Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫أ‪.‬د‪ .

‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي‬


‫مركز بحوث الحوزة والجامعة‬
‫م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬
‫طالب دكتوراه في االقتصاد ‪ ,‬جامعة املصطفى‬
‫العاملية – الجمهورية االسالمية االيرانية‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

:‫المستخلص‬
‫لقد تدهور االقتصاد الكلي في العراق في حقبة التسعينات بسبب الحصار االقتصادي المفروض عليه‬
،‫ وتال ذلك الحرب االمريكية البريطانية‬، 1990 ‫من االمم المتحدة بسبب حرب الخليج الثانية عام‬
‫ مما الحق أضرًار بالغة في االقتصاد العراقي تمثلت بت ارجع االداء االقتصادي‬،2003 ‫واحتالل العراق عام‬
.‫تزيد عجز الموازنة‬
‫ وضعف مرونة الجهاز اإلنتاجي ومن ثم ا‬،‫بشكل عام‬
‫ االمر الذي يتطلب وضع حلول ومعالجات لهذه‬،‫وقد ادى ذلك الى شيوع ظاهرة الفساد في االقتصاد‬
‫الظاهرة متمثلة باستخدام ادوات السياسة المالية التي اذا تم استخدامها استخداماً امثل ستعزز من قوة‬
.ً‫االقتصاد الوطني في اطار التحديات الكبيرة التي يواجهها داخلياً وخارجيا‬
.‫ الفساد‬,‫ السياسة المالية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
The macroeconomic crisis in Iraq deteriorated in the 1990s due to the
economic embargo imposed by the United Nations because of the Second Gulf
War in 1990, followed by the American-British war and the occupation of Iraq
in 2003, which caused great damage to the Iraqi economy. The productive
apparatus and thus increasing the budget deficit.
This has led to the widespread phenomenon of corruption in the economy,
which requires the development of solutions and treatments for this
phenomenon, using financial policy tools that, if used optimally, will strengthen
the strength of the national economy in the framework of the major challenges
faced internally and externally.
Keywords: Fiscal policy, corruption.

116
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫شهد االقتصاد العراقي موجات من الفساد ظهرت بشكل ملفت للنظر في ثمانينات من القرن العشرين‬
‫واشتدت درجاتها في التسعينيات منه اثر العقوبات االقتصادية التي فرضت على العراق ‪ ،‬والتي انخفضت‬
‫فيه المستويات المعيشية للمواطنين والموظفين بشكل كبير جدا اجبرت بعض ضعاف النفوس الى اللجوء‬
‫الى ممارسة الفساد من اجل تغطية النفقات االعتيادية لحياتهم‪ ,‬كما عمل الفساد على تشويه التجارة‬
‫على المستوى الدولي كاإلتجار‬ ‫المنظمة‬ ‫الدولية والتدفقات االستثمارية‪ ,‬وسهل أنشطة الجريمة‬
‫بالمخدرات وغسيل االموال ‪.‬‬

‫وبعد عام ‪ 2003‬اصبح الفساد ظاهرة اعتيادية تمارسها الدرجات العليا في السلطات الحكومية‬
‫واالحزاب السياسية وظهرت مافيات كبرى تتعاطى الفساد وتستند الى قوة السلطة واالحزاب وانعدام سلطة‬
‫القانون وضعف االدوار التي تمارسها الجهات الرقابية كديوان الرقابة المالية و هيئة النزاهة ومكاتب‬
‫المفتشين العموميين‪ ،‬رغم اعالن الحكومات المتعاقبة بمحاربتها للفساد اال ان بعضها كان مجرد اعالن‬
‫والبعض االخر اصطدم بقوة المفسدين وسلطاتهم المستندة الى قوة احزابهم وارتباطهم سلسلة قوية من‬
‫المفسدين الذين يتستر بعضهم على االخر ‪ ،‬وتعمل الحكومة الحالية على محاربة الفساد بغية القضاء‬
‫عليه رغم انه يحتاج الى فترة قد يطول امدها ‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪ :‬ان الفساد يؤدي الى هدر وضياع كبير في الموارد االقتصادية‪ ،‬ويضعف من امكانية‬
‫التخصيص االمثل لها ‪ ،‬ومن ثم يؤدي الى عرقلة خطط التنمية االقتصادية وضياع فرص النمو‬
‫االقتصادي‪ ,‬فضالً عن عقبة اما عمل السياسة المالية للدولة ‪.‬‬

‫اهمية البحث‪ :‬تنبع اهمية البحث من كونه يتطرق لظاهرة اقتصادية سلبية مستشريه تركت اثارها السيئة‬
‫على االقتصاد العراقي وسياسته المالية ومن ثم يتوجب على الدولة بكافة مكوناتها ان تحارب الفساد‬
‫وتتخلص منه للوصول الى االستغالل االمثل للموارد وتحقيق سياسة مالية ذات كفاءة عالية‪.‬‬

‫فرضية البحث‪ :‬يستند البحث الى الفرضية القائلة ( ان الفساد له تأثير كبير في تطبيق السياسة المالية‬
‫وأدواتها لذا يجب محاربته حكوميا ومجتمعيا للتعزيز من قوة االقتصاد لدفع بعجلة التنمية االقتصادية)‪.‬‬

‫هدف البحث‪ :‬يهدف البحث الى دراسة مفهوم الفساد والسياسة المالية والعالقة بينهما والوقوف على اسباب‬
‫الفساد ووضع الحلول المناسبة للقضاء عليه ‪.‬‬

‫منهجية البحث‪ :‬اعتمد الباحث على االسلوب االستقرائي عن طريق استخدام التحليل النظري المبني على‬
‫مراجعة مؤشرات الفساد واثرها على السياسة المالية في االقتصاد العراقي ‪.‬‬

‫‪117‬‬

‫‪117‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫هيكلية البحث‪ :‬عن طريق دراسة مشكلة البحث واسبابه فقد تم تحديد هدفا للبحث من اجل التحقق من‬
‫صحة فرضيته ‪ ،‬لذا فان البحث جاء بثالثة مباحث رئيسيه‪:‬‬

‫تناول المبحث االول االطار المفاهيمي للفساد وتطرق الى اسبابه واهم مؤشراته واثاره ‪ .‬في حين تطرق‪،‬‬
‫المبحث الثاني االثار االقتصادية واالجتماعية للفساد االقتصادي‪ .‬وركز المبحث الثالث‬

‫على اسباب الفساد االقتصادي في العراق واهم مؤشراته وآليات محاربته‪ ،‬واخي اًر اختتم البحث بعدد من‬
‫االستنتاجات والتوصيات‪.‬‬

‫‪ .1‬دراسة علي يحيى العلكي " اثر السياسة المالية والنقدية على التضخم في االقتصاد‪ " 2012،‬توصل‬
‫الباحث الى ان السياسة المالية تهيمن على السياسة النقدية وذلك من حيث قيام األخيرة بتغطية عجز‬
‫الموازنة العامة عن طريق االصدار النقدي والذي بدروه أدى الى توسع حجم الكتلة النقدية مما دفع‬
‫االقتصاد نحو مزيد من التضخم‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة عاتق سالم جابر ‪ ":‬اتجاهات السياسة المالية والنقدية في االقتصاد اليمني في ظل برنامج‬
‫االصالح االقتصادي‪ "2005،‬أوضحت الدراسة بأن توجهات السياسة المالية في اطار برنامج االصالح‬
‫االقتصادي قد تركزت في خفض عجز الموازنة والتحول عن التمويل التضخمي لتمويل العجز الى تمويل‬
‫غير تضخمي‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة محسن حسين صالح ‪ ":‬دور السياسة المالية في التنمية االقتصادية‪ " 2014 ،‬توصل الباحث‬
‫الى ان السياسة المالية لم تحقق هدفها االقتصادي في تحقيق التنمية‪ ،‬اذ لم تسهم بأي دور يذكر لحل‬
‫مشكلة االرتفاع المستمر في المستوى العام لالسعار‪ ،‬كما انها لم تؤد الى تحقيق التوازن االجتماعي‬
‫ألفتقارها للعدالة الضريبية‪.‬‬
‫‪ .4‬سعدية ومنال "السياسة المالية ودورها في تفعيل االستثمار المحلي دراسة حالة – الجزائر ‪-2001‬‬
‫‪ "2013‬سنتناول في هذا البحث ثالثة فصول حيث سندرس في الفصل األول السياسة المالية ودورها في‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬أما الفصل الثاني االستثمار وعالقته بالسياسة المالية‪ ،‬وأخي ار الفصل الثالث عبارة‬
‫عن دراسة حالة فيما يتعلق باتجاهات السياسة المالية في الجزائر وأثرها على االستثمار المحلي‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫المبحث االول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للفساد وأهم مؤشراته‬

