Professional Documents
Culture Documents
الحكامة في الأسواق العامة
الحكامة في الأسواق العامة
من إنجاز:
أسماء مهل
سعد خيار
بدر الدين إيزاكي
هشام الخالدي
تحت إشراف:
األستاذ مصطفى الحشلوفي
مقدمة
المطلب االول :الحكامة في األسواق
تعريف الحكامة
مفهوم الحكامة الرشيدة
بعض مؤشرات سوء اإلدارة في المشتريات العامة
بعض مؤشرات الحكم الرشيد في المشتريات العامةH
عوائق تطبيق الحكامة Hالجيدة
ممارسة الحكم الرشيد
الحكامة Hوالتنمية البشرية
الحكامة Hوالالمركزية
خاتمة
مقدمة
أمام التحوالت الكبرى االقتصادية والسياسية واالجتماعية التي مHHيزت السHHنوات األخHHيرة وأمHHام حجم
التحديات والرهانات الجديدة التي يعرفها المغرب ،وجدت الدولة نفسها مدعوة ليس فقHHط لمتابعHHة جهودهHHا في
مجال التنمية وتطوير HالتجهHHيزات األساسHHية بHHل أيضHHا للقيHHام بمهHHام أخHHرى ذات أهميHHة خاصHHة وهي تشHHجيع
وتقوية اإلدارة المحلية بشقيها المعينة في إطار االل تمركز والمنتخبة في إطHHار الالمركزيHHة ،فلتحقيHHق التنميHHة
الشمولية المستدامة والمنشودة أصبحت المراهنة أكثر من أي وقت مضى على المستوى Hالترابي ،أو ما يسمى
بالمقاربة الترابية في التنمية ،بعد أن أثبتت المقاربة المركزية فشلها Hوعدم قدرتها Hعلى تحقيق متطلبات التنمية
الحقيقية .وفي Hهذا السياق فإن الدولة المغربية مدعوة للقيام بمجموعة من الصالحات المحليHHة وسHHن العديHHد من
االستراتيجيات Hعلى جميع األصعدة والمستويات اإلدارية ،االقتصHHادية ،السياسHHية ،االجتماعيHHة والثقافيHHة ذلHHك
باعتبار سياسة عمومية محلية متماسكة وشاملة قوامها االل مركزية الحقيقيHHة واالل تمركHHز الفعHHال ،وفي هHHذا
الصدد برز دستور 2011كمحطة حاسمة في إبراز أهمية الجماعات الترابية من خالل القوانين التنظيمية.
فمنذ ما يزيHHد عن عقHHد من الزمHHان أصHHبحت الدولHHة والمنظمHHات والهيئHHات الوطنيHHة والدوليHHة تتHHداول
بمناسبة تدبيرها Hألنشطتها وتقديمها Hلخدماتها مصطلحا أو مقاربة جديدة لتدبير Hالشأن العام أو الخHHاص ويتعلHHق
األمر بالحكامة.
مفهوم الحكامة يندرج من جهة ،ضمن شبكة مفاهيمية كونه يرتبط Hارتباطا Hعميقا من المفاهيم من قبيل
مفهوم التنمية ،مفهوم المجتمع المدني ،مفهوم المواطنة ،مفهوم دولة الحق والقانون ومن جهة ثانية ،فHHإن لهHHذا
المفهوم سيرورة تاريخية ،حيث ارتبط بكيفية إدارة الدول ،الحكومات للشأن العام.
لذلك أصبح لفظ "حكامة" يفيد معHHنى الرقابHHة ،التوصHHية والتHHدبير وأصHHبح منظHHرو HالليبراليHHة الجديHHدة
يلحون على أن المقصود بالحكامة هHHو الجمHHع بين الرقابHHة من األعلى ،الدولHHة والرقابHHة من األسHHفل ،المجتمHHع
المدني.
ويعرف الخبراء والمختصون Hهذا المفهوم بأنه تعبير عن ممارسة السلطة السياسHHية وإدارتهHHا لشHHؤون
المجتمع موارده المالية والمادية والبشرية .ولكن تجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى أن هذا التعريف HقHHديم ،ألنHHه
يركز ويدل فقط على آليات ومؤسسات تشترك Hفي صنع القرار ،الشيء الذي جعHHل هHHذا التعريHHف يطHHرأ عليHHه
تطور بحيث أصبح مفهوم الحكامة يعني حكم تقوم به قيادات سياسHHية ومنتخبHHة وأطHHر إداريHHة لتحسHHين نوعيHHة
حياة المواطنين وتحقيق رفاهيتهم H،وذلك برضاهم وعبر مشاركتهم Hودعمهم.
منهجية البحث:
في هذا البحث ،ركزنHا Hعلى المنHHاهج الوصHHفية والتحليليHHة ،مHHع األخHHذ في االعتبHHار الحكامHHة الترابيHHة
كهيكل قابل للتغيير والتطوير.
مشكلة البحث:
ان مسألة الحكامة موضوع Hواسع ،وسيتناول هHHذا البحث الموضHHوع من خالل اإلجابHHة على المشHHاكل
التي يطرحها Hوالتي يمكن تلخيصHHها Hإلى مشHHكلة اساسHHية مTTا هي مسTTتجدات الحكامTTة في التنميTTة الترابيTTة في
المغرب؟
تثير هذه اإلشكالية العديد من التساؤالت الفرعية
ماهي مكونات الحكامة الترابية؟
ماهي اإلكراهات والمنطلقات للحكامة الترابية
يتم ذلك الى تقسيم الموضوع Hإلى موضوعين رئيسيين :المطلب األول يتجلى في الحكامة في األسواق
سوف نتطرق Hالى تعريف الحكامة المبادئ Hاألساسية للحكومة الرشيدة مؤشHHرات سHHوء اإلدارة والحكم الرشHHيد
في المشتريات العامة عوائق تطبيق الحكامة الجيدة.
