Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬

‫‪2010‬‬

‫بناء الدولة العراقية‬


‫( رؤية حيادية )‬

‫ا‪.‬م‪.‬د محمد محيي الهيمص‬


‫الجامعة المستنصرية‪ /‬كلية التربية‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫الدولة ظاهرة سياسية مهمة في المكان ‪ ،‬تتناولها علوم مختلفة ‪ ،‬بتحليل‬
‫ظواهرها ومواكبة تطورها منها الجغرافية السياسية التي لها نصيب وافراً فيها ‪ ،‬بل‬
‫هي ميدان دراستها ومحور تحليلها ‪ ،‬وما يطرأ عليها من تغير سياسي وعسكري‬
‫يؤثر على عواملها الجغرافية ضمن مفاهيم واسس الجغرافية السياسية وطرق البحث‬
‫فيها ‪ ،‬مثل منهاج النظام الذي يفي باغراض هذه الدراسة التي اخذت تسميتها من‬
‫واقع العراق في بناء الدولة ‪.‬‬
‫ودراسة هذا الموضوع كما يبدو بالغ التعقيد لتشابك السياسات والمصالح‬
‫واالهداف في بناء الدول ‪ ،‬لكن الضرورة العلمية سمه اساسية ال غنى عنها للكشف‬
‫عن حقائق االمور وهي هدف هذه الدراسة ‪.‬‬
‫عاش سكان العراق بصورة عامة معاناة صعبة وال سيما اثناء ما وقع من‬
‫حروب عام ‪ 0891‬وما بعدها انزلت بهم وببالدهم دماراً له اثره لعقود قادمة ‪ ،‬ومن‬
‫ثم حرب عام ‪ 3112‬مع قوات التحالف بقيادة الواليات المتحدة والتي اختلفت االراء‬
‫بشانها ومشروعيتها وهدفها ‪ ،‬لكن واقع االمر يتلخص باحتالل العراق القائم على‬
‫القوة العسكرية والذي جرى تنظيره بالتفصيل في مراحل سابقة وما يتصل بها من‬
‫معايير التفوق العسكري االمريكي الذي خلق حالة عدم استقرار واضحة كما عرف‬
‫وعاشها الناس ‪ ،‬ويمكن القول دون الدخول في التفاصيل ‪ ،‬انه البلد المدمر بمعنى‬
‫الكلمة وداللتها ‪ ،‬شامالً قواه البشرية والمادية وكل تنظيماته الحكومية والذي ادى الى‬
‫تفكيك الدولة العراقية بالكامل ليعاد بناؤها وفق ظواهر خاصة ال تفرضها حقائق‬
‫االمور ‪ ،‬وهذه مشكلة البلد التي يجب االشارة اليها ‪.‬‬
‫وقد تعددت النماذج في اعادة بناء الدول عن طريق التدخل الخارجي وخاصة‬
‫من قبل الواليات المتحدة التي فشلت في اعادة البناء للعديد من هذه الحاالت مثل‬
‫كمبوديا ‪ ، 0892 -0891 :‬وافغانستان ‪ 3110 :‬وحتى االن ‪ ،‬والعراق ‪3112‬‬
‫وحتى االن ‪ ،‬رغم ما سمي بنقل السيادة في ‪ 3112 / 6 /39‬وانتخابات ‪3112‬‬

‫‪523‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫و‪ ، 3116‬واالتفاقيات الثنائية بين العراق والواليات المتحدة لكن هذه المرحلة ولحد‬
‫االن في اعادة بناء الدولة تضمنت ظواهر سياسية واجتماعية واقتصادية وجغرافية‬
‫وغيرها يتناقل الناس اخبارها وتعكس الواقع السلبي في عملية اعادة البناء مثل‬
‫الفيدرالية وتوزيع الثروات وإثارت ابناء القوميات واالديان والمذاهب وغيرها مما‬
‫يؤثر سلبا على استقرار البلد ‪ .‬وفاعليته الدولية‬
‫ومن هنا ننطلق من فكر علمي منهجي غير منحاز يفصح عن مؤشرات‬
‫واضحة وايجابية ( فرضية البحث ) في اعادة بناء الدولة العراقية برؤية عراقية‬
‫تعتز ببلدها وتفتخر به وال تعرج على غنيمة وتكشف عن حقائق مهمة في بنائها‬
‫وهي الكثرة وان اختلفت مصادرها ‪ ،‬تساعد على اتخاذ قرار سليم في عملية اعادة‬
‫البناء ‪.‬‬
‫وتتطلب مثل هذا التتبع العلمي وداللته تسلسل مفردات البحث على النحو االتي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬الدولة والعراق‬


‫ثانيا ‪ :‬المتغير السياسي في الدولة العراقية‬
‫ثالثا ‪ :‬انهيار الدولة العراقية‬
‫رابعا ‪ :‬اعادة بناء الدولة العراقية‬
‫وخاتمة تلخص صحة ما ورد في البحث وذكر امنية خالف ما تفرضه حقائق‬
‫االمور ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬الدولة والعراق‬


‫‪ -1‬الدولة ‪:‬‬
‫اخذ تعريف الدولة وداللتها على انفراد صفة اختصاص الباحث ‪ ،‬بل انه في‬
‫االختصاص معنى ودالالت عديدة ‪ ،‬ويدعم هذا الكالم ‪ ،‬ان احد الباحثين في العلم‬
‫السياسي يزعم انه جمع مئة وخمس واربعين تعريفاً لهذا المفهوم (‪.)0‬‬
‫لذا يصعب علينا وضع تعريفاً دقيقاً جامعاً للعديد من المعايير من وجهة النظر‬
‫الجغرافية ‪ ،‬وانما االحاطة بها كما ياتي ‪:‬‬
‫من وجهة النظرالجغرافية يقول الديب (( نظرا لصعوبة وضع تعريف للدولة‬
‫فمن االفضل استعراض خصائصها الجغرافية ‪ ،‬فالدولة هي قطعة ارض وجماعة من‬
‫الناس تعيش فوقها ‪ .‬وبها سلطة تنظم العالقة بين االرض والناس وتتمتع بالسيادة‬
‫والوالء المطلق لكل مواطن فيها ‪ ،‬مع اعتراف دول العالم بها لتمتعها بمكسبات‬
‫السيادة على نطاقها االقليمي ‪ )3()) .......‬ويضيف (( تتعرض سيادة الدولة للخرق‬
‫اما من قبل غزو خارجي الراضيها او من قبل حركة تمرد وعصيان داخلي ‪ ،‬واذا لم‬

‫(‪ )1‬ملحم قربان ‪ ،‬المنهجية والسياسة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسةة الجامعيةة للدراسةات والنشةر والتوزيةع‬
‫‪، 0896،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )2‬محمد محمود ابراهيم الديب ‪ ،‬الجغرافيةا السياسةية منظةور معاصةر ‪،‬القةاهرة ‪ ،‬مكتبةة ا نجلةو‬
‫المصرية ‪،3112،‬ص‪.091‬‬

‫‪524‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫تنجح الدولة في صد الغزو الخارجي والقضاء على التمرد الداخلي ‪ .‬فان هذا معناه‬
‫عدم قدرتها على فرض سيادتها على كل نطاقها االقليمي وبالتالي قد تزول ))(‪. )0‬‬
‫وهذا يبرز اهمية السيادة الفعلية ( هناك جدل في مفهوم السيادة ) التي ترتكز‬
‫على قدرة الدولة الفعلية على بسط نفوذها واحكام سيطرتها على كل مساحتها‬
‫الجغرافية فالدولة اما لديها سيادة تامة وغير منقوصة بنسبة ‪ %011‬رغم االشكال‬
‫التنظيمية للحكم او ال تكون ‪ ،‬فال يوجد تدرج في السلطة او اتفاقيات او تقاسم‬
‫الثروات او ترتيبات عسكرية ‪ ،‬فهذه تحمل في طياتها قدراً من التحديات بمقتضى‬
‫السياسة ومصالحها ‪.‬‬
‫وعليه أي خلل يصيب هذه السيادة فان اموراً كثيرة تختل وظهور فاعلين جدد‬
‫يستولون اكثر واكثر على وظائف الدولة وزيادة مشاكلها مثل الحروب العرقية‬
‫والدينية االهلية التي تؤدي الى تدهور الدولة وبالتالي ظهور الدول المنهارة او‬
‫الفاشلة مثل ( الصومال ‪ ،‬افغانستان ) ‪.‬‬
‫واذا تعرضنا الى عالقات الدولة المتبادلة ‪ .‬وهي عالقات تعبر عن نفسها‬
‫بطرق شتى ‪ ،‬فعلى العموم يجب ان تكون عالقات متوازنة مع الدول االخرى في‬
‫النظام العالمي الذي يقوم على ( االمن الجماعي ) و تفسيره ‪ ،‬أن أي اعتداء يقع على‬
‫أي دولة مهما تكن صغيرة يعد اعتداء على الجماعة الدولية ككل وبالتالي فأن مسؤلية‬
‫رد هذا العدوان او ردعه ال تقع على الدولة المعتدى عليها وحدها وانما هي مسؤلية‬
‫تضامنية تقع على عاتق الجماعة الدولية كلها وانطالقاً من هذه الرؤية ‪ ،‬وتأسيساً‬
‫عليها ‪ ،‬قرر المجتمع الدولي ول مرة في تاريخ البشرية إنشاء هيئة دولية تقيم نظاماً‬
‫لألمن الجماعي يتضمن ‪ :‬مبادئ وقواعد متفقا ُ عليها وواجبة االحترام من جانب كافة‬
‫الدول كبيرها وصغيرها ‪ ،‬واليات ووسائل لمعاونة هذه الدول على حل المنازعات‬
‫بينها بال طرق السلمية واجهزة مسؤولة ومزودة بكل ما يمكنها من ردع العدوان او‬
‫الرد الجماعي عليه وقمعه حال وقوعه ‪ ،‬وسميت هذه الهيئة (( عصبة االمم ))‬
‫غير ان اندالع حرب عالمية ثانية بعد اقل من عشرين عاما على قيام االولى لم‬
‫يكن له سوى معنى واحد هو ان عصبة االمم فشلت في تحقيق الهدف االساس الذي‬
‫قامت من اجله وبالتالي كان من الطبيعي ان تنهار مع اول طلقة في هذه الحرب التي‬
‫بلغ فيها حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية اضعاف تلك التي نجمت عن الحرب‬
‫العالمية االولى ‪.‬‬
‫ولحسن الحظ فـان اندالع حـرب عالمية جديدة لم يفقد قـادة ومفكري العالم‬
‫ثقتهم في اهمية وضرورة التنظيم الدولي او يضعف ايمانهم بجدوى نظرية االمن‬
‫الجماعي ولذلك خرج هؤالء القادة والمفكرون من الحرب العالمية الثانية اكثر‬
‫تصميما على اقامة هيئة دولية جديدة تتالفى عيوب عصبة االمم ‪ ،‬وتكون اكثر تأهي ً‬
‫ال‬
‫لتأسيس نظام لألمن الجماعي اكثر قدرة وكفاءة وفي هذا السياق ‪ ،‬تم تاسيس (( هيئة‬
‫االمم المتحدة ))‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسه ‪،‬ص‪.092‬‬

