Professional Documents
Culture Documents
مفهوم التهرب الضريبي
مفهوم التهرب الضريبي
مفهوم التهرب الضريبي
واثره في المجتمع
(دراسة قانونية تحليلية)
1
المقدمة
تعد الضرائب اىم الواردات المالية في الوقت الحالي بحيث تعتمد عمييا الدولة في تمويل نفقاتيا
العامة من خالل موازنتيا العامة وفي تحقيق اىدافيا االجتماعية واالقتصادية والسياسية المختمفة ،وتمجأ
الييا الدول ميما اختمفت فمسفتيا السياسية او نظام حكميا.
ولقد تعددت واختمفت تعاريف الضريبة ولكنيا ال تعدوا ان تكون اقتطاع نقدي جبري يدفعيا المكمفين
الضريبيين الى الدولة متمثمة باحدى ىيئاتيا وبصفة نيائية ،وبالتالي يكون ىؤالء المكمفين قد ساىموا
بصورة مباشرة او غير مباشرة في تحمل االعباء والتكاليف العامة دون الحصول عمى مقابل او منفعة
خاصة .
لقد وضع ( ادم سميث ) اربع قواعد او مبادئ اساسية يجب مراعاتيا من قبل المشرع الضريبي
لفرض الضرائب والتي اصبحت بمقام الدستور الذي تتبعو األنظمة الضريبية في جميع دول العالم ،اال
وىي العدالة ،اليقين ،المالئمة ،واالقتصاد في التحصيل .
ان فق دان الضريبة الحدى ىذه المبادئ يؤدي الى جعل المكمفين بيا يبحثون عن وسائل وطرق
تخمصيم من ادائيا كميا او جزئيا ،حينيا نجد انفسنا امام ظاىرة خطيرة اال وىي التيرب الضريبي
موضوع البحث.
تبرز اىمية البحث من خالل تأثير التيرب الضريبي عمى الفرد والمجتمع بأكممو باعتبار الضريبة
من االدوات اليامة التي تستخدميا الدولة في تحقيق سياستيا عمى المستوى االقتصادي واالجتماعي
فضال عن اىميتيا المالية
نض ار ألىمية الضريبة وما ليا من تأثير ايجابي عمى الفرد والمجتمع توجب البحث عن اسباب ىذه
الظاىرة وكيفية معالجتيا والحد منيا ولو بصوره نسبية من خالل التشريعات الضريبية او زيادة الوعي
الضريبي
2
ثالثا :فرضية الدراسة.
نعتمد في دراستنا عمى المنيج الوصفي التحميمي الذي يقوم عمى تعزيز االراء الفقيية التي تتعمق
بموضوع الدراسة
تتكون الدراسة من مبحثين فضال عن المبحث التمييدي بوصفو مدخال لمموضوع اذ خصصنا
المبحث التمييدي لماىية الضريبة من حيث تعريفيا وخصائصيا فضال عن القواعد االساسيو التي
تحكم الضرائب اما المبحث االول فخصصناه لماىية التيرب الضريبي من حيث التعريف واسبابو
وانواعو اما المبحث الثاني فخصصناه لممقارنو بين التيرب الضريبي والتجنب الضريبي
3
المدرس المساعد :محمد فؤاد طمب
المستخمص
تبرز اىمية البحث من خالل معرفة اسباب التيرب الضريبي ،كونيا ظاىرة سمبية تتمثل بعدم دفع
المستحقات المالية المتمثمة بالضريبة لمدولة من قبل المكمفين الخاضعين لمضريبة باعتبارىا وارد من
واردات الدولة التي تغذي خزينتيا لتمكنيا من اداء واجباتيا في كافة مجاالت الحياة اقتصادية اجتماعية
سيا سية سواء كانت ىذه االسباب ادارية او تشريعية او اقتصادية ،ومن ثم تعرفنا عمى انواع التيرب
الضريبي ومقارنتو بما يشبيو من ظواىر اخرى متمثمة بالتجنب الضريبي واخي ار معالجتيا من خالل
التوصيات التي قدمناىا .
4
فيرس البحث
المقدمة
اوال :اسباب تشريعية ،ثانيا :اسباب ادارية ،ثالثا :اسباب اقتصادية .
