Professional Documents
Culture Documents
محاضرة التوظيف - المعتز بالله المبروك
محاضرة التوظيف - المعتز بالله المبروك
يعتبر تعيين األشخاص المناسبين ألداء األدوار الوظيفية المختلفة هو أحد أهم التحديات التي تواجه المنظمة،
للعثور على المرشحين المؤهلين غالبا ما تقوم المنظمات بتفويض المهام البحثية إلى األشخاص في أقسام
الموارد البشرية الخاصة بالتوظيف ،حيث تمر عملية التوظيف بمراحل متسلسلة ومتتالية تهدف إلى تزويد
المنظمة بالموظفين المؤهلين للقيام بالعمل المطلوب بكفاءة وفعالية.
تعد عملية التوظيف إحدى أهم الوظائف التي يتعين على إدارة الموارد البشرية في المنظمة إنجازها ،وأن
النجاح في ذلك يحدد مسار النشاطات الوظيفية في المنظمة.
وعملية التوظيف تتكامل بإنجاز عدد من األنشطة تتمثل باالستقطاب ،واالختيار ،والتعيين ،وتعد هذه الجوانب
أساس النجاح لمنظمات األعمال أو الوسيلة التي تتمكن المنظمة من خاللها اكتساب قيمتها التنافسية ،كما تعد
األساس في تكوين وتنمية الموارد البشرية ،إذ أن المنظمة تتحكم بمدخالتها وعملياتها ومخرجاتها.
وبعد أن تتحدد خطة الموارد البشرية ،تتضح الشواغر الوظيفية بكل مستوياتها ،مما يتطلب استقطاب أفراد من
داخل المنظمة أو خارجها ،بإتباع إجراءات معينة وموضوعية في اختيارهم ثم وضعهم في المكان المناسب.
وانعكاسات عملية ال توظيف السلبية أو االيجابية تتجاوز حدود البيئة الداخلية للمنظمة إلى البيئة الخارجية ،وأن
سالمة عملية التوظيف تحدد مدى إيفاء المنظمة بمسؤولياتها القانونية واالجتماعية ،ومدى نجاحها في التعامل
مع االعتبارات األخالقية لمنظمات األعمال( .الكاللدة)2019 ،
وتمر عملية التوظيف في اإلدارة الحديثة للموارد البشرية بثالثة مراحل رئيسية متتالية ،تتمثل في:
-1االستقطاب.
-2االختيار.
-3التعيين.
1
أوال – االستقطاب:
| 1-1ماهية االستقطاب:
المعنى اللغوي :تشير كلمة استقطاب في اللغة العربية إلى اجتذاب الشيء ،فيقال :استقطب األمر اهتمامه .أي
اجتذبه وجعله يهتم به( .المعجم :عربي عامة)
يشير لفظ االستقطاب إلى تلك المراحل أو العمليات المختلفة للبحث عن المرشحين المالئمين لملء الوظائف
الشاغرة بالمنظمة( .ماهر ،2004 ،ص)141
ويرى ( ) Bohlander, 2016, p.224أنه "عملية تشجيع طالبي الوظائف المحتملين للتقدم للوظائف الحالية
الشاغرة وتقديم معلومات عن ال مواصفات المطلوبة لشغل تلك الوظائف ،والفرص واالمتيازات التي توفرها
المنشأة لشاغليها.
االستقطاب هو نشاط يهدف إلى جذب الموظفين المحتملين لوظائف المنشأة)Noe, 2008, p.202( .
ويعرف (السيد ،2003 ،ص ) 196على أنه عملية البحث عن المرشحين المالئمين لمأل الوظائف الشاغرة في
المنظمة وجذبهم واختيار األفضل منهم للعمل في هذه الوظائف.
ويرى (باشر وكامل ،2003 ،ص ) 77أنه "عملية البحث واجتذاب مجموعة من األفراد المؤهلين لشغل
الوظائف.
