المذكرة النهائية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 133

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫صور بيوع التجارة الدولية‬


‫البيع فوب ‪- FOB -‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬قانون األعمال‬


‫إشراف األستاذة ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫‪ -‬أ‪ .‬حورية بن صــر‬ ‫‪-‬هـدى كـــــرازة‬


‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي –‬ ‫الرئـــيس ‪ :‬نور الدين عبابسة أستاذ مساعد ̏ أ ̏‬

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي –‬ ‫أستاذ مساعد ̏ أ ̏‬ ‫الممتحن ‪ :‬شوقي بركاني‬

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي –‬ ‫أستاذ مساعد ̏ أ ̏‬ ‫المشرف ‪ :‬حورية بن صر‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫إهداء‬
‫اهدي ثمرة هذا العمل المتواضع إلى من قال فيهم المولى عز وجل «واخفض‬
‫لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغي ار»‬

‫الى العيون التي سهرت الليالي واضاءت لي دنياي وعلمتني الحب والعطاء امي‬
‫الحبيبة‬

‫الى من علمني الكفاح وكل اسرار النجاح ابي الغالي ادامه اهلل لنا ورزقه الصحة‬
‫والعافية‬

‫الى اخوتي االعزاء الى اختي سارة الغالية دمتي فخ ار لي يا سندي‬

‫الى حبيباتي سناء أسماء وسهام الى صديقات المرحات االخريات‬

‫إلى كل من ساعدني سواء اكان من قريب ام من بعيد‬

‫شكر خاص الى سميرة بريكي رزقك اهلل الصحة والعافية‬


‫شكر وعرف ان‬
‫الحمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪.‬‬

‫الحمد هلل حمدا يليق بجالل وجهه وعظيم سلطانه‪ ،‬والشكر أوال هلل عز وجل على‬
‫نعمه الكثيرة التي أنعمها عليا فكانت خير عون لي في إنجاز هذا العمل ‪...‬‬

‫ثم أتقدم بأخلص كلمات الشكر والعرف ان وأصدق معاني التقدير واالحترام‬
‫لألستاذة المشرفة‬

‫«حورية بن صر»‬

‫التي لم تبخل علي بإرشاداتها ونصائحها ومجهوداتها الجبارة التي كانت لها‬
‫أثر كبير في إنجاز هذه المذكرة‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر التقدير لألستاذة الف اضلة «كاملي عائشة» واألستاذة‬
‫«لزعر وسيلة» الالتي لم تبخال علي بتوجيهاتهما القيمة كلما أتيحت لهما هذه‬
‫الفرصة لذلك فجزاهما اهلل خير إن شاء اهلل‪.‬‬

‫هذا ال يفتني أن أجه أسمى آيات االعتراف التقدير إلى لجنة المناقشة وإلى‬
‫كل من قدم لي يد المساعدة إلنجاز هذا العمل سواء من قريب أو من بعيد‬
‫قائمة االختصارات والرموز‬

‫الداللة‬ ‫الرمز‬
‫جزء‬ ‫ج‬

‫دون طبعة‬ ‫د‪.‬ط‬

‫طبعة‬ ‫ط‬

‫صفحات متتالية‬ ‫ص–ص‬

‫صفحات غير متتالية‬ ‫ص‪،‬ص‬

‫دون سنة النشر‬ ‫دسن‬

‫القانون المدني الجزائري‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬ ‫ق ‪ .‬إ ‪ .‬م ‪.‬إ‬

‫المادة‬ ‫م‬

‫البيع بشرط التسليم على ظهر السفينة ‪free on‬‬ ‫‪FOB‬‬


‫‪board‬‬

‫اختصار للعبارة اإلنجليزية ‪International‬‬


‫‪INCOTERMS‬‬
‫‪ Commercial Terms‬بمعنى مصطلحات‬
‫التجارة الدولية‬

‫البيع االلتزام بنفقات البضاعة وأجرة النقل‬ ‫‪CIF‬‬

‫ومصاريف التأمين ‪Cost. Insurance et‬‬


‫‪fright‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر غرفة التجارة الدولية هيئة دولية غير حكومية‪ ،‬بحيث تتكون من أعضاء ال يمثلون حكومات‬
‫محددة‪ ،‬بل يشتركون فيها بصفتهم الشخصية كونهم مختصين بقانون التجارة الدولية‪ ،‬وانشأت هذه الغرفة‬
‫لعدة أهداف كتوحيد شروط ونماذج ومصطلحات عقود التجارية الدولية‪ ،‬تسوية المنازعات الناشئة عن‬
‫تنفيذ العقود التجارية الدولية ‪....‬‬

‫ونظ ار الختالف المصطلحات التجارية المتداولة والمستعملة بين الدول في معناها وتفسيرها‪ ،‬شعر‬
‫المجتمع التجاري الدولي وجوب توحيد هذه المصطلحات‪ ،‬بغرض تنمية التبادل التجاري بين مختلف‬
‫دول العالم‪ ،‬زيادة المنافسة التجارية بينها‪ ،‬ويتعلق جانب كبير من هذه المصطلحات بالعقود التجارية‬
‫الدولية‪.‬‬

‫قامت غرفة التجارة الدولية سنة ‪ 1936‬بوضع مجموعة من القواعد الموحدة التي تحكم عقود التجارة‬
‫‪the International rules‬‬ ‫الدولية‪ ،‬ويطلق عليها األنكوتيرمز )‪ )INCOTERMS‬وهي اختصار (‬
‫)‪ ،for intercalation of trade Terms‬التي عدلت أكثر من مرة‪ ،‬أخرها سنة ‪ ،2010‬الهدف منها‬
‫هو توحيد وتحديد التزامات أطراف عقود التجارة الدولية تحديدا مفصال ودقيقا‪ ،‬وتعتبر هذه القواعد قواعد‬
‫مكملة يجوز للطرفين االعتماد عليها كليا‪ ،‬أو عدم األخذ بها‪ ،‬أو القيام بالتعديل عليها إما بالتغيير أو‬
‫باإلضافة أو الحذف‪.‬‬

‫ويالحظ أن أكثر البيوع التجارية التي عالجتها قواعد اإلنكوتيرمز هي بيوع بحرية‪ ،‬ألهميتها في‬
‫مجال التجارة الدولية‪ ،‬وهناك طائفتان أساسيتان من البيوع البحرية‪ ،‬الطائفة األولى وهي األقدم ظهو ار‬
‫وتسمى بيوع الوصول (‪ ،)ventés a l'arrive‬والثانية بيوع القيام (‪ ،)ventes au départ‬ومن أبرز‬
‫والبيع سيف ̏ ‪. ̋ CIF‬‬ ‫̋‬ ‫‪FOB‬‬ ‫̏‬ ‫هذه األخيرة وأكثرها انتشا ار البيع فوب‬

‫وبعد الثورة الصناعية تم انقسام العالم لدول مستوردة ودول أخرى مصدرة‪ ،‬أصبحت البيوع البحرية‬
‫̏‬ ‫ال تلم بجميع ما تطلبه التجارة الدولية‪ ،‬فظهرت بيوع جديدة سميت ببيوع الشحن‪ ،‬أهمها البيع فوب‬
‫̏‬ ‫‪ FOB‬والبيع سيف ̏ ‪ ، ̋ CIF‬اللذان لبيا حاجيات التجارة الدولية‪ ،‬وترجع نشأة البيع فوب ̏ ‪FOB‬‬ ‫̏‬
‫لألعراف والعادات التجارية وليس للتشريع‪ ،‬مما جعله يتطور بصورة كبيرة جدا ويتالءم والتجارة الدولية‪،‬‬
‫ففي السنوات األولى عند نشأته سمي بالنموذج التقليدي‪ ،‬ثم بعد التطورات التي حلت به أصبح عقد‬
‫جد مرن ومتطور لحد بعيد ‪.‬‬ ‫̏‬ ‫البيع فوب ̏ ‪FOB‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ ،‬والذي يعد البيع المناسب‬ ‫̋‬ ‫االقدم ظهو ار من البيع سيف ̏ ‪CIF‬‬ ‫̏‬ ‫ويعتبر البيع فوب ̏ ‪FOB‬‬
‫والمتماشي والتجارة الدولية بحيث أشارت له عدة أحكام بداية من القرن ‪ 19‬ميالدي لغاية ظهور البيع‬
‫الذي قد ظهر في أواسط القرن ‪ 19‬الذي تم استعماله بشكل واضح في عام ‪،1870‬‬ ‫̋‬ ‫سيف ̏ ‪CIF‬‬
‫فوب ‪ ، ̏ FOB‬وتتسع المعامالت التي تتم عن طريق البيع‬
‫يتقدم على البيع ̏‬ ‫̋‬ ‫فبدأ البيع سيف ̏ ‪CIF‬‬
‫فوب ‪ ̏ FOB‬بشكل كبير‪ ،‬إال أنه لم يهجر بل كان يستخدم‬
‫إذ أنه لم يعد التعامل بالبيع ̏‬ ‫̋‬ ‫سيف ̏ ‪CIF‬‬
‫جنبا إلى جنب البيع سيف "‪ ،"CIF‬وتطورت أحكامه مع تطور التجارة الدولية والظروف الجديدة التي‬
‫‪1‬‬
‫صاحبتها‪.‬‬

‫وباعتبار أن البيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬هو بيع دولي قد كثر استعماله في مجال التجارة الدولية بشكل غير‬
‫محدود‪ ،‬إال أنه ال يوجد بيع وال يخلوا من تعقيدات خاصة فيما يخص القانون الواجب التطبيق باعتباره‬
‫بيع دولي ويتم بين دولة وأخرى‪ ،‬وقد نص المشرع الجزائري عن القانون الواجب التطبيق في المادة ‪09‬‬
‫من األمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائري «يكون القانون الجزائري هو المرجع في‬
‫تكييف العالقات المطلوبة تحديد نوعها عند تنازع القوانين لمعرفة القانون الواجب تطبيقه»‪.‬‬

‫وكذلك نصت المادة ‪ 18‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬على أنه «يسرى االلتزامات التعاقدية القانون المختار من‬
‫المتعاقدين إذا كانت له صلة حقيقية بالمتعاقدين أو بالعقد‪ ،‬وفي حالة عدم إمكان ذلك يطبق قانون‬
‫الموطن المشترك أو الجنسية المشتركة وفي حالة عدم إمكان ذلك‪ ،‬يطبق محل إبرام العقد»‪.‬‬

‫وبالتالي تبقى دوما مشكلة القانون الواجب التطبيق بالنسبة لهذا العقد فإما يطبق قانون الموطن‬
‫المختار من قبل البائع والمشتري ونستبعد الموطن المشترك ألن عقد البيع فوب يختلف فيه الموطن‬
‫كونه يتم عبر البحار من دولة لدولة أخرى‪ ،‬وقد يتم تطبيق قانون المكان الذي أبرما فيه عقد البيع فوب‬
‫‪.̏ FOB‬‬ ‫̏‬

‫وألن عقد البيع فوب عقد مميز عن غيره من العقود رغم المشاكل التي تحيطه على مستوى التجارة‬
‫الدولية إال أنه يكتسي طابع من األهمية فتتجلى أهمية موضوع البيع فوب في‪:‬‬

‫‪ -‬تناسبه وتداوله مع مناخ رجال األعمال الذي يتميز نشاطهم التجاري بكثرة األعمال واختالفها‪،‬‬
‫لهذا يستحيل تنقلهم في كل مرة يتتبعون أعمالهم‪ ،‬واذا بالبيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬أحدث تقنيات‬
‫مميزة ساهمت في إبرام العديد من البيوع الدولية بالسرعة والدقة المطلوبة‪.‬‬

‫‪ : 1‬عالء عمر محمد‪ ،‬انتقال المخاطر في البيوع البحرية (البيع سيف والبيع فوب )‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪ ،2012 ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ -‬دوره الفعال في حقل التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬يلعب دور هام جدا من الناحية االقتصادية والواقعية‪ ،‬بما له من تأثيرات فعالة على اقتصاد‬
‫الدول‪.‬‬
‫‪ -‬ساهم في عملية أتساع المعامالت التجارية البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية المبادالت التجارية الدولية لما يقدمه من تسهيالت لطرفي لعقد‪.‬‬

‫وان اختيارنا لموضوع صور بيوع التجارة الدولية – البيع فوب ̏ ‪ - ̏ FOB‬مبني على عدة أسباب‬
‫منها‪:‬‬

‫• أسباب ذاتية تتمثل في الميول الدائم لمعرفة أكثر حول هذا الموضوع‪ ،‬وكذلك معرفة سابقة له‬
‫حفزتنا للبحث أكثر حول هذا البيع ودراسته‪ ،‬واثراء مكتبة الحقوق جامعة العربي بن مهيدي –أم‬
‫البواقي‪ -‬بهذا النوع من البحوث‪.‬‬
‫• أسباب موضوعية تتمثل في االطالع على أهم األحكام المتعلقة بهذا البيع‪ ،‬المنظمة وفقا التفاقية‬
‫األمم المتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع (فيينا ‪ ،)1980‬واألحكام العامة للقانون المدني‬
‫الجزائري‪ ،‬خصوصا ان البيوع البحرية في تزايد مستمر خاصة مع االقتصاد الجزائري يعتمد‬
‫على عقد البيع البحري عند استيراد أو تصدير البضائع‪.‬‬

‫ومن خالل هذا المنطلق ونظ ار ألهمية الموضوع البالغة قمنا بحصر دراستنا لمعرفة العديد من‬
‫الجوانب المتعلقة بالبيع فوب ̏ ‪ ،̏ FOB‬لذا تمحورت اإلشكالية التي تناولناها حول معرفة أحكام عقد‬
‫فوب ‪ ،̏ FOB‬على ضوء كل من االتفاقية الدولية _ اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقود البيع‬
‫البيع الدولي ̏‬
‫الدولي للبضائع (اتفاقية فيينا لسنة ‪ )1950‬المنظمة لمثل هذه العقود واألحكام العامة لقواعد القانون‬
‫المدني الجزائري‪.‬‬

‫أما الهدف من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على أهم أحكام عقد البيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬ومعرفة‬
‫التزامات كل من المتعاقدين وكذا أهم الضوابط المتعلقة بهذه االلتزامات‪.‬‬

‫إن الدراسات السابقة التي تناولت موضوع عقد البيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬قليلة نسبيا‪ ،‬نذكر أهمها‪:‬‬

‫مذكرة أحمد أسامة طرابلسي لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬والتي جاءت تحت عنوان عقد البيع‬ ‫‪-‬‬
‫‪ free on board‬فوب والتي درس فيها مفهوم عقد البيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬وأهم االلتزامات‬
‫المترتبة عنه‪ ،‬والمسؤولية الناتجة جراء مخالفة أحد الطرفين اللتزاماته دون التطرق إلى بعض‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫المسائل الجوهرية المتعلقة بالعقد ومخالفته وحالة قيام النزاع بين البائع والمشتري‪ ،‬وهو ما قمنا‬
‫نحن بدراسته في هذا البحث‪.‬‬

‫أما بالنسبة لدراسات التي تطرقت لعقود البيع الدولية كثيرة نذكر أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬مذكرة رحيمة منصوري لنيل شهادة الماستير‪ ،‬والتي جاءت تحت عنوان اآلثار القانونية لعقد‬
‫البيع الدولي‪.‬‬

‫وال يخلو أي بحث كان من العراقيل مهما اختلفت‪ ،‬حيث صادفتنا عدة مشاكل منها‪:‬‬

‫‪ -‬العطلة الربيعية المفاجئة التي طالت مدتها لغاية شهر مما صعب علينا التنقل للمكتبة‪.‬‬
‫‪ -‬الحراك الجامعي للطلبة بحيث قاموا بغلق الجامعة ومنع الجميع من الدخول رغم تحججنا بأننا‬
‫طلبة تخرج وأننا بحاجة لمراجع قصد إتمام المذكرة واطالة فترة هذا الحراك‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت أو باألحرى قصر عمر السداسي الثاني لإللمام بشتى جوانب الموضوع وجمع‬
‫المعلومات الكافية حول الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬قلة المراجع المتخصصة التي تعالج هذا النوع من البيوع إضافة إلى عدم قيام المشرع الجزائري‬
‫بالنص على هذا البيع في نصوص خاصة‪.‬‬

‫ومن أجل حل وكذا اإلحاطة بجميع جوانب الموضوع‪ ،‬فإنه األجدر بهذه الدراسة االعتماد على‬
‫المنهج الوصفي والمنهج التحليلي فالنسبة للمنهج الوصفي فقد تطرقنا من خالله إلى ماهية عقد البيع‬
‫فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬وتكوينه‪ ،‬أما بالنسبة للمنهج التحليلي فقد اعتمدنا على تحليل جملة من مواد اتفاقية فيينا‬
‫لعام ‪ 1980‬المتعلقة بالبيع الدولي للبضائع‪ ،‬وكذلك تحليل بعض من النصوص القانونية المتواجدة في‬
‫القواعد العامة‪.‬‬

‫وبناء على اإلشكالية المطروحة سابقا‪ ،‬حاولنا اإلجابة عنها في فصلين رئيسيين وكل فصل يحتوي‬
‫̏‬ ‫على مبحثين‪ ،‬فبالنسبة للفصل األول فقد كانت دراسته حول اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب ̏ ‪FOB‬‬
‫والذي قسمناه لمبحثين تناولنا مفهوم عقد البيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬والمبحث الثاني خصصناه لتكوين عقد‬
‫البيع فوب "‪ ،"FOB‬أما الفصل الثاني فقد تطرقنا فيه آثار عقد البيع فوب ̏ ‪ ، ̏ FOB‬والذي قسمناه‬
‫كذلك لمبحثين‪ ،‬تناولنا في المبحث األول آثار تنفيذ عقد البيع فوب ̏ ‪ ̏ FOB‬في حين خصصنا المبحث‬
‫الثاني لدراسة آثار عدم تنفيذ التزامات عقد البيع فوب ̏ ‪.̏ FOB‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد‬


‫البيع فوب ‪FOB‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫"‪"FREE ON BOARD‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬


