البحث المرحلة الثالثة-2

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫كلية الشريعة‬

‫املرحلة الثالثة من مقرر البحث الفقهي‬

‫الطالب ‪ :‬عبداهلل بن خالد القرين‬

‫العام اجلامعي‬

‫‪1443‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫ا‬
‫أوًل ‪ :‬حقيقة الدف املباح‬
‫ٍ‬
‫بجلد‬ ‫الدف يف اللغة‪ :‬هو الذي يلعب به ‪ ،‬وقد عرفه بعض الفقهاء بالطار أو الغربال وهو املغشى‬
‫ٍ‬
‫واحدة‪ ،‬سمي بذلك لتدفيف األصابع عليه‪ ،‬وقال بعض املالكية‪ :‬الدف هو املغشى من‬ ‫من ٍ‬
‫جهة‬
‫أوتار ألنه ال يبارشها بالقرع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جرس‪ ،‬وقال غريهم ولو كان فيه ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أوتار وال‬
‫جهة واحدة إذا مل يكن فيه ٌ‬
‫باألصابع‪)1( .‬‬

‫قال البهويت –رمحه اهلل ‪( : -‬يسن إعالن) أي إظهار (النكاح والرضب عليه بدف ال حلق فيه وال‬

‫صنوج للنساء) (‪)2‬‬

‫قال الفقهاء‪ :‬املراد بالدف ما ال جالجل له‪)3( .‬‬


‫صنوج‪)4( .‬‬
‫ٌ‬ ‫والدف املباح هو ما ال حلق فيه وال‬
‫قال بن قاسم النجدي _ رمحه اهلل _ (ويسن إعالن النكاح) لقوله عليه السالم «أعلنوا النكاح»‬
‫ويف لفظ «أظهروا النكاح» رواه ابن ماجه (و) يسن (الدف) أي الرضب به إذا كان ال حلق به‪،‬‬
‫وال صنوج ‪)5( .‬‬

‫(‪)1‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪169‬‬


‫(‪)2‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) دار الكتاب العربي ج‪ ٥‬ص ‪183‬‬
‫(‪)3‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع الوزارة ج‪ 41‬ص ‪233‬‬
‫(‪)4‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ج‪ 38‬ص ‪172‬‬
‫(‪)٥‬حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ 1419‬هـ لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي النجدي (المتوفى‪139 :‬هـ) المطابع األهلية لألوفست ج ‪ 6‬ص ‪418‬‬

‫‪1‬‬
‫ثان ايا ‪ :‬حكم رضب الدف يف النكاح واخلتان وقدوم الغائب ونحوها‬

‫وقد اختلف الفقهاء يف حكم الدف‬


‫قال احلنفية‪ :‬ال بأس أن يكون ليلة العرس دف يرضب به ليعلن النكاح‪ ،‬وعن الرساجية‪ :‬أن هذا‬
‫إذا مل يكن له جالجل ومل يرضب عىل هيئة التطرب‪ ،‬قال ابن عابدين‪ :‬والدف الذي يباح رضبه يف‬
‫مكروها‪.‬‬
‫ً‬ ‫احرتازا عن املصنج‪ ،‬ففي النهاية عن أيب الليث‪ :‬ينبغي أن يكون‬
‫ً‬ ‫العرس‪.‬‬
‫وسئل أبو يوسف عن الدف‪ :‬أتكرهه يف غري العرس بأن ترضب املرأة يف غري ٍ‬
‫فسق للصبي؟ قال‪:‬‬
‫ال أكرهه‪ ،‬وال بأس برضب الدف يوم العيد‪ ،‬كام يف خزانة املفتني‪.‬‬
‫وقال املالكية‪ :‬ال يكره الغربال أي الطبل به يف العرس‪ ،‬قال ابن ٍ‬
‫رشد وابن عرفة‪ :‬اتفق أهل العلم‬
‫عىل إجازة الدف وهو الغربال يف العرس‪ ،‬وقال الدسوقي‪ :‬يستحب يف العرس لقول النبي صىل‬
‫اهلل عليه وسلم‪ :‬أعلنوا هذا النكاح وارضبوا عليه بالدفوف‪.‬‬
‫وأما يف غري العرس كاخلتان والوالدة فقال الدسوقي‪ :‬املشهور عدم جواز رضبه‪ ،‬ومقابل املشهور‬
‫ٍ‬
‫حادث‪ ،‬وقال‬ ‫ٍ‬
‫رسور‬ ‫فرح للمسلمني‪ ،‬قال احلطاب‪ :‬كالعيد وقدوم الغائب وكل‬ ‫جوازه يف كل ٍ‬
‫اآليب‪ :‬وال ينكر لعب الصبيان فيها ‪ -‬أي األعياد ‪ -‬ورضب الدف‪ ،‬فقد ورد إقراره من رسول اهلل‬
‫ٍ‬
‫حبيب أنه ذهب إىل جواز الدف يف العرس‪،‬‬ ‫صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬ونقل احلطاب عن عبد امللك بن‬
‫إال للجواري العواتق يف بيوهتن وما أشبههن فإنه جيوز مطل ًقا‪ ،‬وجيري هلن جمرى العرس إذا مل‬
‫يكن غريه‪.‬‬
‫واختلف املالكية يف الدف ذي الرصارص أي اجلالجل‪ ،‬فذهب بعضهم إىل جواز الرضب به يف‬
‫جرس وإال حرم‪ ،‬قال‬
‫ٌ‬ ‫العرس‪ ،‬وذهب آخرون إىل أن حمل اجلواز إذا مل يكن فيه رصارص أو‬
‫الدسوقي‪ :‬وهو الصواب ملا يف اجلالجل من زيادة اإلطراب‪ ،‬هذا بالنسبة للنساء والصبيان‪.‬‬
‫(‪)6‬‬

