Professional Documents
Culture Documents
11 5 2012
11 5 2012
11 5 2012
خالد المهير-طرابلس
تركت أزمة اقتحام مجموعة مسلحة لمقرات أكبر شركة نفط ليبية بمدينة بنغازي على مدى العشرين يوما الماضية؛ مخاوف كبيرة لدى
الخبراء والمسؤولين من خطر محدق بالنفط في ظل فوضى السالح.
واعتبر الناطق الرسمي باسم شركة الخليج العربي (أجوكو) األزمة" ناقوس خطر" ،وقال إن المخاطر ما زالت قائمة على شركات< النفط،
مؤكدا أن شركته تعرضت إلى خسائر بالماليين بسبب االقتحام المسلح الذي انتهى األربعاء.
وذكر عبد الجليل معيوف أن هناك خسائر كبيرة في المشتريات ودفع مرتبات قدرها بحوالي 15مليون دينار (الدوالر يساوي 1.25
دينارا) بدون عمل ،مؤكدا أن الشركة خسرت ثالثين ألف برميل يوميا.
يذكر أن الشركة تنتج يوميا 370ألف برميل ،وانخفض إنتاجها طيلة فترة االقتحام إلى 340ألفا ،وهي تنتج ربع إنتاج النفط الليبي الذي
يقدر بحوالي 1.5مليون يوميا.
وقال إن ملف األمن طرح بقوة منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي عندما استأنفت الشركة العمل ،في حين تخوفت الشركات األجنبية من
الدخول ،مؤكدا أن فرض األمن مشكلة ليست لألجانب ،بل لليبيين أيضا.
وحذر من نتائج خطيرة في حال استمرار المظاهر المسلحة خارج الشرعية ،وقال إن االستثمارات األجنبية في مجال النفط لن تدخل
البالد إذا شعرت بغياب األمن.
وأوضح معيوف في مقابلة مع الجزيرة نت أن شركات< النشاط األولي في عمليات إنتاج النفط والحفر تعمل في الصحراء ،ومن المفترض
توفير الحماية األمنية لها ،مؤكدا أنهم ال يريدون شركات أمنية أجنبية على غرار العراق.
هشاشة األمن
من جهته حذر الخبير بوريمة أبو القاسم مما سماه "هشاشة األمن" على رجوع الشركات األجنبية العاملة في مجال النفط الليبي .وقال
للجزيرة نت إن رأسمال الشركات األجنبية "الجبان" على حد تعبيره لن يعمل في ليبيا بسبب تفاقم الوضع األمني.
وتحدث بوريمة عن مؤشرات في األفق ،وقال إنها ال تشير إلى أمل قريب الستقرار صناعة النفط الليبية ،مؤكدا أن وصول إنتاج النفط
إلى أرقام "مرضية" بعد الثورة ال ينم عن قدرة فنية وتقنية ،بل عن دور الخبرات الوطنية التي بذلت كثيرا من الجهد إلعادة اإلنتاج إلى
وضعه الطبيعي.
وقال إنه في ظل الظروف األمنية الصعبة التي لم تعد تهدد سالمة األجانب فقط ،يمكن أن تفسر تحسن القدرات اإلنتاجية على أنها قدرات
ذاتية لمعظم الحقول في أحواض سرت وغدامس ومرزق أو الجرف القاري ،مضيفا أن الخدمات< الفنية والتقنية تتطلب االستعانة بالكثير
من الشركات األجنبية ،وهي مسألة لصيقة باإلنتاج النفطي.
وأوضح أبو القاسم أن ليبيا تنتج بعد انتهاء األزمة نفطا تراكميا ،ويفترض من ناحية المبدأ تعويضه بالنفط المكتشف ،مؤكدا أن نشاط
االستكشاف متوقف بالكامل .وقال إن توقف هذا النشاط "خسارة كبيرة" تلحق يوميا بصناعة النفط ،داعيا مؤسسات المجتمع المدني
والدولة الجديدة والجهات< المسؤولة عن صناعة النفط إلى سرعة فرض األمن.
سطو مسلح
وبينما يحذر الخبير عبد الرحيم النعاس من تداعيات االعتداءات اإلرهابية والسطو المسلح على مقرات وحقول النفط ،قال المهندس في
معمل توليد الطاقة التابع لشركة الخليج آدم الفاخري إن رفض الشركات األجنبية العمل في ليبيا هو أكبر خطر في الوقت الحالي.
وتحدث للجزيرة نت عن تهديدات للقطاع من داخله ،إذ تزداد مطالب الموظفين بزيادة الرواتب أو التهديد بإيقاف اإلنتاج ،خاصة بعد قرار
وزير النفط عبد الرحمن بن يزة قبل شهر بزيادة عالوة المبيت في الحقول الصحراوية بسبعة دنانير فقط ،حيث يعتبره موظفو قطاع النفط
قرارا "مجحفا وغير مدروس".
يذكر أن ليبيا شهدت عدة اختراقات< لمقرات شركات النفط في طرابلس وبنغازي من قبل مجموعات مسلحة إلرسال رسائل ضغط على
المجلس االنتقالي والحكومة في سبيل الحصول على األموال والمزايا.
المصدر : الجزيرة
https://www.aljazeera.net/ebusiness/2012/5/11/%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%84%D9%8A
%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%B1