اوال :تيرب داخمي ،وتيرب خارجي ،ثانيا :تيرب جزئي وتيرب كمي
الفرع االول تعريف التجنب الضريبي ،الفرع الثاني :صور التجنب الضريبي
5
المطمب الثاني :اوجو الشبو واالختالف ما بين التيرب الضريبي والتجنب الضريبي
الخاتمة
6
مبحث تمييدي
ماىية الضريبة
لمتعرف عمى ماىية الضريبة باعتبارىا اقتطاع نقدي جبري بدون مقابل ،أي ال يحق لممكمف ان
يطمب من الدولة منفعة خاصة مقابل ادائيا ،التي يمتزم بيا لتغطية نفقات الدولة مع التزام المشرع
الضريبي بالقواعد االساسية المتمثمة بالعدالة ،اليقين ،المالءمة ،االقتصاد عند فرض الضريبية ؛ لذا
ارتأينا تقسيم المبحث الى مطمبين
المطمب االول
ىناك تعاريف عديدة لمضريبة ولكن معضميا تتفق عمى كونيا فريضة نقدية يدفعيا الفرد جب ار الى
الدولة متمثمة باحدى ىيئاتيا العامة بصفة نيائية مساىمة منو في تحمل االعباء والتكاليف العامة دون
الحصول عمى مقابل او منفعة خاصة ،ومن خالل ىذا التعريف يمكن استخالص العناصر او
الخصائص التي تتميز بيا الضريبة كمورد سيادي ،وىي:
حيث انيا تُدفع بشكل نقدي او عيني وان كان الشائع في الوقت الحاضر انيا تدفع نقدا والسبب
في ذلك ان استخدام النقود ىو المعمول بو في جميع االقتصادات المعاصرة ،ثم ان وجود النقود يسيل
في كثير من االحيان تقدير اعباء وتكاليف المكمف بدفع الضريبة اضافة الى سيولة جبايتيا وانخفاض
تكاليفيا قياسا بالضريبة التي تدفع عينا اذا يترتب عمييا في حالة الدفع عينا تكاليف باىضة تفوق مقدار
الضريبة المتحصمة متمثمة بتكاليف النقل والخزن وانخفاض قيمتيا السوقية بمرور الوقت ،ومع ىذا توجد
7
بعض االستثناءات عمى قاعدة دفع الضريبة نقدا ،مثل ما قررتو انكمت ار عام 1956م بدفع ضريبة
الشركات عينا اذا كانت الثروة من لوحات فنية ذات قيمة عالية المستوى ،وكذلك ما جرى في االتحاد
السوفيتي السابق حيث قرر عام 1919م في عيد لينين فرض ضريبة عمى المحصوالت الزراعية
عينا. )1(1
ان الضريبة فريضة الزامية تفرض من قبل السمطة العامة باسموب جبري ،بمعنى اخر من دون
الرجوع الى موافقة المكمفين الخاضعين لمضريبة بذلك )2(،2أي ان المشرع الضريبي ىو الذي يحدد
بارادتو المنفردة نوع الضريبة ووعائيا وسعرىا وجميع االجراءات القانونية الخاصة بيا وحيث ان ارادة
المشرع المنفردة تتمثل في شكل تشريع محدد لذلك ينبغي ان يصدر من السمطة المخصصة بالتشريع
مقترن بجزاء يفرض عمى من يخالف ىذا القانون الخاص بالضريبة)3( 3
وىذا يعني ان دافعي الضرائب ال يحق ليم ان يطمبوا من الدولة ان تقدم ليم نفعا خاصا مقابل
وبناء عمى ذلك فان االلتزام بدفع الضريبة يعتمد عمى مدى قدرة الشخص عمى المساىمة
ً دفعيم لمضريبة
في تغطية تكاليف االعباء العامة وليس عمى مدى تمتعو بالخدمات والمنافع العامة)4(. 4
د .رائد ناجي احمد ،عمم المالية العامة والتشريع المالي في العراق ،العاتك لصناعة الكتاب ،القاىرة ،2102 ،ص. 74 .1
د .محمد طاقة ،ود .ىدى العزاوي ،اقتصاديات المالية العامة ،دار الميسرة ،عمان ،2101 ،ص. 89 .2
د .عبد العال الصكبان ،عمم المالية العامة ،ط ، 3دار الجميورية ،بغداد ،، 0966 ،ج ،0ص. 047 .3
د .عبد الكريم صادق بركات ،النظم الضريبية ( النظرية والتطبيق ) ،الدار الجامعية ،بيروت ، 0976 ،ص.09 – 08 .4
8
رابعا :ان مبمغ الضريبة يدفع بشكل نيائي
وىذا يعني ان المكمفين الضريبيين ال يحق ليم المطالبة باسترداد الممغ الذي دفعوه كضريبة او
فوائد عنو ،الن مبمغ الضريبة فرض بشكل نيائي ،وىذا ما يميز الضريبة عن القرض العام )1(5وىي
االموال التي تقترضيا الدولة او احدى ىيئاتيا العامة االخرى من االفراد او من الييئات الخاصة الوطنية
او االجنبية او من المؤسسات الدولية نظير تعيدىا برد المبالغ المقترضة ويدفعغ فائدة سنوية محددة
وبعض المزايا االخرى المحددة طبقا لشروط العقد )2(.6
قد تفرض الضريبة لتحقيق اىداف مالية ،أي لتوفير واردات مالية عامة لمدولة لتغطية نفقاتيا ،
وقد تفرض لتحقيق اىداف اقتصادية ،مثل تحقيق التنمية االقتصادية او زيادة انتاج بعض السمع او
تقميل استيالك بعضيا االخر ،وقد تفرض لتحقيق اىداف اجتماعية تتمثل في تحقيق التوازن االقتصادي
واالجتماعي من خالل اعادة توزيع الدخل القومي لصالح الفئات االقل دخال)2(.7
د .محمد طاقة ،ود.ىدى العزاوي ،مصدر سابق ،ص. 89 .1
د .محمد فرىود ،عمم المالية العامة معيد االدارة العامة ،الرياض ،ص. 460 .2
د .سعيد عمي محمد العبيدي ،اقتصاديات المالية العامة ،ط ، 0دار دجمة ،االردن ، 2100 ،ص.009 .2
9
المطمب الثاني
عندما وضع ادم سميث في كتابو المعروف بعنوان ثروة االمم عام (1776م) عددا من المبادئ
االساسية التي يستند عمييا المشرع الضريبي عند فرض الضريبة ،بل واعتبرت ىذا المبادئ بمثابة
الدستور الذي يجمع المشرع الضريبي عدم الخروج عن مضامينو عند فرض الضريبة ،والتي تتمثل
باربعة مبادئ ىي -1 :مبدأ العدالة -2 ،مبدأ اليقين -3 ،مبدأ المالءمة -4 ،مبدأ االقتصاد في
التحصيل .