‫(‪)6‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪17٠‬‬

‫‪2‬‬
‫ٍ‬
‫جويرات رضبن به‬ ‫ٍ‬
‫لعرس ألنه صىل اهلل عليه وسلم أقر‬ ‫وقال الشافعية جيوز رضب دف واستامعه‬
‫حني بنى عىل الربيع بنت معوذ بن عفراء وقال ملن قالت‪ :‬وفينا نبي يعلم ما يف ٍ‬
‫غد‪ :‬دعي هذا‬
‫ٍ‬
‫خلتان ملا روي عن عمر ريض‬ ‫وقويل بالذي كنت تقولني أي من مدح بعض املقتولني ٍ‬
‫ببدر‪ ،‬وجيوز‬
‫ٌ‬
‫ختان‪ ،‬صمت ‪،‬‬ ‫عرس أو‬
‫اهلل تعاىل عنه أنه كان إذا سمع صوتًا أو دفا بعث قال‪ :‬ما هو؟ فإذا قالوا ٌ‬
‫ٍ‬
‫غائب وشفاء‬ ‫ٍ‬
‫وعيد وقدوم‬ ‫سبب إلظهار الرسور كوالدة‬ ‫وجيوز يف غري العرس واخلتان مما هو‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫مريض وإن كان فيه جالجل إلطالق اخلرب‪ ،‬وهذا يف األصح عندهم ملا روي أن النبي صىل اهلل‬
‫عليه وسلم ملا رجع من بعض مغازيه قالت له جاري ٌة سوداء‪ :‬يا رسول اهلل إين كنت نذرت إن‬
‫حلا أن أرضب بني يديك بالدف وأتغنى‪ ،‬فقال هلا‪ :‬إن كنت نذرت فارضيب‪ ،‬وإال فال‬
‫ردك اهلل صا ً‬
‫‪ ،‬ومقابل األصح املنع ألثر عمر ريض اهلل تعاىل عنه السابق‪ ،‬واستثنى البلقيني من حمل اخلالف‬
‫ٍ‬
‫سلطان أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫رضب الدف يف ٍ‬
‫أمر مهم من قدوم عاملٍ أو‬
‫وقال بعض الشافعية‪ :‬إن الدف يستحب يف العرس واخلتان‪ ،‬وبه جزم البغوي يف رشح السنة‪.‬‬
‫أما متى يرضب الدف يف العرس واخلتان‪ ،‬فقد قال األذرعي‪ :‬املعهود عر ًفا أنه يرضب به وقت‬
‫وقريب منه قبله وبعده‬
‫ٌ‬ ‫العقد ووقت الزفاف أو بعده بقليل‪ ،‬وعرب البغوي يف فتاويه بوقت العقد‬
‫وجيوز الرجوع فيه للعادة‪ ،‬وحيتمل ضبطه بأيام الزفاف التي يؤثر هبا العرس‪ ،‬وأما اخلتان فاملرجع‬
‫فيه العرف‪ ،‬وحيتمل أنه يفعل من حني األخذ يف أسبابه القريبة منه‪.‬‬
‫ونقل اهليتمي عن املاوردي قوله‪ :‬اختلف أصحابنا‪ ،‬هل رضب الدف عىل النكاح عام يف مجيع‬
‫البلدان واألزمان؟ فقال بعضهم‪ :‬نعم إلطالق احلديث‪ ،‬وخصه بعضهم بالبلدان التي ال يتناكره‬
‫أهلها يف املناكح كالقرى والبوادي فيكره يف غريها‪ ،‬وبغري زماننا‪ ،‬قال‪ :‬فيكره فيه ألنه عدل به إىل‬
‫السخف والسفاهة‪)7( .‬‬

