Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫مما يالحظ عمى سياسية المشرع الجزائري في مواجية الجريمة عموما والفساد خصوصا‬
‫انو أنشأ و خص عدة أجيزة متنوعة ليذا الغرض فمنيا ما ىو تابع لو ازرة الداخمية ومنيا ما‬
‫ىو تابع لو ازرة الدفاع‪ ،‬وىذا التنوع في األصؿ يعكس نية المشرع الجزائري اإلحاطة بيذه‬
‫الجريمة وتسخير كافة الجيود مف مختمؼ الو ازرات و القطاعات لمحد مف جرائـ الفساد‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬أجيزة الضبط القضائي العادية المعنية بمواجية الفساد‬
‫الفرع األول‪:‬ألجيزة التابعة لوزارة الداخمية‬
‫لقد أناط المشرع الجزائري لو ازرة الداخمية ممثمة في المديرية العامة لألمف الوطني ميمة‬
‫متابعة الفساد والتحري عنو وىذا بواسطة الشرطة االقتصادية وفرؽ البحث والتحري وتفصيؿ‬
‫ذلؾ فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪:‬الشرطة االقتصادية‬
‫فرقة الشرطة االقتصادية ىي فرقة تابعة لممصمحة الوالئية لمشرطة القضائية بأمف الوالية ‪،‬‬
‫تعمؿ عمى مكافحة الجرائـ االقتصادية‪ ،‬وىي بيذا الخصوص تعمؿ عمى ضماف حماية‬
‫األشخاص والممتمكات‪ ،‬والتحري ومعاينة المخالفات الجزائية وكذا البحث والقاء القبض عمى‬
‫مرتكبييا وىي تعمؿ عمى البحث عف المعمومة المتعمقة بالجريمة االقتصادية ‪ ،‬وكؿ ىذا‬
‫تحت إشراؼ ومتابعة وكيؿ الجميورية ‪.‬‬
‫ولما كانت جرائـ الفساد أغمبيا ذات طابع مالي واقتصادي فاف الفرقة االقتصادية عمى‬
‫مستوى مديرية امف الوالية ىي المكمفة بمتابعة والتحري عف ىذه الجرائـ ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬فرق البحث والتحري‪:‬‬
‫ىي فرقة مستحدثة تابعة لممصمحة الوالئية لمشرطة القضائية ‪ ،‬تساىـ بشكؿ كبير في‬
‫التصدي لمجرائـ الخطيرة بما فييا جرائـ الفساد ‪ ،‬وتعد الذراع األيمف والقوة الضاربة لجياز‬
‫الشرطة ‪ ،‬وليا صالحية التحقيؽ والتخطيط والتنفيذ ‪ ،‬وتتمثؿ مياميا انطالقا مف اسميا حيث‬
‫تعني بالبحث والتحري والتحقيؽ وممارسة الضبطية القضائية ‪ ،‬ويمدد االختصاص في حالة‬
‫ما إذا كانت الجريمة جريمة منظمة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتعيف أخذ اإلذف مف وكيؿ الجميورية‬
‫المختص حتى يسمح ليـ بمتابعة التحقيقات‪ ،‬ويعد عمؿ فرقة البحث والتحري عمال متكامال‬
‫‪ ،‬حيث أف مرحمة العمؿ األولى تكوف عف طريؽ البحث والتحري وىي المرحمة األولية واألىـ‬
‫وتحظى بسرية تامة ‪ ،‬يتولى فييا عناصر الشرطة المنتميف ليذه الفرقة بالتكتـ ‪ ،‬وىذه السرية‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫تحتميا طبيعة عمؿ الفرقة التي ترتكز أساسا عمى استغالؿ المعمومات ويتـ التحقيؽ‬
‫بالتنسيؽ مع الجيات القضائية ‪ ،‬كما يتـ أيضا التحقيؽ في ممفات خارج االختصاص‬
‫اإلقميمي وذلؾ بالتعاوف مع الشرطة الدولية" األنتربوؿ‪.‬‬
‫واستحداث ىذا الجياز دعت إليو الضرورة وىذا لوضع حد لإلجراـ المتزايد بما فيو جرائـ‬
‫الفساد بمختمؼ صورىا‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األجيزة التابعة لوزارة الدفاع الوطني‪.‬‬
‫لو ازرة الدفاع الوطني أيضا نصيب مف مسألة مكافحة الفساد بما ليا مف وسائؿ وأدوات‬
‫متطورة في ىذا الشأف وسواء تعمؽ األمر بالجانب البشري أو المادي واىـ األجيزة المعنية‬
‫تتبع قضايا الفساد نجد جيازي الدرؾ الوطني والشرطة القضائية التابعة لدائرة االستعالـ‬
‫واألمف سابقا والتي عوضت بجياز التحقيؽ القضائي‪ ،‬وفيما يمي تفضيؿ ذلؾ ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدرك الوطني‪:‬‬
‫الدرؾ الوطني قوة عسكرية تابعة لو ازرة الدفاع الوطني تخضع لقوانيف وأنظمة الجميورية‬
‫تطبؽ النصوص التشريعية والتنظيمية ‪ ،‬القضائية واإلدارية ‪ ،‬العسكرية والمدنية السائدة في‬
‫الدولة‪ ،1‬مثؿ قوانيف اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬العقوبات ‪ ،‬الجمارؾ ‪ ،‬مكافحة التيريب ‪ ،‬مكافحة‬
‫الفساد محاربة تبييض األمواؿ‪ ...‬الخ‪،‬‬
‫وتعمؿ الشرطة القضائية التابعة لمدرؾ الوطني عمى معاينة الجرائـ التي تقترؼ في حؽ‬
‫القانوف وتقوـ بجمع األدلة عف الجناة وتوقيفيـ واحالتيـ عمى الجيات القضائية المختصة‬
‫قبؿ فتح التحقيؽ القضائي ‪ ،‬أما إذا باشر قاضي التحقيؽ ىذه الميمة ‪ ،‬فاف رجاؿ الدرؾ‬
‫الوطني في ىذه الحالة يسيروف عمى تنفيذ االنابات القضائية والتسخيرات التي تصدرىا‬
‫الجيات القضائية المختصة‪.‬‬
‫ومف أخطر الجرائـ التي يعني جياز الدرؾ الوطني بمعاينتيا والتحري عنيا ورصد‬
‫المرتكبيف ليا واحالتيـ عمى العدالة نجد جرائـ الفساد بمختمؼ أنواعيا كقضايا الرشوة مثال‪..‬‬
‫وىذا بطبيعة الحالة في نطاؽ االختصاص اإلقميمي التابع لو ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جياز التحقيق القضائي التابع لدائرة االستعالم واألمن‪.‬‬

‫‪ -1‬موسى بودىاف ‪ ،‬النظاـ القانوني لمكافحة الرشوة ‪،‬دار اليدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدوف سنة الطبع‪ ،‬ص‪:309‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫انشأ جياز الشرطة القضائية التابع لدائرة االستعالـ واألمف سنة ‪ 2008‬بمرسوـ رئاسي في‬
‫إطار اإلصالحات الجديدة التي كاف اليدؼ منيا محاصرة الجريمة بمختمؼ أنواعيا وصورىا‬
‫كجياز لمحاربة اإلجراـ الخطير عمى غرار الجوسسة و اإلرىاب وغيرىا‪...‬‬
‫غير أنو يالحظ أف أىـ اختصاص أنيط بيذا الجياز ىو متابعة قضايا الفساد خاصة‬
‫تمؾ ذات الطابع الوطني‪ .‬ويتمتع األفراد المنتموف ليذا الجياز بصفة الضبطية وليـ‬
‫صالحيات قد تمتد لكامؿ اإلقميـ الوطني في مجاؿ متابعة الجرائـ الخطيرة‪.‬‬
‫‪ 2014‬وألغى الجياز السابؽ واستبدلو بجياز‬ ‫والمالحظ أيضا أف المشرع تدخؿ سنة‬
‫آخر ىو جياز التحقيؽ القضائي التابع لدائرة االستعالـ واألمف بموجب اؿمرسوـ اؿرئاسي‬
‫رقـ‪ 183/14 :‬يتضمف إنشاء مصمحة التحقيؽ القضائي لمديرية األمف الداخمي بدائرة‬
‫حدد مجاؿ تدخميا في الوقاية مف التدخؿ األجنبي‪ ،‬الجوسسة‬ ‫وقد‬ ‫االستعالـ واألمف‪، 1‬‬
‫المضادة‪ ،‬والوقاية مف اإلرىاب ‪ ،‬واألفعاؿ التي تمس بأمف الدولة والوقاية مف األنشطة‬
‫‪،‬‬ ‫التخريبية ضد مؤسسة الدولة‪ ،‬ومحاربة التنظيمات اإلجرامية التي تمس باألمف الوطني‬
‫الجريمة المنظمة ‪ ،‬ومحاربة الجرائـ االلكترونية ‪ ،‬واستثنى مف مجاالت تدخؿ المصمحة كؿ‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ما يتعمؽ بجرائـ الفساد‬

‫الم طمب الثاني‪ :‬أجيزة الضبط القضائي المتخصصة في مكافحة جرائم الفساد‬
‫بعد أف تعرضنا لألجيزة الضبطية العامة المعنية بمتابعة جرائـ الفساد نخصص ىذا‬
‫المبحث الستعراض اىـ ـ األجيزة المتخصصة في مجاؿ مكافحة الفساد في الجزائر وىي‬
‫الديواف المركزي لقمع الفساد‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية عدد رقـ ‪ 32‬بتاريخ ‪ 12‬جواف‪2014‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬موسى بودىاف ‪،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.311‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫الفرع األول ‪:‬النظام القانوني لمديوان المركزي لقمع الفساد‪:‬‬


‫مف بيف أجيزة الضبط القضائي المتخصصة في مكافحة جرائـ الفساد نجد الديواف المركزي‬
‫لقمع الفساد والذي تنحصر ميمتو في البحث والتحري عف جرائـ الفساد ‪ ،‬وبالتاؿي فيو جياز‬
‫قمعي وردعي‪ ،‬وقد استحدث بناء عمى تعميمة رئيس الجميورية رقـ ‪: 3‬المؤرخة في ‪: 13‬‬
‫ديسمبر ‪ ، 2009‬المتعمقة بتفعيؿ مكافحة الفساد‪ ،‬والتي تضمنت وجوب تعزيز آليات‬
‫مكافحة الفساد ودعميا عمى الصعيديف المؤسساتي والعممياتي‪ ،‬وأىـ ما نص عميو في‬
‫المجاؿ المؤسساتي ىو ضرورة تعزيز مسعى الدولة بإحداث ديواف مركزي لقمع الفساد‬
‫بصفتو أداة عممياتية تتضافر في إطارىا الجيود لمتصدي قانونيا ألعماؿ الفساد اإلجرامية‬
‫وردعيا‪1‬وىذا ما تأكد بصدور األمر رقـ‪ :10‬ػ ‪05‬المؤرخ في ‪ : 26‬أوت ‪ 2010‬المتمـ‬
‫لمقانوف رقـ‪ : 06‬ػ ‪01‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو والذي أضاؼ الباب الثالث مكرر‬
‫والذي بموجبو تـ إنشاء الديواف المركزي لقمع الفساد ‪ ،‬غير أنو أحاؿ إلى التنظيـ فيما يخص‬
‫تحديد تشكيمة الديواف وتنظيمو وكيفية سير عممو ‪ ،‬وفعال صدر التنظيـ بموجب المرسوـ‬
‫الرئاسي رقـ‪ :11‬ػ ‪426‬المؤرخ في ‪ : 08‬ديسمبر‪ 20112‬الذي يحدد تشكيمة الديواف المركزي‬
‫لقمع الفساد وتنظيمو وكيفية سير عممو‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليو ‪ ،‬أف األمر رقـ‪ : 10‬ػ ‪ 05‬المتمـ لقانػوف الوقايػػة مػػف الفساد ومكافحتو‬
‫رقـ‪ : 06‬ػ ‪01‬لـ يحدد الطبيعة القانونية لمديواف ‪ ،‬وانما أحاؿ ذلؾ عمى التنظيـ ‪ ،‬حيث‬
‫خصص المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ ‪ 426‬المحدد لتشكيمة الديواف وتنظيمو وكيفية سير‬
‫عممػو في الفصؿ األوؿ منػو (المواد‪ 02‬ػ‪ 03‬ػ ) ‪ 04‬لتبياف طبيعة الديواف وخصائصو‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المواد ‪ 02‬و ‪03‬و ‪04‬مف ىذا المرسوـ ‪ ،‬فإننا نستنتج أف الديواف ىو آلية‬
‫مؤسساتية أنشئت خصيصا لقمع الفساد تتميز بجممة مف الخصائص تميزىا عف الييئة‬
‫وتساىـ في بمورة طبيعتيا القانونية وتحديد دورىا في مكافحة الفساد وتتمثؿ ىذه الميزات فيما‬
‫يمي‪:3‬‬

