Professional Documents
Culture Documents
شرح المناجاة الضريرية
شرح المناجاة الضريرية
الدرس) 1 ( :
ِخل ٍْق َج ِدي ٍد * ( يد * ِإ ن ي َ َشْأ يُذ ِْهبْك ُْم َويَْأ ِت ب َ َاس َأنتُ ُم ال ْ ُف َق َر ُ
اء ِإ ل َى الل َّ ِه ۖ َوالل ّ َ ُه ُه َو ال ْ َغ ِن ُّي ال َْح ِم ُ َأ
بسم الله الرحمن الرحيم { يَا ي ُّ َها الن ّ ُ
يز } ز
ِ
َ ٍ ِع
ب هِ َ ّ ل ال َى ل ع
َ كَ ِ ل ذ
ٰ َ ام و
ََ )
بسم الله والحمد لله والصالة والسالم على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اليوم إن شاء الله سنبدأ شرح مناجاة سيدي عبد المالك الضرير و سيدي عبد المالك الضرير هو من العارفين بالله العلماء الذين
ساروا في طريق الله سبحانه وتعالى ،وهو من الناس الذين مشوا في التعرف على الله فتعرف على الله سبحانه وتعالى ،فبعد أن
تعرف على الله سبحانه وتعالى خرجت من باطنه هذه المعارف التي سنشرحها إن شاء الله في هذه الدروس ،فهذه المعارف وهذه
الكلمات التي سنشرحها هي نتائج سنين من التعرف على الله ونتائج فتوحات من الله سبحانه وتعالى على قلب سيدي عبد
.المالك الضرير ؛ فناجي الله سبحانه وتعالى بها
ناجى أي تكلم مع الله سبحانه وتعالى يعني وكأنه بيقول لربنا أنا أعرف عنك هذه المعلومات التي أنت علمتني إياها ،والمناجاة
هي خطاب من العبد إلى الله سبحانه وتعالى ،و دائما ً الخطابات تكون بين األحباب فهو خطاب األحبة ،وهو خطاب سيدي عبد
المالك الضرير الذي أحب مواله سبحانه وتعالى فتكلم وتوجه إلى مواله سبحانه وتعالى ليبين ُحبه له وبسبب إخالص سيدي عبد
وع ِرفَت بين الناس واليوم نحن نشرحها إن شاء الله .المالك الضرير إستمرت المناجاة مع الزمان فتلقاها وأخذها الناس بالقبول ُ
فقال وبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ،وبسم الله الرحمن الرحيم هي مفتاح كل الفهم التالي للفهوم التي نريد أن نفهم بها الكالم،
فبسم الله ،باسم ( :باء ) ثم ( اسم ) باسم أي بمعنى بواسطة اسم ،اسم من؟ الله ؛ بواسطة اسم الله ،طيب الله سبحانه
وتعالى عنده أسماء كثيرة جدا ً ،الله سبحانه وتعالى عنده أكثر من مئتين اسم فقط الي إحنا نعرفها ،فبأي اسم من أسماء الله
سبحانه وتعالى سأبدأ؟ فقال بسم الله الرحمن الرحيم أي أنا سأبدأ بأسماء من أسماء الله سبحانه وتعالى الذي هو بدأنا بها في
قرآنه ،فبسم الله الرحمن الرحيم في القرآن هي آية من آيات سورة الفاتحة في رواية من الروايات ،فهو يقول بإسم الله أي
بواسطة اسم الله أي اسم الرحمان الرحيم أي ؛ سأبدأ فهمي وسأبدأ تعليمي وسأبدأ شرحي وسأبدأ خطابي وسأبدأ حياتي وسأستمر
فيها بـ الرحمن الرحيم وليس بأي اسم ثاني ألن الله سبحانه وتعالى عنده أسماء جمال جميلة ،وأسماء جالل -أسماء فيها رهبة
، -وأسماء كمال ،فاسم الله الرحمن الرحيم هي معا ً من أسماء الجمال ،فلماذا إختار الله سبحانه وتعالى اسمين من أسماء
الجمال يبدأ هو بها؟ فتَب َِعه عبد المالك أي عبد الله سيدي عبد المالك مناجاته بها وكأنه يقول بصورة واضحة أنا أسير على ما
يريد لي الله سبحانه وتعالى أن أسير به ،فقال بسم الله الرحمن الرحيم أي من بدأني بالرحمة ثم تالها بالرحمة ،فأنا ال أحيد
عن منهج سيدنا رسول الله عليه الصالة والسالم الذي عندما ُسِئل أصحابه فقيل كيف كان رسول الله؟ قال ما خير بين شيئين
ين}إال اختار أيسرهما :رحمة ؛ ألنه { َو َما َأ ْر َسلْنَا َك ِإ لَّا َر ْح َم ًة لِل َْعال َِم َ
فهو بدأ بهذا ليقول أنا على منهج موالي سيدنا رسول الله عليه الصالة والسالم ،وأنا على منهج الورثة المحمديين من أتباع النبي
.األمين عليه الصالة والسالم
عل َى الل َّ ِه ِخل ٍْق َج ِدي ٍد * َو َما َٰذ ِل َك َيد * ِإ ن ي َ َشْأ يُذ ِْهبْك ُْم َويَْأ ِت ب َ
اء ِإ ل َى الل ّ َ ِه ۖ َوالل ّ َ ُه ُه َو ال ْ َغ ِن ُّي ال َْح ِم َُاس َأنتُ ُم ال ْ ُف َق َر ُ َأ
ثم قال { يَا يُّ َها الن ّ ُ
فهم في ظاهرها من غير التعلم عند العلماء أنها آية تهديد َ ت
ُ اآلية وهذه } ٍ يز ز
ِ ِع
َ ب
ْأ ْأ
اء { َاس َأنتُ ُم الْفُقَ َر ُ َأ
يد } ربنا مستغني عنكم { ِإ ن يَ َش يُذ ِْهبْك ُْم َويَ ِت } يَا يُّ َها الن ّ ُ أنتم محتاجين إلى الله { َوالل َّ ُه ُه َو ال ْ َغ ِن ُّي ال َْح ِم ُ
ِخل ٍْق َج ِدي ٍد } لو ربنا سبحانه وتعالى يريد أن يفنيكم وتذهبون فال يحصل وال يكون لكم وجود ،الله قادر على هذا { َو َما َٰذلِ َك ب َ
يز } أي هذا ليس بالصعب على الله أن يفعله سبحانه وتعالى عل َى الل ّ َ ِه ب َِع ِز ٍَ
فاآلية في ظاهرها آية تهديد كما نفهم من بعض من لم يفهموا كالم الله سبحانه وتعالى الذي أنزله الله للكالم للقرآن ليخاطبنا
يعني الله سبحانه وتعالى ما مجبورية الله ومن الذي دفع الله حتى يخاطبنا ويكلمنا ويرسل إلينا؟ ال أحد فهو يقول { يَا َأيُّ َها
اء } إنما أنتم الفقراء أي بمعنى أنتم العدميون ،الفقر أي العدمية ،نحن أصلنا عدمي يعني لو نرجع للبدايات َاس َأنتُ ُم الْفُقَ َر ُ
الن ّ ُ
أصل اإلنسان ومادته الخام األصلية التي ُص ِنع منها اإلنسان هو الال شيء ،فاإلنسان لم يكن شيئا ً ،خلقنا ولم نكن شيء الله سبحانه
وتعالى فهو ي ُ َذ ِكر الله سبحانه وتعالى اإلنسان بأصله ويقول له يا إنسان أنت كنت عدمي ،كنت فقير كنت لست موجود
