Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 39

‫د‪ .

‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬


‫د‪ .‬مدحية محدي عبد العال مرسي‬
‫(*)‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد قضية اإلنسان الكامل من أهم قضايا التصوف الفلسفي‪ .‬ول ّما كان الحالج‬
‫قد وضع البذرة األولى في تلك القضية؛ فإنها قد بلغت درجة من النضج واالكتمال‬
‫عند ابن عربي وتالميذه بحيث لم تترك أي مجال لدراستها من بعدهم‪ .‬فالفالسفة‬
‫والمفكرون –عبر العصور‪ -‬قد اعتبروا أن الفكر القائل بكمال اإلنسان يعد خطرا ً‬
‫كبيراً‪ ،‬وليس من السهل الخوض فيه(‪ .)1‬ولهذا كان علي الباحث فيه أن يتحري‬
‫الصدق ويكشف عن الحقائق واألكاذيب هذا علي األقل(‪.)2‬‬
‫ول ّما كان عبد الغني النابلسي(ت‪1143‬هـ)(‪ )3‬أحد أهم أعالم التصوف‬
‫الفلسفي‪ ،‬وأحد أهم تالميذ الشيخ األكبر؛ فإن قضية اإلنسان الكامل كانت تشغل‬
‫عني فيها ببيان ثقل الوظائف الوجودية والمعرفية والخلقية‬ ‫عنده حيزا ً كبيراً‪ .‬فقد ُ‬
‫(التربوية)‪ ،‬لهذا العبد المخلوق علي الصورة‪ .‬فهو أكمل مجلي من مجالي الحق‪،‬‬
‫وبه تظهر كماالت وأسرار إلوهيته‪ .‬وهنا يكمن البُعد الوجودي والمعرفي لإلنسان‬
‫الذي يقف كنقطة مركزية بين هللا والعالم؛ فيستمد منه تعالي ويمد العالم‪ ،‬ليقوم‬
‫بأعباء الخالفة التي كلف بها‪ .‬وعندما يكتشف اإلنسان الكامل هذه الحقيقة‪ ،‬فإنه‬
‫يدرك الحكمة من تجلي الحق علي الوجود كله بأسمائه وصفاته‪ .‬وهنا تتسع نظرته‬
‫ألهمية دوره في الوجود‪.‬‬

‫ولهذا تهدف الدراسة إلي ما يلي‪:‬‬


‫أوال‪ :‬تحليل تصوره لرتبة اإلنسان الكامل علي المستويين الوجودي‬
‫والمعرفي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحليل البعد التربوي والخلقي لدور اإلنسان الكامل في الوجود‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬توضيح آراء النابلسي في وسائل التحقق بالكمال الروحي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬توضيح عالقة اإلنسان الكامل بالفناء في الوحدة‪ ،‬وعالقة تلك الوحدة‬
‫بوحدة األديان‪.‬‬
‫(*) د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‪ :‬مدرس الفلسفة اإلسالمية والتصوف‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة الفيوم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫ولتحقيق هذه األهداف اعتمدنا علي المنهج التحليلي المقارن‪ .‬فبالمنهج‬


‫التحليلي سنحاول الكشف عن ُك ْنه عالقة اإلنسان الكامل باهلل وبالعالم ككل عند‬
‫النابلسي؛ وكذلك سنحاول تحليل الوظائف الوجودية والمعرفية والخلقية لإلنسان‬
‫الكامل‪ .‬ومن خالل المنهج المقارن سنقارن آراء النابلسي بغيره من صوفية‬
‫اإلسالم في تلك القضية‪.‬‬
‫وتسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة عن األسئلة التالية‪ :‬من هو اإلنسان الكامل‬
‫في تصور النابلسي؟ وما هي األبعاد الوجودية والمعرفية لتلك القضية؟ وما هي‬
‫أهم وسائل الكمال الروحي في تصوره؟ وهل هو مخصوص بزمان أو مكان دون‬
‫غيره؟ أو مخصوص بجنس دون غيره؟ وهل هو معصوم؟ وما هي وظائف‬
‫اإلنسان الكامل في الوجود؟ وإلي أي مدي ترتبط هذه القضية بالفناء في وحدة‬
‫الوجود؟ وكيف انعكست علي تصوره لوحدة األديان؟ ومن خالل اإلجابة عن هذه‬
‫األسئلة تتضح لنا أهمية دراسة موضوع "اإلنسان الكامل عند عبد الغني‬
‫النابلسي"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫وتنقسم هذه الدراسة إلى األقسام التالية‪:‬‬


‫مقدمة‬
‫أوالً‪ :‬تصور عبد الغني النابلسي لإلنسان الكامل‪:‬‬
‫(أ) البُعد الوجودي لإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‪.‬‬
‫(ب) البُعد المعرفي لإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬وسائل التحقق برتبة اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اإلنسان الكامل والفناء في وحدة الوجود عند عبد الغني النابلسي‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬اإلنسان الكامل ووحدة األديان عند عبد الغني النابلسي‪.‬‬
‫خاتمة الدراسة‪.‬‬
‫***‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬تصور عبد الغني النابلسي لإلنسان الكامل‪:‬‬

‫(أ) البُعد الوجودي لإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‪:‬‬


‫آمن النابلسي بأن أكمل الخلق محمد صلي هللا عليه وسلم‪ ،‬هو من انبثقت من‬
‫أنواره سائر درجات الكمال الروحي‪ .‬فمنه يستقي الخلق كمالهم الروحي؛ حيث إن‬
‫"أول كامل وأكمل كامل ظهر في عالم األرواح قبل عالم األجسام روح محمد‬
‫صلي هللا عليه وسلم‪ ،‬ويقال نور محمد صلي هللا عليه وسلم"(‪ .)4‬فمحمد "صلي هللا‬
‫عليه وسلم العمدة في توجه رحمة هللا تعالي علي عباده‪ ،‬والسبب األقوى في رفع‬
‫درجاتهم عنده"(‪ .)5‬ومن نوره تفصلت جميع المخلوقات والعوالم في تصور‬
‫النابلسي‪ .‬حيث إن مرتبة الحقيقة المحمدية "تسمي مرتبة الوحدة المطلقة عن جميع‬
‫القيود لعدم التفصيل فيها وتسمي الحقيقة المحمدية أيضا ً ألنها مجمل ما تفصل‬
‫ويتفصل من جميع العوالم المختلفة"(‪ .)6‬ومن نسبة اإلنسان الكامل لهذه الحقيقة ‪-‬‬
‫علي المستويين الوجودي والمعرفي معا ً‪ -‬صار مرآة الحق؛ "الذي هو عين‬
‫الظاهرين به" (‪.)7‬‬
‫ويؤكد النابلسي أن اإلنسان الكامل هو عين ظهور تلك الحقيقة علي المستويين‬
‫الوجووودي والمعرفووي معواً‪ .‬ونسووتنتج موون ذلووك أن رايووة النابلسووي للحقيقووة المحمديووة‬
‫تتحقق من خالل منظورين‪:‬المنظور األول‪ :‬يعتمد فيه النابلسي علي أن تلك الحقيقة‬
‫هي التي أمدت العالم كله (علي المستوي الوجودي) بنعمة الوجوود ‪-‬مون سور صوفة‬
‫الجود‪ -‬التي منحها الحق للعالم‪ .‬ومن هنا كانت مرتبطة باإلنسان الكامل من ناحية‪،‬‬
‫وبالعالم من ناحية أخري‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫والمنظور الثاني‪ :‬وهي أنها أمدت اإلنسان الكامل فقط (علي المستوي‬
‫المعرفي) بنعمة المعرفة والعلم باهلل‪ .‬ومن هنا كانت هي (ظاهر) اإلنسان الكامل‪،‬‬
‫وكل أفراد البشر‪-‬بالتبعية‪ -‬من حيث إنها سبب إمدادهم بنعمة اإليجاد‪ .‬وهي (باطن)‬
‫اإلنسان الكامل بصفة خاصة‪ ،‬حيث أمدته بنعمة المعرفة‪ .‬ونستنتج من ذلك أن‬
‫البعد الوجودي في تصور النابلسي لحقيقة اإلنسان الكامل يكمن في أن باطنه هي‬
‫الحقيقة المحمدية‪.‬‬
‫فالحقيقية المحمدية‪ -‬في تصور النابلسي‪ -‬هي الواسطة والبرزخ بين الحق‬
‫والخلق‪ ،‬واإلطالق والتقييد‪ ،‬وعالم األمر وعالم الخلق‪ ،‬والوجود والعدم‪ ،‬فهو‬
‫"صلي هللا عليه وسلم واسطة ما بين الوجود الحق سبحانه وتعالي وبين العدم‬
‫الثابت بإثباته تعالي‪ ،‬متوجها ً عليه بالوجود الحق جل وعال‪ ،‬وذلك العدم هو جملة‬
‫المخلوقات"(‪ .)8‬ولهذا كان "منشأ هذه األكوان كلها الحقيقة المحمدية‪ ،‬النور‬
‫الصرف من النور الحق‪ ،‬من المستقبل إلي الماضي"(‪ .)9‬فمن تلك الحقيقة المحمدية‬
‫استمدت العوالم كنهها ووجودها‪ ،‬واستمد اإلنسان الكامل كماله وجوديا ً ومعرفياً‪.‬‬
‫ولعل الحالج كان أسبق في طرحه لمسألة النور المحمدي‪ ،‬حيث تفجرت من‬
‫تلك المسألة لديه ينابيع أهم قضايا التصوف الفلسفي وأكبرها‪ .‬فهو يرى أن الحقيقة‬
‫المحمدية أزلية كانت قبل فوات األكوان؛ ومن هذا النور المحمدي يستمد األنبياء‬
‫جميعهم ‪-‬من قبله ومن بعده‪ -‬أنوار التعليم اإللهي "فأنوار النبوة من نوره برزت‪،‬‬
‫وأنوارهم من نوره ظهرت‪ ،‬وليس من األنوار نور أنور وأظهر وأقدم من القدم‬
‫سوي نور صاحب الكرم"(‪ .)10‬بل تجعل النظرية الحالجية النور المحمدي مصدر‬
‫الخلق جميعا‪ ،‬وتنادي بأن للرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬صورتين مختلفتين‪،‬‬
‫صورته نورا ً قديما ً كان قبل أن تكون األكوان ومنه يستمد كل علم وعرفان‪ ،‬فقد‬
‫كانت الصورة الكاملة في سيدنا محمد صلي هللا عليه وسلم‪ ،‬خاتم النبيين وأول‬
‫خلق هللا أجمعين(‪.)11‬‬
‫ولهذا كان اإلنسان الكامل– في تصور النابلسي‪ -‬هو مجلي للحقيقة المحمدية‬
‫من ناحية‪ ،‬وسر الوجود بتحققه بالخالفة من ناحية أخري‪ .‬فقد نال الخالفة ألن‬
‫الحق خلقه بيديه‪ ،‬وجمع بين صورة الحق وصورة الخلق‪ .‬وبهذا نال حقيقة‬
‫التكريم‪ ،‬فما "خلقه له بيديه معا ً إال عين جمعه تعالي له حين خلقه بين الصورتين‬
‫اللتين هما في الحقيقة كناية عن تلك الصفتين المتقابلتين‪ ...‬حضرة الجالل وحضرة‬
‫الجمال‪ ،‬وحضرة الغضب وحضرة الرضا‪ ،‬وحضرة الظاهر وحضرة‬
‫الباطن"(‪ .)12‬فهو الظاهر‪" :‬بصورة من استخلفه وهو الحق تعالي فيما استخلفه فيه‬
‫وهو العالم ويكون ظاهرا ً بصورة العالم‪ ...‬حتى يعلم كيفية إيصال اإلمداد‬
‫إليهم"(‪.)13‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫فنال اإلنسان الكامل التكريم– في تصور النابلسي‪ -‬ألنه تحقق بصفات الحق‬
‫تعالي التي تجلي بها علي الوجود‪ .‬وفي ذلك ذكر أن‪" :‬ظاهره أي اإلنسان الكامل‬
‫خلق‪ ،‬أي عدم وحدوث وعجز وموت وقهر وصمم وعمى وخرس ونحو ذلك‪،‬‬
‫وباطنه أي اإلنسان الكامل حق‪ ،‬أي وجود وقدم وقدرة وحياة وإرادة وسمع وبصر‬
‫وكالم وغير ذلك‪ ،‬ولهذا‪ ،‬أي ولكون األمر كذلك‪ ،‬وصفه‪ ،‬أي وصف هللا تعالي‬
‫اإلنسان الكامل علي حسب الظاهر بالتدبير لهذا الهيكل‪ ،‬أي جسده في أمر معاشه‬
‫ومعاده"(‪ .)14‬فكان روح العالم؛ وذلك لما جمع "في هذا المختصر الذي هو اإلنسان‬
‫الكامل جميع األسماء اإللهية وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير‪ ...‬وجعله‬
‫باعتبار تلك الجمعية روحا ً للعالم"(‪ .)15‬وبذلك صار هو "اإلنسان الحادث الكبير‬
‫الذي هو مجموع العالم كله"(‪ .)16‬فقد أوجد تعالي "اإلنسان الكامل المخلوق علي‬
‫طبق الحضرات اإللهية والمراتب(‪ )17‬الربانية"(‪ .)18‬ولذلك كان روح الوجود‬
‫ومحور مراتبه‪.‬‬
‫ويُستنتج من ذلك أن مرتبة األكملية أو الخالفة‪ -‬التي استمدها من اإلنسان‬
‫الكامل األول‪ -‬كان مرجعها في األصل لخلقه علي الصورة‪ ،‬وكذلك للجمع بين‬
‫صلت منه مراتب الوجود‪ ،‬إذ إنه "ليس‬ ‫اليدين في أصل خلقته‪ .‬ذلك الجمع هو ما تف َّ‬
‫ألحد من العالم مجموع ما للخليفة من اليدين اإللهيتين اللتين هما صورة الحق‬
‫وصورة العالم وإن شئت قلت صفات هللا تعالي المتقابالت فما هو الخليفة إال‬
‫بالمجموع دون غيره من العالم"(‪ .)19‬فلكون اإلنسان الكامل علي صورة العالم‬
‫وعلي صورة الحق تعالي كان مختصر العالم‪ .‬ومن ثم تحققت له الخالفة في‬
‫األرض؛ فأنشأ الحق تعالي "صورة اإلنسان الكامل الذي هو خليفة هللا تعالي علي‬
‫جميع العوالم الظاهرة ‪ ...‬فصورته صورة العالم كله سماواته وأرضه وأفالكه‬
‫وأمالكه إلي غير ذلك وأنشأ الحق تعالي أيضا ً صورته الباطنة وهي حقيقة روحه‬
‫وعقله التابع للروح ومعلوماته المرسومة في وجوده علي‪ ...‬صورة الحق تعالي‬
‫التي هي مجموع صفاته تعالي وأسمائه وأفعاله وأحكامه"(‪.)20‬‬
‫وبهذه الخالفة كان له الكمال بالجمعية دون غيره من العالم‪ .‬فصار روحا ً‬
‫للعالم لكمال الصورة وجامعيتها للصورة اإللهية والكونية معاً‪ .‬حيث "اقتضي‬
‫األمر بالضرورة أن يكون هذا اإلنسان علي صورته أي علي صورة واجب‬
‫الوجود"(‪ .)21‬فقد أوجد الحق "اإلنسان الكامل ليخلفه أي يخلف الحق تعالي في‬
‫األرض النفسانية فيرى الحق تعالي فيه أي في ذلك الخليفة نفسه سبحانه في مادة‬
‫كونية فسواه أي جعله خلقا ً سويا ً وضعيفا ً قويا ً وعدله أي جعله معتدالً لتساوي‬
‫أوصافه بجمعه بين األضداد فهو موجود معدوم قديم حادث"(‪ .)22‬وبهذا كان العالم‬
‫كله مسخر له تسخير تشريف وتكليف؛ فقد جعله هللا مسخرا ً "لهذا اإلنسان الكامل‬
‫لما أي ألجل الذي تعطيه حقيقة صورته أي صورة هذا اإلنسان الكامل من‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫الجمعية الذاتية والحضرة اإلحاطية‪ ...‬فكل ما في العالم العلوي والسفلي تحت‬


