Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫التقرير الشهري (‪)9‬‬

‫فبراير‪2022‬م‬

‫أزمة البطالة يف الصومال‬


‫يوسف حسن محمود‬

‫" احللول واملقرتحات "‬


‫عن التقرير‪:‬‬

‫التقرير الشهري‪ :‬سلسلة شهرية إلكترونية‪ ،‬تصدر من مركز‬


‫الصومال للبحوث ودراسة السياسيات في مقديشو‪ ،‬يتناول‬
‫التقرير قضية مهمة تتعلق بمنطقة القرن األفريقي وشرق‬
‫أفريقيا‪.‬‬

‫تصدر السلسلة باللغة العربية نهاية كل شهر ميالدي‪ ،‬بداية‬


‫من شهر سبتمبر ‪2018‬م‪.‬‬

‫املحتويات‬ ‫نبذة عن الكاتب‬


‫مقدمة‪1..........................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫أرقام وإحصاءات عن الصومال ‪1.................................‬‬ ‫‪‬‬


‫يوسف حسن محمود ‪ ،‬باحث صومالي‬
‫مهتم بالشؤون االجتماعية والدولية‪.‬‬
‫نتائج تقييم البنك الدولي للوضع الصومالي‪2................‬‬ ‫‪‬‬
‫حاصل على ماجستير بالقانون العام من‬
‫تعريف وأنواع البطالة‪3.......................................... ......‬‬ ‫‪‬‬
‫جامعة إفريقيا العاملية في السودان‪،‬‬
‫أسباب البطالة في الصومال‪4........................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ومحاضر بجامعة بنادر في مقديشو‪.‬‬
‫الشباب والبطالة‪6....................... .................................‬‬ ‫‪‬‬ ‫وكاتب بعدد من املو اقع املحلية‬
‫البطالة والهجرة‪7 ..........................................................‬‬ ‫‪‬‬ ‫واإلقليمية‪.‬‬
‫حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة‪8 - 7 ........................‬‬ ‫‪‬‬

‫الخاتمة‪10 - 9 .................... ............................................‬‬ ‫‪‬‬

‫املراجع‪11 .........................................................................‬‬ ‫‪‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة ©‬


‫ملركز الصومال للبحوث ودراسة السياسات ‪2018‬م‬

‫ال يجوز إعادة نشر التقرير أو املعلومات الواردة فيه بأي شكل من‬
‫األشكال دون الحصول على موافقة مكتوبة من قبل مركز الصومال‬
‫للبحوث ودراسة السياسات ‪ -‬مقديشو – الصومال‪.‬‬

‫التقرير يعبر عن رأي كاتبه واآلراء الواردة فيه ال تعبر بأي حال من األحوال عن مركز الصومال للبحوث ودراسة السياسات‬
‫أزمة البطالة في الصومال‬

‫(احللول واملقرتحات)‬

‫لدينا بعض املؤشرات املهمة التي سننطلق‬ ‫مقدمة ‪:‬‬


‫منها لفهم أزمة البطالة في الصومال‪ ،‬وتشير‬
‫األرقام الصادرة من وكاالت األمم املتحدة‬ ‫إن معدالت البطالة في الصومال تعد األكثر‬
‫حسب تقديراتهم أن أكثر من ‪ %70‬من‬ ‫في دول العالم‪ ،‬وخاصة بين الفئات الشبابية‬
‫الصوماليين دون سن الثالثين‪ ،‬ويبلغ معدل‬ ‫الذين لم يتلقوا التعليم األساس ي واملتسربين‬
‫البطالة بين الشباب من سن ‪ 14‬إلى ‪ 29‬سنة‬ ‫من التعليم وخريجي الجامعة وكذلك النساء‬
‫‪ % 67‬في املائة‪ ،‬وهذا أحد أعلى املعدالت في‬ ‫والفتيات‪ .‬وإن مشكلة البطالة تؤرق املجتمع‬
‫العالم‪.‬‬ ‫الصومالي‪ ،‬وتتسبب بالعديد من التداعيات‬
‫السلبية في املجتمع مثل الهجرة‪ ،‬والجريمة‬
‫أرقام وإحصاءات حول الصومال؛‬ ‫املنظمة‪ ،‬واالنضمام للجماعات املسلحة‪.‬‬

