Professional Documents
Culture Documents
دورة خبير تغذية درجة ثالثة
دورة خبير تغذية درجة ثالثة
إن علم التغذية بحر كبير واسع ،ولقب الخبير حقيقة لقب
كبير ويحمّل صاحبه مسؤولية كبيرة تدفعه لتطوير نفسه
وإثراء خبراته باستمرار ليكون أهالً لهذه التسمية،
ونظراً لقصر المدة الزمنية لهذه الدورة التي ستتفرد
بمواضيع تعنى بالتغذية فقط دون التدريب ،سنحاول
جاهدين تقديم المفيد فيما يتعلق بتغذية الرياضيين
بشكل مبسط وبإيجاز ،مراعاة منا لمدة الدورة وألن هدفنا
في نهاية المطاف تقديم النوع على حساب الكم.
عندما نتحدث عن تغذية الرياضيين فنحن ندور بالدرجة
األولى في فلك خسارة الدهون أو اكتسابها ،إال ان هذا
اليعني البتة أن تغذية الرياضيين تنحصر في الفلك
السابق بل تتوسع لتشمل العناصر األساسية الالزمة
للبناء العضلي وطرق حساب السعرات الحرارية والتغذية
المناسبة قبل البطوالت وبعدها والكثير من المواضيع
الهامة األخرى.
عندما نتحدث عن النسيج الدهني يتبادر في أذهاننا
على الفور ذلك النسيج أصفر اللون الذي تنحصر مهمته
في تخزين الدهون فقط بهدف استخدامها الحقاً ،إال ان
واقع الحال ليس كذلك أبداً فهذا النسيج الدهني ال يقل
اهمية أبداً عن الغدد الصماء التي تفرز العديد من
الهرمونات الهامة
فباإلضافة لكونه يشكل خزاناً استراتيجياً للطاقة لحين
الحاجة إليها ،يشكل النسيج الدهني وسادة تحمي
العظام والعضالت من االحتكاك المباشر باألشياء التي
نتعامل معها عادة ،ووسادة تفصل بين العضالت والتراكيب
التشريحية األخرى ،أما أدواره األخرى التي قد يجهلها
بعضنا ،قدرته على إفراز العديد من الهرمونات والوسائط
الكيميائية الهامة
ولعل أهمها إفرازه لهرمون الليبتين او كما يسمى هرمون
الشبع والذي يعمل كما يشير اسمه على تعزيز شعور الشبع
ً
نوى خاصة مجهزة وتثبيط شعور الجوع عبر تأثيره على
الستقباله في الدماغ.
وهرمون الريزستين الذي يزيد من إنتاج الكولسترول سيء
السمعة LDLفي الخاليا الكبدية ويخفض من قدرة مستقبالت
الكولسترول الموجودة في الكبد مايؤدي في نهاية المطاف
إلى ضعف قدرة الكبد على التخلص من الكولسترول الفائض
عن الحاجة ،وهذا مايحصل حرفياً لدى األشخاص البدينين.
وهرمون األديبونكتين الذي يعمل على ضبط مستويات السكر
وأكسدة األحماض الدهنية.
وانزيم ليبو بروتين ليباز المنحل في الماء الذي يقوم بحلمهة
الغليسريدات الثالثية تمهيداَ لنقلها وأكسدتها.
وأنزيم ( )PAI_1الذي يلعب دوراً في التخثر.
واألديبسين vascular indothelial growth factorالذي
يلعب دوراً كبيراً في تشكيل اوعية دموية جديدة بعد اإلصابات
وتشكيل اوعية دموية جديدة في النسج العضلية الجديدة.
والعديد من الوسائط الهامة التي تدعم الوظيفة المناعية
وتحفز إنتاج الطاقة لزيادة حرارة الجسم مثل IL_6و TNFa
وغيرها.
نالحظ إذاً أن النسيج الدهني ليس خزاناً فحسب ،إنما عضو مهم
كباقي األعضاء لديه العديد من الوظائف الهامة.
أنواع النسيج الدهني
إذا أردنا تقسيم النسيج الدهني نجد بأننا قادرون على تقسيمه
إلى نوعين:
نسيج دهني أبيض WATونسيج دهني بني BAT
يختلف النوعان السابقان عن بعضهما اختالفاً جذرياً فوظائف
النسيج الدهني األبيض
. ١العزل الحراري
. ٢يعمل كوسادة ميكانيكية
. ٣يعد مصدراً للطاقة.