‫تسخير اإلنسان الكامل"(‪.)23‬‬
‫(ب) البُعد المعرفي لإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‪:‬‬
‫إذا كانت الحقيقة المحمدية –في تصور النابلسي‪ -‬هي النور الصرف الذي‬
‫صلت منه كل المخلوقات؛ فإن المعرفة بسر سريان الحقيقة المحمدية في الوجود‬ ‫تف َّ‬
‫ال تتحقق إال لإلنسان الكامل بالفعل دون غير من المخلوقات‪ .‬وهنا يتبين أن البعد‬
‫المعرفي لإلنسان الكامل يخرج به من مرحلة الكمال بالقوة إلي مرحلة الكمال‬
‫بالفعل‪ .‬وهذا مرجعه –في تصور النابلسي‪ -‬إلي أن باطنه –علي المستويين‬
‫الوجودي والمعرفي‪ -‬هو الحقيقة المحمدية‪ .‬ولهذا كان "ال يعرف الحق إال أهل‬
‫الحق‪ .‬وال يطلع علي الحقيقة المحمدية‪ ،‬إال أهلها"(‪ .)24‬فإن هللا لما أحب أن يُعرف‪،‬‬
‫ما تحقق بتلك المعرفة إال من هو علي صورته‪ ،‬أي من وقف علي تلك الحقائق‬
‫كشفا ً وتعريفا ً إلهياً‪ .‬واإلنسان الكامل فقط –لكونه مخلوق علي الصورة‪ -‬هو حامل‬
‫السر اإللهي من ناحية‪ ،‬وهو حامل الخالفة في العلوم واألسرار اإللهية التي تفرقت‬
‫في الكون من ناحية أخري‪ .‬فهو قلب العالم ومختصره‪ ،‬ألنه يجمع بين الحضرتين‬
‫اإللهية والكونية؛ ولهذا كان هو مصدر الوجود والعرفان للكائنات‪ ،‬وتلك المعرفة‬
‫"لم يتهيأ إليها غير أصحاب العناية الربانية أهل المعرفة واالعتبار"(‪.)25‬‬
‫ولهذا كان النابلسي يؤكد علي أن "روحانيته صلي هللا عليه وسلم هي روح‬
‫الكل المستمدة منها أرواح األنبياء عليهم السالم‪ ،‬فوقع االشتراك في االستمداد منه‬
‫صلي هللا عليه وسلم‪ ...‬وهذا االستمداد الروحاني لعلماء األمة منه صلي هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬يتفاوت في ذاته"(‪ .)26‬ولهذا كان كل ما في العالم مظاهر لتلك الحقيقة‬
‫المحمدية‪" ،‬فالكائنات الموجودة‪ ...‬مظاهر تجليات الحقيقة المحمدية‪ ،‬ومواقع‬
‫شعاعات شمس الحضرة األحمدية"(‪ .)27‬وفي هذا يقوم اإلنسان الكامل بدور‬
‫الواسطة بين نوره ‪-‬صلي هللا عليه وسلم‪ -‬وباقي المخلوقات‪ .‬ولهذا كانت روحانية‬
‫النبي تسري إلي ال ُك َّمل من األفراد‪ ،‬الذين يتميزون بقدرة خاصة علي االستمداد من‬
‫النبي ثم إفاضة ما يتلقونه علي العالم(‪ .)28‬وفي تحققه بالكمال يطلق عليه اسم من‬
‫تحقق به‪ ،‬أي اسم‪ :‬اإلنسان الكامل(‪.)29‬‬
‫ومن هنا كان اإلنسان الكامل هو العارف باهلل تعالي في تصور النابلسي؛ أي‬
‫أنه الذي عبد هللا علي التحقيق والكشف والعيان‪ .‬حيث إن تحققه بالوظيفة‬
‫المعرفية– في تصور النابلسي‪ -‬يعني أنه الواسطة بين هللا والعالم‪ ،‬ومرآة‬
‫للحضرتين اإللهية والكونية‪ .‬فهو من تفجرت فيه ينابيع الحقيقة المحمدية التي‬
‫استمد وصفه باإلنسان الكامل منها‪ .‬فهو‪" :‬صلي هللا عليه وسلم اإلنسان الكامل‪،‬‬
‫والمخلوق األول قبل خلق كل عالم وعامل"(‪ .)30‬ومن هنا يكون اإلنسان الكامل هو‬

‫‪6‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫أشد الناس ارتباطا ً بالحقيقة المحمدية‪ ،‬أو النور المحمدي؛ "فمن ذاته الشريفة‪،‬‬
‫للناهلين‪ ،‬أي الشاربين المهيمين بشراب المعرفة والتحقيق‪ -‬منابع مختلفة‪ .‬كل‬
‫منبع‪ ،‬مشرب خاص‪ ،‬ينبع من حضرة خاصة‪ ،‬لكامل خاص"(‪ .)31‬ولهذا كانت‬
‫"السعادة باألصالة لإلنسان الكامل ال غير"(‪.)32‬‬
‫وهكذا آمن النابلسي بأن تكريم اإلنسان –من الناحية الوجودية‪ -‬إنما جاء‬
‫ضا‪ -‬من الناحية المعرفية‪ -‬إلي‬‫لتبعيته لتلك الحقيقة المحمدية‪ ،‬كما يرجع تكريمه أي ً‬
‫حسن إتباعه للرسول صلي هللا عليه وسلم‪ .‬فإنه "صلي هللا عليه وسلم النوع‬
‫اإلنساني الكامل‪ ،‬وورثته ملحقون به في معني كماله ومبني جالله وجماله‪ ،‬ألنهم‬
‫أصحاب بصائر ببركة متابعتهم له"(‪ .)33‬ولهذا كان البشر مختلفين في تحققهم‬
‫بالكمال‪ ،‬فمنهم الناقص ومنهم الكامل‪ .‬والنقص والكمال يتفاوت فيه البشر علي‬
‫حسب قربهم أو بعدهم من أنواره‪" ،‬فمنهم كامل اإلنسانية‪ ،‬ومنهم الناقص الذي‬
‫استولت عليه الحيوانية‪ ،‬فترك اللذائذ الروحانية‪ ،‬وتبع الشهوات الجسمانية"(‪.)34‬‬
‫واإلنسان الكامل– في تصور النابلسي‪ -‬هو أكثر البشر اقترابا ً من أنواره‬
‫صلي هللا عليه وسلم‪ .‬كما أنه أكثر البشر تحققا ً باليقين؛ فاشتغل بالخالق وغفل عن‬
‫الخلق‪ .‬والغافل الناقص‪ :‬هو من اشتغل بالخلق‪ ،‬وغفل عن الحق المتجلي علي‬
‫الوجود كله‪ .‬فهناك "قسم ينظرون إلي ذلك المخلوق من حيث هو مخلوق في‬
‫صورة مخلوقة خاصة‪ ،‬فيشتغلون بإدراكه‪ ،‬ويغفلون عن مالحظة أمر هللا تعالي‬
‫القيوم علي ذلك المخلوق‪ ،‬وهذه أحوال أهل الغفلة والغرور‪ .‬وقسم ال ينظرون إال‬
‫ألمر هللا تعالي القيوم علي ذلك المخلوق‪ ،‬ونظرهم ذلك بأمر هللا تعالي أيضاً‪،‬‬
‫والمخلوقات كلها عندهم مظاهر أمر هللا تعالي الحي القيوم‪ ،‬فال يرون شيئا ً من‬
‫حيث هو شيء‪ ،‬وإنما يرون األشياء صادرة عنه تعالي كمن ينظر في كتاب‬
‫فيشتغل بمالحظة معانيه وبتدبير ما تشير إليه حروف كلماته من الفوائد‪ ،‬وال‬
‫يالحظ صور حروفه وال ألوان الحبر"(‪.)35‬‬
‫والتقسيم السابق من النابلسي ألصناف البشر ال يتحدد إال علي حسب الترقي‬
‫في درجات اليقين باهلل‪ .‬تلك الدرجات التي تحدد الراية الشمولية والمحيطية من‬
‫اإلنسان الكامل للوجود ككل‪ .‬فكلما يزيد اليقين كلما تنمحي ذاتية اإلنسان الكامل‪،‬‬
‫وكلما تنمحي ذاتيته كلما زاد كشفه ومعرفته لحقائق الوجود‪ .‬ولهذا يقع اليقين– في‬
‫تصور النابلسي‪ -‬علي ثالثة مراتب‪:‬‬
‫المرتبة األولي‪( :‬علم اليقين)‪ :‬وهي أحد ثمرات خروج العبد عن نفسه إلي‬
‫طاعات ربه‪ ،‬فيغفل العبد عن األثر ويبقي بالمؤثر الباقي‪ .‬وفي تعريف تلك المرتبة‬
‫ذكر أن‪" :‬اليقين باهلل تعالي وهو سكون القلب إلي الشيء والطمأنينة به حتى ال‬
‫يبقي في القلب حركة إلي سواه بالكلية –خروجك‪ -‬أيها المريد أي إعراضك‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫إعراضا ً وجدانياً‪ ...‬بحيث ينمحي تعين وجودك من عين بصيرتك وتجد الحق‬
‫ظاهرا ً للحق ألنك معدوم وهو موجود"(‪.)36‬‬
‫المرتبة الثانية‪( :‬عين اليقين)‪ :‬وهي المرحلة التي يرتقي العبد فيها عن الوجود‬
‫كله ويبقي بواجد هذا الوجود؛ ويدرك أنه أحد تجلياته‪ .‬و"وهي وجدان ذلك في‬
‫نفسك وشهوده فيك وذوقك له بحيث تستغني عن حكايته وعن االستدالل علي‬
‫صحته"(‪.)37‬‬
‫المرتبة الثالثة‪( :‬حق اليقين)‪ :‬وهي التي تحوي كمال شهود العبد لربه‪ ،‬فيشهد‬
‫ما يلوح –أو يرد له‪ -‬من جناب الحق‪ .‬فيري تجليات الحق ظاهرة تمأل الوجود‪.‬‬
‫ولذلك هي مرتبة أهل الكشف والوجود‪ ،‬المتحققين "بكمال الشهود‪ :‬أي المعاينة‪،‬‬
‫ودوام المراقبة بصفاء قلوبهم‪ ،‬وخلوص بصائرهم علي وجه اليقين للمعات بوارق‬
‫أنوار الوجود الحق الحقيقي من صفحات تقلبات آثار األسماء الربانية‪ ،‬ومتلوات‬
‫آيات أسرار التجليات الرحمانية"(‪ .)38‬والنابلسي يعني بالتجلي هنا‪ :‬انكشاف‬
‫الحقائق في عين اإلنسان الكامل؛ فيدرك وجه الحقيقة من خلف كل عدم فاني؛‬
‫"فإن هللا تعالي متجل ومنكشف بحقائق األشياء الصادرة عنه تجليا ً وانكشافا ً تاما ً‬
‫بالوجود الحق‪ ،‬فالوجود له تعالي‪ ،‬والظهور له باألشياء؛ ألنها آثار قدرته وإرادته‬
‫وعلمه"(‪ .)39‬ولهذا كان الوصول عند اإلنسان الكامل يعني مشاهدة–الوحدانية‪ -‬هلل‬
‫تعالي في وجوده‪ .‬فيعرف أن "هللا سبحانه وتعالي الموجود وحده فقط‬
‫بالوجود"(‪ .)40‬فال يتأتى ذلك إال بتحققه بوسائل الكمال الروحي‪ .‬تلك الوسائل التي‬
‫ترتبط لدي النابلسي بتصوره لإلنسان الكامل‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬وسائل التحقق برتبة اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‪:‬‬

‫إذا تساءلنا عن مفهوم النابلسي لإلنسان الكامل‪ ،‬ووسائل تحقيق الكمال‬


‫الروحي‪ .‬وجدنا لدي النابلسي مفاهيم كثيرة لمراحل ترقي اإلنسان في مدارج‬
‫الكمال الروحي‪ .‬فقد قرر أنها أعلي وأكمل مرتبة يمكن أن يصل إليها اإلنسان‪.‬‬
‫حيث ذهب إلى أن ظهور "اإلنسان الكامل لظهور الكمال فيه‪ ...،‬فاألكملية في‬
‫مرتبة اإلنسان الكامل"(‪ .)41‬كما ذهب إلى أن التحقق بالكمال الروحي له عدة‬
‫شروط أهمها؛ تحقق اإلنسان بالعلم والعمل معاً‪ .‬فذكر أن‪" :‬اإلنسان الكامل هو‬
‫الحاوي علي الفضيلتين‪ ،‬فضيلة العلم وفضيلة العمل"(‪ .)42‬وفي ذلك التعريف‬
‫يوضح النابلسي مفهومه لإلنسان الكامل‪ ،‬كما يوضح أهم وسائل الكمال الروحي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫وفي هذا التعريف نجد أن النابلسي صرح بأن أهم صفات اإلنسان الكامل؛‬
‫التحقق بالعلم والعمل معاً؛ وذلك يعني قيام اإلنسان بما ُخلِقَ له قوالً وفعالً‪ .‬ومن‬
‫هنا جاء تكريمه وأفضليته علي غيره من المخلوقات؛ حيث إن تكريم "اإلنسان‬
‫الكامل في مرتبتي العلم والعمل إلي ربه تعالي الذي هو أصله ألنه الظاهر علي‬
‫أثره"(‪ .)43‬ففي هذا النص يصرح النابلسي بأن اإلنسان الكامل هو الخليفة الذي‬
‫يتجلي الحق عليه بصفاته التي تفرقت في الكون‪ .‬وهذا يؤكد أنه هو الذي يطبق‬
‫بالعمل ما يتحلي به من علوم ومعارف إلهية؛ ومن ثم يقوم بوظيفته المعرفية‬
‫والوجودية والتربوية التي ُخلِقَ لها‪ .‬وبذلك يكون "التصديق عمالً لباطنه‪ ،‬جعله‬
‫عمالً من ظاهره داخالً فيه تحقيق الكمال التصافه به"(‪.)44‬‬
‫وهنا يفرق النابلسي بين اإلنسان الكامل‪ ،‬واإلنسان العامل‪ .‬فاألول‪ :‬هو‬
‫المتحقق بالخالفة‪ ،‬ألنه ارتفع بإنسانيته إلي روحانيته‪ ،‬فتحققت فيه صفات العلم‬
‫والعمل‪ .‬أما الثاني‪ :‬فهو القاصر في العلم والعمل‪ ،‬حيث غلب حيوانيته علي‬
‫إنسانيته‪ ،‬وبهذا ال يتسنى له الكمال أو الخالفة؛ "فما صحت الخالفة التامة الكاملة‬
‫من الحق تعالي علي جميع المخلوقات إال لإلنسان الكامل الذي غلبت إنسانيته علي‬
‫حيوانيته وأما اإلنسان القاصر الذي غلبت حيوانيته علي إنسانيته فهو ‪ ...‬يسمي‬
‫عامالً حينئذ ال خليفة كامالً"(‪ .)45‬وفي ذلك يؤكد النابلسي علي أن كمال أي إنسان‬
‫يتحدد بمقدار علمه وعمله‪ .‬حيث إن "العبد كلما ازداد علما ً باهلل تعالي ازداد خوفا ً‬
‫منه تعالي وخشية وهيبة وتعظيما ً وقربا ً إليه تعالي فيزكو علمه ويكثر ثوابه وتزداد‬
‫مزيته وترتفع رتبته عند هللا تعالي"(‪.)46‬‬
‫وبذلك يؤكد النابلسي أن اإلنسان الكامل هو الذي تحقق بالكمال الروحي في‬
‫الظاهر والباطن‪ .‬وبهذا يجمع بين فضائل العمل الدنيوي –من الطاعات والعبادات‪-‬‬
‫والعلوم اإللهية القلبية‪ .‬حيث إن‪":‬الفضائل إنما هي بالعلوم اإللهية والتجليات‬
‫الربانية‪ ،‬واألحوال القلبية ال بمجرد األعمال البدنية ونوافل العبادات والطاعات‪...‬‬
‫إنما هؤالء فضلوا عنده بحسب أحوالهم الباطنية‪ ،‬وحرمة األدب معه في الظاهر‬
‫والباطن‪ ،‬وكمال أذواقهم وزيادة حبهم له‪ ،‬واحترامهم وتعظيمهم الالئق به‪ ،‬في‬
‫ظواهرهم وبواطنهم"(‪.)47‬‬
‫وبهذا يتبين أن اإلنسان الكامل هو الصادق قوالً وفعالً؛ وأن ال ُك َّمل "هم‬
‫الصادقون في أقوالهم وأفعالهم‪ ،‬ال يتكلمون إال بما فتح هللا عليهم به من العلوم‬
‫اإللهية"(‪ .)48‬كما يتبين أن اإلنسان الكامل هو الصادق في تحصيل مقام القرب من‬
‫هللا‪ .‬حيث إن الحق خلقنا علي "نشأة إنسانية كاملة بالشهود وناقصة بالغفلة‪ ،‬ولهذا‬
‫قال تعالي لنبيه الذي ناشئ مثل نشؤهم إنسانا ً كامالً"(‪.)49‬‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫ومن هنا يؤكد النابلسي علي أن الترقي في مدارج الكمال الروحي ال يتحقق‬
‫إال بحسن اإلتباع للرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬بالظاهر وبالباطن؛ أي بالعلم‬
‫والعمل‪ .‬فإن "أردت الوصول إلي هللا تعالي‪ ...‬فألزم متابعة النبي صلي هللا عليه‬
‫وسلم وواظب علي العمل بسنته أوالً أي في ابتداء شروعك قوال بحيث ال تقول إال‬
‫ما قاله عليه السالم‪ .‬وفعال بحيث ال تفعل إال ما فعله عليه السالم ‪ ،‬ظاهرا ً بأن‬
‫يكون ذلك في ظاهر جوارحك‪ ،‬وباطنا ً بأن يكون ذلك في باطنك أيضا ً أي في قلبك‬
‫ونيتك"(‪ .)50‬فالكمال ال يتحقق إال لمن جمع بين فضيلة العلم‪ -‬والمعرفة‪ -‬باهلل‪ ،‬وبين‬
‫حسن اإلتباع واالجتهاد‪ .‬فمن "أضاف بعد ذلك إلي علمه فضيلة سلوك واجتهاد‬
‫صار من ال ُك َّمل ومن وقف مع علمه صار من العارفين‪ ...‬ومن خالف الشريعة ولم‬
‫يتقيد بأحكامها ال يصير من الكاملين"(‪.)51‬‬
‫وال يتحقق ذلك الكمال الروحي –في تصور النابلسي‪ -‬إال بمجاهدة النفس‬
‫وتزكيتها‪ .‬حيث إن هللا "أمرك بالقيام والثبات والرسوخ والمداومة‪ ،‬واالستقامة في‬
‫جميع أمورك"(‪ .)52‬فاستقامة النفس شرط أساسي للتحقق باألخالق اإللهية؛ ومن ثم‬
‫دخول الحضرة اإللهية‪ .‬وذلك يتأتى "بالتخلق بأخالق هللا تعالي‪ ...‬بحيث يقابل كل‬
‫خلق منه بخلق إلهي‪ ،‬بتبدل الحرص منه إلي الخير‪ ،‬والبخل إلي منع الشر‪،‬‬
‫سئل‬‫والحسد إلي الغبطة؛ وتذهب األخالق السيئة‪ ،‬وتأتي األخالق الحسنة‪ .‬كما ُ‬
‫(‪)53‬‬
‫الجنيد –رضي هللا عنه‪ -‬عن المعرفة والعارف؛ فقال‪ :‬لون الماء‪ ،‬لون إنائه" ‪.‬‬
‫وفي ذلك يتفق مع الجنيد(ت‪298‬هـ)(‪ .)54‬حيث إن التخلق باألخالق اإللهية ال‬
‫يتحقق إال إذا اتبع الجسد ما في الروح من نقاء وطهارة‪.‬‬
‫فتجلي الحق بصفاته علي آدم وبنيه –في تصور النابلسي‪ -‬ال يكون علي‬
‫حسب قربه أو بعده عن المعاصي‪" ،‬فنقش الذات والصفات واألسماء واألفعال‬
‫واألحكام ظهر بظهور آدم‪ ،‬ولكن من بنيه من محا بعض ذلك النقش بغلبة‬
‫الحيوانية عليه وضعف اإلنسانية الكاملة فيه"(‪ .)55‬وإذا كان نقص اإلنسان –في‬
‫تصور النابلسي‪ -‬يكون بغلبة صفات الحيوانية‪ ،‬فإن اإلنسان الكامل هو الذي تقوى‬
‫وتسمو فيه صفات اإلنسانية‪ ،‬وتضعف صفات الحيوانية‪ .‬ولهذا صرح بأن اإلنسان‬
‫عزل‪،‬‬‫الكامل هو المعزول عن كل ما يشغله عن الحق سبحانه؛ "فالكامل المذكور ُ‬
‫أي عزل هللا تعالي نفسه عن التصرفات البشرية لذهاب ظلمة الطبيعة عن عين‬
‫بصيرته وإشراق نور اإليمان في قلبه‪ ،‬فتبدلت بشريته بملكيته‪ ،‬وزالت عنه ظاهرا ً‬
‫وباطنا ً جميع الحركات والسكنات النفسانية بالكلية"(‪.)56‬‬
‫ومما سبق يتضح أنه‪ :‬ال يتسنى لإلنسان– في تصور النابلسي‪ -‬تحقق اإليمان‬
‫والتوحيد والمعرفة واليقين باهلل إال بتزكية النفس‪ .‬حيث إن‪" :‬التوحيد واإليمان‬
‫والمعرفة واإليقان‪ ،‬صفات كمالية مفروضة علي كل إنسان مكلف‪ ...‬فمن قامت به‬
‫فهو الموحد المؤمن العارف الموقن"(‪ .)57‬واإلنسان الكامل –فقط‪ -‬هو الذي يتحقق‬