ويعرف (عمران ،سنة النشر غير مبينة ،ص )221االستقطاب على أنه "عملية البحث عن والحصول على
المرشحين ا لمحتملين للوظائف وذلك بالعدد المطلوب والنوعية المرغوبة ،وفي الوقت المناسب ،حتى يمكن أن
نختار من بينهم األكثر مالئمة للوظائف الشاغرة في ضوء متطلبات الوظائف وشروط شغلها".
| 1-2أهمية االستقطاب
تبرز أهمية االستقطاب من كونه يعد أهم األنشطة األساسية إلدارة الموارد البشرية ،وتتوقف فاعلية االستقطاب
على مدى جذب مجموعة كافية من المرشحين المحتملين لتلبية احتياجات المنظمة من الموارد البشرية وبأقل
تكلفة ممكنة ،كما توفر عملية االستقطاب الفاعلة المعلومات الكافية للمتقدمين المحتملين عن المنظمة وسياستها
وطبيعة الوظائف المتوقع شغلها والمؤهالت المطلوبة فيمن يتقدم لشغل هذه الوظائف ،وذلك من أجل الحد من
األعداد المتقدمة التي ال تتوافر فيهم المؤهالت والشروط المطلوبة بهدف تقليل تكاليف عملية االختيار.
إن االستقطاب الجيد يساعد على زيادة معدل نجاح اختيار المرشحين المحتملين المناسبين والقادرين على
االستخدام الكفء لمهاراتهم وقدراتهم في تحقيق نمو وتطور المنظمة .كما يضمن االستمرار في عمليات اإلنتاج
وتحسينها ،وذلك من خالل توفر قوى عاملة مؤهلة وذات كفاءة عالية في المنظمة ،ويساعد االستقطاب أيضا في
الوفاء بالواجبات االجتماعية والقانونية واألخالقية للمنظمة فيما يتعلق بقوة العمل.
ويساهم االستقطاب في إيصال المعلومات عن متطلبات المنظمة من الموارد البشرية ،سواء كانت داخلية أو
خارجية إلى سوق العمل وتحديد نوعية الوسائل المناسبة ،كما يساهم االستقطاب في استقرار الموارد البشرية
2
في المنظمة من خالل جذب األفراد المناسبين لبناء عالقات جيدة بين الموظفين و إدارة المنظمة ،ويساهم أيضا
في جذب األفراد المالئمين والمميزين وذات الكفاءة في تقليل التكاليف الخاصة بأنشطة الموارد البشرية من
حيث التدريب والتطوير وغيرها( .الساعاتي و العواسا ،سنة النشر غير مبينة ،ص)96
-1توفير مجموعة كافية من المتقدمين المالئمين لشغل الوظائف ،وبأقل تكلفة ممكنة.
-2اإلسهههههههام فههههههي زيههههههادة فاعليههههههة عمليههههههة االختيههههههار ،مههههههن خههههههالل جههههههذب أفههههههراد مناسههههههبين ،يههههههتم
االختيار النهائي من بينهم.
-3تقليهههههل جههههههود ونفقهههههات األنشهههههطة الخاصهههههة بهههههالموارد البشهههههرية ،التهههههي تلحهههههق عمليهههههة االختيههههههار
كالتدريب.
-4تحقيهههههههق المسهههههههئولية االجتماعيهههههههة والقانونيهههههههة واألخالقيهههههههة إلدارة المهههههههوارد البشهههههههرية ،وينبغهههههههي
أن تقهههههههوم المنظمهههههههة بمراعهههههههاة مجموعهههههههة مهههههههن العوامهههههههل ،عنهههههههد أدائهههههههها لعمليهههههههة االسهههههههتقطاب،
منها:
أ -عوامل بيئية :مثل سوق العمل ،التركيبة النوعية والعمرية للموارد البشرية ،مستويات
المعيشة ،الدخل ...إلخ.
ب -القيود والمحددات الحكومية.
ت -عوامل تنظيمية :مثل جهود المنظمة ونشاطاتها ،في مجال االستقطاب واإلجراءات الخاصة
بموازنات عملية االستقطاب أو السياسة اإلعالنية.
بعد أن قامت المنظمة بتحديد احتياجاتها من الموارد البشرية فينبغي التفكير في المصادر التي سيتم الحصول
التي سيتم الحصول منها على احتياجاتها وتنقسم مصادر االستقطاب إلى مصادر داخلية وأخرى خارجية
وتعرض فيما يلي لهذه المصادر:
3
-2النقل الوظيفي:
يكون هذا مصدرا ً للعمالة عندما تكون سياسات المنظمة في إدارة الموارد البشرية قائمة على
تنويع خبرات العاملين فيها ،وأيضا عندما ال تتوافر تلك الخبرات في سوق العمل الخارجي.
