Professional Documents
Culture Documents
Modul Qawaid Fiqhiyyah
Modul Qawaid Fiqhiyyah
المحاضرة األولى
هدف المحاضرة :التعرف على مفهوم عام عن القواعد والقواعد الفقهية ومميزاهتا وأقسامها
ومكانتها يف الشريعة اإلسالمية ومصادرها ،وعالقتها بعلم األشباه والنظائر.
نتيجة المحاضرة :الدارس قادر على شرح مفهوم القواعد الفقهية وكل شخصيتها اخلاصة.
-2قضية كلية
ثانيا :مميزات القواعد وخصائصها
-3العموم والتجريد -1إهنا قضية تركيبية :أي قضية إخبارية عن أشياء
-4قضية تشتمل على كثرية يف نظم واحد.
الحكم الكلي بالقوة إهنا قضية كلية :أي أهنا تشمل على حكم كلي -2
-5صيغة موجزة جامع لكثري من الفروع واجلزئيات.
إهنا ختتص بالعمومية والتجريد :أي أهنا غري -3
موجهة إىل شخص أو أشخاص بذواهتم وال إىل
وقائع معينة ،فالعربة بعموم اللفظ.
إهنا قضية تشتمل على احلكم الكلي بالقوة :يستخرج من القاعدة بالفعل عند ورود -4
الوقائع واجلزئيات وتستخدم يف الكشف عن أحكامها اليت يتحقق فيها معىن القاعدة أو
موضوعها أو مناطها.
2
المصباح المنير 700/2
3 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
إهنا تصاغ صياغة موجزة حمكمة دقيقة :تدل على الشمول واالستغراق حىت ال تنزل -5
القاعدة إىل منزلة الضابط.
الشيخ مصطفى بن حممد ُك َوزل َحصاري :حكم كلي ينطبق على مجيع جزئياته ليتعرف -4
به أحكام اجلزئيات واليت تندرج حتتها من احلكم
األستاذ مصطفى الزرقا :أصول فقهية كلية يف نصوص موجزة دستورية تتضمن أحكاما -5
تشريعية عامة يف احلوادث اليت تدخل حتت موضوعها
الشيح حممد علي الندوي :حكم شرعي يف قضية أغلبية يتعرف منها أحكام ما دخل -6
حتتها
والتعريف األخر عنده :أصل فقهي كلي يتضمن أحكاما تشريعية عامة من أبواب
متعددة يف القضايا اليت تدخل حتت موضوعه
التعريف املختار 4للقواعد الفقهية :قضية شرعية عملية كلية تشتمل بالقوة على أحكام جزئيات
موضوعها.
ومعظم تعاريف القواعد الفقهية قيدت بقيود معينة حىت ال تتدخل فيها أمر آخر غري متعلق هبا.
ومن أهم القيود امللحوظة :
-1قيد "شرعي" أو "فقهي" :خيرج منه القواعد غري الشرعية مثل القواعد القانونية.
4وهذا ما عرفه واختاره الشيخ حممد عثمان شبري يف كتابه القواعد الكلية والضوابط الفقهية ( ،)2000ص 18:
5 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
القواعد املأخوذة من دالالت النصوص العامة املعلّلة .أن الفقهاء يف كل عصر احتاجوا -2
إىل أن يضبطوا الفروع لوقايتها عن الشتات والضَّياع ،ومن هنا جاءت هذه القواعد
خالصة مرّكزة لكثري من أحكام الفقه .ولعل األمر الذي شجع الفقهاء على استنباط
هذه القواعد عند تعليل األحكام وجتدد
احلوادث ،ما رأوه من بعض اآليات القرآنية
أقسام القواعد الفقهية : واألحاديث النبوية اليت مجعت وأحاطت بكثري
* القواع د امل أخوذة م ن من األحكام يف بضع كلمات .املثال على ذلك
األحاديث النبوية ذاهتا
:سئل النيب صلى اهلل عليه وسلم عن األشربة
* القواع د امل أخوذة م ن كالبِْتع واملِزر ،5وقال " :كل م ِ
سكر حرام". ُ ْ
ة وص العام دالالت النص
املعلّلة
وهذا احلديث يأيت جبوامع الكالم جتمع أنواعا
6البتع :نبيذ العسل وهو مخر أهل اليمن ،واملرز :نبيذ يتخذ من الذرة أو الشعري أو احلنطة
8 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
وإفرادا .مث أهنم عن طريق مراهنم ومعايشهم مع الكتاب والسنة ،توصلوا إىل نتيجة حتمية
وهي تعقيد القواعد أمر مهم يتفادى به التب ّدد والتنافر بني الفروع عند كثرهتا .املثال عن
القواعد املأخوذة من دالالت النصوص العامة
املعللة :قاعدة " األمور مبقاصدها " املأخوذة من
مصادر القواعد الفقهية : مفهوم النصوص العديدة ،منها :اآلية (وليس
-4اجتهادات الفقهاء :أن الفقيه جيمع األحكام املتشاهبة اليت تنظيمها وتعقيدها قاعدة كلية
جامعة ،وذلك عن طريقة االستقراء .واالستقراء لغة التتبع ،ويف االصطالح :أن تتصفح
جزئيات كثرية داخلة حتت معىن كلي حىت إذا وجدت حكما يف تلك اجلزئيات حكمت
على ذلك الكلي به .واالستقراء الذي استخدم واتبع الفقهاء به يف استخراج القواعد
الفقهية :االستقراء الناقص ،وهو أن يثبت احلكم يف الكلي لثبوته يف أكثر جزئياته
(.)deductive
10 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
الصفة اجلامعة الصحيحة اليت إذا اشرتك فيها األصل والفرع ،وجب اشرتاكهما يف احلكم الواحد.
وهبذا املعىن أنه ميثل بالعلة اجلامعة يف القياس.
والنظائر (مجع للنظرية) مبعىن املثل املساوي أي إذا نظرت إىل أحدمها فقد نظرت إىل اآلخر.
والنظرية تعين االشرتاك بأصله ولو بوجه واحد منها .فأضافوها الفقهاء إىل األشباه حىت ميكن
مجع كل فروق وحقائق وأحكام ووقائع متشاهبة ال سيما قواعد متعددة حتت عنوان شامل وال
يعد ما يندرج حتته دخيال مقتحما.
فبذلك ،حصلنا إىل ما استخدمه الفقهاء غالبا من مفهوم الكلمات املعينة :
-1املِثْل /املثِيل /األمثال /املُماثلة :مساواة شيء بشيء من كل وجه
َ
الشبيه /األ ْشباه /املشاهبة :اشرتاك شيء بشيء يف أكثر الوجوه ال كلها ِ
شبه َ /
-2ال ْ
-3النظر /النظري /النظائر /املناظرة :اشرتاك شيء بشيء يف بعض الوجوه ولو وجها
واحدا
فاملثيل أخص من الشبيه ،والشبيه أعم منه وأخص من النظري ،فالنظري أعم منهما.
12 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
المثيل
الشبيه
النظير
المحاضرة الثانية
هدف المحاضرة :التعرف على العلوم املشاهبة بالقواعد الفقهية من خالل دراسة ومقارنة
املفاهم والعالقات واخلصائص والتطبيقات.
نتيجة المحاضرة :الدارس قادر على الشرح والتفريق والتعليق بني العلوم املشاهبة بالقواعد
الفقهية مع املثال املطبق.
13 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
6التعريف عند اإلمام البيضاوي ( منهاج األصول) ،واإلمام األمدي الشافعي (اإلحكام يف أصول األحكام)
4د .عبد الكرمي زيدان ،1994 ،الوجيز يف أصول الفقه ،األردن :مؤسسة الرسالة ،ص 10 :
14 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
تعاىل (حرمت عليكم أمهاتكم)( سورة النسآء )23 :فهذا دليل تفصيلي أو جزئي يتعلق مبسألة
خاصة :مسألة نكاح األمهات .ويدل به حكم معني :حرمة نكاح األمهات.
بعد تأمل النظر واملقارنة بينها وجدت العالقة اجلذرية واالرتباط الوثيق بني هذه العلوم الثالث،
والعالقة العامة بينها هي:
أن أصول الفقه هي الدليل أو النص الذي يستنبط منه اجملتهد ويتوصل به إىل الفقه من األحكام
الشرعية الصحيحة ،كما قاله اإلمام ابن تيمية بأهنا األدلة العامة ،أو بالعبارة األخرى :أن أصول
الفقه هي تبني مناهج الوصول وطرق االستنباط ،أما الفقه هو استنباط األحكام فعال على ضوء
تلك املناهج اليت رمسها علم أصول الفقه وتطبيق القواعد اليت قررها.
مث أخذت من تلك خربة عملية استنباط األحكام يف جزئيات الفقه العديدة وفروعه املتناثرة
وأبوابه املتنوعة قواعد جتمع فيها أشتات الفروع الفقهية وتربط بينها وجتمع ملعانيها .ومت استقراء
الفقهاء من خالل تلك عمليات اجلمع والربط بتقعيد القواعد أو األصول اليت تستطيع هبا املرء
يف حبث عن احلكم الفقهي سهال وسريعا.
الفرو
األحكام الشرعية
القواعند
النصوص الشرعية
القواعند
الفقهنية الفقهية األصنوليية
15 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
جانب استنباط األحكام من الدليل جانب الرابط بني الفروع واجلزئيات التركيز
تالحظ جوانب التعارض والرتجيح املتعددة
وغريها املقاصد الشرعية وأسرارها اليت دعت
إليها
يصح االعتماد عليها وحدها الستنادها ال يصح االعتماد عليها وحدها إال الحجية
بأدلتها التفصيلية يعضدها دليل شرعي والقوة
الدليل /النص واحلكم فعل املكلف من قول أو فعل موضو
القواعد
ذريعة الستنباط األحكام تقريب املسائل الفقهية وتسهيل الغرض
مجعها والوظيفة
الستدالل هبا يف استنباط احلكم
الستحضار احلكم هبا
تُعرب عن ذات احلكم
ال تعرب عن ذات احلكم
أكثر إطرادا وعموما من القواعد الفقهية كثري من املستثنيات جتعلها قواعد اإلطراد
من حيث ال تكاد تذكر منها املستثنيات أغلبية أو أكثرية فقط والعموم
19 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
المالحظة :أن بعض القواعد قد تتداخل وترتاوح بني القواعد الفقهية والقواعد األصولية ،فذلك
نتيجة اختالف النظر إىل القاعدة .فإذا نظر إليها باعتبارها دليال شرعيا كانت قاعدة أصولية.
وإذا نظر إليها باعتبارها فعال للمكلف ،كانت قاعدة فقهية .املثال منها :العرف .إذا فسر
باإلمجاع العملي أو املصلحة املرسلة كانت قاعدة أصولية ،وإذا فسر بالقول الذي غلب يف معىن
معني أو بالفعل الذي غلب اإلتيان به كانت قاعدة فقهية .وبذلك يعرف أن قواعد الفقه
مساسا وثيقا بأصول الفقه وال سيما مببحث األدلة إذ إهنا تشبه األدلة ،مثل القواعد الفقهية "ال
ضرر وال ضرار" وقاعدة "اخلراج بالضمان" املأخوذة من تعبري النص نفسه.
