اسهام المؤسسات العقابية في تحقيق الامن الاجتماعي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫مجلة دراسات في سيكولوجية االنحراف‬

‫‪ISSN :2602 554X-‬‬ ‫مجلة دولية نصف سنوية ‪EISSN :2773-2568‬‬


‫ص ص‪35-16:‬‬ ‫السنة‪2021‬‬ ‫العدد‪01‬‬ ‫المجلد ‪06‬‬
‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬
‫‪The contribution of penal institutions to social security‬‬

‫كريمة عجرود‬ ‫مصطفى شريك *‬

‫جامعة سوق اهراس‪ ،‬الجزائر‬ ‫جامعة سوق اهراس‪ ،‬الجزائر‪.‬‬


‫‪k.adjeroud@yahoo.fr‬‬ ‫‪m.charik@yahoo.fr‬‬
‫تاريخ القبول ‪.../.../... :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2021/04/23 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تمثل هذه الورقة العلمية محاولة لبحث دور املؤس س سساا العقايية كمن ها مس املؤس س سساا اهجتمعية امل سساهمة‬
‫تحقيق االمس االجتماع ‪ ،‬وذلك يالنظر لدورها الكبن والذي يمثل فل سسفة التعامل مس لالل معاقبة املذ و وتقييد‬
‫حريتس وتسيهيلس وإصس س س سسالخ سس س س سسلوكس ‪ ،‬مس لالل اله امن والتسداين الجت يعبعوسا مس تكفسل ف س س س س ت واجتمساع وتر وي وم ت‬
‫وارشادي وإعادة تر ية املذ و‪ ،‬وم اعدت على التكيف مع أ ظمة الضبط املعتمدة مس قبل اهجتمع‪ ،‬وسنحاول يحث‬
‫كل ذلك مس لالل التطرق الى أهمية االمس االجتماع ‪ ،‬وكذا معرفة الدور االجتماع للججو‪ ،،‬ضاافة الى دور القا و‪،‬‬
‫ووس س سسائل تحقيق االمس االجتماع ‪ ،‬كما س س سسنحاول هذه الورقة العلمية تايا‪ ،‬دور املؤسس س س س سساا العقايية ا ص س سسال ‪،‬‬
‫وألن ا شسسرخ فل سسفة املؤس س سساا العقايية االمس االجتماع ‪ ،‬وهذا سسسعيا لفوج الدور االجتماع والجنامن وحج ا م ت‬
‫للمؤس اا العقايية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫املؤس اا العقايية؛ االمس االجتماع ؛ الضبط؛ ا صالخ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This scientific paper represents an attempt to examine the role of penal‬‬
‫‪institutions like other community institutions contributing to social security, in‬‬
‫‪view of their great role, which represents a philosophy in dealing with the‬‬
‫‪punishment of the offender, restricting the freedom and rehabilitation of his or‬‬
‫‪her behavior, through the programs and measures followed by the‬‬
‫‪psychological, social, educational, professional, guiding and re-breeding of the‬‬
‫‪offender, and helping him to adapt to the control systems adopted by the‬‬
‫‪community, and we will try to discuss all this by addressing the importance of‬‬
‫‪social security, as well as knowing the social role of prisons, in addition to‬‬

‫املؤلف املراسل ‪.‬‬ ‫*‬

‫‪16‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫‪knowing the social role of prisons, in addition to The role of the law and the‬‬
‫‪means of achieving social security, as we will try in this scientific paper to‬‬
‫‪explain the role of the penal institutions reform, and finally explain the‬‬
‫‪philosophy of penal institutions in social security, and this in an effort to‬‬
‫‪understand the social, criminal and even security role of the penal institutions.‬‬
‫‪Keywords :‬‬
‫‪Penal institutions; social security; control; reform.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫مما الشك في أ‪ ،‬الجريمة كا ت والزالت تمثل الظاهرة القا و ية االجتماعية الجت عايشت‬
‫الحياة الاشرية والزمتها منذ يداية ظوور االن ا‪ ،‬الى يومنا هذا‪ ،‬و املقايل رافق الجريمة‬
‫رد الفعل االجتماع ازاءها وهو العقو ة الجت ه ا لرى تمثل ارورة اجتماعية وقا و ية‬
‫مجابه ة للجريمة واال حراف‪ ،‬وحماية لألفراد واهجتمع‪ ،‬وشكلت يذلك املؤس اا‬
‫العقايية واحدة مس ين‪ ،‬املؤس اا الجت ي عند اليها اهجتمع استقبال املذ بن‪ ،‬لتنفيذ‬
‫العقو اا ال البة للحرية‪ ،‬وقضاء عقو ة جزائية ح و القراراا القضائية الصادرة‬
‫حق املذ و‪ ،‬ليكو‪ ،‬دورها يالغ ا همية حماية اهجتمع مس الجريمة‪ .‬الورقة العلمية‬
‫هذه حاول يحث الماية مس وجود املؤس اا العقايية ومدى دورها أو اسواموا تحقيق‬
‫االمس االجتماع ‪ ،‬ا طالقا مس الودف والماية مس ضيداع املذ بن‪ ،‬بهات املؤس اا مس زاوية‬
‫تقويمية وإصالحية‪ ،‬مس لالل تيهيل الججناء والتكفل بهج‪ ،‬وال ع عادة ضدماجوج‬
‫االجتماع ‪ ،‬الذي هو جوهر رسالة املؤس اا العقايية مختلف اهجتمعاا‪ ،‬وكذا‬
‫االرتقاء يال لوك ا ن انن وتح ين ‪ ،‬عس طريق تنمية شخصية الججن‪ ،،‬وتعديل‬
‫سلوكياتها حو القيج الفضيلة وال امية‪ ،‬والذي يتج مس لالل عملية التكفل يالججناء‬
‫اجتماعيا و ف يا وصحيا وتر ويا‪ ،‬وتيهيلوج علميا ومونيا‪ ،‬وتهذيبهج ألالقيا‪ ،‬وهو ما‬
‫حرص على تيكيد املشرع الجزائري مس لالل قا و‪ ،‬تنظيج الججو‪ ،‬وإعادة ا دماج‬
‫االجتماع للمحبوسن‪ ،‬مادت ا ولى على الدور ا ساس ت للمؤس اا العقايية حماية‬
‫اهجتمع‪ ،‬حيث صت املادة على ما يل "يهدف هذا القا و‪ ،‬الى تكريس مبادئ وقواعد‬
‫رساء سياسة عقايية قائمة على فكرة الدفاع االجتماع للمحبوسن‪ ،"،‬وحماية اهجتمع‬
‫تكو‪ ،‬مس لالل الحفاظ على أمن واستقراره‪ ،‬ايتداء مس تعويد املذ و على التزام قواعد‬
‫ال لوك واالمتثال ل يادة النظام العام والتقيد ينصوص القا و‪ ،،‬وهو دور املؤس اا‬

‫‪17‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫العقايية لالل تواجد املذ و ين‪ ،‬أسوارها‪ ،‬ليكو‪ ،‬يذلك تيكيد على ضعادة تر ية املذ و‬
‫ض‪ ،‬لج قل ضعادة شخصنت مس جديد‪ ،‬أي يناء شخصيت يما يتوافق و ظج الضبط‬
‫املتعارف عليها اهجتمع‪ ،‬و التال تحقيق االمس االجتماع وهو ما سنحاول معالجت مس‬
‫لالل اهحاور التالية‪.‬‬
‫‪ .1‬مفاهيم ودالالت‪:‬‬
‫‪ .1.1‬ماهية املؤسسات العقابية‪:‬‬
‫تيلذ املؤس اا العقايية فس املع والداللة ملفووم الججو‪ ،،‬حيث وردا ا شارة‬
‫ْ‬
‫ص س س س س ساح ْ ت الج س س س سجس أأرْ سا‬
‫ضلي س القر ‪ ،‬الكريج عسسدة مواا س س س سسع مَهسسا قول س تعسسالى أ ْي سا ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ ُ ْ‪ْ ُ ْ ُ ْ ْ ،‬‬
‫الواحد القوار﴾ (سس سسورة يوسس سسف‪ :‬ا ية ‪ ،)39‬وقول تعالى أقال ْر‬ ‫متفرقو لن ؟ أم هللا‬
‫ُ ْ َّ ا ْ ُ ْ ْ ْ‬
‫الج سسجس أحو ضل مما يدعو ت ضلي ‪( ﴾...‬س سسورة يوس سسف‪ :‬ا ية ‪ ،)33‬ووروده أيض سسا قول‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ْ‬
‫ال لئ‪ ،‬اتخذ ْا ض ًلوا غن ي ج ْعل ان ْك م ْس املج س ُجو ْن‪( ﴾،‬س سسورة الش سسعراء‪ :‬ا ية ‪،)29‬‬ ‫تعالى أق‬
‫وقد جاء مع الج س س س سسجس اللمة هو الحاس‪ ،‬والحاس معناه املنع‪ ،‬ومعناه الش س س س سسرع هو‬
‫تعويق الش س سسخ ومنع مس التص س سسرف ينف س س س ‪ ،‬س س سسواء أكا‪ ،‬يلد أو ييت أو مج س سسجد أو‬
‫س س س س سسجس مع سسد للعقو سسة أو غن ذل سسك (التمي ت و لرو‪ ،،‬د‪.‬ا‪ ،‬ص ‪ ،)239‬كم سسا يقص س س س س سسد‬
‫ياملؤس اا العقايية الججو‪ ،‬تلك املؤس اا املعدة لصيصا الستقبال اهحكوم عليهج‬
‫بعقو اا مقيدة للحرية (منصس سسور‪ ،1989 ،‬ص ‪ )163‬وسس سسالبة لوا وه تشس سست ك ذلك مع‬
‫الحكج يا شس س س سسمال الشس س س سساقة واالعتقال‪ ،‬حيث يحرم اهحكوم عليهج مس الخروج أو متابعة‬
‫الحياة بشس سسكل عادي و أجواء طليقة‪ ،‬والحيلولة دو‪ ،‬ممارسس سسة أي نشس سسا ما‪ ،‬وعادة ما‬
‫يرتبط يالجس سسجو‪ ،‬عدة مفاهيج وت س سسمياا مثل مراكز التيديو أو دور ا صس سسالخ والتهذيو‬
‫أو التقويج أو مؤسس س سساا ضعادة الت يية أو غن ذلك مس الع سسمياا (ضيراهيج‪ ،1989 ،‬ص‬
‫‪ ،)163‬كما يعرف النظام القا ونن الجزائري الجس س س سسجس أو املؤس س س س س س س س سسة العقايية مس لالل‬
‫قا و‪ ،‬تنظيج الججو‪ ،‬وإعادة ا دماج االجتماع للمحبوسن‪ ،‬على أنها "ه مكا‪ ،‬للحاس‬
‫تنف سسذ في س وفق سسا لق سسا و‪ ،‬العقو سساا ال س س س س سسالب سسة للحري سسة‪ ،‬وا وامر الص س س س س سسادرة عس الجو سساا‬
‫القض س سسائية‪ ،‬وا كراه البدنن عند االقتض س سساء" (ق س ج‪ ،2005 ،‬املادة‪ )25 :‬ايض س سسا ت س س س‬
‫يسسا ص س س س سسالحيسساا الجت تخت يسسصيواء وحف وعالج مس ص س س س سسدرا ا س س س سسدهج أحكسسام قسسا و يسسة‬
‫الرتكابهج بعض ا فعال اهخالفة للشرع أو النظام العام اهجتمع‪ ،‬وتختلف معاملتها‬