يد { طيب أنا اآلن عندما أرى وجودي أرى شيء موجود فهذا الشيء الموجود الذي أراه إذا لم أتعلم عن } َوالل َّ ُه ُه َو ال ْ َغ ِن ُّي ال َْح ِم ُ
الله ،سأعتقد أن هذا الشيء الموجود هو شيء قائم في ذاته يعني أنا موجود من غير تدخل الله والسبب ألني أرى لي وجود لكن
الله سبحانه وتعالى يقول يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله فأنتم أصلكم غير موجود إذا ً ما الذي يوجد هنا؟ من هو المخلوق الذي
يد } أي أنتم لستم موجودون ثم ترون أنفسكم موجودين هنا ..من هو الموجود؟ الموجود هو يوجد هنا؟ { َوالل ّ َ ُه ُه َو ال ْ َغ ِن ُّي ال َْح ِم ُ
فصرتُم موجودين ولستم أنتم تخلقون أنفسكم بأنفسكم ،فالله هو الغني ولستم أنتم الذين تُغنون أنفسكم بأنفسكم خلق الله فالله خلقكم ِ
ِخل ٍْق َج ِدي ٍد } فإن شاء الله سبحانه وتعالى أن يذهب بكم ويفنيكم عن الوجود وال يكون لكم وجود الله { ِإ ن ي َ َشْأ يُذ ِْهبْك ُْم َويَْأ ِت ب َ
قادر على هذا ،إن يشأ يذهبكم طيب ما أذهبناش الله! ما أفناناش الله سبحانه وتعالى لم يعدمنا! ،لم يرجعنا إلى العدم لماذا؟
ألنه يريدنا ..ألنه لو أراد فنائنا لما أوجدنا! فلما ربنا سبحانه وتعالى مخلينا موجودين معناها دي إشارة من الله أنه ( أنا بحبكم
أنا عايزكم ،أنتم عزيزين عليا ،أنتم أقوام خلقتهم وأحبهم )
إذا ً المحبة عند الله سبحانه وتعالى مهمة ألنه الله قاهر يعني من الذي سيقهر الله } ف ََس ْو َف يَْأ ِتي الل َّ ُه ِبقَ ْو ٍم يُ ِحبُّ ُه ْم َويُ ِحبُّون َ ُه {
سبحانه وتعالى وأستغفر الله أن يخلقنا؟ ال أحد .طيب الله خلقنا سبحانه وتعالى ،إذا ً ما معنى أنه أوجدنا وهو غير مقهور يعني ال
أحد يجبر الله سبحانه وتعالى ؛ إذا ً الله يحبنا ،ألن اإلنسان أو أي شيء يعمل ،يعمل ألجل واحد من سببين ؛ السبب األول:
يكون مدفوع وهو مقهور وواجب عليه أن يعمل الشيء فيعمل الشيء حتى العمل نذهب للعمل ألنه واجب علينا ألنه الزم أحصل
علي أن أشتغل فلذلك أنا مدفوع ..طيب ،الله سبحانه وتعالى ال َّ فلوس علشان أعين نفسي وأعيل أهلي فهذا واجب واجب
يحتاج ؛ الله هو القاهر والله هو القوي والله هو المتين فال أحد يدفع الله إذا ً هو للسبب الثاني :أن الله سبحانه وتعالى يحبنا
وأن الله سبحانه وتعالى يريدنا وأن الله سبحانه وتعالى دعانا من العدم فأوجدنا فظهرنا ألن الله يقول إيه؟ إن يشأ يذهبكم طب هو
ما أذهبناش إذا ً لم يشأ الله أن يذهبنا إذا ً هو شاء أن يوجدنا إذا ً هو شاء أن نستمر ؛ يعني يحبنا .ألنه مافيش الله مجبور ال
يوجد الله مقهور ،الله هو القاهر الله هو الذي يجبر العباد ال يوجد أحد يجبر الله سبحانه وتعالى ،فاآلية هي [ آية المحبة ]
يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ،أنتم فقراء والله غني مش محتاج لكم ،والله هو الغني الحميد ؛ الله غير محتاج لكم فلماذا
أوجدكم وهو غير مجبور على إيجادكم؟ ألنه يحبكم فهي آية المحبة
فبدأ سيدي عبد المالك الضرير بهذه اآلية ليقول لنا من بداية المناجاة "يا عباد الله يا أحباب الله هذه مناجاة تغيير المفاهيم
وهذه مناجاة البصيرة التي ستبصرون بها محبة الله سبحانه وتعالى" ،فالله سبحانه وتعالى لم يخلقكم ولم يوجدكم ألنه مجبور على
السال ِم } الله سبحانه وتعالى في القرآن ذلك بل الله أوجدكم وخلقكم ألنه يحبكم وألنه يريدكم وهو يدعوكم { َوالل َّ ُه ي َ ْد ُ
عو ِإ ل َى َد ِار َّ
يقول والله يدعوا إلى دار السالم
فمن البداية سيدي عبد المالك الضرير بدأ تبركا ً بالله بكالم الله سبحانه وتعالى ،ثم جاء لنا بآية تفهم من غير تفهيم الشيخ أنها
آية التهديد ،وعندما نسمعها من الشيخ نعرف أنها آية المحبة ،آية المحبة التي تقول لنا إطمئنوا فأنا القول ال يبدل لدي الله
سبحانه وتعالى يقول { َما يُبَ َّد ُل القول ل ََد َّي }
أحببتكم وقد أحببتك وال يبدل قولي فإن حبي لكم سرمدي أبدي دائم وعالمة أني أحبكم يا من توهمتم ويا من قالوا لكم أني ال [
أحبكم ،عالمة حبي لكم هو وجودكم! فمن إفتقد العالمة في قلبه على حبي له فلينظر إلى وجوده سيرى أنني من خلقته أحبه،
] وأنني لم أخلق إال من أريده وأنكم محظوظون وأنكم مدعوون لي وأني لست مقهور
الله سبحانه وتعالى غير مقهور والله سبحانه وتعالى غير مجبور الله سبحانه وتعالى يفعل ما يريد والله سبحانه وتعالى يقول
ختَ ُار } ،إذا ً نحن خلقنا يعني وجودنا هو بمشيئة الله يعني الله عاوزنا يعني الله سبحانه وتعالى يقول ايه اء َويَ ْ
خل ُُق َما ي َ َش ُ
{ يَ ْ
ار } ؛ مختارنا! المشيئة توجهت لنا ؛ بيحبنا ؛ عايزنا بيقول لنا على فكرة أنتم ماكنتوش ختَ ُ
اء َوي َ ْ
خل ُُق َما ي َ َش ُأكثر من كدا { ي َ ْ
سعدكم ،فمن موجودين ،وأنا بحبكم من قبل ما تكونوا موجودين ،أنا مش محتاج حبكم ،أنا غني عن حبكم ،بس أنا سأوجدكم ُأل ِ
تعسه يحتاج أن يتعرف على الله بما نقول ألن الله سبحانه وتعالى أوجدنا وقال لنا { ُه َو ٱل َّ ِذى َخل ََق ظن في مواله أنه أوجده لي ُ ِ
يع ا } يعني ربنا خالق كل حاجة في األرض لينا خلق السماوات واألرض كلها علشاننا وبعد ما ينتهي الجنس لَك ُم َّما ِفى ٱلَْأ ْر ِض َج ِم ً
!البشري الله هيُفني الكون والكون كله هيهلك
آه اذا ً نحن الكون مخلوق لينا ثم عالمات قيام الساعة ،فيأتي من ال يعرف الناس فيقول الله سبحانه وتعالى سيطبق السماء على
