اسم

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫آيات ورد فيها " َحسِيبًا"‬

‫علَ ْي ِه ْم ۚ َو َكفَى ِب َ ِ‬
‫اّلل َحسِيبًا ﴿‪ ٦‬النساء﴾‬ ‫‪ ...‬أَ ْم َوالَ ُه ْم فَأ َ ْ‬
‫ش ِهدُوا َ‬

‫يء َحسِيبًا ﴿‪ ٨٦‬النساء﴾‬ ‫علَى ك ُِل َ‬


‫ش ْ‬ ‫سنَ مِ ْنهَا أَ ْو ُردُّو َها ۗ ِإنَ َ َ‬
‫ّللا كَانَ َ‬ ‫َو ِإذَا ح ُِييت ُم ِبتَحِ يَة فَ َحيُّوا ِبأَحْ َ‬

‫ا ْق َرأْ ِكتَا َبكَ َكفَى ِبنَ ْف ِ‬


‫سكَ ا ْلي َْو َم َ‬
‫علَيْكَ َحسِي ًبا ﴿‪ ١٤‬اإلسراء﴾‬

‫اّلل َحسِيبًا ﴿‪ ٣٩‬األحزاب﴾‬ ‫ّللا َوي َْخش َْونَهُ َو ََل ي َْخش َْونَ أَ َحدًا إِ ََل َ َ‬
‫ّللا ۗ َو َكفَى بِ َ ِ‬ ‫ت َِ‬ ‫س َ‬
‫اَل ِ‬ ‫الَ ِذينَ يُب َِلغُونَ ِر َ‬
‫ب ﴿‪ ٢٠٢‬البقرة﴾‬ ‫س ِري ُع ا ْلحِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫ّللا َ‬ ‫أُولَـئِكَ لَ ُه ْم نَ ِصيب ِم َما َك َ‬
‫سبُوا ۚ َو َ ُ‬
‫ْس ا ْلمِ هَا ُد ﴿‪ ٢٠٦‬البقرة﴾‬
‫سبُهُ َج َهنَ ُم ۚ َولَبِئ َ‬ ‫ّللا أَ َخذَتْهُ ا ْلع َِزةُ بِ ْ ِ‬
‫اإلثْ ِم ۚ فَ َح ْ‬ ‫َوإِذَا قِي َل لَهُ ات ِ‬
‫َق َ َ‬

‫س َخ ُرونَ مِ نَ الَ ِذينَ آ َمنُوا ۘ َوالَ ِذينَ اتَقَ ْوا فَ ْوقَ ُه ْم ي َْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة ۗ َو َ ُ‬
‫ّللا ي َْرزُ ُ‬
‫ق َمن يَشَا ُء‬ ‫زُ يِنَ ِللَ ِذينَ َكفَ ُروا ا ْل َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا َويَ ْ‬
‫ساب ﴿‪ ٢١٢‬البقرة﴾‬ ‫بِغَي ِْر حِ َ‬
‫سا ُء َوالض ََرا ُء َوزُ ْل ِزلُوا َحت َى يَقُو َل‬ ‫س ْبت ُ ْم أَن تَ ْد ُخلُوا ا ْل َجنَةَ َولَ َما يَأْتِكُم َمثَ ُل الَ ِذينَ َخلَ ْوا مِ ن قَ ْب ِلكُم ۖ َم َ‬
‫ستْ ُه ُم ا ْلبَأ ْ َ‬ ‫أَ ْم َح ِ‬
‫ّللا قَ ِريب ﴿‪ ٢١٤‬البقرة﴾‬ ‫ّللا ۗ أَ ََل ِإنَ نَص َْر َ ِ‬
‫سو ُل َوالَ ِذينَ آ َمنُوا َمعَهُ َمتَى نَص ُْر َ ِ‬ ‫الر ُ‬
‫َ‬
‫ف تَع ِْرفُهُم‬ ‫س ُب ُه ُم ا ْلجَا ِه ُل أَ ْ‬
‫غ ِنيَا َء مِ نَ الت َ َعفُّ ِ‬ ‫ض يَحْ َ‬‫ستَطِ ي ُعونَ ض َْر ًبا فِي ْاأل َ ْر ِ‬‫ّللا ََل َي ْ‬ ‫ِل ْل ُف َق َراءِ ا َل ِذينَ أُحْ ِص ُروا فِي َ‬
‫س ِبي ِل َ ِ‬
‫علِيم ﴿‪ ٢٧٣‬البقرة﴾‬ ‫ّللا ِب ِه َ‬ ‫سأَلُونَ النَ َ‬
‫اس إِ ْلحَافًا ۗ َو َما ت ُن ِفقُوا مِ ْن َخيْر فَ ِإنَ َ َ‬ ‫ِبسِي َماهُ ْم ََل يَ ْ‬

‫ّللا ۖ فَيَ ْغف ُِر ِل َمن يَشَا ُء َويُعَذ ُ‬


‫ِب‬ ‫سكُ ْم أَ ْو ت ُْخفُوهُ يُحَا ِ‬
‫س ْبكُم ِب ِه َ ُ‬ ‫ض ۗ َو ِإن ت ُ ْبدُوا َما فِي أَنفُ ِ‬
‫ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬‫ّلل َما فِي ال َ‬
‫َِ ِ‬
‫يء قَدِير ﴿‪ ٢٨٤‬البقرة﴾‬ ‫علَى ك ُِل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ّللا َ‬
‫َمن يَشَا ُء ۗ َو َ ُ‬
‫ّللا‬
‫ت َِ‬ ‫ف الَ ِذينَ أُوت ُوا ا ْل ِكتَ َ‬
‫اب إِ ََل مِ ن بَ ْع ِد َما جَا َءهُ ُم ا ْل ِع ْل ُم بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم ۗ َو َمن يَ ْكفُ ْر بِآيَا ِ‬ ‫اإلس ََْل ُم ۗ َو َما ْ‬
‫اختَلَ َ‬ ‫ّللا ْ ِ‬
‫الدينَ عِن َد َ ِ‬
‫إِنَ ِ‬
‫ب ﴿‪ ١٩‬آل عمران﴾‬ ‫سا ِ‬ ‫س ِري ُع ا ْلحِ َ‬ ‫فَ ِإنَ َ َ‬
‫ّللا َ‬

‫ج ا ْل َميِتَ مِ نَ ا ْلحَي ِ ۖ َوتَ ْرزُ ُ‬


‫ق َمن تَشَا ُء‬ ‫ي مِ نَ ا ْل َميِ ِ‬
‫ت َوت ُْخ ِر ُ‬ ‫ج ا ْل َح َ‬
‫َار فِي اللَ ْي ِل ۖ َوت ُْخ ِر ُ‬
‫ج النَه َ‬
‫ج اللَ ْي َل فِي النَه َِار َوت ُو ِل ُ‬
‫ت ُو ِل ُ‬
‫ساب ﴿‪ ٢٧‬آل عمران﴾‬ ‫ِبغَي ِْر حِ َ‬
‫اب َو َج َد عِن َد َها ِر ْزقًا ۖ قَا َل يَا‬
‫علَ ْيهَا َزك َِر َيا ا ْلمِ حْ َر َ‬ ‫سن َوأَن َبتَهَا نَبَات ًا َح َ‬
‫سنًا َو َك َف َلهَا َزك َِر َيا ۖ كُلَ َما َد َخ َل َ‬ ‫فَتَقَ َبلَهَا َر ُّبهَا ِبقَ ُبول َح َ‬
‫ساب ﴿‪ ٣٧‬آل عمران﴾‬ ‫ق َمن يَشَا ُء ِبغَي ِْر حِ َ‬ ‫ّللا ي َْرزُ ُ‬ ‫َم ْريَ ُم أَنَى لَكِ َهـذَا ۖ قَالَتْ ه َُو مِ ْن عِن ِد َ ِ‬
‫ّللا ۖ ِإنَ َ َ‬
‫ب َو َما ه َُو مِ نَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب َويَقُولُونَ ه َُو مِ ْن عِن ِد َ ِ‬
‫ّللا َو َما ه َُو‬ ‫سبُوهُ مِ نَ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫َو ِإنَ مِ ْن ُه ْم لَفَ ِريقًا يَ ْل ُوونَ أَ ْل ِ‬
‫سنَتَهُم ِبا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب ِلتَحْ َ‬
‫ِب َوهُ ْم يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ٧٨‬آل عمران﴾‬ ‫ّللا ا ْل َكذ َ‬
‫علَى َ ِ‬ ‫ّللا َويَقُولُونَ َ‬ ‫مِ ْن عِن ِد َ ِ‬