‫‪525‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫واذا كانت هذه الهيئة ال تزال قائمة حتى االن وبعد مضي اكثر من ‪ 61‬عاما‬
‫على انشائها ‪ ،‬فان الفضل في ذلك ال يعود الى كفاءتها وفاعلية نظام ا من الجماعي‬
‫الذي اسسته بقدر ما يعود الى موازين الرعب النووي التي حالت دون اندالع حرب‬
‫عالمية ثالثة ‪.‬‬
‫كما ان سلوك الواليات المتحدة المشروع وغير المشروع حول االمم المتحدة‬
‫الى مجرد محلل لها يريده الطاغية االمريكي ليتوافق مع سياسته ومصالحه العالمية ‪،‬‬
‫فالواليات المتحدة ‪ ،‬تريدها منظمة على الطريقة االمريكية ‪ ،‬فهي اصبحت القطب‬
‫االوحد تنشر قواعدها في ارجاء العالم كيفما يتفق مع استراتيجية الهيمنة العالمية‬
‫الجديدة ‪ .‬فضالً عن اختراق حدود الدول وخصوصيتها باعذار عديدة عندها ‪ ،‬وتدمير‬
‫الدولة العراقية خير مثال على ذلك ‪.‬‬
‫ً‬
‫لذلك تبرز اهمية االشارة الى معلومات مختصرة عن العراق وفقا لضرورات‬
‫البحث وكما ياتي‪:‬‬

‫‪ -2‬العراق‬
‫تضمنت كتب تاريخ وجغرافية العراق وغيرها وبالتحليل العلمي تفاصيل‬
‫متغيرات سكانية ومكانية وفق اهمية زمانية عكست تاريخه العريق واصالة حضارتة‬
‫العربية ‪ ،‬اذ يقول الدكتور المرحوم احمد سوسة ( ان حضارة وادي الرافدين سامية‬
‫عربية منبعها البشري جزيرة للعرب )(‪.)0‬‬
‫ويذهب المرحوم طه باقر الى ( ان اقدم اشكال للحكم في العراق في مطلع‬
‫االلف الثالث ق‪.‬م )(‪.)3‬‬
‫اما اهل العراق فيقول عنهم ياقوت الحموي ( هم اهل العقول الصحيحة‬
‫وا راء الراجحة والشهوات المحمودة والشمايل الظريفة والبراعة في كل صناعة مع‬
‫اعتدال االعضاء واستواء االخالط وسمرة االلوان )(‪. )2‬‬
‫وهكذا اصبح للعراق حظ كبير في تضاعيف هذه الكتب وغيرها ‪ ،‬جامعة‬
‫الكثير من اخباره فالعراق كما يصفه ابن حوقل ( اعظم االقاليم منزله وأجلها صفة‬
‫واغزرها جباية واكثرها دخالً )(‪.)2‬‬
‫ولن نتناول خصائص بيئتة الجغرافية بالتفصيل ‪ ،‬وهو ما يمكن الرجوع اليه‬
‫في الكتب الجغرافية المتيسره ‪ ،‬وانما نشير الى بعض منها وكما ياتي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬أحمد سوسة ‪ ،‬حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين ‪ ،‬بغداد ‪،‬دار الرشيد للنشر ‪،‬‬
‫‪،0891‬ص‪.099‬‬
‫(‪ )2‬طه باقر ‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‬
‫العامة ‪،0896 ،‬ص‪. 01‬‬
‫(‪ )3‬الشيخ االمام شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الحموي الرومي البغدادي ت‬
‫‪636‬هـ ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬س‪ -‬ف ج‪ ،6‬بيروت‪ ،‬داراحياء الترات العربي ‪،‬‬
‫‪،0886‬ص‪. 216‬‬
‫(‪ )4‬أبي القاسم بن حوقل النصيبي ‪ ،‬صورة االرض ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مكتبة الحياة ‪ ،‬سنة ــــ ‪.301 ،‬‬

‫‪526‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫‪ -‬في نهاية العصر ( الميوسين ) ظهرت ارض العراق كلها تقريباً وفي عصر‬
‫البليوسين اخر عصور الزمن الثالث ‪ ،‬كانت الحركات االلتوائية على اشدها ‪.‬‬
‫واخذت جبال زاكروس ( جبال كردستان – وضمنها جبال العراق ) شكلها الحالي‬
‫ونشأت فيها مجموعة من االلتواءات البسيطة والمعقده ذات اتجاه شمالي غربي‬
‫وجنوبي شرقي ‪.‬‬
‫وفي أوائل الزمن الرابع ( البليوستوسين ) استمرت الحركات االلتوائية التي‬
‫اكملت تكوين جبال العراق ‪.‬‬
‫ونتيجة لهذه الحركات االرضية التي كونت جبال العراق هبطت االقسام الجنوبية‬
‫من العراق وهي منطقة السهل الرسوبي الحالي فغمرها البحر وتكونت فيها ترسبات‬
‫البحتيارى ‪ ،‬ثم ازداد الجرف الى هذه المنطقة الهابطة فتجمعت ترسبات االنهار‬
‫والسيول فيها مكونة سهل العراق الكبير ( السهل الرسوبي ) الذي يعود الى احدث‬
‫العصور الجيولوجية ‪ ،‬وهو ال يزال في دور التكوين(‪. )0‬‬
‫‪ -‬اما عن االسم ((عراق )) فقد ذكر المرحوم طه باقر اختالف اراء الباحثين‬
‫فيه ‪ ،‬ونشير الى الرأي االول ( ان االسم عراق عربي االصل ‪ ......‬وسمي عراقا‬
‫النه (( الشاطئ )) أي شاطئ البحر او سيف البحر او مطلق الشاطئ )(‪. )3‬‬
‫‪ -‬ابرز ظاهرة في تاريخ وادي الرافدين استمرار الهجرات البشرية اليه في‬
‫مختلف عصور التاريخ القديم والحديث من منطقتين فقيرتين نسبياً ا ولى تحده من‬
‫الغرب والجنوبي الغربي مناطق صحراوية ‪ ،‬نزحت منها الى ما بين النهرين وفي‬
‫مختلف عصور التاريخ االقوام السامية المختلفة ومنها القبائل العربية التي يرجع الى‬
‫اصولها القسم االعظم من سكان العراق االن ‪ .‬والثانية جبلية تحده من اطرافه‬
‫الشمالية والشمالية الشرقية ‪ ،‬وكانت من اقوام عديدة من بينها جماعات من اصول‬
‫االقوام الهندية – االوربية لتحدث عملية االنصهار الحضاري التي ميزت تاريخ هذا‬
‫البلد في صهر االقوام المختلفة في بودقة حضارة وادي الرافدين وجعلت له كيانا‬
‫تاريخياً وحضارياً متميزاً منذ اقدم العهود(‪. )2‬‬
‫‪ -‬ويمكن ان نتبين معرفة علمية اوردتها االحصاءات السكانية في العراق ومنها‬
‫احصاء عام ‪ 0899‬جدول وشكل (‪ )0‬و (‪ )3‬والتي تكون وحدة نسيجه وحيويه فيه ‪،‬‬
‫وبعد سقوط الدولة العراقية يوم ‪ 3112-2-8‬دخل هذا التركيب ضمن التقسيم المدبر‬
‫للعراق ‪ .‬والذي نتناوله في متابعة الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬رغم الحقائق الجغرافية الخاصة بانهار العراق ‪ ،‬كون مصادر مياهها تقع‬
‫خارج العراق با ستثناء نهر العظيم فان ازدهار العراق يرتبط بوجود الرافدين‬
‫العظيمين وروافدها ‪.‬‬
‫‪ -‬من االمور البارزة التي تسترعي نظر الباحث الجغرافي عن العراق اشتهاره‬
‫بثرواته المعدنية جدول ( ‪) 2‬‬

‫(‪ )1‬جاسم محمد الخلف ‪ ،‬جغرافية العراق ‪ ،‬القاهره ‪ ،‬دار المعرفه ‪ ، 0862‬ص ص ‪.32-33‬‬
‫(‪ )2‬طه باقر ‪ ،‬مصر سابق ‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص‪.32-32‬‬

‫‪527‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫ويذهب بعض الباحثين المعاصرين الى ان االحتياطي المؤكد من النفط يصل الى‬
‫ما بين ‪ 061 -003‬مليار برميل وهو بذلك ثاني دول العالم بعد المملكة العربية‬
‫السعودية في االحتياطات ‪ ،‬والمتوقع ان يفوق االحتياطي في العراق نظيره السعودي‬
‫الن العراق ما زال ينتج نفطه من عصرين جيولوجين فقط وهما الثالثي‬
‫والطباشيري ‪ ،‬بينما هناك ترسبات‬