‫(‪)7‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪171‬‬

‫‪3‬‬
‫ٍ‬
‫وهيئة‪ ،‬وخالف أبو‬ ‫وقال اهليتمي‪ :‬ظاهر إطالقهم أنه ال فرق يف جواز الرضب بالدف بني ٍ‬
‫هيئة‬
‫ٍ‬
‫رقص ‪ -‬فأما الذي‬ ‫عيل الفارقي فقال‪ :‬إنام يباح الدف الذي ترضب به العرب من غري ٍ‬
‫زفن ‪ -‬أي‬
‫يزفن به وينقر ‪ -‬أي برءوس األنامل ونحوها ‪ -‬عىل نو ٍع من األنغام فال حيل الرضب به ألنه أبلغ‬
‫ٍ‬
‫عرصون‪ ،‬قال‬ ‫يف اإلطراب من طبل اللهو الذي جزم العراقيون بتحريمه‪ ،‬وتابعه تلميذه ابن أيب‬
‫األذرعي‪ :‬وهو حس ٌن‪ ،‬فإنه إنام يتعاطاه عىل هذا الوجه من ذكرنا من أهل الفسوق‪.‬‬
‫وقال احلنابلة‪ :‬يستحب إعالن النكاح والرضب فيه بالدف‪ ،‬قال أمحد‪ :‬يستحب أن يظهر النكاح‬
‫ويرضب فيه بالدف حتى يشتهر‪.‬‬
‫ويعرف وقال‪ :‬يستحب الدف والصوت يف اإلمالك‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما الصوت؟ قال‪ :‬يتكلم ويتحدث‬
‫ٍ‬
‫حاطب قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬فصل‬ ‫ويظهر‪ ،‬واألصل يف هذا ما روى حممد بن‬
‫ما بني احلالل واحلرام الدف والصوت ‪ ،‬وعن عائشة ريض اهلل تعاىل عنها أهنا زوجت يتيم ًة كانت‬
‫يف حجرها رج ً‬
‫ال من األنصار‪ ،‬وكانت عائشة فيمن أهداها إىل زوجها‪ ،‬قالت‪ :‬فلام رجعنا قال يل‬
‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬ما قلتم يا عائشة؟ قالت‪ :‬سلمنا ودعونا اهلل بالربكة ثم انرصفنا‪،‬‬
‫فقال صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬فهل بعثتم معها جاري ًة ترضب بالدف وتغني‪ :‬أتيناكم أتيناكم فحيانا‬
‫وحياكم ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ووالدة كنكاح ملا فيه من الرسور‪ ،‬والدف‬ ‫ٍ‬
‫غائب‬ ‫ٍ‬
‫ختان وقدوم‬ ‫رضب بدف م ٍ‬
‫باح يف‬ ‫ويسن عندهم‬
‫ٌ‬
‫صنوج‪)8( .‬‬
‫ٌ‬ ‫املباح هو ما ال حلق فيه وال‬
‫وقال ابن قدامة‪ :‬ذكر أصحابنا أنه مكرو ٌه يف غري النكاح ألنه يروى عن عمر أنه كان إذا سمع‬
‫ٍ‬
‫صوت الدف بعث فنظر فإن كان يف وليمة سكت وإن كان يف غريها عمد بالدرة‪)9( .‬‬

‫(‪)9,8‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪173 , 172‬‬

‫‪4‬‬
‫قال بن قدامه املقديس _رمحه اهلل _ (ويستحب إعالن النكاح والرضب عليه بالدف) وقال أمحد‬
‫‪ :‬يستحب أن يظهر النكاح ويرضب عليه بالدف حتى يشتهر ويعرف قيل له ما الدف؟ قال هذا‬
‫الدف‪ ،‬وقال ال بأس بالغزل يف العرس كقول النبي صىل اهلل عليه وسلم لألنصار أتيناكم أتيناكم‬
‫فحيونا نحييكم ولوال الذهب األمحر ما حلت بواديكم ولوال احلبة السوداء ما سمنت‬
‫عذاريكم ال عىل ما يصنع الناس اليوم ومن غري هذا الوجه " ولوال احلنطة احلمراء ما سمنت‬
‫عذاريكم " وقال أمحد أيض ًا يستحب رضب الدف والصوت يف االمالك فقيل له ما الصوت؟‬
‫قال يتكلم ويتحدث ويظهر واألصل يف هذا ما روى حممد بن حاطب قال قال رسول اهلل صىل‬
‫اهلل عليه وسلم " فصل ما بني احلالل واحلرام الصوت والدف يف النكاح " رواه النسائي وقال‬
‫عليه الصالة والسالم ‪ " :‬أعلنوا النكاح " ويف لفظ " أظهروا النكاح " وكان حيب أن يرضب‬
‫عليها بالدف ويف لفظ " فارضبوا عليه بالغربال " وعن عائشة أهنا زوجت يتيمة رج ً‬
‫ال من‬
‫األنصار وكانت عائشة فيمن أهداها إىل زوجها قالت فلام رجعنا قال لنا رسول اهلل صىل اهلل عليه‬
‫وسلم " ما قلتم يا عائشة؟ " قالت سلمنا ودعونا بالربكة ثم انرصفنا فقال " إن األنصار قوم فيهم‬
‫غزل أال قلتم يا عائشة أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم " روي هذا كله عن عبد اهلل بن ماجة يف‬
‫سننه وقال أمحد ال بأس بالدف يف العرس واخلتان وأكره الطبل وهو املنكر وهو الكوبة التي هنى‬
‫عنها النبي صىل اهلل عليه وسلم وإنام يستحب الرضب بالدف للنساء‪)10( .‬‬