‫تمهيد‬
‫البيوع البحرية هي عبارة عن بيع للبضاعة التي تنتقل عبر البحار من ميناء آلخر‪ ،‬وهي عملية‬
‫تصدير بالنسبة للمشتري‪ ،‬تتم عن طريق تنفيذ عقد نقل البضائع بطريق البحر لتسلم للمشتري‪ ،‬وقسمت‬
‫البيوع البحرية لنوعين‪ :‬بيوع القيام‪ ،‬تضم البيع سيف ‪ ،CIF‬والبيع فوب ‪ ،FOB‬والبيوع عند الوصول‪،‬‬
‫وتضم البيع بسفينة معينة وسفينة غير معينة‪.‬‬

‫وما يهمنا في هذه الدراسة هو البيع فوب ‪ ،FOB‬وعليه فقد قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين األول‬
‫تحت عنوان مفهوم عقد البيع فوب ‪ FOB‬والمبحث الثاني بعنوان تكوين عقد البيع فوب ‪.FOB‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم عقد البيع فوب ‪FOB‬‬


‫من أجل تحديد مفهوم واضح لعقد البيع فوب ‪ ،FOB‬البد من دراسة تعريفه والتطرق إلى خصائصه‪،‬‬
‫دون أن ننسى طبيعته القانونية‪ ،‬وكذا أنواعه وتمييزه عن بقية البيوع األخرى‪.‬‬

‫وعليه قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬المطلب األول يدرس فيه تعريف وطبيعة عقد البيع فوب‬
‫‪ ،FOB‬والمطلب الثاني يتناول أنواع عقد البيع فوب ‪ FOB‬وتمييزه عن بيوع القيام األخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد البيع فوب وطبيعته القانونية‬

‫تناولنا في هذا المطلب تعريف عقد البيع فوب وطبيعته القانونية في فرعين على التوالي الفرع األول‬
‫خصص لتعريف عقد البيع فوب‪ ،FOB‬والفرع الثاني خصص لطبيعة عقد البيع فوب ‪.FOB‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد البيع فوب ‪Free on board‬‬

‫عرف البيع فوب بأنه "هو عقد يلتزم بمقتضاه البائع بتسليم البضاعة للمشتري في ميناء الشحن‬
‫على ظهر السفينة التي اختارها المشتري مقابل دفع الثمن وتنتهي التزامات البائع بتسليم المشتري‬
‫البضاعة على هذا النحو‪ ،‬ومنذ لحظة هذا التسليم تنتقل ملكية البضاعة للمشتري الذي يتحمل مخاطر‬
‫‪1‬‬
‫الطريق"‪.‬‬

‫وفي تعريف أخر فقد عرف أنه "ذلك البيع الذي يتفق فيه البائع على أن يقوم المشتري بتسليم‬
‫البضاعة المبيعة في ميناء الشحن على ظهر السفينة التي يحددها المشتري مقابل دفع الثمن ومن جوهر‬

‫‪ :1‬كمال حمدي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬ط‪ ،3‬منشأة المعارف للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.637‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫هذا االلتزام تتكون تسمية هذا البيع ‪ FOB‬وهي الحروف األولى من االصطالح اإلنجليزي ‪free on‬‬
‫يبر متى وضع البضاعة فوق ظهر السفينة‪ ،‬فكأنه يلتزم بمصاريف الشحن"‪.1‬‬
‫‪ ،board‬ومعناه أن البائع أ‬

‫وعرف أيضا أنه "نوع من أنواع البيوع البحرية‪ ،‬وهو اتفاق بين المشتري والبائع‪ ،‬يجبر فيه البائع‬
‫على تسليم البضاعة على ظهر السفينة التي يحددها المشتري في مرفأ الشحن والتاريخ الذي يحدده‬
‫المشتري وفي المهلة المتفق عليها‪ ،‬ويلتزم المشتري بإبرام عقد النقل ودفع أجرة النقل والتأمين على‬
‫البضاعة‪ ،‬وابالغ البائع بالمعلومات الكافية عن السفينة المؤجرة وعن تاريخ رسوها في ميناء الشحن‪،‬‬
‫ودفع ثمن البضاعة إلى البائع‪ ،‬والمصطلح (فوب) هو اختصار للمصطلح اإلنجليزي ‪free on board‬‬
‫‪2‬‬
‫وترجمتها بالفرنسية ‪"franco bord‬‬

‫ويعرف كذلك عقد البيع فوب بأنه" البيع الذي يسلم فيه البائع البضاعة على ظهر السفينة التي‬
‫يعينها المشتري في ميناء الشحن"‪.3‬‬

‫إذن وبالرغم من هذه التعريفات الكثيرة للبيع فوب إال أنها تعطي نفس المعنى‪ ،‬وتصب في مجرى‬
‫واحد‪ ،‬وهو أن البيع فوب يرتب على البائع التزام تسليم البضاعة للمشتري على متن السفينة التي اختارها‬
‫تبر ذمة البائع من التزام التسليم‪ ،‬وتتنقل الملكية للمشتري الذي يتولى إبرام عقد النقل‬
‫المشتري‪ ،‬ومن هنا أ‬
‫وعقد التأمين على البضاعة حتى يقي نفسه من أثار الهالك الذي تظل على عاتقه أثناء نقل البضاعة‪.4‬‬

‫وعليه يمكن تصور ثالث حاالت لتنفيذ عقد البيع فوب وهي‪:‬‬

‫• الحالة األولى‪ :‬الحالة التقليدية لعقد البيع وهي تسمية السفينة من قبل المشتري في الميناء الذي‬
‫اتفق عليه لحساب المشتري‪ ،‬ثم استخراج سند الشحن‪ ،‬ويكون البائع طرفا في عقد النقل‪ ،‬وعند إيراد‬
‫اسم البائع في سند الشحن البحري للبضاعة المتفق عليها‪ ،‬وجب عليه أن يقوم بتسليمه للمشتري‪.‬‬

‫بعد أن صدرت قواعد اإلنكوتيرمز لسنة ‪ 2010‬أصبح معيار وضع البضاعة على متن السفينة‬
‫هو المعيار المعمول به الذي يحدد وقت انتقال المخاطر وألغي معيار تجاوز حاجز السفينة ولم يعد‬
‫المعيار األساسي والمعمول به‪.‬‬

‫‪ :1‬علي البارودي‪ ،‬هاني دويدار‪ ،‬مبادئ القانون البحري‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،2003 ،‬‬
‫ص ‪.250‬‬
‫‪ :2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬عقد البيع ( فوب )‪ ، free on board‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر‪ ،‬محفوظ لشعب ‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 2014 ،‬ص ‪-‬ص ‪.13- 12‬‬
‫‪ :3‬عبد القادر العطير‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.383‬‬
‫‪ :4‬علي البارودي‪ ،‬هاني دويدار‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬د ط‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬دس‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫• الحالة الثانية‪ :‬وهي اإلبقاء على الحالة األولى (المذكورة أعاله)‪ ،‬وقيام البائع بإجراءات حيث تكون‬
‫السفينة في مرسى الشحن‪.‬‬
‫• الحالة الثالثة‪ :‬وهي أخر حالة تكون بوصول البضاعة للسفينة من قبل البائع‪ ،‬ويحصل على شهادة‬
‫شحن‪ ،‬بحيث يستلمها بمجرد وضع البضاعة على السفينة‪ ،‬ثم يرسلها للمشتري أو وكيله‪ ،‬فيحصل‬
‫على سند الشحن األصلي عند مغادرة السفينة للميناء‪ ،‬في هذه الحالة يكون المشتري هو طرف في‬
‫عقد النقل منذ البداية ‪.1‬‬

‫وليس هناك مانع أن ينوب البائع عن المشتري في إبرام عقد النقل البحري‪ ،‬يكون في الحاالت التي‬
‫ال يكون للمشتري وكيل في ميناء القيام‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم البائع بإبرامه لعقد النقل بصفته وكيال عن‬
‫المشتري‪ ،‬وتكون هذه الوكالة مستقلة عن عقد البيع‪ ،‬أي ال يفسخ العقد بمجرد إخالل البائع بالتزامه‬
‫بصفته وكيال‪ ،‬وعند تولي البائع إبرام عقد النقل البحري عن المشتري‪ ،‬فإنه يتفق مع الناقل البحري بأن‬
‫تكون أجرة النقل عند الوصول مستحقة‪ ،‬فيلتزم المشتري في ميناء الوصول بأدائها للناقل البحري‪.2‬‬

‫ومن خالل تعريف عقد البيع فوب ‪ FOB‬يمكن استنتاج خصائصه وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ :01‬عقد البيع ‪ FOB‬هو عقد بيع بحري‪:3‬‬

‫أي أن العنصر الجوهري هو النقل البحري تنتقل فيه البضاعة عبر رحلة بحرية عن طريق البحر‬
‫أو عبر الممرات المالحية‪.‬‬

‫‪ :02‬إنتقال ملكية البضاعة للمشتري من وقت شحنها ووضعها على متن السفينة التي سبق وأن‬
‫حددها المشتري‪:‬‬

‫يرتب البيع فوب قاعدة جد مهمة وهي انتقال ملكية البضاعة المتفق عليها للمشتري‪ ،‬فالبيع فوب‬
‫‪ FOB‬يوجب على البائع القيام بتسليم البضاعة في الميناء المتفق عليه‪ ،‬على متن السفينة المعينة من‬
‫قبل المشتري‪ ،‬فتنتقل الملكية في الحين‪ ،‬وهذه القاعدة هي التي تميز البيع فوب ‪ FOB‬عن غيره من‬
‫البيوع البحرية‪.‬‬

‫كما يجب على المشتري إعالم البائع عن ميناء الشحن وتحديد تاريخ الشحن‪ ،‬لكي يكون البائع‬
‫على دراية تامة بوقت ومكان شحن البضاعة‪ ،‬مع تحمله لجميع التكاليف المرتبطة بعقد النقل بعد عملية‬
‫التحميل‪ ،‬بما في ذلك تكلفة النقل‪ ،‬تكلفة التأمين‪ ،‬وتكلفة رخص االستيراد‪.‬‬

‫‪ :1‬محمود محمد عبابنة‪ ،‬أحكام عقد النقل‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ :2‬علي البارودي‪ ،‬هاني دويدار‪،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ :3‬محمود محمد عبابنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.216‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫وال ينتقل سند الشحن للمشتري بانتقال ملكية البضاعة له‪ ،‬إذ أنه ال عالقة بين انتقال ملكية البضاعة‬
‫بتسليمها على ظهر السفينة‪ ،‬وبين ملكية سند الشحن ودفع الثمن فحيازة سند الشحن من قبل البائع ال‬
‫تجعله مالكا للبضاعة وانما يكون حائ از لها بحصوله على الثمن من قبل المشتري‪ ،‬حينها يسلم البائع أو‬
‫يعيد السند للمشتري‪ ،‬ألن ملكية البضاعة تنتقل للمشتري منذ فترة الشحن وحيازته للبضاعة يباشرها عند‬
‫استالمه لسند الشحن من قبل البائع‪.1‬‬

‫‪ :04‬عند تسليم البضاعة على متن السفينة من قبل البائع للناقل تنتقل المسؤولية وتبعية المخاطر‬
‫للمشتري‪:2‬‬

‫وتتمثل هذه الخاصية في البيع فوب ‪ FOB‬حين تنتقل تبعية المخاطر ومسؤولية البضاعة المتفق‬
‫عليها في متن العقد من لحظة استالم الناقل الذي تعاقد معه المشتري مسبقا‪ ،‬ويقع على عاتق الناقل‬
‫البحري ضمان البضاعة لصالح المشتري‪ ،‬ويكون مسئوال عن البضاعة من لحظة شحنها لغاية‬
‫وصولها لميناء الوصول‪.3‬‬

‫‪ :05‬يقوم المشتري بإجراء التأمين وعقد النقل البحري للبضاعة بعكس عقد البيع ‪:4CIF‬‬
‫هذه الخاصية تميز البيع فوب ‪ FOB‬عن البيع سيف ‪ ،CIF‬بحيث تكون مسؤولية القيام بإجراءات‬
‫التأمين على البضاعة واختيار الناقل لنقل البضاعة بطريق البحر على عاتق المشتري‪ ،‬عكس البيع‬
‫سيف ‪ CIF‬التي تكون هذه االلتزامات على عاتق البائع‪ ،‬ويلتزم البائع بإبرام عقد النقل البحري‪ ،‬ويجب‬
‫أن يتضمن عقد النقل البحري الشروط المتفق عليها وهي الوقت التي تكون فيه السفينة في الميناء مهيأة‬
‫لحمل البضائع وتخصيص المكان لها‪.‬‬

‫ويمكن أن ينوب البائع عن المشتري في إبرام عقد النقل أو التأمين على البضاعة بموجب اتفاق‬
‫خاص أو بوكالة إذا تعسر على البائع إبرامه خاصة إذا كان مكانه بعيد عن ميناء القيام‪ ،‬ويالحظ أن‬
‫هذا الفعل قد يقرب البيع فوب ‪ FOB‬من البيع سيف ‪ ،CIF‬إال أن األمر ليس كذلك فقيامه بإبرام عقد‬
‫النقل والتأمين كان بموجب وكالة فيكون البائع وكيال عن المشتـري‪ ،‬فالتزامات البـائع تنتهي بمجـرد‬
‫تسـليمه للبضـاعة علـى ظهر السفينة للمشتري ‪.5‬‬

‫‪ :1‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص –ص ‪.183-182‬‬
‫‪ :2‬محمود محمد عبابنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ :3‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ :4‬محمود محمد عبابنة المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ : 5‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون البحري ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد البيع فوب "‪"FOB‬‬

‫ثار جدال قانوني حول طبيعة البيع فوب ‪ ،free on board‬فيما إذا كان بيع بحري أم بيع عادي وهو‬
‫ما وضحناه على التوالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬البيع فوب ‪ FOB‬بيع عادي‪:‬‬


‫أصحاب هذا الرأي يقر بأنه ال وجود للصفة البحرية للبيع فوب‪ ،‬بتفسير أن البيع والشراء والتسليم‬
‫والتسلم يتم في بلد واحد‪ ،‬فنكون أمام بيع عادي تطبق عليه القواعد العامة‪ ،‬إذ أن البائع يكون قد قام‬
‫بإنهاء التزاماته قبل أن تبدأ الرحلة البحرية‪ ،‬أي أنه تب أر ذمته من االلتزامات‪ ،‬قبل مغادرة السفينة للميناء‪.‬‬

‫وعليه فإن هذه الحالة شبيهة بحالة قيام البائع بشحن البضاعة على متن السفينة التي يمتلكها‪ ،‬ثم‬
‫يرسلها إلى وكيل له في دولة أخرى عسى أن يجد مشتري لهذه البضاعة‪ ،‬حيث أن الملكية المتعلقة‬
‫بالبضاعة تبقى في ذمة شخص واحد طوال مدة الرحلة البحرية‪ ،‬ويتحمل مخاطر الرحلة كذلك‪.1‬‬

‫إذن فال وجود للصفة البحرية لعقد البيع فوب مادام ال يوجد عقد نقل بحري يرتبط بعقد البيع‪.‬‬

‫ويرى كذلك بعض الكتاب الفرنسيين بأن البيع فوب ال يعد بيعا بحري إذ أنه قبل بدأ عملية الشحن‬
‫للبضاعة‪ ،‬يلتزم البائع بتسليم البضاعة على رصيف الميناء بجانب السفينة‪ ،‬وعند بدأ النقل البحري‬
‫للبضاعة تنتهي العالقة بين البائع والمشتري‪ ،‬ويتحمل المشتري مصاريف والمخاطر التي تحل بالبضاعة‬
‫في فترة الرحلة البحرية كالتلف مثال على متن السفينة‪.2‬‬

‫• نقد الرأي األول‪:‬‬


‫إن ال أري األول ال يمكن األخذ به‪ ،‬وذلك أن المشتري يمكنه الرجوع على البائع عند استالمه‬
‫للبضاعة المتفق عليها إذا وجد فيها عيب أو تلف بسيط ليس بالجسيم‪ ،‬كعيب في التغليف مثال‪ ،‬أو‬
‫عدم تهيئة البضاعة لتحمل الرحلة البحرية من قبل البائع مثال‪ ،‬وفيما يخص تبرئة ذمة البائع من‬
‫االلتزامات‪ ،‬وانتهاء مسؤوليته بجانب السفينة قبل بدء الرحلة البحرية وهذا ينفي الصبغة البحرية للبيع‬
‫فوب فإن مثل هذا الوصف يوصلنا لبيع أخر من البيوع البحرية‪ ،‬وهو البيع فاس ‪ FAS‬وهو اختصار‬
‫للعبارة اإلنجليزية (‪ ،)FREE ALONGSIDE‬وتعنى قيام البائع بتسليم البضاعة المبيعة على رصيف‬

‫‪ :1‬علي جمال عوض‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬دط‪ ،‬ج‪ ،1‬مطبعة النهضة لنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص ‪.773‬‬
‫‪ :2‬عالء عمر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ميناء القيام بجوار السفينة التي يعينها المشتري‪ ،‬وفي هذا النوع من البيوع يتولى المشتري إبرام عقد النقل‬
‫البحري وعقد التأمين على البضاعة المنقولة‪ ،‬وفي ذلك ال يختلف عن البيع فوب‪.1‬‬

‫كما يمكن القول أن البائع في عقد البيع فوب ال يمكنه أن يحضر البضاعة المتفق عليها في العقد‬
‫لميناء الشحن إال عند علمه بوقت وصول السفينة المحددة والمعينة من طرف المشتري للميناء‪ ،‬أي أن‬
‫هناك ارتباط متين بين التزام البائع بتسليم البضاعة‪ ،‬وقيام البائع بتعيين وتحديد السفينة والوقت الذي‬
‫تصل فيه لميناء الشحن‪ ،‬وابرام عقد النقل البحري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البيع فوب ‪ FOB‬بيع بحري‬


