Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 59

‫موسيقى الشعر‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫صلة الشعر باملوسيقى صلة قوية‪ ،‬فكالهما فن سمعي يعبر عن الحياة عن طريق الوجدان‬

‫‪CI‬‬
‫والشعور‪ ،‬إال أن مادة التعبير في املوسيقى أصوات غير محدودة‪ ،‬ومادة التعبير في الشعر‬
‫أصوات تتحول إلى ألفاظ متميزة‪ ،‬فالصلة بين الشعر واملوسيقى صلة قوية‪ ،‬فجوهرهما‬

‫‪−‬‬
‫واحد‪ ،‬ويعتمدان على األداء الصوتي‪ ،‬ولذلك فإن املوسيقى عنصر هام في بناء الشعر‬

‫‪es‬‬
‫ويرتكز عليها في أدائه‪ ،‬وال يكاد يوجد شعر بدون موسيقى‪ ،‬بل قالوا‪" :‬الشعر هو موسيقى‬

‫‪eg‬‬
‫ذات أفكار"‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫واملوسيقى التي يعتمد عليها الشعر نوعان‪ :‬هما املوسيقى الظاهرة واملوسيقى الداخلية‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫ا‬
‫أول ‪ -‬املوسيقى الظاهرة‪:‬‬
‫غاية الشعر منذ القدم التعبير عن االنفعال‪ .‬واإليقاع والتنغيم هما التعبير الطبيعي عنه‪،‬‬
‫‪c‬‬
‫‪mi‬‬

‫والوسيلة التي يصل بها الشعر إلى الوجدان والشعور‪ .‬ولذلك فإن لغة الشعر ينبغي أن تقوم‬
‫‪la‬‬

‫أساسا عليهما‪ ،‬حتى يؤدي دوره في الحياة‪.‬‬


‫وأهم شيئ يحقق التنغيم واإليقاع؛ هو "الوزن والقافية"‪ ،‬ويراد بالتنغيم الوزن الذي تسير‬
‫‪Is‬‬

‫عليه القصيدة‪ ،‬وهو مجموعة التفعيالت التي تسمى "بحرا"‪ ،‬ويراد باإليقاع وحدة هذا‬
‫‪of‬‬

‫التنغيم وهي "التفعيلة"‪ ،‬وبناء على ذلك قال نقاد الشعر قديما‪" :‬الشعر هو الكالم املوزون‬
‫املقفى"‪ ،‬ومع أن هذا التعريف يهمل جانب العاطفة والخيال‪ ،‬إال أنه يشير إلى عنصر هام‬
‫‪n‬‬

‫في بناء الشعر وإلى فارق كبير بين الشعر والنثر‪.‬‬


‫‪io‬‬

‫واملوسيقى الظاهرة تتحقق بما يأتي‪:‬‬


‫‪t‬‬
‫‪na‬‬

‫‪ - ۱‬الوزن‪ :‬وهو أن تخضع القصيدة الشعرية في وزنها ملقياس خاص أساسه تكرار وحدة‬
‫‪di‬‬

‫صوتية قوامها الحروف املتحركة والساكنة في كل وحدة من هذه الوحدات؛ وتسمى‬


‫"التفعيلة"‪ ،‬وهي مشتقة من مادة "فعل" وهذه التفعيلة إذا تكررت في وزن خاص على هيئة‬
‫‪or‬‬

‫خاصة وبعدد معين تسمى "بحرا" في "علم العروض"‪ ،‬ثم تقابل حركات الكلمات وسكناتها‬
‫‪Co‬‬

‫في البيت بهذه التفعيالت‪ ،‬وتستمر هذه املقابلة في كل بيت من أبيات القصيدة‪ ،‬فإن تطابق‬
‫البيت املوزون مع الوزن كان سليما من الناحية املوسيقية‪ ،‬وإال كان فيه نشاز واضطراب‪،‬‬
‫‪57‬‬
‫وسبب حدوث املوسيقى في القصيدة عن طريق الوزن‪ ،‬أنه يحدث تموجات منتظمة‬
‫مسلسلة في النغم عن طريق التوازن الحاصل بين البيت والتفعيالت في الحركات‬
‫والسكنات‪ ،‬وتمض ي هذه التموجات محتفظة بزينتها ونظامها املحكم حتى آخر القصيدة‪،‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫فنحن إذا استمعنا إلى قصيدة سليمة الوزن ال نستمع إلى ألفاظ فقط‪ ،‬وإنما نستمع إلى‬
‫موسيقى رتيبة متناسقة املوجات واالهتزازات الصوتية‪ ،‬تألفها األذن وت َسر لها النفس‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫أثر الوزن في جمال األلفاظ‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫ليس الوزن صفة شكلية في الشعر‪ ،‬ولكن له قدرة فائقة على أن يمنح ألفاظ الشعر من‬

‫‪eg‬‬
‫اإليحاء والتأثير ما ال يكون لها في النثر‪ ،‬فالشاعر يختار ألفاظه اختيارا خاصا ويؤلف بين‬

‫‪ll‬‬
‫هذه األلفاظ بطريقة تبعث فيها روحا جديدة و تحفل باإليحاء والظالل‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫والشعر بإيقاعه املتتابع املنتظم يالئم إلى حد كبير طبيعة النظام في الكون واإلنسان‪،‬‬
‫فالكون يسير في حركة منتظمة موقعة‪ ،‬وجسم اإلنسان يوجد فيه كثير من هذا اإليقاع‬
‫‪c‬‬
‫املنتظم في القلب وفي النفس وفي حركات السير‪ ،‬فاستجابة اإلنسان للشعر وإيقاعه‬
‫‪mi‬‬

‫وموسيقاه استجابة مالئمة لطبعه وحياته‪ ،‬بل هو يستغل هذا اإليقاع في غير الشعر أيضا‪،‬‬
‫‪la‬‬

‫يستغله في الرقص‪ ،‬وفي حلقات الذكر‪ ،‬وفي كل عمل يدوي مجهد‪ ،‬لذلك فإن الوزن يكسب‬
‫‪Is‬‬

‫األلفاظ جماال وإيحاءا وموسيقى‪ ،‬ويحدث طربا وتأثيرا ال يتوفر لها إذا وجدت في النثر‪.‬‬
‫‪ - ۲‬القافية‪ :‬القافية اشتراك بيتين أو أكثر في الجزء األخير (الذي يبدأ بمتحرك قبل آخر‬
‫‪of‬‬

‫ساكنين في البيت الشعري)‪ ،‬مع مراعاة وحدة الحرف األخير (املسمى بحرف الروي) من بدء‬
‫‪n‬‬

‫القصيدة إلى نهايتها‪ .‬فالقافية في قول الشاعر‪:‬‬


‫‪io‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬


‫إذا ك ـ ْنـ ـ َت تـ ْبنيه َوغ ْير َك َي ْهدم؟‬ ‫َم َتـى َي ْبلغ البـ ـ ْن ـ َي ـان َي ْوما ت َم َامه‬
‫‪t‬‬

‫هي كلمة (يهدمو) الياء املتحركة والهاء الساكنة‪ ،‬والواو الساكنة الناتجة من إشباع امليم ‪-‬‬
‫‪na‬‬

‫ويدخل فيها الحرفان املتحركان هنا بين الساكنين وهما الدال املكسورة وامليم املضمومة‪1‬‬
‫‪di‬‬

‫وحرف الروي هو امليم‪ ،‬والتزام القافية املوحدة في الشعر يكسبه نغما مؤتلفا زائدا ووقعا‬
‫‪or‬‬

‫مؤثرا‪ ،‬ويثبت إيقاع الوزن بضرباتها املنتظمة إلى آخر القصيدة‪ ،‬كما يحقق للقارئ والسامع‬
‫‪Co‬‬

‫الشعور بمتعة اإليقاع من أثر تكرارها في توافق تام وجرس منتظم‪ ،‬وتوافقات صوتية‬

‫‪ 1‬هناك آراء أخرى في تعريف القافية‪.‬‬


‫‪58‬‬
‫موزونة تستريح لها األذن‪ ،‬ويحدث كل ذلك إذا كانت كلمات القافية متصلة بموضوع‬
‫القصيدة مسلسلة مرتبطة بما قبلها ارتباطا وثيقا‪ ،‬وكانت نهاية طبيعية متوقعة للبيت‪،‬‬
‫حسبما يقتضيه السياق‪ ،‬ال قلقة وال متصيدة للوزن‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫قدم الوزن والقافية في الشعر‪:‬‬
‫التزم الشعر العربي القديم نظام الوزن الواحد والقافية املوحدة في القصيدة من مبدئها‬

‫‪−‬‬
‫إلى نهايتها‪ ،‬وذلك لعدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫‪ - 1‬كان معظم العرب أميين يعتمدون على الذاكرة في حفظ الشعر‪ ،‬ووحدة الوزن والقافية‬

‫‪eg‬‬
‫تيسر لهم ذلك‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ - 2‬أن يحقق الشعر ما يحتاج إليه من املوسيقى التي تعتبر عنصرا أساسيا فيه‪.‬‬
‫‪ - 3‬ساعدهم على ذلك لغتهم الخ ْ‬

‫‪Co‬‬
‫صبة املليئة بالكلمات التي تعينهم على التمسك بوحدة‬
‫القافية‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫وقد مر الشعر خالل حياته الطويلة بأطوار عدة‪ ،‬نوع فيها الشعراء في أوزانه وقوافيه‪،‬‬
‫‪mi‬‬

‫وخضع أللوان من التوزيع املوسيقي‪ :‬من الرجز‪ ،‬إلى املوشحات‪ ،‬إلى الشعر الحر‪ ،‬إلى الشعر‬
‫‪la‬‬

‫املرسل‪ ،‬إلى غيرها من محاوالت التجديد املختلفة‪ ،‬تلبية لداعي الغناء من جهة‪ ،‬ورغبة في‬
‫‪Is‬‬

‫التحرر من قيود الوزن والقافية من جهة أخرى‪.‬‬


‫عالقة الوزن والقافية بموضوع القصيدة‪:‬‬
‫‪of‬‬

‫حاول بعض النقاد الربط بين موضوع القصيدة وبين الوزن الذي تنظم فيه‪ ،‬وعقدوا تالزما‬
‫‪n‬‬

‫بين موقف الشاعر وعاطفته‪ ،‬وبين النغم واإليقاع اللذين يختارهما للتعبير وقالوا‪ :‬إن‬
‫‪io‬‬

‫البحور الكثيرة التفعيالت تناسبها ضخامة املوضوع كالفخر والحماسة ووصف الحروب‪،‬‬
‫‪t‬‬

‫والبحور القصيرة التفعيالت تناسبها موضوعات الغزل والغناء‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫والواقع أن هذه امللحوظات وإن وجدت في الشعر؛ إال أنها ال تؤدي إلى الربط أو التالزم‪ ،‬فإن‬
‫‪di‬‬

‫الشاعر حين يقول شعرا في أي غرض ال يختار وزنا بعينه‪ ،‬وإنما يصدر منه تلقائيا في أثناء‬
‫‪or‬‬

‫القيام بتجربته الشعرية‪ ،‬فنحن اآلن نجد شعرا من بحور طويلة في موضوعات كلها جدية‬
‫‪Co‬‬

‫يقوم الفنانون بغنائها وتلحينها‪ ،‬كما حاولوا الربط أيضا بين موضوعات الشعر وحروف‬
‫القافية‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن القاف والضاد والغين تصلح للفخر والحماسة ووصف الحروب‪ ،‬وأن‬

‫‪59‬‬
‫الباء والدال وامليم تصلح للغزل والرثاء‪ .‬والواقع أنه الترابط بينهما‪ ،‬فكل حروف الهجاء‬
‫صالحة لكل أغراض الشعر‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪−‬‬
‫‪es‬‬
‫‪eg‬‬
‫‪ll‬‬
‫‪Co‬‬
‫‪c‬‬
‫‪mi‬‬
‫‪la‬‬
‫‪Is‬‬
‫‪of‬‬
‫‪n‬‬
‫‪t‬‬ ‫‪io‬‬
‫‪na‬‬
‫‪di‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪60‬‬
‫فكرة موجزة عن علم العروض‬
‫علم العروض هو العلم الذي يبحث في الشعر العربي من جهة ضبط وزنه وتحقيق قافيته‪،‬‬

‫‪C‬‬
‫وقد قام بوضع أصول هذا العلم الخليل بن أحمد البصري املتوفي سنة ‪ ٠٦١‬هـ‪ ،‬حين رأى‬

‫‪CI‬‬
‫بعض الشعراء يجترئون على الشعر العربي القديم ويحدثون أوزانا جديدة لم تسمع عن‬
‫العرب‪ ،‬أو يخرجون على األوزان العربية بالزيادة والنقص‪ ،‬فشحذ همته‪ ،‬واعتزل الناس في‬

‫‪−‬‬
‫حجرة خاصة قض ى فيها األيام يوقع بأصابعه ويحركها ‪ -‬وكان على دراية بعلم النغم واإليقاع‬

‫‪es‬‬
‫‪ -‬ويطبقها على أوزان الشعر وقوافيه‪ ،‬حتى استطاع أن يحصر أوزانه ويضبط قوافيه‪،‬‬

‫‪eg‬‬
‫ويخرج للناس علما تام األصول واملصطلحات‪ ،‬لم يستطع املتأخرون أن يضيفوا إليه شيئا‪،‬‬

‫‪ll‬‬
‫إال بعض مسائل فرعية‪ ،‬ال تمنع من القول‪ :‬إن الخليل هو واضع هذا العلم بطريقة ال تدع‬

‫‪Co‬‬
‫مجاال ملستزيد‪ .‬وقد حصر الخليل أوزان الشعر في خمسة عشر وزنا‪ ،‬تضم عشرة ألفاظ‬
‫تسمى "التفعيالت"‪ ،‬وهي‪ :‬فعولن‪ ،‬مفاعيلن‪ ،‬مفاعلتن‪ ،‬فاعلن‪ ،‬فاعالتن‪ ،‬متفاعلن‪،‬‬
‫‪c‬‬
‫‪mi‬‬

‫مستفعلن‪ ،‬مفعوالت‪ ،‬فاع التن‪ ،‬مستفع لن‪ .‬وسمي الوزن بحرا؛ ألن كل شاعر يغترف منه‪،‬‬
‫وقد اتفق النقاد على أن يوزن الشعر بهذه املوازين‪ ،‬فتقابل حروفها بحروف الكلمات‬
‫‪la‬‬

‫املوزونة في بيت الشعر‪ ،‬فما كان متحركا قوبل بمتحرك‪ ،‬وما كان ساكنا قوبل بساكن‪،‬‬
‫‪Is‬‬

‫ويقتض ي الوزن الصحيح للشعر مراعاة ما يأتي‪:‬‬


‫‪ o‬الحرف املوزون‪ :‬هو ما ينطق به‪ ،‬سواء ظهر في الرسم اإلمالئي أم لم يظهر فيه‪ ،‬فكلمة‬
‫‪of‬‬

‫"هذه" ننطق فيها بعد الهاء بألف نحذفها في الكتابة‪ ،‬ولكننا عند وزنها نقابلها بحرف‬
‫‪n‬‬

‫ساكن في "التفعيلة" فتصير على وزن "فاعلن"(‪.)1‬‬


‫‪io‬‬

‫‪ o‬الحرف الذي يكتب في املوزون وال ينطق به‪ ،‬فإننا ال نقابله بحرف في امليزان‪ ،‬فمثال‬
‫‪t‬‬
‫‪na‬‬

‫تركيب "هذا الذي" حذف فيه األلفان عند النسق اللتقاء الساكنين‪ ،‬فعند إرادة وزنه؛‬
‫فإنه يقابل في امليزان بلفظ "مستفعلن"‪ ،‬فالسين الساكنة في مقابلة األلف املحذوفة‬
‫‪di‬‬

‫بعد الهاء واأللف األخيرة في "هذا" وألف "الذي" ال يعتبران في امليزان‪ ،‬ألننا ال ننطق‬
‫‪or‬‬

‫بهما‪.‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪ o‬الحرف املشدد يقابل بحرفين في امليزان وإن كتب حرفا واحدا كالالم في "الذي"‪.‬‬

‫(‪ )٠‬حركة الحرف األخير تشبع فينتج عنها حرف ساكن يظهر مقابله في التفعيلة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ o‬التنوين في الكلمة املوزونة يعتبر حرفا ساكنا‪ ،‬ألننا ننطق به‪ ،‬وإن كنا ال نكتبه‪ ،‬فكلمة‬
‫"عالم" توزن بلفظ "فاعلن"‪ ،‬وكذلك الحرف املتولد من اإلشباع يعتبر حرفا في الوزن‪.‬‬
‫طريقة كتابة الشعر عند إرادة تقطيعه‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫للشعر عند إرادة وزنه رسم خاص‪ ،‬يالحظ فيه ما ينطق مع ضم كل مجموعة من الحروف‬
‫تقابل لفظا من امليزان في صورة كلمة واحدة‪ ،‬فمثال قول الشاعر‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫ويـ ـأتـ ـي ـ ـك ب ـاألخ ـبـار من لم تزود‬ ‫س ـ ـتبدي لـ ـك األيـ ـام ما كنت جاهال‬

‫‪es‬‬
‫نكتبه هكذا‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫‪eg‬‬
‫ْ‬
‫ويأتي ‪ -‬كبألخبا ‪ -‬رمنلم ‪ -‬تزوودي‬ ‫لكألييا ‪ -‬مماكن – تجاهلن‬ ‫ستبدي ‪ْ -‬‬
‫ْ‬
‫فعول ْن ‪ -‬مفاعيل ْن ‪ -‬فعول ْن ‪ -‬مفاعل ْن‬

‫‪ll‬‬
‫فعولن ‪ -‬مفاعيلن ‪ -‬فعولن ‪ -‬مفاعلن‬

‫‪Co‬‬
‫وبتقطيع البيت نالحظ أننا كتبنا التنوين نونا ساكنة‪ ،‬وصورنا إشباع الكسرة ياء وفككنا‬
‫إدغام الحرف املشدد‪ ،‬وحذفنا الحروف التي لم ينطق بها‪ .‬وكونا البيت أجزاء قابلناها‬
‫‪c‬‬
‫بأجزاء امليزان غير مراعين فيها صورة الكلمات األصلية في البيت‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫األسباب واألوتاد‪:‬‬
‫‪la‬‬

‫بالتأمل في ألفاظ امليزان الشعري نجدها تتألف من مقاطيع مختلفة‪ ،‬فقد يكون املقطع‬
‫‪Is‬‬

‫مكونا من حرفين (متحرك فساكن) أو من حرفين (متحركين) أو من ثالثة حروف (متحركين‬


‫فساكن) أو (متحركين بينهما ساكن)‪ ،‬فاللفظ (فعولن) مكون من مقطعين‪( :‬فعو ‪ -‬لن)‬
‫‪of‬‬

‫واللفظ (فاعالتن) مكون من ثالثة مقاطع (فا‪ .‬عال‪ .‬تن) واللفظ (فاع التن) مكون من ثالثة‬
‫‪n‬‬

‫مقاطع هكذا (فاع‪ .‬ال‪ .‬تن)‪ ،‬وبذلك يكون تركيب (فاعالتن) غير تركيب (فاع التن)‪ ،‬والسبب‬
‫‪io‬‬

‫في ذلك هو الداللة على كيفية تكون مقاطعها‪ ،‬وبناء عليه فاملقطع املكون من حرفين يسمى‬
‫‪t‬‬

‫(سببا)‪ .‬سواء أكان الحرف الثاني متحركا أم ساكنا‪ ،‬مثل (مت‪ .‬فا)‪ ،‬واملقطع املكون من ثالثة‬
‫‪na‬‬

‫حروف يسمى (وتدا) سواء أكان الحرف الساكن بين الحرفين املتحركين أو بعدهما‪ ،‬مثل‬
‫‪di‬‬

‫(فاع‪ ،‬فعو)‪.‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫الزحاف والعلة‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫قد نرى في الشعر تغييرات‪ ،‬بحيث ال يطابق الوزن الشعري تماما‪ ،‬وذلك كتسكين املتحرك‬
‫أو حذفه‪ ،‬أو حذف الساكن أو زيادته‪ ،‬أو حذف أكثر من حرف‪ ،‬أو زيادته‪ ،‬فإن تناول‬
‫التغيير ثواني األسباب بتسكين املتحرك أو حذفه أو حذف الساكن سمي "زحافا"‪ ،‬وإذا وجد‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫الزحاف في بيت ال يلزم تكراره في بقية األبيات‪.‬‬
‫وإن تناول التغيير غير ما ذكر بحذف السبب كله أو زيادة ساكن على الوتد مثال سمي "علة"‪،‬‬

‫‪−‬‬
‫وتقع العلل أصالة في العروض (آخر الشطر األول) والضرب (آخر الشطر الثاني)‪ .‬وإذا‬

‫‪es‬‬
‫جاءت العلة في بيت‪ ،‬فال يجوز للشاعر أن يتخلى عنها في بقية أبيات القصيدة‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫بحور الشعر‬

‫‪ll‬‬
‫بحور الشعر التي وضعها الخليل بن أحمد خمسة عشر بحرا‪ ،‬زاد األخفش عليها بحر‬

‫‪Co‬‬
‫"املتدارك"‪ .‬والقصيدة عدة أبيات كل بيت مكون من شطرين أو (مصراعين)‪ ،‬الشطر األول‬
‫يسمى (الصدر) والشطر الثاني يسمى "العجز"‪ .‬والشطر أجزاء يقطع إليها الشعر حسب‬
‫‪c‬‬
‫بحوره‪ .‬وقد نظمها‪ 1‬صفي الدين الحلي فيما يأتي‪:‬‬
‫‪mi‬‬

‫‪ -1‬البحر الطويل‪:‬‬
‫‪la‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫فـ ـعـ ـول ـ ـ ْن م ـفاعيل ْن فعول ْن مفاعل ْن‬ ‫طـ ـويـ ـ ـل له دون البحور فضائل‬
‫‪Is‬‬

‫‪ -2‬البحر املديد‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ـ ـ ـاع ـ ـ ـ ـالت ـ ـ ـ ْن ف ـ ـاع ـ ـلـ ـ ـ ْن ف ـ ـ ـاع ـ ـ ـالت ـ ـ ـ ْن‬ ‫لـمـ ـديـ ـد ال ـشـ ـع ـ ـر عندي صفات‬
‫‪of‬‬

‫‪ -3‬البحر البسيط‪:‬‬
‫م ْستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن‬
‫‪n‬‬

‫إن البسيط لديه يبسط األمل‬


‫‪io‬‬

‫‪ -4‬البحر الوافر‪:‬‬
‫‪t‬‬

‫َ‬ ‫اعـ ـلـ ـتـ ـ ْن مـ ـ َفـ ـ َ‬ ‫َ‬ ‫مـ ـ َفـ ـ َ‬


‫اعـ ـلـ ـتـ ـ ْن ف ـ ـ ـع ـ ـ ـولـ ـ ْن‬ ‫بـ ـحـ ـور الـ ـشـ ـعـ ـر وافـ ـرهـ ـا جميل‬
‫‪na‬‬

‫‪ -5‬البحر الكامل‪:‬‬
‫‪di‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫مـ ـ َتـ ـفـ ـاعـ ـلـ ـ ْن مـ ـ َتـ ـفـ ـاعـ ـل ْن مـ ـ َتـ ـفـ ـاعل ْن‬ ‫كمل الجمال من البحور الكامل‬
‫‪or‬‬

‫‪ -6‬بحر الهزج‪:‬‬
‫‪Co‬‬

‫َم ـ ـ ـ ـ َف ـ ـ ـ ـاعـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـ ْن َم ـ ـ ـ ـ َف ـ ـ ـ ـاعـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـنْ‬ ‫ع ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـى األهـ ـ ـ ـ ـ ـزاج ت ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـل‬

‫‪ 1‬قد ترى بعض التغييرات اليسيرة عند مطابقة الوزن على املوزون‪ ،‬وقد أردنا ذلك حتى نعطيك صورة أصلية لتفعيالت البحر‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -7‬بحر الرجز‪:‬‬
‫م ـ ْس ـ َت ْف ـعل ْن م ـ ْس ـ َت ْف ـعل ْن م ـ ْس ـ َت ْفعل ْن‬ ‫فـي أب ـح ـر األرج ـاز ب ـح ـر ي ـس ـه ـل‬
‫‪ -8‬بحر الرمل‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪CI‬‬
‫ف ـ ـاع ـ ـ ـالت ـ ـ ـن ف ـ ـاع ـ ـ ـالت ـ ـن ف ـ ـاع ـ ـ ـالت‬ ‫األب ـ ـح ـ ـر ت ـ ـ ْروي ـ ـ ـه ال ـ ـث ـ ـقات‬ ‫ر ْم ـل ْ‬
‫‪ -9‬بحر السريع‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫َ‬
‫م ـ ْس ـ ـ َت ْف ـ ـ ـعل ْن م ـ ـ ْس ـ ـ ـ َت ْف ـ ـ ـعل ْن ف ـاع ـل ْن‬ ‫ب ـح ـ ـر َس ـ ـري ـ ـ ـ ٌع م ـ ـا ل ـ ـه س ـ ـاح ـ ـ ـل‬

‫‪es‬‬
‫ْ‬
‫‪ -11‬البحر املن َسرح‪:‬‬
‫َ‬

‫‪eg‬‬
‫م ـ ْس ـ ـت ـف ـ ـعلن م ـف ـ ـع ـ ـوالت م ـف ـت ـع ـلن‬ ‫م ـ ـن ـس ـرح ف ـي ـ ـه ي ـ ـض ـ ـرب الـمثل‬

‫‪ll‬‬
‫‪ -11‬البحر الخفيف‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ـ ـاع ـ ـالت ـ ـن م ـ ـس ـت ـف ـع ل ـ ْن ف ـاعالتن‬

‫‪Co‬‬
‫ي ـا خ ـف ـي ـفا خ ـف ـت ب ـه ال ـح ـركات‬
‫‪ -12‬بحر املضارع‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪c‬‬
‫َم ـف ـاع ـيل ْن فاع الت ْن‬ ‫ت ـ َع ـ ُّد الـم ـض ـار َع ـ ـات‬
‫‪mi‬‬

‫‪ -13‬بحر املقتضب‪:‬‬
‫‪la‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬


‫َم ـ ْف ـع ـوالت م ـف ـت ـعل ْن‬ ‫اق َتض ـ ْب ك َما َسألوا‬
‫‪Is‬‬

‫‪ -14‬بحر املجثث‪:‬‬
‫َ‬
‫مسـتفع ل ْن فاعالت ْن‬ ‫اج ـت ـث ـ ـت ال ـ َح ـ َرك ـات‬ ‫ْ‬
‫‪of‬‬

‫‪ -15‬بحر املتقارب‪:1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فعول ـ ْن فعول ْن فعول ْن فعول ْن‬ ‫ع ـن الـمتق ـارب ق ـ َ‬
‫‪n‬‬

‫ال الخلي ـل‬


‫‪io‬‬

‫أما البحر السادس عشر وهو املتدارك‪ ،‬فقد ضبطه بعضهم في قوله‪:‬‬
‫َفاع ـل ـ ْن َف ـاع ـل ْن َفاعل ْن َفاعلنْ‬ ‫َ‬
‫‪t‬‬

‫َدار ٌك َواص ـ ـ ٌل َس ـ ـال ـ ـ ٌم ك ـ ـام ـ ـ ـ ٌل‬


‫‪na‬‬

‫وفيما يأتي تقطيع بعض األبيات للسير على منوالها‪ ،‬قال املتنبي ووزنه من الكامل‪:‬‬
‫‪di‬‬

‫وجوى يزيد وعبرة تترقرق‬ ‫‪ -1‬أرق على أرق ومثلي يأرق‬


‫‪or‬‬

‫ََ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫وج َون َيزي ‪ -‬د َو َع ْب َرت ْن ‪ -‬تت َرق َرقو‬ ‫أ َرق ْن َعلى‪-‬أ َرق ْن َومث‪-‬ل َي َيأ َرقو‬
‫‪Co‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م َتفاعل ْن ‪ -‬م َتفاعل ْن‪ -‬م َتفاعل ْن‬ ‫م َتفاعل ْن‪ -‬م َتفاعل ْن‪ -‬م َتفاعل ْن‬

‫‪ 1‬بحر املتقارب عروضه صحيحة لكن يجوز دخول تغييرين‪ :‬األول‪ :‬القبض‪ ،‬فتصير فعولن فعول‪ .‬الثاني‪ :‬الحذف‪ ،‬فتصير فعولن فعو‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -2‬وقال الشيباني ووزنه من "الخفيف"‪:‬‬
‫ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َج ـل ب ـاري ـ َك فـي الورى وتعالـى‬ ‫ي ـا ه ـالال ي ـ ـ ْد َع ـ ـى أب ـ ـوه ه ـ ـ ـالال‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َجل َل باري ‪ -‬كفل َو َرى ‪ -‬وت َعالـى‬
‫ْ‬
‫لن‬‫يـا ه َال َل ْن ‪ -‬ي ْد َعـى َأبو ‪ -‬هه َال ْ‬

‫‪C‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫فاعالت ْن ‪ -‬م َت ْفع ل ْن ‪ -‬فعالت ْن‬ ‫فاعالت ْن‪-‬م ْس ـ َت ـ ْف ـع ل ْن‪-‬فعالت ْن‬

‫‪CI‬‬
‫‪ -3‬وقال الحطيئة لعمر بن الخطاب‪ :‬ووزنه من "املتقارب"‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ـ ـ ـإن ل ـ ـ ـك ـ ـ ـل َم ـ ـ ـق ـ ـ ـام َم ـ ـ ـق ـ ـ ـاال‬ ‫َتـ ـ َحـ ـنـ ـ ْن َع ـ ـ َل ـ ـي َه ـ ـ َ‬
‫داك الـ َم ـل ـيك‬

‫‪es‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فإن َن ‪ -‬لكلل ‪َ -‬مقامن ‪َ -‬مقاال‬ ‫ت َح ْنن ْن ‪َ -‬عل ْي َي ‪َ -‬هدا كل‪َ -‬مليكو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪eg‬‬
‫فعول‪-‬فعول ‪-‬فعول ْن ‪-‬فعول ْن‬ ‫فعول ْن ‪ -‬فعول‪-‬فعول ْن‪-‬فعول ْن‬

‫‪ll‬‬
‫ا‬

‫‪Co‬‬
‫ثانيا‪ :‬املوسيقى الداخلية‪:‬‬
‫للشعر روافد تمده باملوسيقى‪ ،‬فتارة يستمد موسيقاه من الوزن والقافية‪ ،‬وهذه هي التي‬
‫‪c‬‬
‫عبر عنها النقاد باملوسيقى الظاهرة أو الخارجية‪ ،‬وتارة يستمد موسيقاه من ألفاظ ذات وقع‬
‫‪mi‬‬

‫خاص يختارها الشاعر‪ ،‬أو تأليف تلك األلفاظ في صورة صوتية معينة‪ ،‬يشعر القارئ معها‬
‫‪la‬‬

‫أن هناك نغما داخليا ينبعث من أعماقها‪ ،‬وبوساطتها يحس بتفاوت النغم في أغراض الشعر‬
‫‪Is‬‬

‫املختلفة من الرثاء والحماسة والفخر‪ ،‬كما يحس تفاوتا في تموجاته املوسيقية من االرتفاع‬
‫واالنخفاض أو الصخب واللين‪ .‬وهذه املوسيقى أوسع دائرة وأقوى عاطفة وتأثيرا من‬
‫‪of‬‬

‫موسيقى الوزن والقافية‪ .‬وقد عبر عنها النقاد باملوسيقى الداخلية‪ ،‬وهي ضربان‪:‬‬
‫‪n‬‬

‫‪ -1‬واضحة‪ :‬وتظهر في الجناس بأنواعه‪ ،‬كما في قول شوقي يخاطب النيل‪:‬‬


‫‪io‬‬

‫في ْح َيا الـ َ‬


‫مغرق‬ ‫واألرض تغرقها َ‬ ‫واملاء تسكبه في ْس َبك عسجدا‬
‫‪t‬‬

‫أو في حسن التقسيم‪ ،‬كما في قول البحتري‪:‬‬


‫‪na‬‬

‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ص ادا‬
‫صال َوي ْبعد َ‬ ‫فا َوي ْدنو َو ْ‬ ‫إسعا‬ ‫َي ـ َت ـأتـ ـى َمـ ـ ْن ـعا‪ ،‬وي ـ ْنعم‬
‫‪di‬‬

‫أو أن يكون بين الجمل في البيت ما يشبه القافية‪ ،‬كما في قول أبي تمام‪:‬‬
‫‪or‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ّلل م ْرتقب فـي هللا م ْ َرتهب‬ ‫ت ْدبير م ْع َتصم‪ ،‬باهلل م ْن َتقم‬
‫‪Co‬‬

‫‪ -2‬خفية‪ :‬وهي ال تد َرك في يسر ووضوح‪ ،‬وإنما نحس أثرها بما تبعثه في النص الشعري من‬
‫جو خاص يالئم الحالة النفسية التي يعبر عنها الشاعر‪ ،‬ويناسب التجربة الشعرية له‪،‬‬

‫‪65‬‬
‫وتنبع من براعة الشاعر في اختيار ألفاظه‪ ،‬والتأليف بينها في نسق خاص‪ ،‬ونغم يوافق ما‬
‫عليه الشاعر من بهجة ونشوة أو حزن أو غضب أو رضا وسخط‪ ،‬ويعرفها القارئ أو السامع‬
‫بأثرها في نفسه‪ ،‬وانعكاس عاطفة الشاعر عليه‪ ،‬فيشعر بالحزن ولوعة النفس عند قراءته‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫لشعر يعبر عن نفس مهمومة كئيبة‪ ،‬كما في قصيدة "العودة" لناجي‪ ،‬أو يشعر بالسرور‬
‫والنشوة عند قراءته لشعر ينس ي األلم‪ ،‬ويصور ما في الطبيعة من جمال‪ ،‬ويبعث فيها الحياة‬

‫‪−‬‬
‫كما في قصيدة "الصباح الجديد" للشابي‪ ،‬أو يحس بجو مشحون بالحمية والغضب‪ ،‬ملتهب‬

‫‪es‬‬
‫َ‬
‫بس ْورة‪ 1‬الحقد على املستعمرين إذا قرأ قصيدة "سنثأر" ملفدى زكريا‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫واملوسيقى الخفية ليست لها قواعد وأصول ومعالم واضحة‪ ،‬وإنما نعرفها بآثارها وتأثيرها‬

‫‪ll‬‬
‫في إحساساتنا ومشاعرنا‪ ،‬وهي في تأثيرها وتعبيرها أشبه باملوسيقى التأثيرية التي تصاحب‬

‫‪Co‬‬
‫املواقف التمثيلية‪ ،‬وتعبر عن أجوائها املناسبة‪ .‬وتتحقق هذه املوسيقى نتيجة اجتماع‬
‫املقومات الفنية في الشعر‪ ،‬من تجربة شعرية صادقة‪ ،‬ووحدة عضوية متكاملة‪ ،‬وصور‬
‫‪c‬‬
‫وأخيلة موحية‪ ،‬وألفاظ وتعبيرات جيدة‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫وهي ذات قيمة كبيرة في ارتفاع مستوى الشعر‪ ،‬ودليل على قدرة الشاعر وبراعته‪.‬‬
‫‪la‬‬
‫‪Is‬‬
‫‪of‬‬
‫‪n‬‬
‫‪t‬‬ ‫‪io‬‬
‫‪na‬‬
‫‪di‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪َ 1‬س ْورة (ج) سورات‪ ،‬سورة الغضب‪ :‬شدة الغضب‪ ،‬سورة البرد‪ :‬شدته‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫فنون الشعر‬
‫فنون الشعر ثالثة‪:‬‬
‫‪ .3‬الشعر املسرحي‬ ‫‪ .2‬الشعر امللحمي‬ ‫‪ .1‬الشعر الغنائي‬

‫‪C‬‬
‫ا‬

‫‪CI‬‬
‫أول ‪ -‬الشعر الغنائي‬
‫الشاعر كائن حي يتميز بصدق اإلحساس وصفاء الوجدان‪ ،‬ويعيش في الحياة ويتفاعل‬

‫‪−‬‬
‫معها‪ ،‬ينعم بخيرها ويشقى بشرها‪ ،‬ويرى صورا ورؤى كثيرة‪ ،‬ويندمج مع من حوله وما حوله‬

‫‪es‬‬
‫من كائنات بحكم عالقاته باآلخرين‪ .‬والشعر الذي يتحدث فيه الشاعر عن نفسيته وعن‬

‫‪eg‬‬
‫وقع األحداث عليه‪ ،‬وعن نزعات قلبه‪ ،‬وخالصة آرائه وأفكاره‪ ،‬ومظاهر عواطفه‪ ،‬وصفوة‬

‫‪ll‬‬
‫تصوراته وتخيالته في األحداث التي تعرض له‪ ،‬والكائنات املحدقة به‪ ،‬وينبع موضوعه من‬

‫‪Co‬‬
‫داخل النفس ‪ -‬ذلك الشعر هو الشعر الغنائي‪ ،‬أو الشعر الوجداني‪ ،‬ألنه يتغنى به أو يصلح‬
‫للغناء‪ ،‬وألنه تعبير عن الوجدان واإلحساس‪ ،‬وتتعدد أغراض هذا الشعر بتنوع انفعاالت‬
‫‪c‬‬
‫النفس‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫فاملدح تعبير عن الرضا واالرتياح والشعور بالجميل ملن يستحق التقدير من الناس‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫والهجاء تعبير عن الغضب والسخط والشعور باإلساءة وتنفيس عن ثورة مكبوتة ضد‬
‫‪Is‬‬

‫خصم‪ ،‬والغزل نفحة من نفحات اإلعجاب والحب‪ ،‬والحماسة والفخر ترجمة عن الثقة‬
‫بالنفس واالعتزاز بالقوم‪ ،‬واالعتذار تنفيس عن شعور بالخطأ واعتراف بالتقصير‪ ،‬والرثاء‬
‫‪of‬‬

‫فجيعة في عزيز وتقدير لصنيع‪ .‬وهكذا بقية األغراض تعبر عن نبضات القلوب‪ ،‬وخلجات‬
‫‪n‬‬

‫النفوس‪.‬‬
‫‪io‬‬

‫وإن كان الشاعر ينفذ من خالل ذاته إلى حياة املجتمع معبرا عن موقفه من أوضاعه وقيمه‬
‫‪t‬‬

‫وإلى الكون والحياة مفسرا ما يقع على شعوره من أحداث وظواهر‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫ومن سمات هذا الشعر أال تزيد القصيدة على مائة بيت غالبا‪ ،‬فإن زادت على ذلك فمرده‬
‫‪di‬‬

‫إلى أمرين‪:‬‬
‫‪or‬‬

‫‪ -1‬إما تعدد املوضوعات التي تتناولها القصيدة‪ ،‬حيث يستطرد الشاعر من موضوع إلى‬
‫‪Co‬‬

‫آخر‪ ،‬كما فعل شوقي في قصيدته التي مطلعها‪:‬‬


‫وحداها بمن تقل الرجاء‬ ‫همت الفلك واحتواها املاء‬

‫‪67‬‬
‫حيث تجده خرج عن تجربته الشخصية وتحدث عن مجد مصر في عصورها املختلفة‪،‬‬
‫ومش ى مع التاريخ يروي أحداثه‪ ،‬ويقف عند كل حدث وقفة قد تقصر أو تطول‪.‬‬
‫‪ -2‬وإما أن تكون موهبة الشاعر خصبة‪ ،‬بحيث يستطيع توليد املعاني بعضها من بعض‪،‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫وبذلك تطول القصيدة‪ ،‬وهذا أمر نادر‪ ،‬وقد تكون األبيات قليلة ال تجاوز العشرة فتسمى‬
‫"مقطوعة"‪ ،‬كما نجد ذلك في قول أبي نواس‪ ،‬يصف زهر النرجس‪ ،‬ويتخذه دليال على‬

‫‪−‬‬
‫وحدانية هللا فيقول‪:‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬

‫‪es‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ص ـ ـ َن ـ ـ َع الـ َم ـل ـيـ ـ ــك‬
‫إلـ ـى آث ـ ـار م ـ ـا َ‬ ‫تأم ـ ْل فـي ن ـ َـب ـات األ ْرض وانظ ـ ْر‬
‫ع ـي ـ ــو ٌن م ْن ل َج ْين شاخص ـ ـ ٌ‬

‫‪eg‬‬
‫بأبص ـار هـي الذه ـب الس ـبي ــك‬ ‫ـات‬
‫ب ـأن هللا ل ـ ـي ـ ـ ـ َ‬ ‫ٌ‬

‫‪ll‬‬
‫س ل ـ ـ ــه ش ـ ـ ـ ـري ـ ـ ـك‬ ‫شاهدات‬ ‫على قضب الزبرجد‬

‫‪Co‬‬
‫الفروق بين املقطوعة والقصيدة‪:‬‬
‫‪ -1‬تتناول املقطوعة موضوعا واحدا ال يتعمق الشاعر فيه وال يعرض له بالتفصيل‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫أما القصيدة فتتناول غالبا موضوعات متعددة‪ ،‬أو موضوعا واحدا فيه الصور الكثيرة‬
‫‪mi‬‬

‫واأللوان الذهنية املتعددة‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫‪ -2‬أسلوب املقطوعة فيه حدة العاطفة والتركيز‪ ،‬وليس فيه احتفال كبير بالصور املجازية‬
‫‪Is‬‬

‫وضروب املحسنات‪ ،‬ألن الهدف منه التعبير عن لحظة انفعال غير متعمقة‪.‬‬
‫أما أسلوب القصيدة‪ ،‬ففيه احتفال بالصور األدبية وألوان التقديم والتأخير؛ ألن الشاعر‬
‫‪of‬‬

‫في القصيدة يحتفي بموضوعه ويبرزه في شكل فني خاص‪.‬‬


‫‪n‬‬

‫‪ -3‬أبيات املقطوعة ال تجاوز عدد أصابع اليدين‪ ،‬أما أبيات القصيدة فتصل إلى مئة بيت‪،‬‬
‫‪io‬‬

‫بل تزيد أحيانا‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫والشعر العربي قبل العصر الحديث في جملته شعر غنائي‪ .‬أما في الحديث فقد تأثر الشعر‬
‫‪na‬‬

‫العربي باآلداب األجنبية‪ ،‬وبمقاييس النقد الحديث‪ ،‬فظهر فيه الشعر امللحمي الفصيح‬
‫‪di‬‬

‫والشعر املسرحي‪.‬‬
‫‪or‬‬

‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬الشعر امللحمي‬
‫‪Co‬‬

‫هو شعر قصص ي موضوعي ال يتحدث فيه الشاعر عن أحاسيسه ومشاعره‪ ،‬وإنما يتناول‬
‫الوقائع الحربية واملناقب القومية واألبطال والجماعات‪ ،‬بأسلوب أدبي تمتزج فيه الحقائق‬

‫‪68‬‬
‫باألساطير وتكثر فيه الخوارق واألعاجيب‪ ،‬وعلى ذلك فموضوع امللحمة املعارك والبطوالت‪.‬‬
‫ويمثل امللحمة في األدب اليوناني‪ :‬اإللياذة لهوميروس‪ ،‬وتتناول بعض وقائع الحرب التي‬
‫دارت رحاها بين اإلغريق والطرواديين ومعهم حلفاؤهم ودامت عشر سنين(‪.)1‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫ومن األدب الفارس ي "الشاهنامة" للفردوس ي‪ ،‬وتتضمن خالصة ما روى الفرس من أساطير‬
‫وحقائق في تاريخ ملوكهم‪ ،‬منذ أقدم العصور إلى الفتح اإلسالمي‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫ومن األدب اإليطالي "الكوميديا اإللهية" للشاعر اإليطالي دانتي‪ .‬ومن األدب اإلنجليزي‬

‫‪es‬‬
‫"الفردوس املفقود" للشاعر اإلنجليزي "ملتن"‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫ويمثل امللحمة من األدب العربي الحديث "عيد الغدير" و "عيد الرياض" للشاعر بولس‬

‫‪ll‬‬
‫سالمة‪ ،‬وكذلك "اإللياذة اإلسالمية" للشاعر أحمد محرم‪ ،‬و"فتاة الجبل األسود" و"نيرون"‬

‫‪Co‬‬
‫للشاعر خليل مطران في رأي بعض النقاد‪.‬‬
‫وقد وجدت املالحم الشعبية في األدب العربي منذ القديم‪ ،‬مثل قصة "أبو زيد الهاللي" و‬
‫‪c‬‬
‫"عنترة بن شداد" و"سيف بن ذي يزن" و"ذات الهمة" و"حمزة البهلوان" وغيرهما‪ ،‬لكنها‬
‫‪mi‬‬

‫باللغة العامية فلم تعد من األدب الفصيح‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫ولقد كان للعرب أيام ومعارك كثيرة عبر عصور الزمن تعتبر عونا كبيرا لوجود املالحم‪ ،‬ولكن‬
‫‪Is‬‬

‫يبدو أن الصورة التي عرفت بها املالحم في القديم من كونها طويلة مسرفة في الطول‪ ،‬تصل‬
‫إلى آالف األبيات من جانب‪ ،‬واتخاذ هذه الصورة تقنينا يسير عليه الشعراء من جانب آخر‪،‬‬
‫‪of‬‬

‫واملحافظة على وحدة الوزن والقافية في الشعر العربي قبل العصر الحديث من جانب‬
‫‪n‬‬

‫ثالث‪ ،‬كل ذلك شكل صعوبة على الشعراء في الوصول بقصائدهم الحماسية إلى هذه‬
‫‪io‬‬

‫اآلالف من األبيات بأسلوب فصيح‪ ،‬والدليل على ذلك أنهم حينما تخلصوا من األسلوب‬
‫‪t‬‬

‫األدبي ومن وحدة الوزن والقافية‪ ،‬استطاعوا أن ينشئوا املالحم الشعبية التي أشرنا إليها‪.‬‬
‫‪na‬‬

‫ومن مميزات املالحم ما يأتي‪:‬‬


‫‪di‬‬

‫‪ -1‬أنها طويلة مسرفة في الطول‪ ،‬وبذلك خرجت القصائد العربية التي قيلت في املعارك‬
‫‪or‬‬

‫املتعددة عن كونها مالحم‪ ،‬وأصبحت في عداد القصائد الحماسية‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫(‪ )٠‬راجع مقدمة اإللياذة للبستاني‪.‬‬


‫‪69‬‬
‫‪ -2‬أنها موضوعية ال ذاتية‪ ،‬ألن الشاعر يرسم صور األحداث وسلوك األبطال في مواقف‬
‫القصة وال تظهر شخصيته إال في طريقة تمثله لعواطف أبطال القصة‪ ،‬وفي رسم أجوائها‬
‫وتمجيد بعض مواقفها والسخرية ببعضها اآلخر‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ -3‬أنها تصاغ في أسلوب أدبي رائع مسلسل األحداث مترابط الفكرة‪ ،‬وليس فيها جفاف‬
‫الحقائق وتجريد املعلومات‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ -4‬أنها ليست مصدرا من مصادر التاريخ‪ ،‬وإنما تقرأ على أنها تعبير فني عن حياة اإلنسان‬

‫‪es‬‬
‫بما فيها من مفاجآت‪ ،‬ألنها تعتمد على املبالغة‪ ،‬فالحقائق فيها ممزوجة باألساطير‪.‬‬
‫ا‬

‫‪eg‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشعر املسرحي‬

‫‪ll‬‬
‫املسرحية الشعرية "قصة" قد يكون موضوعها "شخصية عصامية"‪ ،‬استطاعت أن‬

‫‪Co‬‬
‫تتخطى صعاب الحياة‪ ،‬وأن تصل إلى مثلها األعلى الذي وضعته لنفسها أمنية‪ ،‬حتى تكون‬
‫مثال حيا للشباب وطموحهم‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫وفيها يعرض املؤلف املشكالت التي اعترضت طريق هذه الشخصية‪ ،‬والصراع الذي وقع‬
‫‪mi‬‬

‫بينها وبين املشكالت‪ ،‬وكيف تغلبت عليها‪ ،‬وقد يكون موضوعها "حدثا اجتماعيا" يشتد فيه‬
‫‪la‬‬

‫الصراع بين الفضيلة والرذيلة‪ ،‬كما يحدث بين دعاة الحق وحماته‪ ،‬وأتباع الباطل ومؤيديه‪،‬‬
‫‪Is‬‬

‫ألنه يتالءم مع هواهم وانحرافاتهم‪ ،‬إلى آخر هذه املوضوعات التي نقرؤها ونشاهدها‪ .‬وكلما‬
‫كان املوضوع له أهميته لدى الجماهير‪ ،‬كلما كانوا أكثر إقباال عليه‪ ،‬وأكثر تأثرا به‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫واألحداث في املسرحية تعرض عن طريق الشخصيات‪ ،‬والحوار فيها يشكل عنصرا هاما‪،‬‬
‫‪n‬‬

‫وكلما كان قصيرا موحيا‪ ،‬كلما كان أنفذ إلى مشاعر الجماهير‪.‬‬
‫‪io‬‬

‫ولغة املسرحية هي الواسطة بين املؤلف والجمهور‪ ،‬فال بد من أن تكون كاشفة معبرة‪ ،‬في‬
‫‪t‬‬

‫غير ثرثرة أو إيجاز مخل‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫وأخطر ما تتعرض له لغة املسرح أن تكون خطابية‪ ،‬وذلك حين يشعر املرء أن الشخصية‬
‫‪di‬‬

‫ال تتوجه للشخصيات املسرحية األخرى‪ ،‬بل إلى املتفرجين‪ ،‬أو أن تكون العبارة غنائية‬
‫‪or‬‬

‫تصف املشاعر الذاتية‪ ،‬فتشعرك أنك أمام قصيدة غنائية ال أمام حوار مسرحي‪.‬‬
‫‪Co‬‬

‫والشاعر في املسرحية ينطق كل شخصية بما يناسبها‪ ،‬ألن لكل شخصية ثقافتها وبعدها‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫موازنة بين الشعر امللحمي والشعر املسرحي‪:‬‬
‫‪ )1‬كل منهما شعر قصص ي‪.‬‬
‫‪ )2‬كل منهما شعر موضوعي ال يتحدث فيه الشاعر عن عواطفه الخاصة بل يصور عواطف‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫الشخصيات في القصة‪.‬‬
‫‪ )3‬كل منهما حديث في األدب العربي‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫ويختلفان فيما يأتي‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫‪ -1‬األحداث في املسرحية تعرض عن طريق الحوار الذي يجريه الشاعر على ألسنة‬

‫‪eg‬‬
‫شخصيات املسرحية‪ .‬أما األحداث في امللحمة فيحكيها الشاعر بنفسه‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ -2‬لغة املسرحية ال تسير على نسق واحد‪ ،‬وإنما تتالءم مع طبيعة الشخصية ومستواها‬

‫‪Co‬‬
‫الثقافي‪ ،‬ولذلك فإن ما يعد أحيانا غير مناسب في الشعر الغنائي أو امللحمي‪ ،‬قد يكون بليغا‬
‫في املسرحية إذا ناسب الشخصية التي جرى على لسانها‪ ،‬أما لغة امللحمة فتكون في مستوى‬
‫‪c‬‬
‫رفيع من التعبير؛ ألن الشاعر هو الذي يحكي األحداث بأسلوبه‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫‪ -3‬املبالغات في امللحمة مقبولة‪ ،‬لكنها غير مقبولة في املسرحية‪ ،‬فكلما كانت املسرحية‬
‫‪la‬‬

‫مرتبطة بالواقع كانت أجمل‪ ،‬وال سيما إذا كانت تاريخية أو اجتماعية‪.‬‬
‫‪Is‬‬

‫ويعد شوقي رائد هذا الفن األدبي في الشعر العربي الحديث‪ ،‬ألنه ارتفع بأسلوب املسرحية‬
‫الشعرية إلى منزلة األدب الرفيع‪ ،‬في وقت كثرت فيه املسرحيات النثرية باللغة العامية‪ ،‬وألنه‬
‫‪of‬‬

‫أنشأ مسرحياته على القواعد الكالسيكية والرومانتيكية في الغرب‪ .‬ومن مسرحياته‬


‫"كليوباترا" و"مجنون ليلى" و"قمبيز" و"علي َبك الكبير"‪ .‬وقد لوحظ على شوقي أنه كان يكثر‬
‫‪n‬‬
‫‪io‬‬

‫من القطع الغنائية‪ ،‬متأثرا بماضيه وبجمهوره‪ ،‬ويطيل الحوار أحيانا حتى يبلغ حد‬
‫‪t‬‬