أما المحور الثاني حول الحكامة الترابية (مفهوم الحكامة الترابية منطلقات الحكامة الترابيHHة اكراهHHات
الحكامة الترابية اليات الحكامة الترابية واسسها).
المطلب االول :الحكامة في األسواق
تعريف الحكامة: .1
يعكس مفهوم الحكامة اإلطار المرجعي الكلي أو مصدر Hومرجع المسلمات المعرفية والفلسفية لسياسة
وتوجه ما ،فهناك من يرى أن مصطلح الحكامة في اللغة العربية مشتق من كلمة حكم ،بمعنى الفصHHل في أمHHر
أو نزاع بين طرفين ،ومصدره الحكم ،وهHHو المنطHHوق الصHHادر عن شHHخص أو هيئHHة حاكمHHة ،في حين يHHذهب
البعض اآلخر إلى أن المصطلح الحكامة مشتق من كلمة الحكمة ،ممHHا يHHتيح المجHHال العتبارهHا HمبHHادئ سHHامية
وهكذا تضم اشتقاقات مصطلح الحكامة كل المفردات نسق الحكم المعاصر تقريبا وتقييمه على دعائم نبيلHة من
العلم ،العدل ،الحكمة ،التمثيل والمساءلة ،وتبقى هذه المفاهيم تشمل أسس وجوهر الحكم.
فالحكامHHة اذن هي دعHHوة صHHريحة إلى تجHHاوز حالHHة اللاتHHوازن النHHاتج عن أحاديHHة صHHنع القHHرار دون
مراعاة المنطق العلمي المؤسس على عناصر المشHHاركة في مختلHHف مراحHل إعHHداد المشHHروع Hمن التشHHخيص
الى البرمجة والتنفيذ ثم التقييم والمحاسبة في إطار سيرورة تمتاز بالشفافية والعقالنية.
مفهوم الحكامة الرشيدة: .2
الحكامة الرشيدة هي ممارسة السلطة السياسية واالقتصادية واإلدارية إلدارة شؤون الدولة على جميع
المستويات .ومن ثم فهي تشمل العمليات واآلليات والمؤسسات Hالتي من خاللهHا يعبّHر المواطنHHون والجماعHHات
المتنوعة عن مصالحهم ،ويمارسون حقوقهم ،ويوافقون على السالم ومع الجميع ،منازعاتهم وصراعاتهم.
المشتريات العامة هي مقياس مناسب لقياس درجة التزام الحكومة بالحكم الرشيد.
المبادئ األساسية للحكومة الرشيدة في المشتريات العامة
-حرية الوصول إلى المشتريات Hالعامة.
-معاملة المرشحين على قدم المساواة.
-شفافية االجراءات.
بعض مؤشرات سوء اإلدارة في المشتريات العامة: .3
الفساد :أي شخص يقدم أو يمنح أو يطلب أو يقبل ،بشكل مباشر أو غير مباشHHر ،أي مHHيزة بهHHدف التHHأثير على
تصرفات موظف Hعمومي أثناء منح العقد أو تنفيذه.
التكتيكات االحتيالية :أي شخص يشوه أو يحذف أو يحرف الحقائق من أجل التأثير على منح العقد أو تنفيذه.
ممارسات التواطؤ H:نظام أو ترتيب بين اثنين أو أكثر من مقدمي العطاءات ،سواء كان المقترض على علم بHHه
أم ال ،ويهدف إلى تثبيت األسعار Hعلى مستويات Hمصطنعة وغير تنافسية.
الممارسات القسرية :الضرر أو التهديد بإلحاق ضرر مباشر Hأو غير مباشHHر باألشHHخاص أو ممتلكHHاتهم HبهHHدف
التأثير على مشاركتهم Hفي عملية الشراء أو التأثير على أداء العقد.
بعض مؤشرات الحكم الرشيد في المشتريات العامة: .4
اخالق مهنية:
يجب احترام سلوك اإلنسان .إنHHه مجHHال فلسHHفي ينعكس على القيم المختلفHHة مثHHل الوجHHود Hأو الظHHروف
المعيشية أو مفاهيم الخير أو العادات أو األخالق.
في مجال المشتريات العامة ،تضمن األخالقيات اإلنصاف Hوتضمن الشHفافية .ومن هنHا تHأتي مصHلحة
مدونة األخالق.
الشفافية:
الشHHفافية في المشHHتريات العامHHة تعHHني التطHHبيق العHHادل والصHHارم لإلجHHراءات المعروفHHة الHHتي تشHHكل
حصريًا األساس للقرارات المتعلقة بإرساء العقود وتنفيذها .تعزز الشفافية مصHHداقية اإلدارة وتسHHاهم في تلبيHHة
طلب السكان ،بالنوعية والكمية الكافية ،ال سيما من حيث المعدات الجماعية والبنية التحتية العامة.
محاربة الفساد:
الفساد هو تحريف أو اختالس عملية أو تفاعل مع شخص أو أكثر بهدف الحصول على مزايHHا أو سHHلطات
معينة بالنسبة للمفسد أو إلفساده .يؤدي Hإلى إثراء الفاسدين أو إثراء المنظمة المفسد.
عوائق مؤسساتية :أي ما يشHHوب المؤسسHHات الوطنيHHة والجهويHHة والمحليHHة خاصHHة ،من غمHHوض بينهHHا وبين
المؤسسات المدنية والمجتمعات Hالمحلية.
عوائق اجتماعية وسياسية :ممثلة في طريقة اختيHHار المHHوظفين السياسHHيين للجماعHHات المحليHHة والHHتي تعتHHبر
األحزاب السياسية المسئول األول عنها.
