Professional Documents
Culture Documents
الإنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
الإنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
مقدمة:
تعد قضية اإلنسان الكامل من أهم قضايا التصوف الفلسفي .ول ّما كان الحالج
قد وضع البذرة األولى في تلك القضية؛ فإنها قد بلغت درجة من النضج واالكتمال
عند ابن عربي وتالميذه بحيث لم تترك أي مجال لدراستها من بعدهم .فالفالسفة
والمفكرون –عبر العصور -قد اعتبروا أن الفكر القائل بكمال اإلنسان يعد خطرا ً
كبيراً ،وليس من السهل الخوض فيه( .)1ولهذا كان علي الباحث فيه أن يتحري
الصدق ويكشف عن الحقائق واألكاذيب هذا علي األقل(.)2
ول ّما كان عبد الغني النابلسي(ت1143هـ)( )3أحد أهم أعالم التصوف
الفلسفي ،وأحد أهم تالميذ الشيخ األكبر؛ فإن قضية اإلنسان الكامل كانت تشغل
عني فيها ببيان ثقل الوظائف الوجودية والمعرفية والخلقية عنده حيزا ً كبيراً .فقد ُ
(التربوية) ،لهذا العبد المخلوق علي الصورة .فهو أكمل مجلي من مجالي الحق،
وبه تظهر كماالت وأسرار إلوهيته .وهنا يكمن البُعد الوجودي والمعرفي لإلنسان
الذي يقف كنقطة مركزية بين هللا والعالم؛ فيستمد منه تعالي ويمد العالم ،ليقوم
بأعباء الخالفة التي كلف بها .وعندما يكتشف اإلنسان الكامل هذه الحقيقة ،فإنه
يدرك الحكمة من تجلي الحق علي الوجود كله بأسمائه وصفاته .وهنا تتسع نظرته
ألهمية دوره في الوجود.
1
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
2
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
3
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
والمنظور الثاني :وهي أنها أمدت اإلنسان الكامل فقط (علي المستوي
المعرفي) بنعمة المعرفة والعلم باهلل .ومن هنا كانت هي (ظاهر) اإلنسان الكامل،
وكل أفراد البشر-بالتبعية -من حيث إنها سبب إمدادهم بنعمة اإليجاد .وهي (باطن)
اإلنسان الكامل بصفة خاصة ،حيث أمدته بنعمة المعرفة .ونستنتج من ذلك أن
البعد الوجودي في تصور النابلسي لحقيقة اإلنسان الكامل يكمن في أن باطنه هي
الحقيقة المحمدية.
فالحقيقية المحمدية -في تصور النابلسي -هي الواسطة والبرزخ بين الحق
والخلق ،واإلطالق والتقييد ،وعالم األمر وعالم الخلق ،والوجود والعدم ،فهو
"صلي هللا عليه وسلم واسطة ما بين الوجود الحق سبحانه وتعالي وبين العدم
الثابت بإثباته تعالي ،متوجها ً عليه بالوجود الحق جل وعال ،وذلك العدم هو جملة
المخلوقات"( .)8ولهذا كان "منشأ هذه األكوان كلها الحقيقة المحمدية ،النور
الصرف من النور الحق ،من المستقبل إلي الماضي"( .)9فمن تلك الحقيقة المحمدية
استمدت العوالم كنهها ووجودها ،واستمد اإلنسان الكامل كماله وجوديا ً ومعرفياً.
ولعل الحالج كان أسبق في طرحه لمسألة النور المحمدي ،حيث تفجرت من
تلك المسألة لديه ينابيع أهم قضايا التصوف الفلسفي وأكبرها .فهو يرى أن الحقيقة
المحمدية أزلية كانت قبل فوات األكوان؛ ومن هذا النور المحمدي يستمد األنبياء
جميعهم -من قبله ومن بعده -أنوار التعليم اإللهي "فأنوار النبوة من نوره برزت،
وأنوارهم من نوره ظهرت ،وليس من األنوار نور أنور وأظهر وأقدم من القدم
سوي نور صاحب الكرم"( .)10بل تجعل النظرية الحالجية النور المحمدي مصدر
الخلق جميعا ،وتنادي بأن للرسول عليه الصالة والسالم ،صورتين مختلفتين،
صورته نورا ً قديما ً كان قبل أن تكون األكوان ومنه يستمد كل علم وعرفان ،فقد
كانت الصورة الكاملة في سيدنا محمد صلي هللا عليه وسلم ،خاتم النبيين وأول
خلق هللا أجمعين(.)11
ولهذا كان اإلنسان الكامل– في تصور النابلسي -هو مجلي للحقيقة المحمدية
من ناحية ،وسر الوجود بتحققه بالخالفة من ناحية أخري .فقد نال الخالفة ألن
الحق خلقه بيديه ،وجمع بين صورة الحق وصورة الخلق .وبهذا نال حقيقة
التكريم ،فما "خلقه له بيديه معا ً إال عين جمعه تعالي له حين خلقه بين الصورتين
اللتين هما في الحقيقة كناية عن تلك الصفتين المتقابلتين ...حضرة الجالل وحضرة
الجمال ،وحضرة الغضب وحضرة الرضا ،وحضرة الظاهر وحضرة
الباطن"( .)12فهو الظاهر" :بصورة من استخلفه وهو الحق تعالي فيما استخلفه فيه
وهو العالم ويكون ظاهرا ً بصورة العالم ...حتى يعلم كيفية إيصال اإلمداد
إليهم"(.)13
4
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
فنال اإلنسان الكامل التكريم– في تصور النابلسي -ألنه تحقق بصفات الحق
تعالي التي تجلي بها علي الوجود .وفي ذلك ذكر أن" :ظاهره أي اإلنسان الكامل
خلق ،أي عدم وحدوث وعجز وموت وقهر وصمم وعمى وخرس ونحو ذلك،
وباطنه أي اإلنسان الكامل حق ،أي وجود وقدم وقدرة وحياة وإرادة وسمع وبصر
وكالم وغير ذلك ،ولهذا ،أي ولكون األمر كذلك ،وصفه ،أي وصف هللا تعالي
اإلنسان الكامل علي حسب الظاهر بالتدبير لهذا الهيكل ،أي جسده في أمر معاشه
ومعاده"( .)14فكان روح العالم؛ وذلك لما جمع "في هذا المختصر الذي هو اإلنسان
الكامل جميع األسماء اإللهية وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير ...وجعله
باعتبار تلك الجمعية روحا ً للعالم"( .)15وبذلك صار هو "اإلنسان الحادث الكبير
الذي هو مجموع العالم كله"( .)16فقد أوجد تعالي "اإلنسان الكامل المخلوق علي
طبق الحضرات اإللهية والمراتب( )17الربانية"( .)18ولذلك كان روح الوجود
ومحور مراتبه.
ويُستنتج من ذلك أن مرتبة األكملية أو الخالفة -التي استمدها من اإلنسان
الكامل األول -كان مرجعها في األصل لخلقه علي الصورة ،وكذلك للجمع بين
صلت منه مراتب الوجود ،إذ إنه "ليس اليدين في أصل خلقته .ذلك الجمع هو ما تف َّ
ألحد من العالم مجموع ما للخليفة من اليدين اإللهيتين اللتين هما صورة الحق
وصورة العالم وإن شئت قلت صفات هللا تعالي المتقابالت فما هو الخليفة إال
بالمجموع دون غيره من العالم"( .)19فلكون اإلنسان الكامل علي صورة العالم
وعلي صورة الحق تعالي كان مختصر العالم .ومن ثم تحققت له الخالفة في
األرض؛ فأنشأ الحق تعالي "صورة اإلنسان الكامل الذي هو خليفة هللا تعالي علي
جميع العوالم الظاهرة ...فصورته صورة العالم كله سماواته وأرضه وأفالكه
وأمالكه إلي غير ذلك وأنشأ الحق تعالي أيضا ً صورته الباطنة وهي حقيقة روحه
وعقله التابع للروح ومعلوماته المرسومة في وجوده علي ...صورة الحق تعالي
التي هي مجموع صفاته تعالي وأسمائه وأفعاله وأحكامه"(.)20
وبهذه الخالفة كان له الكمال بالجمعية دون غيره من العالم .فصار روحا ً
للعالم لكمال الصورة وجامعيتها للصورة اإللهية والكونية معاً .حيث "اقتضي
األمر بالضرورة أن يكون هذا اإلنسان علي صورته أي علي صورة واجب
الوجود"( .)21فقد أوجد الحق "اإلنسان الكامل ليخلفه أي يخلف الحق تعالي في
األرض النفسانية فيرى الحق تعالي فيه أي في ذلك الخليفة نفسه سبحانه في مادة
كونية فسواه أي جعله خلقا ً سويا ً وضعيفا ً قويا ً وعدله أي جعله معتدالً لتساوي
أوصافه بجمعه بين األضداد فهو موجود معدوم قديم حادث"( .)22وبهذا كان العالم
كله مسخر له تسخير تشريف وتكليف؛ فقد جعله هللا مسخرا ً "لهذا اإلنسان الكامل
لما أي ألجل الذي تعطيه حقيقة صورته أي صورة هذا اإلنسان الكامل من
5
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
6
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
أشد الناس ارتباطا ً بالحقيقة المحمدية ،أو النور المحمدي؛ "فمن ذاته الشريفة،
للناهلين ،أي الشاربين المهيمين بشراب المعرفة والتحقيق -منابع مختلفة .كل
منبع ،مشرب خاص ،ينبع من حضرة خاصة ،لكامل خاص"( .)31ولهذا كانت
"السعادة باألصالة لإلنسان الكامل ال غير"(.)32
وهكذا آمن النابلسي بأن تكريم اإلنسان –من الناحية الوجودية -إنما جاء
ضا -من الناحية المعرفية -إليلتبعيته لتلك الحقيقة المحمدية ،كما يرجع تكريمه أي ً
حسن إتباعه للرسول صلي هللا عليه وسلم .فإنه "صلي هللا عليه وسلم النوع
اإلنساني الكامل ،وورثته ملحقون به في معني كماله ومبني جالله وجماله ،ألنهم
أصحاب بصائر ببركة متابعتهم له"( .)33ولهذا كان البشر مختلفين في تحققهم
بالكمال ،فمنهم الناقص ومنهم الكامل .والنقص والكمال يتفاوت فيه البشر علي
حسب قربهم أو بعدهم من أنواره" ،فمنهم كامل اإلنسانية ،ومنهم الناقص الذي
استولت عليه الحيوانية ،فترك اللذائذ الروحانية ،وتبع الشهوات الجسمانية"(.)34
واإلنسان الكامل– في تصور النابلسي -هو أكثر البشر اقترابا ً من أنواره
صلي هللا عليه وسلم .كما أنه أكثر البشر تحققا ً باليقين؛ فاشتغل بالخالق وغفل عن
الخلق .والغافل الناقص :هو من اشتغل بالخلق ،وغفل عن الحق المتجلي علي
الوجود كله .فهناك "قسم ينظرون إلي ذلك المخلوق من حيث هو مخلوق في
صورة مخلوقة خاصة ،فيشتغلون بإدراكه ،ويغفلون عن مالحظة أمر هللا تعالي
القيوم علي ذلك المخلوق ،وهذه أحوال أهل الغفلة والغرور .وقسم ال ينظرون إال
ألمر هللا تعالي القيوم علي ذلك المخلوق ،ونظرهم ذلك بأمر هللا تعالي أيضاً،
والمخلوقات كلها عندهم مظاهر أمر هللا تعالي الحي القيوم ،فال يرون شيئا ً من
حيث هو شيء ،وإنما يرون األشياء صادرة عنه تعالي كمن ينظر في كتاب
فيشتغل بمالحظة معانيه وبتدبير ما تشير إليه حروف كلماته من الفوائد ،وال
يالحظ صور حروفه وال ألوان الحبر"(.)35
والتقسيم السابق من النابلسي ألصناف البشر ال يتحدد إال علي حسب الترقي
في درجات اليقين باهلل .تلك الدرجات التي تحدد الراية الشمولية والمحيطية من
اإلنسان الكامل للوجود ككل .فكلما يزيد اليقين كلما تنمحي ذاتية اإلنسان الكامل،
وكلما تنمحي ذاتيته كلما زاد كشفه ومعرفته لحقائق الوجود .ولهذا يقع اليقين– في
تصور النابلسي -علي ثالثة مراتب:
المرتبة األولي( :علم اليقين) :وهي أحد ثمرات خروج العبد عن نفسه إلي
طاعات ربه ،فيغفل العبد عن األثر ويبقي بالمؤثر الباقي .وفي تعريف تلك المرتبة
ذكر أن" :اليقين باهلل تعالي وهو سكون القلب إلي الشيء والطمأنينة به حتى ال
يبقي في القلب حركة إلي سواه بالكلية –خروجك -أيها المريد أي إعراضك
7
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
إعراضا ً وجدانياً ...بحيث ينمحي تعين وجودك من عين بصيرتك وتجد الحق
ظاهرا ً للحق ألنك معدوم وهو موجود"(.)36
المرتبة الثانية( :عين اليقين) :وهي المرحلة التي يرتقي العبد فيها عن الوجود
كله ويبقي بواجد هذا الوجود؛ ويدرك أنه أحد تجلياته .و"وهي وجدان ذلك في
نفسك وشهوده فيك وذوقك له بحيث تستغني عن حكايته وعن االستدالل علي
صحته"(.)37
المرتبة الثالثة( :حق اليقين) :وهي التي تحوي كمال شهود العبد لربه ،فيشهد
ما يلوح –أو يرد له -من جناب الحق .فيري تجليات الحق ظاهرة تمأل الوجود.