‫نسبة النمو‪( %2.9 :‬تقديرات ‪)2020‬‬ ‫‪‬‬ ‫وتعد البطالة العامل األساس ي الذي يدفع‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي‪ 4.92 :‬مليارات‬ ‫‪‬‬ ‫الشباب للهجرة بأنواعها النظامية وغير‬
‫دوالر (تقديرات ‪)2020‬‬ ‫النظامية؛ حيث يخوض املئات من الشباب‬
‫الناتج الفردي السنوي‪ 830 :‬دوالرا‬ ‫‪‬‬ ‫الصومالي كل شهر رحلة محفوفة باملخاطر‬
‫(تقديرات ‪)2020‬‬ ‫باتجاه أوروبا وأمريكا الشمالية بحثا عن‬
‫نسبة البطالة‪ %67 :‬في فئة الشباب التي‬ ‫‪‬‬ ‫فرص عمل وحياة أفضل‪.‬‬
‫تشكل ‪ %70‬من سكان البالد‬
‫نسبة التضخم‪%5.03 :‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫يعاني السكان الرحل بالقدر األكبر‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫معدل الفقر‪%73 :‬‬ ‫‪‬‬
‫بينما يشهد سكان املدن الحد األدنى من‬
‫الحرمان‪.‬‬ ‫وهذه األرقام تثير الرعب لدي املسؤولين‬
‫يمكن لنصف األسر املقدرة على‬ ‫‪‬‬
‫وصانعي القرار السياس ي‪ ،‬وتعكس ضخامة‬
‫استخدام خدمات محسنة للصرف‬ ‫الجهود املطلوبة للتغلب على هذا الوضع في‬
‫الصحي والكهرباء‪ ،‬بينما ثماني من بين‬ ‫ظل الوضع السياس ي غير املستقر في البالد‪.‬‬
‫كل عشر أسر لديها القدرة على الوصول‬
‫نتائج تقييم البنك الدولي للوضع‬
‫إلى مصادر محسنة للمياه‪ .‬ولدى خمس‬
‫من بين كل عشر أسر كهرباء‪.‬‬ ‫الصومالي‬
‫تؤكد الدراسات أن نحو ‪ %66‬من األسر‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬
‫خلص تقرير سمات الفقر في الصومال‪،‬‬
‫الصومالية تعرضت لنوع واحد من‬ ‫ُ‬
‫الذي نشر في ‪ ،2017‬وتقرير تقييم أوضاع‬
‫الصدمات على األقل على مدى االثني‬
‫الفقر والوضع املعيش ي في الصومال‪ ،‬الذي‬
‫عشر شهرا ‪ ،‬معظمها مرتبط باملناخ‪ .‬في‬
‫صدر في أغسطس‪/‬آب ‪ ،2019‬إلى أن الفقر‬
‫الوقت الذي يعيش جزء كبير من‬
‫في البالد منتشر على نطاق واسع وعميق‪،‬‬
‫السكان‪ ،‬نحو ‪ ،%10‬فوق خط الفقر‬
‫على األخص في الريف وبين النازحين‪.‬‬
‫بقليل‪ ،‬وهم عرضة لخطر االنزالق إلى‬
‫دائرة الفقر‪.‬‬ ‫وتشمل االستنتاجات املستخلصة ما يلي‪:‬‬