ومن الناحية االصطالحية نقول بأن النظريات هي موضوعات فقهية أو موضوع يشتمل على
مسائل فقهية أو قضايا فقهية .وحقيقتها أركان وشروط وأحكام تقوم بني كل منها صلة فقهية
جتمعها وحدة موضوعية حتكم هذه العناصر مجيعا .8واستخدمت العلوم املتنوعة كلمة النظرية
مبعناها اللغوي أي مجلة تصورات عقلية وارتباطها بني النتائج واملقدمات ( )theoryمثل نظرية
8علي أمحد الندوي ،1994 ،القواعد الفقهية ،دمشق :دار القلم ،ص 54 :
20 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
هناك الوجه املشرتك بني القواعد الفقهية والنظريات الفقهية :كال منهما يشتمل على فروع
فقهية كثرية من أبواب خمتلفة.
21 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ألهنا جمرد هيكل َعظَمي ينتظم جمموعة من القضايا املتجانسة يف إطار ذلك اهليكل ،يف
حني أن القاعدة الفقهية تتضمن حكما فقهيا يف ذاهتا ويستند ذلك احلكم إىل أدلة
شرعية من الكتاب أو السنة أو القياس أو غري ذلك.
النظرية الفقهية تصاغ على شكل حبث أو كتاب مطول ،يف حني أن القاعدة الفقهية د-
موجزة دقيقة يف الغالب.
تصاغ بعبارة َ
وعالقة بينها وبني القواعد الفقهية ( الوجه اإلئ تالف ) ترتجم بالعبارة التالية :
.1أن كال منهما ينطبق على عدد من الفروع الفقهية.
.2كال منهما مستقاة من األدلة الشرعية من الكتاب والسنة واإلمجاع والقياس
وغريها ،ومنسجمة مع مقاصد الشرعية اإلسالمية وخمتصة باألحكام العملية.
26 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
القواعد
الضواب
27 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
المحاضرة الثالثة
هدف المحاضرة :العرض عن خلفية تارخيية علم القواعد الفقهية من أول أطوار نشأهتا إىل
يومنا احلاضر ومؤلفاهتا العديدة قدمها فقهاء املذاهب طول هذه األطوار.
نتيجة المحاضرة :يستطيع الدارس الذكر واإلتيان والشرح على املعلومات التارخيية عن
تطورات علم القواعد الفقهية وكتبها املشهورة.
مث منت وترعرعت تلك البذور يف عصر الصحابة والتابعني وأتباعهم ،على سبيل املثال ما قاله
عمر ابن اخلطاب "مقاطع احلقوق عند الشروط" وقول علي ابن أيب طالب "من قاسم الربح فال
28 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
* ّأول م ن كتبه ا يف مؤلف ة خاص ة وكان فقهاء املذهب احلنفي ممن أسبق يف هذا املضمار
:اإلم ام أب و احلس ن الكرخ ي يف (عملية ختريج الفروع ووضعوها يف قاعدة) ولعل ذلك
" أصول الكرخي"
للتوسع عندهم يف الفروع .و ّأول من مجع القواعد الفقهية
* الق رن الث امن اهلج ري = الق رن املصوغة بصيغتها الفقهية املأثورة :اإلمام أبو طاهر
ّ
الذهيب لعملية تدوين القواعدا. َّ
الدبَّاس احلنفي( حممد بن حممد الدباس ،املتوىف 340ه )
* مؤلفو كتب األشباه والنظائر: وهو ضرير يكرر كل ليلة القواعد العديدة مبسجده بعد
-1ابن الوكيل الشافعي انصراف الناس .و ّأول من كتبها يف مؤلفة خاصة هو
السبكي الشافعي الفقيه احلنفي ،اإلمام أبو احلسن الكرخي (340ه )
-2تاج الدين ُّ
برسالته الصغرية تعرف ب "أصول الكرخي".
-3مج ال ال دين اإلس نوي
الشافعي
وممن اهتم هبذا العلم من فقهاء املذهب املالكي ،اإلمام
-4جالل الدين السيوطي
حممد بن حارث اخلُ ْشين (361ه ) بكتابه "أصول الفتيا".
-5ابن ُنيم احلنفي
8وقول الندوي :بأن ظاهرة التقليد برزت يف هذا القرن كما اضمحل االجتهاد وتقاصرت اهلمم بوجود الثروة الفقهية العظيمة واشتغل
الفقهاء بتخريج املسائل والفروع الفقهية عن طريق إمامهم ووضعوا منها أساليب جديدة للفقه بعنوان خاص تارة باسم القواعدوالضوابط
وتارة أخرى باسم عديد من األلغاز واملطارحات وغريها.
30 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
وكتب اإلمام أبو زيد الدبوسي (430ه ) كتاب "تأسيس النظر" ،واإلمام عالء الدين حممد بن
أمحد السمرقندي (540ه ) "إيضاح القواعد" .وبرز هذا العلم يف القرن السابع اهلجري إىل حد
كبري حيث تكاثرت املؤلفات واملدونات ،وعلى رأس املؤلفني يف ذلك العصر :اإلمام حممد بن
الس ْهلَ ِكي الشافعي ( 613ه ) بكتابه " القواعد يف الفروع الشافعية" ،مث اإلمام ِ
اجلاج ْرمي َ
إبراهيم َ
عز الدين بن عبد السالم الشافعي (660ه ) "قواعد األحكام يف مصاحل األنام" .ومن الفقهاء
املالكية ،ألّف العالمة حممد بن عبد اهلل بن راشد البكري القفصي (685ه ) كتاب " امل ْذ َهب
ُ
يف ضبط قواعد املذهب".
َ
مث القرن الثامن اهلجري يعترب بأنه القرن الذهيب لعملية تدوين القواعد وتأليف كتبها املسلسلة
وتفوقت فيه عناية الشافعية إلبراز هذا الفن .ومن أشهر املؤلفات يف هذا القرن :
واملدققةَّ .
السبكي الشافعي .1األشباه والنظائر :البن الوكيل الشافعي (716ه ) ،ولتاج الدين ُّ
(771ه ) ،وجلمال الدين اإلسنوي الشافعي (772ه )
.2كتاب القواعد :لإلمام املقري املالكي (758ه )
.3اجملموع امل ْذ َهب يف ضبط قواعد املذهب :لإلمام العالئي الشافعي (761ه )
َ ُ
الزركشي الشافعي (794ه ) .4املنثور يف القواعد :لإلمام بدرالدين َّ
.5القواعد يف الفقه :لإلمام ابن رجب احلنبلي (795ه )
الغزي ( 799ه ) .6القواعد يف الفروع :لإلمام علي بن عثمان ِّ
31 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ويف القرن العاشر اهلجري ،قام اإلمام جالل الدين السيوطي (910ه ) باستخالص أهم القواعد
الفقهية املتناثرة املبدَّدة عند العالئي والسبكي والزركشي ومجعها يف كتابه "األشباه والنظائر".
وكذلك فعله اإلمام ابن ُنيم احلنفي (970ه ) يف كتابه "األشباه والنظائر" وابن الغازي املالكي
(919ه ) ب "الكليات الفقهية" .وتعترب من بداية هذا القرن (إىل ما قبل تأليف جملة األحكام
العدلية سنة 1293ه ) مرحلة استقرار القواعد الفقهية من حيث متيزت مباحثها وحددت
القواعد الفقهية والضوابط الفقهية ومتيزت عن غريها.
وعلى رغم ازدحام املؤلفني يف كتابة القواعد الفقهية وتدوينها يف كتب خاصة ،يتعرض بعض
الفقهاء للقواعد اجلديدة أو امللخصة عند تعليل األحكام الفقهية وترجيح األقوال يف كتبهم
32 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
اجملل ة وارتفع ت مكانته ا حي ث ش رحت م ع ش روح اجملل ة املش هورة .وص در أم ر العم ل هب ا لل دول
الرتكية يف سنة 1293ه .ويعترب هذا الطور ،طور النهضة العلمية.
ومل يشتهر مؤلف للحنفية يف القواعد بعد الدبوسي خالل القرنني اخلامس والسادس غري ما
شرحه النسفي لقواعد الكرخي ،ويظهر أن غري احلنفية وخاصة الشافعية .وهنضوا هبذا العلم يف
القرون التالية فرأينا من مؤلفيهم ،ومؤلفاهتم ما يلي:
34 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
.1كتاب قواعد األحكام يف مصاحل األنام لإلمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم السلمي
الشافعي املتوىف سنة 616ه وهو املسمى بالقواعد الكربى ،وهو مطبوع ،كما أن له كتاباً
آخر يسمى بالقواعد الصغرى.
.2كتاب أنوار الربوق يف أنواء الفروق املعروف بكتاب الفروق ،لإلمام شهاب الدين أمحد بن
إدريس القرايف املالكي املتوىف سنة 684ه .
.3كتاب األشباه والنظائر لإلمام صدر الدين حممد بن عمر الشافعي الشهري بابن الوكيل
وبابن املرحل املتوىف سنة 716ه .
.4كتاب القواعد أليب عبداهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري املالكي املتويف سنة 758ه وهذا
الكتاب مجع فيه مؤلفه مائتني وألف قاعدة .
.5كتاب األشباه والنظائر لإلمام تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي الشافعي املتوىف سنة
771ه .وقد سلك يف كتابه طريقة ابن الوكيل ،وفاقه يف استيعابه واستيفائه ولغته ،وهو يعترب
حبق معلمة فقهية عظيمة .وقد طبع أخرياً.
.6كتاب املنثور يف ترتيب القواعد الفقهية لإلمام بدر الدين حممد بن عبداهلل الزركشي املتوىف
سنة 794ه وقد رتب الزركشي يف كتابه هذا القواعد الفقهية ترتيباً ألفاً بائياً ليسهل تناوهلا.
.7كتاب تقرير القواعد وحترير الفوائد أليب الفرج عبد الرمحن بن رجب احلنبلي املتوىف سنة
795ه ،وهذا الكتاب مطبوع بتحقيق الشيخ حامد الفقي حتت عنوان القواعد يف الفقه
اإلسالمي.
.8كتاب القواعد لإلمام تقي الدين أيب بكر بن حممد احلسيين احلصين الشافعي املتوىف سنة
829ه .
35 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
.9كتاب األشباه والنظائر لإلمام جالل الدين عبد الرمحن السيوطي الشافعي املتوىف سنة
911ه وهو مطبوع متداول ،وهو من أشهر الكتب املؤلفة يف القواعد.
.10كتاب إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام مالك ،أليب العباس أمحد بن حيىي الونشريسي
املالكي املتوىف سنة 914ه ،وقد حققه أمحد أبو طاهر اخلطايب ،وطبع بإشراف اللجنة
املشرتكة لنشر الرتاث اإلسالمي بني املغرب ودولة اإلمارات سنة 1400ه بالرباط.
.11كتاب األشباه والنظائر لإلمام زين الدين بن إبراهيم الشهري بابن ُنيم احلنفي املتوىف سنة
970ه وهو مشهور ومطبوع ومتداول ،وهو من أشهر كتب القواعد الفقهية.
.12جملة األحكام العدلية العثمانية الصادرة سنة 1286ه ،إذ صدرت بتسع وتسعني قاعدة
فقهية خمتارة من أهم ما مجعه ابن ُنيم واخلادمي بإضافة بعض القواعد األخرى ،وشرح
هذه القواعد شراح اجمللة أمثال علي حيدر وحممد طاهر األتاسي.
