترقيتها وهذا من خالل منح الفرصة لجميع املواطنين في اقتراح أراء‬
‫يرونها مناسبة من أجل الرقي بالدولة ومن بين هذه املعيقات‪:‬‬
‫‪-‬عدم النص على إجراء أساس ي وهو االستفتاء اإلداري‪ ،‬هذا اإلجراء يمنح الرخصة للمواطنين باملشاركة في‬
‫السلطة باعتبار الشعب هو املصدر األساس ي للسلطة‪ ،‬وقيام الهيئات املركزية بتكثيف الرقابة على‬
‫الجماعات اإلقليمية مما يفقدها استقاللها املالي وشخصيتها املعنوية‪ ،‬وغموض التكريس الدستوري لحق‬
‫املشاركة‪ ،‬فالدستور ترك الكثير من جوانب العمل املحلي للقوانين وهو قد ما يعيق من تفعيل مشاركة‬
‫املواطنين‪ ،‬باإلضافة إلى غموض مبدأ املشاركة في النصوص التنظيمية والتشريعية‪ ،‬وبنية املجالس املنتخبة‬
‫ال تسمح باتخاذ القرارات باشراك كل الفئات االجتماعية وهذا ما يجعل املشرع يميل في اتجاهه الى الحكم‬
‫برهن صالحيات املجالس املنتخبة املحلية تحت رقابة مشددة للوالي املكرس كمحرك للتنمية املحلية وفي‬
‫الوقت نفسه دون تعزيز املوارد املالية املحلية والقيم الديمقراطية التشاركية‪ ،‬وقيام الهيئات املركزية‬
‫بتكثيف الرقابة على الجماعات اإلقليمية مما يفقدها استقاللها املالي وشخصيتها املعنوية‪.‬‬
‫‪-‬عدم تقنين املشرع الجزائري للضوابط العالقة بين اإلدارة املركزية واإلدارة الالمركزية‪i.‬‬

‫‪ -2‬عبابسة خالد‪ ،‬تكريس الديمقراطية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬تخصص قانون عام معمق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018/2019‬ص ‪.58-57‬‬

‫‪54‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عراقيل خاصة باملواطن‬


‫وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التواصل بين املجالس املحلية واملواطنين وغياب الثقة بين املواطنين واملجالس املحلية‪ ،‬فغياب‬
‫الثقة بين املواطنين والبلدية هو ما ينعكس في غياب الثقة وعدم تجاوب املواطنين مع القرارات‬
‫البلدية‪ ،‬حيث في بعض األحيان يرفض املواطنين التقيد بقرار املجلس البلدي‪ ،‬وفي أحيان أخرى‬
‫يرفض املواطنون دفع رسوم البلدية ألنهم يعتبرون أنها لن تنفق بالشكل السليم‪ ،‬هذا ما يعمق من‬
‫إشكالية التواصل حيث أنه ال توجد آلية محددة للتواصل املباشر بين املجالس املحلية واملواطنين‬
‫سواء كانت اجتماعات أو عمل استبيانات أو تلقي مقترحات‪.‬‬
‫‪ -‬استبعاد الفئات املهمشة من املواطنين‪ ،‬واستحواذ العمل السياس ي من طرف أصحاب االموال‬
‫والشخصيات ذات النفوذ‪.‬‬
‫‪ -‬انتفاء مبدأ الثقة بين املنتخبين والناخبين‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض املستوى الفكري والوعي السياس ي لدى املواطنين يعد من بين املشاكل الحساسة التي تحول‬
‫دون تكريس الديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫‪ -‬علم املواطن بعدم نزاهة االنتخابات وعدم شرعيتها مما يولد لديهم إحساسا بعدم الثقة في السلطة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬انكماش روح املبادرة لدى املجتمع املدني واتكاله على الدولة في كل ش يء‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الولوج إلى االدارة املحلية والوصول إلى املسؤولين واملعلومة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف املشاركة لدى املواطن ومنظمات املجتمع املدني‪.‬‬
‫‪ -‬اهمال دور املواطن في مجتمعه بحيث توجد مناطق غنية بالكفاءات البشرية لكنها ال تستغل أحسن‬
‫استغالل وال تشارك في برامج التنمية املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف تأطير املجتمع املدني من خالل الجمعيات والنقابات وغيرها‪i.‬‬

‫‪ -2‬جناد حميدة‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57-56‬‬

‫‪55‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما توجد صعوبات أخري تتمثل في‪:‬‬


‫‪ -‬صعوبات ثقافية تتمثل في انعدام الحس الشعبي نتيجة وجود ضعف ثقافة املشاركة لدى املواطن‬
‫وكذا ضعف الثقافة التشاركية لدى املجتمع املدني‪ ،‬فالثقافة السياسية تعيق من مشاركة فئات بعينها‬
‫من خالل املجالس املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات تتعلق بالعامل الديموغرافي حيث تتسبب زيادة نمو السكان في عرقلة املشاريع التنموية‪،‬‬
‫وذلك راجع إلى حالة الالتوازن التي قد تترتب عن زيادة االحتياجات في مقابل محدودية املوارد‪ ،‬مما تنتج‬
‫عن هذه الحالة تراجع مستوى رفاهية أفراد املجتمع املحلي‪.‬‬
‫‪ -‬التواصل السلبي بين املجتمع املدني واملجالس املنتخبة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الفصل بين أدوار السلطة التنفيذية وعمل البلديات والواليات‪ ،‬تعتبر هذه العالقة مركبة جدا‬
‫اذ للسلطة التنفيذية دور في تسيير عمل املجالس املحلية بتقديم العون املالي والفني واإلداري‪ ،‬حيث‬
‫نالحظ عدم وجود دور حقيقي للمجالس املحلية في اختيار القيادات التنفيذية الذين يتم تعيينهم من‬
‫قبل السلطات املركزية‪ ،‬مما يضعف من دور املجالس املحلية في مساءلة املسؤولين التنفيذيين وأمام‬
‫هذه العالقات املتشابكة في ظل الدولة املركزية يقل الشعور لدى املواطنين بأهمية املجالس املحلية‬
‫مما يؤدي إلى العزوف عن املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬عوائق تتعلق بإدارة التنمية املحلية تتمثل في سوء التسیير وغياب الثقافة التنظيمية‪ ،‬ومشاكل تتعلق‬
‫بالتخطيط وأخرى تخص اتخاذ القرارات واألسلوب الالمركزي‪ ،‬ناهيك عن إشكالية املوارد البشرية أي‬
‫الفاعل املحوري سواء كان عونا إداريا إطارا أو منتخبا‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم فعالية اللجان سواء البلدية أو الوالئية وهذا بسبب تناولها في مواد قلية جدا وعدم تبيين أهميتها‬
‫والدور الذي تلعبه في تكريس الديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫‪ -‬إن تقديم اللجان البلدية لتقارير عن جميع األعمال التي تقوم بها إلى رئيس البلدية الذي ال يعتبر‬
‫املسؤول عن تأسيسها‪ ،‬يتناقض مع تكريس الديمقراطية التشاركية في البلدية‪i.‬‬