‫‪18‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫للج س س س سسجن سساء ي سسالتالف أه سسدافو سسا ووظ سسائفو سسا (متول ‪ ،1998 ،‬ص ‪ ،،)158‬وه سسذا التعريف ال‬
‫يختلف عما ذهو ضلي تعريف هيئة ا مج املتحدة "الجس س سسجو‪ ،‬واملؤس س س س س س سساا العقايية أو‬
‫ا ص س سسالحية" يقص س سسد بها جميع املؤسس س س س سساا املمولة تمويال عاما أو لاص س سسا الجت يجرد فيها‬
‫ا شسسخاص مس حريتهج‪ .‬ويمكس أ‪ ،‬تشسسمل هذه املؤس س سساا‪ ،‬على سسسايل املثال ال الحصسسر‪،‬‬
‫املرافق العقايية وا صس س سسالحية ومرافق الطو النف س س سسانن التابعة دارة الجس س سسجو‪( ،‬مكتو‬
‫الجسسجس أ‪ ،‬يكو‪،‬‬ ‫ا مج املتحدة املع ياهخدراا والجريمة‪ ،2004 ،‬ص ‪ ،)32‬ويشسست‬
‫مكا ا الس س س س سستقبال كل مس كا‪ ،‬على اس س س س سستعداد ل ص س س س سسالخ والت يية والتقويج‪ ،‬لو يفقد‬
‫اهحكوم عليس هسسذه القسسايليسسة ل ص س س س سسالخ فلس يجسسدي ضيسسداعس الج س س س سسجس‪ ،‬و سسالتسسال وجو‬
‫ت ليط لية ألرى لتطبيق الحكج علي كبديل ل يداع مؤس ة الججس‪.‬‬
‫‪ .2.1‬ماهية المن االجتماعي‪:‬‬
‫جسساء لف االمس علج اللمسسة‪ :‬مص س س س سسدره أمس‪ -‬االمس وا مسسا سسة‪ ،‬يمع ‪ :‬وقسسد أمنسست فسسي سسا‬
‫أمس‪ ،‬وأمنسست غن ي مس االمس وا مسسا‪ ،‬ا س س س سسد الخوف‪ ،‬وهو يسسذلسسك‪ :‬اطمئنسسا‪ ،‬النفس وزوال‬
‫الخوف ومن االيما‪ ،‬وا ما ة (الفن وز يادي‪ ،‬ص ‪ ،)194‬أما اصطالحا فقد تعددا ا راء‬
‫حول مفووم االمس االجتماع واقعنا تبعا هجاالا الحياة الجت يرتبط بها هذا املفووم‪،‬‬
‫وتبعا اللتالف اهتماماا املفكريس والعلماء‪ ،‬وتبعا اللتالف متمن اا والعوامل اهحيطة‬
‫بهج والتالف اهداف الدراس س س س سساا الجت يقومو‪ ،‬بها‪ ،‬وقد كا‪ ،‬مس ايرز ما ورد حول مفووم‬
‫االمس االجتماع فمس الباحثن‪ ،‬مس اهتج تعريف االمس االجتماع يالجا و التنظي ت‪،‬‬
‫وعنسسايسسة النظسسام السسدول يسسالبعسسد الجنسسامن‪ ،‬وحمسسايسسة االفراد مس أي اعتسسداء يحتمسسل وقوع س‬
‫عليهج‪ ،‬ملقيا يكامل الحمل وامل س س سسؤولية على كاهل الجماعة الدولية‪ ،‬ومَهج مس ينطلق‬
‫تعريف لألمس االجتماع مس جا و ف س س س س ت‪ ،‬ومَهج مس ا ت النظرة التكاملية تعريف‬
‫لألمس االجتماع ‪ ،‬ومَهج مس يرى االمس االجتماع مس منظور تر وي ضس س س س سسالمن (اس س س س سستيتية‬
‫وسس س س سسرحا‪ ،2012 ،،‬ص ‪ ،)308‬وعلي ينظر علماء ال س س س سسياسس س س سسة الى مفووم االمس مس زاوية‬
‫النظريسسة الواقعيسسة يسسي‪ ،‬السسدولسسة ه الفسساعسسل الرئيس‪ ،‬وه تتحرك وفق ادراكوسسا للمحسسافظسسة‬
‫على أمَها مما يقتضس ت االسسستحواذ على القوة واسسستخداموا عند اللزوم‪ ،‬و التال فص‪ ،‬االمس‬
‫امل سستهدف هو أمس الدولة الذي يحقق التماسسسك االجتماع واالسسستقرار ال سسياسس ت للدولة‬

‫‪19‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫(الكواري‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،)16‬كم سسا ينظر علم سساء االجتم سساع لألمس االجتم سساع على أ س س "هو‬
‫حالة االطمئنا‪ ،‬الجت يشسسعر بها افراد اهجتمع‪ ،‬الناتجة عس م سساهمة مؤس س سساا التنشسسئة‬
‫االجتماعية تفعيل جميع االس س س س سست اتيجياا وا مكا اا واملمارس س س س سساا الجت تحقق للفرد‬
‫الشعور بعدم الخوف حااره وم تقبل ‪ ،‬وت عى الى حماية دين و ف وعقل ومال‬
‫وعرا س س وتؤكد ل االعت اف يوجوده ومكا ت اهجتمع‪ ،‬وتعي ل املش س سساركة ا يجايية‬
‫اهجتمع" (اس س سستيتية وس س سسرحا‪ ،،‬ص ‪ ،)309‬وهو التعريف الذي يتقار مع ظرة اح س سسا‪،‬‬
‫محمسسد الح س س س سسس تعريف س لألمس االجتمسساع على ا س "س س س س سسالمسسة االفراد والجمسساعسساا مس‬
‫االلطسسار السسدالليسسة والخسسارجيسسة الجت قسسد تتحسسداهج سك سا لطسسار الع س س س سسكريسسة ومسسا يتعر ل س‬
‫االفراد والجمساعساا مس القتسل وااللتطساف واالعتسداء على املمتلكساا او ال س س س سسرقسة" (عمساد‬
‫التمي ت وايما‪ ،‬التمي ت‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،)6‬وعلي موما تعددا الض س س سسرو املعرفية وتمن ا‬
‫مواا س س س سسيعوا اال أ‪ ،‬االمس االجتماع يبقى ل فس الداللة و فس املع ‪ ،‬ليعه عس حالة‬
‫التخويف والتهديد والت ويع مقايل االطمئنا‪ ،‬وال كينة واالستقرار‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية االمن االجتماعي‪:‬‬
‫ُي ْ‬
‫عته ا مس يك سساف سة أ واع س ذا أهمي سسة كبن ة ي سسالن س س س سب سسة لألفراد‪ ،‬أو الجم سساع سساا‪ ،‬وحج‬
‫للمجتمعاا‪ ،‬ويمكس تواي تلك ا همية العناصر التالية‪:‬‬ ‫يالن بة ُ‬
‫‪ .1.2‬المن أساس التنمية‪:‬‬
‫أي مجتمع مس اهجتمعسساا يكو‪ ،‬االمس هو املعيسسار ا ول تحريسسك عجلسسة التنميسسة‪،‬‬
‫حج امل سسعثمريس اهحلين‪ ،‬أو ا جا و يشسست طو‪ ،‬توفر هذا العامل قبل اسسسعثمار أموالوج‪،‬‬
‫لذلك كما يقال "يعد االمس ركنا أسسساسسسيا للتنمية‪ ،‬فال يمكس تحقيق التنمية واالزدهار اال‬
‫ضذا توفر االمس الذي يكو‪ ،‬دافعا الى التخطيط ال س س سسليج وااليداع العل ت والجود العل ت‪،‬‬
‫فك سسل ه سسذه ا مور ال يمكس أ‪ ،‬تتحقق اال ظ سسل أمس وارف واس س س س سستقرار دائج (الكواري‪ ،‬ص‬
‫‪ ،)19‬وعلى هذا ت س س س سسعى اهجتمعاا الى تحقيق هذا الش س س س سسر ‪ ،‬وتوفن ه كن تتحقق التنمية‬
‫يمختلف اشكالوا‪.‬‬
‫‪ .2.2‬المن نتاج العدالة‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫ينظر للعدالة على انها ضعطاء كل ذي حق حق ‪ ،‬وتع ت كذلك ت وية ح ا الصوا‬