.13كتاب الفوائد البهية يف القواعد والفوائد الفقهية للشيخ حممود محزة مفيت دمشق يف عهد
السلطان عبد احلميد واملتوىف سنة 1305ه ،إذ قام يف كتابه هذا باستقصاء القواعد
والضوابط واألصول يف معظم أبواب الفقه ،وبلغ ما فيه من القواعد ثالثاً وأربعني ومائيت
قاعدة فقهية ،متثل يف جمموعها قواعد املذهب احلنفي.
.14كتاب املدخل الفقهي العام ملصطفى الزرقا.
.15كتاب شرح القواعد الفقهية للشيخ أمحد الزرقا والد الشيخ مصطفى الزرقاء ،وكان شرح
أبيه خمطوطاً فقام بطبعه مبطبعة الغرب اإلسالمي ببريوت سنة 1403ه وهو شرح لقواعد
جملة األحكام العدلية التزم فيه الشارح رمحه اهلل املذهب احلنفي متثيالً وخترجياً.
36 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
.16كتاب القواعد الفقهية نشأهتا وتطورها تأليف الشيخ على بن أمحد الندوي الذي أعده
لنيل درجة املاجستري من جامعة أم القرى وطبع يف دمشق بدار القلم سنة 1406ه .
المحاضرة الرابعة
هدف المحاضرة :العرض والنقاش عن دور القواعد األمهات يف التطبيقات الفقهية وذلك
من خالل شرح معىن القاعدة وأصلها وأمثلتها أو مستثنيات منها.
نتيجة المحاضرة :يستطيع الدارس الذكر واإلتيان والشرح على املعلومات التارخيية عن
تطورات علم القواعد الفقهية وكتبها املشهورة.
القواعد الفقهية األساسية هي أمهات اخلمس اليت يدور عليها معظم األحكام الفقهية،
تندرج حتتها القواعد الفروعية العديدة .إن بعض القواعد الفقهية أعم وأمشل من بعضها
اآلخر ،وإن قسماً منها يدخل حتت قاعدة أخرى ،ولذلك تقسم القواعد إىل صنفني :
قواعد أصلي ة ،وقواعد فرعية اليت تنضوي حتت القواعد األصلي ة.
37 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
الثاين :قواعد أصلية كلية تأيت يف الدرجة الثانية بعد اخلمس األوىل.
ومن خالل شرح القاعدة ،عرضت فيه األمثلة أو الفروع الفقهية املنسجمة بالقاعدة .ويف
بعض األحيان ،كون األمثلة متكرر يف القواعد املختلفة .وذلك ألن األمثلة املذكورة تتكون
فيها عناصر مالئمة مبا ركزها قواعد خمتلفة .املثال من ذلك :
جواز أكل امليتة للضرورة .وهذا املثال مالئم بقاعدة "الضرورات تبيح احملظورات" ،أيضا
بقاعدة "املشقة جتلب التيسري".
ويف أحيان أخرى ،تتدخل أمثلة القاعدة يف موضوع املستثنيات لقاعدة أخرى .وذلك ألن
األمثلة إذا خرجت من قاعدة معينة دخلت فيما هو أخص منها .املثال من ذلك :
لو استشهد اجلنب فإنه ال يغسل .وهذا مستثىن من قاعدة "درء املفاسد أوىل من جلب
املصاحل" ،ويدخل إىل قاعدة "إذا تعارض املانع واملقتضى قدم املانع".
10
السيوطي .جالل الدين عبد الرمحن بن أ يب بكر .األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية .1998.بريوت :دار الكتب العلمية .ج 1ص.7
38 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
()1
األُمنُْوُر
اص ِد َها
بِم َق ِ
َ
()2
()5
القواعند اليَ ِق ْي ُ الَ يُ َنز ُ
ال
العادةُ ُم َح َّك َمة
َ الخمس الشك بِ َّ
الكبرى
()3
()4
ش َّقةُ ِ
ال اَ َّ
لض َنرُر يُ َنز ُ تجنل ُ
اَ ْلمنَ َ َ
التيَّ ِس ْي ِر
11
قلعة جي .معجم لغة الفقهاء .مادة "أمر".
39 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
﴿ ﴾96إِ َ ٰىل فِرعو َن وملَئِ ِه فَاتَّب عوا أَمر فِرعو َن ۖ وما أَمر فِرعو َن بِرِش ٍ
يد ﴿ {﴾97هود :11 ََ ُْ ْ َْ َ َ ُ َْ ْ َْ ْ َْ ََ
}97أي حاله.
األمر يف االصطالح :وهو عمل اجلوارح ومنها األقوال واألفعال كلها.12
إن القصد والنية واإلرادة واالعتماد واالستقامة والوجهة عبارات تتوارد على معىن واحد وهو
التوجه إىل الشىء وإرادته .والقصد أقوى من اإلرادة ؛ ألن لفظه يوحي بقوة العزم وصدق
اإلرادة .15وحمل النية هو القلب وال حتسب إال أن تقرتن بالفعل .تعريف النِّية لغة :العزم
على الشيء .16واصطالحا :هي قصد الطاعة والتقرب إىل اهلل تعاىل بإجياد الفعل أو
االمتناع عنه.17
12
القرءان .بريوت :دار الفكر .ص .91 الراغب األصفهاين احلسني بن حممد بن املفضل .معجم مفردات ألفا
13
معجم لغة الفقهاء .مادة " قصد".
14
الرافعي .املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري .1978.بريوت :دار الكتب العلمية ج 2ص .609
15
السدالن .صاحل غامن .1403 .النية وأثرها يف األحكام الشرعية .رياض :مكتبة اخلرجيي .ج 1ص .103-102
16
لسان العرب .مادة "نوى".
17
ابن ُنيم .األشباه والنظائر .ص .29
40 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
واصطالحا :قصد يف األمر ملا كانت النية عبادة ،كان هلا شروط ال تصح إال هبا
قصدا توسط وطلب األسد ومل وال يعتد بالنية إذا فقدت واحد منها .وشروط النية
جياوز احلد /النية واإلرادة
أربعة:
واالعتماد واالستقامة والوجهة/
-1اإلسالم :أن يكون الناوى مسلما ألن النية
التوجه إىل الشىء وإرادته.
عبادة ،ونية العبادة ال تصح من الكافر ألن العبادة ال
* النية لغة :العزم على الشيء.
تصح منه ،ألنه فقد شرط صحة قبول العبادة وهو
واصطالحا :هي قصد الطاعة 19
اإلميان باهلل تعاىل.
والتقرب إىل اهلل تعاىل بإجياد
الفعل أو االمتناع عنه.
-2التمييز :القوة اليت يف الدماغ وهبا تستنبط املعاين.
فال يصح عبادة صيب ال مييز ،وال جمنون .والطفل
18
عبد العزيز حممد عزام .2001 .املقاصد الشرعية يف القواعد الفقهية .قاهرة :دار البيان .ص .59
19
الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكلية .ص .53-52
41 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
21
السيوطي .جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر .1998 .األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية .بريوت :دار الكتب العلمية .ج 1ص .41-40
42 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
األمر األول :متييز العبادات عن العادات .فاجللوس يف املسجد مثالً قد يكون لالسرتاحة أو
لالعتكاف ،واإلمساك عن املفطرات ،قد يكون محية أو تداويا أو لعدم احلاجة ،وقد يكون
ابتغاء الثواب ،فالنية متيز ذلك.
األمر الثاين :متييز رتب العبادات بعضها عن بعض .فالتقرب إىل اهلل تعاىل يكون بالفرض
والنفل والواجب فشرعت النية لتمييزها .فالوضؤ ،والغسل ،والصالة ،والصوم ،قد يكون
فرضا أو نذراً أو نفالً ،وصورة األداء والفعل هلذه األمور واحدة ،فشرعت النية لتمييز رتب
هذه العبادات بعضها عن بعض.
اهلل ورسوله فهجرته إىل اهلل ورسوله ،ومن كانت هجرته إىل دنيا يصيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته إىل ما هاجر إليه.22
-2قوله تعاىل{ :واصرب نفسك مع الذين يدعون رهبم بالغدوة والعشي يريدون وجهه}
وهذا دليل على أنه ال بد من مالحظة القصد والنية يف العمل ،وذلك بإرادة وجه اهلل
فيه.
-3قوله تعاىل { :ومن خيرج من بيته مهاجراً إىل اهلل ورسوله مث يدركه املوت فقد وقع أجره
على اهلل وكان اهلل غفوراً رحيماً} .ففيها بناء احلكم على اإلرادة ،وضرورة إخالص
القصد والنية يف العمل.
-4وقوله عليه الصالة والسالم :إنك لن تنفق نفقة تبتغي هبا وجه اهلل إال أجرت عليها
حىت ما جتعل يف فم امرأتك.23
-4حديث أخر قال عليه الصالة والسالم :إمنا يبعث الناس على نياهتم.24
22
صحيح البخاري بشرح العسقالين ،9/1 .رياض الصاحلني .ص .13-12
23
رواه البخاري .كتاب "اإلميان " باب "ما جاء إن األعمال بالنية .165/1 "...رقم .56
24
صحيح مسلم .كتاب "الفنت" باب "اخلسف باجليش الذي يؤم البيت" 3211-221/4 .رقم .8
44 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
خامسا :االستثناءات
واملستثنيات من هذه القاعدة كثرية ،منها:25
التدريبات :
-1ذبح أضحية هلل تعاىل وللصنم ،فتحرم الذبيحة
-1ه ات مع ىن األم ر واملقص د
بانضمام النية للصنم ،ألنه تشريك يف نية عبادة
لغة واصطالحا.
مع ما ليس بعبادة فيبطلها.
-2اش رح القاع دة ش رحا وافي ا
-2ال تشرتط النية يف عبادة قلبية واعتقادات كاإلميان
مع الدليل واملثال.
باهلل تعاىل ،واخلوف ،والرجاء ،ألهنا متميزة بصورهتا.
-3م ا املقص ود م ن مش روعية -3ال تشرتط النية يف الرتوك (ترك املعصية) كالزىن،
النية يف العبادات؟
وشرب اخلمر وغريها ،فإن الرتك ال حيتاج إىل النية
وضح شروط النية األربعة.
ّ -4 حلصول املقصود منها ،وهو اجتناب املنهي عنه
-5ه ل تص ح العب ادة بني ة بكونه مل يوجد ،وإن مل يكن نية .لكن الرتك حيتاج
فقط؟ وملاذا؟ إىل نية يف حصول الثواب املرتتب على الرتك ،ألنه
-6هات اإلستثناءات م ن ه ذه ال ثواب وال عقاب إال بالنية.
القاعدة.
25
الزحيلي.حممد مصطفى . 2006 .القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة .دمشق :دار الفكر .ص .73-72
45 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
العبرة في العقود
للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني
-4لو حلف شخص أن ال يدخل هذا البيت ونوى هجران أهل هذا البيت ،مث إنه دخل
عليهم بيتاً آخر ،فإنه ال حينث يف ميينه بسبب لفظه خاصاً بالدخول عليهم يف هذا
البيت؛ ألن نيته عامةٌ ،والنية يف اليمني ال تعمم اللفظ اخلاص.
-2لو اختذ احللي بقصد استعماله يف مباح مل جتب فيه الزكاة ،أو بقصد كنزه وجبت فيه
الزكاة.
ثالثا :االستثناءات
-1لو حلّف القاضي منكر الدين أنه ما أخذ ٍ
لفالن شيئاً ،فحلف ونوى أنه ما أخذ هذا
اليوم ،وكان يف الواقع قد أخذ قبل ذلك ،فإن هذا احلالف حينث يف ميينه ،ألنه وإن كان
األصل يف اليمني أن ُحتمل على نية احلالف إال أهنا هنا أمام القاضي ،فتُحمل على ما
َّ
دل عليه لفظها.