‫وقالت الخبيرة االقتصادية املعنية‬ ‫تعاني تقريبا تسع من بين كل عشر أسر‬ ‫‪‬‬
‫بالصومال لدى قطاع املمارسات‬ ‫صومالية من الحرمان في ُبعد واحد على‬
‫العاملية للفقر واملساواة لدى البنك‬ ‫األقل‪ :‬النقد أو الكهرباء أو التعليم أو‬
‫الدولي ورئيس الفريق املشارك لتقييم‬ ‫املياه والصرف الصحي‪.‬‬
‫أوضاع الفقر السيدة "ويندي كارامبا‬ ‫تعاني نحو سبع من بين كل عشر أسر في‬ ‫‪‬‬
‫"هذا حقا أول تقييم (ألوضاع) الفقر في‬ ‫بعدين أو أكثر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬
‫وظيفة ُيمارسونها‪ ،‬ولم يتمكنوا من‬ ‫الصومال نستطيع أن نفخر به‪ ...‬إن‬
‫االنخراط في القوى العاملة ّ‬
‫الفعالة في‬ ‫القدرة على إنتاج مثل تلك املجموعة‬
‫املجتمع‪ ،‬حيث ّإنهم يسعون للحصول‬ ‫الغنية من املعلومات والتي تسلط‬
‫على وظيفة باستمرار‪ ،‬ويرتبط مصطلح‬ ‫الضوء على بعض التحديات التي‬
‫البطالة بالقدرة على ممارسة العمل‪ ،‬مع‬ ‫يشهدها الصوماليون تسمح لنا بمنح‬
‫ضرورة سعي الشخص إليجاد فرصة‬ ‫القدرة على التعبير ملن ال تسلط عليهم‬
‫للعمل‪.‬‬ ‫األضواء في العادة‪ ،‬ويفتقرون إلى القدرة‬
‫على التعبير‪ .‬كما أن ذلك يضع قضاياهم‬
‫أنواع البطالة‬ ‫في طليعة اهتمام السياسات‪ .‬وهذا أمر‬
‫هناك ّ‬ ‫حيوي لعملية مبادرة البلدان الفقيرة‬
‫عدة أنواع للبطالة كما سردها الكاتب‬
‫املثقلة بالديون)]‪([1‬‬
‫"طارق محمد " في مقاله بموقع"املوضوع"‪،‬‬
‫َ‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬ ‫تعريف البطالة‬
‫‪ .1‬البطالة االحتكاكية ‪:‬تحدث البطالة‬ ‫البطالة في اللغة العربية‬
‫االحتكاكية عندما تكون ّ‬ ‫ترجع كلمة ِ‬
‫كمية العمالة‬ ‫َ َ َ َ َُ‬
‫بكسر الباء إلى الفعل بطل أو بطل‪ ،‬أما‬
‫املطلوبة غير مساوية لكمية العمالة‬ ‫َ‬
‫البطالة بفتح الباء فهي مصدر َبط َل‪،‬‬ ‫َ‬
‫املتاحة‪ ،‬وتكمن املشكلة في عدم وصول‬ ‫ّ‬ ‫وفي الحالتين ّ‬
‫فإنها تعني التعطل عن‬
‫األشخاص الباحثين عن العمل‬ ‫العمل والقعود عنه‪ ،‬أو عدم توافر‬
‫وأصحاب العمل الباحثين عن موظفين‬ ‫العمل للراغبين فيه والقادرين عليه‪ ،‬أو‬
‫لبعضهم البعض‪.‬‬ ‫الحالة التي ال يوجد فيها وظائف يبحث‬
‫‪ .2‬البطالة الهيكلية ‪:‬هي البطالة التي تنتج‬ ‫أي يوم‬ ‫عنها الناس‪ُ ،‬ويقال يوم َبطالة ّ‬
‫عن عدم توافق املؤهالت التي يمتلكها‬ ‫عطلة‪ُ .‬ويطلق مصطلح البطالة على‬
‫تلك التي يطلبها أصحاب‬ ‫العمال مع َ‬‫ّ‬
‫حالة األشخاص الذين ليس لديهم‬