‫والخطي‪ ،‬يحيث يدفع اهخطئ تعويضا عس لطيئت وما احدث مس ارر لمن ه يما ارتكو‪،‬‬
‫و حيث يعاقو على لطئ ‪ ،‬وتلك ه مومة القض س س س سساء الذي ي س س س سسور على تطبيق القوا ن‪،‬‬
‫وسيادة العدالة ين‪ ،‬االفراد (عبد الحميد و لريس‪ ،2010 ،‬ص ‪ ،)29‬والعدالة تعد معيارا‬
‫أس س س سساس س س سسيا اس س س سستعبا االمس وامل س س سساواة ين‪ ،‬االفراد‪ ،‬وعلي كا ت غاية ا مس هو تحقيق‬
‫العسسدل‪ ،‬والعسسدل س س س س سسايسسل لألمس‪ ،‬فومسسا متالزمسسا‪ ،‬ال ينفسسك أحسسدهمسسا عس االلر‪ ،‬واذا فقسسد‬
‫أحسسدهمسسا فقسسد االلر ال محسسالسسة‪ ،‬ومس يقول املفكريس‪ :‬ض‪ ،‬مومسسة السسدولسسة تنحص س س س سسر أمريس‬
‫همسسا‪ :‬عمرا‪ ،‬البالد وأمس العبسساد (الكواري‪ ،‬ص ‪ ،)19‬وس س س س سسواء سكسا سست العسسدالسسة القسسا و يسسة او‬
‫العدالة االجتماعية فا مر س س س س سسيا‪ ،،‬املوج هو ضرس س س س سساء مبدأ اس س س س سستحقاق الثوا والعقا‬
‫وتجنو التصادم والذي مس تائج ومردوده هو املس والطمي ينة ين‪ ،‬افراد اهجتمع‪.‬‬
‫‪ .3.2‬المن غاية للضبط االجتماعي‪:‬‬
‫ينظر للض س س س سسبط االجتم س سساع على ا س س "ك س سسل العملي س سساا الجت تنظج س س س س سسلوك ا فراد او‬
‫الجماعاا او اهجتمع‪ ،‬وفقا للمعاين وقواعد ال سسلوك‪ ،‬و دو‪ ،‬تلك القواعد ال يمكس ا‪،‬‬
‫تص س س س سسور كيف يكو‪ ،‬اهجتمع‪ ،‬وتوجسد ميكسا نزمساا تؤمس االمتثسال حو تلسك املعساين ‪ ،‬كمسا‬
‫تتع س سسام س سسل مع اال حراف"(عب س سسد الحمي س سسد و لريس‪ ،‬ص ‪ ،)41‬وال يتحقق االمس اال يفر‬
‫القا و‪ ،‬الذي هو جزء مس الض س سسبط االجتماع العام‪ ،‬حيث يرى هوفما‪ ،‬ا‪ ،‬القا و‪ ،‬هو‬
‫الوسسسيلة الجت يعال بها اهجتمع ف س ويحاف على كيا ووجوده‪ ،‬ومس هنا كا‪ ،‬الخروج‬
‫على تعساليج القسا و‪ ،‬تهسديسدا للتمساس س س س سسك االجتمساع وللمثسل االجتمساعيسة والثقسافيسة والقيج‬
‫االجتمسساعيسسة‪ ،‬كمسسا يعته ضقرار هسسذه التعسساليج وفرا س س س سوسسا على النسساس أهج عسسامسسل للض س س س سسبط‬
‫االجتماع (الصالح‪ ،2004 ،‬ص ‪.)179‬‬
‫‪ .4.2‬المن معيار للتماسك االجتماعي‪:‬‬
‫ويمثل التماس س س سسك االجتماع لاص س س سسية تدفع ييفراد اهجتمع لال تماء لوذا اهجتمع مما‬
‫يعمق ا ح س س س سساس يسالوالء ويقوي مس الرايطسة النف س س س سيسة وهو أمر يسدفع الفرد للسذود عس‬
‫مجتمع ‪ ،‬ذات الفردية تتج د الوطس (اسماعيل‪ ،‬د‪ .‬ا‪ ،‬ص ‪ ،)120‬حيث أ كلما‬
‫اس س س سستطاع اهجتمع تحقيق االمس ين‪ ،‬افراده‪ ،‬وقض س س س على ص س س سسنوف االلتالف والتص س س سسادم‬
‫ومشسكالا الجريمة واال حراف‪ ،‬فا يمكس اهجتمع مس قيج التماسسك والتآلف‪ ،‬و هذا‬

‫‪21‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫ال سسياق نشسسن الى ا‪ ،‬اهجتمعاا الحديثة تتصسسف يالتبايس الثقا واالجتماع الذي يع ت‬
‫ا‪ ،‬هنسساك جمسساعسساا اجتمسساعيسسة متبسساينسسة ولوسسا ثقسسافسساا فرعيسسة مختلفسسة ومعسساين اجتمسساعيسسة‬
‫متباينة ح و تنوع الجماعاا والثقافاا الفرعية الخاصة بها وهذا يدوره يولد تصادما‬
‫وتص س س سسارعا معياريا يقع في املنحدرو‪ ،‬الجماعاا االجتماعية الفرعية وعلى الرغج مس‬
‫ذلك فا‪ ،‬هناك اسسستاناءاا لجماعة واحدة وه ال سسرة اذ يجد فيها الفرد املكا‪ ،‬واهحيط‬
‫الدا ئ وا ما‪ ،‬النف س س س س ت واالس س س س سستقرار االجتماع مما يجعل متماثال مع معاين ها (العمر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪ ،)88‬وهنا اروري جدا تحقيق التجانس االجتماع ‪ ،‬والعشاي املعتقداا‪،‬‬
‫والتقار الرؤى وا فكار‪ ،‬والع س سسا د الوظائف واالدوار‪ ،‬وفر قيج ا س سسبط واحدة‬
‫توج التفكن ‪ ،‬وتنميط ال سسلوك‪ ،‬كن يتحقق مس ذلك املاس سسك االجتماع ومس ثج تحقيق‬
‫الماية االس وه االمس االجتماع ‪.‬‬
‫‪ .3‬القانون ووسائل تحقيق المن االجتماعي‪:‬‬
‫‪ .1.3‬توفيرالعدالة‪:‬‬
‫تحتكر الدولة وظيفة ضقامة العدالة ين‪ ،‬املواطنن‪ ،،‬مس لالل منظومة قا و ية تن‬
‫على الحقوق والحرياا وتحميها‪ ،‬وتح ت بها أرواخ وأموال االفراد وتص س س س سسو‪ ،‬مص س س س سسالحوج‪،‬‬
‫وتفص س س س سسل ييَهج ما يحدن مس منازعاا اجمة عس تض س س س سسار مص س س س سسالحوج‪ ،‬وقد أظورا‬
‫تقسسارير التنميسسة ا ن س س س سسا يسسة أ‪ ،‬تكريس مبسسدأ العسسدالسسة االجتمسساعيسسة مس ش س س س سسي س دفع عجلسسة‬
‫التنمية‪ ،‬ومس ثج تحقيق م س س س سستوى مقبول مس االمس االجتماع (قنو ‪ ،2020 ،‬ص ‪،)67‬‬
‫س ا ص س س س س سسل العقو سسة ال يجوز توقيعو سسا اال مس محكم سسة قض س س س س سسائي سسة مختص س س س س سسة ووفق سسا‬
‫ل جراءاا الجت يقررها قا و‪ ،‬أصسسول اهحاكماا الجزائية‪ ،‬كما يقتض س ت تطبيق هذا املبدأ‬
‫أ‪ ،‬يطبق القاض س س س س ت اهخت يالعقو ة املقررة وعا ومقدارا (الوريكاا‪ ،2009 ،‬ص ‪،)69‬‬
‫والويئة الجت تصسسدر االحكام ه هيئة رسسسمية وت س ياملؤسس سساا القضسسائية على مختلف‬
‫اشكالوا وا واعوا‪.‬‬

‫‪ .2.3‬سيادة القانون‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫يمثل القا و‪" ،‬ذلك الجزء مس الفكر امل س س س سستقر الثايت والعادة املدعمة الذيس حظيا‬
‫ياعت اف رس س س س س ت ظاهر ش س س س سسكل قواعد عامة تعض س س س سسدها س س س س سسلطة الحكومة وس س س س سسيادتها"‬
‫(الص سسالح‪ ،‬ص ‪" ،)176‬ض‪ ،‬مبدأ س سسيادة القا و‪ ،‬يقتضس س ت تواتر ترتيباا قا و ية وقض سسائية‬
‫واضسسحة فيما يتصسسل يممارسسسة االفراد والجماعاا وال سسلطة الحاكمة لصسسالحياتهج كل‬
‫اهجاالا‪ ،‬مع كفالة م س س س سساواة الجميع أمام القا و‪( "،‬قنو ‪ ،‬ص ‪" ،)68‬ته ز م س س س سسؤوليسة‬
‫الحكومة تحقيق االمس االجتماع مس لالل الحزم تنفيذ القا و‪ ،،‬وعدم ال س س س سسماخ‬
‫هخالفة ا ظمة والتعليماا ولذلك يجو ا‪ ،‬تض س س س سسطلع ا جوزة الحكومية يموام ا س س س سسبط‬
‫الجريمسسة ومنع الجريمسسة وتنظيج ال س س س سسلوك واالس س س س سستعسسداد لتقسسديج الحمسسايسسة ملس يحتسساجوسسا‬
‫والمر مس ذلك كل ب سسط االمس وعدم ال سسماخ ص سسحا النفوس الض سسعيفة ل لالل‬
‫يسساالس س س س سستقرار وال س س س سسلج ا هل وتخريسسو االمس اهجتمع " (الكواري‪ ،‬ص ‪ ،)93‬مس هنسسا سكسا‪،‬‬
‫للمؤس س س س س س س س سساا العقايية دور احت ام القا و‪ ،‬واالمتثال ل ‪ ،‬ذلك ا‪ ،‬الماية مس تطبيق‬
‫عقو ة الحاس ح و قا و‪ ،‬تنظيج الججو‪ ،‬وإعادة ا دماج االجتماع للمحبوسن‪ ،‬هو‬
‫"تنمية قدرات ومؤهالت الشس سسخصس سسية‪ ،‬والرفع مس م س سستواه الفكري وا لال واح س سساس س س‬
‫يسسامل س س س سسؤوليسسة‪ ،‬وشعسسث الرغبسسة في س للعيا اهجتمع ظسسل احت ام القسسا و‪( "،‬ق س ج‪،‬‬
‫‪ ،2005‬املسسادة ‪ ،)88‬وكسسذلسسك توب س س س س ت يس قواعسسد ا مج املتحسسدة النموذجيسسة السسد يسسا ملعسساملسسة‬
‫الج س س س سسجنسساء (قواعسسد يل س س س سسو‪ ،‬مسسا سسديال) حيسسث أكسسدا (القسساعسسدة ‪ )91‬على ا‪" ،‬المر مس‬
‫معاملة اهحكوم عليهج يالجس س سسجس أو تدين مماثل يحرموج مس الحرية يجو ا‪ ،‬يكو‪ ،‬يقدر‬
‫ما ت س س سسم يذلك مدة العقو ة‪ ،‬ضك س س سسابهج الرغبة العيا بعد اطالق سس س س سراحوج ظل‬
‫القا و‪ ،‬معتمديس على ا ف س س س سسوج‪ ،‬وتيهيلوج لتحقيق هذه الرغبة‪ ،‬ويجو ا‪ ،‬تهدف هذه‬
‫املعسساملسسة الى تش س س س سسجيع احت اموج لسسذواتهج وتنميسسة روخ امل س س س سسؤوليسسة لسسديهج"‪ ،‬يمع تسسدريسسو‬
‫اهحبوس على احت ام الض س س س سسوايط الق سسا و ي سسة واالمتث سسال لو سسا‪ ،‬و سسالت سسال عن سسد لروجس س مس‬
‫املؤس ة واسعنفاذ العقو ة يكو‪ ،‬قد أدرك قيمة ا مس االجتماع ‪ ،‬ويصب م ؤوال‪.‬‬
‫‪ .3.3‬تناسب العقوبة‪:‬‬
‫على لالف ما كا‪ ،‬سائدا منذ القديج يق وة العقو ة وشدتها فص‪ ،‬ال ياسة الجنائية‬
‫املعاصسرة الجت تبنت مبدأ هام هو التناسسو ويتوج مضسمو‪ ،‬هذا املبدأ الى املشسرع‪ ،‬وينب‬
‫الى ا س س س سسرورة مراعاة التناس س س س سسو ين‪ ،‬ايالم العقو ة الجنائية والجريمة الجت تقررا لوا هذه‬