ولذلك هي مرتبة أهل الكشف والوجود ،المتحققين "بكمال الشهود :أي المعاينة،
ودوام المراقبة بصفاء قلوبهم ،وخلوص بصائرهم علي وجه اليقين للمعات بوارق
أنوار الوجود الحق الحقيقي من صفحات تقلبات آثار األسماء الربانية ،ومتلوات
آيات أسرار التجليات الرحمانية"( .)38والنابلسي يعني بالتجلي هنا :انكشاف
الحقائق في عين اإلنسان الكامل؛ فيدرك وجه الحقيقة من خلف كل عدم فاني؛
"فإن هللا تعالي متجل ومنكشف بحقائق األشياء الصادرة عنه تجليا ً وانكشافا ً تاما ً
بالوجود الحق ،فالوجود له تعالي ،والظهور له باألشياء؛ ألنها آثار قدرته وإرادته
وعلمه"( .)39ولهذا كان الوصول عند اإلنسان الكامل يعني مشاهدة–الوحدانية -هلل
تعالي في وجوده .فيعرف أن "هللا سبحانه وتعالي الموجود وحده فقط
بالوجود"( .)40فال يتأتى ذلك إال بتحققه بوسائل الكمال الروحي .تلك الوسائل التي
ترتبط لدي النابلسي بتصوره لإلنسان الكامل.
ً
ثانيا :وسائل التحقق برتبة اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي:
8
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
وفي هذا التعريف نجد أن النابلسي صرح بأن أهم صفات اإلنسان الكامل؛
التحقق بالعلم والعمل معاً؛ وذلك يعني قيام اإلنسان بما ُخلِقَ له قوالً وفعالً .ومن
هنا جاء تكريمه وأفضليته علي غيره من المخلوقات؛ حيث إن تكريم "اإلنسان
الكامل في مرتبتي العلم والعمل إلي ربه تعالي الذي هو أصله ألنه الظاهر علي
أثره"( .)43ففي هذا النص يصرح النابلسي بأن اإلنسان الكامل هو الخليفة الذي
يتجلي الحق عليه بصفاته التي تفرقت في الكون .وهذا يؤكد أنه هو الذي يطبق
بالعمل ما يتحلي به من علوم ومعارف إلهية؛ ومن ثم يقوم بوظيفته المعرفية
والوجودية والتربوية التي ُخلِقَ لها .وبذلك يكون "التصديق عمالً لباطنه ،جعله
عمالً من ظاهره داخالً فيه تحقيق الكمال التصافه به"(.)44
وهنا يفرق النابلسي بين اإلنسان الكامل ،واإلنسان العامل .فاألول :هو
المتحقق بالخالفة ،ألنه ارتفع بإنسانيته إلي روحانيته ،فتحققت فيه صفات العلم
والعمل .أما الثاني :فهو القاصر في العلم والعمل ،حيث غلب حيوانيته علي
إنسانيته ،وبهذا ال يتسنى له الكمال أو الخالفة؛ "فما صحت الخالفة التامة الكاملة
من الحق تعالي علي جميع المخلوقات إال لإلنسان الكامل الذي غلبت إنسانيته علي
حيوانيته وأما اإلنسان القاصر الذي غلبت حيوانيته علي إنسانيته فهو ...يسمي
عامالً حينئذ ال خليفة كامالً"( .)45وفي ذلك يؤكد النابلسي علي أن كمال أي إنسان
يتحدد بمقدار علمه وعمله .حيث إن "العبد كلما ازداد علما ً باهلل تعالي ازداد خوفا ً
منه تعالي وخشية وهيبة وتعظيما ً وقربا ً إليه تعالي فيزكو علمه ويكثر ثوابه وتزداد
مزيته وترتفع رتبته عند هللا تعالي"(.)46
وبذلك يؤكد النابلسي أن اإلنسان الكامل هو الذي تحقق بالكمال الروحي في
الظاهر والباطن .وبهذا يجمع بين فضائل العمل الدنيوي –من الطاعات والعبادات-
والعلوم اإللهية القلبية .حيث إن":الفضائل إنما هي بالعلوم اإللهية والتجليات
الربانية ،واألحوال القلبية ال بمجرد األعمال البدنية ونوافل العبادات والطاعات...
إنما هؤالء فضلوا عنده بحسب أحوالهم الباطنية ،وحرمة األدب معه في الظاهر
والباطن ،وكمال أذواقهم وزيادة حبهم له ،واحترامهم وتعظيمهم الالئق به ،في
ظواهرهم وبواطنهم"(.)47
وبهذا يتبين أن اإلنسان الكامل هو الصادق قوالً وفعالً؛ وأن ال ُك َّمل "هم
الصادقون في أقوالهم وأفعالهم ،ال يتكلمون إال بما فتح هللا عليهم به من العلوم
اإللهية"( .)48كما يتبين أن اإلنسان الكامل هو الصادق في تحصيل مقام القرب من
هللا .حيث إن الحق خلقنا علي "نشأة إنسانية كاملة بالشهود وناقصة بالغفلة ،ولهذا
قال تعالي لنبيه الذي ناشئ مثل نشؤهم إنسانا ً كامالً"(.)49
9
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
ومن هنا يؤكد النابلسي علي أن الترقي في مدارج الكمال الروحي ال يتحقق
إال بحسن اإلتباع للرسول عليه الصالة والسالم ،بالظاهر وبالباطن؛ أي بالعلم
والعمل .فإن "أردت الوصول إلي هللا تعالي ...فألزم متابعة النبي صلي هللا عليه
وسلم وواظب علي العمل بسنته أوالً أي في ابتداء شروعك قوال بحيث ال تقول إال
ما قاله عليه السالم .وفعال بحيث ال تفعل إال ما فعله عليه السالم ،ظاهرا ً بأن
يكون ذلك في ظاهر جوارحك ،وباطنا ً بأن يكون ذلك في باطنك أيضا ً أي في قلبك
ونيتك"( .)50فالكمال ال يتحقق إال لمن جمع بين فضيلة العلم -والمعرفة -باهلل ،وبين
حسن اإلتباع واالجتهاد .فمن "أضاف بعد ذلك إلي علمه فضيلة سلوك واجتهاد
صار من ال ُك َّمل ومن وقف مع علمه صار من العارفين ...ومن خالف الشريعة ولم
يتقيد بأحكامها ال يصير من الكاملين"(.)51
وال يتحقق ذلك الكمال الروحي –في تصور النابلسي -إال بمجاهدة النفس
وتزكيتها .حيث إن هللا "أمرك بالقيام والثبات والرسوخ والمداومة ،واالستقامة في
جميع أمورك"( .)52فاستقامة النفس شرط أساسي للتحقق باألخالق اإللهية؛ ومن ثم
دخول الحضرة اإللهية .وذلك يتأتى "بالتخلق بأخالق هللا تعالي ...بحيث يقابل كل
خلق منه بخلق إلهي ،بتبدل الحرص منه إلي الخير ،والبخل إلي منع الشر،
سئلوالحسد إلي الغبطة؛ وتذهب األخالق السيئة ،وتأتي األخالق الحسنة .كما ُ
()53
الجنيد –رضي هللا عنه -عن المعرفة والعارف؛ فقال :لون الماء ،لون إنائه" .
وفي ذلك يتفق مع الجنيد(ت298هـ)( .)54حيث إن التخلق باألخالق اإللهية ال
يتحقق إال إذا اتبع الجسد ما في الروح من نقاء وطهارة.
فتجلي الحق بصفاته علي آدم وبنيه –في تصور النابلسي -ال يكون علي
حسب قربه أو بعده عن المعاصي" ،فنقش الذات والصفات واألسماء واألفعال
واألحكام ظهر بظهور آدم ،ولكن من بنيه من محا بعض ذلك النقش بغلبة
الحيوانية عليه وضعف اإلنسانية الكاملة فيه"( .)55وإذا كان نقص اإلنسان –في
تصور النابلسي -يكون بغلبة صفات الحيوانية ،فإن اإلنسان الكامل هو الذي تقوى
وتسمو فيه صفات اإلنسانية ،وتضعف صفات الحيوانية .ولهذا صرح بأن اإلنسان
عزل،الكامل هو المعزول عن كل ما يشغله عن الحق سبحانه؛ "فالكامل المذكور ُ
أي عزل هللا تعالي نفسه عن التصرفات البشرية لذهاب ظلمة الطبيعة عن عين
بصيرته وإشراق نور اإليمان في قلبه ،فتبدلت بشريته بملكيته ،وزالت عنه ظاهرا ً
وباطنا ً جميع الحركات والسكنات النفسانية بالكلية"(.)56
ومما سبق يتضح أنه :ال يتسنى لإلنسان– في تصور النابلسي -تحقق اإليمان
والتوحيد والمعرفة واليقين باهلل إال بتزكية النفس .حيث إن" :التوحيد واإليمان
والمعرفة واإليقان ،صفات كمالية مفروضة علي كل إنسان مكلف ...فمن قامت به
فهو الموحد المؤمن العارف الموقن"( .)57واإلنسان الكامل –فقط -هو الذي يتحقق
10
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
بها؛ ألنه قطع عقبات النفس -وفي نفس الوقت -تأهل الستقبال اإللقاء اإللهي
واإلمداد للخلق .فال يتحقق بالكمال إال "العباد الصالحين ،فما وصفوا بالعبودية
والصالح إال لرجوعهم إلي هللا تعالي من حيث وجود ذواتهم وجميع أعمالهم في
الباطن والظاهر فكان هللا تعالي ظاهر لهم عندهم وهم ظاهرون به تعالي عند
غيرهم"( .)58وليؤكد النابلسي مراميه استدل في ذلك بقوله عز وجلَ ( :والَّذِينَ
َّللاَ لَ َم َع ال ُمحْ ِسنِينَ )( .)59وليزيد األمر وضوحا ً
سبُلَنَا َوإِ َّن َّ
َجا َهدُوا فِينَا لَنَ ْه ِديَنَّ ُه ْم ُ
استدل بعبارة أبي يزيد البسطامي (ت261هـ)" :لو نظرتم إلي رجل أعطي من
الكرامات حتى يرفع في الهواء فال تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند األمر
والنهي وحفظ الحد وأداء الشريعة"( .)60فاهلل ما خلقنا إال للتحقق بصدق العبودية له
سبحانه؛ ولم يكن كمال النبوة لمحمد صلي هللا عليه وسلم؛ إال ألنه تحقق بصدق
العبودية هلل ،فمنحه هللا غزارة المعرفة والعلم( .)61وقد اتفق معظم الصوفية علي أن
مجاهدة النفس وتصفيتها من عالئق البدن وسيلة لنيل المعرفة والكشف( .)62فهي
تجعله يعود من تجربته وهو أكثر وثاقة من صدقة وقوة يقينه(.)63
وقد اعتد النابلسي بدور العقل إلي جانب القلب كأدوات للكمال الروحي.