‫أصحاب هذا االتجاه يقرون أن البيع فوب" ‪ )free on board( "FOB‬هو بيع بحري بحت‪ ،‬نشأ‬
‫بحري ويبقى على هذه الصفة‪ ،‬وهو من البيوع التي البد من احتوائه على عقد النقل البحري‪ ،‬فبانعدامه‬
‫أي عقد النقل البحري في البيع فوب‪ ،‬يلغى ويبطل ويتهدم ركن من األركان األساسية التي يرتكز عليها‬
‫البيع فوب ‪.2‬‬

‫إذن فالبيع فوب هو بيع بحري من بيوع الشحن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع عقد البيع فوب "‪ "FOB‬وتميزه عن بيوع القيام األخرى فاس "‪"FAS‬‬
‫وسيف "‪"CIF‬‬
‫إن غالبية البيوع البحرية تتم في ميناء القيام‪ ،‬وان أهم بيوع القيام هي البيع فوب "‪ "FOB‬والبيع‬
‫سيف"‪ "CIF‬والبيع "‪ "CIF‬ومحور دراستنا في هذا المطلب هي‪ :‬أنواع البيع فوب "‪ "FOB‬تناولناها في‬
‫الفرع األول‪ ،‬واختالفات البيع فوب عن بيوع القيام األخرى سيف" ‪ "CIF‬وفاس "‪ "FAS‬قد درست في‬
‫الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع البيع فوب "‪."FOB‬‬


‫باعتبار أن البيع فوب "‪ "FOB‬بيع مرن ومتطور كما ذكرنا سالفا ولكونه يتالءم مع رغبات البائع‬
‫والمشتري أصبح البيع ينقسم ألنواع عدة نتكلم عن المعروفة منها في الفروع التالية‪:‬‬

‫‪ :1‬علي البارودي‪ ،‬هاني دويدار‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ :2‬عالء عمر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫أوال‪:‬عقد البيع فوب التقليدي‪.‬‬


‫هو التزام يلتزم بمقتضاه البائع بتسليم البضاعة على متن السفينة‪ ،‬على نفقته بعد القيام بتغليفها‬
‫وتجهيزها ونقلها للميناء وشحنها على متن السفينة التي عينها المشتري‪ ،‬وتنتقل الملكية بمجرد عملية‬
‫الشحن للمشتري الذي بدوره يتحمل مخاطر الطريق منذ ذلك الوقت ‪. 1‬‬

‫فالبيع فوب التقليدي ينظر لعالقة البائع والمشتري دون الخدمات اإلضافية التي يقدمها البائع‬
‫للمشتري‪ ،‬فيرتكز هذا البيع التقليدي على االلتزامات الواقعة على عاتق البائع والمشتري فيما يتعلق‬
‫بعملية الشحن‪ ،‬فال يقوم البائع بدفع النفقات المتعلقة بشحن البضاعة في الفترة التي توضع فيها على‬
‫متن السفينة‪ ،‬وال يقوم بحجز الفراغ من أجل وضع البضاعة ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد البيع فوب الحديث (العادي)‪.‬‬


‫عقد البيع فوب الحديث هو" التزام البائع بتقديم خدمات عدة للمشتري مثل إبرام عقد التأمين وعقد‬
‫النقل كوكيل من المشتري‪ ،‬فإذا حصل على توكيل خاص من المشتري‪ ،‬عندها يتصرف بموجب عقد‬
‫وكالة‪ ،‬وليس بموجب عقد البيع واذا أخل البائع بعقد النقل مثال فذلك يعد إخالال بعقد الوكالة ال إخالال‬
‫بعقد البيع"‪.3‬‬

‫كما يمكن للمشتري أن يعين وكيال عنه يقوم بإبرام عقد التأمين على البضاعة وعقد النقل وكذلك‬
‫استالم سند الشحن من الناقل للمشتري وفي هذه الحالة نكون بصدد عقد وكالة خارج عن البيع فوب‬
‫عكس ما ذكرنا في السابق عندما يكون البائع وكيل عن المشتري‪ ،‬هذا وقد أثبتت التطورات الحديثة أن‬
‫البيع فوب العادي (الحديث) هو البيع األكثر استعماال من حيث التسهيالت التي يقدمها للمشتري‪ ،‬بحيث‬
‫ليس من الضروري أن يتنقل لمكان البضاعة‪ ،‬فيمكنه تكليف البائع بالقيام ونقل وتأمين البضاعة بصفته‬
‫وكيال عنه‪ ،‬أو يعين وكيال ليقوم بنقل والتأمين على البضاعة‪ ،‬والمشتري هو المكلف بدفع أجور هذه‬
‫العقود ‪. 4‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقد البيع فوب باختالف وسيلة النقل‪:‬‬

‫ونجد في هذه الحالة عدة تقسيمات للبيع فوب باختالف وسيلة النقل‪:‬‬

‫‪ :1‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬دط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر ‪ ،2007،‬ص ‪.380‬‬
‫‪ :2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ :3‬طالب حسن موسى‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.172‬‬
‫‪ :4‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫‪1‬‬
‫أ‪ -‬البيع بصيغة التسليم على القاطرة أو الشاحنة )‪(FOT / FOR‬‬

‫يدخل ضمن البيع بشرط التسليم على القاطرة أو الشاحنة عدة التزامات وقبل الشروع في ذكر‬
‫االلتزامات نعرف كل منهما على حدى‪:‬‬
‫• البيع بشرط التسليم على القطار‪ :)free on Rail( For :‬وهو التزام البائع بتسليم البضاعة على‬
‫عربة القطار وهذه األخيرة هي نقطة التسليم ويقدم سند النقل البري لتب أر ذمته من التزام التسليم‪.‬‬
‫• والبيع بشرط التسليم على الشاحنة‪ :)Free on Truck( FOT :‬وهو التزام البائع بتسليم السلعة‬
‫على متن المركبة وتسليم السند إلى السائق أو إلى شركة النقل التي أبرم المشتري عقد النقل معها‬
‫وهكذا يكون البائع قد أدى التزامه بالتسليم ‪. 2‬‬

‫ونشرع في تبيان التزامات البائع والمشتري وهي كما يلي‪:‬‬

‫• التزامات البائع‪:‬‬
‫‪ -‬يلتزم بتسليم البضاعة على متن وسيلة النقل المعدة لشحن‪ ،‬القطار أو الشاحنة‪ ،‬كما أنه يظل‬
‫مسئوال عن البضاعة لغاية شحنها‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم بدفع نفقات شحن البضاعة ونفقات فحصها أو قياسها أو عدها ‪ ،...‬ويتحمل كافة‬
‫المخاطر المتعلقة بالبضاعة‪.‬‬
‫يلتزم بإخطار المشتري أن البضاعة تم شحنها أو تم إيداعها في مخازن التسليم في الوقت‬ ‫‪-‬‬
‫الذي اتفقا فيه‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء عقد النقل للمشتري وشهادة المصدر وكافة المستندات الضرورية لتمكينه من تصدير‬
‫البضاعة أو استيرادها‪.3‬‬

‫• التزامات المشتري‪:‬‬
‫تقع على عاتق المشتري االلتزامات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار التعليمات للبائع حول تصدير البضاعة للمكان المتفق عليه واستيالمها من مكان‬
‫الوصول ودفع ثمنها‪.‬‬
‫‪ -‬دفع كافة مصاريف النقل للبضاعة من مكان شحنها إلى مكان الوصول‪.‬‬

‫‪ :1‬عمر سعد هللا‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ :2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ :3‬محمود فياض‪ ،‬المعاصر في قوانين التجارة الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬الوراق لنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪ ،2012،‬ص –ص‪-101،‬‬
‫‪.102‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫‪ -‬تحمل الرسوم الجمركية أو الضرائب التي ترد على البضاعة في حالة ما تم تصديرها‪.‬‬
‫‪ -‬دفع كل النفقات والتكاليف الالزمة بغرض الحصول على المستندات (شهادة المصدر‪،‬‬
‫والمستندات التي تمكن من مرور البضاعة عبر دولة أخرى) بما في ذلك شهادات المنشأ‬
‫والرسوم القنصلية ‪.1‬‬

‫ب_البيع فوب الميناء الجوي )‪(FOA‬‬

‫هو البيع الذي يقتصر على وسيلة نقل جوي فيلتزم البائع بتسليم البضاعة للناقل أو وكيله أو أي‬
‫شخص آخر يقوم المشتري بتعيينه في الطائرة مثله مثل البيع فوب‪.‬‬

‫وميزة البيع فوب في الميناء الجوي تكمن في أن التسليم يتم في المطار وليس في الطائرة‪ ،‬والحد‬
‫الفاصل بين مسؤولية البائع ومسؤولية المشتري هي النقطة التي يستلم فيها الناقل الجوي البضاعة تكون‬
‫في مستودعات الشحن الخاصة بالشركة التي تم عقد النقل الجوي معها‪ ،‬واما تكون عند الطائرة مباشرة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز عقد البيع فوب "‪"FOB‬عن بيوع القيام سيف" ‪ "CIF‬وفاس"‪"FAS‬‬
‫بما أن البيع فوب هو بيع بحري كما تبين لنا من خالل دراسة طبيعته القانونية‪ ،‬وأنه يعتبر بيع من‬
‫بيوع القيام وأهمها‪ ،‬وعليه يجب تبيان الفرق بينه وبين بيوع القيام األخرى‪ ،‬من خالل توضيح أوجه الشبه‬
‫واالختالف لكل من البيع سيف" ‪ »CIF‬والبيع فاس "‪ "FAS‬مع البيع فوب " ‪."FOB‬‬

‫أوال‪ :‬البيع سيف "‪"CIF‬البيع مع االلتزام بنفقات البضاعة وأجرة النقل ومصاريف التأمين"‪.‬‬
‫عرف البيع سيف "‪"CIF‬على أنه «اتفاق يجري بين طرفين هما البائع والمشتري حيث يلزم األول أي‬
‫البائع بتسليم البضاعة في ميناء الشحن وشحنها على ظهر السفينة إضافة إلى التزامه بإبرام عقد نقل‬
‫البضاعة ودفع أجرة نقلها وكذلك التأمين عليها‪ ،‬مقابل التزام المشتري بدفع مبلغ مالي إجمالي عن ذلك‬
‫يشمل قيمة البضاعة وأجرة نقلها وقسط التأمين عليها ويتكون البيع سيف في مصطلحه من األحرف‬
‫األولى للكلمات اإلنجليزية »‪ ، »C.I.F Cost. Insurance fright‬وتعنى ثمن البضاعة وقسط‬
‫التأمين وأجرة النقل كما يطلق عليها اسم البيع‪ FAS‬باللغة الفرنسية حيث يتضمن األحرف األولى‬
‫للكلمات «‪.3»cout assurance fret‬‬

‫‪ :1‬محمد نصر محمد‪ ،‬الوافي في عقود التجارة الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ :2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ :3‬رحموني ناصر‪ ،‬اآلثار القانونية عن عقد البيع الدولي سيف‪ ،C.I. F‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬طحطاح عالل‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،2014 ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ويقع على عاتق البائع والمشتري االلتزامات التالية‪:‬‬

‫أ‪ :‬التزامات البائع في البيع سيف‪:CIF‬‬

‫يلتزم البائع في هذا البيع بــ‪:‬‬

‫• تسليم البضاعة ويبقى ضامن لسالمتها حتى يتم شحنها في ميناء المغادرة‪ ،‬فتنتقل ملكيتها للمشتري‬
‫عندما توضع على متن السفينة ‪. 1‬‬
‫إبرام عقد النقل‪ ،‬بحيث تكون السفينة ذات صالحية لتوصيل البضاعة للمكان المطلوب والمتفق‬ ‫•‬
‫عليه ‪.2‬‬
‫االلتزام بمطابقة البضاعة لما تم االتفاق عليه في متن العقد‪.‬‬
‫•‬
‫• شحن البضاعة على ظهر السفينة في ميناء الشحن على نفقته وفي الوقت المتفق عليه والمكان‬
‫المحدد في متن العقد ‪.3‬‬
‫• التأمين على البضاعة ونقلها‪ ،‬كما هو محدد في متن العقد‪ ،‬حيث تقع على عاتق البائع نفقات النقل‬
‫والتأمين على البضاعة‪ ،‬وشحنها على متن السفينة وفي الوقت والتاريخ المتفق عليه‪ ،‬وعلى البائع‬
‫إرسال وثيقة الشحن للمشتري في الوقت المتفق عليه في العقد‪.‬‬
‫• شحن البضاعة المتفق عليها في الوقت المتفق عليه في متن العقد بحيث يتمكن المشتري من اتخاذ‬
‫تدابيره الخاصة الستالم البضاعة‪.‬‬
‫استخراج وارسال المستندات المتعلقة بالبيع على نفقته الخاصة للمشتري منها ‪ :‬مستندات الشحن‪،‬‬ ‫•‬
‫مستندات البيع‪ ،‬مستندات التأمين‪ ،‬وفي حالة عدم اتفاق الطرفين على وثائق معينة‪ ،‬يلتزم بإرسال‬
‫الوثائق التالية للمشتري وهي كاألتي‪ :‬فاتورة البيع سند الشحن ووثيقة التأمين‪ ،‬هذا من جهة ومن‬
‫جهة أخرى قد تكون هذه الوثاق ضـرورية تمكن المشتـري من إثبات ملكيته للبضاعة وهي‪ :‬شهـادة‬
‫المطابقة‪ ،‬شهادة الجودة‪ ،‬شهادة المنشأ‪ ،‬ويتم تحديد وقت ومكان إرسال المستندات وفق لما اتفق‬
‫عليه الطرفين في العقد ‪.4‬‬
‫• تجهيز رخصة تصدير البضاعة‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة وقيامه بعملية التخليص الجمركي على‬
‫نفقته‪.5‬‬

‫‪ :1‬محمد بهجت عبد هللا أمين قايد‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪ ،2015 ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ :2‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ :3‬عمر سعد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.142 -141 ،‬‬
‫‪ :4‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.129 ،119 ،‬‬
‫‪ :5‬طالب حسين موسى‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫‪ :02‬التزامات المشتري في البيع سيف"‪CIF‬‬


‫يلتزم المشتري في هذا البيع ب‪:‬‬

‫• دفع الثمن للبائع‪ :‬ثمن البضاعة‪ ،‬أجرة النقل‪ ،‬قسط التأمين‪ ،‬فيتفق الطرفين على كيفية دفع الثمن‬
‫للبائع بالمقابل يحصل المشتري على المستندات ‪.1‬‬
‫• تسلم البضاعة‪ ،‬فعلى المشتري إخطار البائع بزمان ومكان استالم البضاعة وأن يتحمل المشتري‬
‫كل األعباء والنفقات المتعلقة بالبضاعة أثناء نقلها لغاية وصولها لميناء الوصول‪.2‬‬
‫• تحمل جميع المخاطر التي تتعرض لها البضاعة‪ ،‬فالبائع تب أر ذمته من وقت شحن البضاعة‪،‬‬
‫بمعنى أن كل المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها البضاعة تنتقل للمشتري منذ الشحن‪.3‬‬
‫• تحمل كل التكاليف والنفقات للحصول على الوثائق القنصلية وشهادة المصدر‪.4‬‬
‫• فحص البضاعة في أقرب وقت ممكن‪ ،‬وبعد إجراء عملية الفحص إذا اكتشف عدم مطابقتها‪،‬‬
‫يقوم بعملية إخطار البائع عن العيوب التي اكتشفها‪ ،‬فيعلمه في وقت معقول حتى ال يسقط حقه‬
‫بالتمسك بالعيب في مطابقة البضائع ‪.5‬‬

‫ومن خالل ما سبق نجد أن البيع فوب ‪ F.O.B‬يتشابه مع البيع سيف ‪ C.I.F‬في أن كال‬
‫البيعين من البيوع البحرية ‪ -‬بيوع القيام – وأن السفينة هي الوسيلة المستعملة في كال البيعين‪ ،‬وأنهما‬
‫من أهم البيوع التي كانت تستعمل منذ القدم ألهميتها القصوى‪.‬‬

‫وأوجه االختالف تكمن من ناحية إلزامية نقل البضاعة‪ ،‬والتأمين عليها‪ ،‬تكون على عاتق البائع‬
‫في البيع سيف "‪ ،"CIF‬أما في البيع "‪ "FOB‬فالمشتري هو الذي يقوم بإبرام عقد النقل البحري‪ ،‬وعقد‬
‫التامين على البضاعة‪ ،‬وكذلك يختلف البيع سيف" ‪ "CIF‬على البيع فوب ‪FOB‬في نقطة تسليم‬
‫البضاعة وكذلك وقت انتقال المخاطر إلى المشتري ‪.6‬‬

‫‪ :1‬محمد بهجت عبد هللا أمين قايد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ :2‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ :3‬عالء عمر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ :4‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ :5‬رحيمة منصوري‪ ،‬األثار القانونية لعقد البيع الدولي‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‪ ،‬محمد الصالح روان‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،2014 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ :6‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ثانيا‪ :‬البيع فاس «‪ ”Free a longside ship”» FAS‬البيع بشرط التسليم على رصيف ميناء‬
‫الشحن‪.‬‬
‫يقصد بالبيع بصيغة التسليم على رصيف ميناء الشحن هو «البيع الذي ينتهي فيه التزام البائع‬
‫بوضع البضاعة على رصيف الميناء الذي تقف عليه السفينة الناقلة أو توضع البضاعة في الصنادل‬
‫التي تنقلها إلى السفينة الناقلة إذا كانت تقف بعيدا عن رصيف الميناء‪ ،‬ويعني ذلك أن المشتري‬
‫يتحمل جميع النفقات ومخاطر هالك أو تلف البضاعة منذ هذه اللحظة‪ ،‬وهذا يعني أنه على المشتري‬
‫في هذا البيع‪ ،‬على خالف البيع فوب أن يخلص على البضاعة جمركية حتى يتم تصديرها‪ ،‬ويحدد‬
‫في البيع ميناء الشحن»‪.1‬‬