‫‪23‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫العقو سة (محمسد‪ ،1995 ،‬ص ‪ ،)78‬لسذلسك كن يحقق اهجتمع المسايسة مس ضقرار العقسا أ‪،‬‬
‫تكو‪ ،‬العقو ة عقال ية وال تزيد عس حدتها أو املقدار الذي حدده الفقواء‪ ،‬وتحقيق غاية‬
‫اهجتمع ومص س س س سسلحت س وهو االمس االجتم سساع ‪ ،‬فمس املعلوم ا‪ ،‬العقو سسة ا م سسا قررا لكف‬
‫اهجرمن‪ ،‬عس االجرام‪ ،‬وكف غن هج مس االقتسسداء بهج‪ ،‬ومس ص س س س سفسساتهسسا أنهسسا تحسسدن ايالمسسا‬
‫ماديا و ف س س سسيا‪ ،‬فينبا التيارها يدرجة تجعلوا مناس س س سسبة مع الجريمة وعا ومقدارا‪ ،‬كما‬
‫ينبا أ‪ ،‬تكو‪ ،‬متصس س سسفة يصس س سسفجت اليقن‪ ،‬التطبيق وال س س سسرعة التنفيذ‪ ،‬كما يجو أ‪،‬‬
‫تكو‪ ،‬محقق سسة ملب سسدأ امل س س س س سساواة لتكو‪ ،‬ذاا أثر فع سسال مح سسار سسة االجرام وتحقيق االمس‬
‫الش س س س سسامسل (الكواري‪ ،‬ص ‪ ،)50‬وهكسذا تمثسل العقو سة الض س س س سمسا سة املثلى فر القسا و‪،،‬‬
‫وتسسيديسسو املسسذ سسو دو‪ ،‬اال تقسسام منس ‪ ،‬واص س س س سسالحس وتعسسديسسل س س س س سسلوكس ‪ ،‬ومس ثج تقسسل معسسدالا‬
‫الجريمة أو العود ضليها اهجتمع وهو شر أساس ت لتحقيق االمس االجتماع ‪.‬‬
‫‪ .4‬دوراملؤسسات العقابية اإلصالحي‪:‬‬
‫عنسسدمسسا تكلج عس السسدور ا ص س س س سسال فسسص نسسا قصس س س س سسد ي س التسسيهيل وا مسسامن والتقوي ت‬
‫للنزالء‪ ،‬وتح س سسن‪ ،‬سس سسلوكوج واالرتقاء بهج حو ا فضس سسل‪ ،‬رغج أ‪ ،‬هناك مس يرى أ‪ ،‬دورها‬
‫عقاشن أكث مس ش تء لر‪ ،‬فصذا كا‪ ،‬مس الثايت حج ا ‪ ،،‬أ‪ ،‬الججو‪ ،‬لج ت تطع تحقيق‬
‫رس س س س سسالتها ضص س س س سسالخ املج س س س سسجو ن‪ ،‬يالقدر املنتظر مَها‪ ،‬فص‪ ،‬أمرها ذلك يعته هينا‪، ،‬‬
‫الجسجو‪ ،‬لج تفت أصسال للتهذيو‪ ،‬ض ما فتحت للعقا (قواسسمية‪ ،1992 ،‬ص ‪ ،)201‬مس‬
‫هنا أرتبط مفووم املؤس س س س سساا العقايية يمص س سسطلح ضعادة الت يية‪ ،‬الذي هو ا لر مرادف‬
‫ملفووم الحاس‪ ،‬كما عه عس ذلك الباحث الفرن س س س س ت –جو‪ ،‬ش س س س سسازال‪ -‬عندما تحدن عس‬
‫ضعسسادة تر يسسة ا حسسدان الجسسا حن‪ ،‬يقولس أ‪ ،‬دور هسسذه املؤس س س س س س س س س سساا "ال تع ت فقط ضعسسادة‬
‫تكييفس مع الحيسساة االجتمسساعيسسة يت ييسسة أ مسسا س س س س سسلوكيسسة معينسسة عنسسده‪ ،‬ولكس –و حسسدود‬
‫املمكس‪ -‬أ‪ ،‬سسدمج س اهجتمع يعش س س س سسجيع تفتح س و موه‪ ،‬و سسصث سسارة مظ سساهر الوع ل سسدي س ‪،‬‬
‫و جعل يعيا املواقف بش س سسكل ‪ .‬وهو يقدر ما يع ف س س س ومكا ت اهجتمع يقدر ما‬
‫يرتفع تدريجيا ضلى وا سسع ا ن سسانن‪ .‬فن فض‪ ،‬أو يختار‪ ،‬أو ينت ت‪ .‬أي يص سسب يااللتص سسار‪،‬‬
‫م س س سسئوال" (ش س س سسازال‪ ،1972 ،‬ص ‪ ،)101‬وهو العمل املنو يمؤس س س س س س سساا الج س س سسجو‪ ،‬حج‬
‫تحقيق غسسايتهسسا العمسسل على مواجوسسة ال س س س سسلوك ا جرامن‪ ،‬وعالج املنحرفن‪ ،،‬يسساعتبسسارهسسا‬

‫‪24‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫مؤسس س سساا لي سست عقايية يقدر ما ه مؤسس س سساا ضص سسالخ وتقويج ل سسلوك الجناة‪ ،‬وهذا‬
‫املع الذي يصس سسنف الجس سسجو‪ ،‬كمؤس س س س سساا للتيهيل والعالج لج يكس مس قبل‪ ،‬وإ ما جاء‬
‫بعد مراحل‪ ،‬فقد أكد أ‪ ،‬اهختص س س س سسو‪ ،‬أ‪" ،‬وظيفة الج س س س سسجس املاض س س س س ت ه اال تقام مس‬
‫اهجرم وزجره وردع حج ينقى اهجتمع مس شس سسرور االجرام‪ ،‬فا مع يداية القر‪ ،‬التاسس سسع‬
‫عش س س سسر تطور دور الج س س سسجس ليص س س سسب مكا ا ل ص س س سسالخ والتقويج والتيهيل وذلك تحت تيثن‬
‫التمن النظرة الى العقا مس حيث فل س س س سسفت وأهداف و ظريات " (هالل‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪ ،)13‬و سسالتسسال فسسص‪" ،‬الفكرة الجت سكسا سست س س س س سسائسسدة لسدى كثن مس اهجتمعسساا ه أ‪ ،‬العقو سسة‬
‫ته سسدف ي سسال سسدرج سسة ا ولى الى جع سسل الج سسانن ي سسدفع ثمس جرم س ‪ ،‬عس طريق العق سسا وااليالم‬
‫وااليذاء واالذالل البدنن والنف س س س ت جراء ملا قام ي مس أفعال ضجرامية‪ ،‬ثج تبع ذلك فكرة‬
‫العزل‪ ،‬لتحقق ع سسام سسل الردع الع سسام والخ سساص‪ ،‬أي عزل االفراد امل سسذ بن‪ ،‬عس يقي سسة افراد‬
‫اهجتمع االسس سسوياء‪ ،‬وهذا أيضس سسا اس سسمس فل س سسفة عقايية محضس سسة‪ ،‬و ذلك كا‪ ،‬الجس سسجس هو‬
‫املسسدرس س س س سسة املتخص س س س سص س س س سسة للعقسسا وللعزل" (طسسالسسو‪ ،2000 ،‬ص ‪ ،)134‬لتتمن فل س س س سفسسة‬
‫املؤس س س س س س س س سساا العقساييسة مس دورهسا العقساشن الى ا ص س س س سسال ‪ ،‬و سذلسك حلست "فكرة التهسذيسو‬
‫وا صس سسالخ محل فكرة ا ها ة واال تقام‪ ،‬وتجاوزا رسس سسالة الجس سسجس عس حد وقاية اهجتمع‬
‫مس الخارجن‪ ،‬على ظم ‪ ،‬ضلى امل سساهمة ضيجاييا تقدم اهجتمع يتخرين أكه عدد ممكس‬
‫مس زالئ ضلى الحياة االجتماعية مويئن‪ ،‬مونيا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬وص س س س سسالحن‪ ،‬ج س س س سسميا‬
‫وعقليا‪ ،‬الس سستعادة أماكَهج عملية ا تاج اهجتمع" (الص سسديقن و لريس‪ ،2002 ،‬ص‬
‫‪ ،)263‬وهو ما يف س س سسر االتجاه يمع الج س س سسجس ضلى الحرما‪ ،‬مس الحرية‪ ،‬لكس دو‪ ،‬حرما‪،‬‬
‫النزيل مس حق التعليج‪ ،‬والتكويس‪ ،‬والحق الرعاية‪ ،‬وتح س س س سسن‪ ،‬م س س س سستوى االحتجاز‪،‬‬
‫بعيدا عس ا س س سسرو التعذيو واملعاملة القاس س س سسية أو الالضن س س سسا ية املوينة‪ ،‬وهو ما تحرص‬
‫عليس القواعسسد السسد يسسا ملعسساملسسة الج س س س سسجنسساء لألمج املتحسسدة (‪ ،)1955‬وعليس "يسسدأ التحول‬
‫فل فة العقو ة مس ايالم وايذاء واذالل وعقا وردع‪ ،‬الى محاولة االصالخ والعالج للنزالء‬
‫ولألفراد امل س سسذ بن‪ ،،‬لكن ال يع س سساودوا تكرار ا فع س سسال االجرامي س سسة‪ ،‬ثج تطورا الى مح س سساول س سسة‬
‫اص س س س سسالحوج وتيهيلوج وإعادة دمجوج اهجتمع كيفراد اس س س س سسوياء لديهج القدرة على اعالة‬
‫ا ف س س س سسوج ولسسديهج القسسدرة على تحمسسل م س س س سسؤوليسساتهج وواجبسساتهج االجتمسساعيسسة كبقيسسة افراد‬
‫اهجتمع االلريس مس االسس س س سسوياء" (طالو‪ ،2000 ،‬ص ‪ ،)135‬وبهذا ال فرق ين‪ ،‬مؤسس س س س س س س سسة‬