فالعقل– في تصوره -هو أداة التكليف والتشريف لإلنسان دون غيره من
المخلوقات؛ بحيث ال يتحقق قرب اإلنسان من ربه إال إذا اقترب العقل مما يرضي
ربه .كما ال تتحقق تزكية النفس وتشريفها إال به؛ فهو وسيلة لتزكية النفس؛ ومن ثم
وسيلة للكمال الروحي عند النابلسي .فقد استوجب علي كل طالب للكمال الروحي
أن يبدأ "بتسليك النفس علي طريق المخالفة علي كل حال .فإنها ال تأمر بخير أبداً،
إال إذا تأدبت بآداب العقل ،والرعونة في طبعها ال تزول ،ومتى خرجت عن حكم
العقل عليها ،عادت إلي ما هي منطبعة عليه من الشر والفجور"(.)64
ومن هنا يتميز عقل اإلنسان الكامل -في تصور النابلسي -بأنه مسيطر علي
رعونة النفس؛ "فإذا ضجرت نفسك من شيء من ذلك ،بمقتضي الطبيعة البشرية،
قم عليها بروحانيتك وعقلك ،وازجرها ،واقهرها على تجرع جميع ذلك"( .)65وال
يتحقق بهذا إال اإلنسان الكامل الذي "يشهد أن هللا تعالي خلق لعباده المكلفين جزءا ً
يختارون به الخير والشر وهو العقل وجعله مناطا ً للثواب والعقاب ،وهو جزء ال
يتجزأ في اإلنسان يقوى ويضعف بحسب االطالع علي مصنوعات هللا تعالي .وهو
بيد هللا تعالي يصرفه حيث يشاء"( .)66ولهذا يكون الكمال -في تصور النابلسي-
درجة عالية ال يصل إليها إال من تحقق بشروطها؛ من العلم والعمل .حيث إن
"الكمال أعلي مما يخطر في قلوب القاصرين وأسنى مما توهمه نفوس
الجاهلين"(.)67
ومما سبق يتضح تأكيد النابلسي علي أن التفاوت بين البشر -في تحقيق
الكمال الروحي -مرجعه إلي قرب العقول والقلوب من هللا .وفي ذلك يستدل باآلية
11
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
سنة هللا في أرضه؛ تلك السنة يجب أن تقطع عن اإلنسان الكامل كل تعلق له عما
سوى هللا .فيؤمن بأن" :درجات القرب إلي هللا تعالي ،ال نهاية لها في الدنيا وال في
اآلخرة ...والتجليات ال نهاية لها ،والحجب ال نهاية لها ،والكشوفات ال نهاية
لها"( .)70وهنا يستدل بما قرره ابن عطاء هللا عن شيخه أبي العباس المرسي:
"ونقل ابن عطاء هللا السكندري في التنوير في إسقاط التدبير عن شيخه أبي العباس
المرسي رضي هللا عنه أنه كان يقول :لن يصل الولي إلي هللا حتى تنقطع عنه
شهوة الوصول إلي هللا تعالي"( .)71ومن هنا يتضح لنا خطأ بعض الباحثين الذين
اعتبروا أن شخصية اإلنسان الكامل معارضة لحقيقة اإلسالم(.)72
كذلك اعتد النابلسي بدور القلب في تحقيق الكمال الروحي؛ فقلب اإلنسان
الكامل هو القلب الذي بقي علي حالة اإليمان والطهارة منذ عالم الذر إلي ما شاء
هللا؛ "فكل من أ ُ ِخذَ عليه الميثاق في عالم الذر صحا من سكرة شراب المحبة اإللهية
التي شربها بكأس (ألَ ْستُ بِ َر ِبّ ُك ْم)( .)73وذلك ل ّما نزل إلي هذا العالم ،والتهى
بزخارفه ،فنسي ما كان فيه من قبل .أما الفؤاد الذي لي فإنه ما صحا من ذلك
سكر الذي كان فيه"( .)74فقلب اإلنسان الكامل –فقط -هو القلب الذي يتسع لتلقي ال ُّ
المدد العرفاني من هللا .وبفضل ذلك المدد كان دائم الترقي؛ "فكلما رقي إلي رتبة
في القرب اإللهي وجد الرتبة التي كان فيها قبل ذلك غيا ً وحجابا ً فيستغفر هللا
منها"( .)75ونستنتج من ذلك أن قرب القلب من هللا هو المحدد الوحيد التساعه
بالعلوم والمعارف.
فالوسع في تصور النابلسي يعد "وسع إيمان ،ال وسع إدراك"( .)76وبفضل
هذا الوسع يتجلي الحق علي قلب اإلنسان الكامل بأسمائه وصفاته .كما يعد هذا
الوسع –في حد ذاته -وسيلة لتدرج ال ُك َّمل في مدارج الكمال الروحي؛ "فالفيض
اإللهي الوارد عليهم علي قدر وسع قوابلهم وكم بين قابلية الكامل من أهل هللا وبين
قابلية المريد الطالب"( .)77ومن هنا يتبين لنا أهمية دور اإلنسان الكامل كحلقة
وصل بين هللا والعالم ،فيتلقي من هللا ويمد العالم .ولهذا كان قلبه هو مرآة الحق
التي يظهر عليها تجلياته" :فكل شيء ظهر في هذا الوجود الحادث ،فهو صورة
الحق تعالي ،ظهرت في مرائي صفاته"( .)78وذكر أيضاً :أن "القلب موضع جمع
هذه األشياء كلها علي اختالفها وتنوعها ،ومنه صدورها علي تباينها وتضادها...
وهي صورة حسن الحق سبحانه وتعالي ،ألنها صورة جميع صفاته تعالي
وأسمائه ،فهي آثار الحق سبحانه ،حيث إن األثر يدل علي المؤثر"(.)79
والجدير بالذكر أن النابلسي قد استعمل عدة صفات لإلنسان الكامل منها:
ي) ،أو (الوارث المحمدي) أو (خواص أهل هللا) أو (ال ُك َّمل من البشر).
صفة (الول ّ
12
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
وفي ذلك داللة في غاية األهمية؛ وهي أن كل فرد من أفراد البشر يستطيع التحقق
بتلك المرتبة ،ولكن بشروطها .ولهذا فرتبة اإلنسان الكامل -في تصور النابلسي-
ليست حكرا ً علي بعض البشر دون غيرهم ،وال تختص بزمان دون زمان .بل
صرح النابلسي أنها رتبة موجودة في كل زمان ومكان إلي يوم القيامة "فهم
موجودون في الناس إلي يوم القيامة وبيدهم تدبير العالم الدنيوي باألنفاس
واألحوال ،فكل نفس يتنفسه المخلوقون يكون فيه الظهور لواحد منهم يحكم مقامه
الخاص ...يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله وينكره من ينكره"( .)80وذكر أيضا ً
أنه موجود بين الناس ،غير مفارق لهم إال بدخوله في الحضرة اإللهية؛ ولهذا
"فالعارف كائن بائن ،أي موجود مع الناس ولكنه مفارق لهم"( .)81فال يمنعه
االختالط بالناس أن يستغرق في الوجود الحق في كل وقت .ولهذا يجب علي
اإلنسان الكامل "أن يكون ظاهرا ً أي بحسب الظاهر مع الخلق مساويا ً لهم في
الكالم واألكل والشرب والمجالسة وجميع ما هم فيه من األفعال المباحة ...ويكون
باطنا ً أي بحسب الباطن وحقيقة األمر مع الحق تعالي مستغرقا ً في شهوده سبحانه
ال يتحرك في باطنه أو ظاهره إال به تعالي وال يسكن كذلك إال به وال يتكلم إال به
معه"(.)82
ولهذا نظر النابلسي إلي رتبة اإلنسان الكامل علي أنها رتبة تتحقق في أي
زمان ومكان .وتتحقق كذلك بين الرجال والنساء علي حد سواء؛ "فاإلنسان الكامل
موجود في كل زمان ومكان والفرق بين الساحر وهذا اإلنسان الكامل خصوص
الدعوة إلي هللا تعالي وإتباع األنبياء عليهم السالم فيما جاءوا به فإن الساحر يدعو
إلي الكفر والبدعة وهذا يدعو إلي اإليمان والسنة"( .)83ولكن وجوده في تصور
الن ابلسي رهن بإيمانه باهلل ،وبإتباعه للرسول صلي هللا عليه وسلم" ،فما يتحصل
من ذلك ألهل اإليمان وإن اختلفت الهيئة الظاهرة بحسب أحوال كل إنسان ،فليس
ذلك بطاعن في حصول التبعية وااللتحاق بأهل السنة والجماعة في جميع
األزمان"(.)84
ولهذا لم تكن درجة الكمال حكرا ً علي الرجال دون النساء؛ بل علي العكس
كانت درجة اإلنسان الكامل في تصور النابلسي للرجال والنساء علي حد سواء.
فكانت منذ القدم لمريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون "إذ كان هللا تعالي من قبل
خلقها -أي امرأة فرعون – للكمال متهيئة له مستعدة لقبوله ...حيث شهد صلي هللا
عليه وسلم لها أي آلسية امرأة فرعون ولمريم بنت عمران بالكمال اإللهي الذي
هو للذكران ؛ أي حاصل للكاملين منهم"( .)85ولكن أيحق له أن يقع في أخطاء؟ أم
هو معصوم عن الوقوع في الزلل؟
ويجيب النابلسي بأنه ليس معصوما ً ،فالعصمة لألنبياء فقط .أما اإلنسان
الكامل فهو محفوظ ،فال يضره ذنب أبداً ،حيث إنه "ليس من شرط صاحب اإليمان
13
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
الكامل الحقيقي ،اجتناب الذنوب والمعاصي وإال لثبتت العصمة له .والعصمة
ليست ثابتة إال لنبي أو ملك .وأصحاب اإليمان الكامل محفوظون ال معصومون.
ومعني الحفظ أن ال يضرهم ذنب أبداً ،ال معني الحفظ أن ال يصدر منهم ذنب .فإن
ذلك معني العصمة ال الحفظ"( .)86ولهذا نجد ابن تيمية (ت728هـ) يؤكد علي ذلك
بقوله :لما كان ولي هللا يجوز أن يغلط -ألنه ليس بمعصوم كاألنبياء -لم يجب علي
الناس اإليمان بجميع ما يقوله من هو ولي هلل لئال يكون نبياً ،بل وال يجوز لولي هللا
أن يعتمد علي ما يلقي إليه في قلبه إال أن يكون موافقا ً للشرع( .)87وزاد الغزالي
األمر إيضاحا ً عندما قال إن الولي قد يكون في بعض األوقات يغيب عن شعوره
بنفسه ،ووراء هذه الحقيقة أسرار ال يجوز الخوض فيها( .)88وأما السهروردي
(ت632هـ) فقد قرر :أن مشاهدة العبد لصفات الحق ،ومشاهدة آثار عظمة الذات،
قد تستولي علي باطنه ،حتى ال يبقي له هاجس وال وسواس(.)89
ولكن النابلسي ينبهنا إلي حقيقة هامة؛ وهي أن اإلنسان الكامل قد يكون خفيا
غير ظاهر .فقد أخفاه هللا ولم يظهره إال لخواص عباده ،حتى ال يكيد به الحاقدون
عليه ممن ليسوا في رتبته" ،فلو اتفق أن ذلك اإلنسان الكامل ظهر ،وهو ظاهر بين
الخلق ولكن أين من يعرفه ،الحتج عليه كل من يراه من هؤالء الظاهرين بزي
العلماء المغرورين في هذه الدنيا بأنه مخالف للسنة نابذ ألحكام الرب عز
وجل"( .)90وليدعم النابلسي رأيه يستدل بما قاله" :ابن عطاء هللا" :سبحان من لم
يجعل الدليل علي أوليائه إال من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم إال من أراد أن
يوصله إليه"( .)91وال يدرك اإلنسان الكامل ذلك إال إذا تعلق بمدد من النور
المحمدي .حيث إن "غاية وصول السالكين إلي هللا تعالي وصولهم إلي النور
المحمدي الذي منه كل شيء ،وهو من نور هللا سبحانه وتعالي"( .)92وهذا هو وجه
الحقيقة الذي يبتغيه اإلنسان الكامل؛ حيث إنه" :صلي هللا عليه وسلم حقيقة الكمال
في النشأة اإلنسانية التي يظهر بها كل ولي"( .)93ومن هنا يؤكد النابلسي علي
حقيقة البُعد الوجودي والمعرفي لإلنسان الكامل وعالقته؛ ذلك البعد الذي ال يظهر
أثره إال بإدراكه لوجه الحقيقة التي تمأل الوجود.
ً
ثالثا -اإلنسان الكامل والفناء يف وحدة الوجود عند عبد الغني النابلسي:
إذا كان اإلنسان الكامل هو السبب والواسطة في إمداد العالم بنعمة الوجود
والمعرفة؛ فإنه أيضا ً السبب في إدراك حقيقة الوجود .فقد آمن النابلسي بأن اإلنسان
الكامل بوصفه مخلوق علي صورة الرحمن هو الوحيد الذي كانت له المناسبة التي
تحققه بالدخول في حضرة الكشف والشهود .حيث ال يشهد الحق تعالي علي
التحقيق إال المحمدي الكامل( .)94الذي له "الوصول إلي حضرة الشهود والتحقق
بمقام الفناء"(.)95
14
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
وهنا يصرح النابلسي بأن اإلنسان الكامل ال يصل حضرة الشهود -ومن ثم
الترقي في مراتب الكمال الروحي -إال بتحققه بالفناء .فال يصل إلي تلك الدرجة إال
من تحقق بالطاعة الخالصة هلل؛ "فالطاعة الخالصة له سبب الوصول إليه،
والتحقق بالفناء في وجوده الحق"( .)96وبهذا يكون الفناء بجميع درجاته هو أعلي
مراتب المعرفة باهلل؛ تلك المعرفة التي تحقق المناسبة بينه وبين خالقه.
ويقسم النابلسي الفناء إلي درجات :المرحلة األولي هي (الفناء عن السوي،
أو االضمحالل) :وفيه يفني العبد عن الوجود الظلماني ،وهو عالم األجسام
والصور .فيفني العبد حتى عن شعوره وعن كل ما سوى هللا .حيث ال يتحقق-
اإلنسان الكامل -بالمعرفة باهلل إال إذا تخلص من الوجود الظلماني الذي بداخله.