‫‪ : 01‬التزامات البائع في البيع «‪»FAS‬‬

‫يلتزم البائع في هذا البيع ب ــ‪:‬‬

‫• توريد البضاعة حيث يجب أن تكون مطابقة لما تم االتفاق عليه في متن عقد البيع‪ ،‬شهادة‬
‫المطابقة إذا كان ذلك مشروطا في العقد‪.‬‬
‫• تسليم البضاعة بجانب السفينة التي تنقل البضاعة على مرسى الشحن الذي اتفقا عليه الطرفان‬
‫في متن عقد البيع‪ ،‬وفي المدة والتاريخ المتفق عليه في العقد‪.‬‬
‫• تقديم المساعدة للمشتري للحصول على ترخيص التصدير‪ ،‬أو أي إذن يصدر من جهة‬
‫«حكومية»‪ ،‬ويكون هذا اإلذن الزم إلتمام تصدير البضاعة‪.‬‬
‫• االلتزام بالنفقات التالية‪ :‬استصدار شهادة المنشأ والقيام بتسليمها للمشتري‪ ،‬والقيام باستصدار‬
‫وثيقة تسليم على رصيف شحن البضاعة‪ ،‬بنفقات عملية فحص البضاعة ‪.2‬‬

‫‪ :02‬التزامات المشتري في البيع فاس «‪.»FAS‬‬

‫يلتزم المشتري في هذا البيع ب‪:‬‬

‫• إخطار البائع باسم السفينة التي توضع عليها البضائع‪ ،‬وكذلك الرصيف والموعد الذي يتم‬
‫فيه تسليم البضاعة بجانب السفينة‪.‬‬
‫• دفع الثمن المنصوص عليه في متن العقد‪.‬‬

‫‪ :1‬عمر سعد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬


‫‪ :2‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫• تحمل كافة نفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة من وقت تسليمها بجانب السفينة الناقلة‬
‫في الميناء المتفق عليه وخالل المدة المتفق عليها‪.‬‬
‫• تحمل نفقات إضافية‪ ،‬بسبب عدم وصول السفينة في الوقت المتفق عليه لنقل البضاعة‬
‫المتفق عليها‬
‫• تحمل جميع التكاليف والنفقات للحصول على المستندات‪.1‬‬

‫إذن فالبيع فوب ‪ FOB‬يتشابه مع البيع فاس‪ FAS‬في أن المشتري هو الذي يتولى إبرام عقد التأمين‬
‫على البضاعة المنقولة‪ ،‬وكذا عقد النقل البحري‪ ،‬وأن المخاطر تنتقل للمشتري بمجرد استالمه للبضاعة‪.‬‬

‫ويكمن االختالف بينهما في مكان تسليم البضاعة‪ ،‬ففي البيع فوب ‪ FOB‬يستلم المشتري البضاعة‬
‫على متن السفينة‪ ،‬وبالتالي يتحمل البائع تبعة هالك البضاعة بما في ذلك مرحلة شحن البضاعة على‬
‫متن السفينة‪ ،‬بينما في البيع فاس‪ FAS‬يتسلم المشتري البضاعة المتفق عليها على رصيف الميناء‪ ،‬فتقع‬
‫تبعة هالك البضاعة على عاتق المشتري من لحظة تسليم البضاعة التي تعقبها مرحلة الشحن على‬
‫السفينة ‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين عقد البيع فوب "‪"FOB‬‬


‫انتهجت اتفاقية فيينا لسنة ‪ 1980‬نهجا قانونيا متوازن فيما يخص تكوين العقد بين ما أخذ به‬
‫النظام االنجلوسكسوني والنظام الالتيني‪ ،‬فنصت على رضائية العقد التجاري الدولي بحيث نصت‬
‫المادة ‪ 11‬منها «ال يشترط أن يتم انعقاد عقد البيع أو إثباته كتابة وال يخضع ألي شروط شكلية‪،‬‬
‫ويجوز إثباته بأوسيلة بما في ذلك اإلثبات بالبينة»‪ .‬فعنصر الرضائية جوهر مهم في تكوين العقد‪.3‬‬

‫ويقوم البيع فوب ‪ FOB‬كقيام أي بيع عادي أخر فهو يرتكز على توافق إرادة البائع والمشتري‪،‬‬
‫فاإلرادة عنصر مهم وجوهري في تكوين عقد البيع فوب‪ ،‬فيجب أن يكون التراضي بين المتقاعدين‬
‫حتى يقوم عقد البيع‪ ،‬ويجب أن يتجه تراضي الطرفين غاية مشروعة‪ ،‬وهذه المشروعية تتحقق في‬
‫محل االلتزام‪.‬‬

‫‪ :1‬عمر سعد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.141-140‬‬


‫‪ :2‬هاني دويدار‪ ،‬النقل البحري والجوي‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،2008 ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ : 3‬محمود فياض المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.177‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫إذن البد لقيام عقد البيع فوب ‪FOB‬من وجود التراضي بين البائع والمشتري‪ ،‬وأن يكون لهذا‬
‫التراضي محال يقع عليه‪ ،‬وأن يكون له سببا مشروعا‪.1‬‬

‫وعليه درسنا تكوين عقد البيع فوب ‪ FOB‬في مطلبين‪ ،‬المطلب األول خصص لركن التراضي‬
‫والمطلب الثاني لركن المحل والسبب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وجود التراضي ‪le consentement‬‬


‫إن اإلرادة عنصر فعال في التراضي فتتم عن طريق تبادل الطرفين البائع والمشتري التعبير عن‬
‫إرادتيهما كما هو موضح في المادة ‪ 59‬ق‪.‬م‪.‬ج التي نصت على «يتم العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان‬
‫‪2‬‬
‫التعبير عن إرادتهما المتطابقتين دون اإلخالل بالنصوص القانونية»‬
‫‪3‬‬
‫ويتم هذا التوافق بين‬ ‫ويلزم أن تتوافق إرادتا طرفي عقد البيع فوب (البائع والمشتري) على إنشائه‬
‫اإلرادتين على مرحلتين أساسيتين‪ :‬مرحلة اإليجاب ومرحلة القبول وهذا ما رأيناه في األحكام العامة‬
‫لتكوين العقد هذا من جهة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فقد تضمن الجزء الثاني من اتفاقية فينا على كيفية وزمان انعقاد العقد‪ ،‬فينعقد‬
‫العقد في اللحظة التي يحدث فيها قبول اإليجاب أثره كما وضحت المادة ‪ 23‬من اتفاقية فيينا «ينعقد‬
‫‪4‬‬
‫العقد في اللحظة التي يحدث فيها قبول اإليجاب أثره وفق ألحكام هذه االتفاقية»‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام اإليجاب لعقد البيع ‪FOB‬‬

‫تطرقنا في هذا الفرع ألحكام اإليجاب بالنسبة التفاقية فيينا وكذا بالنسبة للمشرع الجزائري‪.‬‬

‫‪ : 1‬رمضان أبو السعود ‪ ،‬مصادر اإللتزام ‪ ،‬ط ‪،1‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع ‪ ،‬مصر ‪ ،2007 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ : 2‬المادة ‪ 59‬من االمر ‪ ،58-75‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪ ،2007‬المتضمن القانون‬
‫المدني‪.‬‬
‫‪ : 3‬علي فياللي ‪ ،‬االلتزامات‪ ،‬د ط‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2010 ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ : 4‬المادة ‪ 23‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإليجاب‪.‬‬


‫إليجاب هو "العرض الذي يتقدم به شخص معين إلى آخر‪ ،‬أو آخرين بقصد إبرام عقد‪ ،‬للحصول‬
‫على قبول هذا العرض وبالتالي إنشاء العقد‪ ،‬وبعبارة آخرى‪ ،‬اإليجاب هو تعبير نهائي عن اإلرادة يتم به‬
‫العقد‪ ،‬إذا ما تالقى معه قبول" ‪.1‬‬

‫وهو في تعريف آخر واضح «اإليجاب هو التعبير البات الصادر من أحد المتعاقدين والموجه إلى‬
‫الطرف األخر بقصد إحداث أثر قانوني أي إبرام عقد»‪.2‬‬

‫وعليه ففي عقد البيع فوب تتجه نية البائع والمشتري إلبرام هذا العقد‪ ،‬بحيث ينوي البائع القيام ببيع‬
‫البضاعة وتسليمها على ظهر السفينة التي قام المشتري بتعيينها‪ ،‬فيقول المشتري أشتري وينوي القبول‬
‫ويقوم بدفع الثمن إلى ما غير ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام اإليجاب‪.‬‬

‫أ‪-‬بالنسبة التفاقية فيينا‪:‬‬

‫تناولت اتفاقية فيينا أحكام تكوين العقد في الجزء الثاني ابتداءا من المادة (‪ ،)14‬بحيث ميزت ما بين‬
‫اإليجاب الموجه لشخص ما أو اإليجاب الموجه لعدة أشخاص المعتمد به في تكوين عقد البيع حيث‬
‫نص على "(‪ )1‬يعتبر إيجاب أي عرض إلبرام عقد إذا كان موجه إلى شخص أو عدة أشخاص معينين‪،‬‬
‫وكان محددا بشكل كاف إذا عين البضائع وتضمن صراحة أو ضمنا تحديدا للكمية أو الثمن أو بيانات‬
‫يمكن بموجبها تحديدها‬

‫(‪ )2‬وال يعتبر العرض الذي يوجه إلى شخص أو أشخاص غير معنيين إال دعوى اإليجاب ما لم يكن‬
‫‪3‬‬
‫الشخص الذي صدر عنه العرض قد أبان بوضوح عن إتجاه قصده إلى خالف ذلك"‪.‬‬

‫قد بينت أيضا أن الدعوى لل تعاقد على البضاعة والثمن بين البائع والمشتري ال ترتقي لمستوى‬
‫اإليجاب على الصعيد القانوني‪ ،4‬ألن اإليجاب يعتبر خطوة مباشرة إلى العقد‪ ،‬ألنه يوجه للمشتري حتى‬

‫‪ : 1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،2008،‬ص‪.103‬‬
‫‪ : 2‬عدنان إبراهيم السرحان‪ ،‬نوري محمد خاطر‪ ،‬شرح القانون المدني مصادر الحقوق الشخصية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ : 3‬المادة ‪ 14‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ : 4‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫إذا قبله تم عقد البيع‪ ،1‬ومع تبيان نوع البضاعة والكمية وتحديد كافة البيانات المتعلقة بالبضاعة‪ ،‬وكذلك‬
‫اشترطت ثالثة شروط لإليجاب وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون موجها لشخص ما أو عدة أشخاص معنيين‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون العرض محددا بشكل كاف يبين من خالله اتجاه قصد الموجب لاللتزام في حالة ما إذا تم‬
‫القبول‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون العرض محدد بشكل كاف يتضمن تحديدا لنوع البضاعة‪ ،‬الكمية‪ ،‬ثمنها وجميع‬
‫مواصفاتها‪ ،....‬أو البيانات التي تحدد بموجبها هذه المتطلبات‪.‬‬

‫ويتضح من خالل المادة (‪ )14‬أن اإليجاب يجب أن يتضمن تحديد البضاعة المراد بيعها وجل‬
‫مواصفتها‪ ،‬وكذلك تحديد السعر الذي يرغب الموجب على أساسه التعاقد‪ ،‬ولكن هذا الحكم مخالفا لما‬
‫‪2‬‬
‫التي تنص على «إذا انعقد العقد على نحو صحيح دون أن‬ ‫تنص عليه المادة (‪ )55‬من االتفاقية‬
‫يتضمن ‪ ،‬صراحة أو ضمنا تحديدا لثمن البضائع أو بيانات يمكن بموجبها تحديده يعتبر أن الطرفين‬
‫قد أحاال ضمنا في حالة عدم وجود ما يخالف ذلك‪ ،‬إلى السعر االعتيادي الموجود وقت انعقاد العقد‬
‫بالنسبة لنفس البضائع المبيعة في ظروف مماثلة في نفس النوع من التجارة »‪.3‬‬

‫بحيث أجازت قيام العقد دون تحديد سعر البضاعة سواءا صراحة أو ضمنا‪ ،‬فيتم اللجوء للسعر‬
‫االعتيادي الموجود في وقت انعقاد عقد البيع بالنسبة لنفس البضاعة التي تباع في الظروف المماثلة في‬
‫نفس النوع من التجارة‪.‬‬

‫إذن فاإليجاب يحدث أثره عند وصوله للمخاطب كما نصت المادة (‪ )15‬من االتفاقية «يحدث‬
‫‪4‬‬
‫اإليجاب أثره عند وصوله للمخاطب»‬

‫ويجوز الرجوع عن اإليجاب لغاية ما يتم انعقاد البيع فوب بين البائع والمشتري إذا ما وصل الرجوع‬
‫‪5‬‬
‫عن اإليجاب للمخاطب قبل أن يقترن به القبول‬

‫‪ : 1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ :2‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪ 55‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ :4‬المادة ‪ 15‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ :5‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ويسقط اإليجاب إذا تم رفضه من قبل الشخص الموجه له‪ ،‬فإذا ما قام المشتري برفض عرض البائع‬
‫له يسقط اإليجاب‪ ،1‬حسب نص المادة ‪ 17‬من االتفاقية‪.‬‬

‫وكذلك في حالة ما إذا قام القابل بإضافة تعديالت عليه‪ ،‬هنا يصبح اإليجاب بمثابة إيجابا جديدا‬
‫صدر من القابل يكون في حالة ما إذا أدى هذا التعديل والتغيير لحدوث تغيير جذري لإليجاب األول‬
‫وهو ما نصت عليه المادة ‪ 19‬من االتفاقية‪.‬‬

‫وأخي ار في حالة سقوط األجل الذي رسمه الموجب في اإليجاب دون أن يصله القبول من القابل‪.2‬‬

‫ب‪-‬بالنسبة للمشرع الجزائري‪:‬‬

‫لم ينص المشرع الجزائري صراحة عن اإليجاب ولكنه من مفهوم نص المادة ‪ 61‬ق‪.‬م‪.‬ج «ينتج‬
‫التعبير عن اإلرادة أثره في الوقت الذي يتصل فيه بعلم من وجه إليه‪ ،‬ويعتبر وصول التعبير قرينة‬
‫على العلم به ما لم يقض الدليل على عكس ذلك»‪.3‬‬

‫يتضح أن اإليجاب ينتج أثره عند وصوله للشخص المخاطب في عقد البيع فوب‪.‬‬

‫واذا صدر اإليجاب وبعدها توفي الموجب أو فقد أهليته فذلك ال يسقط اإليجاب بشرط وصول العلم‬
‫بالقبول للموجب‪ ،‬وفي حالة ما إذا توفي الموجب قبل أن يتصل بعلم القابل هنا ال ينعقد عقد البيع فوب‬
‫‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 62‬ق‪.‬م‪.‬ج «إذا مات من صدر منه التعبير عنه اإلرادة أو فقد أهليته‬
‫قبل أن ينتج التعبير أثره‪ ،‬فان ذلك يمنع من ترتب هذا األثر عند اتصال التعبير بعلم من وجه إليه‪،‬‬
‫هذا ما لم يتبين العكس من التعبير أو من طبيعة التعامل‪. 4».‬‬

‫ونستنتج أن أحكام اإليجاب في التشريع الجزائري شبيهة ومتقاربة مع أحكام اتفاقية فيينا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أحكام القبول لعقد البيع فوب ‪FOB‬‬

‫‪ :1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬


‫‪ :2‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ :3‬المادة‪ 61‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ :4‬المادة‪ 62‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫أوال‪ :‬تعريف القبول‬

‫عرف القبول على انه «القبول هو الرد اال يجابي من طرف الموجب له ن ولكي يعتد به ال بد من‬
‫توفر بعض الشروط وأحيانا قد يكفي السكوت المالبس»‪.1‬‬

‫وفي تعريف أخر عرف على أنه "التعبير البات عن إرادة الطرف الذي وجه إليه اإليجاب بارتضائه‬
‫العرض الذي تقدم به الموجب"‪.‬‬

‫فالقبول هو الموافقة على إنشاء العقد بناءا على اإليجاب‪ ،‬وغالبا يتأخر صدور عن صدور اإليجاب‬
‫ويسمى اإلرادة الثانية واإليجاب هو اإلرادة األولى‪.2‬‬

‫ففي عقد البيع فوب¨‪¨ free on board‬يقوم المشتري بإعالن قبوله للبائع حول شراء البضاعة ودفع‬
‫ثمنها‪ ،‬أو يقوم البائع بإعالن قبوله للمشتري بقيامه ببيع البضاعة وتسليمها له على ظهر السفينة التي‬
‫يقوم المشتري بتعيينها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام القبول‬

‫أ‪-‬بالنسبة التفاقية فيينا‬

‫عالجت اتفاقية فيينا أحكام القبول في المواد ‪ 18‬إلى غاية ‪ ،24‬فحتى ينشأ عقد البيع فوب يجب‬
‫مطابقة القبول لإليجاب‪ ،‬أي أن يقول مثال البائع بعتك هذه البضاعة بهذا الثمن‪ ،‬ويقوم المشتري بقبول‬
‫العرض‪ ،‬هنا يتم العقد‪ ،‬فهنا المطابقة تامة لإليجاب والقبول‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 18‬فقرة األولى على «يعتبر قبول أي بيان أو أي تصرف أخر صادر من المخاطب‬
‫يفيد الموافقة على اإليجاب‪ ،‬أما السكوت أو عدم القيام بأي تصرف فال يعتبر أي منهما في ذاته‬
‫قبوال»‪.3‬‬

‫فأي تصرف يرد من المخاطب يدل على الموافقة يعد قبوال‪ ،‬غير أن السكوت أو االمتناع عن القيام‬
‫بأي تصرف يفيد القبول ال يعتبران كالهما قبوال‪.‬‬

‫فإذا أصدر القبول من المشتري وطابق إيجاب البائع الذي كان قائما‪ ،‬هنا عقد البيع فوب ينعقد بين‬
‫البائع والمشتري‪ ،‬عند اتصال القبول بعلم الموجب هنا يتم العقد أي يحدث القبول أثره‪ ،‬واذا لم يصل‬