‫‪ -1‬تعميمة رئيس الجميورية رقـ ‪ :03‬لسنة‪2009.‬‬


‫‪ -2‬المرسوـ الرئاسي رقـ‪ :11‬ػ ‪426‬المؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 2011‬الذي يحدد تشكيمة الديواف المركزي لقمع الفساد‬
‫وتنظيمو وكيفيات سيره ج ر ج ج عدد ‪ 68‬ػ‪2011 .‬‬
‫‪ -3‬حاحة عبد العالي ‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر( ‪،‬أطروحة ة دكتوراه عموـ في الحقوؽ‪،‬‬
‫تخصص قانوف عاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة محمد خيذر‪ ،‬بسكرة‪، 2013 ،‬غ ـ ‪ ،‬ص‪503.‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫‪-1‬الديوان ىيئة مركزية عممياتية لمشرطة القضائية ‪ :‬وىو ما نصت عميو المادة )*(‪02‬‬
‫مف المرسوـ السالؼ ذكره بقوليا أف الديواف مصمحة مركزية عممياتية لمشرطة القضائية تكمؼ‬
‫وبالتالي فيو جياز يمارس‬ ‫بالبحث عف الجرائـ ومعاينتيا في إطار مكافحة الفساد‬
‫صالحياتو تحت إشراؼ ومراقبة النيابة العامة ‪ ،‬ويضطمع بميمة أساسية تتمثؿ في البحث‬
‫والتحري عف جرائـ الفساد واحالة مرتكبييا إلى القضاء‪.‬‬
‫‪2‬ـ تبعية الديوان لوزير المالية ‪ :‬وىو ما نصت عميو المادة ‪ 03‬مف المرسوـ نفسو ‪،‬‬
‫فالديواف يوضع لدى وزير المالية‪.‬‬
‫‪3‬ـ عدم تمتع الديوان بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ‪ :‬رغـ المياـ الخطيرة والموكمة‬
‫لمديواف المركزي لقمع اإلجراـ والمتمثمة في البحث والتحري عف جرائـ الفساد ‪ ،‬اال أف المشرع‬
‫الجزائري لـ يمنحو الشخصية المعنوية واالستقالؿ المالي فالمدير العاـ يعد ميزانية الديواف‬
‫ويعرضيا عمى موافقة وزير المالية ‪ ،‬وحسب المادة ‪ 241‬مف المرسػوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ‬
‫‪ ،426‬فاف ىذا األخير( وزير المالية ) ىو الذي يممؾ سمطة األمر بالصرؼ في ىذا‬
‫المجاؿ أما المدير العاـ فيو آمر ثانوي بصرؼ ميزانية الديواف ىذا يعني أف الديواف ىو‬
‫بمثابة مصمحة مف المصالح الخارجية لو ازرة المالية التي تخضع لمتسيير واإلدارة المباشرة مف‬
‫قبؿ وزير المالية مثمو مثؿ باقي المصالح واألجيزة التابعة لو ازرة المالية‪.‬‬
‫أوال ‪:‬تشكيل الديوان ‪:‬‬
‫لـ يحدد األمر رقـ‪ : 10‬ػ ‪05‬المتمـ لمقانوف رقـ‪ : 06‬ػ ‪ 01‬تشكيمة الديواف وتنظيمو وكيفية‬
‫سير عممو بؿ ترؾ ذلؾ لمتنظيـ ‪ ،‬حيث نص في الفقرة الثانية مف المادة ‪ 24‬مكرر مف‬
‫األمر المذكور أعاله ما يمي" ‪ :‬يحدد تشكيمة الديواف وتنظيمو وكيفيات سيره عف طريؽ‬
‫التنظيـ‪".‬‬
‫وحسب المادة ‪ 06‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ ‪ 426‬فاف الديواف المركزي لقمع الفساد‬
‫يتشكؿ مف‪:‬‬
‫‪1‬ـ ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعين لوزارة الدفاع الوطني ‪ :‬فبالنسبة لضباط‬
‫الشرطة القضائية ىـ أولئؾ الذيف حددتيـ المادة ‪ 15‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪:‬‬

‫‪ -1‬ػانظر المواد‪24 ، 23 ،03،02‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ‪426‬‬


‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫ػ ضباط الدرؾ الوطني‬
‫ػ ذوو الرتب في الدرؾ الوطني ورجاؿ الدرؾ الذيف أمضوا في سمؾ الدرؾ ثالث سنوات عمى‬
‫األقؿ والذيف تـ تعيينيـ بموجب قرار مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الدفاع الوطني‬
‫بعد موافقة لجنة خاصة‪.‬‬
‫ػ ضباط وضباط الصؼ التابعيف لممصالح العسكرية لألمف الذيف تـ تعيينيـ خصيصا‬
‫بموجب قرار مشترؾ صادر عف وزير الدفاع الوطني ووزير العدؿ‪.‬‬
‫أما فيما يخص أعواف الشرطة القضائية التابعيف لو ازرة الدفاع الوطني فنصت عمييـ المادة‬
‫‪19‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية وىـ‪:‬‬
‫ذوو الرتب في الدرؾ الوطني ورجاؿ الدرؾ الوطني ومستخدمو مصالح األمف العسكري الذيف‬
‫ليست ليـ صفة ضابط شرطة قضائية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعين لوزارة الداخمية والجماعات المحمية ‪:‬فبالنسبة‬
‫لضباط الشرطة القضائية فقد حددتيـ المادة ‪ 15‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية وىـ ‪:‬‬
‫‪ .‬ضباط الشرطة‪.‬‬ ‫محافظو الشرطة ‪-‬‬ ‫•‬

‫مفتشو األمف الوطني الذيف قضوا في خدمتيـ بيذه الصفة ثالث سنوات عمى األقؿ ‪،‬‬ ‫•‬

‫وعينوا بموجب بموجب قرار مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الداخمية بعد موافقة لجنة‬
‫خاصة ‪ .‬أما فيما‪ ،‬يخص أعواف الشرطة القضائية التابعيف لو ازرة الداخمية ‪ ،‬وحسب نص‬
‫المادة ‪ 19‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية فيـ ‪ :‬موظفو مصالح الشرطة الذيف ليست ليـ‬
‫صفة ضابط شرطة قضائية‪.‬‬
‫‪3‬ـ أعوان عموميون ذوي كفاءات أكيدة في مجال مكافحة الفساد ‪ :‬ما يالحظ عمى المرسوـ‬
‫الرئاسي‪ 11‬ػ ‪ 426‬أنو لـ يقتصر عمى تشكيمة الديواف المركزي لقمع الفساد عمى ضباط‬
‫وأعواف الشرطة القضائية بؿ دعـ ىذه التشكيمة بأعواف عمومييف ذوي كفاءات عالية في‬
‫مجاؿ مكافحة جرائـ الفساد ‪ ،‬ويتـ اختيارىـ مف ذوي الخبرات والكفاءات والمتخصصيف في‬
‫مجاؿ مكافحة الفساد ‪ ،‬والذيف ينتموف إلى مختمؼ المؤسسات واإلدارات العمومية المركزية‬
‫‪2‬‬
‫والمحمية‬

‫‪ -1‬حاحة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪: 505‬‬


‫‪ -2‬حاحة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪: 505‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫وقد نصت المادة )*(‪ 07‬مف المرسوـ الرئاسي المذكور أعاله عمى بقاء ضباط‬
‫وأعواف الشرطة القضائية والموظفيف التابعيف لمو ازرات المعنية الذيف يمارسوف مياميـ في‬
‫الديواف خاضعيف لألحكاـ التشريعية والتنظيمية والقانونية األساسية المطبقة عمييـ ‪ .‬كما‬
‫تجدر اإلشارة أنو إضافة إلى تشكيمة الديواف التي تـ التطرؽ إلييا وفقا لممادة‪ 06‬مف المرسوـ‬
‫الرئاسي المذكور ‪ ،‬تـ تدعيـ الديواف بمستخدميف لمدعـ التقني واإلداري‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنظيم الديوان ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ ‪ 426‬المذكور ‪ ،‬نجد أنو قد بيف كيفية تنظيـ‬
‫الديواف‪ ،‬في المواد مف ‪:10‬إلى ‪ ،18‬وىو عموما يتشكؿ مف ‪:‬‬
‫‪1‬ػ المدير العاـ ‪:‬‬
‫يسير الديواف مدير عاـ يعيف بمرسوـ رئاسي بناء عمى اقتراح مف وزير المالية وتنيى ميامو‬
‫حسب األشكاؿ نفسيا ‪ ،‬وىذا حسب المادة )*( ‪ 10‬مف المرسوـ الرئاسي المذكور‪.‬‬
‫ويتمتع بصالحيات حددتيا المادة )*( ‪ 14‬مف المرسوـ المذكور أعاله ‪ ،‬وىي ‪:‬‬
‫ػ إعداد برنامج عمؿ الديواف ووضعو حيز التنفيذ‪.‬‬
‫ػ إعداد مشروع التنظيـ الداخمي لمديواف ‪ ،‬ونظامو الداخمي ‪ ،‬والسير عمى حسف سير الديواف‬
‫وتنسيؽ نشاط ىياكمو‪.‬‬
‫ػ تطوير التعاوف وتبادؿ المعمومات عمى المستوى الوطني والدولي‪.‬‬
‫ػ ممارسة السمطة السممية عمى جميع مستخدمي الديواف‪.‬‬
‫ػ إعداد التقرير السنوي عف نشاطات الديواف الذي يوجيو إلى وزير المالية‪.‬‬

‫‪2‬ـ الديوان‪:‬‬
‫حسب المادة ‪11‬الفقرة األولى مف المرسوـ المذكور أعاله ‪ ،‬فاف الديواف المركزي لقمع الفساد‬
‫يتكوف مف ديواف ويرأسو رئيس الديواف ويساعده خمسة مديري دراسات ويختص رئيس الديواف‬
‫المركزي لقمع الفساد طبقا لممادة‪ 15‬مف المرسوـ أعاله بتنشيط عمؿ مختمؼ ىياكؿ والديواف‬
‫ومتابعتو وىذا تحت سمطة المدير العاـ يتكوف الديواف المركزي لقمع الفساد حسب نص‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 11‬مف المرسوـ الرئاسي المذكور أعاله‪ ،‬مف مديريتيف‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 07‬الى ‪ 18‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ‪426 .‬‬


‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫‪1‬ـ مديرية التحريات ‪ :‬التي تنظـ في مديريات فرعية بقرار مشترؾ بيف وزير المالية والمدير‬
‫العاـ لموظيفة العمومية ‪ ،‬وتتمثؿ مياميا في إجراء األبحاث والتحقيقات في مجاؿ مكافحة‬
‫الفساد والمديرية‪.‬‬
‫‪2‬ـ مديرية اإلدارة العامة ‪ :‬وتتكفؿ بتسيير مستخدمي الديواف ووسائمو المادية والمالية ‪ ،‬وىذا‬
‫حسب نص المادة ‪ 171‬مف المرسوـ المذكور آنفا‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحية الديوان وكيفية سير عممو‪:‬‬
‫دعـ المشرع الجزائري الديواف المركزي لقمع الفساد بجممة مف الصالحيات والمياـ المتعدد‬
‫وىي في مجمميا ذات طابع قمعي‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ميام الديوان‪:‬‬
‫‪1‬ـ ميام الديوان في مكافحة جرائم الفساد‪:‬‬
‫منح المشرع الجزائري الديواف المركزي لقمع الفساد العديد مف المياـ واالختصاصات ذات‬
‫الطابع القمعي يقوـ بيا ضباط الشرطة القضائية التابعيف لو ‪ ،‬كما قاـ بتعزيز القواعد‬
‫اإلجرائية لممتابعة القضائية ليذه الجرائـ بالنص عمى تعديميف ىما ‪:‬‬
‫ػ تمديد االختصاص المحمي لضباط الشرطة القضائية التابعيف لمديواف ليشمؿ كامؿ اإلقميـ‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ػ إحالة ميمة النظر في جرائـ الفساد إلى المحاكـ ذات االختصاص الموسع‪.‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 05‬مف المرسوـ الرئاسي في صالحيات الديواف وميامو بدقة كما يمي‪:‬‬
‫ػ جمع كؿ معمومة تسمح بالكشؼ عف أفعاؿ الفساد ومكافحتيا‪.‬‬
‫ػ القياـ بتحقيقات في وقائع الفساد واحالة مرتكبييا لممثوؿ أماـ الجية القضائية المختصة‪.‬‬
‫ػ تطوير التعاوف والتساند مع ىيئات مكافحة الفساد وتبادؿ المعمومات بمناسبة التحقيقات‬
‫الجارية خاصة مع الشرطة الجنائية الدولية( األنتربوؿ‪).‬‬
‫ػ اقتراح كؿ إجراء مف شأنو المحافظة عمى حسف سير التحريات التي يتوالىا عمى السمطات‬
‫‪2‬‬
‫المختصة‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 17‬و المادة ‪ 05‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ‪426 .‬‬
‫‪ -2‬حاحة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪: 505.‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫‪2‬ـ اختصاص الجيات القضائية ذات االختصاص الموسع بجرائم الفساد‪ :‬أكدت المادة ‪24‬‬
‫مكرر ‪ 01‬مف األمر رقـ ‪ : 10‬ػ ‪ 05‬المتمـ لمقانوف رقـ ‪ : 06‬ػ ‪ 01‬عمى ما يمي " ‪ :‬تخضع‬
‫الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا القانوف( جرائـ الفساد )الختصاص الجيات القضائية ذات‬
‫‪1‬‬
‫االختصاص الموسع وفقا ألحكاـ قانوف اإلجراءات الجزائية‬
‫وحسنا فعؿ المشرع عندما استدرؾ ىذه الثغرة الكبيرة والتي كانت تحوؿ دوف المتابعة‬
‫القضائية لجرائـ الفساد خاصة تمؾ التي ترتكب في إقميـ عدة واليات مف الوطف ‪ ،‬وفي ظؿ‬
‫عدـ تمديد االختصاص ‪ ،‬لـ يكف مف السيؿ تتبع ىذه الجرائـ لمقيود المفروضة عمى المتابعة‬
‫الجزائية في جرائـ الفساد‪.‬‬
‫‪3‬ػ امتداد االختصاص المحمي لضباط الشرطة القضائية التابعيف لمديواف إلى كامؿ اإلقميـ‬
‫الوطني‪:‬‬
‫لـ تذكر المادة ‪ 16‬فقرة ‪ 07‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية( القانوف رقـ‪ :06‬ػ ‪22‬المؤرخ في‬
‫‪:20‬ديسمبر )‪2006‬جرائـ الفساد ضمف الجرائـ التي يمدد االختصاص المحمي لضباط‬
‫الشرطة القضائية حيث نصت عمى ما يمي " ‪ :‬غير أنو فيما يتعمؽ ببحث ومعاينة جرائـ‬
‫المخدرات والجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية والجرائـ الماسة بأنظمة المعالجة اآللية‬
‫لممعطيات وجرائـ تبييض األمواؿ واإلرىاب والجرائـ المتعمقة بالتشريع الخاص بالصرؼ ‪،‬‬
‫يمتد اختصاص ضباط الشرطة القضائية إلى كامؿ اإلقميـ الوطني"‪.‬‬
‫وقد تدارؾ المشرع األمر بعد أربع سنوات كاممة بالنص صراحة في المادة ‪ 24‬مكرر ‪01‬‬
‫الفقرة ‪ 03‬مف األمر رقـ‪ : 10‬ػ ‪ 05‬المتمـ لقانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو عمى امتداد‬
‫االختصاص المحمي لضباط الشرطة القضائية التابعيف لمديواف في جرائـ الفساد والجرائـ‬
‫‪2‬‬
‫المرتبطة بيا إلى كامؿ اإلقميـ الوطني‬
‫ثاينا‪ :‬كيفية سير عمل الديوان ‪:‬‬
‫إف بياف كيفيات عمؿ وسير الديواف أثناء ممارسة ميمة البحث والتحري عف‬
‫جرائـ الفساد يوجد ضمف الفصؿ الرابع مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ 11‬ػ ‪ ، 426‬حيث بينت‬

‫‪ -1‬جباري عبد المجيد ‪ ،‬دراسات قانونية في المادة الجزائية عمى ضوء أىـ التعديالت الجديدة ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪2012‬ص ‪71‬‬
‫‪ -2‬حاحة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪511. 512 .‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثر تنوع األجهزة الضبطية على سياسة مكافحة جرائم الفساد في الجزائر‬

‫المادة ‪ 191‬مف المرسوـ المذكور أف ضباط وأعواف الشرطة القضائية التابعيف لمديواف‬
‫المركزي لقمع الفساد يعمموف أثناء ممارسة مياميـ طبقا لمقواعد المنصوص عمييا في قانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية وأحكاـ القانوف الخاص بالوقاية مف الفساد ومكافحتو رقـ‪ : 06‬ػ ‪، 01‬‬
‫وىو تأكيد لما جاء في نص المادة ‪ 24‬مكرر ‪ 01‬الفقرة الثانية مف األمر رقـ‪: 10‬ػ ‪05‬‬
‫المتمـ لمقانوف رقـ‪ : 06‬ػ ‪ ، 01‬بقوليا " ‪ :‬يمارس ضباط الشرطة القضائية التابعيف لمديواف‬
‫مياميـ وفقا لقانوف اإلجراءات الجزائية وأحكاـ ىذا القانوف " وبالرجوع الى القانوف رقـ‪ : 06‬ػ‬
‫‪01‬المعدؿ والمتمـ فانو عمى ضباط وأعواف الشرطة القضائية التابعيف لمديواف المركزي لقمع‬
‫الفساد متى تبيف انعقاد االختصاص إلى إحدى المحاكـ ذات االختصاص الموسع( األقطاب‬
‫المتخصصة ) في جرائـ الفساد ‪ ،‬التقيد بجممة مف اإلجراءات الخاصة نصت عمييا المواد‬
‫‪2‬‬
‫‪ 05‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬وكذا المواد‬ ‫مف ‪ 40‬مكرر ‪ 01‬و المادة ‪ 40‬مكرر‬
‫مف ‪ 20‬إلى ‪ 22‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ 11‬ػ ‪ 426‬وذلؾ كما يمي‪:‬‬
‫تجدر اإلشارة أنو لضباط الشرطة القضائية التابعيف لمديواف المركزي لقمع الفساد الحؽ‬
‫في المجوء إلى استعماؿ كؿ الوسائؿ المنصوص عمييا في التشريع الساري المفعوؿ مف أجؿ‬
‫استجماع المعمومات المتعمقة بمياميـ ‪ ،‬كما يؤىؿ الديواف لالستعانة عند الضرورة بمساىمة‬
‫ضباط الشرطة القضائية أو أعواف الشرطة القضائية التابعيف لمصالح الشرطة القضائية‬
‫األخرى كما أشار المشرع إلى ضرورة التعاوف باستمرار في مصمحة العدالة بيف ضباط‬
‫وأعواف الشرطة القضائية التابعيف لمديواف المركزي لقمع الفساد ومصالح الشرطة القضائية‬
‫األخرى وىذا عندما يشاركوف في نفس التحقيؽ كما يتبادلوف الوسائؿ المشتركة الموضوعة‬
‫تحت تصرفيـ ويشيروف في إجراءاتيـ إلى المساىمة التي تمقاىا كؿ منيـ في سير التحقيؽ‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المواد ‪22 ،21 ،20 ، 19‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ‪ : 11‬ػ‪426.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬مكرر ‪01‬والمادة ‪ 40‬مكرر ‪05‬ؽ ا ج المضافة بموجب القانوف ‪ 04/14‬المؤرخ في‪:10/11/2004.‬‬
‫‪1 -3‬ػ حاحة عبد العالي ‪ ،‬المرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪: 511. 512‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫الفصل الثاني‬
‫تعدد صالحيات الضبطية القضائية ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬
‫سنتناوؿ في ىذا الفصؿ أىـ السمطات والصالحيات التي يتمتع بيا ضباط الشرطة‬
‫القضائية في مجاؿ مواجية جرائـ الفساد و أىميا عمى اإلطالؽ ىي أساليب التحري‬
‫الخاصة المستحدثة بموجب قانوف اإلجراءات الجزائية وقانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو ‪،‬‬
‫كما سنعالج في ىذا الفصؿ أيضا حجية المحاضر التي يعدىا ضباط الشرطة القضائية‬
‫بمناسبة جرائـ الفساد وقوتيا الثبوتية وفقا لمتفصيؿ التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫مدى فعالية أساليب التحري الخاصة المستحدثة في مواجهة الفساد‬
‫مف أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة بالجرائـ المنصوص عمييا في قانوف‬
‫‪06‬ػ ‪01‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو ‪ ،‬أجازت المادة ‪ 56‬منو المجوء إلى أساليب‬
‫تحر خاصة ‪ ،‬لـ يسبؽ النص عمييا في قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬التسميم المراقب‪:‬‬
‫ويمكف تعريفو بأنو " ‪ :‬اإلجراء الذي يسمح لشحنات غير مشروعة أو مشبوىة‬
‫بالخروج مف اإلقميـ الوطني أو المرور عبره أو دخولو بعمـ مف السمطة المختصة أو تحت‬
‫‪1‬‬
‫مراقبتيا بغية التحري عف جرـ ما وكشؼ ىوية الضالعيف في ارتكابو‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم مراقبة األشخاص وتتبع وجهة األموال واألشياء‬
‫لـ يقـ قانوف اإلجراءات الجزائية قبؿ تعديمو وال بعده بتحديد وحصر نطاؽ‬
‫المراقبة بمفيوميا اإلجرائي ‪ ،‬عمى الرغـ مف أف ىذا النوع مف األساليب قد مورس مف طرؼ‬
‫رجاؿ الضبطية القضائية دوف وجود ضمانات مقننة تقضي بسالمة اإلجراءات مف الناحية‬
‫القانونية‪.‬‬
‫ويالحظ أف المراقبة تدخؿ ضمف صمب مياـ رجاؿ الضبطية القضائية ‪ ،‬فيي‬
‫الطريقة األمثؿ لتتبع الفعؿ المجرـ ‪ ،‬كما يمكف مف خالليا الكشؼ عف مكنوف سر الحدث ‪،‬‬