‫‪ -2‬بوضياف عمار‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪56‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ظهور تيارات سياسية ذات اتجاه سلبي ال تقر بمبدأ التشاور سوى من الناحية النظرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم موجود معارضة سياسية فعالة وغرق معظم األحزاب في التبعية للسلطة الحاكمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انعدام الرغبة السياسية الحقيقية لتكريس الديمقراطية التشاركية في البالد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انعدام التداول على السلطة وعدم التجديد الجيلي للسلطة السياسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعقيدات اإلدارية من خالل افراط اإلدارة في استعمال مبدأ السرية‪ ،‬وصورية مشاركة املواطن في‬ ‫‪-‬‬
‫صنع القرار اإلداري كما أن اإلدارة ال تأخذ بنتائج املشاركة‪.‬‬
‫العجز املالي للبلديات مما أدى الى عدم نجاح املقاربة التشاركية بشكل كبير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك عزوف املواطن عن املشاركة بكل اشكالها وخاصة العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقص االنخراط في الجمعيات وعدم تاهيل وتكوين األعضاء املنخرطين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هذه هي مجمل الصعوبات والعوائق التي أدت إلى ترسيخ صورة ذهنية سلبية في معظم األحيان لدى املواطنين‬
‫وبالتالي ضعف مشاركتهم في العمل املحلي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املطلب الثاني‪ :‬البرامج املسطرة لتطويرالديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‬


‫فقد تعدد الفاعلون في التنمية املحلية والديمقراطية التشاركية من فاعلين محليين إلى منظمات وهيئات‬
‫دولية حكومية وغير حكومية‪ ،‬كما تنوعت برامج التعاون منها املحلية والدولية في هذا املجال الختالف‬
‫خصوصيات البلدان املطبقة فيها‪ ،‬ومن خالل هذا املبحث سوف نعرج في الفرع االول على البرامج املحلية‬
‫والبرامج التعاون الدولي في الفرع الثاني‬
‫الفرع األول‪ :‬البرامج املحلية‪:‬‬
‫حيث سوف نعرج في هذا الفرع على البرامج املحلية التي تقوم بتحسين أداء املجالس املحلية املنتخبة‬
‫وتطويرها لتحقيق التنمية املحلية املستدامة‪ ،‬وذلك عن طريق تكوين املنتخبين وإقامة مشاريع شراكة بين‬
‫البلديات املحلية فيمابينها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تكوين املنتخبين والرفع من فعالية املجالس املحلية املنتخبة‬
‫إن اعتراف املشرع بوجود مجالس محلية منتخبة‪ ،‬يستلزم أن يتوالها منتخبين ينوبون عن السكان املحلیين في‬
‫إدارتها‪ ،‬باعتبار هؤالء املمثلين من أبناء املنطقة املحلیة الذين خبروا مشاكلها‪ ،‬وحاجات سكانها ويرغبون في‬
‫خدمة وحل مشكالتها فقيام املجالس املحلية املنتخبة بتكوين منتخبين يساهم في الرفع من فعاليتها وذلك‬
‫لتحقيق التنمية املحلية وتطورها‪ i،‬مع ضرورة توسيع اختصاصات املجلس الشعبي البلدي والوالئي في‬
‫تخطيط وتنفيذ استراتيجية التنمية املحلية‪ ،‬حيث تعمل هذه املجالس املحلية على إشباع الحاجات املحلية‬
‫وتقريبها من املواطنين ومشاركتهم في رسم سياسة مجتمعاتهم ووضع أولويات الخدمات والتنسيق بينها‬
‫وتمويلها وإدارتها‪ ،‬فهي أقدر من غيرها على تقدير احتياجاتها املحلية واملواءمة بينها وبين إمكانياتها وقادرة على‬
‫إدخال تعديالت في التنظيم االجتماعي واالقتصادي لتحقيق التنمية املحلية‪ ،‬فيقوم املجلس الشعبي البلدي‬
‫بإعداد املخطط التنموي القصير واملتوسط والطويل املدى وتصادق عليه وتسهر على تنفيذه ويجب أن يكون‬
‫منسجما مع مخطط الوالية كما يحدد املجلس الشعبي الوالئي مخطط الوالية الذي يعكس في املدى املتوسط‬
‫البرامج والوسائل واألهداف املحددة بصفة تعاقدية بين الدولة‬
‫والجماعات املحلية لضمان التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية للوالية ويصادق عليه‪ ،‬فالرفع من‬
‫فعالية هذه املجالس املحلية املنتخبة يتم بتطوير التنمية املحلية وكذا تطوير وسائل وطرق تسيير املصالح‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ -2‬حرحوز عبد الحفيظ‪( ،‬تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية بالجزائر)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪58‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬التعاون املحلي بين البلديات‬


‫كرس املشرع الجزائري في القانون الجديد مبدا التعاون املشترك بين البلديات‪ ،‬ضمن احكام الباب الثاني من‬
‫القسم الرابع املتعلق " بالتعاون املشترك بين البلديات " في املادة ‪ 025‬منه‪ ،‬حيث اشارت الى انه " يجوز‬
‫لبلديتين متجاورتين او أكثر ان تشترك قصد التهيئة او التنمية املشتركة إلقليمها او تسيير او ضمان مرافق‬
‫عمومية جوارية"‪.‬‬
‫تنجز االعمال املسجلة في إطار التعاون املشترك بموجب اتفاقيات او عقود يصادق عليها عن طريق املداوالت‪،‬‬
‫كما يسمح هذا التعاون للبلديات املعنية بتعاضد وسائلها وانشاء مصالح ومؤسسات عمومية مشتركة‪.‬‬
‫التعاون بين الجماعات اإلقليمية (البلديات بالخصوص) يعتبر الية مثلية لتحريك الجهود املحلية في مختلف‬
‫املجاالت‪ ،‬وبالتالي تحقيق التنمية والسير نحو التكتل لتجاوز العقبات جماعيا‪ ،‬كما ان التعاون له دور كبير‬
‫لدفع ودعم املبادرات وتقليص الفقر والتفاوت املوجود في السياسات العامة املحلية‪ ،‬إضافة الى التماسك‬
‫وقد أجاز املشرع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬مع تحقيق الديمقراطية املحلية واملشاركة في الحياة السياسية للبلدية‪.‬‬
‫للمجالس الشعبية لبلديتين او أكثر‪ ،‬تقرير االشتراك في إطار مؤسسة عمومية مشتركة ما بين البلديات‪ ،‬او‬
‫مصالح ذات نفع مشترك بينها‪ ،‬ألجل تحقيق الخدمات والتجهيزات‪ ،‬وذلك في عدة ميادين نجد على سبيل‬
‫املثال املؤسسة العمومية املشتركة ما بين البلديات للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‪ ،‬واملؤسسة العمومية‬
‫املشتركة ما بين البلديات للمخطط شغل األراض ي‪ ،‬تحدد العالقات بين املؤسسة العمومية املشتركة و‬
‫البلديات املعنية في دفتر شروط يضبط حقوق كل طرف من األطراف املعنية والتزاماته‪ ،‬كما خول القانون‬
‫لهذه املؤسسة الشخصية املعنوية واالستقالل املالي‪ ،‬مما يسهل عملية التواصل ما بين البلديات وخلق‬
‫الوحدة بين سكان اإلقليم فتطور الطابع التعاقدي ما بين البلديات من شانه تغذية مقاربة الديمقراطية‬
‫التشاركية‪i.‬‬

‫مثل نموذج التعاون بين البلديات (جميلة‪ ،‬تاشودة والقلة الزرقاء) لوالية سطيف‪ ،‬تحت اشراف مديرية‬
‫االشغال العمومية وتمويل الوالية في إطار برنامج مخططات التنمية املحلية النجاز طريق القرقور‪.‬‬

‫‪ -2‬بوخنفوف سمية‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم‪ ،)22-22‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20-22‬‬

‫‪59‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬برامج التعاون الدولي لتطويرالديمقراطية التشاركية‬