‫س ْبت ُ ْم أَن تَ ْد ُخلُوا ا ْل َجنَةَ َولَ َما يَ ْعلَ ِم َ ُ‬


‫ّللا الَ ِذينَ جَا َهدُوا مِ نكُ ْم َويَ ْعلَ َم الصَابِ ِرينَ ﴿‪ ١٤٢‬آل عمران﴾‬ ‫أَ ْم َح ِ‬

‫ّللا أَ ْم َوات ًا ۚ بَ ْل أَحْ يَاء عِن َد َر ِب ِه ْم يُ ْر َزقُونَ ﴿‪ ١٦٩‬آل عمران﴾‬ ‫سبَنَ الَ ِذينَ قُتِلُوا فِي َ‬
‫س ِبي ِل َ ِ‬ ‫َو ََل تَحْ َ‬
‫ّللا َونِ ْع َم ا ْل َوكِي ُل ﴿‪ ١٧٣‬آل‬ ‫اخش َْوهُ ْم فَ َزا َدهُ ْم ِإي َمانًا َوقَالُوا َح ْ‬
‫سبُنَا َ ُ‬ ‫اس قَ ْد َج َمعُوا لَكُ ْم فَ ْ‬ ‫الَ ِذينَ قَا َل لَ ُه ُم النَ ُ‬
‫اس ِإنَ النَ َ‬
‫عمران﴾‬

‫عذَاب ُّم ِهين ﴿‪ ١٧٨‬آل‬ ‫سبَنَ الَ ِذينَ َكفَ ُروا أَنَ َما نُ ْملِي لَ ُه ْم َخيْر ِألَنفُ ِ‬
‫س ِه ْم ۚ إِنَ َما نُ ْملِي لَ ُه ْم ِلي َْزدَادُوا إِثْ ًما ۚ َولَ ُه ْم َ‬ ‫َو ََل يَحْ َ‬
‫عمران﴾‬
‫ط َوقُونَ َما بَخِ لُوا ِب ِه ي َْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة ۗ‬
‫سيُ َ‬ ‫ّللا مِ ن فَ ْ‬
‫ض ِل ِه ه َُو َخي ًْرا لَهُم ۖ بَ ْل ه َُو شَر لَ ُه ْم ۖ َ‬ ‫سبَنَ الَ ِذينَ يَ ْب َخلُونَ ِب َما آتَاهُ ُم َ ُ‬
‫َو ََل يَحْ َ‬
‫ّللا بِ َما تَ ْع َملُونَ َخبِير ﴿‪ ١٨٠‬آل عمران﴾‬ ‫ض ۗ َو َ ُ‬‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬
‫اث ال َ‬‫ير ُ‬‫ّلل مِ َ‬
‫َو ِ َ ِ‬

‫عذَاب أَلِيم‬ ‫ازة ِمنَ ا ْلعَذَا ِ‬


‫ب ۖ َولَ ُه ْم َ‬ ‫سبَنَ الَ ِذينَ يَ ْف َر ُحونَ بِ َما أَتَوا َويُحِ بُّونَ أَن يُحْ َمدُوا بِ َما لَ ْم يَ ْفعَلُوا فَ ََل تَحْ َ‬
‫سبَنَهُم بِ َمفَ َ‬ ‫ََل تَحْ َ‬
‫﴿‪ ١٨٨‬آل عمران﴾‬
‫ّللا ثَ َمنًا قَل ً‬
‫ِيَل ۗ‬ ‫ت َِ‬ ‫ّلل ََل يَ ْ‬
‫شتَ ُرونَ بِآيَا ِ‬ ‫ش ِعينَ ِ َ ِ‬ ‫نز َل إِلَ ْيكُ ْم َو َما أ ُ ِ‬
‫نز َل إِلَ ْي ِه ْم َخا ِ‬ ‫اّلل َو َما أ ُ ِ‬
‫ب لَ َمن يُؤْ مِ ُن بِ َ ِ‬‫َوإِنَ مِ ْن أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب ﴿‪ ١٩٩‬آل عمران﴾‬ ‫سا ِ‬ ‫س ِري ُع ا ْلحِ َ‬ ‫أُولَـئِكَ لَ ُه ْم أَجْ ُرهُ ْم عِن َد َر ِب ِه ْم ۗ ِإنَ َ َ‬
‫ّللا َ‬
‫ّللا ۖ فَكُلُوا مِ َما‬
‫علَ َمكُ ُم َ ُ‬
‫ح ُمك َِل ِبينَ تُعَ ِل ُمونَ ُهنَ مِ َما َ‬‫علَ ْمت ُم ِمنَ ا ْلج ََو ِار ِ‬ ‫سأَلُونَكَ َما َذا أُحِ َل َل ُه ْم ۖ ُق ْل أُحِ َل َلكُ ُم ال َ‬
‫ط ِيبَاتُ ۙ َو َما َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب ﴿‪ ٤‬المائدة﴾‬ ‫س ِري ُع ا ْلحِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫علَ ْي ِه ۖ َواتَقُوا َ َ‬
‫ّللا ۚ إِنَ َ َ‬
‫ّللا َ‬ ‫ّللا َ‬
‫س َم َ ِ‬‫علَ ْيكُ ْم َوا ْذك ُُروا ا ْ‬ ‫سكْنَ َ‬ ‫أَ ْم َ‬

‫ص ُّموا َكثِير ِم ْن ُه ْم ۚ َو َ ُ‬
‫ّللا ب َِصير ِب َما يَ ْع َملُونَ ﴿‪٧١‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم ث ُ َم َ‬
‫ع ُموا َو َ‬ ‫ّللا َ‬
‫اب َ ُ‬ ‫سبُوا أَ ََل تَكُونَ فِتْنَة فَعَ ُموا َو َ‬
‫ص ُّموا ث ُ َم تَ َ‬ ‫َو َح ِ‬
‫المائدة﴾‬

‫علَ ْي ِه آبَا َءنَا ۚ أَ َولَ ْو كَانَ آبَا ُؤهُ ْم ََل يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫الرسُو ِل قَالُوا َح ْ‬
‫سبُنَا َما َو َج ْدنَا َ‬ ‫ّللا َوإِلَى َ‬ ‫َوإِذَا قِي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا إِلَى َما أَ َ‬
‫نز َل َ ُ‬
‫ش ْيئ ًا َو ََل َي ْهتَدُونَ ﴿‪ ١٠٤‬المائدة﴾‬ ‫َ‬

