Professional Documents
Culture Documents
عمر بن خطب
عمر بن خطب
الخلقية التي تد ُّل علىت َ -رضي هللا عنه -بالصّفا ِ َ ّ
الخطاب الخلقية ا َّتصف عُمر بن صفات عمر بن الخطاب صفات عمر بن الخطاب ْ
وحزمه وهيبته ،فقد كان آدم اللّون؛ أي أسمراً ،وكانت هذه السُمرة كما جاء عنه من أخواله ،وقيل :إ ّنه كان أبيضاً ،وأصبح قوّ ت ِه َ
ّ
أمور الخالفة وتفقد ِه لرعيته وزهده في الدّنيا ،ولكن الروايات األص ُّح واألوثق أنه كان ُّ ِ أسمراً في عام الرمادة ،لشدّة ما عاناه من
أسمراً ،وكان طويل القامة ،أصلع الرأس ،ضخم الجسد ،بعي ٌد ما بين منكبيه ،جهور الصّوت ،إذا غضِ ب َفتل شاربه ونفخ ،وكان
أعسراً أيسراً؛ أيّ َيستعمل كلتا يديه ،ويُسمّى األضبط ،كما كان قويّ الجسد والبُنية ،طويل اللّحية ،سريع المشي ،بين رجليه سِ عة،
شامة سوداء ،كما جاء عن النبي -عليه الصالة ٌ شعر ،وكان على رجليه ُ
غليظ ال ّ واسع الفخذين والرجلين ،كثير الشيب ،أهلب؛ أيّ
الضعيف)]٤[]٣[.
َ ِي
َ ذ ؤ تُ ف ر ج الح على م ح
ِ زا ُ
ت ال ، قويٌّ ٌ
ل ج
ُ ر ك َّ
ن إ ُ،
ر م ع ُ (يا عنه:- -رضي هللا ّ
الخطاب والسالم -أ ّنه قال لعمر بن
َ َ ِ ْ َ َ
لليوم اآلخر ،فقد كان ت تد ُّل على إيمانه ،واستعداد ِه -رضي هللا عنهِ -بصفا ٍ َ ّ ُ
صفات عمر بن الخطاب ال ُخلقية تمتع عُمر بن الخطاب
ّ
ِ
تذكر النار ،و في ذا ِ وظهر ذلك ب َكثر ِة مُحاسبت ِه لنفسه ،فقال :أكثروا من ِ َ عادالً ،رحيماً ،مُتواضعاً ،كثير الخوف من هللا -تعالى-؛
مور العامة]، ُأل ً
-رضي هللا عنه -و ُبلت لحيت ُه من دُموعه ،وكان يُخصّص وقتا يستم ُع فيه َّ َ يوم ذ ّكرهُ أعرابي بموقف يوم القيامة ،فبكى
ِ
حق رعيِّته ،حتى وإن كانت من الحيوانات ،فجاء عنه قوله :لو ويُقب ُل عليهم ،ويخاف سؤال هللا -تعالى -له يوم القيامة فيما قصّر في ّ
لخشيت أن يسألني هللا -تعالى -عنه ]٥[.كما أ ّن ُه -رضي هللا عنه -كان زاهداً؛ وظهر ُزهدهُ بتف ّكره في الدُنيا، ُ مات جديٌ في الفرات
ّ
وكعابر سبيل ،وأنها فانية وال بقا َء فيها ألحد ،وأنّ ِ اإلنسان فيها غريب
َ طريق لآلخرة ،وبيقينه أنّ ٌ وأ ّنها دا ُر ابتال ٍء واختبار ،وأنها
َّ
الرغم من بسط ال ُّدنيا بين يديه ،وفُتحت البالد في عهده ،كما ا ّتصف أيضا ً بالورع ،والتواضع ،والحِلم]٥[. ِ اآلخرة هي الباقية ،على
الرغم من ِ وكعابر سبيل ،وأ ّنها فانية وال بقا َء فيها ألحد ،وأنّ اآلخرة هي الباقية ،على ِ اإلنسان فيها غريب
َ طريق لآلخرة ،وبيقينه أنّ ٌ
ً ّ
بسط ال ُّدنيا بين يديه ،وفتحت البالد في عهده ،كما اتصف أيضا بالورع ،والتواضع ،والحِلم ]٥[.فضائل عمر بن الخطاب ومناقبه إنّ ُ
-رضي هللا عنه -الكثير من الفضائل والمناقب ]،وفيما يأتي ذكر بعضهاُ ]٧[]٦[:نزول القُرآن الكريم ِبموافقته في َ ّ
الخطاب ُمر بنلِع َ
ُ
أكثر من موضع؛ كاتخاذ مقام إبراهيم مُصلى ،واحتجاب زوجات النبيّ -عليه الصالة والسالم ،-وأسرى بدر ،وغير ذلك .قول النبيّ ّ ّ ِ
ون ،فإنْ كان َيكونُ في اُأل َم ِم َق ْبلَ ُك ْم م َُحد َُّث َ -عليه الصالةُ والسالم -فيه بأن ُه من المُحدّثون؛ المُلهمون ،لِقوله -صلى هللا عليه وسلمَ ( :-ق ْد َ
ب منه ْم) ]٨[،وإخباره ِب فرار الشيطان منه .قول الحق وعدم خشية أح ٍد في ذلك ،فقد قال الخ َّطا ِ