عوائق منهجية :ممثلة في االنحرافات Hالسياسية المسجلة لدى الهيئات التمثيلية ،الضHHعيفة التكHHوين .ومHHا يزيHHد
من عرقلة آلية الحكامة ألداء دورها ،يمكن تلخيصه في الجانب التقني الممثHل في عمليHات التقطيHع ذات البعHد
األمني والتي أنتجت بهدف التمكن من المراقبة والتأطير
ممارسة الحكم الرشيد: .6
في االسواق العامة ،تعتبر الرشوة ممارسة غير مشروعة يعاقب عليها القانون:
القانون رقم 20-2011المؤرخ 12أكتوبر 2011بشأن مكافحة الفساد والجرائم األخرى ذات الصلة
وجمهورية بنين.
القانون رقم 02-2009المHؤرخ 7أغسHطس 2009بشHأن قHانون المشHتريات HالعامHة ووفHود HالخدمHة
العامة في جمهورية بنين.
إنشاء قنوات معلومات لمكافحة الغموض:
نظام المعلومات هو الدعامة األساسية للشفافية .يجب أن تكHHون المعلومHHات متاحHHة بسHHهولة للشHHركات
وأن تكون متاحة في الوقت المحدد ،مما يتيح لها الوقت الكافي Hإلعداد وتقديم العطHHاءات في المواعيHHد النهائيHHة
المحددة في وثائق العطاء.
يجب أن تحتHHوي وثHHائق المناقصHHة على معلومHHات كاملHHة تتعلHHق على وجHHه الخصHHوص بقواعHHد لعبHHة
المنافسة ،ويجب أن تكون األخيرة موضوعية ومكتوبة ومفهومة من قبل الجميع.
إبعاد حواجز المنافسة:
يجب على السلطات المتعاقدة أن تحدد بشكل كامل وحيادي Hاالحتياجات التي يجب تلبيتها.
يتم تحديد الحاجة بشكل كامل عندما يتم وصفها Hبدقة من خالل اإلشارة ،عند االقتضاء ،إلى الخيHارات
المرغوبة و /أو المتغيرات المقبولة ،وكذلك الفصل إلى الكثير ،إذا كانت هHHذه الصHHيغة تHHوفر HمزايHHا ،ال سHHيما
من حيث الكفاءة واالقتصاد الوطنيH.
ثقافة النزاهة:
لن يقوم الوكالء في اإلدارة والمؤسسات Hالعامة والشركات العامة أبدًا باستبدال Hخدماتهم بأربHHاح نقديHHة
أو عينية.
س Hيُطلب منهم اإلبالغ عن أي موقHHف من شHHأنه أن يضHHعهم في موق Hف HتضHHارب المصHHالح وإخطHHار
انسحابهم رسميًاH.
سHHوف HيقصHHرون العقHHود خHHارج البورصHHة ودعHHوات المناقصHHات بمHHوجب إجHHراءات الطHHوارئ على
الحاالت المنصوص عليها في اللوائح.
حق االستئناف:
يجب على مقدمي العطاءات:
-أن يكون لهم قنوات للطعن في حالة عدم االمتثال لإلجراءات المعمول بها إلصالح أي ضرر Hيلحق بهم.
-التأكد من التسوية الودية للنزاعات ،وعند الضرورة ،اللجوء إلى التحكيم.
-االمتناع عن تقديم طعون تافهة أو بسوء نية تهدف فقط إلى عرقلة اإلجراءات.
رقابة فعالة على منح العقود العامة وتنفيذها:
تتمثHHل مراقبHHة العقHHود العامHHة في التحقHHق من مطابقHHة أو تواف Hق HاألعمHHال أو العمليHHات المنفHHذة مHHع المعHHايير
المنصوص عليها في اللوائح.
يجب على السلطات المتعاقدة:
-ضمان التشغيل المنتظم لخدمات الرقابة الداخلية.
-اتخاذ جميع اإلجراءات المفيدة الستفزاز تدخل أجهزة الرقابة الخارجية ،إذا لزم األمHHر ،سHHواء بشHHكل إداري
أو قضائي H،مع الحرص على الحفاظ على التوازن بين متطلبات الرقابHHة ومتطلبHHات الكفHHاءة .تطبHق HالعقوبHHات
المنصوص عليها في اللوائح على مرتكبي األخطاء في منح العقود العامة أو تنفيذها.
فاعلية إجراءات ترسية العقود العامة وتنفيذها:
السلطة المتعاقدة:
منHذ مHا يزيHد عن عقHد من الHHزمن ،أصHبحت الHدول والمنظمHات HوالهيئHات الوطنيHHة والدوليHة تتHداول
بمناسبة تHHدبيرها ألنشHHطتها وتقHHديمها لخHHدماتها ،مصHطلحا Hأو مقاربHة جديHدة لتHدبير الشHHأن العHام أو الخHHاص،
ويتعلق األمر بالحكامة الجيدة .ويقصد بالحكامة الجيدة ،التدبير األمثل والعقالني والموضوعي HلشHHؤون الدولHHة
والجماعات الترابية ،وكذا للمؤسسHHات والهيئHHات الخاضHHعة للنظHHام الخHHاص.وقHد Hتم اللجHHوء إلى هHHذه المقاربHHة
التدبيرية أواخر القرن الماضي Hوبداية األلفية الثالثة ،بعHHدما ظهHHر عجHHز األسHHاليب القديمHHة في تHHدبير األمHHور،
فكانت النتيجة ظهور اختالالت وتفاوتات عميقة على المستوى المجالي ،وفقدان االنسجام والتآزر بين مختلف
الفئات االجتماعية للبلد الواحد.