-1مبدأ العدالة :وىو المبدأ االول الذي يجب اعتماده من قبل المشرع الضريبي ،والذي يعني
مساىمة افراد المجتمع جميعا في اداء الضريبة بما يتناسب وقدرتيم المالية دون محابات او
تفضيل ،)1( 8ويمكن التمييز بين ثالثة اراء حول عدالة نظام الضرائب وكل منيا ينطوي عمى
مبدأ معين.)2( 9
أ .مبدأ نفقة الخدمة ،ويتضمن تعادل الضريبة المفروضة عمى أي مكمف مع نصيبو في نفقة
الخدمات العامة التي تقدم اليو .
ب .مبدأ منفعة الخدمة ،وينطوي عمى ذلك توزيع عبء الضريبة ال بد ان يكون تبعا لممنفعة التي
تعود عمى األفراد من االعمال والخدمات العامة
ت .مبدأ القدرة عمى الدفع ،ويترتب عميو ان توزيع الضريبة بين االفراد البد ان يكون تبعا لمقدرة
كل فرد عمى الدفع
-2مبدأ اليقين :والذي يعني ان تكون الضريبة المفروضة عمى المكمف محددة عمى سبيل اليقين أي
يجب ان تتسم بالوضوح مع بيان االساس الذي اعتمد عميو فرضيا وقيمتيا وموعد دفعيا وكيفية
احتسابيا)3(.11
-3مبدأ المالءمة :والذي يعني ان تكون الضريبة مالئمة من حيث موعد وطريقة تحصيميا منو ،
فمثال يراعى ان يكون موعد تحصيميا موسميا ان كان نشاط المكمف ودخمو موسميا ،وكذلك ان
د .حسين عمر ،مبادئ المعرفة االقتصادية ،ط ، 0منشورات ذات السالسل ،الكويت ، 0989 ،ص. 391 .2
طورش بتاتة ،مكافحة التيرب الضريبي في الجزائر ،رسالة ماجستير مقدمة الى كمية الحقوق ،جامعة قسنطينة ، 0989 ،ص. 4 .3
11
تختار الدولة ايسر الطرق لممكمف وايضا ان ال تمجأ الدولة الى العنف والتعسف في تقدير
الضريبة وجبايتيا)1(. 11
-4مبدأ االقتصاد في التحصيل :وىذا يعني االقتصاد في كمفة ونفقات الجباية التي تنفقيا االدارة
الضريبية لتحصيل الضرائب ،مثال ان كانت الضريبة المطموب تحصيميا تتطمب صرف اموال
تفوق مقدار الحصيمة النيائية لمضريبة عندىا تفقد الضريبة اليدف الذي تسعى اليو)2(.12
د .وليد خالد الشايجي ،المدخل الى المالية العامة االسالمية ،دار النفائس ،االردن ، 2115،ص. 98 .1
د .عادل فميح العمي ،المالية العامة والتشريع المالي ،الدار الجامعية لمطباعة والنشر ،موصل ، 2112 ،ص.210 .2
11
المبحث االول
يعد التيرب الضريبي من الظواىر السمبية التي تعصف بالمجتمع في كل مجاالتو االقتصادية
واالجتماعية والسياسية ،والتي انتشرت في جميع دول العالم باختالف درجة تقدميا وفمسفة نظام حكميا
؛ لذلك قامت اغمب تمك الدول بالبحث عن اسباب تمك الظاىرة ومحاولة مواجيتيا ،سواء من خالل
التشريعات الضريبية او التشريعات الجنائية باعتبارىا جريمة شانيا شان بقية الجرائم لكبح جماح تمك
الظاىرة مع مالحظة االختالف بين الدول من ناحية اعتبارىا لتمك المخالفة جريمة او ادنى من ذلك ؛ لذا
توجب تقسيم المبحث الى مطمبين :االول :تعريف التيرب الضريبي ،والثاني :اسباب التيرب
الضريبي وانواعو.