األرض ،نعم عندما يقبض أرواح أحبابه..فال يعود للكون أي إحتياج! فيطبق السماء على األرض ،خالص الله سبحانه وتعالى خلق
الكون علشاننا طب إحنا مش موجودين فيه؟ إنتهت ُم ِهمة الكون
فالذي يفهم عن الله ُحب الله سبحانه وتعالى له ،يفهم عن الله سبحانه وتعالى حتى عالمات قيام الساعة أنها عالمات المحبة،
!وأن الله سبحانه وتعالى يقول له هذه عالماتي لك أني ما خلقت الكون إال لك
ستأخذكم
ُ فبدأ سيدنا عبد المالك الضرير المناجاة بهذه اآلية ليقول لنا من البداية هذه مناجاة تغيير المفاهيم وهذه المناجاة هي التي
من أوهامكم إلى موالكم سبحانه وتعالى
فالمناجاة والمعاني التي نذكرها في هذه المناجاة هي عبارة عن معاني توحيدية عن الله سبحانه وتعالى لما تستقر في قلب العبد
يهدئ خاطر العبد ،وعندما تستقر في داخل العبد وفي باطنه وفي قلبه وتتفتح داخله يرتاح .وهي طريق العارفين بالله وهي طريق
األولياء وهي طريق من يريدون الراحة ،فالي عنده مشاكل في حياته أو يريد أن يتعرف على الله سبحانه وتعالى بشكل صحيح بما
.يليق لنا نحن أن نتعرف به على الله ؛ يتعرف على الله بهذه الطريقة
فالكبير الله سبحانه وتعالى هو أول من يجب التعرف عليه ،ثم بعدها نتعرف على دين الله ونتعرف على أحكام الله ،لكن
بالبداية نتعرف على الكبير يعني أولويات نتعرف على الله ،نتعرف على سيدنا رسول الله ثم نتعرف على دين الله .بركة إن
.شاء الله
شرح المناجاة الضريرية
الدرس) 2 ( :
ولكن إذا ً ما هو الغنى الموجود عند الخلق؟ لماذا نقول الله غني ونقول الخلق أغنياء؟ هم يسموها "المشاكلة" أي التشابه اللفظي
نحن أحياء بذاتنا ؛
ُ يعني كما نقول الله حي ونحن أحياء ،لكن حياتنا نحن هي من الله يعني هي َخلق الله يخلقه ؛ وليس
فحياة الله خالقة وحياتنا مخلوقة
وكذلك غنى الله فعندما نصف الله بالغني أي الله سبحانه وتعالى عنده الكثير الذي ال ينتهي الكثير األبدي الكثير األزلي ،لكن
عندما نصف المخلوق بالغني فمعناها أن الله سبحانه وتعالى أعطاه ووضعه يعني وضع الغنى عنده و جعله في محل ( الخزينة )
يعني هذا الشخص الذي نقول عليه غني هو شخص الله سبحانه وتعالى وضع عنده الغنى
فهنا سيدي عبد الملك الضرير يقول ( اللهم إنك غني ) الله غني ( ال غنى عنك ) أي إذا توجهنا لألسباب وأخذنا منها
شيء فإننا عندها نعتقد أننا اآلن عندنا مثال ً أموال أو عندنا اآلن صحة أو عندنا اآلن قوة ؛ فهذه القوة وهذه الصحة وهذه األموال
إنما هي خلقك أنت يا الله
!وليس ألننى اآلن عندي مال وعندي صحة وعندي قوة فأعتقد أنني اآلن مكتفي عن الله سبحانه وتعالى
فإني غير مكتفي عن الله ،فالذي يكتفي عن الله هو شخص أخذ من غير الله فغير الله ال زال يُعطيه
لكن الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي عن طريق الخلق والله سبحانه وتعالى هو الذي يغني عن طريق الخلق فكل
الخلق عيال الله والمخلوقات خلق اللهُ ما نأخذه من الخلق إن هو إال كما نقول خلق يعني نحن نقول
فما معنى خلق ( الله )؟ أي الله يخلقهم ؛ لذلك يحصل عند كثير من الناس َوحشة من الناس يعني يحصل عند الناس نفر من
الناس عند البعض ،لماذا؟ ألنه يظن أنه يتعامل اآلن مع مخلوق وال عالقة له بالخالق وعندما يتعامل مع هذا المخلوق فيقول أنا ال
..أريد التعامل مع الخلق ،أنا أريد التعامل مع الخالق ..أنا ال أريد التعامل مع العباد
طيب ولماذا تحصل عنده وحشة من الناس؟ ألنه يتعامل مع عبد ولم ينسبه إلى الله فيقول هؤالء عباد ،فنقول له هم عباد ( الله
الوحشة) ،لكن هذا المفهوم في البال عنده غائب ؛ فلذلك تحصل عنده َ
يقول أنا سأختلي بكهف وأنا سأذهب لمغارة وأنا سأجلس في غرفتي ألنني ال أريد أن أختلط مع الخلق ألني أريد الخالق، ..طيب
أنت عندما تركت الخلق أنت ال زلت مع الخلق ..فهذه الغرفة خلق ونفسك خلق و نفسك عبد! ،فإذا لم تر الله فظلَّت نفسك
عبد وبالضبط كما لم ترى الله سبحانه وتعالى في الخلق البقية ،في العباد البقية ،لكن عندما نتعامل مع الناس نتعامل مع عباد
الله ؛ نتعامل مع خالق الله في العباد ،فهم لم يخل ُقوا أنفسهم هم ليسوا عباد أنفسهم والخلق لم يخلقوا أنفسهم هم ليسوا خلق
ذواتهم ..الله خلقهم والعباد منسوبين إلى الله ؛ والله كرمنا ،فعندما نفصل بين العباد وبين الله سبحانه وتعالى ونقول العبد
موجود بذاته والله سبحانه وتعالى ليس هو الذي يغنيه ؛ إذا ً هنا النظرة تكون إذا أخذت من هذا العبد وإذا أخذت من هذا
المخلوق فإني آخذ من المخلوق ومن العبد ،لكن نحن نعرف أنه عبد الله ونحن نعرف أنه خلق الله ...فإذا صار في الذهن
إقتران عبد-الله ،إذا ً فنحن نأخذ من الله ؛ ألننا عرفنا أن الموجود غير موجود إال بإيجاد الله
يعني لو تخيلنا أنفسنا أو تخيلنا المخلوقات عبارة عن خزنة فاضية خزنة فارغة خزنة ليس فيها شيء ،طيب إذا ً ما هي األشياء
الموجودة في الخزنة التي أراها من لحم ودم وعظم وتفكير وغنى و مال وصحة وكل األشياء؟ ..هي أن الله يخلق داخل هذه (
الخزنة ) التي نحن نسميها ( العدم ) ،يخلق ما يريد
فإذا تعاملنا مع الخلق بهذه الطريقة وأنهم خلق الله وأنهم عباد الله عندها سنقول كما قال سيدي عبد المالك الضرير "اللهم إنك
"غني ال غنى عنك
لماذا؟ ألني ال آخذ غنى من المخلوق ألنها من ذاتية المخلوق ولكن آخذ الغنى من المخلوق كونه مصدر لعطاء الله فالله يعطيني
عن طريق المخلوق