‫‪ -1‬جباري عبد الحميد ‪ ،‬قراءة في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ‪ ،‬مجمة الفكر البرلماني ‪ ،‬مجمس األمة‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 15‬فيفري ‪ ،2007‬ص‪108 .‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫وبالتالي يستطيع إما أف يمقي بتمؾ التحريات جانبا إف لـ يرؽ الفعؿ لدرجة الجريمة ‪ ،‬واما أف‬
‫يستمر في إتباعيا لموصوؿ إلى الحقيقة‪ ،‬وىكذا فاف المراقبة تتمثؿ في مرحمة جمع‬
‫االستدالالت‪ ،‬إذ تدفع رجاؿ الضبطية القضائية نحو الربط بيف ما لديو مف معمومات وما‬
‫‪1‬‬
‫يستدلو منيا‬
‫فمراقبة األشخاص المشتبو بيـ الرتكابيـ جريمة مف جرائـ الفساد ‪ ،‬تعني مالحظتيـ‬
‫وتتبعيـ ووضعيـ تحت أعيف رجاؿ الضبطية القضائية لترصد تحركاتيـ وتنقالتيـ واألماكف‬
‫التي يترددوف عمييا واتصاالتيـ باألشخاص اآلخريف ‪ ،‬وتمتد إلى مراقبة نمط معيشتيـ اف‬
‫تطمب األمر ذلؾ لمعرفة أدؽ التفاصيؿ عف حياة ىؤالء األشخاص‪ ،‬وقد تأخذ ىذه المراقبة‬
‫صور وطرؽ مختمفة اما بمالحظة راجمة أو تكوف ثنائية عف طريؽ مراقبيف اثنيف ‪ ،‬وقد تأخذ‬
‫صورة أخرى باستعماؿ المركبات ‪،‬وىي ما يطمؽ عمييا المراقبة الراكبة ‪ .‬أما الطريقة الثالثة‬
‫فيي المراقبة الثابتة ‪ ،‬والتي تتـ مف خالؿ نقطة مالحظة ثابتة قد تكوف بناية أو محؿ مغمؽ‬
‫أو سطح منزؿ ‪ ،‬والتي تستعيف فييا الضبطية القضائية عادة بوسائؿ ومعدات متطورة‬
‫كنظارات الميداف ومنظار الميؿ المكبر يستطيع ضابط أو عوف الشرطة القضائية تحقيؽ‬
‫أفضؿ النتائج ويمجأ رجاؿ الضبطية القضائية في سبيؿ الكشؼ عف المنتميف إلى الشبكات‬
‫اإلجرامية الخاصة بجرائـ الفساد إلى ترصد حركة األمواؿ المشكوؾ في نزاىة أصحابيا‬
‫وتتبع وجيتيا ‪ ،‬فيـ يراقبوف دخوؿ وخروج األمواؿ بشكؿ دقيؽ مف والى البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية ػ تطبيقا لممادة ‪ 49‬ق ا ج ػكما تشمؿ المراقبة مراقبة األشياء التي قد تستعمؿ في‬
‫ارتكاب الجريمة ‪ ،‬وقد يسمح مؤقتا بمرور بعضيا بغية معرفة المستمـ والمستعمؿ األخير‬
‫ليذه األشياء ‪ ،‬بيدؼ ضبط الشبكات اإلجرامية والتعرؼ عمى مستويات التنظيـ فييا‬
‫والعناصر التي تشكميا‪ ،‬وطرؽ تزودىا والعناصر األجنبية التي قد تعمؿ معيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط صحة المراقبة‬
‫لمشروعية المراقبة ‪ ،‬وعدـ انقالبيا إلى إساءة الستعماؿ السمطة أو التعسؼ فييا أو‬
‫االنحراؼ بيا يجب توفر شروط لمباشرتيا ‪ ،‬واال خرجت عف غرضيا المشروع مف جية‬
‫وأدت إلى المساس بحريات األفراد وحقوقيـ المكفولة قانونا ‪ ،‬وأضحت مجرد عمؿ اعتباطي‬
‫تعسفي ال يسانده القانوف ‪ ،‬ويجب أف تيدؼ المراقبة الى غرض معيف حتى توصؼ‬

‫‪ -1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:34‬ػ‪35‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫بالشرعية أو القانونية فإذا خرجت عنو انقمبت إلى إساءة في استعماؿ السمطة أو االنحراؼ‬
‫بيا ‪ ،‬مما قد يعرض رجاؿ الضبطية القضائية في ىذه الحالة إلى المساءلة التأديبية‬
‫والجنائية‪.1‬‬
‫وتتمثؿ الشروط الواجب توفرىا في المراقبة حتى تبقى أسموبا قانونيا سميما فبما يمي‪:‬‬
‫‪1‬ػ بنائيا عمى أسباب جدية ‪ :‬وىو ما عبر عنو المشرع الجزائري في المادة ‪ 16‬مكرر ؽ ا‬
‫ج بكممة "‪:‬مبرر مقبوؿ " وىو ما يعني وجود أفعاؿ قد بدت منيا عناصر إجرامية ‪ ،‬وعميو‬
‫فال يجػػوز لضابط أو عوف الشرطة القضائية أف يمجأ الى مراقبة شخص أو عدة أشخاص‬
‫مثال لمجرد أسباب وىمية أو بغرض االنتقاـ أو التشفي منيـ واال أصبحت المراقبة غير‬
‫قانونية يترتب عنيا بطالنيا في حد ذاتيا وبطالف كؿ ما ترتب عنيا مف إجراءات ‪ ،‬ونشير‬
‫إلى أف تقدير جدية األسباب التي تقوـ عمييا المراقبة يعود إلى وكيؿ الجميورية المختص‬
‫إقميميا‪.‬‬
‫‪2‬ػ ارتباط المراقبة بالغرض المقصود منيا ‪ :‬يشترط لصحة المراقبة أف يكوف الغرض منيا‬
‫واضحا ومحددا ‪ ،‬فشرعيتيا كإجراء مقيد بالغرض الذي قررت ألجمو ‪ ،‬فال تحيد عنو وىو‬
‫يتمثؿ أساسا في الكشؼ عف نشاط إجرامي خطير ومنظـ يشكؿ إحدى الجرائـ الخاصة وىي‬
‫الجرائـ المنصوص عمييا عمى سبيؿ الحصر في المادة ‪ 16‬الفقرة األخيرة وكذا جرائـ الفساد‬
‫التي نص عمييا القانوف‪ 06‬ػ ‪01‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو‪.‬‬
‫‪3‬ػ وجوب إخطار وكيؿ الجميورية ‪:‬ال يمكف بأي حاؿ مف األحواؿ مباشرة عممية المراقبة‬
‫لألشخاص المشتبو فييـ أو مراقبة وجية أو نقؿ األشياء أو األمواؿ أو متحصالت مف‬
‫ارتكاب ىذه الجرائـ أو قد يستعمؿ في ارتكابيا إال بعد إخطار وكيؿ الجميورية المختص‬
‫اقميميا وعدـ معارضة ىذا األخير ويالحظ عمميا أف عممية اإلخطار تتـ عف طريؽ‬
‫المكالمات الياتفية ‪ ،‬وىذا ما يقمؿ مف الضمانات القانونية لحقوؽ األفراد وحرياتيـ األساسية‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:34‬ػ‪35‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ ‪ ،‬فاف المشرع لـ يرتب عف عدـ احتراـ ىذه الشروط أي جزاء أو‬
‫بطالف قانوني خاصة وأف المراقبة تعتبر إحدى اإلجراءات التي تمس حرية األفراد وحرية‬
‫مساكنيـ وكذلؾ حياتيـ الخاصة‪.1‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الترصد االلكتروني‪:‬‬
‫وىو الوسيمة الثانية الخاصة مف أساليب التحري المنصوص عمييا ضمف قانوف الوقاية مف‬
‫الفساد ومكافحتو ‪ ،‬وتتمثؿ في ترصد الرسائؿ االلكترونية واجراء فحوصات تقنية ليا ‪ ،‬وذلؾ‬
‫بغية الوصوؿ إلى مصدرىا ومعرفة صاحبيا ‪ ،‬وقد أشارت إليو المادة ‪ 56‬مف قانوف‪ 06‬ػ ‪01‬‬
‫دوف تعريفو ‪ ،‬وعمى العكس مف ذلؾ نجد المشرع الفرنسي ‪ ،‬وبموجب تعديمو لقانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية ‪ 19/12/1997‬أدرج ىذا األسموب الخاص بالتحري ووضح أف تطبيقو‬
‫يقضي المجوء إلى جياز إرساؿ يكوف غالبا سوار الكتروني يسمح بترصد حركات المعني‬
‫باألمر واألماكف التي يتردد عمييا لمكشؼ عف مقتضيات الجريمة ومعرفة الحقائؽ‬
‫واالستدالالت لمحد مف جرائـ الفساد ومكافحتيا ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬صور الترصد االلكتروني ‪:‬‬
‫نظ ار لمتطور الحاصؿ في الجريمة واستعماليا أحدث التقنيات مع بروز أصناؼ‬
‫جديدة مف الجرائـ تجاوزت حدود أكثر مف دولة ‪ ،‬فاف كاف الحاسوب اآللي وشبكة‬
‫االتصاالت استخدمت في الميداف االقتصادي ‪ ،‬وسيمت لمبشرية معامالتيا ‪ ،‬فانو بالمقابؿ‬
‫استخدمت ىذه األجيزة واختصرت مسافة ارتكاب الجرائـ ‪ ،‬خاصة جرائـ تبييض األمواؿ ‪،‬‬
‫مما فرض عمى المشرع الجزائري تحديث المنظومة القانونية بسف نصوص قانونية تضفي‬
‫الشرعية الالزمة عمى األساليب الخاصة التي يمجأ إلييا ضابط الشرطة القضائية ‪ ،‬حيث‬
‫أضاؼ فصال رابعا تحت عنواف اعتراض المراسالت وتسجيؿ األصوات والتقاط الصور ‪،‬‬
‫وفصال خامسا تحت عنواف التسرب ‪ ،‬حيث أجاز المشرع صراحة لرجاؿ الضبطية القضائية‬
‫مباشرة أعماؿ التصنت الياتفي ‪ ،‬التقاط الصور وتسجيؿ األصوات ‪.‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬ؽ ا ج بقوليا" ‪ :‬إذا اقتضت ضرورات التحري في الجريمة‬
‫المتمبس بيا أو التحقيؽ االبتدائي في جرائـ المخدرات أو الجريمة المنظمة العابرة لمحدود‬

‫‪1 -1‬ػ احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:34‬ػ‪35‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫الوطنية أو الجرائـ الماسة بأنشطة المعالجة اآللية لممعطيات أو جرائـ تبييض األمواؿ أو‬
‫اإلرىاب أو الجرائـ المتعمقة بالتشريع الخاص بالصرؼ وكذا جرائـ الفساد‪.1‬‬
‫ويجوز لوكيؿ الجميورية المختص أف يأذف بما يأتي ‪:‬‬
‫ػ اعتراض المراسالت التي تتـ عف طريؽ وسائؿ االتصاؿ السمكية والالسمكية‪.‬‬
‫ػ وضع الترتيبات التقنية دوف موافقة المعنييف مف أجؿ التقاط وتثبيت وبث وتسجيؿ الكالـ‬
‫المتفوه بو بصفة خاصة أو سرية مف طرؼ شخص أو عدة أشخاص في أماكف خاصة أو‬
‫‪2‬‬
‫عمومية أو التقاط صور لشخص أو عدة أشخاص يتواجدوف في مكاف خاص‬
‫أوال ‪ :‬مراقبة االتصاالت الهاتفية وتسجيمها ‪ :‬يعني تتبع المحادثة أو المكالمة ومعاينتيا‬
‫‪3‬‬
‫معاينة دقيقة ومالحظتيا ‪ ،‬فمراقبة االتصاؿ تعني بالضرورة التصنت عميو‬
‫فمراقبة الياتؼ تعني مف ناحية التصنت عمى المحادثة ‪ ،‬ومف ناحية أخرى تسجيميا بأجيزة‬
‫التسجيؿ ويكفي مباشرة احدى ىاتيف العمميتيف ( التصنت أو التسجيؿ لقياـ عممية المراقبة‬
‫‪).‬‬
‫فقد تتـ بمجرد التصنت ‪ ،‬وقد يقتصر عمى التسجيؿ الذي يسمع بعد ذلؾ ‪ ،‬ويظير مف ذلؾ‬
‫أف مراقبة أف مراقبة االتصاالت الياتفية تعني أكثر مف التصنت عمييا ‪ ،‬اذ يتـ تتبع‬
‫المكالمات والتصنت عمييا ثـ تسجيميا‪ ،‬وبالتالي فاف مراقبة االتصاالت الياتفية تعني مراقبة‬
‫الخطوط واإلشارات الياتفية وتسجيؿ المكالمات التي تتـ عف طريؽ الياتؼ والتي ليا عالقة‬
‫بواقعة إجرامية متحرى عنيا‪.‬‬
‫فالتصنت ىو االستماع س ار بوسيمة أيا كاف نوعيا الى كالـ لو صفة الخصوصية أو السرية‬
‫‪4‬‬
‫صادر مف شخص ما أو متبادؿ بيف شخصيف أو أكثر دوف رضا أي مف ىؤالء‬
‫وما نقصده مف التصنت ىو التصنت القضائي الذي يتـ بناء عمى اذف قضائي صادر عف‬
‫سمطة قضائية ‪ ،‬وييدؼ الى التحري عف جرائـ خطيرة ارتكبت مف طرؼ عصابات منظمة‬
‫يصعب الوصوؿ الييا باستعماؿ أساليب التحري التقميدية‪.‬‬
‫ويتخذ التصنت عمى االتصاالت صورتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:34‬ػ‪35‬‬