‫(‪ ) 1٠‬الشرح الكبير على متن المقنع لعبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي‪ ،‬أبو الفرج‪ ،‬شمس الدين (المتوفى‪682 :‬هـ) دار الكتاب العربي للنشر‬
‫والتوزيع ج ‪ 8‬ص ‪12٠,121‬‬

‫‪٥‬‬
‫(ورضب مباح) وهو الدف فإن النبي صىل اهلل عليه وسلم قال (أعلنوا النكاح وارضبوا عليه‬
‫بالدف) أخرجه مسلم وذكر أصحابنا وأصحاب الشافعي أنه مكروه يف غري النكاح ألنه يروى‬
‫عن عمر أنه كان إذا سمع صوت الدف بعث فنظر فان كان يف وليمة سكت وإن كان يف غريها‬
‫عمد الدرة ولنا ما روى عن النبي صىل اهلل عليه وسلم أن امرأة جاءته فقالت إين نذرت إن رجعت‬
‫من سفرك سامل ًا أن أرضب عىل رأسك بالدف فقال النبي صىل اهلل عليه وسلم (أوف بنذرك) رواه‬
‫أبو داود ولو كان مكروه ًا مل يأمرها به وإن كان منذور ًا‪)11( .‬‬

‫وقال بن مفلح _رمحه اهلل _ (ويستحب إعالن النكاح‪ ،‬والرضب عليه بالدف) ؛ ملا روى حممد بن‬
‫ٍ‬
‫حاطب أن النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ -‬قال‪« :‬فصل ما بني احلالل واحلرام‪ :‬الصوت والدف‬
‫يف النكاح» رواه أمحد‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والرتمذي وحسنه‪ ،‬قال أمحد‪ :‬يستحب أن يظهر النكاح‪،‬‬
‫ويرضب عليه بالدف‪ ،‬حتى يشتهر ويعرف‪ ،‬قيل‪ :‬ما الدف؟ قال‪ :‬هذا الدف‪ ،‬قيل له ‪ -‬يف رواية‬
‫جرس؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال أمحد‪ :‬يستحب رضب الدف‪ ،‬والصوت يف األمالك‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫جعفر ‪ :-‬يكون فيه‬
‫فقيل له‪ :‬ما الصوت؟ قال‪ :‬يتكلم‪ ،‬ويتحدث‪ ،‬ويظهر‪ ،‬وال بأس بالغزل فيه‪ ،‬كقوله ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬لألنصار «أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم» ‪)12( .‬‬

‫(‪ ) 11‬الشرح الكبير على متن المقنع لعبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي‪ ،‬أبو الفرج‪ ،‬شمس الدين (المتوفى‪682 :‬هـ) دار الكتاب العربي للنشر‬
‫والتوزيع ج ‪ 12‬ص ‪49‬‬
‫(‪ ) 12‬المبدع في شرح المقنع إلبراهيم بن محمد بن عبد هللا بن محمد ابن مفلح‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬برهان الدين (المتوفى‪884 :‬هـ) دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان ج ‪ 6‬ص ‪239‬‬

‫‪6‬‬
‫وإنام يستحب الرضب به للنساء‪ ،‬وجزم به يف " الوجيز "‪ ،‬وظاهر نصه‪ ،‬وكالم األصحاب يدل‬
‫بناء بال ٍ‬
‫غناء‬ ‫إمالك أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عىل التسوية‪ ،‬قيل له‪ :‬يف رواية املروذي ما ترى للناس اليوم حترك الدف يف‬
‫ٍ‬
‫كمزمار‬ ‫ٍ‬
‫ملهاة سواه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫غائب مثله‪ ،‬نص عليه‪ ،‬وعلم منه حتريم كل‬ ‫ٌ‬
‫وختان وقدوم‬ ‫فلم يكره ذلك‪،‬‬
‫ٍ‬
‫رسور‪ ،‬وسأله ابن احلكم عن النفخ يف القصبة‬ ‫ٍ‬
‫حلزن أو‬ ‫ٍ‬
‫وجنك‪ ،‬سوا ٌء استعمل‬ ‫ٍ‬
‫ورباب‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وطنبور‪،‬‬
‫تصفيق أو ٍ‬
‫غناء أو‬ ‫ٍ‬ ‫كاملزمار‪ ،‬قال‪ :‬أكرهه‪ ،‬ويف القصص وجهان‪ ،‬ويف " املغني "‪ :‬ال يكره إال مع‬
‫ٍ‬
‫عقيل؛ لتنهيض طباع األولياء‪ ،‬وكشف‬ ‫ٍ‬
‫حرب‪ ،‬واستحبه ابن‬ ‫ٍ‬
‫رقص ونحوه‪ ،‬وكره أمحد الطبل لغري‬
‫صدور األعداء‪ ،‬وليس عب ًثا‪)13( .‬‬