‫علَ ْي ِهم‬ ‫يء َو َما مِ ْن حِ َ‬


‫سابِكَ َ‬ ‫ش ْ‬
‫سابِ ِهم ِمن َ‬ ‫َو ََل تَ ْط ُر ِد الَ ِذينَ يَ ْدعُونَ َربَهُم بِا ْلغَدَا ِة َوا ْلعَشِي ِ يُ ِريدُونَ َوجْ َههُ ۖ َما َ‬
‫علَيْكَ مِ ْن حِ َ‬
‫ظالِمِ ينَ ﴿‪ ٥٢‬األنعام﴾‬ ‫يء فَتَ ْط ُر َدهُ ْم فَتَكُونَ مِ نَ ال َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ِمن َ‬

‫نه اسم هللا "الحسيب"‪ ،‬الذي يدل على المحاسبة مِ ن جهة‪ ،‬وعلى الكفاية من جهة أخرى‪.‬‬

‫ان‬ ‫ِيب ِكفَايَةً َوحِ َمايَةً *** َوا ْل َحس ُ‬


‫ْب كَافِي ا ْلعَ ْب ِد كُ َل أَ َو ِ‬ ‫هو ا ْل َحس ُ‬
‫َو َ‬

‫ولقد ور َد الحسيب اس ًما هلل تعالى في القرآن الكريم في خمسة مواضع‪ ،‬مقترنًا بأحكام دقيقة‪َ ،‬ل بد للمسلم مِ ن أن‬
‫يعيها‪ ،‬وأن يكون على علم بها‪.‬‬

‫شدًا فَا ْدفَ ُعوا ِإلَ ْي ِه ْم أَ ْم َوالَ ُه ْم‬


‫ست ُ ْم مِ ْن ُه ْم ُر ْ‬ ‫ح فَ ِإ ْن آنَ ْ‬
‫ففي سورة النساء يقول تعالى‪َ ﴿ :‬وا ْبتَلُوا ا ْليَتَا َمى َحت َى ِإذَا بَلَغُوا النِكَا َ‬
‫ِيرا فَ ْليَأْكُ ْل بِا ْل َمع ُْر ِ‬
‫وف فَ ِإذَا َدفَ ْعت ُ ْم إِلَ ْي ِه ْم‬ ‫ِف َو َم ْن كَانَ فَق ً‬ ‫غنِيًّا فَ ْليَ ْ‬
‫ستَ ْعف ْ‬ ‫َو ََل تَأْكُلُو َها إِس َْرافًا َوبِد ً‬
‫َارا أَ ْن يَ ْكب َُروا َو َم ْن كَانَ َ‬
‫اّلل َحسِيبًا ﴾ [النساء‪.]6 :‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو َكفَى بِ َ ِ‬ ‫أَ ْم َوالَ ُه ْم فَأ َ ْ‬
‫ش ِهدُوا َ‬
‫قال ابن كثير رحمه هللا‪" :‬وكفى باهلل محاس ًبا وشهيدًا ورقي ًبا على األولياء في حال نظرهم لأليتام‪ ،‬وحال تسليمهم‬
‫أمر تولِي مال‬
‫لألموال‪ :‬هل هي كاملة موفرة‪ ،‬أو منقوصة َمبْخوسة؟"‪ ،‬ولذلك استصعب النبي صلى هللا عليه وسلم َ‬
‫اليتيم؛ لخطورة ما يعقبه مِ ن محاسبة في الدنيا واآلخرة‪ ،‬حتى قال صلى هللا عليه وسلم ألبي ذر رضي هللا عنه‪(( :‬يا‬
‫اثنين‪ ،‬وَل تَ َولَيَنَ مال يتيم))؛ مسلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أحب لنفسي‪َ :‬ل تأ َم َرنَ على‬
‫ُّ‬ ‫أحب لك ما‬
‫ُّ‬ ‫أبا ذَر‪ ،‬إني أراكَ ضعيفًا‪ ،‬وإني‬

‫ي التصرف فيه‪ ،‬وحفظه لصاحبه؛ قال تعالى‪َ ﴿ :‬و ََل تَ ْق َر ُبوا‬ ‫ً‬
‫سبيَل إلى الجنة‪ ،‬إن أحسن الول ُّ‬ ‫فمال اليتيم إما أن يكون‬
‫يتق هللا فيه‪،‬‬ ‫س ُن َحت َى َي ْبلُ َغ أَشُ َد ُه ﴾ [األنعام‪ ،]152 :‬وإما أن يكون قطعة من النار لمن لم ِ‬ ‫ي أَحْ َ‬‫َما َل ا ْل َيت ِِيم ِإ ََل ِبالَتِي ِه َ‬
‫وجعله نهبة يتصرف فيها ذات اليمين وذات الشمال؛ يقول تعالى‪ِ ﴿ :‬إنَ الَ ِذينَ يَأْكُلُونَ أَ ْم َوا َل ا ْليَتَا َمى ظُ ْل ًما ِإنَ َما يَأْكُلُونَ‬
‫السر في تذييل اآلية الكريمة السابقة بقوله تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ِيرا ﴾ [النساء‪ ،]10 :‬مِ ن هنا نفهم‬
‫سع ً‬‫صلَ ْونَ َ‬‫سيَ ْ‬ ‫فِي بُطُونِ ِه ْم نَ ً‬
‫ارا َو َ‬
‫اّلل َحسِيبًا ﴾؛ أي‪ :‬احذروا من أكل مال اليتيم‪ ،‬وَل تعتقدوا أن اليتيم صغير َل ينتبه لماله‪ ،‬فإن هللا حسيبه‪،‬‬ ‫﴿ َو َكفَى بِ َ ِ‬
‫أي‪ :‬كافيه‪ ،‬وهو لحقِه ضامن‪ ،‬وهو كذلك محاسبكم على تصرفكم في ماله‪ ،‬و ُموقفكم يوم القيامة بين يديه؛ قال‬
‫الزمخشري‪" :‬أي‪ :‬كافيًا في الشهادة عليكم بالدفع والقبض‪ ،‬أو محاسبًا‪ ،‬فعليكم بالتصادق‪ ،‬وإياكم والتكاذب"‪.‬‬