‫‪ :1‬علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ :2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪ 18‬فقرة ‪ 01‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫القبول لعلم الموجب فإنه ال يحصل توافق وتطابق القبول باإليجاب‪ ،1‬في حالة ما إذا لم يصل القبول‬
‫مرعاة المشتري لظروف البائع حول سرعة وسائل‬
‫من المشتري للبائع في المدة المتفق عليها‪ ،‬مع ا‬
‫االتصال التي استخدمها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 18‬فقرة الثانية « يحدث قبول اإليجاب أثره من‬
‫اللحظة التي يصل فيها إلى الموجب خالل المدة التي اشترطها‪ ،‬أو خالل مدة معقولة في حالة عدم‬
‫وجود مثل هذه الشرط على أن يؤخذ في عين االعتبار ظروف الصفقة وسرعة وسائل االتصال التي‬
‫استخدمها الموجب ‪ ،‬ويلزم قبول اإليجاب الشفوي في حال ما لم يتبين من الظروف خالف ذلك»‪.2‬‬

‫عند صدور قبول مخالفا أو معدة إلحكام اإليجاب من القابل يعد هذا القبول إيجابا جديدا‪ ،‬فيسقط‬
‫اإليجاب األول الصادر من الموجب‪ ،‬ويعتبر هذا التعديل رفضا لإليجاب‪ ،3‬وهو ما وضحته المادة ‪19‬‬
‫الفقرة األولى «إذا إنصرف الرد على اإليجاب إلى القبول ولكنه تضمن إضافات أو تحديات أو تعديالت‬
‫يعتبر رفضا لإليجاب ويشكل إيجابا مقابال»‪.4‬‬

‫أما إذا تضمن القبول عدة عناصر متممة لعقد البيع فوب ال تؤدي إلى التغيير في اإليجاب‪ ،‬هذه‬
‫العناصر ذكرتها المادة ‪19‬في فقرتها الثالثة وهي الثمن‪ ،‬تسديد الثمن‪ ،‬نوعية وكمية البضاعة‪ ،‬موعد‬
‫تسليم البضاعة بشروط متعلقة بتسوية النزاعات بين البائع والمشتري في حالة وقوع نزاع‪.‬‬

‫كما أضافت المادة ‪ 20‬من االتفاقية مدة سريان القبول‪ ،‬فكما ذكرنا سالفا يصدر خالل المدة التي‬
‫عينها الموجب في إيجابه‪ ،‬أو في مدة زمنية معقولة ‪5‬وفي حالة ما لم يحدد الموجب المدة نرى أن المادة‬
‫‪ 20‬فصلت في هذه الحالة بنصها «يبدأ سريان المدة التي يحددها الموجب المقبول في برقية أو رسالة‬
‫من لحظة تسليم البرقية لإلرسال أو من التاريخ المبين بالرسالة‪ ،‬أو إذا لم يكن التاريخ المبين على‬
‫الغالف ويبدأ سريان المدة التي يحددها الموجب للقبول بواسطة الهاتف أو التلكس أو غير ذالك من‬
‫‪6‬‬
‫وسائل االتصال الفوري من لحظة وصول اإليجاب إلى المخاطب»‬

‫وضحت المادة أن سريان مدة القبول من لحظة تسلم البرقية من قبل الموجب أو من تاريخ المدون‬
‫بالرسالة أو في حالة انعدام التاريخ في متن الرسالة فمن التاريخ المبين على الغالف‪.‬‬

‫‪ :1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111 ،‬‬


‫‪ :2‬المادة ‪ 18‬فقرة ‪ 02‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ :3‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ :4‬المادة‪19‬الفقرة‪01‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم‪.01‬‬
‫‪ :5‬محمود فياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.182،183‬‬
‫‪ :6‬المادة ‪20‬فقرة‪ 01‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫والمدة التي يحددها الموجب للموجب له يبدأ سريانها بواسطة الهاتف أو التلكس‪ ....‬من اللحظة التي‬
‫يصل فيها اإليجاب للمخاطب‪.‬‬

‫كذلك بينت االتفاقية أنه يجوز سحب القبول قبل أن يحدث أثره إذا وصل طلب السحب من القابل‬
‫الموجب أي قبل أن ينعقد عقد البيع فوب‪ ،‬ألن العقد يتم انعقاده في اللحظة التي يحدث فيها تطابق‬
‫القبول واإليجاب وهو ما نصت عليه المادة ‪« 23‬ينعقد العقد في اللحظة التي يحدث فيها قبول اإليجاب‬
‫أثره وفق ألحكام هذه اإلتفاقية»‪.1‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة للمشرع الجزائري‪:‬‬

‫انتهج المشرع الجزائري في دراسته ألحكام القبول حذو اتفاقية فيينا فنرى تقارب في دراستهم ألحكامه‬
‫سواء من ناحية إحداث القبول أثره‪ ،‬أو من ناحية تطابق اإليجاب والقبول‪ ،‬وعند صدور القبول قبل سقوط‬
‫اإليجاب الذي وضحته المادة ‪ 66‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وان أهم مرحلة هي اقتران القبول باإليجاب‪ ،‬حتى يتم انعقاد‬
‫العقد‪ ،‬وهو الذي يحدد وقت انعقاد العقد ومكان إبرامه‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 67‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صحة التراضي‪.‬‬

‫ولحماية المتعاقدين «البائع والمشتري»‪ ،‬والمحافظة على استقرار التعامل فيما بينهما ال بد أن يكون‬
‫ركن التراضي سليما خاليا من العيوب‪ ،‬طبقا لألحكام العامة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عيوب األهلية‪.‬‬

‫وتتمثل عيوب األهلية فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬الغلط‪:‬‬

‫يعتبر الغلط عيب من عيوب التراضي‪ ،‬وهو اعتقاد بصحة ما ليس صحيحا‪ ،‬أو بعدم صحة ما هو‬
‫صحيح وهو عيب من عيوب التراضي‪ ،‬فيسمح القانون لمن وقع فيه أن يطالب بإبطال العقد عند بلوغه‬
‫حدا كافيا من الجسامة‪ ،2‬وقد نص عليه المشرع الجزائري في المواد ‪ 81‬الى غاية ‪ 85‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ :1‬المادة‪ 23‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬


‫‪ :2‬أجعود ازواو‪ ،‬آيت موهوب نونور‪ ،‬دور اإلرادة في إنشاء العقد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬بهلولي فاتح‪،‬‬
‫قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2017 ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ب‪-‬التدليس‪:‬‬

‫التدليس عيب من عيوب التراضي‪ ،‬وهو إيقاع المتعاقد في غلط يدفعه إلى التعاقد نتيجة استعمال الحيلة‬
‫وقد نص عليه المشرع الجزائري في المادتين ‪ 86‬و‪ 87‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلكراه‪:‬‬

‫هو عبارة عن ضغط يتعرض له العاقد فيولد في نفسه الخوف أو الرهبة يحتم عليه التعاقد‪ ،‬وقد نص‬
‫عليه المشرع في المادتين ‪ 88‬و‪ 89‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫د‪ -‬الغبن واالستغالل‪:‬‬

‫الغبن هو المظهر المادي لالستغالل‪ ،‬باعتبار أن االستغالل هو الجانب النفسي مضافا للجانب المادي‬
‫وهو الغبن‪ ،‬وهو التأثير على سالمة التقدير نتيجة لعاملين‪ ،‬العامل في الطرف المغبون‪ ،‬مثل الطيش‬
‫والهوى‪ ،‬وعيب في الطرف الغابن‪ ،‬قصد استغالل ذلك العيب للحصول على مزايا تفوق قيمة المبادلة‬
‫‪1‬‬
‫الحقيقية‪ ،‬وقد نص عليه المشرع الجزائري في المواد ‪ 90‬و‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهلية‪.‬‬

‫من اجل إبرام أي عقد سواء تجاري كان أم مدني‪ ،‬اشترط المشرع الجزائري‪ ،‬أن يكون المتعاقد بالغ‬
‫سن الرشد وهو ‪ 19‬سنة حسب المادة ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وأال يكون مجنون أو معتوها أو سفيها أو لم يبلغ‬
‫سن التمييز وهو ‪ 13‬سنة‪ ،‬ألنه في هذه الحالة يعد عديم األهلية طبقا لنص المادتين‪ 42‬و ‪ 43‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫فالنسبة لشخص ناقص التمييز‪ ،‬وهو ذلك الشخص الذي بلغ سن التمييز‪ ،‬ولم يبلغ سن الرشد‬
‫باإلضافة إلى السفيه والمعتوه فان تصرفاتهم تكون خاضعة ألحكام الوصايا أو القوامة‪ ،‬حسب الشروط‬
‫المقررة قانونا‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 44‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫يعد ركن األهلية من شروط صحة عقد البيع ‪ ،FOB‬وبما أنه بيع دولي تجاري‪ ،‬يشترط أن يكون‬
‫أطرافه تجار‪ ،‬وعليه فالبائع يتحول إلى مصدر والمشتري يتحول إلى مستورد‪ ،‬فالمصدر هو صاحب‬
‫ومالك البضاعة التي يرغب في تصديرها لدولة أخرى وتسمى بعملية التصدير‪ ،‬والمستورد هو الشخص‬
‫الراغب في الحصول على البضاعة والمنتجات من دول أخرى‪ ،‬واألهلية هنا تكون من قبل أشخاص‬
‫معنويون‪ ،‬وعليه فإن األشخاص التي ترغب في إبرام صفقات دولية في إطار عقد البيع فوب طبقا‬

‫‪ :1‬أجعود أزواو‪ ،‬آيت موهوب نونور‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.66 ،61‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫للتشريع الجزائري‪ ،‬وجب أن تكون أشخاص معنوية‪ ،‬فبالنسبة للجزائر يجب أن تكون عملية االستيراد‬
‫والتصدير من طرف شركات‪ ،‬ويجب أن تكون هذه الشركات مقيدة في السجل التجاري وفقا للقانون‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬هذا األصل عام‪ ،‬و االستثناء أنه كذلك للجماعات والمؤسسات والهيئات العمومية في‬
‫إطار ممارسة نشاطاتها‪ ،‬وكذا عملية االستيراد المنجرة من قبل متعامل اقتصادي لحسابه الخاص‪ ،‬في‬
‫إطار استيراد مواد أولية تدخل ضمن نشاطاته‪ ،‬كاستثناء ال يشترط منهم أن يكونوا أشخاص معنوية‪،‬‬
‫وعليه فعنصر األهلية في عقد البيع فوب‪ ،‬عنصر جد مهم فال يمكن ألشخاص ليست لهم أهلية إبرام‬
‫صفقات على أساس البيع فوب ‪.1FOB‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محل وسبب عقد البيع فوب ‪.FOB‬‬

‫البيع فوب شبيه بالبيوع العادية من حيث تكوينه‪ ،‬فله ركن المحل الذي يدخل في تكوين عقد البيع‪،‬‬
‫وعليه فقد تمت دراسة ركن المحل طبقا لألحكام والقواعد العامة‪ ،‬ولقد عرف محل العقد على أنه «محل‬
‫العقد هو موضوعه‪ ،‬أي العملية القانونية المراد تحقيقها‪ ،‬فمثال موضوع عقد البيع هو نقل الملكية بعوض‪،‬‬
‫ونقل الملكية يتحقق عن طريق إنشاء التزامات تقع على عاتق الطرفين أو أحدهما‪ ،‬وكل من هذه‬
‫االلتزامات تقع على عاتق الطرفين أو أحدهما‪ ،‬وكل من هذه االلتزامات يكون له بدوره محل معين»‪.2‬‬

‫وعرفه الدكتور فاضلي إدريس على أنه‪« :‬محل العقد هو العملية القانونية التي يراد تحقيقها من‬
‫وراء العقد» ‪.3‬‬

‫وميز الفقه بين محل العقد ومحل االلتزام‪ ،‬وعليه فمحل العقد عرف كذاك على أنه «محل العقد هو‬
‫العملية القانونية التي يقصد الطرفان تحقيقها بمقتضى العقد‪ ،‬أما محل االلتزام فهو األداء الذي يلتزم به‬
‫المدين لمصلحة الدائن ويتمثل في عمل أو امتناع عن عمل أو إعطاء»‪.4‬‬

‫فمحل عقد البيع هو نقل الملكية بمقابل ثمن‪ ،‬ونقل الملكية هو التزام البائع‪ ،‬ودفع الثمن هو محل‬
‫التزام المشتري‪.‬‬

‫‪ :1‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.45-43‬‬


‫‪ : 2‬عبد القادر الفار‪ ،‬بشار عدنان ملكاوي‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ : 3‬فاضلي إدريس‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2015 ،‬‬
‫ص‪.102‬‬
‫‪ :4‬فتحي عبد الرحيم عبد هللا‪ ،‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن‪ ،‬النظرية العامة للحق‪ ،‬ط‪ ،1‬منشأة المعارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.207‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ولكي ينعقد عقد البيع فوب ‪ ،FOB‬البد من وجود محل يهدف له‪ ،‬ومحل البيع فوب هو البضاعة‬
‫التي ينقلها البائع للمشتري‪ ،‬وان شروط محل العقد تتماثل مع شروط محل االلتزام والمتمثلة في‪:‬‬

‫• أن يكون ممكن ومعين أو قابال للتعيين‪.‬‬


‫• أن يكون مشروعا‪.‬‬

‫ولدراسة محل عقد البيع فوب ‪ ، FOB‬قسمنا المطلب لفرعين أساسيين فخصص الفرع األول لدراسة‬
‫عنصر المبيع‪ ،‬وخصص الفرع الثاني لدراسة عنصر الثمن طبقا للقواعد العامة المدونة في القانون‬
‫المدني الجزائري ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المحل في عقد البيع فوب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المبيع‬

‫المبيع هو ما يتعهد به البائع بنقل ملكية الشيء للمشتري مقابل ثمن نقدي‪ ،‬والمبيع في عقد فوب هو‬
‫البضاعة المتفق عليها في متن العقد‪ ،‬التي يسلمها البائع للمشتري على ظهر السفينة المعينة من قبل‬
‫المشتري‪.‬‬

‫والمبيع يخضع لنفس شروط محل االلتزام‪ ،‬بحيث يجب أن يكون المبيع موجودا وممكنا‪ ،‬وأن يكون‬
‫معين أو قابال للتعيين‪ ،‬وأن يكون مشروعا‪.‬‬

‫أ‪ :‬أن يكون المبيع موجودا أو قابل للوجود‬

‫يجب أن يكون المحل موجودا‪ ،‬ألن عدم وجوده يستلزم بالضرورة عدم وجود العقد أصال والمحل في‬
‫عقد البيع فوب ‪ ،FOB‬كما قلنا سالفا أنها البضاعة المسلمة من البائع للمشتري‪ ،‬فيجب أن تكون‬
‫البضاعة موجودة‪ ،‬ألن إذا كانت غير موجودة أو إذا كانت موجودة ثم هلكت قبل إبرام عقد البيع‪ ،‬ينتفي‬
‫ركن المحل ويبطل العقد بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أما في حالة عدم وجود البضاعة أثناء التعاقد ولكن يمكن أن توجد في المستقبل كان العقد صحيحا‬
‫‪،‬كما هو موضح في المادة ‪92‬فقرة‪ 02‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي نصت على «يجب أن يكون محل االلتزام شيئا‬
‫‪2‬‬
‫مستقبال ومحققا»‪.‬‬

‫‪ :1‬فاضلي إدريس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103‬‬


‫‪ :2‬المادة ‪92‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫وشرط الوجود يختلف عن شرط إلمكان‪ ،‬طبقا للقواعد العامة أن الشيء قد يكون موجودا ولكن‬
‫يستحيل التصرف فيه والقيام ببيعه‪ ،‬فمثال الشمس موجودة والقمر موجود والنجوم موجودة والهواء موجود‬
‫ولكن يستحيل بيعهما واالستئثار بهم‪ ،‬ألن طبيعتها ترفض ذلك‪ ،‬فجميعها موجودة ولكن ال يمكن بيعها‪،‬‬
‫فيشترط في المبيع باإلضافة لكونه موجود أن يكون ممكنا‪.‬‬

‫ويالحظ كذلك من نص المادة المذكورة أعاله أنه يجوز بيع األشياء المستقبلية‪ ،‬فمثال تعاقد البائع‬
‫مع المشتري على بيع مجموعة من السيارات بمواصفات خاصة‪ ،‬يتم تسليمها في الوقت المحدد‪ ،‬وبالعدد‬
‫المتفق عليه‪ ،‬تقوم الشركة بصنعها بتلك المواصفات المبينة والمتفق عليها في متن عقد البيع‪ ،‬ثم يسلمها‬
‫البائع للمشتري على متن السفينة‪ ،‬في الوقت المحدد والمتفق عليه في العقد‪ ،‬هذا البيع يعد بيعا جائ از‬
‫ألنه إنتفى منه الغرر‪ ،‬أي أن هذا البيع يتم فيه التأكيد على الحصول على البيع مستقبال‪.1‬‬

‫وعليه فإمكانية الوجود تقتضي بالضرورة أن يكون المحل غير مستحيل في ذاته‪ ،‬ألن القانون ال‬
‫يحمي العقود التي يكون موضوعها مخالفا للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬أو أن يكون محل االلتزام‬
‫مستحيال في حد ذاته‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 93‬ق‪.‬م‪.‬ج بنصها على أنه «إذا كان محل االلتزام مستحيال‬
‫‪2‬‬
‫في ذاته أو مخالفا للنظام العام أو اآلداب العامة‪ ،‬كان باطال بطالنا مطلقا‪» .‬‬

‫أي إذا كانت البضاعة مثال عبارة عن مخدرات أو أسلحة هنا ُيعد العقد باطال بطالنا مطلقا‪ ،‬ألن محل‬
‫العقد مخالفا للنظام العام واآلداب العامة ومنافيا لألخالق‪.‬‬

‫ب‪ :‬أن يكون المحل معينا أو قابال للتعين‪:‬‬

‫هذا الشرط نصت عليه المادة‪ 94‬ق‪.‬م‪.‬ج «إذا لم يكن محل االلتزام معينا بذاته‪ ،‬وجب أن يكون معينا‬
‫بنوعه‪ ،‬ومقداره واال كان العقد باطال‪.‬‬