يعتHHبر موضHHوع HالحكامHHة الترابيHHة من أهم المواضHHيع HالHHتي اسHHتأثرت باهتمHHام المجتمعHHات الحديثHHة،
باعتبارها اإلطHار األمثHل لبلHورة اسHتراتيجية جديHدة قHادرة على بنHاء صHرح التنميHة المجتمعيHة الHتي قوامهHاH
الحكامة واالستدامة .والحديث عن الحكامة الترابيHHة كمفهHHوم يقتضHي األمHHر ضHHرورة اعتمHاد مقاربHHة تفكيكيHة
أجزائه وتناول كل جزء على حدة بالدراسة والتحليل .فالحكامة الترابية إذن مركبة من مصطلحين "الحكامHHة"
و"الترابية" لذلك سنحاول Hتناول كل مصطلح على حHHدة من أجHHل تحديHHد تعريHHف أكHHثر تHHدقيقا للمفهHHومين معHHا
"الحكامة الترابية"
منطلقات الحكامة الترابية: .2
تعتبر الحكامة الترابية في المغHHرب كهHHدف مبتغى من جميHHع السياسHHات العموميHHة والمحليHHة لمسHHتقبل
واعد تنتظره جميع المكونات الكونية من سياسيين وأكاديميين ،بل جميع المواطنين ،إحHHدى النتHHائج المسHHتهدفة
من الجهوية المتقدمة واال تمركز الواسع .إال أن هذا المبتغى ال يمكن تحقيقه إال بدعم الجماعHHات الترابيHHة بHHرد
االعتبار ألسلوب التركيز Hاإلداري.
إن التHHدابير HالمطلوبHHة لتفعيHHل مسHHاهمة اال تمركHHز اإلداري بHHالمغرب في التنميHHة الترابيHHة ليسHHت تلHHك
اإلجراءات أو ردود األفعال الروتينية التي كانت مألوفة دائما في هذا المجHHال بHHل البHHد من إصHHالحات حقيقيHHة
وجوهرية ولعل أبرز تلك االصالحات هHHو تأهيHHل المصHHالح اال مركزيHHة لتكHHون محHHورا فعليHHا لكHHل الوظHHائف
التنفيذية والمحلية داخل النطاق الترابي الذي تزاول فيHه نشHHاطها .لHHذا يجب العمHHل على تنميHة اإلدارة الترابيHة
للدولة أوال بمنحها الوسائل المالية والبشرية الضرورية للقيام بمهامها.
ولعHHل من شHHأن إجHHراء نHHوع من الحركيHHة وإعHHادة االنتشHHار بين مHHوظفي اإلدارة المركزيHHة ومHHوظفيH
المصالح المركزية أن يمكن اإلدارة الترابية للدولة من كفاءات عليا وطاقHHات HحيويHHة فهي في نفس الHHوقت أداة
تؤدي إلى التجديد والتخفيف Hمن التباطؤ Hالذي كثيرا ما تؤاخذ عليه اإلدارة الترابية للدولة.
إن تحقيق التنميHHة الترابيHة ال يمكن اختزالهHا في مجHHرد إصHدار نصHHوص قانونيHHة جديHدة تضHHاف إلى
النصوص الموجودة ،وال في تفريغ هياكل إدارية إلى جHانب المتHHوفرة .بHHل ال بHد من رؤيHة شHمولية ومنهجيHة
علمية دقيقة ذات أهداف مدروسة ومسطرة .وبناء عليه ومن أجل النهوض بالمقاربHHة الترابيHHة للتنميHHة وجعلهHHا
فعالة أصبح من الضروري اعتماد منهجية علمية وتنظيمية في اإلدارة المحلية المتعلقة بال تمركز.
مبادئ الحكامة الترابية: .3
يمكن تلخيص مبHHادئ الحكامHHة الترابيHHة أساسHHا في القواعHHد اآلتيHHة :مبHHدأ المقاربHHة الترابيHHة ،مبHHدأ الثانويHHة
الفاعلة ،تنظيم Hالتعاون والتعاضد بين الفاعلين المحلين ،تطبيق الشHHرعية والمشHHروعية ،المبHHدأ العHHام والشHHامل
للمسؤولية:
مبدأ المقاربة الترابية :ينطلق هذا المبدأ من األهمية التي أصHبح يحوزهHا HالHتراب المحلي ،هHذا التحHول
في االنتقال من سياسة المركزية إلى سياسة الالمركزية ،يجHد لHه بعضHا من مبرراتHه في ثالث عناصHر
مرجعية
-إن التراب المحلي ،يشكل الفضاء األكثر اندماجية للمسHHتويات الموضHHوعية واإلنسHHانية واالجتماعيHHة
أي أنHHه المسHHتوى الHHذي يمكننHHا من تقHHدير وتقHHييم التبHHادالت بين المHHادة والمعلومHHة وبين المجتمعHHات
ومحيطهاH.
-إن التراب المحلي ،يشHHكل اإلطHHار األكHHثر إجرائيHHة لتنفيHHذ السياسHHات العموميHHة ومتابعتهHHا ،إذ أن كHHل
العناصر التي تبدو نظرية ومجردة على المستوى HالمركHHزي مثHHل الشHHراكة ،المسHHؤولية ،العالقHHة بين
االقتصادي Hواالجتماعي تصبح على المستوى Hالمحلي أشياء محسوسة وملموسة وقابلة للجس.
-إن التراب المحلي ،يمثHHل المرجعيHHة األكHHثر تجديديHHة لتطHHوير HمنظومHHة الحكامHHة نفسHHها في ارتباطهHHا
بالخصوصيات المجتمعية المحلية ،ويجعلها ترتكز Hأكثر على مفهوم تدبير Hالشأن الHHترابي ،هكHHذا فHHإن
التراب يمثل الوعاء المالئم لتحديد فلسفة عامة للحكامة وتقويتهHHا في الحHHدود HالخاصHHة بكHHل تقليHHد من
التقاليد المجتمعية.