‫ومثل مال اليتيم‪ ،‬كل مال‪ ،‬أو مسؤولية‪ ،‬أو وظيفة استؤمنَا عليها؛ فاهلل تعالى محاسبنا عليها‪ ،‬ورقيب علينا‪َ ،‬ل يغيب‬
‫صغَ َر مِ ْن ذَ ِلكَ َو ََل أَ ْكب ََر‬ ‫س َماءِ َو ََل أَ ْ‬
‫ض َو ََل فِي ال َ‬ ‫ب ع َْن َر ِبكَ مِ ْن مِ ثْقَا ِل ذَ َرة فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫عنه شيء؛ قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َما يَ ْعزُ ُ‬
‫َق أَ ََل لَهُ ا ْل ُح ْك ُم‬ ‫إِ ََل فِي ِكتَاب ُمبِين ﴾ [يونس‪ ،]61 :‬ولذلك قال تعالى في سورة األنعام‪ ﴿ :‬ث ُ َم ُردُّوا إِلَى َ ِ‬
‫ّللا َم ْو ََلهُ ُم ا ْلح ِ‬
‫سبِينَ ﴾ [األنعام‪ ،]62 :‬فاهلل تعالى سيحاسب المخلوقات كلها في وقت واحد‪َ ،‬ل يحتاج إلى من‬ ‫َوه َُو أَس َْرعُ ا ْلحَا ِ‬
‫يحسب له؛ ألنه الحسيب‪ ،‬قال الحليمي‪" :‬الحسيب‪ :‬المدرك لألجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من‬
‫مقرا بذنوبه؛ قال‬ ‫غير أن يحسب"‪ ،‬بل إن هللا تعالى يجعل العبد يوم القيامة حسي ًبا على نفسه‪ ،‬حاك ًما على أعماله‪ًّ ،‬‬
‫سكَ‬‫ُورا * ا ْق َرأْ ِكتَابَكَ َكفَى بِنَ ْف ِ‬ ‫ج لَهُ ي َْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة ِكتَابًا يَ ْلقَاهُ َم ْنش ً‬ ‫سان أَ ْل َز ْمنَاهُ َ‬
‫طائ َِرهُ فِي عُنُ ِق ِه َونُ ْخ ِر ُ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وكُ َل إِ ْن َ‬
‫ج لَهُ ي َْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة ِكتَابًا ﴾؛ أي‪ :‬يخرج‬ ‫علَيْكَ َحسِيبًا ﴾ [اإلسراء‪ ،]14 ،13 :‬أي‪ :‬محاسبًا‪ ،‬وقرأ مجاهد‪َ ﴿ :‬وي َْخ ُر ُ‬ ‫ا ْلي َْو َم َ‬
‫له الطائر كتابًا‪ ،‬فيقيم ربنا عز وجل علينا الحجة‪ ،‬بأن يجعلنا نُحاسب أنفسنا بأنفسنا‪ ،‬حتى الذي َل يعرف منا القراءة‬
‫ض ُع ا ْل َم َو ِازينَ‬ ‫والكتابة يقدره هللا على ذلك‪ ،‬قال قتادة‪" :‬يقرأ يومئذ َمن لم يكن قارئ ًا في الدنيا"؛ قال تعالى‪َ ﴿ :‬ونَ َ‬
‫سبِينَ ﴾ [األنبياء‪.]47 :‬‬ ‫ش ْيئ ًا َوإِ ْن كَانَ مِ ثْقَا َل َحبَة مِ ْن َخ ْردَل أَتَ ْينَا بِهَا َو َكفَى بِنَا حَا ِ‬ ‫ط ِلي َْو ِم ا ْل ِقيَا َم ِة فَ ََل ت ُ ْظلَ ُم نَ ْفس َ‬‫س َ‬
‫ا ْل ِق ْ‬
‫سا ِبيَ ْه ﴾ [الحاقة‪،19 :‬‬ ‫ظ َن ْنتُ أَنِي ُم ََلق حِ َ‬
‫ومِ ن شدة فرح المؤمن واستبشاره يقول‪َ ﴿ :‬ها ُؤ ُم ا ْق َرؤُوا ِكتَا ِبيَ ْه * ِإنِي َ‬
‫يسيرا؛ ﴿ لَ ُه ُم ا ْلبُش َْرى فِي ا ْل َحيَا ِة‬
‫ً‬ ‫‪ ،]20‬يريد أن يظهر للناس مكانته عند هللا‪ ،‬وأنه من الناجين؛ ألنه حُوسب حسابًا‬
‫ّللا ذَ ِلكَ ه َُو ا ْلفَ ْوزُ ا ْلعَظِ ي ُم ﴾ [يونس‪.]64 :‬‬ ‫ت َِ‬‫ال ُّد ْنيَا َوفِي ْاآلخِ َر ِة ََل تَ ْبدِي َل ِل َك ِل َما ِ‬

‫اضيَةَ ﴾ [الحاقة‪،]27 - 25 :‬‬ ‫ت ا ْلقَ ِ‬ ‫الكافر فيقول‪ ﴿ :‬يَا َل ْيتَنِي َل ْم أُوتَ ِكتَابِيَ ْه * َولَ ْم أَد ِْر َما حِ َ‬
‫سابِيَ ْه * يَا لَ ْيتَهَا كَانَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وأ َما‬
‫ورا} [اَلنشقاق‪]11 :‬؛ أي‪ :‬يدعو على نفسه بالهَلك‪ ،‬قال قتادة‪" :‬تمنى‬ ‫ف يَ ْدعُو ثُبُ ً‬‫س ْو َ‬ ‫وفي اآلية األخرى‪{ :‬فَ َ‬
‫سبَتْ ََل ظُ ْل َم ا ْلي َْو َم إِنَ َ‬
‫ّللاَ‬ ‫الموت‪ ،‬ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده مِ ن الموت"‪ ﴿ ،‬ا ْلي َْو َم تُجْ َزى كُ ُّل نَ ْفس بِ َما َك َ‬
‫ب ﴾ [غافر‪.]17 :‬‬ ‫س ِري ُع ا ْلحِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫َ‬

‫فالتخويف في الدنيا أمن في اآلخرة‪ ،‬والنَصَب في الدنيا راحة في اآلخرة‪ ،‬والعمل الصالح في الدنيا تيسير للحساب‬
‫في اآلخرة‪.‬‬

‫ترها *** ت ُنا ُل إَل على جسـر مِ نَ التَعَ ِ‬


‫ب‬ ‫بالراح ِة الكُبرى فل ْم َ‬
‫بص ُْرتَ َ‬

‫سبُهُ ﴾ [الطَلق‪ ،]3 :‬قال السعدي رحمه هللا‪:‬‬ ‫ّللا فَه َُو َح ْ‬
‫علَى َ ِ‬
‫والتوكل على هللا كفاية في الدنيا واآلخرة؛ ﴿ َو َم ْن يَتَ َو َك ْل َ‬
‫"أي‪ :‬كافيه أمور دينه ودنياه"‪ ،‬هؤَلء َل يخشون أحدًا إَل هللا؛ ألنه وكيلُهم وحسي ُبهم‪َ ،‬ل يخافون حضارة أعدائهم‪،‬‬
‫ّللا َوي َْخش َْونَهُ َو ََل‬
‫ت َِ‬ ‫س َ‬
‫اَل ِ‬ ‫وَل تقنياتهم‪ ،‬وَل أسلحتهم؛ ألن معهم القوي الجبار‪ ،‬ولذلك قال تعالى‪ ﴿ :‬الَ ِذينَ يُب َِلغُونَ ِر َ‬
‫اّلل َحسِيبًا ﴾ [األحزاب‪.]39 :‬‬ ‫ي َْخش َْونَ أَ َحدًا إِ ََل َ َ‬
‫ّللا َو َكفَى بِ َ ِ‬
‫المسرات‪ ،‬فتورث‬ ‫َ‬ ‫وأما الغفلةُ في الدنيا‪ ،‬والذهول عن العبادة وأعمال الخير‪ ،‬واَلنشغال بالملذات‪ ،‬واإلغراق في‬
‫اب فَتَ َرى‬
‫مناقشة الحساب يوم القيامة‪ ،‬و(( َم ْن نُوقِش الحساب يهلك))؛ متفق عليه‪ ،‬يقول تعالى‪َ ﴿ :‬و ُو ِض َع ا ْل ِكتَ ُ‬
‫يرةً ِإ ََل أَحْ صَا َها َو َو َجدُوا َما‬ ‫ِيرةً َو ََل َك ِب َ‬
‫صغ َ‬ ‫ش ِف ِقينَ مِ َما فِي ِه َو َيقُولُونَ يَا َو ْيلَتَنَا َما ِل َهذَا ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب ََل ُيغَاد ُِر َ‬ ‫ا ْل ُمجْ ِرمِ ينَ ُم ْ‬
‫اب ﴾ ؛ أي‪ :‬كتاب األعمال‬ ‫َاض ًرا َو ََل يَ ْظ ِل ُم َربُّكَ أَ َحدًا ﴾ [الكهف‪ ،]49 :‬قال ابن كثير رحمه هللا‪َ ﴿" :‬و ُو ِض َع ا ْل ِكتَ ُ‬ ‫عَمِ لُوا ح ِ‬
‫ش ِف ِقينَ ﴾‪ ،‬أي‪ :‬من أعمالهم‬ ‫الذي فيه الجليل والحقير‪ ،‬والفتيل والقطمير‪ ،‬والصغير والكبير‪ ﴿ ،‬فَتَ َرى ا ْل ُمجْ ِرمِ ينَ ُم ْ‬
‫يغادر صغيرة وَل كبيرة إَل أحصاها"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫السيئة‪ ،‬وأفعالهم القبيحة؛ ألنَ هذا الكتاب لم‬