‫القصيدة‪ ،‬وبخاصة في مسرحيتيه األوليين‪ ،‬ولكنه تخلص بعد ذلك من هذا املأخذ‪ ،‬وجاء‬
‫‪na‬‬

‫بعد شوقي طائفة من الشعراء ترسموا خطاه‪ ،‬ومن أبرزهم عزيز أباظة وعلي أحمد باكثير‬
‫‪di‬‬

‫ومحمود غنيم وعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهم‪.‬‬


‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪71‬‬
‫أسلوب النثر‬
‫مفهومه ومقوماته الفنية‬
‫مفهومه‪ :‬هو األسلوب الذي يعبر به األديب عن أفكاره وعواطفه‪ ،‬وال يلتزم فيه وزنا وال‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫قافية‪ ،‬ويمتاز "بالتحرر والتنوع‪ ،‬ووضوح املنهج(‪ ،)1‬وداللة العبارة على املراد من أقرب‬
‫طريق‪ ،‬واتساع املجال أمام الكاتب كي يعبر فيه عما يجيش في نفسه من الخواطر‬

‫‪−‬‬
‫واإلحساسات"‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫مقوماته‪( :‬عناصره)‪ )۱( :‬املعاني (‪ )۲‬الخيال (‪ )۳‬التعبير‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ -1‬املعاني‪ :‬هي األفكار التي يلم بها األديب في موضوعه الذي يعالجه‪ ،‬وهي عنصر عظيم‬

‫‪ll‬‬
‫األهمية في النثر‪ .‬وحظها فيه أقوى وأوضح من أي مقوم آخر‪ ،‬ألن وظيفة النثر عالج‬

‫‪Co‬‬
‫املشكالت االجتماعية والتعبير عن العالقات اإلنسانية املختلفة‪ ،‬ووصف مظاهر‬
‫الحضارة‪ .‬وكلما سارت الحضارة في طريق التقدم عظم شأن األفكار‪ .‬ففي العصر الحديث‬
‫‪c‬‬
‫عصر الذرة وغزو الفضاء والفعالية واالبتكار‪ ،‬حيث تعددت املشكالت التي تحتاج إلى‬
‫‪mi‬‬

‫العالج‪ ،‬نجد األفكار قوية غزيرة دقيقة واضحة‪ ،‬تتناول شؤون الحياة من تعليم وسياسة‬
‫‪la‬‬

‫واقتصاد‪ ،‬وتمتاز بالتحليل والتفسير والكشف واإليضاح‪.‬‬


‫‪Is‬‬

‫وفي عصور الضعف‪ ،‬نجد األديب يركن إلى الزينة الشكلية‪ ،‬ليغطي بها ضآلة أفكاره وضعف‬
‫معانيه‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫‪ -2‬الخيال‪ :‬هو أثر النشاط الوجداني في نفس األديب‪ ،‬وسبب استثارة االنفعال العاطفي في‬
‫‪n‬‬

‫نفس القارئ والسامع‪ .‬وكلما قويت العاطفة التي تبعث على القول احتاج األديب إلى الصور‬
‫‪io‬‬

‫الخيالية من تشبيهات واستعارات‪ ،‬وكنايات أو خيال مؤلف للتعبير بها عن عاطفته‪،‬‬


‫‪t‬‬

‫فالخيال وليد العاطفة‪ ،‬وهو الذي يولد الصور التي تشيع الروعة في األسلوب‪ .‬والنثر ال‬
‫‪na‬‬

‫يحفل بالخيال والصور كثيرا كما يحفل الشعر‪ ،‬ألن اهتمامه األول باألفكار لعالج‬
‫‪di‬‬

‫املشكالت‪ ،‬على أننا ‪ -‬قد نجد التصوير بارزا في بعض الفنون النثرية‪ ،‬كالقصة واملسرحية‬
‫‪or‬‬

‫والرسائل األدبية التي تعتمد على تصوير املشاعر واألحاسيس‪ ،‬ولكن أصالة الخيال في النثر‬
‫‪Co‬‬

‫ليست نابعة في طبيعته كأصالة األفكار‪.‬‬

‫‪ 1‬عن "أسس النقد األدبي" للدكتور أحمد بدوي بتصرف‪.‬‬


‫‪72‬‬
‫‪ -3‬التعبير‪ :‬هو األلفاظ والعبارات التي تتخذ أوعية للمعاني والصور‪ ،‬والعاطفة تتدخل‬
‫كثيرا في اختيار األلفاظ التي تالئم املوضوع‪ ،‬فتكون رقيقة في الرثاء والغزل‪ ،‬جزلة قوية في‬
‫الفخر والحماسة‪ ،‬كما توجب على األديب أن يختار ألسلوبه نسقا خاصا من حيث التقديم‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫والتأخير والحذف والذكر واإليجاز واإلطناب‪ ،‬وأن يراوح في أسلوبه بين الخبر واإلنشاء‪ ،‬حتى‬
‫يتحقق األثر الذي ينشده‪ .‬وينبغي أن يكون الكاتب على علم بما تحمله الكلمة من معان‬

‫‪−‬‬
‫حقيقية‪ ،‬وما تتسع له من معان مجازية‪ ،‬حتى يحسن وضع الكلمات مع ما يجاورها‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫واللغة كائن حي تتلون بألوان البيئة والعصور والثقافات‪ .‬فالكاتب الفذ هو الذي يقدر على‬

‫‪eg‬‬
‫انتشال الكلمات املألوفة التي ال تثير اهتمام القارئ‪ ،‬ويستخدمها استخداما يكسبها جدة‬

‫‪ll‬‬
‫وطالوة‪ ،‬ويبعث فيها الحيوية والنشاط‪ ،‬والكتاب في العصر الحديث نوعان‪:‬‬
‫(أ) نوع يميل إلى استعمال الكلمات الغريبة‪ ،‬حتى ل َنكاد نعده من العصور األولى كالسيد‬

‫‪Co‬‬
‫توفيق البكري‪ ،‬والشيخ حمزة فتح هللا‪ ،‬وعلي الجارم‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫(ب) ونوع يميل إلى استعمال الكلمات املألوفة عند أكبر عدد ممكن من املثقفين ينتشلها‬
‫‪mi‬‬

‫من التيار العام إلى تيار آخر تصفو فيه من ابتذالها‪ ،‬ويعود إليها نشاط لم تألفه من قبل‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫ومن هذا النوع‪ :‬طه حسين‪ ،‬وأحمد أمين‪ ،‬وعلي الطنطاوي‪.‬‬


‫‪Is‬‬

‫ومما تقدم يتبين لنا أن التعبير الجيد هو الذي تتوافر فيه الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال الكلمات املألوفة عند أكثر املثقفين‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫‪ -2‬االبتعاد عن الكلمات املبتذلة والنابية والتي كثر دورانها على األلسنة وأصبح املثقفون‬
‫‪n‬‬

‫يتلقونها بدون اكتراث‪ ،‬مثل مركب النقص‪ ،‬واملشاركة الوجدانية‪ ...‬الخ‪.‬‬


‫‪io‬‬

‫‪ -3‬االبتعاد عن الغرابة والتعقيد‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫ولعل من املناسب بعد أن تكلمنا عن مقومات النثر أن نتحدث عن املوسيقى ودورها في‬
‫‪na‬‬

‫النثر الفني‪.‬‬
‫‪di‬‬

‫واملوسيقى في النثر هي الجو العاطفي الذي يشيع في النص األدبي ويحقق املتعة والتأثير في‬
‫‪or‬‬

‫نفس القارئ والسامع‪ ،‬وليست املوسيقى رهينة بالسجع واالزدواج والترادف وغيرها من‬
‫‪Co‬‬

‫املحسنات فحسب‪ ،‬وإنما هي رهينة بالعاطفة الصادقة التي تحمل الكاتب على أن يختار‬
‫األلفاظ املناسبة للموضوع‪ ،‬ثم يضعها في نسق خاص تنشأ منه موسيقى تزيد املعنى قوة‬
‫‪73‬‬
‫وتأثيرا‪ ،‬وتوحي بأفكار وعواطف أكثر مما توحي به وهي مفرقة‪ .‬وكلما قوي حظ النثر من‬
‫العاطفة‪ ،‬كان حظه من املوسيقى أوفر‪ ،‬وكلما بعد عن العاطفة ابتعد بمقدار ذلك عن‬
‫املوسيقى‪ .‬ومما تقدم نستطيع أن نقول‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫إن النثر الرائع هو الذي يحقق التأثير واملتعة النفسية العقلية معا‪ ،‬ويكون مزاجا من الفكر‬
‫حساسا‪ ،‬ووليد العقل الناضج الذي يأتي بالفكرة الخصبة‪ ،‬والعاطفة الصادقة التي تنتج‬

‫‪−‬‬
‫الصور املوحية واملوسيقى املؤثرة‪ ،‬كما يكون أسلوبه بعيدا عن الغرابة وااللتواء‪ ،‬وهذا النثر‬

‫‪es‬‬
‫هو الذي يعجب نقاد األدب كنثر أحمد حسن الزيات‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫أما النثر الذي تغلب عليه املتعة الذهنية‪ ،‬فال يعجب النقاد كثيرا‪ ،‬وإنما يعجب العلماء‬

‫‪ll‬‬
‫والفالسفة الذين يميلون إلى عمق الفكرة كنثر عباس محمود العقاد ومصطفى صادف‬

‫‪Co‬‬
‫الرافعي‪.‬‬
‫أنواع النثر‬
‫‪c‬‬
‫النثر أنواع‪ :‬رسائل‪ ،‬ومقاالت‪ ،‬وخطابة‪ ،‬وقصة‪ ،‬ومسرحية‪ ،‬ولكل نوع منها أسلوبه الخاص‬
‫‪mi‬‬

‫به‪ .‬وسنعرض كل نوع على حدة‪ ،‬ليتبين مدى اختالف النثر في كل منها‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫ا‬
‫أول‪ :‬الرسائل‬
‫‪Is‬‬

‫الرسائل لون من ألوان الخطاب املكتوب‪ ،‬يتناول فيه كاتبه ومنشئه غرضا من أغراض‬
‫الحياة العامة أو الخاصة‪ ،‬وهذا الغرض قد يعبر عن مصلحة أو أمر من األمور العملية‬
‫‪of‬‬

‫املادية بعيدا عن العاطفة والخيال‪ ،‬وقد يعبر عن موضوع خاص تكون العاطفة والخيال‬
‫‪n‬‬

‫والشعور فيه من أبرز مالمحه‪ ،‬وهي باعتبار الغرض الذي ترمي إليه‪ .‬ذات أنواع كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪io‬‬

‫‪ .1‬الرسائل الرسمية‬
‫‪t‬‬

‫وتسمى أيضا الرسائل العامة أو الديوانية‪ .‬وتتناول شؤون الدولة قاطبة في الداخل‬
‫‪na‬‬

‫والخارج‪ ،‬كالرسائل التي تبعث به الدولة إلى دولة أخرى في شأن معاهدة أو تحديد عالقة‬
‫‪di‬‬

‫من العالقات‪ ،‬وكاملكاتبات التي تصدر من إدارات الحكومة إلى الهيئات واألفراد‪ ،‬ويعد منها‬
‫‪or‬‬

‫ا لتعميمات التي تصدر من الحكومة إلى مصالحها بالتعليمات التي تتبع في أي شأن من‬
‫‪Co‬‬

‫الشؤون‪ ،‬والرسائل التي ترد إلى الحكومة وإداراتها من األفراد‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ولهذا النوع من الرسائل مكانة رفيعة ولذلك رأوا أن صاحب هذا املنصب يحتاج إلى ثقافة‬
‫واسعة تشمل الثقافة العربية والشرعية‪ ،‬ومعرفة بعض اللغات األجنبية‪ ،‬وقد سلكت هذه‬
‫الرسائل مسلكا خاصا في البدء والختام واالحتفاظ باأللقاب‪ .‬وتناولت أغراضا تتعلق‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫بالخالفة من بيعات وعهود‪ ،‬وحث على الجهاد‪ ،‬وتمسك بالدين‪ ،‬وطلب للفيئ والخراج‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫فقد كان الكاتب يبدؤها برسم معروف في رسائل عصره من السالم والحمد هلل واالنتقال‬

‫‪−‬‬
‫إلى املوضوع املطلوب ثم الختام‪ ،‬ومن هذه الرسائل رسالة عمر بن الخطاب ‪ -‬رض ي هللا عنه‬

‫‪es‬‬
‫‪ -‬إلى عمرو بن العاص والي مصر‪ ،‬وقد استبطأ ورود الخراج من قبله‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص‪:‬‬

‫‪ll‬‬
‫"سالم هللا عليك‪ ،‬فإني أحمد إليك هللا الذي ال إله إال هو‪ ،‬أما بعد فقد عجبت من كثرة‬
‫َ‬

‫‪Co‬‬
‫كتبي إليك في إبطائك بالخراج‪ ،‬وكتابك إلى ببنيات‪ 1‬الطرق‪ ،‬وقد علمت أني لست أرض ى منك‬
‫إال بالحق البين‪ ،‬ولم أقدمك إلى مصر لتجعلها طعمة لك ولقومك‪ ،‬ولكني وجهتك ملا رجوت‬
‫‪c‬‬
‫من توفير الخراج وحسن سياستك‪ ،‬فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج‪ ،‬فإنما هي فيئ‬
‫‪mi‬‬

‫َ َ‬
‫املسلمين‪ ،‬وعندي من قد ت ْعلم قوم محصورون‪ ،‬والسالم"‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫وبمرور الزمن تغيرت األحوال السياسية واالجتماعية‪ ،‬وضعفت الثقافة اللغوية‪ ،‬واتسعت‬
‫‪Is‬‬

‫دائرة املكاتبات الرسمية‪ .‬وكثر االهتمام باملعنى‪ ،‬فصار األسلوب يميل إلى البساطة في‬
‫القول‪ ،‬واليسر في التعبير‪ ،‬والبعد عن األناقة‪ ،‬ويتجه إلى تقرير الحقائق في أسلوب واضح‬
‫‪of‬‬

‫يطابق مقتض ى الحال‪ ،‬ويؤدي الغرض منه من أقرب طريق‪.‬‬


‫‪n‬‬

‫ومثال ذلك تلك الرسائل التي تصدر من وزارة التربية والتعليم إلى أحد تكلفه فيها أمرا من‬
‫‪io‬‬

‫األمور‪.‬‬
‫‪t‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫‪na‬‬

‫وزارة التربية والتعليم‬


‫‪di‬‬

‫الرقم‪ ..........‬التاريخ‪.........................‬‬
‫‪or‬‬

‫السيد األستاذ‪.................................‬‬
‫‪Co‬‬

‫تحية طيبة‪:‬‬

‫‪ 1‬أباطيل‬
‫‪75‬‬
‫إشارة لألمر اإلداري رقم ‪ ۱٤۱۲۳/۲/۸‬بتاريخ ‪ ۱۳۷۱/۱۱/۲۱‬هـ‪ .‬يسر الوزارة أن تسند إليكم مهمة‬
‫التأليف على النحو التالي‪:‬‬
‫اسم الكتاب‪ ............................... :‬للصف‪ ............................. :‬مراجع‪...................................:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫املشرف‪.................................. :‬‬
‫راجين مراعاة ما يلي عند التأليف‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ -1‬ضرورة االطالع على املنهاج والدقة في االلتزام به‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫‪ -2‬ضرورة رسم خطة مع زمالئكم تشتركون معهم في التأليف بحيث يؤخذ بعين االعتبار توزيع‬
‫املادة على الكتاب‪ ،‬واالنتهاء منه في الوقت املحدد‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ -3‬يراعى عند االنتهاء من الكتاب أن يكون واضحا فيه النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ll‬‬
‫(أ) وضوح تقسيم الكتاب إلى أبواب مستقلة‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫(ب) ضرورة توحيد أسلوب مؤلفي الكتاب‪.‬‬
‫(ت) تشكيل اآليات القرآنية واألحاديث الشريفة تشكيال كامال مع مراعاة إسنادها في الهامش‪،‬‬
‫‪c‬‬
‫‪mi‬‬

‫وكذا تشكيل الكلمات الغريبة‪.‬‬


‫‪ -4‬مكافأة تأليف الكتاب (‪ )....‬رياال‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫‪ -5‬يقدم الكتاب كامال مطبوعا على اآللة الكاتبة من (‪ )۳‬نسخ باإلضافة إلى النسخة األصلية‬
‫‪Is‬‬

‫املكتوبة بخط اليد‪ ،‬أما الصور والخرائط والرسوم فتقدم على نسخة واحدة مرسومة بالحبر‪.‬‬
‫‪ -6‬آخر موعد لتقديم الكتاب إلى الوزارة يوم ‪ ۱۳۱۱/۲/۲۲‬هـ‪ .‬وللوزارة الحق في رفض تسلم‬
‫‪of‬‬

‫الكتاب إذا تأخر عن املوعد املحدد‪ ،‬بما تعتبره ضارا بمشروع التأليف‪...‬الخ‪.‬‬
‫وشكرا‪.‬‬
‫‪n‬‬
‫‪io‬‬

‫مدير املعارف‬
‫‪t‬‬
‫‪na‬‬

‫فإذا قرأنا هذه الرسالة نجدها تضمنت غرضا خاصا بالدولة‪ ،‬تطالب فيه بتأليف كتاب ما‪،‬‬
‫‪di‬‬

‫وتحدد للمؤلف املنهج الذي يسير عليه‪ ،‬والوقت الذي يسلم الكتاب فيه‪ ،‬واملكافأة التي‬
‫‪or‬‬

‫يستحقها‪ ...‬إلى آخره‪ .‬وتشير في صدر الكتاب إلى القانون الذي صدر بموجبه هذا التكليف‬
‫‪Co‬‬

‫ورقمه وتاريخه‪ ،‬فالرسالة مادية عملية حكومية قررت ما تريد من حقائق وتفصيالت‪،‬‬
‫واشتملت على إحصاءات واصطالحات فنية‪ ،‬ودقة في التعبير‪ ،‬بحيث يصعب بعد ذلك‬

‫‪76‬‬
‫التأويل والتخريج‪ ،‬مع خلوها من املبالغة‪ ،‬وتجريدها من العواطف والخيال‪ ،‬وال يراعى فيها‬
‫جمال الصياغة ورشاقة التعبير بقدر ما يراعى فيها "سالمة التعبير‪ ،‬وأداء املعنى املراد"‪،‬‬
‫وبهذه االعتبارات يكون أسلوبها أشبه باألسلوب العلمي‪ ،‬وال تدخل في منهج النقد األدبي وال‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫تتصل به إال بالقدر الذي يتاح لها من التأنق وجمال الصياغة‪ ،‬كما في رسالة عمر‪ .‬ومما‬
‫تقدم نستطيع أن نوجز خصائص الرسائل الديوانية فيما يأتي‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ -1‬تكتب الرسائل الديوانية لإلعالم والتوجيه في شؤون تتعلق بالدولة ونظمها وأعمالها من‬

‫‪es‬‬
‫الدولة إلى األفراد وبالعكس‪ ،‬وإبالغ الحقائق واألخبار إلى من يهمه األمر‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ -2‬تتسم بالدقة في التعبير ووضوح املعنى املراد‪ ،‬بعيدا عن التأويل واالحتماالت‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ -3‬البعد عن الخيال واملبالغة والتهويل‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫‪ -4‬أسلوبها أسلوب تقريري يتقيد بالترتيب املنطقي واملصطلحات الفنية وتفصيل األحداث‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ -5‬االعتماد على الحقائق والبيانات واإلحصاءات واألرقام إذا لزم األمر‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫‪ -6‬ال مجال فيها للعواطف الذاتية‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫‪ -7‬األناقة ليست جوهرية في أسلوبها وال مقصودة لذاتها؛ وإن جاءت في بعض الرسائل‪،‬‬
‫‪Is‬‬

‫فألن كتابها من املثقفين الذين مرنوا على هذا النوع من الترسل‪ ،‬فال حرج عليهم في اإلجادة‪.‬‬
‫‪ -2‬الرسائل اإلخوانية‪:‬‬
‫‪of‬‬

‫وتسمى الرسائل "الشخصية أو الخاصة"‪ ،‬ألنها تتعلق ببعض ما يتصل بالعالقات‬


‫‪n‬‬

‫اإلنسانية وتصور عواطف الناس في مواقف التهنئة والتعزية والشوق والشكر والعتاب‪...‬‬
‫‪io‬‬

‫الخ‪ .‬وهدف هذا الطراز من الرسائل هو "التعبير عن الوجدان‪ ،‬والتأثير في نفس من يكتب‬
‫‪t‬‬

‫إليهم‪ ،‬وتحقيق املشاركة الوجدانية بين املتراسلين"‪ ،‬وملا كان هدف هذه الرسائل يختلف‬
‫‪na‬‬

‫عن هدف الرسائل الرسمية‪ ،‬فإن الكاتب يسلك في بيانها مسلكا يختلف عن النوع األول‪،‬‬
‫‪di‬‬

‫فهو يسير فيها بأسلوب هو أقرب إلى أسلوب القصة يتحدث فيه الكاتب إلى إخوانه‬
‫‪or‬‬

‫وأصفيائه حديثا شخصيا‪ ،‬كما يتحدث إلى نفسه‪ ،‬ويفصح لهم عما يكنه قلبه بدون تكلف‬
‫‪Co‬‬

‫أو صنعة أو استعمال منطق دقيق‪ ،‬ويرسل نفسه على سجيتها خاليا من القيود التي يلتزمها‬
‫حينما يتحدث إلى غير صديق‪ ،‬وهنا يبلغ أسلوبه أسمى مرتبة في اإلخالص والحرية‬

‫‪77‬‬
‫والسالسة واالنسياب والجمال‪ ،‬ويكون أكثر انطباعا ولصوقا بشخصية صاحبه‪ ،‬وأقل‬
‫خضوعا للقواعد التي تخضع لها املكاتبات الرسمية‪ .‬لذلك احتفى به األدباء‪ ،‬وبخاصة إذا‬
‫كتبوا ملن يتذوق األدب‪ ،‬ويتأثر بروائعه‪ ،‬وتتحقق له به املتعة واملشاركة‪ ،‬فحققوا فيه كل‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫مقوماته الفنية‪ ،‬مما أدخله في دائرة العمل األدبي والنقد الفني‪" ،‬وبنظرة إلى ألوان الرسائل‬
‫اإلخوانية نرى أن هناك صلة بينها وبين الشعر الغنائي‪ ،‬من حيث الغرض والباعث‪ .‬ولذا‬

‫‪−‬‬
‫صح االستشهاد فيها بالشعر‪ ،‬بل صح أن تكون كلها شعرا‪ ،‬والكاتب إذا كان جيد القريحة‬

‫‪es‬‬
‫حسن التأتي فيها بلغ املراد"‪ ،1‬ومن أبلغ الرسائل اإلخوانية ما كتبه رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬

‫‪eg‬‬
‫عليه وسلم ‪ -‬إلى معاذ بن جبل معزيا بابن له مات‪:‬‬

‫‪ll‬‬
‫من محمد رسول هللا إلى معاذ بن جبل‪.2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عل ْي َك‪َ ،‬فإني ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إلي َك هللا الذي ال إله إال هو‪ ،‬أما بعد‪ ،‬ف َعظ َم هللا ل َك األ ْج َر‪،‬‬ ‫أح َمد ْ‬ ‫َسالم هللا‬

‫‪Co‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َوأ ْل َه َم َك الص ْب َر‪ ،‬و َر َ َق َنا وإي َ‬
‫اك الشك َر‪ .‬ثم إن أنف َس َنا وأ ْهلينا َوم َوال َينا من مواهب هللا‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪c‬‬
‫ض‬‫وع َوارفه‪ 4‬امل ْست ْو َد َعة‪ ،‬ن َمتع ب َها إلى أجل َم ْعدود‪ ،‬وتق َبض ل َوقت َم ْعلوم‪ ،‬ثم افت َر َ‬ ‫السنية‪َ ،3‬‬
‫‪mi‬‬

‫وع َوارفه‬ ‫الش ْك َر إذا َأ ْع َطى‪ ،‬والص ْب َر إ َذا ْاب َت َلى‪ ،‬وكان ابن َك من مواهب هللا َ‬
‫الهنية‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫علينا‬
‫‪la‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضه م ْن َك ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫امل ْس َت ْو َد َعة‪َ ،‬مت َع َك به في غ ْبطة وسرور‪ ،‬وق َب َ‬
‫بأجر كثير‪ :‬الصالة والر ْحمة والهدى‬
‫‪Is‬‬

‫ص ْب َرك‪،‬‬ ‫ص َل َت ْين‪ :5‬أ ْن ي ْحبط‪َ 6‬ج َزعك َ‬ ‫واح َت َس ْب َت‪ ،‬فال َت ْج َم َعن عليك يا معاذ َخ ْ‬ ‫ص َب ْر َت ْ‬ ‫ْإن َ‬
‫ْ‬
‫وده‪ ،‬و َع َرف َت‬ ‫على َثواب مص َيبتك َأ َط ْع َت ربك‪َ ،‬وت َنج ْز َت َم ْوع َ‬ ‫ََْ َ َ ََ َ َ َ ََ ْ َ ْ َ َ‬
‫فتندم على ما فاتك‪ ،‬فلو قدمت‬
‫‪of‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رت َع ْنه‪ْ ،‬‬ ‫ص ْ‬ ‫أن املص َيب َة َق ْد َق َ‬
‫الج َز َاء‪،‬‬ ‫فأحس ْن َ‬ ‫ميتا‪ ،‬وال َيدفع ح ْزنا‪ْ ،‬‬ ‫واعل ْم أن ال َج َزع ال ير ُّد ْ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫َوت َنج ْز املَ ْوع َ‬
‫أسفك ما ه َو ناز ٌل ب َك"‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫ود‪ ،‬وليذهب‬
‫‪io‬‬

‫وإن جمال هذه الرسالة ناش ئ عن صياغتها الطبيعية التي ال تكلف فيها‪ ،‬وراجع إلى حسن‬
‫‪t‬‬

‫تقسيمها جمال قصيرة‪ ،‬ثم إلى ترتيبها وحسن عرض أفكارها‪ ،‬فقد بدأ الرسول ‪ -‬صلى هللا‬
‫‪na‬‬