‫قال البهويت –رمحه اهلل ‪(-‬ويستحب رضب الدف) الذي ال حلق فيه وال صنوج (والصوت يف‬
‫اإلمالك) بكرس اهلمزة أي التزويج (حتى يشتهر ويعرف نصا قيل ألمحد ما الصوت قال يتكلم‬
‫ويتحدث ويظهر ويسن إظهاره النكاح) لقوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪« -‬فصل ما بني احلالل‬
‫واحلرام الصوت والدف يف النكاح» رواه النسائي (ويأيت آخر الوليمة) ‪)14( .‬‬

‫أيضا‪ :‬يستحب رضب الدف والصوت يف األمالك فقيل له ما الصوت قال يتكلم‬
‫وقال أمحد ً‬
‫ويتحدث ويظهر‪( .‬وتقدم بعضه يف كتاب النكاح وال بأس بالغزل يف العرس) ‪.‬لقوله ‪ -‬صىل اهلل‬
‫عليه وسلم ‪ -‬لألنصار «أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم لوال الذهب األمحر ملا حلت بواديكم‬
‫ولوال احلنطة السوداء ما رست عذاريكم» ال عىل ما يصنعه الناس اليوم (ورضب الدف يف اخلتان‬
‫ٍ‬
‫ملهاة سوى الدف‬ ‫وقدوم الغائب ونحومها) كالوالدة (كالعرس) ملا فيه من الرسور‪( .‬وحيرم كل‬
‫ٍ‬
‫وعود وزمارة الراعي ونحوها سوا ٌء‬ ‫ٍ‬
‫وجفانة‬ ‫ٍ‬
‫ومعرفة‬ ‫ٍ‬
‫وجنك وناي‬ ‫ٍ‬
‫ورباب‬ ‫ٍ‬
‫وطنبور‬ ‫ٍ‬
‫كمزمار‬
‫ٍ‬
‫رسور) (‪)15‬‬ ‫استعملت حلز ٍن أو‬

‫(‪ ) 13‬المبدع في شرح المقنع إلبراهيم بن محمد بن عبد هللا بن محمد ابن مفلح‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬برهان الدين (المتوفى‪884 :‬هـ) دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – ج ‪ 6‬ص ‪239‬‬
‫(‪ ) 1٥,14‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) دار الكتاب العربي ج‪ ٥‬ص ‪, 22‬ص ‪183‬‬

‫‪7‬‬
‫(يسن إعالن) أي إظهار (النكاح والرضب عليه بدف ال حلق فيه وال صنوج للنساء) ملا روى‬
‫ٍ‬
‫حاطب قال قال رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪« -‬فصل ما بني احلالل واحلرام‬ ‫حممد بن‬
‫الصوت والدف يف النكاح» رواه أمحد والنسائي والرتمذي وحسنه‪)16( .‬‬

‫قال بن قاسم النجدي _ رمحه اهلل _ (ويسن إعالن النكاح) لقوله عليه السالم «أعلنوا النكاح»‬
‫ويف لفظ «أظهروا النكاح» رواه ابن ماجه (و) يسن (الدف) أي الرضب به إذا كان ال حلق به‪،‬‬
‫وال صنوج (فيه) أي يف النكاح (للنساء) وكذا ختان‪ ،‬وقدوم غائب‪ ،‬ووالدة‪ ،‬وإمالك لقوله‬
‫عليه السالم «فصل ما بني احلالل واحلرام الصوت‪ ،‬والدف يف النكاح» النسائي‪)17(.‬‬

‫(‪ ) 16‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) دار الكتاب العربي ج‪ ٥‬ص ‪183‬‬
‫(‪ ) 17‬حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ 1419‬هـ لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي النجدي (المتوفى‪1392 :‬هـ) المطابع األهلية لألوفست ج ‪ 6‬ص ‪418‬‬