‫كل حال معي *** فعن حملي زادي أنا في غِنى‬


‫إذا كنتَ في ِ‬

‫ثبطين‪ ،‬الذين أرادوا‬ ‫عهْد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعداوة المشركين‪ ،‬وشوكة ال ُم ِ‬ ‫ولقد ابتلي المسلمون في َ‬
‫الفَتَ في عضدهم‪ ،‬فأشاعوا أن أبا سفيان خارج بجيش كبير في أعقاب معركة أُحُد‪ ،‬عازم على القضاء على‬
‫المسلمين واستئصالهم‪ ،‬فكان سَلحهم أن قالوا‪ :‬حسبنا هللا ونعم الوكيل‪ ،‬خالصين من قلوبهم‪ُ ،‬مستيقنين بنصر هللا‬
‫اخش َْوهُ ْم فَ َزا َدهُ ْم ِإي َمانًا َوقَالُوا َح ْ‬
‫سبُنَا َ ُ‬
‫ّللا َونِ ْع َم‬ ‫اس قَ ْد َج َمعُوا لَكُ ْم فَ ْ‬ ‫لهم؛ فأنزل هللا تعالى‪ ﴿ :‬الَ ِذينَ قَا َل لَ ُه ُم النَ ُ‬
‫اس ِإنَ النَ َ‬
‫ا ْل َوكِي ُل ﴾ [آل عمران‪]173 :‬؛ أي‪ :‬كافينا هللا‪ ،‬ونعم المولى لمن َو ِليَهُ وكفله‪ ،‬فكانت النتيجة‪ ﴿ :‬فَا ْنقَلَبُوا بِنِ ْع َمة مِ نَ َ ِ‬
‫ّللا‬
‫س ُه ْم سُوء ﴾ [آل عمران‪ ]174 :‬ومِ ن ثم استحب أهل العلم أن يقال هذا الدعاء عند نزول المصائب‬ ‫س ْ‬ ‫َوفَ ْ‬
‫ضل لَ ْم يَ ْم َ‬
‫الصعاب‪.‬‬

‫سَلم حين ألقي في ال َنار‪،‬‬ ‫ّللا َونِ ْع َم ا ْل َوكِي ُل ﴾‪ ،‬قالها إبراهي ُم عليه ال َ‬ ‫سبُنَا َ ُ‬
‫عبَاس رضي هللا عنهما قال‪َ ﴿" :‬ح ْ‬ ‫عن ابن َ‬
‫اخش َْوهُ ْم فَ َزا َدهُ ْم إِي َمانًا َوقَالُوا َح ْ‬
‫سبُنَا َ ُ‬
‫ّللا‬ ‫اس قَ ْد َج َمعُوا لَكُ ْم فَ ْ‬
‫وقالها ُم َح َمد صلى هللا عليه وسلم حين قالوا‪ ﴿ :‬إِنَ النَ َ‬
‫َو ِن ْع َم ا ْل َوكِي ُل ﴾"؛ البخاري‪.‬‬

‫فالمسلم َل يلتفت إلى أهل الخداع والمكر؛ ألن هللا كافيه شرهم‪ ،‬وهو حسبُه من كيدهم؛ قال تعالى‪َ ﴿ :‬وإِ ْن يُ ِريدُوا أَ ْن‬
‫ّللاُ ه َُو الَذِي أَيَدَكَ بِنَص ِْر ِه َوبِا ْل ُمؤْ مِ نِينَ ﴾ [األنفال‪.]62 :‬‬ ‫ي َْخ َدعُوكَ فَ ِإنَ َح ْ‬
‫سبَكَ َ‬
‫كل أموره‪.‬‬
‫كل شؤونه‪ ،‬ويعتمد عليه في ِ‬
‫هذا هو المؤمن‪ ،‬يفزع إلى هللا في ِ‬

‫س َرةً‬
‫سر َم ْي َ‬ ‫هللا يُحْ د ُ‬
‫ِث بع َد ال ُع ِ‬ ‫ُ‬

‫َل تَجْ َزعَنَ فإنَ القاس َم هللاُ‬


‫وارضَ ب ِه‬
‫هلل ْ‬
‫إذا بُلِيتَ فثقْ با ِ‬

‫ِف البَ ْل َوى هو ُ‬


‫هللا‬ ‫إنَ الذي يَ ْكش ُ‬
‫هللا مِ ن أحَد‬
‫غير ِ‬‫ُ‬ ‫هللا َما لَكَ‬
‫و ِ‬

‫هللا في كل لكَ الل‬


‫سبُك ُ‬
‫ف َح ْ‬

‫فقه اسم هللا‪ :‬الحسيب (‪)2‬‬

‫انتهينا في المناسبة الماضية مِ ن القسم األول مِ ن شرح اسم هللا "الحسيب" ‪ -‬ضمن سلسلة شرح أسماء هللا‬
‫وعرفنا أنه اسم جليل يد ُّل على الكفاية من جهة‪ ،‬وعلى المحاسبة مِ ن جهة‬
‫َ‬ ‫الحسنى في جزئها السابع والعشرين ‪-‬‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ع ْب َدهُ ﴾ [الزمر‪ ،]36 :‬وأنه‬ ‫ّللا بِكَاف َ‬


‫ْس َ ُ‬ ‫وتبيَنَا أن هللا تعالى كاف َمن أخلَصَ التوك َل عليه‪ ،‬فَل يحتاج إلى غيره‪ ﴿ ،‬أَلَي َ‬
‫حساب أعمال الخَلئق‪ ،‬بل يُوكِل‬ ‫ُ‬ ‫عجزُ ه‬
‫سبِينَ ﴾ [األنعام‪َ ،]62 :‬ل يُ ِ‬ ‫ُمحاسِب عبادَه ﴿ أَ ََل لَهُ ا ْل ُح ْك ُم َوه َُو أَس َْرعُ ا ْلحَا ِ‬
‫ظنَ ْنتُ أَنِي ُم ََلق حِ َ‬
‫سابِيَ ْه‬ ‫حساب الحسنات والسيئات إلى العباد أنفسهم‪ ،‬فيقول المؤمن‪َ ﴿ :‬ها ُؤ ُم ا ْق َرؤُوا ِكتَابِيَ ْه * إِنِي َ‬
‫سا ِبيَ ْه ﴾ [الحاقة‪.]26 ،25 :‬‬ ‫﴾ [الحاقة‪ ،]20 ،19 :‬ويقول الكافر والمنافق‪ ﴿ :‬يَا لَ ْيتَنِي لَ ْم أُوتَ ِكتَا ِبيَ ْه * َولَ ْم أَد ِْر َما حِ َ‬

‫ان‬ ‫ِيب ِكفَايَةً َوحِ َمايَةً ♦♦♦ َوال َحس ُ‬


‫ْب كَافِي ا ْلعَ ْب ِد كُ َل أَ َو ِ‬ ‫َوه َُو ال َحس ُ‬
‫وموعدُنا ‪ -‬اليوم إن شاء هللا تعالى ‪ -‬مع فق ِه هذا اَلسم المبارك "الحسيب"‪ ،‬الذي سنتناوله من ثماني ِة أوجه‪:‬‬