-3مخزون المهارات:
يستخدم هذا األسلوب عندما يكون لدى المنظمة تصور كامل القدرات والمهارات المتوافرة لدى
العاملين بها حيث يتم تحديد احتياجات كل وظيفة من الخبرات والمهارات والرجوع إلى مخزون
المهارات للبحث عمن تتوافر فيهم تلك المهارات والقدرات.
-4إعالن داخلي:
عندما ترغب المنظمة في شغل بعض الوظائف المستويات التنظيمية الدنيا فانه يكون من المفيد
نشر حاجتها بلوحات اإلعالنات وهذه اإلعالنات يقرأها العاملون بالمنظمة وينشرون تلك األخبار
خارج المنظمة حتى يتقدم للوظيفة بعد ذلك من يجد في نفسه مواصفات شاغلها.
-1التقدم المباشر للمنظمة :تستطيع المنظمة أن تحصل على مواردها البشرية من خالل األفراد الذين
يتقدمون لها مباشرة أو بالبريد بغرض طلب الوظائف وتقوم المنظمة بعد ذلك باالحتفاظ ببيانات
طالبي الوظيفة وتصفيتهم حسب تخصصاتهم ومؤهالتهم.
-2اإلعالن :تقوم المنظمة باإلعالن عن حاجتها من الموارد البشرية في الصحف اليومية والمجاالت
والدوريات المتخصصة وفي هذه الحالة ينبغي على المنظمة أن تختار وسيلة اإلعالن التي تناسب
الوظيفة المطلوب شغلها.
-3النقابات العمالية :ويبرز أهمية دور النقابات العمالية كمصدر للموارد البشرية خاصة في
المستويات الدنيا من الوظائف حيث تتحكم هذه النقابات في المعروض من العمالة في المهنة.
-4المنظمات المهنية :تقوم بعض المنظمات المهنية بتأهيل أعضائها للعمل في مجاالت معينة
وبغرض التأهيل ،ونقوم بتدريبهم واحتياجاتهم ومنحهم شهادات وإجازات وتراخيص للعمل في
مجال محدد.
تمر عملية استقطاب الموارد البشرية بعدة خطوات تبدأ من تخطيط القوى العاملة وتنتهي بالتعيين ،ويوضح
الشكل التالي تسلسل هذه الخطوات:
4
ويتضح من خالل الشكل السابق أن عملية استقطاب الموارد البشرية تمر بالخطوات التالية:
-1تخطيط القوى العاملة :حيث يتم تحديد احتياجات المنظمة من الموارد البشرية طبقا لخطط اإلنتاج
والعمل على الفترة القادمة.
-2طلبات المديرين من العمالة :وتتضمن هذه الخطوات تحديد أعداد ونوعيات العمالة المطلوبة من حيث
المتطلبات الجسمانية والذهنية والقدرات والمهارات.
-3تحديد الوظائف الشاغرة :بناء على الخطوتين السابقتين يكون لدى إدارة الموارد البشرية تصور كامل
من أعداد الوظائف الشاغرة المطلوب شغلها وفي أي اإلدارات واألقسام وأيضا ً في أي المستويات
الوظيفية تقع تلك الوظائف.
-4النظر في تحليل الوظائف ومراجعة مواصفات شاغلي الوظائف :بعد تحديد الوظائف الشاغرة يكون
من ضروري ]ضرورة[ مراجعة المواصفات التي ينبغي توافرها في شاغل الوظيفة من حيث المؤهل
وعدد سنوات الخبرة ونوعها.
-5االستقطاب :وهو البداية العملية لجذب العمالة وتتضمن هذه الخطوة عددا ً من األنشطة.
-6االختيار والتعيين :وهذه الخطوة هي خالصة كل الخطوات السابقة ،حيث تتضمن المرحلة النهائية
التي يتم فيها تصفية المتقدمين إلى عدد أقل ليتم االختيار من بينهم ثم التعيين.