‫جدول رقم ( ‪)1‬‬


‫التركيب القومي لسكان العراق عام ‪1711‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫ت القوميات‬
‫‪90،9‬‬ ‫‪8913928‬‬ ‫‪ 0‬العربية‬
‫‪02،8‬‬ ‫‪0332210‬‬ ‫‪ 3‬الكردية‬
‫‪1،0‬‬ ‫‪00202‬‬ ‫‪ 2‬الفيلية‬
‫‪0،02‬‬ ‫‪029308‬‬ ‫‪ 2‬التركمانية‬
‫‪1،22‬‬ ‫‪63908‬‬ ‫‪ 2‬السريانية‬
‫‪1،03‬‬ ‫‪02922‬‬ ‫‪ 6‬االرمينية‬
‫‪1،01‬‬ ‫‪00683‬‬ ‫‪ 9‬اخرى‬
‫‪1،21‬‬ ‫‪21992‬‬ ‫‪ 9‬غير مبين‬
‫المصدر ‪ :‬نتائج التعداد العام لسكان العراق عام ‪0899‬‬

‫شكل (‪ )1‬التركيب القومي لسكان العراق عام ‪1711‬‬

‫العربية‬
‫الكردية‬
‫الفيلية‬
‫التركمانية‬
‫السريانية‬
‫االرمينية‬
‫اخرى‬
‫غير مبين‬

‫المصدر‪ /‬عمل الباحث باالعتماد على جدول (‪)0‬‬

‫‪528‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 2‬‬


‫التركيب الديني لسكان العراق ‪1711‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الديانة‬ ‫ت‬
‫‪86،9‬‬ ‫‪00292382‬‬ ‫‪ 0‬المسلمون‬
‫‪3،02‬‬ ‫‪322299‬‬ ‫‪ 3‬النصارى‬
‫‪1،96‬‬ ‫‪013080‬‬ ‫‪ 2‬اليزيدية‬
‫‪1،02‬‬ ‫‪02829‬‬ ‫‪ 2‬الصائبة‬
‫‪1،112‬‬ ‫‪290‬‬ ‫‪ 2‬اليهود‬
‫‪1،113‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪ 6‬اخرى‬
‫المصدر ‪ :‬نتائج التعداد العام لسكان في العراق عام ‪0899‬‬

‫شكل (‪ )2‬التركيب الديني لسكان العراق ‪1711‬‬

‫المسلمون‬
‫النصارى‬
‫اليزيدية‬
‫الصائبة‬
‫اليهود‬
‫اخرى‬

‫‪529‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬
‫المصدر‪ /‬عمل الباحث باالعتماد على جدول (‪)3‬‬

‫جدول رقم ( ‪ ) 3‬الثروة المعدنية في العراق‬


‫االحتياطي‬ ‫المادة‬ ‫ت‬
‫‪ 011‬مليار برميل‬ ‫‪ 0‬النفط‬
‫(‪)0‬‬
‫‪ 2011‬مليار متر مكعب‬ ‫‪ 2‬الغاز‬
‫‪ 3099‬مليون طن‬ ‫‪ 3‬حجر الكلس‬
‫‪ 221‬مليون طن‬ ‫‪ 4‬الدولومايت‬
‫‪229‬مليون طن‬ ‫‪ 5‬اطيان السمنت‬
‫‪ 396‬مليون متر مكعب‬ ‫‪ 6‬اطيان الطابوق‬
‫‪ 021‬مليون طن‬ ‫‪ 7‬الجبس‬
‫‪ 3086‬مليون متر مكعب‬ ‫‪ 8‬الحصى والرمل‬
‫‪ 9246‬مليون طن‬ ‫‪ 9‬رمال المرو ( الزجاج )‬
‫‪ 26‬مليون طن‬ ‫‪ 10‬الكاؤولين‬
‫‪ 232‬مليون طن‬ ‫‪ 11‬الفوسفات‬
‫‪ 002‬مليون طن‬ ‫‪ 12‬الكبريت‬
‫‪ 1462‬مليون طن‬ ‫‪ 13‬النيتونايت‬
‫‪ 26‬مليون طن‬ ‫‪ 14‬الملح (عدا مياه البحر )‬
‫‪ 60‬مليون طن‬ ‫‪ 15‬خام الحديد‬
‫‪ 043‬مليون طن‬ ‫‪ 16‬الخارصين والرصاص‬
‫( فلزات نقية )‬
‫المصدر ‪OpEC Annual Statistical Bulletin ,1992 , The )0( :‬‬
‫‪secretariat Organiza tion of The petroleum Exporting Gountries,‬‬
‫‪Vienna, 1993, pp. 36-38 .‬‬
‫(‪ )3‬هشام عبد الجبار وخلدون صبحي البصام‪ ،‬التقرير التوضيحي لخارطة العراق الجيولوجية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مطبعة المديرية العامة للمسح الجيولوجي والتحري المعدني‪،‬‬
‫‪،0892‬ص‪.20‬‬
‫نفطيه هائلة ال يمكن تخيلها تعود الى العصر الجوراسي الذي هو العصر الرئيسي‬
‫المنتج اليوم في كل من المملكة العربية السعودية ودولة االمارات العربية المتحدة ‪،‬‬
‫وما زال العراق يظم احتياطياً مضموناً تحت االعماق ولم ينتج منه اطالقا ً اضافة الى‬

‫‪530‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫صخور حقبة الحياه القديمة ‪ ،‬وهذه تحتوي على نفوط كل من المملكة العربية‬
‫السعودية وعمان والتي لم ينتج منها في العراق شيئ (‪.)0‬‬
‫فاصبح العراق رائد في احتياطيات النفط على مستوى العالم ومحور امن امدادات‬
‫النفط العالمي ‪ ،‬وما يجنيه من صادراتها في التخطيط السليم على مستوى الدولة ان‬
‫وجد ‪.‬‬
‫ولن نذهب الى ذكر تفاصيل اخرى من واقع العراق فهي الكثرة تفصح عن غنى‬
‫عطائه واصالة فكر اهله ‪ ،‬توحي لهم بوطن يجمع بين سرمد الماضي وتطلعات‬
‫المستقبل ‪ ،‬ولكن ما حدث ويحدث له يقتضي ان نفرد له جانبا من مضامين البحث‬
‫وكما ياتي ‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المتغير السياسي في الدولة العراقية‬
‫ان اقدم اشكال للحكم في العراق كان في مطلع ا لف الثالث ق‪.‬م مثلما ورد انفاً‬
‫اال ان العراق دولة في المفهوم السياسي الحديث كان في ‪ ، 0830 / 9 /32‬ولن‬
‫ندخل في النشوء التاريخي للدولة والقضايا التي أدت الى رسم حدوده ‪ ،‬فقد كان‬
‫للمؤرخين نصيب وافر فيها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وقع على مساحة تصل الى ‪ 229209‬كم خريطة رقم ( ‪ ) 0‬بعدها الشمالي‬
‫تمثله تركيا ‪ ،‬والبعد ال شرقي تمثله ايران ‪ ،‬والبعد الغربي بالد الشام ‪ ،‬والبعد الجنوبي‬
‫تمثله منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية ‪ ،‬ولكن الضرورة تقضي االشارة اليها‬
‫رقميا وكما ياتي‬
‫جدول رقم ( ‪) 4‬‬
‫حدود العراق مع البلدان المجاورة‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫الطول ‪ /‬كم‬ ‫الدولة‬ ‫ت‬
‫‪29،6‬‬ ‫‪0211‬‬ ‫ايران‬ ‫‪0‬‬
‫‪32،2‬‬ ‫‪903‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪3‬‬
‫‪09،2‬‬ ‫‪611‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪2‬‬
‫‪01،8‬‬ ‫‪299‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪2‬‬
‫‪2،6‬‬ ‫‪082‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪2‬‬
‫‪2،0‬‬ ‫‪099‬‬ ‫االردن‬ ‫‪6‬‬

‫المصدر‪ :‬جمهورية العراق ‪ ،‬مجلس الوزراء ‪ ،‬هيئة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركز لالحصاء ‪،‬‬
‫المجموعة االحصائية السنوية ‪ ،0882‬بغداد ‪ ،0882 ،‬ص‬

‫(‪ )1‬سيار الجميل ‪ ،‬الموقع الجغرافي للعراق وأهميتة االستراتيجية ‪ ،‬في كتاب العراق دراسات‬
‫في السياسة واالقتصاد ‪ ،‬ابو ظبي ‪ ،‬مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ‪، 3116 ،‬‬
‫ص ص ‪21-39‬‬

‫‪531‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫خريطة (‪ )0‬العراق الجغرافية‬

‫‪532‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫شهد العراق تحت الحكم الملكي ( ‪ ) 0829 -0830‬الكثير من ا حداث مثل‬


