Č Äûa@Òíú @æbøßg@¿ Ûaë@ À Ù Ü @

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 44

@ÙÜàfl Ûaë@ČäÛa@òíú‰@æbØßg@¿

@ @ð íïÜa@æî‡Üa@ßþu@ÆÐbzÝÜ

‫اعداد‬
@ïöbu‰@ìic@lìşjy@…bí‹
‫‪1‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫املحدث‬ ‫قال الحافظ‬
‫ُ‬
‫الجالل السيوطي) ‪ ( 1‬رحمه ﷲ‬

‫…‪< <l^Û{{{{{{{{¹]<‚{Ã{{{{e<ð^{{{{{{{{{éfÞù]<í{{{{{{{{{{{{{{{{{{{èõ‬‬
‫_‪< <l^{ßÓÛ¹]<ˆ{éu<ê{Ê<^{âç×}‬‬
‫‪< <Ø{é{{vjŠÚ<<^ãÞ_<Ù^{{{{{{{{{{{{{{{Î<à¹<ØÎ‬‬
‫_‪< <l]†{ÛÇÖ]<»<ÔßÂ<šç¤]<Õ†i‬‬
‫_‪< <àÓÛ{Û{Ö]<÷æ<Ù^]<͆Ãi<÷<kÞ‬‬
‫‪< <l]„{Ö^e<æ_<{ÇÖ^e<^{Úc‬‬
‫‪< <†ËÒ<í{Ö‡<flÙÿˆ{i<á_<<á…„{u]æ‬‬
‫‪< <<l÷ˆ{Ö]<<<<Ä{{Î]ç{Ú<<flÑçÿ {ÿiæ‬‬

‫)‪ (1‬هو الحافظ أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد‬
‫السيوطي املعروف بابن ٔالاسيوطي‪.‬‬
‫ولد بالقاهرة ليلة ٔالاحد مس ل رجب سنة تسع وأربع ن وثمانمائة مات أبوﻩ وهو ابن ست سن ن‬
‫فكفله وصيه الشهاب بن الطباخ ورباﻩ ‪ ..‬وكان ي جملة أوصيائه ٕالامام كمال الدين بن الهمام‬
‫الحنفي وله أياد بيضاء عليه‬
‫أخذ العلم عن الامام البلقي والشرف املناوي والشمس بن الفاالتي والجالل املح ي والزين‬
‫العق والشمس السخاوي الشافعي ن‪،‬وعن محقق الديار املصرية سيف الدين البكتمري‬
‫والعالمة مح الدين الكافي ي والحافظ قاسم بن قطلوبغا وغ ﺮهم من املالكية والحنابلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وسماعا نحو مائة وخمس ن شيخا‪.‬‬ ‫وعدة شيوخه إجازة وقراءة‬
‫وانصرف إ ى الجمع والتأليف وهو صغ ﺮ فبلغت عدة مؤلفاته نحو ستمائة ما ب ن رسائل ي‬
‫ورقة أو ورقت ن وكتب ي عدة مجلدات‬
‫‪2‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫اس الل‬

‫بسم ﷲ وبه استع ن وعليه توكلت‬


‫الحمــد هلل الــذي أع ــى معــالم العلــم وأعالمــه‪ ،‬وأظهــر شــعائر الــشرع‬
‫وأحكام ــه‪ ،‬وبع ــث رس ــال وأنبي ــاء ‪ -‬ص ــلوات ﷲ علـ ـ م أجمعـ ـ ن ‪ -‬إ ــى‬
‫س ـ ــبل الح ـ ــق ه ـ ــادين‪ ،‬وأخلفه ـ ــم علم ـ ــاء إ ـ ــى سـ ـ ـ ن س ـ ــن م داعـ ـ ـ ن‪،‬‬
‫ي ــسلكون فيم ــا ل ــم ي ــؤثر ع ـ م م ــسلك الاج ــاد‪ ،‬م ــس ﺮشدين من ــه ــي‬
‫ذل ــك وه ــو و ــي ٕالارش ــاد‪ ،‬وخ ــص أوائ ــل امل ــستنبط ن ب ــالتوفيق ح ـ ـ‬
‫وضـ ــعوا مـ ــسائل مـ ــن كـ ــل ج ـ ــي ودقيـ ــق غ ـ ــﺮ أن الحـ ــوادث متعاقبـ ــة‬
‫الوق ــوع‪ ،‬والن ــوازل ي ــضيق ع ــا نط ــاق املوض ــوع‪ ،‬واقتن ــاص ال ــشوارد‬
‫باالقتب ـ ــاس م ـ ــن امل ـ ــوارد‪ ،‬والاعتب ـ ــار باألمث ـ ــال م ـ ــن ص ـ ــنعة الرج ـ ــال‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وبالوقوف ع ى املأخوذ يعض عل ا بالنواجذ‬
‫و) إليـ ــك ‪-‬رسـ ــول ﷲ‪ -‬هـ ــذا وسـ ــيل ‪ ،‬ومـ ــا ـ ــي سـ ــؤل سـ ــوى القبـ ــول‬
‫والقــرب مــن ﷲ‪ ،‬فخــذ بيــدى؛ إنــي هــائم ــي مهالــك البعــاد‪ ،‬وال ت ــر‬
‫سائلك فإنك أنت الرسول الجواد‬
‫َ‬
‫يا من ألوذ به فيما أؤمله ‪ ...‬ومن أعوذ به فيما أحاذرﻩ‬

‫)‪ (2‬مقدمة الهداية لإلمام العالمة برهان الدين املرغيناني الحنفي‬


‫‪3‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫أنت مالذى بك ألوذ وأنت عياذي بك أعوذ‪ ،‬أعوذ من خزيك‬


‫)‪(3‬‬
‫وكشف س ﺮك ومن نسيان ذكرك‪ ،‬والانصراف عن شكرك‬

‫)‪ (3‬صيغة الامام الاي ي الشاف ي ي توسله بحضرة الرسول‪ ..‬قالها ي مقدمة تفس ﺮﻩ‬
‫)جامع البيان ي تفس ﺮ القران ‪(1/19‬‬
‫‪4‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ﱠ‬ ‫ْ ﱠ‬
‫الله ﱠ ْ َ‬
‫الرحيم‬
‫الرحمن ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بسم‬
‫ِ ِ‬

‫اصطفى‪ُ ْ َ َ ،‬‬ ‫ﱠ َ ْ ََ‬ ‫وسالم َع َ ى َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َْ ُ ﱠ َ ََ‬


‫وبعد‪:‬‬ ‫الذين‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫عبادﻩ‬ ‫لله‬ ‫الحمد ِ ِ‬
‫ﱠ ّ َﱠ ﱠ َ‬ ‫َ‬
‫ـسؤال َعـ ْـن ُر ْؤ َيــة أ ْرَبـ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َف َقـ ْـد َك ُ ـ َـﺮ الـ ﱡ َ ُ‬
‫ص ـ ى اللـ ُـه َعل ْيـ ِـه‬ ‫ـوال ِللن ِ ـ ِ ‪-‬‬ ‫ـاب َٔالاحـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لهم ِ ـي‬ ‫قدم َ ُ ْ‬
‫ممن َال َ َ َ‬ ‫العصر ﱠ ْ‬ ‫من ْأهل ْ َ ْ‬ ‫طائفة ْ‬ ‫ََْ َ َ ﱠ َ َ ً‬
‫إن‬ ‫و‬ ‫اليقظة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬ ‫َ َﱠَ‬
‫وسلم‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـستحيل‪ٌ،‬‬ ‫واد َع ـ ْـوا َأ ﱠن ـ ُـه ُم ـ ْ َ‬ ‫والتع ﱡج ــب م ْن ـ ُـه َ ﱠ‬ ‫ـالغوا ــي ْإن َك ــار َذل ـ َـك َ ﱠ َ‬ ‫ْ ْ َ َُ‬
‫العل ـ ِـم ب ـ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هذﻩ الك ﱠراسة ي ذلك ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََﱠ‬
‫وسمي َ ا‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫فألفت‬
‫ْ َ ُ ْ َ ﱠ ّ َ ْ ََ‬ ‫َْ ُ ْ ََ‬
‫وامللك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ية‬‫ِ‬ ‫ؤ‬ ‫ر‬ ‫ان‬ ‫ِ‬ ‫إمك‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫الحلك‬
‫ِ‬ ‫تنوير‬ ‫ِ‬
‫ص ـ ﱠ ى ال ﱠل ــهُ‬ ‫الن ـ ﱠ ‪َ -‬‬ ‫ؤالاحادي ــث َ ﱠأن ﱠ‬ ‫الن ُق ــول َ ْ َ َ‬ ‫مج ُم ــوع َه ــذﻩ ﱡ‬ ‫ـصل م ـ ْـن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َح ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ﱠ ُ ََ َ ﱠ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ََ‬
‫ـصرف َو َيـ ِـس ُﺮ َح ْيــث شـ َـاء‬ ‫ـسدﻩ َو ُرو ِحـ ِـه‪ ،‬وأنــه يتـ‬ ‫ِِ‬
‫ـلم ‪ َ -‬ـ ﱞـي ب َجـ َ‬
‫ِ‬
‫عل ْيــه َو َسـ َ‬
‫ِ‬
‫َ ُ َ َ ْ َ ﱠ َ َ َ ََْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ َ ْ ََ ُ‬
‫ـوت وهــو ِ يئ ِتـ ِـه ال ِ ـ كــان عل ــا قبــل وفا ِتـ ِـه‬ ‫ض و ِ ــي امللكـ ِ‬ ‫ِ ــي أقطـ ِـار ٔالار ِ‬
‫َ ْ َََ ﱠ ْ ْ ُ َ ٌْ َ ﱠ ُ ُ َﱠ ٌ َ ْ ْ َ َ َ َُّ َْ َ ُ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫املالئكة َم َـع‬ ‫غيبت ِ‬ ‫ٔالابصار كما ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫يتبدل ِمنه َ ء‪ ،‬وأنه مغيب َ ِ‬ ‫لم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ـسادهم‪ ،‬ف ــإذا أ َر َاد الل ـ ُـه َرف ـ َـع الح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َك ـ ْـو ْم ْ‬
‫ـاب َع ﱠم ـ ْـن أ َر َاد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح َي ـ ًـاء بأ ْج ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ََ َ ْ َ ﱠ ُ َ َ ََْ َ َ َ ْ َ َ ََ‬
‫ِإكرامــه ِبرؤي ِتـ ِـه رآﻩ ع ــى هيئ ِتـ ِـه ال ِ ـ هــو عل ــا‪ ،‬ال مـ ِـانع ِمــن ذ ِلــك‪ ،‬وال‬
‫َُْ ْ َ‬ ‫َ َ َ ﱠ ْ‬
‫املثال‪.‬‬ ‫التخصيص ِبرؤ ِية ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫دا ِ ي ِإ ى‬
‫)‪(4‬‬
‫ِ‬ ‫ََْ َُ‬
‫ذلك‪:‬‬ ‫الوا د ي َ َ‬ ‫َْ‬ ‫بالحديث ﱠ‬ ‫ونبدأ ْ َ‬
‫الصحيح ِر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫وجوزﻩ جماعة وهو الحق‪ .‬وقال الحافظ ابن حجر‬‫)‪ (4‬قال العالمة ابن عابدين ي رسائله ‪ : 2/440‬انكر جماعة ّ‬
‫وجوزﻩ جماعة وهو الحق ؛ نعم يمكن ذلك فقد صرح بأن ذلك من كرامات‬‫الهيتمي ي الفتاوى الحديثية ص ‪ّ : 512‬‬
‫ٔالاولياء الغزا ي والبارزي والتاج السبكي والعفيف الياف ي من الشافعية والقرط وابن أبي جمرة من املالكية‬
‫‪5‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ﱠ‬ ‫َ ْ َ َُ َ‬ ‫َ ْ ََ ُْ َ‬
‫هرْي َـرة ‪َ -‬ر ِ ـ َ الل ُـه َع ْن ُـه‬ ‫مسلم وأبـو داود عـن أ ِبـي‬ ‫البخار ﱡي َو ُ ْ ِ ٌ‬
‫ِ‬ ‫‪ .1‬أخرج‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ ﱠ‬
‫ـلم ‪َ » :-‬مـ ْـن َرآ ِنــي ِ ــي‬ ‫ـال َرســول اللـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى اللــه ِ‬ ‫‪ -‬قــال‪ :‬قـ‬
‫َ‬
‫يتمثل ﱠ ْ ُ‬
‫الشيطان ِبي«‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اليقظة َوال َ َ َ ﱠ ُ‬‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫اني‬ ‫َ‬
‫ﺮ‬ ‫فس َ‬ ‫ََْ‬
‫املنام َ َ‬
‫)‪(5‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْ َ‬
‫اليقظة( َ ِ َ‬
‫فقيل‪ُ َ ْ َ :‬‬ ‫قوله ) َ َ‬
‫مع َ َ ْ‬ ‫ْ َُ َ ُ‬
‫العلماء‪ُ َ َ ْ :‬‬
‫معناﻩ‪-:‬‬ ‫ِ‬ ‫فس َ َﺮ ِاني ِ ي‬ ‫ِِ‬
‫اختلفوا ي َ ْ‬
‫ِ‬

‫ـصيص‬ ‫خ‬
‫َ َ ﱠ ْ‬
‫الت‬ ‫ـذا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫بأنه َبال َ َ‬
‫فائدة‬ ‫وتعقب َ ﱠ ُ‬‫َ‬ ‫فس َ َﺮاني ي ْ َ َ‬
‫القيامة‪ّ ُ ُ َ ،‬‬ ‫‪َ َ .1‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫لم َ َ ُ‬ ‫ومن َ ْ‬ ‫القيامة‪ْ َ ،‬‬
‫من َرآ ُﻩ م ْ ُ ْم َ َ ْ‬ ‫يوم ْ َ َ‬ ‫كل ُ ﱠأمته َ َير ْو َ ُنه َ ْ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َﱠ ُ‬
‫يرﻩ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِألن‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ََ َ ُ َ ْ‬ ‫ُْ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫وقيـ َـل‪ :‬املـ َراد مــن آمــن ِبـ ِـه ِ ــي حيا ِتـ ِـه ولـ ْـم يـ َـرﻩ ِلكو ِنـ ِـه ِحين ِئـ ٍـذ ِ‬
‫غائ ًبــا‬ ‫‪ِ .2‬‬
‫قبل َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ُ ُ ُ َ ّ ً َ ُ َﱠ ُ َ ُ ﱠ َ ْ َ َ ُ َْ َ َ‬
‫اليقظة َ ْ‬
‫موته‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫مبشرا له أنه ال بد أن يراﻩ ِ ي‬ ‫عنه فيكون ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ٌ ُ َ ََ َ‬
‫ـاهرﻩ ف َمـ ْـن َر ُآﻩ ِ ــي ال ﱠنـ ْ ِوم فــال ُبـ ﱠـد ْأن َيـ َر ُاﻩ ِ ــي‬‫ـوم هــو ع ــى ظـ ِ ِ ِ‬ ‫‪ .3‬وقــال قـ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ََْ‬ ‫ََْ َ‬
‫)‪(7‬‬
‫أسه‬ ‫اليقظة) ‪ - ( 6‬يع ِ ِبعي ْ َر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الله ْ َ ْ َ‬
‫الخثعم ّ ‪َ ْ َ ،‬‬ ‫ْ َْ ﱠ‬ ‫من َ ِ َ‬ ‫مثله ْ‬ ‫ََ ْ َ َ ﱠ‬
‫الط َ َﺮ ﱡ ْ َ ُ‬
‫حديث أبي بكرة‬
‫ومن ِ ِ‬‫ِ ِ ِ‬ ‫عبد ِ‬ ‫مالك ِبن ِ‬ ‫حديث ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اني ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫)‪ (5‬وأخرج‬
‫قتادة ] ْ َ ْ َ‬
‫ٔالانصاريّ‬ ‫َ ََ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ َ َ ﱠ ﱡ َْ‬
‫وأخرج الدا ِر ِمي ِمثله ِمن ِ ِ‬
‫حديث ِأبي‬
‫ِ ِ‬
‫)‪ (6‬قال الامام النووي ي شرحه ع ى مسلم ‪ :‬بل الصحيح أنه يراﻩ حقيقة ‪ ،‬سواء كان ع ى صفته املعروفة ‪ ،‬أو‬
‫غ ﺮها ‪ ،‬ملا ذكرﻩ املازري ‪ .‬قال القا ‪ :‬قال بعض العلماء ‪ :‬خص ﷲ تعا ى الن ص ى ﷲ عليه وسلم بأن رؤية‬
‫الناس إياﻩ صحيحة ‪ ،‬وكلها صدق ‪ ،‬ومنع الشيطان أن يتصور ي خلقته لئال يكذب ع ى لسانه ي النوم ‪ ،‬كما خرق‬
‫ﷲ تعا ى العادة لألنبياء عل م السالم باملعجزة ‪ ،‬وكما استحال أن يتصور الشيطان ي صورته ي اليقظة ‪ ،‬ولو‬
‫وقع الشتبه الحق بالباطل ‪ ،‬ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور ‪ ،‬فحماها ﷲ تعا ى من الشيطان ونزغه‬
‫ووسوسته وإلقائه وكيدﻩ )‪(7/457‬‬
‫قال الخافظ ابن حجر ي الفتح ‪ :‬رؤية الن ‪ -‬ص ى ﷲ عليه وسلم ‪ -‬بصفته املعلومة إدراك ع ي الحقيقة‪..‬‬
‫)‪ (7‬وقال بعض املتكلم ن ‪ :‬ي مدركة بعين ن ي القلب ‪ ،‬قال وقوله ‪ " :‬فس ﺮاني " معناﻩ فس ﺮى‬
‫تفس ﺮ ما رأى ألنه حق وغيب ألقي فيه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬معناﻩ فس ﺮاني ي القيامة )فتح الباري البن‬
‫حجر(‬
‫‪6‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫العربي‬ ‫القا َ ُأبو َ ْبكر ْ ُ‬


‫بن ْ َ َ ّ‬ ‫ََ َُ َْ‬
‫حكاهما‬ ‫قلبه‪،‬‬
‫َْ‬ ‫‪ْ َ َ َ .4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقيل‪ِ :‬بع ٍن ِ ي ِ‬ ‫ِ‬
‫)‪(8‬‬
‫ِ َ ِ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫تعليقــه َع ــى َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َو َقـ َ ْ َ ُ‬
‫ٔالاحاديـ ِـث ال ِ ـ‬
‫ِ‬ ‫ـال ِٕالامــام أبــو محمــد بــن أبــي جمــرة ِ ــي ِ ِ ِ‬
‫ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ )‪ ُ َ ُ َ ْ َ َ (9‬ﱡ َ َ َ ﱠ ُ َ ْ َ ُ َ ﱠ‬
‫صـ ى‬ ‫انتقاه ــا ِم ــن البخ ـ ِـار ِي ‪ :‬ه ــذا الح ـ ِـديث ي ــدل ع ــى أن ــه م ــن رآﻩ ‪-‬‬
‫ﱠْ َ َ ََ ُ ََْ َ‬ ‫ﱠ ُ ََْ‬
‫عليه َ َ ﱠ َ‬
‫) ‪( 10‬‬
‫اليقظة‬
‫ِ‬ ‫وسلم ‪ ِ -‬ي النو ِم فس ﺮاﻩ ِ ي‬ ‫الله ِ‬

‫وقال النووي قال عياض ‪ :‬يحتمل أن يكون املراد بقوله فقد رآني أو فقد رأى الحق أن من رآﻩ‬
‫ع ى صورته ي حياته كانت رؤياﻩ حقا ‪ ،‬ومن رآﻩ ع ى غ ﺮ صورته كانت رؤيا تأويل ‪ .‬وتعقبه‬
‫فقال ‪ :‬هذا ضعيف بل الصحيح أنه يراﻩ حقيقة سواء كانت ع ى صفته املعروفة أو غ ﺮها ‪،‬‬
‫انتﻬ‬
‫وقال ابن بطال قوله ‪ " :‬فس ﺮاني ي اليقظة " يريد تصديق تلك الرؤيا ي اليقظة وصح ا‬
‫وخروجها ع ى الحق ‪ ،‬وليس املراد أنه يراﻩ ي ٓالاخرة ألنه س ﺮاﻩ يوم القيامة ي اليقظة ف ﺮاﻩ‬
‫جميع أمته من رآﻩ ي النوم ومن لم يرﻩ م م ‪.‬‬
‫وقال ابن الت ن ‪ :‬املراد من آمن به ي حياته ولم يرﻩ لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون ذا مبشرا‬
‫لكل من آمن به ولم يرﻩ أنه ال بد أن يراﻩ ي اليقظة قبل موته قاله القزاز ‪ ،‬وقال املازري ‪ :‬إن‬
‫كان املحفوظ " فكأنما رآني ي اليقظة " فمعناﻩ ظاهر وإن كان املحفوظ " فس ﺮاني ي اليقظة "‬
‫احتمل أن يكون أراد أهل عصرﻩ ممن اجر إليه فإنه إذا رآﻩ ي املنام جعل عالمة ع ى أنه يراﻩ‬
‫بعد ذلك ي اليقظة وأو ى ﷲ بذلك إليه ص ى ﷲ عليه وسلم ‪.‬‬
‫)‪ (8‬والحاصل من ٔالاجوبة ستة ‪) :‬فتح الباري البن حجر(‬
‫أحدها ‪ :‬أنه ع ى التشبيه والتمثيل ‪ ،‬ودل عليه قوله ي الرواية ٔالاخرى ‪ " :‬فكأنما رآني ي اليقظة‬
‫ثان ا ‪ :‬أن معناها س ﺮى ي اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعب ﺮ ‪.‬‬
‫ثال ا ‪ :‬أنه خاص بأهل عصرﻩ ممن آمن به قبل أن يراﻩ‬
‫رابعها ‪ :‬أنه يراﻩ ي املرآة ال كانت له إن أمكنه ذلك ‪ ،‬وهذا من أبعد املحامل ‪.‬‬
‫خامسها ‪ :‬أنه يراﻩ يوم القيامة بمزيد خصوصية ال مطلق من يراﻩ حينئذ ممن لم يرﻩ ي املنام ‪.‬‬
‫سادسها ‪ :‬أنه يراﻩ ي الدنيا حقيقة ويخاطبه ‪ ،‬وفيه ما تقدم من ٕالاشكال ‪.‬‬
‫)‪ (9‬بهجة النفوس‬
‫)‪ (10‬قال املناوي رحمه ﷲ ‪ » :‬وقال القونوي ‪ :‬السبب ٔالاقوى ‪ ،‬إجتماع بعضهم مع بعض من‬
‫حيث صورهم ي هذا العالم ‪ ،‬ومن حيث نفوسهم ي العوالم العلوية يقظة ومناما ‪ ،‬وجود‬
‫ﱠ‬
‫وقل ُـته راجعة إ ى قوة آثارها وضعفها ‪ .‬فإن املناسبة قد‬ ‫املناسبة وما به ٕالاتحاد وك ﺮة ٕالاجتماع ‪ِ ،‬‬
‫‪7‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ممات ــه‪ْ َ ،‬أو َه ـ َـذا َك ـ َ‬ ‫َ َ ََ ْ َ َ‬ ‫‪َ -‬و َه ـ ْـل َه ـ َـذا َع َ ــى ُ ُ‬
‫ـان ِ ــي‬ ‫عمو ِم ـ ِـه ِ ــي حيا ِت ـ ِـه وبع ــد َ ِ ِ‬
‫حياته؟‬ ‫ََ‬
‫ِِ‬
‫َْْ ﱠ ُ َ ّ‬
‫والات َب ُ‬ ‫خاص َ ْ‬
‫ﱞ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ ّ َ ْ َ ُ ُ َْ ً َ ْ َ‬
‫ـاع‬ ‫ٔالاهليـة ِِ‬ ‫ِ‬ ‫فيه‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫بمن‬ ‫لكل من رآﻩ مطلقا أو‬ ‫‪ -‬وهل ِذلك ِ ِ‬
‫عليه ﱠ َ ُ‬
‫السالم؟‬ ‫ُ ﱠ ََْ‬
‫لسنته ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫مخصص ْ‬
‫منهُ‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يعطي ُ ُ َ َ َ ْ َ ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠْ ُ ُْ‬
‫فيه ِبغ ِﺮ ِ ٍ ِ‬ ‫العموم‪ ،‬ومن يد ِ ي الخصوص ِ ِ‬ ‫اللفظ ِ‬
‫َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ ُ َ َ ّ ٌ‬
‫فمتعسف‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬ص ى الله عل ِيه وسلم –‬

‫تثبت من حيث الصفات ؤالاحوال ؤالافعال ‪ ،‬وقد تثبت من حيث ٔالافعال فحسب ‪ ،‬وإن َ ّ‬
‫انضم‬ ‫ِ‬
‫ـدر مع ذلك ثبوت املناسبة من حيث الذات‬ ‫إ ى ذلك حكم ٕالاش ﺮاك ي املرتبة كان أقوى ‪ ،‬فإن ُق ِّ َ‬
‫الكمل من ٔالانبياء ؤالاولياء ‪ ،‬اجتمع م‬ ‫فمن ثبتت املناسبة بينه وب ن ٔالارواح ُ ّ‬ ‫فقد تم ٔالاثر ‪ْ َ .‬‬
‫َّ ً‬
‫متمكنا من ٕالاجتماع بروح من شاء من ٔالانبياء ؤالاولياء‬ ‫يقظة ومناما ‪ ،‬وقد كان شيخنا ٔالاكمل‬
‫ع ى ثالثة أنحاء ‪ .‬إن شاء است ل روحانيته ي هذا العالم وإدراكه متجسدا ي صورة مثالية ‪،‬‬
‫شب ة بصورته الحسية العنصرية ال كانت له ي حياته الدنيا ‪ ،‬وال ينخرم م ا ء ‪ ،‬وإن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫تستبعد مثل هذا فتفر إ ى‬ ‫شاء أحضرﻩ ي نومه ‪ ،‬وإن شاء انسلخ عن هيكله واجتمع به ‪ .‬وال‬
‫تأويل سخيف ‪ ،‬فغ ﺮك وﷲ قد رأى غ ﺮ واحد من هؤالء ‪ .‬إ ى هنا كالمه ـ أي القونوي ـ‪.‬وأنكر‬
‫ذلك طائفة ‪ ،‬م م القرط ‪ ،‬محتج ن بأن القول به جنون الستلزامه خروجه من ق ﺮﻩ ‪،‬‬
‫وخلو ق ﺮﻩ عنه ‪ ،‬ورؤية اثن ن له ي اليقظة ي مكان ن ‪،‬‬ ‫ومشيه باألسواق ‪ ،‬ومخاطبته الناس ‪ّ ُ ُ ،‬‬
‫ِِ‬
‫وغ ﺮ ذلك ‪ ،‬ويبطله ما تقرر أن من كرامات ٔالاولياء خرق الحجب ‪ ،‬فال مانع عقال وال شرعا وال‬
‫أن الو ي البعيد يكرمه ﷲ سبحانه بأن ال يجعل بينه وب ن الذات ساترا وال حاجبا ‪،‬‬ ‫عادة ‪ّ ،‬‬
‫يكرم ‪ ،‬إذ الو ي بمحادثته ورؤيته بع ن‬ ‫كالزجاج يحكي من وراءﻩ ‪ ،‬وهو ّي ي ق ﺮﻩ ‪ .‬فال مانع ْ‬
‫أن ُ َ َ‬
‫أي مثبتو‬ ‫البص ﺮة ‪ ،‬فال أثر للقرب والبعد ي مكانه ‪ .‬وقول الحافظ ابن حجر ما ذكرﻩ ٔالاولون ـ ّ‬
‫الصحبة للقيامة ‪ ُ ،‬ﱠد ّ‬
‫بأن‬ ‫ْ‬
‫وبقيت ّ‬ ‫حمل ع ى ظاهرﻩ لكان هؤالء صحابة ‪،‬‬ ‫الرؤية ي اليقظة ـ ولو ُ َ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫شرط الصحبة الرؤية ي الحياة ‪ ،‬وهذﻩ خوارق ‪ ،‬والخوارق ال تنقض ألجلها القواعد الكلية « ‪.‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ََ َ َ‬ ‫ـدم ال ﱠتـ ْ‬ ‫ـال‪َ :‬و َقـ ْـد َو َق َـع مـ ْـن َب ْعـض ال ﱠنــاس َع َ ُ‬ ‫َق َ‬
‫ـال َع ــى‬ ‫بعمو ِم ِـه‪ ،‬وقـ‬ ‫ـصديق ُ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َُْ ُ ََْ َ َُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ‬
‫مـ ــا أعطـ ــاﻩ عقلـ ــه‪ :‬وكيـ ــف يكـ ــون مـ ــن قـ ــد مـ ــات ي ـ ـراﻩ ال ـ ــي ِ ـ ــي عـ ـ ِ‬
‫ـالم‬
‫الشاهد؟‬ ‫ﱠ‬
‫ِ ِ‬
‫خط َران‪َ ُ ُ َ َ ،‬‬
‫أحدهما‪:‬‬
‫َ َ َ َ ْل َ َ ْ َ ْل َ ْ َ ْ ُ ر َ ْ َ َ‬
‫جهان ِ ِ‬ ‫قال‪ :‬و ِ ي قو ِ هذا القو ِ ِمن املحذو ِ و ِ‬
‫ﱠَ ُ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪َ .1‬ع ـ َ ُ‬
‫ـسالم ‪ -‬ال ـ ِذي ال َ ْين ِط ـ ُـق‬ ‫ـصادق ‪َ -‬عل ْي ـ ِـه الـ‬ ‫ـصديق ِلقــو ِل ال ـ ﱠ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـدم ال ﱠت ـ ْ‬
‫الهوى‬‫َعن ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫وتعج هاَ‬ ‫القادر َ َ ْ‬ ‫ْ َْ ُ ُ َْ َْ‬ ‫َ ﱠ‬
‫والثاني‪ :‬الجهل ِبقدر ِة ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪.2‬‬
‫ﱠ َ ََْ َ ََْ َ َ َ ﱠ‬
‫ـال الل ـ ُـه‬ ‫البق ـ َ ِرة ِق ــصة البق ـ ِـرة وكي ــف ق ـ‬
‫ُ َر ْ َ َ‬
‫ـسمع ِ ــي س ــو ِة‬ ‫‪َ -‬كأ ﱠن ـ ُـه َل ـ ْـم َي ـ ْ َ ْ‬
‫ﱠ ُ ََْْ‬ ‫كذلك ُ ْ‬ ‫ببعضها َ َ َ‬ ‫تعا َ ى‪ْ َ ُ ُ ْ } :‬‬ ‫ََ‬
‫املوتى{ ]البقرة‪[73 :‬‬ ‫يح ِ الله‬ ‫اضربوﻩ ِ ِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ََْ َ ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ ﱠ َ ْ َ َ ََْ ﱠ َ‬
‫عليه السالم ‪ ِ -‬ي ٔالار ِبع ِمن الط ِﺮ‪،‬‬ ‫وقصة ِإبر ِاهيم ‪ِ -‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫عزير‬ ‫‪ َ -‬ﱠ َ ُ َْ‬
‫وقصة ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َفا ﱠلـ ِـذي َج َعـ َـل ضـ ْ َ‬
‫َ‬
‫وج َعـ َـل ُد َعـ َـاء‬ ‫لحياتــه‪َ َ ،‬‬
‫ـبعض البقـ َ ِـرة سـ ًـببا ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ـرب امل ّيـ ِـت بـ َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ﱡ َ ُ َْ َ َ ً َ‬ ‫ﱡ‬ ‫إ ْبـ َر َ َ َ ْ‬
‫ـوت‬ ‫اهيم سـ ًـببا ِ ِإلح َيـ ِـاء الط ُيــو ِر‪ ،‬وجعــل تعجــب عزيـ ٍـر ســببا ِملو ِتـ ِـه ومـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ ﱠ َْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ٌ َ ْ َ ْ َ َ ََُْ ُ َ ﱠ‬
‫ـنة ‪ -‬قـ ِـادر أن يجع ــل رؤيتــه ‪ -‬ص ـ ى‬ ‫ِحمــا ِر ِﻩ ثــم ِ ِإلحيا ِ ِ م ــا بعــد ِمائ ـ ِـة سـ ٍ‬
‫ََْ َ‬ ‫النوم َ َ ً ْ َ‬ ‫ﱠْ‬ ‫الله َ َ ْ َ َ ﱠ َ‬ ‫ﱠُ‬
‫اليقظة) ‪:( 11‬‬
‫ِ‬ ‫يته ِ ي‬ ‫سببا ِ ُلرؤ ِ ِ‬ ‫عليه وسلم ‪ ِ -‬ي ِ‬ ‫ِ‬