المطمب االول
التيرب الضريبي :ىو كل فعل او امتناع يحقق مفيوم عدم اداء المكمف لاللتزاماتو واخاللو
باحكام القانون كميا او جزئيا ،بصورة غير مشروعة ،ومن خالل ذلك يمكن التمييز بين التيرب من
الضريبة وبين تجنبيا الذي يتحقق عند امتناع المكمف عن القيام بتصرفات تجعمو مخاطبا من قانون
الضريبة من خالل االستفادة من الثغرات القانونية الموجودة في القانون او من خالل نقل العبئ الضريبي
الى مكمف او شخص اخر( ،13)1عميو يمكن تقسيم ىذا المطمب الى فرعين : 1 :التعريف المغوي :2 ،
التعريف القانوني
د .عاطف صدقي ،مبادئ المالية العامة ،دار النيضة العربية ،القاىرة ، 0971 ،ص.433 .1
12
الفرع االول :التعريف المغوي لمتيرب
انقسم ُكتاب المالية العامة في ىذا المجال الى فريقين ،ويقوم ىذا االنقسام عمى اساس سعة او
ضيق النظرة الى التيرب الضريبي اذ اتجو الكثير من الفقياء الى التوسع في تعريف التيرب ليشمل كل
صور التخمص من اداء الضريبة ،والمؤدية الى نقص في الحصيمة الضريبية من دون اشتراط شروط
عامة واو خاصة ،وفي مقدمتيم الفقيو( الور) الذي عرف التيرب بانو مجموعة من التصرفات الصادرة
()2 15
من المكمفين الخاضعين لمضريبة والتي تؤدي الى نقص في حصيمتو الضريبية
ابن منظور ،لسان العرب ،دار الحديث ،القاىرة ،ج ، 7ص . 032 1
شيالء جمعة منجي النصراوي ،التيرب الضريبي واثره في المسؤولية الجنائية(،دراسة مقارنة مقدمة الى مقدمة الى كمية القانون)،جامعة بابل،2113 ،
.2ص.31
13
المطمب الثاني
من اجل معالجة ظاىرة التيرب الضريبي ولو بصورة نسبية ابتداءا ومن ثم القضاء عمييا نيائيا
كونيا حالة غير صحية تنخر بالمجتمع باكممو البد لنا من الوقوف عمى اسباب التيرب التي تؤدي الى
بقاء ىذه الظاىرة فضال عن انواع ىذه الحالة الغير صحية ومعرفة االثار التي تترتب عمى ىذه الظاىرة
سواء اكانت اثار اقتصادية او اجتماعية او غيرىا ،عميو توجب تقسيم ىذا المطمب الى ثالثة فروع وىي
:الفرع االول :اسباب التيرب الضريبي ،والفرع الثاني :انواع التيرب الضريبي ،الفرع الثالث :أثار
التيرب الضريبي .
الفرع االول
لكل ظاىرة سمبية اسباب ادت الى ظيورىا ،والتيرب شانو شان أي ظاىرة سمبية تضر بالمجتمع
بصورة مباشرة او غير مباشرة ،وبالوقوف عند ىذه الظاىرة نجد اسباب عديدة تقف وراءىا منيا ما يتعمق
بالمكمف الضريبي نفسو ،واخرى تتعمق بالقانون الضريبي واخرى تتعمق بالمجتمع من خالل عدم وجود
الوعي الضريبي لدى المكمف بدفع الضريبة ،عميو سوف نبحث في ىذه األسباب كل عمى حدة ليتسنى
لنا معالجة ىذه الظاىرة من خالل حصر االسباب والقضاء عمييا او الحد منيا عمى اقل تقدير .
:1اسباب تشريعية :ان دقة الصياغة القانونية لنصوص القوانين تؤثر عمى مسألة التيرب
الضريبي حيث تيدف الصياغة القانونية الى توفير الحماية لحقوق االفراد العامة ،ويعتبر الدستور تتويج
قانوني لممبادئ السياسية واالجتماعية واالقتصادية الكبرى التي آل الشعب عمى نفسو االلتزام بيا وبالتالي
ال يجوز لمسمطة التشريعية ان تصدر تشريعات تخالف الدستور نصا او روحا ،وليذا كان عمى التشريع
ان يحدد بدقة ،ىذا من ناحية ،وانعدام االستقرار التشريعي من ناحية اخرى ،حيث تتسم غالبية
التشريعات والسيما الضريبية منيا بميزة ميمة اال وىي مراعاة الظروف التي من اجميا تم تشريع القانون
مع مالحظة ان ىذه الظروف قد تتغير بمرور الوقت مما يجعل المشرع مضط ار الى اجراء بعض
14
التعديالت التي تتوافق والتغير الحاصل في ظروف المجتمع التي من اجميا شرع ىذا القانون مما يؤثر
سمبا عمى استقرار التشريع الضريبي وارباك عمل السمطة المنفذه لمقانون الضريبي ،وبالتالي تؤدي الى
زيادة فرص التيرب الضريبي)1(.16
:2اسباب ادارية :من اىم اسباب انتشار التيرب الضريبي بصورة غير طبيعية ،ىي االسباب
االدارية التي تتعمق بعمل االدارة الضريبية التي يقع عمى عاتقيا ميمة تنفيذ التشريعات الضريبية التي
تصدر من السمطة التشريعية ،فضال ان التاكد من الموازنة بين حقوق المكمفين من جية وحقوق الدولة
في التحصيل من جية اخرى)2( .17
ومن اىم العيوب التي تعتري االدارة الضريبية ىي صعوبة تقدير وعاء الضريبة ،مثل تقدير
الدخل الصافي ،وصعوبة تقدير الممكيات وىذه الظاىرة تساعد المكمف عمى اخفاء وعاء الضريبة او
احيانا تؤدي الى ربط الضريبة ربطا غير واقعي ،أي اقل من القيمة الحقيقية ،وىذه احدى صور التيرب