‫‪ -1‬العلم بأن كفاية هللا لعباده عامة وخاصة‪:‬‬

‫فالعامة تتعلق بكفاية هللا تعالى لجميع البشر؛ إيجادًا وإمدادًا وإعدادًا‪ ،‬فهيَأ لهم سبحانه سُبُ َل عيشِهم‪ ،‬وما تقوم به‬
‫حيات ُهم‪.‬‬

‫ّللا فَه َُو َح ْ‬


‫سبُهُ ﴾‬ ‫علَى َ ِ‬
‫وأما الخاصة‪ ،‬فتتعلَق بعباده المؤمنين‪ ،‬وأصفيائه المتَقِين‪ ،‬وأنقيائه المتوكلين‪َ ﴿ ،‬و َم ْن يَتَ َو َك ْل َ‬
‫أمور دينِه ودنياه‪.‬‬
‫َ‬ ‫[الطَلق‪]3 :‬؛ أي‪ :‬كافيه‬

‫هلل الَذِي أَ ْطعَ َمنَا‪َ ،‬و َ‬


‫سقَانَا‪َ ،‬و َكفَانَا‪َ ،‬و َ‬
‫آوانَا‪،‬‬ ‫ولقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا أَ َوى إلى فراشه قال‪(( :‬ال َح ْم ُد ِ‬
‫فَ َك ْم مِ َم ْن َل كَافِ َ‬
‫ي لَهُ َوَل ُمؤْ ِو َ‬
‫ي))؛ مسلم‪.‬‬

‫علَى هللا‪َ ،‬ل ح َْو َل َوَل قُ َوةَ ِإ ََل‬


‫وعلَمنا صلى هللا عليه وسلم أن نقول عند الخروج من البيت‪(( :‬بِس ِْم هللا‪ ،‬تَ َو َك ْلتُ َ‬
‫ش ْي َ‬
‫طان‬ ‫شيَاطِ ينُ‪ ،‬فَيَقُو ُل لَهُ َ‬
‫هلل))‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬يُقَا ُل حِ ينَئِذ‪ :‬هُدِيتَ ‪َ ،‬وكُفِيتَ ‪َ ،‬و ُوقِيتَ ‪ ،‬فَتَتَنَحَى لَهُ ال َ‬ ‫با ِ‬
‫ي؟))‪.‬‬ ‫ي‪َ ،‬و ُوقِ َ‬ ‫ْف لَكَ بِ َرجُل قَ ْد هُد َ‬
‫ِي‪َ ،‬وكُ ِف َ‬ ‫آ َخ ُر‪َ :‬كي َ‬

‫ي‪ ،‬فكتبَتْ‬
‫ي كتا ًبا توصيني فيه‪ ،‬وَل ت ُكثِري عل َ‬ ‫وكتب معاويةُ إلى عائشةَ ِأم المؤمنين رضي هللا عنها‪ِ :‬‬
‫أن اكت ُ ِبي إل َ‬
‫س َخط‬
‫إليه‪" :‬سَلم عليك‪ ،‬أما بعد‪ :‬فإني سمعتُ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪َ (( :‬م ِن التَ َمس رضاء هللا ب َ‬
‫الناس‪َ ،‬كفَاه هللا ُمؤْ نَة الناس‪ ،‬و َمن التَ َمس رضاء الناس ب َ‬
‫س َخط هللا‪ ،‬و َكلَه هللا إلى الناس))‪ ،‬والسَلم عليك"؛ صحيح‬
‫سنن الترمذي‪.‬‬

‫ّللا‬ ‫المضرة واألذى‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َم ْن يَت ِ‬


‫َق َ َ‬ ‫َ‬ ‫ق التوكل يدف ُع‬ ‫‪ -2‬تحقيق اسم هللا الحسيب يقتضي التوك َل عليه‪ ،‬وصد ُ‬
‫سبُهُ ﴾ [الطَلق‪ ،]3 ،2 :‬قال بعض‬ ‫ّللا فَه َُو َح ْ‬
‫علَى َ ِ‬ ‫يَجْ عَ ْل لَهُ َم ْخ َر ًجا * َوي َْرزُ ْقهُ مِ ْن َحي ُ‬
‫ْث ََل يَحْ تَس ُ‬
‫ِب َو َم ْن يَتَ َو َك ْل َ‬
‫لكل عمل جزا ًء مِ ن جنسه‪ ،‬وجعل جزا َء التوكل عليه نفس كفايتِه لعبده‪ ،‬فقال‪َ ﴿ :‬و َم ْن‬ ‫هللا تعالى ِ‬ ‫السلف‪" :‬جعل ُ‬
‫سبُهُ ﴾ [الطَلق‪ ،]3 :‬ولم يقل‪ :‬نُؤتِه كذا وكذا من األجر؛ كما قال في األعمال‪ ،‬فلو توكَل العب ُد‬ ‫ّللا فَه َُو َح ْ‬
‫علَى َ ِ‬ ‫يَتَ َو َك ْل َ‬
‫ق توكُّله‪ ،‬وكا َدتْه السموات واألرض و َمن فيهن‪ ،‬لجعل له مخر ًجا من ذلك وكفَاه ونصره"‪.‬‬ ‫على هللا تعالى ح َ‬

‫حصي ك َل شيء مِ ن أقوالنا وأفعالنا‪ ،‬وحركاتنا وسكناتنا‪َ ،‬ل يغيب عنه من ذلك شيء‪ ،‬قال‬ ‫‪ -3‬اَلعتقاد بأن هللا يُ ِ‬
‫ع َددًا ﴾ [الجن‪ ،]28 :‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬ما يَ ْل ِفظُ مِ ْن قَ ْول إِ ََل لَ َد ْي ِه َرقِيب‬
‫يء َ‬ ‫ط ِب َما لَ َد ْي ِه ْم َوأَحْ صَى كُ َل َ‬
‫ش ْ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وأَحَا َ‬
‫عتِيد ﴾ [ق‪.]18 :‬‬ ‫َ‬

‫ق في‬‫جري القوانين اَلنضباطية بين الناس‪ ،‬ويُحاسِبهم على مخالفتهم لها‪ ،‬وَل ح َ‬ ‫‪ -4‬مِ ن فقه "الحسيب" أن الحاك َم يُ ِ‬
‫اَلعتراض عليها ما دامت ُموافِقةً لكتاب هللا وسُنَة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وما أج َمعَت عليه األ َمةُ‪ ،‬قال عمر‬
‫سا كانوا يُؤ َخذون بالوحي في عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وإن الوحي‬ ‫بن الخطاب رضي هللا عنه‪" :‬إن أُنا ً‬
‫وقربناه‪ ،‬وليس إلينا من سريرته‬ ‫خيرا أَمِ نَاهُ َ‬
‫قد انقطع‪ ،‬وإنما نأ ُخذُكم اآلن بما ظهَر لنا مِ ن أعمالكم‪ ،‬ف َمن أظهر لنا ً‬
‫شيء‪ ،‬هللا يحاسبه في سريرته‪ ،‬و َمن أظهر لنا سو ًءا لم نَأ ْ َمنه ولم نُصدِقه‪ ،‬وإن قال‪ :‬إن سريرتَه حسنة"؛ البخاري‪.‬‬

‫والرشوة والمحسوبية‪ ،‬ولكن الفَطِ ن منا‬ ‫مظاهر الغش ِ‬


‫ُ‬ ‫س َرتْ هذه المحاسبة على وج ِهها األكمل‪ ،‬لَ َما تفشَت بيننا‬ ‫ولو َ‬
‫برد الحقوق إلى أصحابها‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿ :‬إِنَ إِلَ ْينَا إِيَابَ ُه ْم * ث ُ َم‬
‫َمن يُؤدِي المظالم في الدنيا قبل يوم الحساب‪ ،‬فاهلل كفيل ِ‬
‫علَ ْينَا حِ َ‬
‫سابَ ُه ْم ﴾ [الغاشية‪.]26 ،25 :‬‬ ‫ِإنَ َ‬
‫فضي إلى استشعار مع َية الخالق للعبد في كل زمان ومكان‪ ،‬وإذا كان هللا معك‪،‬‬
‫‪ -5‬اإليمان باسم هللا "الحسيب" ُي ِ‬
‫ف َمن عليك؟ وإذا كان عليك‪ ،‬فمن معك؟‬