5
|1-6السيرة الذاتية
وبحسب مفهوم (ريس ) 2020 ،فإنه يعرفها على أنها بيان يتم إرساله إلى أرباب العمل عندما تكون في حالة
بحث عن وظيفة ،ويتم إعداده مع إرفاقه بملء استمارات تقديم للوظيفة ،وحتى لو لم تكن تبحث عن وظيفة ،فهو
شيء مفيد لمناسبات أخرى واحتياجات أخرى قد تتطلبها فيما بعد مثل الترقيات( .ريس)2020 ،
السيرة الذاتية هي عبارة عن وصف مكتوب عن الخبرة والتدريب والتعليم السابق للمتقدم ،باإلضافة إلى أنها قد
تتضمن معلومات عن إنجازاته البارزة واهتماماته ونقاط القوة لديه( .رشيد)2009 ،
هي الستعراض بعض المعلومات الشخصية للباحث عن العمل واستعراض إنجازاته ومؤهالته لمدير التوظيف
بقصد الحصول على وظيفة.
المعلومات الشخصية ،من تاريخ الميالد ،ومكان الوالدة ،ورقم البطاقة الشخصية ،ورقم الهاتف. -
كتابة الهدف الوظيفي ،وهو ذكر السبب والدافع من وراء التقديم للوظيفة. -
ي ،والمؤهالت التعليمية الحاصل عليها ال ُمتقدم للوظيفة كدرجة البكالوريس ،أو
ذكر المستوى التعليم ّ -
الماجستير ،وما شابه.
كتابة الخبرات السابقة ،والتي بدورها تُميزه للحصول على الوظيفة. -
المهارات التي يتمتع بها الشخص ،كإتقانه لبعض اللغات األجنبية ،ومقدرته على استخدام الحاسب -
اإللكتروني ،وغيرها من المهارات.
ذكر األعمال التطوعية التي قد قام بها الشخص ،سوا ًء في المجال الذي تخصص فيه ،أو المجاالت -
األخرى.
ذكر بعض األشخاص المقربين من الشخص ،مع أرقام هواتفهم ،للرجوع إليهم في حالة الضرورة. -
6
| 1-7تقييم جهود عملية االستقطاب
يؤ ّكد رشيد ( )2009على ضرورة القيام بتقييم برامج االستقطاب ،للتأكد من أن الجهد ،والوقت ،والمال ،الذي
انفق في تلك البرامج كان في موضعه المناسب ،وللتحقق من مدى جدوى تلك البرامج وفاعليتها في تحقيق
األهداف المنشودة لالستقطاب ،وينبغي أن يكون التقويم عملية مستمرة ،وأن يتم الحرص فيها على أخذ آراء
الموظفين الجدد في جهود االستقطاب ،وبصفة عامة يتم تقييم برامج االستقطاب من خالل تفحص الجوانب
التالية:
عدد المتقدمين :بما أن الهدف من البرنامج الجيد لالستقطاب توليد عدد كبير من المتقدمين الختيار -
األفراد المناسبين منهم ،فينبغي البدء بتقويم عدد المتقدمين الذين يوفرهم كل مصدر من مصادر
االستقطاب ،للحكم على مدى فاعلية كل مصدر في توفير األعداد المناسبة المطلوبة ،فإذا تبين أن
اإلعالن عن وظائف معينة في الصحف ،على سبيل المثال ،أدى إلى تقدم أعداد كبيرة من األفراد
لشغل الوظائف مقارنة باإلعالن في اإلذاعة ،فهذا يعني أن الصحف تعد مصدرا ً أفضل من اإلذاعة
لالستقطاب لهذا النوع من الوظائف.
نوعية المتقدمين :ال يكفي النظر إلى أعداد المتقدمين فقط لتحديد مدى فاعلية برامج االستقطاب ،بل -
ينبغي كذلك النظر إلى نوعية المتقدمين ،فكلما كانت نوعية هؤالء المتقدمين عالية بما فيه الكفاية لشغل
الوظائف المطلوبة ،كان ذلك دليالً على فاعلية برنامج االستقطاب.