وبناء على هذا التوجه فإن المقاربة تفرض نفسها من خالل كون الترابي شكل المسHHتوى HالHHذي يمكننHHا
من تقHHدير وتقHHييم التنميHHة االقتصHHادية واالجتماعيHHة وفي عالقتهHHا بالمحيHHط والمجتمعHHات HاألخHHرى انطالقHHا من
الشراكة والمسؤولية على المستوى Hالترابي وبشكل واقعي ما تم القيام به.
هكذا أضHحت مسHألة الHHتراب مسHHألة محHددة لمعHايير HالتنميHة المطلوبHHة محليHHا والمعبHأة لكHل الطاقHHات
واإلمكانيات Hوالمتوخية توفير Hسبل العيش الكريم Hللمواطن في ارتباطاته بأبعاد المحلية للتنمية المحلية.
مبدأ الثانوية الفاعلة :يهدف هدا المبدأ إلى ضرورة تجاوز HالتعHHارض التقليHHدي بين التHHداخل في االختصHHاص
الذي يحد من فعالية ونجاعة التدخالت العمومية ،أي أن ذات المبHHدأ يقض ي بضHHرورة توضHHيح االختصHHاص
بين مستويات الحكامة وتعبئة العالقة بينها ،كما أن التعHHاون بين هHHذه المسHHتويات يصHHبح أساسHHيا ومركزيHا Hفي
تشكيل هندسة الحكامة ،ويمزج مبدأ الثانوية الفاعلة بين ثالث أفكار أساسية.
تتقاسHم مختلHHف مسHتويات الحكامHHة مسHHؤولية مشHتركة ،فاألسHاس Hال يكمن في معرفHة الطريقHة الHتي -
سيدبر بها كل واحد مشاكل اختصاصHHه بمعHHزل عن اآلخHHرين ولكن المهم هHHو معرفHHة الطريقHHة الHHتي
ستساعد مختلف مستويات الحكامة على التعHHاون كHHل واحHHد بوسHHائله في تسHHيير التحHHديات المشHHتركة
انطالقا من المحلي إلى الوطني.
يجب على كل تراب أن يبتكر األجوبة النوعية والمحددة والمالئمة لمبHHادئ رئيسHHية تحHHدد باإلجمHHاع، -
وهذه الفكرة تؤكدها عدة أمثلة والتي تؤكد عل أن المجتمعات لها تحديات مشHHتركة تجسHHد الوحHHدة في
حين أن الحلول المطابقة والمالئمHHة تتمHHيز في كHHل حالHة بالخصوصHHية والنوعيHHة ممHHا يHHترجم التنHHوع
واالختالف.
مبTTدأ التعTTاون والتعاضTTد بين الفTTاعلين المحلTTيين :إن الحكامHHة الترابيHHة تقتض ي من السHHلطات العموميHHة أن
تعرف كيف تدخل في حوار وشراكة مع الفاعلين اآلخرين ،فهي تسمح بإعطاء الصHHبغة الجماعيHHة للمجموعHHة
البشرية ،والسلطات العمومية مؤهلة إليجاد وبلورة الحوار والشراكة بين كل محفز للعمل الجماعي.
ويأتي هذا التنظيم Hالتعاوني في إطار نهج المقاربة التشاركية كآلية لتدبير الشأن العام المحلي باعتباره Hا HإحHHدى
منهجيات العمل المرتبطة بتدبير الشأن العHام المحلي والوطHHني ،فهي عمHل تشHاركي يتضHمن عنصHر الحHوار
وااللتزام كنتيجHHة للتواصHHل ،وعنصHر HاالعتمHHاد على المعنHHيين المباشHHرين في تحديHHد االحتياجHHات واألهHHداف،
إضافة إلى عنصر وضوح Hالقرارات ودقتهاH
مبدأ تطبيق الشTTرعية والمشTTروعية :إن الحكامة الشHHرعية تتجسHHد في ممارسHHة سHHلطة تنظمهHHا مجموعHHة من
القواعد والمبادئ النابغة من التقليد أو المسجلة في الدستور Hوالقوانين المكتوبHHة .أمHHا الحكامHHة المشHHروعية فهي
مفهوم يتسم بالذاتية ألنها تحيل إلى شعور وإحساس السكان بأن السلطة السياسية واإلدارية تمارس من طHHرفH
أشHHخاص صHHلحاء ينطبHق Hعليهم مبHHدأ "الرجHHل المناسHHب في المكHHان المناسHHب" وحسHHب عHHادات إيجابيHHة وفي
المصلحة المشتركة.
يشكل القبول واالنخراط Hالعميق للساكنة والمجتمع بأكمله في الطريقة الHHتي تHHدبر بهHHا الشHHؤون العامHHة
بعدا جوهريا Hللحكامة حيث إن هذه األخيرة ال يمكن أن تستمر عHHبر فHHرض نفسHHها بHHالقوة واالكHHراه والضHHغط،
فالحكامة تستلزم تجاوبا من المجتمع عبر حد أدنى من الصدى والموافقة.
يعتبر هذا المبدأ حيويا بل "استراتيجيا" في مجال الحكامة ،إذ بدون تفعيله لن تكون هنHHاك حكامHHة وال
حسHHن تHHدبير ،وبالتHHالي Hال تسHHتطيع HالوصHHول Hإلى األهHHداف والغايHHات واآلفHHاق HالHHتي يHHرغب فيهHHا الجميHHع
وينتظرونهHHا ،ذلHHك أن هHHذا المبHHدأ ينبHHني أساسHHا على قHHدرة المHHدبرين المحلHHيين على تحمHHل مسHHؤولياتهم HوفHHق
القHHانون ،فالمسHHؤولية وفHHق هHHذا المبHHدأ مرتبطHHة بدرجHHة القHHدرة واالسHHتطاعة والمعرفHHة ومن ثم تHHتيح تجHHاوز
االختالفات الكبرى التي يقوم عليها األفراد Hأو بعض المؤسسات Hأو الهيئات في ظل فساد يستشري Hفي مختلHHف
مؤسسات الدول النامية ويحول دون تقدمها وتغيرها ،ويهم Hمبدأ المسؤولية جميع ميادين الحكامة الترابية وذلك
لقيامها على بعد أخالقي وبعد قانونيH.
