Professional Documents
Culture Documents
أضرار التدخين
أضرار التدخين
التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة والتي غالبا ً ما تكون التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان أو استنشاقه .وتتم هذه
العملية في المقام األول باعتبارها ممارسة للترويح عن النفس عن طريق استخدام المخدرات ،حيث َيصدر عن
احتراق المادة الفعالة في المخدر ،مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة لالمتصاص من خالل الرئة وأحيانا تتم هذه
الممارسة كجزء من الطقوس الدينية لكي تحدث حالة من الغفوة والتنوير الروحي وهناك آالف من المواد الكيميائية
التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتعد السجائر هي أكثر الوسائل شيوعًا للتدخين في الوقت الراهن ،سواء
كانت السيجارة منتجة صناعيا أو ملفوفة يدويًا من التبغ السائب وورق لف السجائر .وهناك وسائل أخرى للتدخين
تتمثل في الغليون ،السيجار ،الشيشة ،والبونج "غليون مائي".
يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعا الستخدام المخدرات الترويحية .وفي الوقت الحاضر ،يعد تدخين التبغ من أكثر
أشكال التدخين شيوعًا حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية .وهناك أشكال أقل شيوعا
للتدخين مثل تدخين الحشيش واألفيون .وتعتبر معظم المخدرات التي ُتدخن إدمانية .وتصنف بعض المواد على أنها
مخدرات صلبة مثل :الهيروين والكوكايين الصلب .وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث أنها غير متوفرة
تجاريًا.
يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5,000قبل الميالد ،حيث وُ جد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم .وقد الزم
التدخين قديما االحتفاالت الدينية؛ مثل تقديم القرابين لآللهة ،طقوس التطهير ،أو لتمكين الشامان والكهنة من تغيير
عقولهم ألغراض التكهن والتنوير الروحي .جاء االستكشاف والغزو األوروبي لألمريكتين ،لينتشر تدخين التبغ في
كل أنحاء العالم انتشاراً سريعاً .وفي مناطق مثل الهند وجنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا ،اندمج تدخين التبغ مع
عمليات التدخين الشائعة في هذه الدول والتي يعد الحشيش أكثرها شيوعاً .أما في أوروبا فقد قدم التدخين نشاطا ً
اجتماعيا ً جديداً وشكالً من أشكال تعاطي المخدرات لم يكن معروفا ً من قبل.
اختلف طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من مكان ألخر ،من حيث كونه مقدس أم فاحش ،راقي أم مبتذل ،دواء
عام -ترياق -أم خطر على الصحة .ففي اآلونة األخيرة وبشكل أساسي في دول الغرب الصناعية ،برز التدخين
باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم .في الوقت الحاضر ،أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل
الرئيسية المسببة للعديد من األمراض مثل :سرطان الرئة ،النوبات القلبية ،ومن الممكن أن يتسبب أيضًا في حدوث
عيوب خلقية .وقد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين ،إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على
منتجات التبغ ،باإلضافة إلى القيام بحمالت سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ .ويجب على اإلنسان
أن يقي نفسه من الهالك بإتباع نصائح وإرشادات طبيب مختص.
التاريخ
التاريخ القديم
يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000قبل الميالد في الطقوس الشامانية ]2[.وقد قامت الكثير من الحضارات مثل
الحضارة البابلية والهندية والصينية بحرق البخور كجزء من الطقوس الدينية ،وكذلك قام بنو إسرائيل والحقا الكنائس
المسيحية الكاثوليكية واألرثوذوكسية بالفعل نفسه .ويرجع ظهور التدخين في األمريكتين إلى االحتفاالت التي كان
يقيمها كهنة الشامان ويحرقون فيها البخور ،ولكن فيما بعد تمت ممارسة هذه العادة من أجل المتعة أو كوسيلة
للتواصل االجتماعي ]3[.كما كان يُستخدم تدخين التبغ وغيره من المخدرات المسببة للهلوسة من أجل إحداث حالة من
الغيبوبة أو للتواصل مع عالم األرواح.
ويرجع تاريخ استخدام مواد مثل الحشيش ،الزبد المصفى (السمن) ،أحشاء السمك ،جلود الثعابين المجففة ،وغيرها
من المعاجين التي ُتلف و ُتشكل حول أعواد البخور إلى 2000عام على األقل .وقد كان يوصف التبخير ()dhupa
وقرابين النار ( )homaفي طب أيورفيدا ألغراض طبية وتمت ممارسة هذه العادات لمدة ال تقل عن 3000سنة،
بينما التدخين( )dhumrapana ( ويعني حرفيًا "شرب الدخان") فتمت ممارسة لمدة ال تقل عن 2000سنة.
فقبل العصر الحديث ،كانت ُتستهلك هذه المواد من خالل أنابيب ،وقصبة مختلفة األطوال أو.chillums [4]
وكان تدخين الحشيش رائجً ا في الشرق األوسط قبل وصول التبغ ،وكان شائعًا قديما كنشاط اجتماعي َتمركز حول
تدخين نوع من أنابيب التدخين المائية الذي يطلق عليه "شيشة" .وبعد دخول التبغ أصبح التدخين مكو ًنا أساسيًأ في
المجتمع والثقافة الشرقية ،وأصبح مالزما لتقاليد هامة مثل األفراح والجنائز حيث تمثل ذلك في العمارة والمالبس
[]5
واألدب والشعر.
دخل تدخين الحشيش إلى جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا من خالل إثيوبيا وساحل إفريقيا الشرقي عن طريق
التجار الهنود والعرب في القرن الثالث عشر أو ربما قبل ذلك .وقد انتشر على طرق التجارة نفسها التي كانت
تسلكها القوافل المحملة بالبن والتي ظهرت في مرتفعات أثيوبيا ]6[.حيث تم تدخينه في أنابيب تدخين مائية تصنع من
اليقطين مع جزء مجوف مصنوع من الطين المحروق لوضع الحشيش ،ويبدو جليًا أن هذا اختراع أثيوبي وتم نقله
فيما بعد إلى شرق وشمال ووسط إفريقيا.
وعند وصول أخبار من أول مستكشفين أوروبيين يصلوا إلى األمريكتين وردت أنباء عن الطقوس التي كان يقوم فيها
الكهنة المحليين بالتدخين حتى يصلون إلى مستويات عالية من النشوة ولذلك فمن غير المحتمل أن تكون تلك الطقوس
[]7
قاصرة على التبغ فقط.
الرواج
في عام ،1612بعد ست سنوات من إقامة مستوطنة جيمس تاون ،أصبح جون رولف أول مستوطن ينجح في رفع
مكانة التبغ إلى محصول نقدي .وفي وقت وجيز زاد الطلب على التبغ الذي وُ صف بـ"الذهب البني" ،بعد أن تسبب
ً
وتلبية لطلب من العالم القديم، في ازدهار شركة Virginia join stockبعد فشل رحلتها في البحث عن الذهب ]8[.
ً
حافزا لتوجه االستيطان نحو تمت زراعة التبغ بشكل متعاقب ،مما تسبب في إنهاك األرض .مما جعل هذا األمر
الغرب في القارة المجهولة ،وبالمثل كان التوسع في إنتاج التبغ ]9[.وقد كانت العبودية المرتبطة بعقد مؤقت هي الشكل
األساسي للقوى العاملة ،واستمر هذا األمر حتى ثورة بيكون ،والتي تحول بعدها التركيز نحو العبودية .وتراجع هذا
االتجاه بعد الثورة األمريكية حيث اعتبر االسترقاق غير مربح .بيد أن تدخين التبغ قد عاد وانتشر في عام 1794
مع اختراع محالج القطن.