‫سوف نتناول في هذا الفرع برنامج دعم قدرات الفاعلين في التنمية املحلية (كابدال)‪ ،‬وهو عبارة عن مخطط‬
‫ولد نتيجة لتعاون بين كل من الجزائر ممثلة في وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية‬
‫بمساعدة من وزارة الخارجية‪ ،‬واالتحاد األوروبي وبرنامج األمم املتحدة للتنمية‪ ،‬وكذلك نقوم بذكر اهم‬
‫اتفاقيات التوامة بين بلديات الوطنية مع األجنبية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬برنامج دعم قدرات الفاعلين في التنمية املحلية (كابدال)‬
‫في خضم اإلصالحات املؤسساتية الكبرى التي اتجهت لها الجزائر مؤخرا وبصفة خاصة إدخال الديمقراطية‬
‫التشاركية على مستوى الجماعات املحلية بادرت الحكومة الجزائرية باطالق مشروع كابدال‪ ،‬الذي يرمي إلى‬
‫مشاركة املواطنين واملجتمع املدني في التسيير البلدي ومسار التنمية املحلية‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف البرنامج ‪ :CAPDEL‬وهو برنامج تعاوني مشترك بين الجزائر ومنظمة األمم املتحدة واالتحاد‬
‫األوروبي في إطار التضامن العالمي من أجل التنمية املستدامة‪ ،‬تشرف عليه وزارة الداخلية والجماعات‬
‫املحلية والتهيئة العمرانية بتمويل ‪ 5.2‬مليون يورو‪ ،‬واالتحاد األوروبي بتمويل ‪ 7.7‬مليون يورو وهيئة األمم‬
‫املتحدة بتمويل ‪ 17‬ألف يورو‪ ،‬وهذا التمويل يقدر ب ‪ 10‬ماليين يورو‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية باسم الحكومة الجزائرية بتنفيذ‬
‫االصالحات الكبرى للجماعات املحلية من حيث الحكامة والتنمية االقتصادية املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظم وزارة الشؤون الخارجية إلى املشروع كشريك إلفادة الجزائر وجماعات اإلقليمية من تجارب‬
‫ناجحة عبر العالم في مجال التنمية املحلية التشاورية‪ ،‬من أجل بناء نموذج جزائري فعال ومن ثم‬
‫الترويج له دوليا‪ .‬ويساهم االتحاد األوروبي بتجربته ودعمه املالي‪ ،‬بصفته مرقيا للتنمية اإلقليمية كأداة‬
‫لحكامة راشدة‪ ،‬وكذلك بتجارب أقاليم دولة األعضاء في تنفيذ السياسات اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ -‬يساهم برنامج األمم املتحدة للتنمية بخبرة عقود في دعم التنمية املحلية عبر جميع أنحاء العالم‬
‫وكذلك في تنفيذ السياسات العمومية في الجزائر‪i.‬‬

‫ويسعى برنامج كابدال في إطار الديمقراطية التشاركية إلى دعم الفاعلين املحليين املتكونين من‪:‬‬
‫‪ -‬الفاعلون األساسيون‪ ،‬وهم املنتخبون واإلدارة املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬املجتمع املدني وهم جمعيات املجتمع املدني وسائر املواطنين غير املهيكلين داخل الجمعيات‪.‬‬
‫‪ -‬كل التنظيمات املهنية والحرفية واملتعاملون االقتصاديون املحليون‪.‬‬

‫‪ -0‬وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬مطوية حول برنامج كابدال ديمقراطية تشاركية وتنمية محلية‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪60‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تتمثل البلديات املعنية بهذا البرنامج ما يلي‪ :‬بلدية الخروب بقسنطينة‪ ،‬بني معوش ببجاية‪ ،‬تيقزيرت بتيزي‬
‫وزو‪ ،‬جميلة بسطيف‪ ،‬أوالد عبد القادر بالشلف‪ ،‬الغزوات بتلمسان‪ ،‬مسعد بالجلفة‪ ،‬بابار بخنشلة‪،‬‬
‫تيميمون بأدرار‪ ،‬وأخيرا جانت بإليزي‪ .‬ومدة املشروع أربع سنوات ‪.2017/2020‬‬
‫ويهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ترقية مواطنة نشطة ومسؤولة وقادرة في إطار ديمقراطية محلية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم وتحسين أنظمة التخطيط االستراتيجي املحلي‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل التفاعل بين مختلف مستويات الحكومة الوالئية ومفوق الوالئية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين الحكومة وتعزيز التالحم االجتماعي وإبراز اقتصاد محلي تضامني متنوع‪.‬‬

‫‪-0‬أبعاده‪:‬‬
‫يتبين أن البرنامج مبني على أربعة أبعاد تتمثل في‪i :‬‬

‫أ‪ -‬الديمقراطية التشاركية والعمل املشترك بين الفاعلين املحليين‪ :‬يهدف هذا املحور إلى إشراك‬
‫الفاعلين من املجتمع املدني (املواطنين وباألخص النساء والشباب) مع السلطات املحلية في تسيير‬
‫وادارة الشؤون البلدية‪ ،‬ويتم ذلك بطريقة تشاورية وتوافقية‪ ،‬ليتم بعد ذلك تأسيسها عن طريق‬
‫مداولة للمجلس الشعبي البلدي عبر "ميثاق بلدي للمشاركة املواطنة "‪.‬‬
‫ب‪ -‬عصرنة وتبسيط الخدمات العمومية‪ :‬يهدف هذا املحور الى تسهيل حصول املواطنين على‬
‫الخدمات العمومية بجودة عالية وأقل تكلفة‪ ،‬في هذا السياق سيتعلق األمر بتبسيط الخدمات‬
‫اإلدارية من خالل انشاء شباك موحد للخدمة العمومية البلدية وتطوير استخدام التكنولوجيات‬
‫الحديثة لإلعالم واالتصال لتبسيط االجراءات االدارية‪ ،‬وترقية التعاون ما بين البلديات لتطوير‬
‫اوجه التكامل في أداء الخدمة العمومية على الصعيد اإلقليمي‪.‬‬

‫‪ -2‬وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬مطوية حول برنامج كابدال ديموقراطية تشاركية وتنمية محلية‪ ،‬ص ‪.03-02‬‬

‫‪61‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التنمية االقتصادية املحلية وتنويع االقتصاد‪ :‬هو بعد استراتيجي هدفه هو املساهمة في ابراز اقتصاد محلي‬
‫تضامني ومتنوع يخلق فرص العمل واملداخيل املستدامة‪ ،‬من خالل تعزيز وظيفة التخطيط االستراتيجي‬
‫املحلي‪ ،‬ويأتي هذا الهدف إال من خالل مشاركة كل الفاعلين في هذا اإلطار على املستوى املحلي‪.‬‬
‫ج‪-‬التسيير املتعدد القطاعات للمخاطر البيئية الكبرى على املستوى املحلي‪ :‬الهدف األساس ي لهذا البعد هو‬
‫تعزيز النظام الوطني لتسيير املخاطر في بعده املحلي من أجل دعم مرونة األقاليم في مواجهة املخاطر البيئية‬
‫مع ضمان استمرارية العمل التنموي‪.‬‬
‫ولتحقيق أهداف هذه األبعاد تم انشاء لجان محلية منتدبة تتكون من ‪ 23‬عضو على األقل يمثلون مختلف‬
‫شرائح املجتمع بالبلديات النموذجية‪ ،‬وتتمثل مهمة هذه اللجان املنتدبة في املساهمة والعمل على اثراء‬
‫التشخيص االقليمي ملكونات كل بلدية والنقائض التي تعاني منها‪ ،‬الذي يتم إنشاءها من طرف خبراء وهذا‬
‫بغرض تحديد األولويات واملساهمة في وضع برنامج دقيق حول التنمية في شتى املجاالت االقتصادية‬
‫والثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-3‬خطوات البرنامج وآلياته‬
‫وتتمثل خطواته في‪i:‬‬