‫)‪ (11‬هذا الاثر صححه كل ن الحفاظ ابن حجر وابن كث ﺮ والسيوطي كما هنا فاستشدوا فيه‬
‫كما ي ي‪:‬‬
‫ذكرﻩ الحافظ ابن حجر ي فتح الباري وسكت عنه‪ " :‬وحمله ابن أبي جمرة ع ى محمل آخر‬
‫فذكر عن ابن عباس أو غ ﺮﻩ أنه رأى الن ص ى ﷲ عليه وسلم ي النوم فبقي بعد أن استيقظ‬
‫متفكرا ي هذا الحديث فدخل ع ى بعض أمهات املؤمن ن ولعلها خالته ميمونة فأخرجت له‬
‫‪9‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ َ َ َ ُ‬ ‫‪َ .1‬و َق ـ ْـد ُذك ـ َـر َع ـ ْـن َب ْ‬
‫ـاس) ‪َ ( 12‬ر ِ ـ ـ َ الل ـ ُـه‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫أظ ﱡن ـ ُـه ا ْب ـ َـن َع ﱠ‬
‫ب‬ ‫ـصحابة‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـض‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ﱠ ْ ََ َ ﱠ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ﱠ ُ َ َ ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬
‫ـوم فتــذكر هــذا‬ ‫ع مــا أنــه رأى الن ِ ـ ص ـ ى اللــه عليـ ِـه وســلم ِ ـي َالنـ ِ‬
‫ﱠ ّ َ ﱡ َُ‬ ‫ـديث َ َوبقـ َـي ُ َيف ّكـ ُـر فيــه ُثـ ﱠـم َد َخـ َـل َع َ ــى َب ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ـض ْأز َو ِاج الن ِ ـ ِ أظ ـا‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحـ ِ‬
‫صﱠ ى ﱠ ُ‬ ‫آته َ‬ ‫وأخرجت َ ُله م ْر َ ُ‬ ‫فقامت َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫قصته‪ْ َ َ َ ،‬‬ ‫عل ْ َ ا ﱠ َ ُ‬ ‫َ َ ﱠ ََ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميمونة فقص‬
‫ْ ْ ََْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫فن َظـ ْ ُ‬ ‫ـال َ ـ َ ال ﱠلـ ُـه َع ْنـ ُـه‪َ َ :‬‬ ‫ََْ َ َ ﱠ َ َ َ‬
‫صــو َرة‬ ‫ـرت ِ ــي ا ِملـر ِآة فرأيــت‬ ‫عليـ ِـه وســلم قـ ر ِ‬
‫ُ ً‬
‫صو َرة‬ ‫فﺴ‬ ‫ولم َ َأر َلن ْ‬ ‫وسلم َ َ ْ‬ ‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫الله َ َ ْ‬ ‫صﱠ ى ﱠ ُ‬ ‫الن ّ َ‬ ‫ﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وه ُلـ ﱠـم َج ـ ﱠرا ] َعـ ْـن َ َ‬ ‫والخ ْلــف َ َ‬ ‫ﱠَ َ ْ َ‬ ‫ََ ْ ُ َ َ ْ َْ‬
‫جما َعـ ٍـة[‬ ‫ِ‬ ‫ـسلف‬‫ـض الـ ِ‬ ‫‪ .2‬وقــد ذ ِكــر عـ َـن بعـ ِ‬
‫ﱠ ْ َ ُ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫ْ َ ُ ْ ُ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ـوم َوكــانوا ِم ﱠمـ ْـن‬ ‫ِ‬ ‫ـلم ‪ ِ -‬ــي النـ‬ ‫ِم ﱠمــن كــانوا َرأوﻩ ‪ -‬ص ـ ى اللــه ِ‬
‫ـألوﻩ َعـ ْـن‬ ‫اليق َظــة َو َسـ َ ُ ُ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬
‫أوﻩ َب ْعـ َـد ذ ِلـ َـك ِ ــي‬ ‫ـصدقو َن َ ـ َـذا ْال َحــديث َفـ َ َر ْ ُ‬ ‫ُ َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يـ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ُ َْ ُ َ َ ّ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ﱠ َ ُ ْ ََ‬
‫بتفريجهــا ونــص لهــم ع ــى‬ ‫ـشوش ن فــأخ ﺮهم ِ َ ِ ِ‬ ‫أشــياء كــانوا ِم ــا متـ ِ ِ‬
‫َْ َ ُ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ ﱠ‬
‫ـادة َوال‬ ‫ـذلك ِب ــال ِزي ـ ٍ‬ ‫ـوﻩ ال ِ ـ ِم ـا يك ــون فرجه ــا‪ ،‬فج ــاء ٔالام ــر ك ـ ِ‬ ‫الوج ـ ِ‬
‫نقص‪،‬‬ ‫َْ‬
‫ٍ‬
‫ٔالاول َيـ ــاء َأوْ‬ ‫ـصدق َبك َرا َمـ ــات ْ َ ْ‬ ‫يخ ُلـ ــو إ ﱠمـ ــا َ ْأن ُيـ ـ َ ّ َ‬ ‫َ َ َ ُْْ ُ َ َ َ َ ْ‬
‫‪ .3‬قـ ــال‪ :‬واملن ِكـ ــر ِلهـ ــذا ال‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ـان م ﱠم ـ ْـن ُي َك ـ ِّ ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َُ ّ َ‬
‫الب ْح ــث َم َع ـ ُـه‬ ‫ـذب ِ َ ــا فق ـ ْـد َس ــقط‬ ‫يك ـ ِـذب ِ َ ــا‪ ،‬ف ـ ِـإن ك ـ ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ـدالئل ْ َ‬ ‫ﱠَ‬ ‫َ ﱠ ُ ُ َ ّ ُ َ َََْْ ُ ﱡ ﱠ ُ‬
‫وإن ك ـ ـ َـان‬ ‫ـحة‪،‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫الوا‬ ‫ِ َ َِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫ـسنة‬ ‫ِفإن ـ ــه يك ـ ـ ِـذب م ـ ــا أثبتت ـ ــه ال ـ ـ‬
‫لهم ِب َخ ْـر ِق‬ ‫يكشف َ ُ ْ‬ ‫ﱠ ْ ْ َ َ ُْ َ ُ‬
‫ٔالاولياء‬
‫ْ َ َ َْ‬ ‫مصدقا ِ َ ا َ َ‬‫ُ َّ ً‬
‫القبيل ِألن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫فهذﻩ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫املرآة ال كانت للن ص ى ﷲ عليه وسلم فنظر ف ا فرأى صورة الن ص ى ﷲ عليه وسلم‬
‫ولم ير صورة نفسه‪ " ..‬الفتح ‪385/12‬‬
‫)‪ (12‬ذكرﻩ ابن كث ﺮ ي "تفس ﺮﻩ" )‪ (254/2‬وسكت عنه‬
‫‪10‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َْ ْ ُ ْ ّ َ ﱡ ْ ّ َ َ َ َ َ‬
‫ـدة‪ ،‬فــال ُ ْينكـ ُـر‬ ‫عديـ ٍ‬ ‫ـادة عــن أشــياء ِ ــي العــامل ِن العلـ ِـو ِي والــسف ِ ِي ِ‬ ‫العـ ِ‬
‫َ َ ََْ ََ ُ ْ َ َ ْ ََ‬ ‫مع ﱠ ْ‬ ‫هذا َ َ‬ ‫َ َ‬
‫جمرة‬ ‫ابن ِأبي‬ ‫ِ‬ ‫كالم‬ ‫انتﻬ‬ ‫بذلك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫التصديق‬ ‫ِ‬
‫والات َب ــاعُ‬ ‫َْْ ﱠ ُ َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُْ ُ ﱠ َ َ َ ﱞ ََ ْ َ َ‬
‫ٔالاهلي ــة ِ ِ‬ ‫ـاص ِبم ــن ِفي ـ ِـه ِ‬ ‫‪ .4‬وقول ــه‪ِ :‬إن ذ ِل ــك ع ــام ول ــيس ِبخ ـ ٍ‬
‫ْ‬
‫ُ ُ ُ ُ ُ ْ َ َْ ُ‬ ‫عل ْي ـ ــه ال ـ ـ ﱠ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُﱠ‬
‫ـود ِ َ ـ ــا ِ ـ ــي‬ ‫ـسالم ‪ُ -‬م ـ ـ َرادﻩ وق ـ ــوع ال ﱡرؤي ـ ـ ِـة املوع ـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـسنته ‪-‬‬ ‫ِل ـ ـ ِ ِ‬
‫ـدة َ ْ ً َ ْ‬ ‫ََْ َ َ ْ َ ﱠ ً َ َ ً‬ ‫ﱡْ‬ ‫ََْ َ َ‬
‫ـدﻩ‬
‫تحقيق ــا ِلوع ـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرؤ َي ـ ِـة ِ ــي املن ـ ِـام ول ــو م ــرة وا ِح ـ‬ ‫اليقظ ـ ِـة َع ــى‬
‫ﱠ َ ُ ْ َ ُ ََ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ﱠ ُ َ َْ‬ ‫ﱠ‬
‫ـوت‬ ‫قب ْيـ َـل املـ ْ ِ‬ ‫ـشريف الـ ِـذي ال يخلــف‪ ،‬وأك ــﺮ مــا يقــع ذ ِلــك ِللعامـ ِـة‬ ‫الـ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ـسدﻩ َح ﱠ ـ ـ َيـ ـ َر ُاﻩ َوفـ ـ ًـاء‬ ‫ـرج ُرو ُحـ ـ ُـه م ـ ْـن َج ـ َ‬ ‫ـضار‪َ ،‬ف ـ َـال َي ْخ ـ ُ ُ‬ ‫ْ َ ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِعن ــد ِالاح ِ َت ـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ﱠ َْ ُ ُ ْ ََ ْ ُ ُ َُ ُ ﱡْ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫الرؤ َي ــة ِ ــي ط ــو ِل َح َي ــا ِ ِ ْم ِإ ﱠم ــا‬ ‫ـدﻩ‪ ،‬وأم ــا غ ــﺮهم فتح ــصل له ــم‬ ‫ِبوع ـ ِ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َكث ـ ـ ًﺮا َوإ ﱠمـ ــا َقلـ ـ ًـيال ب َحـ ـ ْ‬
‫ـسنة‪،‬‬‫ـادهم ومحـ ــافظ ِ ِ ْم ع ـ ــى الـ ـ ﱡ ِ‬ ‫ـسب اج ِ ـ ـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بالسنة َ ٌ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫كب ٌﺮ ‪..‬‬ ‫مانع ِ‬ ‫وٕالاخالل ِ ﱡ ِ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ـال ــي ع ْم ـ َر ُان ْب ــنُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ .5‬أ ْخ ـ َـرج ُم ـ ْ ِ ٌ‬
‫َ‬
‫ـال‪ :‬ق ـ َ ِ ِ‬ ‫ـحيحه ع ــن مط ــرف ق ـ َ‬ ‫ـسلم ِ ــي ص ـ ِ ِ ِ‬
‫ُ َْ َ ْ َ َ ُ َ ّ ُ ََ ﱠ َ ﱠ ْ َ َْ ُ ََ َ َ ُ َ ْ ْ َ‬
‫ـﺮك ثـ ﱠـم َتركـ ُـت الكـ ﱠـي‬ ‫ـسلم ع ــي ح ـ اكتويــت ف ـ‬ ‫حــص ٍن‪ :‬قــد كــان يـ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫فعاد‪.‬‬
‫ـال‪َ :‬ب َعـث ِإ ﱠـي ِع ْمـ َر ُان ْب ُـن‬
‫َ َ‬ ‫عن مطـرف َق َ‬ ‫آخر َ ْ‬ ‫وجه َ َ‬ ‫من َ ْ‬ ‫مسلم ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ َ ْ َ َ .6‬‬
‫وأخرج‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـدثك َفـ ــإنْ‬ ‫ـال‪ :‬إ ّنـ ــي ُم َحـ ـ ّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ـص ْ ن ـ ــي َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مر ِضـ ـ ِـه الـ ـ ِـذي تـ ــو ِ َي ] ِفيـ ـ ِـه[ فقـ ـ َ ِ ِ‬ ‫حـ ـ ٍ ِ‬
‫ـلم‬‫ـئت‪ ،‬إ ﱠنـ ُـه َقـ ْـد ُسـ ّ َ‬ ‫ـدث َ ــا ْإن شـ ْ َ‬ ‫ْ ُ َ ُْْ َّ َ ْ ُ ﱡ َ َ ّ ْ‬
‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِعــشت فــاكتم ع ِ ـ ِوإن مــت فحـ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ﱠ َ‬
‫عم َر َان‬ ‫ٔالاول ﱠأن ِ ْ‬
‫ِ‬
‫الحديث ﱠ‬ ‫ِ ِ‬
‫مع َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫مسلم‬
‫ٍِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫شرح‬‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫النو‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ع ي‪،‬‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ََ‬ ‫ْ َ ُ َْ َ َ ْ ََ‬
‫املالئكـة‬ ‫بواس ُﺮ فكان يـص ِ ُﺮ ع ـى ِأمل َهـا‪ ،‬وكان ِـت ِ‬ ‫بن حص ٍن كانت ِ ِبه ِ‬
‫ُ َ ّ ُ ََْ َ ْ َ َ َ َْ َ َ َ َ ُ ُ ْ ََْ ُ ﱠ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ـرك الكـ ﱠـي ف َعـ َـاد‬ ‫ـسلم عليـ ِـه واكتــوى وانقطــع ســالمهم عليـ ِـه‪ ،‬ثــم تـ‬ ‫تـ ِ‬
‫َ َ ُ ُ ْ َ َْ‬
‫عليه‬
‫سالمهم ِ‬
‫‪11‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـشت َف ْ ُ ْ‬ ‫ـإن ع ْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪َ ْ ُ ُ ْ َ َ .7‬‬
‫ـاكتم َع ِ ّ ـ ‪ ،‬أ َر َاد ِب ِـه ِٕالاخ َب َـار‬ ‫الحديث الث ِـاني‪ :‬ف ِ ِ‬ ‫وقوله ِ ي ِ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ﱠ َ َ َ ْ َﱠ ُ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫حيا ِت ِـه ِملـا ِفي ِـه ِم َـن‬ ‫عنه ذ ِل َـك ِ ـي‬ ‫كرﻩ أن يشاع‬ ‫عليه؛ ِألنه ِ‬ ‫بالسالم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫املوت‪،‬‬‫بخالف ما بعد ِ‬ ‫للفتنة ِ ِ ِ‬ ‫التعرض ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ ﱠ َْ َ َ َ َ ْ ُ َّ ُ َ‬ ‫َو َق ـ َ‬
‫ـسلم َعل ْي ـ ِـه‬ ‫املالئك ــة كان ــت ت ـ ِ‬ ‫سلم‪ :‬يع ِ ـ أن ِ‬ ‫ـرح م ـ ِ ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫القرط‬ ‫ـال‬
‫عل ْيــه‪َ ،‬ففيــه ْإث َبــاتُ‬ ‫ﱠ َ َ ََ‬ ‫ْ َ ً َ ُ َ ْ َ ً َ َِ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِإكرامــا لــه َواح ِ ﺮامــا ِإ ــى ِأن اكتــوى ف ﺮكـ ِـت الــسالم ِ ِ ِ ِ‬
‫ٔالاولياء‪َ َ ْ .‬‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫) ‪( 13‬‬
‫انتﻬ ‪.‬‬ ‫امات ِ َ ِ‬ ‫ك َر َ ِ‬
‫ـرف ْب ِـن َع ْب ِـد‬ ‫من َطريق ُم َط ِّ‬ ‫وصححه ْ‬ ‫املستد َ ك َ َ ﱠ َ ُ‬
‫ر‬
‫وأخرج الحاكم ي ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫‪َ َ ْ َ َ .8‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ ُ َ َ ْ ُ َ ُّ‬ ‫َ‬
‫حص ْ ن ق َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫عم َر َان ْبن ُ َ‬ ‫الله َ ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ـسلم‬ ‫ـال‪ :‬اعل ْـم يـا مطـرف أنـه كانـت ت ِ‬ ‫ٍ‬
‫عن ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫الح ْجـ َ ِـرة‪َ َ ،‬فلم ــاﱠ‬ ‫الب ْي ــت َوع ْن ـ َـد َب ــاب ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ﱠ ْ َ َ ُ ْ َِ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعن ــد‬ ‫املالئك ــة ِعن ــد رأ ِﺳ ـ ِ‬ ‫ع ــي ِ‬
‫َ‬ ‫ـال‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـال‪ :‬فل ﱠم ـا َب ـ َرأ كل َمـ ُـه‪ ،‬قـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اكتو ْيـ ُـت ذ َهـ َـب َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬
‫اعلـ ْـم َيــا مط ــرف‬ ‫ذاك‪ ،‬قـ َ‬
‫َ ) ‪( 14‬‬
‫َ‬ ‫َﱠ ُ َ َ َ ﱠ ﱠ ُ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ‬
‫اكتم َع ﱠي َح ﱠ ُأموت‪.‬‬ ‫أفقد‪،‬‬ ‫الذي كنت ِ‬ ‫أنه عاد ِإ ي ِ‬

