Professional Documents
Culture Documents
Studi Kaidah "Al-Yaqin La Yazulu Bi Al-Syak"
Studi Kaidah "Al-Yaqin La Yazulu Bi Al-Syak"
فتح املدارك
يف تقريب قاعدة "اليقني ال يزول ابلشك"
(وهو هتذيب لكتاب الوجيز يف القواعد الفقهية
للعالمة البورنو -رمحه هللا)-
هذبه:
حممد إحسان بن زين الدين البوقسي
-عفا هللا عنه-
2
احملاضرة األوىل:
قاعدة "اليقني ال يزول ابلشك"
أصل القاعدة:
هذه القاعدة من أصول أيب حنيفة رمحه هللا وقد عرب عنها يف أتسيس النظر بقوله( :األصل عند
أيب حنيفة أنه مىت عُ ِرف ثبوت الشيء من طريق اإلحاطة والتيقن ألي معىن كان فهو على ذلك ما مل
يتيقن خبالفه).
وهي األصل األول من أصول اإلمام الكرخي وعرب عنها بقوله( :إن ما ثبت ابليقني ال يزول
ابلشك).
وقد ورد بلفظ" :ال يزال" و "ال يرفع".
أدلة ثبوهتا:
من الكتاب العزيز:
إن الظن ال يغين من ِ
احلق شيئاً) .يونس ،آية (. )36 قوله تعاىل( :وما يتَبِ ُع ُ
أكثرهم إال ظناً َّ
األشياء حيكم ببقائها على أصوهلا حىت يتيقن خالف ذلك ،وال يضر الشك الطارئ
عليها" .
ويف الصحيحني عن عبد هللا بن زيد رضي هللا عنه قالُ :شكي إىل النيب صلى هللا عليه -2
الرجل خييَّ ُل إليه أنه جيد الشيء يف الصالة ،قال" :ال ينصرف حىت يسمع صواتً أو
وسلم ُ
جيد رحياً".
وروى مسلم عن أيب سعيد اخلدري رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه -3
وسلم" :إذا شك أحدكم يف صالته فلم يدر كم صلى أثالاثً أم أربعاً! فليطرح الشك
ولينب على ما استيقن ،مث يسجد سجدتني قبل أن يسلم ،فإن كان صلى مخساً شفعن له
صالته ،وإن كان صلى إمتاماً ألربع كانتا ترغيماً للشيطان".
أما من العقل:
وهو أن اليقني أقوى من الشك ،ألن يف اليقني حكماً قطعياً جازماً فال ينهدم ابلشك.
املدركات العقلية:
وقد اصطلح بعضهم على تلك األمور بـ"املدركات العقلية" ،وهي كاآليت:
اليقني :وهو جزم القلب مع االستناد إىل الدليل القطعي. -1
الظن :وهو جتويز أمرين أحدمها أقوى من اآلخر. -2
الشك :وهو جتويز أمرين ال مزية ألحدمها على اآلخر ،أي متساويني. -3
الوهم :جتويز أمرين أحدمها أضعف من اآلخر مع إدراك اجلانب املرجوح. -4
نص الفقهاء على عدم جواز البيع جمازفة يف األموال الربوية كاملكيالت واملوزانت ،ألن -4
املماثلة يف بيعها شرط حمقق ،واملماثلة مع اجملازفة مشكوك فيها .والقاعدة تقول( :إن
احلكم املعلق على شرط أو املشروط بشرط ،إذا وقع الشك يف وجود شرطه ال يثبت).
6
احملاضرة الثانية:
أبرز القواعد الكلية املندرجة
حتت قاعدة "اليقني ال يزول ابلشك":
معىن القاعدة:
أن ما ثبت على حال يف الزمان املاضي ،ثبواتً أو نفياً ،يبقى على حاله وال يتغري ما مل يوجد
دليل يغريه.
وهذه القاعدة :دليل االستصحاب.
واالستصحاب عند األصوليني أنواع هي:
استصحاب النص إىل أن يرد نسخ؛ أي العمل ابلنص من كتاب أو سنة حىت يرد دليل -1
انسخ .وهذا متفق عليه بينهم.