ثالثا :االستثناءات
وقد استثىن عن هذه القاعدة مسائل يتأدى فيها الفرض بنية النفل ،منها:
-1لو جلس للتشهد األخري وهو يظنه التشهد األول مث تذكر ،أجزأه.
تطوعا وعليه الفرض انصرف إليه بال خالف.
-2لو نوى احلج أو العمرة أو الطواف ّ
واليقني اصطالحا :اعتقاد الشيء بأنه كذا مع اعتقاد أنه ال ميكن إال كذا مطابقا للواقع غري
ممكن الزوال 30.وقيل هو اعتقاد جازم ال يقبل التغري من غري داعية الشرع .31وقال أبو البقاء
:العلم املستقر يف القلب لثبوته عن سبب متعني له ،حبيث ال يقبل االهندام .32وخالصته،
اليقني هو االعتقاد اجلازم الثابت املطابق للواقع .وقال ابو احلسن علي الندوي :أن اليقني
هي كيفية االستقرار والطمأنينة علىحقيقة الشيء حبيث ال يبقى تردد.
تعريف الشك لغة :نقيض اليقني ومجعه شكوك .والشك ضد اليقني .وقال ابن ُنيم هو
الشك تساوي الرتدد.33أما الشك يف االصطالح :خالف اليقني فقوهلم خالف اليقني هو
الرتدد بني شيئني سواء استوى طرفاه أو رجع أحدمها على اآلخر.34
وقال اجلرجاين :الرتدد بني النقيضني بال ترجيح ألحدمها على اآلخر عند الشك .35وقيل
بأنه ما استوى طرفاه وهو الوقوف بني الشيئني ال مييل القلب إىل أحدمها فإذا ترجح أحدمها
ومل يطرح اآلخر فهو ظن فإذا طرحه فهو غالب الظن وهو مبنزلة اليقني.36وقال ابن القيم :
ذلك وال يضر الشك الطاريء عليها .وما كان ثابت متيقناً من األمور ،ال يرتفع مبجرد طروء
الشك عليه ،وذلك ألن األمر اليقيين ال يعقل أن يزيله مبا هو أضعف منه ،بل يزيله ما كان
أقوى منه أو ما كان مثله .واحلكم الثابت بالدليل يبقى ثابتاً مامل يرد دليل يرفعه ،فيعترب
بقاؤه يقينياً استناداً إىل دليل ،فال يزيله احتماالت ليس هلا ما يربرها .فمن ملك شيئاً بعقد
أو إرث أو أي سبب صحيح ،يبقى مالكاً ملا يف حوزته ،وال ينتقل إىل غريه إال بدليل ،ألن
امللك استند إىل سبب صحيح ،فثبوته يقيين ،فال يزول إال بيقني مثله.
(وَما َهلُ ْم بِِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُو َن إَِّال الظَّ َّن َوإِ َّن الظَّ َّن ال يُ ْغ ِين ِم َن ْ
احلَ ِّق َشْيئاً) -5وقوله تعاىل َ
(سورة احلجرات :آية )12
فالظن يف هذه اآليات مبعىن التوهم .
-4حديث عبدالرمحن بن عوف رضى اهلل عنه قال :مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم يقول ":مث إذا شك أحدكم يف الثنتني والواحدة فليجعلها واحدة وإذا شك يف
الثنتني والثالث فليجعلها اثنتني وإذا شك يف الثالث واألربع فليجعلها ثالثا مث ليتم ما
بقي من صالته حىت يكون الوهم يف الزيادة مث يسجد سجدتني وهو جالس قبل أن
يسلم".41
ومن اإلمجاع :وقد أمجع العلماء على أصل العمل هبذه القاعدة .فقد نقل اإلمجاع عن
اإلمام القرايف بقوله :هذه قاعدة جممع عليها ،وهي أن كل مشكوك فيه جيعل كاملعدوم
الذي جيزم بعدمه 42.وقد أشار به اإلمام ابن دقيق العيد :وكأن العلماء متفقون على هذه
القاعدة ،لكنهم خيتلفون يف كيفية استعماهلا43.وقال أبو بكر السرخسي :إن التمسك
44
باليقني وترك املشكوك فيه أصل يف الشرع.
ومن املعقول :فال شك إن اليقني أقوى من الشك ،ألن اليقني يتصف بالثبات واالستقرار،
يف مقابل أن الشك حيمل معىن الرتدد واالحتمال فال يقوى على إزالة اليقني ،وإىل هذا أشار
مصطفى الزرقاء :اليقني أقوى من الشك ألن اليقني حكماً قطعياً جازماً فال ينهدم
45
بالشك.
األصل بقاء
ما كان على ما
كان
اليقي
األصل في األبضا التحريم األصل في حادث تقديره ب قرب زم
ال يزال بالشك
األصل العدم
60 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-4اشرتى ماء ،وادعى ُناسته ،لريده فالقول قول البائع ألن األصل طهارة املاء . 52
-5ادعت الرجعية امتداد الطهر وعدم انقضاء العدة .صدقت وهلا النفقة ،ألن األصل
بقاؤها.53
-6من تيقن الطهارة وشك يف احلدث فهو متطهر.54
-7لو ادعى املستأجر دفع األجرة إىل املؤجر ،وأنكر املؤجر ذلك ،كان القول مع اليمني،
ألن األصل بقاء األجرة يف ذمة املستأجر إىل أن يثبت دفعها إىل املؤجر. 55
-8اختلف الزوجان يف التمكني ،فقالت سلمت نفسى إليك من وقت كذا ،وأنكر فالقول
قوله ،ألن األصل عدم التمكني. 56
-9إذا شك الزوجان بعد الدخول فقال الزوج أسلمت يف عدتك فالنكاح باق فقالت بل
أسلمت بعد انقضاء عديت فوجهان .احدمها أن القول قوله ألن األصل بقاء النكاح.
والثاين أن القول قوهلا ألن األصل عدم السالمة يف العدة. 57
" َال يَن ْرتَف ُنع ِالَّ بِيَ ِق ْي ٍ الثالثة :قاعدة " َما ثَنبَ َ بِيَ ِق ْي ٍ
61
االشباه والنظائر ابن نجيم ، 72القواعد الكلية 155
62التمهيد 342/1
63
االشباه والنظائر السيوطي 55
64االشباه والنظائر السيوطي 56
64 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
70
االشباه والنظائر السيوطي 58
67 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
المحاضرة الخامسة
هدف المحاضرة :التعرف على مفهوم املشقة وأقسامها وأسباهبا وشروطها وأحكامها حىت
جتلب منها الرخص الشرعية من خالل األمثلة واحلوادث.
نتيجة المحاضرة :الدارس قادر على شرح مفهوم املشقة ويستطيع أن خيتار بالرخصة املعينة
املنسجمة يف املسائل املطروحة.
ميسرين، الصالة والسالم " :إمنا بُعثتم ِّ قال عليه َّ -2
التدريبات : معسرين."86 ومل تبعثوا ِّ
يد بِ ُك ُميد اللَّهُ بِ ُك ُم الْيُ ْسَر َوَال يُِر ُ
قوله تعاىل :يُِر ُ -3
ة قة لغ رف املش -1ع
واصطالحا؟
الْعُ ْسَر [البقرة]185/2 :
-2اش رح القاع دة "املش قة قوله تعاىلَ :وَما َج َع َل َعلَْي ُك ْم ِيف الدِّي ِن ِم ْن َحَرٍج -4
جتلب التيسري" باختصار. ۖ [احلج]78/22 :
-3ه ات أص ل القاع دة م ن ِّف َعْن ُك ْم ۖ َو ُخلِ َق يد اللَّهُ أَ ْن ُخيَف َقوله تعاىل :يُِر ُ -5
القاع دة "املش قة جتل ب ضعِي ًفا ﴿[ ﴾28النساء]28/:4 ِْ
اإلنْ َسا ُن َ
التيسري"؟ قال السيدة عائشة رضي اهلل عنها " :ما خري -6
-4عرف املصطلحني اآلتيتني:
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بني أمرين إال
-1املشقة.
اختار أيسرمها ما مل يكن إمثا."87
-2عموم البلوى.
88حممد مصطفى الزحيلي .2006 .القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة .دمشق :دار الفكر .ص .258
74 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
الس َفنر
ّ
النقص المرض
أسباب
العسر التخفيف م
وعموم حي السب اإلكراه
البلوى
الجهل النسيان
جواز القعود يف صالة الفرض وخطبة اجلمعة ويف النافلة مطلقا. المرض 2
جواز التيمم عند مشقة اسنعمال املاء.
من أكل أو شرب يف هنار رمضان ناسيا للصوم مل يبطل صومه. النسيان 4
من سلم من ركعتني ناسيا وتكلم عامدا لظنه إكمال الصالة فال تبطل
صالته.
الصغر واجلنون جيلبان التخفيف لعدم تكليفهما أصال فيما يرجع إىل خطاب النقص 7
التكليف يف الوجوب واحلرمة.
األنوثة سبب للتخفيف ،بعدم تكليف النساء بكثري مما كلف به الرجال ،
كاجلهاد واجلزية واجلمعة وإباحة لبس احلرير وحلي الذهب.
عدم تكليف األرقاء بكثري مما على األحرار ،ككونه على النصف من احلر يف
احلدود والعدة.
76 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
خامسا :االستثناءات
-1ال تأثري للنسيان على احلنث يف التعليق ،فلو علق على فعل شيئ ،مث فعله ناسيا التعليق
فإنه يقع ،كما لو علق الطالق على دخوله بيتا ،فدخله ناسيا فإنه يقع.
-2ويستثىن من كون العقود اجلائزة ،ألن لزومها يشق ،ما لو تقاسم الورثة الرتكة ،مث ادعى
أحدهم أهنا ملكه ،وأراد نقض القسمة ،ال تسمع دعواه.
-3لو اشرتى شخص أرضا ،مث ادعى بأن بائعها كان وقفها مسجدا أو مقربة ،تسمع
دعواه ،صيانة حلقوق القاصرين واجلماعة ،وإذا ثبت ذلك ينقض العقد.
78 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ِ
الثانية :قاعدة " َا ضا َق ْاألَ ْم ُر اتَّ َ
س َع ".
فعل أو أمر جيب إجياد رخصة وتوسعة لذلك الضيق ،فإلزالة املشقة جتوز األشياء غري اجلائزة
قياسا واملغايرة للقواعد.89
ِ
الثانية :قاعدة " َا اتَّ َ
س َع ْاألَ ْم ُر َ
ضا َق ".
89املدخل الفقهي العام 993/2ونظرية الضرورة الشرعية ص 222وجملة احلكام العدلية ص .32
90جالل الدين السيوطي .األشباه والنظائر .ص .83
91قواعد األحكام يف مصاحل األنام .113/2
80 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
92
ثانيا :التطبيقات /األمثلة
-1كثرة العمل يف الصالة تبطلها ولو جوز بقليله.
-2ال جتوز للمتوىف عنها زوجها أن خترج من بيتها خالل عدهتا للتلهي ولو سوحمت
لكسب معيشتها أو حاجتها قبل ذلك.
-3ال جيوز التيمم ملن جيد املاء ،ولو يرخص له بذلك قبل أن جيده.