‫حصوله على استقالله الرسمي من الحكم البريطاني عام ‪ ، 0823‬وموت الملك‬
‫غازي في ظروف مشبوهة عام ‪ 0828‬وغزوة عسكرية للعراق من قبل الجيش‬
‫البريطاني في ايار عام ‪ . 0820‬ومساهمة العراق العسكرية في الحرب العربية‬
‫االسرائيلية عام ‪. 0829‬‬
‫وفي ‪ 0829 /9 /02‬وبانقالب عسكري ‪ ،‬اعلن عن نهاية النظام الملكي وبداية‬
‫الجمهورية العراقية ‪ ،‬وقد شهد العراق منذ عام ‪ 0869 -0829‬سلسلة من الثورات‬
‫العسكرية كاسلوب للتغير السياسي ‪ ،‬ولكل ثورة حدثاً مفصلياً في تاريخ العراق‬
‫الحديث ولكثير من التجارب والصراعات في فترة الثورة الزمني ‪.‬‬
‫وقد حدث انقالب تموز عام ‪ 0869‬ليستمر نظام الحكم الى ‪ 3112 /2 /8‬وهذا‬
‫تاريخ انهيار الدولة وتدمير العراق ‪.‬‬
‫وضمن الفترات الماضية هناك الكثير من االحداث الجغرافية والتاريخية‬
‫والسياسية ذات تأثير على الدولة العراقية ‪ ،‬نتناول من بينها ما ياتي ولن ندخل في كل‬
‫تفاصيلها ‪:‬‬
‫‪ -‬الزمت المشكلة الكردية في شمال العراق الحكومات العراقية المتعددة تشتد‬
‫حينا وتخف حيناً اخر تبعا الوضاع الحكومة وظروف العراق والمهتمين بها اقليميا‬
‫ودوليا ‪ ،‬حيث تسببت بنزاعات سياسية عسكرية بين الحكومات العراقية المركزية‬
‫وقيادات او احزاب كردية لسعيهم الى مستويات اعلى من الحكم الذاتي ‪ .‬وفي ‪2 /6‬‬
‫‪ 0892‬واثناء مؤتمر منظمة البلدان المصدرة للنفط ‪ )OPEC ( ،‬اتفق رئيس النظام‬
‫العراقي واإليراني على تسوية خالفاتهما القائمة ومنها امن الحدود ‪ ،‬مما ادى الى‬
‫انهاء الحركة الكردية ولجوء المرحوم المال مصطفى البرزاني ومن معه الى ايران ‪.‬‬
‫وبعد دخول القوات العراقية الكويت في ‪ 0881/9/3‬وانطالق قوات ما يسمى‬
‫بالتحالف في ‪ 0880 /0/09‬وتحت اسم ( عملية عاصفة الصحراء ) الخراج القوات‬
‫العراقي من الكويت ‪ ،‬ومن اليسير معرفة االحداث بعد ذلك ‪ ،‬واحتالل العراق في ‪8‬‬
‫‪ 3112 / 2 /‬والى االن ‪ ،‬حدثت متغيرات كثيرة كراد العراق على الخارطة‬
‫الجغرافية السياسية العراقية ‪ ،‬وكان االمر الراهن الذي دبر من قبل الواليات المتحدة‬

‫‪533‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫في خصوصية كردستان العراق او بداية التقسيم المدبر للعراق ‪ ،‬فضال عن انقسام‬
‫كردستان العراق الى قسمين ‪ ،‬احتفظ الحزب الديمقراطي الكردستاني ‪K DP‬بمجمل‬
‫محافظة دهوك مع معظم محافظة اربيل لذلك فان هذا الحزب يشغل القطاع الشمالي‬
‫الغربي من كردستان العراقية ويقيم حكومته في اربيل ‪ ،‬ويحتفظ حزب االتحاد‬
‫الوطني الكردستاني ‪ Puk‬بمجمل محافظة السليمانية مع جزء من محافظة كركوك ‪،‬‬
‫ويبقى الجهاز الحكومي لهذا الحزب في مدينة السليمانية ورغم االتحاد الموجود ‪،‬‬
‫هناك تنافس بين الحزبين ولنتذكر الحرب بينهما عام ‪. 0882‬‬
‫‪ -‬للعراق حدود دولية واضحة باتفاقيات نافذة المفعول وبما فرضه الواقع الدولي ‪،‬‬
‫ولن ندخل في التطور التاريخي والقانوني لها ‪ ،‬وكان المفروض ان ال ينشأ خالف‬
‫في شأنها ‪ ،‬اال ان مشاكل كثيرة نجمت عنها وظلت قائمة وخاصة مع ايران التي تمتد‬
‫حدودها مع العراق حوالي ‪ 0211‬كيلو متر ‪ ،‬ومن اوائل عهد العراق باالستقالل وال‬
‫سيما سنة ‪ 0823‬بل قبلها ومنذ تشكيل الحكومة العراقية عام ‪ 0830‬قامت بسلسة من‬
‫اعمال التجاوزات واعلنت عدم التزامها باتفاقيات الحدود بين البلدين وانكرت نفاذ‬
‫معاهدة ارضروم وبروتوكول سنة ‪ 0802‬ومحاضر جلسات لجنة ( قومسيون )‬
‫تحديد الحدود التركية الفارسية ‪. )0(0802 -0802‬‬
‫واصاب العراق ما اصاب من عدوان الفرس وحقدهم ‪ ،‬على سبيل المثال اقليم‬
‫عربستان الذي يعتبر امتداداً جغرافيا شرقيا لسهل العراق الرسوبي الجنوبي‬
‫وينحصر بين جبال زاجروس في الشرق وشط العرب وساحل الخليج العربي في‬
‫الغرب ‪ ،‬اغتصب من العرب بشكل نهائي عام ‪ 0832‬بعد اعتقال الشيخ خزعل في‬
‫طهران ‪ ،‬ويعرف االن بمقاطعة ( خوستان ) ويخضع لسيطرة الدولة االيرانية ‪،‬‬
‫ويعتبر جزء مغتصب من العراق و الوطن العربي(‪. )3‬‬
‫وهكذا شط العرب ‪ ،‬فمن الناحية الرسمية نجد معاهدة ‪ 0829‬التي اكدت االلتزام‬
‫ببروتوكول القسطنطينية ‪ ،‬قد وضعت الحل النهائي للمشكلة في منطقة شط العرب ‪،‬‬
‫حيث جاء فيها ‪ ،‬بان خط الحدود يتبع شط العرب على طول ضفته اليسرى ( من‬
‫جهة ايران ) سائرا مع مستوى الماء الواطئ باستثناء تنازل العراق اليران عن‬
‫منطقة تمتد لمسافة ‪ 6‬كيلو مترا في شط العرب تقع مقابل عبادان ‪ ،‬للجانب االيراني‬
‫حيث تتماشى الحدود فيها مع خط التالوك تلبية لرغبة الجانب االيراني ‪ ،‬لكن في‬
‫الواقع نجد ايران تلجا الى اثارتها من وقت خر(‪ . )2‬مثل اثارتها عند زيارة الملك‬
‫فيصل الى ايران برغبتها جعل خط الحدود بين البلدين في شط العرب على اساس‬

‫(‪ )1‬الجمهوريةةة العراقيةةة ‪ ،‬وزارة الخارجيةةة ‪ ،‬الحةة دود العراقيةةة االيرانيةةة ‪ ،‬بغةةداد ‪ ،‬دار الحريةةة‬
‫للطباعة ‪،0891 ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )2‬عبةةد الةةرزاق عبةةاس حسةةين ‪ ،‬الجغرافيةةة السياسةةية مةةع التركيةةز علةةى المفةةاهيم الجيوبلتيكيةةة ‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬مطبعة اسعد‪،0896،‬ص ص‪.306-303‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.022‬‬

‫‪534‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫خط التالوك ‪ ،‬اال انها جوبهت بالرفض من قبل ملك العراق(‪ . )0‬واعالنها في ‪2 / 08‬‬
‫‪ 0868 /‬بنهاية معاهدة الحدود لسنة ‪.)3(0829‬‬
‫ونشير الى اتفاق الجزائر في ‪ 0892 / 2 / 6‬بين العراق وايران الذي حدد‬
‫الحدود في شط العرب حسب خط التالوك والغائه من قبل العراق بتاريخ ‪/ 8 / 09‬‬
‫‪ 0891‬واالعتراف به في ‪0881 / 9 / 02‬‬
‫وهاتان الدولتان خاضتا حرباً استمرت ‪ 9‬اعوام من ‪ 0891‬الى ‪ 0899‬تاثرت بها‬
‫الدولتين سكاناً واقتصاداً وستظل تؤدي الى خلق مشاكل بينها ‪.‬‬
‫اما حدود العراق مع السعودية فقد سويت قضية منطقة الحياد عام ‪ 0892‬ووقع‬
‫اتفاقية اخرى عام ‪ ، 0890‬اضيف لها ملحقان عام ‪ ، 0893‬ووقع اتفاقية للحدود مع‬
‫االردن عام ‪. )2(0890‬‬
‫وال بد االن من االفصاح عنها وبيان تفاصيل ما حدد الن االخبار تنقل وتفسر التعديل‬
‫على حساب ارض العراق ‪.‬‬
‫وتكشف مناقشة الحدود رغم ايجازها ‪ ،‬ان الكويت التي قيل ان للعراق حق‬
‫فيها (‪ .)2‬ودخلتها القوات العراقية في ‪ ، 0881 / 9 / 3‬وهي اليوم دولة وعضواً في‬
‫الجامعة العربية واالمم المتحدة ‪ ،‬امتدت على حساب ارض ومياه العراق بعمل لجنة‬
‫ترسيم الحدود التي تشكلت بموجب قرار مجلس االمن رقم ‪ 699‬الصادر في‪ 2‬نيسان‬
‫‪.)2(0880‬‬
‫واصبح ملزماً على العراق تحريك خط الحدود لمصلحة الكويت مسافة ‪ 921‬متراً‬
‫تقريباً شمال صفوان وبامتداد ‪ 311‬كيلو مترا لتقتطع الكويت جزء كبير من ميناء ام‬
‫قصر المنفذ البحري الوحيد للعراق وضم ست ابار بترول تابعة لحقل الرميلة‬
‫العراقي للكويت (‪.)6‬‬
‫وتبقى هذه الحدود سبباً الثارة المشاكل بين البلدين ومن ثم تؤثر على تطور العالقة‬
‫بينهما ‪.‬‬

‫(‪ )1‬خالةد يحيةى العةزي ‪ ،‬مشةةكلة شةط العةرب فةي ظةةل المعاهةدات والقةانون ‪ ،‬بغةداد ‪ ،‬دار الرشةةيد‬
‫للنشر ‪، 0891 ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )2‬الجمهوريةةةة العراقيةةةةة ‪ ،‬وزارة الخارجيةةةةة ‪ ،‬الحةةةةدود العراقيةةةة االيرانيةةةةة ‪ ،‬مصةةةةدر سةةةةابق ‪،‬‬
‫ص‪.022‬‬
‫(‪ )3‬كريسةةةةتين موسةةةةى هليةةةةز ‪ ،‬العةةةةراق ‪ :‬الجنةةةةاح الشةةةةرقي العربةةةةي ‪ ،‬ترجمةةةةة مركةةةةز البحةةةةوث‬
‫والمعلومات ‪ ،‬بغداد ‪ ،0892 ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )4‬الجمهوريةةةةةة العراقيةةةةةة ‪ ،‬وزارة الخارجيةةةةةة ‪،‬حقيقةةةةةة الكويةةةةةت ‪ ،‬بغةةةةةداد ‪ ،‬مطبعةةةةةة الرابطةةةةةة‬
‫‪،0860،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )5‬خالد السرحاني ‪ ،‬ترسيم الحدود العراقية – الكويتية بعد أزمة الخليج الثانية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مجلة‬
‫السياسة الدولية العدد ‪ 000‬كانون الثاني ‪ ، 0882‬ص‪.320‬‬
‫(‪ )6‬منال لطفي ‪ ،‬عامان على اندالع حرب الخليج ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية العدد ‪000‬‬
‫كانون الثاني ‪ ، 0882‬ص‪.019‬‬