‫‪25‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫ضعادة الت يية واملؤسس س س س سسة ا ص س سسالحية الع س سسمية‪ ،‬ذلك أ‪ ،‬مراكز ضعادة الت يية لج تكس‬
‫سسسوى ييوتا ل صسسالخ والتقويج‪ .‬ومس هذا تصسسب املؤس س سساا العقايية يالن سسبة للفرد ييئة‬
‫للعالج‪ ،‬والرعاية‪ ،‬والتيهيل‪ ،‬وا دماج‪ ،‬و الن بة للمجتمع لية لالستقرار وتحقيق االمس‬
‫االجتماع ‪ ،‬وهو ما سنناقش اهحور املوال مس دور للمؤس اا العقايية‪.‬‬
‫‪ .5‬فلسفة املؤسسات العقابية في تحقيق المن االجتماعي‪:‬‬
‫اهحور ال ايق اقشنا حقيقة دور املؤس اا العقايية والماية مس وجودها‪ ،‬وتبن‪،‬‬
‫لنسسا كيف تمن هسسذا السسدور مس العقسساشن الى ا ص س س س سسال ‪ ،‬يمع ا‪ ،‬هنسساك تمن ا فل س س س سفسسة‬
‫الدور‪ ،‬حيث "أ‪ ،‬املقصسسود مس تمن فل سسفة ودور املؤسس سساا الصسسالحية (الجسسجو‪ )،‬ليس‬
‫بهسسدف زع السسدور االيتسسدامن الردع العقسساشن للج س س س سسجس‪ ،‬فوسسذا غن وارد ولكس بهسسدف ادلسسال‬
‫فكرة ضمكا ية عالج وإص سسالخ واس سست داد املذ بن‪ ،‬واهحكوم عليهج الى حظن ة اهجتمع كيفراد‬
‫أس س سسوياء وذلك يتمين س س سسلوكوج و ظرتهج للمجتمع و ف س سسوج‪ ،‬عس طريق لدماا العالج‬
‫وا صسسالخ والتيهيل دالل املؤس س سساا ا صسسالحية ولارجوا" (طالو‪ ،‬ص ‪ ،)135‬وملا يكو‪،‬‬
‫هناك س س س س سسع لتمين زعة املذ بن‪ ،‬االجرامية واس س س س سسعبدالوا ب س س س سسلوكاا مقبولة اجتماعية‬
‫معناه أ‪ ،‬االثر س س س س سسيكو‪ ،‬يصحالل االمس مقايل التهديد‪ ،‬واالس س س س سستقرار مقايل ا مس‪ ،‬وهذا‬
‫يطبيع سسة الح سسال لس يتحقق ضال ي سسصص س س س سسالخ امل سسذ بن‪ ،‬وتقويموج وت سسيهيلوج مس لالل اله امن‬
‫التيهيلية والتثقفية والنف س سسية وكذلك اك س سسابهج املواراا واملوس الجت ت س سساعدهج على أ‪،‬‬
‫يكو وا أعض س س سساء ص س س سسالحن‪ ،‬اهجتمع بعد لروجوج من " (هالل‪ ،‬ص ‪ ،)13‬وال يمثلو‪ ،‬أي‬
‫ترويع لألفراد أو تهديد للمجتمع‪.‬‬
‫تمر عملية التكفل يالج س س س سسجناء وتيهيلوج ياملؤس س س س س س س س سساا العقايية بعدة مراحل عدة‬
‫تحدن عَها مارك اليال ك ‪ Marc Leblanc‬قا مومة ه (‪:)Leblanc, 1994 , p10‬‬
‫‪ -‬العمل على تيقلج النزالء لحملوج على الشعور يالراا عس أ ف وج‪.‬‬
‫‪ -‬ضجبارهج لحملوج على قبول أنهج يحاجة ضلى م س سساعدة‪ ،‬والقدرة على العيا وس س سسط‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يطرة على تصرفاتهج والعمل على تحقيق ضدماجوج حياة اهجموعة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫‪ -‬جعل النزالء ينخرطو‪ ،‬ا نشسسطة اهختلفة بمية تحقيق تحول عميق مواقفوج‬
‫وتشجيعوج على اال خرا بشكل جدي مط الحياة ال وية وليس املنحرفة‪.‬‬
‫وإذا كا ت الماية مس مشسسروعية املؤسس سساا العقايية ه تحقيق االمس االجتماع فص‬
‫ينبا عليهسسا تخلي النزالء بهسسا مس النزعسسة املعسساديسسة للمجتمع‪ ،‬ومحسساولسسة تبص س س س سسن أمثسسال س‬
‫يمش س س س سسكالتهج‪ ،‬وطرائق حلوسسا‪ ،‬والتملسسو على املصس س س س سساعسسو الجت يالقونهسسا‪ ،‬و سسالتسسال تح س س س سسن‪،‬‬
‫م س سستوى التفكن لديهج‪ ،‬وتنميط سس سسلوكياتهج ح س سسو مواصس سسفاا ثقافة اهجتمع‪ ،‬وهو ما‬
‫ي س س س سساعسدهج على التكيف ا يجساشن مع ذواتهج ومس ثج مع مجتمعساتهج‪ ،‬ويبحو‪ ،‬على قسدر‬
‫كاف مس امل سسؤولية والوع لال دماج الوس سسط االجتماع بش سسكل ضيجاشن‪ ،‬ولتحقيق هذا‬
‫كا ت عملية التيهيل مبنية على جملة مس التداين وا جراءاا تمثل فل سسفة املؤسس س سساا‬
‫العقايية تحقيق االمس االجتماع واس سسواموا كبقية املؤسس س سساا اهجتمعية ا لرى وه‬
‫تكمس جملة مس ا دوار التالية‪:‬‬
‫‪ .1.5‬استقبال املذنب‪:‬‬
‫بعد اص سسدار الحكج حق الفرد ويص سسب مذ با ومدا ا يحكج قض سسامن يقض س ت يصيداع‬
‫يالجس س سسجس‪ ،‬ينقل الى املؤس س س س س س سسة القضس س سسائية وي س س سستقبل كنزيل‪ ،‬ويتج تبليم يالنظام العام‬
‫لالحتباس كما ص س س سست املادة (‪ )44‬مس قا و‪ ،‬تنظيج الج س س سسجو‪ ،‬وإعادة ا دماج االجتماع‬
‫للمحبوس س س س سسن‪ ،‬والجت ص س س س س سست على م سسا يل "يج سسو الب سسار ك سسل محبوس‪ ،‬يمجرد دلول س الى‬
‫املؤس س س س س س س س سسة العقايية‪ ،‬يالنظج املقررة ملعاملة اهحبوس س س س سسن‪ ،‬مس فئت ‪ ،‬والقواعد التيدياية‬
‫املعمول بها املؤسس سة والطرق املرل بها للحصسول على املعلوماا‪ ،‬وتقديج الشسكاوى‬
‫وجميع امل س س سسائل ا لرى الجت يتعن‪ ،‬املام بها‪ ،‬ملعرفة حقوق وواجبات وتكييف س س س سسلوك‬
‫وفقا ملقتض س س س سسياا الحياة املؤس س س س س س س س سسة العقايية"‪ ،‬كما وي س س س سستقبل مس قبل ألص س س س سسامن‬
‫االس س س سستقبال الج س س سسجس‪ ،‬ويتج مرافقت ف س س سسيا لتقبل الواقع والعالج الجديد‪ ،‬وال يوجد‬
‫س س سسايل مل س سساعدة النزيل هذه املرحلة س س سسوى تقدير مش س سساعره وتقبل لوا س سسع الجديد‪،‬‬
‫والتعرف على حاجات ‪ ،‬والعمل على ضزالة التوتراا النف س س س سسية‪ ،‬واملشس س س سساعر ال س س س سسلبية الجت‬
‫ت س سسيطر علي عند دلول الج س سسجس‪ ،‬لحظ ولوج الج س سسجس ينتاي الش س سسعور يالمر ة‪،‬‬
‫وهنا يحتاج ضلى مس يحقق ل التوافق الش س س سسخا س س س ت‪ ،‬والتواز‪ ،‬اال فعال ‪ ،‬حج يمكس ضعادة‬
‫ضدماج اجتماعيا (‪ ،)Leblanc, 1994 , p 12‬لصسسوصسسا وأ‪ ،‬البيئة الجسسجنية تختلف عس‬