‫ويكفي أن يكون المحل معينا بنوعه فقط‪ ،‬إذا تضمن العقد ما يستطاع به تعيين مقداره واذا لم يتفق‬
‫المتعاقدان على درجة الشيء‪ ،‬من حيث جودته ولم يكن تبين ذلك من العرف أو من أي ظرف أخر‪،‬‬
‫التزام المدين بتسليم شيء من صنف متوسط»‪.3‬‬

‫‪ :1‬محمد يوسف الزعبي‪ ،‬العقود المسماة شرح عقد البيع في القانون المدني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.151‬‬
‫‪ :2‬المادة ‪ 93‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪ 94‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫وعليه يجب أن تكون البضاعة معلومة موضحة وال تكون شيء مجهوال ال يتعذر تعينه أو تقديره‪،‬‬
‫ألن وجب في حالة ما وقع العقد على شيء معين بذاته يجب أن تكون ذاتية الشيء معروفة‪ ،‬ألنه إذا‬
‫كانت البضاعة غير معنية أو غير قابلة للتعيين‪ ،‬يكون العقد باطال‪.1‬‬

‫والغرض من تعيين البضاعة هو تمييزها عن غيرها‪ ،‬ويقصد بالعلم هو اإلحاطة بخصائص المبيع‪،‬‬
‫فمثال لو كانت البضاعة هي مجموعة من السيارات فيكفي لتعيينها تبيان نوعية وكذا اللون‪ ،‬أما للعلم بها‬
‫يلزم اإلحاطة بمحركاتها وعجالتها وأجزائها األخرى‪ ،2‬ألن األشياء التي تعين بالنوع يجب أن تعين بالعدد‬
‫أو الكيل أو المقاس أو الوزن‪ ،‬وهنا يجب عند تعيين البضاعة بنوعها أن يبين مقدارها‪ ،‬وأن يذكر‬
‫صنفها‪.3‬‬

‫فبالنسبة للكمية‪ ،‬يجب تحديدها في متن العقد ببيان مقدارها بوحدات الكمية المخصصة لنوعية البضاعة‪،‬‬
‫وهي العدد والكيل والقياس والوزن‪ ،‬أو على األقل تبيان ما يمكن تحديد المقدار به ‪ ،4‬فمثال كانت‬
‫البضاعة عبارة عن قطن وجب االتفاق على الوزن في متن العقد أو إذا كانت البضاعة عبارة عن‬
‫سيارات وشاحنات هنا يتفق على العدد وكذا األوصاف تكون كلها مدونة في متن العقد‪.‬‬

‫واذا كانت البضاعة من األشياء القيمة وكانت موجودة عند إبرام عقد البيع يتم تعيينها باإلشارة‪،‬‬
‫مثال أن يقول البائع للمشتري بعتك هذه السيارة ويشير إليها‪ ،‬فيوافق المشتري‪ ،‬أما إذا لم يكن المبيع‬
‫موجودا في مجلس العقد يتم تعيينها ببيان أوصافها على النحو الذي يمكن تمييزها والتعرف عليها‪ ،‬كأن‬
‫يقول البائع بعتك هذه السيارات من نوع مرسيدس‪ ،‬اللون أبيض وأسود‪...‬‬

‫واذا ذكر في عقد البيع أن المشتري عالم بالمبيع علما كافيا أو نافيا للجهالة الفاحشة‪ ،‬وقد قبل ذلك‬
‫رغم أنه ال يعلم حقيقة‪ ،‬فال يملك الحق في طلب فسخ العقد متى تبين له أن البضاعة مغايرة للوصف‬
‫الذي وصفه به البائع‪ ،‬وفي هذه الحالة يثبت تدليس البائع‪.5‬‬

‫‪ : 1‬عبد القادر الفار‪ ،‬بشار عدنان ملكاوي‪ ،‬المرجع السابق ص‪ ،‬ص ‪.90 ،88‬‬
‫‪ : 2‬علي هادي العبيدي‪ ،‬العقود المسماة البيع واإليجار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪ -‬ص‪،‬‬
‫‪.49 - 48‬‬
‫‪ : 3‬محمد علي سكيكر‪ ،‬معتز كامل مرسي‪ ،‬شرح القانون المدني العقود المسماة‪ ،‬دط‪ ،‬ج ‪ ،6‬منشأ المعارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص – ص ‪.123 – 122‬‬
‫‪ : 4‬عدنان إبراهيم السرحان‪ ،‬نوري حمد خاطر‪ ،‬مصادر الحقوق الشخصية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.172‬‬
‫‪ : 5‬عباس العبودي‪ ،‬أحمد إبراهيم الحياري‪ ،‬شرح أحكام العقود المسماة في القانون المدني البيع واإليجار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 2009 ،‬ص – ص ‪.102-101 ،‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫ج‪ :‬أن يكون المبيع مشروعا يعني مما يجوز التعامل فيه‪.‬‬

‫يجب أن تكون البضاعة المتفق عليها مما يجوز التعامل فيها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 96‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫«إذا كان محل االلتزام مخالفا للنظام العام أو لآلداب كان العقد باطال»‪.1‬‬

‫وهذه األشياء يعتبر التعامل فيها مخالف للنظام العام أو اآلداب‪ ،‬وقد يكون التعامل فيها يتنافى‬
‫وطبيعة مع األشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعتها هي التي ينتفع جل الناس بها دون استثناء كالماء‪،‬‬
‫الهواء‪ ،‬الشمس‪...‬‬

‫وقد تكون هذه األشياء غير قابل التعامل فيها كأموال الدولة‪ ،‬الطرقات‪ ،‬الجسور‪ ،‬الحصون‪...‬‬

‫ألنها مخصصة للمصلحة العامة‪ ،2‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 689‬ق‪.‬م‪.‬ج «ال يجوز التصرف في‬
‫أموال الدولة أو حجزها‪.3»....‬‬

‫وقد تكون هذه األشياء مما ال يجوز التعامل فيها مطلقا‪ ،‬بالنسبة للكافة ودون أن يقيد بزمان أو‬
‫مكان‪ ،‬مثل منع التعامل بالعملة الزائفة‪ ،‬المخدرات‪ ،‬األسلحة‪.4...‬‬

‫ثانيا‪ :‬الثمن‪.‬‬

‫وجود عنصر الثمن مهم جدا وضروري في عقد البيع‪ ،‬وبتخلفه ال يمكن إضفاء صيغة البيع للعقد‬
‫وعليه تناولنا تعريف الثمن وأحكامه على التوالي‪:‬‬

‫أ‪ :‬تعريفه‬

‫‪5‬‬
‫عرف الثمن على أنه «الثمن هو المال الذي يلتزم المشتري بأدائه لبائع لقاء حصوله على المبيع‪».‬‬

‫‪ : 1‬المادة ‪ .96‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ :2‬علي علي سليمان‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ط‪ ،7‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪689‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ :4‬عزالدين الدناصوري‪ ،‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المشكالت العملية والدعاوى والدفوع في عقد البيع‪ ،‬ط‪ ،12‬شركة‬
‫الجالل للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ :5‬مهدي يوسف الزعبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫وعرف أيضا على أنه «الثمن ركن أساسي في عقد البيع‪ ،‬وهو مبلغ من النقود يلتزم به المشتري نظير‬
‫حصوله على المبيع‪ ،‬ويشترط في الثمن أن يكون نقودا‪ ،‬والمقابل النقدي أو نقدية الثمن هي السمة‬
‫األساسية التي تميز عقد البيع عن سائر العقود»‪.1‬‬

‫بحسب هذه التعريفات فإن الثمن هو المقابل المادي أو هو المال الذي يقوم المشتري بإعطائه للبائع‬
‫لكي ينقل له ملكيته الشيء المبيع المتفق عليه‪ ،‬وهو عنصر مهم من عناصر عقد البيع‪ ،‬فهو يعد من‬
‫التزامات المشتري‪.‬‬

‫والثمن هو العنصر األساسي الذي يميز عقد البيع عن العقود األخرى‪ ،‬وعليه الثمن هو المبلغ الذي‬
‫يلتزم المشتري في عقد البيع فوب بتقديمه للبائع مقابل البضاعة المتفق عليها في متن العقد ‪.‬‬

‫ب ‪ :‬شروط الثمن‬

‫للثمن شروط أساسية طبقا للقواعد العامة وأحكام القانون المدني أنه يجب أن يكون مبلغا من النقود‪،‬‬
‫ومحددا أو قابال للتحديد وحقيقيا وجديا‪.‬‬

‫‪ :01‬أن يكون مبلغا من النقود‪.‬‬

‫هذا الشرط نصت عليه المادة ‪351‬ق‪.‬م‪.‬ج «البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري‬
‫ملكية شيء أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي»‪.2‬‬

‫نجد أن البيع مرتبط بالنقود‪ ،‬لهذا فهو يتميز عن غيره من العقود مثل المقايضة ألنه ال يوجد‬
‫ثمن في عقد المقايضة‪ ،‬وعليه فيجب أن يتفق كل من البائع والمشتري على تقديم مبلغ من النقود‬
‫المتفق عليها‪ ،‬مقابل البضاعة التي يضعها البائع على متن السفينة‪ ،‬لتنقل ملكيتها للمشتري‪،‬‬
‫وبالنسبة للعملة فيجب أن يطبق المبدأ العام‪ ،‬بالنسبة لفرنسا عملتها األورو والدينار بالنسبة للجزائر‪،‬‬
‫ألنهما يفرضان أنفسهما في البيوع الداخلية‪ ،‬وفي العقود الدولية يمكن أن يتفقا البائع والمشتري بأن‬
‫يكون الثمن بالعملة األجنبية‪.‬‬

‫‪ :1‬محمد حسين منصور‪ ،‬شرح العقود المسماة‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الجلي الحقوقية للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.185‬‬
‫‪ :2‬المادة ‪ 351‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫واذا كان المبلغ النقدي ضروري‪ ،‬فال يوجد مانع أن تتبعه التزامات اخرى‪ ،‬فنبقى بصدد عقد بيع‪،‬‬
‫ألن في عقد البيع فوب يكون على عاتق المشتري التزامات تابعة هذه األخيرة ليست إال تبعية ‪.1‬‬

‫‪ :02‬أن يكون الثمن محددا أو قابال للتحديد‪.‬‬

‫قد يكون تحديد الثمن بناءا على اتفاق البائع والمشتري‪ ،‬ألن للمتعاقدين الحرية التامة في‬
‫تقدير الثمن هذا هو األصل‪ ،2‬وال يترتب على عدم تحديد الثمن بطالن البيع إذا اتفقا كل من‬
‫البائع والمشتري على االعتماد على السعر المتداول في التجارة‪ ،‬كما هو موضح في المادة ‪57‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج «إذا لم يحدد المتعاقدان ثمن البيع‪ ،‬فال يترتب على ذلك بطالن البيع متى تبين من‬
‫أن المتعاقدين قد نويا االعتماد على السعر المتداول في التجارة ‪ ،‬أو السعر الذي جرى عليه‬
‫التعامل بينهما »‪.3‬‬
‫واالستثناء أنه ال مانع في تحديد ثمن المبيع من طرف الغير‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 356‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فالمشرع ترك الحرية للبائع والمشتري في تحديد الثمن مبدئيا‪ ،‬سواء بالتقدير‬
‫الفوري أو باإلشارة ألسس أخرى على أساسها يحدد الثمن‪.‬‬
‫• تحديد الثمن فو ار باألرقام‪.‬‬

‫يعتبر هذا الحل األبسط‪ ،‬بحيث يمكن أن يقترح المشتري ثمنا للبضاعة على البائع‪ ،‬وقد يحصل‬
‫قبول من هذا األخير‪ ،‬واما أن يعرض البائع الثمن على المشتري فيقبله‪ ،‬أو يتفاوضان بشأنه لغاية‬
‫االتفاق على ثمن البضاعة‪ ،‬فينعقد عقد البيع فوب‪ ،‬ولكن في حالة ما إذا أبرما الطرفان عقد البيع‪،‬‬
‫وتركا تحديد الثمن إلرادة أحد المتعاقدين‪ ،‬فال ينعقد العقد‪ ،‬ألنه يعلق عقد البيع هذا على محض‬
‫إرادة أحد العاقدين‪ ،‬وفي حالة ما إذا قام البائع بتحديد ثمن البضاعة على أساس نفقة اإلنتاج‪ ،‬أو‬
‫أن يقوم المشتري بتحديد ثمن البضاعة على أساس خاص‪ ،‬فإن البيع ينعقد‪ ،‬الن تحديد الثمن في‬
‫هاتين الحالتين لم يتم تعليقه على إرادة أحد المتعاقدين‪.4‬‬

‫‪ :1‬لحسن بن الشيخ اٌث ملويا‪ ،‬المنتقى في عقد البيع‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هومة للطباعة والنشر الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪ -‬ص ‪-76‬‬
‫‪.77‬‬
‫‪ :2‬محمد على سكيكر‪ ،‬معتز كامل مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪ 351‬من القانون المدني الجزائري‬
‫‪ : 4‬لحسن بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص‪.79-78 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫• تحديد الثمن استنادا ألسس معينة‪.‬‬

‫ال يحدد البائع والمشتري البضاعة باألرقام‪ ،‬ولكن يلجئون لالستعانة بأسس معينة أخرى‪ ،‬كما هو‬
‫موضح في المادتين ‪ 356‬و‪ 357‬ق‪.‬م‪.‬ج وهي ثالثة طرق‪:‬‬

‫‪ -‬سعر السوق‪.‬‬

‫نصت عليه المادة ‪356‬فقرة ‪02‬ق‪.‬م‪.‬ج «واذا وقع االتفاق على أن الثمن هو سعر السوق‪ ،‬وجب‬
‫عند الشك الرجوع إلى سعر السوق الذي يقع فيه تسليم المبيع للمشتري في الزمان والمكان‪ ،‬فإذا لم يكن‬
‫في مكان التسليم سوق وجب الرجوع إلى سعر السوق في المكان الذي يقضي العرف أن تكون أسعاره‬
‫هي السارية‪.1 ».‬‬

‫يتضح من خالل نص المادة أنه يجوز االتفاق على أن يتم تحديد السعر بناءا على سعر السوق‪،‬‬
‫ويعتبر هذا األساس صالحا لتقدير الثمن‪ ،‬فيقوم األطراف عادة بتحديد السوق الذي يتم فيه بناءا عيه‬
‫تحديد ثمن البضاعة‪ ،2‬فإذا اتفق البائع والمشتري على أن يكون سعر السوق هو الثمن المحدد‪ ،‬هنا يؤخذ‬
‫باتفاقهما على أن ثمن البضاعة منصب على سعر السوق فيلزم به كال من البائع والمشتري‪ ،3‬واذا اتفق‬
‫البائع والمشتري على تحديد الثمن نسبة لسعر السوق دون تعيين السوق‪ ،‬فالثمن الواجب تطبيقه في هذه‬
‫الحالة هو سعر السوق في الزمان والمكان الذي يتم فيهما تسليم البضاعة المتفق عليها ‪.4‬‬
‫واذا لم يكن هناك مكان التسليم سوق‪ ،‬اعتبر المكان الذي يقضي العرف بأن تكون أسعاره هي السارية‬
‫‪ ،5‬فالعرف هنا هو األساس الذي يحدد سعر البضاعة‪ ،‬ويتفق البائع والمشتري على الثمن الذي عينه‬
‫العرف‪ ،‬يكون ذلك هو ثمن البضاعة‪ ،‬فينعقد عقد البيع فوب على ذلك الثمن المحدد للبضاعة برضى‬
‫كل من البائع والمشتري‪.‬‬

‫‪ : 1‬المادة ‪ 356‬فقرة ‪ 02‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ :2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ :3‬محمد يوسف الزعبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ : 4‬لحسن بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ :5‬عباس العبودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫‪ -‬السعر المتداول في التجارة‪:‬‬

‫وهو ما نصت عليه المادة ‪357‬ق‪.‬م‪.‬ج «إذا لم يحدد المتعاقدان ثمن البيع‪ ،‬فال يترتب على ذلك‬
‫بطالن البيع متى تبين من أن المتعاقدين قد نويا االعتماد على السعر المتداول في التجارة‪.1»...‬‬

‫قد يتفق البائع والمشتري على تحديد سعر البضاعة باالعتماد على السعر المتداول في التجارة وهو‬
‫السعر المتداول بين التجار‪ ،‬أو سعر البضاعة بالجملة‪ ،‬أو نصف الجملة أو التجزئة‪ ،‬ويكون هذا السعر‬
‫معروف لدى أحد المتعاقدين أو كالهما‪.2‬‬

‫‪ -‬السعر الذي جرى عليه التعامل بين المتعاقدين‪:‬‬


‫من المفروض أن يكون هناك سابق تعامل بين البائع والمشتري‪ ،‬وهو ما لم تغفل المادة ‪ 357‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫عنه‪ ،‬كأن يعتاد البائع على توريد البضاعة المتفق عليها للمشتري بسعر معين‪ ،‬ويستمر في التوريد دون‬
‫ذكر الثمن‪ ،‬هنا المشتري يفهم ضمنيا أن الثمن هو ذلك السعر الذي جرى عليه التعامل بينهما‪.3‬‬
‫‪ :03‬أن يكون السعر حقيقيا وجدي‪.‬‬
‫من شروط صحة البيع هو أن يكون الثمن حقيقي وجدي‪ ،‬أي أن تتجه إرادة كال الطرفين إللزام‬
‫المشتري بدفع الثمن حقا‪ ،‬باعتباره مقابال حقيقيا ال رمزيا للبضاعة‪ ،‬في مقابل نقل ملكية البضاعة‬
‫للمشتري‪ ،‬ويكون الثمن غير حقيقيا في حالة ما إذا كان صوريا أو تافها أو بخسا‪.‬‬
‫• أن يكون الثمن حقيقيا ال صوريا‪.‬‬