‫‪10‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫بها؛ ألنه قطع عقبات النفس‪ -‬وفي نفس الوقت‪ -‬تأهل الستقبال اإللقاء اإللهي‬
‫واإلمداد للخلق‪ .‬فال يتحقق بالكمال إال "العباد الصالحين‪ ،‬فما وصفوا بالعبودية‬
‫والصالح إال لرجوعهم إلي هللا تعالي من حيث وجود ذواتهم وجميع أعمالهم في‬
‫الباطن والظاهر فكان هللا تعالي ظاهر لهم عندهم وهم ظاهرون به تعالي عند‬
‫غيرهم"(‪ .)58‬وليؤكد النابلسي مراميه استدل في ذلك بقوله عز وجل‪َ ( :‬والَّذِينَ‬
‫َّللاَ لَ َم َع ال ُمحْ ِسنِينَ )(‪ .)59‬وليزيد األمر وضوحا ً‬
‫سبُلَنَا َوإِ َّن َّ‬
‫َجا َهدُوا فِينَا لَنَ ْه ِديَنَّ ُه ْم ُ‬
‫استدل بعبارة أبي يزيد البسطامي (ت‪261‬هـ)‪" :‬لو نظرتم إلي رجل أعطي من‬
‫الكرامات حتى يرفع في الهواء فال تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند األمر‬
‫والنهي وحفظ الحد وأداء الشريعة"(‪ .)60‬فاهلل ما خلقنا إال للتحقق بصدق العبودية له‬
‫سبحانه؛ ولم يكن كمال النبوة لمحمد صلي هللا عليه وسلم؛ إال ألنه تحقق بصدق‬
‫العبودية هلل‪ ،‬فمنحه هللا غزارة المعرفة والعلم(‪ .)61‬وقد اتفق معظم الصوفية علي أن‬
‫مجاهدة النفس وتصفيتها من عالئق البدن وسيلة لنيل المعرفة والكشف(‪ .)62‬فهي‬
‫تجعله يعود من تجربته وهو أكثر وثاقة من صدقة وقوة يقينه(‪.)63‬‬
‫وقد اعتد النابلسي بدور العقل إلي جانب القلب كأدوات للكمال الروحي‪.‬‬
‫فالعقل– في تصوره‪ -‬هو أداة التكليف والتشريف لإلنسان دون غيره من‬
‫المخلوقات؛ بحيث ال يتحقق قرب اإلنسان من ربه إال إذا اقترب العقل مما يرضي‬
‫ربه‪ .‬كما ال تتحقق تزكية النفس وتشريفها إال به؛ فهو وسيلة لتزكية النفس؛ ومن ثم‬
‫وسيلة للكمال الروحي عند النابلسي‪ .‬فقد استوجب علي كل طالب للكمال الروحي‬
‫أن يبدأ "بتسليك النفس علي طريق المخالفة علي كل حال‪ .‬فإنها ال تأمر بخير أبداً‪،‬‬
‫إال إذا تأدبت بآداب العقل‪ ،‬والرعونة في طبعها ال تزول‪ ،‬ومتى خرجت عن حكم‬
‫العقل عليها‪ ،‬عادت إلي ما هي منطبعة عليه من الشر والفجور"(‪.)64‬‬
‫ومن هنا يتميز عقل اإلنسان الكامل ‪-‬في تصور النابلسي‪ -‬بأنه مسيطر علي‬
‫رعونة النفس؛ "فإذا ضجرت نفسك من شيء من ذلك‪ ،‬بمقتضي الطبيعة البشرية‪،‬‬
‫قم عليها بروحانيتك وعقلك‪ ،‬وازجرها‪ ،‬واقهرها على تجرع جميع ذلك"(‪ .)65‬وال‬
‫يتحقق بهذا إال اإلنسان الكامل الذي "يشهد أن هللا تعالي خلق لعباده المكلفين جزءا ً‬
‫يختارون به الخير والشر وهو العقل وجعله مناطا ً للثواب والعقاب‪ ،‬وهو جزء ال‬
‫يتجزأ في اإلنسان يقوى ويضعف بحسب االطالع علي مصنوعات هللا تعالي‪ .‬وهو‬
‫بيد هللا تعالي يصرفه حيث يشاء"(‪ .)66‬ولهذا يكون الكمال‪ -‬في تصور النابلسي‪-‬‬
‫درجة عالية ال يصل إليها إال من تحقق بشروطها؛ من العلم والعمل‪ .‬حيث إن‬
‫"الكمال أعلي مما يخطر في قلوب القاصرين وأسنى مما توهمه نفوس‬
‫الجاهلين"(‪.)67‬‬
‫ومما سبق يتضح تأكيد النابلسي علي أن التفاوت بين البشر‪ -‬في تحقيق‬
‫الكمال الروحي‪ -‬مرجعه إلي قرب العقول والقلوب من هللا‪ .‬وفي ذلك يستدل باآلية‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫َّللاُ الَّذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم‬


‫َّللاِ)(‪ .)68‬وبقوله سبحانه‪( :‬يَ ْرفَعِ َّ‬
‫الكريمة‪ُ ( :‬ه ْم دَ َر َجات ِعندَ َّ‬
‫َوالَّذِينَ أُوتُوا ال ِع ْل َم دَ َر َجات) ‪ .‬ليثبت أن التفاوت في التحقق بالكمال الروحي هي‬
‫(‪)69‬‬

‫سنة هللا في أرضه؛ تلك السنة يجب أن تقطع عن اإلنسان الكامل كل تعلق له عما‬
‫سوى هللا‪ .‬فيؤمن بأن‪" :‬درجات القرب إلي هللا تعالي‪ ،‬ال نهاية لها في الدنيا وال في‬
‫اآلخرة‪ ...‬والتجليات ال نهاية لها‪ ،‬والحجب ال نهاية لها‪ ،‬والكشوفات ال نهاية‬
‫لها"(‪ .)70‬وهنا يستدل بما قرره ابن عطاء هللا عن شيخه أبي العباس المرسي‪:‬‬
‫"ونقل ابن عطاء هللا السكندري في التنوير في إسقاط التدبير عن شيخه أبي العباس‬
‫المرسي رضي هللا عنه أنه كان يقول‪ :‬لن يصل الولي إلي هللا حتى تنقطع عنه‬
‫شهوة الوصول إلي هللا تعالي"(‪ .)71‬ومن هنا يتضح لنا خطأ بعض الباحثين الذين‬
‫اعتبروا أن شخصية اإلنسان الكامل معارضة لحقيقة اإلسالم(‪.)72‬‬
‫كذلك اعتد النابلسي بدور القلب في تحقيق الكمال الروحي؛ فقلب اإلنسان‬
‫الكامل هو القلب الذي بقي علي حالة اإليمان والطهارة منذ عالم الذر إلي ما شاء‬
‫هللا؛ "فكل من أ ُ ِخذَ عليه الميثاق في عالم الذر صحا من سكرة شراب المحبة اإللهية‬
‫التي شربها بكأس (ألَ ْستُ بِ َر ِبّ ُك ْم)(‪ .)73‬وذلك ل ّما نزل إلي هذا العالم‪ ،‬والتهى‬
‫بزخارفه‪ ،‬فنسي ما كان فيه من قبل‪ .‬أما الفؤاد الذي لي فإنه ما صحا من ذلك‬
‫سكر الذي كان فيه"(‪ .)74‬فقلب اإلنسان الكامل –فقط‪ -‬هو القلب الذي يتسع لتلقي‬ ‫ال ُّ‬
‫المدد العرفاني من هللا‪ .‬وبفضل ذلك المدد كان دائم الترقي؛ "فكلما رقي إلي رتبة‬
‫في القرب اإللهي وجد الرتبة التي كان فيها قبل ذلك غيا ً وحجابا ً فيستغفر هللا‬
‫منها"(‪ .)75‬ونستنتج من ذلك أن قرب القلب من هللا هو المحدد الوحيد التساعه‬
‫بالعلوم والمعارف‪.‬‬
‫فالوسع في تصور النابلسي يعد "وسع إيمان‪ ،‬ال وسع إدراك"(‪ .)76‬وبفضل‬
‫هذا الوسع يتجلي الحق علي قلب اإلنسان الكامل بأسمائه وصفاته‪ .‬كما يعد هذا‬
‫الوسع –في حد ذاته‪ -‬وسيلة لتدرج ال ُك َّمل في مدارج الكمال الروحي؛ "فالفيض‬
‫اإللهي الوارد عليهم علي قدر وسع قوابلهم وكم بين قابلية الكامل من أهل هللا وبين‬
‫قابلية المريد الطالب"(‪ .)77‬ومن هنا يتبين لنا أهمية دور اإلنسان الكامل كحلقة‬
‫وصل بين هللا والعالم‪ ،‬فيتلقي من هللا ويمد العالم‪ .‬ولهذا كان قلبه هو مرآة الحق‬
‫التي يظهر عليها تجلياته‪" :‬فكل شيء ظهر في هذا الوجود الحادث‪ ،‬فهو صورة‬
‫الحق تعالي‪ ،‬ظهرت في مرائي صفاته"(‪ .)78‬وذكر أيضاً‪ :‬أن "القلب موضع جمع‬
‫هذه األشياء كلها علي اختالفها وتنوعها‪ ،‬ومنه صدورها علي تباينها وتضادها‪...‬‬
‫وهي صورة حسن الحق سبحانه وتعالي‪ ،‬ألنها صورة جميع صفاته تعالي‬
‫وأسمائه‪ ،‬فهي آثار الحق سبحانه‪ ،‬حيث إن األثر يدل علي المؤثر"(‪.)79‬‬
‫والجدير بالذكر أن النابلسي قد استعمل عدة صفات لإلنسان الكامل منها‪:‬‬
‫ي)‪ ،‬أو (الوارث المحمدي) أو (خواص أهل هللا) أو (ال ُك َّمل من البشر)‪.‬‬
‫صفة (الول ّ‬

‫‪12‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫وفي ذلك داللة في غاية األهمية؛ وهي أن كل فرد من أفراد البشر يستطيع التحقق‬
‫بتلك المرتبة‪ ،‬ولكن بشروطها‪ .‬ولهذا فرتبة اإلنسان الكامل ‪-‬في تصور النابلسي‪-‬‬
‫ليست حكرا ً علي بعض البشر دون غيرهم‪ ،‬وال تختص بزمان دون زمان‪ .‬بل‬
‫صرح النابلسي أنها رتبة موجودة في كل زمان ومكان إلي يوم القيامة "فهم‬
‫موجودون في الناس إلي يوم القيامة وبيدهم تدبير العالم الدنيوي باألنفاس‬
‫واألحوال‪ ،‬فكل نفس يتنفسه المخلوقون يكون فيه الظهور لواحد منهم يحكم مقامه‬
‫الخاص ‪ ...‬يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله وينكره من ينكره"(‪ .)80‬وذكر أيضا ً‬
‫أنه موجود بين الناس‪ ،‬غير مفارق لهم إال بدخوله في الحضرة اإللهية؛ ولهذا‬
‫"فالعارف كائن بائن‪ ،‬أي موجود مع الناس ولكنه مفارق لهم"(‪ .)81‬فال يمنعه‬
‫االختالط بالناس أن يستغرق في الوجود الحق في كل وقت‪ .‬ولهذا يجب علي‬
‫اإلنسان الكامل "أن يكون ظاهرا ً أي بحسب الظاهر مع الخلق مساويا ً لهم في‬
‫الكالم واألكل والشرب والمجالسة وجميع ما هم فيه من األفعال المباحة‪ ...‬ويكون‬
‫باطنا ً أي بحسب الباطن وحقيقة األمر مع الحق تعالي مستغرقا ً في شهوده سبحانه‬
‫ال يتحرك في باطنه أو ظاهره إال به تعالي وال يسكن كذلك إال به وال يتكلم إال به‬
‫معه"(‪.)82‬‬
‫ولهذا نظر النابلسي إلي رتبة اإلنسان الكامل علي أنها رتبة تتحقق في أي‬
‫زمان ومكان‪ .‬وتتحقق كذلك بين الرجال والنساء علي حد سواء؛ "فاإلنسان الكامل‬
‫موجود في كل زمان ومكان والفرق بين الساحر وهذا اإلنسان الكامل خصوص‬
‫الدعوة إلي هللا تعالي وإتباع األنبياء عليهم السالم فيما جاءوا به فإن الساحر يدعو‬
‫إلي الكفر والبدعة وهذا يدعو إلي اإليمان والسنة"(‪ .)83‬ولكن وجوده في تصور‬
‫الن ابلسي رهن بإيمانه باهلل‪ ،‬وبإتباعه للرسول صلي هللا عليه وسلم‪" ،‬فما يتحصل‬
‫من ذلك ألهل اإليمان وإن اختلفت الهيئة الظاهرة بحسب أحوال كل إنسان‪ ،‬فليس‬
‫ذلك بطاعن في حصول التبعية وااللتحاق بأهل السنة والجماعة في جميع‬
‫األزمان"(‪.)84‬‬
‫ولهذا لم تكن درجة الكمال حكرا ً علي الرجال دون النساء؛ بل علي العكس‬
‫كانت درجة اإلنسان الكامل في تصور النابلسي للرجال والنساء علي حد سواء‪.‬‬
‫فكانت منذ القدم لمريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون "إذ كان هللا تعالي من قبل‬
‫خلقها‪ -‬أي امرأة فرعون – للكمال متهيئة له مستعدة لقبوله‪ ...‬حيث شهد صلي هللا‬
‫عليه وسلم لها أي آلسية امرأة فرعون ولمريم بنت عمران بالكمال اإللهي الذي‬
‫هو للذكران ؛ أي حاصل للكاملين منهم"(‪ .)85‬ولكن أيحق له أن يقع في أخطاء؟ أم‬
‫هو معصوم عن الوقوع في الزلل؟‬
‫ويجيب النابلسي بأنه ليس معصوما ً‪ ،‬فالعصمة لألنبياء فقط‪ .‬أما اإلنسان‬
‫الكامل فهو محفوظ‪ ،‬فال يضره ذنب أبداً‪ ،‬حيث إنه "ليس من شرط صاحب اإليمان‬