‫أ‪ -‬التشخيص االقليمي‪ :‬هو عبارة عن وصف دقيق للحال الراهنة للبلديات النموذجية‪ ،‬ودراسة حالة‬
‫الحكامة وتسيير الخدمات العمومية والتنمية االقتصادية وتسيير املخاطر البيئية‪ ،‬ويعتبر الخطوة‬
‫األولى لتنفيذ برنامج كابدال يقوم بهذه العملية فريق من الخبراء‪ ،‬تحت اشراف وحدة تسيير املشروع‬
‫ملشاركة جميع الفاعلين املحليين املؤسساتيين وتنظيمات املجتمع املدني على مستوى املجالس‬
‫التشاورية البلدية‪.‬‬
‫وتكمن أهمية التشخيص االقليمي في‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم كم معرفي من املعطيات الخاصة بواقع البلدية ومحيطها‪.‬‬
‫‪ -‬يتيح التشخيص االقليمي باستنتاج رؤية واقعية ومشتركة للبلدية تأخذ بالحسبان نقاط القوة ونقاط‬
‫الضعف إلقليم البلدية‪ ،‬هذا ما سيسمح بالتحديد التشاركي للتوجهات الجديدة ورسم سيناريوهات‬
‫التنمية املحلية‪.‬‬
‫سيشكل هذا التشخيص حالة مرجعية يمكن من خاللها قياس التقدم الذي آلت اليه البلديات بصفة ملموسة‬
‫بفضل برنامج كابدال وذلك في نهاية تنفيذه سنة ‪ 2020‬بعد إجراء التشخيص االقليمي التشاركي للبلدية تشرع‬
‫اللجان املحلية املنتدبة املشكلة سابقا في صياغة امليثاق البلدي للمشاركة املواطنة‪.‬‬

‫‪ -2‬جناد حميدة‪ ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.83-82‬‬

‫‪62‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬صياغة امليثاق البلدي للمشاركة املواطنة‪ :‬يعد هذا امليثاق بمثابة عقد اجتماعي اخالقي وتوافقي يتم‬
‫صياغته من طرف الفاعلين املحليين في البلدية‪ ،‬يقوم هذا امليثاق على تأسيس حق مشاركة املواطنين‬
‫في ادارة شؤون بلديتهم وتطوير اقليمهم‪ ،‬ييهئ لوضع أسس وأطر وآليات ضرورية لذلك بصيغة تشاركية‬
‫تشاورية بين الفاعلين‪ ،‬بعد االنتهاء من اعداد هذا امليثاق يتم التصويت عليه في املجلس البلدي‪.‬‬
‫ج‪ -‬املجالس التشاورية البلدية‪ :‬بعد التصويت على امليثاق الذي يسمح ملشاركة املواطنين وكل الفاعلين‬
‫في تسيير شؤون البلدية‪ ،‬ستسمح هذه الخطوة بتفعيل مسار انشاء املجلس االستشاري البلدي‪ ،‬الذي‬
‫يعتبر فضاء الحكامة التشاورية والتشاركية للبلدية‪ ،‬وتعد هذا املجالس اآللية األساسية الدائمة‬
‫لتجسيد اإلطار التشاركي القاعدي املؤسس بناء على عقد املشاركة املواطنة‪.‬‬
‫ح‪ -‬املخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد‪ :‬يبرز برنامج كابدال أهمية بالغة ملسألة التخطيط‬
‫التشاركي التي على ضوء مخرجات التشخيص التشاركي االقليمي الذي يعده الخبراء بمعية الفاعلين‬
‫املحليين في املجلس االستشاري البلدي‪ ،‬ولترافق السلطات البلدية واملجلس االستشارية في تحضير‬
‫املخططات البلدية للتنمية من الجيل الجديد‪ ،‬يقوم هذا البرنامج بوضع دليل يساعد الفاعلين‬
‫املحليين على اعداد املخطط التنموي للبلدية بطريقة تشاركية توافقية‪ ،‬تتميز هذه املخططات بأنها ال‬
‫تقتصر على حصر املشاريع التنموية أو عرض قائمة مشاريع أو برامج ذات أولية للبلدية فحسب‪ ،‬بل‬
‫يتعين عليها وضع رؤية استراتيجية للتنمية املستدامة‪ ،‬تجدد بطريقة تشاركية أهداف مشتركة‬
‫وتوافقية ملستقبل البلدية التي تعد من خالل نتائج التشخيص التشاركي اإلقليمي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬النتائج املتوقعة‬
‫يأمل القائمون على برنامج كابدال وكذلك املحلية واملواطنين في البلديات النموذجية أن يحقق طموحاتهم على‬
‫مستوى التنمية املستدامة والديمقراطية التشاركية‪ ،‬حيث يترصد أن يحقق جملة من النتائج في أبعاد شتى‬
‫نبرزها فيما يلي‪i:‬‬

‫أ‪ -‬من املنتظر أن تشكل النشاطات التي يطورها البرنامج أدوات بيداغوجية وحقوال لتجربة ممارسات‬
‫ديمقراطية محلية جديدة‪ ،‬تساهم في ابراز وتعزيز الرابط املدني بين املواطنين وتقوية شعورهم‬
‫باالنتماء لجماعتهم املحلية‪ ،‬مخففة بذلك من التوترات االجتماعية ومعززة لفكرة التعايش املشترك‪.‬‬
‫ب‪ -‬من املتوقع أن يساهم البرنامج في تجسيد الحكامة التشاورية عبر غرس املمارسة الديمقراطية وتوسيع‬
‫املشاركة املواطنة‪.‬‬
‫ت‪ -‬كما ينتظر أيضا من املشروع تثمين دور الحركة الجمعوية املحلية ملا تشكله من وسيلة إليقاظ ضمير‬
‫املواطنة‪ ،‬إذ تشكل الجمعيات وبحق "مدارس للديمقراطية "‪ ،‬وذلك ملا توفره من مجال لتعلم‬
‫املمارسات الديمقراطية واملساهمة في تعزيز العالقات املدنية واالجتماعية بين املواطنين وتحفيز‬
‫مشاركتهم في الحياة املدنية املحلي‪.‬‬
‫ث‪ -‬يرتقب من برنامج كابدال وضع نظام دقيق لتفادي مختلف الكوارث واملخاطر الكبرى وحماية‬
‫املواطنين ومنشآتهم ومصالحهم من كافة األخطار‪.‬‬
‫ج‪ -‬من املنتظر حصول تطور في تحسين الخدمة العمومية لإلدارة املحلية ومحاربة كل أشكال‬
‫البيروقراطية السيما عبر استعمال تكنولوجيات االعالم واالنتقال الى مرحلة االدارة االلكترونية من‬
‫خالل تعميم مواقع االنترنت والرسائل االلكترونية‪ ،‬الخدمات عبر الخط‪ ،‬االرقام الخضراء‪ ،‬املتابعة‬
‫االلكترونية للملفات وغيرها‪.‬‬
‫ح‪ -‬أخيرا ينتظر من كابدال تحقيق االستغالل العقالني واملنصف والفعال للموارد وتعزيز الدور‬
‫االقتصادي للجماعات اإلقليمية‪ ،‬وذلك يوضع جباية محلية مالئمة وتثمين أكبر للممتلكات املحلية‪،‬‬
‫وهذا كله من شأنه خلق اقتصاد محلي تضامني ومتنوع يرتكز على استغالل أمثل وعقالني ملكونات‬
‫األقاليم املحلية‪.‬‬