فنحن مخلوقات نأخذ عن طريق المخلوقات والله سبحانه وتعالى يقول { ِل ّیَتّ َِخ َذ بَع ُۡض ُه ࣰض م بَعۡضـ ࣰّی ُس اخ ِۡریّ ــــ اۗ } أي سخرناكم لبعض
خـٰلِ ُق ك ّ ُِل َشیۡءۖـــ ࣲۖء } ..كل شيء ؛ يعني الغنى أي أنتم مسخرون لبعض ،ثم نقرأ في القرآن قول الله سبحانه وتعالى { ٱلل ّ َ ُه َ
مخلوق ،نعم ،الغنى من عباد الله سبحانه وتعالى فالله غني ويُغني العبد ..طيب متى سأرى أن الله يغنيني إذا لم أرى أن ما
آخذه من الخلق هو من الله؟ إذا ً ف أين غنى الله؟ إذا ً ف أين عطاء الله؟ ال بل كل ما آخذه هو من الله لكن في صور
المخلوقات
وسيدنا النبي عليه الصالة والسالم يقول "أال كل شيء ما خال الله باطل" أي كل تصور نتصور فيه أن هذا الشيء خالي من
الله ،فهذا المخلوق يعطيني من ذاته ؛ هذا تصور باطل وهذا فهم باطل! وهذا يعني إعتقاد له عالقة بالشركيه ،إعتقاد له عالقة
!بأن هناك مخلوق هناك يعطي مع الله فهو ال يحتاج الله فهو يعطي من ذاته
فنعم جعلنا بعضكم لبعض سخريا أي سخرنا بعضكم لبعض أي جعلنا بعضكم مظهر لغنى الثاني ،فالرجل مثال يتزوج والمرأة غناه ،
والمرأة تتزوج والرجل غناها ،واألب غنى اإلبن واإلبن غنى األب ..وتفاعل في الكون لذلك الكون مخلوق على التفاعل
!الكون مخلوق على األخذ باألسباب ونحن نسميه ( األخذ باألسباب ) ألن اإلنسان يأخذ ما يخلقه الله وال يخلق من نفسه السبب
ولو كنا نخلق األسباب لما فعلنا كل ما نريد ..لكن نرى العالمة الظاهرة أننا نريد شيء ثم نستطيع أن نفعله ،ثم نريد شيء
آخر ثم ال نقدر أن نفعله ..لماذا؟ ألننا ال ( نخلق ) األسباب ،نحن فقط ( نأخذ ) باألسباب التي يخلقها الله سبحانه وتعالى
غني ال غنى عنك" وهذا مبدأ إذا تعلملنا عليه أحدث لنا نظرة إلى الله سبحانه وتعالى في الباطن ؛ فتنفتح
ٌ فقال "اللهم إنك
بصائر القلب
فهو أن الله سبحانه وتعالى مثال ً أغنانى بشيء معين فأنا اآلن غني عندي أموال أو عندي صحة ،فأقول أنا اآلن غني ال أحتاج
إلى الله إلى أن تنفذ أموالي أو تنفذ صحتي ثم أذهب إلى الله ؛ فهذا بسبب أن هذا اإلنسان لم يعرف أن الله هو الذي يخلق
!األشياء لحظة بلحظة
يعني اآلن الصحة موجودة فيا ؛ هي ليست موجودة في ذاتي وموجودة ال تحتاج إلى الله ،لو كانت ال تحتاج إلي الله إذا ً فهي
اآلن لها ذات بذاتها وال تحتاج إلى خلق الله لها و صارت موجودة مع الله ،،لكن ال شيء مع الله إنما كل شيء بالله أي
محتاج إلى الله ( بالله ) أي بواسطة الله ،فالله يمدني بالصحة في كل لحظة والله يمدكم بالصحة في كل لحظة ،فإذا قطع عني إمداد الصحة
؛ ذهبت الصحة مني مباشر ًة ،إذا قطع عني امداد الحياة ؛ ذهبت عني الحياة مباشر ًة ،إذا قطع عني إمداد الخلق أي أنه يخلقنى ؛ ذهب عني
إلى العدم و الفهم واإلدراك ،ـ إذا الله سبحانه وتعالى قطع عني إمداد الفهم أى أنه يخلق الفهم فيا ؛ـ إلنقطع عنى الفهم وأصبحت ال أفهم شيء إطالقاً
فالله هو الذي يخلق كل شيء والله من أسمائه القيوم القيوم أي الذي يقوم على خلقه ،فلو كان اإلنسان ال يحتاج إلى الله ،ـ إذاً
لصار اإلنسان قيوميا ً بذاته يعني لصار اإلنسان خالقا ً لنفسه ألنه ال يحتاج هو مخلوق موجود ؛ وهذه هي الفكرة الخاطئة التي تجعل
الناس عندما يتعاملون مع الناس ينفرون من الناس ،فلماذا تحصل النفره من الناس؟ ألن اإلنسان يظن بالظن الخطأ أن هذا اإلنسان
الذي أمامه أو هذا الشيء الذي أمامه موجود ومستمر الوجود من غير الله ؛ الله خلقه ثم تركه ،ولكن هذا خطأ! ،هذا خطأ في
العقيدة ..عندما نرجع إلى األزهر الشريف وعندما نرجع إلى النصوص كلها تقول أن الله سبحانه وتعالى يخلقنا خلقا ً بعد خلق ،
وأن الله سبحانه وتعالى قيوم على خلقنا ،فأنا غني بمال أو غني بقوة هو الذي ال زال يخلقها فيا! لذلك إذا قطع عني اإلمداد
فنيت فناء الذهاب لال شيء مرة ثانية ،نرجع إلى أصلنا
غني ال غنى عنك ) ألني ال أملك الشيء بل أنت الذي الزلت تملك ٌ فإذا ً الذي هو موجود هو غنى الله ..لذلك ( اللهم إنك
.الشيء
بعض الناس يقول أنا عملت إللى عليا والباقي عائد لله ،ال! هو الله عمل فيك بك ما أراده وليس أنت عملت والباقي على الله
،هي ليست شركية مع الله؟ أبدا ً ،هو الله سبحانه وتعالى إستخدمك ثم وقف عنك األسباب ،فأنت اآلن ليس في ظاهرك أنك
،تعمل ؛ ألنك تأخذ باألسباب ال تخلق األسباب ،فاآلن أنت ليس هناك سبب وباب مفتوح لك فأنت اآلن توقفت كمظهر
وليس قبل عندما كنت تستطيع أن تعمل كان عندك قوة وكنت مع الله تعمل واآلن توقف عملك واآلن الله سيعمل أل! هو في
كل األمر من البداية للنهاية الله الذي يعمل ،الله هو الذي إستخدمك وفعل عن طريقك وبخاللك ،ذلك ما فعله ..ثم أوقفك
.كمظهر ،واآلن هو يفعل بمظهر ثاني ؛ عن طريق مظهر ثاني
غني وال غنى لي عنك أني آخذ الشيء فأعتقد أن هذا الشيء عندي بل ٌ غني ال غنى عنك ) أي اللهم إنك ٌ ف ( اللهم إنك
هو من عندك
وبعض الناس يقولون ال تنظروا إلي ما في يديكم ولكن انظروا إلى ما في يدي الله ..فيفهمها البعض ويقولون إذا ً نحن ما عندنا
يدي هو ما في يدي الله سبحانه وتعالى ) ؛ والحقيقة أن َّ في يدينا شيء وما في يدي الله شيء آخر ،والحقيقة أن ؛ ( ما في
الله سبحانه وتعالى هو المالك الحقيقي ونحن نملك بالمظهر يعني الله يجعلنا مظهر لعطائه ومظهر لفعله وليس نحن حقيقة العطاء