‫‪13‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫الكامل الحقيقي‪ ،‬اجتناب الذنوب والمعاصي وإال لثبتت العصمة له‪ .‬والعصمة‬
‫ليست ثابتة إال لنبي أو ملك‪ .‬وأصحاب اإليمان الكامل محفوظون ال معصومون‪.‬‬
‫ومعني الحفظ أن ال يضرهم ذنب أبداً‪ ،‬ال معني الحفظ أن ال يصدر منهم ذنب‪ .‬فإن‬
‫ذلك معني العصمة ال الحفظ"(‪ .)86‬ولهذا نجد ابن تيمية (ت‪728‬هـ) يؤكد علي ذلك‬
‫بقوله‪ :‬لما كان ولي هللا يجوز أن يغلط‪ -‬ألنه ليس بمعصوم كاألنبياء‪ -‬لم يجب علي‬
‫الناس اإليمان بجميع ما يقوله من هو ولي هلل لئال يكون نبياً‪ ،‬بل وال يجوز لولي هللا‬
‫أن يعتمد علي ما يلقي إليه في قلبه إال أن يكون موافقا ً للشرع(‪ .)87‬وزاد الغزالي‬
‫األمر إيضاحا ً عندما قال إن الولي قد يكون في بعض األوقات يغيب عن شعوره‬
‫بنفسه‪ ،‬ووراء هذه الحقيقة أسرار ال يجوز الخوض فيها(‪ .)88‬وأما السهروردي‬
‫(ت‪632‬هـ) فقد قرر‪ :‬أن مشاهدة العبد لصفات الحق‪ ،‬ومشاهدة آثار عظمة الذات‪،‬‬
‫قد تستولي علي باطنه‪ ،‬حتى ال يبقي له هاجس وال وسواس(‪.)89‬‬
‫ولكن النابلسي ينبهنا إلي حقيقة هامة؛ وهي أن اإلنسان الكامل قد يكون خفيا‬
‫غير ظاهر‪ .‬فقد أخفاه هللا ولم يظهره إال لخواص عباده‪ ،‬حتى ال يكيد به الحاقدون‬
‫عليه ممن ليسوا في رتبته‪" ،‬فلو اتفق أن ذلك اإلنسان الكامل ظهر‪ ،‬وهو ظاهر بين‬
‫الخلق ولكن أين من يعرفه‪ ،‬الحتج عليه كل من يراه من هؤالء الظاهرين بزي‬
‫العلماء المغرورين في هذه الدنيا بأنه مخالف للسنة نابذ ألحكام الرب عز‬
‫وجل"(‪ .)90‬وليدعم النابلسي رأيه يستدل بما قاله‪" :‬ابن عطاء هللا‪" :‬سبحان من لم‬
‫يجعل الدليل علي أوليائه إال من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم إال من أراد أن‬
‫يوصله إليه"(‪ .)91‬وال يدرك اإلنسان الكامل ذلك إال إذا تعلق بمدد من النور‬
‫المحمدي‪ .‬حيث إن "غاية وصول السالكين إلي هللا تعالي وصولهم إلي النور‬
‫المحمدي الذي منه كل شيء‪ ،‬وهو من نور هللا سبحانه وتعالي"(‪ .)92‬وهذا هو وجه‬
‫الحقيقة الذي يبتغيه اإلنسان الكامل؛ حيث إنه‪" :‬صلي هللا عليه وسلم حقيقة الكمال‬
‫في النشأة اإلنسانية التي يظهر بها كل ولي"(‪ .)93‬ومن هنا يؤكد النابلسي علي‬
‫حقيقة البُعد الوجودي والمعرفي لإلنسان الكامل وعالقته؛ ذلك البعد الذي ال يظهر‬
‫أثره إال بإدراكه لوجه الحقيقة التي تمأل الوجود‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ -‬اإلنسان الكامل والفناء يف وحدة الوجود عند عبد الغني النابلسي‪:‬‬
‫إذا كان اإلنسان الكامل هو السبب والواسطة في إمداد العالم بنعمة الوجود‬
‫والمعرفة؛ فإنه أيضا ً السبب في إدراك حقيقة الوجود‪ .‬فقد آمن النابلسي بأن اإلنسان‬
‫الكامل بوصفه مخلوق علي صورة الرحمن هو الوحيد الذي كانت له المناسبة التي‬
‫تحققه بالدخول في حضرة الكشف والشهود‪ .‬حيث ال يشهد الحق تعالي علي‬
‫التحقيق إال المحمدي الكامل(‪ .)94‬الذي له "الوصول إلي حضرة الشهود والتحقق‬
‫بمقام الفناء"(‪.)95‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫وهنا يصرح النابلسي بأن اإلنسان الكامل ال يصل حضرة الشهود ‪-‬ومن ثم‬
‫الترقي في مراتب الكمال الروحي‪ -‬إال بتحققه بالفناء‪ .‬فال يصل إلي تلك الدرجة إال‬
‫من تحقق بالطاعة الخالصة هلل؛ "فالطاعة الخالصة له سبب الوصول إليه‪،‬‬
‫والتحقق بالفناء في وجوده الحق"(‪ .)96‬وبهذا يكون الفناء بجميع درجاته هو أعلي‬
‫مراتب المعرفة باهلل؛ تلك المعرفة التي تحقق المناسبة بينه وبين خالقه‪.‬‬
‫ويقسم النابلسي الفناء إلي درجات‪ :‬المرحلة األولي هي (الفناء عن السوي‪،‬‬
‫أو االضمحالل)‪ :‬وفيه يفني العبد عن الوجود الظلماني‪ ،‬وهو عالم األجسام‬
‫والصور‪ .‬فيفني العبد حتى عن شعوره وعن كل ما سوى هللا‪ .‬حيث ال يتحقق‪-‬‬
‫اإلنسان الكامل‪ -‬بالمعرفة باهلل إال إذا تخلص من الوجود الظلماني الذي بداخله‪.‬‬
‫وذلك بخالف الوجود النوراني‪ ،‬الذي يتحقق به اإلنسان الكامل‪ .‬فإذا "ذهب المريد‬
‫عن هذا الوجود المذكور بشهود الحق تعالي فيما كان يشهده من قبل من ذاته‬
‫اضمحلت ذاته بالكلية فزال عنه الوجود الظلماني"(‪.)97‬‬
‫وهنا يتحقق بالمرحلة الثانية من الفناء‪ ،‬فالفناء الثاني‪( :‬فناء الفناء)‪ :‬هو‬
‫الفناء عن الوجود النوراني‪ ،‬ولهذا أطلق عليه النابلسي فناء الفناء؛ وهو أن يذهب‬
‫من قلب المريد اإلحساس بالفناء ‪-‬أيضا ً‪ -‬أي كما ذهب الشعور في الفناء األول‬
‫بالسوي‪ ،‬فال يبقي في المريد للوجود الروحاني منه شعور وإحساس مطلقاً‪ .‬فتفني‬
‫عن فنائك األول‪ ،‬حتى تشهد ما فنيت عنه في ما فنيت فيه‪ .‬وفي تلك الدرجة تظهر‬
‫بوادر التحقق بالبقاء‪ .‬ويكون معني الفناء في تلك المرحلة‪" :‬االضمحالل والذهاب‬
‫بالكلية وهو أعلي من األول ألنه ال يكون إال بعده فهو أرقي منه وهو فناء الفناء‪.‬‬
‫فجميع ما يظهر لك من تجلي الحق تعالي في الفناء تفنيه في هذا الوجه الثاني حتى‬
‫يفني فنااك األول فتشهد ما فنيت عنه في ما فنيت فيه‪ ،‬وهذا هو البقاء بعد الفناء‬
‫وإنما سمي الفناء الثاني ألن فيه فناء الفناء األول‪ ،‬وإن كان فناء الفناء بقاء"(‪.)98‬‬
‫أما المرحلة الثالثة‪ :‬وهي (الفناء المطلق)‪ :‬أو الفناء التام؛ وهو تتمة‬
‫مراتب الفناء عند النابلسي‪ .‬وفيه يخلع الحق علي عبده بعضا ً من صفاته‪ ،‬فيفني‬
‫عن صفاته البشرية ويبقي بصفاته الربانية‪ .‬فيصير عبدا ً ربانيا ً يقول للشيء كن‬
‫فيكون‪ ،‬وهي مرتبة العالم الرباني‪ .‬فيقيمه الحق في الوجود الحق‪ ،‬بصفاته‬
‫وأسمائه‪ ،‬وهو األمر الذي يعنى بزوغ تحققه بوحدة الوجود‪ .‬فذكر في تلك الدرجة‬
‫أنها‪" :‬الفناء المطلق وهو فناء الفناء الذي هو فناء الذات الظاهرة له بعد فناء جميع‬
‫األغيار‪ ... ،‬فإذا فني عن جميع ذلك يخلع عليه حينئذ أي يلبسه هللا تعالي خلقة‬
‫الوجود الحقاني أي الذي هو حق في حقيقة األمر‪ ،‬حتى يتصرف في ذلك الوجود‬
‫الحقاني باألوصاف اإللهية التي هي للحق تعالي‪ ،‬فتصير قدرته قدرة هللا تعالي‬
‫وإرادته إرادة هللا تعالي وسمعه وبصره وهكذا إلي آخر صفات األوصاف فيذهب‬

‫‪15‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫العبد ويظهر الرب عز وجل في بصيرة ذلك العبد التي ذهبت وظهر علم الحق‬
‫تعالي‪ ،‬ويتخلق ذلك العبد حينئذ باألخالق الربانية فيقال له العالم الرباني"(‪.)99‬‬
‫وهكذا يعطي اإلنسان الكامل للربوبية حقها باإلطالق‪ ،‬وللعبودية حقها‬
‫بالتقييد‪" ،‬وهذه رتبة الكاملين الذين ينظرون بعينين ال بعين واحدة‪ ...‬والكامل في‬
‫المعرفة من جمع بين المقامين ووقف في الحقيقة البرزخية‪ ،‬وذلك ألنه البد من‬
‫حق وخلق‪ ،‬إذ لوال الحق ما عرف الخلق‪ ،‬ولوال الخلق ما عرف الحق"(‪ .)100‬وهنا‬
‫يتفق النابلسي مع ما أقره البسطامي من أن‪":‬أوفي صفة للعارف أن تجري فيه‬
‫صفات الحق‪ ،‬ويجري فيه جنس الربوبية"(‪ .)101‬وبهذا يتحقق العبد بأعلى مراتب‬
‫الكمال؛ فتجري فيه صفات الحق‪ .‬ومن "فني فيها بعد مالبسته إياها فهو‬
‫الكامل"(‪ .)102‬وبهذا يتضح لنا اتفاق البسطامي والنابلسي في أن الكمال الروحي ال‬
‫ينفك عن التحقق بالفناء‪ .‬كما يتفق النابلسي أيضا ً مع أستاذه ابن عربي‬
‫(ت‪638‬هـ)‪ ،‬الذي قرر أن فناء اإلنسان الكامل عن كل ما سوى هللا تعالي‪ ،‬يؤهله‬
‫ألن يبقي بصفات هللا ووجوده(‪ .)103‬فحقيقة اإلنسان الكامل تطابق الحقيقة اإللهية‪،‬‬
‫أو حقيقته تماثل الهوية الذاتية في كل أحكامها وصفاتها(‪.)104‬‬
‫ومن هنا يكون الفناء بدرجاته‪ -‬في تصور النابلسي‪ -‬هو الذي يحقق كمال‬
‫شهود اإلنسان الكامل للحضرة اإللهية‪ .‬وبذلك يكون الحق "هو الظاهر لك بعد‬
‫ذهاب ظلمة طبعك عن عين بصيرتك كما ذكرنا‪ ،‬ففيه تري الحق تعالي ظاهرا ً في‬
‫جميع الوجود ال يخلو عنه ظهور شيء مطلقاً"(‪ .)105‬فبالفناء يضمحل الوجود كله‬
‫في نظر العبد؛ وحينئذ يبقي بالحق المطلق باإلطالق الحقيقي المنزه عن كل شيء‪.‬‬
‫وبذلك يضمحل العبد بالكلية؛ فيفنى حتى "عن نفسه أيضا ً فال يشعر بها وال يدركها‬
‫بحيث لم يبق في نظره الظاهري والباطني إال وجود الحق سبحانه وتعالي الوجود‬
‫المطلق الحقيقي وال نظر له موجود وإنما نظره وباقي ذاته وصفاته وجميع العوالم‬
‫عنده اعتبارات عدمية‪ ...‬فيرجع الوجود الواحد الحق وجودا ً واحدا ً حقا ً وليس معه‬
‫غيره كما هو عليه من قبل"(‪.)106‬‬
‫وهنا يتحقق اإلنسان الكامل بالفناء في الوحدة التي تمأل الوجود‪ .‬وهذه النتيجة‬
‫أهم ثمرة من ثمرات الفناء عند النابلسي‪ .‬حيث ال يتحقق اإلنسان الكامل بعد الفناء‬
‫إال بتوحيد الوجود كله هلل‪ .‬فيؤمن بأن "الوجود هو الوجود الحق وحده‪ ...‬وهو‬
‫معني فناء العبد في هللا تعالي المعروف ذلك عند أهل هللا تعالي"(‪ .)107‬ويتحقق‬
‫اإلنسان الكامل هنا بالعبودية الخالصة هلل وحده‪" ،‬فيبقى تحت حكم الوارد الحق‬
‫وهي حالة أهل الجذب اإللهي بل لم يبق فيك إال إثبات الوجود الحق سبحانه‬
‫وتعالي في بصيرتك وبصرك"(‪ .)108‬وبذلك صح ما قاله بعض الباحثين‪ ،‬من أن‬
‫أعلي وأكمل مراحل الحرية تتحقق في اإلنسان الفاني‪ .‬والذي يعد بدوره نموذجا ً‬
‫أخالقيا ً فريدا ً‪ ،‬يوافق ويخضع دوما ً لإلرادة اإللهية(‪ .)109‬ولهذا كان الفناء محض‬

‫‪16‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫فضل من هللا للعبد(‪ .)110‬ذلك الفضل الذي يتكشف فيه لإلنسان حقائق الغيوب(‪)111‬؛‬
‫ومن ثم يرقي العبد من الموجود ليتحقق بالمعبود(‪.)112‬‬
‫والجدير بالذكر أن النابلسي يؤكد أن اإلنسان الكامل إذا وصل إلي أعلي‬
‫مراتب الفناء ولم يشهد الحضرة المحمدية‪ ،‬ولم ينهل من علومها‪ ،‬فهو غير تام في‬
‫ضا‪ -‬علي أن الغفلة عن شهود مقامه‪ -‬صلي‬ ‫الكشف والمعرفة‪ .‬ويؤكد النابلسي– أي ً‬
‫هللا عليه وسلم‪ -‬يحرم العبد من اإلمداد الرباني‪ ،‬بالعلوم والمعارف‪ .‬وفي ذلك‬
‫يصرح بأن‪" :‬شهودك الحضرة المحمدية وهي حضرة النور المطلق عن سائر‬
‫الموجودات ألنها كلها منه وهي مقام اإلمداد لك من هللا تعالي بشرط أن تزهد في‬
‫كل شيء سواها من خير أو شر‪ ،‬وأما شهود هللا تعالي مع الغفلة عن شهود هذه‬
‫الحضرة المحمدية فال إمداد فيه بل هو يسلب اإلمداد كله‪ ...‬وال يصل إلي شيء من‬
‫علوم الحقائق واألسرار العرفانية وال له يفتح باب الفهم في الكتاب والسنة"(‪.)113‬‬
‫وبتحقق اإلنسان الكامل بالحضور واالستمداد من الحضرة المحمدية يدرك فناء‬
‫الكون كله في الوجود الحق‪ .‬فبه صلي هللا عليه وسلم يعرف اإلنسان الكامل "فناء‬
‫الكون في تجلي نور الوجود الحق فقد حاز أسرار الطريقة المحمدية وتحقق بعلوم‬
‫األنبياء واألولياء"(‪.)114‬‬
‫وبهذا يشهد اإلنسان الكامل أن الوجود الحق قد عم كل شيء‪ ،‬ويشهد تفصيل‬
‫كل الموجودات من أنوار الحقيقة المحمدية؛ وهذه هي الغاية التي يسعي إليها‬
‫اإلنسان الكامل‪ .‬فيكشف عن الحق في عين الخلق‪ ،‬وعن الوحدة في عين الكثرة‪.‬‬
‫وبال شك "عند العقالء جميعا ً أن الوجود الواحد الحق مستغني عن كل ما سواه من‬
‫صور العالم وتقاديرهم وتعينات أرواحهم ونفوسهم وأشباحهم وجميع أحوالهم ألنه‬
‫الوجود المطلق حتى عن قيد اإلطالق وجميع العوالم كما ذكرنا مفتقرة إليه لتظهر‬
‫به وتتعين فيما هي متعينة به مما ذكرنا وهذا معني وحدة الوجود"(‪.)115‬‬
‫وهنا يؤكد النابلسي أن حقيقة الكمال الروحي ال تتحقق إال إذا تحقق العبد‬
‫بتوحيد الوجود كله هلل‪ .‬وهذه الحقيقة ينقسم البشر في تحققهم بها إلي ثالثة أقسام‪:‬‬
‫فصرح بأن القسم األول‪( :‬العامة)‪ :‬وهم من يعلمون مجرد علم؛ بتلك‬
‫الوحدة–الوجودية‪ -‬من غير كشف أو شهود لتلك الوحدة‪ .‬فيقرون أن كل المخلوقات‬
‫هي مخلوقاته في تقاديره وتصاويره سبحانه وتعالي من غير كشف أو شهود لذلك‬
‫األمر‪ .‬فقال النابلسي عنهم‪" :‬واعلموا أن القائلين بوحدة الوجود علي أقسام منهم‬
‫من يعلم مجرد علم من غير ذوق وال شهود وهم العامة من أهل طريق هللا تعالي‬
‫أن الوجود الواحد الحق سبحانه وتعالي في الخلق أي في جميع المخلوقات علي‬
‫معني أن المخلوقات كلها قائمة به وهي كلها تقاديره وتصاويره"(‪.)116‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫والقسم الثاني‪( :‬الخاصة)‪ :‬وهم من يشهدون الحق متجليا ً في الخلق‪ ،‬بل‬


