يتمتع رئيس الجمهورية الجزائري في الظروف اإلستثنائية بصالحيات جد واسعة ،إذ
يخوله الدستور صالحية التشريع االستثنائي ،والمتمثل في األوامر التشريعية وهي صالحية يمارسها في الظروف العادية واالستثنائية على حد سواء من دون توضيح لشروطها ،هذا ما يؤكد لنا هشاشة السلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية نظ ار ألن رئيس الجمهورية بممارسته لسلطة التشريع فهو يتعدى على مبدأ الفصل بين السلطات ،باعتبارالتشريع هو اإلختصاص األصيل للبرلمان ،باعتبار هذا األخير ممثال الشعب )صاحب السيادة(،كما أن البرلمان ليس له إال دور استشاري في إعالن الحاالت االستثنائية ودوررقابي ضئيل ،ماعدا ما يتعلق بتمديد هذه الحاالت حيث البد من خضوع قرار التمديد لموافقة البرلمان ،حسب ماأوردته المادة 98من دستور ،2020لذا كان من المفروض إشراك البرلمان في إعالن الحاالت اإلستثنائية ،وكذا منحه سلطة الرقابة على التشريع اإلستثنائي التي يصدرها رئيس الجمهورية ،بحيث البد من عرضها لموافقة البرلمان عليها حتى يصادق عليها. إلى جانب اإلختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية الجزائري يمارس في الحاالت الغير عادية اختصاصات قضائية استثنائية لم ينص عليها الدستور صراحة ،وإنما تمارس بموجب قوانين و مراسيم تنظمها ،وتتمثل مجموع هذه السلطات في اتخاذ بعض التدابير ذات الطابع القضائي والتي من المفروض أن يقوم بها القاضي وليس شخص رئيس الجمهورية ،كإنشاء المحاكم الخاصة ،والتي باعتبار في الحقيقة ال ضرورة لوجودها إذ أن القضاء العادي منوط للقيام بهذا االختصاص على أحسن وجه دون سواه ،كما أنه ال وجود لهذه المحاكم قانونا ،مما يشكل مساسا بمبدأ استقاللية القضاء،باالضافة الى حق العفو الرئاسي ،الوضع في مراكز األمن ،وإخطار المحاكم العسكرية ،وهذا ما يعتبر خروجا عن مبدأ الفصل بين السلطات.