المحاضرة السادسة
التدريبات :
-1اذك ر ثالث ة م ن ختفيف ات هدف المحاضرة :العرض والنقاش عن مفهوم الضرورة
الش رع م ن حي ث العم ل م ع والضرر والضروريات يف التطبيقات الفقهية وذلك من
ذكر املثال لكل واحد منها. خالل شرح معىن القاعدة وأصلها وأمثلتها أو مستثنياهتا.
-2اش رح القاع دة "إذا ض اق نتيجة المحاضرة :يستطيع الطالب الشرح بأحوال
األم ر اتس ع" ش رحا وافي ا م ع
تغري األحكام ،وحد الذي مسح
الضرورة اليت تسبب منها ّ
املثال.
به الشرع يف حتمل الضرر ،واخلروج من الكرب بأخذ ما
هو األهم من املهم.
92عمر عبداهلل كامل .1999 .الرخصة الشرعية يف األصول والقواعد الفقهية .بريوت :دار ابن حزم .ص-282
.283
81 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ال
القاعدة الرابعة :الض ََّرُر يُن َز ُ
ط ﴿ ﴾120الضرر يف االصطالح : ضُّرُك ْم َكْي ُد ُه ْم َشْيئًا ۖ إِ َّن اللَّهَ ِمبَا يَ ْع َملُو َن ُِحمي ٌ
َوتَتَّ ُقوا َال يَ ُ
إحلاق مفسدة بالغري مطلقا.
93
لسان العرب 2573/4 :مادة ضرر .معجم الوسيط .558/1 :
82 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
94
رواه ابن ماجه يف كتابه األحكام باب . 17واملوطأ يف كتابه األقضية حديث . 31وأمحد يف مسنده [.]327/5
95
غمز عيون البصائر ص .118
83 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
واحلديث نص يف حترمي الضرر ،ألن النفي بِ " ال االستغراقية " يفيد حترمي سائر أنواع الضرر
يف الشرع ،ألنه نوع من الظلم ،إال ما خص بدليل كاحلدود والعقوبات ،أي أن الضرر
احملرمني إذا كانا بغري حق ،وأما إيقاع الضرر حبق فهو مطلوب شرعا ،ألن إدخال واالضرار َ
الضرر على من يستحقه كمن تعدى حدود اهلل فيعاقب بقدر جرميته ،أو كونه ظلم غريه
فيطلب املظلوم مقابلته بالعدل.
96
أي إذا دلس البائع على املشرتي واخفى العيب عنه ،أو خرج املبيع معيبا فإن الشارع أجاز للمشرتي الرد هبذا العيب ليزول الضرر عنه.
97
أنواعه مخسة :احلجر للجنون ،واإلفالس ،والسفه ،واملرض ،والصبا.
84 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
الضرورات تبي
الحاجة تننزل المحظورات ما أبي
مننزلة الضرورة للضرورة
يقدر بقدرها
درء المفاسد الضرر
يزال الضرر ال
مقدم على
يزال بالضرر
جل المصال
الضرر األشد يتحمل الضرر
يزال بالضرر الخاص لدفع
األخف الضرر العام
إزالته ،ولكن إذا حصل العجز عن إزالته كله ،فإنه يزال منه بالقدر املمكن ،ألن امليسور ال
يسقط باملعسور.
ثالثا :االستثناءات
-1بيع العرايا :وهو بيع رطب أو عنب على شجر خرصا بتمر أو زبيب كيال دون مخسة
أوسق .واألصل ،فإهنا أبيح للفقراء مث جاز لألغنياء.
جوز للزوج حيث تعسر إقامة البينة على زناها مث جاز له حيث ميكن إقامتها -2اللعان ّ :
أيضا.
-3اخللع :األصل أنه أبيح للمراءة على سبيل الرخصة مث جاز مع األجنيب.
88 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-4إذا غصب لوحاً فرقع به سفينته ،فطالبه به وهي يف ُجلَّة البحر ،وخيف غرقُه ،أو غرق
متاع للغاصب فيها إن قلعه ،مل يلزمه قلعه حىت ترسو السفينة ،ألنه بتأخر قلعه حىت ٍ
مال
ترسو السفينة إزالة لضرر صاحب اللوح ،وعدم تضرر صاحب السفينة ،فيَ ْسلَ ُم ُ
الغاصب من غري ضرر.
-5حرمة أخذ ُكلية حي مثالً لزرعها يف آخر ،إذا شككنا أن املنزوعة منه ميوت أو يتضرر
ضرراً شديداً.
-6ال جيوز إلنسان حمتاج إىل دفع اهلالك جوعاً عن نفسه أن يأخذ مال حمتاج مثله ،كما
ال جيوز ملن أكره على القتل أن يقتل إذا كان املراد قتله بغري وجه حق ،ألن هذا إزالة
ضرر مبثله .خبالف أكل ماله.
ثالثا :االستثناءات
-1مشروعية احلدود والقصاص والتعذير والكفارات والديات والضمانات وغريها.
-2قتل البغاة وقاطع الطريق ودفع الصائل وغريها.
-3جواز نبش امليت بعد دفنه للضرورة كأن دفن لغري القبلة أو بدون الغسل.
-4فسخ النكاح باالعسار.
-5الضرب التأدييب حنو الزوجة الناشزة.
90 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-5ولو ابتلعت دجاجة شخص لؤلؤة مثينة لغريهن فلصاحب اللؤلؤة أن يتملك الدجاجة
بقيمتها ليذحبها.
كثرية.
* احلاجة نوعان :
ثالثا :االستثناءات
-1الحاجة العامة :تعم مجيع
الناس إذا اختلط الواجب باحملرم فرتاعى مصلحة الواجب،
ومنها:
-2الحاجة الخاصة :ختص
بعض املكلفني أو أحدهم
-1اخلروج إىل القتال واجب ولو قتل فيه ألن األصل
مصلحة رعاية الدين مقدمة من غريها.
* من العقود املالية اليت جوزت
-2اهلجرة على املرأة من بالد الكفار واجبة وإن كان
حلاجة عامة الناس إليها :
اإلجارة ،السلم ،اجلعالة ،احلوالة، سفرها وحدها دون حمرم حراماً.
بيع العرايا ،االستصناع.
الحاجةُ تَن ْنن ِز ُل َم ْنن ِزلَة َّ
الض ُرْوَرة َ السابعة :قاعدة "
اصة " َع َّامة َكانَ ْ أَ ْو َخ َّ
المحاضرة السابعة
هدف المحاضرة :النقاش عن مفهوم العادة والعرف عامة كانت أو خاصة .والعرض على
التطبيقات الفقهية يف ذلك من خالل شرح معىن القاعدة وأصلها وأمثلتها وأقسامها
واالقواعد املتفرعة منها.
نتيجة المحاضرة :يستطيع الطالب الشرح مبوضوع العادة اليت يستخدم الشرع هبا يف ضبط
احلكم.
الشارع فال جيوز مطلقا أن يكون مبنيا على باطل فلذلك ال يرتك القوي ألجل العمل
بالضعيف
وهذه القاعدة من قواعد الفقه الكربى اليت سهلت أمور الناس ويسرت حاجاهتم ،ومن
األدلة الناصعة على صالحية الشريعة لكل زمان ومكان ،فإن الشرع ما نزل باحلرج كقوله
تعاىل ( :وما جعل عليكم يف الدين من حرج) ؛ ألن ترك الناس وما اعتادوا يف بعض
شؤوهنم على عرفهم وعادهتم تسهيل وتيسري عليهم ،لذا فإن الشرع املطهر ،يقر األحكام
102 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
اليت تكون وفق عادات الناس وأعرافهم غري املخالفة للنصوص وهذه القاعدة جيب على كل
مفت للناس أن يستحضرها إفتاء ،وأن يبينها تعليماً؛
قال ابن القيم رمحه اهلل " :من أفىت الناس مبجرد املنقول يف الكتب على اختالف عرفهم
وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحواهلم وقرائن أحواهلم فقد ضل وأضل ،وكانت جنايته على
الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلَّهم على اختالف بالدهم وعوائدهم ،وأزمنتهم
وطبائعهم مبا يف كتاب من كتب الطب على أبداهنم ،بل هذا الطبيب اجلاهل ،وهذا املفيت
اجلاهل ،أضر ما يكون على أديان الناس وأبداهنم " .ومما يدل على أمهية هذه القاعدة
ختصيص العادة للعموم ،قال ابن رجب رمحه اهلل " :قاعدة خيص العموم بالعادة على
املنصوص ".
التدريبات:
-1اش رح "الع رف الفاس د" و واحلكم بالعرف من أقدم مصادر القانون ،كما يذكر
"العرف الصحيح". ذلك املؤرخون ،فكان هو حاكم حياهتم ومنظم
-2ق ا ِرن ب ني الع رف الع ام شئوهنم .وللعرف يف الشريعة شأن كبري ،فإنه ُحيكم
والعرف اخلاص. به يف مواضع ال حتصى يف أكثر أبواب الفقه.
-3هات األصل هلذه القاعدة.
فقد استدل هبا الفقهاء على اعتبار العرف يف التشريع ألن لفظ العرف هنا عام وفسره
العلماء بعدة تفسريات منها أنه كل ما أمرك اهلل به وفُ ِّسر بأنه كل خصلة حسنة
ترتضيها العقول وتطمأن إليها النفوس وفسر بأنه التوحيد وغري ذلك.
-1روى البخاري يف صحيحة من حديث عائشة رضي اهلل عنها أن هنداً بنت عتبة رضي
اهلل عنها قالت يا رسول اهلل إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيين ما يكفيين وولدي إال
ما أخذت منه وهو ال يعلم فقال النيب صلى اهلل عليه وسلم " :خذي ما يكفيك وو ِ
لدك
باملعروف " .قال النووي يف شرح مسلم عند هذا احلديث ،يف هذا احلديث فؤائد كثرية وذكر
منها :اعتماد العرف يف األمور اليت ليس فيها حتديد شرعي.
-2وقوله صلى اهلل عليه وسلم " :ما رآه املسلمون حسن فهو عند اهلل حسن " .يضاف
إىل هذا ما تعارف عليه الناس يف زمن النيب عليه السالم من أموراً تتعلق بشؤون احلياة فلم
105 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
حيرمها أو ينههم عنها ،فدل على جوازها ،كما تعارفوا أموراً جاء ما يفيد أن النيب عليه
الصالة والسالم أقرهم عليها أو شاركهم يف فعلها ،فهذا أيضاً يدل على جوازها.
ومن أظهر األمثلة على ذلك :عقد السلم ،فقد عرفه العرب يف اجلاهلية وأقرهم عليه الرسول
عليه الصالة والسالم وفيه ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي اهلل عنهما أنه قال قدم النيب
عليه الصالة والسالم املدينة وهم يُسلِ ُفون الثمر السنة والسنتني فقال " :من أسلف يف
أجل معلوم ". كيل معلوم ٍ
ووزن معلوم إىل ٍ شيء ففي ٍ
-3محل اليمني على العرف والعادة ،فمن حلف ال يتكلم مث قرأ القرآن ،ال حينث؛ ألن
العرف ال يطلق الكالم إال على كالم اآلدميني ،وكذا لو حلف اليأكل من هذه الشجرة،
فال حينث بأكل ورقها ،وإمنا احلنث بأكل الثمرة؛ ألهنا ما يؤكل عادة.
-4جواز املسح على العمامة إذا كانت ساترة جلميع الرأس إال ما جرت العادة بكشفه
كمقدم الرأس واألذنني وجوانب الرأس.