بن َأح ٌد ،فإنَّ ُع َم َر ََي ُكنْ في ُأمَّتي منه ْم َ
ُمر يقو ُل به) ]٩[،وكان س ّدا بين المُسلمين والفتن ،وأشار النبيّ - ً لسان ع َ
ِ َّ
الحق على وض َع
عنه النبيّ -عليه الصالة والسالم( :-إنَّ هللاَ َ
-رضي هللا َ ّ
الخطاب عليه الصالةُ والسالم -بيد ِه إليه ،وأخبر بأ ّن ُه سداً للمُسلمين من الفِتن ]٧[.ألقاب عمر بن الخطاب لُ ّقب عُمر بن
ب؛ كالفاروق ،وأبي حفص ،وأمير المؤمنين؛ فقد لُ ّقب في بداي ِة خالفت ِه بخليف ِة خليف ِة رسول هللا ،وعندما جاء عنه -بالعدي ِد من األلقا ِ
نسبة إلى األس ِد في ً َر ُج ٌل َيسأل أين أميرُكم ،فتساءلوا عمّن َيسأل ،فقال لهم :عُمر ،فُأطلق عليه لقب أمير المؤمنين ،ولُ ّقب بأبي حفص،
ُأ
دون اعتماد ِه على شيء، -رضي هللا عنه -أ ّنه كان يُمسك ب ذن فرسه ويقف ُز على ظهرها من ِ َ رُوي عنه
َ شجاعت ِه وقوّ ته وخ ّفته ،فقد
ً ّ ّ
ت األسد ،وأمّا لقبه بالفاروق؛ فقد لقبه بذلك رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم ،-ألنَّ إسالم ُه كان تفريقا بين خفاء الدّعو ِة ّ وهذه من صفا ِ
أعز هللا -تعالى -بإسالم ِه اإلسالم والمُسلمين ،فقال عن ذلك ابنُ مسعود - وظهورها ،وقيل :لتفريق ِه بين المُسلمين والمُشركين ،فقد َّ ُ
رضي هللا عنه :-إسال ُم عُمر فتح ،وهجرت ُه نصر ،وخالفت ُه رحمة ]١٠[.زوجات عمر بن الخطاب وأوالده تجدر اإلشارة إلى أنّ َ
ت واحد؛ حيث يحرم في الشريعة اإلسالمية أن تكون في عصمة الرجل أكثر عمر -رضي هللا عنه -لم يجمع بين كل زوجاته في وق ٍ
ت في نفس الوقت ،فكان -رضي هللا عنه -إن ُتو ّفيت له زوجة أو طلّقها ،تزوّ ج بأخرى ]١١[.وقد َذكر ابنُ سعد أنّ من أربع زوجا ٍ
وأنجب منها عب ُد هللا وعب ُد الرحمن َ بنت مظعون، -رضي هللا عنه -تزوّ ج بالعديد من الزوجات ،فيما يأتي ذكرهنّ ]١٢[:زينب ُ َ عُمر
وأنجب منها زي ٌد األصغر ،وعُبيد هللا. َ وأنجب منها زي ُد األكبر ،ورُقيّة .أ ُّم ُكلثوم بنت جرول ال ُخزاعيّة، َ بنت علي، وحفصة .أ ُّم ُكلثوم ُ
وأنجب منها عاصم وطلّقها .بلُهيّة، َ جميلة بنت أبي األقلح ،وقيل :إنّ اسمها] عاصية ،وغيّرهُ النبيّ -عليه الصالةُ والسالم -إلى جميلة،
وأنجب منها فاطمة وطلّقها. َ بنت الحارث بن هشام بن المُغيرة، وأنجب منها عبد الرحمن األوسط ،وعبد الرحمن األصغرُ .أ ُم حكيم ُ َ
وأنجب منها عياض .مليكة ُ
بنت جرول ،وقد تزوّ جها في الجاهلية، َ بنت زي ٍد بن عمرو بن ُنفيل،
وأنجب منها زينب .عاتكة ُ
َ فُكيهة،
ُ ُأ ُأ ُ ُ
.وأنجبت له عبد هللا .قريبة بنت أبي مية ،ولم تلد له .فاطمة] بنت الوليد خت خالد بن الوليد
-رضي هللا عنه -في الجاهليّة بالبطولةِ ،وكان من أشرافِ قُريش وأبطالها، َ ّ
الخطاب ما اشتهر به عمر في الجاهليّة اش ُتهر عُم ُر بن
حال الحُروب بينهم وبين غيرهم ،وكانوا َيرضون به حكماً، ُ
وانتهت إليه سفارةُ قُريش في جاهليّته؛ حيث كان سفيراً لهم في ِ
الرجُلين إلى هللا
َ بأحبّ اإلسالم هللا ّ
ز ُع
ي بأن والسالم- ُ ة الصال ويُفاخِرون به ،وكان شديداً على الكافرين بعد إسالمهِ ،ودعا النبيّ -عليه
-رضي هللا عنه
َ -رضي هللا عنه -أو أبو جهل ،فكان عمرَ ّ
-تعالى ،-إمّا عمر بن الخطاب