‫‪3‬‬
‫فقدوا األمل ّ‬
‫لكن رغبتهم في العمل ال‬ ‫أن الوظائف‬ ‫العمل‪ ،‬على الرغم من ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تزال موجودة‪.‬‬ ‫املتاحة أحيانا تكون مساوية لعدد‬
‫ُ‬
‫‪ .6‬البطالة املوسمية ‪:‬يقصد بها البطالة‬ ‫األشخاص العاطلين عن العمل‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التي تتعلق ببعض الوظائف املتربطة‬ ‫التغير‬ ‫الهيكلية‬ ‫أسباب البطالة‬
‫ببعض املواسم‪ ،‬والتي ُيصبح أصحابها‬ ‫التكنولوجي‪ ،‬وإقبال عدد قليل أو كبير‬ ‫ّ‬
‫تعلم واكتساب مهارة ّ‬ ‫ّ‬
‫عاطلين عن العمل في غير مواسمها‬ ‫معينة‪.‬‬ ‫على‬
‫)]‪([2‬‬ ‫‪ .3‬البطالة الدورية ‪ُ :‬يقصد بها البطالة التي‬
‫ّ‬
‫الطبيعي‬ ‫تحدث عد تجاوز املستوى‬
‫أسباب البطالة في الصومال‬ ‫حيث يختلف املستوى‬ ‫ُ‬
‫للعمالة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الطبيعي للعمالة بحسب تغير الظروف‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تعد ظاهرة البطالة من أخطر الظواهر التي‬ ‫التضخم الديموغر ّ‬‫ّ‬
‫افي الذي يحدث‬ ‫مثل‬
‫يمكن أن تواجه املجتمعات‪ ،‬حيث أنها تشكل‬
‫عند قدوم الوافدين الجدد وإضافتهم‬
‫عامل تهديد اقتصادي واجتماعي وأخالقي‬
‫إلى القوى العاملة في الدولة‬
‫وثقافي‪ ،‬كما أن ارتفاع معدل البطالة في‬
‫‪ .4‬البطالة الناقصة ‪:‬تحدث عندما يرغب‬
‫العالم وخاصة العالم ما يعرف بالعالم‬ ‫ّ‬
‫املوظفون بالعمل لساعات أطول‪،‬‬
‫الثالث يسبب عقبة كبيرة‪ .‬لذلك فال بد من‬
‫وترتفع نسبة هذه البطالة في املؤسسات‬
‫الوقوف على أسباب البطالة‪ ،‬والبحث عن‬ ‫التي يعمل أغلب موظفيها بدوام ّ‬
‫جزئي‪.‬‬
‫حلول ناجعة لها‪ ،‬حيث تختلف هذه األسباب‬ ‫‪ .5‬البطالة الخفية ‪َ :‬‬
‫هي البطالة التي تغفل‬
‫باختالف ظروف كل مجتمع‪:‬‬
‫عن احتساب بعض األشخاص‬
‫العاطلين عن العمل في إحصاءات سوق‬
‫أسباب اجتماعية وثقافية للبطالة ‪:‬‬ ‫َ‬
‫الذين‬ ‫الرسمية‪ ،‬مثل األشخاص‬ ‫ّ‬ ‫العمل‬
‫بحثوا عن وظيفة لوقت طويل حتىّ‬
‫تتعدد األسباب وتتشابك العوامل املؤثرة على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ارتفاع نسبة البطالة في البالد ونحاول أن‬

