Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة
-يتضمن قانون الصرف المنظم لألوراق التجارية عدة ضمانات للوفاء بقيمة السفتجة لكي
يطمئن حاملها للحصول على حقه وحتى تؤدي الورقة التجارية وظائفها اإلقتصادية كأداة وفاء
وائتمان.
أولى الضمانات التي تنشأ عن طبيعة السفتجة هي تقديمها للقبول من جانب الحامل إلى
المسحوب عليه قبل ميعاد اإلستحقاق ليتأكد من مديونيته ويعرف هذا اإلجراء بتقديم السفتجة
للقبول ،فإذا وقع المسحوب عليه بقبول السفتجة على ذات السند أصبح ملتزما شخصيا وصرفيا
بدفع قيمتها اتجاه الحامل الذي يكتسب بذلك ضمانا جديدا.
وبما أن الساحب ينشئ السفتجة ألنه في الغالب دائن للمسحوب عليه أو سيصبح دائنا له في
تاريخ اإلستحقاق وهذا الدين الذي للساحب على المسحوب عليه يسمى اصطالحا مقابل الوفاء
ويعتبر من ضمانات الوفاء ألنه يؤكد حق الحامل في استيفاء قيمتها.
ولدعم مركز الحامل ومنح ضمان لإلئتمان اعتبر القانون جميع الموقعين على السفتجة
مسؤولين بالتضامن قبل الحامل عن الوفاء بقيمتها.
وقد ال يكتفي حامل الورقة التجارية بهذه الضمانات فيشترط توقيع ضامن احتياطي يلتزم بدفع
قيمتها عند اإلقتضاء.
نخلص من هذا العرض أن ضمانات الوفاء بالسفتجة تتمثل في األتي:
القبول – مقابل الوفاء -التضامن -الضمان اإلحتياطي وهي ما سنتناولها بالدراسة.
-6-
الــقــبــــول
-يقصد بالقبول تعهد المسحوب عليه كتابة بالوفاء بقيمة السفتجة في ميعاد اإلستحقاق وإن
توقيع المسحوب عليه هو أساس التزامه صرفيا قبل الحامل إذ يظل المسحوب عليه بعيدا عن
السفتجة قبل توقيعه بالقبول ويستطيع رفض الوفاء بقيمتها في ميعاد اإلستحقاق.
األمل أن القبول حق للحامل وليس التزاما عليه فإذا أغفل الحامل مطالبة المسحوب عليه
بالقبول فإنه ال يعتبر مهمال وال يتعرض لخطر سقوط حقه ب ألن القبول هو في الحقيقة زيادة
في الضمان المقدم للحامل والذي يجعله مطمئنا إلى أن السند ستدفع قيمته عند اإلستحقاق غير
أن هذا األصل ترد عليه بعض اإلستثاءات تحد من حرية الحامل في عرض السفتجة للقبول.
-الحاالت التي يجب فيها عرض السفتجة للقبول :قد يلتزم الحامل بتقديم السفتجة للقبول إما
بناءا على اتفاق وإما بناءا على نص القانون.
يلتزم الحامل بتقديم السفتجة للقبول إذا اشترط الساحب ذلك في السفتجة وقد يقترن هذا الشرط
بميعاد معين يجب فيه تقديم السفتجة للقبول فيقال " إدفعوا بموجب هذه السفتجة التي يجب أن
تقدم للقبول خالل شهر من تاريخه " إذ يهم الساحب معرفة موقف المسحوب عليه ليتدبر أمره
في حالة رفض القبول وإذا لم يقم الحامل بتقديم السفتجة للقبول في الميعاد الذي اشترطه
الساحب فإنه يعد حامال مهمال.
يجوز للمظهر أيضا أن يشترط تقديم السفتجة للقبول مع تحديد ميعاد أو دون تحديد ميعاد مالم
يكن الساحب قد وضع في السفتجة شرط عدم القبول (المادة )05/403وال يكون لهذا الشرط
أثره إال بالنسبة للمظهر الذي وضعه.
يلتزم الحامل بتقديم السفتجة للقبول إذا كانت السفتجة مستحقة األداء بعد مدة معينة من اإلطالع
عليها.
ألن تاريخ اإلستحقاق يحدد في هذه الحالة بتاريخ القبول ولقد رأينا أن المشرع اشترط تقديم
السفتجة للقبول في هذه الحالة خالل سنة من تاريخ انشاءها ومنح للساحب الحق في تمديد هذه
المدة أو تقصيرها كما منح للمظهرين الحق في تقصير هذه المدة فقط المادة 04/403من
القانون التجاري.