وفي عام 1560قدم رجل فرنسي يدعى جان نيكوت (الذي ينسب إليه لفظ النيكوتين) التبغ إلى فرنسا .وانتشر التبغ
من فرنسا إلى إنجلترا .وفي عام 1556شوهد أول رجل إنجليزي يدخن التبغ ،وهو بحارً ا شوهد وهو "ينفث الدخان
من فتحتي أنفه" ]10[.كان التبغ واح ًدا من بين المواد المسكرة مثل الشاي والقهوة واألفيون التي كانت تستخدم في
األساس كشكل من أشكال الدواء ]11[.قُدم التبغ في عام 1600من قبل التجار الفرنسيين إلى ما يعرف اليوم
ب غامبيا والسنغال .وفي الوقت نفسه ،قدمت القوافل القادمة من المغرب التبغ إلى المناطق المحيطة بمدينة
تيمبوكتو ،كما قدم البرتغالييون السلعة والنبات إلى جنوبي أفريقيا ،ومنهاانتشر التبغ في كل أنحاء أفريقيا بحلول
منتصف القرن السابع عشر.
بعد فترة وجيزة من تقديم التبغ إلى العالم القديم ،تعرض للنقد المتكرر من قبل الدولة وكبار رجال الدين .حيث كان
السلطان مراد الرابع ( )1640-1623أحد سالطين اإلمبراطورية العثمانية ،من أول الذين حاولوا منع التدخين
بدعوي أنه يمثل تهدي ًدا للصحة واألخالقيات العامة .كما قام اإلمبراطور الصيني شونجزين بإصدار مرسوم يقضي
بمنع التدخين قبل وفاته بسنتين وقبل اإلطاحة بساللة مينج الحاكمة .وفي وقت الحق ،اعتبر المانشووي المنحدرين
ً
شناعة من من ساللة تشينج الذين كانوا في األصل قبيلة بدوية من المحاربين الفرسان ،اعتبروا التدخين جريمة أكثر
إهمال الرماية .وخالل عهد إيدو في اليابان ،تعرضت بعض مزارع التبغ األولية إلى االزدراء الشديد من قبل قادة
القوات المسلحة اليابانية التي رأت أن هذا األمر يعد تهدي ًدا لالقتصاد العسكري ،حيث إن ذلك األمر يمثل إهدارً ا
لألرض الزراعية القيمة في زراعة المخدرات بدالً من استخدامها في زراعة محاصيل غذائية.
لطالما كان رجال الدين من أبرز المعارضين للتدخين حيث رؤوا أن التدخين عمل غير أخالقي أو من أعمال الكفر
الصريح .ففي عام ،1634قام بطريرك موسكو بحظر بيع التبغ وحكم على الرجال والنساء الذين يخالفون القرار
بأن تشق فتحات أنوفهم طوليًا وأن تجلد ظهورهم حتى ينسلخ عنها الجلد .وبالمثل قام بابا الكنيسة الغربية إربان
السابع بإدانة التدخين في بيان رسمي باباوي في عام .1950وعلى الرغم من تضافر الجهود ،فقد تم تجاهل القيود
وقرارات الحظر على مستوى العالم .وعندما اعتلى العرش الملك اإلنجليزي جيمس األول ،وكان معارضًا شرسًا
للتدخين قام بتأليف كتاب ضد التدخين تحت عنوان "إدانة التبغ" ,وقد حاول تحجيم وحظر هذا االتجاه الجديد عن
طريق فرض زيادة باهظة على ضريبة تجارة التبغ وقدرت ب 4000في المائة في عام .1604وعلى الرغم من
ذلك ،فإن تلك التجربة باءت بالفشل ،حيث كان في لندن حوالي 7000بائع للتبغ في مطلع القرن السابع عشر .وبعد
ذلك ،أدرك الحكام الذين يهتمون بدقة القرارات بعدم جدوى قرارات منع التدخين ،وبدالً من ذلك ،قاموا بتحويل
[]13
تجارة وزراعة التبغ إلى مشاريع حكومية احتكارية مربحة.
وبحلول منتصف القرن السابع عشر ،تعرفت كافة الحضارات على تدخين التبغ ،واعتبر تدخين التبغ في حاالت
كثيرة جزءًا من الثقافة المحلية على الرغم من محاوالت كثير من الحكام لمنع تدخين التبغ عن طريق فرض
العقوبات القاسية أو الغرامات .وقد اتبع التبغ المُصنع والنبات طرق التجارة الرئيسية ودخل الموانئ واألسواق
الكبرى ووجد طريقه إلى األراضي النائية .وقد تم اصطالح كلمة "التدخين " في اإلنجليزية في أواخر القرن الثامن
[]10
عشر ،وقبل ذلك كان يطلق على تلك العملية شرب الدخان .
اُستخدم التبغ والحشيش في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا مثلما اُستخدم في كل أرجاء العالم من أجل تأكيد أواصر
العالقات االجتماعية ،ولكن هذا االستخدام قد أدى أيضًا إلى بناء عالقات جديدة .وفيما يعرف اليوم بدولة الكنغو تم
التعرف على مجتمع يسمى "بينا ديمبا" (شعب الحشيش) في أواخر القرن التاسع عشر في منطقة تسمى "لوبوكو"
(أرض الصداقة) .كما كان شعب "بينا ديمبا" يؤمنون بمذهب الجماعية والسالمية ويرفضون شرب الكحول وتعاطي
[]14
األدوية العشبية ويفضلون عليها الحشيش.
نموا مستقرً ا حتى نشوب الحرب األهلية األمريكية في ستينيات القرن التاسع عشر حيث تحول الشكل
وقد شهد التبغ ً
األساسي للقوى العاملة من العبودية إلى نظام المزارعة .وصحب هذا األمر تغير في الطلب ،مما أدى إلى تصنيع
التبغ في شكل سجائر .وفي عام 1881قام أحد الحرفيين ،جيمس بونساك ،بإنتاج ماكينة لإلسراع من إنتاج
[]15
السجائر.
األفيون
أصبح تدخين األفيون منتشرا في القرن التاسع عشر .ففي السابق كان يتم أكل األفيون فقط وحتى بعد ذلك كان
استخدامه من أجل خواصه الطبية .ويمكن القول تقريبًا أن العجز في ميزان التجارة اإلنجليزية لصالح ساللة مينج في
الصين أدى إلى زيادة هائلة في تدخين األفيون في الصين .وقد لجأ اإلنجليز لتصدير كميات كبيرة من األفيون الذي
يُزرع في المستعمرات الهندية إلى الصين كوسيلة لحل هذه المشكلة .وقد أدت المشاكل االجتماعية والخسارة الصافية
الكبيرة في العملة ،أدت للعديد من المحاوالت الصينية لوقف الواردات وانتهى األمر في نهاية المطاف إلى
[]16
حروب األفيون.