لذلك من مبادئ التصوف ومن مبادئ التعرف على الله سبحانه وتعالى ومبادئ العقيدة هي جملة ( ال حول وال قوة إال
بالله ) ،وليس ال حول وال قوة إال بفالن ،وال حول وال قوة إال بي ،وال حول وال قوة إال بهذا الشيء ؛ فالله سبحانه وتعالى هو
الفاعل
طيب ،هو الفاعل المطلق وال هو فاعل وأنا فاعل ؟ ..ال هو الفاعل المطلق! { ٱلل َّ ُه َخـٰلِ ُق ك ّ ُِل َشیۡءۖـــ ࣲۖء } { َوٱلل َّ ُه َخل َ َقكُمۡ َو َما
الوحشة عن الخلق وذهبت فكرة أني سأذهب و أطرق باب الله ولن أطرق أبواب ُون } فإذا إستقرت هذه الفكرة ذهبت َ
تَع َۡمل َ
الوحشة َ تحصل فال ) الله أبواب على أطرق أنا فإنما الخلق أبواب على أطرق عندما ( أني سأعرف عندها بل ، الخلق
وأستأنس بالله وأنا جالس مع الخلق ألن ( أال كل شيء ما خال الله باطل )
كل شيء ما خال الله باطل فعندما نتعامل مع الخلق فإنما نحن نتعامل مع الله سبحانه وتعالى فال تكون وحشة فالوحشة تأتي
من اإلنفصالية ..وال إنفصالية ،الخالق خالق و المخلوق مخلوق و هناك فرق بين المخلوق و الخالق ،لكن ال إنفصالية في أن
هناك إحتياج من المخلوق للخالق فإذا قلنا أن المخلوق قائم بذاته إذا ً صارت شركية ..لذلك عندما نرى أن المخلوق يستمد من
الخالق ؛ نستأنس بالمخلوق و نعرف أننا عندما نكون موجودين مع المخلوق فإننا لسنا منقطعين عن الخالق
وأن الله سبحانه وتعالى خلق اإلنس لُألنس ؛ فنأنس بهم ،فصارت في الطريقة الشاذلية أن ( خلوتنا فى جلوتنا ) أي نحن عندما
.نكون مع الخلق فإننا مع الخالق فال إنفصالية بين هذا وهذا من باب أن الله سبحانه وتعالى يؤنسنا به
.وصلى الله وسلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم أجمعين .بركة إن شاء الله
المناجاة الضريرية
الدرس) 3 ( :
وولي ال عوض منك أي يا الله ال عوض لي عنك إن أنا القيت في أحبابي اُألنس فهذا اُألنس ليس هو ُأنس مختلف عن اُألنس بك
ٌ
بل هو هذا عين اُألنس بك يا الله ؛ فأنت تؤنسنا بهم ،وأنت تتقرب إلينا عن طريقهم وأنت خلقتهم لنراك فيهم
درجة اإلحسان أن تعبد الله كأنك تراه ،فأين سترى الله سبحانه وتعالى إذا لم ترى الله في الكون فيما حولك؟ وكيف سترى الله
سبحانه وتعالى إذا لم تراه في الكون؟ فكيف سترى الله سبحانه وتعالى ؛ أن تعبد الله كأنك تراه؟ فكيف سترى الله سبحانه
وتعالى وأين سترى الله إذا لم ترى الله سبحانه وتعالى في من حولك؟
أن تعبد الله كأنك تراه ..تراه في ماذا؟ تراه في كل شيء ،تراه في كل الكون ..تنتبه إلى الله سبحانه وتعالى في كل
شيء ،تنتبه إلى جمال الله في كل شيء ؛ فكل جمال تراه عينك إن هو إال جمال الله
وتنتبه إلى جالل الله سبحانه وتعالى في كل شيء ؛ فكل شيء يعني جليل وقوي إنما هو من جالل الله سبحانه وتعالى
فالله سبحانه وتعالى له ذات وهذه الذات لها صفات أي هذه الذات لها مميزات ولها صفات تصفها ؛ فنقول الله القوي ونقول الله
اللطيف ونقول الله العليم فهذه الصفات تصف ذات الله سبحانه وتعالى ،وهذه الصفات التي هي ذات الله تخلق ألن الله
خالق .. ،فالله عليم فإذا رأينا من هو عليم فهو أثر من صفة الله العليم وليس صفة الله ألن صفة الله هي ذات الله ،ولكن
هو أثر خلقه الله سبحانه وتعالى من هذه الصفة ؛ فإذا رأينا العليم قلنا هو أثر من صفة الله العليم ،وإذا رأينا القوي قلنا هذا أثر
من صفة الله القوي ،وإذا رأينا اللطيف قلنا هذا أثر من صفة الله اللطيف ،وإذا رأينا الغنى قلنا هذا أثر من صفة الله الغني
سبحانه وتعالى
وولي ال عوض منك ) أي أني يا الله عندما أنظر إلى الخلق وعندما أنظر إلى المكونات وعندما أنظر إلى الناس، ٌ فهنا يقول (
فإني أراك يا ربي قد تجليت عليهم ؛ فأنا اآلن عندما أستأنس بهم فإنما أنا أستأنس بك ،فهم في ذاتهم عدميون ،ولكني اآلن مع
موجود ؛ فهذا الموجود هو أثر من صفاتك ،فأنت يا ربي تجليت علينا حتى تؤنسنا وأنت يا رب تجليت علينا حتى تنصرنا وأنت
يا رب تجليت علينا حتى نشعر بحنانك ،فأنت خالق ونحن مخلوقات ؛ فما نجده إن هو إال أثر منك ؛ فلذلك من أحب هذا
الكون فإنما هو يحب الله سبحانه وتعالى ألنك إذا أحببت األثر فإنما أنت أحببت أثر من جاء منه هذا األثر
فأنت عندما تحب اإلنسان فأنت ما أحببت إال خالق اإلنسان ،وأنت عندما أحببت الكون أنت ما أحببت إال ُمك َون الكون
وولي ) أي أنت يا الله قريب مني ( ال عوض منك ) أي أني عندما أرى نفسي مع ٌ فلذلك يقول سيدي عبد المالك الضرير (
شخص آخر وأقترب منه وأحبه هذا هو القرب منك وهذه هي العالقة معك
كل شيء ،فإذا قتلتم فأحسنوا ال ِقتْل َة ،وإذا ذبحتم
اإلح َسان على ّ ِ ْ ولذلك قال سيدنا النبي عليه الصالة والسالم َ ّ ":
إن الله كتب
"فأحسنوا ال َّذبح
حسن إلى ما سنقتله؟ سنحسن له ألن هذا الفعل هو عالقة مع الله سبحانه وتعالى ألننا حسن إلى ما سنذبحه وكيف سن ُ ِ فكيف سن ُ ِ
نرى الله في كل شيء ؛ أن تعبد الله كأنك تراه ،فشرع لنا سيدنا الرسول عليه الصالة والسالم أن نتخيل يعني شيء في بالنا
يسهل علينا العالقة ،لكن نتخيله من باب التواصل وليس من باب اإلعتقاد أن هذا الذي تخيلنا هو الله ،فالله سبحانه وتعالى ليس
كمثله شيء والله سبحانه وتعالى كل ما جاء ببالك فالله بخالف ذلك ،لكن هذا التخيل ي ُ َس ِهل علينا التواصل و يُ َس ِهل علينا العالقة