‫‪535‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫وينقل احد الباحثين ‪ ،‬ان المياه االقليمية بين كل من العراق والكويت وايران ‪ ،‬لم‬
‫يتم االنفاق عليها بعد (‪ .)0‬ولن ندخل في تفاصيلها لكنه امر يتكرر في اثارة مشاكل‬
‫الحدود العراقية ‪ ،‬وفقا لعالقات هذه الدول وتباين ارائها في ابعاد المياه االقليمية ‪،‬‬
‫لعدم وجود اتفاق دولي على وجهة نظر موحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬العراق السياسي تاريخيا هو وادي الرافدين ‪ ،‬مرتبط بوجودهما وروافدهما ‪،‬‬
‫وهما من انهار العالم الطويلة ‪ ،‬شاركت العراق بهما دول اخرى ‪ ،‬فكال النهرين‬
‫ينبعان من جبال شرق تركيا ثم يمران جنوبا وشرقا عبر سوريا قبل دخولها‬
‫العراق ‪ ،‬وال يلبثا ان يتحدا في نهاية المطاف مكونين شط العرب ‪ ،‬واصبحت‬
‫مصادر مياه انهار العراق باستثناء نهر العظيم تقع خارج العراق ‪ .‬مرتبطة‬
‫باحواض االنهار التي تقع في تركيا وسوريا وايران ‪.‬‬
‫وفيما يخص تركيا التي تتحكم في عبور مياه نهري دجلة والفرات الى سوريا‬
‫والعراق من خالل مشروع الكاب ( ‪ ) GAP‬ووفق متطلباتها ‪ ،‬وليس وفقا الحكام‬
‫القانون الدولي المنظمة للمياه الدولية وعالقات حسن الجوار ‪ ،‬الن تركيا تعتبر‬
‫النهرين ال يخضعان لمفهوم النهر الدولي وانهما يشكالن ثروة قومية تخص تركيا‬
‫وحدها ‪ ،‬لذلك اعلن الرئيس التركي السابق ديميريل انه (( ليس للعراق وسوريا أي‬
‫حق في المياه التي تنبع من تركيا ‪ ،‬كما اننا ليس لنا الحق في النفط الذي لديهم))(‪. )3‬‬
‫ان االجراءات االنفرادية التركية في ضخ المياه كيفما تريد ووقتما تريد وكأنها‬
‫الوحيدة التي تملك خطط للتنمية المائية والزراعية ‪ ،‬يزيد مشكالت االدارة والتوزيع‬
‫ويدفع سوريا الى تخفيف االضرار الالحقة بها بسبب انخفاض مستوى المياه الى‬
‫تنفيذ مشاريع على نهر الفرات خاصة النه يعد المورد الرئيسي للمياه في سوريا ‪،‬‬
‫مثل مشروع سد الفرات وسد البعث ‪.‬‬
‫وهذا ال بد ان يترك اضرارا واضحة على مقدار حصة العراق وعلى مدى‬
‫السنوات تبعا لموقعه الجغرافي كدولة مصب ‪.‬‬
‫واصبحت ايران فاعل بالمياه العراقية من خالل العديد من االنهر الحدودية مثل‬
‫نهر الزاب الكبير والصغير ونهر ديالى وهذه تصب في نهر دجلة ‪ ،‬ونهرالطيب‬
‫ودويريج والسويب( الكرخة ) فتصب في هور الحويزة ‪ ،‬والدجيل ( الكارون ) الذي‬
‫يصب في شط العرب ‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 0828‬وباالتفاق مع مؤسسة التنمية والموارد االمريكية خطط‬
‫القامة ‪ 02‬سد ‪ ،‬سبع منها على نهر الدجيل ‪ ،‬وثالثة على نهر السويب واثنان على‬

‫(‪ )1‬جنان جميل سكر ‪ ،‬تحديد المجاالت البحرية للدول الساحلية في الخليح العربي ‪ ،‬جامعة بغداد‬
‫‪ ،0891 ،‬ص‪.262‬‬
‫(‪ )2‬حسن بكةر احمةد ‪ ،‬العالقةات العربيةة – التركيةة بةين الحاضةر والمسةتقبل ‪ ،‬ابةو ظبةي ‪ ،‬مركةز‬
‫االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ‪ ،3111،‬ص‪.22‬‬

‫‪536‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫نهر دز وواحد على كل من نهر الجراحي وهنديان لتخزين حوالي ‪ 22‬مليار متر‬
‫مكعب من المياه سنويا وانتاج حوالي ‪ 6،6‬مليون كيلو واط من الكهرباء (‪.)0‬‬
‫وهناك غيرها من المشاريع المائية في احواض االنهار وعلى االنهار الحدودية‬
‫المشتركة مع العراق ‪ ،‬وما تنفرد به ايران دون استشارة العراق ‪ ،‬مما ينعكس سلباً‬
‫على الموارد المتناقصة لنهري دجلة والفرات وتغذية التوترات االقليمية بين البلدين‬
‫ولن نضع بين يدي القارئ شرحاً وافيا لظواهر دولية واضحة المعالم في احداث‬
‫تاريخ العراق ولعل التي ذكرت اهمها في ذلك ونذهب الى ما يتصل بالمتغيرات‬
‫ترتيباً واستكمال شرح جوانبها بما ياتي‬
‫ثالثا ‪ :‬انهيار الدولة العراقية‬
‫ربما يكون من الصعب الحديث عن انهيار الدولة العراقية من دون االشارة الى ما‬
‫جرى في العراق وال سيما الحرب العراقية االيرانية ‪ ، 0899 -0891‬وما عرف‬
‫عن ‪ 0881 / 9 / 3‬بدخول العراق الى الكويت وما بعدها ‪.‬‬
‫وليس من اليسير معرفة تفاصيل ما حدث على وجه الدقة اال اننا نبدأ القول ‪ ،‬أن‬
‫الشعبين العراقي وااليراني ال رأي لهم وال مصلحة فيها ‪ ،‬وفيما يخص العراق ‪،‬‬
‫قلبت هذه الحرب المجتمع العراقي رأسا على عقب ‪ ،‬حيث اصبح العراق نتيجة لهذه‬
‫الحرب دولة مدينة وبمبالغ هائلة من الدوالرات وصلت الى ‪ 061‬مليار دوالر‬
‫وبعض المصادر ترفعها الى ‪ 311‬مليار دوالر بعد ان كان االقتصاد العراقي يعيش‬
‫حالة انتعاش لم يسبق لها مثيل ‪ ،‬وصل فيها الفائض النقدي في الميزانية العراقية الى‬
‫اكثر من ‪ 22‬مليار دوالر ‪ .‬ومن ناحية اخرى لم تسلم عائلة عراقية من اثارها حيث‬
‫كانت المحصله النهائية ‪ 321‬الف شهيد وحوالي ‪ 921‬الف معوق او جريح ‪ ،‬اما ما‬
‫خلفته على البنية التحتية للدولة والمجتمع واالقتصاد العراقيين ‪ ،‬فكانت وال تزال اكبر‬
‫من ان تحسب او تعاد الى حالتها الطبيعية(‪. )3‬‬
‫وبالرغم مما لحق بالعراق من اضرار اجتماعية واقتصادية وسياسية وعسكرية‬
‫اثره السلبي في قوة الدولة العراقية ‪ ،‬عبرت القوات العراقية الحدود العراقية –‬
‫الكويتية في ‪ 0881 / 9 / 3‬واحتلتها بالكامل في هذا اليوم وبعد ذلك اعلنت على انها‬
‫المحافظة التاسعة عشرة من العراق ‪ ،‬وما عرف بعد ذلك يغني عن اطالة وصف ما‬
‫حدث ‪ ،‬لكن مهما كانت االسباب المعلنة وغير المعلنة والتخمينات والتحليالت‬
‫والمقاييس التاريخية وغموض االحداث ‪ ،‬في دخول العراق الى الكويت واحتالله ‪،‬‬
‫فهو الذي جلب ما حدث ويحدث من مظالم على اهل العراق وغيرهم اليوم ‪ ،‬وادخل‬
‫البلد في مخطط لم ينتهي بتحرير الكويت في يوم ‪ 0880 / 3 / 39‬بعملية سميت‬
‫عاصفة الصحراء وبقوات سميت قوات التحالف وقيادة امريكية ‪ ،‬حيث كان هناك‬
‫عقوبات صدرت تحت اسم االمم المتحدة (‪ ) SCR 660‬في اب – ‪ 0880‬بلغت حد‬

‫(‪ )1‬ابراهيم شريف ‪ ،‬الشخصية الجغرافية اليران ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مركز البحوث والمعلومات ‪ ،‬سنة ــــ‬
‫‪،‬ص ص ‪.20 -28‬‬
‫(‪ )2‬سعد ناجي جواد ‪ ،‬الوضع العراقي عشية الحرب ‪ ،‬في كتاب احتالل العراق وتداعياته عربيا ً‬
‫واقليميا ً ودوليا ً ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ، 3112 ،‬ص ص ‪.302 -302‬‬