‫‪ -2‬جناد حميدة‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪64‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-5‬معوقاته‪:‬‬
‫هناك عدة معوقات قد تحول دون التمكين من نجاح املشروع خالل فترة التجريب على البلديات النموذجية‬
‫وتتمثل أهم هذه املعوقات في‪i :‬‬

‫املعوقات االجتماعية والثقافية ‪ :‬تعتبر املعوقات الثقافية من بين أهم التحديات التي تقف في وجه‬ ‫أ‪-‬‬
‫التنمية املحلية‪ ،‬غالبا ما يكون سبب فشل املشروعات التنموية في املجتمعات املحلية‪ ،‬نقص‬
‫الوعي املحلي وضعف املستوى التعليمي والثقافي لدى املواطنين‪ ،‬خاصة في البلديات النائية‬
‫والفقيرة‪ ،‬هذا في ظل التزايد السكاني وما ينجم عنه من مشاكل اجتماعية واقتصادية كانتشار‬
‫الب طالة ومشاكل السكن والتعليم والغذاء والعمل‪ ،‬وهذا ما يعني أن التوجه نحو اشراك املجتمع‬
‫املحلي في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة يشكل تحدي حقيقيا نحو تفعيل دور املجتمع‬
‫املحلي واشراكه في رسم السياسة العامة واتخاذ القرار‪.‬‬
‫ب‪ -‬معوقات سياسية‪ :‬تتميز أغلب املجتمعات املحلية في الجزائر بخصائص سياسية تعرقل عملية‬
‫التنمية واملشاركة الشعبية‪ ،‬نظرا لغياب املناخ الديمقراطي السليم وضعف مستوى أعضاء‬
‫املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬وسيطرت الروابط التقليدية القبلية في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬كذلك‬
‫االنسداد الحاصل في معظم املجالس املحلية املنتخبة والصراعات الحزبية الضيقة‪ ،‬هذا ما أدى‬
‫إلى انعدام الثقة بين املجتمع املحلي و االدارة‪ ،‬هذا ما يحتاج الى حتمية تكافل الجهود بين املجتمع‬
‫املدني والقطاع العمومي بهدف ضمان املبادئ األساسية لتحقيق املشاركة الفعلية لتحقيق‬
‫التنمية الحقيقية‪.‬‬
‫ت‪ -‬العجز في امليزانية‪ :‬يشكل العجز في ميزانية الجماعات املحلية أحد أهم املشاكل التي تعرقل مشروع‬
‫كابدال وهو ما يطرح تساءال حول الدور الذي يمكن أن يمارسه املجتمع املدني في ظل شح املوارد‬
‫املحلية وانعدامها‪ ،‬حيث تعاني اغلب البلديات في الوطن من ندرة االمكانيات واملوارد املادية‪ ،‬حيث‬
‫تعاني البلديات من عجز كبير في امليزانية بسبب اختالل التوازن بين االرادات والنفقات وعدم‬
‫كفاية املوارد املالية‪ ،‬نتيجة الزيادة املتسارعة في النفقات وضعف نظام الجباية املحلية‪ ،‬والنمو‬
‫املتسارع لعدد السكان‪.‬‬

‫‪ -1‬جناد حميدة‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانوني البلدية والوالية)‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪65‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضعف العالقة بين اإلدارة واملواطن‪ :‬إن النشاط والحركية على املستوى املحلي تبرزه طبيعة‬ ‫ث‪-‬‬
‫العالقة بين االدارة واملواطن ودرجة الثقة املتبادلة بينهما‪ ،‬وهو ما يحتاج الى بذل املزيد من الجهود‬
‫في سبيل ترقية العالقة بين اإلدارة واملواطن والعمل على توفير املزيد من الخدمات ذات الجودة‬
‫العالية التي تلبي مطالب املواطنين من خالل استثمار في التكنولوجيا الحديثة والعمل على عصرنة‬
‫االدارة العامة‪ ،‬كما أنه ال بد من تعزيز دور وسائل اإلعالم التي تمارس وظائف نقل املعلومات‬
‫وممارسة الرقابة على أداء القطاع العمومي‪ ،‬مما يؤدي إلى تفعيل دور املجتمع املدني في الرقابة‬
‫واملسائلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعاون الدولي بين البلديات‬
‫اذا ما سلمنا بان التعاون ما بين البلديات على املستوى الداخلي يعطي اهمية كبيرة إلحداث التوازن وكذا‬
‫الدفع بعجلة الديمقراطية التشاركية‪ ،‬فان توسيع نطاق هذا التعاون من الداخلي الى املستوى الدولي‪ ،‬سوف‬
‫يؤدي ليس فقط الى توسيع وتطوير دور البلدية‪ ،‬بل وايضا الى اعادة النظر في نظام التسيير االداري ككل‪،‬‬
‫للسهر على تطبيقه بشكل سليم وصحيح مع تدعيمه وتوسيعه‪ ،‬لذا فان حث وتشجيع البلديات على تبني‬
‫مبدا التعاون‪ ،‬ال يجب حصره على املستوى الوطني الداخلي‪ ،‬بل يجب ان يتعدى ذلك الى التعامل والشراكة‬
‫مع جماعات اقليمية دولية‪.‬‬
‫وتجدر االشارة الى وجود العديد من عالقات التعاون البلدي باتجاه الجماعات االقليمية واالجنبية‪ ،‬نذكر من‬
‫بينها مايلي‪:‬‬
‫‪ -2‬اتفاقية التوأمة والتعاون الالمركزي بين الجماعات االقليمية الجزائرية ونظيرتها من جنوب افريقيا‪،‬‬
‫كتلك التي ابرمتها والية الجزائر مع مدينة تشوان‪ ،‬والتي ابرمتها بلدية وهران مع مدينة دوربان سنة‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ -0‬اتفاقيات التوأمة والتعاون الالمركزي بين الجماعات االقليمية الجزائرية ونظيرتها البلجيكية‪ ،‬كتلك‬
‫التي ابرمتها والية تلمسان مع مقاطعة هينو سنة ‪ ،0225‬والتي ابرمتها والية الجزائر مع منطقة‬
‫بروكسل سنة‪.0220‬‬
‫‪ -3‬اتفاقيات التوأمة والتعاون الالمركزي بين الجماعات االقليمية الجزائرية ونظيرتها الصينية‪ ،‬كتلك‬
‫التي ابرمتها والية الجزائر مع اقليم هينان سنة‪i.2111‬‬

‫‪ -0‬بوخنفوف سمية‪( ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم‪ ،)22-22‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21-20‬‬