‫‪27‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫الحياة الطبيعية‪ ،‬وعادة ما تكو‪ ،‬أساليو االستقبال مبنية على من يعتمد على تقنياا‬
‫علج النفس الش س س س سسفامن الفردي وعلج االجتماع الش س س س سسفامن‪ ،‬وه طرق ذاا أهمية كه ى‬
‫عالج املنحرفن‪ ،‬ممس لديهج مشسسكالا شسسخصسسية‪ ،‬و هذا يكو‪ ،‬دور ا لصسسامن االجتماع‬
‫املقايالا ا ولى متمثال فيما يل (الصديقن و لريس‪ ،‬ص ‪:)292‬‬
‫‪ -‬تعريف الج س س سسجن‪ ،‬يالنظام الجديد‪ ،‬وذلك مس لالل ش س س سسرخ ل القوا ن‪ ،‬ال س س سسارية‬
‫املؤس س س س سسة واللوائ التنظيمية حج ي س سستطيع تكييف ف س س مع ظروف االحتباس‪،‬‬
‫ويكو‪ ،‬يطريقة تشعره يا ما‪.،‬‬
‫‪ -‬الوقوف على التاريخ االجتماع للجسجن‪ ،‬ودراسسة حالت االجتماعية دراسسة شساملة‪،‬‬
‫وغ ت عس البيا‪ ،‬أ‪ ،‬ذلك يش سسمل نش سسيت وتعليم وعمل وأس سسرت وعالقات س سسواء‬
‫ا سس سسرة أو مجال العمل أو يالن س سسبة للجن ا‪ ،‬وا صس سسدقاء فضس سسال عس طرق شس سسمل‬
‫أوقاا فراغ وظروف االقتصادية واتجاهات حو ف و حو اهجتمع‪ ،‬والظروف‬
‫الجت أدا ي ضلى الجريمة وسجل ضجرام "‪.‬‬
‫‪ -‬االتفاق مع الججن‪ ،‬على لطة شاملة ملواجوة هذه الفت ة مس حيات سواء يالن بة‬
‫مل س سسئوليات دالل الج س سسجس أو يالن س سسبة مل س سسئوليات ضزاء أس س سسرت حج يتفر للعالج‬
‫وحج ال تعوق الضس س سسمو الجت ت س سسببها هذه امل س سسئولياا عس اس س سستفادت مس فرص‬
‫العالج والتيهيل‪.‬‬
‫وهو ما يع ت على املؤس اا العقايية تخفيض م توى القلق لدى النزالء‪ ،‬وتعويدهج‬
‫على أ جواء الج س س س سسجس‪ ،‬وطبيعسسة الحيسساة دالسسل هسسذا الن س س س سسق الجسسديسسد‪ ،‬وكسسذا امالء القوا ن‪،‬‬
‫واللوائ املعمول بها دالل املؤس س س س س س سسة كن يمتثلوا اليها‪ ،‬وهو يداية تمن من ى التمرد على‬
‫القوا ن‪ ،‬وتجاوزها‪.‬‬
‫‪ .2.5‬احتواء املذنب‪:‬‬
‫عسسادة مسسا يكو‪" ،‬النسساس لسسديهج امليول البيولوجيسسة النف س س س سيسسة لال حراف‪ ،‬والحقيقسسة ا‪،‬‬
‫النظرية قادرة على تف سسن ال سسلوك املنحرف وال سسوي" (الوريكاا‪ ،‬ص ‪ ،)260‬وحج يتج‬
‫تمين ذهنية الفرد املذ و مس ميل الى اال حراف والنزوع للجريمة يكمس دور ملؤس س س س س س سساا‬
‫اهجتمع لعسو دور أكه ذلسك‪ ،‬واملؤس س س س س س س س سساا العقساييسة واحسدة مس تلسك املؤس س س س س س س س سساا‬
‫االجتماعية الجت لوا القدرة احتواء الفرد املذ و وال س س س سسع حو اس س س س سستواء س س س س سسلوك مس‬

‫‪28‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫لالل عمليسسة االحتواء‪ ،‬حيسسث أ‪" ،‬هنسساك وعسسا‪ ،‬مس االحتواءاا‪ :‬السسدالليسسة والخسسارجيسسة‪،‬‬
‫فالداللية تتيلف مس مكو اا الذاا مثل الض س س س سسبط الذاتن‪ ،‬ومفووم الذاا الجيد‪ ،‬وقوة‬
‫اال ا واال ا ا على املتطور‪ ،‬والتحمل املرتفع ل حبا واملقاومة العالية للتحوالا والحس‬
‫العسسال يسسامل س س س سسؤوليسسة‪ ،‬والتوج س الوسسد ‪ ،‬والقسسدرة على ضيجسساد يسسدائسسل ل ش س س س سبسساع‪ ،‬وهسسذه ه‬
‫االحتواءاا الداللية‪ ،‬اما االحتواءاا الخارجية فهت تش س س س سسكل الحاجز والعازل البنامن‬
‫ييئة الفرد ومحيط االجتماع ‪ ،‬وتتيلف مس عوامل مثل االحالل وتعزيز ال س س س سسلوك الجيد‬
‫والقيج واملع سساين والتوقع سساا االجتم سساعي سسة والط سساع سسة (الض س س س سسبط االجتم سساع ) واالش س س س سراف‬
‫واملراقبة والووية والوالء" (الوريكاا‪ ،2002 ،‬ص ‪ ،)260‬و التال يلعو االحتواء دورا يالغ‬
‫ا همية ترشيد ال لوك الفردي‪ ،‬ومن تحقيق االمس االجتماع ‪.‬‬
‫‪ .3.5‬ضبط سلوك املذنب‪:‬‬
‫يش سن مصسسطلح الضسسبط الى "العملياا االجتماعية والبناءاا الجت تتج ملنع اال حراف‬
‫او الحد من " (الصس سسالح‪ ،‬ص ‪ ،)22‬ذلك أ‪ ،‬اهجتمع يضس سسع جملة مس املعاين والحدود الجت‬
‫ال يجسسو أ‪ ،‬يتعسسداهسسا الفرد‪ ،‬وكسسل فرد ينتهسسك أو يتعسسدى تلسسك الحسسدود يعته متمردا عليهسسا‪،‬‬
‫ومتجاوزا لتلك الض س س سسوايط‪ ،‬اذ‪ ،‬االجماع االجتماع ي س س سستخدم القوة يص س س سسيمتها القا و ية‬
‫والعقايية ال س س س سسمية لكل مس يخالفوا وعادة ما تكو‪ ،‬ملزمة ومجه ة لكن تحقق ولو الحد‬
‫ا دنى مس متطلباا التماثل لوا (العمر‪ ،‬ص ‪ ،)20‬و هذا تعمل املؤس س س س س س س س سساا العقايية‬
‫على تدريو اهحبوس كيفية اال ضسسبا واحت ام القا و‪ ،‬مس لالل اسسبط ال سسلوك وذلك‬
‫م سسا ص س س س س سست علي س امل سسادة (‪ )80‬مس ق سسا و‪ ،‬تنظيج الج س س س سسجو‪ ،‬وإع سسادة ا دم سساج االجتم سساع‬
‫للمحبوس س س سسن‪" ،‬يجو على اهحبوس أ‪ ،‬يحت م قواعد اال ض س س سسبا وأ‪ ،‬يحاف على النظام‬
‫واالمس والص س س سسحة والنظافة دالل املؤسس س س س س س سسة العقايية"‪ ،‬لتض س س سسيف املادة (‪ )83‬مس ذاا‬
‫القا و‪ ،‬أ‪ ،‬كل مس يخالف التداين املعمول بها دالل املؤسس سسة ويتجاوز النظام الدالل‬
‫للمؤس ة يتعر لصنوف التيديو‪ ،‬حيث أكد قا و‪ ،‬الججو‪ ،‬على ما يل "كل محبوس‬
‫يخالف القواعد املتعلقة ب ن املؤس ة العقايية‪ ،‬و ظاموا الدالل ‪ ،‬وأمَها وسالمتها‪ ،‬أو‬
‫يخل يقواعد النظام واال ضس سسبا داللوا‪ ،‬يتعر للتداين التيدياية‪ ،"...‬والدور هنا ليس‬
‫يطسسال رغبسساا الفرد وا مسسا تسسيجيسسل اش س س س سبسساعوسسا أو ضلمسسا هسسا‪ ،‬لتكو‪ ،‬يطريقسسة عقال يسسة وغن‬
‫طسسامشس س س س سسة‪ ،‬أو غن موزو سسة‪ ،‬يكو‪ ،‬فيهسسا الفرد منخرطسسا الحيسساة االجتمسساعيسسة دو‪ ،‬تهور او‬

‫‪29‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫ا سسدفسساع كمسسا يفعسسل االفراد السسذي يهسسددو‪ ،‬الوس س س س سسط االجتمسساع ويؤثرو‪ ،‬معسسدالا االمس‬
‫في ‪ ،‬وهنا ييتن دور املؤسس ساا العقايية واالصسالحية ترويض ال سلوك الفردي للمذ و‬
‫وا س س س سسبط وإعادة يرمجت وفق التواقعاا االجتماعية‪ ،‬وجعل هذا الفرد يمتثل هختلف‬
‫ظج الضبط االجتماعية املتوافق عليها‪.‬‬
‫‪ .4.5‬دعم الضبط الذاتي للمذنب‪:‬‬
‫ي سسعند هذا الدور للمؤسس سساا العقايية مس لالل اتباع ا فكار الجت تنادي بها " ظرية‬
‫الض س س س سسبط السسذاتن"‪ ،‬والجت تبحسسث تهور بعض االفراد وعسسدم عقال يتهج‪ ،‬وتسسدنن م س س س سستوى‬
‫الضس س سسبط لديهج‪ ،‬مما يع ت أ‪ ،‬للمؤس س س س س س سسة العقايية دورا يالغ ا همية تدعيج الضس س سسبط‬
‫السسذاتن للفرد وتش س س س سسجيع س "وه ت س س س سسعنسسد الى املقولسسة التسساليسسة‪ :‬ا‪ ،‬االفراد السسذيس يتمتعو‪،‬‬
‫ال لوك املنحرف‬ ‫يضبط مرتفع للذاا أقل ميال و كافة الفئاا العمرية مس اال خرا‬
‫يينمس سسا أولئس سسك الس سسذيس يتمتعو‪ ،‬يض س س س سسبط منخفض للس سسذاا أكث ميال الرتكس سسا الجريمس سسة‪،‬‬
‫فالض سسبط الذاتن املتدنن مقت ا يوجود الفرص يؤدي الى الجريمة" (الوريكاا‪ ،‬ص ‪،)247‬‬
‫ويظور هذا التوج مس لالل س س س سسياس س س سسة الحرية النص س س سسفية الجت يعتمدها النظام العقاشن‬
‫الجزائري‪ ،‬حيسسث ص س س س سست عليس املسسادة (‪ )80‬مس قسسا و‪ ،‬تنظيج الج س س س سسجو‪ ،‬وإعسسادة ا دمسساج‬
‫االجتماع للمحبوس سسن‪ ،‬يي "يقص سسد ينظام الحرية النص سسفية‪ ،‬وا سسع اهحكوم علي نهائيا‬
‫لارج املؤس س س س س س سسة العقايية لالل الَهار منفردا ودو‪ ،‬حراسس س سسة أو رقاية ا دارة ليعود اليها‬
‫م س سساء كل يوم"‪ ،‬وتمن هذه الحرية النصس سسفية لكل محبوس ل التزاماا لارج املؤس س س س سسة‬
‫العقسساييسسة فص س س س سسلتهسسا املسسادة (‪ )105‬مس ذاا القسسا و‪ ،‬فيمسسا يل "تمن االس س س س سستفسسادة مس ظسسام‬
‫الحرية النص س سسفية للمحبوس‪ ،‬وفق الش س سسرو اهحددة هذا الق س سسج‪ ،‬لتمكين مس تيدية‬
‫عمسسل‪ ،‬أو مزاولسسة دروس التعليج العسسام او التق ت‪ ،‬او متسسابعسسة دراسس س س س سساا عليسسا أو تكويس‬
‫م ت"‪ ،‬وملسسا ي س س س سستفيسسد اهحبوس مس هسسذا االمتيسساز فسسص س ينبا عليس االلتزام بش س س س سسرو هسسذا‬
‫االجراء واال تعر جراءاا تيدياية كما أكدا املادة (‪ )107‬مس قا و‪ ،‬الج س س س سسجو‪ ،‬والجت‬
‫ص سست على ما يل "يلتزم اهحبوس امل سستفيد مس ظام الحرية النص سسفية تعود مكتو ‪،‬‬
‫ياحت ام الشس س سسرو الجت يتضس س سسمَها مقرر االسس س سستفادة‪ ،‬حالة ضلالل اهحبوس يالتعود‪ ،‬أو‬
‫لرق حد شس س سسرو االسس س سستفادة ييمر مدير املؤس س س س س س سسة العقايية يصرجاع اهحبوس‪ ،‬ويخه‬
‫قاض س س س س ت تطبيق العقو اا ليقرر ا يقاء على االسس س س سستفادة مس ظام الحرية النصس س س سسفية‪ ،‬أو‬