-5أن مثن املثل للماء معترب مبا جرت به العادة ،يف تلك البقعة.
-6أن الوعاء الذي فيه اهلدية ،إن جرت العادة بإعادته أعاده ،وإال فهو هدية معه.
-7أن حرز املال ما جرت العادة حبفظه فيه.
-8ال جيوز صوم يوم الشك إال ملن كانت له عادة يف صوم مثله وذلك حبسب العادة.
-9حيرم قبول القاضي للهدية إال ملن له عادة يف
إهدائه.
التدريبات: -10األجرة يف دخول احلمام حسب العادة.
1ماملراد ب "العرف الفاسد" و
-11العادة يف ركوب سفينة املالح أهنا بأجرة
"العرف الصحيح".
وكذا العادة يف أجرة الدابة.
-2قا ِرن بني العرف العام
والعرف اخلاص.
-12اإلستصناع أجازه مجهور الفقهاء ألنه تعارفه
الناس وجرى عليه التعامل فجاز استحسانا
مبنيا على العرف.
-13القلة والكثرة يف شيء راجعة إىل العادة.
-14قصر املدة وطوهلا راجع إىل العادة.
107 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
استعمال
الناس حجة
يج العمل
ال ينكر تغير بها
الحقيقة
األحكام تتر بداللة
بتغير األزمان العادة
العادة
مح ّكمة
المعروف التعيي
عرفاً بالعرف
كالمشروط كالتعيي
شرطاً بالنص
ا
من أهل العلم من فسر االستعمال بأنه نقل اللفظ عن موضعه األص لي ،واس تعماله يف معن اه
اجمل ازي ،وعل ى ه ذا املع ىن تك ون القاع دة دال ة عل ى أن اس تعمال الن اس للف ظ يف مع ىن م ن
املعاين جيعله حقيقة عرفية ،جيب حتكيمها يف فهم األلفا .
وخالص ته ،أن اس تعمال الن اس غ ري املخ الف للش رع وال لنص وص الفقه اء يُع ّد حج ة كبي ع
مست احلاجة إليهما مع السلم وعقد االستصناع مثالً ،فقد اتفق الفقهاء على جوازها ملا ّ
أهنما يف األصل غري جائزين ألهنما بيع معدوم.
-2إذا صنع طعاما وأهداه جلاره ،فال يدخل فيه اإلناء،ألن العرف جرى على عدم دخوله.
-3لو حلف ال يستضيء بسراج مل حينث بالشمس ،ولو حلف على ترك الشواء مل حينث
بغري اللحم ،ألن استعمال الناس جعل املراد هبذه األشياء غري ما وضعت له.
-4لو اتفق إنسان مع مقاول أو متعهد أن يبين له بيتاً طبقاً ملخطط مرسوم ومواصفات
خاصة بثمن مبني وشروط واضحة ،انعقد االستصناع وجازت املعاملة.
109 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
أقسام الحقيقة
-1حقيقة شرعية :استعمال لفظ الصالة للصالة املعروفة يف الشرع ،وهي األقوال واألفعال
املخصوصة املفتتحة بالتكبري واملختتمة بالتسليم.
-2حقيقة لغوية :استعمال األلفا العربية فيما وضعت هلا كأسد للحيوان املفرتس
-3حقيقة عرفية :املرادة هنا بقوله (العادة) كاستعمال لفظ " الدابة " لذوات األربع ،مع أنه يف اللغة
لكل ما يدب على األرض ،وكالراوية ،والغائط .فحقيقة هذه األشياء صارت مغمورة غري معروفة.
فاإلطالق ال ينصرف إليها بل إىل احلقيقة العرفية.
ثالثا :االستثناءات
-1إذا حلف أن ال يأكل اللحم ،فإنه ال حينث بأكل حلم السمك والدجاج ،وإن كان
املعىن احلقيقي للحم متناوال لذلك؛ ألن العرف حيمل لفظ اللحم على معىن خاص،
وهو ما كان من هبيمة األنعام.
-2محل اليمني على العرف والعادة ،فمن حلف أن ال يتكلم مث قرأ القرآن ،ال حينث؛ ألن
العرف ال يطلق الكالم إال على كالم اآلدميني.
-3لو حلف أن ال يأكل من هذه الشجرة ،فال حينث بأكل ورقها ،وإمنا احلنث بأكل
الثمرة؛ ألهنا ما يؤكل عادة.
ف عُرفًا كالمن ْش ِ
روط َش ْرطاً " َ الثالثة :قاعدة " المعرو ُ ْ
رمبا يفهم بعض الناس من كلمة (األحكام) الواردة يف القاعدة أن كل حكم يتغري بتغري
الزمان ،وهذا الفهم ليس صحيحا؛ ألن (أل) يف كلمة (األحكام) للعهد الذهين؛ أي أن
األحكام اليت تتغري هي أحكام معهودة ،وهي :
األحكام التي ربطها الشار بعلل معينة يؤثر فيها تغير الزمان. -1
األحكام التي ربط ب سماء يرجع في تفسيرها لى العرف. -2
األحكام التي تكون وسائل لبعض المقاصد ويكون المقصود بها -3
الترتي والتنظيم.
أما األحكام الثابتة بنصوص الكتاب والسنة ،وكانت عللها ومصاحلها مطردة ومتحققة يف
كل زمان ،أو كانت من أمور العبادات ،أو من املقدرات الشرعية فإهنا ال تتغري بتغري
األزمان واألحوال.
113 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-3أمر عثمان -بضم ضالة اإلبل والبقر إىل بيت املال ،بعد معرفة أوصافها ،مع أن النيب
هنى عن التقاطها؛ ألن عثمان الحظ فساد الناس وأخذهم لضوال اإلبل ،وفعل ذلك
ليحفظ على الناس ماهلم.
-3األصل قبول شهادة العدل ورد شهادة الفاسق ،لكن أحوال الناس تغريت ،وكثرت فيهم
الذنوب واملعاصي ،فاضطر القضاة لقبول شهادة من فيه فسق؛ حفظًا حلقوق الناس.
-4امتنع النيب من تسعري السلع ملا غلت يف عهده ،وطلب منه ذلك ،ويرى بعض العلماء
جواز التسعري ،إذا كان يف عدمه فساد ألموال الناس وضياع حلقوق بعضهم؛ ألن النيب
إمنا امتنع من التسعري ألن ارتفاع السعر مل يكن بسبب من التجار ،ومل يكن يف التسعري
فائدة ،بل فيه ضرر على التاجر ،وتعريض له باخلسارة.
والسراويل ،وغريها ،ومن الطعام األرز واللحم أو الدجاج وحنوه ،فكأن ما ذكر قد نُص
عليه من الشارع .
116 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-2أن من مل يفرض هلا املهر ،فيجب هلا ما جرت العادة بإعطاء مثلها.
المحاضرة الثامنة
هدف المحاضرة :النقاش عن مفهوم العادة والعرف عامة كانت أو خاصة .والعرض على
التطبيقات الفقهية يف ذلك من خالل شرح معىن القاعدة وأصلها وأمثلتها وأقسامها والقواعد
املتفرعة منها.
نتيجة المحاضرة :يستطيع الطالب الشرح مبوضوع العادة اليت يستخدم الشرع هبا يف ضبط
احلكم.
النقض :إفساد ما أبرم وتغيريه وإبطاله 100.ونقض االجتهاد إبطال حكمه وتغيريه.
100
-شبري .367
101
-عبد العزيز .227
118 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
وحترى القبلة
كالتحري يف معرفة القبلة ،فإذا كان الشخص يف صحراء ّ
ّ التحري
-3مسائل ّ
تغري بعد ذلك
فتوصل إىل أهنا إىل جهة معينة فصلى ،فصالته صحيحة ،وال تبطل ولو ّ ّ
102
اجتهاده وكانت القبلة إىل جهة أخري فال يعيد الصالة.
خامسا :االستثناءات
هناك حاالت ينقض فيها القضاء من القاضي احلاصل من اجتهاده وهي إذا:
102
-شبري .368
119 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
103
-والقاعدة تقول " :ال مساغ لإلجتهاد يف مورد النص " أو " ال اجتهاد مع النص " وهذا املبدأ مقرر أيضا يف النظر القانوين ،فال جمال للقضاة أن جيتهد يف
أحكامهم مع وجود نص قانوين صريح خبالف اجتهادهم ،ألن مهمة القاضي التطبيق ال التشريع .حممد نور الدين.116 :
104
-قال يف األشباه والنظائر :صرح يف التحرير أن اإلمجاع انعقد على عدم العمل مبذهب خمالف لألربعة ،النضباط مذاهبهم ،واتشارها وكثرة أتباعهم.
120 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-2السبب :كأن حيكم ببينة ضرورة مث تبني خالفه ،فيكون اخلطأ يف السبب ال يف احلكم.
-3الطريق :كما إذا حكم ببينة مث بان فسقها .واملثال على ذلك :
-1احلِ َمى :ومعناه املنع وذلك بأن حيمى اإلمام أرضا بتخصيصه ملنفعة يراها كبناء مدرسة
أو مستشفى وغريها من املصاحل العامة ،فيجوز نقض ذلك احلمى ورفعه ،فيعود كما
كان ،إذا ظهرت مصلحة يف نقضه ،بعد ظهورها يف احلمى.
-2لو أقام اخلارج بينة وحكم له هبا ،وصارت الدار يف يده ،مث أقام الداخل بينة حكم له
هبا ونقض احلكم األول ،ألنه إمنا قضى للخارج لعدم حجة صاحب اليد.
105
-مسات احلالل شيخ جاد احلق :ص 3
121 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
106
-األشباه والنظائر للسيوطي .ص .118-117
122 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
"اصنعوا كل شيء إال النكاح" فإن األول يقتضي حترمي ما بني السرة والركبة والثاين
فريجح التحرمي احتياطا.
يقتضي إباحة ما عدا الوطء ّ
-2لو اشتبهت إحدي حمارمه بأجنبيات ،وأراد الزواج منهن مع وجود االشتباه ،فننظر هل
هن حمصورات أوال؟ فإن كان حمصورات حرم الزواج منهن ألن الوقوع يف الزواج احملرم
ممكن .وأما إذا كان االشتباه يف غري احملصورات ،فإن له أن يتزوج ألنه يندر أن يقع يف
احملرم.
َ -3من أحد أبويها كتايب واآلخر جموسي أو وثين :ال حيل نكاحها وال ذبيحتها ولو كان
الكتايب األب ،يف األظهر تغليبا جلانب التحرمي.
َ -4من أحد أبويه مأكول واآلخر غري مأكول ،ال حيل أكله ولو قتله حمرم ففيه اجلزاء تغليبا
للتحرمي يف اجلانبني.
-5لو كان بعض الضبّة للحاجة و بعضها للزينة ،حرمت.
-6لو كان بعض الشجرة يف احلل و بعضها يف احلرم ،حرم قطعها.
-7لو اشتبه ِّ
مذكى مبيتة أو لنب بقر بلنب أتان أو ماء وبول،مل جيز تناول شيء منها.
خامسا :االستثناءات
-1اإلجتهاد يف األواين والثياب املتنجس بعضها ،فإنه جيوز ،وال جيب اجتناهبا.
-2الثوب املنسوج من حرير وغريه ،حيل إن كان احلرير أقل وزنا .وكذا إن استويا يف
األصح ،خبالف ما إذا زاد وزنا.