‫)‪ (13‬ورؤية المالئكة تكون بعد أن يرتقي المؤمن بروحه في مدارج التقريب اإللھي إلى مقام اإلحسان‬
‫الشھودي لفوله صلى ﷲ عليه وسلم فيما يرويه عن ربه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫)‪ (14‬روى مسلم ي صحيحه عن أبي هريرة ر ﷲ عنه ) أن رجال زار أخا له ي قرية فأوصد ﷲ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫له ع ى مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال ‪ :‬أين تريد ؟ قال ‪ :‬أريد أخا ي ي هذﻩ القرية قال ‪ :‬هل لك‬
‫عليه من نعمة ترُ ا ‪ ،‬قال ‪ :‬إني أحببته ي ﷲ عز وجل ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني رسول ﷲ إليك بأن ﷲ قد‬
‫أحبك كما أحببته فيه (‬
‫علق عليه النووي ي شرح لصحيح مسلم بقوله ‪ ) :‬وفيه أن ٓالادمي ن قد يرون املالئكة ( أهـ ‪.‬‬
‫ً‬
‫وعلق املناوي ي ) فيض القدير ( ع ى الحديث أيضا بقوله ‪ ) :‬وأفاد الحديث – فضل الحب ي ﷲ‬
‫وأنه سبب لحب ﷲ ‪ ،‬وفضل زيارة ٔالاولياء ؤالاحباب ‪ ،‬وأن ٓالادمي يرى امللك ويكلمه ( اهـ‬
‫وكذلك أورد إبن القيم ي ) الروح ص ‪ ) ( . 82‬وذكر إبن أبي الدنيا أن عمر بن عبد العزيز ملا كان ي‬
‫يومه الذي مات فيه قال ‪ :‬أجلسوني ‪ ،‬فأجلسوﻩ فقال ‪ :‬أنا الذي أمرت فقصرت و يت فعصيت –‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثالث مرات – ولكن ال إله إال ﷲ ‪ ،‬ثم رفع رأسه فأحد النظر فقالوا إنك لتنظر نظرا شديدا يا أم ﺮ‬
‫ُ‬
‫املؤمن ن فقال ‪ :‬إني ألرى حضرة ما هم بإنس وال جن ثم قبض ( اهـ ‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َْ َ َْ ْ‬ ‫ـف ُحجـ َـب عمـران َعـ ْـن َسـ َ َ ْ‬ ‫َ ْ ُْ َْ َ‬
‫لكو ِنـ ِـه اك َتـ َـوى‬ ‫املالئكـ ِـة ِ‬
‫ـسليم ِ‬ ‫ـماع تـَ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فــانظر كيـ‬
‫ـسنة‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ُ‬ ‫ﱠُ َ ﱠ َ َ َ َ ﱠ َْ‬ ‫َ َ ﱠ‬
‫ـال‬ ‫الداعيـ ِـة ِإ ــى ذ ِلــك؛ ِألن الكـ ﱠـي ِخــالف الـ ﱡ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـدة الــضرور ِة‬ ‫مــع ِشـ ِ‬
‫ـريم‬ ‫ح‬‫الت ْ‬ ‫النﻬ ُ َعن ْال َك ّـي َع َ ـى َطريـق ﱠ‬ ‫كان ﱠ ْ‬ ‫ٕالايمان‪ْ َ :‬لو َ َ‬ ‫شعب ْ َ‬ ‫قي ي ُ َ‬ ‫ﱡ‬ ‫الب ْ َِ‬‫َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ففا َر َق ُـه َم َلـكٌ‬ ‫ﱠ ْ َ ْ َ َ ﱠ ُ َ َ ْ َ ْ ُو َ َ َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫لم َ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫يكتو عمـران مـع ِعل ِم ِـه ِبـالنﻬ ِ ‪ ،‬غ ـﺮ أنـه ر ِكـب املكـر ﻩ‬ ‫ِ‬
‫ـال َهـ َـذا ْال َقـ ْـو َل‪ُ ،‬ثـ ﱠـم َقـ ْـد ُرو َي َأ ﱠنــهُ‬ ‫عل ْيـ ِـه َف َحــز َن َع َ ــى َذ ِلـ َـك َو َقـ َ‬ ‫َ َ ُ َ ّ ُ ََ‬
‫ـسلم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كــان يـ ِ‬
‫انتﻬ ‪.‬‬ ‫موته‪َ َ ْ .‬‬ ‫قبل َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إليه ْ‬ ‫عاد َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّ َ َ ْ َ ﱠ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ّ ُ َ َ َ‬ ‫َو َقـ َ‬
‫ـسلم َعل ْيـ ِـه فل ﱠمــا‬ ‫املالئكــة كانــت تـ ِ‬ ‫ـال ابــن ٔالاث ــﺮ ِ ــي ال ِ ايـ ِـة‪ :‬يع ِ ـ أن ِ‬
‫ﱠَﱡ‬ ‫ألن ْال َك ﱠـي َي ْق َ ُ‬ ‫عل ْيـه؛ َ ﱠ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ََْ ََ ََ َ ُ‬
‫التوك ِـل‬ ‫ـدح ِ ـي‬ ‫مرضه َتركوا ال ﱠـسالم ِ ِ‬ ‫سبب ِ ِ‬ ‫اكتوى ِب ِ‬
‫الشفاء ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ََ ُ ّ َ‬ ‫َ ﱠ َ ﱠْ ََ َ ََُْ‬ ‫َ ﱠ ْ‬
‫من‬ ‫وطلب ِ ِ ِ‬ ‫يبت ى ِ ِبه العبد‪،‬‬ ‫الله والص ِﺮ ع ى ما‬ ‫والتسليم ِإ ى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫التوكل و ِ َـي‬ ‫ِ‬ ‫قادح ِ ي‬ ‫ولكنه ِ‬ ‫الكي‪ِ ،‬‬ ‫ّ‬
‫جواز َِ‬ ‫قادحا ِ ي َ ِ‬ ‫عندﻩ‪ ،‬وليس ِذلك ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ﱠََ‬ ‫مبا َشـ َـرة ْٔالا ْسـ َـباب‪َ ،‬وأ ْخـ َ َ‬ ‫َد َر َجـ ٌـة َعال َيـ ٌـة َو َر َاء ُ َ‬
‫ـات‬ ‫الطبقـ ِ‬ ‫ـرج ابــن ســعد ِ ــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬
‫عن‬
‫ْ‬
‫ـص ْ ٍن َح ﱠ ـ ـ اك َت ـ َـوى‬ ‫ـصافح ع ْمـ ـ َر َان ْب ـ َـن ُح ـ َ‬ ‫ـادة َ ﱠأن ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫ََ ََ‬
‫املالئك ــة كان ــت ت ـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قت ـ‬
‫الن ُب ﱠ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وأخرج أبو نعـيم ـي َدالئـل ﱡ‬ ‫عنه‪َ َ ْ َ ،‬‬‫َ‬ ‫فتنحت َ ْ ُ‬ ‫َََ ﱠ ْ‬
‫ـوة عـن َيح ـ ْب ِـن َس ِ ٍ‬
‫ـعيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عم َر َان‬ ‫أفضل ْ‬ ‫الصحابة َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫علينا ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫قدم َ َ ْ َ‬ ‫قال‪َ :‬ما َ َ‬ ‫القطان َ َ‬ ‫َْ ﱠ‬
‫من ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫البصرة ِمن ﱠ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املالئ َكـ ُـة مـ ْـن َ َ‬ ‫ْ ُ َ ْ ََ ْ ََ ْ ََ ُ َ َ َ ً ُ َ ّ ُ ََ ْ ْ َ‬
‫جوا ِنـ ِـب‬ ‫ـسلم عليـ ِـه ِ ِ‬ ‫بـ ِـن حــص ٍن أتــت عليـ ِـه ثالثــون ســنة تـ ِ‬
‫بيته‪.‬‬ ‫َْ‬
‫ِِ‬
‫قي ي َ َدالئـل ﱡ‬ ‫ﺮمذي ي َتاريخه‪ ،‬وأبو نعيم‪َ ْ َ ،‬‬ ‫ََ ْ َ َ ّ‬
‫ـوة َع ْـن‬ ‫ِ‬
‫الن ُب ﱠ‬
‫ْ ِ َِ ِِ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫والب‬ ‫وأخرج ال ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ﱡ‬ ‫ْ‬
‫ـدار‪،‬‬ ‫ـنس ال ـ ـ ﱠ َ‬ ‫يأمرَن ـ ــا ْأن َن ْك ـ ـ ُ َ‬ ‫ـص ْ ٍن َ ُ ُ‬ ‫غزال ـ ــة َقا َل ـ ـ ْـت‪َ :‬ك ـ ـ َـان ع ْمـ ـ ـ َر ُان ْب ـ ـ ُـن ُح ـ ـ َ‬
‫ِ‬
‫‪13‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫قال ال ِّ ْ ِ ِ ﱡ‬
‫ﺮمذي‪:‬‬ ‫أح ًدا‪َ َ ،‬‬ ‫عليكم‪َ َ ،‬وال َ َنرى َ َ‬ ‫السالم َ َ ْ ُ ْ‬ ‫عليكم ﱠ َ ُ‬ ‫السالم َ َ ْ ُ ُ‬ ‫ونسمع‪ :‬ﱠ َ ُ‬ ‫ََ ْ َ ُ‬
‫َ َ َ ْ ُ َْ َ‬
‫املالئكة‬
‫تسليم ِ ِ‬ ‫هذا ِ‬
‫َ ﱠَ‬ ‫ُ ْْ‬ ‫الغ َزا ﱡي ي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٕالاسالم ُأبو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املنقذ ِمن الـضالل‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫كتاب‬ ‫ٍِ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫حامد‬ ‫ِ ِ‬ ‫حجة‬ ‫‪.9‬‬
‫ْ َْ ُ ﱠ ََ َ‬ ‫ُ ﱠ ﱠ ﱠ َ َ ْ ُ َ ْ ُُ‬ ‫َ‬
‫طريـ ِـق الـ ﱡ ِ ﱠ ِ‬
‫ـصوفية‬ ‫ِ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫أقب‬ ‫ـوم‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ثــم ِإن ِ ـ ملــا فرغــت ِمــن الع‬
‫علمت َيقينا‪ً:‬‬ ‫لينتفع به ْاب ‪ُ ْ َ ،‬‬ ‫أذكرﻩ َ ْ َ َ‬ ‫قدر ﱠالذي َ ْ ُ ُ ُ‬ ‫وال َ ْ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأن َس ـ ـ ـ ْ َ ُﺮهمْ‬ ‫صـ ـ ـ ًـة‪ َ َ ،‬ﱠ‬ ‫ـسالكو َن ِل ُطـ ـ ـ ُـرق ال ﱠلـ ـ ـ ِـه َخا ﱠ‬ ‫ﱡ ﱠَ ُ ُ ﱠ ُ‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـصوفية‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫) َإ ﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ ُ ْ َ ْ َ ُ ّ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ﱡ ُ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ‬
‫و ِس ـ ﺮ م أح ــسن ال ـ ِـس ِﺮ‪ ،‬وط ـ ِـريقهم أح ــسن الط ــر ِق‪ ،‬وأخالقه ــم أزك ــى‬
‫الحك َمــاء َوع ْلـ ُـم ا ْلـ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ َ َْ ُ ََُْ َ َْ ُ ْ ُ َ‬ ‫ََْْ‬
‫ـواقف َن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـة‬ ‫م‬ ‫وحك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـالء‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫الع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫ـع‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫الق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٔالاخـ‬
‫ﱠ ْ َ ْ َُ َ ُ َّ ُ َ ًْ ْ َ ْ ََ َْ‬ ‫َع َ ــى َأ ْس ـ َ‬
‫وأخالق ِهـ ْـم‬
‫ِ‬ ‫ـشرع ِمــن العلمـ ِـاء ِليغ ِ ــﺮوا شــيئا ِمــن ِس ـ ِ ِﺮهم‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ار‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫حر َكـا ِ مْ‬ ‫ـإن َجمي َـع ََ‬ ‫ويبدلوﻩ ب َمـا ُه َـو َخ ْ ٌـﺮ م ْن ُـه َل ْـم َيج ُـدوا َإل ْيـه َسـب ًيال‪َ ،‬ف ﱠ‬ ‫ََُ ُّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُﱠ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ْ‬
‫ـوة[‬ ‫ـشكاة النبـ ِ‬ ‫ـواط ِ ِ م مقتبــسة ] ِمــن نــو ِر ِمـ ِ‬ ‫ـواهرهم وبـ ِ‬ ‫وســكنا ِ ِ م ِ ــي ظـ ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ َ َ َر َ ُ ر ﱡ ُ ﱠ َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ‬
‫ض نو يستضاء ِ ِبه –‬ ‫وجه ٔالار ِ‬ ‫النبوة ع ى ِ‬ ‫ِ‬ ‫وليس و اء نو ِ‬
‫قال‪:‬‬ ‫إ َ ى َ ْأن َ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ ُ َن ْ َ َ َ َ َ ْ َو َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ٔالانبيـ ـ ـ ِـاء‬ ‫اح ِ‬ ‫املالئكـ ـ ــة وأر‬ ‫ِ‬ ‫ـشاهدو‬ ‫ح ـ ـ ـ ِإ ُ ـ ـ ــم وهـ ـ ــم ِ ـ ـ ــي يقظ ـ ـ ـ ِ ِ م يـ ـ ـ ِ‬
‫فوا ِئـ َـد ُثـ ﱠـم َي َ َﺮ ﱠ ــى ْال َحـ ُ‬ ‫ويقتبـ ُـسو َن م ـ ْ ُ ْم َ َ‬ ‫ـواتا َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َن ْ ُ ْ َ ْ َ ً‬
‫ـال ِمـ ْـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويــسمعو ِم ـ م أصـ‬
‫َ‬ ‫ﱡ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َْ َ ُ ﱡ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫النطق(‪َ .‬هـذا‬ ‫ِ‬ ‫نطاق‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫يضيق‬ ‫ِ‬ ‫جات‬
‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ى‬ ‫إ‬‫ِ ِ‬ ‫ؤالامثال‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫الصو‬ ‫مشاهدة‬
‫ِ‬
‫َ َ ّ ) ‪( 15‬‬
‫ََ ُ ْ‬
‫كالم الغزا ِ ِي‪.‬‬
‫َُ َ ْ ْ ُ ْ َ َ ّ َ َ ُ َ ﱠ َْ‬ ‫ََ َ ْ ُُ َْ‬
‫املالك ﱠيـ ِـة ِ ـي‬ ‫تلميــذﻩ القا ِ ـ أبــو بكـ ِـر بــن العرِبـ ِـي أحــد ِأئمـ ِـة ِ ِ‬ ‫‪.10‬وقــال ِ ِ‬
‫ـصوفية إ َ ـ ـ ــى أ ﱠنـ ـ ـ ُـه َإذا َحـ ـ ـ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ﱠُ‬ ‫التأويـ ـ ــل‪َ َ :‬‬
‫ذه َ‬ ‫ْ‬ ‫ك َتـ ـ ــاب َقـ ـ ـ ُـانون ﱠ‬
‫ـصل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـت‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫)‪ (15‬المنقذ من الضالل ص ‪170‬‬
‫‪14‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫العال ِئ ــق َو َح ـ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ ََ‬ ‫ْلإل ْن ـ َـسان َط َه ــا َ ُة ال ـ ﱠ ْ‬
‫ـسم‬ ‫ِ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫وق‬ ‫ـب‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫الق‬ ‫ـة‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫تزك‬‫ِ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ـنف‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ َ ِ‬
‫ﱡ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ْ َ ْ َْ‬ ‫َم َ ْ َ‬
‫وٕالاقبـ ِـال‬ ‫ـالجنس ِ‬ ‫ـباب الـدنيا ِمـن الجـ ِـاﻩ وامل ِـال والخلط ِـة ِب ِ ِ‬ ‫ـواد أس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ﱠ َ َ َ ْ ُ ّ ﱠ ْ ً َ ً َ َ َ ً ُ ْ َ ًّ ُ َ ْ َُ‬
‫ـستمرا ك ـ ِـشفت ل ــه‬ ‫دائم ــا وعم ــال م ـ ِ‬ ‫بالكلي ـ ِـة ِعلم ــا ِ‬ ‫ع ــى الل ـ ِـه تع ــا ى ِ ِ‬
‫َ‬
‫ْ ُ ُ ُ َ َر َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ﱠ َ َ َ َ ْ َو ْ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٔالانب َيـ ِـاء‬‫املالئكــة وسـ ِـمع أ ْقــوالهم واطلــع ع ــى أر ِاح َ ِ‬ ‫القلــوب و أى ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ ﱠ َ َ ْ ُ َ َ ّ ْ ْ َ ُر ْ َ ُ ْ ْ‬
‫ٔالانب َي ـ ِـاء‬‫ـدﻩ‪ :‬و ؤي ــة ِ‬ ‫وس ـ ِـمع كالمه ــم‪ ،‬ث ــم ق ــال اب ــن العرب ـ ِـي ِم ــن ِعن ـ ِ ِ‬
‫ُُ َ ً‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ٌ ْ ُِ ْ َ َ َ ً َ ْ َ‬
‫ـافر عقوبــة‪.‬‬ ‫ـؤمن كرامــة ِوللكـ ِ ِ‬ ‫كالم ِهــم مم ِكــن ِللمـ ِ ِ‬ ‫واملالئكـ ِـة وســماع ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْ‬
‫انتﻬ‬
‫الك ْ َـﺮى‪َ :‬و َق َ‬ ‫ُْ‬ ‫الشيخ عز الدين بن عبـد الـسالم ـي ْ َ َ‬ ‫وقال ﱠ ْ ُ‬ ‫‪َ َ َ .11‬‬
‫ـال‬ ‫القوا ِع ِـد‬ ‫ِ‬
‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫ابــن الحــاج ــي ا ْملَـ ْ َ ْ َ ُ ﱠ‬
‫ـلم ‪ ِ -‬ــي‬ ‫ـدخل‪ُ :‬رؤيــة الن ِ ـ ّ ِ ‪ -‬ص ـ ى اللــه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ َ ٌ َ ّ ٌ َ َ ﱠ َ ْ َ َ ُ َ ُ َ َ ﱠ َ ْ َ َ ََ‬
‫ـفة‬ ‫اليقظـ ِـة بــاب ضـ ِـيق وقــل مــن يقــع لــه ذ ِلـك ِإال مــن كــان ع ــى ِصـ ٍ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ﱠَ َ ُ َ ْ َ‬
‫غال ًبــا‪َ ،‬مـ َـع ﱠأن َنــا ال ْنن ِكـ ُـر‬ ‫عزيــز وجودهــا ِ ــي هــذا الزمـ ِـان بـ ْـل عـ ِـدمت ِ‬
‫َ ٌ ُ ُ َُ‬
‫ِ‬
‫حفظ ُه ـ ُـم ال ﱠل ـ ُـه ــي َظ ـ َـواهرهمْ‬ ‫َ ْ ََ ُ َ ُ َ َ َ ََْ ﱠ َ َ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ـابر ال ـ ِـذين ِ‬ ‫م ــن يق ــع ل ــه ه ــذا ِم ــن ٔالاك ـ ِ ِ‬
‫وبواط ِ ِ ْم‪،‬‬ ‫َََ‬
‫ِ‬
‫ﱠ َُْ َ ﱠ ّ َﱠ ﱠ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َْ َ َ َ ْ ُ َُ‬
‫صـ ى الل ُـه َعل ْيـ ِـه‬ ‫ـاهر رؤيــة الن ِ ـ ِ ‪-‬‬ ‫َِ ِ‬ ‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ـاء‬
‫ِ‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫َ‬ ‫عل‬ ‫‪.12‬قـال‪ :‬وقـد أنكــر بعـض‬
‫ََْ َ َ َﱠ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َْ ُ َ‬ ‫َ َ ﱠَ‬
‫الفان َي ــة ال َت ـ َـرى‬ ‫وس ــلم ‪ ِ -‬ــي اليقظ ـ ِـة وعل ــل ذ ِل ــك ِب ــأن ق ــال‪ :‬الع ـ ن ِ‬
‫َ ََْ‬ ‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َْ َ َ َ ﱠ ﱡ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫البقـ ـِاء‬ ‫دار‬
‫ِ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫ـلم‬ ‫ِ‬ ‫الباقي ــة‪ ،‬والن ِ ـ ـ ‪ -‬صـ ـ ى الل ــه‬ ‫العـ ـ ن ِ‬
‫َ‬
‫َوال ﱠرائــي ــي َ َ َ َ ْ َ َ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ـيدي أبــو محمــد بــن أبــي جمــرة‬ ‫دار الفنـ ِـاء‪ ،‬وقــد كــان سـ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ﱡ َ َ ْ ْ َ َ ََ ُ ﱡ ُ َ ﱠ ُْ ْ َ َ َ َ َ َ ﱠ َ َ ُ َ َ‬
‫ـؤمن ِإذا م ــات ي ــرى اللــه وه ــو ال‬ ‫ي ِح ــل ه ــذا ِٕالاش ــكال وي ــردﻩ ِب ــأن امل ـ ِ‬
‫مرة‪َ ْ .‬‬ ‫َ ُ ُ َ ْ َ ُ ُْ ْ َ ُ ُ ُ ّ َ ْ َ ْ َ َ ﱠ ً‬
‫انتَﻬ ‪.‬‬ ‫سبع ن‬ ‫يوم ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫والواحد ِم م يموت ِ ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫يموت‪،‬‬
‫‪15‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ََ َ َْ‬
‫ـال القا ِ ـ شــرف الـدين هبــة ﷲ بـن عبـد الــرحيم البـارزي ِ ــي‬ ‫‪.13‬وق‬
‫ْ َ ْ َْ‬ ‫قي ي َ‬ ‫قال ْ َ‬ ‫ٕالايمان‪َ َ :‬‬ ‫عرى ْ َ‬ ‫توثيق ُ َ‬ ‫كتاب َ ْ‬ ‫َ‬
‫ٔالانب َي ُـاء‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ـاد‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫الاعت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫الب ْ َ ِ ِﱡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ُ ُﱠ ْ‬
‫أح َي ـ ـ ٌـاء ِع ْن ـ ـ َـد َ ِّر ِ ـ ـ ْـم‬ ‫اح ُه ـ ـ ْـم ف ُه ـ ـ ْـم ْ‬ ‫دت إلـ ـ ـ ْ ْم ْأر َو ُ‬
‫بع ـ ــد م ـ ــا ق ِب ـ ــضوا َ ر ِ ِ‬
‫َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َ ْ‬ ‫ـشهداء‪َ ،‬و َقـ ْـد َرأى َ ﱡ‬ ‫َ ﱡ َ‬
‫ـلم ‪ْ -‬ليلــة ِامل ْعـ َر ِاج‬ ‫نبي َنــا ‪ -‬صـ ى اللــه عليـ ِـه وسـ‬ ‫ِ‬ ‫كالـ َ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ً ُْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ ْ ٌ َ ﱠ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ٌ َ َ‬
‫جماعــة ِمـ م‪ ،‬وأخ ــﺮ ‪ -‬وخ ــﺮﻩ ِصــدق ‪ -‬أن صــالتنا معروضــة عليـ ِـه‬
‫َ َ ﱠ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ﱠ ﱠ َ َ َ َ َ ﱠ َ َ َ ْ َْ َ َ ْ ُ‬
‫ض ْأن تأك ـ ـ َـل‬ ‫وأن س ـ ـ َـالمنا يبلغ ـ ــه‪ ،‬وأن الل ـ ــه تع ـ ــا ى حـ ــرم ع ـ ــى ٔالار ِ‬
‫من ْ ْ َِ‬ ‫َ‬ ‫جماعة َ‬ ‫من َ َ َ‬ ‫سمع ْ‬ ‫وقد ُ َ‬ ‫البارز ﱡي‪ْ َ َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْْ َ َ َ ْ‬
‫ٔالاولياء ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٔالانبياء‪ ،‬قال َ ِ ِ‬ ‫لحوم ِ ِ‬
‫ََْ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫َز َ َ َ َ ْ ﱠ ْ ُ ﱠ‬ ‫َ‬
‫اليقظـ ِـة‬ ‫ـلم ‪ ِ -‬ــي‬ ‫ماننـا وقب ِلـ ِـه أ ُ ــم َرأوا الن ِ ـ ﱠ ‪ -‬صـ ى اللـه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ََ ْ ََ َ َ َ ﱠ ُْ ْ َ َ َ ُْ ْ َْ‬ ‫َ ًّ َ ْ َ َ َ‬
‫ـالم‬‫َحيــا بعــد وفا ِتـ َِـه‪ ،‬قــال‪ :‬وقــد ذكــر ذ ِلــك الــشيخ ِٕالامــام شــيخ ِٕالاسـ ِ‬
‫ـشقي ــي َ ِ َ‬ ‫الد َم ـ ْ ِ ّ‬ ‫مح ُف ــوظ ّ‬ ‫مح ﱠم ــد ْب ــن َ ْ‬ ‫الب َي ــان َن َب ــأ ا ْب ـ ُـن ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫نظيم ِت ـ ِـه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أب ــو‬
‫انتﻬ ‪،‬‬ ‫ََْ‬
‫َ ْ َْ َ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫‪َ .14‬و َقـ َ‬
‫ـشار ِق ِ ــي‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـرح‬ ‫ًَِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫الحن‬ ‫ـابرتي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ـدين‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫أك‬ ‫ـشيخ‬
‫ـص ْ ِن َ َيقظــة َ َومنامــا ِلحــصو ِل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫بالش ْخـ َ‬ ‫ْ َ ُ ﱠ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الاجتمــاع‬ ‫ـديث )مــن َرآ ِنــي( ‪ِ ِ :‬‬ ‫حـ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ّ َ ُ ََ ُ َ ْ َ ُ ُ ُ ل ُّﱠ ُ ْ‬
‫ـذات‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫اك‬ ‫َ‬
‫الاتحــاد‪ ،‬ولــه خمــسة أصــو ٍ ‪ِ :‬كليــة ِالا ِ ِ‬
‫ﺮ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫مــا ِبـ ِـه ِ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َْْ‬ ‫َ َ َ ً َ‬ ‫ـصاعدا‪ْ َ ،‬‬ ‫ــي ص ـ َـفة َف ـ َ ً‬
‫ـصاعدا‪ْ ،‬أو ِ ــي ٔالاف َع ـ ِـال‪ْ ،‬أو ِ ــي‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـال‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫َ ُ ﱡ َ ُ َ َ ﱠ ُ َ َُْ َ َ َ ْ َ َ ْ َْ َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ـبة بـ ـ ن شـ ــيئ ِن أو أشـ ــياء ال‬ ‫امل َرا ِت ـ ِـب‪ ،‬وكـ ــل مـ ــا يتعقـ ــل ِم ــن املناسـ ـ ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـسة‪َ ،‬وب َح ـ ْـسب ُ ﱠ‬ ‫ْ َ‬ ‫ـرج َع ـ ْـن َ‬ ‫َي ْخ ـ ُ ُ‬
‫قو ِت ـ ِـه َع ــى َم ــا ِب ـ ِـه ِالاخ ـ ِـتالف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم ـ َ‬ ‫ـذﻩ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُْ ُ ْ َ ُ ََ ِﱡ َ َ ْ َ ْ َ ََ‬
‫ـدﻩ فتقـ ــوى‬ ‫الاجتمـ ــاع وي ِقـ ــل‪ ،‬وقـ ــد يقـ ــوى ع ـ ــى ِضـ ـ ِ ِ‬ ‫ـعفه يك ـ ــﺮ ِ ِ‬ ‫وضـ ـ ِ ِ‬
‫ََ ْ َُ ُ َْْ‬ ‫َْ َ ﱠ ُ َ ْ ُ َ َ ُ ﱠ ْ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ـالعكس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫و‬ ‫ـان‪،‬‬ ‫ـصان ال يف ِﺮ ِ‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫املحبــة ِبحيــث يكــاد الشخـ ِ‬
‫‪16‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وثب َتــت ْ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ﱠ َ ُْ ُ َ ْ َ ْ َ َ ََ‬
‫املنا َسـ َـبة َ ْبي َنـ ُـه َو َب ـ ْ َن ْأر َو ِاح‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ومــن حــصل ٔالاصــول الخمــسة‬
‫اجتمع ْم َم َ َ َ‬ ‫املاض َن ْ َ َ َ‬ ‫ْ ُ ﱠ َْ‬
‫شاء‬ ‫ِِ‬ ‫الكمل ِ‬ ‫ِ‬
‫ـشيخُ‬ ‫ـشيخ صــفي الــدين بــن أبــي املنــصور ــي ر َسـ َـالته‪َ ،‬والـ ﱠ ْ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬
‫ََ‬
‫ق‬‫‪.15‬و‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫َ َ ﱠ ُْ َْ‬ ‫عفيـ ــف الـ ــدين اليـ ــاف ي ـ ــي َر ْوض ﱠ َ‬
‫الكب ـ ـ ُـﺮ‬ ‫ـاح ِن‪ :‬قـ ــال الـ ــشيخ ِ‬ ‫الريـ ـ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َﱠ‬ ‫وبركة ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العار ِف َن َ َ َ‬ ‫الشيوخ ْ َ‬ ‫قدوة ﱡ ُ‬ ‫َُُْ‬
‫مانه أبو عبد ﷲ القر ـ ‪ :‬ملـا‬ ‫أهل ز ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ََ ﱠْ ُ َْ َْ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ ِْ َ ُ َ‬
‫فقيـل ِ ــي‪ :‬ال‬ ‫الكب ـﺮ ِإ ــى ِدي ِـار ِمـصر‪ ،‬توجهــت ِألن أدعـو‪ِ ،‬‬ ‫جـاء الغـالء‬
‫ْ ُ ْ َ َ ْ َْ ُ َ ٌ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ُ ْ َ ِ ُ ََ‬
‫ت ــدع‪ ،‬فم ــا ي ــسمع ِألح ـ ٍـد ِم ــنكم ِ ــي ه ــذا ٔالام ـ ِـر دع ــاء‪ ،‬ف ــسافرت ِإ ــى‬
‫ـسالم ‪-‬‬ ‫عل ْي ــه ال ـ ﱠ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ـلت إ َ ــى َقري ــب َ‬ ‫صـ ْ ُ‬ ‫ال ـ ﱠـشام َ َفل ﱠم ــا َو َ‬
‫الخلي ـ ِـل ‪ِ -‬‬ ‫ـريح ِ‬ ‫ِ ﱠِ‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج َع ـ ـ ْـل ض ـ ـ َـياف ع ْن ـ ـ َ َ‬‫َ‬ ‫فقل ـ ـ ُـت‪َ :‬ي ـ ــا َر ُس ـ ــو َل الل ـ ــه ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َتل ﱠق ـ ــاني الخلي ـ ـ ُـل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ـدك‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ـرج اللـ ُـه َع ـ ْ ُ ْم‪ ،‬قـ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ـدعا ل ُهـ ْـم ف َفـ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫ـصر‪ ،‬فـ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ـدعاء ِأل ْهــل ِمـ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الـ ﱡ َ َ‬
‫ـال اليــاف ي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ُ َ ْ ُ َ ّ َ ُْ ُُ ﱠ َ ٌ َ ْ َ‬ ‫وقو ُلـ ُـه‪َ َ :‬تل ﱠ‬ ‫ََْ‬
‫بمعرفـ ِـة َمــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫جا‬ ‫إال‬ ‫ِ‬ ‫ـرﻩ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الخل‬
‫ِ‬ ‫ـاني‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ ْ ْ َ َْْ َ ﱠ ُ َ ُ َ َ ََ ُ‬
‫ـشاهدون ِف ـ ــا ملك ـ ــوت ال ـ ـ ِ‬
‫ـسماء‬ ‫ي ـ ـ ِـرد عل ـ ـ ِ م ِم ـ ــن ٔالاح ـ ــو ِال ال ِ ـ ـ ي ـ ـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أح َي ـ ًـاء َغ ْ ـ َـﺮ أ ْم ـ َـوات ك َم ــا َنظ ـ َـر ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ٔالانب َي ـ َـاء َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ ُو َ ْ َ ْ‬ ‫َ َْ‬
‫ؤالا ْ‬
‫الن ِ ـ ـ ﱡ ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫وين‬ ‫ض‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠَ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َﱠ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ص ـ ى الَل ــه علي ـ ِـه وس ــلم ‪ِ -‬إ ــى مو َﺳ ـ ‪ -‬علي ـ ِـه ال ــسالم ‪ ِ -‬ــي ٔالار ِ‬
‫ََ َ َُ ْ ً ُ َ َ َ َ َ ٌ َ ْ ْ‬
‫ـمع ِم ـ ْ ُ ْم‬ ‫ـسماوات َو َسـ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ٔالانب َيـ ِـاء ِ ــي الـ ﱠ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونظــرﻩ أيــضا هــو وجماعــة ِمــن‬
‫لألول َي ـ ِـاء‬ ‫ـات‪َ ،‬و َق ـ ْـد َت َق ـ ﱠـر َر َ ﱠأن َم ــا َج ـ َـاز ْ َ ْ َ ُ ْ َ ً َ َ ْ َ ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫مخاط َ‬
‫لألنبي ـ ِـاء مع ِج ــزة ج ــاز ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬
‫التحدي‪َ َ ْ .‬‬ ‫عدم ﱠ َ ّ‬ ‫بشرط َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ً َ‬
‫انتﻬ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كرامة ِ ِ‬
‫ٔالاول َي ـ ِـاء‪َ :‬ق ـ َ‬ ‫َ‬
‫طب َق ـ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـال ال ـ ﱠ ْ ُ‬ ‫‪َ .16‬و َق ـ َ‬
‫ـال‬ ‫ـات ِ‬ ‫ـشيخ سـ ـراج ال ــدين ب ــن امللق ــن ِ ــي َ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫ََ ْ ُ َ ُ َ ﱠ‬ ‫الـ ﱠ ْ ُ‬
‫ـشيخ عبــد القــادر الكيالنــي‪ :‬رأيــت رســول اللـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى اللــه عليـ ِـه‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ ﱠ َ َْ َ ﱡْ َ َ َ َ َُﱠ َ َ ََ َﱠ ُ ُْ‬
‫ـتكلم؟ قل ُـت‪َ :‬يـا َأب َت ُـاﻩ أنـا‬ ‫الظهر فقال ِ ي‪ :‬يا ب ِلم ال ت‬ ‫ِ‬ ‫وسلم ‪ -‬قبل‬
‫‪17‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ـتح َف َ‬ ‫ـال‪ :‬ا ْف َ ْ‬ ‫ـداد؟ َف َق َ‬ ‫فصحاء َب ْغ َ َ‬ ‫أتكل ُم َع َ ى ُ َ َ‬ ‫َ ُ ٌ َ ْ َ ﱞ َ ْ َ ََ َﱠ‬
‫ـاك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أعجم كيف‬ ‫ِ‬ ‫رجل‬
‫سبيل‬ ‫وادع إ َ ى َ‬ ‫الناس َ ْ ُ‬ ‫تكلم َع َ ى ﱠ‬ ‫وقال‪ َ َ :‬ﱠ ْ‬ ‫سبعا َ َ َ‬ ‫فتفل فيه َ ْ ً‬ ‫ففتحته‪َ َ َ َ ،‬‬ ‫َََ ُُْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج َل ـ ـ ْـستُ‬ ‫الظ ْه ـ ـ َـر َ َ‬ ‫َّ َ ْ ْ َ َ َْْ َ ْ َ َ َ َ َ ﱠ ْ ُ ﱡ‬
‫ـسنة‪ ،‬ف ـ ــصليت‬ ‫واملوعظ ـ ـ ِـة الح ـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالحكم ـ ـ ِـة‬ ‫رِب ـ ــك ِ ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ ْ ٌ َ ٌ َ ُْ ﱠ ََ ﱠ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫قائ ًمـ ــا ِبـ ـ ِـإ َز ِائي ِ ـ ــي‬ ‫عل ًّيـ ــا ِ‬ ‫كث ـ ــﺮ فـ ــارتج ع ـ ــي‪ ،‬فرأي ــت ِ‬ ‫ـضرني خلـ ــق ِ‬ ‫وح ـ ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫تتكلم؟ ُ ْ ُ‬ ‫لم َال َ َ َ ﱠ ُ‬ ‫املجلس َ َ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫قلت‪َ :‬يـا َأب َت ُـاﻩ ق ِـد ا ْرت ﱠـج َع ﱠـي‪،‬‬ ‫فقال ي‪َ :‬يا ُب َ ﱠ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تكم ُلهــاَ‬ ‫ًّ َ ُ ْ ُ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َْْ َ َ َََ ُْ ُ َََ‬
‫فقــال‪ :‬افــتح فــاك‪ ،‬ففتحتــه فتفــل ِفيـ ِـه ِســتا‪ ،‬فقلــت‪ِ :‬لــم ال ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ًْ َ َ َ‬
‫ـلم ‪ -‬ث ـ ﱠـم‬ ‫ـال‪َ :‬أد ًب ــا َم ـ َـع َر ُس ــو ِل الل ـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ـ‬ ‫س ــبعا؟ ق ـ‬
‫در ِر‬ ‫الق ْلــب َع َ ــى ُ َ‬ ‫َ َ َى َ ّ َ ُ ْ ُ َ ﱠ ُ ْ ْ َ ُ ُ َ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الفكـ ِـر يغــوص ِ ــي بحـ ِـر‬ ‫تــوار ع ِ ـ فقلــت‪ :‬غــواص ِ‬
‫عل ْ َ ـا ُ ْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ـصدر َ ُ‬ ‫ـستخرجها إ َ ــى َس ــاحل ال ـ ﱠ ْ‬ ‫امل َع ــار ِف َف َي ـ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫َْ‬
‫ـان‬‫ترج َم ـ ُ‬ ‫في َن ـ ِـادي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أذن ال ﱠلـهُ‬ ‫الطاعة ي ُب ُيـوت َ َ‬ ‫حسن ﱠ َ‬ ‫أثمان ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ َ ََ ْ َي ََ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بنفائس ٍ‬ ‫اللسان فتش ِﺮ ِ ِ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫ْأن ُ ْ َ َ‬
‫ترفع‪،‬‬
‫ـشيخ خليف ــة ب ــن موﺳ ـ ال رملك ــي‪َ :‬ك ــانَ‬ ‫ترج َم ــة ال ـ ﱠ ْ‬ ‫ـضا ــي َ ْ َ‬ ‫ـال َأ ْي ـ ً‬ ‫‪َ .17‬و َق ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومنامــاً‬ ‫ـلم ‪َ َ -‬يق َظـ ًـة َ َ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َِ ﱠ ﱠ ُ َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َكث ـ َـﺮ ﱡ ْ َ‬
‫الرؤيـ ِـة ِلرســو ِل اللـ ِـه ‪ -‬صـ ى اللــه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ً‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ََ َ َُ ُ ﱠ ْ َ ْ َ َُ ﱠ ٌ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـأمر ِم ْنـ ُـه ِإ ﱠمــا َيقظــة َ ِوإ ﱠمــا‬ ‫فكــان يقــال‪ِ :‬إن أك ــﺮ أفعا ِلـ ِـه متلقــاة ِمنــه ِبـ ٍ‬
‫ـداهن‪:‬‬‫ـال َل ُـه ـي إ ْح َ ُ ﱠ‬ ‫مرة‪َ ،‬ق َ‬ ‫َ َ ً َ َر ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ﱠ ً‬
‫واحدة سبع عشرة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليلة ِ ٍ‬ ‫مناما‪ ،‬و آﻩ ِ ي ٍ‬
‫َ َ ْ َْ ّ َ ٌ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫بحسرة ُرؤ َي ِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٔالاولياء مات ِ‬ ‫كث ﺮ ِمن ِ ِ‬ ‫يا خليفة ال تضجر ِم ِ ‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫ترج َمـ ِـة الــصفي أبــي‬ ‫ـال الكمــال ٔالادفــوي ــي ال ﱠطــالع الـ ﱠـسعيد ــي َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬‫ق‬
‫ََ‬
‫‪.18‬و‬
‫َ‬ ‫ِ َِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ـحاب أبـي‬ ‫ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫عبد ﷲ محمد بن يح ـ ٔالاسـواني ِنزي ِـل أخ ِمـيم ِمـن أص ِ‬
‫ـفات َ َوك َرا َمـ ٌ‬ ‫مكا َشـ َ ٌ‬ ‫ﱠَ ََ ُ ُ َ‬ ‫ـشهو ً‬ ‫ـان َمـ ْ ُ‬ ‫يح ـ بــن شــافع‪َ :‬كـ َ‬
‫ـات‬ ‫ـصالح ولــه‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫ك َتـ ـ ـ ـ َـب َع ْنـ ـ ـ ـ ُـه ابـ ـ ـ ــن دقيـ ـ ـ ــق العيـ ـ ـ ــد‪ ،‬وابـ ـ ـ ــن النعمـ ـ ـ ــان‪ ،‬والقطـ ـ ـ ــب‬
‫‪18‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬
‫ـلم ‪-‬‬ ‫الن ـ ﱠ‬ ‫ـذكر َأ ﱠنـ ُـه َيـ َـرى ﱠ‬ ‫ـان َيـ ْ ُ ُ‬ ‫العــسقالني‪َ ،‬و َكـ َ‬
‫‪ -‬صـ ى اللــه ِ‬ ‫ِ‬
‫ويجتمع ِ ِبه‪.‬‬‫ََ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫الوحيــد‪ :‬مــنْ‬ ‫كتابــه ْ َ‬ ‫ـشيخ عبــد الغفــار بــن نــوح القو ـ ــي َ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬‫ق‬
‫ََ‬
‫‪.19‬و‬
‫ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫ـيم بـ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫امل ِقـ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫صـ َـحاب الـ ﱠ ْ‬ ‫َأ ْ‬
‫ـأخميم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـواني‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ٔالا‬ ‫ﷲ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫يح‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬‫ب‬‫أ‬ ‫ـشيخ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ص ـ ى اللــه َعل ْيــه َو َسـ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫يخ ـ ُـﺮ أ ﱠنـ ُـه َيـ َـرى َر ُســو َل اللــه ‪َ -‬‬ ‫َ َ ُ ْ‬
‫ـلم ‪ ِ -‬ــي كـ ِ ّـل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كــان ِ‬
‫ويخ ُﺮ َ ْ ُ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َﱠ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عنه‪،‬‬ ‫ساعة ح ال تكاد َ ساعة ِإال ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ ْ ٌَ‬ ‫ـان لل ـ ﱠ ْ‬ ‫ـضا‪َ :‬ك ـ َ‬ ‫الوحي ـد أ ْي ـ ً‬ ‫ْ‬
‫ـال ــي َ‬ ‫‪َ .20‬و َق ـ َ‬
‫ـشيخ أب ــي العب ــاس املرﺳ ـ وص ــلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـ ﱠ ى ال ﱠلــهُ‬ ‫الن ـ ّ ‪َ -‬‬ ‫ـلم َع َ ــى ﱠ‬ ‫ـلم ‪َ -‬إذا َسـ ﱠ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِبــالن ِ ِ ‪ -‬صـ ى اللــه‬
‫تحدث َ َ ُ‬ ‫ََْ َ َ ﱠ َ َﱠ ََْ ﱠ َ َ َُ َ ُ ُ َ َ َ ﱠ َ‬
‫معه‪.‬‬ ‫ويجاوبه ِإذا‬ ‫ِ‬ ‫عليه السالم‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬رد ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقال ﱠ ْ ُ‬ ‫ََ‬
‫ـال َر ُج ٌـل‬ ‫لطائف ا ِملـ ن‪ ،‬ق َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ﷲ‬ ‫عطاء‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫تاج‬ ‫الشيخ‬ ‫َ‬ ‫‪.21‬‬
‫َ ْ َّ َ َ َ‬ ‫ﱠ ْ‬
‫ـذﻩ ِفإ ﱠن َـك‬ ‫ـافح ِ ِبك ِفـك ه ِ ِ‬ ‫ـيدي ص ِ‬
‫َ َ‬
‫للشيخ أبي العباس املرﺳ ‪ :‬يا س ِّ ِ‬ ‫َِ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ـالدا‪ ،‬فقـ ـ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لقيـ ـ َـت ر َجـ ــاال َوبـ ـ ً‬ ‫ً‬
‫ـذﻩ ِإال‬ ‫ـال‪ :‬واللـ ـ ِـه مـ ــا صـ ــافحت ِبك ِفـ ــي هـ ـ ِ ِ‬ ‫ﱠِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫ـال‪َ :‬وقـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫صـ ى الل ـ ُه َعل ْيــه َو َسـ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َر ُســو َل اللــه َ‬ ‫ﱠ‬
‫ـشيخ‪ :‬لـ ْـو ُح ِجـ َـب‬ ‫ـلم‪ ،‬قـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طر َفـ َـة َعـ ْ ن َمــا َعـ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ـلم ‪ْ -‬‬ ‫صـ ﱠ ى ال ﱠلـ ُـه َعل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫َع ّ ـ َر ُســو ُل ال ﱠلــه ‪َ -‬‬
‫ـددت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسلم ن‪َ،‬‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫َْ‬
‫نفﺴ ِمن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـشيخ صــفي الــدين بــن أبــي املنــصور ــي َسـ َـالته‪َ ،‬والـ ﱠ ْ ُ‬
‫ـشيخ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫‪َ .22‬و َقـ َ‬
‫ِ ِر ِ ِ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫الشيخ أبي الحسن الوناني َق َ‬ ‫حكي َعن ﱠ ْ‬ ‫الوحيد‪َ ِ ُ :‬‬ ‫عبد الغفار ي ْ َ‬
‫ِ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال‪ :‬وردت ع ى َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشيخ أبو العباس الطن ي َ‬ ‫ُ‬ ‫أخ َ َﺮني ﱠ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫سيدي أحمد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ََ َ ْ ُ َ َ ْ ُ‬
‫بــن الرفــا ي فقــال ِ ــي‪ :‬مــا أنــا شــيخك‪ ،‬شــيخك عبــد الــرحيم ِ ِبقنــا‪،‬‬
‫ـال ِ ــي‪:‬‬ ‫ـشيخ عب ــد ال ــرحيم َف َق ـ َ‬ ‫ـدخلت َع َ ــى ال ـ ﱠ ْ‬ ‫ـسافرت إ َ ــى ق َن ــا‪َ ،‬ف ـ َ َ ْ ُ‬ ‫َف ـ َ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪19‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ‬ ‫ـلم؟ ُق ْلـ ُـت‪َ :‬ال‪َ ،‬قـ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ـال‪ْ ُ :‬رح ِإ ــى‬ ‫عرفــت َرســول اللـ ِـه ص ـ ى اللــه ِ‬
‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠ َ‬ ‫َ ﱠ َ ْ َ ُ َ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫َب ْي ــت ْاملَ ْ‬
‫ـلم‪،‬‬ ‫ـدس ح ـ ـ تع ـ ِـرف َرس ــول الل ـ ِـه صـ ـ ى الل ــه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫والكرﺳ ِـ ـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ماء َؤالا ْرض َوال َعـ ـ ْـرش َ ْ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ـعت ر ْج ـ ــي َ‬ ‫ضـ ـ ْ ُ‬ ‫َفح ـ ـ َن َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫وإذا‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ـوءة ِم ــن َر ُس ــو ِل الل ـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ــلم ‪ -‬فرجع ــت ِإ ــى‬ ‫ممل ـ َ‬ ‫َْ‬
‫َ َْ َ َ ُ َ ﱠ َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ ُْ‬ ‫الشيخ َ َ َ‬ ‫ﱠ ْ‬
‫ـلم؟ قل ُـت‪:‬‬ ‫فقال ِ ي‪ :‬عرفـت رسـول الل ِـه صـ ى اللـه علي ِـه وس‬
‫ً‬ ‫َ َ ْ ِ َ َ ْ َ َ َُ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َْْ َ ُ َ ْ َ‬
‫طريقت ـ ــك‪ ،‬ل ـ ــم تك ـ ـ ِـن ٔالاقط ـ ــاب أقطاب ـ ــا‬ ‫ـت ِ‬ ‫نع ـ ــم‪ ،‬ق ـ ــال‪ٓ :‬الان كمل ـ ـ‬
‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫َ‬
‫الله َ ْ‬ ‫صﱠ ى ﱠ ُ‬ ‫بمعرفته َ‬ ‫َ َْْ َ ُ َ ْ َ ً َ َْْ َ ُ ْ َ ً ﱠ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وسلم‬ ‫ِ‬ ‫أولياء ِإال ِ ِ ِ ِ‬ ‫ؤالاولياء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ؤالاوتاد أوتادا‬
‫الوحيــد‪َ :‬وم ﱠمـ ْـن َ ْأي ُتـ ُـه َبم ﱠكـ َـة الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـال ــي ْ َ‬ ‫‪َ .23‬و َقـ َ‬
‫ـشيخ عبــد ﷲ الدال ـ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـدة‪َ ،‬قــال‪َ:‬‬ ‫َ ََْ َﱠ ُ َ ْ َ ﱠ َ ُ َ َ ٌ ُ ْ ﱠ َ َ ٌ َ َ ٌ‬
‫أخ ﺮِنــي أنــه لــم تـ ِـصح لــه صــالة ِ ــي عمـ ِ ِـرﻩ ِإال صــالة وا ِحـ‬
‫َ‬
‫ـصبح َ َفل ﱠم ــا أ ْح ـ َ َ‬ ‫ص ـ َـالة ال ـ ﱡ ْ‬ ‫وذل ـ َـك َأ ّن ــي ُك ْن ـ ُـت با ْملَ ـ ْـسجد ْال َحـ ـ َرام ــي َ‬ ‫ََ‬
‫ـرم‬ ‫ﱠ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صـ ـ ﱠ ى ال ﱠل ــهُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأحر ْم ــت أخ ــذت أخ ــذة ف َرأ ْي ــت َر ُس ــول الل ــه ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ـام َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْٕالا َم ـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع ُهـ ْـم‪َ ،‬و َكــانَ‬ ‫ـصليت َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ـشرة فـ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـص ِ ي َإما ًمــا َوخلفــه ال َعـ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ـلم ‪ُ -‬يـ َ‬ ‫ﱠ‬
‫َعل ْيــه َو َسـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ّ َ َ َ َ َ َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ‬ ‫َ َ‬
‫ـتمائة‪ ،‬فق ـرأ ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه‬ ‫ـبع ن و ِس ـ ِ ِ ٍ‬ ‫ـالث وس ـ ِ‬ ‫ـنة ث ـ ٍ‬ ‫ذ ِل ــك ِ ــي س ـ ِ‬
‫ﱠ َ َ ﱠ ََ َ َُ َ‬ ‫ـدثر َ‬ ‫ﱠ ْ َ َْْ َ ُ َ َ ُْ ﱠ ّ‬ ‫َ َﱠَ‬
‫ـساءلون‪،‬‬ ‫الثاني ِـة عـم يت‬ ‫ِ‬ ‫ـي‬ ‫الركعة ٔالاو ى سورة امل ِ ِ ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫وسلم ‪ ِ -‬ي‬
‫ﱠُ ﱠ ْ ََْ ُ َ ً َ ْ ّ َ‬
‫ـدي َن غ ْ ـ ـ َـﺮ‬ ‫َ ﱡ َ‬ ‫َ َفل ﱠمـ ــا َسـ ـ ﱠ َ َ َ‬
‫ـدعاء‪ :‬اللهـ ــم اجعلنـ ــا هـ ــداة مه ـ ِِ‬ ‫ـلم دعـ ــا ِ َ ـ ــذا الـ ـ ِ‬
‫ّ َ ََ َ ْ َ ً َ ْ َ َ َﱠ َ‬ ‫مضل َن َال َ َ ً‬ ‫َ ّ َ ََ ُ ّ‬
‫ألن ل َـك‬ ‫طمعا ِ ي ِب ِـرك وال رغبـة ِفيمـا ِعنـدك ِ‬ ‫ضال ن وال ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫املنة َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْﱠ‬
‫بإيجادنا قبل أن لم نكن فلك الحمد ع ى ذ ِلـك ال ِإلـه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫علينا‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ َﱠ‬ ‫ﱠ َْ َ ََ ﱠ َ َ َ َ ُ ُ ﱠ‬
‫ِإال أن ــت‪ ،‬فلم ــا ف ــرغ رس ــول الل ـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ــلم ‪ -‬س ــلم‬
‫فسلمت‪.‬‬ ‫تسليمه َ َ ﱠ ْ ُ‬ ‫فعقلت َ ْ َ ُ‬ ‫ٕالامام َ َ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪20‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫ـشيخ أبــو العبــاس‬ ‫ـال ــي الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫ـشيخ صــفي الــدين ــي ر َسـ َ ِ ِ َ َ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫‪َ .24‬و َقـ َ‬
‫ـالته‪ :‬قـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فوجد ُتــهُ‬‫ـرة َ َ َ ْ‬ ‫َ َْ ُ ََ ﱠ ّ َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ ﱠً‬
‫الحـرار‪ :‬دخلـت ع ـى الن ِ ـ ِ ‪ -‬صـ ى اللـه عليـ ِـه وسـلم ‪ -‬م‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ َْ َ ْ َ‬
‫بالوال َي ِـة‪َ ،‬وك َت َـب ِأل ِ ـي محمـد ِمـ ْ ُ ْم َمنـشو ًرا‬ ‫لألولي ِـاء ِ ِ‬ ‫يكتب منا ِشـ ﺮ ِ ِ‬
‫ْ َ َ َ َ ََ َ ْ ُ َ‬
‫وج ِه ـ ِـه ن ــو ٌر ال‬ ‫الوالي ـ ِـة ك ــان ع ــى‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ا‬‫ﺮ‬‫ـشيخ َكب ـ ً‬ ‫ـان َأ ُخ ــو ال ـ ﱠ ْ‬ ‫ـال‪َ :‬و َك ـ َ‬ ‫َق ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ََ َ َ َﱠ ُ َ ﱞ َ َ ََْ ﱠ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫يخف ــى ع ــى أح ـ ٍـد أن ــه و ِ ــي‪ ،‬ف ــسألنا ال ــشيخ ع ــن ذ ِل ــك فق ــال‪ :‬نف ــخ‬
‫َ ْ َ َﱠ َ ﱠ ْ َ ُ َ‬ ‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠ َ‬ ‫ﱠ ﱡ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫النفخ ــة َه ــذا‬ ‫ـلم ‪ ِ -‬ــي وج ِه ـ ِـه ف ـ ِ‬
‫ـأثرت‬ ‫الن ِ ـ ـ ‪ -‬صـ ـ ى الل ــه ِ‬
‫النو َر‪.‬‬ ‫ﱡ‬
‫َ َ َْ ُ ﱠ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫‪َ .25‬قـ َ‬
‫الكب ـ َـﺮ أ َبــا َع ْبـ ِـد‬
‫ِ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الجل‬
‫ِ‬ ‫ـشيخ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬‫ـدين‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـفي‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـشيخ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ََْ َ َ‬ ‫صـ َ‬‫القرط ـ ﱠ َأ َج ـ ﱠـل َأ ْ‬ ‫ﱠ ُْْ ُ‬
‫ـحاب ال ــشيخ القر ـ ‪ ،‬وك ــان أك ــﺮ ِإقام ِت ـ ِـه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللـ ِـه‬
‫ْ َ َ ﱠ َ ﱠ َ َ َ َ ُ ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ ْ ٌَ‬
‫النبوية‪ ،‬وكان لـه ِبـالن ِ ِ ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه وسـلم ‪ -‬وصـلة‬ ‫باملدينة ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫َ ﱠَُ َ ُ ُ ﱠ‬ ‫ََ ْ َ ٌ ََ ﱞ ﱠ َ‬
‫للسالم‪ ،‬حمله رسول الل ِـه ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه وسـلم ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫وأجوبة ورد ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ ﱠ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ ﱠ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ًَ ْ‬
‫ِرسـ ــالة ِللم ِلـ ـ ِـك الكا ِمـ ـ ِـل‪ ،‬وتوجـ ــه ِ ـ ــا ِإ ـ ــى ِمـ ــصر وأداهـ ــا وعـ ــاد ِإ ـ ــى‬
‫َْ ﱠ َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ـشيخ أبــا العبــاس العــسقالني‬ ‫وم ﱠمـ ْـن َرأ ْيـ ُـت ِب ِمــصر الـ‬ ‫ِ‬
‫ـال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫املدينـ ِـة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ََ‬ ‫صـ َ‬ ‫ـص أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َأ َخـ ﱠ‬
‫ـحاب الــشيخ القر ـ ‪ ،‬زا ِهــد ِمــصر ِ ــي وق ِتـ ِـه‪ ،‬وكــان أك ــﺮ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ ﱠ َ ُ َ ُ َﱠ ُ َ َ َ َ ﱠً ََ ﱠ ّ َ ﱠ‬ ‫َ َ‬
‫ْأوقا ِتـ ِـه ِ ــي آ ِخـ ِـر عمـ ِ ِـرﻩ ِبمكــة يقــال أنــه دخــل مــرة ع ــى الن ِ ـ ِ ‪ -‬صـ ى‬
‫ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َ َ ُ ﱠ ﱡ َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َ‬
‫ـلم ‪ -‬أخــذ‬ ‫اللــه عليـ ِـه وســلم ‪ -‬فقــال لــه الن ِ ـ ‪ -‬صـ ى اللــه عليـ ِـه وسـ‬
‫بيدك َيا أحمد‪.‬‬ ‫الله َ َ‬ ‫ﱠُ‬
‫ِ ِ‬
‫ـس َفقي ــه َف ـ َـر َوى َذل ــكَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ـضر َمج ِل ـ َ ِ ٍ‬ ‫ٔالاول َي ـ ِـاء أن ــه ح ـ َ‬ ‫ـض ِ‬ ‫‪.26‬وح ِك ــي ع ــن بع ـ ِ‬
‫ـديث َبا ِط ـ ـ ٌـل‪َ ،‬ف َق ـ ـ َ‬‫َْ ُ َ ً ََ َ َ ُ ْ َ ﱡ َ َ ْ َ ُ‬
‫ـال‬ ‫الفقي ـ ــه ح ـ ـ ِـديثا‪ ،‬فق ـ ــال ل ـ ــه ال ـ ــو ِ ي‪ :‬ه ـ ــذا الح ـ ـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ﱠ ﱡ َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ‬
‫الفقيــه‪ :‬و ِم ــن أي ــن لــك ه ــذا؟ فق ــال‪ :‬ه ـذا الن ِ ـ ‪ -‬ص ـ ى اللــه عليـ ِـه‬ ‫ِ‬
‫‪21‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َ َُ‬ ‫ٌ َ ْ‬ ‫َو َس ـ ﱠ َ‬
‫ـلم ‪َ -‬وا ِق ــف َع ــى َرأ ِس ـ َـك َي ُق ــو ُل‪ِ :‬إ ِن ــي ل ـ ْـم أق ـ ْـل َه ــذا ال َح ـ ِـديث‪،‬‬
‫َ‬ ‫َُ َ َْ‬
‫لفقيه ف َر ُآﻩ‬ ‫وكشف ِل ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الوفائ ﱠيـ ِـة البــن فــارس‬ ‫ِ‬
‫ـسادة َ‬ ‫ﱠ َ‬
‫ٕالاله ﱠيـ ِـة ِ ــي منا ِقـ ِـب الـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاب ا ِملـ َ ِـنح‬ ‫ِ‬ ‫‪َ .27‬و ِ ــي ِك َتـ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫سيدي عليا ‪ َ َ -‬ﱠ ُ‬ ‫َ َ‬
‫الله َع ْن ُـه ‪َ -‬ي ُقـو ُل‪ :‬ك ْن ُـت َوأنـا ا ْب ُـن‬ ‫رِ‬ ‫سمعت ِّ ِ‬
‫قال‪َ ُ ْ َ :‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َُ ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َ‬ ‫َخ ْ‬
‫ـس ِس ـ ِـن ن أقـ ـرأ الق ـرآن ع ــى رج ـ ٍـل يق ــال ل ــه ال ــشيخ يعق ــوب‪،‬‬ ‫َ ِ‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫منامـاً‬ ‫وسلم ‪َ َ -‬يق َظ ًـة َال َ َ‬ ‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫الله َ َ ْ‬
‫صﱠ ى ﱠ ُ‬ ‫الن ﱠ ‪َ -‬‬ ‫أيت ﱠ‬ ‫يوما َف َ َر ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫فأتيته َ ْ‬ ‫َ َُْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـيص ع ـ ﱠـي‪ ،‬فق ـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ـيض قط ــن ث ـ ﱠـم َرأي ــت القم ـ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـيص َأ ْب ـ َ ُ‬ ‫وع َل ْي ـ ِـه َقم ـ ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ـال ِ ــي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاب َع ِ ّ ـ ‪،‬‬ ‫ـشرح ُث ـ ﱠـم َغ ـ َ‬ ‫ـض َ ى َ َوأ َل ـ ْـم َن ـ ْ َ ْ‬ ‫عل ْي ــه ُس ــو َر َة َوال ـ ﱡ‬ ‫ْ َْ َ َ َْ ُ َ َ‬
‫اق ـرأ‪ ،‬فق ـرأت ِ‬
‫ـصالة الـ ـ ﱡ ْ‬ ‫ََ ﱠ َ ْ ََ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َْ ُ ََ‬
‫ـصبح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـشرين سـ ــنة أحرمـ ــت ِلـ ـ‬ ‫فلمـ ــا أن بلغـ ـ َـت ِإحـ ــدى و ِعـ ـ ِ‬
‫قبال ــة َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـلم ‪َ ُ -‬‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ص ـ ﱠ ى الل ـ ُـه َعل ْي ــه َو َس ـ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫الن ـ ﱠ ‪َ -‬‬ ‫بالقرا َف ــة‪َ ،‬ف َرأ ْي ـ ُـت ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫وج ِﻬ ـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـسانه مــنْ‬ ‫ـدث‪ُ َ ،‬فأوتيـ ُـت لـ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ﱠ ْ َ َّ َ َ َ ّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فعــانق ِ ‪ ،‬وقــال ِ ــي‪ :‬وأمــا ِ ِبنعمـ ِـة رِبــك فحـ ِ‬
‫الوقت‪َ َ ْ .‬‬ ‫َ َ َْْ‬
‫انتﻬ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِذلك‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪َ .28‬و ــي َب ْعــض امل َ‬
‫ـيدي أحمــد الرفــا ي فل ﱠمــا َوقــف ت َجـ َـاﻩ‬ ‫َ ﱠ َ‬
‫ـاميع‪ :‬حــج سـ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنشد‪َ:‬‬ ‫ْ ُ ْ َ ﱠ َ َ ِْ َ‬
‫الشريفة‬
‫الحجرة ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َع ّ َ ْ‬
‫فﻬ َ َ َ‬ ‫َُ ّ ُ َْ‬ ‫ُْ ُ ُْ ُ‬ ‫ي َ َ ْ ْ‬
‫نائب‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔالا ْر َ‬ ‫تقبل‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫سلها‬ ‫حالة ُ ِ‬
‫البعد ُرو ِ ي كنت أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َْ ُ َْْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ َْ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ٔالاشباح قد حضرت فامدد ِيمينك كي تحظى ِ ا شف ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهذﻩ نوبة‬
‫ِِ‬
‫الشريف َ َ ﱠ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َُْ ﱠ َ ُ َ َْْ ﱠ‬
‫فقبلها‬ ‫الشريفة ِمن الق ِﺮ ِ ِ‬ ‫فخرجت اليد ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـال‪َ :‬ح ﱠـدث ٕالا َم ُ‬ ‫َ‬
‫الشيخ برهان الـدين البقـا ي ق َ‬ ‫معجم ﱠ ْ‬
‫‪َ .29‬و ي ُ ْ َ‬
‫ـام أبـو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫الفــضل بــن أبــي الفــضل النــويري أن الــسيد نــور الــدين ٕالاي ــي‬
‫ﱠ َ‬ ‫َوالـ ـ َـد ال ـ ــشريف عفيـ ــف ال ـ ــدين َملﱠـ ــا َو َر َد إ َ ـ ـى ﱠ ْ َ‬
‫الروضـ ـ ِـة الـ ـ ِ ِ‬
‫ـشريفة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪22‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫وبركا ُتـ ُـه‪َ ،‬سـ َ‬ ‫َ َ َ ﱠ َ ُ ََْ َ َﱡَ ﱠ ﱡ َ َ ْ َ ُ ﱠ ََ ََ‬
‫ـمع َمـ ْـن‬ ‫ِ‬ ‫وقــال‪ :‬الــسالم عليــك أ ــا الن ِ ـ ورحمــة اللـ ِـه‬
‫َ َ َ ْ َ َ ً َ َْْ َُ ُ َ ََْ َ ﱠ َ ُ َ ََ‬
‫ولدي‬ ‫السالم يا ِ‬ ‫قائال ِمن الق ِﺮ يقول‪ :‬وعليك‬ ‫بحضرته ِ‬ ‫ِِ‬ ‫كان ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ـافظ مح ــب ال ــدين ب ــن النج ــار ِ ــي تا ِري ِخ ـ ِـه‪ :‬أخ َ َﺮِن ــي أب ــو‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـال ال َ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫‪ .30‬و‬
‫ََ‬
‫أحم ــد داود ب ــن ع ــي ب ــن هب ــة ﷲ ب ــن امل ــسلمة أن ــا أب ــو الف ــرح‬
‫ـيخنا أبـو‬ ‫قال‪َ :‬ح َكـى َش ْ ُ َ‬ ‫املبارك بن عبد ﷲ بن محمد بن النقور َ َ‬
‫نـ ــصر عبـ ــد الواحـ ــد بـ ــن عبـ ــد امللـ ــك بـ ــن محمـ ــد بـ ــن أبـ ــي سـ ــعد‬
‫َ َ َ َ ْ ُ َُْ ُ ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ َ‬
‫ص ـ ى الل ـ ُه َعل ْي ـ ِـه‬ ‫ال ــصو ي الكر ــي ق ــال‪ :‬حجج ــت وزرت الن ِ ـ ‪-‬‬
‫ـشيخ أبــو بكــر‬ ‫الح ْجـ َـرة ْإذ َد َخـ َـل الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫ـالس ع ْنـ َـد ْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬‫ج‬‫فبي َنــا َأ َنــا َ‬ ‫ـلم ‪ْ َ َ -‬‬ ‫َو َسـ ﱠ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫ََ َ َ َ َ ْ ﱠ‬
‫ـلم ‪-‬‬ ‫الــدياربكري ووقــف ِبـ ِـإز ِاء وجـ ِـه الن ِ ـ ّ ِ ‪ -‬ص ـ ى اللــه ِ‬
‫صـ ْ ً‬ ‫عل ْيـ َـك َيــا َ ُســو َل ال ﱠلــه‪َ ،‬فـ َ ْ ُ‬ ‫َ َ َ ﱠ َ ُ ََ‬
‫ـوتا ِمـ ْـن َدا ِخـ ِـل‬ ‫ـسمعت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫وقــال‪ :‬الــسالم‬
‫من َ َ َ‬ ‫وسمعه َ ْ‬ ‫السالم َيا أبا بكر‪ُ َ َ َ ،‬‬ ‫وعليك ﱠ َ ُ‬ ‫الحجرة‪َ ْ َ َ َ :‬‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫حضر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬
‫ْ ُ ْ َ َ َ ْ ْ ََ‬ ‫ﱠَ‬ ‫‪َ .31‬و ــي ك َت ــاب م ـ ْ َ‬
‫ـستغيث ن ِبخ ـ ِـﺮ ٔالان ـ ِـام لإلم ــام‬ ‫ـالم ِ ــي امل ـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ـصباح‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ـال‪َ :‬سـ ـ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫شـ ــمس الـ ــدين محمـ ــد بـ ــن موﺳ ـ ـ بـ ــن النعمـ ــان قـ ـ َ‬
‫ـمعت‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫ـمية كان ْـت ُم َج ِـاو َرة‬
‫ﱠ َ َ‬
‫ش‬ ‫ها‬ ‫يحكي َعـن ا ْمـ َ َرأة َ‬ ‫َ ْ‬
‫ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫يوسف بن ع ي الزناني ِ ِ‬
‫ـالن ِ ّ ِ ‪-‬‬ ‫ـتغثت ب ﱠ‬ ‫ـض ْال ُخ ﱠـدام ُ ْيؤذ َ ـا‪َ ،‬قا َل ْـت‪َ :‬فا ْس َ َ ْ ُ‬ ‫ـان َب ْع ُ‬ ‫باملدينة‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ َ ْ ُ َ ً َ ﱠ ْ َ َ ُ ِ ُ ََ‬
‫ـسمعت قـ ِـائال ِمــن الروضـ ِـة يقــول‪ :‬أمــا‬ ‫صـ ى اللــه عليـ ِـه وســلم ‪ -‬فـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺮت‪ْ ،‬أو َن ْحـ َـو َهــذا‪ ،‬قالـ ْـت‪ :‬ف ـ َز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صـ َ ْ ُ‬ ‫ص ـ ﺮي َك َمــا َ‬ ‫ـوة؟ َفا ْ‬ ‫ﱠ ُ ْ ٌَ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ِِ‬ ‫ـ‬‫س‬ ‫أ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ ِ‬‫ـك‬ ‫ـ‬‫ل‬
‫َ َ َ ْ ُ ﱠ ُ ﱠَ َ ُ ﱠ َ َ ُ ُ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫الذين كانوا يؤذون ِ‬ ‫فيه ومات الخدام الثالثة ِ‬ ‫ع ِ ما كنت ِ ِ‬
‫‪23‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ـلمة ْبــن ُ َ‬ ‫ﱠ َ ) ‪َ َ َ َ ْ َ ( 16‬‬ ‫‪َ .32‬و َقـ َ‬
‫كه ْيـ ٍـل َع ـ ْـن‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫ـدالئل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ـسمعاني‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ـال‬
‫ـال‪َ :‬قـدمَ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ﱠُ َْ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ّ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫طالب ‪ -‬ر ِ الله عنـه ‪ -‬ق‬ ‫ٍِ‬ ‫أبي صادق عن ع ِ ِي ِبن أبي‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫َََْ َ ْ َ ﱞ َ ْ َ َ َ َﱠِ َ ُ َ ﱠ‬
‫الله ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه وسـلم ‪-‬‬ ‫علينا أعر ِابي بعد ما دفنا رسول ِ‬
‫ََ َْ ﱠ ّ َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َ‬ ‫َ ََ َْ‬
‫وحثـا ِم ْـن‬ ‫بنفسه ع ى ق ِﺮ الن ِ ـ ِ ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه وسـلم ‪-‬‬ ‫فرمى ِ ِ ِ‬
‫قو َل ــكَ‬ ‫ـسمعنا َ ْ‬ ‫ال‪َ :‬ي ــا َ ُس ــو َل ال ﱠل ــه‪ُ ،‬ق ْل ـ َـت َف ـ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ت َرا ِب ـ ِـه ع ــى رأ ِس ـ ِـه‪ ،‬وق ـ‬
‫ﱠ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َو َو َع ْيـ َـت َع ــن ال ﱠلــه َ َ ْ َ ْ‬
‫فأوعي َن ــا َع ْن ـ َـك‪َ ،‬وكـ َـان ِفي َمــا أنـ َـز َل اللـ ُـه َعل ْيـ َـك‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ْ َ ﱠ ُ ْ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ و ﱠ َ َ ْ َ ْ ََ‬
‫}ولو أ ـم ِإذ ظلمـوا أنفـسهم جـاءوك فاسـتغفر ا اللـه واسـتغفر‬
‫وقد َ َ ْ ُ‬
‫ظلمت‬ ‫حيما{ ]النساء‪ْ َ َ [64 :‬‬ ‫توابا َر ِ ً‬ ‫الله َ ﱠ ً‬ ‫جدوا ﱠ َ‬ ‫الرسو ُل َ َلو َ ُ‬ ‫لهم ﱠ ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫لك‬‫غفر َ َ‬ ‫قد ُ ِ َ‬ ‫أنه َ ْ‬‫الق ْ ﺮ َ ﱠ ُ‬ ‫َ ُْ َ َ ْ َ ْ َ َُ َ َ َْ‬
‫من‬ ‫فنودي‬ ‫ي‪،‬‬ ‫تستغفر‬ ‫وجئتك‬ ‫نفﺴ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُﱡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ .33‬ث ـ ﱠـم َ أ ْي ـ ُ‬
‫لإلم ـ ِـام‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫الك‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫إث‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ات‬ ‫ـش‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫مز‬
‫ر ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـت‬
‫ـصه‪َ :‬و ِمـ َـن‬ ‫عمــاد الــدين إســماعيل بــن هبــة ﷲ بــن بــاطيس َمــا َنـ ﱡ ُ‬
‫َ َ‬ ‫الك َرا َمـ ـ ـ َ َ ْ ُ َ ٌ َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ـات آثـ ـ ـ ٌـار منقولـ ـ ــة عـ ـ ـ ِـن الـ ـ ـ ﱠ ِ‬
‫ـصحابة‬ ‫ِ‬ ‫ـات‬ ‫ـدليل ع ـ ـ ــى ِإث َبـ ـ ـ ِ‬ ‫الـ ـ ـ ِ ِ‬
‫بعدهم ‪-:‬‬ ‫فمن َ ْ َ ُ ْ‬ ‫والتابع َن َ َ ْ‬ ‫َ ﱠ‬
‫ِِ‬
‫ـال لعائــشة ‪-‬‬ ‫ـصديق ‪َ -‬ر ـ َ ال ﱠلـ ُـه َع ْنـ ُـه ‪َ -‬قـ َ‬ ‫ـام َأ ُبــو َب ْكــر الـ ّ ّ ُ‬ ‫‪ .1‬مـ ْ ُ ُم ْٕالا َمـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ َ ُ َ َ َ َ َُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ـاك‪ ،‬قالـ ــت‪ :‬هـ ـ ِ‬
‫ـذان‬ ‫ـواك وأختـ ـ ِ‬ ‫َر ِ ـ ـ َ الل ـ ـه ع َ ـ ــا ‪ِ :-‬إنمـ ــا همـ ــا أخـ ـ ِ‬
‫وليس ِ ي ِإال أسـماء‪،‬‬
‫َ َ ْ ُ ْ َ َ ََْ َ ﱠ‬
‫أخواي محمد وعبد الرحمن‪ ،‬فمن أختاي‬ ‫َ ََ َ‬

‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫)‪ (16‬أخ َ َﺮنا أبو بكر هبة ﷲ بن الفرج أخ َ َﺮنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫أخ َ َ َﺮنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن تميم املؤدب َ ﱠ َ َ‬
‫حدثنا ع ي بن إبراهيم بن عالن أخ َ َﺮنا‬
‫َ ﱠَ َ َ ْ َ‬ ‫َ ﱠََ‬
‫أبيه‪...‬‬
‫ع ي بن محمد بن ع ي حدثنا أحمد بن الهيثم الطائي حدث ِ ِأبي عن ِ ِ‬
‫‪24‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ُ ْ‬
‫ـال‪ :‬ذو َبطـ ـ ِـن ْاب َنـ ـ ِـة خا ِر َجـ ــة قـ ـ ْـد أل ِقـ ـ َـي ِ ـ ــي ُرو ِ ـ ــي أ ﱠ َ ـ ــا َجا ِرَيـ ــة‪،‬‬ ‫فقـ ـ‬
‫فولدت أم كلثوم‬ ‫َ ََ َ ْ‬
‫َ‬ ‫الخ ﱠط ــاب ‪َ -‬ر ـ ـ َ ال ﱠل ـ ُـه َع ْن ـ ُـه ‪ -‬ــي ِق ـ ِﱠ‬ ‫َ ُْ ْ ُ َ ُ ْ ُ ْ َ‬
‫ـصة َس ــا ِرَية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِمـ ـ م عم ــر ب ــن‬ ‫‪.2‬‬
‫َ‬
‫الج َبـ َـل‪َ ،‬فأ ْسـ َ َ‬ ‫الج َبـ َـل ْ َ‬ ‫الخط َبــة‪َ :‬يــا َســارَ ُية ْ َ‬ ‫َْ ُ َ َ َُ َ ْ ُ ْ‬
‫ـمع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حيــث نــادى وهــو ِ ــي‬
‫اوند‪،‬‬ ‫وهو ب َ َ َ ْ َ‬ ‫كالمه َ ُ َ‬ ‫الله َسا َ َية َ َ َ ُ‬ ‫ﱠُ‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ِ‬
‫ْ َ َ ُ َ َ َ ُ ُ ﱠ ُ َ َ ََ ُ ُ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠُُ‬
‫نيل ِمصر ومراسلته ِإياﻩ وجريانه بعد ِ ِ ِ‬
‫انقطاعه‬ ‫وقصته مع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫ـال َع ْبـ ُـد ال ﱠلــه ْبــنُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫َو ِم ـ ُ ْم عث َمــان بــن عفــان ‪َ -‬ر ـ َ اللــه عنــه ‪ -‬قـ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫ـال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـصو ٌر ‪ -‬فق ـ َ‬ ‫ُ‬
‫ـلم َعل ْي ــه ‪َ -‬وه ـ َـو َم ْح ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َس ـ َـالم‪ُ :‬ث ـ ﱠـم َ َأت ْي ـ ُـت عثم ــان ُأل َس ـ َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫ََ ْ ُ َ ُ َ ﱠ‬ ‫َ ْ َ ًٍ َ‬
‫مرحب ــا ِب ــأ ِ ي‪ ،‬رأي ــت رس ــول الل ـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ــلم ‪ ِ -‬ــي‬
‫ـصرو َك؟ ُق ْل ـ ُـت‪َ :‬ن َع ـ ْـم‪َ ،‬ق ـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬ي ــا عثم ــان َح ـ َ ُ‬ ‫الخو َخ ـ ِـة َف َق ـ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ـذﻩ‬
‫هـ ِ ِ‬
‫ـشربت َح ﱠ ـ ـ‬ ‫ـشوك؟ ُق ْل ـ ُـت‪َ :‬ن َع ـ ْـم‪َ ،‬ف ـ َ ْـأد َ ى ــي َد ْل ـ ًـوا في ــه َم ـ ٌـاء َف ـ َ ْ ُ‬ ‫َع ﱠط ـ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‪ :‬إنْ‬ ‫ـديي َو َبـ ـ ْ َن َك ِت َف ـ ﱠـي‪َ ،‬ف َق ـ َ‬ ‫ـردﻩ َبـ ـ ْ َن َث ـ ْ َ ﱠ‬ ‫َروي ـ ُـت َح ﱠ ـ ـ إ ّن ــي َ َألج ـ ُـد َب ـ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ ْ َ ُ ْ ِ َ َ َ ْ ِ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ِ َْ‬
‫ِش ــئت ن ـ ِـصرت علـ ـ ِ م‪ِ ،‬وإن ِش ــئت أفط ــرت ِعن ــدنا‪ ،‬ف ــاخ ﺮت أن‬
‫اليوم‪َ َ ْ .‬‬ ‫ذلك ْ َ ْ َ‬ ‫فقتل َ َ‬ ‫َ‬ ‫عندﻩ‪ُ َ ،‬‬ ‫أفطر ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫انتﻬ ) ‪.( 17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـدادي الـ ﱡ‬‫البغـ ِ ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ـمعون َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مح ﱠمــد ْبــن َسـ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َوم ـ ْ ُ ْم أ ُبــو ال ُحـ َـس ْ ن ُ َ‬ ‫َ‬
‫ـصو ِ ﱡي) ‪،( 18‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.5‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال أبــو طــاهر محمــد بــن ع ــي العــالن‪َ :‬حـ َ ْ ُ‬ ‫َقـ َ‬
‫ـضرت أ َبــا ال ُحـ َـس ْ ِن ْبـ َـن‬
‫باإلسناد ‪َ َ َ ْ َ -‬‬
‫أخرجها الحارث‬ ‫ْ ْ َ‬
‫الحديث ِ ِ ِ‬ ‫كتب ِ ِ‬
‫مخرجة ي ُ ُ ْ َ‬
‫ُ َﱠ َ ٌ‬
‫عن عثمان ‪-‬‬ ‫مشهو َر ٌة َ ْ‬ ‫ْ ﱠُ‬
‫القصة َ ْ ُ‬ ‫وهذﻩ ِ‬
‫ََ‬
‫)‪ِ ِ (17‬‬
‫ِ َِ‬
‫وإن َ ْ‬
‫لم َ ْ ُ ْ‬
‫يصلح َ ﱡ َ‬ ‫يقظة‪ْ َ ،‬‬ ‫ُ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُْْ ُ َْ ﱠ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫عدها ِ ي‬ ‫ٍ ِ‬ ‫املنصف ِم ا أ ا رؤية‬‫مسندﻩ وغ ﺮﻩ‪ ،‬وقد ِفهم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫بن أبي أسامة ِ ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ﱡ َ َ ََْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ ُ ْ َ َ َْ‬ ‫َْ‬
‫املعدودة ِ ي‬
‫ِ‬ ‫الخوار ِق‬
‫ِ‬ ‫يستوي ِف ا كل ٍ‬
‫أحد‪ ،‬وليست ِمن‬ ‫ِ‬ ‫املنام‬
‫ِ‬ ‫امات؛ ِألن رؤية‬ ‫الك َر َ ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫ْ َ َ َ ََ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫امات ِ َ ِ‬
‫ٔالاولياء‬ ‫ينكر ك َر َ ِ‬ ‫ينكرها من ِ‬ ‫امات وال ِ‬ ‫الكر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ ََ‬
‫الكتاب‬
‫ومما ذكرﻩ ابن باطيس ِ ي هذا ِ ِ‬ ‫)‪ِ (18‬‬
‫‪25‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ـيه َي َ َ ﱠ ُ‬
‫ـتكلم‬ ‫ـالس َع َ ـى ُ ْ ّ‬ ‫وهو َج ِ ٌ‬ ‫الوعظ َ ُ َ‬ ‫مجلس ْ َ ْ‬ ‫يوما ي َ ْ‬ ‫سمعو َن َ ْ ً‬ ‫َ ْ ُ‬
‫كر ِس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكرﺳـ ـ ّ َف َغ ـ َ ُ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َ ْ ْ َ ﱠ ُ َ ً َ َ ْ ْ ُ‬
‫ـشيه‬ ‫ـواس جا ِل ــسا ِإ ــى جن ـ ِـب ْ ِ ِ ِ‬ ‫فك ــان أب ــو الف ـ ِـتح الق ـ‬
‫ـالم َح ﱠ ـ ـ‬
‫َ‬
‫ـ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫ـاعة َ‬‫َ ًَ‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫أ‬ ‫ـسك‬ ‫ـام‪َ َ ،‬فأ ْم ـ َ َ‬ ‫ـاس َو َن ـ َ‬ ‫الن َع ـ ُ‬ ‫ﱡ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َْ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ـال لـ ُـه أبــو الحــس ن‪َ :‬رأ ْيـ َـت‬ ‫ا ْسـ ْـتيقظ أبــو الفــتح ورفــع رأســه‪ ،‬فقـ‬
‫ـال‪َ :‬ن َعـ ْـم‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ـلم ‪ -‬ــي َ ْنو ِمـ َـك؟ َقـ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ـال أبــو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ ـ ‪ -‬صـ ى اللــه‬
‫ْ َ َ َ َََْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـسكت َ‬ ‫ـذلك َأ ْمـ َ ُ‬
‫ْ‬ ‫الحــس ن‪ :‬لـ َ َ‬
‫وينق ِطـ َـع‬ ‫ـالم خـ َـوف أن ت ـ ِعج‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ ُ ْ ُ َ ﱠ ْ َ َ ْ ُ َ ََ ﱠ ﱠ َ ﱠ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ـشعر ِبــأن ابــن ســمعون رأى الن ِ ـ ‪ -‬ص ـ ى‬ ‫مــا كنــت ِفيـ ِـه‪ ،‬فهــذا يـ ِ‬
‫َْ‬ ‫يقظة َ ﱠملا َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ ََ َ ً‬
‫نومه‬ ‫حضر ورآﻩ أبو الفتح ِ ي ِ ِ‬ ‫عليه وسلم ‪-‬‬ ‫الله ِ‬
‫ـسن َ َبنا ًن ــا‬ ‫ـمعت َأ َبـ ـا ْال َح ـ َ‬ ‫جزئ ــه‪َ :‬س ـ ْ ُ‬ ‫ـال أب ــو بك ــر ب ــن أب ــيض ــي ُ ْ‬ ‫‪َ .6‬و َق ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َﱠ َ ﱠ َ َُ ُ َ ﱠَ َْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ﱠ َ‬
‫ـحابنا قــال‪ :‬كــان ِبمكــة‬ ‫الحمــال الزا ِهــد يقــول‪ :‬حــدث ِ بعــض أصـ ِ‬
‫َْ َََ ْ َﱠ َ َ َ َ ّ َ َ ًَ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ٌ َُْ ُ‬
‫سنة‬ ‫ست ن‬ ‫املدينة ِ ِ‬ ‫يعرف بابن ثابت قد خرج ِمن مكة ِإ ى ِ ِ‬ ‫رجل‬
‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠ َ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫ﱠ‬ ‫ـيس ﱠإال لل ـ ﱠ َ َ َ ُ‬ ‫َل ـ ْ َ‬
‫ـلم ‪-‬‬ ‫ـسالم ع ــى َرس ــو ِل الل ـ ِـه ‪ -‬صـ ـ ى الل ــه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ َ َﱠ َ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ ُ ََ ﱠ َ‬
‫ـبب‬ ‫ـشغل أو س ـ َ ٍ‬ ‫ـسن ن تخل ــف ِل ـ ٍ‬ ‫ـض ال ـ ِ ِ‬ ‫وير ِج ــع‪ ،‬فلم ــا ك ــان ِ ــي بع ـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الح ْج ـ َـرة َب ـ ْ َن ال ﱠن ــائم َ َ ْ‬ ‫ـال‪ْ َ :‬بي َن ــا ُه ـ َـو َقاع ـ ٌـد ــي ْ ُ‬ ‫َف َق ـ َ‬
‫واليقظ ـ ِـان ِإذ َرأى‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫َﱠ ﱠ ُ ََْ‬
‫لم ُتز ْرنـا‬ ‫وهو َ ُيقو ُل‪َ :‬يا ابن ثابت‬ ‫وسلم ‪َ ُ َ -‬‬
‫الن ِ ﱠ ‪ -‬ص ى الله ِ‬
‫ﱠ‬
‫فز ْر َ َ‬
‫ناك‪.‬‬ ‫َُ‬