‫ويشهدونه ظاهرا ً فوق كل ظاهر‪ .‬فينفون ما عداه ويعتبرونه عدم‪ ،‬وهؤالء تختفي‬
‫لديهم راية المخلوقات في عين كشفهم عن الحق‪ .‬وذكر النابلسي فيهم‪" :‬ومنهم من‬
‫يشاهد الوجود الواحد الحق وجودا ً ظاهرا ً في جميع المخلوقات ويشاهد المخلوقات‬
‫كلها مجرد اعتبارات مفروضات مقدرات منه فيه"(‪ .)117‬فالقائلون بوحدة الوجود‬
‫"تارة يغلب عليهم شهود الحق‪ ،‬الحقيقي الذي به كل شيء موجود‪ ،‬فينفون ما‬
‫عداه‪ ،‬ويقولون عما سواه أنه خيال‪ ،‬وأنه سراب‪ ،‬وأنه هالك‪ ،‬وأنه مضمحل زائل‬
‫ال وجود له أصالً‪ ،‬وهم صادقون في ذلك كله‪ ،‬ألن كل ما سوي الحق تعالي إنما‬
‫وجوده مفروض مقدر باإلجماع ألنه مخلوق‪ ،‬والوجود المفروض المقدر عدم‬
‫صرف في نفسه‪ ،‬وإنما الوجود المحقق هو وجود هللا تعالي وحده‪ ،‬الخالق"(‪.)118‬‬
‫المقدر لكل شيء‪ ،‬الخالق كل شيء‪.‬‬
‫والقسم الثالث‪( :‬خاصة الخاصة)‪ :‬وهم من يشهدون الوجود الحق متجليا ً في‬
‫الخلق‪ ،‬ويشهدون –في نفس الوقت‪ -‬الحق ظاهرا ً من خلف كل حجاب في الوجود‪.‬‬
‫فيشهدون الحق في الخلق‪ ،‬والخلق في الحق معا ً‪ .‬بحيث ال يمنعهم شهود عن‬
‫شهود‪ ،‬ولهذا تكون خاصة الخاصة "منهم من يشاهد الوجود الواحد الحق وجودا ً‬
‫واحدا ً حقا ً ظاهرا ً في الخلق ‪-‬أي المخلوقات –والمخلوقات اعتباراته ومفروضاته‬
‫ومقدراته المعدومة فيه منه‪ ...‬بحيث ال يكون أحدهما أي كل واحد من شهوده الحق‬
‫في الخلق وشهوده الخلق في الحق مانعا ً عنده عن الشهود اآلخر بل يشهد‬
‫الشهودين المذكورين معاً"(‪ .)119‬وهؤالء يدركون الحق المتجلي في المخلوقات؛‬
‫ومع ذلك يتحققون بأن "ال وجود إال وجود هللا تعالي"(‪ .)120‬وأن ما يظهر في‬
‫الكون من صور ما هو إال تأثيرات أسمائه وصفاته‪ .‬فما ثم إال الوجود الحق الواحد‬
‫األحد‪" ،‬فال شيء غير هللا الوجود الحق‪ ،‬ويقابله العدم"(‪.)121‬‬
‫(و َما أ َ ْم ُرنَا‬
‫ويصل النابلسي إلي تلك النتيجة عن طريق تفسيره لآلية الكريمة‪َ :‬‬
‫ص ِر)(‪ .)122‬فقرر أن من وصل إلي غاية الطريق يصل إلي‬ ‫احدَة َكلَ ْمح بِ ْالبَ َ‬
‫ِإالَّ َو ِ‬
‫حقيقة أال وجود إال هلل‪ ،‬والكون كله كلمح البصر‪ ،‬وكونه كلمح البصر يوحي بأنه‬
‫غير ثابت‪ ،‬أي مستمد من غيره‪ ،‬لكونه من أمر هللا‪ .‬وبهذه النتيجة يصل اإلنسان‬
‫الكامل إلي أن غاية طريق الحقيقة لديه هي توحيد الوجود كله هلل الواحد‪ ،‬واجد هذا‬
‫الوجود‪ .‬حيث أن "المنتهي في الطريق‪ ،‬هو الذي مع ربه يتصور في (إال هللا) أال‬
‫موجود في الوجود(إال هللا)‪ ،‬وذلك ألن الوجود كله كلمح البصر‪ ،‬ألنه قائم بأمر‬
‫ض ِبأ َ ْم ِرهِ‪ .‬وأمره تعالي كلمح‬ ‫س َما ُء َواأل َ ْر ُ‬ ‫هللا‪ ،‬لقوله تعالي‪َ :‬و ِم ْن آيَاتِ ِه أَن تَقُ َ‬
‫وم ال َّ‬
‫ص ِر‪ .‬والوجود الذي يكون كلمح‬ ‫احدَة َكلَ ْمح ِب ْالبَ َ‬‫بالبصر‪ ،‬قال‪َ :‬و َما أ َ ْم ُرنَا إِالَّ َو ِ‬
‫بالبصر غير ثابت‪ ،‬فلهذا يقول المنتهي ال إله– أي‪ -‬ال موجود في هذا الوجود إال‬
‫هللا"(‪.)123‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫ويكاد كالم النابلسي هنا يتطابق مع تصور ابن سبعين (‪669 -614‬هـ)‬
‫للمحقق الذي ال يمنعه كشفه أن يشهد الحق في عين الخلق والخلق في عين الحق‪.‬‬
‫فالمقرب –في تصور ابن سبعين‪ -‬يرى أن الخلق عين الحق‪ ،‬فال اتصال وال‬
‫انفصال‪ ،‬وال قرب وال بعد‪ ،‬وال عدد وال معدود‪ ،‬وال شيء غير محض الوجود‪،‬‬
‫وعندئذ يتحقق بحذف التقسيم في الوجود والقول بإطالق وحدته(‪ .)124‬ولهذا أرى‬
‫أن الكمال الذي يتحقق به (المحقق) أو (المقرب) عند ابن سبعين ال يخرج عن‬
‫إسقاط اإلثنينية من الوجود‪ ،‬والنظر إلي كل شيء في ضوء الوحدة‪ .‬فقد ذهب إلي‬
‫أن‪" :‬أسباب الكمال عند المحقق األول زمان حائل ومكان آفل‪ ،‬ومضاف زائل‪،‬‬
‫وطالب نائل‪ ،‬وخبير خبره ذات مخبره‪ ،‬وعليم علمه عين معلومه‪ ،‬وحصر ممتد‪،‬‬
‫وقضية تجدد‪ ،‬وفرع هو ذات أصله‪ ،‬ونوع ال عموم لجنسه"(‪.)125‬‬
‫ولكن إذا كان النابلسي ينادي بوحدة الوجود وابن سبعين يؤمن بالوحدة‬
‫المطلقة؛ فإن هناك ما يختلف به النابلسي عن ابن سبعين‪ .‬فقد آمن األخير بأن‬
‫المقرب أو المحقق حين يطلق الوحدة ينبغي أن يخلص عن كل األوهام؛ فال يقف‬
‫مع وهم اإلثنينية؛ ذلك ألن الوحدة لديه تعد وحدة مطلقة‪ .‬ولهذا كان المحقق أو‬
‫المقرب عند ابن سبعين هو الذي أسقط الكثرة من الوجود‪ ،‬وجعل الكمال لمن‬
‫تحقق بالوحدة المطلقة علي الوجه الذي يؤمن به(‪ .)126‬وذلك بخالف وحدة الوجود‬
‫عند النابلسي؛ فهي تجعل اإلنسان الكامل يشهد الوحدة في الكثرة والكثرة في‬
‫الوحدة‪ ،‬وال ينفي الكشف عن إحداهما نفي األخرى‪ .‬فذكر أن ‪":‬الحقيقة الوجودية‬
‫مطلقة حتى عن قيد صفة اإلطالق ‪ ...‬وإذا كانت مطلقة باإلطالق الحقيقي فلها‬
‫الوحدة"(‪ .)127‬مما يدل علي أن النابلسي جعل كمال العبد في شهوده للتمييز بين‬
‫الحق والخلق‪ ،‬حيث جعل رتبة خاصة الخاصة لمن تحقق بذلك التمييز والفرق‪،‬‬
‫"فكل واحد من الخلق غير الخالق وهما ظاهران معا ً والبد من التمييز بينهما‬
‫والتمييز أن تدرك أن الوجود الحق الظاهر لك هو الوجود الواحد الحق سبحانه‬
‫وجميع ما عداه ليس بموجود أصالً بل هو تقاديره وتصاويره العدمية"(‪ .)128‬ومن‬
‫هنا يتبين لنا غلو الرأي القائل بأن وحدة الوجود تعنى إسقاط اإلثنينية والكثرة في‬
‫الوجود العيني‪ ،‬إذ أن حضرته قد استوعبت كل شيء وألغت كل تفرقة(‪.)129‬‬
‫وهكذا يكون الكمال عند النابلسي يتحدد في راية التمييز والفرق بين الحق‬
‫والخلق‪ ،‬فالكمال يكمن في تحقق اإلنسان الكامل بمقام الجمع‪ .‬ذلك المقام الذي‬
‫يجعله يشهد الحقيقة "علي وجه الكمال بعيني الجمع في شهود الوجود الواحد‬
‫محيطا ً بجميع العوالم الكونية الحسية والمعنوية الجسمانية والروحانية‪ ،‬والكل‬
‫معدوم فان في وحدة الوجود الحق‪ .‬والفرق في شهود الكثرة المختلفة في هذه‬
‫العوالم المؤتلفة وغير المؤتلفة"(‪ .)130‬وبذلك يكشف اإلنسان الكامل عن سر توحيد‬
‫الوجود كله هلل‪ .‬وبهذا التوحيد يكشف عن تنوع التجلي في الوجود الواحد من‬

‫‪19‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫ناحية؛ ويدرك الكثرة الظاهرة في الوجود من ناحية أخري‪ .‬حيث إن مراتب‬


‫الظهور هي معلوماته تعالي المقدرة والتي يظهرها ويتجلي بها(‪ .)131‬وهذا التعدد‬
‫االعتباري ال ينافي الوحدة الذاتية الحقيقية له تعالي(‪ .)132‬وبهذا يتفق تصوره مع‬
‫ابن عربي(‪ ،)133‬ويخالف ابن سبعين الذي جعل كمال المحقق في أن ينظر إلى‬
‫الوجود كله نظرة واحديه‪ ،‬ينتفي معها اإلثنينية‪.‬‬
‫وأخيرا ً ال ينفي اختالفهما –النابلسي وابن سبعين‪ -‬في نوع الوحدة وماهيتها‪،‬‬
‫عن ضرورة اتفاقهما في أن شهود الوحدة والتحقق بها هو عين الكمال؛ ولهذا‬
‫كانت‪" :‬مالحظة الوحدة هي الكمال"(‪ .)134‬وكذلك اتفاقهما علي أن الحق سبحانه‬
‫هو الظاهر من خلف كل حجاب‪ ،‬وهو الوجود وكل ما سواه عدم محض‪ .‬فاتفقا‬
‫علي أن‪" :‬ذلك الوجود المحض الذي هو الحق تعالي‪ ،‬هو حقيقة جميع الموجودات‬
‫أي الماهيات المحسوسة والمعقولة من حيث هي موجودات ‪ ...‬ألنه هو المنظور‬
‫إليه أوالً بنظر العارفين المحققين"(‪.)135‬‬
‫وإذا كان النابلسي قد أدرك أن الناس في زمانه قد اختلفوا في تصورهم‬
‫لإلنسان الكامل‪ ،‬فإن ذلك مرجعه‪ -‬لديه‪ -‬إلي اختالفهم في حقيقة مذهب وحدة‬
‫الوجود‪ .‬فذكر أن‪" :‬هذه المسألة‪ ،‬وهي مسألة وحدة الوجود‪ ،‬قد أكثر العلماء فيها‬
‫الكالم قديما ً وحديثاُ‪ ...‬وأما القائلون بها؛ فألنهم العلماء العارفون‪ ،‬والفضالء‬
‫المحققون أهل الكشف والبصيرة‪ ،‬الموصوفون بحسن السيرة‪ ،‬وصفاء السريرة‪،‬‬
‫كالشيخ األكبر محيي الدين بن عربي(ت‪638‬هـ) والشيخ شرف الدين بن الفارض‬
‫(ت‪632‬هـ)‪ ،‬والعفيف التلمساني (ت‪690‬هـ)"(‪.)136‬‬
‫وهكذا أكد النابلسي أن القائلين بها هم العارفون باهلل‪ ،‬ال ُك َّمل من أهل هللا‪ .‬وإنما‬
‫أنكر عليهم من أنكر‪ ،‬لقصور الفهم‪ ،‬وقلة المعرفة باصطالحاتهم‪ .‬ولهذا كان‬
‫"االعتقاد بوحدة الوجود‪ ،‬علي المعني الصحيح الموافق المشهود‪ .‬الواجب علي كل‬
‫مكلف أن يبحث عنه ويتحقق به‪ ...‬ألنه القول الحق واالعتقاد الصدق"(‪ .)137‬ولهذا‬
‫كان المراد بحقيقة توحيد الوجود كله هلل في تصور النابلسي هو أن‪ ":‬العوالم كلها‬
‫من جهة نفسها معدومة بعدمها األصلي‪ .‬وأما من جهة وجود هللا تعالي فهي‬
‫موجودة بوجوده تعالي‪ ،‬فوجود هللا تعالي ووجودها الذي هي موجودة به وجود‬
‫واحد‪ .‬وهو وجود هللا تعالى فقط‪ .‬وهي ال وجود لها من جهة نفسها أصالً"(‪.)138‬‬
‫ومن هنا يكون "الوجود لكل شيء‪ ،‬إنما هو مجرد نسبة تظهر وتختفي‪ ...‬لقيام الكل‬
‫باألمر الواحد اإللهي الذي هو تلك الذات الغيبية" (‪.)139‬‬
‫وإذا كان اإلنسان الكامل– في تصور النابلسي‪ -‬هو من لم يلتبس عليه أمر‬
‫وحدة الوجود؛ فإنه ال يؤمن بالحلول أو االتحاد‪ .‬حيث إن الحلول يتطلب وجود‬
‫مناسبة بين شيئين يجمعهما وصف واحد‪ .‬والنابلسي يرى أن وجود العبد وجود في‬
‫ذاته؛ وهو بالنسبة إلي وجود الرب عدم محض؛ وال مشابهه بين الوجود والعدم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫فقال‪" :‬ونشهد أنه تعالي لم يحل في شيء من مخلوقاته‪ ،‬وال حل فيه شيء من‬
‫مخلوقاته‪ .‬ألن الحلول إنما يتصور بين الشيئين اللذين يجمعهما وصف واحد‪ .‬وال‬
‫مناسبة بين العبد والرب في شيء من األشياء وال في مجرد الوجود‪ .‬فكيف يتصور‬
‫أن يحل أحدهما في اآلخر ويتحد أحدهما باآلخر‪ ،‬وذلك فإن وجود العبد وجود في‬
‫ذاته‪ .‬وهو بالنسبة إلي وجود الرب عدم محض"(‪ .)140‬وذكر أيضاً‪" :‬وال يتصور‬
‫فيه الحلول في شيء إذ ليس معه شيء غيره‪ ،‬وال يتحد مع شيء‪ ،‬إذ ال شيء معه‬
‫وإنما جميع األشياء به موجودة"(‪.)141‬‬
‫فاإلنسان الكامل– في تصور النابلسي‪ -‬ينظر إلي الكون كله علي أنه مجرد‬
‫نسبة في حضرة الوجود‪ ،‬ال وجود له إال بإرادة الحق؛ "فالوجود واحد في نفسه ال‬
‫كثرة فيه أصالً وهو بتمامها ظاهر في كل شيء على التمام من غير تعدد‬
‫أصالً"(‪ .)142‬أما وجود "الكثرة نفسها إنما هي في مراتبه وتقديراته القائمة به‪،‬‬
‫فالكثرة إنما هي في أسمائه ونعوته ال في ذاته‪ ،‬فأسمااه ونعوته كثيرة"(‪.)143‬‬
‫ونستنتج من كالم النابلسي أن الكثرة ليست صادرة عنه من حيث هو واحد‪" ،‬وإنما‬
‫هي صادرة عنه من حيث ما هو قائم به من األحوال ولهذا لم تبطل وحدته بالكثرة‬
‫الصادرة منه"(‪ .)144‬ولهذا كان اإلنسان الكامل– فقط‪ -‬هو الذي يدرك أن الكثرة ال‬
‫تعداد فيها بوجه من الوجوه؛ ألنها تفيض من سعة الحضرة المطلقة‪" ،‬وهذا ال‬
‫يعرفه إال المحققون من أهل هللا تعالي دون العامة منهم ألنه مقتضي اإلطالق‬
‫الحقيقي"(‪ .)145‬وهنا يؤكد النابلسي أن اإلنسان الكامل في عالقته بالوحدة يبتعد عن‬
‫تجزئة الوجود والظواهر ويتجه لتوحيد الوجود كله هلل‪ .‬ومن هذا المنطلق يشهد‬
‫الحق من خلف كل كثرة ظاهرة؛ في المعتقدات والمقيدات‪ .‬فيعبد الحق الواحد‬
‫المتجلي في الوجود؛ "ولكن ال يفقه الناس تنزيه كل شيء إذ كل شيء له تنزيه‬
‫بلسان خاص به ال يفهمه غير ذلك الشيء‪ ،‬فالتشبيه تنزيه والتنزيه تشبيه وال يفقه‬
‫ذلك إال اإلنسان الكامل"(‪ .)146‬وبهذا يكون بحث اإلنسان الكامل عن الوحدة نتاجا ً‬
‫لتذليل تناقضات الوجود‪ ،‬ومن ثم فهي راية تفترض احتواء الكل(‪.)147‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬اإلنسان الكامل ووحدة األديان عند عبد الغني النابلسي‪:‬‬
‫أثبتت الدراسة أن اإلنسان الكامل‪ -‬في تصور النابلسي‪ -‬هو الوحيد المهيأ‬
‫بسعة قلبه لقبول التجليات اإللهية المتنوعة التي تفرقت في الوجود‪ .‬وذلك القبول‬
‫بوحدة الوجود يستلزم عنه تحققه بوحدة األديان‪ .‬فاإلنسان الكامل يشهد الحق من‬
‫خلف كل مجلي ومعتقد‪ .‬حيث إن "العالم الكبير مخلوق ليكون مرآة لنا ننظر إليه‬
‫سنُ ِري ِه ْم‬
‫فنري جميع ما فينا فإذا رأينا جميع ما فينا فقد عرفنا أنفسنا‪ ...‬فقال تعالي‪َ ( :‬‬
‫ق َوفِي أَنفُ ِس ِه ْم َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُه ْم أَنَّهُ ال َح ُّق) فقدم الرايا في اآلفاق ألنها‬
‫آيَاتِنَا فِي اآلفَا ِ‬