‫قال اإلمام أحمد رحمه هللا‪" :‬إذا أحببتَ أن يدو َم هللا لك على ما تُحِ ب‪ ،‬ف ُد ْم له على ما يحب"‪.‬‬

‫هللا فيما بينك‬


‫ِح ُ‬ ‫هللا عَلنِيَتَك‪ ،‬وأص ِل ْح فيما بينك وبين هللا يُصل ِ‬
‫ِح ُ‬ ‫وقال سفيان الثوري رحمه هللا‪" :‬أص ِل ْح سريرتَك يُصل ِ‬
‫أمر دنياك‪ ،‬وبِعْ دنياك بآخرتك تربَحْ هما جميعًا‪ ،‬وَل تَبِعْ آخرتك بدنياك‬ ‫وبين الناس‪ ،‬واع َم ْل آلخرتك يكف ِل هللاُ َ‬
‫س َرهما جمي ًعا"‪.‬‬
‫فتخ َ‬

‫وأيسر ذلك مؤونةً أدعية‬


‫ُ‬ ‫قوي به سِج َل حسناته‪،‬‬
‫‪ -6‬المؤمن يحسب حسناته وسيئاته‪ ،‬ويقوم مِ ن أعمال العبادة بما يُ ِ‬
‫خفيفة‪ ،‬وأعمال يسيرة علَ َمنَاها رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫الصنف األول‪ :‬ما َر َوتْه ج َُويرية رضي هللا عنها‪ ،‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين‬ ‫فمن ِ‬
‫ت على الحال التي فارقت ُك‬ ‫صلَى الصبح وهي في مسجدِها‪ ،‬ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة‪ ،‬فقال‪(( :‬ما زل ِ‬
‫ثَلث مرات‪ ،‬لو ُو ِزنَت بما قل ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫عليها؟))‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬لقد قلتُ بعدَكِ أرب َع كلمات‬
‫ورضا نفسه‪ ،‬وزنة عرشه‪ ،‬ومدا َد كلماته))؛ مسلم‪.‬‬ ‫منذ اليوم لوزنَتْهنَ ‪ :‬سبحان هللا وبحمده‪ ،‬عد َد خلقه‪ِ ،‬‬

‫ومن الصنف الثاني‪ :‬ما رواه سع ُد بن أبي وقاص أن خ َبا ًبا قال لعبدِهللا بن عمر رضي هللا عنهما‪ :‬أَل تس َم ُع ما يقول‬
‫أبو هريرة؟ إنه سمِ ع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪َ (( :‬من خرج مع جنازة مِ ن بيتها وصلى عليها ثم ت ِبعها‬
‫قيراطان مِ ن أجر‪ ،‬ك ُّل قيراط مث ُل أُحُد‪ ،‬و َمن صلى عليها ثم رجع‪ ،‬كان له من األجر مثل أُحُد))‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حتى ت ُدفَنَ ‪ ،‬كان له‬
‫عمر خبَابًا إلى عائشة يسألُها عن قول أبي هريرة‪ ،‬ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت‪ ،‬وأخذ ابن عمر قبضةً‬
‫َ‬ ‫فأرسل اب ُن‬
‫ق أبو هريرة‪ ،‬فضرب ابن عمر‬
‫قلبُها في يده حتى رجع إليه الرسولُ‪ ،‬فقال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬ص َد َ‬
‫مِ ن حصى المسجد يُ ِ‬
‫فرطنا في قراري َ‬
‫ط كثيرة!"؛ مسلم‪.‬‬ ‫بالحصى الذي كان في يده األرض‪ ،‬ثم قال‪" :‬لقد َ‬

‫رجَل ذُكِر‬
‫ً‬ ‫‪ -7‬عدم المبالغة في إصدار األحكام‪ ،‬وإن كانت ثنا ًء ومد ًحا؛ دفعًا للغرور أو التغرير؛ فعن أبي بكرةَ أن‬
‫خيرا‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪َ (( :‬و ْي َحكَ ‪ ،‬قطعتَ عُنُ َ‬
‫ق‬ ‫عند النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فأثنى عليه رجل ً‬
‫أحسب كذا وكذا‪ ،‬إن كان يرى أنه كذلك‪ ،‬وحسي ُبه‬ ‫ُ‬ ‫مرارا ‪ -‬إن كان أحدُكم ماد ًحا َل محالة‪ ،‬فليقل‪:‬‬
‫ً‬ ‫صاح ِبك ‪ -‬يقولُه‬
‫هللا‪ ،‬وَل يزكِي على هللا أحدًا))؛ البخاري‪.‬‬

‫ح باأليام نق َ‬
‫طعُها‬ ‫إنَا َ‬
‫لنفر ُ‬

‫وك ُّل يوم مضى ُيدنِي مِ ن األ َج ِل‬

‫سكَ قب َل المو ِ‬
‫ت مجتهدًا‬ ‫فاع َم ْل لنف ِ‬

‫فإنَما الرب ُ‬
‫ح وال ُخسرا ُن في العَ َم ِل‬

‫ب‬
‫س َ‬ ‫‪ -8‬ومِ ن أعظم ما يستوجبُه اإليمان باسم هللا "الحسيب"‪ ،‬أن يُحاسِب المؤم ُن نف َ‬
‫سه عن أعماله قبل أن يُحا َ‬
‫جَل وَل يخطو ُخطوةً إَل على هُدًى مِ ن كتاب هللا‪ ،‬أو تشريع مِ ن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫عليها‪ ،‬فَل يُقدِم ِر ً‬
‫وبذلك يكفيه هللاُ ه َم الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫همه‪ ،‬فإن كان هلل مضى‪ ،‬وإن كان لغيره تأ َخر"‪.‬‬


‫هللا عبدًا وقف عند ِ‬
‫قال الحسن رحمه هللا‪" :‬رحِ م ُ‬

‫سه كما يحاسب شريكه‪ :‬مِ ن أين مطعمه وملبسه؟"‪.‬‬


‫ِب نف َ‬
‫قال ميمون بن مِ هران‪َ" :‬ل يكون العبد تقيًّا حتى يُحاس َ‬
‫النار‪ ،‬ثم يُدنِي ي َديْه منها ثم يقول‪ :‬يا بن الخ َ‬
‫طاب‪ ،‬هل لك على‬ ‫ُ‬ ‫وقال الحسن‪" :‬كان عمر رضي هللا عنه ربما ت ُوقَد له‬
‫هذا صبر؟"‪.‬‬

‫بسعر‬
‫ِ‬ ‫رجَل مؤمنًا أرسل طعا ًما إلى البصرة عن طريق وكيل‪ ،‬وقال‪ِ " :‬ب ِع الطعام‬
‫ً‬ ‫ومن قصص السلف في ذلك‪ :‬أن‬
‫السعر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫صحُوه أن يؤخر البيع أسبوعًا واحدًا ليرتفع‬
‫يومِ ه"‪ ،‬فلما وصل هذا الوكيل إلى البصرة‪ ،‬استدعى التجَار‪ ،‬ون َ‬
‫ففعل‪ ،‬ور ِبح أربا ًحا طائلة‪ ،‬وبشَر موكله بهذه األرباح‪ ،‬لكن المؤمن الذي يحتاط لدينه وماله قال له‪" :‬ادفَ ِع الثمن كلَه‬
‫لفقراء البصرة‪ ،‬فقد دخل على مالي الشبهةُ"‪ ،‬وهو يرى أن ذلك احتكار‪ ،‬والنبي صلى هللا عليه وسلم يقول‪َ(( :‬ل‬
‫يحتك ُِر إَل خاطئ))؛ مسلم‬