إكراهات الحكامة الترابية: .4
اإلكراهات الموضوعية:
تكمن في ضعف شفافية التدبير المحلي الناتج عن عدة عوامHل أبرزهHا طغيHان التنظيم HالبHيروقراطي،
انغالق التدبير وشخصانية السلطة ،تضخم المنظومة الهيكلية للجماعات والقواعد القانونيHHة وتكHHاثر المسHHاطر
اإلدارية والوثHHائق واإلفHHراط في اللجHHوء إلى السHHلطة التقديريHHة للمسHHؤولين على المصHHالح ،بطئ سHHير اإلدارة
وتعقد المساطر وضعف Hاإلنتاجية وانتشار Hاال مباالة واتسHHاع سياسHHة الكم على حسHHاب الجHHودة ،بسHHبب غيHHاب
تنظيم عقالني في عملية التوظيف Hالقائم على المحسوبية وكذا وجود عدة نقائص على مستوى Hالموارد Hالبشرية
والمتمثل في سوء توزيع Hالكفاءات واألطر Hإداريا وجغرافيا Hوعدم احترام Hمبادئ تكHافئ الفHرص وعHدم تطHبيق
الحد األدنى لألجور وغياب اشتراط المستوى التعليمي لتولي مهام رئاسة الجهة ،عنصHHر الكفHHاءة في عضHHوية
المجلس الجهوي الشيء الذي يجعلنا أمام ضعف المخططات وهزالة االستراتيجيات التنموية ناهيك عن غياب
التنسيق والتعاون فيما بين المصالح الخارجية وكذا مركزية القرار اإلداريH.
اإلكراهات القانونية:
جاءت القوانين التنظيمية للجماعHHات المحليHHة الترابيHHة بعHHدة مسHHتجدات على مسHHتوى HالتHHدبير اإلداري
تصب في اتجاه خلق حكامة ترابية جيدة على مسHHتوى تHHدبير شHHؤونها وممارسHHة اختصاصHHاتها ،حيث يالحHHظ
على أن االختصاصات الحالية للجماعات الترابية هي نفسها التي كانت في القوانين السHHابقة باسHHتثناء المسHHتجد
المتعلHHق باالختصاصHHات HالمشHHتركة مHHع الدولHHة وبHHاقي HاألشHHخاص العامHHة وهنHHاك تشHHابه وتكHHرار لنفس
االختصاصات مع إشراك المجHHال مHHع أصHHناف الجماعHHات الترابيHHة األخHHرى ،كمHHا أنHHه تم التميHHيز بين مفهHHوم
االختصاصات – مفهوم الصالحيات ضمن القوانين التنظيمية للجماعات الترابيHHة بتخصHHيص كHHل واحHHد منهHHا
قسما خاصا ،بالرغم من تشابه هذين المصطلحين أما فيما يتعلق بنظام المراقبة اإلدارية ،فلقHHد حاف Hظ HالمشHHرع
المغHHربي على المراقبHHة القبليHHة عHHبر التأشHHير Hعلى قHHرارات المجلس والHHرئيس ،حيث تمت تقويHHة دور HالHHوالي
والسلطات المكلفHHة بالداخليHHة في مجHHال المراقبHHة ومنح الHHوالة صHHالحيات واسHHعة وأكHHبر من سHHلطات رؤسHHاء
الجهات كحق التعيين في الوظائف Hبالجهة وحق الرقابHHة اإلداريHHة القبليHHة وكHHذلك الفصHHل الHHذي يمنح الجهHHات
والجماعات حق تدبير شؤونها Hبكيفية ديمقراطية وتشير أيضHHا القHHراءة المتأنيHة لمقتضHHيات القHHوانين التنظيميHHة
المتعلقHHة بالجماعHHات الترابيHHة إلى رصHHد مجموعHHة من المالحظHHات المتمثلHHة أساسHHا في إحHHداث ثالث قHHوانين
تنظيمية للجماعات الترابية ،بالرغم من عدم تنصيص الدستور Hعلى ذلك.
اإلكراهات البنيوية:
لقد اصطدمت الحكامة الترابية بمجموعة من العراقيHHل نتيجHHة تبHHاين وتفHHاوت بين الجماعHHات الترابيHHة
واختالف القدرات االقتصادية لكل منها ،ناهيك عن التفاوت بين الجماعات على المستوى HاالجتمHHاعي خاصHHة
الفقيرة منها ،فعلى الرغم من وجود كل المقومات التي تتطلبهHHا تنميHHة الجماعHHات الترابيHHة وتطورهHHا ،إال أنهHHا
تعرف ضعفا ملحوظا في عدة مستويات ،ويرتبط Hهذا الضعف أساسHHا في التفاوتHHات المجاليHHة ،الHHتي تتجلى في
انعدام المساواة بين الجهات في توزيع Hالمجالي االستثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية.
موضHHوع HالحكامHHة الترابيHHة الHHذي يشHHكل أحHHد المرتكHHزات األساسHHية للسياسHHات العموميHHة والHHبرامج
الحكومية ،اعتبار للدور الHHذي تلعبHHه الجماعHHات الترابيHHة كفاعHHل أساسHي HوشHHريك حقيقي في تHHدبير المجHHاالت
الترابية وتحقيق التنمية بمختلف أبعادهHHا بHHالنظر أيضHHا إلى أهميHHة تHHدبير HالمرافHق HالترابيHHة وارتباطهHHا الوثيHHق
بالمعيش اليومي للمواطن ،تهدف باألساس إلى االستعانة باألليات المتاحة لتعزيز الحكامة الترابية منها.