‫‪66‬‬
‫واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫إن كل من قانون البلدية وقانون الوالية يعبر عن تكريس الديمقراطية التشاركية‪ ،‬بحيث قانون البلدية ‪- 11‬‬
‫‪ 10‬قد خصص بابا يتحدث عن مشاركة املواطنين في تسيير شؤونهم وذلك من املادة ‪ 11‬إلى املادة ‪ ،14‬في‬
‫املقابل قانون الوالية لم يخصص باب أو فصال أو فرعا يتضمن الديمقراطية التشاركية على خالف قانون‬
‫البلدية بل نجده كرسها من خالل املجلس الشعبي الوالئي الذي يعتبر إطار ثاني يعبر فيه املواطن عن إرادته‬
‫ويراقب عمل السلطات العمومية‪ ،‬كما أنه تضمنها في بعض مواده ‪ ،‬بالرغم من أن املؤسس الدستوري اهتم‬
‫وشرع عدة مواد خاصة بالديمقراطية التشاركية اال ان هناك عراقيل تواجهه‪ ،‬كما اتجهت الجزائر إلى إطالق‬
‫مشروع تعاوني مع االتحاد األوروبي وهيئة األمم املتحدة يدعى مشروع كابدال لتعزيز وترسيخ الديمقراطية‬
‫التشاركية في الجزائر وزيادة التنمية املحلية حيث كانت بداية انطالقة البرنامج ‪ 2017‬ونهايته في ديسمبر‬
‫‪ 2020‬ليعمم في باقي واليات الوطن بعد النظر فيما حققه من نجاح‪ .‬وكذلك برامج التعاون الدولي بين‬
‫البلديات املحلية واألجنبية وذلك لتطوير الجماعات املحلية واكتساب خبرات لتحسين األداء و الفاعلية‬
‫وتحقيق التنمية املحلية املستدامة‪ ،‬وهذا بجانب البرامج املحلية الوطنية من تكوين املنتخبين وبرامج التعاون‬
‫بين البلديات املحلية في انجاز مشاريع الشراكة بين بلديتين او اكثر‪.‬ومن خالل درستنا لهذا الفصل نقول ان‬
‫الحكومة الجزائرية قد اظهر نيتها الحقيقة لتجسيد الديمقراطية التشاركية على مستوى املحلي ‪ ،‬بالرغم من‬
‫العراقيل والصعوبات التي تواجهها و حداثة أسلوب الديمقراطية التشاركية عليها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمــة‬
‫خاتمـ ـ ــة‬

‫من خالل دراستنا النظرية ملوضوع الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪ ،‬والذي تم من خالله‬
‫التركيز على مجموعة من النقاط والتي تم معالجتها من خالل فصلين‪ ،‬انطالقا من اإلطار النظري للديمقراطية‬
‫التشاركية والتركيز على تطبيقاتها في املجالس املحلية املنتخبة حيث ظهر جليا من خالل هذه الدراسة ان‬
‫الديمقراطية التشاركية كمعطى فرضته بنية التطورات السياسية املتعلقة بأنماط حكم املجتمعات‪ ،‬كما انها‬
‫أتت لتعالج واقع املمارسة الديمقراطية في املجتمعات في ظل التخلف الواضح في البينيات السياسية‬
‫واالقتصادية والثقافية والتغي يب املمنهج للمواطن عن املشاركة في الشأن العام املحلي‪ ،‬فقد جاء تطبيقها‬
‫نتيجة االنتقادات املتكررة للنظام النيابي الذي لم يعد يوفر للمواطنين مكانة الئقة في الحياة السياسية خاصة‬
‫وان دور الناخب ينتهي بمجرد عملية االنتخاب‪ ،‬والجزائر كغيرها من الدول تحاول تطبيق هذا النوع من‬
‫الديمقراطية والتي تقوم على مجموعة من املبادئ ومن اجل تفعيلها البد من تحقيق جملة من االليات‪ ،‬كما‬
‫يعتمد تطبيقها على عدة شروط أهمها وجود مجتمع مدني منظم ومهيكل وانتخابات حرة ونزيهة وعلى الرغم‬
‫من املحاولة في تحقيق الديمقراطية التشاركية‪ ،‬اال انها واجهت العديد من الصعوبات والعراقيل‪ ،‬كما اناط‬
‫املشرع باملجالس الشعبية البلدية والوالئية مسؤولية تنمية الجماعات املحلية وفقا لإلمكانيات املحلية بحسب‬
‫األولوية وتجميعا وتنسيقها في مشروع خطة محلية‪ ،‬ويتضح ان اختصاصات املجالس املحلية املنتخبة تتطرق‬
‫الى كافة املجاالت التي تهتم بالسكان املحليين في اطار السياسة العامة للدولة‪ ،‬والجزائر كغيرها حاولت ترسيخ‬
‫الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة من اتباعها لالمركزية اإلدارية والذي أساسه الجماعات‬
‫املحلية وجسدته من خالل قانوني البلدي ‪ 22-22‬و الوالية ‪ ،20-20‬و التعديل الدستور لسنة ‪ ،0222‬وكذلك‬
‫التعديل الدستوري األخير لسنة ‪.0202‬‬
‫ومع الرغم من إيجابيات تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة ومشاركة املواطنين في‬
‫تسير شؤونهم املحلية لكن نجد هناك نقائص تعيق انجاز برامج التنمية ويؤدي الى عدم تلبية حاجات املواطنين‬
‫املحلين‪ ،‬فاملجالس املحلية املنتخبة تباشر في أنشطة مختلفة اقتصادية واجتماعية وثقافية ‪...‬الخ‪ ،‬لكنها مقيدة‬
‫بتدخل سلطة الرقابة ألنها تبقى مرتبطة باألجهزة املركزية التي تواجهها حسب ارادتها من خالل ممثليها في اإلدارة‬
‫املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫لقد اسفرت الدراسة على جملة من النتائج نتذكر منه‪:‬‬
‫‪ -2‬الديمقراطية التشاركية تقوم على أساس عمود فقري يتمثل في وجود مجتمع مدنيي منظم قوي‬
‫ومتماسك ومنظومة قانونية تعزز دوره وتوفر الحماية له‪.‬‬
‫‪ -0‬يتضمن تطبيق الديمقراطية التشاركية مساهمة ومشاركة املواطنين في عمليات القرارات تتعلق‬
‫بشؤونهم العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقوم الديمقراطية التشاركية على جملة من االليات لتفعيل هذه املشاركة وتعزيز دور املجتمع املدني‬
‫في تبني وطرح انشغاالت املواطنين واملساهمة في تطبيقها على مستوى املجالس املحلية املنتخبة‪.‬‬
‫خاتمـ ـ ــة‬

‫‪ -4‬الديمقراطية التشاركية تعتبر همزة وصل بين اإلدارة املحلية واملواطن‪ ،‬ورمز وأسلوب للديمقراطية‬
‫الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -5‬الديمقراطية التشاركية هي أساس الحكم الراشد والحوكمة املحلية لتحقيق التنمية املحلية‬
‫املستدامة والتطور املحلي‪.‬‬
‫االقتراحات والتوصيات‬
‫‪ -2‬ترقية الديمقراطية التشاركية الى املستوى الوطني من خالل تفعيل مؤسسات استشارية‪.‬‬
‫‪ -0‬إعادة النظر في شروط الترشح للعضوية في املجالس املحلية املنتخبة واشتراط املؤهل العلمي من اجل‬
‫رفع كفاءة الجهاز وتسهيل عملية التطبيع مع اخالقيات الديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫‪ -3‬السعي من اجل املشاركة بصفة مستمرة في مداوالت املجالس املحلية املنتخبة على املستوى املحلي من‬
‫اجل االطالع على املشاريع التنموية محليا من جهة وتبليغ املواطنين واعالمهم بمشاريع التنموية املنجزة‬
‫وتلك التي هي في طور االنجاز من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬االستفادة من تجارب الدول الرائدة في مجال تكريس الديمقراطية التشاركية على ارض الواقع من‬
‫إنجاح التجربة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -5‬ادخال واتباع تكنولوجيا الرقمنة ملواكبة الدول املتقدمة التي تمكن املجتمع املدني من ابداء رايه‬
‫واقتراحاته في نطاق منطقته في األمور التي تهمه‪.‬‬
‫‪ -6‬محاولة تحسين العالقة بين الدولة واملواطن عن طريق الجماعات املحلية التي تعتبر همزة وصل بينهما‬
‫من خالل تمكين املواطن من الوصول الى املعلومة وتقوية فعالية ونجاعة السياسة العمومية‪.‬‬
‫‪ -7‬التخفيف من الرقابة الوصائية على الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -8‬وجوب ادخال الطابع االلزامي على اليات الديمقراطية التشاركية ودسترتها من طرف املشرع‪.‬‬
‫قائم ــة املصادرواملراجـ ــع‬