‫‪537‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫الحضر العام على كل الواردات والصادرات العراقية وسمح باستيراد الغذاء واشياء‬
‫ذات احتياج مدني جوهري وتحميله جميع االضرار التي لحقت بالكويت وان يقبل‬
‫دون شروط تدمير او ازالة او ابطال التأثير المؤذي لكل عناصر برامج أسلحته‬
‫الكيميائية او البيولوجية تحت اشراف دولي ‪........‬الخ ‪.‬‬
‫وينقل لنا الباحثين ‪ ،‬ان العراق لديه برنامج لهذه االسلحة خالل الفترة ‪-0899‬‬
‫‪ 0881‬وانتج ا نثراكس وتوكسين البوتالين ‪ ،‬كما انتج ايضا مادة افالتوكسين ‪،‬‬
‫وتولى تسليح هذه العوامل في العام ‪ ، 0881‬غير انه لم يستخدمها قتالياً مطلقاً وتم‬
‫تدميرها بالكامل صيف العام ‪ 0880‬تدمير احادي الجانب ‪ ،‬ولم يعاود العراق البحث‬
‫في هذه المواد او تطويرها او انتاجها بعدئذ ابداً كما لم يتوصل المفتشون الى اكتشاف‬
‫أي خزين من هذه العوامل في العراق لسبب واضح هو عدم وجودها بتاتاً ‪ ،‬ولم يتم‬
‫العثور على أي برنامج بحثي او انتاجي في العراق لهذه االسلحة (‪.)0‬‬
‫اما البرنامج النووي العراقي الذي لم يةتمكن مةن انتةاج سةالح نةووي ‪ ،‬فلةم يكتةب لةه‬
‫االستمرار بسبب اشتعال حرب عاصةفة الصةحراء عةام ‪ 0880‬واصةابه الةدمار اثنةاء‬
‫الحرب ‪ ،‬فضال عن اوامر عراقية في تموز ‪ 0880‬بتدمير جميع االسلحة المحضورة‬
‫ومنظومات انتاجها(‪.)3‬‬
‫لذلك قال ديفيد كي رئيس فريق المسح االمريكي للبحث عن اسلحة الدمار الشامل‬
‫العراقية والذي عمل مع فريق من ‪ 0211‬خبير لفترة تتجاوز ثمانية أشهر منذ احتالل‬
‫العراق (( ان المعلومات أالستخبارية االمريكية عن قدرات العراق في هذا المجال‬
‫كانت جميعها خاطئة ))(‪. )2‬‬
‫ومن المهم جداُ ان نعرف ان سلوك قوات التحالف بقيادة الواليات المتحدة‬
‫وبريطانيا بعد تحرير الكويت في ‪ 0880 / 3 / 39‬ليس اخراج العراق من الكويت‬
‫فقط ‪ ،‬فتحرير الكويت هو غرض وليس غاية في حد ذاته ‪ ،‬باتباع الخداع‬
‫االستراتيجي بالتركيز على هدف ثانوي واعالنه ‪ ،‬واالندفاع بعد ذلك الى الهدف‬
‫الحقيقي او االهداف الحقيقية ‪ ،‬أي تظلل العالم وهي تعد لغزو العراق والسيطرة على‬
‫موارد الطاقة وغير ذ لك من االهداف مثل نزع االستقرار من سوريا وتهديد ايران‬
‫واحتواء الصين (‪.)2‬‬
‫من الصعب تحديد اثار ما وقع على العراق خالل االعوام الثالث عشر الماضية‬
‫‪ ، 3112 – 0881‬لما شهده من حرب وحصار ودفع تعويضات ‪ .‬وازالة ما ادعى‬
‫بأسلحة الدمار الشامل ومناطق حضر الطيران ‪ ،‬وما لحق به من اضرار اخرى ‪ ،‬فال‬

‫(‪ )1‬جعفر ضياء جعفر ونعمان سعد الدين النعيمي ‪ ،‬أ سلحة الدمار الشامل ‪ :‬االتهامات والحقائق‬
‫‪ ،‬في كتاب احتالل العراق وتداعياته عربيا ً و اقلبمبا ً و دوليا ً ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.098 – 099‬‬
‫(‪ )3‬جعفر ضياء جعفر ونعمان سعد الدين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.093‬‬
‫(‪ )4‬عمرو ثابت ‪ ،‬الواليات المتحدة االمريكية وسياستها تجاه العراق ‪ :‬الوسائل واالهداف ‪ ،‬في‬
‫كتاب العراق دراسات في السياسة واالقتصاد ‪ ،‬مصدر سابق ‪.22 – 23 ،‬‬

‫‪538‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫بد ان تتاثر الدولة به وكانت نتائجها المأساوية باحتالل العراق في ‪3112 / 2 / 31‬‬
‫‪ ،‬ونقتصر البحث فيه على ما ياتي ‪:‬‬
‫االحتالل االمريكي للعراق‬
‫يقول باحث ان فكرة االحتالل االمريكي للعراق تعود الى فترة بعيدة نسبيا أي‬
‫قبل احتالل العراق للكويت في اب ‪ 0881 /‬وكما ياتي (( موضوع وفكرة احتالل‬
‫العراق كانا سابقين على موضوع اسلحة الدمار الشامل ‪ ،‬وسابقين على حرب ‪0880‬‬
‫‪ ،‬بل سابقين حتى على غزو الكويت في اب ‪ /‬اغسطس ‪. )0()) 0881‬‬
‫أي ان العراق كان مرتكزاً اساسيا في سياستها منذ عقود سابقة ‪ ،‬وكشفت العديد‬
‫من الدراسات التحليلية عن االهتمام االمريكي بالعراق يرتبط بالبترول ومنع العراق‬
‫من أن يتحول الى خطر على حلفائها االستراتيجيين مثل إسرائيل والسعودية وباقي‬
‫دول الخليج ‪ ،‬ومهما كانت التخمينات واالسباب التي دفعت امريكا لشن الحرب على‬
‫العراق ‪ ،‬فقد حدث االحتالل وهو ما سماه الرئيس االمريكي بوش ( تحرير‬
‫العراقيين) ليظفي عليه طابعا ايجابياً ‪.‬‬
‫لقد دمرت الدولة بالحرب واعمال العنف التي رافقتها وتبعتها بتجاوزات خطيرة‬
‫على حقوق وممتلكات الشعب العراقي لسوء ادارة االحتالل التي تميز بها في العراق‬
‫‪ ،‬ثم كان اعادة بناء الدولة وفق استراتيجية امريكية مثل ‪ :‬مجلس الحكم وتدوين‬
‫الدستور ونظام االنتخابات العامة ‪ .‬واختيار وتدريب قوات ا من العراقية واسلوب‬
‫الوجود العسكرية االمريكي الثقيل وغيرها ‪.‬‬
‫وكلها ذات اثر سلبي في ادارة البالد وبناء الدولة ويمكن ان نلتمس ذلك في مضامين‬
‫ما ياتي ‪:‬‬
‫رابعا ‪ :‬اعادة بناء الدولة العراقية‬
‫لقد ازدادت الكتابات المعاصرة عن احداث العراق وبناء الدولة وتباينت تفاصيلها‬
‫‪ ،‬وفيها خلط عام يعكس علوما مختلفة ‪ ،‬فكان لزاماً علينا تقصي ظواهر وضعت او‬
‫ظهرت تسمياتها في بناء الدولة وفق علم الجغرافية السياسية وتكشف متابعة‬
‫الموضوع عن ذلك وكما ياتي ‪:‬‬
‫‪ -‬القومية العربية في الدولة العراقية ‪ ،‬هي االكثرية ونواة الدولة ‪ ،‬فضال عن اقليات‬
‫قومية اخرى مثل ‪ :‬القومية ‪ :‬الكردية ‪ ،‬التركمانية ‪ ،‬السريانية ‪ ،‬االرمنية وغيرها‬
‫تعمقت هذه االقليات في اعادة بناء الدولة العراقية بالعمل السياسي القائم على الهوية‬
‫القومية وليس الوطنية ‪ ،‬وتتركز نزاعاتها االن على قضايا مثل ‪ :‬توزيع السلطة‬
‫وطرق الوصول اليها وتامينها وتوزيع الموارد وتحديد االراضي الخاصة بها ‪،‬‬
‫وتستخدم شتى االساليب في التصارع حول ذلك ‪.‬‬
‫ولعل ابرز هذه القوميات ‪ :‬الكردية في االقليم الكردي المستقل ( ارض وشعب‬
‫ولغة وتاريخ وعلم وقوات عسكرية وعالقات وتحالفات دولية وإقليمية ) كأمر واقع‬
‫في االرض العراقية ومطالبة القيادات الكردية بمدينة كركوك كجزء من كردستان ‪.‬‬

‫(‪ )1‬خير الدين حسيب ‪ ،‬المشاهد المستقبلية المحتملة في العراق ‪ ،‬في كتاب في كتاب احتالل‬
‫العراق وتداعياته عربيا ً واقليميا ً ودوليا ً ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.863‬‬

‫‪539‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫‪ -‬ما موجود في العراق من اديان ‪ ،‬مثل الدين االسالمي والنصارى واليزيدية‬