اوال :تعزيز الال تمركز اإلداري:
ميثاق االتمركز اإلداري Hيشكل رافعة أساسية في دعم الحكامة الترابية من خالل ضمان نجاعة أكHHثر
في تدبير الشأن المحلي وتحقيق االتقائية في السياسات العمومية وفي برمجة مختلف المشاريع القطاعية وذلك
في انسجام تام مع برامج التنموية للجماعات الترابية.
ثانيا :دعم برامج التنمية الجهوية:
يعHHد برنHHامج التنميHHة الجهويHHة أهم آليHHات الحكامHHة على المسHHتوى الHHترابي ،باعتبHHاره منطلقHHا لتحقيHHق
االندماج واالتقائية بين التوجهات االستراتيجية لسياسة الدولة والحاجيات التنموية على المسHHتوى الجهHHوي من
خالل تنسيق األعمال التنموية المقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة لتحقيق التنمية المستدامة ووفHHق منهج
تشاركي.
ثالثا :دعم ومواكبة إعداد التصاميم الجهوية إلعداد التراب:
من المعلوم أن التصميم Hالجهوي إلعداد التراب باعتبارها الوثيقة المرجعيHHة لتهيئHHة المجHHال لمجمHHوع
التراب الجهوي يهدف على وجه الخصوص لتحقيHHق التوافHق Hبين الدولHHة والجهHHة حHHول تHHدابير تهيئHHة المجHHال
وتأهيله وفق Hرؤية استراتيجية استشرافية ،بما يسمح بتحديHHد توجهHHات واختيHHارات التنميHHة الجهويHHة وذلHHك من
خالل
-وضع اإلطار Hالعام للتنمية الجهوية المستدامة بالمجاالت الحضرية والقروية.
-تحديد االختيارات المتعلقة بالتجهيزات والمرافق العمومية الكبرى المهيكلة على مستوى Hالجهة.
-تحديد مجاالت المشاريع الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها وكذا مشاريعها Hالمهيكلة.
رابعا :دعم القدرات التدبيرية للجماعات الترابية.
أ-تعزيز الهياكل التنظيمية وتطوير أساليب التدبير اإلداري:
دعم ومواكبHHة إرسHHاء إدارة الجماعHHات الترابيHHة وهياكله Hا Hحيث عملت وزارة الداخليHHة على توجيHHه
الدوريات والدالئل التوضيحية دات صلة للجماعات الترابية والتي شملت إدارة الجهة وإدارة العمالة أو اإلقليمH
مرفقة بنماذج للهياكل التنظيمية للهيئات.
ب-الموارد البشرية:
تمكين الجماعات الترابية من الموارد Hالبشرية المؤهلة للنهوض بأعباء اإلدارة على المستوى HالHHترابي
من خالل تفعيل آليات انتشHHار المHHوظفين ،فضHHال عن تفكHHير في اعتمHHاد آليHHة التشHHغيل بمHHوجب العقHHود بهHHدف
استقطاب الكفاءات والخبرات وسد الخصاص الملحوظ على المستوى Hالموارد البشرية المؤهلة والمتخصصHHة
على مستوى الجماعات الترابية.
خامسا :تدبير ممتلكات الجماعات الترابية:
تدبير ممتلكات الجماعات الترابية والمحافظة عليها كان دائما مثار جملة من الصعوبات واإلكراهHHات
بسبب تعدد القوانين المنظمة لهذه الممتلكات .ومن أجHHل تجHHاوز هHHذه الصHHعوبات فقHHد انكبت الHHوزارة الوصHHية
على إعداد مشروع قانون موحد يهدف باألساس إلى إقرار قواعد تتHواخى HتحHديث أسHاليب ومسHاطر وتعزيHزH
االمالك العقارية للجماعات الترابية والمحافظة عليها وتنميتهHا HوتحسHHين مHHداخيلها ،بشHHكل يتالءم ومقتضHHياتH
الدستور الجديد والقوانين التنظيمية للجماعات الترابية ويستجيب Hلمتطلبات التنمية المحلية.
سادسا :برامج التأهيل الحضاري وبرامج التنمية االقتصادية واالجتماعية:
نموذج للمشاريع التي يتم تنفيذها وفق حكامة ترابيHHة جيHHدة ،في إطHHار مواكبتهHا HللجماعHHات الترابيHHة،
تعمل الحكومة على دعم ومتابعة برامج التأهيل الحضري Hوالتنمية االقتصادية واالجتماعية التي تشHHكل جHHزءا
من األوراش الكHHبرى الHHتي تتHHوخى HتحسHHين المشHHهد الحضHHري ،وجاذبيHHة المHHدن من خالل النهHHوض بالبنيHHات
التحتية وتأهيل المرافق وإعادة هيكلة األحياء الناقصة التجهيز Hإلى جانب معالجة المباني للسقوط.
أسس الحكامة الترابية: .6
فيما يخص االلتزام بأسس الحكامة ،فقد تضمنت القHHوانين المتعلقHHة بالجماعHHات الترابيHHة مجموعHHة من
القواعد المتعلقة بحسن التطبيق مبدأ التدبير الحHHر من خالل احHHترام HالعديHHد من القواعHHد المجسHHدة في المسHHاواة
بين المواطنين في الولوج المرافق Hالعمومية التابعة للجماعHات الترابيHة ،وكHذا االسHتمرارية في أداء الخHدمات
وضمان جودتها وتكريس Hقيم الديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمسؤولية وترسيخ سيادة القHHانون والتشHHارك
والفعالية والنزاهة.