تكلفة كل متقدم تم توظيفه :باإلضافة إلى أعداد المتقدمين ونوعيتهم ،فإن تحديد تكاليف برامج -
االستقطاب مهم للحكم على مدى فاعليتها ،وتتباين تكاليف االستقطاب وفقا ً لنوع الوظائف المطلوب
شغلها ،ويمكن تحديد فاعلية مصادر االستقطاب من خالل مقارنة تكلفة مصادر االستقطاب التي تم
استخدام بعضها ببعض ،وبناء على تحليل العائد والتكلفة يمكن تحديد أيها أكثر فاعلية ،ويتم تحديد
التكلفة بتقسيم عدد المتقدمين على التكلفة التي تم إنفاقها على وسيلة االستقطاب.
عدد الموظفين الناجحين :الذين تم الحصول عليهم من كل وسيلة من وسائل االستقطاب ،ويعد هذا -
األسلوب من أفضل الوسائل لتقويم مدى فاعلية جهود االستقطاب.
معدالت التسرب :فقد يتبين من خالل تحليل مصادر االستقطاب المختلفة أن مصادر معينة ينجم عنها -
نسبة دوران عالية أكثر من غيرها من المصادر ،ومن ثم فقد ال تكون مصادر جيدة لالستقطاب على
المدى البعيد.
تقوم المنظمات الكبيرة بإنشاء وحدات متخصصة لغدارة الموارد البشرية ،وتتضمن هذه الوحدات أقساما ً
متخصصة في وظائف إدارة الموارد البشرية ،ومنها ما يسمى "قسم التوظيف" أو مكتب التوظيف ،حيث يعمل
به عدد من المتخصصين ،في اإلعالن عن الوظائف وجذب العمالة ،وإجراء المقابالت المبدئية مع المتقدمين،
وحتى مرحلة االختيار النهائي ،والتي يشارك فيها المديرون التنفيذيون.
أ ّما المنظمات الصغيرة ،فقد تستند عملية استقطاب العمالة ،إلى أحد المكاتب االستشارية المتخصصة في جذب
العمالة ،أو قد يقوم بهذه العملية المديرون التنفيذيون بأنفسهم ،باالشتراك مع مدير الموارد البشرية( .اللبدي،
)2015
7
ثانيا – االختيار والتعيين:
تهدف اإلدارة إلى تحقيق معدالت متزايدة من الكفاءة اإلنتاجية ،وتمثل وظيفة االختيار الركن الثاني من األركان
الثالثة لعملية التوظيف ،وتشكل عنصرا ً مهما ً في تنمية الموارد البشرية ،إذ تحدد الخطة أنواع ،وأعداد الموارد
البشرية الالزمة لتحقيق هدف الكفاءة اإلنتاجية ،وتعمل وظيفة االختيار على وضع تلك الخطة موضع التنفيذ.
(الكاللدة)2019 ،
االختيار:
االختيار تلك الع مليات التي تقوم بها المنظمة؛ لتصفية أفضل المرشحين للوظيفة وانتقائه ،وهو الشخص الذي
تتوافر فيه ،مقومات ومتطلبات شغل الوظيفة أكثر من غيره ،ويتم هذا االختيار طبقا ً لمعايير االختيار التي
تطبقها المنظمة( .اللبدي)2015 ،
ويعرف االختيار ببساطة على أنه انتقاء الفرد المناسب من بين مجموعة من األفراد المتقدمين لشغل وظيفة
معينة( .إلياس)2019 ،
ويمكن تعريف االختيار بشكل أكثر تفصيالً على أنه "تلك العملية التي تقوم بها المنظمة النتقاء أفضل المرشحين
للوظيفة ،وهو الشخص الذي تتوافر فيه مقومات ومتطلبات المرشحين للوظيفة ،وهو الشخص الذي تتوافر فيه
مقومات ومتطلبات شغل الوظيفة أكثر من غيره ويتم هذا طبقا ً لمعايير االختيار التي تطبقها المنظمة( .عبد
الرحمن)2020 ،
تهدف عملية االختيار إلى الحصول على الشخص الذي يتفق مؤهله مع متطلبات الوظيفة ،وتهدف أيضا ً إلى
تحقيق أكبر قدر من التوافق بين مواصفات الشخص ومتطلبات الوظيفة ،أي تحقيق التوافق بين هاتين
المجموعتين( .الكاللدة)2019 ،
التعيين
هو وضع الفرد المناسب في الوظيفة التي تناسب شروط ومستلزمات القيام بها مع مؤهالته وكفاءاته( .إلياس،
)2019
يعرف عبد الرحمن ( )2020التعيين على أنه إيجاد التناسب والتطابق بين شروط ومتطلبات الوظيفة الشاغرة
أو المستحدثة وبين مؤهالت وكفاءات المتقدم لشاغلها.