‫‪ -2‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:34‬ػ‪35‬‬
‫‪ -3‬آدـ عبد البديع ‪ ،‬الحؽ في حرمة الحياة الخاصة ‪ ،‬دار اليدى ‪ ،‬ص‪335.‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪358‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫‪1‬ـ التصنت المباشر ‪ :‬يكوف عف طريؽ ربط سمكي مباشر بالخط الياتفي المتجو نحو‬
‫المركز أيف توجد شبكة االتصاؿ في منزؿ المشتبو فيو أي الشخص المراقب ‪ ،‬اذ يتـ توصيؿ‬
‫السمؾ بسماعة الياتؼ وجياز تسجيؿ يتـ مف خالليا التصنت والتسجيؿ ‪ ،‬وتعد ىذه الطريقة‬
‫قديمة وليا عيوب ‪ ،‬حيث يمكف لمشخص المراقب اكتشافيا نظ ار لما يط أر عمى االتصاؿ مف‬
‫تشويش بسبب تدخؿ المتصنت‪.‬‬
‫وىناؾ أساليب أكثر تطو ار تستخدـ عف طريؽ شبكة ايشموف ‪ ،‬الذي يعد نظاما أوتوماتيكيا‬
‫لمتصنت عمى المكالمات ميما كانت وسيمة االتصاؿ ( ىاتؼ ػ فاكس ػ انترنيت ػ قمر‬
‫صناعي ) حيث تعمؿ بو بعض البمداف المتقدمة كالواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا ‪ ،‬كما‬
‫يمكف ليذا الجياز مراقبة أكثر مف مميوف خط ىاتفي في اليوـ ‪ ،‬وذلؾ باستخداـ نطاؽ‬
‫"الكممة المفتاح " اذ يبدأ ىذا الجياز بتسجيؿ المحادثات بمجرد ذكر الكممة التي سبؽ‬
‫تخزينيا في الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪2‬ـ التصنت غير المباشر ‪ :‬ويكوف ىذا النوع مف التصنت ال سمكيا ‪ ،‬اذ أنو يتـ دوف وجود‬
‫اتصاؿ سمكي بالخط الياتفي الموضوع تحت المراقبة ‪ ،‬ويتـ في ىذا الصدد استخداـ عدة‬
‫أجيزة جد متطورة في ىذا المجاؿ مثاؿ ‪ :‬جياز يسمى ‪ :‬ميكروػ ديركسيوناؿ وىي عمى درجة‬
‫كبيرة مف الحساسية اذ يمكف ليذه األجيزة التقاط وتسجيؿ المحادثات عمى مسافات بعيدة ‪.‬‬
‫وجياز آخر يسمى ‪ :‬ميكروػ كموز ‪ ،‬وىو عبارة عف جياز يأخذ شكؿ رصاصة تطمؽ مف‬
‫بندقية فتستقر في حائط المبنى المراد مراقبتو لمتصنت وارساؿ األحاديث التي تمتقط مف‬
‫داخؿ غرفة المبنى‪.‬‬
‫كما يوجد جياز آخر جد متطور يعمؿ باألشعة تحت الحمراء وذلؾ عف طريؽ االستعانة‬
‫بميكروفوف يعمؿ بأشعة الميزر ‪ 1‬ويشمؿ التسجيؿ الصوتي كوسيمة لمتحري عف الجرائـ عمى‬
‫الكالـ المتفوه بو بصفة خاصة أو سرية مف طرؼ شخص أو عدة أشخاص في أماكف‬
‫خاصة أو عمومية‪.2‬‬

‫‪ -1‬حسف المحمدي الجوادي ‪ ،‬الوسائؿ الحديثة في االثبات الجنائي ‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ، 2005‬ص‪67‬‬
‫‪ -2‬ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ ،‬الحماية الجنائية لحؽ االثبات في صورتو ‪ ،‬مجمة الدراسات القانونية ‪ ،‬العدد‪ ،:8‬جواف‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫وفي ىذا الصدد تجدر االشارة أف المشرع الجزائري في الفقرة الثانية مف المادة ‪ 65‬مكرر ‪05‬‬
‫مف ؽ ا ج اتخذ طبيعة الكالـ كمعيار الجراء عممية التصنت اذ أنو لـ يولي االىتماـ‬
‫لطبيعة المكاف الذي يجري فيو الحديث ‪ ،‬فيو يسوي بيف المكاف العمومي والمكاف الخاص ‪،‬‬
‫فال تيـ طبيعة المكاف بقدر ما تيـ خصوصية الحديث وسريتو ‪ ،‬عمى خالؼ التقاط الصور‬
‫فانو اتخذ طبيعة المكاف كمعيار‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التقاط الصور ‪:‬مف التقنيات التي استحدثيا المشرع الجزائري في البحث والتحري عف‬
‫الجرائـ الخاصة ‪ ،‬أسموب التصوير بمختمؼ أنواعو ‪ ،‬وقد عبر عنو في نص المادة ‪65‬‬
‫مكرر ‪09‬ؽ ا ج بكممة " االلتقاط " ‪ ،‬وقد ظيرت الكاميرات الخفية واستخدمت لمراقبة‬
‫أشخاص مشتبو فييـ بارتكاب جرائـ معينة منذ وقت طويؿ بغرض استخداـ محتويات الفيمـ‬
‫كمادة إثبات في المحاكـ أو في سبيؿ اتخاذ إجراءات وقائية لضبط المجرميف ‪ ،‬وقد أصبح‬
‫استخداـ ىذه الكاميرات سواء أكانت خفية أو عمنية أم ار مألوفا في المؤسسات الحساسة ال‬
‫سيما البنوؾ والمصارؼ بسبب تزايد عمميات السطو‪.‬‬
‫اف ىذا النوع مف المراقبة االلكترونية يسمى بالمراقبة البصرية التي تتـ مف خالؿ كاميرات‬
‫وأجيزة خاصة تمتقط الصور والصوت لوضعية شخص أو عدة أشخاص عمى الحالة التي‬
‫كانوا عمييا ‪ ،‬وىي عبارة عف‬
‫معاينة مادية مرئية لحالة شخص أو عدة أشخاص عمى الوضعية التي كانوا عمييا وقت‬
‫التصوير وىي تربط الزماف والمكاف واألشخاص في وقت واحد وقد تصؿ الى الدليؿ المادي‬
‫لمجريمة وتبياف محيطيا‪.‬‬
‫وقد سمح التطور العممي بالحصوؿ عمى صور األشخاص مف مسافات بعيدة باستخداـ نوع‬
‫مف الكاميرات تسمى ‪ :‬كامي ار سينيمات وغرافيؾ مزودة بجياز تمسكوبي ‪ ،‬حيث يتـ وضعيا‬
‫‪1‬‬
‫في مكاف مالئـ ثابت أو عمى وسائؿ متحركة كالتي تستخدـ عمى طائرات صغيرة الحجـ‬
‫كما أف ىناؾ أجيزة تصوير تعمؿ باألشعة تحت الحمراء التي تبيح اقتحاـ المجاؿ‬
‫الشخصي لمفرد ليال بقدرتيا عمى التقاط صور دقيقة تحت جنح الظالـ ‪ ،‬وأجيزة أخرى كذلؾ‬
‫لتسجيؿ الصورة مسماة ‪:‬مانيطوسكوب التي أفرزتيا تكنولوجيا االلكترونيات‪.‬‬

‫‪1 -1‬ػ ىشاـ محمد فريد رستـ ‪ ،‬الحماية الجنائية لحؽ االثبات في صورتو ‪ ،‬مجمة الدراسات القانونية ‪ ،‬العدد‪ ،:8‬جواف‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫وتستخدـ ىذه األجيزة ذات الحجـ الصغير لنقؿ الصورة والصوت بشكؿ ال يمفت انتباه‬
‫الشخص المراقب فشريط العدسة التي تقوـ بالتصوير مزود بميكروفونات أو ىواتؼ نقالة‬
‫تمكف الراصد أي ضابط الشرطة القضائية بأف يسمع ويردد كؿ ما يدور في حياة المشتبو فيو‬
‫المراقب عمى مدار الساعة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط واجراءات الترصد االلكتروني‪:‬‬
‫اف أسموب اعتراض المراسالت ‪ ،‬تسجيؿ األصوات والتقاط الصور يشكؿ‬
‫انتياكا صارخا لحرمة الحياة الخاصة لألشخاص بنص المادة ‪ 39‬مف الدستور بقوليا " ‪ :‬ال‬
‫يجوز انتياؾ حرمة حياة المواطف الخاصة ‪ ،‬وحرمة شرفو يحمييا القانوف ‪ ،‬وسرية‬
‫المراسالت واالتصاالت الخاصة بكؿ أشكاليا مضمونة‪" .‬‬
‫كما أضفى المشرع الجزائري عمى ىذا الحؽ حماية جزائية بموجب أحكاـ المادة ‪ 303‬مكرر‬
‫مف قانوف العقوبات ‪ ،‬وعمى الرغـ مف ذلؾ ‪ ،‬فاف ضماف حرية الحياة الخاصة لممواطف‬
‫وسرية مراسالتو ومختمؼ أشكاؿ االتصاالت ليس ضمانا مطمقا ‪ ،‬بؿ إف األمر فيو نوع مف‬
‫النسبية تفرضيا ضرورة المصمحة العامة التي تقتضي ترجيح مصمحة المجتمع عمى مصمحة‬
‫الفرد كما أف صعوبة وتعقيدات الجماعات اإلجرامية دعت إلى ضرورة المجوء إلى ىذه‬
‫األساليب الخاصة مف خالؿ متابعة ومالحقة الجرائـ الخطيرة ‪ ،‬وإلحداث التوازف بيف مصمحة‬
‫الفرد ومصمحة المجتمع ‪ ،‬فقد حرص المشرع الجزائري عمى توافر جممة مف الشروط لمباشرة‬
‫ىذا األسموب كما أحاطو بسمسمة مف اإلجراءات‪.‬‬
‫أوال‪:‬شروط الترصد االلكتروني ‪:‬نظ ار لمحساسية التي يعرفيا أسموب اعتراض المراسالت ‪،‬‬
‫تسجيؿ المكالمات ‪ ،‬التقاط الصور لمساسو بحرية األفراد وحرمة حياتيـ الخاصة ‪ ،‬فقد وضع‬
‫المشرع الجزائري جممة مف القيود والشروط لممارسة إحدى الصور السالفة الذكر‪.1‬‬
‫وتتمثؿ ىذه الشروط فيما يمي‪:‬‬
‫‪1‬ػ مباشرة ىذا األسموب مف طرؼ ضابط الشرطة القضائية دوف غيره ‪ :‬بمعنى أنو ال يمكف‬
‫ممارسة ىذا األسموب اال مف طرؼ ضابط شرطة قضائية دوف غيره مف رجاؿ الضبطية‬
‫القضائية ‪ ،‬وىذا الشرط يستشؼ مف نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 08‬ؽ ا ج بقوليا ‪: "...‬أو‬