وفي وقت الحق ،انتشر تدخين األفيون بين المهاجرين الصينيين وأدى إلى ظهور العديد من أوكار األفيون المشبوهة
في مدن الصين وحول جنوب وجنوب شرق آسيا وأوربا .وفي النصف األخير من القرن التاسع عشر ،أصبح تدخين
األفيون شائعًا في المجتمع الفني في أوروبا والسيما في أحياء الفنانين مثل "مونبارناس" و"مونمارت" التي أصبحت
عواصم األفيون .بينما استمرت أوكار األفيون التي تستهدف في المقام األول المهاجرين الصينيين في المدن الصينية
في مختلف أنحاء العالم ،فقد هدأ االتجاه السائد بين الفنانين األوروبيين إلى حد كبير بعد اندالع الحرب العالمية
األولى ]16[.وتضاءل استهالك األفيون في الصين خالل الثورة الثقافية في الستينات والسبعينات.
االجتماعية[عدل] الوصمة
نتيجة التحديث الذي شهده إنتاج السجائر باإلضافة إلى زيادة متوسط عمر الفرد خالل العقد الثاني من القرن
العشرين ،أصبحت اآلثار السلبية التي يمكن أن يخلفها التدخين على الصحة أكثر انتشارً ا .ففي ألمانيا ،قامت
الجماعات المعارضة للتدخين مع الجماعات المعارضة لشرب الكحول التي عاونتها في بعض األحيان ]17[،ألول مرة
بنشر مقالة تعبر عن وجهة نظرهم الرافضة الستهالك التبغ ،وقد ُنشرت تلك المقالة في جريدة "Der
( " Tabakgegnerمعارضو التدخين) في عامي 1912و .1932وفي عام 1929قام فريتز لينكينت
دريسدين ،ألمانيا ،بنشر بحث يحتوي على إحصائيات رسمية تثبت أن هناك عالقة بين السرطان والتبغ .وخالل
الكساد االقتصادي الكبير ،أدان أدولف هتلر عادة التدخين التي أقلع عنها واص ًفا إياها بأنها مضيعة للمال ،وقد أكد
على هذا الح ًقا بشكل أكثر قو ًة ]18[.كما تم تعزيز هذا الموقف بالسياسة النازية اإلنجابية التي رأت أن النساء المدخنات
[]19
لسن أهالً ألن يكن زوجات وأمهات في األسرة األلمانية.
ووصلت هذه الحركة في ألمانيا النازية إلى حدود العدو خالل الحرب العالمية الثانية حيث فقدت الجماعات المناهضة
للتدخين التأييد الشعبي بشكل سريع .وبنهاية الحرب العالمية الثانية ،تمكن مصنعو السجائر األمريكية من دخول
السوق السوداء األلمانية بشكل سريع .وأصبح التهريب غير المشروع للتبغ سائدا ]20[،كما تم اغتيال قادة الحمالت
النازية المعادية للتدخين ]21[.قامت الواليات المتحدة بشحن التبغ مجانا ً إلى ألمانيا كجزء من خطة مارشال؛ بكمية
24،000طن في عام 1948و 69،000طن في عام ]20[.1949وارتفع نصيب الفرد السنوي من استهالك
السجائر في ألمانيا ما بعد الحرب باطراد من 460في عام 1950إلى 1،523في عام ]22[.1963وبحلول نهاية
التسعينات ،لم تتمكن حمالت مكافحة التدخين في ألمانيا تجاوز ذروة فعالية الحقبة النازية في السنوات ،41-1939
"سكنت". حيث وصف روبرت بروكتر األبحاث الصحية األلمانية حول التبغ ،بأنها َ
نشر ريتشارد دول في عام 1950بحوث في المجلة الطبية البريطانية تفيد وجود صلة وثيقة بين التدخين وسرطان
الرئة ]23[.بعد ذلك بأربع سنوات ،في دراسة األطباء البريطانيين ،أكدت دراسة لنحو 40ألف طبيب بعمر أكثر من
20عاما ،االقتراح -استناداً إلى إصدار الحكومة -الذي ينصح بأن معدالت التدخين ذات صلة بسرطان الرئة ]24[.وفي
عام َ 1964قدم الجراح العام األمريكي تقرير بشأن التدخين والصحة حيث أشار إلى العالقة بين التدخين
والسرطان ،الذي تأكد بعد 20عاما ً في الثمانينات.
مع تزايد األدلة العلمية في ثمانينيات القرن العشرين ،زعمت شركات التبغ أن هناك مسئولية تقصيرية مشتركة بينها
وبين مستهلك التبغ نظرً ا ألن األثار الضارة بالصحة لم تكن معروفة ساب ًقا أو أنها كانت تفتقر إلى المصداقية المادية.
وقد انحازت السلطات الصحية إلى تلك المزاعم حتى عام 1998وبعدها تغير موقفها .حيث تم فرض الحظر على
بعض إعالنات التبغ بموجب اتفاق التسوية مع شركات التبغ األمريكية والذي تم توقعيه في األساس بين أكبر أربع
شركات تبغ أمريكية والنواب العموميين لستة وأربعين والية ،كما طالب ذلك االتفاق بأن تقوم تلك الشركات بدفع
[]25
تعويضات صحية ،وبعد ذلك أصبح هذا االتفاق أكبر اتفاق تسوية أهلية في تاريخ الواليات المتحدة.
من 1965إلى ،2006انخفضت معدالت التدخين في الواليات المتحدة من ٪ 42إلى ]26[.٪ 20.8وهناك غالبية
كبيرة من الذين أقلعوا من المحترفين مهنيا وميسوري الحال .على الرغم من هذا االنخفاض في معدالت انتشار
االستهالك ،فإن متوسط عدد السجائر المستهلكة لكل شخص يوميا ارتفع من 22في عام 1954إلى 30في عام
.1978هذا الحدث المتناقض يؤكد أن الذين أقلعوا كانوا يدخنون بمعدل أقل ،في حين أن أولئك الذين واصلوا
التدخين انتقل إلى تدخين السجائر األخف ]27[.هذا االتجاه قد توازى في العديد من الدول الصناعية حيث كانت
المعدالت إما تنخفض أو تثبت .أما في العالم النامي ،فكان استهالك التبغ في ارتفاع مستمر ليصل ل ٪ 3.4في عام
]28[.2002يعتبر التدخين ممارسة حديثة في معظم المناطق بإفريقيا ،حيث تجد العديد من اآلراء المناهضة للتدخين
التي تسود الغرب اهتماما أقل بكثير ]29[.نجد اليوم أنروسيا تأتي في مقدمة مستهلكي التبغ
تليها اندونيسيا ،الوس ،أوكرانيا ،روسيا البيضاء ،اليونان ،األردن ،والصين ]30[.ولقد بدأت منظمة الصحة العالمية في
تنفيذ برنامج يعرف باسم مبادرة التحرر من التبغ من أجل خفض معدالت االستهالك في العالم النامي.
أخرى[عدل] مواد
شهدت أوائل الثمانينات نموا في التهريب الدولي المنظم للمخدرات .ومع ذلك ،فمع زيادة اإلنتاج وتشديد التطبيق
القانوني للمنتجات غير المشروعة ،فقد قرر تجار المخدرات تحويل مسحوق الكوكايين إلى "الكراك" وهو كوكايين
في هيئة صلبة قابلة للتدخين ،والذي يمكن أن يباع بكميات صغيرة ،إلى عدد أكبر من الناس ]31[.وقد تراجع هذا
االتجاه في التسعينيات نظرً ا لنشاط إجراءات الشرطة وقوة االقتصاد الذي منع المدمنين المحتملين من التخلي عن
[]32
هذه العادة أو فشلوا في االعتياد عليها.