‫‪21‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫مرآة األنفس"(‪ .)148‬وهنا يظهر أن –النابلسي‪ -‬كان يبني هذا االعتقاد –بوحدة‬
‫ق َوفِي أَنفُ ِس ِه ْم)(‪.)149‬‬
‫سنُ ِري ِه ْم آيَاتِنَا فِي اآلفَا ِ‬
‫األديان‪ -‬علي تفسيره لآلية الكريمة‪َ ( :‬‬
‫وقد وصل النابلسي لهذه النتيجة عندما تعمق في تحقق اإلنسان الكامل بمقام‬
‫(اإلحسان)(‪)150‬؛ الذي هو مقام الكشف الكامل للحقيقة الوجودية‪ .‬فال ُك َّمل من أهل‬
‫هللا‪ " ،‬يحصل لهم مشهد شهود مقام اإلحسان الذي أخبر عنه النبي صلي هللا عليه‬
‫وسلم"(‪ .)151‬ولكي يدعم النابلسي رأيه هنا يستدل بحديث‪( :‬اإلحسان أن تعبد هللا‬
‫كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك)(‪ .)152‬وبذلك تكون راية اإلنسان الكامل؛‬
‫راية شاملة للوجود كله تشمل ما تفرق في الوجود من مظاهر صفات الحق‬
‫وأسمائه‪ .‬وسبب ذلك أنه "يغيب عن نفسه وغيره‪ ،‬ويحضر عنده ربه متجليا ً بكل‬
‫شيء"(‪.)153‬‬
‫ضا‪ -‬تفسيرا ً يتفق مع تصوره للرايا‪ ،‬فقد‬ ‫فقد فسر النابلسي تلك النتيجة– أي ً‬
‫ً‬
‫جعلها– الرايا‪ -‬تتحقق لمن يشهد الحق متجليا في كل صور المعتقدات‪ .‬ولهذا‬
‫كانت الرايا عند اإلنسان الكامل ترتبط بتحققه بمقام اإلحسان؛ ذلك المقام الذي‬
‫يحقق معني العبودية هلل ظاهرا ً وباطناً‪ .‬كما يحقق كمال الكشف والشهود للحق–‬
‫الظاهر بكل شيء‪ -‬من خلف كل حجاب ومجلي ومعتقد‪ .‬ولهذا دقق النابلسي النظر‬
‫في عبارة (كأنك تراه)؛ ليؤكد علي أن اإلنسان الكامل‪ -‬بما حباه الحق من مميزات‬
‫وجودية ومعرفية‪ -‬هو الوحيد الذي يستطيع أن يري الحق من خلف حجاب‬
‫المظاهر‪ .‬فذكر‪" :‬لم تر ربك ألنك حادث وهو قديم‪ ،‬والحادث ال يري القديم‪ ،‬وإنما‬
‫يري مظهره‪ ،‬ومظاهره كلها حادثة فحادث يري حادثاً‪ ،‬فهي راية وليست براية‪،‬‬
‫ومن هنا قيل (كأنك تراه) فالظاهر بكل شيء هو هللا تعالي من حيث أنه األول‬
‫والظاهر الذي هو كل شيء"(‪.)154‬‬
‫فإذا كان اإلنسان الكامل– في تصور النابلسي‪ -‬هو الذي حقق (المعني‬
‫الصوفي) بأن شهد في حال فنائه في الذات اإللهية‪ ،‬أن ال موجود في الوجود إال‬
‫هللا؛ فإنه يشهد (بالمعني الوجودي) أال معبود في الوجود سواه‪ .‬فيشهد الوحدة في‬
‫الكثرة‪ ،‬ويشهد التنزيه عين التشبيه‪ ،‬ويدرك أن المطلق باإلطالق الحقيقي هو الذي‬
‫يتجلي في المقيدات؛ "فيشهد الوجود الحق المطلق عن جميع القيود اإلمكانية‬
‫الفانية"(‪ .)155‬ولكن في رأيي أن‪ :‬التوحيد الذي يصل إليه اإلنسان الكامل بهذه‬
‫الحيثية عند النابلسي؛ أي بما يقتضيه من التحقق بالتنزيه والتشبيه ال يتوافق مع‬
‫التوحيد في التصور اإلسالمي‪ ،‬والذي يتفق مع النصوص القرآنية‪ .‬حيث إن ما‬
‫فهمه النابلسي من التوحيد ال يتسق ومفهوم اإللوهية الصحيحة في اإلسالم‪.‬‬
‫ولكي يدرأ النابلسي عن نفسه الوقوع في الخطأ في تحليله لوحدة األديان‬
‫والمعتقدات‪ ،‬قرر أن هناك من البشر صنفين‪ :‬األول‪ :‬صنف يؤمن بوجود دين‬
‫واحد وهو دين اإلسالم‪ ،‬وأن ما عداها باطل‪ .‬والثاني‪ :‬صنف يري أن جميع‬

‫‪22‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫األديان الباطلة والحقة مخلوقة هلل وهو خالقها‪ .‬والصنف الثاني –في تصور‬
‫النابلسي‪ -‬قد نظروا إلي يد هللا العليا التي فوق كل األيدي‪ ،‬و لهذا أطلق عليهم صفة‬
‫(الصديقون)‪ .‬ولهذا صرح‪" :‬بأن األديان كلها التي في العالم بالنسبة إلي المتدينين‬
‫بها من الخلق تنقسم إلي قسمين‪ :‬دين واحد حق وهو اإلسالم‪ ،‬وأديان جميعها باطلة‬
‫وهي ما عدا دين اإلسالم‪ .‬وأما بالنسبة إلي الخالق سبحانه وتعالي‪ ،‬فجميع األديان‬
‫(ولَهُ أ َ ْسلَ َم َمن فِي‬
‫الباطلة والحقة مخلوقة له تعالي وهو خالقها‪ .‬وقد قال تعالي‪َ :‬‬
‫ط ْوعا ً َو َك ْرها ً َو ِإلَ ْي ِه ي ُْر َجعُونَ ) (‪ .)156‬أي انقادوا إليه طائعين في‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬
‫ض َ‬ ‫س َم َوا ِ‬
‫ال َّ‬
‫(‪)157‬‬
‫حق المؤمنين ومكرهين‪ ،‬ألنه ال خالق غيره في حق الكافرين" ‪.‬‬
‫والصديقون‪ -‬في تصور النابلسي‪ -‬هم من عبدوا هللا علي الكمال‪ ،‬وآمنوا بأن‬
‫الحق يتجلي من خلف كل حجاب وصورة‪ .‬وهؤالء من ينظرون "إلي يد هللا العليا‬
‫التي فوق أيديهم جميعاً‪ ،‬واعتقد أن جميع ما يصدر منها صواب وحق فهو‬
‫الصديق"(‪ .)158‬فالمتصف بصفة (الصديق) هو العابد الحقيقي الذي شهد الحقيقة‬
‫الوجودية‪ ،‬ومن ثم شهد الحق متجليا ً من خلف كل حجاب وصورة‪ .‬ولهذا انقسم‬
‫الناس في رايتهم لوجه الحقيقة ما بين صديق وزنديق‪" :‬فمن نظر إلي ما يظهر‬
‫من كال الفريقين وقال إن جميع ذلك صواب وحق‪ ،‬فهو الزنديق‪ .‬ومن لم ينظر إلي‬
‫ما يظهر من كال الفريقين‪ ،‬وإنما نظر إلي يد هللا العليا التي فوق أيديهم جميعاً‪،‬‬
‫واعتقد أن جميع ما يصدر منها صواب وحق فهو الصديق"(‪ .)159‬وليدعم النابلسي‬
‫وجهة نظره في هذا األمر يستدل بما قاله ابن عربي‪( :‬عقد البرية في اإلله‬
‫عقائداً*** وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه) وعلق علي تلك العبارة قائالً‪" :‬ومراده‬
‫جميع ما اعتقدوه‪ :‬من حيث صدور ذلك عن الصانع القديم‪ .‬فإن جميع ذلك آثار دالة‬
‫عليه تعالي‪ ،‬ال من حيث صدور ذلك عن المعتقدين‪ ،‬ألنها من حيث هم دالة عليهم‬
‫ال عليه‪ .‬وعقيدة أهل االختصاص فيها الغفلة عن اآلثار‪ .‬والنظر إلي المؤثر‪ .‬يُعلم‬
‫ذلك من مواضع شتى في كالمه"(‪.)160‬‬
‫فاإلنسان الكامل الصديق هو الذي يدرك أنه "لوال سر األلوهية التي تخيلوها‬
‫في هذا المعبود ما عبدوه أصالً‪ ،‬فقام لهم سر األلوهية مقام األمر لنا‪ ...‬وسبب هذا‬
‫جهلهم بالمشيئة فإذن المعبود بكل لسان وفي كل حال وزمان إنما هو الواحد"(‪.)161‬‬
‫وتلك الغاية النهائية ال يصل إليها– في تصور النابلسي‪ -‬إال اإلنسان الكامل الذي‬
‫تحقق بالكشف عن الوحدة في الكثرة‪ ،‬وعن المطلق في المقيد‪ .‬فهو من "شهد‬
‫وحدتك‪ :‬أي كونك واحد من حيث أنت ظاهر تلك الوحدة‪ ،‬في كثرتك‪ :‬من حيث‬
‫تجليك وظهورك بأفعالك بصورة كل شيء"(‪ .)162‬فيشهد أنه "ليس في الوجود‬
‫سواه"(‪ .)163‬وبسر الوحدة التي تمأل الوجود‪ ،‬يكشف عن وحدة األديان؛ وأنه "ال‬
‫معبود بحق غيرك‪ ،‬وال معبود إال أنت ‪ ،‬وكل معبود سواك‪ ،‬صورة تجليك الفانية‬
‫افتتن بها العابدون؛ لعدم معرفتهم بك"(‪.)164‬‬

‫‪23‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫ولعل ذلك اإليمان بوحدة الوجود وما يستتبعها من وحدة األديان يقوم اإلنسان‬
‫الكامل بوظيفته الوجودية والمعرفية والتربوية التي ُخلِقَ لها‪ .‬فالوظيفة التربوية‬
‫هي تتمة مراحل ترقي اإلنسان الكامل في تصور النابلسي؛ حيث إن اإلنسان‬
‫الكامل بعد تلك المكانة العلية التي وصل إليها يجب عليه أن يؤدي زكاة كماله‬
‫الروحي كما صرح النابلسي‪ .‬فبعد "الوصول إلي حضرة هللا تعالي والوقوف علي‬
‫كمال معرفته تعالي من حيث ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه وأحكامه‪ ،‬طلب الشيخ‬
‫الكامل لشخص المريد حتى يصير داعيا ً له إلي هللا تعالي وحصول التربية منه‬
‫للسالك أمر صحيح غير باطل‪ ،‬ألنه كمل في مقام إنسانيته بملك نصاب حقيقته‬
‫فوجب عليه زكاة ماله‪ ،‬والمريدون فقراء يستحقون زكاة مال الكمال"(‪ .)165‬وهنا‬
‫يكون اإلنسان الكامل داعية ومربيا ً في نفس الوقت(‪.)166‬‬
‫وبهذا الكمال الروحي‪ ،‬وبهذا الجمع بين العلم والعمل؛ يتحقق اإلنسان الكامل‬
‫برتبة خلقية وتربوية جليلة وهي رتبة المرشد الكامل‪ ،‬الذي يعين غيره علي‬
‫الوصول إلي ما وصل إليه‪ .‬وذلك ال يتأتي إال إذا تأكد لدي اإلنسان الكامل أن‬
‫السبيل إلي هللا هو هللا وحده؛ وأنه هو نفسه سبب لإلرشاد والنصح ال غير؛‬
‫"فالمرشد الكامل إذا كان حيا ً ليس في وسعه إيصال المريد إلي هللا تعالي بتأثيره‪،‬‬
‫وإنما الموصل هو هللا وحده‪ ،‬ولكن المرشد مباركا ً باهلل تعالي من سيدنا محمد‬
‫صلي هللا عليه وسلم الذي هو أعظم مرشد لألمة"(‪ .)167‬ولتحققه بوظيفته التربوية‬
‫والخلقية ال يخلو منه أي عصر‪ ،‬وال أي قطر؛ فهو "يدعو الناس إلي العلم والعمل‬
‫به ويبين لهم كيفية ذلك ويسلكهم في طريق المقامات واألحوال اإللهية بالحال‬
‫والقال والهمة وال يخلو منه عصر من األعصار وال قطر من األقطار"(‪.)168‬‬

‫خامتة الدراسة‪:‬‬
‫توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن رتبة اإلنسان الكامل هي الجامعة لكل المراتب الكونية والمعرفية؛‬
‫حيث إنها مستمدة من رتبة اإلنسان الكامل األول وهو محمد صلي هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬أن البعد الوجودي لإلنسان الكامل يتمثل في أن الحق خلقه علي صورته‪،‬‬
‫وتجلي عليه باألسماء اإللهية والصفات الكونية من ناحية؛ كما يتمثل في تحققه‬
‫بالحقيقة المحمدية من ناحية أخرى‪ .‬فاإلنسان الكامل موجود مع الناس ولكنه‬
‫مفارق لهم‪ ،‬وهو محفوظ وغير معصوم‪ ،‬خفي وغير ظاهر‪ .‬كما أن درجته يمكن‬
‫ألي شخص أن يصل إليها؛ في أي زمان ومكان‪ ،‬كما يمكن للمرأة والرجل التحقق‬
‫بها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫‪ -3‬أن حقيقة البعد الوجودي لإلنسان الكامل تتحدد في كونه حقيقة الحقائق‬
‫واإلنسان الكبير وعين العالم واإلنسان الخليفة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الكمال الروحي عند النابلسي ال يتحقق إال بالعلم والعمل معاً؛ كما أن‬
‫مجاهدة النفس وتزكيتها هي أهم وسائل الترقي إلي الدرجات العلى إلي هللا‪.‬‬
‫‪ -5‬أن النابلسي لم يغفل دور العقل والقلب في تحقيق الكمال الروحي‪.‬‬
‫‪ -6‬أن اإلنسان الكامل‪ -‬في تصور النابلسي‪ -‬ال يصل إلي أعلي مراتب الكمال‬
‫الروحي إال إذا تحقق بالفناء في وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -7‬أن مقام اإلحسان هو مقام الكشف الكامل الذي يدرك به وحدة الوجود‪ ،‬وما‬
‫يستتبعها من وحدة األديان‪.‬‬
‫‪ -8‬أن تصور النابلسي لإلنسان الكامل لم يجعله ينفي الفرق والتمييز بين‬
‫الحق والخلق؛ وهو بهذا يختلف مع ابن سبعين ويتفق مع ابن عربي‪.‬‬
‫‪ -9‬أن تحقق اإلنسان الكامل بوحدة الوجود ووحدة األديان تجعله يشهد الكثرة‬
‫في الوحدة‪ ،‬والوحدة في الكثرة‪ ،‬والمطلق في المقيد‪ ،‬والتشبيه عين التنزيه‪.‬‬
‫‪ -10‬أن تصور النابلسي للكمال الروحي ال ينفك عن استشهاده بالعديد من‬
‫اآليات القرآنية واألحاديث النبوية؛ سواء جاءت موافقة تماما ً لما يرمي أو تأويالً‬
‫لها بما يخدم مقصده‪ .‬فالكمال يتحدد باإلتباع هلل ورسوله صلي هللا عليه وسلم‪ .‬مما‬
‫يدل علي أن رايته لإلنسان الكامل تحتوي علي وجود مبادئ أخالقية عديدة‪.‬‬
‫‪ -11‬وجود عدة مصطلحات لإلنسان الكامل في تصور النابلسي‪( :‬كالعارف‬
‫الكامل‪ ،‬والعارف الرباني‪ ،‬والمجاهد‪ ،‬والصديق‪ ،‬والعالم الرباني‪ ،‬المتحقق بمقام‬
‫اإلحسان)‪ .‬مما يدل علي وضوح هذه القضية لديه من ناحية‪ ،‬ويدل علي عمق‬
‫عرضه لدالالت المصطلحات الصوفية من ناحية أخري‪.‬‬

‫هوامش الدراسة‪:‬‬

‫(‪" )1‬شيمل" آنا ماري‪ :‬األبعاد الصوفية في اإلسالم وتاريخ التصوف‪ ،‬ترجمة محمد إسماعيل‬
‫السيد‪ ،‬ورضا حامد قطب‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬منشورات الجمل‪ ،‬كولونيا (ألمانيا)‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪(2) Martu Blatt, Noam, Chomsky, Social Text,no. 9-10,the 60’s, without‬‬
‫‪Apology,Spring- Summer, 1984, p. 287.‬‬
‫(‪" )3‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬هو عبود الغنوي بون إسوماعيل بون عبود هللا المقدسوي النابلسوي الدمشوقي‪،‬‬
‫الحنفي مذهباً‪ ،‬الصوفي‪ ،‬الشاعر القادري طريقة‪ ،‬المشارك في جميوع أنوواع العلووم‪ .‬ولود فوي‬

‫‪25‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫دمشق‪1050 .‬هـ‪ ،‬وتوفي بها سنة ‪1143‬هوـ ‪ ،‬وكوان فيموا يظهور مون أخبواره متفوقوا ً فوي اللغوة‬
‫والدين والتصوف‪ ،‬فترك فيما يقوال نحوو مائوة مصونف‪ ،‬أكثرهوا فوي الفقوه والتوحيود والحوديث‬
‫انظر‪":‬النابلسووي"عبد الغنووي‪ :‬إيضوواح المقصووود موون معنووي وحوودة الوجووود‪ ،‬تحقيووق سووعيد عبوود‬
‫الفتاح‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م ص ‪ .101‬وانظر أيضاً‪" :‬النابلسي" عبد الغني‪:‬‬
‫حقائق اإلسالم وأسراره‪ ،‬دراسة وتحقيق عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬الطبعوة األولوي‪ ،‬دار التوراث‬
‫العربي للطباعة والنشور‪ ،‬القواهرة‪1986،‬م‪ ،‬المقدموة‪ .‬انظور‪" :‬النابلسوي" عبود الغنوي‪ :‬الحديقوة‬
‫الندية شرح الطريقة المحمدية‪ ،‬مكتبة المصطفي‪ ،‬تصوف‪ ،‬عربي‪ ،‬ورقة (‪ .)9‬وترجع أهميوة‬
‫النابلسي إلي ما أثَّر في عصره من الدعوة إلي الحق‪ .‬وللمزيود انظر‪":‬مبارك"زكي‪:‬التصووف‬
‫اإلسووالمي فووي األدب واألخالق‪،‬الطبعووة األولي‪،‬مطبعووة الرسووالة‪1938،‬م‪،‬ص ‪.314‬وانظوور‬
‫أيضوواً‪" :‬عطا"عبوود القووادر أحمد‪:‬التصوووف اإلسووالمي بووين األصووالة واالقتبوواس فووي عصوور‬
‫النابلسي‪،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1987،‬م ص‪ . 347‬وانظر أيضاً‪":‬عرابي" محمد غوازي‪:‬‬
‫اإلنسووان الكاموول – محوواورات فووي الفلسووفة الصوووفية‪ ،‬دار قتيبووة للطباعووة والنشوور والتوزيووع‪،‬‬
‫‪1985‬م‪ .‬وانظر أيضاً‪" :‬العجم"رفيق‪:‬موسوعة مصطلحات التصووف اإلسوالمي‪،‬مكتبة لبنوان‬
‫ناشرون‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪،‬مادة (إنسان كامل)‪ ،‬ص ‪.109 ،108‬‬
‫(‪" )4‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬أسماء هللا الحسني‪ ،‬المسمي بمقام األسماء في امتزاج األسماء‪،‬‬
‫تحقيق وتعليق محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬دار القلم للتراث‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪" )5‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ،‬شرح صلوات القطب الجيالني‪،‬‬
‫تحقيق وتعليق أحمد فريد المزيدي‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫(‪" )6‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ ،‬عُني بتصحيحه علي أبو النور‬
‫الجربي‪ ،‬مطبعة الشرق‪ ،‬القاهرة‪1344 ،‬هت ‪1926 ،‬م‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪" )7‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬ديوان الحقائق‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬المطبعة الشرفية‪1306 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪" )8‬النابلسي"عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي‪ ،‬تحقيق عاصم إبراهيم‬
‫الكيالي‪ ،‬كتاب ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .85‬وانظر‪":‬القاشاني"عبد الرزاق‪:‬‬
‫اصطالحات الصوفية‪ ،‬تحقيق محمد كمال إبراهيم جعفر‪،‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪" )9‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني ‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫(‪" )10‬الجليند" محمد السيد‪ :‬من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬ص ‪ .80‬نقالً عن‬
‫كتاب الطواسين للحالج‪.‬‬
‫(‪" )11‬شرف" محمد جالل‪ :‬الحالج الثائر الروحاني في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪1970،‬م‪ ،‬ص ‪ .68‬ولمزيد من اإليضاح في تلك المسألة انظر تحليالً مستفيضا ً‬
‫آلراء كل من الدكتور عبد الرحمن بدوي والدكتور أبو العال عفيفي انظر‪" :‬خياطه" نهاد‪:‬‬
‫دراسة في التجربة الصوفية‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬القاهرة‪1994،‬م‪ ،‬ص ‪:133‬‬
‫‪.138‬‬
‫(‪" )12‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬وبهامشه شرح‬
‫العارف عبد الرحمن الجامي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬المطبعة العامرة الشرقية‪،‬‬
‫‪1323‬هـ ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪" )13‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫ص‪.46‬‬