‫ش َدهُ مِ ن قَ ْب ُل َوكُنَا بِه عَالِمِ ينَ‬


‫‪َ .1‬ولَقَ ْد آتَ ْينَا إِب َْراهِي َم ُر ْ‬

‫‪ِ .2‬إ ْذ قَا َل ِأل َ ِبي ِه َوقَ ْومِ ِه َما َه ِذ ِه الت َ َماثِي ُل الَتِي أَنت ُ ْم لَهَا عَا ِكفُونَ‬

‫‪ .3‬قَالُوا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا لَهَا عَابِ ِدينَ‬

‫‪ .4‬قَا َل لَقَ ْد كُنت ُ ْم أَنت ُ ْم َوآبَا ُؤكُ ْم فِي ضََلل ُّمبِين‬

‫َق أَ ْم أَنتَ مِ نَ الَلَ ِع ِبينَ‬


‫‪ .5‬قَالُوا أَ ِجئْتَنَا ِبا ْلح ِ‬

‫ط َرهُنَ َوأَنَا َ‬
‫علَى ذَ ِلكُم ِمنَ الشَا ِه ِدينَ‬ ‫ض الَذِي فَ َ‬
‫ت َواأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫‪ .6‬قَا َل بَل َر ُّبكُ ْم َر ُّ‬
‫ب ال َ‬

‫صنَا َمكُم بَ ْع َد أَن ت َُولُّوا ُم ْدبِ ِرينَ‬


‫اّلل َألَكِيدَنَ أَ ْ‬
‫‪َ .7‬وتَ َ ِ‬

‫‪ .8‬فَ َجعَلَ ُه ْم ُجذَاذًا ِإَلَ َك ِب ً‬


‫يرا لَ ُه ْم لَعَلَ ُه ْم ِإلَ ْي ِه ي َْر ِجعُونَ‬
‫‪ .9‬قَالُوا َمن فَعَ َل َهذَا ِبآ ِل َهتِنَا إِنَهُ لَمِ نَ ال َ‬
‫ظالِمِ ينَ‬

‫قَالُوا سَمِ ْعنَا فَت ًى يَ ْذك ُُرهُ ْم ُيقَا ُل لَهُ ِإب َْراهِي ُم‬ ‫‪.10‬‬

‫اس لَعَلَ ُه ْم يَ ْ‬
‫ش َهدُونَ‬ ‫عيُ ِن النَ ِ‬ ‫قَالُوا فَأْت ُوا بِ ِه َ‬
‫علَى أَ ْ‬ ‫‪.11‬‬

‫قَالُوا أَأَنتَ فَعَ ْلتَ َهذَا بِآ ِل َهتِنَا يَا إِب َْراهِي ُم‬ ‫‪.12‬‬

‫سأَلُوهُ ْم ِإن كَانُوا يَنطِ قُونَ‬


‫يرهُ ْم َهذَا فَا ْ‬
‫قَا َل بَ ْل فَعَلَهُ َك ِب ُ‬ ‫‪.13‬‬

‫س ِه ْم فَقَالُوا إِنَكُ ْم أَنت ُ ُم ال َ‬


‫ظا ِل ُمونَ‬ ‫فَ َر َجعُوا إِلَى أَنفُ ِ‬ ‫‪.14‬‬

‫ع ِل ْمتَ َما َهؤَُلء يَنطِ قُونَ‬


‫س ِه ْم لَقَ ْد َ‬ ‫ث ُ َم نُ ِكسُوا َ‬
‫علَى ُرؤُو ِ‬ ‫‪.15‬‬

‫ّللا َما َل يَنفَعُكُ ْم َ‬


‫ش ْيئ ًا َوَل يَض ُُّركُ ْم‬ ‫قَا َل أَفَتَ ْعبُدُونَ مِ ن د ِ‬
‫ُون َ ِ‬ ‫‪.16‬‬

‫ّللا أَفََل تَ ْع ِقلُونَ‬ ‫أُف لَكُ ْم َو ِل َما تَ ْع ُبدُونَ مِ ن د ِ‬


‫ُون َ ِ‬ ‫‪.17‬‬

‫قَالُوا ح َِرقُوهُ َوانص ُُروا آ ِل َهتَكُ ْم إِن كُنت ُ ْم فَا ِع ِلينَ‬ ‫‪.18‬‬

‫علَى ِإب َْراهِي َم‬


‫سَل ًما َ‬ ‫قُ ْلنَا يَا نَ ُ‬
‫ار كُونِي ب َْردًا َو َ‬ ‫‪.19‬‬

‫َوأَ َرادُوا ِب ِه َك ْيدًا فَ َج َع ْلنَاهُ ُم األ َ ْخ َ‬


‫س ِرينَ‬ ‫‪.20‬‬

‫َار ْكنَا فِيهَا ِل ْلعَالَمِ ينَ‬ ‫طا إِلَى األ َ ْر ِ‬


‫ض الَتِي ب َ‬ ‫َونَ َج ْينَاهُ َولُو ً‬ ‫‪.21‬‬
‫وب نَافِلَةً َوكَُل َجعَ ْلنَا صَالِحِ ينَ‬
‫ق َويَ ْعقُ َ‬ ‫َو َو َه ْبنَا لَهُ ِإ ْ‬
‫سحَا َ‬ ‫‪.22‬‬

‫الزكَا ِة َوكَانُوا لَنَا‬ ‫َو َج َع ْلنَاهُ ْم أَ ِئ َمةً َي ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا َوأَ ْو َح ْينَا ِإلَ ْي ِه ْم ِف ْع َل ا ْل َخي َْرا ِ‬
‫ت َو ِإقَا َم الصََل ِة َو ِإيتَاء َ‬ ‫‪.23‬‬
‫عَا ِب ِدينَ‬

‫س ْوء فَا ِ‬
‫س ِقينَ‬ ‫ِث ِإنَ ُه ْم كَانُوا قَ ْو َم َ‬
‫طا آتَ ْينَا ُه ُح ْك ًما َو ِع ْل ًما َونَ َج ْينَا ُه مِ نَ ا ْلقَ ْر َي ِة الَتِي كَانَت ت َ ْع َم ُل ا ْل َخبَائ َ‬
‫َولُو ً‬ ‫‪.24‬‬

‫َوأَ ْد َخ ْلنَاهُ فِي َرحْ َمتِنَا إِنَهُ مِ نَ الصَالِحِ ينَ‬ ‫‪.25‬‬

‫ستَ َج ْبنَا لَهُ فَنَ َج ْينَاهُ َوأَ ْهلَهُ مِ نَ ا ْلك َْر ِ‬


‫ب ا ْلعَظِ ِ‬
‫يم‬ ‫َونُو ًحا إِ ْذ نَادَى مِ ن قَ ْب ُل فَا ْ‬ ‫‪.26‬‬

‫غ َر ْقنَاهُ ْم أَجْ َم ِعينَ‬


‫س ْوء فَأ َ ْ‬
‫َونَص َْرنَاهُ مِ نَ ا ْلقَ ْو ِم الَ ِذينَ َكذَبُوا ِبآيَاتِنَا ِإنَ ُه ْم كَانُوا قَ ْو َم َ‬ ‫‪.27‬‬

You might also like