الضريبي ،او باكثر من قيمتيا الحقيقية ،وىذا ينطوي عمى االخالل بالعدالة التي ينبغي تطبيقيا من قبل
االدارة الضريبية لكي ال يعكس اثار معنوية سمبية لدى المكمف الضريبي ،والتي تدفعو فيما بعد الى
التممص والتيرب الضريبي ، )3(18باإلضافة الى ضعف االدارة الضريبية وعدم توفر العناصر الفنية
المتخصصة ذات الكفاءة العالية وعدم توفر الرقابة الكتشاف المخالفات وفرض العقوبات المناسبة ،
ويضاف الى ما سبق كمو مسألة ميمة اال وىي عدم تحقيق المساواة بين المكمفين عند تطبيق القانون
بحيث تتدخل العوامل الشخصية واالعتبارية والذي يؤدي الى انعدام الثقة بالعدالة الضريبية وبالتالي يؤدي
الى التشجيع عمى التيرب من دفع الضريبة(. 19)4
د .نعيم عطية ،النظرية العامة لمحريات الفردية ،الدار القومية لمطباعة والنشر ،القاىرة ، 0965 ،ص.091 .1
د.قبس حسن عواد البدراني،المركز القانوني لممكمف الضريبي ،دار المناىج لمنشر والتوزيع ،عمان االردن،ط ،2115 ،0ص.237 .2
3. -3د .دالور عمى ود .محمد طو بدوي ،اصول القانون الضريبي ،دار المعارف ،االسكندرية ،ص308
-4د .السيد عبد العطية ،شرح احكام قانون الضريبة الموحدة عمى دخل االشخاص الطبيعيين والضريبة عمى ارباح شركات االموال ( دراسة مقارنة بالفكر
15
:3اسباب اقتصادية
من االسباب التي تؤدي الى زيادة فرص التيرب الضريبي من قبل المكمفين ،االسراف والتبذير
في انفاق المال العام الن ذلك ينتج عنو في حالة وقوعة صرف مبالغ من المال العام في وجوه غير
مجدية بحيث كان من االفضل توجيييا الى اوجو افضل مما يؤدي الى فقدان الثقة من قبل المكمف ويرى
ان امالو التي يدفعيا لمدولة تذىب دون فائدة فيتيرب من دفع الضريبة)1(21
الفرع الثاني
ينقسم التيرب الضريبي عمى اساس اقميميتو ،في االقميم الذي تحدث بو واقعة التيرب :الى
تيرب داخمي وآخر خارجي من ناحية ،وعمى اساس مقدار التممص من الضريبة :الى تيرب جزئي
وتيرب كمي من ناحية اخرى .
ويقصد بو استعمال المكمف الطرق االحتيالية داخل حدود الدولة المعنية ،مثل تقديم المكمف
اق ار ار يقمل من ارباحو التي حصل عمييا من نشاطو التجاري داخل البمد او عن طريق تقديمو اثباتات
مغايرة لمحقيقة تؤكد عدم ربحو من ىذا النشاط موضوع الضريبة ،بل عمى العكس منو أي انو قد لحقتو
.
خسارة كبيرة بسبب ذلك النشاط الذي كان يروم الربح منو
اما التيرب الدولي :فيقصد بو مجموعة من الوسائل والتصرفات التي يمجا الييا المكمف والتي
تؤدي الى ضياع حق الدولة في الضريبة المستحقة قانونا من اموال رعاياىا أي من حممة جنسية تمك
الدولة نتيجة لعمل او نشاط معين ،حيث ان ىذه السيادة ال تتعدى حدود الدولة السياسية في فرض
الضريبة وتكون سمطتيا محددة ومقيدة خارج ىذه الحدود ،ولذلك يستغل المكمف ىذا االمر ويحاول نقل
Paul A Sampson, Economic twelve Edition Me grand Hi, books cotnpamy, 1985, pp47-50. .1
16
اموالو الى دولة اخرى او ابقاء الموجود منيا خارج دولتو بحيث يستثمر اموالو تمك فييا السيما عندما
تكون الضريبة المفروضة في الدول االخرى منخفضة قياسا لدولة المكمف الضريبي(.21)1
ينقسم التيرب استنادا الى مدى قدرة المكمف الضريبي عمى التممص من دفع الضريبة عمى تيرب
جزئي وتيرب كمي
أ :التيرب الجزئي :ويقصد بو استعمال المكمف طرق احتيالية يروم من خالليا التممص من اداء
الضريبة بصورة جزئية ومن ىذه الطرق عمى سبيل المثال عدم مسك المكمف دفاتر تجارية حسب نظام
مسك الدفاتر التجارية مما يدفع االدارة الضريبية الى تقدير دخمو تقدي ار جزافيا ويكون ىذا التقدير سببا في
خضوعو لعبء ضريبي اقل وطأة مما كان يجب ان يخضع لو وذلك الن ىذا التقدير الغير حقيقي ال
يتيح لالدارة التعرف عمى مقدار دخل المكمف الحقيقي ،ولقد عالج المشرع العراقي ىذه الحالة السمبية من
خالل قانون ضريبة الدخل رقم 113لسنة 1982وتعديالتو من خالل نص المادة السادسة والخمسون
في الفقرة الثالثة منو حيث نصت عمى ما يمي :تفرض عمى مرتكب أي مخالف الحكام مسك الدفاتر
التجارية الغراض ضريبة الدخل غرامة بنسبة بين %11و %25من الدخل المقدر قبل تنزيل
السماحات المقررة قانونا عمى ان ال يقل مبمغ الغرامة عن 511دينار عراقي(.22)2
اما التيرب الكمي فيقصد بو تيرب المكمف من دفع مبمغ الضريبة المستحقة عميو قانونا بصورة