‫‪ -1‬ػ نصر الديف ىنوني ‪ ،‬داريف يقدح ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:80.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫ضابط الشرطة القضائية الذي أذف لو " وكذلؾ نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 09‬ؽ ا ج بقوليا "‪:‬‬
‫يحرر ضابط الشرطة القضائية المأذوف لػو أو المناب مف طرؼ القاضي المختص محض ار‬
‫عف كؿ عممية اعتراض"‬
‫معنى ذلؾ أف المشرع الجزائري استثنى أعواف الضبطية القضائية مف ممارسة ىذا األسموب‬
‫أي اعتراض المراسالت والتسجيؿ والتقاط الصور ‪ ،‬وىذا لخطورة اإلجراء وما يمثمو مف‬
‫مساس بحرية وحرمة األفراد الخاصة‪.‬‬
‫‪2‬ػ استخدامو في جرائـ محددة عمى سبيؿ الحصر ‪ :‬ال يجوز استخداـ ىذا األسموب سوى‬
‫لمتحري عف الجرائـ الواردة عمى سبيؿ الحصر في نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬ؽ ا ج دوف‬
‫غيرىا مف الجرائـ ميما كانت خطورتيا ‪ ،‬ويتعمؽ األمر بجرائـ المخدرات ػ الجريمة المنظمة‬
‫العابرة لمحدود ػ الجرائـ الماسة بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات ػ جرائـ تبييض األمواؿ‬
‫اإلرىاب ػ الجرائـ المتعمقة بالتشريع الخاص بالصرؼ ػ وكذا جرائـ الفساد‪.‬‬
‫يبقى أف نشير ػ وحسب رأينا طبعا ػ أف المشرع الجزائري لـ يشر الى جرائـ الفساد في المادة‬
‫‪16‬ؽ ا ج الفقرة األخيرة سيوا منو ولـ يدرجيا ضمف الجرائـ التي تجوز فييا مراقبة‬
‫األشخاص واألمواؿ واألشياء أي المراقبة العادية‪.‬‬
‫‪3‬ػ الحصوؿ عمى اذف مكتوب ‪ :‬ربطت المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬ؽ ا ج مباشرة أسموب اعتراض‬
‫المراسالت السمكية والالسمكية ‪ ،‬عمى ضرورة الحصوؿ عمى إذف مكتوب مف وكيؿ‬
‫الجميورية المختص أو قاضي التحقيؽ‪ ،‬وأف يتـ التنفيذ تحت مراقبتيما المباشرة والدائمة ‪،‬‬
‫ىذا ويجب أف يتضمف اإلذف البيانات التالية‪:‬‬
‫ػ ذكر العناصر التي تسمح بالتعرؼ عمى األماكف المطموب إجراء األسموب فييا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ػ تحديد األماكف المقصودة سواء أكانت سكنية أو غيرىا‬
‫ػ ذكر الجريمة التي تبرر المجوء إلى ىذا األسموب‪.‬‬
‫ػ تحديد المدة في اإلذف والتي ال يمكف أف تتجاوز أربعة أشير قابمة لمتجديد ضمف نفس‬
‫الشروط الشكمية والزمنية ( المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 07‬ؽ ا ج) ‪ ،‬وذلؾ بتحديد تاريخ العممية‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني ‪ ،‬داريف يقدح ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:80‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫ونيايتيا ‪ ،‬والمالحظ أف المشرع الجزائري لـ يتطرؽ إلى مسألة ضرورة إيداع نسخة مف‬
‫اإلذف في ممؼ اإلجراءات ولـ يشترط أف يكوف اإلذف مسببا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الترصد االلكتروني ‪:‬ال يشترط لتنفيذ اإلذف باعتراض المراسالت أو تسجيؿ‬
‫األصوات أو التقاط الصور عمـ ورضا األشخاص الذيف ليـ حؽ عمى األماكف السكنية أو‬
‫غير السكنية التي تجرى فييا أحد ىذه األساليب السالفة الذكر ‪ ،‬وذلؾ طبقا لنص المادة ‪65‬‬
‫مكرر ‪ 05‬ؽ ا ج‪.‬‬
‫فبعد حصوؿ ضابط الشرطة القضائية المأذوف لو أو المناب في إطار عمميات‬
‫االعتراض التسجيؿ والتقاط الصور وفؽ الشروط السابقة الذكر ‪ ،‬يقوـ بتنفيذ العممية وفؽ‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تسخير األعواف المؤىميف لدى مصمحة عمومية أو خاصة ‪:‬لمتكفؿ بالجوانب التقنية‬
‫أعطى المشرع الجزائري لضباط الشرطة القضائية صالحية تسخير األعواف العامميف‬
‫بالمصالح والييئات المتخصصة في مجاؿ االتصاالت السمكية والالسمكية ‪ ،‬سواء أكانت‬
‫تابعة لمقطاع العاـ أو الخػاص مثاؿ ‪ :‬المتعامؿ جيزي أو نجمة ‪ ،‬ويكمؼ العوف بتنفيذ ما ورد‬
‫في مقرر التسخيرة ‪ ،‬فيي تسمح بالدخوؿ الى المحالت السكنية أو غيرىا ‪ ،‬حتى خارج‬
‫المواعيد المقررة في المادة ‪ 47‬مف ؽ ا ج والمتعمقة بعدـ المساس بالسر الميني ‪ ،‬فيمتزـ‬
‫العوف المسخر بحفظ األسرار سواء المتعمقة بالجوانب التقنية أو تمؾ التي اكتشفيا أو عاينيا‬
‫أثناء القياـ بالعممية تحت طائمة الجزاء المقرر في قانوف العقوبات‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وضع الترتيبات التقنية ‪ :‬تندرج التسخيرة المشار الييا آنفا في اطار وضع الترتيبات‬
‫التقنية العتراض المراسالت ‪ ،‬ألف تنفيذىا يتطمب تدخؿ أشخاص مختصيف في المجاؿ‬
‫التقني وتتمثؿ أىـ الترتيبات التقنية مثال في توفير وتركيب وتشغيؿ التجييزات الخاصة‬
‫بمراقبة المحادثات أو اعتراضيا ‪(1).‬‬
‫يمتد وضع الترتيبات التقنية الى مجاالت‪:‬‬
‫الشبكة الياتفية الخطية الثابتة‪.‬‬
‫الشبكة الياتفية الخموية‪.‬‬
‫شبكة الفاكس‪.‬‬
‫المراسالت الراديو كيربائية عبر الموجات اليرتزية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫ويتـ وضع الترتيبات التقنية في المحالت السكنية أو غيرىا دوف عمـ أو رضا أصحاب تمؾ‬
‫األماكف وىذا ما أكده المشرع الجزائري في المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬ؽ ا ج‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬تحرير محاضر عف العممية ‪ :‬يمزـ ضابط الشرطة القضائية بتحرير محضريف أحدىما‬
‫يتضمف الجوانب القانونية واآلخر يتضمف الجوانب التقنية لمعممية ‪ ،‬فاألوؿ يتعمؽ بالمعمومات‬
‫المطموب تسجيميا مف خالؿ عممية االعتراض أماكف التسجيؿ ‪ ،‬تاريخ بداية ونياية التسجيؿ‬
‫‪ ،‬أما المحضر الثاني فيتعمؽ بالجوانب التقنية وذلؾ مف خالؿ تحديد الحالة أو الجياز‬
‫المستعمميف ‪ ،‬العوف المسخر لمقياـ بالعممية تحديد المكاف الذي يتـ تثبيت الجياز فيو أو‬
‫المكاف الذي يتـ التقاط الصور منو‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬نسخ ووصؼ وترجمة التسجيالت ‪ :‬يشير نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 10‬الى مػا يمي " ‪:‬‬
‫يصؼ أو ينسخ ضابط الشرطة القضائية المأذوف لو أو المناب الم ارسػالت أو الصور أو‬
‫المحادثات المسجمة والمفيدة في إظيار الحقيقة في ـ حضر يودع بالممؼ "‪ .‬وتجدر اإلشارة‬
‫الى أف تقدير حجية ىذه المحاضر المتضمنة أدلة مادية ‪ ،‬يجدر بنا الرجوع الى المادة ‪212‬‬
‫ؽ ا ج ‪ ،‬والتي اعترفت لممحاضر بقوة اإلثبات اذا كانت صحيحة في شكميا وتدخؿ في‬
‫إطار وظيفة محررىا وتضمنت ما سمعو أو عاينو بنفسو ‪ ،‬وأضافت المادة ‪ 218‬ؽ ا ج‬
‫عمى أف المواد التي تحرر بشأنيا محاضر‪ ،‬ليا حجيتيا الى أف يطعف فييا بالتزوير ‪ ،‬وىو‬
‫اعتراؼ مف المشرع عمى األخذ بالمعاينات المادية الواردة في محاضر الضبطية القضائية‬
‫باعتبارىا دليال ما لـ يطعف فييا بالتزوير‪:1‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬التسرب‬
‫سنتناوؿ في ىذا المطمب الذي خصصناه لمتسرب أو االختراؽ كما يسميو بعض الفقو‬
‫الى مفيوـ التسرب وشروطو ثـ الحماية القانونية لمعنصر المتسرب‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم التسرب وشروط مباشرته‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التسرب‬
‫إف التطور التكنولوجي الذي عرفو العالـ في شتى المياديف جعؿ الجريمة تعرؼ صو ار‬
‫مختمفة ومتجددة وأصبحت عمى رأس قائمة اىتمامات صناع القرار عمى المستوى الوطني‬
‫اإلقميمي والدولي ‪ ،‬ألف غياب األمف يؤرؽ طمأنينة المجتمعات ويؤثر عمى نموىا االقتصادي‬