هذا النسيج الذي نراه بوضوح في منطقة الخصر واألرداف
واألفخاذ وحول األعضاء الداخلية عميقاً ليشكل مايعرف
بالدهون العميقة.
أما النسيج البني فله وظيفة واحدة أال وهي إنتاج الحرارة
يعود لون هذا النسيج إلى التوعية الدموية الغزيرة وإلى
الجسيمات المولدة للطاقة(الميتوكوندريا) الحاوية للحديد
يتواجد النسيج البني في منطقة الرقبة أمامها وخلفها وعلى
جانبي العمود الفقري وقريباً من العقد اللمفية.
إن لهذا النسيج دوراً كبيراً في زيادة معدالت االستقالب بما
يسهل عملية خسارة الدهون ،وهذا ماجعل العلماء مؤخراً
يصبون جل اهتمامهم لالستفادة القصوى منه ،وهذا ماتم
بالفعل ،إذ لجؤوا إلى أخذ خزعات من النسيج الدهني األبيض
وقاموا بوضعها في أوساط خارجية تحوي عوامل نمو وعوامل
أخرى داخلية المنشأ لمدة تتراوح بين األسبوع والثالثة
أسابيع ،وهذا ما ساهم بتحول النسيج األبيض إلى نسيج
بني استطاعوا زرعه مجدداً في العينة الهدف لالستفادة منه
في تسريع خسارة الدهون.
من المالحظات الهامة التي يجب ذكرها هنا في هذا السياق هي
انخفاض أداء وقدرة النسيج الدهني البني عند التقدم بالعمر وهذا
مايفسر صعوبة خسارة الدهون لدى المتقدمين في السن ناهيك
عن انخفاض مستويات التستوسترون أيضاً والذي يساهم بدرجة
كبيرة في خسارة الدهون.
كما تنخفض قدرته أيضاً كلما ازدادت مستويات البدانة وعند مرضى
السكري أيضاً.
تقودنا السطور السابقة إلى فهم الحالة الفيزولوجية لدى كبار
السن ومفرطي البدانة ومرضى السكري من حيث الصعوبة التي
يواجهونها في رحلة خسارة الدهون وشرح ذلك بدقة لهم كي
اليشعروا باإلحباط أو يدخلوا في دوامة الكآبة نظراً للتقدم ببطء.
ماهي العوامل التي تؤثر في توزع دهون
الجسم؟
يختلف توزع الدهون في أجسام مرتادي صاالتنا الرياضية
فنجد البعض يختزن القسم األكبر من دهونه في القسم
العلوي من الجسم واآلخر في السفلي ،هل كان ذلك
محض صدفة أم أن للموضوع دالالت أعمق؟
تتحكم الوراثة حقيقة بدرجة كبيرة في هذا األمر فنجد عائالت ما
تختزن دهونها في منطقة معينة وأخرى في منطقة أخرى ،كما
يلعب الجنس دوراً كبيراً في ذلك فالذكور تميل الختزان الدهون في
منطقة الخصر بينما تميل اإلناث الختزانها في منطقة األرداف ،كما
تلعب المرحلة العمرية دوراً أيضاً ولدى اإلناث على وجه الخصوص،
فبعد سن الحكمة نجد أن النساء الالتي كن رشيقات نحيالت
الخصر ،قد ملن الختزان الدهون في منطقة الخصر أكثر من
المناطق السفلية وهذا يعود إلى انخفاض نشاط هرمون ليبوبروتين
ليباز LPLفي المناطق السفلية ،وهذا مايتوجب علينا معرفته
كاختصاصي تغذية للرياضيين لشرح أبعاد األمر ووضع األمور في
نصابها أمام متدربينا.
كيف تتم عملية تخزين الدهون؟
سؤال بالغ األهمية ولإلجابة عليه دعونا نأخذ مثاال ً شديد البساطة
خزان الماء الموجود فوق كل بناء والذي نعلم جميعنا أن له حجماً
محدداً ال يمكن تجاوزه إال بتصميم آخر يحمل حجماً مختلفاً ،فلو
قمنا بمأله بما يفوق حجمه لوجدنا أن الماء سينسكب دون شك
ولن يحتفظ الخزان إال بما يتوافق مع حجمه فقط.
ماذا عن النسيج الدهني هل يحاكي المثال السابق؟
اإلجابة ( ال ) بكل تأكيد إذ يمكن للخاليا الدهنية أن تمتأل لتصل
حدوداً مهولة.