كمية من خالل قيامو بممارسة الغش واالحتيال عمى سبيل المثال ،ولقد حدد قانون ضريبة الدخل العراقي
النافذ عقوبة لممكمف الضريبي الذي يستخدم وسائل الغش واالحتيال من اجل التممص من دفع مبمغ
الضريبة حيث نصت المادةى الثامنة والخمسون بما يمي :يعاقب بالحبس مدة ال تقل عن ثالثة اشير وال
تزيد عن السنتين من يثبت عميو امام المحاكم المختصة انو استعمل الغش او االحتيال لمتخمص من اداء
()1 23
الضريبة المفروضة او التي تفرض بموجب ىذا القانون كميا او بعضيا
د .احمد ماىر عز ،التشريع الضريبي المصري ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،ك ، 0985 ، 0ص.68 .1
17
الفرع الثالث
لمتيرب الضريبي انعكاسات سمبية عمى المجتمع اكممو ،مما يؤثر عمى اقتصاد البمد بصورة
مباشرة وغير مباشرة ،فضال عن تاثيراتو السمبية االخرى المالية واالجتماعية والسياسية ،عميو يمكن
تقسيم ىذه االثار الى :
اوال :اثا ار مالية :يؤدي التيرب الى نقص الحصيمة في الواردات الضريبية وما ينشأ عن ذلك من
اثار سمبية تظير في العجز المالي الناجم عن زيادة النفقات العامة ونقص الوارادات مما يدفع الدولة الى
زيادة الضرائب او فرض ضرائب جديدة لتعويض النقص في الحصيمة الضريبية وقد ينجم عن ذلك زيادة
في االعباء الضريبية وخاصة بالنسبة لممكمفين الممتزمين باداء الضريبة.)2( 24
ثانيا :اثار اقتصادية :لمتيرب الضريبي اثا ار سمبية تتعمق باقتصاد البمد المعني فضال عن االثار
السمبية من الناحية المالية انفة الذكر ،ان اىم اولويات الدولة ىي توفير الخدمات بشكل عام لمفرد
والمجتمع ويتم ذلك عن طريق االنفاق من المال العام بغض النظر عن مصادره المتعددة ،ومنيا المال
المتحصل من االفراد عن طريق الضرائب وفقا لمقانون من اجل توفير الخدمات االساسية ،وعندما ال
تتحقق عدالة في ىذا االمر ومجرد شعور الفرد بأن تمك االموال التي ساىم بيا من خالل اداء الضريبة
لم تؤدي الغاية المرجوة منيا ،وبالتالي تزعزع الثقة بين الفرد والدولة والتي تدفعو الى التيرب من اداء
الضريبة ،مما يؤثر سمبيا عمى اقتصاد البمد .
ثالثا :آثا ار اجتماعية :ال تنحصر االثار السمبية نتيجة لمتيرب الضريبي الذي يعتبر افة من
االفات االجتماعية ،وبالتالي انعكاساتو السمبية االخرى من خالل ذلك والتي تؤدي الى اعاقة تقدم الدولة
وعجزىا عن تقديم واجباتيا الرئيسية ،بل تمتد الى ابعد من ذلك ،حيث تؤثر ىذه الضاىرة عمى الفرد
والمجتمع عمى حد سواء من الناحية االجتماعية ايضا.
18
حيث انو في اية جماعة ال يكون اىتمام االفراد فييا باقرار الحرية فييا متساويا اال بقدر تساوي
النتائج المترتبة عمى اقرارىا ،ولذلك فان االحساس بالتضامن ياتي فقط عندما تمحق نتائج العمل المشترك
الجميع بقدر متساو .
فالمجتمع الذي ال مساواة فيو في توزيع ثمار عممياتو االقتصادية ينتيي بو الحال الى انكار
الحرية كقاعدة لوجوده ،وتضحى فرصتو لالشتراك في اعبائو غير متكافئ بسبب تعارض المصمحة
الخاصة مع العامة ،أي انو عندما يشعر احد المكمفين بان القانون يطبق عميو دون وجو حق مقارنة
بالمكمفين االخرين الذين يتممصون من دفع مبمغ الضريبة ،سوف يشعرون بتباين في تطبيق القانون ،
مما يؤدي الى تغيير في سياسة الدولة ،بحيث تضطر لزيادة اعباء المكمفين الممتزمين لسد النقص
الحاصل في الواردات االساسية لمدولة ،مما يجعل المكمف الممتزم يشعر بعدم القناعة ومن ثم يروم
التيرب من دفع الضريبة اسوة بغيره من المكمفين)1(25
1- Ronald A. Davidson, the effect of power factors on audition Independence, North Carolina. 1997. sinposiunan
19
المبحث الثاني
من الحاالت السمبية التي تؤدي الى انقاص مقدار الضريبة المفروض استحصاليا من المكمفين ،
والتي تؤدي النعكاسات سمبية فضال عن التيرب الضريبي ،ظاىرة وحالة اخرى اال وىي التجنب
الضريبي ،مع وجود بعض االختالفات بين االثنين ،عميو يمكن تقسيم المبحث الى مطمبين
المطمب الثاني :اوجو الشبو واالختالف بين التيرب الضريبي والتجنب الضريبي
المطمب االول
قد يعمد المكمف الى التممص من اداء الضريبة من دون مخالفة لمقانون ،وذلك عن طريق
استغالل الثغرات القانونية الموجودة في القانون الضريبي ،او عدم ضبط الصياغ القانونية في القانون
نفسو وتدعى تمك الحالة بالتجنب الضريبي موضوع البحث ،عميو سوف نتناول ىذا المطمب بفرعين :
االول :تعريف التجنب الضريبي ،والثاني ،صور التجنب الضريبي .