‫عليه وسلم ‪ -‬الرسالة بتحية بالسالم والحمد هلل إليه‪ ،‬ثم الدعاء له بأن يعظم هللا أجره‬
‫‪di‬‬
‫‪or‬‬

‫‪" 1‬أسس النقد األدبي" – للدكتور أحمد بدوي‪.‬‬


‫‪ 2‬صبح األعش ى ‪٠١/٩‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪ 3‬السنية‪ :‬الرفيعة‪.‬‬
‫‪ 4‬العوارف‪ :‬جمع عارفة وهي العطية‪.‬‬
‫‪ 5‬املراد بهما فقد الثواب وفقد الولد‪.‬‬
‫‪ 6‬يحبط‪ :‬يبطل‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ويرزقه الصبر‪ ،‬بل وأن يمنحه نعمة الشكر‪ ،‬ثم أشار إلى مرتبة أعلى من مرتبة الصبر وهي‬
‫مرتبة الشكر‪ ،‬وبين أن اإلنسان الكامل هو الذي يقابل شدائد الحياة‪ ،‬وما ينزل به من‬
‫البأساء؛ بالشكر هلل غير جزع وال مبتئس‪ .‬وتحدث فيها عن األهل والنفس ووضح أنهما من‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫مواهب هللا التي تقابل بالشكر إذا منحت لإلنسان‪ ،‬وبالصبر إذا قبضت منه‪ ،‬وهذه من‬
‫القضايا العامة التي يجب التسليم بها‪ .‬ثم حذره الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬من أن‬

‫‪−‬‬
‫أجره فيندم والت ساعة مندم‪ ،‬أما إذا أطاع فسيرى أن املصيبة أقل من‬ ‫يحبط جزعه َ‬

‫‪es‬‬
‫الجزاء املوعود‪ ،‬ثم يترقى في الرسالة فيخبره بأن جزعه لن يفيده شيئا‪ ،‬وعليه أن يتذكر بأنه‬

‫‪eg‬‬
‫هو عرضة للموت‪ ،‬وقد اختار الرسول فيها من العبارات ما يوحي بالفكرة تمام اإليحاء‪،‬‬

‫‪ll‬‬
‫فاالبن من مواهب هللا السنية واألجر الكثير صالة من هللا ورحمة‪ ،‬والجزع ال يرد ميتا‪،‬‬
‫َ‬

‫‪Co‬‬
‫وليذهب أسفك ما هو نازل بك ‪ -‬وال شك أن هذا الخيال الذي يصور املوت نازال به وأنه‬
‫سيدنيه من ابنه املفقود مما يخفف عنه األلم‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫ومن الرسائل اإلخوانية في العصر الحديث‪ ،‬تلك الرسالة التي بعث بها حافظ إبراهيم إلى‬
‫‪mi‬‬

‫الشيخ محمد عبده‪ ،‬يهدي إليه الجزء األول من كتاب "البؤساء" الذي ترجمه لفكتور‬
‫‪la‬‬

‫هوجو‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫‪Is‬‬

‫"إنك موئل البائس‪ ،‬ومرجع اليائس‪ ،‬وهذا الكتاب ‪ -‬أيدك هللا ‪ -‬قد ألم بعيش البائسين‪،‬‬
‫وضعه صاحبه تذكرة لوالة األمور‪ ،‬وسماه كتاب "البؤساء" وجعله بيتا لهذه الكلمة الجامعة‬
‫‪of‬‬

‫والحكمة البالغة "الرحمة فوق العدل"‪.‬‬


‫‪n‬‬

‫وقد عنيت بتعريبه ملا بين عيش ي وعيش أولئك البؤساء من صلة النسب‪ ،‬وتصرفت فيه‬
‫‪io‬‬

‫بعض التصرف‪ ،‬واختصرت بعض االختصار‪ ،‬ورأيت أن أرفعه إلى مقامك األسنى‪ ،‬ورأيك‬
‫‪t‬‬

‫األعلى‪ ،‬ألجمع في ذلك بين خالل ثالث‪ :‬أوالها التيمن باسمك‪ ،‬والتشرف باالنتماء إليك‪.‬‬
‫‪na‬‬

‫وثانيتها‪ :‬ارتياح النفس وسرور اليراع برفع ذلك الكتاب إلى الرجل الذي يعرف مهر الكالم‪،‬‬
‫‪di‬‬

‫ومقدار كد األفهام‪ .‬وثالثتها‪ :‬امتداد الصلة بين الحكمة الغربية والحكمة الشرقية‪ ،‬بإهداء‬
‫‪or‬‬

‫ما وضعه حكيم الغرب إلى حكيم الشرق‪ ،‬فليتقدم سيدي إلى فتاه بقبوله‪ ،‬وهللا املسؤول‬
‫‪Co‬‬

‫أن يحفظه للدنيا وللدين‪ ،‬وأن يساعدني على إتمام تعريبه للقارئين"‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫فالرسائل اإلخوانية أشبه بالشعر الغنائي املنثور الذي ال يقيده وزن وال قافية‪ ،‬ونوجز‬
‫خصائصها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬االستجابة للعواطف والتعبير عن النفس ومخاطبة الوجدان‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ -2‬قبولها للخيال والصور البيانية والصنعة البديعية من سجع واقتباس وتضمين‪.‬‬
‫‪ -3‬التأنق في اختيار األلفاظ املوحية مع العناية بمتانة النسج وجمال األسلوب‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ -4‬هي أقرب ما تكون إلى الحديث النفس ي‪ ،‬ينطلق فيه الكاتب على طبيعته فيفصح عما‬

‫‪es‬‬
‫تكنه نفسه‪ ،‬بال تكلف وال مالحظة منطق دقيق‪ ،‬وبذلك تظهر شخصية الكاتب من خالل‬

‫‪eg‬‬
‫كتابته‪ ،‬فأسلوبها أقرب إلى أسلوب القصة‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ -5‬يستطيع الكاتب أن يبلغ فيها أسمى مراتب الكتاب‪ ،‬ألن مجالها أفسح من مجال الرسائل‬

‫‪Co‬‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫‪ -6‬ومن أركانها‪ ،‬كما يقول ابن األثير‪" :‬أن تكون األلفاظ املوصوفة بصفات الحسن‬
‫‪c‬‬
‫والفصاحة جسما ملعنى رفيع‪ ،‬وأن يكون خروج الكاتب من معنى إلى معنى برابطة تصلهما‪،‬‬
‫‪mi‬‬

‫حتى تكون املعاني آخذا بعضها برقاب بعض"‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫‪" -7‬وأن يكون مطلع الرسائل جيدا رشيقا مبينا عن مقصد الرسالة‪ ،‬وأن يكون الدعاء في‬
‫‪Is‬‬

‫صدرها مناسبا ومشتقا من املعنى الذي بنيت عليه الرسالة‪ ،‬وأال يكثر منه الكاتب في كل‬
‫مناسبة"‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫‪ -3‬الرسائل األدبية‬
‫‪n‬‬

‫هي رسائل أشبه بمقاالت في عصرنا الحاضر‪ ،‬يتناول فيها األديب موضوعا فرديا أو اجتماعيا‬
‫‪io‬‬

‫تناوال أدبيا مبنيا على إثارة عواطف القارئ ومشاعره‪ ،‬وسميت رسائل؛ ألنها تبدأ بالحديث‬
‫‪t‬‬

‫إلى املخاطب والدعاء له‪ ،‬ثم تدخل في املوضوع الذي أنشئت من أجله‪ ،‬وإذا حذف منها هذا‬
‫‪na‬‬

‫البدء كانت مقاال أدبيا ‪ -‬وهذا نموذج لها من رسالة الحسد للجاحظ التي بدأها بقوله‪:‬‬
‫‪di‬‬

‫ود َف َع َع ْن َك الن َد َامة‪َ ،‬ك َت ْبتَ‬ ‫َ َ َ َ َ‬


‫الك َر َامة‪ ،‬و َر َز َق َك ْ‬
‫االست َق َامة‪َ ،‬‬ ‫َ َ َ َ‬
‫السال َمة‪ ،‬وأدام لك‬ ‫َ"و َه َب هللا لك‬
‫‪or‬‬

‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إلي َأ ْك َر َم َك هللا ‪َ -‬ت ْس َألني عن َ‬


‫الح َسد‪َ ،‬ما ه َو؟ ومن أ ْي َن هو؟ وما َدالئله وأف َعاله‪ ،‬وك ْيف‬
‫َ ََْ‬ ‫َت َفر َق ْت أموره َوأ ْح َواله؟ وب َم ي ْع َرف َظاهره ومكتومه؟ ول َم َ‬
‫‪Co‬‬

‫صار في العل َماء أكث َر م ْنه في‬

‫‪80‬‬
‫ََْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصالحين أكث َر م ْنه في‬
‫ف َدب في َ‬ ‫الج َهالء؟ ول َم كث َر في األقرَباء‪ ،‬وقل م ْنه في الب َع َداء؟ وكي‬
‫َ‬
‫الفاسقين؟‪"...‬‬
‫الكاتب هنا عالج املوضوع معالجة أدبية‪ ،‬ووضع العناصر التي سوف يناقشها في رسالته‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫وبتناول هذه الرسالة يظهر من خصائصها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬جودة الصياغة التي ترمي إلى إثارة العاطفة‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ -2‬تكرير بعض العناصر‪ ،‬واحتياجها إلى حسن ترتيب وتنسيق وعرض‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫‪ -3‬ترمي الرسالة إلى غاية خلقية أو اجتماعية أو دينية‪ ،‬وتتناول شؤون الفرد واملجتمع‬

‫‪eg‬‬
‫بالعالج‪ ،‬لذلك فهي إلى املقاالت أقرب منها إلى الرسائل‪ ،‬وإنما جئنا بها نوعا من أنواع‬

‫‪ll‬‬
‫الرسائل‪ ،‬نظرا لتسميتها ومبدئها‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫‪ -4‬رسائل اإلجازات العلمية‬
‫جرت العادة في القديم إذا صار بعض الطلبة أهال للفتيا والتدريس؛ أن يأذن له أستاذه في‬
‫‪c‬‬
‫االشتغال بهما‪ ،‬أو يشهد له أنه يحفظ كتابا أو كتبا اختبره في حفظها‪ ،‬أو يجيز له أن يروي‬
‫‪mi‬‬

‫عنه كتابا ألفه ذلك األستاذ‪ ،‬فكتب له لذلك كتابا يراعي فيه أن يكون نثرا مسجوعا‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫"واملألوف في هذه اإلجازات أن يبالغ الكاتب في التأنق فيها واإلطراء على من توجه إليه والثناء‬
‫‪Is‬‬

‫على علمه وذكائه ومقدرته"‪.1‬‬


‫ويمكن أن تعد منها الرسائل التي يتقدم بها الطالب اآلن لنيل درجات رفيعة في العلم واألدب‬
‫‪of‬‬

‫والفن‪ ،‬ويراعى فيها خصب الفكرة‪ ،‬وطول النفس‪ ،‬وجمال األسلوب‪ ،‬والعرض‪،‬‬
‫‪n‬‬

‫واالستقصاء‪ ،‬واإلتيان بجديد من نظريات األدب واملعرفة تضاف إلى مجاالتهما املختلفة‪.‬‬
‫‪io‬‬

‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬املقال‬
‫‪t‬‬

‫يطلق املقال في العصر الحديث على املوضوع املكتوب الذي يتناول فيه الكاتب توضيح‬
‫‪na‬‬

‫فكرة عامة أو رأي خاص أو شرح مسألة علمية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية‬
‫‪di‬‬

‫يؤيدها بالبراهين واألمثلة‪ .‬واملقالة بوجه عام ينبغي أن تقوم على عناصر أساسية هي املادة‪،‬‬
‫‪or‬‬

‫والخطة‪ ،‬والتعبير‪.‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪" 1‬أسس النقد األدبي" ‪ -‬للدكتور أحمد بدوي‪.‬‬


‫‪81‬‬
‫فاملادة‪ :‬هي املسائل الفكرية التي تشتمل عليها‪ ،‬وينبغي أن تكون صحيحة بريئة من‬
‫التناقض‪ ،‬حتى تؤدي إلى نتائج معقولة‪.‬‬
‫أما خطة املقالة‪ 1‬فهي أسلوبها املعنوي الذي يسلكه الكاتب من حيث تقسيم املوضوع‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫وترتيبه وتواصل قضاياه‪ ،‬لتكون كل قضية نتيجة ملا قبلها مقدمة ملا بعدها‪ ،‬حتى تنتهي إلى‬
‫الغاية املقصودة‪ ،‬وهذه الخطة تقوم على ثالثة أركان؛ هي‪ :‬املقدمة‪ ،‬والعرض‪ ،‬والخاتمة‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫فاملقدمة‪ :‬تتألف من معارف مسلمة قصيرة متصلة باملوضوع الذي يعالجه الكاتب معينة‬

‫‪es‬‬
‫على تهيئة النفس له وفهمه‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫والعرض‪ :‬هو الطريقة التي يسلكها الكاتب في عرض موضوعه‪ ،‬حتى يؤدي إلى نتيجة واحدة‬

‫‪ll‬‬
‫أو عدة نتائج متصلة ‪ -‬وينبغي أن يكون العرض منطقيا مقدما األهم على املهم‪ ،‬مؤيدا‬

‫‪Co‬‬
‫بالبراهين قليل الوصف واالقتباس‪ ،‬متجها إلى الخاتمة‪.‬‬
‫والخاتمة‪ :‬هي ثمرة املقالة وعندها يحسن السكوت‪ ،‬وال بد أن تكون نتيجة طبيعية للمقدمة‬
‫‪c‬‬
‫والعرض وأن تكون واضحة صريحة‪ ،‬حازمة تدل على اقتناع ويقين‪ ،‬ملخصة للعناصر‬
‫‪mi‬‬

‫املهمة املراد إثباتها‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫أما التعبير‪ :‬فاملراد به العبارة اللفظية والصفة العامة الالزمة لها هي الوضوح الناش ىء عن‬
‫‪Is‬‬

‫دقة الكلمات‪ ،‬وسهولة التراكيب‪ ،‬واتصال الفقرات لفظيا ومعنويا‪ .‬وقد تطور املقال في‬
‫العصر الحديث‪ ،‬وجال في موضوعات مختلفة‪ ،‬ومن أجل ذلك اختلفت أنواعه وصار لكل‬
‫‪of‬‬

‫نوع خصائصه ومميزاته وهذه األنواع هي‪:‬‬


‫‪n‬‬

‫(‪ )3‬املقال األدبي‬ ‫(‪ )1‬املقال السياس ي‬


‫‪io‬‬

‫(‪ )4‬املقال العلمي‬ ‫(‪ )2‬املق ـ ـ ـال االجتماعي‬


‫‪t‬‬

‫املقال السياس ي‪:‬‬


‫‪na‬‬

‫لم يكن معروفا قبل العصر الحديث‪ ،‬ألن الكتاب لم يكونوا يهتمون بقضايا الشعوب من‬
‫‪di‬‬

‫جهة وألنه لم تكن توجد صحافة حرة تعبر عن أفكارهم وآرائهم من جهة أخرى‪ .‬فلما شاع‬
‫‪or‬‬

‫االستعمار في هذا العصر واستبد املستعمرون وضيقوا الخناق على الشعوب املستعمرة‬
‫‪Co‬‬

‫وسلبوها حقوقها الطبيعية‪ ،‬ووجدت الصحافة الحرة‪ ،‬اتخذها الكتاب واملفكرون منبرا‬

‫‪ 1‬ارجع إلى كتاب "األسلوب" ألحمد الشايب‪.‬‬


‫‪82‬‬
‫للتعبير عن آرائهم وأفكارهم‪ ،‬وللدفاع عن حقوق الشعوب املظلومة‪ ،‬ومن ثم نشأ املقال‬
‫السياس ي‪.‬‬
‫ويمتاز املقال السياس ي بالسهولة والوضوح‪ ،‬ألنه ينشر في الصحف اليومية أو األسبوعية‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫ويخاطب الخاص والعام على السواء‪ ،‬وقراؤها يبغونها لساعتها‪ ،‬فال يوجد حينئذ مجال لكد‬
‫الذهن وإرهاق الفكر‪ ،‬إذا ارتفع الكاتب بعباراته وتعمق في معانيه‪ ،‬بل إن الكاتب ال يعتمد‬

‫‪−‬‬
‫في أفكاره على املنطق‪ ،‬وإنما يؤثر األدلة الخطابية‪ ،‬ألنها مناسبة لعقليات الجماهير‪ ،‬وألن‬

‫‪es‬‬
‫االتجاهات السياسية كثيرا ما تعتمد على الفروض وامليول العاطفية أكثر مما تعتمد على‬

‫‪eg‬‬
‫الحقائق العلمية‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫خصائص املقال السياس ي فيما يأتي‪:‬‬

‫‪Co‬‬
‫‪ -1‬يتناول الشؤون السياسة والوطنية الداخلية والخارجية ويتخذ الصحافة منبرا له‪.‬‬
‫‪ -2‬يمتاز بالقصر غالبا وقد يطول إذا كان الغرض شرح فكرة تهم الرأي العام‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ -3‬األسلوب فيه جذاب مشوق‪ ،‬يعتمد على األدلة الخطابية‪ ،‬ألنها أنفذ إلى وجدان‬
‫‪mi‬‬

‫الجماهير أكثر مما يعتمد على املنطق‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫‪ -4‬األفكار فيه دقيقة مختارة واألسلوب سهل بعيد عن الحشو واملحسنات البديعية‪.‬‬
‫‪Is‬‬

‫‪ -5‬يمتاز بالتصوير السريع للحقائق والبعد عن التحقيقات العلمية‪.‬‬


‫‪ -6‬ويكون معناه في ظاهر لفظه‪ ،‬فال يهتم الكاتب فيه باختيار األلفاظ واالحتفاء باألسلوب‬
‫‪of‬‬

‫إال عند قليل من األدباء الذين يكتبون املقاالت السياسة بلغة املقاالت األدبية‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫املقال الجتماعي‪:‬‬
‫‪io‬‬

‫لم يكن املقال االجتماعي موجودا ‪ -‬كما نعهده اآلن ‪ -‬قبل وجود الصحافة‪ ،‬فلما وجدت‬
‫‪t‬‬

‫الصحافة وأخذت تعالج األمور السياسية‪ ،‬سار املقال االجتماعي جنبا إلى جنب مع املقال‬
‫‪na‬‬

‫السياس ي‪ ،‬وأخذ يعالج املشكالت االجتماعية‪ ،‬واآلفات األخالقية التي تمكنت في نفوس‬
‫‪di‬‬

‫الناس لطول عهدهم بها‪ ،‬وصارت الصحافة هي امليدان الطبيعي له‪ ،‬وأخذ الكتاب يصورون‬
‫‪or‬‬

‫ما تعانيه جمهرة الشعب من جهل وفقر ومرض‪ ،‬ويصفون العالج للقضاء على هذه العلل‪،‬‬
‫‪Co‬‬

‫وكانوا في أول أمرهم ال يفرقون بين املقالة التي تنشر لجمهرة الناس واملقالة التي يقرؤها‬
‫خاصة املثقفين‪ ،‬فملؤوا مقاالتهم بالسجع واملقدمات الطويلة التي تجهد القارئ‪ .‬ولكن ما‬

‫‪83‬‬
‫لبثوا تحت ضغط الظروف واألحداث أن تخففوا من هذه األثقال وتحرروا من السجع‬
‫والزخرف وتخلصوا من املقدمات الطويلة‪ ،‬وتميزت مقاالتهم االجتماعية‪ ،‬بظهور الفكرة‬
‫ووضوحها‪ ،‬وصحة العبارة‪ ،‬مع صدق التشخيص واإلخالص في العالج‪ ،‬وسالمة الحجج‪،‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫وإيرادها موافقة لحكم املنطق السليم‪ ،‬ألن الغرض معالجة مشكالت اجتماعية تحس بها‬
‫الجماهير‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫خصائص املقال االجتماعي فيما يأتي‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫‪ -1‬صحة العبارة وعدم االحتفاء بالصنعة اللفظية حتى ال تطغى العبارة على املعنى‬

‫‪eg‬‬
‫املطلوب‪ ،‬وإن كان هذا لم يحل دون استعمال بعض الكتاب األسلوب األدبي في املقال‬

‫‪ll‬‬
‫االجتماعي كالرافعي والزيات‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫‪ -2‬إيراد البراهين واألدلة املسلمة الخاضعة لحكم املنطق الصحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬مراعاة الدقة في التفضيل‪ ،‬ألن األمر يتعلق بوصف مشكلة وعالجها‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ -4‬مالحظة الترتيب املنطقي في عرض املوضوع‪ ،‬فربطت األسباب باملسببات واملقدمات‬
‫‪mi‬‬

‫بالنتائج‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫‪ -5‬وضوح املعنى والبعد عن املبالغة والتهويل إال في األحوال التي تقتض ي التحميس‬
‫‪Is‬‬

‫واستفزاز الجماهير‪.‬‬
‫املقال األدبي‪:‬‬
‫‪of‬‬

‫أما املقال األدبي وهو النوع الثالث من أنواع املقال؛ فيتميز "بأناقة تعبيره‪ ،‬وقوة تأثيره‪،‬‬
‫‪n‬‬

‫وتدفق عاطفته"‪ ،‬وهذا النوع قديم في اللغة العربية‪ ،‬نشأ بعد قيام الدولة اإلسالمية في‬
‫‪io‬‬

‫"أدب الفصول"‪ ،‬حيث تقرأ في كتب األدب القديمة فصال في األخالق إلى جانب فصل في‬
‫‪t‬‬

‫أخبار الشجعان إلى جانب فصل آخر في الدهاة والدهاء‪ ،‬كما اقترن بالرسائل األدبية‬
‫‪na‬‬

‫للجاحظ (عند من يعتبرها من باب املقاالت األدبية)‪ ،‬ثم ظهر بعد ذلك في "املقامة"؛ وهي‬
‫‪di‬‬

‫عبارة عن مقالة قصصية يالحظ فيها وجود اإلنشاء‪ .‬وظل هذا النثر إلى مستهل القرن‬
‫‪or‬‬

‫َ‬
‫العشرين‪ ،‬يتراوح بين التزام السجع والحلى اللفظية واملعنوية تارة‪ ،‬وبين الترسل تارة أخرى‪،‬‬
‫‪Co‬‬

‫ثم اتسعت الثقافة‪ ،‬وأنتجت عوامل التطور آثارها‪ ،‬فتخلص األدباء من األسلوب املقيد‬
‫بالسجع والصنعة الزخرفية‪ ،‬وأرادوا من املقال األدبي أن يكون غذاء للفكر والذوق‪ ،‬محققا‬

‫‪84‬‬
‫للمتعة النفسية للقارئ‪ ،‬وابتدأ املقال األدبي بصورته الجديدة في مقاالت املنفلوطي‪ ،‬التي‬
‫كان ينشرها بجريدة (املؤيد)‪ ،‬حيث امتازت بنبض العاطفة وقوة االنفعال وحالوة الصياغة‪.‬‬
‫وبظهور املنفلوطي ظهرت مدرستان في أدب املقالة‪ :‬مدرسة املحافظين الذين رجح نصيبهم‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫من الثقافة العربية األصيلة‪ ،‬فاهتمت بجمال الصياغة مع االهتمام بالفكرة‪ ،‬ومدرسة‬
‫املجددين الذين اتصلوا بالثقافة الغربية‪ ،‬فاهتمت باألفكار الجديدة التي تحمل الثقافتين‬

‫‪−‬‬
‫العربية والغربية أكثر من اهتمامها بطالوة األسلوب‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫خصائص املقال األدبي فيما يأتي‪:‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ -1‬االستجابات العاطفية واالنفعاالت النفسية ضرورية لحيويته وازدهاره‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ -2‬القصد في التعبير واإليجاز غالبا‪ ،‬وقد يطيل الكاتب طوعا لطبيعته‪.‬‬
‫‪ -3‬دقة العبارة وجمالها وروعة التصوير وتحلية الكالم بش يء من الصور البيانية‬

‫‪Co‬‬
‫واملحسنات البديعية‪ ،‬في غير تكلف وال إسراف‪ ،‬والعناية بصقل األسلوب واختيار األلفاظ‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ -4‬من أهم خصائصه الخيال‪ ،‬فهو الذي يبرز العاطفة وينقلها إلى السامع والقارئ‪،‬‬
‫‪mi‬‬

‫ولذلك ال يتقيد كثيرا بسلطان العقل واملنطق الرقيق‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫وحتى يكون الكاتب كاتبا أدبيا ينبغي أن يكون عارفا بأسرار اللغة‪ ،‬عنده محصول وافر من‬
‫‪Is‬‬

‫مفرداتها‪ ،‬وخبرة بجيد الكالم ورديئه‪ ،‬فضال عن موهبة صافية وحس مرهف وذوق‬
‫يستطيع به أن يتعرف إلى مواطن الجمال في الكالم‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫املقال العلمي‪:‬‬
‫‪n‬‬

‫املقال العلمي ليس أثرا من آثار العصر الحديث‪ ،‬بل سبق هذا العصر بقرون وظهر في‬
‫‪io‬‬

‫كتابات علماء الفلسفة والكالم‪ ،‬وعلماء اللغة والنحو‪ ،‬وعلماء الفقه والتشريع‪ ،‬وعلماء‬
‫‪t‬‬

‫الكيمياء والتشريح‪ ،‬وقد غنيت املكتبة العربية بكتب العلماء العرب في كل ميدان من‬
‫‪na‬‬

‫ميادين العلوم التجريبية والنظرية‪.‬‬


‫‪di‬‬

‫خصائص األسلوب العلمي‪:‬‬


‫‪or‬‬

‫‪ o‬التجرد من العاطفة والخيال واالعتماد على الحقائق العلمية املسلمة‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫‪ o‬دقة التعبير ووضوحه ومساواته للمعنى وتجرده من األساليب املجازية والبديعية‪.‬‬


‫‪ o‬استعمال األلفاظ في حقيقة معناها فال تكون براقة رجراجة تحمل أكثر من معنى‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ o‬كثيرا ما يلجأ فيه الكاتب إلى األرقام واإلحصاء واملشاهدة والتجريب والتقسيم‬
‫والتفصيل والقوانين واملصطلحات والتعريفات العلمية واألدلة والبراهين‪.‬‬
‫خصائص املقال الحديث بأنواعه‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ o‬تجنب املقدمات التي تستهلك جزءا من طاقة الكاتب‪.‬‬
‫‪ o‬االعتناء بالفكرة وترتيبها وترابطها حتى ال يكون املقال مجرد ثرثرة ال قيمة لها‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ o‬أن يراعي في املقال وحدة املوضوع‪ ،‬فتتالقى األفكار وتتالحم األجزاء في إطار واحد‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬الخطابة‬

‫‪eg‬‬
‫الخطابة فن مشافهة الجماهير وإقناعهم واستمالتهم‪ ،‬فال بد فيها من خطيب مشافه‪،‬‬

‫‪ll‬‬
‫وجمهور مستمع‪ ،‬وإقناع مبني على عرض الخطيب آلرائه املؤيدة بالبراهين‪ ،‬ونقل اعتقاده‬

‫‪Co‬‬
‫بتلك اآلراء إلى الجماهير املستمعة‪ ،‬ثم ال بد فيها من االستمالة‪ ،‬وهي أن يهيج الخطيب نفوس‬
‫سامعيه أو يهدئها‪ ،‬ويقبض على عواطفهم يتصرف بها كيف يشاء سارا أو محزنا‪ ،‬ومما تقدم‬
‫‪c‬‬
‫يتبين لنا أن أسس الخطابة أربعة‪:‬‬
‫‪mi‬‬

‫(‪ )4‬استمالة‬ ‫(‪ )3‬إقناع‬ ‫(‪ )2‬جمهور‬ ‫(‪ )1‬مشافهة‬


‫‪la‬‬

‫والخطابة موهبة تخلق مع اإلنسان كالشاعرية في الشاعر‪ ،‬وال يزيدها التعليم إال صقال‪،‬‬
‫‪Is‬‬

‫واملراد باملوهبة القدرة على االرتجال‪ ،‬أما الخطباء الذين يعدون خطبهم مكتوبة ثم يلقونها‬
‫في أوراق‪ ،‬فلم يعرفهم العرب‪ ،‬ألن الخطبة املكتوبة تفقد بعض مقوماتها التي يعتمد عليها‬
‫‪of‬‬

‫في إثارة الشعور‪ ،‬وألن الخطيب املوهوب هو الذي إذا رأى الجماهير انفعلت نفسه بما يحز‬
‫‪n‬‬

‫بهم‪ ،‬وتحركت تلك املوهبة في نفسه‪ ،‬فقال وملك ناصية القول‪ ،‬ووجه السامعين كما يريد‪،‬‬
‫‪io‬‬

‫ولعب بعقولهم وألبابهم‪ ،‬كما يلعب العواد باألوتار والعازف باألزرار‪.1‬‬


‫‪t‬‬

‫والخطابة ألهميتها قديمة في املجتمع اإلنساني‪ ،‬فهي سالحه في سلمه وحربه‪ ،‬وفي دعوته إلى‬
‫‪na‬‬

‫َ‬
‫املثل العليا التي ينبغي أن يؤمن بها‪ ،‬لذلك كانت بالغ النبيين إلى أممهم "واحلل عقدة من‬
‫‪di‬‬

‫لساني يفقهوا قولي‪ ،2‬والرسول العربي العظيم يقول‪" :‬أوتيت جوامع الكلم"‪ ،‬وكانت الر َ‬
‫اح‬
‫‪or‬‬

‫الذي يسكبه القواد في نفوس الجنود قبل املعركة‪ ،‬فيقدمون على قتال األعداء باسمين‪،‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪" 1‬النقد األدبي"‪ -‬للدكتور غنميمي هالل‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة طه ‪ :‬اآلية ‪28 ،27‬‬
‫‪86‬‬
‫والقوة الساحرة التي يقود بها الزعماء واملصلحون أممهم إلى جادة الصواب‪ ،‬بل هي النور‬
‫الذي يضيئ للقاض ي طريق العدالة‪ ،‬فيقتص من الباغي للمظلوم‪.‬‬
‫والخطبة هي الكالم الذي يلقى في جمهور من الناس لإلقناع والتأثير وهي ذات عناصر ثالثة‪:1‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫(‪ )2‬العرض والتدليل (‪ )3‬الخاتمة‬ ‫(‪ )1‬املقدمة‬
‫‪ -1‬املقدمة‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫هي بدء الكالم وهي نظير املطلع للقصيدة‪ ،‬واملدخل في املسرحية‪ ،‬واالفتتاح في املوسيقى‪،‬‬

‫‪es‬‬
‫ويهدف بها الخطيب إلى التمهيد للموضوع‪ ،‬وإعداد السامعين لإلصغاء‪ ،‬حتى يتسنى لهم‬

‫‪eg‬‬
‫متابعة ما يعرض عليهم من أحداث وبراهين‪ .‬ويجب أن تكون جيدة حتى يصغي السامعون‬

‫‪ll‬‬
‫إلى الخطيب‪ ،‬ألنها أول ما يطرق األسماع‪ ،‬وإال كانت نذيرا بإخفاقه وتفاهة أثره‪ ،‬ويشترط‬

‫‪Co‬‬
‫لجودة املقدمة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون متصلة باملوضوع لتمهد له‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ .2‬أن تكون واضحة مناسبة لعقول السامعين‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫‪ .3‬وأن تكون شائقة جذابة‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫وتكون املقدمة ضرورية في الخطبة إذا كان الخطيب مجهوال لدى السامعين‪ ،‬أو كان‬
‫‪Is‬‬

‫املوضوع الذي يخطب فيه مجهوال لهم أو ال يثير انتباههم‪ ،‬ويحتاج إليها أكثر كلما كان‬
‫السامعون أقل منزلة في الفكر‪ ،‬وتقل الحاجة إليها إذا كان السامعون على مكانة في الفهم‪،‬‬
‫‪of‬‬

‫أو إذا كان املوضوع موجزا ال يحتمل املقدمات‪ ،‬فيكتفي بالدخول فيه مباشرة واالكتفاء‬
‫‪n‬‬

‫بعالجه‪.‬‬
‫‪io‬‬

‫وتختلف املقدمات باختالف نوع الخطبة أو اختالف موضوعها‪ ،‬وقد تكون متعلقة باملتكلم‬
‫‪t‬‬

‫أو بالخصم أو بالسامعين أو باملوضوع‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫فاملقدمة املتعلقة باملتكلم أو الخصم يقصد منها أن ينفي عن نفسه مزعما أو يوجه إلى‬
‫‪di‬‬

‫خصمه تهمة مثال‪ ،‬وأما املتعلقة بالسامعين فتهدف إلى توكيد نياتهم الطيبة أو إثارة‬
‫‪or‬‬

‫مشاعرهم أو جذب أنظارهم‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫‪" 1‬فن الخطابة" – للدكتور أحمد الحوفي بتصرف‪.‬‬


‫‪87‬‬
‫أما املتعلقة باملوضوع (وذلك إذا كان السامعون على منزلة رفيعة) فيكتفي فيها بموجز‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫‪ -2‬العرض‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫إذا جاز للخطيب أن يستغني عن املقدمة أحيانا‪ ،‬فليس بمستطيع أن يستغني عن عرض‬
‫املوضوع‪ ،‬ألنه هو العنصر األساس ي في الخطبة‪ ،‬وشروط جودته ما يأتي‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫(أ) وحدة املوضوع‪ :‬وذلك بأن تنبع مسائله كلها من ينبوع واحد وأن يحيط بها إطار واحد‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫(ب) الترتيب والتسلسل‪ :‬فيسلم كل جزء إلى ما بعده‪ ،‬حتى تصل إلى النتيجة‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫(ت) الوضوح‪ :‬فسهولة العبارة ووضوح املعنى طريق الفهم‪ ،‬وهو أساس اإلقناع واالستمالة‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫(ث) قوة التدليل إلثبات رأي الخطيب وتنفيذ رأي اآلخرين‪ ،‬والدليل إما أن يكون منطقيا؛‬

‫‪Co‬‬
‫وهو املبني على مقدمات يقينية‪ ،‬وهذا يوصل إلى نتائج يقينية عقلية؛ وذلك كالتدليل على‬
‫أن مجموع زوايا املثلث قائمتان‪ ،‬وإما أن يكون خطابيا‪ ،‬وهو املبني على مقدمات ظنية أو‬
‫‪c‬‬
‫مستندة إلى العرف أو الحكم املشهورة‪ ،‬وهذه األدلة توصل إلى نتائج شعورية يغلب فيها‬
‫‪mi‬‬

‫ترجيح الظن‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫فإذا كانت الجماعة املستمعة من املثقفين اكتفى باألدلة "العقلية"‪ ،‬وإذا كانت الجماعة‬
‫‪Is‬‬

‫سطحية التفكير واهية الربط بين األشياء‪ ،‬كانت األدلة املناسبة لها هي األدلة "الخطابية"‪،‬‬
‫ألن مهمة الخطيب أن يقنع تلك الجماعة إقناعا شعوريا يوقظ عزائمهم ويدفعهم للعمل‬
‫‪of‬‬

‫عن طريق القلب ال العقل‪ ،‬والغالب أن الخطابة الناجحة هي التي تتجه إلى مشاعر الناس‬
‫‪n‬‬

‫إلثارتها ال إلى العقول فتحاجها‪ ،‬ألن املستمع كثيرا ما يعرف الخبر ويقتنع به‪ ،‬ولكنه يحتاج‬
‫‪io‬‬

‫إلى العزيمة التي تدفعه للعمل لذلك فإن املناسب للخطابة هو "األدلة الخطابية"‪ ،‬ولكنها‬
‫‪t‬‬

‫لن تؤدي الغرض منها إال إذا كان الخطيب نفسه متأثرا‪ ،‬ألن تأثره يعدي السامعين‪( ،‬وما‬
‫‪na‬‬

‫خرج من القلب وصل إلى القلب)‪ ،‬وكما قيل لبعض الشعراء "إذا أردت مني أن أبكي فعليك‬
‫‪di‬‬

‫أن تبكي أوال"‪.‬‬


‫‪or‬‬

‫مع العلم بأن الخطب القضائية وخطب املناظرات والجدل‪ ،‬والخطب العلمية يناسبها‬
‫‪Co‬‬

‫التدليل العقلي‪.‬‬
‫أما خطب الحرب والسياسة والخطب الحفلية فيناسبها العزف على أوتار العاطفة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫وقد يعمد الخطيب في إبراز فكرته األساسية إلى الحجج والبراهين وقص الحكايات‬
‫القصيرة‪ ،‬أو ضرب الحكم واألمثال‪ ،‬أو إلى تكرار املعنى بعبارات مختلفة‪ ،‬أو االزدواج في‬
‫العبارة أو تقسيمها وتقطيعها إلى جمل قصيرة‪ ،‬حتى يكسب الكالم حسنا ونغمة ترتاح إليها‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫النفوس‪.‬‬
‫‪ -3‬الخاتمة‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫وفيها يجمع الخطيب أطراف املوضوع‪ ،‬ويترك في أذهان السامعين صورة واضحة موجزة‬

‫‪es‬‬
‫لكل ما تناوله في الخطبة من غير أن يعيد لفظا أو عبارة‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫ألوان الخطابة العربية‬

‫‪ll‬‬
‫كانت الخطابة العربية منذ ظهور اإلسالم مبنية على الدين‪ ،‬تقتبس منه أحكامها‪ ،‬وتبنى‬

‫‪Co‬‬
‫عليه أوامرها ونواهيها‪ ،‬وكان الحكام يتناولون فيها ما يشغل الرأي العام من أحداث جسام‪،‬‬
‫وهي لهذا يستبين منها ثالثة ألوان‪:‬‬
‫‪c‬‬
‫(أ) الخطابة السياسية والبرملانية‪ :‬وتشمل الخطب التي يلقيها الخلفاء في أول عهدهم‬
‫‪mi‬‬

‫بالخالفة أو الوالة حين التولية‪ ،‬كما تشمل الخطب التي قيلت في املنازعات السياسية‬
‫‪la‬‬

‫كخطب علي ومعاوية وفي البرملانات أخيرا بين األحزاب السياسة‪.‬‬


‫‪Is‬‬

‫(ب) الخطابة الجتماعية‪ :‬وتتناول شؤون الفرد واملجتمع من ناحية هدايتهما وإصالحهما‬
‫والنهوض بهما‪ ،‬ويعتمد الخطيب في هذا اللون على االتجاه الديني في تحسين ما يستحسن‬
‫‪of‬‬

‫وتقبيح ما يستقبح‪ ،‬ويستشهد على رأيه بالقرآن الكريم فيما يدعو إليه من فضائل األخالق‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫(ت) خطب املناسبات‪ :‬وهي الخطب التي تلقى في مناسبة معينة‪ ،‬كتلك التي تقال في الجهاد‬
‫‪io‬‬

‫أو النصر على األعداء‪ ،‬أو في املآتم وعقود الزواج‪ .‬ومنها خطب املدح التي تقال في دور‬
‫‪t‬‬

‫الحكام‪.‬‬
‫‪na‬‬

‫(ث) الخطابة القضائية‪ :‬وهي التي تكون في مجالس القضاء من رجال النيابة أو املحاماة‬
‫‪di‬‬

‫إلثبات الدعوى أو لنفيها‪.‬‬


‫‪or‬‬

‫(ج) الخطابة الدينية‪ :‬وقد كانت في العصور الزاهرة ناهضة قوية يتوالها الخلفاء أو من‬
‫‪Co‬‬

‫ينوبون عنهم‪ ،‬وكانت لذلك حية تعيش في املجتمع وتتأثر به‪ ،‬فلما توالها أناس محترفون‬
‫أخذت معانيها تضيق وعباراتها تتحجر‪ ،‬فوق ما فيها من اإلسجاع املمقوت‪ ،‬وصارت معانيها‬

‫‪89‬‬
‫تقف عند حدود التحقير من شأن الدنيا والتخويف من املوت‪ ،‬وبعدت عما يجري حولها في‬
‫حياة الناس وزاد من بعدها أن قامت طائفة من املؤلفين بوضع خطب تناسب كل أسبوع‬
‫من كل شهر في العام‪ ،‬واقتصرت على خطبة الجمعة في املسجد‪ ،‬تردد فيها معان ال تؤثر في‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫الناس لكثرة ما ألفوها‪.‬‬
‫وظل الحال على ذلك حتى عصرنا الحديث‪ ،‬فخرجت الخطابة الدينية من املسجد إلى‬

‫‪−‬‬
‫املجتمع وتناولت شؤونه املختلفة‪ ،‬واتصلت بما يدور في الحياة‪ ،‬وتخلص أسلوبها من‬

‫‪es‬‬
‫السجع‪ ،‬وذلك بفضل املتخرجين في األزهر الذين درسوا فنون الخطابة ومقوماتها وتمرسوا‬

‫‪eg‬‬
‫عليها في املواقف املختلفة‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫الخطابة بين الرتجال واإلعداد‪:‬‬

‫‪Co‬‬
‫يقولون‪ :‬إن بالغة اللسان أعسر من بالغة القلم‪ ،‬وذلك ألن بليغ اللسان مطالب بأن يفعل‬
‫في الوقت القصير من ترتيب الكلم واختيار أعذب األلفاظ وما يكون بين الكالم وبين غيره‬
‫‪c‬‬
‫من مشاكلة ومزاوجة ما يحتاج إلى وقت طويل وتفكير عميق‪ .‬ولصعوبة بالغة اللسان مجد‬
‫‪mi‬‬

‫العرب الخطابة املرتجلة وأدركوا مقامها‪ ،‬وقالو‪ 1:‬إنما يجترئ عليها غر جاهل بأهوالها‪ ،‬أو‬
‫‪la‬‬

‫مطبوع حاذق واثق باقتداره‪ ،‬وأعجبوا بالخطيب املرتجل‪ ،‬ووضعوه في أعلى منزلة للخطباء‬
‫‪Is‬‬

‫إذا واتاه القول وانقاد له عص ي الكالم‪ ،‬وأتى بالبديهة بما يأتي به غيره بعد الروية والتفكير‪.‬‬
‫وإذا كان للخطابة املرتجلة هذه املنزلة‪ ،‬فللخطابة املعدة قدرها الذي ال ينكر‪ ،‬وقد عرف‬
‫‪of‬‬

‫العرب ألوانا من اإلعداد‪ ،‬كأن ييهئ الخطيب عناصر املوضوع في رأسه ويدبر بعض العبارات‬
‫املعبرة عن هذه العناصر‪ ،‬فقد روي عن عثمان بن عفان‪ ،‬أنه قال حين أ ْرت َج عليه‪" :‬إن أبا‬
‫‪n‬‬
‫‪io‬‬

‫بكر وعمر كانا يهيئان لهذا املقام مقاال"‪ ،‬أو يعد الخطيب خطبة مكتوبة ويقوم بتعديلها‬
‫‪t‬‬

‫وتقويمها ثم يعرضها على خبير بالكالم‪ ،‬ليرى مقدار تأثيرها في نفسه‪ ،‬فإن بلغت فيه مبلغا‬
‫‪na‬‬

‫حسنا‪ ،‬استظهرها وحفظها ليلقيها في الحفل الذي أعدها له‪.‬‬


‫‪di‬‬

‫والعرب يفضلون أن يكون الخطيب محترسا‪ ،‬وأن يتقي خيانة البديهة في أوقات االرتجال‬
‫‪or‬‬

‫وال يغره انقياد القول له في بعض األحوال‪ ،‬ولذلك ينبغي من الخطيب أن يعد خطبته نوعا‬
‫‪Co‬‬

‫‪" 1‬أسس النقد األدبي" ‪ -‬للدكتور أحمد بدوي عن البيان والتبيين للجاحظ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫ما من اإلعداد‪ ،‬وأن تكون معه مذكرة بها عناصر موضوع خطبته حتى يعود إليها إذا خانته‬
‫البديهة‪ ،‬أما الذي يحفظ كالم غيره ويلقيه أو يعد كالمه في ورقة ويلقيها فليس بخطيب‪.‬‬
‫واالرتجال محمود حين ال يضعف من أفكار الخطبة وأساليبها وحين يحقق التأثير واالنفعال‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫النفس ي‪ ،‬وإال فينبغي التهيئة واإلعداد‪.‬‬
‫صفات الخطيب‪ :‬ينبغي أن تتوافر في الخطيب املثالي الصفات اآلتية‪:‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ o‬أن يكون رابط الجأش ساكن النفس‪ ،‬وعالمة ذلك هدوءه في كالمه وتمهله في منطقه‪،‬‬

‫‪es‬‬
‫وعدم تأثره إذا تعلقت عيون الناس به‪ ،‬فإن تحير أو دهش شتت أفكاره وأصابه العي‬
‫َ‬

‫‪eg‬‬
‫واإل ْرتاج‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ o‬أن يكون ذكيا يدرك مواطن القول وموقعه من نفوس سامعيه‪ ،‬فإن رأى منهم إقباال‬

‫‪Co‬‬
‫عليه زادهم‪ ،‬وإن تبين منهم إعراضا وتثاقال خفف عنهم بذكائه‪ ،‬يدرك عناصر املوضوع‬
‫ويرتبها ويعرف من يخاطبه‪ ،‬فيحدثه بما يفهم‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ o‬وأن يكون قادرا على التصرف إذا جد من األمور ما لم يكن في الحسبان‪ ،‬كأن يسأله‬
‫‪mi‬‬

‫سائل أو يعترض عليه أو يسبقه خطباء آخرون تحدثوا في العناصر التي أعدها‪ ،‬أو أن‬
‫‪la‬‬

‫يكون قد أعد الكالم لظرف خاص وتغير الظرف‪ ،‬فإن لم يكن ذكيا رابط الجأش قادرا‬
‫‪Is‬‬

‫على التصرف والخروج من هذه املآزق‪ ،‬تعذر عليه الكالم وأغلقت أمامه أبواب القول‪.‬‬
‫‪ o‬أن يكون رقيقا في عرض أفكاره‪ ،‬فقد يواجه الخطيب جمهورا ذا عقيدة معينة‪ ،‬فإذا‬
‫‪of‬‬

‫أراد أن يصل إلى هدفه الذي يريده‪ ،‬عليه أن يترفق بهم عمال بقوله تعالى‪" :‬ولو كنت‬
‫‪n‬‬

‫فظا غليظ القلب النفضوا من حولك"‪ ،‬وقد يستدعي املوقف الشدة‪ ،‬إذا كان الرفق‬
‫‪io‬‬

‫ال يجدي‪ ،‬كما في خطب زياد والحجاج‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪ o‬أن يسلم لسانه من آفات النطق كاللجلجة والفأفأة واللثغة‪ ،‬ألن عيوب النطق إذا لم‬
‫‪na‬‬

‫تصلح تكون مصدر استهانة السامعين وسخريتهم‪ ،‬وتهجن الكالم وتذهب ببهائه‪.‬‬
‫‪di‬‬

‫‪ o‬أن يكون مؤمنا بالدعوة التي يدعو إليها في خطبته مخلصا لها‪ ،‬فاإليمان واإلخالص من‬
‫‪or‬‬

‫أكبر األسباب التي تجعل الخطيب يجيد التعبير وينقل إحساسه للسامع‪ ،‬قال الحسن‬
‫‪Co‬‬

‫بن علي في متكلم يعظ‪ :‬لم تقع موعظته بموضع من قلبه‪" :‬يا هذا‪ ،‬إن بقلبك لشرا أو‬
‫بقلبي"‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ o‬جهارة الصوت من أجل أوصاف الخطباء‪ ،‬يقول الشاعر واصفا بعض الخطباء‪:‬‬
‫َ ْ‬
‫واملوج َيل َتطم‬ ‫َ‬
‫والريح عاصفة‬ ‫خر م ْنحدرا‬
‫حسبت الص َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬
‫اح َي ْوما‬ ‫إن َ‬
‫‪ o‬أن يكون قادرا على امتالك زمام القول‪ ،‬فيوجز أو يطيل إذا أراد‪ ،‬مراعيا مقتض ى الحال‪،‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫جاعال لكل مقام مقاال‪ ،‬فيخاطب الناس على قدر عقولهم ومنازلهم‪ ،‬وهذه الصفة هي‬
‫العنصر األساس ي في بالغة الخطيب‪ ،‬فإذا فقدها فقد السمة األولى من سمات‬

‫‪−‬‬
‫الخطباء‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫الوسائل التي تمكن الخطيب من النجاح‪:‬‬

‫‪eg‬‬
‫من أهم وسائل النجاح عند الخطيب‪ ،‬أن يكون ذا طبع موهوب‪ ،‬وأن يعتمد في ثقافته‬

‫‪ll‬‬
‫األدبية على حفظ املأثور الجيد‪ ،‬فيتخير منه ما يوضح فكرته‪ ،‬ويجمل عبارته‪ ،‬ويدرس‬

‫‪Co‬‬
‫قواعد النحو واللغة ويعرف مواضع البسط واإليجاز‪ ،‬وأماكن التصريح والتلميح‪ ،‬وأن‬
‫يتدرب على الخطابة في موضوعات ومواقف مختلفة‪ ،‬فإذا تعثر مرة فال يلبث أن ينهض‪،‬‬
‫‪c‬‬
‫ويبلغ الغاية املنشودة‪ ،‬وال ينس ى الخطيب استخدام الوسائل الحسية واملعنوية من جودة‬
‫‪mi‬‬

‫اإللقاء‪ ،‬وحسن األداء‪ ،‬واالستعانة بإشارة اليدين وتحريك الرأس‪ ،‬وتشكيل أسارير الوجه‪،‬‬
‫‪la‬‬

‫في حدود االعتدال‪ ،‬وأن يالئم بين السامعين واألفكار وبينهم وبين األسلوب‪ ،‬فلكل ضرب من‬
‫‪Is‬‬

‫الناس ضرب من البيان‪.‬‬


‫خصائص األسلوب الخطابي‪:‬‬
‫‪of‬‬

‫وسنعرض بعض النماذج التي يمكن بعد مناقشتها أن نستنبط منها بعض خصائص‬
‫‪n‬‬

‫األسلوب الخطابي‪:‬‬
‫‪io‬‬

‫‪ -1‬خطب رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في مبدئ دعوته خطبة قصيرة تمثلت فيها كل‬
‫‪t‬‬

‫عناصر الخطبة وخصائصها‪ ،‬فقال بعد أن حمد هللا وأثنى عليه‪:‬‬


‫‪na‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫َ‬
‫الناس‬ ‫الناس جميعا ما كذبتكم‪ ،‬ولو غ َر ْرت‬ ‫َ‬ ‫"إن الرائ َد‪ 1‬ال يكذب أهله‪ ،‬وهللا لو كذبت‬
‫‪di‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫جميعا ما غ َر ْرتكم‪ ،‬وهللا الذي ال إله إال هو إني لرسول هللا إليكم خاصة‪ ،‬وإلى الناس كافة‪،‬‬
‫‪or‬‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اسبن بما ت ْع َملون‪ ،‬ولت ْج َزون‬‫ست ْيقظون‪ ،‬ولت َح َ‬ ‫وهللا َلتموتن كما ت َنامون‪ ،‬ولت ْب َعثن كما ت‬
‫لجنة أبدا أو َل ٌ‬
‫‪Co‬‬

‫نار أبدا"‪.‬‬ ‫باإلحسان إحسانا‪ ،‬وبال ُّسوء سوءا‪ ،‬وإنها َ‬

‫‪ 1‬الرائد‪ :‬من يرسله القوم في طلب الكأل‪.‬‬


‫‪92‬‬
‫فقد بدأ الرسول خطبته بمقدمة موجزة رفيقة بين فيها موقفه منهم وأنه كالرائد لهم‪ ،‬وإذا‬
‫ال بد أن يخبر أهله بالصواب‪ ،‬ألن في هالكهم هالكه‪ ،‬ثم أكد هذا املعنى مقسما لهم أنه ال‬
‫يستطيع أن يكذب عليهم وال أن يغرهم‪ ،‬ولو كذب الناس جميعا وغرهم‪ ،‬وانتقل إلى عرض‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫موضوعه وهو املراد من الخطبة‪ ،‬فأقسم لهم بأنه بعث رسوال إليهم وإلى الناس جميعا‪،‬‬
‫ونالحظ أنه لم يهاجم بعد ذلك معتقداتهم‪ ،‬بل أكد لهم فحسب أنهم سيبعثون ويحاسبون‪،‬‬

‫‪−‬‬
‫واإليمان بالبعث هو الركن األول في بناء األديان‪ ،‬ثم ختم خطبته بأن هذا الجزاء سيترتب‬

‫‪es‬‬
‫عليه أمر رهيب‪ ،‬إما الجنة وإما النار‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫فالخطبة على الرغم من قصرها رائدة حقا‪ ،‬فقد استوفت عناصرها وخصائص أسلوبها‬