‫اوال‪ :‬مفهوم الفساد‪ :‬تعددت التعريفات التي أطلقت لتوضيح معنى الفساد ‪ ،‬هناك من اعتبره قصور قيمي‬
‫عند األفراد‪ ،‬وهناك من يراه على أنه سلوك منحرف عن الواجبات الرسمية و البعض اآلخر يجده اساءة‬
‫في استعمال السلطة وعليه يتوجب علينا تحديد معنى االصطالحات المستخدمة حتى ينحصر الجدل في‬
‫استناد إلى ذلك يمكن تعريف الفساد لغة و اصطالحا‪ ,‬ان الفساد في معاجم اللغة هو‬
‫ً‬ ‫اطاره الموضوعي و‬
‫في األصل "فسد" ضد صلح و الفساد لغة البطالن‪ ،‬فيقال فسد الشيء أي بطل واضمحل وتلف و خروج‬
‫الشيء عن االعتدال و نقيضه الصالح ‪.‬‬
‫في حين ان الفساد اصطالحا هو سوء استغالل السلطة العامة لتحقيق المكاسب الخاصة تتحقق حينما‬
‫يتقبل الموظف الرسمي الرشوة أو يطلبها أو يستخدمها أو يبتزها‪ ،‬و هذا ما اتفق عليه كل من تعريف البنك‬
‫الدولي وصندوق النقد الدولي بتقريره لسنة ‪(.1996‬الدليمي‪)39:1999,‬‬
‫مما سبق يمكننا تعريف ظاهرة الفساد اإلداري على أنها "ظاهرة سلبية تتفشى داخل األجهزة اإلدارية ‪،‬‬
‫لها أشكال عديدة تتحدد نتيجة للثقافة السائدة في المجتمع و المؤسسة مقرونة بمظاهر متنوعة كالرشوة‬
‫وعالقات القرابة و الوساطة و الصداقة ‪ ،‬تنشأ بفعل مسببات مختلفة هدفها إحداث انحراف في المسار‬
‫تحديد‬ ‫الصحيح للجهاز اإلداري لتحقيق أهداف غير مشروعة فردية أو جماعية ومنه باستطاعتنا‬
‫خصائص ظاهرة الفساد اإلداري على النحو االتي‪( :‬البديري‪)6 :2008 ,‬‬
‫والمعايير‬ ‫• ظاهرة سيئة تؤدي الى إساءة استعمال السلطة الرسمية و مخالفة األنظمة و القوانين‬
‫األخالقية‪.‬‬
‫• ظاهرة تؤثر على أهداف المصلحة العامة نتيجة لتأثيرها السلبي في النظام اإلداري‪.‬‬
‫• ظاهرة تنتج عنها انحرافات سلبية و تتولد عنها اف ارزات سلبية على النظام اإلداري قد يتحمل أعباؤها‬
‫الموظفون و الجمهور‪.‬‬
‫• ظاهرة سلبية قد تحدث بشكل فردي أو جماعي‪.‬‬
‫• ظاهرة تهدف الى إحداث االنحراف في المسار الصحيح للنظام اإلداري لتحقيق أغراض غير مشروعة‬
‫‪.‬‬
‫• ظاهرة تنتج عنها عوائد غير شرعية للشخص الذي يمارسها و ليس بالضرورة أن تكون هذه العوائد‬
‫مالية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬عوامل تفشي ظاهرة الفساد ‪ :‬يتوضح جليا من خالل الفساد والصور التي يأخذها كل نوع ‪،‬‬
‫استغالل الموظف العام لموقع عمله و صالحيته للحصول على كسب غير مشروع أو منافع شخصية‬
‫يتعذر تحقيقها بطرق شرعية أو أنه سلوك غير رسمي وغير شرعي تفرضه ظروف معينة تحكمها مجموعة‬

‫‪119‬‬

‫‪119‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫عوامل متداخلة تتفاعل بصورة مباشرة و غير مباشرة تساعد على تفشي ظاهرة الفساد اإلداري بسرعة‪،‬‬
‫وهذه العوامل تشمل االتي‪)Hill,2006:78 (:‬‬
‫العوامل السياسية ‪ :‬تؤدي هذه العوامل الى خلق ظاهرة الفساد و ذلك انطالقا من فساد النظام‬ ‫•‬
‫السياسي أو المتسلط و خالصة تلك العوامل تالحظ عن طريق تدخل النخب و األحزاب في عمل وأجهزة‬
‫الدولة‪.‬‬
‫العوامل اإلقتصادية ‪ :‬سوء التخطيط لعملية التنمية اإلقتصادية وفقا ألسس علمية و غياب دراسة‬ ‫•‬
‫الجدوى ألغلب المشروعات و سوء توزيع الثروة و تدني مستوى الدخل الفردي‪.‬‬
‫العوامل اإلجتماعية و الثقافية ‪ :‬كثي ار ما يشكل اإليمان بالقيم اإلجتماعية عائقا في بناء األنظمة‬ ‫•‬
‫و األجهزة اإلدارية المتطورة مثل الوالء للعشيرة و الطائفة و ضعف الوالء للوطن كل ذلك يتسبب‬
‫بممارسات غير عادلة و غير أخالقية مثل ‪ :‬المحاباة في إنجاز األعمال و التفرقة في تقديم الخدمة لألفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬ومن المعلوم أن إنعدام المساواة اإلجتماعية هي سمة بارزة في مجتمعات العالم الثالث ناجمة‬
‫بطبيعتها عن التخلف الثقافي و تدني مستوى التعليم ‪.‬‬
‫• العوامل التنظيمية اإلدارية ‪ :‬يكون ذلك بتشخيص األنظمة المركزية و البيروقراطية المفرطة و ضعف‬
‫أجهزة الرقابة و فسادها و تخلف اإلجراءات اإلدارية و عدم مواكبتها لروح العصر و حاجات المجتمع‬
‫فضال عن ضعف سياسات التوظيف و فسادها و عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب‪.‬‬
‫• عوامل خارجية ‪ :‬أو ما يصطلح عليه بالفساد العابر للحدود و قد شهدت اآلونة األخيرة شيوع مثل هذه‬
‫الظاهرة على نحو واسع من خالل دخول الشركات األجنبية السرية منها و العلنية على خط األحداث في‬
‫بعض الدول العربية‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬أهم مؤشرات الفساد‪ :‬يعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي اقتصاد داللة على تدني الرقابة الحكومية‪،‬‬
‫وضعف القانون‪ ،‬وغياب التشريعات‪ ،‬وقد ينشط الفساد نتيجة لغياب المعايير واألسس التنظيمية والقانونية‬
‫وتطبيقها‪ ،‬وسيادة مبدأ الفردية بما يؤدي إلى استغالل الوظيفة العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق‬
‫مصالح فردية أو اجمالية على حساب الدور األساسي للجهاز الحكومي ‪ ،‬بما يلغي مبدأ العدالة وتكافؤ‬
‫الفرص‪ ،‬والجدارة‪ ،‬والكفاءة‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬في شغل الوظائف العامة ‪.‬‬

‫اما المقاييس التي يمكن ان نؤشر فيها وصول بلد ما الى انتهاج ظاهرة الفساد من عدمها ‪ ،‬فان‬
‫هناك عدة طرق يمكن استخدامها بشكل غير مباشر للكشف عن الفساد ومدى تفشيه في المجتمعات‬
‫والمؤسسات‪ ،‬وبالنظر إلى تعدد الممارسات الفاسدة تعتمد طرق الكشف عن الفساد على مصادر متعددة‬
‫منها ‪ :‬الصحف والمجالت وشبكات االنترنت ودراسة حاالت من اإلدارات التي يحتمل استشراء الفساد‬

‫‪120‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫فيها كإدارة الكمارك والشرطة‪ ،‬إلى جانب االستبانات العامة والتقارير واالحصاءات الصادرة عن المنظمات‬
‫والمؤسسات الدولية واالقليمية‪ ,‬وقد أنشأت منظمة الشفافية الدولية )‪)Transparency International‬‬
‫مؤشر دوليا لقياس الفساد ‪ -‬وتعده كل خمس سنوات‪ -‬يسمى (الرقم القياسي للشفافية الدولية)‬
‫ًا‬ ‫في برلين‬
‫يساعد المستثمرين األجانب على معرفة مدى تفشي الفساد في الدول المختلفة ‪ ،‬إذ يمنح خبراء المنظمة‬
‫كل دولة درجة تتراوح (‪ ) 10 -1‬درجات؛ بمعنى أن الدولة إذا حصلت على تقدير ‪ 10‬درجات فهذا يعني‬
‫تماما من عمليات الفساد‪ ،‬أما الدولة التي تحصل على تقدير أقل من خمس درجات‬
‫أن هذه الدولة نظيفة ً‬
‫وبناء على استطالع‬
‫ً‬ ‫فهذا يعني أن جميع األعمال والصفقات في هذه الدولة خاضعة للفساد والرشوة‪،‬‬
‫مؤشرات الفساد الذي أجرته المنظمة في عام ‪ 2003‬غطى هذا المؤشر ‪133‬دولة ‪،‬حصلت ‪ 70‬منها‬
‫فساد ‪ ،‬أما‬
‫ً‬ ‫فعدت أكثر الدول‬
‫على أقل من خمس درجات ‪ ،‬وجاءت الدول النامية في المراكز األخيرة‪ّ ،‬‬
‫على مستوى الدول العربية‪ ،‬فان الوضع لم يتحسن في كثير منها منذ عام ‪ ،1985‬بل على العكس قد‬
‫حدث تراجع في البعض منها(بحيت‪.)7 :2012 ,‬‬