-2استصحاب العموم إىل أن يرد دليل ختصيص؛ أي العمل ابللفظ العام حىت يرد
املخصص ،فيقتصر العام على بعض أفراده وهذا أيضاً متفق عليه يبهنم.
استصحاب احلال؛ وهو ظن دوام الشيء بناء على ثبوت وجوده قبل ذلك. -3
وقد اختلف األصوليون يف كونه حجة أو ليس حبجة:
( )1فذهب األكثرون منهم مالك وأمحد ومجاعة من أصحاب الشافعي ،كاملزين والصرييف
وإمام احلرمني ،والغزايل ،إىل أنه حجة.
7
( )2وذهب مجهور احلنفية وأبو احلسني البصري ،ومجاعة من املتكلمني وأبو اخلطاب من
احلنابلة إىل أنه ليس حبجة.
حكم االستصحاب:
8
عند احلنفية :االستصحاب عند أكثر احلنفية يصلح حجة للدفع ال لالستحقاق. -1
كمسألة املفقود اليت سبقت ،حيث أن استصحاب حياته مينع تقسيم تركته وبينونة
امرأته ،ولكنه لو مات شخص يرثه املفقود فال يستحق املفقود من إرثه شيئاً لعدم حتقق
حياته عند موته مورثه.
والتعليل عندهم( :أن الثابت ابستصحاب احلال يصلح حجة إلبقاء ما كان على ما
كان وال يصلح إلثبات ما مل يكن).
عند املالكية والشافعية واحلنابلة وبعض احلنفية :إن االستصحاب يصلح حجة للدفع -2
واالستحقاق حيث قالوا :إن املفقود يرث وال يورث ،ألنه قبل فقده كان حياً يقيناً
فيجب استصحابه حياته حىت يظهر خالف ذلك.
واحلنابلة يوقفون نصيب املفقود حلني ظهور حياته أو موته ،فإن ظهر حياً ورث ،وإال رد
املال لورثة مورث املفقود.
األمني يصدق ميينه يف براءة ذمته :لو ادعى األمني أنه أعاد الوديعة لصاحبها أو أهنا تلفت يف
تعد منه أو تقصري ،يقبل ادعاؤه مع ميينه ،مع أنه كان جيب مبقتضى قاعدة االستصحاب أن يعد يده بال ِ
األمني مكلفاً إبعادة األمانة ما مل يثبت إعادهتا.
ولكن السبب يف تصديقه بيمينه :أن األمني هنا يدَّعي براءة الذمة من الضمان ،وأما املودع فهو
يدعي شغل ذمة األمني ،وذلك خالف األصل( :ألن األصل براءة الذمة).
ومن هنا نرى أن كل استثناء من قاعدة أخرى( :القدمي يرتك على قِ َد ِمه وال يغري إال حبجة).
أي :أن القدمي املشروع جيب أن يرتك على حاله ما مل يثبت خالفه ،ألن بقاء الشيء مدة طويلة
دليل على أنه مستند إىل حق مشروع ،فيحكم أبحقيته ،وذلك من ابب حسن الظن ابملسلمني أبنه ما
وضع إال بوجه شرعي .واملراد ابلقدمي هنا ما ال يعرف أوله ومبدؤه ،ال ما يعرف مبدؤه ال يكون قدمياً.
ما مل يكن هذا القدمي ضاراً فيجب إزالته بناءً على القاعدة اليت تقول( :الضرر ال يكون قدمياً)
أي ال يعترب قِ َدمه حجة يف بقائه.
10
احملاضرة الثالثة:
القاعدة الثانية :األصل براءة الذمة
وهذا األصل أي براءة الذمة إمنا يعترب إذا شهد له ظاهر سواء كان الظاهر هو األصل حبسب ما
يتبادر أو حبسب املعىن.
****
قال السيوطي يف األشباه :إن هذه القاعدة ذكرها الشافعي رضي هللا عنه.
ويرتبط هباتني القاعدتني قواعد:
من شك هل فعل شيئاً أو ال؟ فاألصل أنه مل يفعله .وهذه تعود إىل قاعدة (األصل براءة -1
الذمة).