‫‪8‬‬
‫ثال اثا ‪ :‬حكم رضب الدف للرجال والنساء‬
‫ٍ‬
‫رجل‪،‬‬ ‫صادرا من‬
‫ً‬ ‫وقد اختلفوا يف حكم رضب الرجال بالدف فقالوا‪ :‬ال يكره الطبل به ولو كان‬
‫خال ًفا لقول القائل‪ :‬ال يكون الدف إال للنساء‪ ،‬وال يكون عند الرجال ‪.‬‬
‫وحكى البيهقي عن شيخه احلليمي ‪ -‬ومل خيالفه ‪ -‬أنا إذ أبحنا الدف فإنام نبيحه للنساء خاص ًة‪،‬‬
‫ألنه يف األصل من أعامهلن‪ ،‬وقد لعن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم املتشبهني من الرجال بالنساء‬
‫‪ ،‬ونازعه السبكي بأن اجلمهور مل يفرقوا بني الرجال والنساء واألصل اشرتاك الذكور واإلناث‬
‫يف األحكام إال ما ورد الرشع فيه بالفرقة ومل يرد هنا‪ ،‬وليس ذلك مما خيتص بالنساء حتى يقال‬
‫حيرم عىل الرجال التشبه هبن فيه‪.‬‬
‫ورضب عليه‬
‫ٌ‬ ‫واختلفوا يف رضب الرجال الدف‪ ،‬قال البهويت‪ :‬وظاهره ‪ -‬أي ندب إعالن النكاح‬
‫مباح ‪ -‬سوا ٌء كان الضارب رج ً‬
‫ال أو امرأ ًة وهو ظاهر نصوص أمحد وكالم األصحاب‪،‬‬ ‫بدف ٍ‬
‫خمصوص بالنساء‪ ،‬ويف الرعاية‪ :‬يكره للرجال مطل ًقا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وقال املوفق‪ :‬رضب الدف‬
‫(‪)18‬‬

‫قال البهويت –رمحه اهلل ‪( -‬ويكره) الرضب بالدف (للرجال) مطل ًقا قاله يف الرعاية‪ .‬وقال املوفق‬
‫خمصوص بالنساء قال يف الفروع‪ :‬وظاهر نصوصه وكالم األصحاب التسوية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫رضب الدف‬
‫(‪)19‬‬

‫(‪ )18‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪171‬‬
‫(‪) ) 19‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ج‪ ٥‬ص ‪183‬‬

‫‪9‬‬
‫راب اعا ‪ :‬حكم الوصية بالدف‬
‫ٍ‬
‫بطبل انرصفت‬ ‫مباح) واآلخر حمر ٌم ووىص‬
‫قال البهويت –رمحه اهلل ‪( -‬وإن كان له طبالن أحدمها ٌ‬
‫مباح) واآلخر حمر ٌم (انرصفت الوصية إىل‬ ‫ٍ‬
‫بكلب وله كلبان أحدمها ٌ‬ ‫الوصية إىل املباح (أو وىص له‬
‫املباح) ألن وجود املحرم كعدمه رش ًعا فال يشمله اللفظ عند اإلطالق (وكذا الدف) أي‪ :‬لو كان‬
‫ٍ‬
‫صنوج وأوىص بدف انرصف إىل املباح دون املحرم ملا تقدم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بحلق أو‬ ‫مباح ودف حمر ٌم‬
‫له دف ٌ‬
‫(‪)20‬‬

‫راب اعا ‪ :‬حكم اًلستامع لرضب الدف‬


‫ٍ‬
‫تفصيل يف ذلك‪ ،‬هل هذه اإلباحة هي‬ ‫اتفق الفقهاء عىل حل الرضب بالدف واالستامع إليه‪ ،‬عىل‬
‫يف العرس وغريه‪ ،‬أم هي يف العرس دون غريه؟ وهل يشرتط يف ذلك أن يكون الدف خال ًيا من‬
‫(وسامع) ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اجلالجل أم ال يشرتط ذلك؟ وستجد ذلك التفصيل يف مصطلح (معازف)‬
‫ٍ‬
‫حاطب أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال‪ :‬فصل ما بني‬ ‫واستدلوا عىل ذلك بام رواه حممد بن‬
‫احلالل واحلرام الدف والصوت يف النكاح‪.‬‬
‫وبام روت عائشة ريض اهلل عنها أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال‪ :‬أعلنوا هذا النكاح‪،‬‬
‫ٍ‬
‫معوذ قالت‪ :‬دخل عيل النبي صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫وارضبوا عليه بالغربال‪ .‬وما روت الربيع بنت‬
‫وجويريات يرضبن بالدف يندبن من قتل من آبائي يوم ٍ‬
‫بدر‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫غداة بني عيل‪ ،‬فجلس عىل فرايش‪،‬‬
‫حتى قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما يف غد ‪ ،‬فقال النبي صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬ال تقويل هكذا‬
‫وقويل كام كنت تقولني‪)21( .‬‬

‫(‪ )2٠‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ج‪ ٥‬ص ‪372‬‬
‫(‪ ) 21‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار السالسل ‪ ,‬ج ‪ 4‬ص ‪9٥‬‬