‫أوال‪ :‬قائمة املصادر‪:‬‬


‫أ‪-‬الدستور‪:‬‬
‫‪- .2‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،0202‬الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي‬
‫رقم‪ ،110-02‬املؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر‪ ،0202‬املتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬في الجريدة الرسمية‬
‫رقم ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪32‬ديسمبر ‪.0202‬‬
‫‪ .0‬دستور الجمهرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،0222‬الصادر بموجب القانون رقم ‪ 22-22‬املؤرخ في‬
‫‪ 22‬مارس ‪ ،0222‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،21‬املؤرخ في ‪ 20‬مارس ‪.0222‬‬

‫‪- .3‬االمر ‪ ،01-20‬املتعلق بالبلدية رقم‪ ،01-20‬املؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،2120‬املتضمن قانون البلدية‬
‫االول‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ 2‬لسنة ‪.2120‬‬
‫‪- .1‬االمر ‪ ،31-21‬املتضمن قانون الوالية االمر ‪ ،31-21‬املؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ ،2121‬املتضمن ميثاق‬
‫الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،11‬لسنة ‪.2121‬‬
‫ب‪-‬القوانين‪:‬‬
‫‪- .2‬القانون رقم ‪ 08-90‬في ‪-07‬أبريل ‪ 1990‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،15‬سنة ‪.1990‬‬
‫‪- .0‬القانون رقم‪ 21-12‬في ‪- 20‬أبريل ‪ 2112‬املتعلق بالوالية‪ ،‬جريدة الرسمية رقم ‪ ،25‬سنة ‪.2112‬‬
‫‪- .3‬القانون رقم ‪ 10-11‬املؤرخ في ‪ 22‬يونيو متعلق بالبلدية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،30‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪- .1‬القانون ‪ 07-12‬املؤرخ في ‪ 2012-02-21‬املتعلق بالوالية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،12‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪- .5‬القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ في ‪-25‬اوت ‪ ،2016‬املتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬العدد‬
‫لسنة ‪.0222‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪- .2‬القانون ‪ ،22-22‬املتضمن القانون التوجيهي للمدينة‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،25‬املؤرخ‬
‫لسنة ‪.0222‬‬
‫‪- .0‬القانون رقم ‪ ،22-23‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،13‬‬
‫املؤرخ في ‪.0223‬‬
‫ج‪-‬املراسيم‪:‬‬
‫‪- .2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،21-25‬يحدد كيفيات تحضير عقد التعمير وتسليمها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،20‬املؤرخ في ‪.0225‬‬
‫‪- .0‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،215-20‬يحدد مجال تطبيق ومحتويات وكيفيات املصادقة على دراسة‬
‫وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬املؤرخ في ‪.0220‬‬
‫‪- .3‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،15-02‬املؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،0202‬يتضمن تأسيس وسيط الجمهورية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،21‬الصادر في ‪ 21‬فيفري ‪.0202‬‬
‫قائم ــة املصادرواملراجـ ــع‬

‫‪- .1‬وزارة الداخلية والجماعات املحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬مطوية حول برنامج كابدال ديموقراطية‬
‫تشاركية وتنمية محلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قائمة املراجع‬


‫‪-2‬باللغة العربية‬
‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .2‬مولود ديدان‪ ،‬مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .0‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0220‬‬
‫‪- .3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة املحلية الجزائرية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪- .1‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0220 ،‬‬
‫‪- .5‬كمال محمد امين‪ ،‬الوجيز في الجماعات املحلية واإلقليمية‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪- .2‬سيدي محمد ولد ديب‪ ،‬الدولة واشكالية املواطنة قراءة في مفهوم املواطنة العربية‪ ،‬دار الكنوز‬
‫املعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.0222،‬‬
‫‪- .0‬على محافظة‪ ،‬واخرون‪ ،‬التربية الوطنية‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0222 ،‬‬

‫ب‪-‬املقاالت‪:‬‬
‫‪- -2‬لزهر خشايمية‪ ،‬سمير حدادي الديمقراطية التشاركية كأداة لتحقيق التنمية االجتماعية‬
‫املستدامة في الجزائر‪ ،‬املجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،23‬الجزائر‪.0202 ،‬‬
‫‪- -0‬مولود عقوبي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في املجالي املحلية املنتخبة بالجزائر‪ ،‬املجلة القانون‪ ،‬العدد‬
‫‪.0222 ،22‬‬
‫‪- -3‬رحماني جهاد‪ ،‬عزوزي بن عزوز‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة بالجزائر واقع‬
‫وافاق‪ ،‬املجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪ ،‬العدد ‪.0222 ،21‬‬
‫‪- -1‬باديس بن حدة‪ ،‬اليات الديمقراطية التشاركية في عمل اإلدارة املحلية‪ ،‬املجلة الجزائرية لألمن‬
‫والتنمية‪ ،‬العدد ‪.0220 ،22‬‬
‫‪- -5‬ناصر الدين باقي‪ ،‬دور الديمقراطية لتحقيق التنمية في الجزائر‪ ،‬املجلة الناقد للدراسات‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬أكتوبر ‪.0220‬‬
‫‪- -2‬سليماني لخميس ي‪ ،‬اليات االشراف والرقابة لضمان نزاهة وشفافية االنتخابات في الجزائر‪ ،‬املجلة‬
‫الباحث للدراسات االكاديمية‪ ،‬مجلد ‪.0202 ،20‬‬
‫قائم ــة املصادرواملراجـ ــع‬