-7-
* -الحاالت التي ال يجوز فيها تقديم السفتجة للقبول
-إذا كانت السفتجة مستحقة األداء لدى اإلطالع إذ أن عرضها على المسحوب عليه يكون
للمطالبة بقيمتها بدال من المطالبة بالتعهد بالوفاء بقيمتها.
-إذا كانت السفتجة متضمنة شرط عدم تقديمها للقبول إذ قد يخشى الساحب أن يعرض السند
للقبول قبل أن يوصل مقابل الوفاء إلى المسحوب عليه فيرفض هذا األخير القبول مما يضر
بمصلحة الساحب وسمعته التجارية وقد يرى الساحب أال فائدة من القبول لتأكده من دفع قيمة
السفتجة في اإلستحقاق وقد يخشى الساحب رفض المسحوب عليه القبول ليس بسبب إنتفاء
مقابل الوفاء لديه بل ألنه ال يرغب في اإللتزام صرفيا .
وال يجوز إدراج شرط عدم القبول إذا كانت السفتجة مستحقة الدفع عند شخص أخر غير
المسحوب عليه أو كانت مستحقة الدفع في مكان أخر غير موطن المسحوب عليه وذلك حتى ال
تسحب السفتجة على أشخاص وهميين المادة 03/403من القانون التجاري.
وإذا قدم الحامل السفتجة للقبول رغم شرط عدم التقديم للقبول ورفض المسحوب عليه القبول
فإن الحامل ال يستطيع اإلستناد إلى هذا الرفض للرجوع على الموقعين قبل اإلستحقاق.
-يجوز تقديم السفتجة للقبول من حاملها أو من مجرد حائز لها إذ ال يتحقق المسحوب عليه من
حقوق أو شخصية من يطالبه بالق بول آلنه ال يلتزم بتوقيعه اتجاه هذا األخير وانما اتجاه الحامل
الشرعي للسفتجة.
ويطلب القبول من المسحوب عليه وفي موطنه ولو كان الدفع مشترطا في محل شخص أخر إذ
ليس لهذا األخير صفة في القبول بدال من المسحوب عليه بل إن مهمته تقتصر على الدفع في
ميعاد اإلستحقاق.
وللحامل أن يطلب القبول في أي وقت يشاء بين تاريخ اإلنشاء للسفتجة وتاريخ استحقاقها
وللساحب أو ألحد المظهرين أن يشترط تقديم السفتجة للقبول خالل ميعاد معين أو عدم تقديمها
للقبول قبل ميعاد معين.
وإذا قدمت السفتجة للمسحوب عليه للقبول فإنه ال يلزم بقبولها أو برفضها فورا بل إن القانون
يمنحه الحق في طلب تقديم السفتجة إليه مرة ثانية في اليوم التالي للتقديم األول حتى يتسنى له
فحص حساباته مع الساحب والتأكد من وجود مقابل الوفاء في ميعاد اإلستحقاق وإذا رفض
المسحوب عليه القبول عند تقديم السفتجة إليه مرة ثانية وجب أن يذكر في اإلحتجاج أن
المسحوب عليه طلب تقديم السفتجة اليه مرة ثانية حتى ال يعد اإلحتجاج متأخرا ألن التقديم
الثاني من شأنه زيادة يوم في الميعاد الذي يجب أن يتم فيه اإلحتجاج لعدم القبول.
-8-
* -متى يلزم المسحوب عليه بالقبول؟
ال يلزم المسحوب عليه كأصل عام بقبول السفتجة عند تقديمها إليه ولو كان قد تلقى مقابل
الوفاء من الساحب إذ أن هذا القبول يجعله خاضعا ألحكام قانون الصرف القاسية غير أن
المسحوب عليه يكون مجبرا على قبول السفتجة إذا كانت السفتجة قد أنشئت لتنفيذ اتفاق متعلق
بالتزوي د بالبضائع ومبرم بين تاجرين وأوفى الساحب بالتعهدات التي التزم بها بمقتضى العقد
طبقا للمادة 08/403من القانون التجاري.