‫ات‪:‬‬‫َ ْتنب َ ٌ‬
‫ِ‬
‫ْ َ ﱠ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ ُ ْ َ ُ ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬
‫‪ .1‬التنبيه ٔالاول‪ :‬أك ـﺮ مـا تقـع رؤيـة الن ِ ـ ِ ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه وسـلم ‪-‬‬
‫ـصر‪َ ،‬و َق ـ ْـد َت َق ـ ﱠ َ‬ ‫َْ َ َ ْ َ ْ ُ ﱠ َََ ﱠ َ َ ْ ُ َ ْ‬
‫بال َب ـ َ‬
‫ـدم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ــي اليقظ ـ ِـة ِبالقل ـ ِـب ث ــم ي ﺮ ــى ِإ ــى أن ي ــرى ِ‬
‫‪26‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫العربـ ـ ّـي‪َ ،‬لكـ ـ ْـن َل ْيـ ـ َ‬‫َ‬ ‫القا ـ ـ َأبـ ــي َب ْكـ ــر ْبـ ــن ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ـست‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُِ َ ِ ِ‬ ‫ـالم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ان‬
‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٔالا‬
‫ْ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫املتعا َرف ـ ــة ع ْن ـ ـ َـد ال ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫كالرؤ َي ـ ــة َ َ‬‫ْ‬ ‫ـصرية ﱡ‬ ‫ْ‬
‫الر ْؤ َي ـ ـ ُـة ال َب ـ ـ َ ﱠ‬ ‫ﱡ‬
‫ـاس ِم ـ ــن رؤي ـ ـ ِـة‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠَ َ َْ ﱠ ٌ َ ﱠ ٌ َ َ َ ٌ َ ٌ َ‬ ‫َب ْعـ ْ َ ْ‬
‫وحالــة َ ْبرز ِخ ﱠيــة َوأ ْمـ ٌـر‬ ‫حاليــة‬ ‫جمعيــة ِ‬ ‫ـبعض‪ِ ،‬وإنمــا ِ ــي ِ‬ ‫ـضهم ِلـ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱠ‬
‫تقدم عن ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫حقيقته إال َمن َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وجداني ال ُ‬ ‫ُ ْ َ ِﱞ‬
‫ـشيخ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقد‬ ‫باشرﻩ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫يد‬
‫ََ ﱠ َ ْ َ َ ْ َ ُ ََ ْ َْ ُ َ َ َْ َ ْ َ ٌ‬
‫عبــد ﷲ الدال ـ ‪ ،‬فلمــا أحــرم ِٕالامــام وأحرمــت أخــذت ِ أخــذة‬
‫َﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ ََ َ َ َ ْ َ َ َ ٌ‬ ‫َ ََ ْ ُ َ ُ َ ﱠ‬
‫بقوِ ِله أخـذة‬ ‫ِ‬ ‫فأشار‬ ‫‪-‬‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬
‫ِ‬ ‫الله‬ ‫ى‬ ‫ص‬ ‫‪-‬‬ ‫فرأيت رسول ِ‬
‫الله‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫الحالة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هذﻩ‬
‫ِإ ى ِ ِ‬

‫َﱠ ﱠ َ‬ ‫ُْ ْ َ َ‬ ‫ﱡَْ ُ َ َ‬ ‫ﱠ‬


‫ص ـ ى الل ـ ُـه َعل ْي ـ ِـه‬ ‫ـصطفى ‪-‬‬ ‫الرؤي ــة ل ـ ِ‬
‫ـذات امل ـ‬ ‫‪ .2‬التنبي ــه الث ـ ِـاني‪َ :‬ه ـ ِـل‬
‫َْ َ‬ ‫بجسمه َو ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َﱠ‬
‫ملثاله؟‬
‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬ ‫أو‬ ‫وحه‬ ‫ر‬ ‫ِِ ِِ‬ ‫‪-‬‬ ‫وسلم‬
‫الجواب‪:‬‬
‫ﱠ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ْ ْ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َن ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫) ‪( 19‬‬
‫بالثاني)أي ‪ :‬مثاله(‬‫حوال يقولو ِ ِ‬ ‫باب ٔالا ِ‬ ‫الذين رأي م ِمن أر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َ ﱠ َ َ ﱡ َ َ ْ َ َ ُ ﱠ ُ ُ َى ْ ُ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وبدنـ ُـه َبـ ْـل‬ ‫‪َ .1‬و ِبـ ِـه صــرح الغزا ِ ــي فقــال‪ :‬لــيس املـراد أنــه يــر ِجــسمه‬
‫ـسه‪،‬‬ ‫ـ‬‫ف‬ ‫ـال آ َلـ ًـة َي َتـ َ ﱠـأدى َ ــا ْ َ ْ‬
‫املع َ ـ ا ﱠلــذي ــي َن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫ث‬
‫َ ً َُ َ َ َ َ َْ‬
‫ِمثــاال لــه صــار ذ ِلــك ِامل‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫خيال ﱠي ـ ًـة‪َ ،‬وال ـ ﱠ ْ ُ‬ ‫وٓالا َل ـ ُـة َت ــا َر ًة َت ُك ــو ُن َ َ ً َ َ ً َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ـنفس‬ ‫حقيق ــة وت ـا َرة تك ــون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ــال‪:‬‬
‫َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ﱠ َ َ َ ُ َ ﱠ ْ َ ْ َ ُ َ ُو َ ْ ُ ْ َ َ‬
‫املصطفى‬ ‫الشكل ليس هو ر ح‬ ‫ِ‬ ‫املتخيل‪ ،‬فما رآﻩ ِمن‬ ‫ِ‬ ‫املثال‬
‫غﺮ ِ ِ‬
‫َ‬
‫مثال ُله َع ى ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫بل ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َوال َ ْ َ ُ‬
‫شخصه َ‬
‫التحقيق‪،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هو‬

‫)‪ (19‬قال القرا ي ي الذخ ﺮة )‪ / (13/273‬قلت لبعض مشاي ي رحمهم ﷲ فكيف يبقى املثال مع هذﻩ ٔالاحوال‬
‫املتضادة قال ي لو كان لك أب شاب فغبت عنه ثم جئته فوجدته شيخا أو أصابه يرقان فاصفر أو اسود لونه‬
‫ألست تشك فيه قلت ال فقال ي ما ذاك إال ملا ثبت ي نفسك من مثاله فكذلك من ثبت ي نفسه مثال رسول ﷲ‬
‫‪ -‬ص ى ﷲ عليه وسلم ‪ -‬هكذا ال يشك فيه مع تغ ﺮ ٔالاحوال وإال فال ال يثق بأنه رآﻩ ‪ -‬ص ى ﷲ عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ََْ َ ﱠ َ َ َ ٌ‬ ‫ﱠ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬
‫ـإن ذاتـ ُـه ُم ﱠ َهــة َعـ ِـن‬ ‫ومثـ ُـل ذ ِلـ َـك ِمـ ْـن َيـ َـرى اللـ َـه ت َعــا ى ِ ــي املنـ ِـام ف ِـ‬ ‫قــال‪ِ :‬‬
‫ﱠ ْ َ ﱡ َ ََ ْ ََْ َ ْ َ ُ ُ َ ْ َْ َ َ َ‬
‫ـطة ِمثـ ٍـال‬ ‫تعريفاتــه ِإ ــى العبـ ِـد ِبوا ِسـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ـشكل والــصور ِة‪ ،‬ول َ ِكــن تنت ِﻬ ـ ِ‬ ‫الـ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َم ْح ـ ـ ُـسوس ِم ـ ـ ْـن ُن ـ ــور ْأو َغ ْ ـ ـ ِـﺮﻩ‪َ َ ،‬ويك ـ ــو ُن ذ ِل ـ ـ َـك ِامل َث ـ ـ ُ‬
‫ـال َح ًّق ـ ــا ِ ـ ــي كو ِن ـ ـ ِـه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ ُ ُل ﱠ َ َ ْ ُ ﱠ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ّ‬ ‫واسطة ي ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ًَ‬
‫التعريف فيقو الر ِائي‪ :‬رأيت اللـه ِ ـي املن ِـام‪ ،‬ال يع ِ ـ أ ِنـي‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫حق َغ ْ ﺮﻩ‪َ َ ْ .‬‬ ‫ذات ﱠ َ َ َ ُ ُ َ ّ‬ ‫أيت َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫انتﻬ ‪.‬‬ ‫الله كما تقول ِ ي ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ ُ َ ْ ْ ُ ْ َ َ ّ ) ‪ ُ َ ْ ُ َ َ َ ( 20‬ﱠ ّ َ ﱠ‬ ‫َ َ ﱠ َ َْ‬
‫‪ .2‬وفـصل القا ِ ـ أبــو بكـ ِـر بــن العرِب ِـي فقــال‪ :‬رؤيــة الن ِ ـ ِ ‪ -‬صـ ى‬
‫َ َْ ُْ َ ْ َ ٌ ََ ْ َ َ‬ ‫عل ْي ـ ــه َو َس ـ ـ ﱠ َ‬ ‫ﱠ ُ ََ‬
‫الحقيق ـ ـ ِـة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫اك‬ ‫ر‬ ‫إد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫املعلو‬ ‫ـصفته‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫‪-‬‬ ‫ـلم‬ ‫ِ‬ ‫الل ـ ــه‬
‫َُ َُْ ُ ََ َْ َ ْ َ ٌ ْ َ‬
‫للمثال‬
‫صفته ِإدراك ِ ِ ِ‬ ‫ورؤيته ع ى غ ِﺮ ِ ِ ِ‬
‫ﱠ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ََ َ َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َو َهـ َـذا ا ﱠلــذي َقا َلـ ُ‬
‫ـسن‪ ،‬وال ْيمت ِنــع ُرؤيــة ذا ِتـ ِـه الـ ِ ِ‬
‫ـشريفة‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫غا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ـه‬ ‫ِ‬
‫ـلم ‪َ -‬و َس ـ ـ ِ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ص ـ ـ ى الل ـ ـ ُـه َعل ْي ـ ــه َو َس ـ ـ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ب َج ـ ـ َـسدﻩ َو ُروح ـ ــه‪َ ،‬وذل ـ ـ َـك أل ﱠن ـ ـ ُـه ‪َ -‬‬ ‫َ‬
‫ـائر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وأذن ل ُه ـ ـ ْـم‬ ‫ٔالانبي ـ ـ ِـاء أحي ـ ـ ٌـاء ُردت ِإلـ ـ ـ ْ ِ ْم ْأرواح ُه ـ ـ ْـم بع ـ ــد م ـ ــا ق ِب ـ ــضوا ِ‬ ‫ْ ِ‬
‫والسف ِ يّ‬ ‫العلو ّي َ ﱡ ْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ْ ََ ُ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ َ ِ‬ ‫امللكوت‬
‫ِ‬ ‫والتصرف ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ِبالخرو ِج ِمن قبو ِر ِهم‬
‫الن ُب ﱠ‬ ‫وقال ي َدالئل ﱡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫قي ُ ْ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ألف ْ َ‬ ‫َ َ ْ َﱠ َ‬
‫ـوة‪:‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٔالانبياء‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حياة‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫جزءا‬ ‫ِ‬ ‫الب‬ ‫‪ .34‬وقد‬
‫ْ َ‬ ‫ـال ــي ك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ ُ ْ َ ٌ ْ َ َّ ْ َ ﱡ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الاعتق ـ ِـاد‪:‬‬ ‫ـشهداء؛ و ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ٔالانبي ــاء أحي ــاء ِعن ــد ِر ِ ــم كال ـ‬ ‫ِ‬
‫أح َي ـ ٌـاء ع ْن ــدَ‬ ‫َ‬
‫اح ُه ـ ْـم َف ُه ـ ْـم ْ‬ ‫َ‬
‫دت إ َل ـ ْ ْم ْأر َو ُ‬ ‫ـضوا ُ ﱠ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ر ِ ِ‬ ‫ٔالانبي ــاء بع ــد م ــا قب ـ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ْم َ ﱡ‬
‫كالشهداء‬
‫ِ‬ ‫ِر ِ‬
‫ـدادي‪ :‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫الب ْغ َ ِ ﱡ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـصور َع ْب ُـد ال َقـاهر ْب ُـن طـاهر َ‬ ‫ْ‬ ‫ٔالاستاذ ُأبو َم ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وقال ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ َ َ .35‬‬
‫ـال‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ ُ َ َ ّ ُ َن ْ ُ َ ّ ُ َن ْ َ ْ َ َ َ ﱠ َ‬
‫ـحابنا أن ِنبين ــا ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه‬ ‫املحقق ــو ِم ــن أص ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫املتكلم ــو‬ ‫ِ‬