‫‪4‬‬
‫الوضع االقتصادي الهش‬ ‫‪‬‬ ‫نناقش "ثقافة العيب" من ممارسة بعض‬
‫املهن والحرف في الصومال تساهم في تفاقم‬
‫بالرغم من التقدم الذي تم إحرازه في دفع‬ ‫معدل ظاهرة البطالة‪ ،‬ودخولها حيز‬
‫عجلة االقتصاد عبر مبادرة إعفاء الديون‬ ‫املشكلة‪ ،‬حيث أنها تزيد من عدم تكافؤ عدد‬
‫والتي وصلت ملرحلة اتخاذ القرار‪ ،‬ولم َ‬
‫يتبق‬ ‫املؤهلين مع عدد الفرص املتاحة‪ ،‬على‬
‫لها إال مرحلة النهاية التي بموجبها يتم إسقاط‬ ‫املستوى البعيد‪ .‬ويمكن أخذ مشكلة عدم‬
‫معظم الديون‪ ،‬ويحق للدولة تلقي املنح‬ ‫قدرة بعض املجتمعات على تطوير أفكار‬
‫والديون لتطوير البنية التحتية وتنفيذ‬ ‫مشاريع جديدة بعين االعتبار‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫البرامج التنموية‪ ،‬األمر الذي سيخلق الكثير‬ ‫مخرجات العملية التعليمية غير املتوازنة مع‬
‫من فرص العمل إال أن االقتصاد الصومالي‬ ‫ً‬
‫متطلبات سوق العمل‪ ،‬التي تنتج أحيانا‬
‫لم يتحسن في القدر الذي كان مأموال قبل‬ ‫ً‬
‫أجياال مؤهلة لالستجابة لليأس‪ ،‬أو‬
‫سنوات‪ ،‬وأثرت جائحة كورونا سلبا على‬ ‫االستسالم النسداد اآلفاق)]‪([3‬‬
‫االقتصاد كغيره من الدول‪.‬‬
‫عدم االستقرارالسياس ي واألمني‬ ‫‪‬‬
‫ضعف القطاع الخاص‬ ‫‪‬‬
‫عانى الصومال لعقود من الحرب األهلية‬
‫إن هيمنة رجال األعمال على الوضع‬ ‫والتي الزالت آثارها مستمرة ويعيش حاليا في‬
‫االقتصادي في البالد ونقص التشريعات‬ ‫مرحلة ما بعد النزاعات التي تحول دون‬
‫الالزمة لحماية املستهلكين من جشع رجال‬ ‫تحقيق طموحاته لضعف قدرة الحكومات‬
‫األعمال تؤدي إلى تنامي البطالة وضعف‬ ‫املتعاقبة على دعم القطاع الخاص ورجال‬
‫الجودة نتيجة الستبعاد املؤهلين وتوظيفهم‬ ‫األعمال في توفير البيئة املالئمة في لتطوير‬
‫النتشار املحسوبية والفساد في البالد‪.‬‬ ‫تجارتهم وخلق فرص عمل ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫انعدام التنمية السياسية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فرص التوظيف داخل املؤسسات الحكومية‬ ‫الشباب والبطالة ‪:‬‬
‫كانت في عام ‪" ([4] )2016‬‬
‫تعد فئة الشباب بأنها األكثر تضررا‪ ،‬وأكد‬
‫البطالة مشكلة اقتصادية‪ ،‬كما هي مشكلة‬ ‫األستاذ الباحث حسن عبد الصمد في مقاله‬
‫نفسية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وأمنية‪ ،‬وسياسية‪،‬‬ ‫عن البطالة في الصومال بأن "ما يساهم في‬
‫وجيل الشباب هو جيل العمل واإلنتاج؛ ألنه‬ ‫تفاقم مشكلة البطالة في فئة الشباب هو‬
‫جيل القوة والطاقة واملهارة والخبرة‪.‬‬ ‫ازدياد عدد الجامعات في العاصمة مقديشو‬
‫فالشباب يفكرون في بناء أوضاعهم‬ ‫بصورة غير مسبوقة" مشيرا إلى أن "معظمها‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬باالعتماد على‬ ‫ال تستوفي أدنى املعايير الضرورية لتأسيس‬
‫أنفسهم‪ ،‬من خالل العمل واإلنتاج‪ ،‬ال سيما‬ ‫الجامعات‪ ،‬وال تراعي التخصصات التي‬
‫ذوي الكفاءات والخريجين الذين أمضوا‬ ‫يتطلبها سوق العمل‪ ،‬وتقوم بتسجيل طلبة ال‬
‫الشطر املهم من حياتهم في الدراسة‬ ‫يحملون شهادات ثانوية أو على األقل ما‬
‫والتخصص‪ ،‬واكتساب الخبرات العملية‪،‬‬ ‫يعادلها من التعليم‪ ،‬وبالتالي يساهم هذا‬
‫كما يعاني مئات اآلالف من الشباب من‬ ‫األمر في تخريج طلبة لم يتلقوا التعليم الكافي‬
‫البطالة بسبب نقص التأهيل وعدم توافر‬ ‫الذي يؤهلهم للقيام ببعض الوظائف األمر‬
‫الخبرات لديهم‪َ ،‬لتدني مستوى تعليمهم‬ ‫الذي يؤثر بدوره سلبا على اإلنتاج الوظيفي‬
‫وإعدادهم من ِق َبل الدولة‪ .‬وتؤكد‬ ‫بصفة عامة‪ .‬ويمكن القول إن افتتاح هذه‬
‫اإلحصاءات أن هناك مئات اآلالف من‬ ‫الجامعات أصبحت قضية استثمارية بحتة‬
‫العاطلين عن العمل في الصومال من جيل‬ ‫ال يهمها االرتقاء بمستوى التعليم الوطني‪،‬‬
‫الشباب‪ ،‬وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة‬ ‫وإنما يهمهما فقط الربح دون النظر‬
‫والحرمان‪ ،‬وتخلف أوضاعهم الصحية‪ ،‬أو‬ ‫الحتياجات سوق العمل والتخصصات التي‬
‫تأخرهم عن الزواج وتكوين األسرة‪ ،‬أو‬ ‫تمس الحاجة إليها‪ .‬كما أن الحكومات‬
‫عجزهم عن تحمل مسئولية أسرهم‪ .‬وتتعدد‬ ‫املتعاقبة لم تبذل الجهد الكافي من أجل‬
‫إيجاد الحلول الناجعة لهذه األزمة‪ ،‬فآخر‬