‫‪1٠‬‬
‫خامسا ‪ :‬حكم الوصية بالدف‬
‫ا‬
‫قال احلنابلة‪ :‬وإن وىص بدف صحت الوصية به‪ ،‬ألن النبي صىل اهلل عليه وسلم قال‪ :‬أعلنوا‬
‫طنبور وال ٍ‬
‫عود من عيدان اللهو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بمزمار وال‬ ‫النكاح وارضبوا عليه بالدف ‪ ،‬وال تصح الوصية‬
‫ألهنا حمرم ٌة‪ ،‬وسوا ٌء كانت فيه األوتار أو مل تكن‪ ،‬ألنه مهي ٌأ لفعل املعصية دون غريها‪ ،‬فأشبه ما لو‬
‫أوتار‪)22( .‬‬
‫ٌ‬ ‫كانت فيه‬

‫سادسا ‪ :‬حكم الدف يف اجلنازة‬


‫ا‬
‫ٍ‬
‫ونياحة ولطم‬ ‫عاجز عن إزالته‪ ،‬نحو ٍ‬
‫طبل‬ ‫ٌ‬ ‫قال البهويت –رمحه اهلل ‪( -‬وحيرم أن يتبعها مع ٍ‬
‫منكر وهو‬
‫ٍ‬
‫حمظور‪ ،‬ورؤيته مع قدرته عىل ترك ذلك‬ ‫ٍ‬
‫وتصفيق‪ ،‬ورفع أصواهتن) ألنه يؤدي إىل استام ٍع‬ ‫ٍ‬
‫نسوة‪،‬‬
‫وعنه يتبعها وينكره بحسبه وفا ًقا أليب حنيفة (فإن قدر) عىل إزالته (تبع) اجلنازة‪.‬‬
‫(وأزاله) أي‪ :‬املنكر (لزو ًما) حلصول املقصودين قال يف الفروع‪ :‬فيعايى هبا (فلو ظن إن اتبعها‬
‫أزال املنكر؛ لزمه) اتباعها إجرا ًء للظن جمرى العلم‪.‬‬
‫(ورضب النساء بالدف منكر منهي عنه اتفا ًقا قاله الشيخ) ومن دعي لغسل ٍ‬
‫ميت فسمع ً‬
‫طبال أو‬ ‫ٌ‬
‫نوحا‪ ،‬ففيه روايتان‪ ،‬نقل املروزي يف طب ٍل‪ :‬ال ونقل أبو احلارث وأبو داود يف ٍ‬
‫نوح‪ :‬يغسله وينهاهم‬ ‫ً‬
‫قال يف تصحيح الفروع‪ :‬الصواب إن غلب عىل ظنه زوال الطبل والنوح بذهابه؛ ذهب وغسله‪،‬‬
‫وإال فال‪)23( .‬‬

‫(‪ )22‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪٥٠9‬‬
‫(‪ ) 23‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ج‪ 2‬ص ‪131‬‬

‫‪11‬‬
‫قال بن قاسم النجدي _ رمحه اهلل _ وإن مل يعجز عن إزالة املنكر تبعها‪ ،‬ووجبت اإلزالة‪ ،‬بل لو‬
‫ظن أنه إن اتبعها أزي ل املنكر‪ ،‬اتبعها إجراء للظن جمرى العلم‪ ،‬وحلصول املقصودين‪ ،‬قال شيخ‬
‫اإلسالم‪ :‬ورضب النساء بالدف منكر‪ ،‬هني عنه باالتفاق‪ ،‬ومن دعي لغسل ميت‪ ،‬فمسح طب ً‬
‫ال‬
‫نوحا‪ ،‬فقال يف تصحيح الفروع‪ :‬الصواب إن غلب عىل ظنه زوال الطبل والنوح ذهب لغسله‪،‬‬
‫أو ً‬
‫وإال فال‪)24( .‬‬

‫ساب اعا ‪ :‬جكم الوفاء بنذر الدف‬

‫نذر املباح‪ ،‬كقوله‪ :‬هلل عيل أن ألبس ثويب أو أركب دابتي فيخري بني فعله وكفارة ٍ‬
‫يمني) حلديث‬
‫ٍ‬
‫برجل قائ ٍم‪ ،‬فسأل عنه فقالوا‪ :‬أبو‬ ‫ٍ‬
‫عباس «بينا النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ -‬خيطب إذ هو‬ ‫ابن‬
‫إرسائيل نذر أن يقوم يف الشمس وال يستظل وال يقعد وال يتكلم وأن يصوم فقال النبي ‪ -‬صىل‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه» رواه البخاري‪ ،‬فإن أوىف به أجزأه؛ ألن‬
‫«امرأة أتت النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ -‬فقالت‪ :‬إين نذرت أن أرضب عىل رأسك بالدف فقال‪:‬‬
‫أوف بنذرك» رواه أبو داود بمعناه وأمحد والرتمذي وصححه من حديث بريدة‪ ،‬و (كام لو حلف‬
‫ليفعلنه) أي املباح (فلم يفعل) فإنه يكفر‪)25( .‬‬

