‫المدخل‪ :‬االستجابة‬

‫الموضوع‪ :‬فقه األسرة‪ :‬رعاية األطفال وحفظ حقوقهم‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪ :‬يرتبط هذا املوضوع بسلسلة الدروس املتعلقة بفقه األسرة‪ ،‬والذي سنحاول من خالله إبراز مسؤولية األسرة يف‬
‫رعاية األطفال وحفظ حقوقهم ودورها يف حتقيق الصالح وتربية األفراد على القيم اإلسالمية احلميدة وجعلهم مؤهلني لعمارة‬
‫األرض؛ خصوصا أمام مشكالت هتددهم وتعرض حقوقهم للضياع كجهل بعض اآلباء مبسؤوليتهم اجتاه أبنائهم أو ما ميكن أن‬
‫يتعرضوا إليه من إمهال خصوصا يف حال الطالق أو اليتم‪.‬‬

‫‪ .I‬السند‪:‬‬
‫مقاربتنا هلذا املوضوع تنطلق من النص التايل‪:‬‬
‫َ َ َ ُ ْ ُ ٓ ْ َ ُ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ٗ َ ُ ُ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ارة﴾ [سورة التحرمي‪]6:‬‬ ‫وجل‪َ ﴿ :‬يَٰٓأ ُّي َها َ۬اذلِين ءامنوا قوا أنفسكم وأهلِيكم نارا وقودها َ۬انلاس والحِ ج‬
‫عز ّ‬‫قال اهلل ّ‬
‫‪ .1‬الشرح والفهم‬
‫قوا‪ :‬فعل أمر من وقى يقي أي محى‪ ،‬واخلطاب موجه للمؤمنني وهو ما يدل على أن رعاية األبناء والقيام بشؤوهنم‬
‫من واجبات اإلميان‪.‬‬
‫‪ .2‬املضمون‬
‫يدل اخلطاب اإلهلي على مسؤولية اإلنسان عن وقاية النفس واألهل من كل املهالك اليت تؤدي إىل غضب اهلل‬
‫تعاىل واستحقاق عذابه‪ ،‬وهو ما جيعل رعاية األبناء خصوصا فرتة الطفولة من أعظم واجبات اإلميان‪.‬‬

‫حتليل املضمون‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ .1‬مفهوم رعاية األطفال‪:‬‬

‫«القيام بشؤوهنم وتلبية حاجاهتم اجلسدية والنفسية والعقلية والروحية‪ ،‬مبا يضمن حقوقهم وحيقق لديهم شخصية‬
‫سليمة متوازنة‪ ،‬وفق منهج اإلسالم وتعاليمه»‬
‫‪ .2‬خصائص رعاية األطفال‪:‬‬

‫من أهم اخلصائص اليت متيز رعاية األطفال يف اإلسالم كوهنا ربانية أوجبها اهلل على األبوين وجعلها من‬
‫مسؤوليات األسرة‪ ،‬أسندها اهلل تعاىل إىل الوالدين‪ ،‬حبكم ما أودع فيهما من استعداد فطري لرعايتهم واالعتناء‬
‫هبم‪ ،‬وحبهم والتضحية يف سبيل االستجابة حلاجاهتم املتعددة‪ ،‬وذلك وفق أحكام شاملة وواقعية ومتوازنة‬
‫تضمن للطفل كافة حقوقه‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫‪ .3‬حقوق األطفال الواجبة على األسرة واجملتمع‪:‬‬

‫حيتاج الطفل إىل ع ّدة حقوق تضمن حريته وكرامته والتوازن يف شخصيته‪ ،‬ومن أهم احلقوق الواجبة على‬
‫األسرة واجملتمع‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬احلق يف احلياة‪ ،‬وذلك بتحرمي اإلجهاض والقتل؛‬

‫‪ ‬احلق يف النسب‪ ،‬وذلك بتشريع الزواج وحترمي الزنا؛‬
‫‪ ‬احلق يف النفقة ‪ ،‬وذلك بتوفري كل ما يلزم من طعام وكسوة وتعليم وعالج‪ ،‬حسب القدرة واالستطاعة‪،‬‬
‫وهو حق واجب على األب مث األم مث األقرب فاألقرب‪ ،‬وإال حتملت مسؤولية ذلك الدولة؛‬
‫‪ ‬احلق يف احلضانة ‪ ،‬ويتوالها األبوين‪ ،‬مث األم حال الطالق‪ ،‬مث األب يف حال وفاهتا أو مبوجب شرعي‬
‫يسقط عنها احلضانة‪ ،‬مث تنتقل إىل األقارب األوىل فاألوىل شرعا حتت مراقبة القضاء‪ ،‬وأما اليتيم فتجب‬
‫حضانته ملن تطوع من أقاربه حتت مراقبة القضاء؛‬
‫‪ ‬احلق يف الرتبية والتعليم‪ ،‬وذلك برتبية الطفل على مكارم األخالق والقيم اإلسالمية‪ ،‬وضمان كل سبل‬
‫التعلم النافع املفيد‪.‬‬
‫‪ .4‬أسس رعاية األطفال وحفظ حقوقهم‪:‬‬

‫رعاية األطفال مسؤولية جسيمة‪ ،‬جيب أن تتأسس على املبادئ التالية‪:‬‬

‫• املودة والرمحة يف تربيتهم ورعايتهم‪ :‬وذلك بالتعبري الدائم هلم عن مشاعر احملبة والتضحية من أجلهم‬
‫والصرب على ذلك؛‬
‫• العدل وجتنب التفضيل والتمييز بدون حق؛‬
‫• اعتماد احلوار وأسلوب اإلقناع أثناء توجيههم‪ :‬ملا للحوار البناء املفيد من أثر بالغ يف تنمية شخصية‬
‫الطفل وتعزيز الثقة بالنفس لديه؛‬
‫• تأديبهم وتصحيح سلوكهم‪ :‬وذلك بزجرهم وهنيهم عند ارتكاب األخطاء وبيان خطر ذلك‪ ،‬ومعاقبتهم‬
‫بطرق تربوية تساعدهم على تصحيح أخطائهم واالستفادة منها بعيدا عن كل أنواع التعنيف اجلسدي‬
‫واللفظي والنفسي‪.‬‬

‫‪2‬‬