‫‪1 -1‬ػ نصر الديف ىنوني ‪ ،‬داريف يقدح ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:80.‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫مما جعؿ المنظمات الدولية وفي مقدمتيا األمـ المتحدة تسعى مف خالؿ برامجيا الى‬
‫التصدي لمجريمة بشتى أنواعيا ‪ ،‬خاصة وأف األنماط الحديثة لمجرائـ تتـ عمى درجة عالية‬
‫مف السرية والتخطيط المحكـ ‪ ،‬كما أف منفذييا عمى درجة عالية مف التكويف والكفاءة والحذر‬
‫‪ ،‬مما يجعميـ بعيديف عف الشبيات وعف المتابعة ‪ ،‬في ىذا الصدد نصت المادة )*(‪ 20‬مف‬
‫اتفاقية األمـ المتحدة المتعمقة بمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية عمى أساليب‬
‫التحري الخاصة بعبارة " األعماؿ المستترة‪".‬‬
‫وقد نظـ المشرع الجزائري بموجب القانوف رقـ‪ :06‬ػ ‪22‬المؤرخ في ‪ : 20‬ديسمبر ‪2006‬‬
‫المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية في الباب الثاني مف الفصؿ الخامس في المواد ‪65‬‬
‫مكرر ‪ 11‬الى غاية ‪ 65‬مكرر ‪ 18‬التي أجاز بمقتضاىا لضباط الشرطة القضائية وأعوانيـ‬
‫القياـ بعممية التسرب اذا دعت مقتضيات التحقيؽ لذلؾ‪.1‬‬
‫وقد ورد النص عمى ىذا األسموب في قانوف مكافحة الفساد رقـ‪ : 06‬ػ ‪01‬اذ نصت‬
‫المادة ‪ 56‬منو عمى أنو" مف أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة بالجرائـ المنصوص عمييا في‬
‫ىذا القانوف ‪ ،‬يمكف المجوء الى التسميـ المراقب أو اتباع أساليب تحر خاصة كالترصد‬
‫االلكتروني واالختراؽ عمى النحو المناسب وباذف مف السمطة القضائية المختصة" ‪ ،‬لكف‬
‫المشرع لـ يبيف المقصود باالختراؽ وال كيفيات المجوء اليو ومباشرتو مما جعؿ ىذا النص‬
‫جامدا الى غاية تعديؿ قانوف االجراءات الجزائية بموجب قانوف‪ 06‬ػ ‪22‬المؤرخ في ‪:‬‬
‫‪ ،20/12/2006‬أيف تـ تحديد مفيوـ التسرب في المواد ‪ 65‬مكرر ‪ 11‬الى ‪ 18‬منو ‪ ،‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫عرفتو المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 12‬فقرة ‪ 1‬ؽ ا ج التسرب‬
‫بقوليا "‪ :‬يقصد بالتسرب قياـ ضابط أو عوف الشرطة القضائية تحت مسؤولية ضابط‬
‫الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ العممية وبمراقبة األشخاص المشتبو في ارتكابيـ جناية أو‬
‫جنحة بإيياميـ أنو فاعؿ معيـ أو شريؾ ليـ أو خاؼ"‬
‫فالتسرب ىو إجراء يقوـ بو ضابط الشرطة القضائية أو أحد أعوانو تحت مسؤولية‬
‫الضابط بوىـ األشخاص المشتبو في ارتكابيـ لجريمة مف الجرائـ التي تعتبر جناية أو جنحة‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 20‬مف اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬نصر الديف ىنوني ‪ ،‬داريف يقدح ‪ ،‬مرجع سابؽ ص‪:80.‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫بأنو واحد منيـ ليتمكف مف مراقبتيـ قصد الكشؼ عف مالبسات ىذه الجريمة واإلحاطة‬
‫‪1‬‬
‫بمرتكبييا‬
‫ثانيا‪ :‬شروط مباشرة التسرب ‪ :‬نظ ار لحداثة أسموب التسرب ومساسو بالحياة الخاصة‬
‫لألفراد ‪ ،‬فاف المشرع الجزائري قد أحاطو بجممة مف الشروط واالجراءات القانونية الواجب‬
‫توافرىا الضفاء طابع الشرعية عمى العممية ‪ ،‬كما أحاطو بضمانات قانونية لتسييؿ مياـ‬
‫القائميف بو لبموغ أىدافيـ ‪ ،‬وىذا مف خالؿ احتراـ الشروط المنصوص عمييا في المادة ‪65‬‬
‫مكرر ‪ 15‬من ق ا ج‪.‬‬
‫أوال ‪:‬مباشرة التسرب مف طرؼ ضباط أو أعواف الشرطة القضائية( المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 12‬ق‬
‫ا ج‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الحصوؿ عمى االذف و ىو محرر رسمي صادر مف جية مختصة متمثمة اما مف‬
‫وكيؿ الجميورية أو قاضي التحقيؽ حسب األحواؿ مسمـ الى جية مختصة متمثمة في‬
‫ضباط أو أعواف الشرطة القضائية ويجب أف يتضمف االذف بالتسرب الشروط والبيانات‬
‫الشكمية اآلتية تحت طائمة البطالف‪.‬‬
‫‪1‬ػ أف يكوف اإلذف مسببا ‪ :‬يجب أف يكوف االذف بالتسرب الصادر مف طرؼ وكيؿ‬
‫الجميورية أو قاضي التحقيؽ متضمنا لألسباب الداعية التخاذه ‪ ،‬كأف يكوف تحديد الجناة‬
‫وضبطيـ أصبح مستحيال أو عمى األقؿ يصعب الوصوؿ الييـ بأساليب التحري التقميدية ‪.‬‬
‫كما يجب أف تكوف ىذه األسباب مبنية عمى تحريات جدية ‪ ،‬ويخضع تقدير جدية التحريات‬
‫الى وكيؿ الجميورية أو الى قاضي التحقيؽ‪.‬‬
‫‪2‬ػ أف يكوف االذف مكتوبا ‪ :‬اذ أف التدويف خير وسيمة الثبات حصوؿ االجراء ‪ ،‬والظرؼ‬
‫‪2‬‬
‫الذي اتخذ فيو واألثر الذي ترتب عنو‬
‫‪3‬ػ أف يذكر في اإلذف الجريمة التي تبرر المجوء الى ىذا األسموب ‪ :‬فال يتـ المجوء الى ىذا‬
‫األسموب اال لمتحري عف الجرائـ المحددة عمى سبيؿ الحصر في المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬مف‬
‫ؽ ا ج السابؽ ذكرىا‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -2‬انظر صالح الديف جماؿ الديف ‪ ،‬الطعف في إجراءات التحري واجراءات الضبط ‪،‬دوف دار ومكا وسنة نشر‪ ،‬ص‪:67.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫‪4‬ػ أف يحدد في اإلذف ىوية ضابط الشرطة القضائية المنسؽ لمعممية ‪ :‬وىو الضابط الذي‬
‫تتـ عممية التسرب تحت مسؤوليتو ويشرؼ عمى تنفيذىا( االسـ ػ المقب ػ الرتبة ػ المصمحة‬
‫التابع ليا‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬تحديد المدة الزمنية حسب نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 15‬مف ؽ ا ج يجب أف ال تتجاوز‬
‫ميمة ميمة التسرب مدة أربعة أشير يتـ تمديدىا طبقا لمقتضيات التحري أو التحقيؽ بنفس‬
‫الشروط الشكمية والموضوعية‪ ،‬وذلؾ بتحديد دقيؽ لتاريخ بداية التسرب ونيايتو نظ ار لما‬
‫يقتضيو ىذيف التاريخيف مف أىمية بالنظر لصحة اإلجراءات‪ ،‬وينتيي التسرب بنفس‬
‫األوضاع والشكميات المقررة لمباشرتو وذلؾ بموجب أمر صادر عف وكيؿ الجميورية أو‬
‫قاضي التحقيؽ حتى قبؿ انتياء المدة في اإلذف بالتسرب مع مراعاة االستثناء الذي أوردتو‬
‫المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 17‬الذي يقتضي إمكانية تجديد االذف بالتسرب لمدة أربعة أشير أخرى‬
‫اذا لـ يتمكف العوف المتسرب مف توقيؼ نشاطو في ظروؼ تضمف أمنو وسالمتو وفي كؿ‬
‫األحواؿ‪ ،‬ولصحة اإلجراءات يجب أف تودع نسخة مف االذف بالتسرب في ممؼ اإلجراءات‬
‫بعد االنتياء منيا ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الحماية القانونية لممتسرب‪:‬‬
‫باعتبار عممية التسرب عممية منسقة ومنظمة تيدؼ الى مراقبة أشخاص مشتبو في ارتكابيـ‬
‫لجرائـ محددة قانونا في المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬مف ؽ ا ج ‪ ،‬غير أنيا تعد في ذات الوقت‬
‫خطيرة عمى حياة منفذىا وعائمتو ‪ ،‬وحتى ال يكتشؼ أمره ‪ ،‬أجاز لو المشرع القياـ ببعض‬
‫األعماؿ اإلجرامية حتى يكسب ثقة التنظيـ اإلجرامي سواء بصورة المشاركة أو المساىمة أو‬
‫اإلخفاء ‪ ،‬فكميا أفعاؿ يجرميا القانوف ويعاقب عمييا ‪ ،‬غير أف المشرع الجزائري لتذليؿ‬
‫العقبات المادية والقانونية أجاز لمعنصر المتسرب القياـ ببعض األفعاؿ المحددة في نص‬
‫المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 14‬مف ؽ ا ج دوف أف يكوف مسؤوال جزائيا عنيا ‪ .‬كما ألزمو باستعماؿ‬
‫ىوية مستعارة غير ىويتو الحقيقية ‪ ،‬إضافة الى ذلؾ فقد جرـ كؿ فعؿ يؤدي لمكشؼ عف‬
‫اليوية الحقيقية لمعنصر‪ 1‬المتسرب وعاقب عمى ذلؾ بعقوبة الجنحة المشددة‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر صالح الديف جماؿ الديف ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪:67.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫أوال‪ :‬األفعال المبررة لمعنصر المتسرب ‪ :‬وىي األفعاؿ التي أذف القانوف بارتكابيا مف طرؼ‬
‫العنصر المتسرب وىي ال تخرج عف ثالثة أفعاؿ أساسية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أفعاؿ المساىمة الجنائية ‪ :‬ىي األفعاؿ المنصوص عمييا بنص المادة ‪ 41‬مف قانوف‬
‫العقوبات والتي تقتضي تضافر نشاط عدة جناة مف أجؿ تحقيؽ نتيجة إجرامية واحدة ‪ ،‬ومف‬
‫بينيـ نشاط العنصر المتسرب الذي يوىـ المشتبو فييـ بأنو فاعؿ معيـ ‪ ،‬يحتؿ مرك از مباش ار‬
‫في تنفيذ العمؿ االجرامي ‪ ،‬وىنا ال بد أف نقؼ عند مسألة جد ميمة أثارت جدال كبي ار ‪،‬‬
‫وىي مسألة التحريض ‪ ،‬اذ ال بد أف نميز بيف مف يقوـ بايياـ غيره وبيف مف يحرضيـ‪.‬‬
‫حيث نكوف أماـ تحريض يوليسي عندما يكوف ذىف المشتبو فيو خاليا مف القياـ بأفعاؿ‬
‫اجرامية ويكوف ىو بريئا مف التفكير فييا ‪ ،‬ثـ يقوـ ضابط الشرطة القضائية أو العوف بدفعو‬
‫دفعا الى ارتكابيا وتتأثر ارادتو بيذا التحريض فيقوـ باقترافيا كنتيجة مباشرة ليذا التحريض‬
‫وحده ‪ ،‬أما اذا كانت الجريمة ثمرة تفكير المتيـ وحده ونتاج الرادتو الحرة ويقتصر دور‬
‫ضابط أو عوف الشرطة القضائية عمى تسييؿ االجراءات المؤدية الى وقوع الجريمة بعدما‬
‫‪1‬‬
‫كانت قد اختمرت في ذىف المتيـ وتمت بارادتو فعال فانيا ال تكوف جريمة تحريضية‬
‫أما االيياـ فيو مسايرة المشتبو فيو في مسمكو االجرامي حتى يضبط ويداه في الجرـ ‪،‬‬
‫وىذا مشروع ألنو ال يبدو فيو تدبير مف المتسرب أو دفعا لو لمقياـ بالجريمة ‪ ،‬وىذا النوع مف‬
‫االيياـ ىو تحريض لمحصوؿ عمى دليؿ وليس تحريضا عمى الجريمة نفسيا ‪ ،‬فيو ال يوجو‬
‫ألفراد ليس لدييـ أدنى فكرة عف الجريمة ولـ تتجو نيتيـ الى ارتكاب الجريمة )‪2 (2‬ىذا مف‬
‫جية ومف جية أخرى فاف العممية تمارس باذف رجاؿ القضاء وتحت اشرافيـ ‪ ،‬وعميو فال‬
‫يطرح أي اشكاؿ في ىذه المسألة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أفعاؿ المساعدة ‪ :‬وىي األفعاؿ المحددة في نص المادة ‪ 42‬مف قانوف العقوبات ‪،‬‬
‫والتي تقضي معاونة الفاعؿ أو الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أو المسيمة أو‬
‫‪3‬‬
‫المنفذة لمجريمة مع عممو بذلؾ ‪(3).‬‬

‫‪ -1‬انظر صالح الديف جماؿ الديف مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪:67.‬‬