وتوضح السنوات األخيرة زيادة في استهالك الهيروين المبخر والميثامفيتامين والفينسيكليدين .باإلضافة إلى عدد قليل
من المخدرات المسببة للهلوسة مثل DMT و Meo-DMT-5و.Salvia divinorum
المواد واألدوات
يعد التبغ من أشهر المواد التي يتم تدخينها .وهناك أنواع كثيرة من التبغ الذي يتم تحويله إلى خلطات وماركات
تجارية متعددة .وغالبًا يباع التبغ منكهًا بروائح الفواكه المختلفة وهذا أمر شائعًا في االستخدام السيما مع غليونات
التدخين المائية مثل الشيشة .أما ثاني أشهر مادة يتم تدخينها فهي الحشيش الذي يستخرج من زهور أو أوراق نبات
القنب .وتعتبر هذه المادة غير قانونية في معظم دول العالم ،وفي البلدان التي تتسامح مع استهالك تلك المادة أمام
العيان ،فيكون عاد ًة بصفة شرعية زائفة فقط .وعلى الرغم من ذلك ،فهناك نسبة كبيرة من السكان البالغين في كثير
من البلدان قد جربوا بالفعل استهالك تلك المادة .وهناك أقليات أقل عد ًدا تقوم باستهالك تلك المادة بشكل منتظم
ومعتاد .ونظرً ا ألن الحشيش يعد غير شرعي ويتم التسامح معه فقط في معظم التشريعات ،فليس هناك إنتاجً ا جمليًا
للسجائر المصنعة وهذا يعني أن الشكل األكثر شيوعًا لالستهالك هو السجائر الملفوفة يدويا وغالبًا يطلق عليها
"جوينت" أو باستخدام الغليون .وتستخدم غليونات التدخين المائية بشكل كبير ،وعندما تستخدم في تدخين الحشيش
فإنها يطلق عليها "بونج".
وهناك أقلية صغيرة تقوم بتدخين عدد قليل من المخدرات المُروحة.ومعظم هذه المواد خاضعة للرقابة وبعضها يعتبر
إلى حد كبير أكثر سمية من التبغ والحشيش .وتشمل هذه المواد الكوكايين
الصلب والهيروينوالميثامفيتامين والفينيسيكليدين .ويتم تدخين عد ًدا قليال من المخدرات المسببة للهلوسة
مثل DMT و Meo-DMT-5ونبتة القنب.
إن أكثر أنواع التدخين بدائية تتطلبب أدوات من نوع ما ألداء المهمة .وقد نتج عن هذا تنوع كبير في أدوات ومعدات
التدخين في كل أنحاء العالم .فسواء كان تبغ ،حشيش ،أفيون ،أو أعشاب فالبد من وجود إناء ومصدر نار إلشعال
الخليط .وتعد السجائر هي األكثر شيوعًا إلى حد كبير في الوقت الراهن ،فهي تتكون من أنبوب ورقي ملفوف
بإحكام ،ويتم تصنيعها عاد ًة أو لفها من التبغ السائب وورق لف السجائر وتحتوي أحيانا على "فلتر" (مرشح) .وهناك
أدوات تدخين أخرى شائعة مثل غليونات التدخين المختلفة والسيجار .وهناك شكل آخر وإن كان أقل شيوعًا فإن
استخدامه يزداد في الوقت الراهن وهو استخدام المبخار .ويتم هذا عن طريق الحمل الحراري واستنشاق المادة دون
احتراق مما يقلل المخاطر الصحية على الرئتين.
علم النفس[عدل]
يبدأ معظم المدخنين التدخين خالل مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر .حيث يروق التدخين للشباب لما يحمله من
عناصر المخاطرة والتمرد .كما أن وجود نماذج مرموقة المكانة وأيضًا أقرانهم الذين يدخنون يشجعهم على التدخين.
ونظرً ا لتأثر المراهقين بأقرانهم أكثر من الكبار ،فغالبًا ما تبوء بالفشل محاوالت اآلباء واألمهات والمدارس
[]34
والعاملين في المجال الصحي من األطباء وغيرهم في منع المراهقين من تجربة تدخين السجائر.
قام بعض علماء النفس أمثال "هانز إيزنك" بعمل وصف لشخصية المدخن التقليدي .ويعد االنبساط هو السمة األكثر
ارتباطا بالتدخين حيث يميل المدخنون إلى أن يكونوا أشخاصًا اجتماعيين مندفعين يميلون للمخاطرة ويسعون إلى ً
المرح .وعلى الرغم من أن الشخصية والعوامل االجتماعية من الممكن أن تجعل إقبال بعض األشخاص على
التدخين أمرً ا محتمالً ،فإن العادة نفسها هي عامل اشتراط إجرائي .فخالل المراحل األولى يعطي التدخين أحاسيس
نتيجة ألثره على نظام الدوبامين وبذلك يكون مصدر تعزيز إيجابي .وبعد مرور عدة سنوات على عادة ً ممتعة
متمثلة في الخوف من أعراض االنسحاب والتعزيز ً التدخين ،تتولد لدى المدخن دوافع أخرى الستمراره في التدخين
السلبي.
ً
نشاطا له أثار سلبية على الصحة ،فإنهم يلجأوون إلى تبرير سلوكهم .وهذا يعني أنهم ونظرً ا ألن المدخنين يمارسون
يضعون أسبابًا ليُقنعوا بها أنفسهم إذا لم يكن لديهم أسباب منطقية لممارسة التدخين .فعلى سبيل المثال ،من الممكن أن
يبرر المدخن سلوكه بأن يصل إلى نتيجة أن الموت هو مصير كل حي وبالتالي فلن تغير السجائر شيءًا في هذه
الحقيقة الواقعة .ومن الممكن أن يعتقد الشخص أن التدخين يريحه من الضغط وأنه لديه فوائد أخرى تبرر مخاطره.
هذه األنواع من المعتقدات تجسد بالمعنى السلبي المصطلح "تبرير" نظرا ألن التبغ ال ينتج عنه أي نشوة وال يؤثر
بقوة على مراكز المتعة مثل غيره من المخدرات وآثاره الضارة معروفة وموثقة جيدا.
اآلثار االجتماعية
[
التدخين -تدخين التبغ في المقام األول -هو النشاط الذي يمارسه 1.1مليار نسمة ،أي 1/3من السكان البالغين.
]35صورة المدخن يمكن أن تختلف اختالفا كبيرا ،ولكن غالبا ما ترتبط ،وال سيما في الخيال ،بالفردانية واالنطواء.