التعيين هو العمل الذي يتم بموجبه انتقاء أفضل وأنسب المتقدمين للتوظف في المنظمة ،لشغل وظائف خالية
فيها ،وذلك على أساس موضوعي وعادل ،وفي ضوء شروط ومواصفات معينة ومطلوب توافرها فيهم ،يجري
تحديدها من خالل متطلبات هذه الوظائف الشاغرة ومن أجل تحقيق غاية أساسية هي :تمكين الفرد من أداء مهام
وظيفته بكفاءة ،وتحقيق أهداف المنظمة وأهدافه من خالل ارتفاع إنتاجية األفراد بوجه عام( .الجبالي)2016 ،
االختيار والتعيين وظيفتان منفصلتان ،ولكن متكاملتان في اآلن معاً .فالوظيفة األولى تهتم بجمع المعلومات عن
األفراد بهدف تقييمهم واتخاذ القرار المناسب بشأن توظيفهم تحت سقف التشريعات والقوانين المتبعة ،بينما تعني
الوظيفة الثانية إيجاد التناسب والتطابق بين شروط ومتطلبات الوظيفة الشاغرة أو المستحدثة وبين مؤهالت
وكفاءات المتقدم لشغلها( .عبد الرحمن)2020 ،
عملية االختيار والتعيين بأنها العملية اإلدارية التي بمقتضاها يقسم المرشحون إلى فريقين ،فريق تقبله المنظمة
لتعيينه في الوظائف الشاغرة ،وفريق ترفضه أو تؤجله( .عبد الرحمن)2020 ،
8
| 1-2أهداف عملية االختيار والتعيين
تتوجه معظم أهداف االختيار وتعيين الموارد البشرية الكفيلة إلى تحقيق الحاجات الرئيسية التالية:
-1حاجات المنظمة:
يأتي في طليعة األهداف التي تلي حاجات المنظمة عن طريق اختيار وتعيين األفراد األكفاء ألهداف
اإلنتاجية ،فالمنظمة التي تختار وتوظف النخبة والنوعية من األفراد ،وبغض النظر عن التكاليف التي
تدفعها مقابل ذلك أنها تهدف بالدرجة األولى إلى رفع كفايتها وفاعليتها اإلنتاجية الربحية أو اإلنتاجية
الخدماتية ،أما المنظمة التي تختار وتعين أفراد غير أكفاء فتتكبد تكاليف هي بغنى عنها .وقد تفشل في
الوقت ذاته من االستجابة لكافة حاجاتها االستخدامية أو التوظيفية المختلفة.
-2حاجات األفراد:
ً
تتوجه أهداف االختيار والتعيين أيضا إلى اال ستجابة لحاجات األفراد ،فاألفراد يريدون االنضمام إلى
المنظمات التي تؤمن لهم الوظائف والمهن التي تتناسب مع مؤهالتهم وكفاءاتهم وطموحاتهم
وتوقعاتهم ،ولنتصور للحظة واحدة ماذا يفكر ويفعل الفرد الذي اختارته المنظمة وعينته في الوظيفة
غير المناسبة .ولنتصور أيضا ً ماذا تفعل المنظمة بدورها عندما تكتشف أن هذا الفرد صالح للوظيفة،
في كال الحالتين يكون الفرد ضحية قرار االختيار والتعيين الخاطئ ،وال بد من أن تتحمل المنظمة
مسؤوليتها تجاه الفرد والبد أيضا ً للفرد من أن يتحمل جزءا من المسؤولية كونه قبل بالعرض دون أن
يدرس النتائج المترتبة عن القبول به.