‫‪26‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪ )14‬المصدر السابق‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪ . 318‬وانظر‪" :‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الحديقة الندية‬
‫شرح الطريقة المحمدية‪ ،‬ورقة (‪.)9‬‬
‫(‪ )15‬المصدر السابق‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫(‪ )16‬المصدر السابق‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪" )17‬المراتب"‪ :‬المراتب عند متفلسفة الصوفية محال معنوية ألحكام الوجوب واإلمكان‪ ،‬فلها‬
‫حكم الوجوب بما فيها من حق‪ ،‬ولها حكم اإلمكان بما فيها من قابلية‪ .‬ويقسم الصوفية الوجود‬
‫إلي مراتب إلهية ومراتب كونية علي قمتها مرتبة الذات اإللهية‪،‬أو مرتبة الجمع والوجود‪،‬‬
‫وهي أول المراتب وأشملها‪.‬أنظر‪":‬ياسين" إبراهيم محمد‪ :‬دالالت المصطلح في التصوف‬
‫الفلسفي‪،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.76، 75‬‬
‫(‪" )18‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء الثاني ‪،‬‬
‫ص ‪.315‬‬
‫(‪" )19‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ )20‬المصدر السابق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ )21‬المصدر السابق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪ .37‬ولمزيد من اإليضاح انظر‪" :‬الجزار" أحمد‬
‫محمود‪ :‬هللا واإلنسان عند األمير عبد القادر الجزائري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪1999‬م ‪ ،‬ص‪ 67‬الهامش‪ .‬وانظر‪":‬ابن خزام" أنور فؤاد‪ :‬معجم المصطلحات الصوفية‪،‬‬
‫مراجعة جورج متري عبد المسيح‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬لبنان‪1993 ،‬م‪ ،‬مادة صورة‬
‫الحق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪" )22‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫ص ‪. 318‬‬
‫(‪")23‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪. 272‬‬
‫(‪" )24‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي‪ ،‬دار األمين للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1419 ،‬هـ‪1999،‬م‪ ،‬انظر شرح النابلسي ص ‪.214‬‬
‫(‪ " )25‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬أسماء هللا الحسني‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪" )26‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬وضع حواشيه عبد الوارث محمد‬
‫علي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪" )27‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫(‪" )28‬التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي‪ :‬ابن سبعين وحكيم اإلشراق‪ ،‬بحث منشور في الكتاب‬
‫التذكاري لشيخ اإلشراق شهاب الدين السهروردي‪ ،‬في الذكرى المئوية الثامنة لوفاته‪،‬‬
‫أشرف عليه وقدم له الدكتور إبراهيم مدكور‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1974‬م‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫(‪" )29‬الحكيم" سعاد‪ :‬عودة الواصل‪ ،‬مؤسسة دندرة للدراسات‪ ،‬والطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪1994‬م‪،‬ص ‪.142‬‬
‫(‪ " )30‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪ " )31‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫(‪" )32‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫ص‪. 272‬‬
‫(‪" )33‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪")34‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪" )35‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني ‪ ،‬ص ‪.251 ، 250‬‬
‫(‪ " )36‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان‪ ،‬شرح رسالة أرسالن‬
‫الدمشقي‪ ،‬تحقيق الدكتور محمد شيخاني‪ ،‬دار قتيبة للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1419‬هـ‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ " )37‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪" )38‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫(‪" )39‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫(‪ " )40‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪" )41‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪" )42‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬أسماء هللا الحسني‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪" )43‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للشيخ األكبر‬
‫محيي الدين بن عربي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫(‪" )44‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مسائل في التوحيد والتصوف‪ ،‬تحقيق سعيد عبد الفتاح‪ ،‬دار اآلفاق‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .101‬وانظر أيضاً‪" :‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬لمعان األنوار‬
‫في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم بالنار‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار بدر للطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪" )45‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫ص ‪.46‬‬
‫(‪ " )46‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ " )47‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك‪ ،‬بدون ناشر‪ ،‬بدون تاريخ‪،‬‬
‫ص ‪ .15 ، 14‬وانظر أيضاً‪" :‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬تعطير األنام في تعبير المنام‪ ،‬جزآن‪،‬‬
‫المكتبة الثقافية‪ ،‬بيروت‪1384،‬هـ‪ ،‬ص ‪.6: 2‬‬
‫(‪ " )48‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪" )49‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪" )50‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪" )51‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ .58‬وانظر أيضاً‪ " :‬النابلسي" عبد الغني‪:‬‬
‫حقائق اإلسالم وأسراره‪ ،‬انظر مقدمة المحقق عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬ص ‪. 22 ، 21‬‬
‫(‪ " )52‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫(‪ " )53‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫(‪ " )54‬الجنيد" اإلمام أبو القاسم‪ :‬السر في أنفاس الصوفية‪ ،‬تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور عبد‬
‫الباري محمد داوود‪ ،‬عني بمراجعته الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي‪ ،‬الناشر دار‬
‫جوامع الكلم‪ ،‬القاهرة‪1426 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪ .146‬وانظر أيضاً‪:‬‬
‫‪Happhold (F, C); Mysticism A study and An Anthology, London, 1975,‬‬
‫‪p. 45.‬‬
‫(‪" )55‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬تحقيق الدكتور جودة‬
‫محمد أبو اليزيد المهدي‪ ،‬محمد عبد القادر نصار‪ ،‬الدار الجودية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.51‬‬
‫(‪" )56‬النابلسي" عبد الغني‪ : :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.178‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪" )57‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪ .37‬والجدير بالذكر أن‬
‫النابلسي في هذا الكتاب علي وجه التحديد لم يصرح بمصطلح (اإلنسان الكامل) إال في نهاية‬
‫الكتاب مما يؤكد علي أنه لم يكن من المهتمين بالتصريح بعقيدة أهل االختصاص اإللهي إال‬
‫بكل حرص وعناية‪.‬‬
‫(‪" )58‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫ص ‪ .47‬وانظر أيضاً‪ " :‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان‪،‬‬
‫ص ‪.54‬‬
‫(‪ )59‬سورة ‪ :‬العنكبوت ‪ :‬آية (‪. )69‬‬
‫(‪" )60‬البسطامي" أبو يزيد‪ :‬أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة‪ ،‬ويليه كتاب تأويل‬
‫الشطح‪ ،‬تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار المدى للثقافة والنشر‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫(‪" )61‬الترمذي" أبو عبد هللا محمد بن علي بن الحسن الحكيم‪ :‬كتاب ختم األولياء‪ ،‬تقديم وتعليق‬
‫محمد عبد الرحمن الشاغول‪ ،‬المكتبة األزهرية للتراث‪ ،‬القاهرة‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫(‪" )62‬الجزار" أحمد محمود‪ :‬منهج الكشف عند صوفية اإلسالم‪ ،‬رسالة ماجستير غير مطبوعة‪،‬‬
‫كلية اآلداب جامعة المنيا‪ ،‬تحت إشراف األستاذ الدكتور محمد عاطف العراقي‪،‬ب‪ .‬ت‪ ،‬ص‬
‫‪ .43‬وانظر أيضاً‪" :‬التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي‪ :‬اإلنسان والكون في اإلسالم‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .95‬وانظر أيضاً‪" :‬المطهري" مرتضي‪ :‬اإلنسان‬
‫الكامل‪ ،‬جعفر صادق الخليلي‪ ،‬مؤسسة البعثة ‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪" )63‬الجليند" محمد السيد‪ :‬من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ " )64‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫(‪ " )65‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫(‪" )66‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪" )67‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫(‪ )68‬سورة ‪ :‬آل عمران ‪ :‬آية (‪. )19‬‬
‫(‪ )69‬سورة ‪ :‬المجادلة ‪ :‬آية (‪. )11‬‬
‫(‪" )70‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ " )71‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪" )72‬خوجه" لطف هللا‪ :‬اإلنسان الكامل في الفكر الصوفي‪ ،‬عرض ونقد‪ ،‬دار الهدي النبوي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬دار الفضيلة بالسعودية‪2009،‬م‪ ،‬ص ‪ :497‬ص ‪.501‬وللمزيد من اإليضاح‬
‫انظر‪":‬جلوي آل سعود" سارة عبد المحسن عبد هللا‪:‬نظرية االتصال عند الصوفية في ضوء‬
‫في ضوء اإلسالم‪،‬دار المنارة‪،‬السعودية‪1991،‬م‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪ )73‬سورة ‪ :‬األعراف ‪ :‬آية (‪. )172‬‬
‫(‪ " )74‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي‪ ،‬شرح النابلسي ص‬
‫‪.164‬‬
‫(‪ " )75‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪ " )76‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ‪ ،‬ص ‪.164 ،163‬‬
‫(‪" )77‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ " )78‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي ‪ ،‬ص ‪.176‬‬

‫‪29‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪ " )79‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ص ‪ .179 ،178‬وفي ذلك ذكر الجيلي (ت ‪832‬هـ)‬
‫أنه علي ثالثة أنواع‪ :‬وسع العلم؛ وهو المعرفة باهلل‪ .‬ووسع المشاهدة؛ وهو الكشف عن‬
‫محاسن جمال هللا‪ .‬ثم وسع الخالفة؛ وهو التحقق بأسماء هللا وصفاته‪ .‬انظر‪" :‬الجيلي" عبد‬
‫الكريم‪ :‬اإلنسان الكامل في معرفة األواخر واألوائل‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مطبعة مصطفي البابي‬
‫الحلبي‪ ،‬القاهرة‪1402 ،‬هـ‪1981 ،‬م‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص ‪.26 ،25‬‬
‫(‪ " )80‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬أسماء هللا الحسني‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪" )81‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪" )82‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪" )83‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ " )84‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫(‪" )85‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫ص‪. 276‬‬
‫(‪" )86‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪" )87‬ابن تيمية" شيخ اإلسالم ‪ :‬فقه التصوف‪ ،‬تهذيب وتعليق الشيخ زهير شفيق الكبي‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولي‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪" )88‬الغزالي" اإلمام أبو حامد‪ :‬مشكاة األنوار‪ ،‬حققها وقدم لها الدكتور أبو العال عفيفي‪ ،‬الدار‬
‫القومية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1964 ،‬م‪ ،‬ص ‪.58 ،57‬‬
‫(‪" )89‬السهروردي" شهاب الدين‪ :‬عوارف المعارف‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد الحليم‬
‫محمود‪ ،‬والدكتور محمود بن الشريف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .313‬وانظر‬
‫أيضاً‪" :‬نيكولسون" المستشرق الكبير ر‪.‬أ‪ :.‬الصوفية في اإلسالم‪ ،‬ترجمه وعلق عليه نور‬
‫الدين شريبة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪" )90‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.143 ، 142‬‬
‫(‪" )91‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫(‪" )92‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ، ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪" )93‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫(‪" )94‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪" )95‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪" )96‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ، ،‬ص ‪.126‬‬
‫(‪" )97‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫(‪" )98‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫(‪ )99‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫(‪ )100‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪" )101‬البسطامي" أبو يزيد‪ :‬أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ )102‬السلهجى‪ :‬النور في كلمات أبى يزيد بن طيفور‪ ،‬مجموعة نصوص نشرها الدكتور عبد‬
‫الرحمن بدوى‪ ،‬بعنوان شطحات الصوفية‪ ،‬طبعة وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ ،‬ب‪ .‬ت‪ ،‬ص‬
‫‪.211‬‬
‫(‪" )103‬الجزار" أحمد‪ :‬الفناء والحب اإللهي عند ابن عربي‪ ،‬الفناء والحب اإللهي عند ابن‬
‫عربي‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪.175‬‬

‫‪30‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪" )104‬ياسين" إبراهيم إبراهيم‪ :‬صدر الدين القونوي وفلسفته الصوفية‪ ،‬دار الوفاء بالمنصورة‪،‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ص‪ 184‬وانظر أيضاً‪" :‬عون" فيصل بدير‪ :‬التصوف اإلسالمي الطريق والرجال‪،‬‬
‫مكتبة سعيد رأفت‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫(‪" )105‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫(‪" )106‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪" )107‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ )108‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫(‪" )109‬ياسين" إبراهيم إبراهيم‪ :‬حال الفناء في التصوف اإلسالمي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫(‪" )110‬الجزار" أحمد محمود‪ :‬الفناء والحب اإللهي عند ابن عربي‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪)111‬‬
‫‪Ed. Rosen (M), Yudin(P.); A dictionary of Philosophy , Progress‬‬
‫‪Publishers, Moscow,1967,p . 302.‬‬
‫(‪)112‬‬
‫‪Aqadir (c.); Philosophy and Science in Islamic World, Maekavs of‬‬
‫‪Chatham PLC, Great Britain, 1991,p.55.‬‬
‫(‪" )113‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.195 ، 194‬‬
‫(‪" )114‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪" )115‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫(‪" )116‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ )117‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪" )118‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪" )119‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪" )120‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪" )121‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪ )122‬سورة ‪ :‬القمر‪ :‬اآلية(‪.)50‬‬
‫(‪" )123‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪" )124‬التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي‪:‬ابن سبعين وفلسفته الصوفية‪،‬دار الكتاب اللبناني‪،‬‬
‫بيروت‪،‬الطبعة األولي‪1973 ،‬م‪،‬ص ‪ .398‬ولمزيد من اإليضاح انظر‪":‬شرف"محمد ياسر‪:‬‬
‫حركة التصوف اإلسالمي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪1968 ،‬م‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫(‪" )125‬ابن سبعين" محمد عبد الحق‪ :‬رسائل ابن سبعين‪ ،‬حققه وقدم له الدكتور عبد الرحمن‬
‫بدوي‪ ،‬الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪1956 ،‬م‪،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪" )126‬التفتازاني" أبو الوفا الغنيمي‪ :‬ابن سبعين وفلسفته الصوفية‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫(‪" )127‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬نخبة المسألة شرح التحفة المرسلة‪ ،‬مخطوط ضمن مكتبة جامعة‬
‫الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ضمن مجموعة من(‪ ،)46 :1‬خطها نسخ حسن‪ ،‬ورقة (‪.)6‬‬
‫(‪" )128‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪" )129‬حلمي" محمد مصطفي‪ :‬الحياة الروحية في اإلسالم‪،‬الهيئة العامة للتأليف والترجمة‬
‫والنشر‪،‬القاهرة‪1970 ،‬م‪،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪" )130‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي‪ ،‬ص ‪.117، 116‬‬
‫(‪" )131‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬تحريك اإلقليد في فتح باب التوحيد‪ ،‬مخطوط بدار الكتب المصرية‪،‬‬
‫تحت رقم (‪ ، )1951‬علم كالم‪ ،‬ميكروفيلم(‪ ،)39756‬لوح (‪.)54‬‬

‫‪31‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪" )132‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬لوح (‪.)9‬‬