الفرع االول
ٍ
بأشكال اء بشكل كمى أو جزئي وذلك
التجنب الضريبي ىو تجنب سداد االلتزام الضريبى سو ً
قانونية أو عن طريق االستفادة من بعض الثغرات في التشريعات الضريبية أو عن طريق التالعبات التي
21
قد تنشأ من المعامالت بين األطراف ذات العالقة والتي يتوجب افراد افصاح كامل عنيا في البيانات
()0 26
المالية ليوضح أن تمك المعامالت تمت وفقاً لمبدأ الحيادية وذلك وفقاً لممعايير المحاسبية الدولية
ويراد بو ايضا عدم قيام الممول بالعمل الذي من شانو ان يؤدي الى حصول الواقعة المنشئة
لمضريبة)2( 27
ويراد بو ما يعمد اليو االفراد المكمفين احيانا من االفادة مما في قانون الضريبة من ثغرات قانونية
لمتخص من دفع الضريبة)3( 28
الفرع الثاني
عندما يحاول المكمف المكمف التممص من اداء الضريبة سواء بتصرف سمبي او يقوم باجراء
ايجابي يؤدي الى نتيجة واحدة اال وىي انقاص حصيمة الخزينة العامة مما يؤثر سمبيا عمى كل نواحي
المجتمع ،عميو يكون التجنب متمثال بصورتين :
اوال :يتحقق التجنب الضريبي بصورتو االولى بامتناع المكمف عن القيام بالواقعة المنشئة
لمضريبة مثل امتناع المكمف عن استيالك السمع والبضائع المفروض عمييا ضرائب عمية وان كان ىذا
التصرف ال يخالف القانون اال انو يؤدي الى نفس النتيجة المتمثمة بانقاص حصيمة الدولة من الضرائب ،
وتتم ىذه الحالة دون مشاركة او تدخل الدولة ،أي تكون ارادة المكمف حرة بعكس الحالة االخرى ،
بعكس الحالة االخرى التي تسعى اليو الدولة فرض الضريبة بصورة مقصودة من اجل تحقيق غاية
اقتصادية بسبب الضروف االقتصادية التي تعصف بيا عن طريق االستعاضة عن سمعة مفروضة عمييا
الضريبة بثانية غير مشمولة بالضريبة وبالتالي استيالك ىذه السمع ، )1(29وىذا ما نص عميو قانون
https://ar.wikipedia.org .1
د .احمد فتحي سرور ،الجرائم الضريبية ،القاىرة ، 0991 ،ص. 08 .2
عبد المنعم فوزي ،المالية العامة والسياسة المالية ،دار النيضة العربية ،لبنان ، 0972 ،ص. 223 .3
21
ضريبة الدخل العراقي النافذ رقم 113لسنة 1982بإعفاء دخول االشخاص الطبيعيين من الفائدة المترتبة
عمييم عند وجود ودائع وحسابات ليم في المصارف من اجل تشجيعيم في المساىمة في عممية البناء
االقتصادي عن طريق االدخار وبذلك ال يترتب عن ىذا التصرف أي مسؤولية قانونية.)2(31
ثانيا :الصورة الثانية لمتجنب الضريبي تتمثل بقيام المكمف بتصرف ايجابي من خالل استغالل
الثغرات القانونية التي تشوب القانون الضريبي وبالتالي التممص من دفع مقدار الضريبة مثل ما ذىبت
اليو بعض الشركات االجنبية الى توزيع جميع ارباحيا او جزء منيا عمى المساىمين بصورة مجانية والتي
تروم منيا زيادة راس مال الشركة وبذلك ال تدفع عنيا ضريبة توزيع باعتبار ان المشروع يخضع لضريبة
التوزيع ارباح االسيم وحصص االرباح النقدية الموزعة عمى المساىمين فقط ،اما فيما يتعمق في
الشركات المسجمة في العراق ،فحسنا فعل المشرع في ىذا المجال فال تستطيع الشركات ان تقوم بيذا
العمل لمتخمص من الن ضريبة الدخل في العراق تفرض ارباح عمى ىذه الشركات مباشرة بعد حصوليا
وليس بعد توزيعيا والذي يعرف بطريقة الحجز عند المنبع)3( 31
الفقرة الخامسة عشر من المادة السابعة من قانون ضريبة الدخل العراقي النافذ. .2
22
المطمب الثاني
قد يمتقي المصطمحان احيانا ويتشابيان ،في حين ال يمتقيان في احيان اخرى ،وبذلك نقسم ىذا
المطمب الى فرعين .