‫)‪ (20‬القا ابن العربي املالكي وهو من السادة املالكية وهو غ ﺮ الشيخ الاك ﺮ م ي الدين ابن‬
‫عربي ارباب اليق ن وضابط ومحرر مذهب الصوفية‪..‬‬
‫‪28‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ُ‬ ‫ََﱠ ُ َُ ﱠ ُ َ‬ ‫َ َ ﱠَ َ ﱞ َْ َ ََ‬
‫ـات ﱠأم ِت ـ ـ ِـه َ َوي ْح ـ ـ َـز ُن‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫بطا َ‬
‫ِ‬ ‫ـشر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫وأ‬ ‫ـه‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫وفا‬ ‫وس ـ ــلم ‪ -‬ـ ــي بع ـ ــد‬
‫ْ ُ َ ُْ ْ َ َﱠ ُ َ ُْ ُ ُ َ َ ُ َ ْ ُ َ ّ َ‬
‫ـص ِ ي َعل ْيـ ِـه ِمـ ْـن‬ ‫ـصاة ِمـ م‪ ،‬وأنــه تبلغــه صــالة مــن يـ‬ ‫ِبمعا ِ ـ العـ ِ‬
‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ﱠ ْ َْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ض ِم ـ ْ ُ ْم ش ـ ْ ًـيئا‪،‬‬ ‫ٔالا ْر ُ‬ ‫ٔالانبي ــاء ال يبل ــون وال تأك ــل‬ ‫ِ‬ ‫إن‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬
‫ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ﱠ‬
‫أم‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫ََ ََ ََْ َ‬ ‫ََْ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫مانه فأخ ﺮ ِنبينـا ‪ -‬صـ ى اللـه عليـ ِه وسـلم ‪-‬‬ ‫وقد مات موﺳ ِ ي ز ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ ُ َ ُ َْ ُ ًَّ َ َ َ‬
‫ـديث ِاملعـ ـر ِاج أنـ ــه رآﻩ ِ ـ ــي‬ ‫ـصليا‪ ،‬وذكـ ــر ِ ـ ــي حـ ـ ِ ِ‬ ‫أنـ ــه رآﻩ ِ ـ ــي ق ـ ـ ِ ِـﺮﻩ مـ ـ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫صـ ﱠـح ل َنــا َهــذا ٔالا ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫اهيم‪َ ،‬وإذا َ‬ ‫َ‬ ‫آدم َوإ ْب ـ َر َ‬ ‫ـسماء ال ﱠراب َعــة َو َر َأى َ َ‬
‫صـ ُـل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الـ ﱠ َ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ـلم ‪َ -‬ق ـ ْد َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫َُْ َ ﱡَ‬
‫صـ َـار َح ًّيــا َب ْعـ َـد َوفا ِتـ ِـه‬ ‫قلنــا‪ِ :‬نبينــا ‪ -‬ص ـ ى اللــه ِ‬
‫وهو َع َ ى ُ ُنب ﱠوته‪َ َ ْ .‬‬
‫انتﻬ‬ ‫ََُ‬
‫ِِ‬
‫ـديث ال ﱠ ْ َ َ ْ ً َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠْ‬ ‫‪َ َ َ .36‬‬
‫ـيخه‪:‬‬
‫ـصعقة نقـال عـن ش ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـذكرة ِ ـي ح ِ ِ‬ ‫وقال القرط ِ ـي الت ِ َ ِ‬
‫َ‬
‫ـال ِمـ ْـن َح ٍـال ِإ ــى َحـ ٍـال‪،‬‬ ‫انت َق ٌ‬ ‫َ ﱠَ ُ َ ْ‬
‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬ ‫م‬ ‫وإن‬ ‫ـض‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ح‬‫ـيس ب َع َـدم َم ْ‬ ‫َ‬ ‫ـوت َلـ ْ‬ ‫ا ْ َمل ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ َ ُ ﱡ َ َ َ َ َ ﱠ ﱡ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ ٌ ُ ْ َ ُ نَ‬
‫ـتلهم ومـو ِ ِ م أحيـاء يرزقـو‬ ‫ويدل ع ـى ذ ِلـك أن الـشهداء بعـد ق ِ َ ِ‬
‫ـان‬‫وإذا َك ـ َ‬ ‫ﱡَْ َ َ‬
‫ـدنيا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ٔالاح َ‬ ‫ـفة ْ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـذﻩ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـشرين‪َ ،‬و َ‬ ‫مست ْب ـ َ‬ ‫َف ــرح َن ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ﱡ َ َ ِ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ﱡ َ َ َ َِ ْ َ َ َ ْ ِ َ ﱠ ﱠَ‬ ‫َ َ‬
‫ـذلك وأو ـ ــى‪ ،‬وقـ ــد صـ ــح أن‬ ‫فاألنبيـ ــاء أحـ ــق ِبـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـشهداء‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هـ ـ َ ِ‬
‫ـذا‬
‫َ‬
‫صـ ﱠ ى ال ﱠلـ ُـه َعل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫ٔالانب َيــاء‪َ ،‬وأ ﱠنـ ُـه ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْْ َ َ ُ ْ َ َ ْْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـلم ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ال تأكـ ُـل أجــساد ِ ِ‬ ‫ٔالار‬
‫ﱠ َ َََ‬ ‫َ‬ ‫ٕالاس َراء ـي َب ْيـت ْاملَ ْ‬ ‫ليلة ْ ْ‬ ‫ْ َ َ َ ْ ْ َ ََْ َ‬ ‫َ‬
‫ـسماء ورأى‬ ‫ـدس و ِ ـي ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باألنبياء‬
‫اجتمع ِ ِ ِ‬
‫وسلم ‪ َ -‬ﱠ ُ‬ ‫عل ْيه َ َ ﱠ َ‬ ‫َﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫َْ ََ َْ‬ ‫ُ َ َ ً ُ َّ‬
‫أنه‬ ‫قائما يص ِ ي ِ ي ق ِ ِﺮﻩ‪ ،‬وأخ َﺮ ‪ -‬ص ى الله ِ‬ ‫ِ‬ ‫موﺳ‬
‫َ‬
‫ـسلم َعل ْيـ ِـه إ ــى َغ ْ ــﺮ ذ ِلـ َـك ِم ﱠمــا َي ْحـ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـسالم َع ــى كـ ّـل َمـ ْـن ُيـ َ ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـرد الـ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫َيـ ُ ﱡ‬
‫ـصل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غي ُبـوا‬ ‫هو َراج ٌـع إ َ ـى َ ْأن ُ ّ‬ ‫إنما ُ َ‬ ‫ٔالانبياء ﱠ َ‬ ‫موت ْ َ ْ َِ‬ ‫بأن َ ْ َ‬ ‫القطع َ ﱠ‬ ‫جملته ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫َِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ْ ِ ِ‬
‫َ‬
‫أح َيـ ـ ـ ًـاء‪َ ،‬وذ ِلـ ـ ـ َـك‬ ‫ـودين ْ‬ ‫مو ُجـ ـ ـ َ‬
‫ِ‬
‫وإن َك ـ ـ ـ ُانوا َ ْ‬ ‫ـدركهم َ ْ‬ ‫بح ْيـ ـ ـ ُـث َال ُنـ ـ ـ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َع ﱠنـ ـ ــا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪29‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ْ َ َ َ ﱠُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ً ََ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اهم أ َحـ ٌـد ِمـ ْـن‬ ‫ـودين أحيــاء وال ي ـر‬ ‫املالئكـ ِـة فـ ِـإ م موجـ ِ‬ ‫كالحـ ِـال ِ ــي ِ‬
‫تعا َ ى َبك َر َامته‪َ َ ْ .‬‬
‫انتﻬ ‪.‬‬ ‫الله َ َ‬
‫خصه ﱠ ُ‬ ‫من َ ﱠ ُ‬ ‫نوعنا ﱠإال َ ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫‪َ َ ْ َ .37‬‬
‫ٔالانب َي ِـاء َع ْـن‬‫ِ‬ ‫ـاب َح َي ِـاة‬ ‫ِ‬ ‫والب ْ َ ِق ﱡـي ِ ـي ِك َت‬ ‫ـسندﻩ َ َ‬
‫وأخرج أبو يع ى ِ ي م ِ ِ‬
‫ٔالانب َيـ ُـاء َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ـلم ‪َ -‬قـ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫ََ َ ﱠ ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫أح َيـ ٌـاء‬ ‫ِ‬ ‫»‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫ـال‬ ‫ـس أن الن ِ ـ ‪ -‬صـ ى اللــه ِ‬ ‫أنـ ٍ‬
‫َ‬
‫الب ْ َ ق ـ ﱡـي َع ـ ْـن أ َن ــس َع ــن ﱠ‬ ‫ـرج ْ َ‬ ‫َ‬
‫ـصلو َن« ( َوأ ْخ ـ َ َ‬ ‫ْ ُ َﱡ‬ ‫ــي ُق ُ‬
‫الن ِ ـ ـ ّ ِ ‪-‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫هم‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ٔالانب َي َـاء َال ُي ْ َﺮ ُكـو َن ـي ُق ُبـورهمْ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ َ ﱠ ْ َْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلم ‪ -‬قال‪ِ » :‬إن ِ‬ ‫عليه‬
‫ص ى الله ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َْ َ َ َْ ً َ ﱠُ ْ ُ َ ﱡ َ َ ْ َ َ َ ﱠ َ‬ ‫َ‬
‫ـدي الل ِـه ت َعـا ى َح ﱠ ـ ُي ْـنفخ‬ ‫بع ن ليلـة ول ِكـ م يـصلون بـ ن ي ِ‬ ‫بعد أر ِ‬
‫َ َ َ َ َ ٌْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ﱡ َََ ُ َْ ُ ﱠْ‬
‫ـيخ ل َنـا‬ ‫ـامع قـال‪ :‬قـال ش‬ ‫ِ ي الصو ِر« وروى سفيان الثـو ِر ﱡي ِ ـي الج ِِ‬
‫َ ََْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ـسيب َق ـ َ‬ ‫َع ـ ْـن َس ــعيد ْب ــن ا ْ ُمل ـ َ ّ‬
‫ـال‪َ :‬م ــا َمك ــث ن ِ ـ ـ ﱞ ِ ــي ق ْ ـ ِ ِـﺮﻩ أك ـ َـﺮ ِم ـ ْـن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ ً َ ﱠ ُ ْ ََ‬
‫بع ن ليلة ح يرفع‪.‬‬ ‫أر ِ‬
‫حيث ُي ْ ُ ُ ُ‬ ‫ْ ْ َ َ ُ ُ َن َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﺮون َ َ‬ ‫هذا َيص ُ َ‬ ‫َ َ ْ ََْ ﱡ َ ََ َ َ‬
‫لهم‬ ‫ِ‬ ‫ٔالاحياء يكونو‬ ‫ِ‬ ‫كسائر‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قال الب ِقي‪ :‬فع ى‬
‫ﱠ‬
‫ـصنفه َعـ ـ ِـن الثـ ـ ْـو ِر ّ ِي َعـ ـ ْـن أبـ ــي‬ ‫ُ َﱠ‬ ‫ﱠ ُ َ َ َ َََ‬
‫اللـ ــه تعـ ــا ى‪ ،‬وروى عبـ ــد الـ ــرزاق ِ ـ ــي مـ ـ ِ ِ‬
‫ْ ُْ َ ّ َ َ َ َ َ َ َ ﱞ ْ َْ َ ْ َ‬
‫ض أك َـﺮ ِم ْـن‬ ‫ـسيب قـال‪ :‬مـا مكـث ن ِ ـ ِ ـي ٔالار ِ‬ ‫ـعيد ب ِـن امل ِ ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫املقدام عن س ِ ِ‬
‫شيخ َ ِ ٌ‬
‫صالح‬ ‫هو ثابت بن هرمز ]الكو ي[ َ ْ ٌ‬ ‫يوما‪ ،‬وأبو املقدام ُ َ‬ ‫بع َن َ ْ ً‬ ‫َأ ْرَ‬
‫ِ‬

‫َْ‬ ‫الط َ َﺮا ِنـ ِﱡ‬‫َ ﱠ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ ُ ﱠ َ َ‬


‫الكب ِـﺮ‪ ،‬وأبـو نعـيم ِ ــي‬ ‫ِ‬ ‫ـي‬ ‫ـي‬ ‫و‬ ‫ـه‬
‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫‪ .38‬وأخـرج ابـن ِحبـان ِ ـي ِ‬
‫تا‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫ْ َْ َ ْ ََ َ َ َ َ َ ُ ُ ﱠ‬
‫ـس قــال‪ :‬قـال رســول الل ِـه ‪ -‬صـ ى اللـه عليـ ِـه وســلم‬ ‫الحلي ِـة عــن أن ٍ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫فيقيم ي ق ﺮﻩ إال أ ْربع ن َ َ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صباحا«‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪» :-‬ما ِمن ن ِ ّ ٍ ُيموت ِ ِ ِ ِ‬
‫ـشرح‪ُ :‬رو َي َأنﱠ‬ ‫ـال إمــام الحــرم ن ــي ال ِ ّ َ ا َيـ ِـة ُث ـ ﱠم الراف ــي ــي الـ ﱠ ْ‬ ‫‪َ .39‬و َقـ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‪َ » ) :‬أ َنــا َأ ْكـ َ ُ‬
‫ـرم َع َ ــى َرّبــي مــنْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ‬
‫الن ِ ـ ‪ -‬ص ـ ى اللــه عليـ ِـه وســلم ‪ -‬قـ‬
‫ِ ِ‬
‫‪30‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ََْ‬ ‫َْ َ ْ َ ََ‬ ‫َ ْ ََُْ‬
‫ـالث« ( َزَاد إمــام الحــرم ن‪َ :‬و ُر ِو َي‪ :‬أك ـ َـﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ـﺮ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ﺮك‬ ‫أن ي‬
‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الحنب ـ ﱡـي ــي َب ْ‬
‫ِ‬
‫ـوني ْ َ ْ َ‬ ‫وذ َكـ َـر َأ ُبــو ْال َح ـ َسن ْبـ ُـن ال ﱠزا ُغـ ِ ّ‬ ‫ْ َ َْْ ََ‬
‫ِمــن يــوم ِن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫من ْ َ ْ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﺮك َ ًّ‬ ‫الله ال َي ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫حديثا ﱠأن َ‬ ‫ُُ َ ً‬
‫يوم‬ ‫نصف ٍ‬ ‫نبيا ِ ي ق ِﺮ ِﻩ أك َﺮ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كتبه ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬
‫تذكرِت ـ ِـه ‪ -‬ف ـ ْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـام ب ــدر ال ــدين ب ــن ال ــصاحب ــي ِ َ‬ ‫ـال ٕالا َم ـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ـصل ِ ــي‬ ‫ِ‬ ‫‪ .40‬وق ـ ِ‬
‫دل‬ ‫ـﺮزخ‪َ ،‬و َق ْـد َ ﱠ‬ ‫موتـه ـي ْال َ ْ َ‬ ‫عل ْيـه َو َس ﱠـلَم ‪َ -‬ب ْع َـد َ ْ‬ ‫َﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫حياته ‪ -‬ص ى الله‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ََ َ َ َ ْ ُ ﱠ َ َ ُ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ُْ َ َ َ‬
‫قول ُـه ت َعـا ى‪َ } :‬وال‬ ‫ـشارع ِوإيمـاؤﻩ‪ ،‬و ِمـن القـر ِآن‬ ‫ِ‬ ‫ـصريح ال ِ‬ ‫ع ى ِذلك ت ِ‬
‫َ‬
‫أموا ًتــا َبـ ْـل ْ‬ ‫َ‬
‫ـذين ُقت ُلــوا ــي َســبيل ال ﱠلــه ْ َ‬ ‫َت ْحـ َـس َ ﱠن ا ﱠلـ َ‬
‫أح َيـ ٌـاء ِع ْنـ َـد َ ِّر ِ ـ ْـم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الح َيــاة ــي ال ـ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الحالــة َو ـ َـي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُ ْير َز ُقــو َن{ ]آل عمـران‪ [169 :‬ف َهــذﻩ َ‬
‫ـﺮزخ‬‫ُ َ َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ـالهم ْ‬ ‫ـشهداء‪َ ،‬و َح ـ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ ْ َ َ ٌ َ ُْ‬
‫أع ــى‬ ‫ـوت حا ِص ــلة ِآلح ـ ِـاد ٔالا ﱠم ـ ِـة ِم ــن ال ـ َ ِ‬ ‫بع ــد امل ـ ِ‬
‫ُ‬
‫ـﺮزخ‪َ ،‬وال َتكـو ُن‬
‫َ‬ ‫ـيما ـي ال َ ْ َ‬‫ْ‬ ‫الرت َبـة ال س ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱡْ‬
‫هذﻩ‬ ‫تكن ُله َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ممن َ ْ‬ ‫وأفضل ﱠ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ ﱠ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ ِ َ َ ْ َ َ َﱠ‬
‫تبة الن ِ ِ ‪ -‬ص ى اللـه علي ِـه وسـلم‬ ‫ٔالامة أع ى ِمن ر ِ‬ ‫حد ِمن ِ‬ ‫رتبة أ ٍ‬
‫ـضا َ ﱠ‬ ‫وتبعيته‪َ ،‬وأ ْي ً‬ ‫َ‬ ‫كيته َ َ َ ِ ﱠ‬ ‫الرتبة ب َ ْ َ‬ ‫ﱡْ َ ُ‬ ‫لهم َ‬ ‫حصل َ ُ ْ‬ ‫إنما َ َ َ‬ ‫بل ﱠ َ‬ ‫َ ْ‬
‫فإن َمـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذﻩ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫ـشهادة َحاص ـ ـ َ ٌـلة ﱠ‬ ‫الرت َب ـ ـ َـة بالـ ـ ﱠ َ َ َ ﱠ َ‬ ‫ﱡْ‬ ‫ْ َ َﱡ َ‬
‫للن ِ ـ ـ ّ ِ ‪-‬‬ ‫ـشهادة‪ ،‬وال ـ ـ َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـذﻩ‬ ‫اسـ ــتحقوا ه ـ ـ ِ ِ‬
‫عل ْيـه ال ﱠ َ ُ‬
‫ـسالم‬
‫َ َ َ ََ‬
‫‪-‬‬ ‫ـال‬ ‫ق‬ ‫الو ُ‬ ‫ـلم ‪َ -‬ع َ ـى َأ َت ّـم ْ ُ‬ ‫عل ْيـه َو َس ﱠ َ‬ ‫َﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ـوﻩ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ُ ِ‬ ‫ص ى اللـه ِ‬
‫َ‬
‫الكثي ــب ْ ْ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ َْ ُ ََ ُ َ ََْ َ َ َ‬
‫ٔالاح َم ـ ِـر َو ُه ـ َـو‬ ‫»م ــررت ع ــى موﺳ ـ ليل ــة أس ـ ِـري ِب ــي ِعن ــد ِ ِ‬
‫َ‬
‫الح َيـ ِـاة ِملو َﺳـ ِفإ ﱠنـ ُـه‬
‫ُ‬ ‫ـريح ــي ْإث َبــات ْ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫َ ٌ َّ‬
‫ـائم ُيــص ِ ي ِ ــي ق ـ ِ ِـﺮﻩ« وهــذا صـ ِ ٌ ِ ِ ِ‬ ‫قـ ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قائما‪ُ ْ ِ َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وأنه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بالصالة َ ﱠ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫يوصف ِ ِبه ال ﱡـرو ُح‬ ‫ومثل َهذا ال‬ ‫كان ِ ً‬ ‫ِ‬
‫وصفه ﱠ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ ﱠَ ُ َ‬
‫ـصه ِبـالق ْ ِﺮ َ ِدلي ٌـل َع ـى َهـذا‪،‬‬ ‫تخصي ِ ِ‬ ‫وصف ِ ِبه الجـسد‪ ،‬و ِ ـي ِ‬ ‫ِوإنما ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ ﱠ ُ َْ َ َ ْ ْ َ‬
‫ـصه ِبــالق ْ ِﺮ‪،‬‬ ‫لتخصيـ ِ ِ‬ ‫ـاف الـ ﱡـرو ِح لــم يحــتج ِ ِ‬ ‫ِفإنــه لــو كــان ِمــن أوصـ ِ‬
‫‪31‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َْ‬ ‫َ ﱠ َ َ ً َ ْ َ ُ ْ َ ﱠ َ ْ َ َ ْ َْ َ َ ْ ُ َ ٌ‬
‫ـسجونة ِ ـ ــي الق ْ ـ ـ ِـﺮ َمـ ـ َـع‬ ‫ٔالانبيـ ـ ِـاء مـ ـ‬
‫ِ‬ ‫فـ ـ ِـإن أحـ ــدا لـ ــم يقـ ــل أن أرواح‬
‫املؤمن َن ي ْ َ ﱠ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ َو ُ ﱡ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫الجنة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشهداء ِأو‬
‫ِ‬ ‫ٔالاجساد‪ ،‬وأر اح‬ ‫ِ‬
‫ُﱠ‬ ‫َﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ـاس‪ِ » " :‬س ـ ْـرنا َم ـ َـع َر ُس ــو ِل الل ـ ِـه ‪ -‬صـ ـ ى الل ــه‬ ‫ٍ‬ ‫ـديث ا ْب ـ ِـن َع ﱠب ـ‬ ‫َ َ‬
‫‪ .41‬و ِ ــي ح ـ ِ ِ‬
‫أي َ‬ ‫ﱡ‬ ‫ََ ْ َ َ ﱠ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ َْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫واد‬
‫ٍ‬ ‫ـواد فقـ ــال‪:‬‬ ‫واملدينـ ـ ِـة فمررنـ ــا ِبـ ـ ٍ‬ ‫عليـ ـ ِـه وسـ ــلم ‪ -‬ب ـ ـ ن مكـ ــة ِ‬
‫ـال‪َ :‬كـ ّـأني ْأن ُظـ ُـر إ َ ــى ُمو َﺳـ َواضــعاً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َر َ َ‬ ‫َهـ َـذا؟ َف َقـ ُـالوا‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫ق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٔالاز‬ ‫وادي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ﱠ ْ َ َ ًّ َ َ ْ‬ ‫َُُْ َ ُ ُ َ ٌ َ ﱠ‬ ‫صـ ُ َ ْ‬‫ُأ ْ‬
‫ـوادي‬ ‫بالتلبيـ ِـة مــارا ِ ــذا الـ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ه‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫ـؤار‬ ‫ـ‬‫ج‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫ل‬ ‫ـه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ـ‬‫ي‬‫أذن‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـبعيه‬
‫ُ ﱠ َْ َ ﱠ ََ ْ َ ََ َ ﱠ َ َ َ َّ َْ ُ ُ َ ُ ُ َ ََ‬
‫ث ــم ِس ــرنا ح ـ أتين ــا ع ــى ِثني ـ ٍـة قــال‪ :‬ك ـ ِـأني أنظ ــر ِإ ــى يــونس ع ــى‬
‫الوادي ُ َ ّ ً‬
‫ملبيا« "‬ ‫صوف َما ًّرا َ َذا ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ََْ ُ ﱠ ٌ ُ ٌ‬
‫عليه جبة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ناقة حمراء ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُْ‬ ‫وتلب َي ـ َ ُ ْم َو ُه ـ ْـم َأ ْم ـ َ ٌ‬
‫ُ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ﱠ ُ ْ ََْ‬
‫ـوات َو ُه ـ ْـم ِ ــي ٔالا ْخ ـ َـرى‬ ‫س ـ ِـئل هن ــا‪ :‬كي ــف ذك ــر حجه ــم ِ‬
‫عمل؟‬ ‫ََْ َ ْ َ َ َ َ‬
‫وليست دار ٍ‬
‫َ ُوأجيب‪َ:‬‬
‫ِ‬
‫َ ﱠ ﱡ َ َ َ َ ْ َ ٌ ْ َ َّ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ُ ﱡ َ ُ َ ﱡ‬
‫ِبــأن الــشهداء أحيــاء ِعنــد ِر ِ ــم يرزقــون فــال يبعــد أن يحجــوا ويــصلوا‬
‫ُْ‬
‫ٔالا ْخ ـ َـرى َف ــإ ﱠ ُ ْم ــي َ‬ ‫َ َ َ َ ﱠُ َ ْ َ َ ُ َ َﱠُ ْ َ ْ َ ُ‬
‫ـذﻩ‬
‫ِِ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫نوا‬
‫ويتقرب ــوا ِبم ــا اس ــتطاعوا‪ ،‬وأ ــم ِوإن ك ــا ِ‬
‫ﱠ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ َ ﱠ َ َ َ ْ ُ ﱠَُ َ َْ َ َ ْ ْ‬ ‫ﱡَْ ﱠ‬
‫واعتقب ْ َ ا ٔالاخ َـرى ال ِ ـ‬ ‫فنيت مد ا‬ ‫العمل ح ِإذا ِ‬ ‫الدنيا ال ِ ِ ي دار ِ‬
‫القا ـ ع َيــاض‪َ ،‬فـ َـإذا َكـ َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ َْ ََ ََْ ُ َ َ َْ ُ َْ‬
‫ـان‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ــي دار الجـز ِاء انقطــع العمــل‪ ،‬هــذا لفــظ‬
‫هم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ـسادهم َ ُوي َفــارقو َن ق ُبــو َر ُ ْ‬‫يح ﱡجـو َن َبأ ْجـ َ ِ ْ‬ ‫ض َي ُقــو ُل‪ :‬إ ﱠ ُ ـ ْـم َ ُ‬‫ٌ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫القا ـ ع َ‬
‫ي‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـلم َلق ْ ــﺮﻩ؟ َف ــإنﱠ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ ُ ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬
‫فكي ــف ي ــستنكر مفارق ــة الن ِ ـ ِ ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ـ ِ ِ ِ ِ‬
‫‪32‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ان ُمـ ـ َ ِّ ً‬ ‫ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ َ َ َ ًّ َ َ‬
‫وإذا َك ـ ـ َ‬
‫ـصليا‬ ‫الن ِ ـ ـ ‪ -‬ص ـ ـ ى اللـ ــه عليـ ـ ِـه وسـ ــلم ‪ِ -‬إذا كـ ــان حاجـ ــا ِ‬
‫ْ َ َ ) ‪( 21‬‬ ‫َْ‬ ‫مد ُ ً‬
‫فونا ِ ي الق ْ ِﺮ‪ .‬انتﻬ‬ ‫السماء َ َ ْ َ‬
‫وليس َ ْ‬
‫فجسدﻩ ِ ي ﱠ َ ِ‬
‫َ َ َ ُُ‬

‫َﱠ ﱠ ﱠ َﱠ‬ ‫الن ُقــول َ ْ َ َ‬ ‫مج ُمــوع َهــذﻩ ﱡ‬ ‫ـصل مـ ْـن َ ْ‬ ‫َ َ َ‬


‫صـ ى‬ ‫ؤالاحاديـ ِـث أن الن ِ ـ ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫‪ .42‬فحـ َ ِ‬
‫ـصرف َو َي ـ ِـس ﺮُ‬ ‫ََﱠ ُ ََ َ ﱠ ُ‬ ‫ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َ‬
‫ـسدﻩ َو ُرو ِح ـ ِـه‪ ،‬وأن ــه يت ـ‬ ‫الل ــه علي ـ ِـه وس ــلم ‪ -‬ـ ﱞـي ِبج ـ ِ ِ‬
‫املل ُكــوت َو ُهـ َـو َ ْ َيئتــه ﱠال ـ َكـ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َْ َ ْ ََ‬
‫ـان‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض و ِ ــي‬ ‫حيــث شــاء ِ ــي أقطـ ِـار ٔالار ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ََْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ﱠ ْ ْ ُ َ ْ ٌ َ ﱠ ُ ُ َ‬
‫مغ ﱠيـ ٌـب َعــن ْٔالا ْبـ َ‬
‫ـصار‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عل ــا قبــل وفا ِتـ ِـه لــم يتبــدل ِمنــه ـ ء‪ ،‬وأنــه‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ـسادهم‪ ،‬ف ِـإذا أ َر َاد الل ُـه‬ ‫أح َي ًـاء َبأ ْج َ‬ ‫مع َك ْـو ْم َ ْ‬ ‫َ َ َُّ َْ َ ُ‬
‫املالئكة َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غيبت ِ‬ ‫كما ِ ِ‬
‫َ ﱠ ْ ََ َ ْ َ َ ُ ُْ َ َ ُ ََ َ َْ ﱠ‬ ‫َر ْفـ َـع ْالح َ‬
‫هيئ ِتـ ِـه ال ِ ـ ُهـ َـو‬ ‫ـاب عمــن أراد ِإكرامــه ِبرؤي ِتـ ِـه رآﻩ ع ــى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬
‫ُ ْ َ َْ‬ ‫ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذلك‪َ ،‬وال َ‬ ‫من َ‬ ‫َ‬ ‫عل ْ َ ا‪َ ،‬ال َ َ‬
‫مانع ْ‬ ‫ََ‬
‫املثال‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ية‬ ‫ؤ‬‫بر‬ ‫خصيص‬ ‫الت‬ ‫ى‬ ‫إ‬‫ِ ِ‬‫ي‬ ‫دا‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫ـددو َن‬ ‫ـف َي ـ َر ُاﻩ ال ـ ﱠر ُاؤ َن ْ ُ َ‬


‫املت َعـ ّ ُ‬ ‫ﱠ ُ ُ َ َْ ُُ ْ َْ َ‬
‫‪ .3‬التنبيــه الثا ِلــث‪ :‬سـ ِـئل بع ـضهم كيـ‬
‫ِ‬
‫متباعدة؟ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ‬
‫فأنشدهم‪:‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫َْ َ‬
‫أقطار ُ َ َ َ‬ ‫ِي‬
‫ٍ‬

‫)‪ (21‬قال ابن الحاج املالكي ي كتابه املدخل )‪ :(3/194‬رؤيته ص ى ﷲ عليه وسلم ي اليقظة‬
‫َُ‬
‫وجودها ي هذا الزمان ‪ ،‬بل‬ ‫إال من كان ع ى صفة ٌ‬
‫عزيز‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬
‫من يقع له ذلك ‪،‬‬ ‫باب ضيق ‪ َ ،‬ﱠ‬
‫وقل َ ْ‬
‫من يقع له ذلك من ٔالاكابر الذين حفظ ﷲ ظواهرهم وبواط م ‪،‬‬ ‫ُ َ ْ‬
‫عدمت غالبا ‪ ،‬مع أننا ال ننكر َ ْ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫وال ينكرﻩ إال جاهل بما يرد عل م من ٔالاحوال ال يشاهدون ف ا ملكوت السموات ؤالارض ‪،‬‬
‫وينظرون ٔالانبياء أحياء غ ﺮ أموات ‪ ،‬كما نظر الن ّ ص ى ﷲ عليه وسلم إ ى جماعة من ٔالانبياء‬
‫ي السماء ‪ ،‬وسمع خطا م ‪ ،‬وقد تقرر ّ‬
‫أن ما جاز لألنبياء معجزة ‪ ،‬جاز لألولياء كرامة بشرط‬
‫عدم التحدي «اهـ ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ﱠ َ َ َ ْ ُؤ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ ْ‬
‫البالد َمشا ِرقا َ َومغا ِرَبا‬ ‫ِ‬ ‫يغ‬ ‫‪...‬‬ ‫ها‬ ‫وضو‬ ‫السماء‬
‫ِ‬ ‫كبد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫كالشمس‬
‫ِ‬
‫مذته َقـال‪َ:‬‬ ‫َ ْ َ ْ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ََ‬
‫بعض تال ِ ِ ِ‬ ‫الشيخ تاج الدين بن َعطاء ﷲ عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مناقب‬ ‫وِ ي ِ ِ‬
‫الشيخ تاج الدين ـي ال ﱠط َ‬ ‫ﱠَ َ ْ ُ ﱠ َْ‬ ‫فلما ُ ْ ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ َ ْ ُ ََ‬
‫ـواف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أيت‬ ‫ر‬ ‫الطواف‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫كنت‬ ‫حججت‪،‬‬
‫ـرغ مـ َـن ال ﱠطـ َ‬ ‫ََ ﱠ َ ََ‬ ‫ـرغ مـ ْـن َ َ‬ ‫ََ َْ ُ َ ْ َ ّ َ ََْ َ َ ََ‬ ‫ُ‬
‫ـواف‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬‫ف‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫م‬ ‫فل‬ ‫ـه‪،‬‬‫ـ‬
‫ِِ‬ ‫ف‬ ‫طوا‬ ‫فنويــت أن أسـ ِـلم عليـ ِـه ِإذا فـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َ ْ َ َ ُ ُ ﱠ ََ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫ـذلك‪،‬‬ ‫ـشاهد كـ ِ‬ ‫ـائر املـ ِ ِ‬ ‫ـذلك و ِ ــي سـ ِ ِ‬ ‫ِجئــت فلــم أرﻩ ثــم رأيتــه ِ ــي عرفــة كـ ِ‬
‫فقلـ ُـت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـشيخ فقيـ َـل ــي‪ :‬ط ّيـ ٌـب‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ـألت َعــن الـ ﱠ ْ‬ ‫ـاهرة َسـ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ﱠ َ َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فلمــا رجعــت ِإ ــى ال ِ ِ‬
‫ـ‬ ‫ق‬
‫ـال ِ ـي‪َ :‬م ْـن‬ ‫ـلمت َعل ْي ِـه َف َق َ‬ ‫َ‬ ‫ـشيخ َو َس ﱠ ْ ُ‬ ‫ـافر؟ َق ُـالوا‪َ :‬ال‪َ ،‬فج ْئ ُـت إ ـى ال ﱠ ْ‬
‫َ‬ ‫هل َس َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َ َ ْ َ َ ُ ْ ُ َ َ ّ َ َ ْ ُ َ َ َ َِ َ ُ َ ُ ﱠ ُ ُ ْ َ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكب ــﺮ يم ــأل‬ ‫ِ‬ ‫ـيدي رأيت ــك‪ ،‬فق ــال‪ :‬ي ــا ف ــالن الرج ــل‬ ‫رأي ــت؟ فقل ــت‪ :‬ي ــا س ـ ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ ْ َ َ ْ ُ َ ُْ ْ ُ ْ َ َ َََ َ َ َ َ َ ُْ ْ‬
‫القط ـ ُـب َي ْم ــأل‬ ‫الك ــون ل ــو د ِ ــي القط ــب ِم ــن حج ـ ٍـر ألج ــاب‪ ،‬ف ـ ِـإذا ك ــان‬
‫ْ َ َ َ َ‬ ‫عليه َو َس ﱠ َ‬ ‫الله َ َ ْ‬ ‫صﱠ ى ﱠ ُ‬ ‫املرسل َن ‪َ -‬‬ ‫فسيد ْ ُ ْ َ‬ ‫الكو َن َ َ ّ ُ‬ ‫َْْ‬
‫ـاب ْأو ـى‪َ ،‬وق ْـد‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫ـلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َت َق ـ ـ ﱠـد َم َع ـ ــن ال ـ ـ ْ‬
‫ﱠ‬
‫ـال‪ِ :‬وإذا ِبال ـ ـ ﱠ َ ِ‬
‫ـسماء‬ ‫ـشيخ أب ـ ــي العب ـ ــاس الطن ـ ــي أن ـ ــه ق ـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫والكرﺳ ِ مملوءة ِمن رسو ِ الل ِـه ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫والعرش‬‫ِ‬ ‫ض‬‫ؤالار ِ‬
‫َ َﱠَ‬
‫وسلم ‪.-‬‬