مع الله سبحانه وتعالى ،فقال سيدنا النبي عليه الصالة والسالم "أن تعبد الله كأنك تراه" ولذلك يقول سيدي عبد المالك الضرير
وولي ال عوض منك ) أي أنني عندما أكون مع زوجي أو زوجتي أو مع صديقي أو مع حبيبي أو مع صاحب العمل أو مع ٌ (
األجير أو مع شيخي أو مع تلميذي فإني بذلك وعندما أقترب منهم جدا ً وأحبهم جداً ،فأنا يا الله لم أعوضك فيهم يعني لم أتخذهم
بدال ً عنك ،بل إتخاذي لهم هو إتخاذ لك ؛ فأنا عندما صاحبتهم ما صاحبت إال أنت يا الله ،فأنت المتجلي عليهم ،فهم أثرك فأنت
يا الله تصحبنا في خلقك وتصحبنا عن طريق من تتجلى به علينا
وولي ال عوض منك ( ٌ فأنت الولي أي أنت القريب ،أنت القريب يا الله الذي عندما َأقترب من الخلق فإنما أنا أقترب منك )
،أنت القريب يا الله الذي قلت { َو ُه َو َم َعكُمۡ َأی َۡن َما ك ُنتُمۡۚ } ،فأنت يا الله معنا أينما كنا وكيفما كنا
فقال الله سبحانه وتعالى { َفَأیۡن َ َما تُ َولُّوا۟ َفث َّمَ َوج ُۡه ٱلل ّ َ ِهۚ } فكيف سنرى وجه الله سبحانه وتعالى ونحن أينما ولينا قلنا هذا الكون
..وحشة وهذا الكون غريب ،وهذا الكون ُمن َف ِصل عن الله سبحانه وتعالى! ،،بل نرى الله سبحانه وتعالى في كل شيء
وولي ال عوض منك ( ٌ غني ال غنى عنكٌ غني ال غنى عنك ) ألنه يرى ) اللهم إنك ٌ وهنا في البيتين أو في المقطعين ( إنك
،الله سبحانه وتعالى في كل شيء فيريدنا أن نرى الله سبحانه وتعالى في كل شيء
وولي ال عوض منك ( ٌ ألنه كلما رأى أنيسا ً له في الكون عرف أن هذا ُأنس الله له سبحانه وتعالى )
يتقرب الله سبحانه وتعالى منا في صور خلقه فيتجلى عليهم من حولنا ويتجلى عليهم فينا ،فمن يأنس بنفسه فهو ما أنس إال
بالله ومن أنس بغيره فهو ما أنس إال بالله وكما قال سيد الخلق عليه الصالة والسالم" :أال كل شيء ما خال الله باطل" ؛ فنحن إذا نظرنا للشي
عالقة له بالله إذا ً هذا باطل هذا معتقد باطل ،هذه نظرة باطلة ؛ هذا التفكير ال يوصل إلى الله سبحانه وتعالى ،بل الله سبحانه
وتعالى خلق كل شيء حتى نتواصل به مع الله ،فالله سبحانه وتعالى هو الخالق وهؤالء خلقُه فهم َخلق الله وهم عباد الله وهم
عيال الله ،وسيدنا النبي عليه الصالة والسالم عندما كان ال يلوم ،،وعندما سألوا سيدنا أنس فقالوا كيف كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ قال "لم يقل لشيء فعلته لما فعلته أو لشيء لم أفعله لما لم تفعله" ..ألنه كان يرى الله سبحانه وتعالى في كل
شيء ،فهو غير ُمنقطع عن الله
نحن ال نحتاج إلى الخلوة حتى نذهب ونجلس مع الله ؛ نحن مع الله سبحانه وتعالى في كل شيء
والر ُسل ،ثم َو ّ َرثوا هذا
ُ من ينتبه لله سبحانه وتعالى هو سيد المنتبهين هو سيدنا النبي ثم السادة المنتبهون هم ساداتنا األنبياء
فيورثوه ألتباعهم وأصحابهم َ وو َّرث سيدنا النبي عليه الصالة والسالم هذا اإلنتباه إلى الصديقين واألولياء
اإلنتباه َ
ألن من يرى الله سبحانه وتعالى فاعال ً في كل شيء وظاهرا ً في كل شيء -والله من أسمائه الظاهر ) -فالخلوة في الجلوة (
فكيف سيذهب ويعتزل حتى يرى الله وحتى يجلس مع الله وحتى يختلي مع الله؟ بل هو اآلن مختلي مع الله سبحانه وتعالى
في كل شيء ،فعندما تتغير المفاهيم نرى الله سبحانه وتعالى في كل شيء
( أن تعبد الله كأنك تراه ) فأين سأراه إذا لم يكن إال في الخلوة؟ وأين؟ وأينما تولوا فثم وجه الله ..فأين ،فأين وجه الله
الذي تكلم عنه الله؟ إذا لم نراه إال في في مغارة أو في غرفة أو أغمضنا أعيننا ثم نراه هناك فقط ؛ إذا ً ليس أينما تولوا فثم
وجه الله إذا وجه الله أي وجود الله محدود وكلهم غير الله ؛ هذا مفهوم خطأ! ،،بل الله سبحانه وتعالى تجلى على كل
شيء ،فاألنبياء كانوا مع الله في تعاملهم مع الخلق ،وكذلك ُو ّ َراث َهم يتعاملون مع الله سبحانه وتعالى في كل شيء ،فمن أراد أن
بالله أنا" ؛ فليعلم أنه ما تعامل ِ أعلمكم
يقتدي باألنبياء ،ومن أراد أن يقتدي بسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قولهَ " :
إال مع الله
كذلك كان أهل الله وهم أقل درجة من األنبياء بالتأكيد أقل درجة ،كانوا حتى الباب بعضهم ال يضرب الباب عندما يغلقه ألنه يقول
هذا مخلوق يسبح الله وهذا مخلوق قد تجلى الله سبحانه وتعالى عليه فأنا أتعامل مع الله ،إن الله قد كتب اإلحسان على كل
شيء ؛ فأنا عندما أتعامل مع الباب أتعامل مع الله وعندما أتعامل مع والدي ووالدتي وشيخي أتعامل مع الله ،وعندما أتعامل مع
إبني و أجيري ومن هو أقل مني فأنا أتعامل مع الله
ولذلك هذا هو عالج التكبر ..من أراد أن يعالج مرض الكبر عنده فال يحتاج إلى أن يذهب فينظف الحمامات أو يذهب فيرتب
األحذية ،لكن هو يجب أن يذهب فيصحح المفاهيم ؛ فإذا رأى الله سبحانه وتعالى بكل شيء لم يتكبر على مواله سبحانه وتعالى
وخرج من مرض الكبر مباشر ًة عند إعتقاده بهذا اإلعتقاد فال يتسلل مرض الكبر مرة ثانية إلى قلبه أبدا ً ألنه اآلن يتعامل مع مواله
فكيف سيتواضع؟ أي كيف سينزل درجة للذي أمامه -للمخلوق الذي أمامه -وهو يرى الله سبحانه وتعالى به ،بل هو أعلى
منه ؛ ألنه يرى خلق الله سبحانه وتعالى فال يحتاج إلى أن يتواضع ألنه أصال ً يرى ( الكبير ) ،فهو ال يحتاج إلى أن ينزل ألنه
!أصال ً لم يصعد
!فهذا هو عالج مرض الكبر أن أرى الله و أتعامل مع الله سبحانه وتعالى في كل شيء ..في كل شيء