وذلك بخالف الوجود النوراني ،الذي يتحقق به اإلنسان الكامل .فإذا "ذهب المريد
عن هذا الوجود المذكور بشهود الحق تعالي فيما كان يشهده من قبل من ذاته
اضمحلت ذاته بالكلية فزال عنه الوجود الظلماني"(.)97
وهنا يتحقق بالمرحلة الثانية من الفناء ،فالفناء الثاني( :فناء الفناء) :هو
الفناء عن الوجود النوراني ،ولهذا أطلق عليه النابلسي فناء الفناء؛ وهو أن يذهب
من قلب المريد اإلحساس بالفناء -أيضا ً -أي كما ذهب الشعور في الفناء األول
بالسوي ،فال يبقي في المريد للوجود الروحاني منه شعور وإحساس مطلقاً .فتفني
عن فنائك األول ،حتى تشهد ما فنيت عنه في ما فنيت فيه .وفي تلك الدرجة تظهر
بوادر التحقق بالبقاء .ويكون معني الفناء في تلك المرحلة" :االضمحالل والذهاب
بالكلية وهو أعلي من األول ألنه ال يكون إال بعده فهو أرقي منه وهو فناء الفناء.
فجميع ما يظهر لك من تجلي الحق تعالي في الفناء تفنيه في هذا الوجه الثاني حتى
يفني فنااك األول فتشهد ما فنيت عنه في ما فنيت فيه ،وهذا هو البقاء بعد الفناء
وإنما سمي الفناء الثاني ألن فيه فناء الفناء األول ،وإن كان فناء الفناء بقاء"(.)98
أما المرحلة الثالثة :وهي (الفناء المطلق) :أو الفناء التام؛ وهو تتمة
مراتب الفناء عند النابلسي .وفيه يخلع الحق علي عبده بعضا ً من صفاته ،فيفني
عن صفاته البشرية ويبقي بصفاته الربانية .فيصير عبدا ً ربانيا ً يقول للشيء كن
فيكون ،وهي مرتبة العالم الرباني .فيقيمه الحق في الوجود الحق ،بصفاته
وأسمائه ،وهو األمر الذي يعنى بزوغ تحققه بوحدة الوجود .فذكر في تلك الدرجة
أنها" :الفناء المطلق وهو فناء الفناء الذي هو فناء الذات الظاهرة له بعد فناء جميع
األغيار ... ،فإذا فني عن جميع ذلك يخلع عليه حينئذ أي يلبسه هللا تعالي خلقة
الوجود الحقاني أي الذي هو حق في حقيقة األمر ،حتى يتصرف في ذلك الوجود
الحقاني باألوصاف اإللهية التي هي للحق تعالي ،فتصير قدرته قدرة هللا تعالي
وإرادته إرادة هللا تعالي وسمعه وبصره وهكذا إلي آخر صفات األوصاف فيذهب
15
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
العبد ويظهر الرب عز وجل في بصيرة ذلك العبد التي ذهبت وظهر علم الحق
تعالي ،ويتخلق ذلك العبد حينئذ باألخالق الربانية فيقال له العالم الرباني"(.)99
وهكذا يعطي اإلنسان الكامل للربوبية حقها باإلطالق ،وللعبودية حقها
بالتقييد" ،وهذه رتبة الكاملين الذين ينظرون بعينين ال بعين واحدة ...والكامل في
المعرفة من جمع بين المقامين ووقف في الحقيقة البرزخية ،وذلك ألنه البد من
حق وخلق ،إذ لوال الحق ما عرف الخلق ،ولوال الخلق ما عرف الحق"( .)100وهنا
يتفق النابلسي مع ما أقره البسطامي من أن":أوفي صفة للعارف أن تجري فيه
صفات الحق ،ويجري فيه جنس الربوبية"( .)101وبهذا يتحقق العبد بأعلى مراتب
الكمال؛ فتجري فيه صفات الحق .ومن "فني فيها بعد مالبسته إياها فهو
الكامل"( .)102وبهذا يتضح لنا اتفاق البسطامي والنابلسي في أن الكمال الروحي ال
ينفك عن التحقق بالفناء .كما يتفق النابلسي أيضا ً مع أستاذه ابن عربي
(ت638هـ) ،الذي قرر أن فناء اإلنسان الكامل عن كل ما سوى هللا تعالي ،يؤهله
ألن يبقي بصفات هللا ووجوده( .)103فحقيقة اإلنسان الكامل تطابق الحقيقة اإللهية،
أو حقيقته تماثل الهوية الذاتية في كل أحكامها وصفاتها(.)104
ومن هنا يكون الفناء بدرجاته -في تصور النابلسي -هو الذي يحقق كمال
شهود اإلنسان الكامل للحضرة اإللهية .وبذلك يكون الحق "هو الظاهر لك بعد
ذهاب ظلمة طبعك عن عين بصيرتك كما ذكرنا ،ففيه تري الحق تعالي ظاهرا ً في
جميع الوجود ال يخلو عنه ظهور شيء مطلقاً"( .)105فبالفناء يضمحل الوجود كله
في نظر العبد؛ وحينئذ يبقي بالحق المطلق باإلطالق الحقيقي المنزه عن كل شيء.
وبذلك يضمحل العبد بالكلية؛ فيفنى حتى "عن نفسه أيضا ً فال يشعر بها وال يدركها
بحيث لم يبق في نظره الظاهري والباطني إال وجود الحق سبحانه وتعالي الوجود
المطلق الحقيقي وال نظر له موجود وإنما نظره وباقي ذاته وصفاته وجميع العوالم
عنده اعتبارات عدمية ...فيرجع الوجود الواحد الحق وجودا ً واحدا ً حقا ً وليس معه
غيره كما هو عليه من قبل"(.)106
وهنا يتحقق اإلنسان الكامل بالفناء في الوحدة التي تمأل الوجود .وهذه النتيجة
أهم ثمرة من ثمرات الفناء عند النابلسي .حيث ال يتحقق اإلنسان الكامل بعد الفناء
إال بتوحيد الوجود كله هلل .فيؤمن بأن "الوجود هو الوجود الحق وحده ...وهو
معني فناء العبد في هللا تعالي المعروف ذلك عند أهل هللا تعالي"( .)107ويتحقق
اإلنسان الكامل هنا بالعبودية الخالصة هلل وحده" ،فيبقى تحت حكم الوارد الحق
وهي حالة أهل الجذب اإللهي بل لم يبق فيك إال إثبات الوجود الحق سبحانه
وتعالي في بصيرتك وبصرك"( .)108وبذلك صح ما قاله بعض الباحثين ،من أن
أعلي وأكمل مراحل الحرية تتحقق في اإلنسان الفاني .والذي يعد بدوره نموذجا ً
أخالقيا ً فريدا ً ،يوافق ويخضع دوما ً لإلرادة اإللهية( .)109ولهذا كان الفناء محض
16
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
فضل من هللا للعبد( .)110ذلك الفضل الذي يتكشف فيه لإلنسان حقائق الغيوب()111؛
ومن ثم يرقي العبد من الموجود ليتحقق بالمعبود(.)112
والجدير بالذكر أن النابلسي يؤكد أن اإلنسان الكامل إذا وصل إلي أعلي
مراتب الفناء ولم يشهد الحضرة المحمدية ،ولم ينهل من علومها ،فهو غير تام في
ضا -علي أن الغفلة عن شهود مقامه -صلي الكشف والمعرفة .ويؤكد النابلسي– أي ً
هللا عليه وسلم -يحرم العبد من اإلمداد الرباني ،بالعلوم والمعارف .وفي ذلك
يصرح بأن" :شهودك الحضرة المحمدية وهي حضرة النور المطلق عن سائر
الموجودات ألنها كلها منه وهي مقام اإلمداد لك من هللا تعالي بشرط أن تزهد في
كل شيء سواها من خير أو شر ،وأما شهود هللا تعالي مع الغفلة عن شهود هذه
الحضرة المحمدية فال إمداد فيه بل هو يسلب اإلمداد كله ...وال يصل إلي شيء من
علوم الحقائق واألسرار العرفانية وال له يفتح باب الفهم في الكتاب والسنة"(.)113
وبتحقق اإلنسان الكامل بالحضور واالستمداد من الحضرة المحمدية يدرك فناء
الكون كله في الوجود الحق .فبه صلي هللا عليه وسلم يعرف اإلنسان الكامل "فناء
الكون في تجلي نور الوجود الحق فقد حاز أسرار الطريقة المحمدية وتحقق بعلوم
األنبياء واألولياء"(.)114
وبهذا يشهد اإلنسان الكامل أن الوجود الحق قد عم كل شيء ،ويشهد تفصيل
كل الموجودات من أنوار الحقيقة المحمدية؛ وهذه هي الغاية التي يسعي إليها
اإلنسان الكامل .فيكشف عن الحق في عين الخلق ،وعن الوحدة في عين الكثرة.
وبال شك "عند العقالء جميعا ً أن الوجود الواحد الحق مستغني عن كل ما سواه من
صور العالم وتقاديرهم وتعينات أرواحهم ونفوسهم وأشباحهم وجميع أحوالهم ألنه
الوجود المطلق حتى عن قيد اإلطالق وجميع العوالم كما ذكرنا مفتقرة إليه لتظهر
به وتتعين فيما هي متعينة به مما ذكرنا وهذا معني وحدة الوجود"(.)115
وهنا يؤكد النابلسي أن حقيقة الكمال الروحي ال تتحقق إال إذا تحقق العبد
بتوحيد الوجود كله هلل .وهذه الحقيقة ينقسم البشر في تحققهم بها إلي ثالثة أقسام:
فصرح بأن القسم األول( :العامة) :وهم من يعلمون مجرد علم؛ بتلك
الوحدة–الوجودية -من غير كشف أو شهود لتلك الوحدة .فيقرون أن كل المخلوقات
هي مخلوقاته في تقاديره وتصاويره سبحانه وتعالي من غير كشف أو شهود لذلك
األمر .فقال النابلسي عنهم" :واعلموا أن القائلين بوحدة الوجود علي أقسام منهم
من يعلم مجرد علم من غير ذوق وال شهود وهم العامة من أهل طريق هللا تعالي
أن الوجود الواحد الحق سبحانه وتعالي في الخلق أي في جميع المخلوقات علي
معني أن المخلوقات كلها قائمة به وهي كلها تقاديره وتصاويره"(.)116
17
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
18
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
ويكاد كالم النابلسي هنا يتطابق مع تصور ابن سبعين (669 -614هـ)
للمحقق الذي ال يمنعه كشفه أن يشهد الحق في عين الخلق والخلق في عين الحق.