-مبدأ المساواة بين المواطنين في ولوج المرافق Hالعمومية والتابعة للجماعة الترابية.
مبدأ االستمرارية في أداء الخدمات من قبل الجهة وضمان جودتها. -
-تكريس قيم الديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمسؤولية وترسيخ سيادة القانون.
الديمقراطيHHة هي تلHHك العمليHHة السHHليمة لتHHداول السHHلطة بين األفHHراد ،أمHHا الشHHفافية فهي ممارسHHة حHHق
الحصول على المعلومة واألخبار Hتهم مواطنHHا بعينHHه ،في حين تعHHني المحاسHHبة نوعHHا من التHHدقيق HواالحHHتراس
الذي يهم باألساس الشؤون المالية ،أما المسؤولية فتفيد بأن المسؤولين يتحملونها Hمن جراء تدبيره للشHأن العHHام
انطالقا من دعامتين :الشفافية والمحاسبة.
يعتHHبر مفهHHوم الحكامHHة الترابيHHة من أكHHثر المفHHاهيم شHHيوعا وذيوعHHا في مجHHال العلHHوم االجتماعيHHة
والسياسات العامHة ،بيHد أنHه بHالرغم من شHيوع اسHتخدام هHذا المفهHوم إال أنHه ال يحقHق إجماعHا حHول المعHنى
المقصود بHHه فهنHHاك من جهHHة تصHHور HالبنHHك الHHدولي HللحكامHHة الترابيHHة ،على ضHHوئه يتبHHنى الجHHوانب اإلداريHHة
واالقتصادية فيمHHا التصHHور الثHHاني يHHدمج البعHHد السHHياس ي ،مطالبHHا تبHHني النهج الHHديمقراطي H،والواقHHع أن هHHذا
المفهوم يعد من المفاهيم القديمة ،لكنه اكتسب صلة جديدة ،فهو بمثابة منتج قديم وضع في عبوة جديدة .كما أن
اعتماد الحكامHHة الترابيHHة كأسHHلوب فعHHال لتHHدبير للشHHأن الHHترابي يتوقHف Hعلى مجموعHHة من الوسHHائل واآلليHHات
والمقاربات ،التيمن شأنها أن تساعد على إضفاء طابع الفعالية والديناميHHة ،الHHتي من خاللهHHا يمكن قيHHاس مHHدى
نجاعة هذه الحكامة ،إذ أن هذه المقاربات والوسائل Hواآلليات ،تشكل األدوات التي تعتمد عليها الحكامHHة والHHتي
من شأنها أن تساعد على الوقوف على طبيعتها Hوخصوصيتها H.إذ ال يمكن الحديث عن حكامة ترابيHHة من دون
بلورة مختلف المبادئ واألسس التي ترتكز عليه.
ان قراءة موضوعية للتجربة المغربية في ميدان المقاربة الترابية للتHHدبير العمHHومي HلمHHا يزيHHد عن 50
سنة بعد حصول المغرب على استقالل ،تظهر على أن هناك تطورا Hفي هذا المجال من خالل سعي الدولة إلى
إرساء أسس نظام التدبير الHHترابي للشHHؤون العموميHHة غHHير أن البحث في إشHHكاليات الHHتي يطرحهHا HالموضHHوع
متطلبات الحكامة الترابية بالمغرب كجزء من هذا النظام ،وكيفية مقاربته من قبل السلطات العمومية في إطار
المشاريع التنموية واإلصالحية ،تؤدي Hبالباحث إلى الخروج بخالصة جوهرية مضمونها Hأن المغرب لم يعرف
سياسة عمومية متكاملة وشاملة في مجال التنمية الترابيHHة ،وإنمHHا يعمHHل على إحHHداث أدواتهHHا حسHHب متطلبHHات
الظرفية.
ووفق Hالنظرة التي يطغى عليها التصور المركزي Hوالتخصص القطاعي والصHHبغة العموديHHة والرؤيHHة
االنفرادية للقطاعات الوزارية المختلفة ولعل من أبرز األدلHHة على ذلHHك تلHHك الفجHHوة الصHHارخة الHHتي تكرسHHت
عبر تاريخ الدولHHة المغربيHHة الحديثHHة ،متمثلHHة في مفارقHHة بنيويHHة عميقHHة ذات وجهين بمالمح عموديHHة وأفقيHHة،
وأولها ما تم رصHده على الHدوام من تنHاقض وتضHاد HومعاكسHة بين مHا يقHال على مسHتوى الخطHاب السياسHي
المقاربة الترابيHHة ،وبين مHHا هHHو موجHHود HومكHHرس Hعلى مسHHتوى HالممارسHHة والواقHع Hالعملي حيث توجHHد إدارة
ترابية همها األساسHي الحفHاظ على النظHام Hواألمن وإدارة محليHة منتخبHة عHاجزة وغHير قHادرة بنخب سياسHية
معظمها فاشلة ينخرها الفساد السياسي.
الئحة المراجع
-عبد الرحمان جمجامة ،اإلدارة الالمركزية مع االل تمرك//ز ،وسياس//ية الق//رب في خط//اب الملكي والنش//اط
الملكي من محمد الخامس إلى محمد السادس دار السالم للطباع//ة والنش//ر والتوزي//ع ،الرب//اط /الطبع//ة األولى،
،2004ص 10
-عبد العزيز أشرقي :2014الحكامة الترابية وتدبير /المرافق /العمومية المحلية على ضوء مشروع /الجهوية
المتقدمة الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء
-- -عبد العزي//ز غ//وردو :2015/الحكام//ة الجي//دة في النظ//ام /الدس//توري /المغ//ربي /.الطبع//ة األولى ،مطبع//ة
kutub-E
https://comment.ma/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD
%D9%83%D8%A7%D9%85%D8