قاعدة( :من تيقن الفعل وشك يف القليل أو الكثري محل على القليل) ألنه املتيقن. -2
احملاضرة الرابعة:
القاعدة الرابعة :األصل العدم
أو (األصل يف الصفات أو األمور العارضة العدم) .وردت هذه القاعدة ابلعبارة األوىل عند ابن
جنيم والسيوطي.
فاألشياء هلا صفات وهذه الصفات نوعان:
(ا) صفات أصلية :وهي ما كان األصل وجودها يف املوصوف ابتداءً مثل كون املبيع صحيحاً
سليماً من العيوب.
صفات األصل عدم وجودها يف املوصوف ،ومل يتصف هبا ابتداءً،
ٌ (ب) صفات عارضة :وهي
كالعيب يف املبيع والربح واخلسارة يف مال املضاربة.
مثال :لو اشرتى شخص من آخر فرساً أو سيارة ،وتسلمه مث ادعى أن فيه عيباً قدمياً ،وادعى
البائع السالمة من العيوب ،وال بينة ألحدمها فالقول قول البائع مع ميينه ،ألن سالمة البضاعة من
الصفات األصلية ،واألصل فيها الوجود .والذي يدعي الصفة األصلية متمسك أبصل متيقن وظاهر،
فالقول له مع ميينه ألنه مدعى عليه ،ومن ادعى خالف األصل فعليه البيِنة.
معىن القاعدة:
أنه عند االختالف يف ثبوت الصفة العارضة وعدمها القول قول من يتمسك بعدمها مع ميينه.
إذا اختلف شريكا املضاربة يف حصول الربح وعدمه ،فقال رب املال :رحبت ألفاً وقال -1
املضارب :ما حصل ربح ،فالقول للمضارب مع ميينه ،لتمسكه ابألصل وهو عدم الصفة
العارضة وهي الربح ،إال عند وجود البينة على خالفه.
لو ثبت على أحد دين إبقرار أو بينة ،مث ادعى األداء أو اإلبراء ،فالقول لغرميه مع ميينه، -2
ألن األصل عدم ذلك ،فثبوت الدين يف الذمة متيقن ،ودعوة األداء أو اإلبراء بعد ذلك
مشكوك فيها ،فعلى مدعيها البينة.
***
15
احملاضرة اخلامسة:
القاعدة اخلامسة :األصل إضافة احلادث إىل أقرب أوقاته
احملاضرة السادسة:
القاعدة السادسة :هل األصل ىف األشياء اإلابحة أو احلرمة؟
حيرم ِ
فحرم من أجل -2قوله صلى هللا عليه وسلم( :أعظم املسلمني جرماً من سأل عن شيء مل َّ
مسألته).
القول الثاين :األصل يف األشياء التحرمي؛ وبه قال بعض أصحاب احلديث والقاضي وبعض
املعتزلة .واستدلوا مبا يلي:
الل وهذا حر ٌام لتفرتوا
ب هذا َح ٌ ِ ِ ِ
ف ألسنتُكم الكذ َاستدلوا بقوله تعاىل( :وال تقولوا لما تَص ُ -1
على هللا) .سورة النحل ،آية ( . )116قالوا :أخرب هللا سبحانه أن التحرمي والتحليل ليس
إلينا ،وإمنا إليه ،فال نعلم احلالل واحلرام إال إبذنه.
وجياب على هذا :أبن القائلني ابإلابحة مل يقولوا بذلك من جهة أنفسهم ،بل قالوه
ابلدليل الذي استدلوا به من كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم ،وأيضاً هذا
الدليل كما هو لكم هو عليكم ألنكم حرمتم شيئاً مل يقم الدليل على حترميه.
استدل بعضهم بقوله صلى هللا عليه وسلم( :احلالل ِبني واحلرام ِبني وبينهما أمور -2
مشتبهات ال يعلمهن كثريٌ من الناس ،فمن اتقى الشبهات فقد استربأ لدينه وعرضه).
19
فأرشد صلى هللا عليه وسلم إىل اتقاء الشبهات برتك ما بني احلالل واحلرام ،ومل جيعل
األصل فيه أحدمها.