فالمقرب –في تصور ابن سبعين -يرى أن الخلق عين الحق ،فال اتصال وال
انفصال ،وال قرب وال بعد ،وال عدد وال معدود ،وال شيء غير محض الوجود،
وعندئذ يتحقق بحذف التقسيم في الوجود والقول بإطالق وحدته( .)124ولهذا أرى
أن الكمال الذي يتحقق به (المحقق) أو (المقرب) عند ابن سبعين ال يخرج عن
إسقاط اإلثنينية من الوجود ،والنظر إلي كل شيء في ضوء الوحدة .فقد ذهب إلي
أن" :أسباب الكمال عند المحقق األول زمان حائل ومكان آفل ،ومضاف زائل،
وطالب نائل ،وخبير خبره ذات مخبره ،وعليم علمه عين معلومه ،وحصر ممتد،
وقضية تجدد ،وفرع هو ذات أصله ،ونوع ال عموم لجنسه"(.)125
ولكن إذا كان النابلسي ينادي بوحدة الوجود وابن سبعين يؤمن بالوحدة
المطلقة؛ فإن هناك ما يختلف به النابلسي عن ابن سبعين .فقد آمن األخير بأن
المقرب أو المحقق حين يطلق الوحدة ينبغي أن يخلص عن كل األوهام؛ فال يقف
مع وهم اإلثنينية؛ ذلك ألن الوحدة لديه تعد وحدة مطلقة .ولهذا كان المحقق أو
المقرب عند ابن سبعين هو الذي أسقط الكثرة من الوجود ،وجعل الكمال لمن
تحقق بالوحدة المطلقة علي الوجه الذي يؤمن به( .)126وذلك بخالف وحدة الوجود
عند النابلسي؛ فهي تجعل اإلنسان الكامل يشهد الوحدة في الكثرة والكثرة في
الوحدة ،وال ينفي الكشف عن إحداهما نفي األخرى .فذكر أن ":الحقيقة الوجودية
مطلقة حتى عن قيد صفة اإلطالق ...وإذا كانت مطلقة باإلطالق الحقيقي فلها
الوحدة"( .)127مما يدل علي أن النابلسي جعل كمال العبد في شهوده للتمييز بين
الحق والخلق ،حيث جعل رتبة خاصة الخاصة لمن تحقق بذلك التمييز والفرق،
"فكل واحد من الخلق غير الخالق وهما ظاهران معا ً والبد من التمييز بينهما
والتمييز أن تدرك أن الوجود الحق الظاهر لك هو الوجود الواحد الحق سبحانه
وجميع ما عداه ليس بموجود أصالً بل هو تقاديره وتصاويره العدمية"( .)128ومن
هنا يتبين لنا غلو الرأي القائل بأن وحدة الوجود تعنى إسقاط اإلثنينية والكثرة في
الوجود العيني ،إذ أن حضرته قد استوعبت كل شيء وألغت كل تفرقة(.)129
وهكذا يكون الكمال عند النابلسي يتحدد في راية التمييز والفرق بين الحق
والخلق ،فالكمال يكمن في تحقق اإلنسان الكامل بمقام الجمع .ذلك المقام الذي
يجعله يشهد الحقيقة "علي وجه الكمال بعيني الجمع في شهود الوجود الواحد
محيطا ً بجميع العوالم الكونية الحسية والمعنوية الجسمانية والروحانية ،والكل
معدوم فان في وحدة الوجود الحق .والفرق في شهود الكثرة المختلفة في هذه
العوالم المؤتلفة وغير المؤتلفة"( .)130وبذلك يكشف اإلنسان الكامل عن سر توحيد
الوجود كله هلل .وبهذا التوحيد يكشف عن تنوع التجلي في الوجود الواحد من
19
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
20
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
فقال" :ونشهد أنه تعالي لم يحل في شيء من مخلوقاته ،وال حل فيه شيء من
مخلوقاته .ألن الحلول إنما يتصور بين الشيئين اللذين يجمعهما وصف واحد .وال
مناسبة بين العبد والرب في شيء من األشياء وال في مجرد الوجود .فكيف يتصور
أن يحل أحدهما في اآلخر ويتحد أحدهما باآلخر ،وذلك فإن وجود العبد وجود في
ذاته .وهو بالنسبة إلي وجود الرب عدم محض"( .)140وذكر أيضاً" :وال يتصور
فيه الحلول في شيء إذ ليس معه شيء غيره ،وال يتحد مع شيء ،إذ ال شيء معه
وإنما جميع األشياء به موجودة"(.)141
فاإلنسان الكامل– في تصور النابلسي -ينظر إلي الكون كله علي أنه مجرد
نسبة في حضرة الوجود ،ال وجود له إال بإرادة الحق؛ "فالوجود واحد في نفسه ال
كثرة فيه أصالً وهو بتمامها ظاهر في كل شيء على التمام من غير تعدد
أصالً"( .)142أما وجود "الكثرة نفسها إنما هي في مراتبه وتقديراته القائمة به،
فالكثرة إنما هي في أسمائه ونعوته ال في ذاته ،فأسمااه ونعوته كثيرة"(.)143
ونستنتج من كالم النابلسي أن الكثرة ليست صادرة عنه من حيث هو واحد" ،وإنما
هي صادرة عنه من حيث ما هو قائم به من األحوال ولهذا لم تبطل وحدته بالكثرة
الصادرة منه"( .)144ولهذا كان اإلنسان الكامل– فقط -هو الذي يدرك أن الكثرة ال
تعداد فيها بوجه من الوجوه؛ ألنها تفيض من سعة الحضرة المطلقة" ،وهذا ال
يعرفه إال المحققون من أهل هللا تعالي دون العامة منهم ألنه مقتضي اإلطالق
الحقيقي"( .)145وهنا يؤكد النابلسي أن اإلنسان الكامل في عالقته بالوحدة يبتعد عن
تجزئة الوجود والظواهر ويتجه لتوحيد الوجود كله هلل .ومن هذا المنطلق يشهد
الحق من خلف كل كثرة ظاهرة؛ في المعتقدات والمقيدات .فيعبد الحق الواحد
المتجلي في الوجود؛ "ولكن ال يفقه الناس تنزيه كل شيء إذ كل شيء له تنزيه
بلسان خاص به ال يفهمه غير ذلك الشيء ،فالتشبيه تنزيه والتنزيه تشبيه وال يفقه
ذلك إال اإلنسان الكامل"( .)146وبهذا يكون بحث اإلنسان الكامل عن الوحدة نتاجا ً
لتذليل تناقضات الوجود ،ومن ثم فهي راية تفترض احتواء الكل(.)147
ً
رابعا :اإلنسان الكامل ووحدة األديان عند عبد الغني النابلسي:
أثبتت الدراسة أن اإلنسان الكامل -في تصور النابلسي -هو الوحيد المهيأ
بسعة قلبه لقبول التجليات اإللهية المتنوعة التي تفرقت في الوجود .وذلك القبول
بوحدة الوجود يستلزم عنه تحققه بوحدة األديان .فاإلنسان الكامل يشهد الحق من
خلف كل مجلي ومعتقد .حيث إن "العالم الكبير مخلوق ليكون مرآة لنا ننظر إليه
سنُ ِري ِه ْم
فنري جميع ما فينا فإذا رأينا جميع ما فينا فقد عرفنا أنفسنا ...فقال تعاليَ ( :
ق َوفِي أَنفُ ِس ِه ْم َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُه ْم أَنَّهُ ال َح ُّق) فقدم الرايا في اآلفاق ألنها
آيَاتِنَا فِي اآلفَا ِ
21
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
مرآة األنفس"( .)148وهنا يظهر أن –النابلسي -كان يبني هذا االعتقاد –بوحدة
ق َوفِي أَنفُ ِس ِه ْم)(.)149
سنُ ِري ِه ْم آيَاتِنَا فِي اآلفَا ِ
األديان -علي تفسيره لآلية الكريمةَ ( :
وقد وصل النابلسي لهذه النتيجة عندما تعمق في تحقق اإلنسان الكامل بمقام
(اإلحسان)()150؛ الذي هو مقام الكشف الكامل للحقيقة الوجودية .فال ُك َّمل من أهل
هللا " ،يحصل لهم مشهد شهود مقام اإلحسان الذي أخبر عنه النبي صلي هللا عليه
وسلم"( .)151ولكي يدعم النابلسي رأيه هنا يستدل بحديث( :اإلحسان أن تعبد هللا
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك)( .)152وبذلك تكون راية اإلنسان الكامل؛
راية شاملة للوجود كله تشمل ما تفرق في الوجود من مظاهر صفات الحق
وأسمائه .وسبب ذلك أنه "يغيب عن نفسه وغيره ،ويحضر عنده ربه متجليا ً بكل
شيء"(.)153
ضا -تفسيرا ً يتفق مع تصوره للرايا ،فقد فقد فسر النابلسي تلك النتيجة– أي ً
ً
جعلها– الرايا -تتحقق لمن يشهد الحق متجليا في كل صور المعتقدات .ولهذا
كانت الرايا عند اإلنسان الكامل ترتبط بتحققه بمقام اإلحسان؛ ذلك المقام الذي
يحقق معني العبودية هلل ظاهرا ً وباطناً .كما يحقق كمال الكشف والشهود للحق–
الظاهر بكل شيء -من خلف كل حجاب ومجلي ومعتقد .ولهذا دقق النابلسي النظر
في عبارة (كأنك تراه)؛ ليؤكد علي أن اإلنسان الكامل -بما حباه الحق من مميزات
وجودية ومعرفية -هو الوحيد الذي يستطيع أن يري الحق من خلف حجاب
المظاهر .فذكر" :لم تر ربك ألنك حادث وهو قديم ،والحادث ال يري القديم ،وإنما
يري مظهره ،ومظاهره كلها حادثة فحادث يري حادثاً ،فهي راية وليست براية،
ومن هنا قيل (كأنك تراه) فالظاهر بكل شيء هو هللا تعالي من حيث أنه األول
والظاهر الذي هو كل شيء"(.)154
فإذا كان اإلنسان الكامل– في تصور النابلسي -هو الذي حقق (المعني
الصوفي) بأن شهد في حال فنائه في الذات اإللهية ،أن ال موجود في الوجود إال
هللا؛ فإنه يشهد (بالمعني الوجودي) أال معبود في الوجود سواه .فيشهد الوحدة في
الكثرة ،ويشهد التنزيه عين التشبيه ،ويدرك أن المطلق باإلطالق الحقيقي هو الذي
يتجلي في المقيدات؛ "فيشهد الوجود الحق المطلق عن جميع القيود اإلمكانية
الفانية"( .)155ولكن في رأيي أن :التوحيد الذي يصل إليه اإلنسان الكامل بهذه
الحيثية عند النابلسي؛ أي بما يقتضيه من التحقق بالتنزيه والتشبيه ال يتوافق مع
التوحيد في التصور اإلسالمي ،والذي يتفق مع النصوص القرآنية .حيث إن ما
فهمه النابلسي من التوحيد ال يتسق ومفهوم اإللوهية الصحيحة في اإلسالم.
ولكي يدرأ النابلسي عن نفسه الوقوع في الخطأ في تحليله لوحدة األديان
والمعتقدات ،قرر أن هناك من البشر صنفين :األول :صنف يؤمن بوجود دين
واحد وهو دين اإلسالم ،وأن ما عداها باطل .والثاني :صنف يري أن جميع
22
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
األديان الباطلة والحقة مخلوقة هلل وهو خالقها .والصنف الثاني –في تصور
النابلسي -قد نظروا إلي يد هللا العليا التي فوق كل األيدي ،و لهذا أطلق عليهم صفة
(الصديقون) .ولهذا صرح" :بأن األديان كلها التي في العالم بالنسبة إلي المتدينين
بها من الخلق تنقسم إلي قسمين :دين واحد حق وهو اإلسالم ،وأديان جميعها باطلة
وهي ما عدا دين اإلسالم .وأما بالنسبة إلي الخالق سبحانه وتعالي ،فجميع األديان
(ولَهُ أ َ ْسلَ َم َمن فِي
الباطلة والحقة مخلوقة له تعالي وهو خالقها .وقد قال تعاليَ :
ط ْوعا ً َو َك ْرها ً َو ِإلَ ْي ِه ي ُْر َجعُونَ ) ( .)156أي انقادوا إليه طائعين في ت َواأل َ ْر ِ
ض َ س َم َوا ِ
ال َّ
()157
حق المؤمنين ومكرهين ،ألنه ال خالق غيره في حق الكافرين" .
والصديقون -في تصور النابلسي -هم من عبدوا هللا علي الكمال ،وآمنوا بأن
الحق يتجلي من خلف كل حجاب وصورة .وهؤالء من ينظرون "إلي يد هللا العليا
التي فوق أيديهم جميعاً ،واعتقد أن جميع ما يصدر منها صواب وحق فهو
الصديق"( .)158فالمتصف بصفة (الصديق) هو العابد الحقيقي الذي شهد الحقيقة
الوجودية ،ومن ثم شهد الحق متجليا ً من خلف كل حجاب وصورة .ولهذا انقسم
الناس في رايتهم لوجه الحقيقة ما بين صديق وزنديق" :فمن نظر إلي ما يظهر
من كال الفريقين وقال إن جميع ذلك صواب وحق ،فهو الزنديق .ومن لم ينظر إلي
ما يظهر من كال الفريقين ،وإنما نظر إلي يد هللا العليا التي فوق أيديهم جميعاً،
واعتقد أن جميع ما يصدر منها صواب وحق فهو الصديق"( .)159وليدعم النابلسي
وجهة نظره في هذا األمر يستدل بما قاله ابن عربي( :عقد البرية في اإلله
عقائداً*** وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه) وعلق علي تلك العبارة قائالً" :ومراده
جميع ما اعتقدوه :من حيث صدور ذلك عن الصانع القديم .فإن جميع ذلك آثار دالة
عليه تعالي ،ال من حيث صدور ذلك عن المعتقدين ،ألنها من حيث هم دالة عليهم
ال عليه .وعقيدة أهل االختصاص فيها الغفلة عن اآلثار .والنظر إلي المؤثر .يُعلم
ذلك من مواضع شتى في كالمه"(.)160
فاإلنسان الكامل الصديق هو الذي يدرك أنه "لوال سر األلوهية التي تخيلوها
في هذا المعبود ما عبدوه أصالً ،فقام لهم سر األلوهية مقام األمر لنا ...وسبب هذا
جهلهم بالمشيئة فإذن المعبود بكل لسان وفي كل حال وزمان إنما هو الواحد"(.)161
وتلك الغاية النهائية ال يصل إليها– في تصور النابلسي -إال اإلنسان الكامل الذي
تحقق بالكشف عن الوحدة في الكثرة ،وعن المطلق في المقيد .فهو من "شهد
وحدتك :أي كونك واحد من حيث أنت ظاهر تلك الوحدة ،في كثرتك :من حيث
تجليك وظهورك بأفعالك بصورة كل شيء"( .)162فيشهد أنه "ليس في الوجود
سواه"( .)163وبسر الوحدة التي تمأل الوجود ،يكشف عن وحدة األديان؛ وأنه "ال
معبود بحق غيرك ،وال معبود إال أنت ،وكل معبود سواك ،صورة تجليك الفانية
افتتن بها العابدون؛ لعدم معرفتهم بك"(.)164
23
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
ولعل ذلك اإليمان بوحدة الوجود وما يستتبعها من وحدة األديان يقوم اإلنسان
الكامل بوظيفته الوجودية والمعرفية والتربوية التي ُخلِقَ لها .فالوظيفة التربوية
هي تتمة مراحل ترقي اإلنسان الكامل في تصور النابلسي؛ حيث إن اإلنسان
الكامل بعد تلك المكانة العلية التي وصل إليها يجب عليه أن يؤدي زكاة كماله
الروحي كما صرح النابلسي .فبعد "الوصول إلي حضرة هللا تعالي والوقوف علي
كمال معرفته تعالي من حيث ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه وأحكامه ،طلب الشيخ
الكامل لشخص المريد حتى يصير داعيا ً له إلي هللا تعالي وحصول التربية منه
للسالك أمر صحيح غير باطل ،ألنه كمل في مقام إنسانيته بملك نصاب حقيقته
فوجب عليه زكاة ماله ،والمريدون فقراء يستحقون زكاة مال الكمال"( .)165وهنا
يكون اإلنسان الكامل داعية ومربيا ً في نفس الوقت(.)166
وبهذا الكمال الروحي ،وبهذا الجمع بين العلم والعمل؛ يتحقق اإلنسان الكامل
برتبة خلقية وتربوية جليلة وهي رتبة المرشد الكامل ،الذي يعين غيره علي
الوصول إلي ما وصل إليه .وذلك ال يتأتي إال إذا تأكد لدي اإلنسان الكامل أن
السبيل إلي هللا هو هللا وحده؛ وأنه هو نفسه سبب لإلرشاد والنصح ال غير؛
"فالمرشد الكامل إذا كان حيا ً ليس في وسعه إيصال المريد إلي هللا تعالي بتأثيره،
وإنما الموصل هو هللا وحده ،ولكن المرشد مباركا ً باهلل تعالي من سيدنا محمد
صلي هللا عليه وسلم الذي هو أعظم مرشد لألمة"( .)167ولتحققه بوظيفته التربوية
والخلقية ال يخلو منه أي عصر ،وال أي قطر؛ فهو "يدعو الناس إلي العلم والعمل
به ويبين لهم كيفية ذلك ويسلكهم في طريق المقامات واألحوال اإللهية بالحال
والقال والهمة وال يخلو منه عصر من األعصار وال قطر من األقطار"(.)168
خامتة الدراسة:
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها ما يلي:
-1أن رتبة اإلنسان الكامل هي الجامعة لكل المراتب الكونية والمعرفية؛
حيث إنها مستمدة من رتبة اإلنسان الكامل األول وهو محمد صلي هللا عليه وسلم.