‫(‪ )24‬حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ 1419‬هـ لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي النجدي (المتوفى‪1392 :‬هـ) الناشر ‪ :‬المطابع األهلية لألوفست‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪116‬‬
‫(‪ ) 2٥‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ج‪ 4‬ص ‪133‬‬
‫ج ‪ 6‬ص ‪27٥‬‬

‫‪12‬‬
‫ثامناا ‪ :‬حكم ضامن الدف‬
‫آلة اللهو‪ :‬كاملزمار‪ ،‬والدف‪ ،‬والرببط‪ ،‬والطبل‪ ،‬والطنبور‪ ،‬ويف ضامهنا بعض اخلالف‪:‬‬
‫فمذهب اجلمهور‪ ،‬والصاحبني من احلنفية‪ ،‬أهنا ال تضمن باإلتالف وذلك‪ :‬ألهنا ليست حمرتم ًة‪،‬‬
‫ال جيوز بيعها وال متلكها ‪ ،‬وألهنا حمرمة االستعامل‪ ،‬وال حرمة لصنعتها ‪.‬‬
‫حلا لغري اللهو ال مثلها‪ ،‬ففي الدف‬
‫ومذهب أيب حنيفة أنه يضمن بكرسها قيمتها خش ًبا منحوتًا صا ً‬
‫يضمن قيمته دفا يوضع فيه القطن‪ ،‬ويف الرببط يضمن قيمته قصعة ٍ‬
‫ثريد‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أموال متقوم ٌة لصالحيتها باالنتفاع هبا يف غري اللهو‪ ،‬فلم تناف الضامن‪ ،‬كاألمة‬ ‫ويصح بيعها‪ ،‬ألهنا‬
‫املغنية ‪ ،‬بخالف اخلمر فإهنا حرا ٌم لعينها‪ ،‬والفتوى عىل مذهب الصاحبني‪ ،‬أنه ال يضمنها‪ ،‬وال‬
‫يصح بيعها ‪.‬‬
‫فمضمون اتفا ًقا ‪ ،‬كاألمة‬
‫ٌ‬ ‫قالوا‪ :‬وأما طبل الغزاة والصيادين والدف الذي يباح رضبه يف العرس‪،‬‬
‫املغنية‪ ،‬والكبش النطوح‪ ،‬واحلاممة الطيارة‪ ،‬والديك املقاتل‪)25( .‬‬
‫ٍ‬
‫(كعود‬ ‫ٍ‬
‫صغري) ‪ ،‬وآلة اللهو‬ ‫بكرس أو ٍ‬
‫حرق أو غريمها (ولو) كانت (مع‬ ‫ٍ‬ ‫إنسان (آلة ٍ‬
‫هلو)‬ ‫ٌ‬ ‫(أو أتلف)‬
‫ٍ‬
‫حرب‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وطبل) غري طبل‬
‫ٍ‬
‫حرب‬ ‫حلق) مل يضمنه بخالف دف ال حلق فيه وال صنوج وطبل‬‫بصنوج أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫(و) ك (دف‬
‫ٍ‬
‫شطرنج) قال يف الفروع‪ :‬ظاهر كالم األصحاب أن‬ ‫فيضمنهام متلفهام إلباحتهام (أو) ك ٍ‬
‫(نرد أو‬
‫الشطرنج من آلة اللهو قيل‪ :‬بل هي من أعظمها وقد عم البالء هبا‪)26( .‬‬

‫(‪ ) 26‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ,‬مطابع دار الصفوة ‪ ,‬ج ‪ 38‬ص ‪3٠4‬‬
‫(‪ )27‬كشاف القناع عن متن اإلقناع لمنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1٠٥1 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ج ‪ 6‬ص ‪27٥‬‬

‫‪13‬‬
‫التلخيص‬

‫‪ -1‬الدف املباح هو الذي ليس فيه حلق وال صنوج‬

‫‪ -2‬يستحب رضب الدف يف النكاح واخلتان وقدوم الغائب ونحوها‬

‫‪ -3‬رضب الدف مباح للنساء‬

‫‪ -4‬رضب الدف مكروه للرجال‬

‫‪ -5‬حرمة رضب الدف يف اجلنازة مطل ًقا‬

‫‪ -6‬من أتلف دفا مباحا جيب عليه أن يضمنه بخالف غري املباح فال جيب عليه أن يضمنه‬

‫‪ -7‬من نذرت أن ترضب دفا مباحا خريت بني الوفاء بنذرها وبني كفارة اليمني‬

‫‪14‬‬

You might also like