‫ﱡ َُْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ﱠ ُ َ َ َ ٌ َْ َ ُ َ‬
‫ـصحبة‬ ‫ـزم َع ــى َهــذا ْأن تث ُبـ َـت الـ‬ ‫‪ .4‬التنبيــه الرا ِبــع‪ :‬قــال قا ِئــل‪ :‬يلـ‬
‫َْ‬
‫ملن َر ُآﻩ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫املرِئ ـ ﱠـي ِاملث ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ـيس ب ــالزم‪ ،‬أ ﱠم ــا إن قلن ــا‪ :‬ب ــأن ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ْ َ َ ُ‬
‫ـال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والج ــواب‪ َ :‬أن ذ ِل ــك ل ـ ِ ِ ٍ‬
‫ـشريفة َج ـ َ ً‬ ‫ﱠ َ‬ ‫ﱡ ْ َ َ ﱠ َُْ ُ َْ َ‬ ‫فواض ـ ٌـح ﱠ‬ ‫ََ‬
‫ـسدا‬ ‫ـصحبة ِإن َم ــا تثب ــت ِ ُبرؤي ـ ِـة ذا ِت ـ ِـه ال ـ ِ ِ‬ ‫ألن ال ـ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ ً َ ْ ُْ َ َْْ ﱡ ﱠ ُ َ َ ْ ُ ﱡ ْ َ َ‬
‫ـصحبة ْأن َيـ َر ُاﻩ َو ُهـ َـو ِ ــي‬
‫ِ‬ ‫وروحــا‪ِ ،‬وإن قلنــا‪ :‬املرِئــي الــذات فــشرط الـ‬
‫‪34‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ﱡْ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ْ ُْ َ َ ُ ْ َ ٌ َ ُ َ َ َ ْ ََ ُ‬
‫الرؤ َيــة ال‬ ‫ـذﻩ‬
‫ـوت‪ ،‬وهـ ِ ِ‬ ‫ـالم امللكـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـذﻩ رؤيــة وهــو ِ ــي عـ‬ ‫ـالم امللـ ِـك‪ ،‬وهـ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫عـ‬
‫ُ‬
‫جميـ َـع ﱠأم ِتـ ِـه‬ ‫ـأن َ‬ ‫دت بـ َ ﱠ‬
‫ٔالاحاديـ َـث َو َر َ ْ‬ ‫ويؤ ّيـ ُـد َذلـ َـك َ ﱠأن ْ َ َ‬
‫ُْ ُ ُ ْ ََ ُ ََُ‬
‫ﱠ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱡ ْ َ ُ َْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫تث ِبــت صـ َـحبته‪ِ َ ،‬‬
‫ُ ْ ََ ْ ُ َ ْ َُْ‬ ‫ُ ُ َ ْ‬
‫عرضـ ــوا علي ـ ـ ِه ف ـ ـ َرآهم ورأوﻩ ولـ ــم تثبـ ـ ِـت الـ ــصحبة ِ ِ‬
‫للجميـ ـ ِـع ِأل ـ ــا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫امللكوت فال تفيد ُ َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َُْ‬
‫صحبته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رؤية ِ ي ِ‬
‫عالم‬
‫) ‪( 22‬‬

‫َ َ ٌ‬
‫خاتمة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ََْْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ََ ﱡ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫طريـ ِـق‬‫ـالق َ ِمــن ُ ِ‬ ‫والخر ِائ ِطــي ِ ــي مكــا ِر ِم ٔالاخـ ِ‬ ‫ـسندﻩ‪،‬‬
‫‪ .1‬أخــرج أحمــد ِ ــي مـ ِ ِ‬
‫ـال‪َ َ » :‬‬ ‫ـصار َقـ َ‬ ‫َ‬
‫أبــي العاليــة َعـ ْـن َر ُجــل مـ َـن ْٔالا ْنـ َ‬
‫خر ْجـ ُـت ِمـ ْـن ْأه ِ ــي أ ِريـ ُـد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ـائم َو َر ُجـ ٌـل َم َعـ ُـه ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـلم ‪ -‬فــإذا بـ ِـه قـ ِ ٌ‬ ‫ﱠ‬
‫عل ْيــه َو َسـ َ‬ ‫ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫مق ِبـ ٌـل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ ـ ‪ -‬ص ـ ى اللــه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـصار ﱡي‪ :‬ل َق ـ ْـد ق ـ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فظن ْن ـ ُـت َ ﱠأن ُله َم ــا َحا َج ــة‪ ،‬ق ـ َ‬
‫ـال ٔالا ْن ـ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عل ْي ــه َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ـام َر ُس ــو ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ ﱠ َ َْ ُ َْ َ ُ ْ ُ‬ ‫ﱠ‬
‫الل ـ ِـه ‪ -‬ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ــلم ‪ -‬ح ـ ـ جعل ــت أرِث ــي ل ــه ِم ــن ط ــو ِل‬
‫َ‬
‫ـام ِب ـ َـك َه ــذا‬ ‫ـصرف ُق ْل ـ ُـت‪َ :‬ي ــا َر ُس ــو َل ال ﱠل ــه َل َق ـ ْـد َق ـ َ‬ ‫ََ ﱠ ْ َ َ َ‬
‫الق َي ـ ِـام‪ ،‬فلم ــا ان ـ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ََ َ‬ ‫ﱠ ُ َ ﱠ َ َْ ُ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫ـال‪َ :‬ولقـ ْـد َر ْأي ُتـ ُـه؟‬ ‫الق َيـ ِـام‪ ،‬قـ‬ ‫الرجـ ُـل ح ـ جعلــت أ ْرِثــي لــك ِمــن طــو ِل ِ‬
‫ذاك ِج ْ ِﺮيـ ُـل َم ــا‬ ‫ـال‪َ َ :‬‬ ‫ـال‪َ :‬أ َتـ ْـدري َم ـ ْـن ُهـ َـو؟ ُق ْلـ ُـت‪َ :‬ال‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ُق ْلـ ُـت‪َ :‬ن َعـ ْـم‪َ ،‬ق ـ َ‬
‫ِ‬
‫ْ َ َ ﱠ َ َ ْ ُ َ ﱠ ُ َ ُ َ ّ ُ ُ ُ ﱠ َ َ َ َ ﱠ َ َْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫بالجار ح ظننـت أنـه سـيو ِرثه‪ ،‬ثـم قـال‪ :‬أمـا ِإنـك لـو‬ ‫يوصي ِ ِ ِ‬ ‫زال ِ‬
‫عليك ﱠ َ َ‬
‫السالم«‬ ‫مت َ ﱠد َ َ ْ َ‬
‫َسل ْ ر‬
‫ﱠ َ‬

‫)‪ (22‬فبما ذكرﻩ الحافظ ابن حجر الهي ‪ ،‬وهو ّ‬


‫أن هذﻩ الرؤية ي عالم امللكوت ‪ ،‬و ي ال تفيد‬
‫صحبة ‪.‬‬
‫انتفاء وقوعها ‪ ،‬إذ قد يتشرف ا عند‬ ‫وبأن عدم ذكرهم الرؤية ي اليقظة ‪ ،‬ال يقت‬
‫صرح به ابن حجر املكي ‪ ،‬أو يكرمه ﷲ ا من قبل ‪ ،‬ولكن ال يذكرها أل ا من‬ ‫الاحتضار ‪ ،‬كما ّ‬
‫الكرامات كما علمت ‪ ،‬والو ي يتس ﺮ من الكرامة‬
‫‪35‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫ـال‪:‬‬‫ملعر َف ـ ِـة َع ـ ْـن تم ــيم ب ــن س ــلمة َق ـ َ‬ ‫ـرج َأ ُب ــو ُمو َﺳ ـ ا ْملَ ــدي ﱡ ــي ا ْ َ ْ‬ ‫َ َوأ ْخ ـ َ َ‬ ‫‪.2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ـصرف ِم ـ ْـن‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ـلم ‪ِ -‬إذ ان ـ َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫صـ ـ ﱠ ى الل ـ ُـه َعل ْي ــه َو َس ـ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫الن ـ ـ ّ ‪َ -‬‬ ‫» َ ْبي َن ــا َأ َن ــا ع ْن ـ َـد ﱠ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِ َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مول ًي ــا ُ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫فنظ ـ ْ ُ‬ ‫ع ْن ــدﻩ َ ُج ـ ٌـل َ َ‬
‫بعما َم ـ ٍـة ق ـ ْـد أ ْر َس ـ َـلها ِم ـ ْـن‬ ‫معت ًّم ــا ِ َ‬
‫ِ‬
‫ـرت إل ْي ــه ُ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِر‬
‫هذا ج ْ ُ‬ ‫ََ ُْ ُ َ َ ُ َ ﱠ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ﺮيل( «‬ ‫ِ ِ‬ ‫ائه قلت‪ :‬يا رسول الل ِه من هذا؟ قال‪) :‬‬ ‫ور ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫ﱠَ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠَ َ ﱡ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫ـدالئل ع ـ ــن حا ِرث ـ ــة ب ـ ـ ِـن‬ ‫وأخ ـ ــرج أحم ـ ــد والط ﺮا ِن ـ ــي والب ِق ـ ــي ِ ـ ــي ال ـ ـ ِ ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫النع َمــان َقـ َ‬
‫ـال‪َ » :‬مـ َـر ْر ُت َع ــى َر ُســو ِل اللـ ِـه ‪ -‬صـ ى اللــه عليـ ِـه وســلم ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫ﱡْ‬
‫وانصرف ﱠ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ﱠ ْ ُ ََْ َ َ َْ ُ ََ ﱠ َ َ َْ َ ْ َ َ َ‬
‫الن ِ ـ ﱡ ‪-‬‬ ‫ومعه ِج ِﺮيل فسلمت علي ِه ومررت‪ ،‬فلما رجعنا‬
‫ُْ‬
‫ـان َم ِ ــي؟ قل ـ ُـت‪:‬‬ ‫ـال‪َ :‬ه ـ ْـل َ َأ ْي ـ َـت ا ﱠلــذي َك ـ َ‬ ‫ـلم ‪َ -‬ق ـ َ‬ ‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠ َ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ص ـ ى الل ــه ِ‬
‫السالم«‪.‬‬ ‫عليك ﱠ َ َ‬ ‫وقد َ ﱠد َ َ ْ َ‬
‫ﺮيل َ ر‬
‫فإنه ج ْ ُ َ ْ‬ ‫قال‪ َ :‬ﱠ ُ‬ ‫نعم‪َ َ ،‬‬ ‫ََْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ََ ْ ُ ْ َ َ ﱠ ْ َ ﱠَ‬ ‫ْ‬ ‫وأخرج ابن سعد َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫الدهر مرت ِن‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ﺮيل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫يت‬ ‫أ‬
‫ر‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثة‬ ‫ر‬ ‫حا‬ ‫عن‬ ‫‪.4‬‬
‫والب ْ َ قـ ﱡـي َعــن ا ْبــن َع ﱠبــاس ُق ْلـ ُـت‪ُ » :‬ك ْنـ ُـت َمـ َـع َأبــي ع ْنــدَ‬ ‫ـرج أحمــد َ ْ َ‬ ‫َ َوأ ْخـ َ َ‬ ‫‪.5‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـدﻩ َ ُجـ ٌـل ُ َيناجيــه َف َكــانَ‬ ‫ـلم ‪َ -‬وع ْنـ َُ‬ ‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ر‬ ‫َر ُســو ِل اللـ ِـه ‪ -‬صـ ى اللــه عليـ ِـه وسـ‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ََ َْ ََ َ َ‬ ‫َك ـ ْ ُ ْ‬
‫ـال ِ ــي أ ِب ــي‪َ :‬ي ــا ُب َ ـ ﱠ أل ـ ْـم ت ـ َـر ِإ ــى ا ْب ـ ِـن‬ ‫ـاملعرض ع ــن أ ِب ــي فخرجن ـا فق ـ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬
‫يناجيـ ِـه‬ ‫ـاملعرض ع ِ ـ ؟ قلــت‪ :‬يــا أبـ ِـت ِإنــه كــان ِعنــدﻩ رجــل ِ‬ ‫ع ِمــك كـ ِ ِ‬
‫ـال ِإ ﱠنـ ُـه‬ ‫لع ْبـ ِـد ال ﱠلـ ِـه َكـ َـذا َو َكـ َـذا َف َقـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬يــا َر ُســو َل ال ﱠلــه َق ْلـ ُـت َ‬ ‫فر َجـ َـع َف َقـ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ـدك َأ َح ٌـد؟ َق َ‬ ‫يناجيك َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ـال‪َ :‬و َه ْـل َر ْأي َت ُـه‬ ‫ـان ع ْن َ َ‬
‫فهل ك ِ‬
‫جل ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫عندك َر ُ ٌ‬ ‫كان ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫َ ْ َُ‬ ‫ُْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ﱠ‬ ‫َ‬
‫يـ ــا عبـ ــد ﷲ؟ قلـ ــت‪ :‬نعـ ــم‪ ،‬قـ ــال‪ :‬ذاك ِج ِﺮيـ ــل هـ ــو الـ ـ ِـذي يـ ــشغل ِ‬
‫عنك« ‪.‬‬ ‫َْ َ‬
‫وأخرجَ‬‫مرت ْ ن‪َ ْ َ َ ،‬‬ ‫َ َ ََ ْ ُ ْ َ َ ﱠَ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫عباس قال‪ :‬رأيت ِج ِﺮيل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬ ‫عن ِ‬ ‫وأخرج ابن سعد ِ‬ ‫‪.6‬‬
‫َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ‬
‫ـال‪» ) :‬عـاد رسـول الل ِـه ‪ -‬صـ ى اللـه علي ِـه‬
‫َ َ َُ ُ ﱠ‬ ‫عباس ق َ‬ ‫َ‬ ‫قي َعن ْابن َ ﱠ‬ ‫الب ْ َ ِ ﱡ‬ ‫َْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪36‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ـمعه َي ـ َ َ ﱠ ُ‬ ‫ـصار َ َفل ﱠم ــا َد َن ــا م ـ ْـن َم ْ ل ــه َس ـ َ ُ‬ ‫ٔالا ْن ـ َ‬ ‫َ َ ﱠ َ َ ُ ً َ َْ‬
‫ـتكلم ِ ــي‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫وس ــلم ‪ -‬رج ــال ِم ــن‬
‫َﱠ ﱠ‬
‫ص ـ ى اللـ ُـه‬
‫ﱠ‬
‫ـال َر ُســو ُل اللـ ِـه ‪-‬‬ ‫ـداخل َ َفل ﱠمــا َد َخـ َـل َلـ ْـم َيـ َـر أ َحـ ًـدا‪َ ،‬ف َقـ َ‬ ‫ﱠ‬
‫ال ـ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ـلم ‪َ -‬م ـ ْـن ُك ْن ـ َـت ُ َتك ِّل ـ ُـم؟ َق ـ َ‬ ‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠ َ‬ ‫ََ‬
‫ـال‪َ :‬ي ــا َر ُس ــو َل الل ـ ِـه َدخ ـ َـل َع ـ ﱠـي‬ ‫ِ‬
‫َ ٌ َ ََ ْ ُ َ ُ ً َ ﱡ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ً ََ َ ْ َ َ َ ً‬
‫دا ِخــل مــا رأيــت رجــال قــط بعــدك أكــرم مج ِلــسا وال أحــسن حـ ِـديثا‬
‫دهم ُي ْق ــسمُ‬ ‫ـنكم َلر َج ـ ًـاال َل ـ ْـو َ ﱠأن َأ َح ـ َ ُ ْ‬ ‫وإن م ـ ْ ُ ْ‬ ‫ذاك ج ْ ﺮي ـ ُـل َ ﱠ‬ ‫ـال‪َ َ :‬‬ ‫ِم ْن ـ ُـه‪َ ،‬ق ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ِ ِ‬
‫ـصاحف‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـاب‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ـي‬ ‫داود‬ ‫ـي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ـن‬ ‫ب‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫ألبرﻩ« ( َ ْ َ َ‬
‫وأخرج‬ ‫الله َ َ َ ﱠ ُ‬ ‫ََ ﱠ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫عى ِ‬
‫للن ِ ـ ّ ِ ‪-‬‬ ‫منا َجـ َـاة ج ْ ﺮيـ َـل ﱠ‬ ‫ـسمع ُ َ‬ ‫ـان أبــو بكــر َيـ ْ َ ُ‬ ‫ـال‪َ » :‬كـ َ‬ ‫َعـ ْـن أبــي جعفــر َقـ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وسلم« ‪.-‬‬ ‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫َﱠ ﱠ ُ ََْ‬
‫ص ى الله ِ‬
‫حذيفــة ْبـِن‬
‫ﱠَ َ ْ ُ ََْ َ‬
‫ـصالة عــن‬ ‫ـصر ا ْملَـ ْر َوز ﱡي ــي ك َ‬ ‫مح ﱠمـ ُـد ْبـ ُـن َنـ ْ‬ ‫ـرج ُ َ‬ ‫‪َ َ .7‬وأ ْخـ َ َ‬
‫ـاب الـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫بينمــاَ‬ ‫ـال َلـ ُـه‪َ ْ َ :‬‬ ‫ـلم ‪َ -‬ف َقـ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َﱠ ُ ََ ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬‫ت‬ ‫أ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫ـان‬‫ِ‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫الي‬
‫الح ْم ـ ُـد ُك ﱡل ـ ُـه َو َل ــكَ‬ ‫الل ُه ـ ﱠـم َل ـ َـك ْ َ‬ ‫ََ ُ َ ّ ْ َ ْ ُ ُ َ َّ ً َ ُ ُ ﱠ‬
‫متكلم ــا يق ــول‪:‬‬ ‫أن ــا أص ـ ِ ي ِإذ س ـ ِـمعت ِ‬
‫عالني ُت ُـه َوس ﱡ ُ‬ ‫َ‬
‫وإل ْي َـك ُ ْير َج ُـع ْٔالا ْم ُـر ُك ﱡل ُـه َ َ َ‬ ‫ْ ُْ ُ ُ ﱡ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ﱡ ُ َ َ‬
‫ـرﻩ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َامللك َ كله ِوبي ِـدك الخ ـﺮ كلـه ِ‬
‫ْ‬
‫ـدير‪ ،‬الل ُهـ ﱠـم اغف ْـر ـي َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٌ ْ ُ ْ َ َ ﱠ َ ََ ُ ّ َ‬
‫جمي َـع َمــا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ء‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫أهـل أن تحمـد ِإنـك ع ــى ك ِـل‬
‫َ ُْ ْ ًََ‬ ‫َم َ ِم ْـن ُذ ُنـوبي‪َ ،‬وا ْع ْ‬
‫ـصم ِ ِفي َمـا َب ِق َـي ِم ْـن ُع ْم ِـري‪ ،‬وارزق ِ ـ عمـال‬ ‫ِ‬
‫ـلم‪َ " :‬ذاكَ‬ ‫َ ً َ ْ َ ِ َ ّ َ َ َ ﱠ ﱡ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬
‫ز ِاكيــا تر ـ ِبـ ِـه ع ِ ـ ‪ ،‬فقــال الن ِ ـ ص ـ ى اللــه عليـ ِـه وسـ‬
‫تحميد َ ّ َ‬‫َ‬ ‫ََ ٌ ََ َ ُ َّ ُ َ َ‬
‫بك« "‪.‬‬ ‫يعلمك ْ ِ ِر‬ ‫ملك أتاك ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بين َم ــا أ َن ــا أ َ‬ ‫ـال‪َ ْ َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ َ .8‬وأ ْخ ـ َ َ‬
‫ص ـ ِ ي ِإذ‬ ‫ـرة ق ـ َ‬ ‫ـرج محم ــد ب ــن ن ــصر َع ـ ْـن أ ِب ــي هري ـ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َّ ً َُ ُ ﱠُ ﱠ َ َ ْ َ ْ ُ ُﱡ ُ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ـذكر ال َح ِـديث‬ ‫سمعت مت ِكلما يقول‪ :‬اللهـم لـك الحمـد كلـه‪ ،‬قـال‪ :‬ف‬ ‫ِ‬
‫َ َُْ‬
‫نحوﻩ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫ـال‪" :‬‬ ‫عن َ َأنس ْبـن َما ِل ٍـك َق َ‬ ‫الذكر‪ْ َ ،‬‬ ‫ّ ْ‬