‫‪30‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫وقفوا‪ ،‬أو ضلما ها‪ ،‬وذلك بعد اس سسعش سسارة لجنة تطبيق العقو اا"‪ ،‬و التال لروج اهحبوس‬
‫لارج املؤس س س س س س سسة والعودة اليها‪ ،‬يعطي وع مس الثقة ف س س س ‪ ،‬واالعتداد بها‪ ،‬ويش س س سسعر‬
‫يامل س سسؤولية تجاه التزامات مع املؤس س س س سة‪ ،‬وااليفاء بها دو‪ ،‬االلالل بها‪ ،‬وهو ما يدر على‬
‫تقدير ذات ‪ ،‬واحت اموا كلما التزم يذلك‪ ،‬وهو ما يشس س سسجع على اصس س سسالخ سس س سسلوك والر بها‪،‬‬
‫وتجنو العودة الى ال س س سسلوكاا املض س س سسادة أو املنافة لقيج اهجتمع و ظج الض س س سسبط فيها بعد‬
‫اطالق سراح ‪.‬‬
‫‪ .5.5‬تأهيل املذنب وإصالحه‪:‬‬
‫مما ال شك في أ‪ ،‬الرعاية أو التكفل دالل املؤس اا العقايية يقوم على جملة مس‬
‫التسسداين وا جراءاا‪ ،‬والجت يسسدورهسسا ال تقوم ضال ضطسسار مجموعسسة مس ا س س س س سسس واملبسسادئ‬
‫امل س س س سستمسسدة مس مبسسادئ الخسسدمسسة االجتمسساعيسسة القسسائمسسة على ا ص س س س سسالخ والتسسيهيسسل‪ ،‬حيسسث أ س‬
‫"يقصد يالتيهيل املؤس اا العقايية "مجموعة العملياا أو ا ساليو الجت يقصد بها‬
‫تقديج أو ضعادة توجي ا شس سسخاص املنحرفن‪ ،‬أو اهجرمن‪ ،‬حو الحياة ال س سسوية" (مرس س س ت‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪ ،)13‬وهو العمل ا س سساس س ت الذي وجدا مس أجل الج سسجو‪ ،،‬واملومة االس س‬
‫الجت أس سسندا لوا‪ ،‬وكما يقول أحد املفكريس "مع اعت افنا ايض سسا يي‪ ،‬اهجرم ان سسا‪ ،‬مريض‬
‫وي س س سستحق الش س س سسفقة لذا فوو يحاجة الى رعاية طبية و ف س س سسية واجتماعية يرافقوا تيهيل‬
‫لبنيت النف س سسية والعالئقية‪ ،‬لن‪ ،‬االعتبار ا‪ ،‬ال س سسياسس سسة العقايية يجو أ‪ ،‬تهتج أكث‬
‫يصعادة اهجرم الى وس سسط ش سسخص سسا مختلفا مس لالل ضعادة تنظيج س سسلج القيج لدي ‪ ،‬وأال‬
‫يكو‪ ،‬هسدفوسا اال تقسام مس الفرد اهجرم أو العش س س س سسفن منس كمسا كسا‪ ،‬س س س س سسائسدا اهجتمعساا‬
‫القسسديمسسة والسسذي مسسازال موجودا بعض اهجتمعسساا القسسديمسسة والسسذي موجودا بعض‬
‫اهجتمعاا الوقت الحاا س سسر‪ ،‬مما يع ت ا س سسرورة تحويل الج س سسجس الى مركز عالج وتيهيل‬
‫وتعليج" (ش س سسكور‪ ،1997 ،‬ص ‪ ،)133‬و التال وحج تنجح هذه املؤس س س س سساا اليد مس توفر‬
‫ا مكا اا املادية والاشس س سسرية الجت تؤدي هذا العمل‪ ،‬فبا اس س سسافة ضلى اله امن والخطط الجت‬
‫يتطلبها العمل‪ ،‬هناك الطاقة الاشرية املتمثلة الكوادر وا طاراا الجت يتعن‪ ،‬عليها أداء‬
‫تلك ا دوار الجت ي سسعى ضلى تانيها مش سسروع التكفل يالنزالء امل سساجن‪Quirion, 2007 , p ( ،‬‬
‫‪ ،) 23‬مس مختص س س س سسن‪ ،‬اجتمساعين‪ ،،‬وألص س س س سسائين‪ ،‬ف س س س سسا ين‪ ،،‬ومر ن‪ ،،‬ومعلمن‪ ،‬تر وين‪،،‬‬
‫وأطباء‪ ،‬ومدر ن‪ ،‬مونين‪ ،،‬ومرشديس دينين‪ ،،‬مس لريج املؤس اا الجامعية ح و كل‬

‫‪31‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫التص س سساص‪ ،‬وهذا مس ش س سسي أ‪ ،‬يدعج العملية ا ص س سسالحية دالل مؤس س س س سساا الج س سسجو‪،‬‬
‫ويش س س س سسجع على عملي سسة التكف سسل بهج‪ ،‬وهن سسا يتحقق ت سسيهي سسل امل سسذ بن‪ ،‬واص س س س سسالحوج مس جو سسة‬
‫ومكسافحسة الجريمسة واال حراف وتحقيق االمس االجتمساع مس جوسة ألرى‪ ،‬وحف التواز‪،‬‬
‫واالس س س سستقرار دالل البيئة االجتماع ‪ ،‬وهكذا يمكس يناء حياة م س س سستقرة للفرد‪ ،‬وش س س سسعوره‬
‫ياالطمئنا‪ ،‬على حيات ومال واهل ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لتاما وشعد هذه القراءة التحليلية لدور املؤس س سساا العقايية كمن ها مس املؤس س سساا‬
‫االجتمس سساعيس سسة ا لرى ضرسس س س س س سساء ظروف ومتطلبس سساا االمس االجتمس سساع ‪ ،‬وذلس سسك لكو‪ ،‬أ‪،‬‬
‫املؤس س سساا العقايية لج تعد تلك املؤس س سساا الجت تمثل منظومة عقايية تحمل مس القور‬
‫والش س س س سسدة‪ ،‬تطبق فيهسسا كسسل أ واع العقسسا مس ب س س س سلسسو للحريسسة والق س س س سساوة التعسسامسسل الجت‬
‫يتعر لوا املذ و ومختلف اش س سسكال االس س سساءة‪ ،‬لكس مع تطور ال س سسياس س سساا والعش س سسريعاا‬
‫الجنائية فيما بعد تمن ا صس سسورة فل س سسفة هذه املؤس س س س سساا‪ ،‬وتمن ا معوا فنو‪ ،‬املعاملة‪،‬‬
‫لتكو‪ ،‬أميل الى املعاملة ا ن سسا ية القائمة على مبادئ وش سسرو الخدمة االجتماعية وفق‬
‫فل س س س سفسسة جنسسائيسسة جسسديسسدة‪ ،‬ومختلفسسة عس تلسسك الجت سكسا سست س س س س سسائسسدة العص س س س سسور القسسديمسسة‬
‫والوس س س س سسطى‪ ،‬وكا‪ ،‬لدور العل ت واملعر دوره البالغ تنوير القائمن‪ ،‬على املؤس س س س س س س س سساا‬
‫العقايية وتمن سسسبلوا التكفل يامل سساجن‪ ،،‬وأضسسحت لوا رسسسالة سسسامية‪ ،‬سسسواء كا‪ ،‬ذلك‬
‫اس س س س سستقبال املذ و والتكفل ي وعالج وإص س س س سسالخ س س س س سسلوك وتقويم وص س س س سسوال الى تهيئت‬
‫ل فراج بهسسدف ضعسسادة ادمسساجس حض س س س سسس اهجتمع كفرد س س س س سسوي واحتوائس كن ال يعود الى‬
‫حض س س س سسس الجريمة مس جديد‪ ،‬وتلك ه الماية االس س س س س الجت ي س س س سسعى الى تحقيقوا اهجتمع‬
‫و التال القضس س س سساء على م س س س سساباا الجريمة والفوض س س س س دالل اهجتمع واحالل االسس س س سستقرار‬
‫والطمي ينة ين‪ ،‬افراد اهجتمع‪ ،‬ليكو‪ ،‬ردع املذ بن‪ ،‬والعايثن‪ ،،‬وحماية النظام االجتماع‬
‫العام‪ ،‬وإرساء كل معانن االمس االجتماع ‪.‬‬
‫وعلي يبقى ا لن التيكيد على أ‪ ،‬دور املؤس س سساا العقايية كمؤس س سسة اجتماعية‪،‬‬
‫لوا دور يالغ ا همية تنفيذ االحكام القض س س س سسائية تطبق فيها الجزاءاا املاس س س س سسة يالحرية‪،‬‬
‫مس لالل س س س س سسلو حرية الش س س س سسخ الجانن وتعويق مس التص س س س سسرف ينف س س س س س ‪ ،‬لكس لالل‬