‫‪ll‬‬
‫الخطابي‪ ،‬فقد عني فيها بمطلع الخطبة من ناحية اإليجاز‪ ،‬ألن املوقف ال يحتمل إطالة‬

‫‪Co‬‬
‫املقدمات‪ ،‬ومن ناحية التهيئة لالستماع أتى بقضية مسلمة من الخصم وهي "أن الرائد ال‬
‫يكذب أهله"‪ ،‬ثم أكد كالمه بعدة مؤكدات‪ ،‬ألن موفقهم موفق املنكرين‪ ،‬كما عني فيها‬
‫‪c‬‬
‫باالنتقال من فكرة إلى فكرة حتى ترتبط أجزاء الخطبة ويصبح الغرض بذلك واضح املعالم‬
‫‪mi‬‬

‫في النفوس‪ ،‬وقد أوجز عرض املوضوع ولم يطل حتى ال يفتح بابا للجدل الرخيص‬
‫‪la‬‬

‫واملهاترات‪ ،‬واعتنى بخاتمة الخطبة حتى يبقى أثرها في النفس أمدا طويال‪ ،‬فقد ذكرهم فيها‬
‫‪Is‬‬

‫بالبعث والجزاء والجنة والنار‪ .‬كما أن الخطبة تناولت موضوعا واحدا وهو اإليمان‬
‫برسالته‪ ،‬حتى يظل واضحا في أذهان السامعين‪ ،‬كما تتميز الخطبة بالوضوح‪ ،‬فاأللفاظ‬
‫‪of‬‬

‫دقيقة ليس فيها مستكره وال متكلف وال غريب‪ ،‬وتتميز أيضا باالزدواج‪ ،‬حتى تتحقق فيها‬
‫‪n‬‬

‫املوسيقى‪ ،‬قال عبد القاهر الجرجاني‪" :1‬والخطب من شأنها أن يعتمد فيها األوزان"‪ ،‬واملراد‬
‫‪io‬‬

‫به االزدواج‪" ،‬ألنها تروى وتتناقل تناقل األشعار"‪ ،‬وهذا اللون من املحسنات ‪ -‬وهو االزدواج‬
‫‪t‬‬

‫‪ -‬يكسب الخطبة قوة ويجعلها أشد هزة وتأثيرا في نفوس سامعيها‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫كما تظهر عاطفة الرسول الدينية في الخطبة واضحة جلية‪ ،‬فإيمانه بفكرته ودعوته جعله‬
‫‪di‬‬

‫يبرز هذه العاطفة في القسم باهلل الواحد بأنه رسول هللا حقا‪ ،‬وأن البعث حق والجزاء حق‬
‫‪or‬‬

‫والجنة والنار حق‪ ،‬وذلك ألن العاطفة عنصر مهم في جعل الخطبة قوية ملتهبة‪.‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪ -2‬من خطبة ملصطفى كامل ألقاها باإلسكندرية سنة ‪۱۷۱۸‬م‪:‬‬

‫‪ 1‬أسرار البالغة‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫"ال ريب عندي في أنكم كلكم تودون مثلي أن تكون مصر بالدا حرة منتشرة في سائر أرجائها‬
‫‪ -‬من اإلسكندرية إلى منابع النيل ‪ -‬أنوار العلوم واملعارف‪ ،‬وتصبح كما كانت مهدا للفضائل‬
‫واآلداب‪ ،‬مشرقا لشمس املدنية في كل بالد الشرق‪ ،‬مسرحا للتنافس في الصناعة والتجارة‪،‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫مجمعا آمنا لألجانب ذوي املصالح فيها‪ ،‬طريقا سهال للرائدين‪.‬‬
‫وال ريب عندي في أنكم كلكم تحبون أن تنتسبوا إلى مصر‪ ،‬إذ يكون هذا شأنها‪ ،‬عندئذ‬

‫‪−‬‬
‫يفتخر كل منكم أن ينادي بأعلى صوته (أنا مصري)‪ ،‬ولكن أال تحبون كذلك مصر وقد جثم‬

‫‪es‬‬
‫عليها الشقاء‪ ،‬وحل بها البالء‪ ،‬وسبقتها األمم‪ ،‬وأصبحت تعد في صفوف الشعوب القاصرة‪،‬‬

‫‪eg‬‬
‫إنها تناديكم وأنتم حولها‪ :‬أال فانصروني يا أعز البنين‪ ،‬أال فارفعوا شأني بين األمم‪ ،‬واجعلوا‬

‫‪ll‬‬
‫لي مكانا قيما بين الشعوب املتقدمة الحية‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫أجل أجل تحبونها‪ ،‬يجب عليكم أن تحبوها وتحنوا عليها‪ ،‬كما يحنو املرء على أمه الشفيقة‬
‫إذا اعتلت‪ ،‬ويسعى في خدمتها‪ ،‬ويبحث عن دوائها‪ .‬وال يكن حبكم واقفا عند حد الحب‪،‬‬
‫‪c‬‬
‫وحنانكم عند حد الحنان‪ ،‬بل ليتجاوز ذلك إلى العمل لخيرها‪ ،‬وإعالء شأنها‪ ،‬وثقوا أيها‬
‫‪mi‬‬

‫الوطنيون األعزاء‪ ،‬بأن املستقبل لكم ولها‪ ،‬فاعملوا لسيادته‪ ،‬وتذكروا دائما قول القائل‪:‬‬
‫‪la‬‬

‫"ليس املستقبل بمستعص على أحد"‪.‬‬


‫‪Is‬‬

‫‪ -1‬ساق مصطفى كامل هذه الخطبة السياسية في أسلوب توخى فيه السهولة في العبارة‬
‫والوضوح في املعاني‪ ،‬ألنه يخاطب جمهور اإلسكندرية وفيهم العامة والخاصة‪ ،‬فال مجال‬
‫‪of‬‬

‫فيها للعبارات املختارة املنقحة وال املعاني البعيدة العميقة‪.‬‬


‫‪n‬‬

‫‪ -2‬اعتمد الخطيب في االستدالل على األدلة الخطابية املنتزعة من الظواهر العرفية مثل‬
‫‪io‬‬

‫(تحبون أن تنتسبوا إلى مصر)‪( .‬يجب عليكم أن تحبوها‪ ،‬وتحنوا عليها كما يحنو املرء على‬
‫‪t‬‬

‫أمه الشفيقة إذا اعتلت)‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫‪ -3‬اشتملت الخطبة على كثير من مميزات األسلوب الخطابي‪ ،‬ففيها‪( :‬أ) التكرير‪( .‬ال ريب‬
‫‪di‬‬

‫عندي في أنكم كلكم‪ ،‬ال ريب عندي في أنكم كلكم)‪( .‬ب) التوكيد إنكم كلكم‪ .‬إنها تناديكم‪.‬‬
‫‪or‬‬

‫إن املستقبل لكم‪( .‬جـ) املراوحة بين األساليب من إخبار (ال ريب عندي‪ )...‬إلى إنشاء (ال يكن‬
‫‪Co‬‬

‫مسرحا‪،‬‬ ‫‪َ -‬لي َت َج َاو ْز) إلى نداء (يا أعز البنين)‪( .‬د) األلفاظ املوحية‪ ،‬مثل (حرة‪ ،‬مهدا‪ ،‬مشرقا‪ْ ،‬‬
‫جثم)‪( .‬هـ) تضمين الخطبة أقوال الحكماء (ليس املستقبل بمستعص على أحد)‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ومن الخطبتين السابقتين نستطيع أن نستخلص األسلوب الخطابي الذي يجمع بين دفتيه‬
‫كل وسائل اإلقناع واالستمالة‪ ،‬ويتجه إلى الفكر والوجدان معا لينفذ منهما إلى العزيمة‬
‫والعمل‪ ،‬وتتلخص هذه الخصائص فيما يأتي‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ -1‬الوضوح‪ :‬واملراد به سهولة العبارة‪ ،‬ووضوح املعنى حتى يصل إلى القلوب‪ ،‬قبل أن يصل‬
‫إلى اآلذان وليس املراد بالسهولة االبتذال‪ ،‬وإنما املراد أن يكون الكالم سهال في قوة‪ ،‬ساميا‬

‫‪−‬‬
‫في وضوح‪ ،‬يفهمه أنصاف املتعلمين ولكنهم يعجزون عن اإلتيان بمثله‪ ،‬والخطيب البارع من‬

‫‪es‬‬
‫خطب في العامة وأنصاف املتعلمين‪ ،‬فرفعهم إليه ولم يهبط هو إليهم‪ .‬ومثال الوضوح قول‬

‫‪eg‬‬
‫الحجاج‪" :‬أيها الناس من أعياه داؤه فعندي دواؤه‪ ،‬ومن استطال أجله فعلي أن أعجله‪،‬‬

‫‪ll‬‬
‫ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله‪ ،‬ومن استطال ماض ي عمره قصرت عليه باقيه‪ ،‬إن‬

‫‪Co‬‬
‫للشيطان سيفا‪ ،‬وللسلطان سيفا"‪.‬‬
‫ومن وسائل الوضوح‪:‬‬
‫‪c‬‬
‫(أ) دراسة املوضوع وفهمه فهما جيدا‪ ،‬ألن غموض املعنى يؤدي إلى غموض األسلوب‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫(ب) اختيار الكلمات املناسبة للموضوع والسامعين‪ ،‬بحيث تدل على معانيها في يسر‬
‫‪la‬‬

‫وسهولة‪.‬‬
‫‪Is‬‬

‫ج) حسن عرض الجمل وتأليفها‪ ،‬لتفصح عن املعنى املراد‪ ،‬فيقدم ويؤخر أو يحذف‬
‫ويؤكد‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫د) التزام القواعد النحوية والبالغية والذوق األدبي‪.‬‬


‫‪n‬‬

‫ه) ترتيب املوضوع ترتيبا منطقيا‪ ،‬فتقدم األسباب على املسببات‪ ،‬واملقدمات على النتائج‪،‬‬
‫‪io‬‬

‫واملعاني األساسية على املعاني الفرعية‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫و) البعد عن املصطلحات الخاصة بالعلوم والفنون‪ ،‬ألنها مجهولة للسامعين‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫‪ -2‬اإلطناب‪ :‬واإلطناب على حسب املقام‪ ،‬فهو محمود في الخطابة السياسية والقضائية‬
‫‪di‬‬

‫والحفلية‪ ،‬غير محمود في الخطابة الحربية‪ ،‬ألنها كلمات تقال قبل املعركة للتحميس‪،‬‬
‫‪or‬‬

‫فاملوقف يقتض ي اإليجاز‪ ،‬واإلطناب من سمة الخطابة بوجه عام على أن يكون في غير خطل‬
‫‪Co‬‬

‫أو إمالل‪.‬‬
‫من وسائل اإلطناب‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫(أ) التكرار املعنوي‪ ،‬ليتضح املعنى ويقوى تأثيره‪ ،‬كما في عبارات الحجاج السابقة‪.‬‬
‫(ب) التفصيل والشرح وتوليد املعاني‪ ،‬ليعمق أثر الخطبة في نفوس السامعين‪ ،‬كما في‬
‫خطبة مصطفى كامل السابقة‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ -3‬إثارة الشعور‪ :‬فقوة األسلوب تكفل االستمالة وتثير شعور السامعين وتوجههم إلى‬
‫الهدف الذي يقصده الخطيب‪ ،‬وإن الذي يكتفي باإلقناع دون التحميس متكلم ال خطيب‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫ومن وسائل إثارة املشاعر‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫(أ) قوة عاطفة الخطيب وحماسته وانفعاله وحرارة شعوره حتى تصل عباراته إلى القلوب‬

‫‪eg‬‬
‫وتمتزج بنفوس السامعين وتدفعهم إلى الوجهة التي يريدها‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫(ب) الخيال في العبارة‪ ،‬وذلك باختيار العبارات التي تثير في النفوس أخيلة وذكريات‪،‬‬

‫‪Co‬‬
‫وسبيل ذلك العبارات املجازية‪ ،‬كاالستعارة والكناية والتمثيل والتخييل‪ .‬وبذلك يسكب في‬
‫عبارته حرارة‪ ،‬ألنها غنيت باملشاعر الحية والعواطف املشبوبة والصور الحية‪ ،‬ومثل ذلك‬
‫‪c‬‬
‫قول محمد فريد في يوم انتخابه خلفا ملصطفى كامل‪:‬‬
‫‪mi‬‬

‫"إن الدموع التي سكبت من يوم وفاته إلى اليوم والتي روت جثته يوم دفنه لكافية إلرواء‬
‫‪la‬‬

‫هذا النبت وتغذيته‪ ،‬مات رئيسنا في ساحة الوغى كالقائد يعالج سكرات املوت‪ ،‬ويده تشير‬
‫‪Is‬‬

‫إلى جنده بالتقدم إلى األمام‪ ،‬ولسان حاله يقول‪" :‬ال ينسينكم موتي مركزنا الصعب‪ ،‬بل‬
‫سيروا بكل شجاعة وإقدام‪ ،‬واحملوا على من يعترضكم في طريقكم حملة األسد يدافع عن‬
‫‪of‬‬

‫عرينه والوالدة عن فلذة كبدها"‪ .‬وينبغي أال يكثر ذلك حتى ال يكون مدعاة للسأم‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫(ج) حسن اختيار األلفاظ‪ ،‬بأن تكون مالئمة للسامعين والعصر‪ ،‬وأن تكون قوية أخاذة‬
‫‪io‬‬

‫مثيرة‪ ،‬فاأللفاظ فضال عن معناها مشحونة بتيار زاخر باملشاعر والصور التي اكتسبتها في‬
‫‪t‬‬

‫حياتها الطويلة‪ ،‬ولذلك ينبغي االبتعاد عن األلفاظ التي افتقر معناها بمرور الزمن أو التي‬
‫‪na‬‬

‫تغيرت بتغير البيئة والناس‪.‬‬


‫‪di‬‬

‫فمن الكلمات القوية األخاذة املثيرة ما ورد في خطبة أبي جعفر املنصور بعد قتل أبي مسلم‪:‬‬
‫‪or‬‬

‫"إن من نازعنا عروة هذا القميص أجزرناه خبيئ هذا الغمد"‪ ،‬فكلمة أجزرناه أقوى من‬
‫‪Co‬‬

‫كلمة "قطعنا رأسه"‪ ،‬وكلمة "خبيئ هذا الغمد" أقوى من كلمة "السيف"‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫د) الجمل القصار أنسب في سرعة التأثير من الجمل الطويلة‪ ،‬ألنها سريعة األداء سريعة‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫الفهم كقول الرسول‪" :‬وهللا َلتموتن ك َما ت َنامون‪َ ،‬ولت ْب َعثن كما ت ْست ْيقظون‪."..‬‬
‫ه) املراوحة بين الخبر واإلنشاء حتى ال يكون األسلوب على وتيرة واحدة فيمل‪ ،‬وبذلك‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫يتجدد نشاط السامعين‪ ،‬كما ورد في خطبة مصطفى كامل السابقة‪.‬‬
‫‪4‬ـ ـ املوسيقى‪ :‬بأن يكون األسلوب رنانا خفيفا على اللسان‪ ،‬حسن الوقع في اآلذان‪ ،‬ومما‬

‫‪−‬‬
‫يساعد على املوسيقى عدة أمور‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫(أ) انسجام الحروف‪ ،‬وائتالف الكلمات‪ ،‬وتالئم الفقرات‪ ،‬طوال وقصرا تبعا الختالف‬

‫‪eg‬‬
‫العواطف‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫(ب) وتحلية األسلوب بالسجع واالزدواج غير املتكلفين‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫الفرق بين أسلوب الخطابة وأسلوب املقال بوجه عام‪:‬‬
‫‪ -1‬عنصر اإلمتاع في أسلوب الخطابة ضروري‪ ،‬ولكنه في املقال غير ضروري فيما عدا املقال‬
‫‪c‬‬
‫األدبي‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫‪ -2‬الغالب في األسلوب الخطابي استخدام الجمل القصيرة‪ ،‬ألنها أقدر على إثارة السامعين‬
‫‪la‬‬

‫وتتبع املعاني بسهولة‪ .‬أما أسلوب املقال فال يضيره استخدام الجمل الطويلة‪ ،‬ألن القارئ‬
‫‪Is‬‬

‫عنده فسحة من الوقت لكي يعاود القراءة مرة ثانية‪.‬‬


‫‪ -3‬اشتمال أسلوب الخطابة على الترويح والترفيه عن السامعين‪ ،‬كلما أحس الخطيب امللل‬
‫‪of‬‬

‫يتسرب إلى نفوس السامعين‪ ،‬وذلك بنكتة أو طرفة تجدد نشاطهم ‪ -‬أما أسلوب املقال‬
‫‪n‬‬

‫فليس في حاجة إلى ذلك‪ ،‬ألن القارئ إذا سئم يستطيع أن يترك املقال ليستعيد نشاطه‪ ،‬ثم‬
‫‪io‬‬

‫يعود إليه بعد ذلك‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪ -4‬الغالب على أسلوب الخطابة اإلطالة والتكرار وكثرة الترادف‪ ،‬ألن هدف الخطيب‬
‫‪na‬‬

‫اإليضاح وإثارة املشاعر‪ ،‬أما أسلوب املقال فإنه يعتمد على اإليجاز‪ ،‬ألن الحياة الحديثة‬
‫‪di‬‬

‫تقتض ي السرعة وتزاحم األعمال‪ ،‬فليس هناك وقت يتسع للمقال الطويل‪.‬‬
‫‪or‬‬

‫‪ -5‬الوضوح واجتناب األلفاظ الغريبة في أسلوب الخطابة أمر ضروري جدا حتى ال ينصرف‬
‫‪Co‬‬

‫السامعون عن الخطيب‪ ،‬أما أسلوب املقال فال يلزم فيه ذلك‪ ،‬ألن القارئ يستطيع معاودة‬
‫القراءة ليفهم‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ا‬
‫رابعا‪ :‬القصة‬
‫القصة لون من ألوان النثر الفني يتناول فيه الكاتب تصوير الحياة واألشخاص وما يرتبط‬
‫بهما من صراع ومشكالت وأحداث وعواطف‪ ،‬تصويرا يوصل إلى الغرض الذي يرمي إليه‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫وعالج هذه املشكالت في واقع حياة اإلنسان النفسية واالجتماعية‪ ،‬محاوال بهذا التصوير‬
‫نقل األثر الذي أحس به إلى أذهان القراء وقلوبهم ومشاعرهم‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫واسع تعرض فيه على الناس جميع املشكالت التي تواجههم في املجتمع‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ميدان ٌ‬ ‫فالقصة إذا‬

‫‪es‬‬
‫مصورة في أشخاص تنعكس على مرآتهم صور هذه املشكالت‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫فن القصة في األدب العربي‪:‬‬

‫‪ll‬‬
‫القصة في اآلداب العربية قسمان‪ :‬قسم دخيل مترجم‪ ،‬وقسم عربي أصيل مؤلف‪ .‬فمن‬

‫‪Co‬‬
‫النوع األول قصص "كليلة ودمنة" ثم "ألف ليلة وليلة" ويرجعان إلى أصل فارس ي‪ ،‬وقد ناال‬
‫شهرة كبيرة وترجما من األصل العربي إلى لغات كثيرة‪ ،‬ومن النوع الثاني‪ :‬قصص عنترة وسيرة‬
‫‪c‬‬
‫بني هالل وغيرها‪ ،‬ومعظمها لها أصل تاريخي‪ ،‬وأشخاصها أبطال حقيقيون‪ ،‬وحوادثها وقعت‬
‫‪mi‬‬

‫في التاريخ‪ ،‬وإن تغيرت بمرور الزمن‪ ،‬ومعظم هذه القصص مجهولة املؤلف ومختلفة‬
‫‪la‬‬

‫املوضوعات‪ ،‬فمنها ما كان موضوعه الحب العذري بين الرجل واملرأة‪ ،‬وأهم هذه القصص‬
‫‪Is‬‬

‫"مجنون ليلى" و"جميل بثينة" و"قيس ولبنى" وأبطالها مذكورون في التاريخ‪ ،‬وقد اشتقت‬
‫هذه القصص من البادية‪ ،‬وتعتبر أحد أركان الفن القصص ي العربي ‪ -‬ومنها ما كان موضوعه‬
‫‪of‬‬

‫الحرب والبطولة كقصة "الزير سالم" و"سيف بن ذي يزن" وتتحدث عن شخصيات‬


‫‪n‬‬

‫اشتهرت بالبطولة في الحرب وتعتمد على حوادث التاريخ‪ ،‬وقد أضاف لها الرواة كثيرا من‬
‫‪io‬‬

‫عندهم وأدخلوا فيها كثيرا من الخلط والتحريف‪ ،‬ومنها القصص املوضوعة‪ ،‬وهي القصص‬
‫‪t‬‬

‫"العلمية والفلسفية"‪ ،‬والغرض منها عرض فكرة فلسفية أو نظرية علمية‪ .‬ولذلك كانت‬
‫‪na‬‬

‫صياغتها الفنية في املرتبة الثانية‪ ،‬وإن كانت قد ألفت بلغة سليمة فمؤلفوها علماء‪ ،‬وكتبت‬
‫‪di‬‬

‫للخاصة من الناس وأشهرها "املقامات" لبديع الزمان الهمداني‪ ،‬و"رسالة الغفران" ألبي‬
‫‪or‬‬

‫العالء و"قصة حي بن يقظان" البن طفيل‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫أنواع القصة‪:‬‬
‫أنواع القصة بحسب قالبها ومظهرها أربعة‬

‫‪98‬‬
‫‪ -4‬األقصوصة‬ ‫‪ -3‬القصة‬ ‫‪ -2‬الرواية‬ ‫‪ -1‬الحكاية‬
‫‪ 1‬ـ الحكاية‪:‬‬
‫هي حادثة أو حوادث حقيقية أو متخيلة‪ ،‬ال تلتزم فيها القواعد الفنية للقصة‪ ،‬بل يقصها‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫اإلنسان كما يعن له‪ ،‬وقد يتخيلها ويختلقها لغرض يريده‪ ،‬والحكايات في الغالب منقولة من‬
‫أفواه الناس‪ ،‬يتداولونها في حياتهم‪ ،‬وتعتبر الحكاية العمود الفقري لكل قصة أو رواية‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ - 2‬الرواية‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫وفيها يعالج املؤلف موضوعا كامال أو أكثر زاخرا بحياة تامة أو أكثر‪ ،‬فال يفرغ القارئ منها‬

‫‪eg‬‬
‫إال وقد ألم بحياة البطل أو األبطال في مراحلها املختلفة‪ ،‬وترتبط كثيرا بالنزعة الرومانتيكية‬

‫‪ll‬‬
‫الخيالية‪ .‬وميدان الرواية فسيح يستطيع فيه الكاتب أن يكشف الستار عن حياة األبطال‬

‫‪Co‬‬
‫ويجلو الحوادث مهما تستغرق من وقت‪ .‬وهي أكبر األنواع القصصية من حيث الحجم‪.‬‬
‫‪ - 3‬القصة‪ :‬وتتوسط بين األقصوصة والرواية‪ ،‬وفيها يعالج الكاتب جوانب أرحب مما يعالج‬
‫‪c‬‬
‫في األقصوصة‪ ،‬وفيها قد يطول الزمن وتمتد الحوادث وتتطور في ش يء من التشابك‪،‬‬
‫‪mi‬‬

‫ويشرطون فيها أن تكون نثرية وتعرض صورة من الحياة الواقعية‪ ،‬وال سيما خلجات النفس‬
‫‪la‬‬

‫اإلنسانية وعواطفها‪.‬‬
‫‪Is‬‬

‫‪ -4‬األقصوصة‬
‫هي قصة قصيرة يعالج فيها الكاتب جانبا من الحياة‪ ،‬يركز فيه فكره‪ ،‬فال يستطرد وال يزيد‬
‫‪of‬‬

‫على املقصود‪ ،‬فهو يقتصر على سرد حادثة أو بضع حوادث قصيرة يتألف منها موضوع‬
‫‪n‬‬

‫مستقل بشخصياته ومقوماته‪ ،‬وينبغي أن يكون املوضوع تاما من ناحية التحليل واملعالجة‪،‬‬
‫‪io‬‬

‫وأال يستغرق وقتا طويال من الزمن‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫الفرق بين القصة واألقصوصة‪:‬‬


‫‪na‬‬

‫‪ o‬تتناول القصة القصيرة (األقصوصة) شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو عاطفة مفردة‬
‫‪di‬‬

‫أو مجموعة من العواطف آثارها موقف مفرد‪ ،‬بخالف القصة فإنها تتناول عدة شخصيات‬
‫‪or‬‬

‫أو عدة حوادث‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫‪ o‬وتخلو األقصوصة من التفصيالت والجزئيات التي تمأل وقتا طويال‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ o‬ال بد في األقصوصة من وحدة الزمن‪ ،‬بخالف القصة فإنها تنتقل في الشهور والسنين‬
‫كما تشاء‪.‬‬
‫‪ o‬يبرز في األقصوصة عامل التركيز في املوضوع والسرد واللغة‪ ،‬فال تستخدم لفظة واحدة‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫يمكن االستغناء عنها‪ ،‬أو يمكن أن يستبدل بها غيرها‪ ،‬أما مجال التعبير واإلطالة فواسع في‬
‫القصة‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫شروط القصة‪ :‬اتفق النقاد على بعض الشروط التي يجب أن تخضع لها القصة ومن‬

‫‪es‬‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ -۱‬أال تقل كلماتها عن خمسين ألف كلمة تقريبا‪ ،‬وقد تصل في بعض األحيان إلى أربعة‬

‫‪ll‬‬
‫ماليين كلمة‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫‪ -۲‬أن يكون لها عنوان واحد‪ ،‬يستشف موضوع القصة منه و ينبئ عن ركن من أركانها‪( :‬إما‬
‫الشخصيات أو البيئة أو الحوار) والحوار في القصة وصفي‪ ،‬وهو بهذا يختلف عن حوار‬
‫‪c‬‬
‫املسرحية‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫‪ -۳‬أن تكون نثرا ‪ ،‬ألن النثر لغة الحياة تؤدي به جميع مطالبها‪ ،‬والقصة مطلب أدبي من‬
‫‪la‬‬

‫مطالب الحياة‪ ،‬لذلك كان طبيعيا أن تجد القصة في النثر سبيلها إلى التعبير عما تضمنته‬
‫‪Is‬‬