ً
نشاطا اجتماعيًا هدفه تعزيز النظم وعلى النقيض من هذا ،فإن تدخين التبغ والحشيش من الممكن أن يكون
االجتماعية أو كجزء من الطقوس الثقافية لكثير من الجماعات االجتماعية والعرقية المختلفة .يبدأ الكثير ممارسة
التدخين في المجالس االجتماعية ،حيث يعتبر عرض السجائر والمشاركة فيها طقسًا مهمًا أو ببساطة عذرً ا مقبوالً
لبدء محادثة مع الغرباء في كثير من المجالس مثل الحانات ،المالهي الليلية ،أماكن العمل ،أو في الشارع .باإلضافة
ً
طريقة فعالة لتجنب الظهور بمظهر التعطل أوالتسكع .وبالنسبة للمراهقين، إلى ذلك فإن إشعال السيجارة يعد
ً
فالتدخين من الممكن أن يمثل لهم خطوة أولى في الطريق بعيدا عن الطفولة أو كفعل من أفعال التمرد على عالم
الكبار .وباستثناء االستخدام الترفيهي للعقاقير ،فمن الممكن استخدام التدخين في بناء الشخصية وخلق صورة ذاتية
عن طريق ربطها بخبرات شخصية متعلقة بالتدخين .إن ظهور الحركة الحديثة المناهضة للتدخين في أواخر القرن
التاسع عشر قد أسفرت عن خلق وعي بمخاطر التدخين .باإلضافة إلى ذلك ،فقد استفزت ردود أفعال المدخنين فيما
ما زال يطلق عليه االعتداء على الحرية الشخصية .كما تمخضت عن وسم شخصية بين المدخنين تصورهم بأنهم
متمردون ومنبوذون بعي ًدا عن غير المدخنين :وقد عُرفت أهمية التبغ بالنسبة للجنود قديما واعتبر القادة هذا األمر
حقيقة ال يمكن إغفالها .وبحلول القرن الثامن عشر أصبحت مخصصات التبغ جزءًا أساسيًا من اإلعاشات البحرية في
العديد من الدول ،ومع نشوب الحرب العالمية األولى ،تعاون مصنعو السجائر والحكومات لتوفير مخصصات التبغ
والسجائر للجنود في المعركة .فقد كان يقال أن االستخدام المنتظم للتبغ أثناء التعرض للتهديد سوف يهدئ من روع
الجنود ويسمح لهم بأن يقاوموا أقصى الصعاب ]37[.وحتى منتصف القرن العشرين ،كان غالبية السكان البالغين من
المدخنين في العديد من الدول الصناعية .كما كانت تجاب دعوات الناشطين في مجال مكافحة التدخين بالتشكك إن لم
يكن باالزدراء الكامل .وعلى الرغم من ذلك ،فالحركة اليوم لديها ثقل ودليل على مزاعمها ،لكن ما زال جزء كبير
[]38
من السكان مصرين على التدخين.
العامة[عدل] الصحة
تتعلق المخاطر الصحية الرئيسية الناتجة عن طرق االستهالك المختلفة باإلصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي
والذي يتسبب فيها ناقل التدخين ومع مرور الوقت يسمح بترسب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة
والرئتين.وتعتبر األمراض الناجمة عن التدخين من أكبر األسباب المؤدية للوفاة في العالم في الوقت الحاضر ،كما
تعد من أكبر األسباب للوفاة المبكرة في الدول الصناعية .وفي الواليات المتحدة ترجع حوالي 500.000حالة وفاة
[]39
سنويًا إلى أمراض متعلقة بالتدخين.
من بين األمراض واألوبئة التي يمكن أن يسببها التدخين هي تضييق األوعية الدموية ،سرطان الرئة[ ،]40النوبات
القلبية[ ،]41ومرض االنسداد الرئوي المزمن ]42[.مرض بورجر
و ُتحاول الكثير من الحكومات منع الناس من التدخين من خالل حمالت مناهضة للتدخين ُتنشر في وسائل اإلعالم
المختلفة والتي ُتلقي الضوء على التأثيرات الضارة للتدخين على المدى البعيد.ويعد التدخين السلبي أو التدخين
الفرعي -والذي يؤثر على الناس المتواجدين في المنطقة المحيطة بالمدخنين -السبب الرئيسي لفرض قوانين حظر
التدخين .وتم فرض هذا القانون من أجل منع األفراد من التدخين في األماكن المغلقة العامة مثل الحانات والمطاعم.
والفكرة وراء هذا القانون هو التنفير من التدخين بجعله غير مناسب على نطاق أوسع ،باإلضافة إلى وقف الدخان
الضار الذي ينفث في األماكن العامة المغلقة .وهناك هدف مشترك بين المشرعين يتمثل في التنفير من التدخين بين
القُصر ،وقد قامت العديد من الواليات بشن قوانين تجرم بيع منتجات التبغ للعمالء دون السن القانونية .ولم تعتمد
كثير من البلدان النامية سياسات مكافحة التدخين ،مما دعا البعض إلى الدعوة لحمالت مكافحة التدخين ،ومواصلة
[بحاجة لمصدر]
التعليم لشرح اآلثار السلبية ل(دخان التبغ البيئي) في البلدان النامية.
وبالرغم من التحريمات العديدة ،فكثير من الدول األوروبية ال تزال تحتجز 18من النقاط ال 20األوائل ،وفقا ل
،ERCوهي شركة دراسات سوقية ،فالمدخنين األكثر شراهة من اليونان ،بمتوسط 3،000سيجارة للشخص
الواحد في عام ]43[.2007وقد استقرت معدالت التدخين أو انخفضت في العالم المتقدم ولكنها تستمر في االرتفاع في
البلدان النامية .حيث انخفضت معدالت التدخين في الواليات المتحدة بمقدار النصف من عام 1965حتي ،2006
[]44
وانخفضت من ٪ 42إلى ٪ 20.8بين البالغين.
وتختلف آثار اإلدمان على المجتمع بشكل كبير بين المواد المختلفة التي يتم تدخينها وأيضًا المشاكل االجتماعية التي
تسببها ،ويرجع ذلك إلى االختالفات التشريعية وتطبيق قوانين المخدرات حول العالم .وعلى الرغم من أن النيكوتين
مادة تسبب اإلدمان بشكل كبير ،فإن آثارها على الوعي ليست شديدة وملحوظة وموهنة مثل الحشيش والكوكايين
وأمفيتامين أو أي مستحضر أفيوني آخر.وألن التبغ ليس مخدرً ا غير قانوني ،فليس هناك سوق سوداء تتسم بمخاطر
هائلة وأسعار مرتفعة بالنسبة للمستهلكين.
أضرار التدخين[عدل]
يؤدي إلى زيادة احتمالية اإلصابة بأمراض القلب والسرطانات خصوصا سرطان الثدي.
يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث اإلجهاض وحاالت النزف وانزالق المشيمة والوالدة المبكرة وتسمم الحمل.
يحدث تغيراً في نبرة الصوت ويزيد تجاعيد الوجه ويؤثر على نضارة الوجه.
أثبتت دراسات ان التدخين للمرأة الحاملة يسبب تغيرات في الحمض النووي باالف المواضع مما يعني وجود
احتمالية كبيرة لحدوث تشوهات[.]45
السن[عدل] مضار التدخين على كبار
يسبب اإلدمان .يؤدي إلى حدوث سرطانات الفم والرئة والمريء والمعدة .يؤدي إلى اإلصابة بأمراض القلب
وتصلب الشرايين والسكتات القلبية .يزيد من نسبة انتشار التدرن الرئوي عند مستخدمي الشيشة .يؤدي إلى اإلصابة
بأمراض تنفسية كالتهابات القصبات المزمن والربو والسل وانسداد المجاري التنفسية ،علما بأن %80 – 75من
المصابين بانتفاخ الرئة هم من المدخنين .يورث القلق والتوتر والعصبية والشعور بالتعب واإلرهاق.