‫ورغم ان الكثير من حاالت الفساد تتم بشكل سري وباتفاقات مخفية للحيلولة دون وقوع المفسدين تحت‬
‫المسائلة القانونية واالخالقية واالجتماعية ‪ ،‬اال ان الحكومات والمجتمع الدولي اسست مجموعة من‬
‫المؤسسات التي تمارس ادوا ار رقابية على كافة المؤسسات االقتصادية للتعرف على اداء اعمالها واوجه‬
‫االنفاق فيها لكشف حاالت التالعب والفساد التي قد تمارسها هذه الوحدات االقتصادية او بعض الموظفين‬
‫المتنفذين فيها‪ ،‬وتنقسم المؤسسات الرقابية الى قسمين رئيسين هما ‪( :‬عبداللطيف‪)12 :2007,‬‬

‫• المؤسسات الدولية ‪ :‬وتشمل منظمة االمم المتحدة‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬منظمة‬
‫الشفافية العالمية‪.‬‬
‫• المؤسسات المحلية ‪ :‬وتشمل ديوان الرقابة المالية ‪ ،‬هيئة النزاهة ‪ ،‬مكاتب المفتشين العموميين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية للفساد‪:‬‬

‫‪ -1‬االثر على النمو والتنمية االقتصادية‪ :‬عدم كفاءة المسؤولين في ادارة مؤسساتهم او و ازراتهم يحول‬
‫دون حصول تطورات في النمو االقتصادي ‪ ،‬اذ ان وجود هكذا نوع من المسؤولين الذين ال يسعون‬
‫الى البحث عن الوسائل الكفيلة بتطوير االقتصاد كعقد االتفاقات مع الشركات المحلية كاستثمار‬
‫محلي او الشركات والمؤسسات االجنبية كاستثمار اجنبي لتعزيز النمو االقتصادي‪ ،‬والذي ينعكس‬
‫بشكل كبير على تطور مستويات التشغيل‪ ،‬ومستويات الدخول‪ ،‬وتقليل التفاوت في توزيع الدخول‪،‬‬
‫وصوال الى رفاهية المجتمع بشكل عام‪ ,‬لذا فان نوعية أدارة الحكم العامة تؤثر على االستثمار‬

‫‪121‬‬

‫‪121‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫األجنبي المباشر‪ ،‬ويمثل الفساد البيروقراطي ضريبة تدعو الى عدم تشجيع االستثمار األجنبي‪ ،‬اذ ال‬
‫يمكن للبلد الذي يسوده فساد ان يستفيد تماما من مزايا االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬الذي يجلب‬
‫إلى البلد المضيف تكنولوجيا جديدة ومهارات أدارية حديثة‪ ،‬واستنتج البنك الدولي انه كلما انخفض‬
‫مؤشر الفساد بنسبة‪ 1%‬ازداد جذب االستثمارات الخارجية بنسبة ‪ 4%‬وأدى هذا االزدياد من نسبة‬
‫االستثمارات إلى انعكاسه على خفض معدل البطالة ورفع مستويات الدخل وخفض التوتر الوطني‬
‫وتعزيز االستق ارر‪ ,‬كما أن انخفاض مؤشر الفساد بنسبة ‪ 1‬في المئة يؤدي إلى زيادة نسبة تشغيل‬
‫رأس المال الوطني‪( .‬الحديثي‪)8:2011,‬‬
‫يقود الفساد اإلداري إلى العديد من النتائج السلبية على التنمية االقتصادية منها‪ ( :‬الفطافطة‪)24:2007,‬‬

‫• الفشل في جذب االستثمارات الخارجية وهروب رؤوس األموال المحلية ‪.‬‬


‫• هدر الموارد بسبب تداخل المصالح الشخصية بالمشروعات التنموية العامة و الكلفة المادية‬
‫الكبيرة للفساد على الخزينة العامة‪.‬‬
‫• الفشل في الحصول على المساعدات األجنبية‪ ،‬كنتيجة لسوء سمعة النظام السياسي ‪.‬‬
‫• هجرة الكفاءات االقتصادية نظ اًر لغياب التقدير وبروز المحسوبية والمحابات في أشغال‬
‫المناصب‪.‬‬
‫‪ -2‬األثر على االيرادات العامة للدولة‪ :‬كما تتركز االيرادات العامة للدولة بشكل اكبر في الدومين العام‬
‫وااليرادات الضريبية و الجمركية‪ ،‬فضال عن الرسوم واالقتراض ‪ ..‬الخ‪ ،‬فعندما ينتشر الفساد سيؤدي‬
‫الى ظهور اختالل كبير في حصيلة االيرادات الحكومية بشكل كبير مما يؤثر على صعوبة القدرة‬
‫على تغطية النفقات العامة التي تحتاجها الدولة لتسيير اعمالها الجارية واالستثمارية ‪ ،‬فعلى صعيد‬
‫الدومين العام فان انتشار الفساد يؤدي الى ضياع مبالغ نقدية كبيرة من االموال التي يفترض ان‬
‫تستحصل من ايرادات هذا الدومين لصالح الفئات الفاسدة فمثال في مجال مبيعات النفط الخام يمكن‬
‫ان يظلل المفسدون الجهات الرقابية عن طريق تزييف حجم المبيعات او الصادرات النفطية‬
‫وباألخص اذا كان المفسدون يكونون مافيات كبيرة ترتبط بجهات سياسية وحزبية تدعمهم وتشجعهم‬
‫على االستمرار في عمليات النهب المنظم والذي يؤدي الى انخفاض ايرادات الدولة بشكل كبير ‪.‬‬
‫‪ -3‬االثر على تدني مستويات التعليم‪ :‬يعد من االثار االجتماعية للفساد االقتصادي اذ يؤدي الفساد‬
‫دو ار كبي ار في تدني مستويات التعليم وبأشكال عدة منها تخلي الو ازرات التعليمية عن المعايير‬
‫الصارمة والهامة في اختبار صالحية المعلم او المدرس او االستاذ الجامعي ‪ ،‬ودخول المحسوبيات‬
‫والرشا والعالقات االجتماعية في قبول هذه الفئات للتدريس وهم غير مؤهلين عليما واجتماعيا‬

‫‪122‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫وشخصيا ليكونوا ضمن الكادر التعليمي وبهذا فان دخولهم في هذا المجال ينعكس على تدهور‬
‫مستوى التعليم وتخلفه‪.‬‬
‫‪ -4‬أثر الفساد على مستوى الفقر و توزيع الدخل‪ :‬يساعد الفساد على توسيع الفجوة بين األغنياء و‬
‫الفقراء و هذا األثر يتم عبر طرق عده‪( :‬الالمي‪)45:2007,‬‬
‫• تراجع مستويات المعيشة يؤدي إلى تراجع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫• تهرب األغنياء من دفع الضرائب بممارستهم سبالً ملتوية للتهرب كالرشوة و مراعاة‬
‫المصالح كل ما أمكنهم ذلك ‪.‬‬
‫• زيادة كلفة الخدمات الحكومية مثل‪ ،‬التعليم والسكن وغيرها من الخدمات األساسية و هذا‬
‫بدوره يقلل من حجم هذه الخدمات و جودتها مما ينعكس سلباً على الفئات األكثر حاجة‬
‫إلى هذه الخدمات ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اثر الفساد على السياسة المالية واساليب معالجة‬
‫اوال‪ :‬تطور السياسة المالية ومفهومها وأهدافها‪:‬‬
‫تسعى الحكومة في أي مجتمع إلى تحقيق العديد من األهداف ولعل أهم هذه األهداف يتمثل في‪:‬‬
‫تحقيق مستوى مرتفع من الناتج والوصول باالقتصاد إلى مستوى التوظف الكامل‪ ،‬واالستقرار في مستوى‬
‫األسعار‪ ،‬وتحقيق معدل مرتفع لنمو الدخل‪ ،‬وتحقيق العدالة في توزيع الدخل‪ ،‬واالستقرار الخارجي‪ .‬وال‬
‫يمكن ألي اقتصاد أن يحقق هذه األهداف بصورة تلقائية بالمستوى المطلوب والمرغوب فيه‪ ،‬وهذا ما أثبته‬
‫الواقع والتجارب التاريخية خاصة منذ أزمة الكساد العالمي العظيم في ثالثينيات القرن العشرين وظهور‬
‫النظرية الكينزية‪ ،‬ولذا‪ ،‬يتطلب األمر تدخل الحكومة باستخدام السياسات االقتصادية المختلفة لتحقيق‬
‫أهداف المجتمع ومعالجة جوانب الضعف والقصور في االقتصاد التي تحول دون تحقيق هذه‬
‫األهداف‪(.‬الهيتي‪)43:2010,‬‬
‫وسوف يتم في هذا المبحث استعراض للسياسة المالية وتطورها عند كل من الكالسيك وكينز‪ ،‬وأهدافها‬
‫وكذلك أدواتها‪ ،‬فضالً عن اتجاهات السياسة المالية‪ ،‬وذلك على النحو االتي‪.‬‬
‫وتتمثل السياسة المالية في مجموعة األدوات والوسائل واإلجراءات التي تستخدمها الحكومة لتحقيق هدف‬
‫أو مجموعة من األهداف ويتوقف تحقيق األهداف االقتصادية المرغوبة في المجتمع على مدى كفاءة‬
‫وفاعلية السياسات المستخدمة‪ .‬ولعل أهم السياسات االقتصادية وأكثرها استخداماً سياستان هما‪ :‬السياسة‬
‫ا لمالية والسياسة النقدية‪ .‬ويتمثل الدور األساس للسياسات االقتصادية المالية أو النقدية في تحقيق‬
‫االستقرار االقتصادي وخاصة عالج االنكماش والتضخم في االقتصاد‪( .‬بخيت‪)57:2012,‬‬