123 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-3مس كتب التفسري للمحدث ،جيوز إن كان أكثر من القرآن ،وكذا إن استويا يف
األصح.
107
-الجيز للبورنو 99:
108
-الحشر.9:
125 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
خامسا :االستثناءات
َمن جاء ومل جيد يف الصف فرجة فإنه جيُُّر شخصا بعد اإلحرام ،ويندب للمجرور أن
يساعده ،وهذا يفوت على نفسه قربة وهي أجر الصف األول.
109
-الشوكاني نيل األوطار .164/8
127 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-2القفل يدخل يف البيع مفتاحه ،وكذلك توابع املبيع املتصلة به اتصال قرار كاألبواب
والنوافذ واألحواض يف بيع الدور واألشجار يف بيع احلدائق والبساطني.
-3إذا بيعت شاة دخل الصوف يف البيع ،ودخل اللنب يف الضرع.
-4ذهب احلنفية يف قول وهو الصحيح عندهم واملالكية واحلنابلة إىل أن األخرس ال يلزمه
حتريك لسانه بتكبرية اإلحرام وإمنا يكفيه أنيدخل يف الصالة بقلبه ،ألن حتريك اللسان
عبث،ومل يرد الشرع به .يف حني ذهب الشافعية واحلنفية يف قول إىل وجوب حتريك
لسانه ملتابعة اإلمام يف صالة اجلماعة .والراجح األول ألن األخرس يكفيه النية ألنه أتى
بأقصى ما يف وسعه.
-5الربح يف عروض التجارة ونتاج السائمة يتبعان أصلهما يف احلول ،فيضمان إىل حول
أصلهما ،ألهنما تبع هلما من جنسهما فأشبه النماء املتصل.
-6إذا ضرب شخص بطن امرأة فماتت ،مث بعد موهتا ألقت جنينا ميتا ،فعلى الضارب دية
األم وال غرة يف اجلنني ،وذلك ألن غرته اعتربت داخلة يف دية األم لكونه تبعا له.
خامسا :االستثناءات
-1لو أسقط املرهتن حقه يف حبس الرهن جاز مع بقاء حقه يف الدين.
-2لو أبرأ الدائن الكفيل صح اإلبراء وال يسقط الدين عن األصيل.
-3إن اجلنني يورث فتكون غرته بني ورثته.
128 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
التابع تابع
أوال :التطبيقات
-1الدود املتولد يف الطعام جيوز أكله معه تبعا وال جيوز أكله منفردا.
-2لو أحيا شيئا له حرمي ملك احلرمي يف األصح تبعا فلو باع احلرمي دون امللك مل يصح.
-3ال جيوز بيع اجلنني يف بطن أمه منفردا وال هبته .وال بيع حق الشرب أو املرورو دون
األرض.
129 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ثالثا :االستثناءات
-1لو مات اجملتهد الذي له حق يف بيت املال يعطي أوالده من بيت املال وال يسقط
حقهم بسقوط أصلهم ترغيبا للناس يف اجلهاد يف سبيل اهلل .وكذلك العامل الذي له
حق يف بيت املال ترغيبا يف طلب العلم.
-2أن احملرم الذي ال شعر على رأسه جيب إمرار املوسى عليهم مع أن األصل قد سقط
وهو الشعر.
-3إذا بطل أمان رجال مل يبطل أمان نسائهم وأطفاهلم يف األصح.
ثانيا :االستثناءات
-1قالوا :الفاسق جيوز تقليده القضاء إذا ظن صدقه ،هذا عند عدم وجود غريه ،لكن إذا
قُلِّ َد عدال ففسق يف أثناء قضائه انعزل .فقد جاز تقليده ابتداءً ومل جيز انتهاءً.
132 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
والرعية لغة ِ :م ْن رعت املاشية وهي تدل على املراقبة واحلفظ .فيقال للحاكم واألمري راع
لقيامه بتدبري الناس وسياستهم ،ويقال للناس رعية ،ألنه حتت مراقبة احلاكم أو األمري.
111
واصطالحا :كل من كانوا حتت والية العامة ألمري املؤمنني.
ومنوط :اسم املفعول معناه معلق ومرتبط ومعهود به.
-6ليس لإلمام أو نائبه العفو عن القصاص جمانا ألنه خالف املصلحة ،بل إن رأى
اقتص أو يف الدية أخذها.
املصلحة يف القصاص ّ
-7ليس لإلمام أن يزوج امرأة بغري كفء و إن رضيت ألن حق الكفاءة للمسلمني وهو
كالنائب عنهم فال يقدر على إسقاطه.
-8ال جيوز له أن يقدم يف مال بيت املال غري األحوج على األحوج.
خامسا :االستثناءات
-1لو سلم مال الصغري قبل قبض مثنه،ال يسرتده للثمن ،خبالف تسليم الصغرية يف باب
النكاح.
-2إن األب أو اجلد إذا مل يكن سكرانا ومل يكن معلوما بسوء االختيار ينفذ تزوجيه للصغري
والصغرية من غري كفء ،ولو بغنب فاحش.
118
واصطالحا :عقوبة مقدرة شرعا وجبت حقا هلل تعاىل لتمنع من الوقوع يف مثلها.
والشبهة لغة :االلتباس وعدم التمييز .ومن قوله تعاىلَ { :وأُتُوا بِِه ُمتَ َش ِاهبًا } 119أي يشبه
بعضه بعضا لونا ال طعما وحقيقة .واصطالحا :ما التبس أمره فال يدري أحالل أم حرام،
وحق هو أم باطل120.ومسيت شبهة ألهنا تشبه احلق .ومجع شبهة شبهات.
خامسا :التنبيه
الشبهة ال تسقط التعزير ولكنها تسقط الكفارة ،مثاله:
138 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
سادسا :االستثناءات
-1ال تسقط الفدية بالشبهة ألهنا تضمنت غرامة خبالف الكفارة ،فإهنا تضمنت عقوبة،
فالتحقت يف اإلسقاط باحلد.
-2الشبهة تسقط احلد إذا كانت قوية ،وإال فال أثر هلا .قال السبكي :ونعين بالقوة ما
يوجب وقوف الذهن عندها ،وتعلق ذي الفطنة بسبيلها ال انتهاض احلجة .فإن احلجة
لو انتهضت هبا ملا كنا خمالفني هلا .املثال :من شرب النبيذ حيد ،وال يراعي خالف أيب
حنيفة.
-121الوجيز للبورنو.311:
139 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
واصطالحا :ما حيصل من غلة العني املباعة عبدا مان أو أمة أو ملكا .وبعبارة أعم :كل
122
منفعة منفصلة حصلت من عني مملوكة.
123
والضمان لغة :هو الكفالة وااللتزام .واصطالحا :التزام بتعويض ما ي عن ضرر للغري.
واملراد به يف القاعدة ،الغرم وهو ما يتحمله الغارم عند تلف الشيء برد مثله إذا كان مثليا أو
124
قيمته إذا كان قيميا.
أو ما خرج من الشيء من غلة ومنفعة وعني فهو للمشرتي عوض ما كان عليه من ضمان
امللك ،فإنه لو تلف املبيع مان من ضمانه .فالغلة له ليكون الغنم (املصلحة) يف مقابلة
126
الضمان.
قال أبو عبيدك :اخلراج يف هذا احلديث غلة العبد يشرتيه الرجل فيشتغله زمانا ،مث يعسر منه
على عيب دلسه ( أخفاه ) البائع فريده ويأخذ مجيع الثمن ،ويفوز بغلته كلها ،ألنه كان يف
128
ضمانه ،ولو هلك ،هلك من ماله.
خامسا :االستثناءات
-1لو أعتقت املرأة عبدا فإنه والءه ( مرياثه ) يكون البنها .ولو جىن العبد جناية خطأ،
فالعقل ( الدية ) على عصبة املرأة ال على ابنها ،فعصبة املرأة هنا عليهم العقل وال مرياث
هلم بوجود االبن .وقد جييء مثله يف بعض العصبات يعقل وال يرث.
اإلمهال لغة :الرتك ،ومنه الكالم املهمل ،وهو خالف املستعمل .وإمهال الكالم يف االقاعدة
هو عدم ترتب مثرة عملية عليه بإلغاء مقتضاه ومضمونه.
-3لو قال لزوجته ومحار :أحدكما طالق ،فإهنا تطلق ،خبالف ما لو قال ذلك هلا
وألجنبية .وقصد األجنبية يقبل يف األصح ،لكون األجنبية قابلة يف اجلملة.
-4لو أوصى بطبل ،وله طبل هلو وطبل حرب ،فتصح الوصية على طبل احلرب جلواز
استعماله وإعمال الكالم فيه.
خامسا :االستثناءات
-1لو قال لزوجته الثابت نسبها من غريه :هذه بنيت ،فهذا لغو ألنه تعذر محله على
احلقيقة.
-2لو أوصي بعود من عيدانه ،وله عيدان ل هو وعيدان قسي ،فاألصح بطالن الوصية تنزيال
على عيدان اللهو ،ألن اسم العود عند اإلطالق ينصرف هلو استعماله يف غريه مرجوح،
وليس كالطبل لوقوعه على اجلميع وقوعا واحدا.
َّ -3زوجتك فاطمة ومل يقل بنيت ،مل يصح على األصح ،لكثرة الفواطم.
بالمعاصي
ط َ ص ال تُنا ُ
الر َخ ُ
القاعدة ُ :
واصطالحا :ما شرع لعذر شاق ،استثناء من أصل كلي يقتضي املنع ،مع االقتصار على
مواضع احلاجة فيه134.املعصية :مصدر من عصى يعصي عصياناً إذا خالف األمر.
واصطالحا :خالف الطاعة ،وعصى العبد ربه :إذا خالف أمره.
وكذلك إذا غصب املسافر يف سفر مباح ثوبا وصلى فيه ،فإنه ال مينع عليه عدم الرتخيص،
ملا كان قصر الصالة ال يتوقف على هذا الثوب واملعصية ال ختتص بالصالة135.واعلم أن
العاصي بسفره ال يستبيح شيئا من رخص السفر كالقصر ،واجلمع ،والفطر ،وترك اجلمعة
136
وغريها.
134املوافقات ،ابراهيم بن موسى الشاطيب ،دار املعرفة1994 ،م ،ج 1ص .266
135عمر عبد اهلل كامل324 :
136الزحيلي ،593 :إيضاح القواعد الفقهية ،اللحجي ،71-71 :األشباه والنظائر ،السيوطي153 :
145 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
رابعا :االستثناءات
-1لو شربت دواء بنية إسقاط اجلنني ،فأسقطت وصارت النفساء ،ال تقضي الصالة أيام
نفاسها ،وإن كانت عاصية يف األصح.
-2جواز االستنجاء بقطعة الذهب والفضة يف األصح.
-3صحة التيمم برتاب مغصوب ،كما جزم النووي يف شرح املهذب مع أن التيمم رخصة
على رأي.
-4صحة املسح على اخلف املغصوب واملسروق على األصح.
146 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
الخ ِ
الف ُم ْستَ َح الخروج م ِ
القاعدة ُ ُ :
137الندوي.373: :
138الندوي376-374:؛ الزحيلي590 :
147 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-2يستحب الغسل من ولوغ الكلب سبع مرات مراعاة ملذهب الشافعية واحلنابلة.
-3يستحب الدلك يف الطهارة ،واستيعاب الرأس باملسح ،وغسل املين باملاء والرتتيب يف
قضاء الصلوات ،وترك صالة األداء خلف القضاء ،وقطع املتيمم الصالة إذا رأى املاء،
خروجا من خالف من أوجب اجلميع.