‫‪6‬‬
‫استطالع البارومتر العربي‪ ،‬الذي نفذته‬ ‫أسباب ارتفاع معدالت بطالة الشباب في‬
‫شبكة البارومتر العربي بالتعاون مع هيئة‬ ‫الصومال‪.‬‬
‫اإلذاعة البريطانية عام ‪، 2019‬إلى أن ‪%20‬‬
‫من املشاركين عبروا عن رغبتهم في الهجرة‪،‬‬ ‫ومن أسباب ارتفاع معدالت بطالة الشباب‬
‫ً‬ ‫ما يأتي ‪:-‬‬
‫وفي الفئة العمرية ما بين ‪ 29-18‬عاما وصلت‬
‫النسبة إلى ‪%.52‬‬
‫ضيق فرص العمل الجديد في الوطن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر البطالة املحفز الرئيس ي للشباب‬ ‫عدم التوافق بين نتائج التعليم‬ ‫‪‬‬

‫الراغبين في الهجرة في الكثير من الدول بينما‬ ‫ومتطلبات سوق العمل‪.‬‬


‫يعد الوضع األمني الدافع واملحرك األكبر في‬ ‫العوائق االجتماعية والثقافية‪ ،‬وعدم‬ ‫‪‬‬

‫دول أخرى باإلضافة إلى أن التغيرات املناخية‬ ‫وجود فرص للتدريب والعمل التطوعي‪.‬‬
‫وموجات الجفاف املتكررة تلعب دورا كبيرا في‬ ‫عوامل القانون والسياسات العامة فى‬ ‫‪‬‬

‫تفاقم أزمة البطالة وإجبار السكان على‬ ‫الوطن) ]‪.([5‬‬


‫الهجرة القسرية في منطقة القرن األفريقي‬
‫البطالة والهجرة‬
‫التي تعصف بها النزاعات العرقية والقالقل‬
‫األمنية)]‪([6‬‬
‫إن أبرز عامل يدفع الشباب دفعا إلى الهجرة‬
‫هو البطالة و ال يكاد يمر شهر دون ورود‬
‫حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة‬
‫أخبار عن غرق مجموعات من الشباب‬
‫أعلنت وزارة العمل والشؤون االجتماعية )]‪([7‬‬ ‫املهاجر الباحث عن فرص عمل وحياة أفضل‬
‫بأنها تخطط لتوظيف ‪ 50‬الف شخص خالل‬ ‫عبر قوارب املوت صوب سواحل أوروبا وقد‬
‫هذا العام ‪ ،2022‬وهذا عدد ضئيل جدا‬ ‫أشار استطالع للرأي قام به معهد جالوب أن‬
‫بالنسبة للعاطلين عن العمل في عموم البالد‪،‬‬ ‫ربع سكان الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪،‬‬
‫وعلى الحكومة املقبلة اتخاذ التدابير التالية‪:‬‬ ‫يفضلون الهجرة بشكل نهائي‪ ،‬في حين أشار‬