‫‪123‬‬

‫‪123‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫ثانياً‪ :‬السياسة المالية عند كل من الكالسيك وكينز‪:‬‬


‫السياسة المالية عند الكالسيك‪ :‬يعتمد التحليل الكالسيكي على عدد من االفتراضات األساسية‬ ‫‪.1‬‬
‫لعل أهمها‪:‬‬
‫• سيادة الحرية االقتصادية وعدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي إال في أضيق نطاق ممكن‪.‬‬
‫• سيادة ظروف المنافسة الكاملة سواء في أسواق السلع أو أسواق خدمات عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫• سيادة ظروف التوظف الكامل‪.‬‬
‫• تحقيق المصلحة الخاصة‪.‬‬
‫وفي ظل هذه االفتراضات؛ فإن التفاعل التلقائي لقوى السوق أي جهاز الثمن يترتب عليه تحقيق‬
‫االستغالل األمثل والكامل للموارد‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يتوازن االقتصاد دائماً عند مستوى التوظف الكامل‪ ،‬وذلك‬
‫تماشياً مع فكرة قانون " ساي " لألسواق الذي ينص على أن " كل عرض يخلق الطلب عليه " حيث أن‬
‫أي زيادة في اإلنتاج تقابلها زيادة في الدخول‪ ،‬وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة في الطلب على السلع والخدمات‬
‫بما يضمن استيعاب الزيادة المبدئية التي حدثت في اإلنتاج‪ ،‬وهذا يعني أن زيادة اإلنتاج ال تؤدي إلى‬
‫زيادة العرض الكلي فقط‪ ،‬بل تؤدي أيضاً إلى زيادة الطلب الكلي بنفس المقدار‪ ،‬ومن ثم ال يوجد عجز في‬
‫الطلب الكلي أو فائض في العرض الكلي وهذا يضمن تحقيق المستوى التوازني للدخل في االقتصاد عند‬
‫مستوى التوظف الكامل دائماً‪ ،‬ومن ثم ال توجد بطالة في االقتصاد‪ .‬وأي اختالل يترتب عليه ابتعاد‬
‫االقتصاد عن مستوى التوظف الكامل يكون اختالالً عرضياً أو مؤقتاً سرعان ما يصحح نفسه بصورة‬
‫تلقائية‪ ،‬ويعود االقتصاد إلى وضع التوازن المستقر عند مستوى التوظف الكامل‪ .‬ومن ثم ال يتطلب األمر‬
‫تدخل الحكومة في النشاط االقتصادي للتأثير في مستوى الناتج أو الدخل أو مستوى األسعار‪ ،‬وأن يكون‬
‫هذا التدخل في أضيق نطاق ممكن لرعاية ما يسمى باألركان االساسية للدولة وهي‪ :‬الدفاع الخارجي‪،‬‬
‫واألمن الداخلي‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والمرافق العامة ـ تلك المجاالت التي ال يرتادها القطاع الخاص الذي يهدف إلى‬
‫الربح ـ ومن ثم ال يكون هناك أي دور للسياسة المالية‪ ،‬ولذ يرى االقتصاديون الكالسيك ضرورة الحياد‬
‫المالي للحكومة‪ ،‬وبذلك تتعادل إيرادات الحكومة مع نفقاتها‪ ،‬ومن ثم تعمل على مراعاة تحقيق التوازن في‬
‫الموازنة العامة للدولة بصورة دائمة‪(.‬الحديثي‪)10:2011,‬‬
‫السياسة المالية عند كينز‪ :‬نتيجة ألزمة الكساد العالمي العظيم التي حدثت في ثالثينيات القرن‬ ‫‪.2‬‬
‫العشرين (‪ )1929-1933‬وما اقترن بها من زيادة في معدالت البطالة وانخفاض في مستوى الناتج‬
‫القومي ومعدل النمو واستمرار ذلك لفترة زمنية طويلة نسبياً حوالي أربع سنوات ـ بدأ االقتصاديون يتشككون‬
‫في تحقق االفتراضات الكالسيكية وتحقيق التوازن في االقتصاد بصورة تلقائية عند مستوى التوظف‬
‫الكامل‪ ،‬هذا فضالً عن بداية ظهور النظرية الكينزية‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫وقد أوضح كينز أن االقتصاد القومي يتوازن عند أي مستوى للدخل‪ ،‬وقد يكون ذلك دون مستوى التوظف‬
‫الكامل‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬توجد بطالة‪ ،‬أو أعلى من مستوى التوظف الكامل‪ ،‬ومن ثم يعاني االقتصاد من ارتفاع‬
‫في معدل التضخم‪ .‬ومن ثم بدأ كينز واالقتصاديون التابعون له يؤمنون بضرورة تدخل الدولة في النشاط‬
‫االقتصادي من خالل السياسة المالية المالئمة بهدف التأثير في مستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬وذلك لتحقيق‬
‫هدفي التوظف الكامل واالستقرار في األسعار‪ ،‬فضالً عن تحقيق األهداف األخرى في‬
‫المجتمع‪(.‬شهاب‪)36:2010,‬‬
‫ثانياً‪ :‬مفهوم السياسة المالية ‪ :‬اشتق اصطالح السياسة المالية أساساً من الكلمة الفرنسية "‪ "Fisc‬وتعني‬
‫حافظة النقود أو الخزانة‪ ،‬ويراد بالسياسة المالية في معناها األصلي كل من المالية العامة وموازنة الدولة‪،‬‬
‫بنشر كتاب "السياسة المالية ودورات‬ ‫وتعزز استخدام هذا االصطالح األكاديمي على نطاق واسع‬
‫األعمال" للبروفيسور ‪. Alain. H. HANSEN‬‬
‫ويعكس مفهوم السياسة المالية تطلعات وأهداف المجتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬فقد استهدف المجتمع قديماً‬
‫ثم ركز االقتصاديون ُجل اهتمامهم على‬
‫إشباع الحاجات العامة وتمويلها من موارد الموازنة العامة‪ ،‬ومن َّ‬
‫مبادئ الموازنة العامة وضمان توازنها‪ ،‬ولما كان اختيار الحاجات العامة المطلوب إشباعها يتطلب من‬
‫المسؤولين اتخاذ ق اررات‪ ،‬وأن هذه األخيرة قد تحدث آثا اًر متعارضة أحياناً فتثير مشكلة كيفية التوفيق بين‬
‫هذه األهداف المتعارضة وتحقيق فاعليتها على نحو مرغوب‪ ،‬وفي ضوء تلك التوافقات والتوازنات يتكون‬
‫أساس ومفهوم السياسة المالية‪(.‬الحاج‪)112:2009,‬‬
‫يتمثل المفهوم الرئيس للسياسة المالية في دور الحكومة في استخدام الضرائب واإلنفاق الحكومي العام‪،‬‬
‫وذلك ألن تغيير الضرائب يؤثر في القوة الشرائية لدى األفراد والمؤسسات‪ ،‬وهذا يؤثر بدوره في مستوى‬
‫الطلب الكلي في االتجاه المرغوب‪ ،‬وكذلك تغيير اإلنفاق الحكومي يؤثر في الطلب الكلي في االتجاه الذي‬
‫ترغبه الحكومة‪( .‬جابر‪)39:2006,‬‬
‫وبناء على ذلك يمكن تعريف السياسة المالية بأنها " مجموعة من األساليب والقواعد واإلجراءات والتدابير‬
‫التي تتخذها الدولة إلدارة النشاط المالي لها بأكبر كفاءة ممكنة‪ ،‬لتحقيق مجموعة من األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية خالل فترة زمنية محددة"‪ .‬كما يقصد بها الطريق الذي تنتهجه الحكومة في تخطيط‬
‫اإلنفاق العام وتدبير وسائل تمويله كما يظهر في الموازنة العامة للدولة‪ .‬وقد تطور هذا المفهوم حسب‬
‫الدور الذي كانت تؤديه الدولة في النشاط االقتصادي فقد كانت السياسة المالية سياسة محايدة ولكن بعد‬
‫ظهور النظرية العامة الكينزية أصبحت السياسة المالية متداخلة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اتجاهات السياسة المالية‪ :‬يوجد اتجاهان للسياسة المالية إحداهما توسعي واآلخر‬
‫انكماشي‪(.‬كاظم‪:)93:2005,‬‬