{ ؛ إذا ً أنت تتفاعل مع الله في كل لحظة ألننا تعلمنا في الدرس السابق أن الله يجدد الخلق } ٱلل ّ َ ُه َخـٰلِ ُق ك ّ ُِل َشیۡءۖـــ ࣲۖء
لحظة بلحظة وليس الله خلق الشيء ثم هذا الشيء مستقر في وجوده بل هذا الشيء ممسوك بقبضة إيجاد الله سبحانه وتعالى له
!في كل لحظة
وصرنا نرى الله سبحانه فالله يوجد الخلق في كل لحظة ؛ فنحن نتعامل مع خلق الله دائما ً ،فاآلن إذا نظرنا تغير المفهوم ِ
وتعالى يخلق األشياء التي معنا والتي أمامنا والتي فينا لحظة بلحظة ؛ فنحن نتعامل مع الله سبحانه وتعالى
ضوء على الحائط فإنما يضرب هذا الحائط هو ضوء ،فإذا قطعت هذا الضوء وأغلقت ً كالضوء الذي تُ ِسلِطه على الحائط إذا سلطت
هذا الضوء فال يوجد ضوء هناك فهذا الضوء يمد هذا الحائط بالنور كل لحظة
وكذلك َخلقَنا ،الله سبحانه وتعالى يخلقنا في كل لحظة ،كمثل شاشة التلفاز أو كمثل شاشة التليفون أو كمثل شاشة الكمبيوتر
الحاسوب إذا كان هناك كهرباء وطاقة فأنت ترى وإذا لم يكن هناك طاقة في كل لحظة تأتي لهذه الشاشة فال يوجد هناك صورة،
نفس الشيء بالضبط َخلقَنا
فالذي يتعامل مع الخلق بهذه الصورة وهي صورة الوراثة المحمدية سيحترم كل شيء وسيتعامل مع الله سبحانه وتعالى بكل
شيء
وولي ال عوض منك ) فهو ال يقول أنا اآلن ٌ غني ال غنى عنكٌ لذلك قال سيدي عبد المالك الضرير في المقطعين ( اللهم إنك
مع غير الله ويجب أن أرجع لله ،وأنا اآلن معتمد على مافي يدي وسوف ال أعتمد عليه ثم أعتمد على ما في يد الله ،بل هو
يعلم أن ما في يده هو نفسه ما في يد الله! ويعلم أن من أحبه قلبه هو نفسه حبه لله سبحانه وتعالى! فيصير يحب الخلق
أضعافا ً مضاعفة وال يخاف من إعتقاد أنه أحب غير الله ؛ بل أنت ما أحببت إال الله
" وكما قال شيخي سيدي محمد عوض المنقوش" :أحب من تشاء كيفما تشاء ،فأنت والله ما أحببت إال الله
.بركة إن شاء الله
المناجاة الضريرية
الدرس) 4 ( :
وهناك اإلذن وهو أنه سيدنا النبي عليه الصالة والسالم لما جلسوا له الصحابة و أخذوا العلم هم أخذوه ألنفسهم ثم بعدها سيدنا
لبعض من الصحابة الذي ارتآهم مناسبين لنقل هذا العلم ونقل هذا الدين للذين بعدهم فَأ ِذ َن لهم بإعطاء هذا الشيء و ٍ النبي َأ ِذ َن
وإذن
ُ اعیًا ِإ ل َى ٱلل َّ ِه ِبِإذۡ ِن ِه } فالدعوة إلي الله ال تكون إال بإذن الله
اإلذن موجود في القرءان حيث يقول الله سبحانه وتعالي { َو َد ِ
عط ي لسيدنا النبي ثم سيدنا النبي يعطي هذا اإلذن لمن يرتئيهم مناسبين لهذه المهمة أي هم قد أخذوا وتشبعوا من هذه الله قد ُأ ِ
المعارف وأصبحت بين شحمهم ولحمهم وفي دمهم ثم هم عندما يتلفظون بها يعطوها لمن بعدهم بنور اإلذن وليس فقط كلمات ؛
فنور اإلذن يفعل في باطن اإلنسان وفي باطن المريد وفي باطن التلميذ ما الله به عليم
فسيدنا النبي عليه الصالة والسالم بعد أن جلسوا إليه أسيادنا الصحابة أ ِذن لبعضهم وسادتنا الصحابة كان عددهم مائة وأربعة وعشرين
،ألف صحابي
مأذون منهم أن ينقلوا هذا العلم؟ وكم كانوا فقط من العلماء؟ عشرين صحابي فقط ٌ كم
وغيرهم كلهم لم يتكلم في دين الله وإنما كان يقول فقط أنقل عن سيدنا النبي ما قاله يعني سيدنا النبي تكلم بشئ فقال أنا
سمعت النبي قال كذا لكن بقية العشرين شخص يعلمون الناس فهم في مقام التعليم كسيدنا مثال ً ابن عباس وسيدنا علي ابن أبي
طالب وغيرهم رضي الله عنهم و أرضاهم
جرة وأن يكون ّ ؛ فيجب أن يكون في المعلم سند أي هو جلس إلي شيخ ُمسنَد أي شيخه أيضا ً جلس إلي شيخه المسند وهل ُّمَ
شيخه قد أذن له و أعطاه اإلذن بأن ي ُ َعلِم الناس وبأن يأخذ بأيدي الناس إلي الله سبحانه وتعالي بالعلم الذي كان يدرسه فيه
درس التصوف درس الطريق إلي الله وال يجوز له أن يُ ِ ّ فمثال ً الذي درس علوم العقليات وعلوم أصول الفقه ال يجوز له أن ي ُ ِ ّ
الم َربّي ال يجوز له أن يتكلم في أصول الفقه فكل شخص يتكلم فيما عرف الناس علي الله يسموه ُ درس أو ي ُ ِ ّ
الم َربّي الذي يُ ِ ّ
وكذلك ُ
ُأ ِذ َن له فيه وما لم يؤذن له فيه ال يتكلم
فسيدنا عبدالمالك الضرير عندما نأخذ منه كالما ً نحن نأخذ من شخص موثوق وشخص مأذون له فهو يختصر لنا في كالمه وفي
ألفاظه الشريفة القرآن والسنة وشرح القرآن والسنة ،فنحن نشرح هذا ؛ فعندما نشرح هذه األلفاظ الكريمة الشريفة نحن نُبيِّن ما
المطلوب منّا أن نعتقده بالله سبحانه وتعالي وما الذي يجب أن يكون عندنا من البديهيات ؛ يعني أشياء في داخلنا ال جدال فيها
.ال نقاش فيها أشياء نعتقدها ونمضي فيها إلي الله سبحانه وتعالي
ألن فقال ( و ِم ٌ
فضال بال سبب ) أي الله يعطي سبحانه وتعالي من غير سبب منّا ،فالله سبحانه وتعالي عندما يعطي يعطي ّ
ألن الله يحيينا
أن صفته هو الحياة فالله حي ألنه حي ونحن أحياء ّ
صفته هو العطاء كما ّ
فعل منّا ومن غير أن نكون نحن مستحقين لهذا العطاء
ٍ فالله ( ِم ٌ
فضال بال سبب ) أي الله سبحانه وتعالي يعطي من غير
فضال بال سبب ) أي يا من إعتقدت أن عطاء الله سبحانه وتعالي لك بسببك أنت أو ولذلك قول سيدنا عبدالمالك الضرير ( و ِم ٌ
بسبب فعلك أو أنك يجب أن تبدأ فيتبع عطاء الله فعلك هذا معتق ٌد باطل وهذا معتق ٌد خاطئ وهذا معتق ٌد فيه ِشركي ٌة مع الله أي
!أنني إن لم أفعل الله لن يفعل
أين اسم الله [ البادئ] ؟ َ !إذا ً فأين اسم الله [ األول ] ؟ و