‫‪32‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫تواجده ياملؤس س س س س س سسة العقايية يخضس س سسع هذا املذ و الى جملة مس التداين وا جراءاا الجت‬
‫ترمن الى تيهيل وتقويج سس سسلوك واصس سسالح ‪ ،‬كن يعود الى حضس سسس اهجتمع كفرد سس سسوي‪ ،‬وال‬
‫يعود الى دائرة االجرام مس جسسديسسد‪ ،‬لسساصس س س س سسة بعسسد ا‪ ،‬سس س س س سساد الن ا ص س س س سسال والتسسيهيل‬
‫لل س سسياسس سسة الجنائية املعاصس سسرة‪ ،‬وتكو‪ ،‬يذلك ملؤس س س س سساا الجس سسجو‪ ،‬امل س سساهمة الكه ى‬
‫تحقيق االمس االجتمسساع أكه ص س س س سسوره‪ ،‬وهو غسسايسسة تطم اليهسسا مختلف املؤس س س س س س س س س سساا‬
‫االجتمساعيسة ا لرى‪ ،‬لكس يبقى دور املؤس س س س س س س س سساا العقساييسة تحقيق ذلسك رهن‪ ،‬يسصيمسا‪،‬‬
‫الق سسائمن‪ ،‬عليه سسا يج سسدوى وفع سسالي سسة اله امن والت سسداين وك سسذا ا جراءاا املعمول به سسا دال سسل‬
‫الججو‪.،‬‬
‫املراجع املعتمدة‪:‬‬
‫املراجع العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬استيتية‪ ،‬دالل ملحس وسرحس‪ ،‬عمر موس (‪ .)2012‬املشكالت االجتماعية‪ .‬عما‪ :،‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫‪ .2‬التمي ت‪ ،‬عز الديس الخطيو و لرو‪( ،‬د‪ .‬ا)‪ ،‬نظرات في الثقافة اإلسالمية‪ ،‬ياتنة‪ :‬دار الشوا ‪.‬‬
‫‪ .3‬التمي ت‪ ،‬عماد عل و التمي ت‪ ،‬ايما‪ ،‬عل ‪ .)2012( .‬االمن االجتماعي ضبط املصطلح وتأصيله الشرعي‪،‬‬
‫التصور ا سالمن" ا رد‪ ،،‬كلية الشريعة جامعة ل‬ ‫يحث مقدم الى املؤتمر الدول "االمس االجتماع‬
‫البيت‪ ،‬بعما‪ ،‬يومن ‪ 3‬و‪ 4‬تموز ‪.2012‬‬
‫‪ .4‬شازال‪ ،‬جو‪ .)1972( ،‬الطفولة الجانحة‪ .‬ترجمة أ طوا‪ ،‬عبده‪ .‬ين وا‪ :‬منشوراا عويداا‪.‬‬
‫‪ .5‬شكور‪ ،‬جليل وديع‪ .)1997( .‬العنف والجريمة‪ .‬ين وا‪ :‬الدار العر ية للعلوم‪.‬‬
‫‪ .6‬الصالح‪ ،‬مصلح (‪ .)2004‬الضبط االجتماعي‪ ،‬عما‪ :،‬مؤس ة الوراق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .7‬الصديقن‪ ،‬سلوى عثما‪ ،‬و لريس‪ .)2002( .‬انحراف الصغار وجرائم الكبار‪ ،‬ا زاريطة‪ :‬املكتو الجامع‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪ .8‬طالو‪ ،‬اح س‪ .)200( .‬املجرم‪ ،‬السجن‪ ،‬املجتمع‪ .‬دورية الفكر الشرطن‪ .‬من ‪ ،8‬ع ‪.4‬‬
‫‪ .9‬عبد الحميد‪ ،‬امال‪ .‬ال مري‪ ،‬عدل ‪ .‬والجوهري‪ ،‬محمد‪ .)2010( .‬علم االجتماع القانوني والضبط‬
‫االجتماعي‪ ،‬عما‪ :،‬دار امل ن ة للنشر والتوزيع والطباعة‪.‬‬
‫كتا مصطفى العوج تحت عنوا‪ ،‬االمن االجتماعي وتأثيره‬ ‫‪ .10‬عبيد‪ ،‬ح س ضسماعيل (د‪ .‬ا)‪ .‬قراءة‬
‫مقوماته‪ ..‬تقنياته ارتباطه بالتربية املدنية‪ .‬الريا ‪ :‬اهجلة العر ية للدراساا ا منية‪.‬‬
‫‪ .11‬العمر‪ ،‬معس لليل (‪ .)2009‬علم اجتماع االنحراف‪ .‬عما‪ :،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .12‬العمر‪ ،‬معس لليل (‪ .)2006‬الضبط االجتماعي‪ .‬عما‪ :،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مصطفى شريك ‪ /‬كريمة عجرود‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

‫‪ .13‬قنو ‪ ،‬وسيلة (‪ .)2020‬جدلية أمن الدولة واالمن االجتماعي‪ .‬مجلة العلوم القا و ية وال ياسية‪ ،‬اهجلد‬
‫‪ ،11‬العدد ‪( ،01‬ص ص‪ ،)71-58 :‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ .14‬قواسمية‪ ،‬محمد عبد القادر (‪ .)1992‬جنوح الحداث في التشريع الجزائري‪ ،‬الجزائر‪ :‬املؤس ة الوطنية‬
‫للكتا ‪.‬‬
‫‪ .15‬الكواري‪ ،‬حنا‪ ،‬عبد هللا‪ .)2012( .‬االمن االجتماعي وتأثيره على التربية في ظل التحديات املعاصرة‪،‬‬
‫ا سكندرية‪ :‬دار الوفاء لطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .16‬متول ‪ ،‬مصطفى (‪ .)1998‬نموذج مقترح لبرامج تعليمية تربوية داخل املؤسسات اإلصالحية والعقابية في‬
‫الدول العربية‪ ،‬الريا ‪ ،‬يحث مقدم الندوة العلمية (التعليم داخل املؤسسات اإلصالحية) املنظج مس‬
‫و االشت اك مع املنظمة العر ية للت يية والثقافة‬ ‫قبل أكاديمية ايف العر ية للعلوم ا منية يالريا‬
‫والعلوم‪ ،‬يتونس لالل الفت ة ما ين‪ 26 /23 ،‬يوليو ‪.1995‬‬
‫‪ .17‬محمد‪ ،‬امن‪ ،‬مصطفى‪ .)1995( .‬علم الجزاء الجنائي‪ ،‬ا سكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪.‬‬
‫‪ .18‬مرس ت‪ ،‬مصطفى محمد (‪ .)2006‬إعادة تأهيل املتهمين واملحكوم عليهم في قضايا اإلرهاب‪ ،‬الريا ‪ :‬جامعة‬
‫ايف العر ية للعلوم ا منية‪.‬‬
‫‪ .19‬منصور‪ ،‬اسحق ضيراهيج‪ .)1989( .‬املوجزفي علم اإلجرام والعقاب‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوا‪ ،‬املطبوعاا الجامعية‪.‬‬
‫‪ .20‬هالل‪ ،‬اج محمد (‪ .)2005‬االثاراالجتماعية للسجن على النزالء‪ .‬دورية الفكر الشرطن‪ ،‬اهجلد ‪ ،14‬العدد‬
‫‪ .53‬ص ص (‪)82-12‬‬
‫‪ .21‬الوريكاا‪ ،‬عايد عواد (‪ .)2013‬نظريات علم الجريمة‪ .‬عما‪ :،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .22‬الوريكاا‪ ،‬محمد عبد هللا (‪ .)2009‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬عما‪ :،‬دار وائل‪.‬‬
‫‪ .23‬القوانين واملعاهدات‪:‬‬
‫‪ .24‬القا و‪ ،‬رقج ‪ 04 -05‬املؤرخ ‪ 06‬فيفري سنة ‪ ،2005‬املتضمس قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج‬
‫االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬
‫‪ .25‬استايا‪ ،‬دراسة ا مج املتحدة االستقصائية التاسعة التجاهاا الجريمة وعملياا ظج العدالة الجنائية‬
‫عس الفت ة ‪ ،2004-2003‬مكتو ا مج املتحدة املع ياهخدراا والجريمة‪.‬‬
‫‪ .26‬قواعد ا مج املتحدة النموذجية الد يا ملعاملة الججناء (قواعد يل و‪ ،‬ما ديال)‪ ،‬مكتو ا مج املتحدة‬
‫املع ت ياهخدراا والجريمة‪ ،‬املعتمدة دي مه ‪.2015‬‬
‫املراجع الجنبية‪:‬‬
‫‪1. Bastien Quirion, La nouvelle prise en charge thérapeutique du détenu‬‬
‫‪autonome et responsable, Actes du colloque Le pénal aujourd’hui:‬‬
‫‪pérennité ou mutations, Centre International de Criminologie Comparée,‬‬
‫‪Montréal, 5‐6‐7 décembre 2007.‬‬

‫‪34‬‬
‫ كريمة عجرود‬/ ‫مصطفى شريك‬ ‫اسهام املؤسسات العقابية في تحقيق االمن االجتماعي‬

2. Les détenus et l’éducation, Les détenus et l’éducation des adultes,


www.unesco.org/education/uie/confintea/pdf/Fra_8c.pdf.

3. Marc Leblanc, “La réadaptation des jeunes délinquants”, Un article


publié dans l'ouvrage sous la direction de Denis Szabo et Marc Leblanc,
Traité de criminologie empirique, 2e édition, chapitre 9, pp. 301-322,
Montréal: Les Presses de l'Université de Montréal, 1994.

4. Marc Leblanc, “La réinsertion sociale, indispensable?”, Conférence


prononcée au Colloque sur la réinsertion : boucler la boucle ou la récidive.
Fondation québécoise pour les jeunes contrevenants. Montréal : 11 mai
2000.

35

You might also like