‫بمعنى إتجاه إرادة البائع ألخذه بالفعل‪ ،‬معادال لقيمة البضاعة أو السعر السوق‪ ،‬أو أن يتفقا فيما‬
‫بينهما‪ ،‬المهم أن يكون قد تم ذكره الكتمال أركان البيع‪ ،4‬فتحديد الثمن ليس مجرد ظاهرة فقط‪ ،‬فعند‬
‫تظاهر الطرفان بوجود الثمن‪ ،‬ولكن يتفقون على عدم دفعه‪ ،‬هنا نكون بصدد بيع غير حقيقي‪ ،‬ألن الثمن‬
‫صوري‪.5‬‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 357‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ :2‬لحسن بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ :3‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص– ص‪.198-188 ،‬‬
‫‪ :4‬طارق كاظم عجيل‪ ،‬الوسيط في عقد البيع‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ :5‬لحسن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫وعليه فإن الثمن الصوري هو ذلك الثمن الذي ال يدفعه المشتري وال يقتضيه البائع‪ ،‬وانما تم ذكره‬
‫فقط في متن العقد‪ ،‬ومتى تبين أن الثمن صوري فان العقد ال يكون عقد بيع لتخلف ركن الثمن‪ ،‬باعتباره‬
‫ركن من أركان عقد البيع‪ ،‬وانما قد يكون عقد هبة أو ما شابه ‪.1‬‬

‫وعليه فالثمن الحقيقي تتجه فيه نية البائع الجدية والمطالبة به ويتعهد المشتري بدفعه‪. 2‬‬

‫• أن يكون الثمن جديا‪.‬‬

‫وهو أن يكون الثمن المتفق عليه غير تافه أو بخس‪ ،‬والثمن التافه هو «الثمن الذي يكون من القلة‬
‫بحيث ال يتناسب عقال مع قيمة المبيع‪ ،‬وبشكل يجعله أقرب ما يكون إلى العدم منه إلى الوجود»‪،3‬‬
‫وعليه فالثمن التافه هو الثمن الذي ال يتناسب البتة مع قيمة البضاعة‪ ،‬وهنا يتقدم عنصر الجدية في‬
‫الثمن ‪.‬‬

‫والثمن البخس هو «الثمن الذي يقل كثي ار عن قيمة المبيع‪ ،‬ولكنه ال ينزل إلى حد الثمن التافه الذي‬
‫يهم البائع الحصول عليه‪ ،‬فهو ثمن جدي كان الحصول عليه هو الباعث الدافع على‬ ‫ال يعتد به وال ُ‬
‫االلتزام بنقل ملكية المبيع إلى المشتري‪ ،‬وهو لذلك يكفي إلنعقاد البيع»‪.4‬‬
‫والثمن التافه يكون البيع فيه باطال‪ ،‬بل ال ينعقد أساسا لتخلف ركن جوهري فيه وهو عنصر الثمن ‪.5‬‬
‫وعليه فعنصر الجدية في الثمن أساسي يجب أن يكون بين البائع والمشتري حول البضاعة المتفق‬
‫عليها في متن العقد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السبب في عقد البيع فوب‪.‬‬


‫يشكل السبب ركنا هاما من أركان العقد‪ ،‬ويالحظ أن القانون الجزائري قد وضع السبب والمحل مع‬
‫بعضهما البعض ولم يقم بالفصل بينهما مع أنهما ركنان جد مختلفان‪ ،‬فالسبب هو الباعث والدافع الذي‬
‫دفع كل من البائع والمشتري إلبرام العقد‪ ،6‬وقد عرف على انه «الغرض الذي يقصد الملتزم الوصول‬
‫إليه وراء رضائه التحمل بااللتزام‪ ،‬وبمعنى أخر الغاية التي يستهدف الملتزم تحقيقها نتيجة التزامه‪ ،‬ففي‬

‫‪ :1‬طارق كاظم عجيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬


‫‪ :2‬محمد علي سكيكر‪ ،‬معتز كامل مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ :3‬عباس العبودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ :4‬طارق كاظم عجيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ :5‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ :6‬علي علي سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫عقد البيع مثال يرتضي البائع التحمل بااللتزام بنقل ملكية المبيع إلى المشتري وتسليمه إياه بهدف‬
‫الحصول على الثمن الذي يلتزم المشتري بدفعه‪ ،‬ومن ناحية اخرى يرتضي المشتري بتحمل دفع الثمن‬
‫رغبة منه في الحصول على المبيع»‪.1‬‬
‫وقد نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 97‬ق‪.‬م‪.‬ج «إذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع أو‬
‫لسبب مخالف للنظام العام أو اآلداب‪ ،‬كان العقد باطال‪ ،2».‬فالغاية األساسية لعنصر السبب ليس فقط‬
‫لتكملة أركان العقد بل كذلك لحماية االلتزام وتوفير ضمان مشروعيته وصحته واتفاقه مع النظام العام‬
‫واآلداب العامة‪.‬‬
‫إذن فالسبب يرمي لتحقيق هدفين‪ ،‬األول يتعلق بكيان العقد حيث إذا تخلف سبب االلتزام كان العقد‬
‫هنا باطال‪ ،‬والثاني يتعلق بصحة ومشروعية العقد‪ ،‬فإذا كان سبب العقد غير مشروع بطل البيع‪.‬‬
‫وبالتالي إذا تخلف عنصر السبب أو فقد أحد مقوماته أدى ذلك بالضرورة إلى بطالن العقد‪ ،‬فالسبب‬
‫هو باختصار العرض المباشر الذي يرمي له عقد البيع ويجب توفر ثالث شروط أساسية حتى يقوم‬
‫عنصر السبب‪ ،‬وهو أن يكون السبب موجودا وصحيحا ومشروعا غير مخالفا للنظام العام أو اآلداب‬
‫العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون السبب موجودا‪.‬‬

‫يجب أن يكون لعقد البيع سبب يقوم عليه‪ ،‬ففي حالة ما لم يكن بطل العقد‪ ،‬ألنه مرتبط بالعقد فهو‬
‫داخلي فيه ال يختلف باختالف نية األفراد باعتباره جزاء من التعاقد ذاته‪ ،‬فسبب التزام المشتري هو‬
‫الحصول على التزام البائع بنقله لملكية البضاعة‪ ،‬وسبب التزام البائع هو الحصول على التزام المشتري‬
‫بدفعه لثمن البضاعة المتفق عليها في متن العقد‪ ،‬أي بصفة واضحة وهو نية المشتري لدفع الثمن من‬
‫أجل حصوله على البضاعة‪ ،‬وبالمقابل التزام البائع واتجاه نيته صوب تقديم البضاعة للمشتري والحصول‬
‫على ثمنها‪ ،‬فغرض كل من البائع والمشتري ال يختلف من بائع ومشتري أخر مهما اختلفت البواعث‪،3‬‬

‫‪ :1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬مصادر االلتزام النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬دط‪ ،‬دار الكتاب الحديث للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ :2‬المادة ‪ 97‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ :3‬فاضلي إدريس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬
‫وهو ما نص عليه المشرع في المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 01‬ق‪.‬م‪.‬ج «كل التزام مفترض أن له سبب مشروعا‪ ،‬مالم‬
‫‪1‬‬
‫يقم الدليل على غير ذلك»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون السبب صحيحا‪.‬‬

‫يجب أن يكون السبب صحيحا في عقد البيع فوب حتى ال يبطل‪ ،‬فإذا كان السبب صوريا فهو‬
‫سبب غير صحيح‪ ،‬أو يكون موهوما وبالتالي يبطل العقد‪ ،‬ألنه يعتد بالسبب الحقيقي الذي يترتب عليه‬
‫التزامات الطرفين‪ ،‬فيكون التزام البائع بتسليم البضاعة على ظهر السفينة للمشتري‪ ،‬ويكون في المقابل‬
‫التزام المشتري بدفع الثمن حقيقة فإذا كان التزام المشتري صوري بدفع الثمن‪ ،‬أي ال يكون ثمن في‬
‫الحقيقة‪ ،‬وكان السبب يتجه لنية التبرع‪ ،‬ال نكون أمام عقد البيع‪ ،‬وقد وضحت المادة ‪98‬فقرة‪ 02‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫صورية السبب بنصها« ويعتبر السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي حتى يقوم الدليل على‬
‫أن لاللتزام سبب آخر مشروعا أن يثبت ما يدعيه»‪ ،2‬فإذا فرضنا مثال وأن طالب البائع من المشتري‬
‫دفع الثمن‪ ،‬وأثبت المشتري حقيقة العقد أنه هبة أو ما شابه ال يلزم المشتري بالدفع‪.‬‬

‫ويكون السبب صوري إذا كان يخفي سبب آخر غير مشروع‪ ،‬بسبب عدم مشروعية السبب وليس‬
‫بسبب الصورية ‪.3‬‬

‫• مشروعية السبب‪:‬‬

‫يجب أن يكون سبب عقد البيع مشروعا وغير مخالف للنظام العام واآلداب‪ ،‬وهو ما أثبتته المادة ‪97‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج «إذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع أو لسبب مخالف للنظام العام أو اآلداب كان العقد‬
‫باطال»‪.4‬‬

‫فإن كان السبب غير مشروع‪ ،‬يشترط بطالن العقد‪ ،‬ومن المفترض أن السبب دوما مشروع حتى‬
‫يثبت العكس‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 98‬فقرة ‪ 02‬المذكورة أعاله‪ ،‬على أن السبب يكون مشروعا‬
‫ما لم يقوم دليل على ما يخالف ذلك‪.5‬‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 98‬فقرة ‪ 01‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ :2‬المادة ‪ 98‬فقرة ‪ 02‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ :3‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص ‪.223-222‬‬
‫‪ :4‬المادة ‪ 97‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ :5‬فاضلي إدريس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‬

‫ملخص الفصل األول‬

‫من خالل الفصل األول الذي درسناه‪ ،‬يتضح لنا أن البيع فوب هو بيع من البيوع البحرية‪ ،‬وهو من‬
‫أهم بيوع القيام‪ ،‬فهو ال يقل شأن عن البيع سيف‪ ،‬إذ أنه يلتزم بمقتضاه البائع بتسليم البضاعة على‬
‫ظهر السفينة المعنية من قبل المشتري في ميناء الشحن‪ ،‬فتنتقل ملكية البضاعة من البائع إلى المشتري‪،‬‬
‫فتب أر ذمة البائع وتنتقل المسؤولية للمشتري‪.‬‬
‫والبيع فوب ‪ FOB‬هو بيع بحري بحت‪ ،‬ألنه يحتوي على عقد النقل البحري‪ ،‬فبانعدامه يلغى ويبطل‬
‫عقد البيع‪ ،‬كونه يعتبر ركيزة أساسية للبيع فوب‪ ،‬والبيع فوب أنواع منها البيع فوب التقليدي‪ ،‬البيع فوب‬
‫الحديث‪ ،‬وهو البيع األكثر استعماال من خالل التسهيالت التي يقدمها للمشتري‪ ،‬والبيع فوب باختالف‬
‫وسيلة النقل‪ ،‬وفيه البيع بصيغة التسليم على القاطرة أو الشاحنة (‪ ،)FOT / FOR‬والبيع فوب الميناء‬
‫الجوي (‪ ،)FOA‬هذا وقد ميزنا البيع فوب ‪ FOB‬عن بيوع القيام األخرى سيف ‪ ،CIF‬وفاس ‪.FAS‬‬
‫والبيع فوب ‪ FOB‬كغيره من البيوع األخرى من حيث تكوينه‪ ،‬يتطلب النعقاده ركن التراضي بتوافر‬
‫عنصري اإليجاب والقبول وكذلك ركن المحل والسبب‪ ،‬الذي درسناه وفقا إلتفاقية «فيينا» وكذا األحكام‬
‫والقواعد العامة المتعلقة بالقانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب‬
‫"‪"FREE ON BOARD‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪FOB‬‬ ‫آثار عقد البيع فوب‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬


‫تمهيد‪:‬‬

‫باعتبار أن البيع فوب ‪ FOB‬من أهم بيوع القيام‪ ،‬وأنه بيع بحري بحت‪ ،‬وله مكانة وأهمية بالغة‬
‫في التجارة الدولية‪ ،‬لما يقدمه من تسهيالت لصالح أطرافه‪ ،‬خاصة المشتري‪ ،‬وعليه فلكل طرف التزام‬
‫مرتبط به في عقد البيع فوب‪ ،‬بحيث ُينشىء البيع مجموعة من االلتزامات المتبادلة على عاتق كل من‬
‫البائع والمشتري كل على حدا وعليه فقد درسنا بمقتضى هذا الفصل التزامات البائع والمشتري في المبحث‬
‫األول بعنوان تنفيذ عقد البيع فوب‪ ،FOB‬وفي المبحث الثاني آثار عقد البيع فوب ‪ ، FOB‬الذي تناولنا‬
‫فيه جزاء إخالل أحد الطرفين بالتزامه وما ينجر عنه من مسؤولية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أثار تنفيذ عقد البيع فوب "‪"FOB‬‬


‫يرتب عقد البيع فوب على البائع والمشتري التزامات متقابلة‪ ،‬فالبيع فوب يرتب قاعدة أساسية‪ ،‬يلتزم‬
‫بمقتضاها المشتري تنتقل له ملكية البضاعة من طرف البائع‪ ،‬وعلى المشتري دفع ثمنها‪ ،‬فيقع على‬
‫عاتق البائع إلى جانب هذا االلتزام التزامات عدة وكذا المشتري‪ ،‬وهو ما فصلنا فيه في المطالب التالية‪،‬‬
‫فخصص المطلب األول اللتزامات البائع‪ ،‬والمطلب الثاني خصص اللتزامات المشتري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزامات البائع‪.‬‬


‫يقع على عاتق البائع التزامات عدة منها تجهيز البضاعة‪ ،‬تسليم البضاعة وتسليم المستندات‪ ،‬وهي‬
‫في الفروع الموالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بتجهيز البضاعة‪.‬‬


‫يلتزم البائع في عقد البيع فوب بتجهيز البضاعة المتفق عليها مع المشتري في متن العقد‪ ،‬بحيث‬
‫يجب أن تكون هذه البضاعة مطابقة لما تم االتفاق عليه في العقد‪ ،‬وهذا الشرط نصت عليه المادة ‪35‬‬
‫من اتفاقية فيينا «(‪)1‬على البائع أن يسلم بضائع تكون كميتها ونوعيتها وأوصافها وكذلك تغليفها أو‬
‫تعبئتها مطابقة ألحكام العقد‪ ،»1‬فمثال ذلك أن يلتزم البائع بتقديم ‪ 30‬سيارة من نوع جيب تكون صالحة‬
‫لالستعمال في الصحراء من حيث احتمال الح اررة والسير على الرمال‪ ،‬فوجب على البائع تسليم هذه‬
‫البضاعة بهذه الصفات وتكون مطابقة لما تم االتفاق عليه في متن العقد من حيث نوعها وكميتها‬
‫وحجمها ووزنها‪ ،...2‬وهو ما نصت عليه الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪( ... « :35‬ج) متضمنة صفات البضاعة‬
‫التي سبق للبائع عرضها على المشتري كعينة أو نموذج» ‪.3‬‬
‫كذلك يجب أن تكون البضاعة مغلفة ومعبأة بالكيفية المناسبة لها‪ ،‬قصد حفظها وحمايتها من المخاطر‬
‫التي تتعرض لها وتفادي تلفها ‪ ،4‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ /35‬د «(د) معبأة ومغلفة بالطريقة التي‬
‫تستعمل عادة في تعبئة أو تغليف البضائع من نوعها‪ ،‬وفي حالة عدم وجود الطريقة المعتادة‪ ،‬تكون‬
‫التعبئة والتغليف بالكيفية المناسبة لحفظها وحمايتها»‪ ،5‬وبالتالي فالبائع ملزم بتجهيز البضاعة‬

‫‪ :1‬طالب حسن موسى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪ :2‬المادة ‪35‬فقرة ‪ 1‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪35‬فقرة ج من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم‪.01‬‬
‫‪ :4‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2002 ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ : 5‬المادة ‪ 35‬فقرة د من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم‪.01‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫ومطابقتها لما تم االتفاق عليه في العقد حتى ‪،‬ال يكون قد أخل لما اتفق عليه مع المشتري‪ ،‬وعليه فلو‬
‫أن البضاعة التي قام البائع بتجهيزها لم تكن مطابقة لما تم اإلنفاق عليه في العقد سواء من ناحية نوعها‬
‫أو كميتها أو وزنها أو حجمها ‪ ،‬يكون البائع في هذه الحالة قد أخل بالتزامه تجاه المشتري‪ ،‬ويترتب على‬
‫ذلك اإلخالل مسؤولية التعويض عن الضرر الناجم عن عدم مطابقة البضاعة لشروط العقد الذي لحق‬
‫بالمشتري‪ ،‬ويجب أن يكون المشتري ال يعلم بأن البضاعة تحوى على ذلك العيب‪ ،‬فيجب على المشتري‬
‫في هذه الحالة إخطار البائع بعدم مطابقة البضاعة المجهزة لشروط العقد‪ ،‬مع تحديد طبيعة العيب‪،‬ونوعه‬
‫أو النقص الذي تختلف فيه البضاعة عن شروط العقد البيع فوب ‪ ،‬ويجب أن يكون هذا خالل مدة‬
‫معقولة‪ ،‬حتى ال يفقد حقه بالتمسك بطلب التعويض عن عدم مطابقة البضاعة لما تم االتفاق عليه في‬
‫عقد البيع فوب‪ ،1‬ألنه في حالة علم المشتري بالعيب الذي يعتري البضاعة ولم يخبر البائع سقط حقه‬
‫في المطالبة بالتعويض ‪ ،‬وال يملك الحق في مسألة البائع‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 35‬فقرة ‪3‬‬
‫«‪ :)3(...‬ال يسأل البائع‪ ،‬بموجب أحكام الفقرات الفرعية ( أ ) إلى ( د ) من الفقرة السابقة عن أي‬
‫عيب في المطابقة كان يعلم به المشتري أو كان ال يمكن أن يجهله وقت انعقاد العقد»‪ ،2‬وكذلك‬
‫وضحته المادة ‪ 39‬بنصها «(‪ )1‬يفقد المشتري حق التمسك بالعيب في مطابقة البضائع إذا لم يخطر‬
‫البائع محددا طبيعة العيب خالل فترة معقولة من اللحظة التي اكتشف فيها العيب أو كان من واجبه‬
‫اكتشافه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وفي جميع األحوال‪ ،‬يفقد المشتري حق التمسك بالعيب في المطابقة إذا لم يخطر البائع بذلك‬
‫خالل فترة أقصاها سنتان من تاريخ من تاريخ تسلم المشتري البضائع فعال‪ ،‬إال إذا كانت هذه المدة‬
‫ال تتفق مع مدة الضمان التي نص عليها العقد»‪.3‬‬
‫وعليه فقد حددت مدة إخطار البائع بالعيب الذي يعتري البضاعة مدة أقصاها سنتان من التاريخ‬
‫الذي تم فيه تسليم المشتري للبضاعة ‪،‬كذلك يلتزم البائع بضمان عدم هالك البضاعة قبل تسليمها‬
‫للمشتري‪ ،‬بحيث يتحمل المخاطر التي تتعرض لها البضاعة قيل تجاوزها لحاجز السفينة في ميناء‬
‫الشحن‪ ،‬وبمعنى أن هالك البضاعة في الفترة بين إتمام عقد البيع وتسليم البضاعة أي لغاية تجاوزها‬
‫لحاجز السفينة فالبائع ملزم بضمان هالك المبيع ألن التسليم الحقيقي للبضاعة في البيع فوب‬