-2أن البعد الوجودي لإلنسان الكامل يتمثل في أن الحق خلقه علي صورته،
وتجلي عليه باألسماء اإللهية والصفات الكونية من ناحية؛ كما يتمثل في تحققه
بالحقيقة المحمدية من ناحية أخرى .فاإلنسان الكامل موجود مع الناس ولكنه
مفارق لهم ،وهو محفوظ وغير معصوم ،خفي وغير ظاهر .كما أن درجته يمكن
ألي شخص أن يصل إليها؛ في أي زمان ومكان ،كما يمكن للمرأة والرجل التحقق
بها.
24
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
-3أن حقيقة البعد الوجودي لإلنسان الكامل تتحدد في كونه حقيقة الحقائق
واإلنسان الكبير وعين العالم واإلنسان الخليفة.
-4أن الكمال الروحي عند النابلسي ال يتحقق إال بالعلم والعمل معاً؛ كما أن
مجاهدة النفس وتزكيتها هي أهم وسائل الترقي إلي الدرجات العلى إلي هللا.
-5أن النابلسي لم يغفل دور العقل والقلب في تحقيق الكمال الروحي.
-6أن اإلنسان الكامل -في تصور النابلسي -ال يصل إلي أعلي مراتب الكمال
الروحي إال إذا تحقق بالفناء في وحدة الوجود.
-7أن مقام اإلحسان هو مقام الكشف الكامل الذي يدرك به وحدة الوجود ،وما
يستتبعها من وحدة األديان.
-8أن تصور النابلسي لإلنسان الكامل لم يجعله ينفي الفرق والتمييز بين
الحق والخلق؛ وهو بهذا يختلف مع ابن سبعين ويتفق مع ابن عربي.
-9أن تحقق اإلنسان الكامل بوحدة الوجود ووحدة األديان تجعله يشهد الكثرة
في الوحدة ،والوحدة في الكثرة ،والمطلق في المقيد ،والتشبيه عين التنزيه.
-10أن تصور النابلسي للكمال الروحي ال ينفك عن استشهاده بالعديد من
اآليات القرآنية واألحاديث النبوية؛ سواء جاءت موافقة تماما ً لما يرمي أو تأويالً
لها بما يخدم مقصده .فالكمال يتحدد باإلتباع هلل ورسوله صلي هللا عليه وسلم .مما
يدل علي أن رايته لإلنسان الكامل تحتوي علي وجود مبادئ أخالقية عديدة.
-11وجود عدة مصطلحات لإلنسان الكامل في تصور النابلسي( :كالعارف
الكامل ،والعارف الرباني ،والمجاهد ،والصديق ،والعالم الرباني ،المتحقق بمقام
اإلحسان) .مما يدل علي وضوح هذه القضية لديه من ناحية ،ويدل علي عمق
عرضه لدالالت المصطلحات الصوفية من ناحية أخري.
هوامش الدراسة:
(" )1شيمل" آنا ماري :األبعاد الصوفية في اإلسالم وتاريخ التصوف ،ترجمة محمد إسماعيل
السيد ،ورضا حامد قطب ،الطبعة األولي ،منشورات الجمل ،كولونيا (ألمانيا) ،بغداد،
2006م ،ص .215
(2) Martu Blatt, Noam, Chomsky, Social Text,no. 9-10,the 60’s, without
Apology,Spring- Summer, 1984, p. 287.
(" )3النابلسي" عبد الغني :هو عبود الغنوي بون إسوماعيل بون عبود هللا المقدسوي النابلسوي الدمشوقي،
الحنفي مذهباً ،الصوفي ،الشاعر القادري طريقة ،المشارك في جميوع أنوواع العلووم .ولود فوي
25
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
دمشق1050 .هـ ،وتوفي بها سنة 1143هوـ ،وكوان فيموا يظهور مون أخبواره متفوقوا ً فوي اللغوة
والدين والتصوف ،فترك فيما يقوال نحوو مائوة مصونف ،أكثرهوا فوي الفقوه والتوحيود والحوديث
انظر":النابلسووي"عبد الغنووي :إيضوواح المقصووود موون معنووي وحوودة الوجووود ،تحقيووق سووعيد عبوود
الفتاح ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة2008 ،م ص .101وانظر أيضاً" :النابلسي" عبد الغني:
حقائق اإلسالم وأسراره ،دراسة وتحقيق عبد القادر أحمد عطا ،الطبعوة األولوي ،دار التوراث
العربي للطباعة والنشور ،القواهرة1986،م ،المقدموة .انظور" :النابلسوي" عبود الغنوي :الحديقوة
الندية شرح الطريقة المحمدية ،مكتبة المصطفي ،تصوف ،عربي ،ورقة ( .)9وترجع أهميوة
النابلسي إلي ما أثَّر في عصره من الدعوة إلي الحق .وللمزيود انظر":مبارك"زكي:التصووف
اإلسووالمي فووي األدب واألخالق،الطبعووة األولي،مطبعووة الرسووالة1938،م،ص .314وانظوور
أيضوواً" :عطا"عبوود القووادر أحمد:التصوووف اإلسووالمي بووين األصووالة واالقتبوواس فووي عصوور
النابلسي،دار الجيل ،بيروت ،لبنان1987،م ص . 347وانظر أيضاً":عرابي" محمد غوازي:
اإلنسووان الكاموول – محوواورات فووي الفلسووفة الصوووفية ،دار قتيبووة للطباعووة والنشوور والتوزيووع،
1985م .وانظر أيضاً" :العجم"رفيق:موسوعة مصطلحات التصووف اإلسوالمي،مكتبة لبنوان
ناشرون ،لبنان1999 ،م،مادة (إنسان كامل) ،ص .109 ،108
(" )4النابلسي" عبد الغني :أسماء هللا الحسني ،المسمي بمقام األسماء في امتزاج األسماء،
تحقيق وتعليق محمد زينهم محمد عزب ،دار القلم للتراث ،القاهرة1991 ،م ،ص .19
(" )5النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،شرح صلوات القطب الجيالني،
تحقيق وتعليق أحمد فريد المزيدي ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة2010 ،م ،ص .216
(" )6النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،عُني بتصحيحه علي أبو النور
الجربي ،مطبعة الشرق ،القاهرة1344 ،هت 1926 ،م ،ص .16
(" )7النابلسي" عبد الغني :ديوان الحقائق ،الطبعة األولي ،المطبعة الشرفية1306 ،هـ ،ص .18
(" )8النابلسي"عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،تحقيق عاصم إبراهيم
الكيالي ،كتاب ناشرون ،بيروت ،لبنان2012 ،م ،ص .85وانظر":القاشاني"عبد الرزاق:
اصطالحات الصوفية ،تحقيق محمد كمال إبراهيم جعفر،الهيئة المصرية العامة
للكتاب،القاهرة2008 ،م،ص .41
(" )9النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .216
(" )10الجليند" محمد السيد :من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة ،ص .80نقالً عن
كتاب الطواسين للحالج.
(" )11شرف" محمد جالل :الحالج الثائر الروحاني في اإلسالم ،مؤسسة الثقافة الجامعية،
اإلسكندرية1970،م ،ص .68ولمزيد من اإليضاح في تلك المسألة انظر تحليالً مستفيضا ً
آلراء كل من الدكتور عبد الرحمن بدوي والدكتور أبو العال عفيفي انظر" :خياطه" نهاد:
دراسة في التجربة الصوفية ،الطبعة األولي ،دار المعرفة ،القاهرة1994،م ،ص :133
.138
(" )12النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،وبهامشه شرح
العارف عبد الرحمن الجامي ،الجزء األول ،الطبعة األولي ،المطبعة العامرة الشرقية،
1323هـ ،ص .45
(" )13النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء األول،
ص.46
26
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
( )14المصدر السابق ،الجزء الثاني ،ص . 318وانظر" :النابلسي" عبد الغني :الحديقة الندية
شرح الطريقة المحمدية ،ورقة (.)9
( )15المصدر السابق ،الجزء الثاني ،ص .310
( )16المصدر السابق ،الجزء األول ،ص .38
(" )17المراتب" :المراتب عند متفلسفة الصوفية محال معنوية ألحكام الوجوب واإلمكان ،فلها
حكم الوجوب بما فيها من حق ،ولها حكم اإلمكان بما فيها من قابلية .ويقسم الصوفية الوجود
إلي مراتب إلهية ومراتب كونية علي قمتها مرتبة الذات اإللهية،أو مرتبة الجمع والوجود،
وهي أول المراتب وأشملها.أنظر":ياسين" إبراهيم محمد :دالالت المصطلح في التصوف
الفلسفي،دار المعارف ،القاهرة1999 ،م ،ص .76، 75
(" )18النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء الثاني ،
ص .315
(" )19النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،الجزء األول ،ص .48
( )20المصدر السابق ،الجزء األول ،ص .47
( )21المصدر السابق ،الجزء األول ،ص .37ولمزيد من اإليضاح انظر" :الجزار" أحمد
محمود :هللا واإلنسان عند األمير عبد القادر الجزائري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
1999م ،ص 67الهامش .وانظر":ابن خزام" أنور فؤاد :معجم المصطلحات الصوفية،
مراجعة جورج متري عبد المسيح ،مكتبة لبنان ناشرون ،لبنان1993 ،م ،مادة صورة
الحق ،ص .11
(" )22النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء الثاني،
ص . 318
(")23النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،الجزء الثاني ،ص. 272
(" )24النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،دار األمين للنشر
والتوزيع ،القاهرة1419 ،هـ1999،م ،انظر شرح النابلسي ص .214
( " )25النابلسي" عبد الغني :أسماء هللا الحسني ،ص .31
(" )26النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،وضع حواشيه عبد الوارث محمد
علي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان2011 ،م ،ص .48
(" )27النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .127
(" )28التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي :ابن سبعين وحكيم اإلشراق ،بحث منشور في الكتاب
التذكاري لشيخ اإلشراق شهاب الدين السهروردي ،في الذكرى المئوية الثامنة لوفاته،
أشرف عليه وقدم له الدكتور إبراهيم مدكور ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،
1974م ،ص .296
(" )29الحكيم" سعاد :عودة الواصل ،مؤسسة دندرة للدراسات ،والطباعة والنشر ،لبنان،
1994م،ص .142
( " )30النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .113
( " )31النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .213
(" )32النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء الثاني،
ص. 272
(" )33النابلسي" عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،ص .48
(")34النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .48
27
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
(" )35النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .251 ، 250
( " )36النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ،شرح رسالة أرسالن
الدمشقي ،تحقيق الدكتور محمد شيخاني ،دار قتيبة للطباعة والنشر ،الطبعة األولي ،دمشق،
1419هـ1999 ،م ،ص .55
( " )37النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .55
(" )38النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .127
(" )39النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .248
( " )40النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ،ص .39
(" )41النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .21
(" )42النابلسي" عبد الغني :أسماء هللا الحسني ،ص .17
(" )43النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للشيخ األكبر
محيي الدين بن عربي ،الجزء الثاني ،ص .315
(" )44النابلسي" عبد الغني :مسائل في التوحيد والتصوف ،تحقيق سعيد عبد الفتاح ،دار اآلفاق
العربية ،القاهرة2008 ،م ،ص .101وانظر أيضاً" :النابلسي" عبد الغني :لمعان األنوار
في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم بالنار ،الطبعة األولي ،دار بدر للطباعة والنشر،
القاهرة1983 ،م ،ص .8
(" )45النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء األول ،
ص .46
( " )46النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ،ص .70
( " )47النابلسي" عبد الغني :رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك ،بدون ناشر ،بدون تاريخ،
ص .15 ، 14وانظر أيضاً" :النابلسي" عبد الغني :تعطير األنام في تعبير المنام ،جزآن،
المكتبة الثقافية ،بيروت1384،هـ ،ص .6: 2
( " )48النابلسي" عبد الغني :رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك ،ص .28
(" )49النابلسي" عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،ص .63
(" )50النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .74
(" )51النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .58وانظر أيضاً " :النابلسي" عبد الغني:
حقائق اإلسالم وأسراره ،انظر مقدمة المحقق عبد القادر أحمد عطا ،ص . 22 ، 21
( " )52النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،ص .186
( " )53النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .179
( " )54الجنيد" اإلمام أبو القاسم :السر في أنفاس الصوفية ،تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور عبد
الباري محمد داوود ،عني بمراجعته الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي ،الناشر دار
جوامع الكلم ،القاهرة1426 ،هـ ،ص .146وانظر أيضاً:
Happhold (F, C); Mysticism A study and An Anthology, London, 1975,
p. 45.