‫والصابئه واخرى غيرها ‪ ،‬ومذاهب خاصة االسالمية ‪ ،‬حالة طبيعية في العراق‬
‫ويمكن ان تأخذ دوراً مشتركاً في بناء الدولة ‪ ،‬لكن المشكلة انها ادخلت في المشروع‬
‫السياسي للدولة العراقية ‪ ،‬بل في المجتمع العراقي ويمكن مالحظة ذلك بوضوح في‬
‫قيادات السلطة ومؤسسات الحكم واالحزاب وحتى في مناهج التربية والتعليم وغيرها‬
‫السباب سياسية والعمل على رسوخها في الدولة والمجتمع العراقي مثيرة للمشاكل‬
‫وفقا لنموذج معين يتوافق مع المصالح االمريكية في العراق ‪.‬‬
‫‪ -‬يقول احد الباحثين ‪ ،‬ان االخذ بالنظام الفدرالي في دولة موحدة تتخبط في‬
‫منازعات داخلية ‪ ،‬ال يمكن ان يكون اال توطئة لالنفصال او تحريضاً عليه ‪ ،‬فهو‬
‫خطة لتحقيق فرز بشري يسفرعن قيام كيانات طائفية او عرقية منعزلة ومتباعدة (‪.)0‬‬
‫والفدرالية ‪ ،‬روجت لها الواليات المتحدة منذ وقوع االحتالل على العراق ‪ ،‬وثبتت‬
‫في نظام الحكم بالعراق على الصعيد التأسيسي وعلى غرار بعض الدول االتحادية‬
‫المعروفة رغم احداث العراق والعنف المتصاعد وانقسامه عرقياً ومذهبياً وما‬
‫يتعارض مع اقامة هذا النموذج ‪ ،‬لذا تصبح الفدرالية في العراق مقدمة لتفتيت العراق‬
‫ونشر الفوضى فيه او نموذجاً ضعيفاً هشاً لدولة غير قابلة على االستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬مثلما هناك مادة في الدستور لتقاسم السلطة في العراق ‪ ،‬هناك مادة لتوزيع‬
‫الثروات بين الحكومة االتحادية واالقاليم ‪ ،‬ورغم ان البعض يبرر تقسيم الثروة هذا ‪،‬‬
‫لكنه امر ليس صحيحاً ‪ ،‬فاالقاليم معبرة عن قوى سياسية عرقياً او دينياً او طائفياً ‪،‬‬
‫حيث ستساهم وبالتنازع على الحصص الى مزيد من التفكك ‪ ،‬وهذا ما يؤكده اقليم‬
‫كردستان رغم الحصول على المستحقات من ميزانية الحكومة االتحادية اال انه‬
‫يطالب بالزيادة واخذ حق التفاوض والتعاقد على حقول نفطية واقعة في كردستان‬
‫العراق ‪.‬‬
‫وقد تاتي مطالب الالمركزية في البصرة ( اقليم الجنوب ) بوضعا ُ تساومياً اخر‬
‫مع الحكومة االتحادية بحجة تنمية االقليم واقليمية النفط وغيره ‪.‬‬
‫‪ -‬تجربة االنتخابات التي حدثت في العراق اسفرت على بروز كتل قوية واخرى من‬
‫االفراد واالحزاب الصغيرة ولعل هذه الكتل فيها مجموعات مسلحة ولسنوات قادمة‬
‫هي التي تغذي االنتخابات ورسم مالمح الدولة ‪ ،‬وتنشيط محركات النزاع بين الناس‬
‫‪ ،‬فهي تشكل خطراً امنياً حقيقا ً واضعاف الحكومة في بناء الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماداً على الحد س المبني على االحداث ‪ ،‬ان معظم التحليالت العسكرية العراقية‬
‫عن جيش قوي في بناء الدولة العراقية ‪ ،‬ذا طبيعة نظرية مبنية اساساً على تصورات‬
‫ومعلومات اولية تبين انها مبالغ فيها في المنظور االستراتيجي ‪ ،‬حيث ان استراتيجية‬
‫القوات المسلحة العراقية هي فرق مشاه بقدرات بسيطة ‪ ،‬قابلة للتفكك وغير مستعدة‬
‫للدفاع عن البالد ‪ ،‬وخاضعة هيكلياً لقوات الواليات المتحدة وحقيقة عملياتها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عصةةام سةةليمان ‪ ،‬الفدراليةةةة والمجتمعةةات التعدديةةةة ولبنةةان ‪ ،‬بيةةةروت ‪ ،‬دار العلةةم للماليةةةين ‪،‬‬
‫‪ ، 0880‬ص‪.02‬‬

‫‪540‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫‪ -‬على الرغم مما يقال عن انسحاب القوات االمريكية من العراق في فترة ما ‪ ،‬وما‬
‫تؤول اليه االتفاقية المشتركة ‪ ،‬فان قواعد التحليل المنطقي ‪ ،‬تشير الى ان العراق‬
‫اصبح مرتكزاً لها ‪ ،‬وايجاد وضع جديد للقوات االمريكية لعقود قادمة ‪ ،‬وهذا ما‬
‫استدعى رسم استراتيجيات ‪ ،‬منها ‪ ،‬مالذات امنه وعازلة للقوات االمريكية ‪ ،‬اي‬
‫اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق مثل قاعدة الطليل الجوية ‪ ،‬بالقرب من‬
‫الناصرية ‪ ،‬وقاعدة اتشى ‪0‬في منطقة الرطبة وقاعدة باستور في الشمال واخرى‬
‫قرب بغداد (‪ .)0‬وغيرها ‪ ،‬وهو اوضح تعبير عن اتجاهات السياسية االمريكية بشأن‬
‫الوجود العسكري في العراق ‪.‬‬
‫تضاف الى ذلك مشاكل الحدود واالنهار التي وردت انفاً‬
‫هذا تقريباً ما يهمنا التركيز عليه في هذه الدراسة ‪ ،‬وهناك جوانب اخرى جديرة‬
‫بالمالحظة ذات طبيعة سلبية في بناء الدولة العراقية وفقا الختصاص الباحث‬
‫يبقى ان نتسائل من منظور مكمل هل هناك خيارات ذات طبيعة ايجابية في بناء‬
‫الدولة العراقية جديرة بالذكر ؟‬
‫الجواب‬
‫في البداية هناك اتجاهات اساسية يجب ان تؤخذ بعين االعتبار في عمليات اعادة بناء‬
‫الدولة العراقية وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬اعادة النظر في مفهوم الحكم االن ‪ ،‬أي ينظم على اساس حكومة مركزية وادارات‬
‫في المحافظات ‪ ،‬وكل امور السياسة العليا والدنيا في يد الحكومة المركزية التي‬
‫تصدر تعليمات لالدارات المحلية لتنفيذ ما تمليه االولى على الثانية والهدف هنا ايجاد‬
‫نظام قادر على االداره بالهيئات الحكومية ال تعلو سلطة قرار فوق سلطتها ويتساوى‬
‫الناس من الناحية القانونية‬
‫‪ -‬ان اعمال العنف الشديدة في العراق خلقت حالة عدم استقرار واضحة ‪ ،‬ولكنها في‬
‫الوقت ذاته لم تفت في عضد الوحدة الوطنية بين الطوائف واالعراق ‪ ،‬أي لم تستطع‬
‫جر العراق الى حرب طائفية او عرقية ‪ ،‬وهذا مؤشر طيب حتى االن ‪ ،‬لذا يجب ان‬
‫تنتهي في اطار مفهوم بناء الدولة العراقية ‪ ،‬ويبقى الوالء للوطن هو االساس ‪.‬‬
‫‪ -‬ان غالبية سكان العراق ال تزال تعاني الفقر والمرض والبطالة المتفشية ودرجات‬
‫مختلفة من عدم العدالة االجتماعية ‪ ،‬وهي بحد ذاتها عوامل ومسببات ستؤول ( ان لم‬
‫تعالج بسرعة كافية ) الى تفريغ الجرائم المتنوعة ‪ ،‬كما يمكنها ان تدفع بالضرورة‬
‫الى االنتماء الى الجماعات االرهابية ‪.‬‬
‫‪ -‬ان الصدع الكائن بين القيادات الكردية والحكومة العراقية االتحادية ال بد ان يزداد‬
‫عمقا واتساعا خالل السنين القادمة مع ازدياد مطالب االكراد بحكم ذاتي تام ‪ ،‬او حتى‬
‫مطالبتهم باستقالل كامل في نهاية االمر ‪ ،‬من هنا وبناءاً على معطيات الوضع القائم‬
‫‪ ،‬تبدو فرص تهديد وحدة العراق كبيرة ‪ ،‬لذا على الدولة العراقية ابقائهم داخل الدولة‬

‫(‪ )1‬التقرير االستراتيجي العربي ‪ ، 3112 – 3112‬االزمة العراقية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬موسسة االهرام‬
‫‪ ، 3112 ،‬ص‪.89‬‬

‫‪541‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫بأي ثمن ‪ ،‬وعدم السماح بظهور أي قيادة كردية تطالب بحق تقرير المصير ‪ ،‬او باي‬
‫عملية تهدف الى بناء دولة كردية في العراق ‪.‬‬
‫‪ -‬ا ن الواليات المتحدة حلت وسرحت الجيش العراقي القديم مع ابطاء عملية بناء‬
‫جيش جديد وتقيده وجعله عاجزاً عن النهوض بمسؤليات االمن والدفاع عن االراضي‬
‫العراقية لكن ال بد من انشاء قوات مسلحة عراقية متكاملة غير مسيسة مبنية على‬
‫مبدأ االحتراف العسكري والوالء للوطن‬
‫‪ -‬فيما يخص النفط العراقي ‪ ،‬للواليات المتحدة نوايا سلبية فيه رغم محاولتها اقناع‬
‫الشعب العراقي بغير ذلك ‪ ،‬ومع ذلك يجب ان يكون هناك تحرك عراقي يضع‬
‫العراقيين بقوة اكبر في مكان القيادة فيما يتعلق باتخاذ القرار حول صناعة النفط بما‬
‫فيها مستويات االنتاج والتصدير والتصرف في ريع الصادرات ‪ ،‬وخصخصة قطاع‬
‫النفط العراقي‬
‫‪ -‬من الصعب اجراء فصل للعالقات الدولية االقليمية ( الدولة المجاوره ) نظراً الى‬
‫حيوية هذه العالقات ‪ ،‬ومن منظور تطبيقي ‪ .‬اشرنا الى خالفات الحدود والمياه بين‬
‫العراق ودول مجاورة عربية ومسلمه لذا ال بد من آليه وطنية عراقية تعيد رسم‬
‫الحدود والسياسات العادلة لتوزيع الثروة المائية ‪ ،‬على اساس عالقات سالم ومصالح‬
‫متبادلة ‪.‬‬
‫‪ -‬من الصعب تصور حكومة عراقية مستقلة تملك فعليا سياسة داخلية وخارجية‬
‫واضحة ومؤثرة ومستقلة في وجود قوات االحتالل االمريكي والبريطاني للعراق‬
‫وان اصبح و جودها تحت مسمى القوات المتعددة الجنسيات او على اسس اتفاقيات‬
‫ظاغطة على العراق في المرحلة المقبلة ‪ ،‬هذه هي المشكلة ‪ ،‬ولكن اين الحل ؟ ‪.‬‬
‫ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك ‪ ،‬ولكن نذكر قول هللا تعالى في محكم كتابه‬
‫العزيز ( يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال )(‪ . )0‬بشتى الطرق والوسائل‬
‫وبكل ما من شانه ان يحرر العراق منهم ‪ .‬وهلل من وراء القصد‬