‫‪- -0‬محمد الجياللي‪ ،‬مقاربة الديمقراطية التشاركية لتجسيد التنمية املحلية‪ ،‬املجلة البحوث في‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬مجلد ‪ ،21‬العدد ‪.0221 ،20‬‬
‫‪- -1‬لعشاب مريم‪ ،‬التكريس الدستوري ملبدأ تشجيع الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات‬
‫املحلية‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬جامعة البليدة ‪.0220 ،0‬‬
‫‪- 1‬رشيد عتو‪ ،‬رقابة السلطة الوطنية لالنتخابات ضمانة لنزاهة االنتخابات‪ ،‬املجلة الدراسات القانونية‬
‫املقارنة‪ ،‬املجلد ‪ ،06‬العدد ‪،29/06/2020 ،01‬‬
‫ج‪-‬االطروحات والرسائل‪:‬‬
‫ج‪-2-‬االطروحات‪:‬‬
‫‪ -‬حرحوز عبد الحفيظ‪( ،‬تفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات املحلية في الجزائر‬
‫(دراسة حالة والية مسيلة))‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.0202-0221 ،‬ج‬
‫ج‪-0-‬الرسائل‪:‬‬
‫‪ .2‬بودواية نوال‪ ،‬الديمقراطية التشاركية وصنع القرار املحلي في الجزائر (دراسة حالة املجلس الشعبي‬
‫الوالئي سعيدة)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الدكتور‬
‫موالي الطاهرسعيدة‪.0221-0220،‬‬
‫‪- .0‬بوخنفوف سمية‪ ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية على مستوى البلدية في ظل القانون رقم ‪،22-22‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد ملين دباغين‬
‫سطيف‪.0221-0،0220‬‬
‫‪- .3‬شرماط بن عالية‪ ،‬امير خليل‪ ،‬املجالس املنتخبة املحلية ودورها في تفعيل الديمقراطية التشاركية‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪.0202-0221 ،‬‬
‫‪- .1‬عبد الكريم بالة‪ ،‬الطاهر بوطي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية كألية لتفعيل التنمية املحلية في الجزائر‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد حمه لخضر الوادي‪.0221-0220،‬‬
‫‪- .5‬عبد القادر همالي‪ ،‬الصادق الصديق‪ ،‬الديمقراطية التشاركية واليات تطبيقها في ظل القانون‬
‫البلدية ‪ ،22-22‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العوم‬
‫السياسية‪.0202-0221،‬‬
‫‪- .2‬جناد حميدة‪ ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في قانون البلدية والوالية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‬
‫في العلوم السياسية‪ ،‬تخصص سياسة عامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‬
‫الجلفة‪.0202-0221 ،‬‬
‫قائم ــة املصادرواملراجـ ــع‬

‫‪- .0‬س ي محمد بن زرقة‪ ،‬اليات الديمقراطية التشاركية في اإلدارة املحلية الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاستر‪ ،‬تخصص قانون اإلدارة العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.0220-0222،‬‬
‫‪- .1‬قريد رتيبة‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في الجزائر بين النصوص القانونية والواقع التطبيقي‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة املاستر أكاديمي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫مسيلة‪.0202-0221،‬‬
‫‪- .1‬بويميول سهام‪ ،‬بوشلوح نادية‪ ،‬الديمقراطية التشاركية على ضوء احكام القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة املاستر‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل‪،‬‬
‫‪.0202-0202‬‬
‫‪- .22‬ملير عبد القادر‪ ،‬الضرائب املحلية ودورها في تمويل الجامعات املحلية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد وإدارة اعمال‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪.‬‬
‫‪- .22‬علي محمد‪ ،‬مدى فعالية دور الجماعات املحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املاجيستر في قانون اإلدارة املحلية‪ ،‬جامعة ابوبكر القايد تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪- .20‬لونيس ي حنان‪ ،‬منصوري كنزة‪ ،‬أثر النظام االنتخابي على تسيير املجالس املحلية املنتخبة في‬
‫الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في العلوم السياسية‪ ،‬تخصص سياسات عامة وإدارة الجماعات‬
‫املحلية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.0221-0220،‬‬
‫‪- .23‬عبابسة خالد‪ ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬تخصص‬
‫قانون معمق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي‪.0221-0221،‬‬
‫‪- .21‬وحيدة طمين‪ ،‬كنزة بوخزار‪ ،‬تكريس الديمقراطية التشاركية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املاستر‪ ،‬قسم قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‬
‫بجاية‪.0221-0223،‬‬
‫الفه ـ ــرس‬

‫الشكر والتقدير‬
‫االهداء‬
‫املقدمة‪(............................................................................................................................‬أ‪.‬ب‪.‬ج‪.‬د‪.‬ه)‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطارالنظري‪22...........................................................................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مقاربة مفاهيمية للديمقراطية التشاركية‪23.............................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الديمقراطية التشاركية‪23..............................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الديمقراطية التشاركية‪23................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تميز الديمقراطية التشاركية عن الديمقراطية التمثيلية‪21.......................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أسس واليات الديمقراطية التشاركية‪22..................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسس الديمقراطية التشاركية‪22..................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اليات الديمقراطية التشاركية‪20.................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الجماعات املحلية‪25..................................................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬طبيعة النظام القانوني للجماعات املحلية‪22............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أساليب التنظيم اإلداري‪20...........................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي لنظام اإلدارة املحلية‪02.....................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املجالس املحلية املنتخبة‪03......................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النظام القانوني لتشكيل املجالس املحلية املنتخبة‪03.................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية على املجالس املحلية املنتخبة‪35........................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع تجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪10.....................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مجال تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪13.....................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االليات القانونية لتطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية‬
‫املنتخبة‪13..........................................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬على مستوى املجلس الشعبي البلدي‪13........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى املجلس الشعبي الوالئي‪10.......................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ضمانات تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة‪52................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضمانة الرقابة ونزاهة االنتخابات‪52.............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬فواعل أخرى لضمان تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية‬
‫املنتخبة‪53..........................................................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الصعوبات وبرامج تطبيق الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية‬
‫املنتخبة‪55...........................................................................................................................................‬‬
‫الفه ـ ــرس‬

‫املطلب األول‪ :‬الصعوبات املعيقة لتجسيد الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية‬


‫املنتخبة‪55..........................................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عراقيل متعلقة بالنظام القانوني لإلدارة املحلية‪55.....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عراقيل خاصة باملواطن‪55...........................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬البرامج املسطرة لتطوير الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية‬
‫املنتخبة‪59..........................................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬البرامج املحلية‪59…........................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬برامج التعاون الدولي ‪22 …….........................................................................................‬‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫الفهرس‬
‫امللخص‬
‫امللخ ـ ـ ــص‬

‫تعتبر الديمقراطية التشاركية في املجالس املحلية املنتخبة وسيلة جديدة ملمارسة املواطن لحقوقه في تسيير‬
‫ وتحقيق التنمية الشاملة وترتبط هذه الديمقراطية باإلدارة العامة خصوصا ولها مظاهر‬،‫الشؤون العمومية‬
‫ ومن‬،‫متعددة حيث يضمن تطبيقها مساهمة املواطنين في عملية اتخاذ القرارات التي تتعلق بشؤونهم العامة‬
‫بين اهم اليات تفعيل هذه املشاركة تعزيز دور املجتمع املدني في تبني وطرح انشغاالت املواطنين واملساهمة في‬
‫ من خالل‬،‫سن القوانين املؤطرة لحياتهم ورسم السياسات العامة والوقوف على مدى تجسيدها ميدانيا‬
‫املجالس املحلية اعتمادا على قانوني البلدية والوالية حيث تعتمد هذه املشاركة في الحياة اإلدارية على رقابة‬
.‫السلطة العامة لتثبيت مركزه القانوني في الدولة وفي عالقاتها مع اإلدارة املحلية‬

‫الكلمات املفتاحية‬
.‫ الوالية‬،‫ البلدية‬،‫ املجالس املحلية املنتخبة‬،‫الديمقراطية التشاركية‬

Abstract:
Where participatory democracy in the elected localconcil is a new way
for the citizen to exercise his right in the conduct of puplic affaires, and
to achieve comprehensive development.
That relat to their public affaires, and among the most important
mechanisms for activating this participant is to strengthen the rol of civil
society in adopting and puttingforward the citizen and construbuting to
the enactment of laws that frame their lives and drawing public policies
and standing on the extent of their embodiment in the field, throught
local council deponding on the laws of the municipality and the state
where they depend this participation in administrative life is over the
control of the public authority to establish its legal position in the state
and in its relation with the local administration.

Key words:
Participatory democracy, elected local concils, the municipality, the
state.

You might also like