‫‪7‬‬
‫الحد من البطالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املنهي؛ وبالتالي‬ ‫السعي لتحقيق التعاون والتكامل‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫الهيكلية‪.‬‬ ‫االقتصادي الوطني وضرورة االهتمام‬
‫تشجيع الشركات على االستثمار في‬ ‫‪‬‬ ‫بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية‬
‫ّ‬
‫الحد األدنى‬ ‫املناطق املنكوبة وخفض‬ ‫والتي من شأنها استقطاب عدد كبير من‬
‫لألجور‪.‬‬ ‫األيدي العاملة‪.‬‬
‫ً‬
‫جعل أسواق العمل أكثر مرونة من‬ ‫‪‬‬ ‫توفير رؤوس األموال؛ وذلك من خالل‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫التخلص من القوانين التي ُت ّ‬
‫صعب‬ ‫خالل‬ ‫اعتماد استراتيجية وطنية شاملة‪.‬‬
‫ّ ُ‬
‫توظيف العمال وتساعد على فصلهم‪.‬‬ ‫إعادة بعث نشاط لجان الزكاة لتمويل‬ ‫‪‬‬
‫تفعيل دور الدولة في محاربه البطالة‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫بعض املشروعات الفردية الخاصة والتي‬
‫ويجري ذلك بتطبيق الدولة دورها في‬ ‫من شأنها التقليل من أزمة البطالة‪.‬‬
‫ً‬
‫االقتصاد ودعم القطاع العام ماليا‬ ‫اللجوء لسياسات جانب الطلب والتي‬ ‫‪‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وفنيا وبشريا‪ ،‬وإصالحه‪ ،‬والقضاء على‬ ‫تحد من البطالة الناتجة عن الركود أي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الفساد‪ ،‬وتفعيل الرقابة فيه‪.‬‬ ‫تلك التي ينقصها الطلب واتباع‬
‫ُ ّ‬
‫خفض الضرائب‪ ،‬الذي من شأنه‬ ‫‪‬‬ ‫سياسات جانب العرض والتي تقلل‬
‫التشجيع على اإلنفاق‪ ،‬ما يحسن من‬ ‫ّ‬
‫الهيكلية‪.‬‬ ‫البطالة‬
‫الوضع االقتصادي العام للدولة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫النقدية التي تدعو إلى‬ ‫اتباع السياسة‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع فرص االستثمار التي توفر فرص‬ ‫‪‬‬ ‫خفض أسعار الفائدة لتعزيز الطلب‬
‫عمل محتملة‪.‬‬ ‫املالية التي تهدف‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الكلي‪ ،‬والسياسة‬
‫دعم املشاريع الصغيرة وتفعيل التمويل‬ ‫‪‬‬ ‫لخفض الضرائب لتعزيز الطلب ّ‬
‫الكلي‪.‬‬
‫الصغير‪.‬‬ ‫رفع مستوى التعليم واملهارات ومتطلبات‬ ‫‪‬‬
‫إبرام اتفاقيات اقتصادية واستثمارية‬ ‫‪‬‬ ‫الوظائف من خالل تدريب القوى‬
‫مع الدول املجاورة‪.‬‬ ‫مما ُيساعد على كسر الجمود‬ ‫العاملة‪ّ ،‬‬

‫‪8‬‬
‫والعقلية في صفوف الفئات الشبابية‪ ،‬وقد‬ ‫تطوير قطاع التعليم بما يتالءم مع‬ ‫‪‬‬
‫يكونون فريسة سهلة ألجندات خارجية)]‪"([8‬‬ ‫التطور التكنولوجي‪ ،‬إلنتاج جيل قادر‬
‫على تطوير األفكار املواكبة‪.‬‬
‫وهناك مبادرات لخلق فرص عمل‪ ،‬وكانت‬
‫بعضها مستوحاة من خارج البالد‪ ،‬ولكنها‬ ‫الخاتمة‬
‫نجحت بشكل كبير في البئية الصومالية مثل‬
‫مبادرة دراجات توك توك‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وفي حال‬ ‫كما أشرنا سابقا فإن مشكلة البطالة تعد‬
‫تشجيع أصحاب املبادرات ستتسع املساحة‬ ‫واحدة من أخطر املشكالت التي تواجه‬
‫وهامش املناورات لدى أصحاب العقول‬ ‫املجتمع الصومالي الجريح بصفة عامة‪،‬‬
‫واملبدعين من شتى فئات املجتمع الصومالي‬ ‫وتعتبر أيضا أحد التحديات التي يجب على‬
‫املعروف بحيويته في مجال االستثمارات‬ ‫الحكومة االنتباه لها حاليا؛ حيث يتوجب‬
‫ٔ ُ‬
‫االقتصادية في املنطقة‪.‬‬ ‫عليها ان تسرع في العمل على إيجاد‬
‫السياسات واالستراتيجيات التي يمكن من‬
‫وبالنظر إلى كثرة تنوع الخيرات في الصومال‬ ‫خاللها مواجهة هذه املشكلة حتى ال تتفاقم‬
‫فيتفق الخبراء على أن البلد بحاجة فقط إلى‬ ‫املشكالت املترتبة عليها‪.‬‬
‫قيادة رشيدة ووطنية تحرص على استغالل‬
‫املوارد املتنوعة من البحار واألنهار واألراض ي‬ ‫وبحسب ما أكده الباحثون فإنه "ال بد من‬
‫الصالحة للزراعة ومختلف أنواع املعادن التي‬ ‫تكاتف جهود املجتمع من أجل الحد من‬
‫تزخر بها البالد؛ لتحقيق نمو اقتصادي يؤدي‬ ‫ظاهرة البطالة باعتبارها تؤثر بصفة سلبية‬
‫إلى تجاوز أزمة البطالة والوصول إلى االكتفاء‬ ‫على املجتمع ككل؛ ألن وجود هذا العدد‬
‫الذاتي املنشود في املجاالت الحيوية املختلفة‬ ‫الهائل من الشباب بدون فرصة عمل قد‬
‫على املدى املنظور‪.‬‬ ‫يساهم في ارتفاع مستويات الجرائم وإدمان‬
‫املخدرات وانتشار األمراض النفسية‬