االقتصاد[عدل]
تزعم تقديرات حملة "أطفال بال تبغ" أن المدخنين يكلفون اقتصاد الواليات المتحدة 97.6 مليار دوالر سنويا ً في
اإلنتاجية المفقودة وأن هناك 96.7مليار إضافية تنفق على الرعاية الصحية العامة والخاصة معاً ]46[.ويمثل هذا أكثر
من ٪ 1من الناتج المحلي اإلجمالي.فالرجل المدخن في الواليات المتحدة الذي يستهلك أكثر من علبة سجائر يوميًا
من الممكن أن يتوقع زيادة تقدر بـ 19.000دوالر في مصاريف الرعاية الطبية خالل عمره .أما المدخنة األمريكية
التي تدخن أكثر من علبة يوميًا فمن الممكن أن تتوقع زيادة تقدر بـ 25.800دوالر إضافية على مصاريف الرعاية
الصحية على مدار حياتها ]47[.والبد أن ُتعوض هذه التكاليف بعوائد الضرائب المتزايدة التي يدرها التدخين.
اآلراء الدينية[عدل]
اإلسالم[عدل]
ذهب رأي علماء اإلسالم في البداية إلى اعتبار التدخين مكروها ألنه كان يستخدم بدون مادة الكوكاين والقطران أي
أن ما عرفه الفقهاء القدماء كان التبغ نفسه وليس المعروف حاليا ضرره مختلف عن الدخان الحديث[،بحاجة لمصدر] ثم
بعد ظهور الدخان الحالي وتطور األبحاث العلمية وثبوت تسبب التدخين بشكل مباشر في اإلصابة بالعديد من أنواع
السرطانات دفع بمجمع الفقه اإلسالمي الدولي المجتمع في جدة إلى تحريمه تحريما ً قاطعاً.
التدخين في الثقافة[عدل]
هضمت الثقافة التدخين ومثلته في العديد من أشكال الفن وتطور ليلقى معان مميزة وغالبًا ما تكون متصارعة
ومتناقضة اعتما ًدا على الزمان والمكان والممارسين للتدخين .فحتى وقت قريب ،كان تدخين الغليون من أكثر أشكال
ً
مرتبطا بالتأمل الرزين وكبر السن ويعتبر غالبًا شيء مغرق في القدم وعتيق التدخين شيوعًا ،لكنه اليوم أصبح
الطراز وإن كان شكله جذابًا .أما تدخين السجائر فلم يصبح رائجً ا إال في نهاية القرن التاسع عشر وارتبط بالحداثة
ً
مرتبطا ً
ورمزا ً
مرتبطا بالذكورة والقوة واإليقاع األكثر سرعة الذي يميز العالم الصناعي .أما السيجار فكان وما زال
بالصورة التقليدية التي يُنظر بها إلى الرأسماليين .وطالما كان التدخين على مرأى ومسمع من البشر أمرً ا قاصرً ا
على الرجال وعندما تفعله النساء فإنه يرتبط بتعدد العالقات الجنسية .وفي اليابان ،خالل عهد "إيدو" كانت العاهرات
وزبائنهن يتعرفوا على بعضهم البعض على هيئة عرض السجائر واألمر ينطبق كذلك على أوروبا في القرن
[]12
العشرين.
الفن
من الممكن أن توضح اآلنية الخزفية الكالسيكية لشعوب "مايا" أول تصوير للتدخين منذ حوالي القرن التاسع .وكان
الفن ذو طابعا دينيًا في المقام األول حيث أظهر اآللهة أو الحكام وهم يدخنون أشكاالً بدائية من السجائر ]48[.وبعد
تقديم التدخين خارج األمريكتين ،بدأ في الظهور في الرسوم في أوروبا وأسيا .وكان رسامو العصر الذهبي الهولندي
من أول من رسم لوحات ألشخاص وهم يدخنون ويظهر فيها الغليون والتبغ وهما مشتعالن .وفي جنوب أوروبا،
وجد الرسامون في القرن السابع عشر أن الغليون مغرق في الحداثة بشكل يحول دون دمجه مع األفكار المفضلة
ً
مرتبطا ً
ممارسة متدنية وكان المستوحاة من الميثولوجيا اإلغريقية والرومانية القديمة .في البداية ،كان يعتبر التدخين
بالطبقات االجتماعية الدنيا السيما الفالحين ]49[.وكان عدد كبير من الرسوم األولية تظهر مشاهد من الحانات وبيوت
ً
محققة القوة والثروة ذات القدر الهائل ،أصبح التدخين الدعارة .وفي وقت الحق بعد أن برز نجم الجمهورية الهولندية
شائعًا بين األثرياء وظهرت لوحات لنبالء أنيقين وهم يرفعون الغليون في أناقة .فالتدخين يمثل المتعة في تلك الحياة
مرتبطا بتصوير حاستي ً الدنيا التي تتميز بأنها سريعة الزوال وقصيرة وتطير حرفيا كما يطير الدخان .وكان التدخين
الشم والتذوق.
في القرن الثامن عشر أصبح تصوير التدخين في الرسومات ضئيالً نظرً ا لظهور عادة النشوق الراقية التي أصبحت
مرتبة متدنية ويظهر في اللوحات التي تمثل العوام من الطبقات الدنياً رائجة .ومرة أخرى أصبح تدخين الغليون يمثل
والفالحين .وعلى الرغم من ذلك ،فإن االستنشاق المهذب لقطع التبغ الصغيرة والذي يتبع بالعطس ،كان نادرً ا في
الفن .وعندما ظهر التدخين كان يصور في الغالب في اللوحات الغريبة المتأثرة باالستشراق والتي تقدم صورة للتفوق
األوروبي على المستعمرات وتشكل وعيًا بالسيطرة الذكورية على الغرب المؤنث .وقد تفاقم موضوع "اآلخر"
الدخيل والغريب في القرن التاسع عشر ،وقد أثار هذه النزعة الشعبية التي اكتسبتها فكرة اإلثنية (علم األعراق
البشرية) خالل حركة التنوير الفلسفية.
ورمزأ لل"نبيل الهمجي" الذي يدخنً ً
رمزا للمتع البسيطة، في القرن التاسع عشر أصبح التدخين شائعًا بوصفه
ً
الغليون ،وأيضًا التأمل الرزين ألطالل الرومان الكالسيكية ،فضال عن مشاهد الفنانين الذين يتوحدون مع الطبيعة
أثناء شرب الغليون ببطء .وقد وجدت الطبقة الوسطى التي اكتسبت السلطة والقوة منذ عهد قريب بع ًدا جدي ًدا في
التدخين بوصفه متعة غير ضارة تمارس باستمتاع في صالونات التدخين والمكتبات .وأصبح تدخين السجائر أو
مرتبطا بالشخص البوهيمي الذي نأى بنفسه عن قيم الطبقة الوسطى المحافظة ويظهر ازدرائه للمحافظة. ً السيجار
ً
وعلى النقيض من ذلك ،كان التدخين متعة ال بد وأن تكون قاصرة على عالم الرجال ،وكان ينظر للنساء المدخنات
على أنهن عاهرات ،وكان يعتقد أن التدخين نشاط ال ينبغي للنساء المحترمات إشراك أنفسهن فيه ]51[.ومع مطلع
القرن العشرين ظهرت النساء المدخنات في الرسومات والصور بانطباع يوحي باألناقة والسحر الخالب .وبدأ
االنطباعيون أمثال "فينسينت فان جوخ" الذي كان مدخ ًنا للغليون ،بالربط بين التدخين وكآبة وجبرية نهاية القرن
التاسع عشر.