‫‪125‬‬

‫‪125‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫االتجاه التوسعي ويسمى بالسياسة المالية التوسعية‪ :‬ويظهر هذا االتجاه عندما يعاني االقتصاد‬ ‫‪.1‬‬
‫من حالة الركود أو الكساد‪ ،‬حيث يكون هناك انخفاض في مستوى التوظف‪ ،‬وتراجع في معدل نمو الناتج‪،‬‬
‫ويعزي ذلك إلى قصور الطلب الكلي‪ .‬ولذا يتطلب األمر اتباع سياسة مالية توسعية تهدف إلى زيادة‬
‫الطلب الكلي‪ ،‬ومن ثم زيادة مستوى تشغيل الموارد العاطلة واالرتفاع بمستوى التوظف‪ ،‬مما يترتب عليه‬
‫زيادة في مستوى اإلنتاج والدخل‪ ،‬ومن ثم ارتفاع معدل النمو في الدخل‪ ،‬والقضاء على البطالة ويتم ذلك‬
‫عن طريق‪:‬‬
‫أ‪ -‬زيادة اإلنفاق الحكومي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تخفيض الضرائب‪.‬‬
‫ت‪ -‬المزج بين األداتين معاً‪.‬‬
‫أي تعمل الحكومة على إحداث عجز مقصود بالموازنة العامة‪ ،‬ويمول هذا العجز من خالل الجهاز‬
‫المصرفي‪ ،‬أو البنك المركزي من خالل التوسع في اإلصدار النقدي‪ ،‬وهذا النوع األخير من تمويل عجز‬
‫الموازنة يترتب عليه زيادة عرض النقود باالقتصاد‪ ،‬ومن ثم قد يؤدي إلى زيادة معدل التضخم (عبد‬
‫الحميد‪)123:2010,‬‬
‫ويترتب على هذه الوسائل السابقة للسياسة المالية التوسعية زيادة الطلب الكلي بحيث يتساوى مع‬
‫العرض الكلي عند مستوى التوظف الكامل‪ ،‬ومن ثم يزداد مستوى الدخل ويتم عالج قصور مستوى‬
‫التشغيل والبطالة باالقتصاد‪.‬‬
‫االتجاه االنكماشي ويسمى بالسياسة المالية االنكماشية‪ :‬ويظهر هذا االتجاه عندما يعاني‬ ‫‪.2‬‬
‫االقتصاد من ارتفاع في المستوى العام لألسعار أي ارتفاع معدل التضخم‪ ،‬وما يترتب على ذلك من عدد‬
‫من اآلثا ر السلبية المتمثلة في اختالل توزيع الدخل والثروة بين فئات المجتمع‪ ،‬وسوء توجيه االستثمارات‪،‬‬
‫واختالل في معدالت نمو الناتج فيما بين القطاعات المختلفة وغيرها من اآلثار السلبية األخرى‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك ناتج عن زيادة الطلب الكلي‪.‬‬
‫ولذا يتطلب األمر تدخل الحكومة باتباع سياسة مالية انكماشية إلزالة فائض الطلب الكلي والحد من‬
‫التضخم في االقتصاد‪ ،‬ومن ثم تحقيق االستقرار في مستوى األسعار‪ ،‬ويتم ذلك من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬تخفيض اإلنفاق الحكومي‪.‬‬
‫ب‪ -‬زيادة الضرائب‪.‬‬
‫ت‪ -‬المزج بين األداتين معاً‪.‬‬
‫أي تعمل الحكومة على إحداث فائض بالموازنة العامة يستخدم في تغطية عجز الموازنات السابقة‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫ويترتب على هذه الوسائل السابقة تخفيض الطلب الكلي بحيث يتعادل مع العرض الكلي عند مستوى‬
‫الدخل المناظر لمستوى التوظف الكامل‪(.‬جابر‪)44:2006,‬‬
‫رابعاً‪ :‬أهداف السياسة المالية‪ :‬وتعد السياسة المالية من أهم السياسات االقتصادية الكلية التي تعتمد‬
‫عليها الحكومة في تحقيق أهداف المجتمع‪ .‬ولعل أهم األهداف التي يمكن تحقيقها من خالل السياسة‬
‫المالية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬دور السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي‪ :‬ويقصد باالستقرار االقتصادي هو تحقيق‬
‫التشغيل الكامل للموارد االقتصادية المتاحة‪ ،‬وتفادي التغيرات الكبيرة في المستوى العام لألسعار مع‬
‫االحتفاظ بمعدل نمو حقيقي مناسب في الناتج الوطني‪ (.‬جميل‪)32:2006,‬‬
‫‪ .2‬دور السياسة المالية في تخصيص الموارد االقتصادية‪ :‬يقصد بتخصيص الموارد االقتصادية عملية‬
‫بين‬ ‫توزيع الموارد المادية ( رأس المال والموارد الطبيعية) والموارد البشرية ( العمل والتنظيم)‬
‫األغراض أو الحاجات المختلفة‪ ،‬بغرض تحقيق أعلى مستوى ممكن من الرفاهية ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬السياسة المالية ودورها في إعادة توزيع الدخل الوطني‪ :‬يتحدد توزيع الدخل في كل مجتمع بالشكل‬
‫السائد لملكية وسائل اإلنتاج‪ ،‬و يتحقق التوزيع بالدرجة األولى لصالح أولئك الذين يملكون وسائل‬
‫اإلنتاج أي أن عملية توزيع الدخل تتأثر بتوزيع ملكية عوامل اإلنتاج وقد ال يكون توزيع الدخل بين‬
‫األفراد عادال من جهة نظر المجتمع‪ ،‬ومن ثم فتدخل الحكومة ينصب في اتجاه التوزيع العادل للثروة‬
‫بين مختلف أفرادها‪.‬‬
‫‪ .4‬السياسة المالية ودورها في التنمية االقتصادية‪ :‬تعرف التنمية االقتصادية‪ ،‬كسياسة اقتصادية طويلة‬
‫األجل لتحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬بأنها عملية يزداد بواسطتها الدخل الوطني الحقيقي لالقتصاد خالل‬
‫فإن متوسط دخل الفرد‬
‫فترة زمنية طويلة‪ ،‬واذا كان معدل التنمية أكبر من معدل نمو السكان‪ّ ،‬‬
‫الحقيقي سيرتفع‪(.‬الوادي وأخرون‪)75:2010,‬‬

‫خامسا‪ :‬الفساد والسياسة المالية‪ :‬نظ اًر لما أظهره التحليل القياسي من ضعف ادوات السياسة المالية (‬
‫النفقات العامة‪ ،‬والدين العام) في تزايد معدالت التضخم‪ ،‬وان ارتفاع معدالت التضخم يعود الى اسباب‬
‫اخرى منها االيرادات الضريبية‪ ،‬وعليه تتجلى ضرورة تفعيل هذه االدوات للتقليل من حدة التضخم‬
‫وامتصاص ارتفاعاته‪)Hill,2006: 56(.‬‬
‫‪ .1‬السياسة الضريبية‪ :‬من المعروف انه في حالة مرور االقتصاد بتضخم نقدي تعمل الحكومة على‬
‫رفع حصيلة الضرائب لغرض امتصاص اكبر قوة شرائية ممكنة‪ ،‬وفي اقتصاد مثل االقتصاد العراقي فان‬
‫تفعيل االيرادات الضريبية لها دور مهم يتمثل في امتصاص قوة شرائية من اصحاب الدخول العالية‬

‫‪127‬‬

‫‪127‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫للتخفيف من آثار التضخم وتقليل الفوارق الداخلية بين أفراد المجتمع‪ ،‬و اعتمادها كمصدر تمويل للحكومة‬
‫لدعم المشتقات النفطية‪ .‬ولغرض زيادة فاعلية هذه االداة يتم اتخاذ مجموعة من االجراءات لعل اهمها‪:‬‬
‫محاربة التهرب الضريبي من خالل القضاء على الفساد االداري‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ايجاد طرائق افضل للتحاسب الضريبي تحقق اقل تهرب ضريبي‪.‬‬
‫زيادة الوعي الضريبي من خالل وسائل االعالم‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫ث‪ -‬االعتماد على ذوي االختصاص في الدوائر الضريبية ومحاولة جذبهم‪.‬‬
‫العمل على اصدار تشريعات قانونية من شأنها توسيع نطاق الضريبة واوعيتها والمكلفين بها وبذات‬ ‫ج‪-‬‬
‫الوقت تحد من التهرب الضريبي‪.‬‬
‫‪ .2‬السياسة االنفاقية‪ :‬يتم استخدام سياسة االنفاق العام كإحدى ادوات السياسة المالية بهدف الحد من‬
‫تفاقم الضغوط التضخمية في االقتصاد‪ ،‬وبغية تفعيل هذه االداة يمكن اتباع مجموعة من االجراءات لعل‬
‫ابرزها‪ (:‬البديري‪)15:2006,‬‬
‫أ‪ -‬الشروع بمواجهة االختالل في الهيكل االنتاجي عن طريق وضع اعلى نسبة من التخصيصات‬
‫االستثمارية لقطاعي الزراعة والصناعة وبما يكفل تخفيض ملموس في معدالت التضخم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تخفيض النفقات االستهالكية التي تشكل نسبة كبيرة من مقدار االنفاق العام وكذلك تقليل عدد الو ازرات‬
‫والهيئات غير المنتجة والتي تمثل عبئاً على الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫زيادة النفقات التي تخصص إلقامة البنى االرتكازية من طرق وجسور وسدود ومشروعات الكهرباء‬ ‫ت‪-‬‬
‫والماء وما الى ذلك‪ ،‬ويترتب على هذه النفقات زيادة في الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬اذ تحقق هذه النفقات ما‬
‫يسمى بالوفورات الخارجية التي تجعل الكثير من االستثمارات الخاصة والعامة ممكنة اقتصادياً من خالل‬
‫تخفيض تكاليف االنتاج في المشروعات االقتصادية وغيرها‪.‬‬
‫‪ .3‬االقتراض الداخلي‪ :‬من الممكن زيادة فاعلية هذه االداة في عالج الفساد من خالل خطوات عديدة‬
‫لعل ابرزها‪:‬‬
‫أ‪ -‬اصدار سندات طويلة االجل وبأسعار فائدة مغرية لالبتعاد عن االقتراض الخارجي‪.‬‬
‫نشر الوعي االدخاري لدى االفراد والمؤسسات‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫سادسا‪ :‬اثر السياسة المالية على الفساد‪:‬‬