انطالقا من مفهوم عملية االختيار والتعيين ،تبرز أهمية اختيار األفراد وتعيينهم على أسس سليمة ،فاالستعداد
والصالحية والقدرة على تحقيق األهداف هي األسس العلمية في مجال اختيار العاملين بالمنظمة وإلحاقهم
باألعمال التي تتوافق مع استعدادهم وميولهم وقدراتهم وهي أسس تستند إلى المبدأ الموضوعي في ضوء الكفاءة
والجدارة بما يكفل في النهاية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،وهو أمر له أثر بالغ في رفع الكفاءة
اإلنتاجية للمنظمة (عبد الرحمن)2020 ،
باإلضافة إلى ما تقدم فإن أهمية عملية اختيار وتعيين العاملين ترجع إلى ما يلي:
9
إن أداء القائم بعملية االختيار (المدير أو مدير األفراد) يعتمد دائما ً إلى حد
-1أداء القائم بعملية االختيارّ :
كبير على درجة أداء مساعديه.
إن العاملين الذين ال يملكون القدرات المناسبة لن يتمكنوا من إنجاز أعمالهم بفاعلية ،وبذلك فإن إنجاز ّ
رئيسهم البد أن يتأثر هو األخير ،وبذلك على اإلدارة أن تفرد وتتعرف على األشخاص غير المناسبين
للعمل قبل أن يضعوا أقدامهم على الباب وليس بعد.
بعدما تم استعراض ماهية عمليتي االختيار والتعيين ،نستعرض في هذا المحور من هم القائمون بهذه العملية؟
وما هي المراحل التي ينبني عليها أساس عمليتي االختيار والتعيين؟
10
قدرات حركية ،قدرات حسية ،قدرات معرفية ،قدرات عقلية ،استعدادات نفسية.
ينبغي على المنظمة ،أن يكون لديها تحديد واضح لمعايير االختيار ،ويتم تحديد معايير االختيار بناء على
مواصفات شاغل الوظيفة الحالي ،عند مستوى معين من األداء ،ونستعرض فيما يلي أهم هذه المعايير:
-1مستوى التعليم
تقوم إدارة الموارد البشرية ،بتحديد المستوى العلمي المطلوب ،قبل اإلعالن عن شغل الوظائف،
ويتطلب ذلك تحديد نوع المؤهل الدراسي ،والتخصص الدراسي ،وقد يتطلب األمر أحيانا ً تحديد جهة
التخرج (جامعة معينة أو معهد معين) ،وقد تقوم بعض المنظمات ،باشتراط الحصول على تقدير معين
في سنة التخرج.
ويعتبر مستوى التعليم ،مؤشرا ً للقدرات الحالية للفرد ،ويجب على إدارة الموارد البشرية ،أن تحدد لكل
وظيفة ،مستوى ونوع التأهيل العلمي المناسب وذلك في بطاقات تصنيف الوظائف.
-2الخبرة السابقة
يفضل معظم أصحاب األعمال ،األفراد الذين لديهم خبرة سابقة ،بالعمل الذين سيلتحقون به؛ ألن هذه
الخبرة السابقة تجعل ممارسة العمل ،أمرا ً سهالً بالنسبة لطالب الوظيفة ،كما أنها تعتبر مؤشرا ً
إلمكانية نجاح الفرد في عمله مستقبالً ،ويمكن قياس مستوى الخبرة بعدد السنوات التي مارس الفرد
فيها العمل نفسه ،أو عدد السنوات في آخر وظيفة التحق بها.
11
قائمة المراجع والمصادر
طارق إلياس ،اإلدارة بالعمليات :من االستراتيجية إلى الخطط التنفيذية ،الطبعة األولى ،مركز -
الخبرات المهنية لإلدارة ،القاهرة.2019 ،
عبد هللا خلف العساف ،ثقافة التواصل الفعال ،الطبعة األولى ،العبيكان ،الرياض.2016 ، -
مازن فارس رشيد ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة الثالثة ،العبيكان ،الرياض.2018 ، -
نزار عوني اللبدي ،إدارة الموارد البشرية وتنميتها ،الطبعة األولى ،دار دجلة ،األردن.2015 ، -
بن عنتر عبد الرحمن ،إدارة الموارد البشرية :المفاهيم واألسس ،األبعاد واالستراتيجيات ،الطبعة -
األولى ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن.2020 ،
12