وأجيب عنه :أبن هذا احلديث ال يدل على أن األصل املنع ،ألن املراد ابملشتبهات يف
احلديث ما تنازعه دليالن أو ما تعارض عليه األدلة ،أما ما سكت عنه فهو مما عفا هللا
عنه.
كذلك استدلوا بدليل عقلي فقالوا :إن التصرف يف ملك الغري بغري إذنه ال جيوز ،والقول -3
ابإلابحة دون دليل تصرف يف ملك هللا بغري إذنه ،وهذا ابطل.
وأجيب عنه :أن هذه أبن ذلك ابلنسبة للعباد ألهنم يصيبهم الضرر عند التصرف يف
أمالكهم بغري إذهنم ،وأما ابلنسبة هلل عز وجل فذلك غري وارد؛ ألنه سبحانه ال يصيبه
ضرر بتصرف العباد فيما ميلك ،ومل يرد دليل ابملنع.
القول الثالث :التوقف؛ فهؤالء تعارضت عندهم األدلة فلم يرتجح واحد منها .وأصحاب هذا
الرأي بعض احلنفية ،وأبو احلسن األشعري ،وأبو بكر الصرييف ،وأبو احلسن اخلزري احلنبلي.
ورد على هذا القول :أبن لكل تصرف حكم وال خيلو تصرف عن حكم عرفه من عرفه وجهله
من جهله.
ويتخرج على هذا األصل كثري من األطعمة واألشربة من النبااتت والفواكه واحلبوب اليت -3
ترد إلينا من بالد بعيدة وال نعرف أمساءها ومل يثبت ضررها.
ويتخرج عليها أيضاً كثري من أنواع الفرش واألاثث واآلالت املستحدثة فيما ال يندرج -4
حتت هني.
كما يتخرج عليها أيضاً بعض أنواع العقود املستحدثة واملعامالت اجلديدة إذا ثبت -5
خلوها عن الراب واجلهالة والغرر والضرر.
احملاضرة السابعة:
القاعدة السابعة :األصل ىف األبضاع التحرمي
معىن القاعدة:
املراد ابألبضاع :الفروج ،مجع بُضع .وهو :الفرج كناية عن النساء والنكاح.
أي :أن األصل يف النكاح احلرمة واحلظر وأبيح لضرورة حفظ النسل ،ولذلك مل يبحه هللا سبحانه
وتعاىل إال إبحدى طريقتني :مها العقد وملك اليمني ،وما عدامها فهو حمظور.
***
معىن القاعدة:
أن التصريح ابملراد أقوى من الداللة فإذا تعارض الصريح والداللة ،فال عمل للداللة وال اعتداد
هبا .وأما عند عدم التعارض؛ فيعمل ابلداللة ألهنا يف حكم التصريح وقوته ،وهذا يف املواضع اليت
جعلوا السكوت فيها كالنطق .وذلك :ألن داللة احلال يف مقابلة الصريح ضعيفة ،فال تقاوم التصريح
القوي.
استثناء من القاعدة:
قد تكون الداللة أقوى من الصريح إذا كانت داللة الشرع ،ألن داللة الشرع أقوى من صريح
العبد ،لعدم احتمال داللة الشرع الكذب ،فيعمل هبا.
فإذا أنكر الزوج مجاع زوجها املطلقة رجعياً أو أنه راجعها يف العدة بقوله :مل أجامعها أو مل
أراجعها .فيعمل بداللة الشرع وينسب الولد إليه؛ ألن داللة الشرع يف أن الولد للفراش أقوى من صريح
العبد
24
احملاضرة الثامنة:
القاعدة التاسعة :ال ينسب إىل ساكت قول،
ولكن السكوت يف معرض احلاجة إىل البيان بيان
لو أتلف شخص مال آخر وصاحب املال يشاهد وهو ساكت ،ال يكون سكوته إذانً -3
ابإلتالف ،بل له أن يضمنه.
وأما الفقرة الثانية من هذه القاعدة فهي كاالستثناء من األوىل؛ إذ يعترب السكوت فيها
كالنطق ،فمسائلها حمصورة معدودة ابالستقراء حيث أوصلها بعض الفقهاء إىل نيف وأربعني مسألة،
منها:
-1سكوت البكر عند استثمار وليها قبل التزويج.