‫انفـق العـراق موازنـات بقيمـة تقـدر )‪ (592‬مليـار دوالر للمـدة بـين ‪ ، 2013 – 2004‬واكثـر االنفـاق‬
‫كان يقع على االبواب اآلتية (( الموازنات التشـغيلية التـي تأخـذ نحـو اكثـر مـن ‪ %40‬مـن الموازنـة العامـة ‪،‬‬
‫موازنة الدفاع واالمن التي تأخذ نحو ‪ %20‬من الموازنة العامة اي ما يقدر بمبلـغ ‪ 120‬مليـار دوالر‪ ،‬حجـم‬

‫‪128‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫االستثمار في الموازنة العامة فبلغ نحو ‪ %25،5‬كمتوسط لذات المـدة اي مايقـدر بنحـو ‪ 150‬مليـار دوالر‪،‬‬
‫هــذا مــا يخــص االســتثمار الحكــومي‪ ،‬امــا االســتثمار المحلــي واالجنبــي فهــو اســتثمار موجــه لتحقيــق ربحيــة‬
‫اكثر منه استثمار في مشروعات حيوية وبنى تحتية(البديري‪. )2008:25،‬‬
‫امـا فيمـا يخـص المشـ روعات التـي تلكـأت عـن التنفيــذ فانهـا تزيـد علـى (‪ )8000‬مشـروع ‪ ،‬اجمـالي مـا انفــق‬
‫عليها يقدر بحوالي (‪ )270‬مليار دوالر ‪ ،‬وذلك من مجموع (‪ )9000‬مشروع استراتيجي تم احالته والتعاقد‬
‫على انجازه‪ ،‬اي ان ما منجز ال يتجاوز (‪ )10%‬في افضل االحـوال‪ ،‬وتـم اعتمـاد طريقـة تقاسـم العـبء مـع‬
‫الشــركات المتلكئــة‪ ،‬اذ تحملــت الحكومــة عنــه نحــو (‪ )%30‬مــن قيمــة العقــد او المشــروع ‪ ،‬وهــو مــا يفيــد ان‬
‫(‪ )80‬مليــار دوالر تمــت س ـرقتها ‪ ،‬وال يتضــمن ذلــك مبــالغ المشــتريات الحكوميــة مــن الســوق العالميــة مثــل‬
‫االسلحة والمعدات العسكرية واجهزة كشف المتفجرات‪ ،‬والتي يصل الفسـاد فيهـا بـين (‪ )40-90%‬مـن قيمـة‬
‫العقـد‪ ،‬وعـدم تنفيـذها يؤشــر انهـا تعرضـت لحـاالت فســاد فـي عـدة م ارحـل مــن التعاقـد عليهـا وتنفيـذها بحيــث‬
‫اصبح تنفيذها غير مجديا اقتصاديا‪ ،‬او انها كانت من االساس تنطوي على حاالت فساد ولم يكن انجازها‬
‫مطروحا للتنفيذ‪ ,‬فيما اهدرت و ازرة الكهربـاء(‪ )7‬مليـار دوالر امريكـي كـان مـن الممكـن اسـتثمارها فـي تـأمين‬
‫الطاقــة الكهربائيــة اال انهــا قامــة بش ـراء مولــدات غيــر صــالحة وال يمكــن اســتخدامها بهــذا المبلــغ الكبيــر وان‬
‫ـوزرة كانـ ت هـ ي المســؤولة فــي اختيــار هــذه المولــدات‪ ,‬كمــا اهــدر الع ـراق بســبب الفســاد واالنفــالت االمنــي‬
‫الـ ا‬
‫والسياســي كــل الــدعم المقــدم دوليــا لــه عبــر المــنح والتســهيالت االئتمانيــة والتــي بلغــت مــا يقــرب مــن (‪)33‬‬
‫مليـار دوالر امريكـي شـكلت المنحـة االمريكيـة منهـا لوحــدها اكثـر مـن (‪ )18‬مليـار دوالر موزعـة علـى كافــة‬
‫القطاعات االقتصادية‪ ،‬هذا الكـم الهائـل مـن الفسـاد يضـاف لـه امـوال الدولـة المهربـة الـى الخـارج سـواء مـ ن‬
‫النظام السابق او ما تم سرقته بعد احداث اجتياح العراق فـي ‪ ،2003/4/9‬والتـي لـم تسـترد الـى يومنـا هـذا‬
‫وال يعـرف الشـعب ايـن مصـيرها ومـن هـي الجهـات التــي نهبـت امـ وال العـراق ومـن يعمـل السـترجاعها و مــا‬
‫هــو مقــدار تلــك االم ـوال ومــا هــي اج ـراءات الحكومــة واجهزتهــا الرقابيــة لغــرض الكشــف عنهــا واســترجاعها‪،‬‬
‫وهي بالتأكيد اموال طائلة‪ ،‬كل هذه االموال تعد فرص ضائعة حرم منها االقتصاد العراقي في دعم مسيرته‬
‫التنموي ــة باإلض ــافة ال ــى ان سـ ـرقة ه ــذه االمـ ـوال تع ــد جـ ـرائم اقتص ــادية كب ــرى الب ــد م ــن مالحق ــة مرتكبيه ــا‬
‫واستحصالها واتخاذ اقصى العقوبات بحقهم‪.‬‬
‫ان المؤشــر االهــم هــو تقــدير النمــو فــي النــاتج المحلــي االجمــالي باســتبعاد الــنفط ‪ ،‬وهنــا يالحــظ ان الع ـراق‬
‫يعــاني مــن انكمــاش فــي النمــو منــذ عــام ‪ ، 2013‬والــذي بلــغ نحــو ‪ %3،9‬والســبب يكمــن فــي كــون مســاهمة‬
‫القطاع ــات االنتاجي ــة ف ــي الن ــاتج المحل ــي منخفض ــة ج ــدا ‪ ،‬وق ــد س ــاهم انخف ــاض اس ــعار ال ــنفط ف ــي الس ــوق‬
‫العالمية في انكماش النمو في االقتصاد العراقي ولم يسعف في تحقيق معدالت نمو بسيطة عبر بيع النفط‬
‫في السوق العالمية ‪.‬‬

‫‪129‬‬

‫‪129‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫ويبق ــى اله ــدر جـ ـراء عملي ــات الفس ــاد كبيـ ـ ار ج ــدا داخ ــل ال ــو ازرات‪ ،‬م ــن خ ــالل تض ــخيم كل ــف انج ــاز العق ــود‬
‫الصــغيرة‪ ،‬وتضــخيم كلــف المشــتريات والخــدمات الصــغيرة التــي تطلبهــا هــذه الــو ازرات‪ ،‬وفــي د ارســة اكاديميــة‬
‫صدرت عام ‪ 2012‬تم رصد بعض المؤشرات العامة علـى حـاالت فسـاد مـالي موجـود فـي و ازرات الدولـة ‪،‬‬
‫لعام ‪ 2010‬قدرت بنحو )‪ (7.5‬مليار دوالر ‪ ،‬يمكن مالحظتها من خالل جدول (‪)1‬‬
‫جدول (‪ )1‬االموال المهدورة في الو ازرات العراقية ونسبة الفساد فيها‬
‫نسبة الفساد‬ ‫مقدار االموال المهدوره‬ ‫الو ازرة‬ ‫ت‬
‫‪%53.33‬‬ ‫‪ 4‬مليار دوالر‬ ‫و ازرة الدفاع‬ ‫‪1‬‬
‫‪%13.33‬‬ ‫‪ 1‬مليار دوالر‬ ‫و ازرة الكهرباء‬ ‫‪2‬‬
‫‪%7.16‬‬ ‫‪ 510‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة النفط‬ ‫‪3‬‬
‫‪%2.95‬‬ ‫‪ 210‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة النقل‬ ‫‪4‬‬
‫‪%2.81‬‬ ‫‪ 200‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة الداخلية‬ ‫‪5‬‬
‫‪%2.11‬‬ ‫‪ 150‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة التجارة‬ ‫‪6‬‬
‫‪%2.11‬‬ ‫‪ 150‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة المالية والبنك المركزي‬ ‫‪7‬‬
‫‪%1.69‬‬ ‫‪ 120‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة األعمار واإلسكان‬ ‫‪8‬‬
‫‪%98‬‬ ‫‪ 70‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة االتصاالت‬ ‫‪9‬‬
‫‪%77‬‬ ‫‪ 55‬مليون دوالر‬ ‫أمانة بغداد‬ ‫‪10‬‬
‫‪%70‬‬ ‫‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة الرياضة والشباب‬ ‫‪11‬‬
‫‪%70‬‬ ‫‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫‪12‬‬
‫‪%70‬‬ ‫‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة الصحة‬ ‫‪13‬‬
‫‪%56‬‬ ‫‪ 40‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة العدل‬ ‫‪14‬‬
‫‪%42‬‬ ‫‪ 30‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة الزراعة‬ ‫‪15‬‬
‫‪%42‬‬ ‫‪ 30‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة الموارد المائية‬ ‫‪16‬‬
‫‪%28‬‬ ‫‪ 20‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة الصناعة والمعادن‬ ‫‪17‬‬
‫‪%14‬‬ ‫‪ 10‬مليون دوالر‬ ‫الهيئة العليا لالنتخابات‬ ‫‪18‬‬
‫‪%14‬‬ ‫‪ 10‬مليون دوالر‬ ‫هيئة السياحة‬ ‫‪19‬‬
‫‪%7‬‬ ‫‪ 5‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة التربية‬ ‫‪20‬‬
‫‪%7‬‬ ‫‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫و ازرة العمل والشؤون االجتماعية‬ ‫‪21‬‬
‫المصدر ‪ :‬من عمل الباحث باالستناد الى تقرير هيئة النزاهة العامة لعام ‪2011‬‬