* -شروط القبول :تتمثل في شروط موضوعين وأخرى شكلية وهي كمايلي:
أ -شروط موضعية :يجب أن يصدر القبول من شخص مؤهل التوقيع على السفتجة إذ يجوز
اإلحتجاج بنقص األهلية في مواجهة كل حامل ولو كان حسن النية ويشترط في القبول أيضا أن
يكون خاليا من عيوب اإلرادة وإال كان باطال.
كما ال يجوز أن يكون قبول المسحوب عليه معلقا على شرط ،فإما أن يقبل السند أو رفضه
ومن حق الحامل اعتبار المسحوب عليه رافضا لقبول السحب إذا كان القبول معلقا على شرط
أما إذا كان الشرط يوضح العالقة مع الساحب يهدف حفظ حقوقه قبل الساحب كأن يذكر عبارة
" مقبول على المكشوف " للداللة على أنه لم يتلق مقابل الوفاء أو إذا عين (مكانا) محال
مختارا لدفع قيمة السفتجة ففي هذه الحالة ال يعتبر رفضا للسند.
-ويمكن أن يقتصر القبول على جزء من قيمة السفتجة (القبول الجزئي) وهو أمر أجازه
القانون بهدف تخفيف بعض المسؤولية المترتبة على مظهري السند والضامنين اإلحتياطيين
ويكون للحامل في هذه الحالة توجيه احتجاج عدم القبول بالنسبة للقدر الباقي غير المقبول.
ب-الشروط الشكلية:
بالرجوع لنص المادة 405من القانون التجاري يجب أن يكون القبول مكتوبا تتضمن صيغته
ما يكشف عن إرادة المسحوب عليه في القبول كأن يستعمل كلمة (مقبول) ويجب أن يضع
توقيعه بجانب هذه العبارة على الصفحة الداخلية من السفتجة (باطن الورقة).
وليس من الضروري كتابة كلمة مق بول إلثبات قبول المسحوب عليه إذ يعتبر توقيع المسحوب
عليه على السفتجة ولو لم يقترن بأي بيان مقبوال.
وليس من الضروري أيضا ذكر تاريخ القبول إال إذا كانت السفتجة مستحقة األداء بعد مضي
مدة معينة من اإلطالع أو كانت واجبة التقديم للقبول في مدة معينة بناءا على شرط خاص وإذا
لم يؤرخ القبول في هاتين الحالتين جازا للحامل أن يثبت عدم وجود التاريخ باحتجاج يحرر
في الميعاد القانوني ليحفظ حظه في الرجوع على المظهرين وعلى الساحب.
-9-
* -أثـار الـقـبـــول:
-10-
-لقد منح المشرع للحامل بعض الضمانات في حالة امتناع للمسحوب عليه عن القبول (قبول
كلي أو جزئي) فيحق له الرجوع على الساحب والمظهرين قبل اإلستحقاق.
كما يحق للحامل الرجوع على الساحب والمظهرين قبل اإلستحقاق في حالة إفالس المسحوب
عليه سواء أكان قبل السند أم لم يقبله أو في حالة إفالس الساحب إذا تضمنت السفتجة شرط
عدم تقديمها للقبول على أنه يجوز للضامنين عند الرجوع عليهم في هاتين الحالتين أن يطلبوا
من رئيس المحكمة المختصة إقليميا وفي خالل ثالثة أيام من تاريخ الرجوع عليهم أن يمنحهم
ميعادا للوفاء فإذا وجد القاضي مبررا لذالك ،عين في الحكم التاريخ الذي يجب أن يحصل فيه
الوفاء بشرط أن ال يتجاوز الميعاد الممنوح لتاريخ اإلستحقاق األصلي طبقا للمادة 426من
القانون التجاري.
-11-
الـقـبــول بـطـريــق الـتـدخـــل
إن اإلمتناع عن القبول يجيز للحامل الرجوع على الموقعين السابقين بدفع قيمة السفتجة قبل
ميعاد اإلستحقاق ولدرء خطر الرجوع المباشر على الموقعين يجوز أن يتقدم الغير لقبول
السفتجة عن أحد هؤالء الموقعين ويسمى هذا القبول (القبول بطريق التدخل).