‫‪ -2‬عبد العالي حواشي ‪ ،‬ضوابط التحري واالستدالؿ في العقد االسالمي والقانوف الوضعي ‪ ،‬دار الجامعة لمنشر ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2006 ،‬ص‪: 212 .‬‬
‫‪3 -3‬ػ أحسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪: 38 .‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫وكؿ ما ينطوي في حكـ أفعاؿ المساعدة كاالعتياد عمى تقديـ سكف أو ممجأ أو مكاف‬
‫لالجتماع لواحد أو أكثر مف األشرار الذيف يمارسوف المصوصية أو العنؼ ضد أمف الدولة‬
‫أو األمف العاـ أو ضد األشخاص أو ممتمكاتيـ مع عممو بسموكيـ االجرامي ‪ .‬وعميو‬
‫فالمتسرب في صورة الشريؾ يقوـ بايياـ المشتبو فييـ مف خالؿ قيامو باألعماؿ التحضيرية‬
‫المستعممة أو المساعدة أو المنفذة ليذه الجرائـ أو تقديـ مسكف أو ممجأ ومسايرتيـ في‬
‫السموؾ االجرامي الى حيف االيقاع بيـ متمبسيف بجرميـ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أفعاؿ االخفاء ‪ :‬وىي األفعاؿ المنصوص عمييا في المادة ‪ 387‬مف قانوف العقوبات‬
‫والتي تقتضي اما أفعاؿ السيطرة المادية أو السيطرة القانونية أو االحتجاز المادي لمشيئ‬
‫المتحصؿ عميو مف جناية أو جنحة مع عممو بذلؾ‪.‬‬
‫وىي تمؾ األعماؿ التي يقوـ بيا المتسرب مف خالؿ ايياـ مرتكبي الجرائـ السالفة‬
‫الذكر بأنو واحد منيـ مف خالؿ اخفائو لألشياء التي تـ الحصوؿ عمييا مف خالؿ ارتكاب‬
‫ىذه الجرائـ سواء كميا أو جزئيا ‪،‬لذلؾ فاألفعاؿ التي توكؿ لممتسرب ال تخرج عف أفعاؿ‬
‫المساىمة والمساعدة واالخفاء ‪ ،‬ويمنع عميو فقط أفعاؿ التحريض بالوسائؿ المحددة في‬
‫المادة ‪ 41‬ؽ ع ج‪.‬‬
‫ومف أجؿ ذلؾ أجاز لو المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 05‬ؽ ا ج عند الضرورة‬
‫القياـ باألفعاؿ التالية ‪ :‬اقتناء أو حيازة أو نقؿ أو تسميـ أو اعطاء مواد أو منتوجات أو‬
‫وثائؽ أو معمومات متحصؿ عمييا مف ارتكاب الجرائـ أو مستعممة في ارتكابيا‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة الى أف األشخاص المسخريف لذلؾ يقصد بيـ المرشدوف أو المخبروف السريوف‬
‫الذيف يشكموف إحدى مصادر التحري والبحث في الجرائـ التي ترتكب مف طرؼ المجرميف‬
‫الخطريف ‪ ،‬وفي إطار ذلؾ تنص المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 13‬و ‪ 65‬مكرر ‪ 14‬ؽ ا ج عمى فئة‬
‫المسخريف ‪ ،‬ويعرؼ المسخر بكؿ شخص يراه ضابط الشرطة القضائية القائـ بتنسيؽ عممية‬
‫التسرب مفيدا في انجاز العممية ‪ ،‬بحيث يممؾ الميارات والخبرات والمؤىالت التي تساىـ في‬
‫انجاح العممية ‪ ،‬فالمسخر ال يباشر عممية التسرب منذ بدايتيا حتى نيايتيا وانما يساىـ في‬
‫إنجاحيا فقط‪. 1‬‬

‫‪ -1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪38 .‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫ثانيا‪ :‬حماية الهوية الحقيقية لممتسرب‪:‬‬


‫أجازت المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 12‬ؽ ا ج في فقرتيا الثانية لمعنصر المتسرب سواء أكاف ضابط‬
‫شرطة قضائية أو أحد أعوانو استعماؿ ىوية مستعارة بدال مف ىويتو الحقيقية وذلؾ في كؿ‬
‫األفعاؿ التي يرتكبيا أثناء مباشرة عممية التسرب ‪ ،‬واليوية المستعارة تتطمب اختيار اسـ‬
‫خالفا لالسـ الحقيقي والتعامؿ بو أثناء مرحمة التسرب ‪ ،‬واذا كاف المشرع لـ يحدد كيفية‬
‫الحصوؿ عمى اليوية المستعارة ‪ ،‬فاف السؤاؿ الذي يطرح نفسو ىو ‪ :‬ىؿ يكفي اختيار اسـ‬
‫كاسـ شيرة ‪ ،‬مثال اسمى " باباي " أو يكوف ىذا االسـ المستعار مدعـ بوثائؽ تثبت اليوية‬
‫الكاممة لمعنصر المتسرب وتكوف ىذه الوثائؽ رسمية ؟‬
‫لـ يحدد المشرع الجزائري كيفيات إعداد واستعماؿ اليوية المستعارة ‪ ،‬وربما يبقى ذلؾ مف‬
‫األمور التقنية التي يختص بيا ذوي االختصاص في المجاؿ األمني ‪ ،‬وبعيدا عف إشكالية‬
‫اليوية المستعارة فاف المشرع الجزائري أعطى حماية جزائية لميوية الحقيقية لمعنصر المتسرب‬
‫مف خالؿ تجريـ كؿ فعؿ يؤدي الى اظيارىا وفي ذلؾ قضت المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 16‬ؽ ا ج‬
‫بقوليا " ‪ :‬ال يجوز اظيار اليوية الحقيقية لضابط أو أعواف الشرطة القضائية الذيف باشروا‬
‫عممية التسرب تحت ىوية مستعارة في أي مرحمة مف مراحؿ اإلجراءات‪.‬‬
‫يعاقب كؿ مف يكشؼ ىوية ضابط أو أعواف الشرطة القضائية بالحبس مف سنتيف )‪ (2‬الى‬
‫خمس )‪ (5‬سنوات وبغرامة مف‪ 50000‬دج الى‪ 200000‬دج‪.‬‬
‫واذا تسبب الكشؼ عف اليوية في أعماؿ عنؼ أو ضرب وجرح عمى أحد ىؤالء األشخاص‬
‫أو أزواجيـ أو أبنائيـ أو أصوليـ المباشريف فتكوف العقوبة الحبس مف خمس )‪ (5‬سنوات‬
‫الى عشر )‪ (10‬سنوات والغرامة مف‪ 200000‬دج الى‪ 500000‬دج‪.‬‬
‫واذا تسبب ىذا الكشؼ في وفاة أحد ىؤالء األشخاص فتكوف العقوبة الحبس مف عشر )‪(10‬‬
‫سنوات الى عشريف )‪ (20‬سنة والغرامة مف‪ 500000‬دج الى‪ 1000000‬دج دوف االخالؿ‬
‫عند االقتضاء بتطبيؽ أحكاـ الفصؿ األوؿ مف الباب الثاني مف الكتاب الثالث مف قانوف‬
‫العقوبات‪.1‬‬
‫ثالثا‪:‬تدابير حماية العنصر المتسرب‪:‬‬

‫‪ -1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪: 38 .‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫نظ ار لخطورة مباشرة التسرب عمى الضابط أو العوف المتسرب نفسو وعمى األشخاص‬
‫المسخريف فاف المشرع الجزائري خصو بحماية تتضمف أمنو وسالمتو مف كؿ خطر ‪ ،‬وتتمثؿ‬
‫فيما يمي‪:‬‬
‫‪-‬أجاز تمديد مدة االذف بالتسرب المحددة بأربعة أشير حتى بعد انتياء اآلجاؿ المقررة قانونا‬
‫اذ رخص لمجية التي أمرت بالتسرب أف تأمر في أي وقت وقؼ العممية حتى قبؿ انتياء‬
‫المدة المحددة قانونا كما أجاز استثناء مواصمة األفعاؿ المنصوص عمييا في المادة ‪65‬‬
‫مكرر ‪ 14‬ؽ ا ج لموقت الضروري والكافي لتوقيؼ عممية المراقبة في ظروؼ آمنة دوف أف‬
‫يكوف مسؤوال جزائيا وىذا لمدة أربعة أشير‪.‬‬
‫‪ -‬أف ال تتضمف التقارير المعدة مف طرؼ الضابط المكمؼ بتنسيؽ العممية العناصر‬
‫والمعمومات التي قد تعرض العنصر المتسرب لمخطر ‪ ،‬وكذلؾ األعواف المسخريف معو ‪،‬‬
‫وذلؾ الحتماؿ اكتشاؼ أمره مف طرؼ الجماعات اإلجرامية‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليو ‪ ،‬ىو أف المشرع الجزائري لـ يتطرؽ إطالقا لتقدير الدليؿ الذي قد‬
‫ينتج عف مباشرة عممية التسرب ‪ ،‬فمـ يعط التقارير والمعاينات التي يجرييا العنصر المتسرب‬
‫أي قوة ثبوتية‪ ،‬وترؾ تقدير ذلؾ لقضاء الموضوع الذيف توكؿ ليـ مسألة تقدير الدليؿ‪.‬‬
‫وباستقراء النصوص المتعمقة بالتسرب نجد أف اليدؼ مف ىذا األخير ىو التوصؿ الى ضبط‬
‫الجريمة ومرتكبييا وجمع األدلة والمعطيات ومعرفة اإلمكانيات المادية والبشرية المستعممة‬
‫مف طرؼ مرتكبي الجرائـ ‪ ،‬ولما كاف الحاؿ كذلؾ ‪ ،‬فاف عممية التسرب قد تسفر عف ضبط‬
‫المجرميف ومعيـ الدليؿ المادي وىـ في حالة تمبس ‪.‬وذلؾ بعد استغالؿ الضابط المكمؼ‬
‫بعممية التنسيؽ لممعمومات التي يقدميا لمعنصر المتسرب وقد يصعب ضبط الجريمة في‬
‫حالة تمبس ‪ ،‬فيكتفي عناصر الضبطية القضائية بسرد معاينات مادية لمجرائـ المرتكبة دوف‬
‫ضبط األشخاص المرتكبيف ليا ‪ ،‬وقد يعزز دليؿ التسرب أثناء التحقيؽ والمحاكمة بشيادة‬
‫الضابط المكمؼ بتنسيؽ العممية ‪ ،‬فقد أجازت المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 18‬ؽ ا ج سماع ضابط‬
‫الشرطة القضائية الذي تجري عممية التسرب تحت مسؤوليتو وحده دوف سواه شاىدا عف‬
‫العممية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. -‬فضؿ العيش ‪ ،‬شرح االجراءات الجزائية ‪ ،‬دار البدر ‪ ،‬طبعة ‪ ، 2008‬ص‪80:‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعدد صالحجات الضبطجة القضائجة ودورها في التصدي لجرائم الفساد‬

‫والشيادة في مفيوـ القانوف ىي تقرير يصدر عف شخص بشأف واقعة عاينيا بحواسو عف‬
‫‪1‬‬
‫طريؽ السمع أو البصر وىي دليؿ شفوي عمى وقوع الواقعة أو نفييا‬
‫وتكوف الشيادة سواء أماـ قاضي التحقيؽ أو قاضي الموضوع ‪ ،‬وىذه الشيادة ىي سماعية‬
‫عمى ما تمقاه مف تقارير مف طرؼ العنصر المتسرب وكخالصة حوؿ ىذا األسموب ‪ ،‬تجدر‬
‫اإلشارة الى كونو وسيمة ناجحة في الكشؼ عف جرائـ الفساد والتقميؿ منيا ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الهيئات المكمفة برقابة أعمال الضبطية القضائية وحجية محاضرها‪.‬‬
‫السمؾ العسكري أو شبو‬
‫نظ ار لطبيعة نظاـ الضبطية القضائية سواء كاف عضوه مف ّ‬
‫العسكري بوجو عاـ أي ال ّشرطة ونظ ار لطبيعة عممو شبو القضائي وخضوع الجياز في‬
‫ممارسة اختصاصاتو تمؾ لإلشراؼ عميو مف جيات مختمفة قضائية وغير قضائية مف‬
‫السمطة المباشرة ومف جياز النيابة العامة ورقابة غرفة االتياـ ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ونظ ار لخصوصية جياز الضبطية في أعماليـ الشبو قضائية مف حيث إدارة و‬
‫إشراؼ النيابة ىذا يعني عدـ استقالليتيـ وقدرتيـ عمى التصرؼ في نتائج األعماؿ التي‬
‫قاموا بيا‪.‬‬
‫ليذا قسمنا ىذا المبحث عمى النحو التالي‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬الييئات المكمفة برقابة أعماؿ الضبطية القضائية أثناء مكافحة الفساد‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حجية محاضر الضبطية القضائية المتعمقة بجرائـ الفساد‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الهيئات المكمفة برقابة أعمال الضبطية القضائية أثناء مكافحة الفساد‪.‬‬
‫إف عناصر الضبطية القضائية إضافة إلى انتمائيـ لألسالؾ األصمية التي يعمموف فييا‬
‫ّ‬
‫وخضوعيـ لرؤسائيـ فيـ يخضعوف أثناء ممارستيـ ألعماؿ الضبط القضائي إلشراؼ النيابة‬
‫العامة‪ -‬وكيؿ الجميورية‪،‬النائب العاـ‪ -‬ورقابة غرفة االتياـ‪.‬‬
‫ومف خالؿ ىذا المطمب سنتطرؽ إلى إدارة وكيؿ الجميورية واشراؼ النائب العاـ ورقابة‬
‫غرفة االتياـ‪.‬‬

‫‪ -1‬فضؿ العيش ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪83:‬‬

‫‪48‬‬

You might also like