الفرع االول
ان تأثير كل من التيرب الضريبي والتجنب الضريبي سمبيا بحيث يؤدي الى انقاص حصيمة -0
الخزينة العامة التي يفترض ان تساىم الضريبة بدرجة كبيرة فييا وبالتالي يؤدي الى التاثير
السمبي عمى البناء االقتصادي وما يتبعو من حاالت سمبية اخرى ،مما يضطر الدولة الى
فرض ضرائب جديدة لتعويض النقص الحاصل في وارداتيا جراء التيرب الضريبي والتجنب
32
الضريبي
يتفق كل من المفيومين من حيث اليدف الذي يسعى اليو المكمف اال وىو التممص من دفع -2
د .دالور عمي ود .عبد المنعم فوزي ،مالية الدولة ،ط ، 0منشأة المعارف ،االسكندرية ، 0961 ،ص.021 .1
23
الفرع الثاني
-0رائد ناجي احمد ،التيرب الضريبي مع االشارة الى مواطنو في نطاق ضريبة الدخل في العراق ،رسالة ماجستير ،كمية الحقوق ،جامعة النيرين ،
، 2111ص.00
-2د .عبد االمير شمس الدين ،الضرائب اسسيا العممية وتطبيقاتيا العممية ،ط ، 0المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر ،بيروت ، 0987 ،ص– 59
. 61.
د .محمد عبد اهلل العربي بك ،موارد الدولة ،مطبعة جامعة فؤاد االول ، 0969 ،ص. 460 – 458 .-3
24
الخاتمة
بعد االنتياء من موضوع البحث والذي اختص بمفيوم التيرب الضريبي كونو حالة سمبية او افة
ان صح التعبير تنخر في اقتصاد البمد وبالتالي تنعكس سمبيا عمى قدرة الدولة في تقديم الخدمات
االساسية لممجمع وفي كافة مجاالت الحياة باعتباره وان اختمفت فيي ال تخرج عن كونو التممص عن
اداء الضريبة المستحقة قانونا من قبل المكمفين الذي يؤدي الى انقاص حصيمة الدولة من الضريبة والتي
تعتبر من اىم الواردات الرئيسية وخاصة بعد تدىور اسعار النفط العالمية ،الذي يعتبره العراق المصدر
الرئيسي لمواردات التي تغذي الخزينة العامة والتي تؤثر عمى قدرة الدولة في القيام بواجباتيا الرئيسو تجاه
الفرد والمجتمع واثناء البحث توصمنا الى نتائج عديدة :اوليا ان لمتيرب الضريبي أسباب عديدة منيا
تشريعية ادارية اقتصادية ،وثانييما ان لمتيرب الضريبي انواعا واثا ار ،واخي ار ان التيرب الضريبي يتشابو
احيانا ويختمف احيانا اخرى مع مصطمح التجنب الضريبي ،عميو نوصي ببعض اإلجراءات التي نحاول
من خالليا الحد من ظاىرة التيرب الضريبي وىي :
.1نشر الوعي الضريبي في المجتمع من خالل عقد مؤتمرات او ندوات وتقديميا لممجتمع عن
طريق وسائل االعالم المختمفة
.2تشديد العقوبات المترتبة عمى مخالفة احكام القانون الضريبي سواء كانت بدنية ام مالية من اجل
زجر المخالف وردع الغير الذي يروم التممص من اداء الضريبة
.3يجب ان يراعي المشرع الضريبي الصياغة الدقيقة والحرص عمى خمو القانون من الثغرات
القانونية التي قد تستغل من قبل البعض الذين يرومون التممص من اداء الضريبة
.4نقترح عقد دورات تأىيمية سواء داخل العراق او خارجو لمنتسبي االدارة الضريبية.
.5تشجيع المالكات الخاصة بتحصيل مقدار الضريبية من خالل المكافآت المالية او عن طريق
المكافآت المعنوية ،ككتب الشكر لتحفيزىم عمى اداء عمميم بصورة موافقة لمقانون ،وفي نفس
الوقت تشديد العقوبات التاديبية لممالكات المتمكاة عن اداء عمميا سواء بحسن النية ام بسوء النية
25
المراجع
الكتب العربية
26
.16د .محمد عبد اهلل العربي بك ،موارد الدولة ،مطبعة جامعة فؤاد االول . 1969 ،
.17د .محمد فرىود ،عمم المالية العامة معيد االدارة العامة ،الرياض .
.18د .نعيم عطية ،النظرية العامة لمحريات الفردية ،الدار القومية لمطباعة والنشر ،القاىرة ،
.1965
.19د .وليد خالد الشايجي ،المدخل الى المالية العامة االسالمية ،دار النفائس ،االردن .2115،
.21د.قبس حسن عواد البدراني،المركز القانوني لممكمف الضريبي ،دار المناىج لمنشر والتوزيع،عمان
االردن،ط.2115 ،1
.21عبد المنعم فوزي ،المالية العامة والسياسة المالية ،دار النيضة العربية ،لبنان .1972 ،
رسائل الماجستير
.1رائد ناجي احمد ،التيرب الضريبي مع االشارة الى مواطنو في نطاق ضريبة الدخل في العراق،
رسالة ماجستير ،كمية الحقوق ،جامعة النيرين . 2111 ،
شيالء جمعة منجي النصراوي ،التيرب الضريبي واثره في المسؤولية الجنائية(،دراسة مقارنة مقدمة .2
الى مقدمة الى كمية القانون)،جامعة بابل.2113 ،
طورش بتاتة ،مكافحة التيرب الضريبي في الجزائر ،رسالة ماجستير مقدمة الى كمية الحقوق ، .3
جامعة قسنطينة .1989 ،
القوانين
27
المصادر االجنبية
مواقع االنترنت
28