كم سمعنا عن أشخاص وصلت أوزانهم إلى ٣٠٠كغ او نصف الطن
أحياناً ودخلوا موسوعة غينيس.
إذاً فالخاليا الدهنية التزداد عدداً بل تزداد حجماً وهذا المنطق
صحيح طالما كان حديثنا عن أشخاص تجاوزوا سن البلوغ ،إال
أن األمر ليس كذلك في سنوات الطفولة وفي مرحلة البلوغ إذ
ماً وحجماً ،وهذا مايدعوناتستطيع الخاليا الدهنية االزدياد ك ّ
إلى عدم التساهل أبداً في حاالت البدانة التي قد نصادفها
ألطفال ويافعين مبررين ذلك أنهم مازالوا في طور النمو والبناء
والخوف عليهم يستحق الذكر!!!!!
البدانة حالة مرضية في كل المراحل العمرية وال يجب
التساهل أبداً حيالها.
بالعودة إلى موضوع فقرتنا الرئيس نجد أن هذا النسيج
الدهني المكون من خاليا دهنية قابلة للتمدد إلى أقصى
الحدود يمكن ان يمتأل بهذا المحتوى الدهني والذي ماهو
إال ثالثيات أسيل الغليسرول ،بعبارة أبسط اجتماع ثالثة
أحماض دهنية مع الغليسرول
تتشكل هذه األخيرة في الكبد عند تناول فائض من
الكربوهيدرات أو البروتينات او الدهون بطبيعة الحال.
هل نفقد الخاليا الدهنية عند حرق الدهون؟
تتم خسارة الدهون حقيقة أو اكتسابها عندما نقوم بخلق عجز او
فائض في احتياجنا اليومي من السعرات الحرارية وهذا أمر
منطقي.
وإن شئنا الحديث عن خسارة الدهون أوال ً فنجد أنه باإلضافة لخلق
عجز بالسعرات الحرارية دون حاجتنا فنحن نحتاج إلى مراعاة
استثارة األطعمة المختلفة لهرمون األنسولين فاألطعمة التي
تستثيره بشده تعمل على خفض منسوب سكر الدم سريعاً وقدح
زناد منعكس الجوع ،مايفضي إلى الحاجة سريعاً وفي وقت قريب
لتناول وجبة أخرى ترفع سكر الدم مجدداً ،أو قد يجد المرء نفسه
مضطراً للتعايش مع هذه الحال األمر الذي يجعل سلوكه عدوانياً،
خموال ً تعباً طوال الوقت حتى تحين الوجبة التالية وقد يترك الحمية
سريعاً فيفشل أمر خسارة الدهون برمته.
نستنتج إذاً أن حمية خسارة الدهون المثالية
التتوقف على حساب السعرات الحرارية بدقة فقط
بل تراعي أيضاً سلوك األطعمة المختلفة أثناء
عملية الهضم وبعدها والمدى الذي تستثير به
هرمون األنسولين.
كما يتوجب عند التخطيط ألية حمية غذائية التفكير بشكل جدي
في آلية طرح السموم من الجسم ،لشرح السطر السابق دعونا
سلم بأن جميع األطعمة التي نتناولها تعد بشكل او بآخر مصدراً نُ َ
للسموم ،إذ يدخل في زراعة األغذية المختلفة العديد من
األسمدة والمياه الملوثة والمع ِّ ّ
دالت الوراثية التي ال يستطيع
الجسم التعرف عليها والتعامل معها واستقالبها ،األمر الذي يجعله
يقوم بتخزينها كما هي في النسيج الدهني ،وعند تحرر االحماض
الدهنية بهدف أكسدتها لتوليد الطاقة تتحرر هذه السموم أيضاً
لتستهدف الجسيمات المولدة للطاقة (الميتوكوندريا) ،ومن جهة
أخرى تلعب دوراً معاكساً للهرمونات األخرى التي تسرع من حرق
الدهون.
إن الحمية الغذائية الغنية بالفاكهة بشكلها الكامل ال
عصائرها والغنية بالخضروات قادرة على قتل هذه الجذور
الحرة أي السموم ومنعها من استهداف جسيمات توليد
الطاقة.
هذا يفسر لماذا نوصي دائماً أن تحتوي الوجبة
الغذائية على بعض الخضروات الطازجة والفاكهة
الموسمية.