‫‪130‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫لقــد ســعت الحكومــة الــى اعتمــاد ب ـرامج طموحــة فــي التنميــة تعكســها خطــط التنميــة الحكوميــة التــي تــم‬
‫اعتمادها لالمـاد (‪ ، )2013-2017( ، )2010-2014( ، )2007-2010( ، )2005-2007‬اال ان‬
‫الحكومة ليست الالعب الوحيد في الشأن العراقي ‪ ،‬فهناك النظام السياسي الذي يفرض ان تحال المشـاريع‬
‫ال ــى المحافظ ــات واالق ــاليم لتنفي ــذها ‪ ،‬وهن ــاك االره ــاب والعن ــف ال ــذي يتطل ــب م ـوارد هائل ــة للس ــيطرة علي ــه ‪،‬‬
‫وهناك الفساد الذي يبتلع اغلب موارد الدولة ‪ ..‬وهذا االمر دفع الحكومة الى انشاء مؤسسات تعنـى بكشـف‬
‫الفســاد والتصــدي لــه ‪ ،‬واصــبح لــدى الحكومــة ثــالث جهــات رقابيــة متخصصــة تالحــق ان ـواع الفســاد كافــة‬
‫متمثلــة بــديوان الرقابــة الماليــة وهيئــة الن ازهــة ومكاتــب المفــتش العــام ‪.‬اال ان هــذا التعــدد فــي االجهـزة الرقابيــة‬
‫واخــتالف الصــالحيات وخب ـرة الك ـوادر العاملــة فيهــا وتعــدد الق ـوانين لكــل منهــا قــد وضــع العمــل الرقــابي فــي‬
‫اشكالية التقارير المتباينة ووجهات النظر المختلفة بين تلـك االجهـزة وطريقـة التنسـيق بينهـا بطريقـة تكامليـة‬
‫وليست منفصلة ومتقاطعة فيمـا تعمـل السـلطة التشـريعية الرقابيـة (البرلمـان) بشـكل منفـرد عـن هـذه االجهـزة‬
‫بالرغم من ارتباط هذه االجهزة بالسلطة التشريعية (ديوان الرقابـة الماليـة‪ /‬الن ازهـة) باالضـافة الـى ذلـك حالـة‬
‫الهــدر بــاالموال بســبب اســتحداث هــذه االجهـزة المتعــددة واســتحداث مناصــب ودرجــات وظيفيــة عليــا ومواقــع‬
‫للعمل وادارت وموجودات ثابتة ورواتب واجور يضاف الى ذلك الصـراع الحزبـي والطـائفي والكتلـوي لتقسـيم‬
‫المناصــب العليــا والوظيفيــة لتلــك االجهـزة ومحاولــة الســيطرة علـ ى تلــك الجهــات وخصوصــو مفوضــية الن ازهــة‬
‫ومكاتب المفتش العام فـي الـو ازرات مـن اجـل اسـتخدامها ضـد خصـومهم السياسـيين ممـا جعـل هـذه االجهـزة‬
‫قـد تحتــوي علـى مــوظفين ليســو بالكفـاءة والخبـرة والمهنيــة الكافيـة‪ ,‬بــل زج بهــم السـتخدامهم كوســيلة للصـراع‬
‫بـين االحـزاب اكثـر مــن وسـيلة للقضـاء علـى الفســاد ومحاربتـه‪ ,‬او لتغطيـة بعـض مخالفــات مـن ينتمـي لهــذه‬
‫االحزاب‪ .‬مما جعل هذه االجهزة غير متناسـقة فـي اداءهـا مـع ديـوان الرقابـة الماليـة االتحـادي الـذي تأسـس‬
‫بموجــب قــانون رقــم ‪ 17‬لســنة ‪ 1927‬باســم دائ ـرة تــدقيق الحســابات العامــة فيمــا تاسســت مفوضــية الن ازهــة‬
‫بموجــب االمــر رقــم ‪ 55‬الصــادر مــن ســلطة االئــتالف المؤقتــة لســنة ‪ 2004‬وكــذلك المفتشــية العامــة التــي‬
‫تشــكلت بموجــب االمــر رقــم ‪ 57‬لســنة ‪ 2004‬الصــادر مــن نفــس الجهــة‪ ,‬ومــن تلــك الت ـواريخ يظهــر الفــرق‬
‫الكبير في الخبرة والدراية في المجال الرقابي بين تلك االجهزة وحتى ديوان الرقابة المالية بالرغم من عراقته‬
‫فقــد الكثيـ ر مــن خب ارتــه فــي االعـوام الســابقة وان النصــوص القانونيــة منــذ صــدور قــانون الــديوان رقــم ‪ 6‬لعــام‬
‫‪ 1990‬لغاية قانون رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 2011‬لم تعيد او تفعل صـالحياته االجرائيـة والقضـائية والتحقيقيـة التـي‬
‫كانــت ت ــنص عليه ــا ق ـوانين ال ــديوان الســابقة وه ــي (‪ )42‬لس ــنة ‪ 1968‬وق ــانون رق ــم (‪ )194‬لس ــنة ‪,1980‬‬
‫والتــي تــم تجريــد الــديوان منهــا بموجــب قــانون رقــم (‪ )6‬لســنة ‪ 1990‬والقــانون الالحــق لــه رقــم (‪ )31‬لســنة‬
‫‪ .2011‬بدالً من استحداث مفوضية النزاهة باالضـافة الـى مـنح المـدقق الـداخلي فـي مؤسسـات الدولـة دو ار‬

‫‪131‬‬

‫‪131‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫لكبــر وتعزيــز دوره وحمايتــه قانونيــا بــدل مــن اســتحداث المفتشــية العامـ ة التــي زادت مــن اعبــاء الدولــة التــي‬
‫تتحمل الكثير من النفقات في هذه الظروف الحرجة‪.‬‬
‫يضاف الى كل ذلك ان دوائر الدولة ومؤسساتها الخاضـعة لرقابـة تلـك الجهـات تتحمـل الكثيـر مـن االعبـاء‬
‫والجهــد والوقــت للتعامــل مــع التقــارير المختلفــة لهــذه االجه ـزة والتــي غالب ـاً مــا تكــون تقــارير متشــابهة وان مــا‬
‫يكتب من قبل المفـتش العـام خـالل عملـه اليـومي يعـاد ضـمن تقريـر ديـوان الرقابـة الماليـة السـنوي ممـا يزيـد‬
‫من ارباك الجهات الخاضـعة للتـدقيق ويجعلهـا متـرددة فـي انجـاز اعمالهـا او ايقـاف مجـاالت االبـداع لتوقـع‬
‫المزيد من المساءلة من هذه االجهزة‪ ,‬كما ان تلك االجهزة ال زالت غير مسيطرة في اجراءات تـدقيقها علـى‬
‫جزء كبير من العراق وهو اقليم كردستان الذي يمنع ان تكون لتلـك االجهـزة االتحاديـة معرفـة واطـالع علـى‬
‫كــل مــا يــدور ف ــي مؤسســات االقلــيم مم ــا يجعلهــا بعيــدة ع ــن المســاءلة ومتعرضــة ال ــى الفســاد وخاصــة ف ــي‬
‫موضوع االيرادات النفطية والضريبية وحقيقة رواتب موظفي الدولة واالجهزة االمنية‪.‬‬
‫ان تع ــدد المؤسس ــات الرقابي ــة واخ ــتالف مس ــؤولياتها ليس ــت م ــن مص ــلحة العم ــل الرق ــابي حي ــث ان س ــيطيل‬
‫االجراءات واآلراء والتفسيرات باإلضافة الى حجم التأثيرات الخارجية على كـل منهـا‪ ,‬اذ مـن االجـدى توحيـد‬
‫تل ــك المنظوم ــة الرقابي ــة ف ــي جه ــاز واح ــد ذات ص ــالحيات واس ــعة ويض ــم ك ــل الخب ـرات المحاس ــبة واالداري ــة‬
‫والتحقيقية والقضائية من اجل اتخاذ ق اررات حاسمة بوجه الفساد باسرع وقت وباقل جهد وتكاليف‪.‬‬
‫ورغم اداء هذه الجهات الرقابية اال ان الفساد بقي يستشري وترتفع مؤشراته وهذا يعطي انطباعا خطي ار عن‬
‫العـراق خصوصــا وان مؤشــر المنظمــات الدوليــة قــد وضــع العـراق فــي الم ارتــب المتــأخرة فــي الترتيــب الــدولي‬
‫للفساد ‪ ،‬والذي ينبني على مؤشرات متعددة ال يمكـن للرغبـات السياسـية الحكوميـة تغييرهـا او التـأثير عليهـا‬
‫‪ .‬وه ــو يؤش ــر انخف ــاض ق ــدرة الحكوم ــة العراقي ــة عل ــى ادارة مل ــف الفس ــاد الم ــالي ‪ ،‬وه ــو يرج ــع لوج ــود ع ــدة‬
‫تحديات تجعل القدرة على ادارة هذا الملف الشائك غير ممكنة ‪ ،‬اذ تم اتخاذ تـدابير عديـدة لمواجهـة الفسـاد‬
‫على صعيد اقرار بعض القوانين ودعم الهيئات الوطنية المعنيـة بمكافحـة الفسـاد فـي مؤسسـات الدولـة ‪ ،‬اال‬
‫ان العراق يتعامل مع مافيات متعددة للفسـاد وهـي مافيـات تتعشـق مـع العمـل السياسـي وتتفاعـل مـع العنـف‬
‫واالرهاب ‪ ،‬وهي تفوق الحكومة في قدرتها على النفوذ والدفاع والحماية ‪.‬‬
‫• االستنتاجات ‪:‬‬
‫تدني كفاءة االستثمار العام واضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية العامة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬ساهم الفساد في‬
‫وساهم عدم تخصيص الموارد بشكل أمثل بسبب زيادة الكلف فضال عن تدني نوعية المواد‬
‫المجهزة للمشروعات‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مصطفى كاظمي نجفي آبادي & م‪.‬م‪ .‬رياض مالك محسن‬