(" )55النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،تحقيق الدكتور جودة
محمد أبو اليزيد المهدي ،محمد عبد القادر نصار ،الدار الجودية ،القاهرة2008 ،م ،ص
.51
(" )56النابلسي" عبد الغني : :المصدر السابق ،ص .178
28
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
(" )57النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .37والجدير بالذكر أن
النابلسي في هذا الكتاب علي وجه التحديد لم يصرح بمصطلح (اإلنسان الكامل) إال في نهاية
الكتاب مما يؤكد علي أنه لم يكن من المهتمين بالتصريح بعقيدة أهل االختصاص اإللهي إال
بكل حرص وعناية.
(" )58النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء األول ،
ص .47وانظر أيضاً " :النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان،
ص .54
( )59سورة :العنكبوت :آية (. )69
(" )60البسطامي" أبو يزيد :أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة ،ويليه كتاب تأويل
الشطح ،تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس ،الطبعة األولي ،دار المدى للثقافة والنشر ،دمشق،
2004م ،ص .75
(" )61الترمذي" أبو عبد هللا محمد بن علي بن الحسن الحكيم :كتاب ختم األولياء ،تقديم وتعليق
محمد عبد الرحمن الشاغول ،المكتبة األزهرية للتراث ،القاهرة2013 ،م ،ص .104
(" )62الجزار" أحمد محمود :منهج الكشف عند صوفية اإلسالم ،رسالة ماجستير غير مطبوعة،
كلية اآلداب جامعة المنيا ،تحت إشراف األستاذ الدكتور محمد عاطف العراقي،ب .ت ،ص
.43وانظر أيضاً" :التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي :اإلنسان والكون في اإلسالم ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،القاهرة1995 ،م ،ص .95وانظر أيضاً" :المطهري" مرتضي :اإلنسان
الكامل ،جعفر صادق الخليلي ،مؤسسة البعثة ،بيروت1992 ،م ،ص .10
(" )63الجليند" محمد السيد :من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة ،ص .99
( " )64النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،ص .186
( " )65النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .184
(" )66النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .70
(" )67النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .188
( )68سورة :آل عمران :آية (. )19
( )69سورة :المجادلة :آية (. )11
(" )70النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .39
( " )71النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ،ص .50
(" )72خوجه" لطف هللا :اإلنسان الكامل في الفكر الصوفي ،عرض ونقد ،دار الهدي النبوي،
مصر ،دار الفضيلة بالسعودية2009،م ،ص :497ص .501وللمزيد من اإليضاح
انظر":جلوي آل سعود" سارة عبد المحسن عبد هللا:نظرية االتصال عند الصوفية في ضوء
في ضوء اإلسالم،دار المنارة،السعودية1991،م ،ص.311
( )73سورة :األعراف :آية (. )172
( " )74النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،شرح النابلسي ص
.164
( " )75النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ،ص .42
( " )76النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،ص .164 ،163
(" )77النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .57
( " )78النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،ص .176
29
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
( " )79النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ص .179 ،178وفي ذلك ذكر الجيلي (ت 832هـ)
أنه علي ثالثة أنواع :وسع العلم؛ وهو المعرفة باهلل .ووسع المشاهدة؛ وهو الكشف عن
محاسن جمال هللا .ثم وسع الخالفة؛ وهو التحقق بأسماء هللا وصفاته .انظر" :الجيلي" عبد
الكريم :اإلنسان الكامل في معرفة األواخر واألوائل ،الطبعة الرابعة ،مطبعة مصطفي البابي
الحلبي ،القاهرة1402 ،هـ1981 ،م ،جـ ،2ص .26 ،25
( " )80النابلسي" عبد الغني :أسماء هللا الحسني ،ص .25
(" )81النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .117
(" )82النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .116
(" )83النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .47
( " )84النابلسي" عبد الغني :رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك ،ص .4
(" )85النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص ،الجزء الثاني،
ص. 276
(" )86النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .118
(" )87ابن تيمية" شيخ اإلسالم :فقه التصوف ،تهذيب وتعليق الشيخ زهير شفيق الكبي ،دار
الفكر العربي ،بيروت ،الطبعة األولي1993 ،م ،ص .116
(" )88الغزالي" اإلمام أبو حامد :مشكاة األنوار ،حققها وقدم لها الدكتور أبو العال عفيفي ،الدار
القومية للطباعة والنشر ،القاهرة1964 ،م ،ص .58 ،57
(" )89السهروردي" شهاب الدين :عوارف المعارف ،الجزء الثاني ،تحقيق الدكتور عبد الحليم
محمود ،والدكتور محمود بن الشريف ،دار المعارف ،القاهرة2000 ،م ،ص .313وانظر
أيضاً" :نيكولسون" المستشرق الكبير ر.أ :.الصوفية في اإلسالم ،ترجمه وعلق عليه نور
الدين شريبة ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،الطبعة الثانية2002 ،م ،ص .150
(" )90النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .143 ، 142
(" )91النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .144
(" )92النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ، ،ص .100
(" )93النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .197
(" )94النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .158
(" )95النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .158
(" )96النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ، ،ص .126
(" )97النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .163
(" )98النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .164
( )99المصدر السابق ،ص .171
( )100المصدر السابق ،ص .42
(" )101البسطامي" أبو يزيد :أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة ،ص .70
( )102السلهجى :النور في كلمات أبى يزيد بن طيفور ،مجموعة نصوص نشرها الدكتور عبد
الرحمن بدوى ،بعنوان شطحات الصوفية ،طبعة وكالة المطبوعات ،الكويت ،ب .ت ،ص
.211
(" )103الجزار" أحمد :الفناء والحب اإللهي عند ابن عربي ،الفناء والحب اإللهي عند ابن
عربي ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة2006 ،م ،ص .175
30
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
(" )104ياسين" إبراهيم إبراهيم :صدر الدين القونوي وفلسفته الصوفية ،دار الوفاء بالمنصورة،
2008م ،ص 184وانظر أيضاً" :عون" فيصل بدير :التصوف اإلسالمي الطريق والرجال،
مكتبة سعيد رأفت ،جامعة عين شمس ،القاهرة1983 ،م ،ص .314
(" )105النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .164
(" )106النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .52
(" )107النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .54
( )108المصدر السابق ،ص .77
(" )109ياسين" إبراهيم إبراهيم :حال الفناء في التصوف اإلسالمي ،دار المعارف ،القاهرة،
1999م ،ص .175
(" )110الجزار" أحمد محمود :الفناء والحب اإللهي عند ابن عربي ،ص .177
()111
Ed. Rosen (M), Yudin(P.); A dictionary of Philosophy , Progress
Publishers, Moscow,1967,p . 302.
()112
Aqadir (c.); Philosophy and Science in Islamic World, Maekavs of
Chatham PLC, Great Britain, 1991,p.55.
(" )113النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .195 ، 194
(" )114النابلسي" عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،ص .72
(" )115النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .75
(" )116النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .54
( )117المصدر السابق ،ص .54
(" )118النابلسي" عبد الغني :إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود ،ص .70
(" )119النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .55
(" )120النابلسي" عبد الغني :إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود ،ص .65
(" )121النابلسي" عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،ص .113
( )122سورة :القمر :اآلية(.)50
(" )123النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .76
(" )124التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي:ابن سبعين وفلسفته الصوفية،دار الكتاب اللبناني،
بيروت،الطبعة األولي1973 ،م،ص .398ولمزيد من اإليضاح انظر":شرف"محمد ياسر:
حركة التصوف اإلسالمي ،الهيئة المصرية العامة للكتاب1968 ،م ،ص .254
(" )125ابن سبعين" محمد عبد الحق :رسائل ابن سبعين ،حققه وقدم له الدكتور عبد الرحمن
بدوي ،الدار المصرية للتأليف والترجمة ،القاهرة1956 ،م،ص .63
(" )126التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي :ابن سبعين وفلسفته الصوفية ،ص .269
(" )127النابلسي" عبد الغني :نخبة المسألة شرح التحفة المرسلة ،مخطوط ضمن مكتبة جامعة
الرياض ،السعودية ،ضمن مجموعة من( ،)46 :1خطها نسخ حسن ،ورقة (.)6
(" )128النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفين ،ص .60
(" )129حلمي" محمد مصطفي :الحياة الروحية في اإلسالم،الهيئة العامة للتأليف والترجمة
والنشر،القاهرة1970 ،م،ص .150
(" )130النابلسي" عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،ص .117، 116
(" )131النابلسي" عبد الغني :تحريك اإلقليد في فتح باب التوحيد ،مخطوط بدار الكتب المصرية،
تحت رقم ( ، )1951علم كالم ،ميكروفيلم( ،)39756لوح (.)54
31
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
32
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
(" )154النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .81ولمزيد من
اإليضاح حول موضوع الرايا ،أفرد النابلسي كتابا ً خاصا ً في تحليل الرايا .انظر:
"النابلسي" عبد الغني :تعطير األنام في تعبير المنام ،الجزء األول ،ص .10 :4
(" )155النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .121
( )156سورة :آل عمران :اآلية(.)83
(" )157النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،ص .44
(" )158النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .45
( )159المصدر السابق ،ص .45
( )160المصدر السابق ،ص .46
( " )161ابن عربي" محيي الدين :كتاب األلف ،وهو كتاب األحدية ،ضمن مجموعة رسائل ابن
عربي ،وضع حواشيه محمد عبد الكريم النمري ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،
2007م ،ص .39
(" )162النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .121
(" )163النابلسي" عبد الغني :المصدر السابق ،ص .125
( )164المصدر السابق ،ص .125
(" )165النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،ص .177
( " )166أبو زيد" مني أحمد :اإلنسان في الفلسفة اإلسالمية ،دراسة مقارنة في فكر العامري،
الطبعة األولي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت1994 ،م ،ص
.271
(" )167النابلسي" عبد الغني :كشف النور عن أصحاب القبور ،تحقيق أحمد فريد المزيدي ،قدم له
محمد مصطفي القادري ،دار اآلثار اإلسالمية للطباعة والنشر ،بربلي ،سريالنكا2007 ،م،
ص .52
(" )168النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،ص .125
املصادر واملراجع
ً
أوال :مؤلفات عبد الغني النابلسي:
(أ) المخطوطات:
" -1النابلسي" عبد الغني :تحريك اإلقليد في فتح باب التوحيد ،مخطوط بدار
الكتب المصرية ،تحت رقم ( ،)1951علم كالم ،ميكروفيلم (.)39756
" -2النابلسي" عبد الغني :الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية ،مكتبة
المصطفي ،تصوف ،عربي ،ورقة (.)9
33
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
" -3النابلسي" عبد الغني :نخبة المسألة شرح التحفة المرسلة ،مكتبة جامعة
الرياض ،السعودية ،ضمن مجموعة مخطوطات من( ،)46 :1خطها نسخ
حسن.