الله سبحانه وتعالي هو [ القهار ] فكيف سنقهر الله ونقول نحن عملنا العمل ويجب أن يعطينا الله ، ..أو نقول الله ال يعطي
حتي نفعل نحن ، ..إذا ً فأين القهار الذي يقهر الخلق بعطائه فيعطيهم العطاء قهرا ً عليهم؟
أليس الله سبحانه وتعالي هو الذي بدأنا فجذبنا و أخرجنا من العدم فقهرنا أال نكون عدما ً فنكون وجودا ً والقهار أيضا ً يبدئنا ويعطينا
!من غير أن نكون قد فعلنا شيء فما الذي فعلناه ونحن كنّا في العدم؟ ال شئ ..فالعدم ال ِفعل له
وما زلنا عدم فما نحن فينا وما نحن يخرج منّا إن هو إال خلق الله ليس خلقنا نحن ؛ { َوٱلل ّ َ ُه َخلَقَكُمۡ َو َما تَع َۡمل َ
ُون }
أنت الذي إن لم تفعل َ فضال بال سبب ) أي إهدأ وال تفك ّر أنك أنت الذي تفعل وال تفك ّر أنك إذا ً فعندما نتعلم أن الله ( ِم ٌ
!الشئ لن يأتيك من الله بعده شئ ..فأنت ال تخلق عمل الله و أنت عبد
الله سبحانه وتعالي ال يحتاج إليك حتي يفعل بل هو يفعل من عنده وهو يتصرف من عنده [ ،الواحد األحد ] الذي هو يفعل والذي هو يقوم ع
ال أو قد طلب طلباً والذي هو يبدئهم فيعطيهم ،ـ فالله سبحانه وتعالي من أسمائه [ الوهاب ] والوهاب يعطي من غير أن يكون من أمامه قد فعل فع ً
والله سبحانه وتعالي [ الجواد ] ،والجواد هو الذي يعطي من غير أن يكون الذي أمامه قد فعل فعال ً أو طلب طلبا ً ويكون
أيضا ً غير مستحق
الجواد
ّ الجواد؟ إذا ً نحن عطلنا اسم الله
ّ فإذا ً إذا قولنا الله ال يعطي إال إذا نحن فعلنا أو طلبنا أو دعينا الله فإذا ً أين اسم الله
فعل ومن غير أن يكون للعبدٌ فضال بال سبب ؛ الله يعطي من غير أن يكون للعبد سبحانه وتعالي ،بل الله سبحانه وتعالي ِم ً
مشارك ٌة مع الله ؛ فال شريك لله
فأمر الله قد أتي ثم قال { َفل َا
ُ والله سبحانه وتعالي ال ينتظر فعلنا حتي يفعل بل الله سبحانه وتعالي قال { َأتَ ٰىۤ َأم ُۡر ٱلل ّ َ ِه }
ُوهۚ } ألنكم موجودون في الزمان والله غير موجود في الزمان وهذا يُطمئننا مع الله سبحانه وتعالي ألن من يكون مقهور تَسۡتَعۡجِ ل ُ
بالزمان يريد أن يفعل حتي يُل ِ َّح ق ويتدارك األمر لكن الله هو القاهر للزمان وهو الخالق للزمان فكان الله ولم يكن شئ معه ،ولم
ألن الله غير مستعجل أن يعطينا زمان معه فعندما نعلم هذا عن الله سبحانه وتعالي نعلم أن ذواتنا ووجودنا في أمان ّ ٌ يكن
فيعطينا كل شئ بوقته المناسب ويعطينا كل شئ حتى ننتفع به وليس هناك كرعوناتنا نحن
فالله سبحانه وتعالي [ حكيم ] والله سبحانه وتعالى [ خبير ] يعرف سبحانه وتعالى متى يعطي و كم يعطي و أين يعطي و
لمن يعطي العطاء حتي يكون كل شئ بمقدار
ٌ
مفضال بال سبب ) أي ال تعتقد أن عطاء الله محتاج لعطائك وأن الله سبحانه وتعالي ال فيقول سيدي عبدالمالك الضرير ( و
إحتياج لك
ٍ غير من ويعطي فعلت قد تكون أن غير من يعطي وتعالي سبحانه الله بل أنت فعلت يفعل إال إذا
سبب يسبق فعله سبحانه وتعالي ؛ بل هو الذي يخلق األسباب ويخلق بعدها النتائج ،وهو الذي يخلق األسباب ٍ ويعطي من غير
وقد ال يخلق بعدها النتائج ،وهو الذي يخلق النتائج وقد تكون بال سبب ،وقد يخلق أسبابا ً فيعطي نتائج بعكسها ؛ فال نحصر
ألن حصرنا لله بأن الله يعطي فقط بعد أن نفعل هذا معناه أن الله مقهور وأن الله سبحانه وتعالي غير قادر على العطاء إالاللهّ ،
!إذا نحن فعلنا فنحن صرنا قاهرين لله وحاشا لله
فضال بال سبب ) فعندما يعتقد الشخص أن ربه ِمفضاال ً بال سبب ال يحمل هم ال ِفعل ؛ هو فيقول سيدي عبدالمالك الضرير ( و ِم ٌ
يفعل لكن ليس ألن فعله فيه تأثير لكن هو يفعل عبودية لله سبحانه وتعالى ويقول في باطنه دائما ً الله سبحانه وتعالى سيعطي
إن فعلت و إن لم أفعل
فضال بال سبب ) ،فالله هو الحاكم والله هو القاهر والله هو المسيطر والله سبحانه وتعالى هو المهيمن الله سبحانه وتعالى ( ِم ٌ
وكما يقول سيدي محمد عوض المنقوش :الله -أستغفر الله -ليس كتليفون العملة نضع المال و نضع النقود في التليفون فيعمل
التليفون و إذا لم نضع المال في التليفون ال يعمل التليفون ،فالله سبحانه وتعالى ليس كذلك بل الله هو البادئ
الله سبحانه وتعالى -أستغفر الله -ليس كالسيارة نضع فيها بنزين فإذا لم نضع فيها بنزين ال تشتغل وال تعمل وال تروح وال تجيء
وال لها وجود ،بل الله هـو الذي له الوجود وهو الذي له ال ِفعل ونحن أعمالنا ليست بنزين ووقود -أستغفر الله -لله حتى يعمل
جواد يهب الشيء من ّ بل الله سبحانه وتعالي صمد والله سبحانه وتعالى وهاب يهب الشئ من قبل السؤال ،الله سبحانه وتعالى
وهاب الله رزاق الله ّ قبل أن نسأل ومن قبل أن نكون ُم ستحقين له فهو يعاملنا بصفاته لذلك علمنا صفاته فقال [ الله كريم الله ّ
جواد الله معطي ،فإذا ً أين األسماء؟ والله األول والله البادئ ] فإذا ً أين هذه األسماء كلها ..هذه السبع أسماء إذا كان الله ّ
يحتاجنا حتي يفعل بل الله هو البادئ وهو الذي يفعل وهو ال يحتاج إلى فعلنا ،فالله عندما يفعل يفعل هو و إذا كنّا فعلنا ثم
ألن الله أراد هذا وليس ألننا نحن أثّرنا على الله سبحانه بل الله سبحانه وتعالى يخلق ما فينا ويخلقنا ٌ
فعل فهذا ّ ظهر بعد فعلنا
ُون }نحن ويخلق أعمالنا { َوٱلل َّ ُه َخلَقَكُمۡ َو َما تَع َۡمل َ
فضال بال سبب ) فإذا إعتقدنا بهذا ارتاح الباطن وقولنا الله ال يحتاجنا والله هو الذي يفعل ( والله ِم ً
.بركة إن شاء الله