وفي الوقت الذي تعززت وتجمعت فيه رمزية السيجارة والغليون والسيجار على حد سواء في نهاية القرن التاسع
عشر ،لم يبدأ الفنانون في استخدام هذه الرمزية بالكامل إال في مطلع القرن العشرين .فكان الغليون يرمز للتأمل
والهدوء ،بينما ترمز السيجارة إلى الحداثة والقوة والشباب وإن كانت ترمز أيضًا إلى القلق العصبي ،أما السيجار
ً
رمزا للسلطة والقوة .وفي العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية خالل ذروة التدخين قبل أن يقع تحت نيران فكان
الحركة المناهضة للتدخين والتي كانت في ازدهار آنذاك ،كان ينظر للسيجارة التي تدس بال مباالة بين الشفتين على
أنها رمز لتمرد الشباب ،وكان هذا يتجسد في الممثلين أمثال "مارلون براندو" و"جيمس دين" ،أو في العمود الفقري
للدعاية مثل "رجل مارلبورو" .ومع سبعينيات القرن العشرين بدأت الخواص السلبية للتدخين في الظهور والتي
تمثلت في الشخص المعتل صحيًا الذي ينتمي للطبقة الوسطى ،والرائحة الكريهة لدخان السجائر وانعدام الحافز
[]52
والدافع السيما في الفن ،وكان كل هذا مستلهمًا ومنفذا من قبل الحمالت المناهضة للتدخين.
السينما[عدل]
منذ فترة األفالم الصامتة كان للتدخين دوراً أساسيا ً في رمزية األفالم .وفي أفالم الجريمة التشويقية التي تتميز
بجفاف المشاعر والتي يطلق عليها "الفيلم األسود" نجد أن دخان السيجارة غالبًا يحيط الشخصيات ويستخدم
باستمرار إلضفاء هالة من الغموض والعدمية على الشخصيات .وتظهر أولى مالمح تلك الرمزية من خالل فيلم أحد
رواد هذا المجال وهو فريتز النغ في فترة "فايمار" ويحمل الفيلم عنوان " "Dr Mabuse, der Spielerويعني
"دكتور مابيوز المقامر" وهو إنتاج عام .1922وفي هذا الفيلم يظهر الرجال وهم مفتتنون بلعب القمار ويدخنون
السجائر أثناء اللعب .ومنذ البداية تم الربط بين النساء المدخنات وصورة اإلغراء وقد جسدت الممثلة األلمانية
"مارلينيه ديتريش" هذه الصورة بشكل واضح .وبالمثل ،فإن بعض الممثلين أمثال "هيمفري بوجارت" و"أودري
هيبورن" قد عُرفا بشخصياتهم التمثيلية المدخنة ،كما اتسمت بعض أشهر صورهما وأدوارهما بسحابة كثيفة من
دخان السجائر .وعززت "هيبورن" من هذا المظهر الساحر باستخدام مبسم السيجارة في فيلم "Breakfast at
( "Tiffany'sالفطار عند تيفاني) على وجه الخصوص .ومن الممكن استخدام التدخين كوسيلة لإلطاحة بما تفرضه
الرقابة حيث كان وضع سيجارتين مشتعلتين في منفضة السجائر دون أن يلمسهما أحد يرجح حدوث عالقة جنسية.
ومنذ الحرب العالمية الثانية ،أصبح ظهور التدخين على الشاشة أقل تكرارً ا نظرً ا النتشار الوعي بالمخاطر الصحية
الواضحة للتدخين .ومع اكتساب الحركة المناهضة للتدخين مزي ًدا من االحترام والتأثير ،أصبح هناك محاوالت جادة
لمنع ظهور التدخين على الشاشة لتجنب التشجيع على التدخين أو ربطه بأشياء إيجابية السيما في أفالم األسرة.
واليوم ،أصبح التدخين على الشاشات شائعًا بين الشخصيات المجسدة والتي تظهر في صورة األشخاص المعادية
[]53
للمجتمع أو حتى المجرمين.
األدب
بارزا .وفي الغالب يصور المدخنون على أنهمً ومثل باقي أعمال الخيال وجد التدخين طريقه إلى األدب واحتل مكا ًنا
شخصيات شديدة الفردية أو غريبي األطوار بشكل الفت ،ولعل أبرز تجلي فعلي لهذا الوصف يكمن في الشخصية
األدبية األشهر في التاريخ وهي "شيرلوك هولمز" .وبدالً من أن يكون جزءًا متكررً ا من قصص قصيرة وروايات،
أسفر التدخين عن مديح ال نهاية له يثني على صفاته ويؤكد على شخصية الكاتب كمدخن متفاني .وفي نهاية القرن
التاسع عشر ومطلع القرن العشرين على وجه الخصوص ،ظهر عدد كبير من الكتب التي تحمل عناوين مثل "
( "Tobacco: Its History and associationsالتبغ ،تاريخه وما يتعلق به) الذي ُكتب في عام ،1876و"
( "Cigarettes in Fact and Fancyالسجائر بين الواقع والخيال) الذي ُكتب في عام ،1906و"Pipe
( "and Pouch: The Smokers Own Book of Poetryالغليون والجيب :ديوان شعر المدخنين) الذي
ُكتب عام ،1905و ُكتبت كل هذه الكتب في المملكة المتحدة والواليات المتحدة .وقد َكتب بعض الرجال هذه العناوين
لرجال آخرين واحتوت على أخبار مسلية عامة وتأمالت شعرية عن حب التبغ وكل األشياء المتعلقة بذلك ،وكانت
تمدح باستمرار حياة العزوبية الراقية .وقد ُنشر كتاب "The Fragrant Weed: Some of the Good
"Things Which Have been Said or Sung about Tobaccoفي عام 1907بين عدد كبير من
الكتب ،وكانت السطور التالية من قصيدة " "A Bachelor's Viewsالتي كتبها "توم هول" ُتوضح الموقف
المعهود في كثير من الكتب:
So let us drink
To her, – but think
;Of him who has to keep her
And sans a wife
Let's spend our life
]In bachelordom, – it's cheaper.|||Eugene Umberger[54
وتم نشر كل هذه األعمال في فترة سبقت شيوع السجائر كالشكل البارز والمسيطر على كافة أشكال استهالك التبغ،
حيث كان الغليون والسيجار ومضغ التبغ ما زال عاديًا ومألو ًفا .وكان يتم تغليف عدد كبير من هذه الكتب في شكل
أغلفة مبتكرة كي تروق لذوق المدخنين من النبالء .فكان غالف كتاب " "Pipe and Pouchعبارة عن حقيبة
جلدية شبيهة بكيس التبغ ،أما غالف كتاب " "Cigarettes in Fact and Fancyالذي ُنشر في عام 1901
فكان غالفه من الجلد ومغلف بشكل يحاكي صندوق السيجار الورقي .وفي أواخر العشرينيات تراجع نشر مثل هذه
[]55
الكتب إلى حد كبير ولم ينتعش إال في نهاية القرن العشرين وإن كان يتم نشرها بشكل غير منتظم.