-4كراهة صالة املنفرد خلف الصف خروجا من خالف من حرمه.
-5كراهة احليل يف باب الربا ،ونكاح احمللّل خروجا من خالف من حرمه.
رابعا :االستثناءات
-1الفصل يف الوتر أفضل من وصله ،حلديث "ال تشبهوا الوتر باملغرب" 140ومل يراع خالف
أيب حنيفة القائل مبنع الفصل ،ألن من العلماء من ال جييز الوصل .وهذا االستثناء يتفق
مع الشرط األول وهو أن ال يوقع مراعاته يف خالف آخر.
-2يسن رفع اليدين يف الصالة ،ومل يراع خالف من قال بإبطاهلا من احلنفية ،ألنه ثابت
عن النيب (ص) من رواية حنو مخسني صحابيا .وهذا يتفق مع الشرط الثاين وهو أن ال
خيالف سنة ثابتة صحيحة أو حسنة.
139قال اإلمام القدوري :وفرض الغسل :املضمضة واالستنشاق – انظر اللباب شرح الكتاب ،عبد الغين الغنيمي ،املكتبة العلمي ،ج1
ص21-20
140عن أيب هريرة عن رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم – قال ":ال توتروا بثالث ،أوتروا خبمس أو سبع ،وال تشبهوا بصالة املغرب"،
اللفظ ملوهب بن يزيد .كلهم ثقات .رواه الدارقطين وابن حبان واحلاكم والبيهقي بسند صحيح .انظر سنن الدارقطين ،علي بن عمر
الدارقطين ،دار املؤيد1422 ،ه 2001 /م.
148 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
-3نقل عن ابن ُسريج أنه كان يغسا أذُنيه مع الوجه وميسحهما مع الرأس ،ويُفردمها بالغسل
مراعا ًة ملن قال إهنما من الوجه ،أو الرأس ،أو عضوان مستقالن ،فوقع يف خالف أو
خرق اإلمجاع إذا مل يقل أحد باجلمع.
-4الصوم يف السفر أفضل ملن مل يتضرر به ،ومل يراع قول داود الظاهري أنه ال يصح من
مدرُكه أي دليله الذي استند إليه
املسافر ،وهذا يتفق مع الشرط الرابع وهو أن يقوى َ
اجملتهد.
هناك ألفا أخرى هلذه القاعدة ":ال ينسب إىل ساكت قول ،ولكن السكوت يف معرض
احلاجة إىل البيان بيان" .و"السكوت يف معرض احلاجة إقرار وبيان".
فتفيد القاعدة :أن الشارع احلكيم إمنا علق األحكام إما على األفعال أو على األقوال ،وأما
الساكت فليس له حكم ،فقررت القاعدة أنه ال يصح نسبة قول إىل ساكت مل يتكلم به،
إال أن القاعدة ذاهتا استثنت من ذلك حالة ميكن أن ينسب إىل الساكت فيها قول ،وهي
149 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
حالة احتياج احلال إىل قبوله ورفضه ،فطاملا أنه سكت يف حمل كان جيب فيه أن يتكلم كان
هذا السكوت داللة على املوافقة.
ثانيا :التنبيه
األول :املراد بالساكت القادر على الكالم .والثاين :إمنا مل يعترب السكوت دليالً على الرضا
ألنه حمتمل وليس بيقني ،إذ حيتمل أن يكون سكوته :لشرود ذهن ،أو لعدم االكرتاث ،أو
االستهزاء ،أو التعجب ،أو اإلنكار ،أو غري ذلك من املعاين.
ووجه اندراجها حتت قاعدة "اليقني اليزول بالشك" :أن املتيقن من الساكت أنه مل يتكلم
فلم ينسب له قول ،ولكن حيتمل أنه أراد بالسكوت املوافقة ،فيقال :اليقني اليزول بالشك.
اتاب أَ ْن إِ َذا َِمسعتُم آَي ِ -2يدل على الشطر الثاين ،قوله تعاىل { :وقَ ْد نََّزَل َعلَْي ُكم ِيف الْ ِكتَ ِ
ْْ َ ْ َ
اللَّ ِه ي ْك َفر ِهبا ويستَ هزأُ ِهبا فَ َال تَ ْقع ُدوا معهم ح َّىت َخيُوضوا ِيف ح ِد ٍ
يث َغ ِْريهِ إِنَّ ُك ْم إِ ًذا َ ُ ُ ََُ ْ َ ُ ُ َ َُ ْ َْ َ
مج ًيعا } فدلت اآلية أن من سكت ِمثْ لُهم إِ َّن اللَّه ج ِامع الْمنَافِ ِقني والْ َكافِ ِرين ِيف جهنَّم َِ
َ ََ َ َ َ ُ ُ ََ ُْ
يف هذه احلال اليت يستهزأ فيها بآيات اهلل ،فحكمه حكم املستهزيء.
150 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ص َماتُ َها" ،فدل احلديث على أن سكوت البكر عند إرادة -3قوله (ص) عن البكر" :إِ ْذنُ َها ُ
تزوجيها حيتاج إىل بيان رغبتها أو عدم رغبتها ،فلما سكتت دل هذا على إذهنا ،ملا يف
املرأة البكر خاصة من احلياء الذي مينعها عن التصريح باملوافقة ،قال ابن بطال " :إنه
جعل جواب البكر بالرضا ىف صماهتا الستحيائها ،وجعل جواهبا بالكراهة لذلك يف
الكالم ،ألنه ال حياء عليها يف كراهيتها كما يكون احلياء يف رضاها.
ألفاظ أخرى
– من استعجل ما أخره الشرع جيازى برده.
– من األصول املعاملة بنقيض املقصود الفاسد.
– من تعجل حقه أو ما أبيح له قبل وقته على وجه حمرم عوقب حبرمانه.
– من أيت بسبب يفيد امللك أو احلل ،أو يسقط الواجبات على وجه حمرم -وكان مما
تدعو النفوس إليه -ألغي ذلك السبب وصار وجوده كالعدم ،ومل يرتتب عليه
141
أحكامه.
141الندوي383 :
152 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
قال الزركشي :احلرمي يدخل يف الواجب ،واحلرام واملكروه وكل حمرم له حرمي حييط به ،واحلرمي
:هو احمليط باحلرام ،كالفخذين فإهنما حرمي للعورة الكربى .وحرمي الواجب :ما ال يتم
الواجب إال به .وكل حمرم فحرميه حرام إال صورة واحدة ،ومل َير من تفطن الستثنائها ،وهي
143
دبر الزوجة ،فإنه حرام ،وصرحوا جبواز التلذذ حبرميه ،وهو ما بني األليتني.
144
ثانيا :التطبيقات /األمثلة
-1وجب غسل جزء من الرقبة والرأس مع الوجه ليتحقق غسله وغسل جزء من العضد،
والساق مع الذراع وسرت جزء من السرة والركبة مع العورة ،وجزء من الوجه مع الرأس
للمرأة.
-2حرم االستمتاع مبا بني السرة والركبة يف احليض حلرمة الفرج.
-3حرمي املسجد حكمه حكم املسجد ،وال جيوز اجللوس فيه للبيع وال للجنب ،وجيوز
االقتداء فيه مبن يف املسجد ،واالعتكاف فيه.145
143انظر روضة الطالبني ،حمي الدين أبو زكريا حيىي بن شرف النووي ،ج 7ص 204
144األشباه والنظائر ،عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد السيوطي ،دار الكتب العلمية1998 ،م ،ج 1ص279
145
وأما رحبة املسجد فقال يف شرح املهذب ،قال صاحب الشامل والبيان :هي ما كان مضافا إىل املسجد ،وعبارة احملاملي :هي
املتصلة به خارجه .قال النووي :وهو الصحيح خالفا لقول ابن الصالح إهنا صحنه وقال البندنيجي :هي البناء املبين جبواره متصال به
،وقال القاضي أبو الطيب :هو ما حواليه ،وقال الرافعي األكثرون على عد الرحبة منه؛ ومل يفرقوا بني أن تكون بينها وبني املسجد طريق
أم ال ،وهو املذهب وقال ابن كج :إن انفصلت عنه فال.
154 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
148
وهذا الذي كان يفعله النيب صلى اهلل عليه وسلم ،فلذلك قال النيب صلى اهلل عليه وسلم :اجعلوا آخر صالتكم بالليل وتراً .وأيضاً
ِ قال اهلل تعاىل [:إِ َّن نَ ِ
اشئَةَ اللَّْي ِل ه َي أ َ
َش ُّد َوطْئًا [املزمل ، 6:هذا فيه داللة على أن صالة القيام يف الثلث األخري أفضل من الصالة يف
أوله؛ ملا يف ذلك من ترك الفراش والقيام بني يدي اهلل.
155 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
ثالثا :االستثناءات
-1الضحى أفضلها مثان ،تأسيا بفعله صلى اهلل عليه وسلم.
-2قراءة سورة قصرية يف الصالة أفضل من بعض سورة ،وإن طال ،كما قاله املتو ي :ألنه
املعهود من فعله صلى اهلل عليه وسلم غالبا.
-3صالة الصبح أفضل من سائر الصلوات ،مع أهنا أقصر من غريها.
-4الوقوف يف احلج راكبا أفضل منه ماشيا ،تأسيا بفعله صلى اهلل عليه وسلم يف
الصورتني.
رابعا :التنبيه
أنكر الشيخ عز الدين كون الشاق أفضل .وقال :إن تساوى العمالن من كل وجه يف
الشرف ،والشرائط ،والسنن ،كان الثواب على أشقهما أكثر ،كاغتسال يف الصيف والشتاء،
سواء يف األفعال ،ويزيد أجر االغتسال يف الشتاء بتحمل مشقة الربد ،فليس التفاوت يف
نفس العملني ،بل فيما لزم عنهما.
وكذلك مشاق الوسائل ،كقاصد املساجد ،أو احلج أو العمرة من مسافة قريبة ،وآخر من
بعيد ،فإن ثواهبما يتفاوت بتفاوت الوسيلة ،ويتساويان من جهة القيام بأصل العبادة ،وإن مل
يتساو العمالن .فال يطلق القول بتفضيل أشقهم ،بدليل أن اإلميان أفضل األعمال ،مع
سهولته وخفته على اللسان ،وكذلك الذكر ،على ما شهدت به األخبار .وكذلك إعطاء
156 القواعد الجلية في دراسة علم القواعد الفقهية
الزكاة مع طيب النفس ،أفضل من إعطائها مع البخل ،وجماهدة النفس .وكذلك جعل النيب
صلى اهلل عليه وسلم املاهر بالقرآن مع السفرة الكرام الربرة ،وجعل الذي يقرؤه ويتتعتع فيه،
149
وهو عليه شاق له أجران.
ِ ِ
ضا بما يَنتَن َولَّ ُد م ْنهُ
بالشيء ِر ً الرضا
-4إذا رضيت بتزوج الفاجرة ،فال تندم بسوء خلقها بعد ذلك.
ثالثا :االستثناءات
-1ضرب املعلم التلمي َذ ،والزوج حنو زوجتَها الناشزة ،والو ي و َلده تأديبا فال يعاقب ،ألهنا
مشروطا بسالمة العاقبة.
150األشباه والنظائر ،عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد السيوطي ،ؤدار الكتب العلمية1998 ،م ،ج 1ص305