‫كتاب‬ ‫الدنيا ي َ‬ ‫ابن َأبي ﱡ ْ َ‬ ‫وأخرج ْ ُ‬ ‫‪َ َ ْ َ َ .9‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ َ ُ َ ﱡ ْ ِ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ ﱠ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ ﱠ َ َ َ َ ْ َ ﱠ َﱠ‬
‫ـسجد‪ ،‬فألص ـ ِـل ن وألح ِم ــدن الل ــه‬ ‫»ق ــال أب ــي ب ــن كع ـ ٍـب‪َ :‬ألدخل ــن امل ـ ِ‬
‫ويث ـ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ْ ْ ُ َ َ ٌ ََ ﱠ َ َ َ َ َ ْ َ َ َُْ‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ليحمد الله ِ‬ ‫يحمدﻩ ِ ا أحد‪ ،‬فلما ص ى وجلس ِ ِ‬ ‫بمحامد لم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الح ْم ُـد ُك ﱡلـه‪ُ،‬‬ ‫الل ُه ﱠـم َل َـك ْ َ‬ ‫ْ َْ َُ ُ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬
‫خلف يقـول‪:‬‬ ‫عال ِمن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت‬‫هو ِ َ ْ ٍ‬ ‫عليه إذا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔالا ْمـ ـ ُـر ُك ﱡلـ ــه‪ُ،‬‬ ‫َ َ َ ْ ُْ ُ ُ ﱡ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ﱡ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ‬
‫ولـ ــك امللـ ــك كلـ ــه‪ِ ،‬وبيـ ـ ِـدك الخ ـ ــﺮ كلـ ــه‪ِ ،‬وإليـ ــك ير ِجـ ــع‬
‫اللهم[ ِ ْ‬
‫اغفر‬
‫ْ‬ ‫قدير‪ ُ ] ،‬ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫كل َ ْ ٍء َ ِ ٌ‬ ‫إنك َع َ ى ُ ّ‬ ‫الحمد ﱠ َ‬ ‫لك ْ َ ْ ُ‬ ‫وسرﻩ‪َ َ ،‬‬ ‫عالنيته َ ﱡ ُ‬ ‫ََ َُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ ْ ُْ ي َ ُْ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِمـن ذنـوبي‪ ،‬واع ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي َ‬
‫ـصم ِ ِفيمـا ب ِقـي ِمـن عم ِـر ‪ ،‬وارزق ِ ـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ً َ َ ً َ ْ َ َ َ ّ َُ ْ ََ ﱠ َ ََ َ ُ َ ﱠ َ ﱠ‬
‫أعمــاال ز ِاكيــة تر ـ ِ ــا ع ِ ـ ‪ ،‬وتــب ع ــي‪ ،‬فــأتى رســول اللـ ِـه ص ـ ى‬
‫ﺮيل« "‪.‬‬ ‫ذاك ج ْ ُ‬ ‫فقال‪َ َ :‬‬ ‫عليه‪َ َ َ ،‬‬ ‫فقص َ َ ْ‬ ‫وسلم َ َ ﱠ‬ ‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫الله َ َ ْ‬ ‫ﱠُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‪َ » " :‬مـ َـر ْرتُ‬ ‫والب ْ َ ِقـ ﱡـي‪َ ،‬عـ ْـن محمــد بــن مــسلمة َقـ َ‬ ‫الط َ َﺮانـ ﱡـي َ ْ َ‬ ‫ََ ْ َ َ ﱠ‬
‫ِ‬ ‫‪ .10‬وأخــرج‬
‫ََ َ ُ ل ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ َ ً َ ﱠ ُ َ َ‬
‫ـدﻩ َع ــى خ ـ ِّـد‬ ‫ع ــى رس ــو ِ الل ـ ِـه ص ـ ى الل ــه علي ـ ِـه وس ــلم وا ِض ــعا خ ـ‬
‫تسلم؟ ُ ْقلت‪ُ:‬‬ ‫منعك َ ْأن ُ َ ّ َ‬ ‫فقال ي‪َ :‬ما َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ ْ ُ َ ّ ْ ُ ﱠ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫أسلم‪ ،‬ثم رجعت‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جل‪ ،‬فلم ِ‬ ‫ر ٍ‬
‫َ‬
‫شيئا َما َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الرجل ْ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أيتك َ َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َيا َ ُسو َل الله‪َ ُ ْ َ ،‬‬ ‫ﱠ‬
‫بأحد ِم َـن‬ ‫فعلته ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫فعلت َ ذا ﱠ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ر‬ ‫ر‬
‫ـديثك‪َ ،‬ف َم ـ ْـن َك ـ َ‬ ‫َ‬
‫فكر ْه ـ ُـت ْأن ْأقط ـ َـع َعل ْي ـ َـك َح ـ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ﱠ‬
‫ـان َي ــا َر ُس ــو َل‬ ‫ِ‬ ‫ـاس‪ِ ،‬‬ ‫الن ـ ِ‬
‫ﺮيل« "‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ج ْ ُ‬ ‫الله؟ َ َ‬ ‫ِ‬
‫ﱠ‬
‫َ َ ْ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫واقف ـ ــا ِ ـ ــي‬ ‫‪ .11‬وأخ ـ ـ َـرج الح ـ ــاكم ع ـ ــن عائ ـ ــشة قال ـ ــت‪» " :‬رأي ـ ــت ِج ِﺮي ـ ــل ِ‬
‫َُْ‬ ‫ـلم ُ َ‬‫عل ْيـه َو َس ﱠ َ‬ ‫ُ ْ َ َ ََ ُ ُ ﱠ َﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫فقل ُـت‪:‬‬ ‫يناجي ِـه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هذﻩ ورسـول الل ِـه صـ ى اللـه ِ‬ ‫حجرتي ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‪َ :‬ل َقـدْ‬ ‫بدح َيـة ق َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قال‪ :‬ب َمـن شـ ﱠ ْ ته؟ قلـت‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الله َمن هذا؟ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يا َرسول ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫أيت ِج ِﺮيل« "‪.‬‬ ‫ر ِ‬
‫‪38‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ َ َﱠ َ َ ُ ُ ﱠ َﱠ ﱠ‬
‫صـ ى الل ُـه‬ ‫عن حذيفة قال‪» :‬صـ ى ِبنـا رسـول الل ِـه‬ ‫قي َ ْ‬ ‫وأخرج ْال َب ْ َ ِ ﱡ‬ ‫‪َ َ ْ َ َ .12‬‬
‫ـرض َلـ ُـه‪َ ،‬ف َقـ َ‬
‫ـال‬ ‫ض َقـ ْـد َعـ َ َ‬ ‫فتبع ُتـ ُـه‪َ ،‬فـ َـإذا َعــار ٌ‬ ‫ـرج‪ْ َ َ ،‬‬ ‫ـلم ُثـ ﱠـم َخـ َ َ‬ ‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬
‫ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلت‪َ :‬ن َع ْـم‪َ ،‬قـال‪َ:‬‬ ‫عرض ي؟ ُ ْ ُ‬ ‫الذي َ َ َ‬ ‫َ ْ ََ ْ َ ْ َ َ ﱠ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ي‪ :‬يا حذيفة هل رأيت العا ِرض ِ‬
‫قبل َهــا‪ ،‬ا ْسـ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ َْ َ ْ َ‬
‫ـتأذن َرﱠبـ ُـه‪،‬‬ ‫ض‬ ‫املالئكـ ِـة لــم ـ ِـبط ِإ ــى ٔالار َ ِ‬ ‫ذاك ملــك ِمــن ِ‬
‫َْ‬ ‫ـيدا َشـ َ‬ ‫ـشرني بالحــسن والحــس ن أ ﱠ ُ َمــا َسـ ّ َ‬ ‫ـسلم َع َ ـ ﱠـي‪َ ،‬و َبـ ﱠ َ‬ ‫َفـ َ ﱠ َ‬
‫ـباب أهـ ِـل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجنة«‬ ‫نساء َ ْأهل ْ َ ﱠ‬ ‫سيد ُة َ‬ ‫وأن فاطمة َ ّ َ‬ ‫الجنة‪ َ َ ،‬ﱠ‬ ‫ْ َﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـسائي‪ ،‬وأبــو نعــيم‪،‬‬ ‫ـسلم‪ ،‬والنـ ِ ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تعليقــا‪ ،‬و ُمـ ِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ﱡ‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬‫خ‬
‫َ‬ ‫‪َ َ .13‬وأ ْخـ َـرج أحمــد‪ُ ،‬‬
‫والب‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫الن ُبـ ﱠـوة‪َ » ،‬عـ ْـن أســيد بــن حــض ﺮ‪َ ،‬أ ﱠنــهُ‬ ‫كاله َمــا ــي َ َدالئــل ﱡ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ ََْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫والب ِقـ ﱡـي‪ِ ُ ِ ،‬‬
‫َ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُْ َ ٌ ْ َ ُ ْ‬
‫ـدﻩ‪ِ ،‬إذ‬ ‫بينمــا هــو يقـرأ ِمــن الليـ ِـل ســورة البقـ ِـرة وفرســه مربوطــة ِعنـ‬
‫فجا َل ـ ـ ْـت‪َ ،‬ف ـ ـ َ َ‬
‫ـسكت‬
‫َ‬ ‫ـسكنت‪ُ ،‬ث ـ ـ ﱠـم َق ـ ـ َ َرأ َ َ‬ ‫ـسكت َف ـ ـ َ َ َ ْ‬ ‫ـرس‪َ ،‬ف ـ ـ َ َ َ‬ ‫َجا َل ـ ـ ِـت ْال َف ـ ـ َ ُ‬
‫ﱡﱠ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َْ َ ُ َ‬
‫ـسماء‪ ،‬ف ـ ِـإذا ِ ـ َـي ِ ِبمث ـ ِـل الظل ـ ِـة ِف َ ــا‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ف ــسكنت‪ ،‬فرف ــع رأس ــه ِإ‬
‫صـ َـبحَ‬ ‫َ‬
‫ـسماء َح ﱠ ـ َم ــا َي َرا َه ــا‪َ َ ،‬فل ﱠمــا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َََ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َْ‬
‫ـصابيح عرج ــت ِإ ــى ال ـ ِ‬ ‫ـال امل ـ ِ ِ‬ ‫أمثـ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـذلك‪ ،‬ف َقـ ـ َ‬ ‫ـلم بـ ـ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫ـال‪ِ :‬تلـ ـ َـك‬ ‫حـ ــدث َرسـ ــول اللـ ـ ِـه ص ـ ـ ى اللـ ــه عليـ ـ ِـه وسـ ـ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ﱠ‬
‫ْ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ﱠ ُ َ َ‬
‫ـاس ِإل ْ َ ــا ال‬ ‫ـصوتك‪ ،‬ولــو ق ـرأت ألصــبحت تنظــر النـ‬ ‫املالئكــة دنــت ِلـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫تتوارى ِم ُ ْم«‬ ‫َََ َ‬
‫ـوف َق َ‬ ‫َ‬ ‫ـساكر‪َ ،‬ع ْـن َع ْب ِـد ال ﱠ ْ َ‬ ‫ـدي َوا ْب ُـن َع َ ِ َ‬ ‫ـرج ْ َ‬ ‫‪َ َ .14‬وأ ْخ َ َ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ـرحمن ْب ِـن ع ْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫الوا ِق ِ ﱡ‬
‫عل ْي ــه َو َس ـ ﱠـلمَ‬ ‫ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ص‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ـوم َب ـ ْـدر َر ُج َلـ ـ ْ ن َع ـ ْـن َ‬ ‫» َ َرأ ْي ـ ُـت َي ـ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫القت ـ ِـال‪ ،‬ث ـ ﱠـم ثل ُ َم ــا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ـاتالن‬
‫َ‬
‫ـ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ـدهما‪ُ ،‬‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ﻩ‬ ‫ر‬ ‫ـسا‬ ‫ـدهما َو َع ـ ْـن َي ـ َ‬ ‫َ‬ ‫َأ َح ـ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫ابع َ َ‬ ‫بعهما َر ٌ‬ ‫ثم َرﱠ َ ُ َ‬ ‫خلفه‪ ُ ،‬ﱠ‬ ‫َ ٌ ْ َْ‬
‫أمامه« ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثالث ِمن‬ ‫ِ‬
‫‪39‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫جري ـ ٍـر ِ ــي ت ْف ـ ِـس ِ ِﺮﻩ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ـسندﻩ‪َ ،‬وا ْب ـ ُـن َ‬
‫ِِ‬
‫ـرج إس ــحاق ب ــن اهوي ــه ــي ُم ـ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫وأ‬ ‫‪.15‬‬
‫ﱡُ ﱠ َ ْ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َْ‬
‫ـوة‪ ،‬عـ ــن أ ِبـ ــي أ َسـ ـ ْ ٍ‬
‫ـيد‬ ‫وأبـ ــو نعـ ــيم والب ْ َ ِقـ ـ ﱡـي ِكالهمـ ــا ِ ـ ــي دال ِئـ ـ ِـل النبـ ـ ِ‬
‫ّ َ َ ﱠ ُ َ ْ ُ َﱠ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ ُ‬
‫معكـ ْـم‬ ‫ـساعدي ر ِ ـ اللــه عنــه أنــه قــال بعــد مــا ع ِم ـ ‪ :‬لــو كنــت‬ ‫ِ‬ ‫الـ ﱠ ِ ِ‬
‫ـشعب ا ﱠلـ ـ ِـذي َ َ‬ ‫ـﺮتكم بالـ ـ ّ ْ‬ ‫ألخ َ ـ ـ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َ ْ ْ َ ََ َ َ َ يََْ‬
‫خر َجـ ـ ْـت ِم ْنـ ـ ُـه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ـصر‬
‫ـدر ٓالان َوم ِ ـ ــي بـ ـ َ ِ‬ ‫ِببـ ـ ٍ‬
‫أشك َ َوال َ َ‬ ‫املالئكة‪َ ،‬ال ُ ﱡ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫أتما َرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ َ ْ َ َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬
‫بردة ْبن ِ َنيار َ‬ ‫َ‬ ‫عن أبي ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قي َ ْ‬ ‫ﱡ‬ ‫الب ْ َِ‬ ‫ْ‬
‫وأخرج َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ـدر ِبثالث ِـة‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫يوم‬ ‫جئت‬ ‫ِ‬ ‫»‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪.16‬‬
‫فق ْلـت‪ُ:‬‬ ‫ـلم‪ُ َ ،‬‬ ‫ﱠ ّ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ َﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رءوس‪ْ َ َ َ ،‬‬
‫ـدي الن ِ ـ ِ صـ ى اللـه علي ِـه وس‬ ‫ِ‬ ‫فوضع ُ ُ ﱠن َبـ ْ ن ي‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ُُ‬
‫ً‬ ‫ﱠ ُ َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ﱠ َ ﱠ َْ َ َ َ َ ْ‬
‫فقتل ُ ُ َمـا‪َ ،‬وأ ﱠمـا الثا ِلـث ف ِ ِـإني َرأ ْي ُـت َر ُجـال‬ ‫يـا رسـول الل ِـه‪ ،‬أمـا رأس ِـان‬
‫َ ْ َ َ َ ً َ ََ ُ َ َ َ ْ ُ َْ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ ﱠ َ ﱠ ﱠ‬
‫صـ ى الل ُـه‬ ‫أبيض ط ِـويال ضـربه‪ ،‬فأخـذت رأسـه‪ ،‬فقـال رسـول الل ِـه‬
‫ََْ َ َ ﱠ َ َ َ َُ ٌ َ ْ َ َ‬
‫عليه وسلم‪ :‬ذاك فالن ِمن ِ ِ‬
‫املالئكة«‬ ‫ِ‬
‫صــو َر ِة‬ ‫ـصو ُر ــي ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـال‪ :‬كــان امللـك َيتـ َ ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الب ْ َ ِقـ ﱡـي عــن ا ْبــن ع ﱠبــاس قـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َوأ ْخـ َـرج َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪.17‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تعر ُف ـ ــو َن م ـ ـ َـن ال ﱠن ـ ــاس ُ ّ‬
‫َ‬ ‫َم ـ ـ ْـن َ ْ‬
‫فيق ـ ــو ُل‪ِ :‬إ ِن ـ ــي َدن ـ ـ ْـوت ِمـ ـ ـ ْ ُ ْم‬ ‫يثبت ـ ــو ُ ْم‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثبت َنـا‪َ ،‬ل ْي ُـسوا بـ َ ْ ء‪َ ،‬ف َـذلكَ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ ْ َ ُ ُ َن َ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ْ‬
‫فسمع م يقولو ‪ :‬لو حملوا علينا ما‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫فثب ُتــوا ا ﱠل ـذينَ‬ ‫مع ُكـ ْـم َ َ ّ‬ ‫َ‬
‫قو ُلـ ُـه َت َعــا َ ى‪ْ } :‬إذ ُيــو ي َرﱡبـ َـك إ َ ــى ْامل َالئ َكــة أ ّنــي َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنوا{‪.‬‬ ‫َُ‬
‫ـدالئل‪،‬‬
‫ﱠَ‬ ‫ـرج أحمــد‪ ،‬وابــن ســعد‪َ ،‬وا ْبـ ُـن َ‬ ‫َ َوأ ْخـ َ َ‬
‫جريـ ٍـر‪ ،‬وأبــو نعــيم ِ ــي الـ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.18‬‬
‫ـال‪َ » " :‬كـ َـان ا ﱠلـ ِـذي َأ َسـ َـر العبــاس َأ ُبــو ْال ُيـ ْـسر َك ْعــبُ‬ ‫َعــن ا ْبــن َع ﱠبــاس َقـ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َُ ً‬ ‫َ‬ ‫َُ ً َُ ً ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ْب ـ ُـن َع ْم ـ ٍـرو‪ ،‬وك ــان أب ــو الي ــسر رج ــال جموع ــا‪ ،‬وك ــان العب ــاس رج ــال‬
‫عل ْيــه َو َسـ ﱠ َ‬ ‫َ ً َ َ َ ُ ُ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََ‬
‫ـلم‪َ :‬ي ــا أبــا اليــسر‬ ‫ـال َرس ــول اللـ ِـه ص ـ ى الل ــه ِ‬ ‫جـ ِـسيما‪ ،‬فقـ‬
‫َ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َ َ ْ َ َ َ َ َْ‬
‫ـرت العب ــاس؟ فق ــال‪ :‬ي ــا رس ــول الل ـ ِـه‪ ،‬لق ــد أع ــان ِ علي ـ ِـه‬ ‫ـف َأ َس ـ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫كي ـ‬
‫‪40‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫ـال َر ُسـو ُل‬ ‫هيئته َك َـذا َو َك َـذا‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫بعدﻩ‪ُ ُ َ ْ َ ،‬‬ ‫ذلك َ َوال َ ْ َ ُ‬ ‫قبل َ َ‬ ‫أيته َ ْ‬ ‫جل َما َ َ ْ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َر ُ ٌ ر‬
‫كريم«‬‫ملك َ ٌ‬ ‫عليه َ َ ٌ‬ ‫نك َ َ ْ‬ ‫أعا َ َ‬ ‫لقد َ َ‬ ‫وسلم‪ْ َ َ :‬‬ ‫عليه َ َ ﱠ َ‬ ‫الله َ َ ْ‬ ‫صﱠ ى ﱠ ُ‬ ‫الله َ‬ ‫ﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ َ ْ ََ‬ ‫ـرج ابــن ســعد َ ْ َ‬ ‫‪َ َ .19‬وأ ْخـ َ َ‬
‫والب ْ َ ِقـ ﱡـي‪َ ،‬عـ ْـن عمــار بــن أبــي عمــار‪ " :‬أن حمــزة‬
‫صو َر ِ ِته‪َ ،‬ق َ‬ ‫ﺮيل ي ُ‬ ‫الله َأرِني ج ْ َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُْ ﱠ َ َ َ َ ُ َ ﱠ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫املطلب قال‪» :‬يا رسول ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫عبد ِ ِ‬ ‫بن ِ‬
‫الكع َب ـ ِـة‪َ ،‬ف َق ـ َ‬
‫ـال‬ ‫ـشبة َكا َن ـ ْـت ــي ْ َ ْ‬ ‫فق َع ـ َـد‪َ ،‬ف َ ـ َ َل ج ْ ﺮي ـ ُـل َع َ ــى َخ ـ َ َ‬ ‫ْ ُ ْ ََ‬
‫اقع ــد‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱠ ﱡ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ َُ‬
‫الن ِ ـ ص ـ ى اللــه عليـ ِـه وســلم‪ :‬ارفــع طرفــك ]فــانظر‪ ،‬فرفــع طرفــه[‬
‫ٔالاخ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ ْ ْ َ ﱠَ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ضر« "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الزبرجد‬
‫ِ‬ ‫قدميه ِمثل‬ ‫ِ‬ ‫فرأى‬
‫َ‬
‫والط َ َﺮانـ ﱡـي ــي ْ ْ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ـدنيا ــي ك َتــاب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ـرج ا ْبـ ُـن أبــي الـ ﱡ ْ َ‬ ‫‪َ َ .20‬وأ ْخـ َ َ‬
‫ٔالاو َسـ ِـط‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫الق ُ‬
‫ِ ِ َ َِ‬
‫ـرج َر ُجــلٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫بجن َبــات َبـ ْـدر‪ ،‬إذ خـ َ َ‬ ‫ـال‪ْ َ » " :‬بي َنــا أ َنــا أس ـ ُﺮ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َِ َ‬
‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫عـ ِـن ابـ ِـن عمــر قـ‬
‫ـسلة ف َنـ َـاداني‪َ ،‬يــا عبــد ﷲ ا ْســق ‪َ ،‬و َخـ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ـرج‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمــن حفـ َ ٍـرة ِ ــي عن ِقـ ِـه ِسلـ ِ‬
‫َ‬ ‫الح ْفـ ـ َـرة ـ ــي َيـ ـ َ ْ ٌ َ َ َ‬ ‫َر ُجـ ـ ٌـل مـ ـ ْـن ت ْلـ ـ َـك ْ ُ‬
‫ـاداني َيـ ــا عبـ ــد ﷲ ال‬ ‫ـدﻩ سـ ــوط‪ ،‬فنـ ـ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـسوط َح ـ ـ َع ـ َـاد إ ــى ُ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫ـافر‪ ،‬ث ـ ﱠـم ض ـ َ َـربه بال ـ ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ـسقه ؛ َفإن ــه ك ـ ِ ٌ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َت ـ ْ‬
‫حفرِت ـ ِـه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال ـ ــي‪َ َ :‬أو َقـ ــدْ‬ ‫فأخ َ ْﺮُت ـ ُـه‪َ ،‬ف َقـ ـ َ‬ ‫َََْ ُ ﱠ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ ََْ َ َ ﱠ َ ََ ْ‬
‫فأتي ــت الن ِ ـ ـ صـ ـ ى الل ــه عليـ ـ ِـه وسـ ــلم‬
‫ِ‬
‫ََ َ ََ ُُ َ‬ ‫ََ ْ َ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ﱡ ﱠ‬
‫ـدو اللـ ِـه أبــو جهــل وذاك عذابـه ِإ ــى‬ ‫رأيتــه؟ قلــت‪ :‬نعــم‪ ،‬قــال‪ :‬ذاك عـ‬
‫القيامة«‬ ‫َْ ْ َ َ‬
‫يوم ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫بالسوط‪ ،‬ﱠ ُ‬ ‫وضربه ﱠ ْ‬ ‫عقبه َ َ ْ ُ ُ‬ ‫خرج َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫يته ﱠ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫الاستدالل ُرؤ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ﱡ ْ ْ‬
‫فإنه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي َ ِ‬ ‫الرجل ِ‬ ‫محل ِ ِ ِ‬
‫املوك ُل َ ْ‬ ‫ْ ََ ُ ْ ُ َ ﱠ‬
‫بتعذيبه‪.‬‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫امللك‬

‫ُ َْ َ‬ ‫ﱡ ْ َ َ ﱠَ َ ﱡ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ ُ َ‬
‫و‬
‫طريق عر ة‬ ‫عساكر‪ِ ،‬من ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .21‬وأخرج ابن ِأبي الدنيا‪ ،‬والط ﺮ ِاني‪ ،‬وابن‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْبن ُر َو ْيم‪َ ،‬عن ْ ْ َ‬
‫العرباض ْبن َسارَ َية ال ﱠ َ ّ‬
‫ـصحابي َر ِ ـ َ الل ُـه َع ْن ُـه‪ ،‬أ ﱠن ُـه‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪41‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫الل ُه ـ ﱠـم َك ُ ـ َ ْ‬ ‫َ َ ُ ﱡ َْ ُْ َ َ ََ َ َ ْ ُ ﱠ‬
‫ـﺮت ِسـ ـ ِ ّ ‪َ ،‬و َو َه ـ َـن‬ ‫ك ــان ي ِح ــب أن يق ــبض‪ ،‬فك ــان ي ــدعو‪:‬‬
‫فبين َمــا َأ َنــا َ ْيو ًمــا ــي َمـ ْـسجد د َمـ ْ َ‬
‫ـشق‬ ‫ـال‪َ ْ َ َ :‬‬ ‫ـض َإل ْيـ َـك‪َ ،‬قـ َ‬ ‫فاقبـ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َ ْ‬
‫عظ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ ّ َِ َ ْ ُِ ِ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ً َِ ّ ْ َ‬
‫ـاب ِم ـ ــن أجم ـ ـ ِـل‬ ‫وأن ـ ــا أص ـ ـ ِ ي وأدع ـ ــو أن َ أق ـ ــبض‪ِ ،‬إذا أن ـ ــا ِبف ـ ـ ش ـ ـ ٍ‬
‫ـال‪َ :‬مـ ـا َه ـ َـذا ا ﱠل ــذي َت ـ ْ ُ‬ ‫ـضر‪َ ،‬ف َق ـ َ‬ ‫اح أ ْخ ـ َ ُ‬ ‫وعل ْي ــه َر َو ٌ‬ ‫َ ََ‬
‫ـدعو ِب ـ ِـه؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر َج ـ ِـال‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫َ‬ ‫ُْ ُ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ُ ْ ﱠُ ﱠ ُ ْ َ ْ َ َ ََْ َ َْ‬
‫قلــت‪ :‬وكيــف أدعــو؟ قــال‪ :‬قــل‪ :‬اللهــم حــسن العمـ ِـل‪ ،‬وبلــغ ٔالاجـ ِـل‪،‬‬
‫ُ ْ ُ َ ْ َْ َ َ ْ َ ُ َ ﱠ ُ َ َ ََ ََ ُ ﱠ َ ُ ﱡ ْ‬
‫ـسل ال ُحـ ْـز َن‬ ‫تاييــل الـ ِـذي يـ‬ ‫قلــت‪ :‬مــن أنــت يرحمــك اللــه؟ قــال‪ :‬أ َنــا َر ِ‬
‫لم َأر َ ً‬ ‫التفت َف َ ْ‬ ‫ثم ْ َ َ ﱡ‬ ‫املؤمن َن‪ ُ ،‬ﱠ‬ ‫ْ ُ ُ ر ُْْ‬
‫أحدا‪.‬‬ ‫ِمن صدو ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ َ .22‬وأ ْخـ َ َ‬
‫ـال‪ :‬أت ْيـ ُـت‬ ‫ـرج ابــن عــساكر ِ ــي تا ِري ِخـ ِـه‪َ ،‬عـ ْـن ســعيد بــن ســنان قـ‬
‫ﱠَ َ َ َ َ ْ ُ َْ ْ َ َ َْ َ ََ َ‬ ‫َب ْي ـ َـت ْاملَ ْق ــدس ُأ ي ـ ُ‬
‫فبين َم ــا أن ــا َع ــى‬ ‫ـسجد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـدخلت‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـصالة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـد‬ ‫ِ ِ ِر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َذل ـ ـ َـك‪ْ ،‬إذ َس ـ ـ ْ ُ‬
‫جنا َح ـ ـ ِـان ق ـ ـ ْـد أق َب ـ ـ َـل َو ُه ـ ـ َـو َي ُق ـ ــو ُل‪:‬‬ ‫ـمعت َحفي ًف ـ ــا ل ـ ـ ُـه َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ َ َ َْ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ ّ ْ ﱡَ‬ ‫َْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ـوم‪ ،‬س ــبحان امل ِل ـ ِـك‬ ‫ـائم‪ ،‬س ــبحان ال ـ ِـي القي ـ ِ‬ ‫ـدائم الق ـ ِ ِ‬ ‫سـ ـبحان ال ـ ِ ِ‬
‫ُ ْ َ َ ﱠ َ َ‬ ‫ـبحان َر ّب ْ َ َ َ‬ ‫ْال ُق ـ ﱡـدوس‪ُ ،‬س ـ ْ َ َ‬
‫ـدﻩ‪،‬‬ ‫املالئك ـ ِـة وال ـ ﱡـرو ِح‪ ،‬س ــبحان الل ـ ِـه ِوبح ْم ـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـف َ ْيت ُلـ ـوﻩُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ ّ ََْْ ُ ْ َ َ ُ ََ َ َ ُ ﱠ َ ْ‬
‫حفي ـ‬
‫س ــبحان الع ِ ـ ِـي ٔالاع ــى س ــبحانه وتع ــا ى‪ ،‬ث ــم أقب ــل ِ‬
‫ََ َ َُ َ‬ ‫حفيف َ ْ َ‬ ‫َ ُ ُل ْ َ َ َ ُ ﱠ َ ْ َ َ َ ٌ‬
‫يتجاوبون ِ َ ا َح ﱠ ـ‬ ‫حفيف‬
‫ِ ٍ‬
‫بعد َ‬
‫يقو ِمثل ِذلك‪ ،‬ثم أقبل ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ـضهم َقريـ ٌـب ِم ّ ـ َف َقـ َ‬ ‫ـسجد‪َ ،‬فـ َـإذا َب ْعـ ُ ُ ْ‬ ‫ـتأل ا ْ َملـ ْ ُ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫ـال‪َ :‬آد ِمـ ﱞـي؟ قلـ ُـت‪ :‬ن َعـ ْـم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امـ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َْ َ ََْ َ َ‬
‫املالئكة‪.‬‬ ‫هذﻩ ِ‬ ‫قال‪ :‬ال روع عليك‪ِ ِ ،‬‬
‫ْ َ‬ ‫أخر َج ـ ُ‬‫َ‬ ‫َ ﱠ ُْ ُ َْ َ ْ ُ َ َُ َ َ ْ‬
‫طري ـ ِـق أب ــي‬ ‫ِ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫داود‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ـه‬ ‫ومم ــا يم ِك ــن أن ي ــدخل هن ــا م ــا‬ ‫‪ِ .23‬‬
‫ﱠَ‬ ‫من ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫عمومة َ ُله َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫ٔالانصار‪» ،‬أن عبد ﷲ بـن زيـد‬ ‫ِ‬ ‫عم ﺮ بن أنس‪ ،‬عن ُ ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ َ ُ َل ﱠ ّ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫آت‪ ،‬فــأر ِاني‬ ‫ـائم ويقظــان ِإذ أتـ ِـاني ٍ‬ ‫قـ َـال‪ :‬يــا رســو اللـ ِـه‪ِ ،‬إ ِنــي لب ـ ن نـ ِ ٍ‬
‫فكت َمـ ُـه عـ ْ َ‬ ‫الخ ﱠطــاب َقـ ْـد َ ُآﻩ ق ْبـ َـل ذلـ َـك َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ََ َ َُ ُْ ُ ْ َ‬
‫ـشرين‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ٔالاذان‪ ،‬وكـان عمــر بـن‬
‫‪42‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـصالة َألبــي ُن َعـ ْـيم ْال َفـ ْ‬ ‫َ‬
‫ـضل ْبـ ِـن ُدكـ ْ ٍن‪ ،‬ﱠأن عبــد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ـاب الـ ﱠ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْيو ًمــا« ‪َ .‬و ِ ــي ِك َتـ‬
‫أكن َ ِ ً‬ ‫لم َ ُ ْ‬ ‫لقلت‪ّ :‬إني َ ْ‬ ‫لنفﺴ َ ُ ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ﷲ بن زيد َ َ َ ْ َ ّ‬
‫نائما‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫قال‪ :‬لوال ا ِ َ ِامي ِ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫طريـ ـ ِـق ا ْبـ ـ ِـن أ ِبـ ــي ْلي ـ ــى‪َ » :‬جـ ـ َـاء َر ُجـ ـ ٌـل ِمـ ـ َـن‬ ‫ِ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫اود‬ ‫د‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫‪ .24‬و ِ َـ ــي س ـ ـ ِ‬
‫عل ْيـ ــه َثـ ـ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ْ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َ ْ ُ َ ُ ً َ ﱠ ََ‬ ‫َ‬
‫ـوب ْ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ـصار‪ ،‬فقـ ــال‪ :‬يـ ــا رسـ ــول اللـ ـ ِـه‪ ،‬رأيـ ــت رجـ ــال كـ ــأن‬ ‫َٔالانـ ـ ِ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ َ َْ َ ﱠ َ ُ ﱠ َ َ َ َ ْ َ ً ُ ﱠ َ َ َ َ َ َْ‬ ‫َ‬
‫ـال ِمثل َه ــا‪ِ ،‬إال أ ﱠن ـ ُـه‬ ‫ـضرين‪ ،‬ف ــأذن ث ــم قع ــد قع ــدة‪ ،‬ث ــم ق ــام فق ـ‬ ‫أخ ـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َي ُقــو ُل‪َ :‬قـ ْـد قا َمـ ِـت الـ ﱠ‬‫َ‬
‫ـاس ُلقلـ ُـت‪ِ :‬إ ِنــي ك ْنـ ُـت‬ ‫ـصالة‪َ ،‬ولـ ْـوال ْأن َي ُقــو َل ال ﱠنـ ُ‬
‫َ َ َ َ ُ ُل ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ً َْ َ َ‬
‫ـلم‪ :‬لقـ ْـد‬ ‫ـائم‪ ،‬فقــال رســو اللـ ِـه ص ـ ى اللــه عليـ ِـه وسـ‬ ‫َيقظانــا غ ــﺮ ِ ٍ‬
‫ـ‬ ‫ن‬
‫َ َ ﱠُ َ‬
‫الله خ ْ ًﺮا« ‪.‬‬ ‫أراك‬
‫ّ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ـال الـ ﱠ ْ ُ‬ ‫َف َقـ َ‬
‫قولـ ُـه‪ِ " :‬إ ِنــي‬ ‫ـرح ُسـ ِن أبــي داود‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫الع‬ ‫ـدين‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ـشيخ‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ ٌ َ ﱠ ْ َ َِ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ـوم أو يقظـ ٍـة‪،‬‬ ‫ـشكل ؛ ِألن الحــال ال يخلــو عــن نـ ٍ‬ ‫ـائم ويقظــان " مـ ِ‬ ‫لبـ ن نـ ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُُ ﱠ ََْ ُ َ َ َ ً َ ً َ ََْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ـصار كأ ﱠن ـ ُـه‬ ‫قريب ــا ِم ــن اليقظ ـ ِـة‪ ،‬ف ـ‬ ‫خفيف ــا ِ‬ ‫فك ــان م ـرادﻩ أن نوم ــه ك ــان ِ‬
‫َ‬
‫أظ َهـ ُـر مـ ْـن َهـ َـذا ْأن ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ََ َ ٌ ُ َ َ ّ َ ٌ َْ َ ﱠ ْ َ ََْ َ ُْ ُ ْ‬
‫يح َمـ َـل‬ ‫ِ‬ ‫ـوم واليقظـ ِـة‪ .‬قلــت‪:‬‬ ‫درجــة متو ِســطة ب ـ ن النـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـاب ٔالا ْح ـ ـ ـ َـوال َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫تع َ ـ ـ ــﺮي أ ْرَب ـ ـ ـ َ‬ ‫الحا َل ـ ـ ــة ﱠال ـ ـ ـ َ ْ‬ ‫َع َ ـ ـ ــى ْ َ‬
‫ـشاهدون ِف َ ـ ـ ــا َم ـ ـ ــا‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ـشاهدو َن‪َ ،‬و َي ْ َ‬ ‫ُي َ ُ‬
‫ـصحابة َر ِ ـ َ اللـه عـ ُ ْم هـ ْـم‬ ‫ـسمعون‪ ،‬وال ﱠ‬ ‫ـسمعون مــا ي َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫رءوس أ ْرَباب ْ َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ‬
‫ٔالاحوال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ﱠ َ َ َ َ‬ ‫َو َقـ ْـد َو َر َ‬
‫أحاديــث ﱠأن أبــا بكــر وعمــر وبــالال َر ْأوا ِمثـ َـل َمــا َرأى‬ ‫ـدة‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عب ـ ــد ﷲ ب ـ ــن زي ـ ــد‪َ .‬وذك ـ ـ َـر إم ـ ــام الح ـ ــرم ن ِ ـ ــي ال ِ َ ا َي ـ ـ ِـة‪ ،‬والغزا ِ ـ ـ ﱡـي ِ ـ ــي‬
‫َ‬
‫ـصحابة ُ ﱡكل ُه ـ ْـم َق ـ ْـد َ َأى م ْث ـ َـل َذل ــك‪َ.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ ْ ََ َ َ‬
‫ـسيط‪ ،‬أن ِب ــضعة ع ــشر ِم ــن ال ـ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الب ـ ِ ِ‬
‫‪43‬‬ ‫رؤية رسول ﷲ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫ـاألذان َف ـ َ َ ُ‬
‫ـسمعه عم ــر وب ــالل ِج ْ ِﺮي ـ ُـل‬
‫ََْ‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َو ــي ْال َح ــديث ]َﱠأن[ ا ﱠل ــذي َن ـ َ‬
‫ـادى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َِ‬
‫أخرجه الحا ث بن أبي أسامة ي ُ ْ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ْ‬
‫مسندﻩ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬

‫أخر َجـ ـ ُـه ابـ ــن عـ ــساكر ـ ــي َتاريخـ ــه‪َ ،‬عـ ـ ْـن ُ َ‬ ‫َُ ْ ُ َ َ َ َ ْ‬
‫مح ﱠمـ ـ ِـد ْبـ ـ ِـن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ـشبه هـ ــذا مـ ــا‬ ‫ويـ ـ ِ‬
‫ُْْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ﱠ َ ﱠ ﱠ ُ َ َ ْ َ َ ﱠ َ َ‬
‫ـلم َع ــى أبــي بكــر‬ ‫ـدر قــال‪» :‬دخــل رســول اللـ ِـه صـ ى اللــه عليـ ِـه وسـ‬ ‫املنكـ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عندﻩ‪َ َ َ ،‬‬ ‫َف َر ُآﻩ َثقيال‪ْ ْ َ َ َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫فدخل َع ى عائشة ِ ُليخ ِ َ َﺮها ِ َبو َج ِـع أبـي‬ ‫فخرج ِمن ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ﱠ ﱡ َ ﱠ ﱠ ُ َ َْ‬ ‫ْ َ ََ‬
‫يستأذن‪ ،‬فدخل فجعل الن ِ صـ ى اللـه علي ِـه‬ ‫ِ‬ ‫بكر‪ ،‬إذ دخل أبو بكر‬
‫َ َ ﱠ َ ِ َ َ َ ﱠ ُ َ َ ﱠ َ ﱠ ُ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ﱠ َْ‬
‫العافي ـ ِـة‪ ،‬فق ــال‪ :‬م ــا ه ــو ِإال أن‬ ‫ِ‬ ‫وس ــلم يتعج ــب ِمل ــا عج ــل اللــه ل ــه ِم ــن‬
‫ـسالم‪َ ،‬فـ َ َ َ‬ ‫عل ْيــه الـ ﱠ َ ُ‬ ‫ْ ُ ََ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َََ‬ ‫ََ‬
‫خر ْجـ َـت مـ ْـن ع ْ‬
‫ِ‬ ‫ـسطع‬ ‫ِ‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ﺮ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫ـاني‬
‫ِ‬ ‫ـ‬‫ت‬ ‫فأ‬ ‫ـوت‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫فغ‬ ‫ـدي‬
‫ِ‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ً َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ْ ُ ََ َ ﱠ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫نوم« ‪.‬‬ ‫حال ال غفوة ٍ‬ ‫هذﻩ غفوة ٍ‬ ‫سطعة‪ ،‬فقمت وقد ب ِرأت‪ .‬فلعل ِ ِ‬

You might also like