-2سكوهتا عند قبض أبيها مهرها من زوجها.
-3لو حلفت أن ال تتزوج فزوجها أبوها فسكتت حنثت.
****
معىن القاعدة:
ال عربة :أي ال اعتبار وال اعتداد.
التوهم :التخيل والتمثل يف الذهن ،وهو أدىن درجة من الظن أو الشك ،واملراد به هنا :االحتمال
العقلي البعيد النادر احلصول ،فهذا ال ينبين عليه حكم ،وال مينع القضاء وال يؤخر احلقوق؛ ألن التوهم
غري مستند إىل دليل عقلي أو حسي ،بل هو أحط درجة من الشك.
فيكون معىن القاعدة:
(ال يثبت حكم شرعي استناداً إىل وهم ،كما ال جيوز أتخري الشيء الثابت بصورة قطعية بوهم
طارئ) .
26
احملاضرة التاسعة:
القاعدة احلادية عشر :ال عربة ابلظن البني خظؤه
معىن القاعدة:
الظن :هو إدراك االحتمال الراجح الذي ظهر رجحانه على نقيضه بدليل معترب ،فإذا ازداد قوة
حىت أصبح خالفه موهوماً فهو غالب الظن.
فيكون معىن هذه القاعدة االصطالحي:
(إذا بين فعل من حكم أو استحقاق على ظن مث تبني خطأ ذلك الظن فيجب عدم اعتبار ذلك
الفعل وإلغاؤه).
القاضي إذا حكم على ظن أن حكمه موافق للشرع وهو يف نفس األمر ليس كذلك -2
فحكمه ابطل ال عربة به ،وجيب الرجوع إىل احلكم املوافق للشرع ،كما لو ظهر أن
الشهود عبيد ،مثالً بطل حكمه.
إذا قال الزوج لزوجته :إن كان زيد يف الدار فأنت طالق ثالاثً ،ومضى مع زوجته على -3
ظن أن زيداً ليس يف الدار ،مث تبني يف الغد وجوده فيها ،فتعترب الزوجة طالقاً من حني
القول ،وتعتد منه ال من وقت التبني.
ويف العبادات :لو ظن املاء جنساً فتوضأ به مث تبني أنه طاهر ،جاز وضوءه إذا مل يصل. -4
وأما إذا صلى فيعيد الصالة.
لو ظن أنه متطهر فصلى مث تبني له احلدث ،أو ظن دخول الوقت فصلى مث تبني أنه -5
صلى قبل الوقت ،أو ظن طهارة املاء فتوضأ به مث تبني جناسته ،ففي كل ذلك ال اعتداد
بظنه ألنه ظن تبني خطؤه.
احملاضرة العاشرة:
القاعدة الثانية عشر :املمتنع عادة كاملمتنع حقيقة
معىن القاعدة:
املمتنع حقيقة :هو املستحيل الذي ال ميكن وقوعه عقالً ،كمن ادعى على من هو أصغر منه أو
مساويه سناً أنه أبوه ،فهذا االدعاء غري مقبول قطعاً لالستحالة.
وأما املمتنع عادة :فهو الذي مل يعهد وقعه وإن كان فيه احتمال عقلي بعيد ،كما لو ادعى
معروف الفقر أمواالً عظيمة على آخر أنه اقرتضها منه دفعة واحدة ،ال تسمع هذه الدعوى ألهنا
مستحيلة عادة.
***
الدليل :مأخوذ من الداللة ،ومعناها اإلرشاد .والدليل اصطالحاً :كون الشيء حبيث يلزم من
العلم به العلم أو الظن بشيء آخر.
معىن القاعدة اصطالحاً:
إنه ال حجة مقبولة أو مفيدة مع االحتمال الذي ينشأ عن دليل ظين أو قطعي بوجود هتمة.
وأصل هذه القاعدة يف أتسيس النظر( :إن التهمة إذا متكنت من فعل الفاعل حكم بفساد فعله)
وهذا عند أيب حنيفة دون صاحبيه ودون الشافعي.
ومعىن "متكن التهمة" أن هلا مؤيداً من ظاهر احلال وليست جمرد توهم.
***