الموسيقى[,عدل]
هناك أمثلة قليلة على التدخين في الموسيقى في أوائل العصور الحديثة ،وعلى الرغم من هذا توجد بعض اإلشارات
بين الحين واآلخر التي يتجلى فيها التأثر بالتبغ ويظهر هذا في بعض المقطوعات مثل مقطوعة "Edifying
"Thoughts of a Tobacco-Smokerالتي ألفها "يوهان سباستيان باخ" ]56[.وخال ًفا لذلك ،فمنذ مطلع القرن
ً
ارتباطا ً
ارتباطا وثي ًقا .وارتبطت موسيقى "الجاز" منذ البداية العشرين وحتى اآلن ارتبط التدخين بالموسيقى الشعبية
وثي ًقا بالتدخين الذي كان يمارس في األماكن التي تعزف فيها الموسيقى مثل الحانات وصاالت الرقص ونوادي الجاز
وحتى بيوت الدعارة .عالو ًة على ذلك ،أدى سطوع نجم الجاز والذي تصادف مع التوسع في الصناعة الحديثة للتبغ
في الواليات المتحدة إلى انتشار الحشيش .حيث تم تداوله تحت أسماء أخرى مثل "الشاي" و" "mugglesو"
"reeferفي مجتمعات الجاز .وكان للتدخين أثرً ا بال ًغأ على الجاز في العشرينيات والثالثينيات لدرجة أنه وجد في
بعض األغاني التي تم تلحينها في ذلك الوقت مثل Muggles التي لحنها ،Louis Armstrong وكذلك
أغنية Smoking Reefers التي لحنها ،Larry Adler وكذلك أغنية Chant of The Weed التي
لحنها .Don Redman واستمرت شعبية الماريجوانا بين موسيقيي الجاز مرتفعة حتى األربيعينيات والخمسينيات،
[]57
عندما تم االستعاضة عنه جزئيا بالهيروين.
وهناك شكل آخر من الموسيقى الشعبية الحديثة التي ارتبطت كثيرً ا بتدخين الحشيش أال وهي موسيقى ريجي وهي
نوع من الموسيقى نشأ في جاميكا في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات .ويعتقد أن من قدم الحشيش أو جانجا إلى
ً
مرتبطا بصورة أساسية بالعمال الهنود حتى الحركة الراستفارية في جاميكا هم العمالة الهندية المهاجرة وكان
منتصف القرن العشرين ]58[.ويعتبر تدخين الحشيش في الراستافارية وسيلة للتقرب من هللا ،أو جاه ،وهي الرابطة
التي تم نشرها بشكل أساسي بواسطة رموز موسيقى الريجي مثل بوب مارلي وبيتر توشاك في الستينيات
[]59
والسبعينيات.
التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة ،غالبًا ما تكون هذه المادة هي التبغ ،حيث يتم تذوق الدخان أو استنشاقه .وتتم
هذه العملية في المقام األول باعتبارها ممارسة لتروح النفس عن طريق استخدام المخدر ،حيث َيصدر عن االحتراق
المادة الفعالة في المخدر ،مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة لالمتصاص من خالل الرئة وأحيانا تتم هذه الممارسة
كجزء من الطقوس الدينية لكي تحدث حالة من الغفوة والتنوير الروحي .وتعد السجائر هي أكثر الوسائل شيوعًا
للتدخين في الوقت الراهن ،سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا أو ملفوفة يدويًا من التبغ السائب وورق لف
السجائر .وهناك وسائل أخرى للتدخين تتمثل في الغليون ،السيجار ،الشيشة ،والبونج "غليون مائي" .يعد التدخين من
أكثر المظاهر شيوعا الستخدام المخدرات الترويحي .وفي الوقت الحاضر ،يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين
شيوعًا حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية.وهناك أشكال أقل شيوعا للتدخين مثل
تدخين الحشيش واألفيون .وتعتبر معظم المخدرات التي ُتدخن إدمانية .وتصنف بعض المواد على أنها مخدرات
صلبة مثل الهيروين والكوكايين الصلب .وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث أنها غير متوفرة تجاريًا .يرجع
تاريخ التدخين إلى عام 5000قبل الميالد ،حيث وُ جد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم .وقد الزم التدخين
قديما االحتفاالت الدينية; مثل تقديم القرابين لآللهة ،طقوس التطهير ،أو لتمكين الشامان والكهنة من تغيير عقولهم
ألغراض التكهن والتنوير الروحي .جاء االستكشاف والغزو األوروبي لألمريكتين ،لينتشر تدخين التبع في كل أنحاء
العالم انتشارً ا سريعًا .وفي مناطق مثل الهند وجنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا ،اندمج تدخين التبغ مع عمليات
ً
نشاطا اجتماعيًا التدخين الشائعة في هذه الدول والتي يعد الحشيش أكثرها شيوعًا .أما في أوروبا فقد قدم التدخين
جدي ًدا وشكالً من أشكال تعاطي المخدرات لم يكن معرو ًفا من قبل .اختلف طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من
مكان إلى آخر ،من حيث كونه مقدس أم فاحش ،راقي أم مبتذل ،دواء عام -ترياق -أم خطر على الصحة .ففي اآلونة
األخيرة وبشكل أساسي في دول الغرب الصناعية ،برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم .في الوقت
الحاضر ،أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من األمراض مثل :سرطان
الرئة ،النوبات القلبية ،ومن الممكن أن يتسبب أيضًا في حدوث عيوب خلقية .وقد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن
التدخين ،إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ ،باإلضافة إلى القيام بحمالت سنوية ضد
التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ.
يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000قبل الميالد في الطقوس الشامانية ]2[.وقد قامت الكثير من الحضارات مثل
الحضارة البابلية والهندية والصينية بحرق البخور كجزء من الطقوس الدينية ،وكذلك قام بنو إسرائيل والحقا الكنائس
المسيحية الكاثوليكية واألرثوذوكسية بالفعل نفسه .ويرجع ظهور التدخين في األمريكتين إلى االحتفاالت التي كان
يقيمها كهنة الشامان ويحرقون فيها البخور ،ولكن فيما بعد تمت ممارسة هذه العادة من أجل المتعة أو كوسيلة
للتواصل االجتماعي ]3[.كما كان يُستخدم تدخين التبغ وغيره من المخدرات المسببة للهلوسة من أجل إحداث حالة
من الغيبوبة أو للتواصل مع عالم األرواح .ويرجع تاريخ استخدام مواد مثل الحشيش ،الزبد المصفى (السمن)،
أحشاء السمك ،جلود الثعابين المجففة ،وغيرها من المعاجين التي ُتلف و ُتشكل حول أعواد البخور إلى 2000عام
على األقل .وقد كان يوصف التبخير ( )dhupaوقرابين النار ( )homaفي طب أيورفيدا ألغراض طبية وتمت
ممارسة هذه العادات لمدة ال تقل عن 3000سنة ،بينما التدخين (( )dhumrapanaويعني حرفيًا "شرب
الدخان") فتمت ممارسة لمدة ال تقل عن 2000سنة .فقبل العصر الحديث ،كانت ُتستهلك هذه المواد من خالل
أنابيب ،وقصبة مختلفة األطوال.