‫خاتمة البحث‬
‫يمكن ان نتبين من اعادة بناء الدولة في العراق ظواهر المشتق من تعابير‬
‫سياسية وخالفها في واقع العراق وامنه الوطني وهذا تقييم يتفق حوله االن الكثير من‬
‫العراقيين ‪ ،‬استناداً الى الحقائق السائدة والمرصودة ‪،‬ومنها ‪ :‬ان الواليات المتحدة ال‬
‫تزال قوة احتالل الجل غير محدد ‪ ،‬رغم خطط التحول االمريكي في العراق ‪ ،‬وما‬
‫تقوله لعدم وجود مصداقية لديها كما هو معروف وله دالئله ‪ ،‬ولن تكون الحكومة‬
‫العراقية قادرة على تشكيل قوة ذات كفاءة لبسط سيطرتها الكاملة على البالد ‪ ،‬وقد‬
‫تفقد سيطرتها على مناطق منها ببقاء االكراد في معاقلهم شمال العراق ‪ ،‬وصيغ‬
‫تقاسم ثروات العراق وموارده الطبيعية ‪ ،‬ومما يزيد من ذلك يستمد من اختالف‬
‫االحزاب وخالفاتها والذي من شأنه ان يؤدي الى عدم االستقرار وتدهور االمن في‬
‫البالد ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة االنفال ‪ :‬االية ‪.62‬‬

‫‪542‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫وهناك مسألة ذات اهمية بالغة ‪ ،‬وهي تغير عائدات النفط وتصورات عدة لبناء‬
‫عراق جديد ‪ ،‬سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ‪ ،‬وهذه تشمل على نفقات وتحديات متباينة‬
‫ودور المصالح االجنبية وفق مخططات مسبقة ‪ ،‬فمن الصعب التصور انها ستكون‬
‫كافية لتمويل ذلك ‪ ،‬مما يضاعف سوء االوضاع لسكان العراق ‪.‬‬
‫ويبقى المحيط االقليمي للعراق جزء من المشكلة في اعادة بناء الدولة لعديد من‬
‫المسببات والظروف ودرجات مختلفة من التأثير تعتمد على تنوع طبيعة الظروف‬
‫االقليمية والمصالح الدولية وفقا لخصائصهم‬
‫ومع ذلك يبقى ا مل في ان يتغير هذا الى عراق جديد وطني في سماته االصلية‬
‫يتمتع شعبه بحقوق وحريات االنسان االساسية‬

‫وهللا ولي التوفيق‬

‫المصادر‬

‫‪ -0‬القران الكريم ‪ ،‬سورة االنفال ‪62 ،‬‬


‫‪ -3‬ابن حوقل ‪( ،‬أبي القاسم بن حوقل النصسبي ) بيروت ‪ ،‬مكتبة الحياة ‪ /‬سنة ـــــ ‪.‬‬
‫‪ -2‬احـمد ‪ ،‬حسن بكر ‪ ،‬العالقات العربية بين الحاضر والمستقبل ‪ ،‬ابو ظبي ‪ ،‬مركز‬
‫االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ‪. 3111 ،‬‬
‫‪ -2‬باقر‪ ،‬طه ‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار‬
‫الشؤون الثقافية العامة ‪08964 ،‬‬

‫‪543‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫‪ -2‬البغدادي ‪،‬الشيخ االمام شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الحموي‬
‫الرومي ت ‪636‬هـ ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬س‪ -‬ف ج‪ ،6‬بيروت‪ ،‬داراحياء‬
‫الترات العربي ‪.0886 ،‬‬
‫‪ -6‬التعداد ‪ ،‬العام للسكان في العراق عام ‪.0899‬‬
‫‪ -9‬التقرير ‪،‬االستراتيجي العربي ‪ ، 3112 – 3112‬االزمة العراقية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫موسسة االهرام ‪. 3112 ،‬‬
‫‪ -9‬ثابت ‪ ،‬عمرو ‪ ،‬الواليات المتحدة االمريكية وسياستها تجاه العراق ‪ :‬الوسائل‬
‫واالهداف ‪ ،‬في كتاب العراق دراسات في السياسة واالقتصاد ‪ ،‬ابو ظبي ‪ ،‬مركز‬
‫االمارات للبحوث والدراسات االستراتيجية ‪. 3116 ،‬‬
‫‪ -8‬جعفر ‪ ،‬ضياء ‪ ،‬جعفر ونعمان سعد الدين النعيمي ‪ ،‬أسلحة الدمار الشامل ‪:‬‬
‫االتهامات والحقائق ‪ ،‬في كتاب احتالل العراق وتداعياته عربياً و اقلبمباً و دولياً ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪. 3112 ،‬‬
‫‪ – 01‬جمهورية ‪ ،‬العراق مجلس الوزراء ‪ ،‬هيئة التخطيط ‪ ،‬الجهاز المركزي‬
‫لالحصاء ‪ ،‬المجموعة االحصائية السنوية ‪ ، 0882‬بغداد ‪08824 ،‬‬
‫‪ -00‬الجمهورية ‪،‬العراقية ‪ ،‬وزارة الخارجية ‪ ،‬الحدود العراقية االيرانية ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫دار الحرية للطباعة ‪.0891 ،‬‬
‫‪ -03‬الجميل ‪ ،‬سيار ‪ ،‬الموقع الجغرافي للعراق وأهميتة االستراتيجية ‪ ،‬في كتاب‬
‫العراق دراسات في السياسة واالقتصاد ‪ ،‬ابو ظبي ‪ ،‬مركز االمارات للدراسات‬
‫والبحوث االستراتيجية ‪.3116 ،‬‬
‫‪ -02‬جواد ‪ ،‬سعد ناجي ‪ ،‬الوضع العراقي عشية الحرب ‪ ،‬في كتاب احتالل العراق‬
‫وتداعياته عربياً واقليمياً ودولياً ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪.3112 ،‬‬
‫‪ -02‬حسيب ‪ ،‬خير الدين ‪ ،‬المشاهد المستقبلية المحتملة في العراق ‪ ،‬في كتاب‬
‫احتالل العراق وتداعياته عربياً واقليمياً ودولياً ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية ‪.3112 ،‬‬
‫‪ -02‬حسين ‪ ،‬عبد الرزاق ‪ ،‬الجغرافية السياسية مع التركيز على المفاهيم‬
‫الجيوبلتيكية ‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة اسعد ‪08964،‬‬
‫‪ -06‬الخلف ‪ ،‬جاسم محمد ‪ ،‬جغرافية العراق ‪ ،‬القاهره ‪ ،‬دار المعرفه ‪.0862 ،‬‬
‫‪ -09‬الديب ‪ ،‬محمد محمود ابراهيم ‪ ، ،‬الجغرافيا السياسية منظور معاصر ‪،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مكتبة ا نجلو المصرية ‪31124،‬‬
‫‪ -09‬السرحاني ‪،‬خالد ‪ ،‬ترسيم الحدود العراقية – الكويتية بعد أزمة الخليج الثانية ‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية العدد ‪ 000‬كانون الثاني ‪.0882‬‬
‫‪ -08‬سكر ‪ ،‬جنان جميل ‪ ،‬تحديد المجاالت البحرية للدول الساحلية في الخليح العربي‬
‫‪ ،‬جامعة بغداد ‪08914 ،‬‬
‫‪ -31‬سليمان ‪ ،‬عصام ‪ ،‬الفدرالية والمجتمعات التعددية ولبنان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليين ‪. 0880 ،‬‬

‫‪544‬‬
‫مجلة ديالى ‪/‬‬ ‫العدد الثالث و االربعون‬
‫‪2010‬‬

‫‪ -30‬سوسه ‪ ،‬احمد ‪ ،‬حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين ‪ ،‬بغداد ‪،‬دار‬
‫الرشيد للنشر ‪.0891 ،‬‬
‫‪ -33‬شريف ‪ ،‬ابراهيم ‪ ،‬الشخصية الجغرافية اليران ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والمعلومات ‪ ،‬سنة ــــ ‪.‬‬
‫‪ -32‬عبد الجبار ‪ ،‬هشام وخلدون صبحي البصام ‪ ،‬التقرير التوضيحي لخارطة‬
‫العراق الجيولوجية االقتصادية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مطبعة المديرية العامة للمسح الجيولوجي‬
‫والتحري المعدني‪08924 ،‬‬
‫‪ .32‬العزي ‪ ،‬خالد يحيى ‪ ،‬مشكلة شط العرب في ظل المعاهدات والقانون ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫دار الرشيد للنشر ‪.0891 ،‬‬
‫‪ -32‬قربان ‪ ،‬ملحم ‪ ،‬المنهجية والسياسة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع ‪.0896،‬‬
‫‪ .36‬لطفي ‪ ،‬منال ‪ ،‬عامان على اندالع حرب الخليج ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مجلة السياسة‬
‫الدولية العدد ‪ 000‬كانون الثاني ‪. 0882‬‬
‫‪ -39‬هليز ‪ ،‬كريستين موسى ‪ ،‬العراق ‪ :‬الجناح الشرقي للعالم العربي ‪ ،‬ترجمة‬
‫مركز البحوث والمعلومات ‪ ،‬بغداد ‪.0892 ،‬‬
‫‪OpEC Annual Statistical Bulletin ,1992 , The secretariat Organiztion‬‬
‫‪of The petroleum Exporting Gountries, Vienna, 1993.‬‬

‫‪545‬‬

You might also like