‫‪9‬‬
‫وفي سياق متصل هناك نسبة كبيرة من‬
‫العاملين الذين يتعرضون لالستغالل‬
‫الوظيفي في ظل غياب أجهزة رقابية جادة‬
‫وذات مصداقية‪ ،‬وبحسب دراسات في هذا‬
‫االتجاه فإن حال هؤالء أشد أحيانا من حال‬
‫العاطلين عن العمل؛ ألنهم يعانون من‬
‫التمييز على أساس قبلي أو جهوي أو‬
‫مناطقي‪ ،‬مما يجعلهم غير راضين عن‬
‫وظائفهم بسبب بحرمانهم من االمتيازات‬
‫وتعرضهم لالستغالل الوظيفي‪ ،‬ويعدون‬
‫أنفسهم عبيدا ألصحاب النفوذ في املؤسسة‬
‫التي يعملون فيها‪.‬‬

‫وهذه الفئة من املجتمع هم أيضا بحاجة‬


‫إنصاف وعدالة من خالل نبذ املعاملة‬
‫التفضيلية بين املوظفين وجعل حقوقهم‬
‫وواجباتهم متساوية إال ما ينص عليه القانون‬
‫من التفاضل املشروع في الرتب والرواتب‬
‫بحسب مواقعهم ودرجاتهم العلمية‬
‫والوظيفية‪.‬‬

‫‪10‬‬
November, 14 ]‫ [متصل‬.‫[البي بي س ي العربية‬6] -
: ‫املراجع‬
2021. https://www.bbc.com/arabic/interactivity-
59283138.
January, 24 ]‫ [متصل‬.‫[البنك الدولي‬1] -
August, 25 ]‫[متصل‬7] ] 2020. https://www.albankaldawli.org/ar/results /2020
2016. https://www.ilo.org/beirut/media- /01/24/cutting-edge-survey-techniques-power-first-
centre/news/WCMS_514926/lang--ar/index.htm. poverty-assessment-somalia-decades.

.‫مرجع سابق‬. ‫[متصل] حسن عبد الصمد‬8] ] [2]-


2021. https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8
%B1%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A8
%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A9#.D8.AA.D8.B9.
D8.B1.D9.8A.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.B7.D8.A
7.D9.84.D8.A9_.D9.84.D8.BA.D8.A9_.D9.88.D8.A7.D8
.B5.D8.B7.D9.84.D8.A7.D8.AD.D9.8B.D8.A7

April, 12 ]‫[متصل‬3] - ]
2017. https://www.hellooha.com/articles/63-
%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9
%84%D8%A9%D8%8C-
%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9
%87%D8%A7-
%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9
%87%D8%A7

‫ مركز الصومال للبحوث ودراسة‬.‫[حسن عبد الصمد‬4] -


September, 28 ]‫ [متصل‬.‫السياسات‬
-‫شباب‬2018. https://somaliacenter.com/2018/09/28/
/.‫البطالة‬-‫وشبح‬-‫مقديشو‬

,‫ فبراير‬28 ]‫ [متصل‬.‫ تواتر‬.‫ سلطان ابو رجيله‬. ‫[أ‬5] -


https://www.tawwater.com/art/s/227.2013

11

You might also like