(ب) المطبوعات:
" -1النابلسي" عبد الغني :أسماء هللا الحسني ،المسمي بمقام األسماء في امتزاج
األسماء ،تحقيق وتعليق الدكتور /محمد زينهم محمد عزب ،دار القلم للتراث،
القاهرة1991،م.
" -2النابلسي"عبد الغني :إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود ،تحقيق سعيد
عبد الفتاح ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة2008 ،م.
" -3النابلسي" عبد الغني :تعطير األنام في تعبير المنام ،جزآن ،المكتبة الثقافية،
بيروت1384 ،هـ.
" -4النابلسي" عبد الغني :حقائق اإلسالم وأسراره ،دراسة وتحقيق عبد القادر
أحمد عطا ،الطبعة األولي ،دار التراث العربي للطباعة والنشر،
القاهرة1986،م.
" -5النابلسي" عبد الغني :ديوان الحقائق في صريح المواجيد اإللهية والتجليات
الربانية والفتوحات األقدسية ،الطبعة األولي ،المطبعة الشرفية ،بدون تاريخ.
" -6النابلسي" عبد الغني : :رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك ،بدون دار
نشر ،بدون تاريخ.
" -7النابلسي" عبد الغني :رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ،شرح رسالة
أرسالن الدمشقي ،تحقيق الدكتور محمد شيخاني ،دار قتيبة للطباعة والنشر،
الطبعة األولي ،دمشق 1419هـ1999 ،م.
" -8النابلسي" عبد الغني :شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص
للشيخ األكبر محيي الدين بن عربي ،وبهامشه شرح العارف عبد الرحمن
الجامي،الجزء األول والثاني ،الطبعة األولي ،المطبعة العامرة
الشرقية1323،هـ.
-9النابلسي" عبد الغني :شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ،تحقيق
عاصم إبراهيم الكيالي ،كتاب ناشرون ،بيروت ،لبنان2012 ،م.
" -10النابلسي" عبد الغني :شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ،دار
األمين للنشر والتوزيع ،القاهرة1419 ،هـ1999،م.
" -11النابلسي" عبد الغني :الفتح الرباني والفيض الرحماني ،وضع حواشيه عبد
الوارث محمد علي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان2011 ،م.
عني بتصحيحه " -12النابلسي" عبد الغني :القول المتين في بيان توحيد العارفينُ ،
علي أبو النور الجربي ،مطبعة الشرق ،القاهرة1344 ،ه 1926 ،م.
34
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
" -13النابلسي" عبد الغني :كشف النور عن أصحاب القبور ،تحقيق أحمد فريد
المزيدي ،قدم له محمد مصطفي القادري ،دار اآلثار اإلسالمية للطباعة
والنشر ،بربلي ،سريالنكا2007 ،م.
" -14النابلسي" عبد الغني :كوكب المباني وموكب المعاني ،شرح صلوات القطب
الجيالني ،تحقيق وتعليق أحمد فريد المزيدي ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة،
2010م.
" -15النابلسي" عبد الغني :لمعان األنوار في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم
بالنار،الطبعة األولي ،دار بدر للطباعة والنشر ،القاهرة1983 ،م.
" -16النابلسي" عبد الغني :مسائل في التوحيد والتصوف ،تحقيق سعيد عبد
الفتاح ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة2008 ،م.
" -17النابلسي" عبد الغني :مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ،تحقيق
الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي ،ومحمد عبد القادر نصار ،الدار
الجودية ،القاهرة2008 ،م.
ً
ثانيا :قائمة املصادر العربية:
" -1ابن تيمية" شيخ اإلسالم :فقه التصوف ،تهذيب وتعليق الشيخ زهير شفيق
الكبي ،دار الفكر العربي ،بيروت1993 ،م.
-2ابن تيمية :مجموعة الرسوائل والمسوائل ،جوـ ،1نشورة رشويد رضوا ،دار التوراث
العربي ،القاهرة ،بدون تاريخ.
" -3ابن سبعين" محمد عبد الحق :رسائل ابن سبعين ،حققه وقدم له الدكتور عبد
الرحمن بدوي ،الدار المصرية للتأليف والترجمة ،القاهرة1956 ،م.
" -4ابن عربي" محيي الدين :رسالة ال يعول عليها ،وضع حواشيه محمد عبد
الكريم النمري ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان2007 ،م.
" -5ابن عربي" محيي الدين :الفتوحات المكية ،الجزء الثاني ،دار صادر،
بيروت ،لبنان ،بدون تاريخ.
" -6ابن عربي" محيي الدين :كتاب األلف ،وهو كتاب األحدية ،ضمن مجموعة
رسائل ابن عربي ،وضع حواشيه محمد عبد الكريم النمري ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،لبنان2007 ،م.
" -7البسطامي" أبو يزيد :أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة ،ويليه
كتاب تأويل الشطح ،تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس ،الطبعة األولي ،دار
المدى للثقافة والنشر ،دمشق2004 ،م.
" -8الترمذي" أبو عبد هللا محمد بن علي الحكيم :كتاب ختم األولياء ،تقديم وتعليق
محمد عبد الرحمن الشاغول ،المكتبة األزهرية للتراث ،القاهرة2013 ،م.
35
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
" -9الجنيد" اإلمام أبو القاسم :السر في أنفاس الصوفية ،تقديم وتحقيق وتعليق
الدكتور عبد الباري محمد داوود ،عني بمراجعته األستاذ الدكتور جودة محمد
أبو اليزيد المهدي ،الناشر دار جوامع الكلم ،القاهرة1426 ،هـ.
" -10الجيلي" عبد الكريم :اإلنسان الكامل في معرفة األواخر واألوائل ،الجزء
الثاني ،الطبعة الرابعة ،مطبعة مصطفي البابي الحلبي ،القاهرة1402 ،هـ،
1981م.
-11السلهجى :النور في كلمات أبى يزيد بن طيفور ،مجموعة نصوص نشرها
الدكتور عبد الرحمن بدوى ،بعنوان شطحات الصوفية ،طبعة وكالة المطبوعات،
الكويت ،بدون تاريخ.
" -12السهروردي" شهاب الدين :عوارف المعارف ،الجزء الثاني ،تحقيق
الدكتور عبد الحليم محمود ،الدكتور محمود بن الشريف ،دار المعارف ،القاهرة،
2000م.
" -13الغزالي" اإلمام أبو حامد :مشكاة األنوار ،حققها وقدم لها الدكتور أبو العال
عفيفي ،الدار القومية للطباعة والنشر ،القاهرة1964 ،م.
" -14القاشاني" عبد الرزاق :اصطالحات الصوفية ،تحقيق وتعليق األستاذ
الدكتور محمد كمال إبراهيم جعفر ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،
2008م.
ً
ثالثا :قائمة املراجع العربية:
" -1التفتازاني" الدكتور أبو الوفا الغنيمي :اإلنسان والكون في اإلسالم ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،القاهرة.1995 ،
" -2التفتازاني" الدكتور أبو الوفا الغنيمي :ابن سبعين وحكيم اإلشراق ،بحث
منشور في الكتاب التذكاري لشيخ اإلشراق شهاب الدين السهروردي ،في الذكرى
المئوية الثامنة لوفاته ،أشرف عليه وقدم له الدكتور إبراهيم مدكور ،الهيئة
المصرية العامة للكتاب ،القاهرة1974 ،م.
" -3التفتازاني" الدكتور أبو الوفا الغنيمي :ابن سبعين وفلسفته الصوفية ،دار
الكتاب اللبناني ،بيروت ،الطبعة األولي1973 ،م.
" -4الجزار" الدكتور أحمد محمود :هللا واإلنسان عند األمير عبد القادر
الجزائري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية1999 ،م.
" -5الجزار" الدكتور أحمد محمود :الفناء والحب اإللهي عند ابن عربي ،مكتبة
الثقافة الدينية ،القاهرة2006 ،م.
36
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
" -6الجزار" الدكتور أحمد محمود :منهج الكشف عند صوفية اإلسالم ،رسالة
ماجستير غير مطبوعة ،كلية اآلداب جامعة المنيا ،تحت إشراف األستاذ
الدكتور محمد عاطف العراقي.
" -7جلوي آل سعود" الدكتورة سارة عبد المحسن عبد هللا :نظرية االتصال عند
الصوفية في ضوء في ضوء اإلسالم ،دار المنارة ،السعودية1991 ،م.
" -8الجليند" الدكتور محمد السيد :من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة،
الطبعة الرابعة ،دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة2001 ،م.
" -9الجنابي" ميثم :حكمة الروح الصوفي ،الناشر دار المدى للثقافة والنشر
والتوزيع ،دمشق ،سوريا2001 ،م.
" -10الحكيم" الدكتورة سعاد :عودة الواصل ،مؤسسة دندرة للدراسات ،والطباعة
والنشر ،لبنان1994 ،م.
" -11خوجه" لطف هللا بن عبد العظيم :اإلنسان الكامل في الفكر الصوفي ،عرض
ونقد ،دار الهدي النبوي ،مصر ،دار الفضيلة بالسعودية2009،م.
" -12خياطه" الدكتور نهاد :دراسة في التجربة الصوفية ،الطبعة األولي ،دار
المعرفة ،القاهرة1994،م.
" -13أبو زيد" الدكتورة مني أحمد :اإلنسان في الفلسفة اإلسالمية ،دراسة مقارنة
في فكر العامري ،الطبعة األولي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
والتوزيع ،بيروت1994 ،م.
" -14شرف" الدكتور محمد جالل :الحالج الثائر الروحاني في اإلسالم ،مؤسسة
الثقافة الجامعية ،اإلسكندرية1970،م.
" -15شرف" الدكتور محمد ياسر :حركة التصوف اإلسالمي ،الهيئة المصرية
العامة للكتاب1968 ،م.
" -16شيمل" آنا ماري :األبعاد الصوفية في اإلسالم وتاريخ التصوف ،ترجمة
محمد إسماعيل السيد ،ورضا حامد قطب ،الطبعة األولي ،منشورات
الجمل،كولونيا(ألمانيا) ،بغداد2006،م.
" -17عرابي" الدكتور محمد غازي :اإلنسان الكامل – محاورات في الفلسفة
الصوفية ،دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق1985 ،م.
" -18عطا" الدكتور عبد القادر أحمد :التصوف اإلسالمي بين األصالة واالقتباس
في عصر النابلسي ،دار الجيل ،بيروت ،لبنان1987،م.
" -19عون" الدكتور فيصل بدير :التصوف اإلسالمي الطريق والرجال ،مكتبة
سعيد رأفت ،جامعة عين شمس ،القاهرة1983 ،م.
37
د .مديحة حمدي عبد العال اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل 2015م
" -20فؤاد" الدكتورة هالة أحمد :اإلنسان الكامل عند محيي الدين بن عربي،
رسالة ماجستير غير مطبوعة،كلية اآلداب جامعة القاهرة ،تحت إشراف
الدكتور /محمد عاطف العراقي ،والدكتور توفيق الطويل1990 ،م.
" -21مبارك" الدكتور زكي :التصوف اإلسالمي في األدب واألخالق ،الطبعة
األولي ،مطبعة الرسالة ،القاهرة1938 ،م.
" -22المطهري" الدكتور مرتضي :اإلنسان الكامل ،جعفر صادق الخليلي،
مؤسسة البعثة ،بيروت1992 ،م.
" -23نيكولسون" المستشرق الكبير ر.أ :.الصوفية في اإلسالم ،ترجمه وعلق
عليه نور الدين شريبة ،مكتبة الخانجي ،الطبعة الثانية ،القاهرة2002 ،م.
" -24ياسين" الدكتور إبراهيم إبراهيم محمد :حال الفناء في التصوف اإلسالمي،
دار المعارف ،القاهرة1999 ،م.
" -25ياسين" الدكتور إبراهيم إبراهيم محمد :دالالت المصطلح في التصوف
الفلسفي ،دار المعارف ،القاهرة1999 ،م.
" -26ياسين" الدكتور إبراهيم إبراهيم محمد :صدر الدين القونوي وفلسفته
الصوفية ،دار الوفاء ،المنصورة2008 ،م.
ً
رابعا :املوسوعات والدوريات:
" -1ابن خزام" أنور فؤاد :معجم المصطلحات الصوفية ،مراجعة جورج متري
عبد المسيح ،مكتبة لبنان ناشرون ،لبنان1993 ،م ،مادة (صورة الحق).
" -2العجم" رفيق :موسوعة مصطلحات التصوف اإلسالمي ،مكتبة لبنان
ناشرون ،لبنان1999 ،م ،مادة (إنسان كامل).
ً
خامسا :قائمة املراجع األجنبية:
1- Aqadir (c.); Philosophy and Science in Islamic World, Maekavs
of Chatham PLC, Great Britain, 1991.
2- Ed. Rosen (M), Yudin(P.); A dictionary of Philosophy , Progress
Publishers, Moscow,1967.
3-‘Edwards’Paol;The Encyclopedia of philosophy, editor in chief,
Vol. 1, Macmillan Publishing Co., Incant Free Press. New
York.1967.
38
مديحة حمدي عبد العال.د اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي
م2015 مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل
39