‫من تصوير الحياة‪ ،‬فالكاتب يتناول جانبا من جوانب الحياة‪ ،‬وبخاصة تلك األمور املألوفة‬
‫املرتبة املنسقة التي ال تظفر منه بالتفات كاف‪ ،‬فيتخذ منها مادة لقصته‪ ،‬ويبرزها ويضفي‬
‫‪of‬‬

‫عليها من أسلوبه وروعة فنه وإخراجه‪ ،‬حتى ينبه األذهان إليها‪ ،‬ويسلط عليها األضواء‪ ،‬وهذا‬
‫‪n‬‬

‫كله ال يمكن أن يتحقق إال بالنثر‪ .‬وهذا هو اإلطار الخارجي للقصة‪.‬‬


‫‪io‬‬

‫أما هيكلها الداخلي فهو البيئة التي حدثت فيها حوادث القصة‪ ،‬وما البس هذه البيئة من‬
‫‪t‬‬

‫الزمان واملكان والظروف‪ ،‬وللبيئة أهمية خاصة في القصة‪ ،‬فهي تبعث االهتمام في القارئ‬
‫‪na‬‬

‫وتحدد له الحوادث‪ ،‬وتساعده على أن يستشف ما سيحدث‪ ،‬وتبعث فيه اللذة‪ ،‬وتحقق‬
‫‪di‬‬

‫الوحدة الفنية للقصة والنواحي اإلنسانية فيها‪.‬‬


‫‪or‬‬

‫زمان القصة‪ :‬قد يكون سنة‪ ،‬وقد يكون جيال‪ ،‬تكتمل فيه حياة البطل بخالف األقصوصة‪،‬‬
‫‪Co‬‬

‫فهي تتناول ناحية من حياة الشخص وجزءا محدودا من عمره‪ ،‬وعلى كل فزمنها أطول من‬

‫‪100‬‬
‫زمن املسرحية واألقصوصة وليس من الضروري تعيين األيام والليالي والفصول التي تقع‬
‫فيها الحوادث‪.‬‬
‫مكان القصة‪ :‬القصة الخيالية ال تخضع لوحدة املكان‪ ،‬فقد تتعدى األمكنة‪ ،‬وييهئ الكاتب‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫فيها أمكنة خيالية ال وجود لها في الواقع‪ ،‬أما القصة الواقعية فتختار األمكنة ذات‬
‫املشكالت االجتماعية التي تعالجها كالدوحة والقاهرة مثال‪ ،‬وكثيرا ما تعقد فيها املوازنات‬

‫‪−‬‬
‫بين حياة الريف وحياة املدينة أو حياة البدو وحياة الحضر‪ ،‬أما األمكنة الصغيرة فتختلف‬

‫‪es‬‬
‫في الرواية عنها في القصة‪ ،‬فالرواية نرى فيها قصور امللوك والحكام‪ ،‬واألماكن املسكونة‬

‫‪eg‬‬
‫بالجان‪ ،‬كما نراها تجوب الفيافي والقفار واملحيطات‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫أما القصة فنرى فيها أماكن االجتماع كاملنزل واملكتب واملعهد والحدائق والشوارع‪ ،‬كما نرى‬

‫‪Co‬‬
‫فيها مظاهر املجتمع من أكل ونوم وزواج وتزاور‪ ،‬وقد اتخذ كثير من الكتاب عناوين‬
‫قصصهم الواقعية من األمكنة التي حدثت بها‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫ظروف القصة‪ :‬تختلف باختالف القصة‪ ،‬ففي القصة التاريخية تذكر أحوال املجتمع‬
‫‪mi‬‬

‫حينذاك‪ ،‬من سياسة واقتصاد ودين‪ ،‬وقد تتناول الظروف النفسية ألحد األشخاص‪ ،‬وفي‬
‫‪la‬‬

‫القصة األدبية نرى لتغير الجو أو النسجامه مع الحوادث مكانة ممتازة‪ ،‬والواقع أن ارتباط‬
‫‪Is‬‬

‫الحوادث بزمانها ومكانها له أثر كبير في حيوية القصة‪ ،‬وفهم الحالة النفسية أو الشخصية‬
‫لها‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫عناصر القصة‪:‬‬
‫‪n‬‬

‫‪ - 1‬الحكاية أو (األحداث)‪ :‬وهي مجموعة من األحداث املسلسلة املترابطة املرتبة ترتيبا زمنيا‬
‫‪io‬‬

‫طبيعيا واملنظمة على صورة خاصة تنتهي بها إلى نتيجة طبيعية‪ ،‬ثم سرد هذا األحداث‬
‫‪t‬‬

‫بنقلها من صورتها الواقعية إلى صورة لغوية‪ ،‬وينبغي أن تتحقق في األحداث التجربة‬
‫‪na‬‬

‫القصصية الصادقة وليس ضروريا أن يكون الكاتب قد عاناها بنفسه‪ ،‬بل يكفي أن يلـحظها‬
‫‪di‬‬

‫ويدرسها في واقع الحياة‪ ،‬حتى يتكشف له الكثير من جوانبها‪ ،‬و يكون قادرا على تصويرها‬
‫‪or‬‬

‫تصويرا فنيا صادقا وال بد أن يستقي الكاتب حوادث قصته من الواقع وأن يتدخل في ترتيبها‬
‫‪Co‬‬

‫فنيا لتبرير وقوعها‪ ،‬بحيث يقصد من ذلك عالج واقع في املجتمع‪ ،‬وموضوع األحداث في‬
‫القصة يدور حول معرفة اإلنسان بنفسه وصلته بمجتمعه وأسرته‪ ،‬فإذا كان القاص‬

‫‪101‬‬
‫يؤلف ملجتمع في فترة غير الفترة التي يعيشها‪ ،‬فينبغي أن يكون على معرفة تامة بالحياة‬
‫االجتماعية والسياسية للفترة التي يؤلف لها‪ ،‬بعيدا عن السرد واالفتعال والخلط‪ ،‬وإال‬
‫خرجت الصورة زائفة ‪ -‬كما ينبغي أن تتحقق فيها الوحدة العضوية؛ من ترتيب األحداث‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫ترتيبا تصير به ذات وحدة موضوعية‪ ،‬ثم تبلغ األحداث قمة تأزمها‪ ،‬ثم تصير إلى نهايتها في‬
‫الخاتمة‪ ،‬وقد تتشعب األفكار في موضوع القصة‪ ،‬وتتعدد فيها الشخصيات‪ ،‬ولكنها مع ذلك‬

‫‪−‬‬
‫تدور حول مركز واحد ترتكز عليه في وحدتها‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫ويختلف املؤلفون في تناول األحداث "الحكاية" عند التأليف‪ ،‬فقد يبدأ مؤلف قصته من‬

‫‪eg‬‬
‫أول حوادثها‪ ،‬فيصف نشأة األبطال‪ ،‬وعالقة بعضهم ببعض‪ ،‬ثم يعرض األحداث مرتبة‬

‫‪ll‬‬
‫ترتيبا زمنيا‪ ،‬وقد يبدأ املؤلف آخر قصته من نهايتها‪ ،‬فيبدأ من وقوع الجريمة مثال‪ ،‬ثم‬

‫‪Co‬‬
‫يكشف الغامض فيها‪ ،‬كما في القصص البوليسية ثم يختلفون أيضا في طريقة تقديم بطل‬
‫القصة‪ ،‬فقد يتركونه يتحدث عن نفسه بضمير املتكلم‪ ،‬وقد يتحدث املؤلف عنه بطريق‬
‫‪c‬‬
‫الوصف‪ ،‬وقد يعرضون شخصيات القصة عن طريق الحوار‪ ،‬بعضهم مع بعض‪ ،‬أو أن‬
‫‪mi‬‬

‫يتحدث كل منهم عن نفسه‪ .‬ومن العيب أن يتدخل املؤلف تدخال سافرا بالشرح والتعليل‬
‫‪la‬‬

‫مستقال في ذلك عن الحوار أو الحديث النفس ي‪ ،‬وينبغي أن يكون تدخله مستورا وفي أضيق‬
‫‪Is‬‬

‫الحدود‪ ،‬حتى يبذل قارئ القصة جهدا في الكشف عن هدف املؤلف من وراء األحداث‬
‫والشخصيات‪ ،‬كما يظهر ذلك في قصص نجيب محفوظ‪ ،‬ومما يحقق الفنية في القصة‬
‫‪of‬‬

‫حركة األحداث وتطور الشخصيات وتنوع األساليب واالعتماد على موسيقى الجمل‪ ،‬مما‬
‫‪n‬‬

‫يحقق إيقاعا جميال أشبه (بسمفونية) رائعة في تآلف حركاتها وألحانها واتجاهها إلى هدف‬
‫‪io‬‬

‫معين‪.‬‬
‫‪t‬‬

‫‪ - 2‬الشخصيات‪ :‬واألشخاص في القصة لها املكان األول‪ ،‬إذ ال يمكن لألفكار أن تكون‬
‫‪na‬‬

‫منفصلة عن محيطها الحيوي‪ ،‬بل ال بد أن تكون ممثلة في األشخاص الذين يعيشون في‬
‫‪di‬‬

‫مجتمع ما‪ ،‬وإال فقدت بذلك أثرها االجتماعي وقيمتها الفنية‪ ،‬فال مفر إذا أن تحيى األفكار‬
‫‪or‬‬

‫في أشخاص أو تحيى بها األشخاص‪ ،‬واألشخاص في القصة ينبغي أن يكونوا من صميم‬
‫‪Co‬‬

‫الواقع والحياة وليسوا دمى أبدعها خيال الكاتب‪ ،‬و إن كانوا يختلفون عمن نألفهم عادة ‪-‬‬
‫في معرض الفن القصص ي‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫فالكاتب هو الذي أوجدهم وجعلهم يسيرون في منطق األحداث النفسية واالجتماعية‬
‫حسب فنه وخياله وأبعد عنهم تفصيالت الحياة اليومية‪ ،‬ولهذا ال تكون هذه الشخصيات‬
‫صورة طبق األصل من الواقع‪ ،‬وإنما أبعدها الفن والخيال عن الواقع قليال أو كثيرا‪ ،‬وينبغي‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫أن يبقى للشخصيات في القصة كيانها املستقل‪ ،‬وأن تظل حية في حركاتها وسكناتها‪ ،‬وأن‬
‫يحس القارئ فيها حرارة الحياة‪ ،‬ويتعرف من أفعالها ما تتميز به من شمائل‪ ،‬وال تتكلم إال‬

‫‪−‬‬
‫باألسلوب الطبيعي الذي يالئم نفسيتها‪ ،‬وأن تفصح الحوادث عن حالها بصدق‪ ،‬فإذا ظهرت‬

‫‪es‬‬
‫شخصية ملك مثال‪ ،‬فيجب أال يصدر عنها ما يناقض حالتها‪ .‬ويختلف عدد األشخاص تبعا‬

‫‪eg‬‬
‫لنوع القصة‪ ،‬فالقصة االجتماعية تكثر فيها األشخاص نوعا ما في حين تقل األشخاص في‬

‫‪ll‬‬
‫القصة النفسية‪ ،‬واألشخاص في القصة نوعان‪ :‬نوع ذو مستوى واحد وهو الشخصية‬

‫‪Co‬‬
‫البسيطة في صراعها غير املعقد‪ ،‬وتظل هذه الصفة سائدة من مبدئ القصة إلى نهايتها ‪-‬‬
‫ونوع يسمى بالشخصيات النامية‪ ،‬وهي التي تتطور وتنمو قليال قليال بصراعها مع األحداث‬
‫‪c‬‬
‫أو املجتمع‪ .‬وفي كل قصة شخص أو أشخاص يقومون بدور رئيس ي فيها وهو دور البطل‪،‬‬
‫‪mi‬‬

‫وإلى جانب ذلك شخصيات أخرى ذات دور أو أدوار ثانوية‪ ،‬وال بد أن يقوم بينهم جميعا‬
‫‪la‬‬

‫رباط يوحد اتجاه القصة ويسير بها إلى الحل والهدف املعين‪.‬‬
‫‪Is‬‬

‫‪ - 3‬العقدة‪ :‬ال بد في أية قصة كاملة البناء من عقدة‪ ،‬ألن العقل يميل دائما إلى ربط الحوادث‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬ويحاول أن يجعل من التفصيالت املبعثرة مجموعة ذات مغزى واحد‪،‬‬
‫‪of‬‬

‫والعقد تتكون من خيط رئيس ي من الحوادث وبعض الخيوط الثانوية التي تجدل معه‪ ،‬وكل‬
‫‪n‬‬

‫خيط من هذه الخيوط يتألف من عدة حوادث تمهد ملا بعدها وتكون سببا لها‪ ،‬وقد يجد‬
‫‪io‬‬

‫من األمور ما يقطع الحوادث‪ ،‬ولكنها في آخر األمر تصل إلى غايتها‪ ،‬والعقدة هي موضوع‬
‫‪t‬‬

‫القصة وتتابع األحداث في سلسلة خاصة‪ ،‬بحيث تشترك فيها كل الجزئيات وبحيث يكون‬
‫‪na‬‬

‫بعضها متسببا عن بعضها اآلخر‪ ،‬ومترتبا عليه ترتب النتائج على املقدمات‪.‬‬
‫‪di‬‬

‫وهناك فرق جوهري بين الحكاية والتعقيد فكالهما مجموعة من الحوادث ولكن الحوادث‬
‫‪or‬‬

‫في التعقيد متصلة بروابط سببية‪ ،‬وإن اشتركا في الترتيب الزمني ففي الحكاية نسأل ماذا‬
‫‪Co‬‬

‫حدث؟ وفي التعقيد نسأل ملاذا حدث؟‪ ،‬ولذلك نسمي العقدة أحيانا (الحبكة)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫والقصة كلها بحوادثها وأشخاصها يجب أن تيهئ للعقدة‪ ،‬بحيث تدفعها إلى األمام حتى تصل‬
‫بها إلى غايتها‪ ،‬والعقدة املمتازة هي التي تجمع الخيوط كلها مع عقدها وتربطها بالخطة‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ -4‬الحل‪ :‬لكل قصة حل حتى وإن كانت عقدتها واهية‪ ،‬وبعض الكتاب ال يجعلون في‬
‫ا‬
‫قصصهم حال ويتركون القارئ يشعر بأن القصة التي قرأها تمثل فصال من فصول الحياة‬

‫‪−‬‬
‫دون أن تنتهي إلى الحل‪ ،‬ألن قوانين الحياة مستمرة‪ ،‬وكل حل ملشكلة يكون بداية ملشكلة‬

‫‪es‬‬
‫أخرى‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫األسلوب‬

‫‪ll‬‬
‫القصة تؤلف لتقرأ‪ 1‬واألسلوب هو القالب الذي تصب فيه فكرة القصة‪ ،‬ولذلك تتوقف‬

‫‪Co‬‬
‫قيمة القصة على مقدار ما يبذله فيها الكاتب من الوسائل الفنية في الحوار والوصف‬
‫والحديث النفس ي‪ ،‬واللغة الفصحى أقدر من غيرها في التعبير عن املعاني السامية واألفكار‬
‫‪c‬‬
‫العميقة‪ ،‬والخواطر واملشاعر الدقيقة‪ ،‬ولذلك ينبغي أال نراعي التيسير على عامة الجمهور‬
‫‪mi‬‬

‫ونهبط بلغة القصة إلى لغة الجمهور فضال عن أن تراكيب اللغة الفصيحة مرنة بسبب‬
‫‪la‬‬

‫وجود اإلعراب فيها وفي هذه املرونة كثير من الخصائص الجمالية والفنية التي ال تتوفر في‬
‫‪Is‬‬

‫غيرها‪.‬‬
‫فيجب على الكاتب‪ 2‬أن يعنى بلغة قصته وال يبالغ في التحاسين البيانية وغيرها‪ ،‬بل يجعل‬
‫‪of‬‬

‫األلفاظ مساوية للمعاني جهد املستطاع‪ ،‬وأن يراعي املقام في كل موقف‪ ،‬فاإلطناب في‬
‫‪n‬‬

‫موقفه واإليجاز في موقفه‪ ،‬وأن يتجنب األسلوب املبتذل باستعمال األلفاظ الشائعة‬
‫‪io‬‬

‫والتراكيب الركيكة التي التظهر فيها قدرة اللغة على حسن األداء وجمال التعبير‪ ،‬وأن يتخير‬
‫‪t‬‬

‫اللفظ الرشيق‪ ،‬والتركيب الشريف‪ ،‬فإن القصة أدب واألدب فن من الفنون الجميلة‪.‬‬
‫‪na‬‬

‫خصائص أسلوب القصة‪ :‬من أهم الخصائص الفنية ألسلوب القصة ما يأتي‪:‬‬
‫‪di‬‬

‫‪ - ۱‬أن يقوم على الوصف املحلل الدقيق والحوار في غير عظة وال خطابة‪ ،‬وال سرد تاريخي‪.‬‬
‫‪or‬‬

‫‪ - ۲‬التسلسل واالطراد والتتابع‪ ،‬بحيث يشعر القارئ بأنه مسوق إلى غاية‪.‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪ 1‬النقد األدبي ‪ -‬للدكتور غنيمي هالل بتصرف‪.‬‬


‫‪ 2‬القصة واملسرح ‪ -‬ملحمود تيمور بتصرف‬
‫‪104‬‬
‫‪ - ۳‬البعد عن التصريح في عرض املوضوع واالكتفاء بالتلميح الذي يكد ذهن القارئ‬
‫ويشوقه‪.‬‬
‫‪ - ٤‬تنوع العبارة بتنوع املواقف واملتكلمين‪ ،‬فلغة الوعيد غير لغة العتاب ولغة الرجال غير‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫لغة النساء‪.‬‬
‫‪ - ۲‬تخير األلفاظ املوسيقية الرشيقة وترك األلفاظ التي تفقد القصة رونقها‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ - ٦‬اختيار األسلوب املالئم للقراء‪ ،‬من حيث الثقافة والقدرة على الفهم‪ ،‬فأسلوب األطفال‬

‫‪es‬‬
‫غير أسلوب الكبار‪ ،‬ويحسن أن يحمل كل أسلوب بين ثناياه عنصر التشويق واملغزى من‬

‫‪eg‬‬
‫القصة‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪Co‬‬
‫‪c‬‬
‫‪mi‬‬
‫‪la‬‬
‫‪Is‬‬
‫‪of‬‬
‫‪n‬‬
‫‪t‬‬ ‫‪io‬‬
‫‪na‬‬
‫‪di‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪105‬‬
‫ا‬
‫خامسا‪ :‬املسرحية‬
‫‪ - ۱‬معناها‪:‬‬
‫املسرحية فن مركب من الفن األدبي (املتمثل في القصة) ومن اإلخراج املسرحي‪ ،‬واألداء‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫التمثيلي الذي يعتمد على املالبس واملناظر واألشياء األخرى التي تساعد على العرض‬
‫التمثيلي‪ ،‬وهي بهذا ليست عمال أدبيا خالصا‪ ،‬وإن كان أدبنا العربي قد اعترف‪ 1‬بها اآلن عمال‬

‫‪−‬‬
‫أدبيا‪ ،‬بجانب املقالة والرسالة‪.‬‬

‫‪es‬‬
‫فوائد املسرحية حين تمثل‪ :‬القصة األدبية حين تمثل على املسرح تمثيال متقنا بارعا تجلب‬

‫‪eg‬‬
‫عددا أكبر من النظارة لالستمتاع بمشاهدتها‪ ،‬ويكون لها في نفوسهم أثر أكبر وأعمق من‬

‫‪ll‬‬
‫قراءتها أو االستماع إليها بدون تمثيل‪ ،‬فضال عن أن التمثيل مدرسة سهلة لتثقيف أكبر‬

‫‪Co‬‬
‫عدد من الجمهور ونشر الوعي بينهم سواء أكانوا متعلمين أم أميين‪.‬‬
‫وليس الغرض من التمثيل االستمتاع باملشاهدة فحسب‪ ،‬وإنما الغرض منه أيضا اإلصالح‪2‬‬
‫‪c‬‬
‫الخلقي واألدبي وعالج النظريات االجتماعية‪ ،‬واملسائل املعقدة التي هي من شأن رجال‬
‫‪mi‬‬

‫السياسة والتشريع أمام الجمهور‪.‬‬


‫‪la‬‬

‫موضوع املسرحية‪:‬‬
‫‪Is‬‬

‫وموضوع املسرحية إما أن يكون تاريخيا يمثل قطاعا حقيقيا من التاريخ‪ ،‬ال يلتزم الكاتب‬
‫بسرده حرفيا‪ ،‬وإنما يعرضه عرضا خاصا يرض ي مطالب التاريخ ومطالب الفن‪ .‬أو يكون‬
‫‪of‬‬

‫ذهنيا يعتمد على األساطير والقصص الدينية ليصور لونا من ألوان الصراع بين الخير‬
‫‪n‬‬

‫والشر أو بين اإلنسان والحياة‪ ،‬كما في مسرحية "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم‪ ،‬أو يكون‬
‫‪io‬‬

‫اجتماعيا مستمدا من واقع الحياة‪ ،‬وليس ضروريا أن يعرض املؤلف واقع الحياة كما هو‪،‬‬
‫‪t‬‬

‫وإنما يعرض قطاعا منه‪ ،‬مبديا رأيه فيه وما ينبغي أن يكون عليه‪ .‬فاملسرحية إذا ال ينكعس‬
‫‪na‬‬

‫على مرآتها الصورة الواقعية للمجتمع‪ ،‬وإنما تنعكس عليها الصورة التي رآها الكاتب بقلبه‬
‫‪di‬‬

‫وعقله فصورها كما رآها بعد أن أدخل عليها كثيرا من التهذيب والتشذيب‪.‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪ 1‬النقد األدبي ‪ -‬لألستاذ أحمد أمين‪.‬‬


‫‪ 2‬فن األدب ‪ -‬لتوفيق الحكيم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫املسرحية الناجحة‪:‬‬
‫‪ - ۱‬يتوقف نجاح املسرحية على اختيار املوضوع الجيد الذي يصلح للتمثيل ويفيض بين‬
‫يدي املؤلف باملواقف املتجددة واألفكار الطريفة والشخصيات املتنوعة‪ .‬فاملوضوع‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫الوصفي الذي تلعب فيه الجمادات والنباتات دورا أهم من دور اإلنسان‪ ،‬يتعذر على‬
‫القصة التمثيلية أن تبرزه على املسرح األدبي‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ - ۲‬ونجاح املسرحية يستلزم من املؤلف عناية كاملة بالصياغة‪ ،‬وقدرة فنية على تكوين‬

‫‪es‬‬
‫الحوار فيها‪ ،‬ومعرفة شاملة باملسرح‪ ،‬ودراسة وافية لألشخاص وألبعاد املوضوع الذي تقوم‬

‫‪eg‬‬
‫عليه املسرحية‪ ،‬ويستدعي منه أيضا أن يلتزم الحيدة التامة فيما يعرض من اآلراء‪ ،‬فال‬

‫‪ll‬‬
‫تظهر فيها عواطفه وأهواءه وأن يعرض األشخاص عرضا مالئما لحقيقة حياتهم بحيث‬

‫‪Co‬‬
‫ينطق كل شخص بالعبارة التي تالئم موقفه ومركزه في الحياة‪ ،‬ويتصرف كما ينبغي أن‬
‫يتصرف أمثاله‪ ،‬حتى ال يحدث تناقض بين أشخاص املسرحية وأشخاص الحياة‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ - ۳‬وأن ينأى املؤلف عن الوعظ املباشر أو الترويج لفكرة معينة بطريقة مكشوفة‬
‫‪mi‬‬

‫وصريحة‪ ،‬وإنما يحسن أن يفهم ذلك منه تلميحا عن طريق الحوار وعرض الحوادث فقط‬
‫‪la‬‬

‫بعيدا عن الشرح والتفسير‪.‬‬


‫‪Is‬‬

‫أنواع املسرحية‪:‬‬
‫‪ - ۱‬املأساة التقليدية القديمة (التراجيدية)‪:‬‬
‫‪of‬‬

‫وأول من عرفها قدماء املصريين في قصة "إيزيس" و"أزوريس" وابنهما "حورس" وعدوهم‬
‫‪n‬‬

‫"ست إله الظالم" قبل امليالد بثالثة آالف سنة‪ ،‬وظلت تمثل حتى عهد (هيرودوت) املؤرخ‬
‫‪io‬‬

‫اليوناني قبل امليالد بخمسة قرون‪ ،‬وكان يقوم بالتمثيل رجال الدين‪ ،‬وقصد به بث اإليمان‬
‫‪t‬‬

‫في نفوس جمهرة الشعب املصري حتى يؤمن بالحياة الثانية والخلود‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‬
‫‪na‬‬

‫فإن املسرح املصري القديم لم يترك آثارا نتدارسها ونعرف منها تاريخه وتطوره‪ ،‬ألن‬
‫‪di‬‬

‫املسيحية قد عفت على آثاره‪ ،‬وذلك ألنه كان يقوم على أمور دينية هي في غنى عنها‪ .‬ثم‬
‫‪or‬‬

‫انتقلت املسرحية إلى اليونان ومنها إلى أوربا ثم بالد الشرق‪ .‬وأول من وضع أسس املسرحية‬
‫‪Co‬‬

‫التقليدية وحدد أنواعها "أرسطو" الفيلسوف اليوناني‪.‬‬


‫مفهوم املأساة القديمة‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫هي محاكاة‪ 1‬فعل نبيل‪ ،‬بلغة مزودة بألوان من اإليقاع واللحن تختلف وفقا الختالف الحوار‬
‫والنشيد‪ ،‬وتتم هذه املحاكاة على يد أشخاص ال عن طريق الحكاية والقصص‪ ،‬وإنما عن‬
‫طريق الفعل والحركة‪ ،‬فتثير في النفس الرحمة والخوف‪ .‬وكان عنصر القضاء والقدر في‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫املأساة القديمة قويا جدا يبعث الرهبة في النفوس‪ ،‬ولذلك لم يكن ثمة مجال فيها للمناظر‬
‫املرحة والفكاهة والضحك‪ ،‬وكان عدد املمثلين فيها قليال جدا وبجانبهم (الجوقة) التي تقوم‬

‫‪−‬‬
‫باإلنشاد املوسيقي‪ ،‬بعيدا عن املسرح ومتوارية عن األنظار وكان الجمهور يذهب إلى املسرح‬