-يجوز أن يحصل القبول بطريق التخل من الغير -شخص ال عالقة له بالسفتجة-أو من أحد
الموقعين على السفتجة كالساحب أو أحد المظهرين أو الضامن اإلحتياطي أو المسحوب عليه
غير القابل وتبدوا مصلحة المسحوب عليه في قبول السفتجة بالتدخل بعد أن يرفضها قبوال
أصليا في أن قبولها بطريق التدخل ال يشكل للساحب قرينة على وصول مقابل الوفاء
للمسحوب عليه كما يحق للمسحوب عليه بطريق التدخل إذا دفع قيمة السند على المكشوف أن
يرجع على الشخص الذي تدخل لمصلحته وعلى جميع الملزمين بالسند السابقين في حين لو
دفع قيمة السند بصفته مسحوبا عليه فال يحق له الرجوع إال على الساحب وحده وقد يكون من
الغير كأن يكون مكلفا بالقبول بطريق التدخل من الساحب أو أحد المظهرين في حالة امتناع
المسحوب عليه وقد يكون فضوليا يهدف إلى صيانة شرف أحد الموقعين ( أحد أقاربه أو
أصدقائه)
وإذا تعدد القابلون بطريق التدخل فليس هناك ما يمنع قانونا حصول القبول منهم جميعا ولكن
إذا وجد في السند من عين للقبول عند اإلقتضاء أعطيت له األفضلية .
يجوز القبول بطريق التدخل لمصلحة أي شخص مدين بدفع قيمة السفتجة كالساحب أو أحد
المظهرين أو الضامن اإلحتياطي ولكن ال يجوز القبول بطريق التدخل عن المسحوب عليه
الممتنع عن القبول ألنه ليس مدين بأي التزام صرفي.
وإذا لم يعين القابل بطريق التدخل المدين الذي يتدخل لمصلحته ،اعتبر القبول حاصال لمصلحة
الساحب فيكون القابل في هذه الحالة ضامنا للساحب ولجميع الموقعين (المادة 449من
القانون التجاري).
-12-
-افالس الساحب إذا تضمنت السفتجة شرط عدم تقديمها للقبول
ويحق للحامل أن يرفض القبول بطريق التدخل ألن القابل المتدخل قد يكون شخصا معسرا ال
يتمتع بثقة الحامل أما إذا أقره فإنه يفقد حقه في الرجوع قبل اإلستحقاق على الشخص الذي
وقع القبول بالتدخل لمصلحته وعلى الموقعين الالحقين طبقا للمادة 449في فقرتها الثانية من
القانون التجاري.
يعتبر التضامن بين الموقعين على السفتجة من أهم الضمانات التي يمنحها قانون الصرف
للحامل ،ذلك أن الحامل الذي لم يستوف حقه من المسحوب عليه يمكنه الرجوع على أي منهم
فيشمل التضامن كل من الساحب والمظهر والمسحوب عليه القابل والضامن اإلحتياطي والقابل
بالتدخل وفقا لما نصت عليه المادة 432من القانون التجاري إن صاحب السفتجة وقابلها
ومظهرها وضامنها اإلحتياطي ملزمون جميعا لحاملها على وجه التضامن.
-ويجوز لحامل السفتجة أن يرجع على هؤالء الموقعين منفردين أو مجتمعين دون أن يلتزم
بمراعاة أي ترتيب في هذا الرجوع تطبيقا للقواعد العامة كما أن إقامة الدعوى على أحد
الم وقعين ال تمنع من الرجوع على الموقعين األخرين ولو كانوا الحقين له في الترتيب فلو أقام
الحامل الدعوى على الساحب ابتداءا فال يفقد حقه في الرجوع على المظهرين ويحق للمدين
في السقتجة الذي يقوم بالوفاء للحامل أن يطالب سائر الموقعين بقيمة السفتجة ويالحظ أن
المدين الصرفي الذي يقوم بالوفاء ال يملك حق الرجوع إال اتجاه ضامنيه بحيث إذا ألزم
الساحب مثال بدفع قيمة السفتجة للحامل األخير فال يكون له حق الرجوع على الحملة الالحقين
أو ضامنيهم اإلحتياطيين وذلك بسبب أن الموقعين على السفتجة يلتزمون بالتعاقب بحيث يعتبر
كل موقع ضامنا لمن بعده ومضمونا ممن سبقه.
-وأخيرا يكون التضامن بين الموقعين في السفتجة ذو صفة قانونية يتحقق بقوة القانون ولكنه ال
يتعلق بالنظام العام ومن ثم يجوز استبعاده بشرط صريح في السفتجة ويسمى هذا الشرط
بشرط عدم الضمان ماعدا الساحب إذ ال يحق له أن يشترط مثل هذا الشرط في تاريخ
اإلستحقاق.
-14-