‫(‪ )133‬ابن عربي ‪ :‬رسالة ال يعول عليهوا‪ ،‬وضوع حواشويه محمود عبود الكوريم النموري‪ ،‬دار الكتوب‬
‫العلميوووة‪ ،‬بيروت‪،‬لبنوووان‪2007 ،‬م‪ .‬وانظووور أيضووواً‪ :‬ياسوووين" إبوووراهيم‪ :‬دالالت المصوووطلح فوووي‬
‫التصوف الفلسفي‪ ،‬ص ‪ .14 ،13‬ولذلك يرى ابون تيميوة أن ابون عربوي يعود أقورب الصووفية‬
‫إلى اإلسالم؛ألنه يقور بالشورائع ويوأمر بالسولوك‪ ،‬ويفورق بوين الظواهر والمظواهر‪ .‬انظور‪ :‬ابون‬
‫تيمية‪ :‬مجموعة الرسائل والمسائل‪ ،‬جـ‪،1‬نشرة رشيد رضا‪،‬دار التراث العربي‪،‬القاهرة‪،‬بدون‬
‫تاريخ‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫(‪ " )134‬ابن سبعين" محمد عبد الحق‪ :‬رسائل ابن سبعين‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫(‪" )135‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬نخبة المسألة شرح التحفة المرسلة‪ ،‬ورقة (‪.)2‬‬
‫(‪" )136‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫(‪" )137‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ )138‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪ " )139‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬أسماء هللا الحسني ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪" )140‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪" )141‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ " )142‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬أسماء هللا الحسني ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ " )143‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ )144‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ )145‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫(‪ " )146‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ " )147‬الجنابي" ميثم‪ :‬حكمة الروح الصوفي‪ ، ،‬الناشر دار المدى للثقافة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .151‬وانظر أيضاً‪:‬‬
‫‪‘Edwards’Paol; The Encyclopedia of philosophy, editor in chief,Vol. 1,‬‬
‫‪Macmillan Publishing Co., INC. and Free Press. New York.1967.‬‬
‫‪p.228.‬‬
‫(‪" )148‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ )149‬سورة ‪ :‬فصلت‪ ،‬اآلية‪.53 :‬‬
‫(‪" )150‬مقام اإلحسان"‪ :‬هو التحقق بالعبودية علي مشاهدة حضرة ربوبيته بنور البصيرة‪ ،‬أي‬
‫راية الحق موصوفا ً بصفاته بعين صفته‪ ،‬فهو يراه تعينا ً وال يراه حقيقة‪ .‬انظر‪":‬القاشاني"‬
‫كمال عبد الرزاق‪ :‬اصطالحات الصوفية‪ ،‬ص ‪ .27‬وانظر أيضاً‪" :‬النابلسي" عبد الغني‪:‬‬
‫حقائق اإلسالم وأسراره‪ ،‬ص ‪.219: 203‬‬
‫(‪" )151‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪" )152‬البخاري" ‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬الرياض‪1998 ،‬م‪ ،‬كتاب اإليمان‪،‬‬
‫باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو ال يشعر‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)50‬ص ‪.33‬‬
‫(‪" )153‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي‪ ،‬ص ‪ .52‬وانظر‬
‫أيضاً‪" :‬فؤاد" هالة أحمد‪:‬اإلنسان الكامل عند محيي الدين بن عربي‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫مطبوعة‪،‬كلية اآلداب جامعة القاهرة‪ ،‬تحت إشراف األستاذ الدكتور‪ /‬محمد عاطف العراقي‪،‬‬
‫واألستاذ الدكتور توفيق الطويل‪1990 ،‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪32‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫(‪" )154‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص ‪ .81‬ولمزيد من‬
‫اإليضاح حول موضوع الرايا‪ ،‬أفرد النابلسي كتابا ً خاصا ً في تحليل الرايا‪ .‬انظر‪:‬‬
‫"النابلسي" عبد الغني‪ :‬تعطير األنام في تعبير المنام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.10 :4‬‬
‫(‪" )155‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ )156‬سورة ‪ :‬آل عمران ‪ :‬اآلية(‪.)83‬‬
‫(‪" )157‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪" )158‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ )159‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ )160‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ " )161‬ابن عربي" محيي الدين‪ :‬كتاب األلف‪ ،‬وهو كتاب األحدية‪ ،‬ضمن مجموعة رسائل ابن‬
‫عربي‪ ،‬وضع حواشيه محمد عبد الكريم النمري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪" )162‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪" )163‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ )164‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪" )165‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية ‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪ " )166‬أبو زيد" مني أحمد‪ :‬اإلنسان في الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة في فكر العامري‪،‬‬
‫الطبعة األولي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.271‬‬
‫(‪" )167‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كشف النور عن أصحاب القبور‪ ،‬تحقيق أحمد فريد المزيدي‪ ،‬قدم له‬
‫محمد مصطفي القادري‪ ،‬دار اآلثار اإلسالمية للطباعة والنشر‪ ،‬بربلي‪ ،‬سريالنكا‪2007 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.52‬‬
‫(‪" )168‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫املصادر واملراجع‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مؤلفات عبد الغني النابلسي‪:‬‬
‫(أ) المخطوطات‪:‬‬
‫‪" -1‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬تحريك اإلقليد في فتح باب التوحيد‪ ،‬مخطوط بدار‬
‫الكتب المصرية‪ ،‬تحت رقم (‪ ،)1951‬علم كالم‪ ،‬ميكروفيلم (‪.)39756‬‬
‫‪" -2‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية‪ ،‬مكتبة‬
‫المصطفي‪ ،‬تصوف‪ ،‬عربي‪ ،‬ورقة (‪.)9‬‬

‫‪33‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫‪" -3‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬نخبة المسألة شرح التحفة المرسلة‪ ،‬مكتبة جامعة‬
‫الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ضمن مجموعة مخطوطات من(‪ ،)46 :1‬خطها نسخ‬
‫حسن‪.‬‬
‫(ب) المطبوعات‪:‬‬
‫‪" -1‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬أسماء هللا الحسني‪ ،‬المسمي بمقام األسماء في امتزاج‬
‫األسماء‪ ،‬تحقيق وتعليق الدكتور‪ /‬محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬دار القلم للتراث‪،‬‬
‫القاهرة‪1991،‬م‪.‬‬
‫‪" -2‬النابلسي"عبد الغني ‪ :‬إيضاح المقصود من معني وحدة الوجود‪ ،‬تحقيق سعيد‬
‫عبد الفتاح‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -3‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬تعطير األنام في تعبير المنام‪ ،‬جزآن‪ ،‬المكتبة الثقافية‪،‬‬
‫بيروت‪1384 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ " -4‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬حقائق اإلسالم وأسراره‪ ،‬دراسة وتحقيق عبد القادر‬
‫أحمد عطا‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار التراث العربي للطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪1986،‬م‪.‬‬
‫‪" -5‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬ديوان الحقائق في صريح المواجيد اإللهية والتجليات‬
‫الربانية والفتوحات األقدسية‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬المطبعة الشرفية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪" -6‬النابلسي" عبد الغني‪ : :‬رسالة أنوار السلوك في أسرار الملوك‪ ،‬بدون دار‬
‫نشر‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ " -7‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة األلحان‪ ،‬شرح رسالة‬
‫أرسالن الدمشقي‪ ،‬تحقيق الدكتور محمد شيخاني‪ ،‬دار قتيبة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الطبعة األولي‪ ،‬دمشق ‪1419‬هـ‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -8‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص‬
‫للشيخ األكبر محيي الدين بن عربي‪ ،‬وبهامشه شرح العارف عبد الرحمن‬
‫الجامي‪،‬الجزء األول والثاني‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬المطبعة العامرة‬
‫الشرقية‪1323،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -9‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬شرح الصالة الكبرى للشيخ األكبر ابن عربي‪ ،‬تحقيق‬
‫عاصم إبراهيم الكيالي‪ ،‬كتاب ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ " -10‬النابلسي" عبد الغني ‪ :‬شرح النادرات العينية لعبد الكريم الجيلي‪ ،‬دار‬
‫األمين للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1419 ،‬هـ‪1999،‬م‪.‬‬
‫‪" -11‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬الفتح الرباني والفيض الرحماني‪ ،‬وضع حواشيه عبد‬
‫الوارث محمد علي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫عني بتصحيحه‬ ‫‪" -12‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬القول المتين في بيان توحيد العارفين‪ُ ،‬‬
‫علي أبو النور الجربي‪ ،‬مطبعة الشرق‪ ،‬القاهرة‪1344 ،‬ه ‪1926 ،‬م‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫‪" -13‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كشف النور عن أصحاب القبور‪ ،‬تحقيق أحمد فريد‬
‫المزيدي‪ ،‬قدم له محمد مصطفي القادري‪ ،‬دار اآلثار اإلسالمية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بربلي‪ ،‬سريالنكا‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -14‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬كوكب المباني وموكب المعاني‪ ،‬شرح صلوات القطب‬
‫الجيالني‪ ،‬تحقيق وتعليق أحمد فريد المزيدي‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ " -15‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬لمعان األنوار في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم‬
‫بالنار‪،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار بدر للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -16‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مسائل في التوحيد والتصوف‪ ،‬تحقيق سعيد عبد‬
‫الفتاح‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -17‬النابلسي" عبد الغني‪ :‬مفتاح المعية في دستور الطريقة النقشبندية‪ ،‬تحقيق‬
‫الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي‪ ،‬ومحمد عبد القادر نصار‪ ،‬الدار‬
‫الجودية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة املصادر العربية‪:‬‬
‫‪" -1‬ابن تيمية" شيخ اإلسالم‪ :‬فقه التصوف‪ ،‬تهذيب وتعليق الشيخ زهير شفيق‬
‫الكبي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن تيمية‪ :‬مجموعة الرسوائل والمسوائل‪ ،‬جوـ‪ ،1‬نشورة رشويد رضوا‪ ،‬دار التوراث‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪" -3‬ابن سبعين" محمد عبد الحق‪ :‬رسائل ابن سبعين‪ ،‬حققه وقدم له الدكتور عبد‬
‫الرحمن بدوي‪ ،‬الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪1956 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -4‬ابن عربي" محيي الدين‪ :‬رسالة ال يعول عليها‪ ،‬وضع حواشيه محمد عبد‬
‫الكريم النمري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -5‬ابن عربي" محيي الدين‪ :‬الفتوحات المكية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪" -6‬ابن عربي" محيي الدين‪ :‬كتاب األلف ‪ ،‬وهو كتاب األحدية‪ ،‬ضمن مجموعة‬
‫رسائل ابن عربي‪ ،‬وضع حواشيه محمد عبد الكريم النمري‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -7‬البسطامي" أبو يزيد‪ :‬أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة‪ ،‬ويليه‬
‫كتاب تأويل الشطح‪ ،‬تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار‬
‫المدى للثقافة والنشر‪ ،‬دمشق‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -8‬الترمذي" أبو عبد هللا محمد بن علي الحكيم‪ :‬كتاب ختم األولياء‪ ،‬تقديم وتعليق‬
‫محمد عبد الرحمن الشاغول‪ ،‬المكتبة األزهرية للتراث‪ ،‬القاهرة‪2013 ،‬م‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫‪" -9‬الجنيد" اإلمام أبو القاسم‪ :‬السر في أنفاس الصوفية‪ ،‬تقديم وتحقيق وتعليق‬
‫الدكتور عبد الباري محمد داوود‪ ،‬عني بمراجعته األستاذ الدكتور جودة محمد‬
‫أبو اليزيد المهدي‪ ،‬الناشر دار جوامع الكلم‪ ،‬القاهرة‪1426 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪" -10‬الجيلي" عبد الكريم ‪ :‬اإلنسان الكامل في معرفة األواخر واألوائل‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مطبعة مصطفي البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة‪1402 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬السلهجى‪ :‬النور في كلمات أبى يزيد بن طيفور‪ ،‬مجموعة نصوص نشرها‬
‫الدكتور عبد الرحمن بدوى‪ ،‬بعنوان شطحات الصوفية‪ ،‬طبعة وكالة المطبوعات‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪" -12‬السهروردي" شهاب الدين‪ :‬عوارف المعارف‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬تحقيق‬
‫الدكتور عبد الحليم محمود‪ ،‬الدكتور محمود بن الشريف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪" -13‬الغزالي" اإلمام أبو حامد‪ :‬مشكاة األنوار‪ ،‬حققها وقدم لها الدكتور أبو العال‬
‫عفيفي‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1964 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -14‬القاشاني" عبد الرزاق‪ :‬اصطالحات الصوفية‪ ،‬تحقيق وتعليق األستاذ‬
‫الدكتور محمد كمال إبراهيم جعفر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬قائمة املراجع العربية‪:‬‬
‫‪" -1‬التفتازاني" الدكتور أبو الوفا الغنيمي‪ :‬اإلنسان والكون في اإلسالم‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫‪" -2‬التفتازاني" الدكتور أبو الوفا الغنيمي‪ :‬ابن سبعين وحكيم اإلشراق‪ ،‬بحث‬
‫منشور في الكتاب التذكاري لشيخ اإلشراق شهاب الدين السهروردي‪ ،‬في الذكرى‬
‫المئوية الثامنة لوفاته‪ ،‬أشرف عليه وقدم له الدكتور إبراهيم مدكور‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1974 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -3‬التفتازاني" الدكتور أبو الوفا الغنيمي‪ :‬ابن سبعين وفلسفته الصوفية‪ ،‬دار‬
‫الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولي‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -4‬الجزار" الدكتور أحمد محمود‪ :‬هللا واإلنسان عند األمير عبد القادر‬
‫الجزائري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -5‬الجزار" الدكتور أحمد محمود‪ :‬الفناء والحب اإللهي عند ابن عربي‪ ،‬مكتبة‬
‫الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫‪" -6‬الجزار" الدكتور أحمد محمود‪ :‬منهج الكشف عند صوفية اإلسالم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير مطبوعة‪ ،‬كلية اآلداب جامعة المنيا‪ ،‬تحت إشراف األستاذ‬
‫الدكتور محمد عاطف العراقي‪.‬‬
‫‪" -7‬جلوي آل سعود" الدكتورة سارة عبد المحسن عبد هللا‪ :‬نظرية االتصال عند‬
‫الصوفية في ضوء في ضوء اإلسالم ‪ ،‬دار المنارة‪ ،‬السعودية‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -8‬الجليند" الدكتور محمد السيد‪ :‬من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -9‬الجنابي" ميثم‪ :‬حكمة الروح الصوفي‪ ،‬الناشر دار المدى للثقافة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -10‬الحكيم" الدكتورة سعاد‪ :‬عودة الواصل‪ ،‬مؤسسة دندرة للدراسات‪ ،‬والطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬لبنان‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -11‬خوجه" لطف هللا بن عبد العظيم‪ :‬اإلنسان الكامل في الفكر الصوفي‪ ،‬عرض‬
‫ونقد‪ ،‬دار الهدي النبوي‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الفضيلة بالسعودية‪2009،‬م‪.‬‬
‫‪" -12‬خياطه" الدكتور نهاد‪ :‬دراسة في التجربة الصوفية‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬القاهرة‪1994،‬م‪.‬‬
‫‪" -13‬أبو زيد" الدكتورة مني أحمد‪ :‬اإلنسان في الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫في فكر العامري‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -14‬شرف" الدكتور محمد جالل‪ :‬الحالج الثائر الروحاني في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة‬
‫الثقافة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1970،‬م‪.‬‬
‫‪" -15‬شرف" الدكتور محمد ياسر‪ :‬حركة التصوف اإلسالمي‪ ،‬الهيئة المصرية‬
‫العامة للكتاب‪1968 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -16‬شيمل" آنا ماري‪ :‬األبعاد الصوفية في اإلسالم وتاريخ التصوف‪ ،‬ترجمة‬
‫محمد إسماعيل السيد‪ ،‬ورضا حامد قطب‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬منشورات‬
‫الجمل‪،‬كولونيا(ألمانيا)‪ ،‬بغداد‪2006،‬م‪.‬‬
‫‪" -17‬عرابي" الدكتور محمد غازي‪ :‬اإلنسان الكامل – محاورات في الفلسفة‬
‫الصوفية‪ ،‬دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -18‬عطا" الدكتور عبد القادر أحمد ‪ :‬التصوف اإلسالمي بين األصالة واالقتباس‬
‫في عصر النابلسي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1987،‬م‪.‬‬
‫‪" -19‬عون" الدكتور فيصل بدير‪ :‬التصوف اإلسالمي الطريق والرجال‪ ،‬مكتبة‬
‫سعيد رأفت‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫د‪ .‬مديحة حمدي عبد العال‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل ‪2015‬م‬

‫‪ " -20‬فؤاد" الدكتورة هالة أحمد‪ :‬اإلنسان الكامل عند محيي الدين بن عربي‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير مطبوعة‪،‬كلية اآلداب جامعة القاهرة‪ ،‬تحت إشراف‬
‫الدكتور‪ /‬محمد عاطف العراقي‪ ،‬والدكتور توفيق الطويل‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -21‬مبارك" الدكتور زكي‪ :‬التصوف اإلسالمي في األدب واألخالق‪ ،‬الطبعة‬
‫األولي‪ ،‬مطبعة الرسالة‪ ،‬القاهرة‪1938 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -22‬المطهري" الدكتور مرتضي‪ :‬اإلنسان الكامل‪ ،‬جعفر صادق الخليلي‪،‬‬
‫مؤسسة البعثة ‪ ،‬بيروت‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -23‬نيكولسون" المستشرق الكبير ر‪.‬أ‪ :.‬الصوفية في اإلسالم‪ ،‬ترجمه وعلق‬
‫عليه نور الدين شريبة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -24‬ياسين" الدكتور إبراهيم إبراهيم محمد‪ :‬حال الفناء في التصوف اإلسالمي‪،‬‬
‫دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -25‬ياسين" الدكتور إبراهيم إبراهيم محمد‪ :‬دالالت المصطلح في التصوف‬
‫الفلسفي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -26‬ياسين" الدكتور إبراهيم إبراهيم محمد‪ :‬صدر الدين القونوي وفلسفته‬
‫الصوفية‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬المنصورة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬املوسوعات والدوريات‪:‬‬
‫‪" -1‬ابن خزام" أنور فؤاد‪ :‬معجم المصطلحات الصوفية‪ ،‬مراجعة جورج متري‬
‫عبد المسيح‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬لبنان‪1993 ،‬م‪ ،‬مادة (صورة الحق)‪.‬‬
‫‪" -2‬العجم" رفيق‪ :‬موسوعة مصطلحات التصوف اإلسالمي‪ ،‬مكتبة لبنان‬
‫ناشرون‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪ ،‬مادة (إنسان كامل)‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬قائمة املراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪1- Aqadir (c.); Philosophy and Science in Islamic World, Maekavs‬‬
‫‪of Chatham PLC, Great Britain, 1991.‬‬
‫‪2- Ed. Rosen (M), Yudin(P.); A dictionary of Philosophy , Progress‬‬
‫‪Publishers, Moscow,1967.‬‬
‫‪3-‘Edwards’Paol;The Encyclopedia of philosophy, editor in chief,‬‬
‫‪Vol. 1, Macmillan Publishing Co., Incant Free Press.‬‬ ‫‪New‬‬
‫‪York.1967.‬‬

‫‪38‬‬
‫ مديحة حمدي عبد العال‬.‫د‬ ‫اإلنسان الكامل عند عبد الغني النابلسي‬
‫م‬2015 ‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث ـ العدد السادس ـ إبريل‬

4 - Happhold (F, C); Mysticism A study and An Anthology,


London, 1975.
5- Martu Blatt, Noam, Chomsky, Social Text, no. 9-10,the 60’s,
without Apology, Spring- Summer, 1984.

39

You might also like