‫‪es‬‬
‫ليرى كيف تنتهي حياة البطل بمأساة‪ ،‬أو ليعرف األسباب التي أدت إلى املأساة‪ .‬وأهم‬

‫‪eg‬‬
‫مسرحية تمثل هذا الجانب هي مسرحية "أوديب امللك" وفيها يتجلى عنصر القضاء والقدر‪،‬‬

‫‪ll‬‬
‫ثم خطت املأساة اليونانية خطوات إلى األمام فنوعت في املوضوع واختيار الشخصيات‪،‬‬

‫‪Co‬‬
‫وإدارة الحوار بطريقة تقرب من الواقع‪ ،‬واتجهت إلى العواطف اإلنسانية‪ ،‬بعد أن كانت‬
‫قاصرة على املوضوعات الدينية‪ ،‬وصارت تنتهي نهاية سعيدة‪ ،‬بعد أخطار جسيمة تتعرض‬
‫‪c‬‬
‫لها الشخصيات‪ ،‬وذلك بعد أن كانت تنتهي دائما بمأساة مفجعة‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫وحين أصاب املأساة القديمة (التراجيديا) هذا التغيير العميق في أصولها بطول الزمن‪،‬‬
‫‪la‬‬

‫ظهرت املأساة الحديثة املعروفة بالدراما (الرومانتكية) على أنقاضها‪.‬‬


‫‪Is‬‬

‫‪ - ۲‬املأساة اإلبداعية الحديثة (الدراما)‪:‬‬


‫وهي التي تصور قطاعا من الحياة‪ ،‬بما فيه من خير وشر وفرح وحزن وظروف متباينة‪ ،‬كما‬
‫‪of‬‬

‫يراه األديب ببصيرته‪ ،‬ونظرا التساع الحياة اليوم وتعدد مشكالتها‪ ،‬واصطدام األهواء‬
‫‪n‬‬

‫والرغبات في الوقت الحاضر‪ ،‬فقد اتسع مداها وتعدد موضوعاتها‪ ،‬وتباينت العقد فيها‪.‬‬
‫‪io‬‬

‫وهي بهذا تمثل واقعية الحياة بالصورة التي ينبغي أن تكون عليها في نظر الكاتب ويمكن‬
‫‪t‬‬

‫تحديد الفروق بين املأساة القديمة (الكالسيكية ‪ -‬التراجيديا) واملأساة الحديثة‬


‫‪na‬‬

‫(الرومانتيكية ‪ -‬الدراما) فيما يأتي‪:‬‬


‫‪di‬‬

‫‪ o‬صار البطل في الدراما رجال من عامة الناس‪ ،‬بعد أن كان عظيما أو من رجال الدين في‬
‫‪or‬‬

‫التراجيديا‪.‬‬
‫‪Co‬‬

‫(‪ )1‬تعريف أرسطو بتصرف (املسرحية لعمر الدسوقي)‪.‬‬


‫‪108‬‬
‫‪ o‬خلطت املأساة الحديثة بين املرح والحزن‪ ،‬بخالف املأساة القديمة‪ ،‬فإنها لم تكن تسمح‬
‫بالفكاهة في املسرحية‪.‬‬
‫‪ o‬كانت التراجيديا كلها شعرا في حين أصبحت الدراما نثرا وشعرا‪.‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ o‬كان موضوع املأساة القديمة مستمدا من األدب الالتيني أو اإلغريقي‪ ،‬أما "الدراما"‬
‫الحديثة فقد لجأت إلى التاريخ الحديث من كل مكان‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ o‬حافظت التراجيديا على وحدة الزمان واملكان في حين نرى عدم الحرص على هذه الوحدة‬

‫‪es‬‬
‫في "الدراما" الحديثة‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ o‬كثر في "الدراما" عدد املمثلين وكان قليال في "التراجيديا"‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ o‬كانت األعمال العنيفة ممنوعة في "التراجيديا"‪" ،‬والدراما" تسمح بعرضها على‬

‫‪Co‬‬
‫املتفرجين‪.‬‬
‫‪ o‬اهتمت "الدراما" بالدقة التاريخية‪ ،‬فأعطت اللون املحلي في املالبس واملناظر والحوادث‬
‫‪c‬‬
‫وكانت "التراجيديا" ال تهتم بذلك‪.‬‬
‫‪mi‬‬

‫ثم ظهرت مدارس حديثة طورت وحورت في موضوع الدراما وفي أشخاصها وأهدافها‬
‫‪la‬‬

‫وطريقة معالجتها‪ ،‬حتى وصلت إلى ما هي عليه اآلن من وجود دراما واقعية ودراما طبيعية‬
‫‪Is‬‬

‫ودراما رمزية‪...‬الخ‬
‫‪ - ۳‬امللهاة "الكومدية"‪:‬‬
‫‪of‬‬

‫هي محاكاة أراذل الناس في الجانب الهزلي الذي يثير الضحك من غير إيالم أو إضرار‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫ويظهر الفرق بين املأساة وامللهاة في ما يأتي‪:‬‬


‫‪io‬‬

‫‪ o‬موضوع املأساة فعل نبيل وموضوع امللهاة فعل هزلي يثير الضحك‪.‬‬
‫‪t‬‬

‫‪ o‬بطل املأساة من أعاظم الناس وأشرافهم وبطل امللهاة من أراذلهم‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫‪ o‬املأساة تنتهي بحل فاجع‪ ،‬وفي امللهاة ينتهي الحل بما يبعث على السخرية‪.‬‬
‫‪di‬‬

‫‪ o‬موضوع املأساة في الغالب يكون تاريخيا بخالف امللهاة فقد يكون املوضوع فيها تاريخيا‬
‫‪or‬‬

‫وقد يكون غير تاريخي‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫‪ o‬امللهاة تعالج غير الطبيعي في األمور العادية‪ ،‬واملأساة تعالج غير العادي في األمور‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫عناصر املسرحية‪:‬‬
‫املسرحية كيان مبني قائم بعضه فوق بعض‪ ،‬ومكون من عدة عناصر في منطق ونظام‪.‬‬
‫والعناصر التي يتألف منها هذا البناء هي‪:‬‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫‪ -1‬العرض‬
‫ومهمته تقديم الشخصيات واألحداث التي تحكي موضوع املسرحية عن طريق التمثيل‪،‬‬

‫‪−‬‬
‫وينبغي أن تكون أحداث العرض واضحة املالمح بعيدة عن االستطرادات‪ ،‬سائرة في طريق‬

‫‪es‬‬
‫التعقيد إلى الغاية التي تهدف بها‪ ،‬كل حدث مرتبط بما قبله وبما بعده بعالقة السببية‬

‫‪eg‬‬
‫واملسببية ليكون ذلك أقوى في الحبكة الفنية‪ .‬وطرق العرض كثيرة‪ ،‬تختلف باختالف‬

‫‪ll‬‬
‫املؤلف والشخصيات واملوضوع‪ ،‬ويأتي عرض الحوادث عادة بعد التعريف بالشخصيات‬

‫‪Co‬‬
‫والزمان ومكان املسرحية‪.‬‬
‫‪ - ۲‬العقدة‬
‫‪c‬‬
‫وهي حادثة توشك أن تقع أو مشكلة اجتماعية أو عاطفية أو فكرية‪ ،‬تتهيأ للظهور ويترتب‬
‫‪mi‬‬

‫على وقوعها أو تشابكها نتيجة أو نتائج ‪ -‬وقد ينفصل العرض عن العقدة‪ ،‬فيسير العرض‬
‫‪la‬‬

‫أشواطا باألشخاص في حياتهم املألوفة‪ ،‬نكاد نلمس فيها طبائعهم وأخالقهم‪ ،‬ثم تأتي العقدة‬
‫‪Is‬‬

‫بعد ذلك نتيجة صراع األخالق والطباع واحتكاكها‪ ،‬ثم تستمر وتتشكل حتى تنتهي إلى نتيجة‬
‫هي الحل‪ ،‬وقد يسير العرض مع العقدة جنبا إلى جنب بطريقة مجدولة متشابكة في إتقان‪،‬‬
‫‪of‬‬

‫وهذا يتوقف على طبيعة املسرحية‪ ،‬فإن كانت العقدة نابعة من طبائع األشخاص جاء‬
‫‪n‬‬

‫العرض أوال ثم تأتي العقدة‪ .‬وإن كانت العقدة نابعة من الحدث اندمج العرض مع العقدة‬
‫‪io‬‬

‫وسارا معا‪ ،‬وصارت العقدة هي العالقة بين الحوادث املتسلسلة‪ .‬وقد تكون العقدة هي‬
‫‪t‬‬

‫الصراع الذي يكون داخل الشخص بين عاطفتين أو مبدأين أو رأيين كالصراع بين الخير‬
‫‪na‬‬

‫والشر‪ ،‬وصراع املراهق مع أسرته أو مجتمعه‪ ،‬وصراع صاحبي املبدأين املتناقضين‪.‬‬


‫‪di‬‬

‫‪ - ۳‬الحل‬
‫‪or‬‬

‫هو الوصول إلى خاتمة املسرحية وهو في املآس ي غالبا ما يكون موتا عقابا للبطل األثيم أو‬
‫‪Co‬‬

‫نهاية لحياة البطل املجيد‪ ،‬وفي املهازل غالبا ما تكون النهاية السعيدة هي الختام‪ .‬وينبغي أن‬
‫يكون الحل سائرا مع منطق األحداث‪ ،‬ونتيجة متوقعة من مواقفها‪ ،‬وأال يكون خاضعا‬

‫‪110‬‬
‫للمصادفة أو االفتعال‪ ،‬ويكون الحل عادة في الفصل األخير أو في جزء منه‪ .‬على أن بعض‬
‫املسرحيات في العصور الحديثة ال تجعل من النهاية حال وإنما تترك الحل في يد الجمهور‬
‫الذي يشاهد املسرحية‪ ،‬ليكون ذلك أفعل في النفس أو سيرا مع طبيعة الحياة‪ ،‬فكل حل‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫ملشكلة فيها ابتداء ملشكلة أخرى وهكذا ‪ -‬واملسرحية ال بد فيها من مناظر واستراحة وحوار‬
‫وشخصيات‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫لغة املسرحية‪:‬‬

‫‪es‬‬
‫لغة املسرحية هي املظهر املادي ملقومات املسرحية‪ ،‬وبها تتحقق الصلة بين املسرح‬

‫‪eg‬‬
‫والجمهور‪ ،‬وقد اختلف النقاد في لغة الحوار واملسرحية؛ أيكون الحوار بالفصحى أم‬

‫‪ll‬‬
‫بالعامية؟‪ ،‬وهذه املسألة آثارها البون الشاسع بين الفصحى والعامية في لغتنا‪ ،‬والضعف‬

‫‪Co‬‬
‫الشديد في الفصحى عند الجمهور واختالف العامية باختالف األقاليم‪ .‬والحق أنه ال صراع‬
‫بين الفصحى والعامية‪ ،‬فلكل كاتب أن يختار الجمهور الذي يريد أن يكتب له‪ ،‬وفي األمم‬
‫‪c‬‬
‫جميعا يعيش األدب الفصيح مع األدب الشعبي عيشة سالم‪ ،‬كل يؤدي دوره في مجاله‬
‫‪mi‬‬

‫الطبيعي ‪ -‬واللهجات املحلية يكثر استخدامها في شؤون الحياة اليومية‪ ،‬ولها داللتها الدقيقة‬
‫‪la‬‬

‫وحيويتها في التصوير‪ .‬وفي كل منطقة ألفاظ حية اكتسبت بحكم ظروف املعيشة مدلوالت‬
‫‪Is‬‬

‫ال يتذوقها سوى أهلها‪ ،‬واملوقف بين لغتنا العامية والفصحى له ما يناظره في األمم األخرى‬
‫العريقة في اآلداب والتي سبقتنا في كتابة املسرحيات‪ ،‬فلم يدر بخلد واحد من نقادهم أن‬
‫‪of‬‬

‫يعرض اللهجة العامية اعتمادا على الواقعية في األداء بدال من الفصحى‪ ،‬وإنما تركوا األدب‬
‫‪n‬‬

‫الشعبي "الفولكلور" يسير مع األدب الفصيحي جنبا إلى جنب‪ .‬وينبغي أن نعارض بشدة‬
‫‪io‬‬

‫هؤالء الذين يحكمون على الفصحى بالعجز عن اإلسهام في مجال املسرحية‪ ،‬تعلال بأن‬
‫‪t‬‬

‫ألفاظ العامية حية في االستعمال الشعبي‪ ،‬وتحقق املتعة للجماهير‪ ،‬وفيها مراعاة لواقع‬
‫‪na‬‬

‫الحال في حديث الشخصيات التي تتكلم العامية‪ ،‬وذلك ألن املراد بالواقعية في املسرحية‬
‫‪di‬‬

‫إنما هي واقعية النفس وواقعية الحياة واملجتمع وليست واقعية اللغة‪ ،‬والكاتب إنما‬
‫‪or‬‬

‫يستنطق لسان الحال وال يستنطق لسان املقال‪ ،‬كما ينبغي أن نسلم بأن اللغة الفصحى‬
‫‪Co‬‬

‫أثرى وأعمق في دالالتها وأقدر على أداء املعاني العالية واألفكار والخواطر الدقيقة وأقوى‬
‫في تأدية رسالتها اإلنسانية واالجتماعية من اللغة العامية‪ .‬واملسرحيات العاملية التي كتب‬

‫‪111‬‬
‫لها الخلود كتبت بلغة األدب ولم تكتب باللغة العامية‪ ،‬ولغتنا ال تقل عن اللغات األخرى‬
‫إثراء وأداء وتعبيرا‪ ،‬إن لم تزد عليها إفصاحا وإبانة‪ ،‬وال يجوز أن نهبط بمستوى اللغة مراعاة‬
‫للتيسير على الجمهور‪ ،‬بل يجب أن نرقى به إلى اللغة الفصيحة‪ ،‬حتى نغذي فكره ونقوم‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫لغته‪ ،‬ويصبح أدبنا في املسرحيات موضوع دراسة ونقد‪ .‬وليس الخطر في املسرحية أن يجري‬
‫الحوار على لسان الطفل والعامي باللغة العربية السهلة‪ ،‬ولكن الخطر أن يجري على‬

‫‪−‬‬
‫لسانهما آراء فلسفية‪ ،‬أو أفكار اجتماعية أو صور عميقة‪ ،‬أو يصدر على أيديهما تصرفات‬

‫‪es‬‬
‫تخالف الواقع‪ .‬على أنه ال غضاضة‪ 1‬في أن تتخلل التراكيب الفصيحية في املسرحية بعض‬

‫‪eg‬‬
‫الكلمات العامية إذا اقتض ى األمر‪ ،‬فاأللفاظ املستعارة من لهجة أو لغة إلى لغة أخرى ال‬

‫‪ll‬‬
‫تذهب بخصائصها وجمالها‪ .‬فاللغات تتعاور األلفاظ‪ ،‬وقد سبق أن أفادت لغتنا الفصحى‬

‫‪Co‬‬
‫من مفردات اللغة الفارسية قديما‪ ،‬فصارت تلك األلفاظ معربة‪.‬‬
‫ويرى األستاذ توفيق الحكيم أن تكتب باللغة الوسطى وهي التي تتفق مفرداتها في العامية‬
‫‪c‬‬
‫والعربية‪ ،‬فينطقها العامي بالعامية وينطقها املثقف بالعربية‪ ،‬ولكن يترتب على هذا إغفال‬
‫‪mi‬‬

‫الخصائص الجمالية للتراكيب‪ ،‬بسبب عدم وجود اإلعراب فيها‪ ،‬وفي هذا إضعاف للعربية‬
‫‪la‬‬

‫ومجاملة للعامية‪ ،‬مع أن هذه التجربة لم تؤد الغرض منها‪ ،‬فقد كان الجميع يقرؤونها باللغة‬
‫‪Is‬‬

‫العامية و يهملون قراءتها بالعربية‪.‬‬


‫والحق أن فرض اتجاه خاص في كتابة املسرحية‪ ،‬تعسف وحد من حرية الكاتب في اختيار‬
‫‪of‬‬

‫الوسيلة املالئمة التي يخاطب بها الجماهير‪ .‬فاملسرحية إن ألفت للتمثيل‪ ،‬فللكاتب أن‬
‫‪n‬‬

‫يخاطب جمهوره باللغة التي يفهمها وإن ألفت للقراءة كاملسرحيات التاريخية أو املترجمة‪،‬‬
‫‪io‬‬

‫فال بد أن تصاغ باللغة الفصحى‪ ،‬حتى تضمن لنفسها النقد والدراسة والخلود‪.‬‬
‫‪t‬‬

‫الفرق بين القصة واملسرحية‪:‬‬


‫‪na‬‬

‫‪ o‬القصة ال تحتاج إلى مسرح تستعين به في أدائها‪ ،‬بخالف املسرحية‪ ،‬فإنها تحتاج إليه‬
‫‪di‬‬

‫في األداء‪ ،‬ولذلك يالحظ كاتب املسرحية املسرح‪ ،‬بخالف كاتب القصة‪.‬‬
‫‪or‬‬

‫‪ o‬املسرحية تحتاج إلى جمهور يشاهد مجموعة من املمثلين تجري على ألسنتهم أحداث‬
‫‪Co‬‬

‫مسببة مترابطة لكل ممثل دور‪ .‬بخالف القصة فكاتبها هو الذي يجري تلك األحداث‬

‫(‪ )٠‬النقد األدبي ‪ -‬للدكتور غنيمي هالل‪.‬‬


‫‪112‬‬
‫على لسان أشخاص معينين‪ ،‬وتقرأ في أي مكان وفي أي زمان‪ ،‬وال اعتبار فيها لجمهور‬
‫أو ممثلين‪.‬‬
‫‪ o‬القصة تقص في أي شكل من األشكال‪ ،‬في شكل مذكرات أو يوميات أو رسائل‪ ،‬بخالف‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫املسرحية‪ ،‬فال بد أن تكون في شكل واحد وفي قالب واحد وهو قالب "الحوار"‪.‬‬
‫‪ o‬القصاص ليس مقيدا بش يء خارج عمله‪ ،‬فله أن يطيل وله أن يقصر‪ ،‬وليس مقيدا‬

‫‪−‬‬
‫بزمن‪ ،‬بخالف كاتب املسرحية فهو مقيد بجمهور املشاهدين وطاقة املمثلين وزمن‬

‫‪es‬‬
‫العرض‪ ،‬بحيث ال يزيد على ثالث ساعات‪ ،‬ولذلك ينبغي أن تتخللها فترات استراحة‬

‫‪eg‬‬
‫يسدل فيها الستار‪ .‬لهذا كان القصر أساس املسرحية‪ ،‬بحيث ال تتجاوز مئة صفحة‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ o‬في املسرحية تختار أدوار املمثلين بميزان ويجري فيها الحوار على ألسنتهم بدون زيادة‬

‫‪Co‬‬
‫أو نقصان وبدون تدخل من املؤلف بتعليق أو استطراد‪ ،‬مع مراعاة أن تكون املسرحية‬
‫غنية باملواقف واملفاجآت والصراع العنيف بين قوى مضادة‪ ،‬لتتفاوت معها حدة‬
‫‪c‬‬
‫انفعال في نفوس املشاهدين‪ ،‬وتشدهم إلى املسرح‪ ،‬بخالف القصة فإنها ال تتطلب كل‬
‫‪mi‬‬

‫ذلك‪.‬‬
‫‪la‬‬

‫‪ o‬الوحدة العضوية في املسرحية مبنية على السرعة والتحفز والزمن املحدود بخالف‬
‫‪Is‬‬

‫الوحدة العضوية في القصة‪ ،‬فهي مبنية على البطء واملرونة وتشعب األفكار وتعدد‬
‫الشخوص الذي ال يمكن أن ينهض بها املسرح‪ ،‬لذلك يجوز للكاتب فيها أن يتدخل‬
‫‪of‬‬

‫بالشرح والتفسير والوصف املسهب وإرخاء العنان لخياله‪.‬‬


‫‪n‬‬

‫‪ o‬املسرحية يكثر فيها التلميح واإليحاء واإلشارة واإليجاز‪ ،‬وذلك إلثارة االنفعاالت‪،‬‬
‫‪io‬‬

‫بخالف القصة فتكثر فيها التفصيالت‪ ،‬ويطنب الكاتب متى أراد؛ ألنه يقدم عمال لقارئ‬
‫‪t‬‬

‫يتسع وقته للتأمل واإلملام بكل ش يء‪.‬‬


‫‪na‬‬

‫‪ o‬فن املسرحية أكثر دقة وصعوبة وتقيدا‪ ،‬وفن القصة أكثر حرية وانطالقا وأطول‬
‫‪di‬‬

‫نفسا‪.‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪113‬‬
‫أسئلة وتطبيقات‬
‫‪ - ۱‬وضح سمات النقد األدبي عند العرب في كل من العصور اآلتية‪:‬‬
‫(ب) العصر العباس ي‪.‬‬ ‫(أ) العصر الجاهلي‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫(ج) العصر الحديث‬
‫‪ - ۲‬ما معنى األسلوب في عرف األدباء؟ وما أنواعه؟ اشرح ومثل‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ - ۳‬األساليب املتفاوتة كآالت املوسيقى كل منها يعطي من األلحان ما ال يقوى عليه غيره‪،‬‬

‫‪es‬‬
‫بين عوامل اختالف األسلوب واستشهد ملا تقول‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ - ٤‬استخرج عناصر األسلوب األدبي من األبيات اآلتية ووضح العاطفة فيه‪:‬‬

‫‪ll‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬

‫‪Co‬‬
‫وانفض العجز فإن الجد قاما‬ ‫أيـ ـه ـا ال ـش ـ ـرق ـ ـي ش ـم ـر ال ت ـن ـ ـم‬
‫واج ـع ـل ال ـحك ـمة للعزم زماما‬ ‫وام ـت ـط ال ـع ـزم ج ـوادا ل ـل ـع ـل ـى‬
‫‪c‬‬
‫رب ذي ل ـب عن الحق تعامى‬ ‫ال ت ـض ـق ذرع ـا ب ـما قال العدا‬
‫‪mi‬‬

‫بالـمروءات وبالبأس اعتصاما‬ ‫سابق الغربي واسبق واعتصم‬


‫‪la‬‬

‫واجعل الرحمة والتقوى لزاما‬ ‫جانب األط ـم ـاع وان ـه ـج ن ـه ـج ـه‬


‫‪Is‬‬

‫‪ - ۲‬بين األسلوب األدبي واألسلوب العلمي فروق في الغاية املقصودة من كل منهما‪ ،‬ووسيلة‬
‫التعبير عن األفكار فيهما‪ ،‬وضح هذه الفروق‪.‬‬
‫‪of‬‬

‫‪ - ٦‬كيف تتكون شخصية األديب؟ وما دور البيئة في إعداده أدبيا؟‬


‫‪n‬‬

‫‪ - ۸‬الشعر والنثر كالهما مظهر لألسلوب األدبي‪ ،‬ولكن بينهما فروقا من حيث الشكل‬
‫‪io‬‬

‫واملضمون‪ ،‬وضح خمسة من هذه الفروق‪.‬‬


‫‪t‬‬

‫‪ - ۷‬بين مفهوم الشعر في النقد القديم‪ ،‬وفي النقد الحديث‪ ،‬ووضح رأيك في وجتهي نظر النقد‬
‫‪na‬‬

‫القديم‪ ،‬والنقد الحديث للشعر‪.‬‬


‫‪di‬‬

‫‪ - ۱‬تخضع القصيدة العربية الحديثة في رأي النقد الحديث ملقومات ال بد من توافرها حتى‬
‫‪or‬‬

‫تكون جيدة‪ .‬اشرح هذه املقومات بإيجاز‪.‬‬


‫‪Co‬‬

‫‪ - ۱۱‬ما معنى التجربة الشعرية؟ ومتى تكون صادقة؟ وما مقياس الجودة فيها؟‬

‫‪114‬‬
‫‪ - ۱۱‬الشعر تعبير عن الحياة‪ ،‬كما يدركها اإلنسان من خالل وجدانه‪ .‬اشرح هذه العبارة‬
‫واستشهد ملا تقول‪.‬‬
‫‪ - ۱۲‬جرى بعض النقاد على تسمية بعض األلفاظ بأنها ألفاظ شعرية‪ ،‬وتسمية أخرى بأنها‬

‫‪C‬‬
‫‪CI‬‬
‫غير شعرية‪ ،‬ناقش هذا الرأي مستدال على ما تقول‪.‬‬
‫‪ - ۱۳‬بين مفهوم الوحدة العضوية‪ ،‬ووضح أثرها في الشعر‪.‬‬

‫‪−‬‬
‫‪ - ۱٤‬يرى بعض النقاد املحدثين أن الوحدة العضوية لم توجد في الشعر العربي القديم‪،‬‬

‫‪es‬‬
‫اعرض وجهة نظر هؤالء النقاد وناقشها‪ ،‬وبين رأيك‪.‬‬

‫‪eg‬‬
‫‪ - ۱۲‬وضح املفهوم األدبي للشعر الغنائي‪ ،‬وبين خصائصه ومثل له‪.‬‬

‫‪ll‬‬
‫‪ -۱٦‬ما معنى الشعر امللحمي؟ مثل له من اآلداب املختلفة ومن الشعر العربي‪.‬‬

‫‪Co‬‬
‫‪ - ۱۸‬اذكر السمات الخاصة بالشعر امللحمي‪ ،‬ووضح ملاذا لم توجد املالحم الفصيحة في‬
‫الشعر العربي القديم مع وجود املالحم الشعبية فيه؟‪.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪ - ۱۷‬ما الخصائص الفنية التي ال بد منها في الشعر املسرحي؟ وملاذا؟‬
‫‪mi‬‬

‫‪ - ۱۱‬اشرح دور "شوقي" في نهضة الشعر املسرحي‪ ،‬واذكر أسماء بعض مسرحياته وعلق‬
‫‪la‬‬

‫على موضوعاتها‪.‬‬
‫‪Is‬‬

‫‪ - ۲۱‬يتفق الشعر امللحمي والشعر املسرحي في أمور ويفترقان في أمور أخرى‪ ،‬بين وجوه‬
‫االتفاق ووجوه االختالف‪.‬‬
‫‪of‬‬
‫‪n‬‬
‫‪io‬‬

‫********‬
‫‪t‬‬
‫‪na‬‬
‫‪di‬‬
‫‪or‬‬
‫‪Co‬‬

‫‪115‬‬

You might also like