‫‪ .2‬إن الفساد يؤثر في حجم ونوعية موارد االستثمار األجنبي ففي الوقت التي تسعى فيه الدول النامية‬
‫في محاوالتها إلى استقطاب االستثمارات األجنبية‪ ،‬إذ أن الفساد يضعف هذه التدفقات االستثمارية‬
‫ويعطلها‪ ،‬اذ يعد المستثمرون الفساد تكلفة إضافية تزيد من المخاطرة التي تتعرض لها استثماراتهم‪.‬‬
‫‪ .3‬للفساد آثار اقتصادية مباشرة وغير مباشرة تتمثل باألبعاد االقتصادية المحتملة للفساد في مجاالت‬
‫اقتصادية متعددة ‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تحديد الغايات بدقة ووضوح يعد الطريق االقرب للنجاح‪ ،‬كما يمثل رصيداً مهماً لعملية التقييم‪،‬‬
‫اال ان تحليل مسار السياسة المالية في االقتصاد لم يظهر رؤية واضحة حول وجود اهداف مسبقة‬
‫للسياسة المالية تسعى لتحقيقها‪ ،‬عن طريق التوافق بين األدوات المالية في اتجاه محددة إلنجاز‬
‫تلك الغايات‪ ،‬األمر الذي عكس منهجية القرارات الجزئية للسياسة المالية‪ ،‬مما حد من محصلة‬
‫االجرءات المالية‪.‬‬
‫تأثير السياسات و ا‬
‫‪ .5‬يوثر الفساد في تطبيق ادوات السياسة المالية للدولة‪.‬‬
‫• التوصيات ‪:‬‬
‫األحزب الحاكمة ومنظمات‬
‫ا‬ ‫إشرك المجتمع في مكافحة الفساد عبر التواصل بين‬
‫ا‬ ‫‪ .1‬ضرورة‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫مرحل‬
‫‪ .2‬نشر ثقافة الشفافية عبر تيسير المعلومة للجميع ومكافحة الفساد ونشر تلك الثقافة في ا‬
‫التعليم المختلفة وايضاح اآلثار الخطيرة للفساد على المجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬توعية الشركات العامة والخاصة بضرورة كشف حاالت الفساد في مجال المقاوالت والمناقصات‬
‫العامة والخاصة وتقديم كل أشكال الدعم والتسهيالت للشركات الرصينة والتي تحقق إنجاز في‬
‫أعمالها‪.‬‬
‫‪ .4‬التأكيد على أهمية بناء مؤسسات الدولة في المسار الصحيح وتفعيل القانون وتشريع القوانين من‬
‫قبل الجهات التشريعية بشكل اوسع وعدم بقائها فترة طويلة في اروقة الجهات التشريعية‪.‬‬
‫‪ .5‬اعتماد وتبني سياسات اقتصادية علمية مدروسة غير مرتجلة اومفتعلة‪.‬‬
‫‪ .6‬ضرورة قيام الدولة بزيادة حجم إنفاقها االستثماري وخاصة الموجه إلى تقوية البنية التحتية ‪.‬‬
‫• المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬البديري‪ ،‬ﺍســماعيل‪ ،‬ﺍلفـساﺩ ﺍالﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺍالقتـصاﺩﻱ ﺍســبابه ﺍثـاﺭة ﻭعالجه‪ ،‬مقﺩﻡ ﺍلى ﺍلمـﺅتمﺭ ﺍلقـانﻭني فـي‬
‫كلية ﺍلقـانﻭﻥ ‪ ،‬جامعة كربالء‪2008،‬ﺀ‪.‬‬
‫‪ .2‬الالمي‪ ،‬مازن زاير‪ ،‬الفساد بين الشفافية واالستبداد‪ ,‬مطبعة دانية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬بغداد‪. 2007:‬‬

‫‪133‬‬

‫‪133‬‬
‫اثر الفساد على السياسة املالية – اسباب ومعالجة‬

‫‪ .3‬الدليمي‪ ،‬باسم فيصل‪ ،‬الفساد اإلداري وبعض أشكاله من وجهة نظر عينة من المديرين‪ ,‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪1999:‬‬
‫‪ .4‬الفطافطة‪ ،‬محمود‪ ،‬الفساد‪ :‬الصورة األخرى للهالك‪ ،2007 :‬على شبكة االنترنت ‪www.aman-‬‬
‫‪.palestine.org‬‬
‫‪ .5‬الهيتي‪ ،‬احمد حسين‪ ،‬فاطمة ابراهيم خلف‪ ،‬عدي سالم علي الطائي‪ ،‬التضخم في االقتصاد العراقي للمدة‬
‫)‪ ،(2007-1990‬االسباب واآلثار ودور السياسة المالية في معالجته‪ ،‬بحث منشور في مجلة جامعة‬
‫االنبار للعلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬مجلد‪ ، 2‬العدد‪. 2010,3‬‬
‫‪ .6‬بخيت‪ ،‬حيدر نعمة‪ ،‬فريق جياد مطر‪ ،‬السياسة المالية في العراق ودورها في التأثير على عرض النقد خالل‬
‫المدة ) ‪ ، ( 1970 - 2009‬الغري للعلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد‪.2012 , 25‬‬
‫‪ .7‬الحديثي‪ ،‬خليل عبد الكريم محسن محمد‪ ،‬تطور حجم االنفاق العام واثره على التضخم في العراق للمدة ‪-‬‬
‫)‪،)2009 1990‬رسالة ماجستير مقدمة الى كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة االنبار‪.2011 ،‬‬
‫‪ .8‬شهاب‪ ،‬سميرة فوزي‪ ،‬قياس وتحليل العوامل االساسية المحددة لحجم االنفاق العام في العراق للمدة ‪(2006‬‬
‫)‪ ،-1987‬رسالة ماجستير مقدمة الى كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪.2010،‬‬
‫‪ .9‬جابر‪ ،‬طالب محسن‪ ،‬ناجحة عباس‪ ،‬فاطمة عبد جواد‪ ،‬اآلثار االقتصادية للضرائب في العراق للمدة‬
‫(‪ ،)2005-1995‬مؤتمر االصالح الضريبي السادس‪ ،‬و ازرة المالية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ ،‬بغداد‪. 2006،‬‬
‫‪ .10‬كاظم‪ ،‬عامر عمران‪ ،‬تحليل وقياس العالقة بين االنفاق العام والتضخم في العراق للمدة( ‪- 1980‬‬
‫‪ ،)1996‬مجلة كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬المجلد‪.2005, 3‬‬
‫‪ .12‬عبد الحميد‪ ،‬عبد المطلب‪ ،‬االقتصاد الكلي(النظرية والسياسات)‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫االسكندرية‪. 2010،‬‬
‫الوادي‪ ،‬محمود حسين وآخرون‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان‪. 2010،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪ .13‬جميل‪ ،‬وائل سالم‪ ،‬العالقة بين االنفاق العام ومعدالت النمو االجمالية والقطاعية في العراق للمدة‪(2000-‬‬
‫)‪ ,1981‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة بغداد‪. 2000،‬‬
‫‪ -15 .14‬عبداللطيف‪ ،‬فخري‪ ،‬اثر االخالقيات الوظيفية في تقليل فرصة الفساد االداري في الوظائف الحكومية‪،‬‬
‫هيئه النزاهة‪.2008،‬‬
‫‪15. Hill, R, jonez.balkin. Administrative corruption Strategic management journal‬‬
‫‪N0.4. 2006.‬‬

‫‪134‬‬

You might also like