‫‪ :1‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫‪ :2‬المادة ‪ 35‬فقرة ‪ 3‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪ 39‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫‪FOB‬يكون على متن السفينة التي قام المشتري بتعيينها‪ ،‬فالحد الفاصل بين مسؤولية البائع على‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬فيتحمل جميع النفقات والمخاطر التي تتعلق‬ ‫البضاعة ومسؤولية المشتري هو حاجز السفينة‬
‫بالبضاعة‪ ،‬بما في ذلك الضرائب ومصاريف الرسوم‪ ،‬وكل التكاليف التي تتطلبها عملية تصدير البضاعة‪،‬‬
‫حتى وقت عبورها فعال لحاجز السفينة التي عينها المشتري‪ ،2‬وال تغفل كذلك على التزامه بالقيام وعلى‬
‫نفقته بتغليف وحزم وتعبئة البضاعة‪ ،‬ما لم يقض عرف ميناء الشحن بخالف ذلك‪ ،‬كذلك ملزم بدفع‬
‫نفقات عملية فحص البضاعة ‪ ،‬فحص نوع البضاعة‪ ،‬وزنها‪ ،‬عددها‪ ،‬قياسها ‪ ...‬التي تلزم بقصد تسليم‬
‫البضاعة ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام بتسليم البضاعة‪.‬‬


‫يلتزم البائع في البيع فوب بتسليم البضاعة المبيعة والمتفق عليها في محتوي العقد في ميناء الشحن‪،‬‬
‫على ظهر السفينة التي سبق واختارها المشتري‪ ،4‬بحيث يقوم البائع بتسليم البضاعة المبيعة في الوقت‬
‫المتفق عليه في متن عقد البيع فوب في الميناء المحدد لشحن البضاعة‪ ،‬وفي التاريخ أو خالل المهلة‬
‫المتفق عليها في متن العقد‪ ،‬ويقوم بإخطار المشتري في الحال‪ ،‬بأن البضاعة المتفق عليها قد تم تسليمها‬
‫على متن السفينة‪ ،5‬باإلضافة إلى ذلك وجب على البائع بااللتزام بموعد ومكان تسليم البضاعة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزام بموعد تسليم البضاعة‪:‬‬
‫يعد عنصر الميعاد في تسليم البضاعة في عقد البيع فوب ‪ FOB‬عنصر هام جدا‪ ،‬إذ يلتزم البائع‬
‫بميعاد التسليم‪ ،‬بحيث يقوم المشتري بإيجار السفينة واعالم البائع بمواصفاتها‪ ،‬ومتى موعد وصولها‬
‫لميناء الشحن لذلك وجب على البائع أن يلتزم بهذا الموعد ‪ ،6‬فعندما ال يتمكن البائع من القيام بتسليم‬
‫البضاعة خالل المدة المحددة في البيع فوب ‪ ،FOB‬يحق للمشتري أن يطالب من البائع التعويض عن‬
‫األضرار التي لحقت به جراء تأخر البائع عن موعد التسليم‪ ،‬إضافة إلى المصاريف الناتجة عن هذا‬
‫التأخير‪ ،‬كالمبالغ التي تحملها نتيجة تأخير السفينة التي عينها في ميناء الشحن‪ ،‬و التسليم عادة يكون‬

‫‪ :1‬أحمد أسامة طربلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ :2‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬القواعد المنظمة لعقود البيع والتجارة الدولية‪ ،‬دط‪ ،‬دار شتات للنشر والبرمجيات‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.157‬‬
‫‪ :3‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ :4‬محمد بهجت عبد هللا أمين قايد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ :5‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ :6‬احمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫كما هو الحال في البيع سيف‪ ،‬عندما يسلم البائع البضاعة المتفق عليها في متن العقد إلى الناقل الذي‬
‫تعاقد معه المشتري بمقابل سند الشحن‪ ،‬وتكون مصاريف تسليم البضاعة على عاتق البائع‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام بمكان التسليم‪.‬‬


‫تعد إشكالية مكان التسليم في البيع فوب غير موجودة‪ ،‬كون أن االتفاق على الشرط فوب ‪،FOB‬‬
‫يبعد هذا إلشكال تماما‪ ،‬حيث أن البائع يلتزم بتسليم البضاعة المتفق عليها على ظهر السفينة التي‬
‫عينها المشتري في ميناء الشحن‪ ،‬الذي يعينه كذلك المشتري‪ ،‬أو يتم اإلنفاق عليه بين البائع والمشتري‬
‫سابقا‪ ،‬وفي حالة استحالة تنفيذ تسليم المبيع بسبب المشتري‪ ،‬بإهماله في تحديد السفينة أو إرسالها للمكان‬
‫الذي اتفقا عليه‪ ،‬هنا للبائع الحق في التمسك بعدم التنفيذ الستحالة القيام بتنفيذ التزامه بتسليم البضاعة‬
‫المتفق عليها في المكان المحدد‪ ،‬وهذا بسبب المشتري الذي أهمل التزامه في تحديد السفينة أو إرسالها‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزام بتسليم المستندات‪.‬‬


‫يلتزم البائع أخي ار بإرسال المستندات التي تتعلق بالبضاعة المبيعة للمشتري‪ ،‬لتمكينه من تسلم‬
‫البضاعة المتفق عليها لدى الوصول‪ ،‬للدفاع عن حقوقه إذا كانت هذه البضاعة قد حصل بها تلف‪ ،‬أو‬
‫كانت غير مطابقة لما تم االتفاق عليه‪ ،‬وهناك العديد من هذه المستندات يلتزم البائع في البيع فوب‬
‫بتقديمها للمشتري ‪ ،3‬ومن أهم هذه السندات سند الشحن‪ ،‬وثيقة التأمين‪ ،‬وسندات أخرى ثانوية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سند الشحن‪:‬‬
‫يعتبر سند الشحن من أهم المستندات الذي يثبت به البائع شحن البضاعة واستالم الناقل البضاعة‬
‫المتفق عليها‪ ،‬قصد نقلها في عرض البحر‪ ،‬وعليه فقد عرفت اتفاقية األمم المتحدة للنقل البحري للبضائع‬
‫‪ 1978‬سند الشحن في مادتها األولى فقرة ‪ 07‬على أنه «‪ .07‬يقصد بمصطلح ˵ سند الشحن ˶ وثيقة‬
‫تثبت انعقاد عقد النقل وتلقي الناقل للبضائع أو شحنه لها‪ ،‬ويتعهد الناقل بموجبها بتسليم البضائع‬
‫مقابل استيراد الوثيقة‪ ،‬وينشأ هذا التعهد عن وجود نص في الوثيقة يقضي بتسليم البضائع ألمر‬
‫شخص مسمى‪ ،‬أو تحت اإلذن‪ ،‬أو لحاملها»‪.4‬‬

‫‪ :1‬عادل على المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬


‫‪ : 2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ :3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.397‬‬
‫‪ :4‬طالب حسن موسى‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،2012 ،‬ص‪.314‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وعليه فسند الشحن هو الوثيقة الرسمية التي تثبت انعقاد عقد النقل وشحن البضاعة وتلقي الناقل‬
‫للبضائع ومن أهم البيانات التي يجب أن يتوافر عليها سند الشحن هي اسم السفينة‪ ،‬تاريخ ومكان شحن‬
‫البضاعة‪ ،‬كمية البضاعة‪ ،‬وكذا وصفها الذي اعتمد عليه الطرفان في عقد البيع فوب‪ ،‬حجم البضاعة‪،‬‬
‫نوعها‪ ،‬ووزنها‪.‬‬
‫كذلك يضاف إليه حالة البضاعة وقت شحنها على السفينة‪ ،‬اسم كل من الناقل‪ ،‬والشاحن‪،‬‬
‫والمرسل إليه‪ ،‬وعنوان كل منهم‪ ،‬ميناء الشحن وكذا ميناء التفريغ‪ ،‬عدد النسخ‪ ،1‬تاريخ تسليم الوثيقة‬
‫وتتجلى أهمية هذا التاريخ أنه يحدد بدء مسؤولية الناقل عن البضاعة المشحونة‪ ،...2‬ولصعوبة حضور‬
‫المشتري وقت شحن البضاعة في ميناء القيام‪ ،‬يقوم بإصدار سند الشحن باسم البائع‪ ،‬ويتسلم سند الشحن‬
‫من قبل المشتري نفسه أو من يمثله في ميناء القيام‪ ،‬ومن المعمول به في البيوع الدولية خاصة منها‬
‫البيع فوب‪ ،‬فقد يتم تسليم البائع للمستندات عن طريق البنك من خالل االعتماد المستندي‪ ،‬إذ أنه يتم‬
‫االتفاق بين البائع والمشتري‪ ،‬على أن يقوم المشتري بفتح اعتماد بنكي لصالح البائع‪ ،‬بقيمة البضاعة‬
‫المتفق عليها في متن العقد‪ ،‬ويقوم المشتري باالتفاق مع البنك أن ال يدفع ثمن البضاعة إال عند حصوله‬
‫واستالمه للمستندات كلها المتفق عليها‪ ،‬ثم يقوم البنك بمطابقة سند الشحن والمستندات األخرى مع‬
‫تعليمات المشتري التي أصدرها ن وبعد عملية المطابقة يقوم هنا البنك باإليفاء وتحويل ثمن البضاعة‪.‬‬
‫ويمكن للمشتري عند إبرامه لعقد النقل‪ ،‬إدراج شرط تسليم الناقل لسند الشحن للبائع الذي يقوم‬
‫بالتحقق من كل البيانات التي يحويها سند الشحن‪ ،‬ويتأكد من سالمته‪ ،‬وأنه شحن نظيف ‪،‬واذا كانت‬
‫هناك تحفظات على السند فإنه يحتج بها أمام الناقل‪ ،‬وبعد تأكد البائع من أن سند الشحن نظيف ( ‪clean‬‬
‫‪ ،)Bill‬يقوم بشحن البضاعة على ظهر السفينة‪ ،‬ثم يقوم كذلك باستخراج شهادة سالمة البضاعة من‬
‫قبل ربان السفينة‪ ،‬ثم يختم سند الشحن بختم السفينة الحاملة للبضاعة ختم أصلي‪ ،‬ويقدمه إلى الشركة‬
‫التي تعاقد معها المشتري أو وكيله‪ ،‬ألجل إثبات عملية الشحن وسالمتها‪.‬‬
‫وأخي ار يمكن أن يشترط البائع في عقد البيع فوب شرط دفع نظير المستندات المقدمة للبائع‪ ،‬أي أن‬
‫له الحق في االحتفاظ بسند الشحن‪ ،‬من وقت دفع البضاعة للشحن‪ ،‬حتى يتمكن من ضمان حقه‪،3‬‬

‫‪ :1‬هاني دويدار‪ ،‬قانون النقل‪ ،‬دط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ :2‬علي البارودي (وآخرون)‪ ،‬القانون البحري والجوي‪ ،‬ط ‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.320‬‬
‫‪ :3‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص– ص‪.78-77‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وباعتبار أن المشتري يصبح هنا في مركز المرسل إليه الذي له الحق في استالم البضاعة له الحق في‬
‫مساءلة الناقل عما يصيب البضاعة خالل نقلها من ضياع أو تلف أو هالك‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مستندات ثانوية‪:‬‬
‫البائع ملزم بإخطار المشتري بأنه قام بتسليم البضاعة للناقل وكذا تزويده بمستندات أخرى وهي‬
‫أ‪ :‬إجازة التصدير‪.‬‬

‫هناك بعض السلع التي يستوجب بيعها دوليا‪ ،‬تحتاج الستخراج إذن تصدير من بلد التصدير‪ ،‬وفي‬
‫حالة تعسر استخراج هذا اإلذن على البائع‪ ،‬يكون هنا أمام استحالة اإلذن بالتصدير‪ ،‬واذا تبين أن البائع‬
‫قام ببذل أقصى مجهوداته حتى يتمكن من الحصول على هذا األذن‪ ،‬ولكن تعذر عليه‪ ،‬فإنه يعفى من‬
‫التزامه ويفسخ عقد البيع‪ ،‬وال يعوض للمشتري‪.2‬‬

‫ب‪ :‬الفاتورة التجارية‪.‬‬

‫تعد سند هام جدا التي يلتزم البائع تسليمها للمشتري‪ ،‬في البيع فوب‪ ،‬فتشمل هذه الفاتورة‬
‫أوصاف البضاعة بصورة دقيقة ومفصلة‪ ،‬على عكس سند الشحن فيكتفي بتبيان الوصف الظاهري‬
‫فقط للبضاعة‪ ،‬فهذه الفاتورة يحررها البائع‪ ،‬تحتوي على كمية البضاعة‪ ،‬أوصافها‪ ،‬والوحدات التي‬
‫تتكون منها‪ ،‬وثمن كل وحدة‪ ،‬وقيمتها اإلجمالية وكل التفاصيل المتعلقة بالبضاعة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أسماء طرفي العقد ‪.3‬‬

‫ج‪ :‬شهادة المصدر أو المنشأ‬

‫عبارة عن وثيقة يحررها قنصل دولة المشتري‪ ،‬يقرر فيه أصل البضاعة تصدرها جهات مختصة‬
‫في بلد المصنع‪ ،‬عادة ما تكون غرفة التجارة والصناعة‪ ،‬قد يشترطها المشتري من البائع فيرفقها‬
‫بالمستندات األخرى‪.‬‬

‫‪ :1‬على البارودي‪ ،‬هاني دويدار‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ :2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ :3‬رحموني ناصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫د‪ :‬شهادة صحية للبضاعة‪:‬‬

‫هي وثيقة يستخرجها البائع من المصالح المختصة في بلده‪ ،‬ليثبت سالمة البضاعة من أي ضرر‬
‫يلحق باإلنسان من اإلشعاعات‪ ،‬التلوثات‪ ،‬مواد مضرة بالصحة‪ ،...‬والتي قد تكون غير معروفة في بلد‬
‫‪1‬‬
‫المشتري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات المشتري‪.‬‬


‫يلتزم المشتري في البيع فوب بالتزامات عدة أهمها االلتزام بإبرام عقد النقل‪ ،‬وااللتزام بتسليم البضاعة‪،‬‬
‫وااللتزام بدفع الثمن وهي مفصلة على التوالي في الفروع التالية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بنقل البضاعة‪.‬‬
‫يلتزم المشتري في عقد البيع فوب باستئجار السفينة قصد نقل البضاعة بها‪ ،‬وتعيينها للبائع بحيث‬
‫يكون مسئوال إذا لم يعين للبائع السفينة التي ستنقل البضاعة في المدة المتفق عليها في العقد‪ ،‬أو بإبرام‬
‫عقد النقل مع ناقل يتولى نقل البضاعة المتفق عليها‪ ،‬من مكان تسليمها لغاية مكان وصولها المتفق‬
‫عليه في متن العقد‪ ،‬مع إخطار البائع باسم السفينة الناقلة للبضاعة ورصيف التحميل‪ ،‬وكذا تاريخ تسليم‬
‫البضاعة للسفينة‪ ،‬وفي حالة عجز المشتري عن تزويد البائع بتعليمات الشحن أو أنه لم يقم بتبليغها‬
‫للبائع خالل المدة المعينة للشحن‪ ،‬فالبائع هنا ال يسأل عن التعويض جراء عدم تسليم البضاعة‪ ،‬وفي‬
‫المقابل يكون المشتري مسئوال عن التعويض الناجم عن عدم القبول‪.‬‬
‫ويشترط في التعليمات الخاصة بشحن البضاعة المتعلقة بالمشتري بأن تكون فاعلة أي أن تكون‬
‫السفينة المختارة والمعينة لنقل البضاعة قادرة على تحميل البضاعة المتفق عليها خالل مدة الرحلة‬
‫البحرية‪ ،‬وتكون السفينة مالئمة مالحيا بمعنى أنها قادرة على مواجهة الرحلة البحرية‪ ،‬ومالئمة تجاريا‪،‬‬
‫بمعنى أنها قادرة على استيعاب البضاعة محل العقد‪ ،‬ويجب أن ال تكون هذه التعليمات متأخرة حتى ال‬
‫يسمح الوقت بتحميل البضاعة على متن السفينة‪ ،‬وقد يتفق في متن العقد على أن المشتري يعين السفينة‬
‫ويترك إجراءات الحجز عليها للبائع‪ ،‬ويتبع نقل البضاعة انتقال المخاطر المتعلقة بالبضاعة‪ ،‬ألن ملكية‬
‫البضاعة تنتقل أصال بتعيينها عند إبرام العقد‪.2‬‬

‫‪ :1‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ :2‬عبد القادر العطير‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.386‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وعليه فالمشتري ملزم في البيع فوب بإبرام عقد النقل لنقل البضاعة من ميناء الشحن إلى ميناء‬
‫الوصول‪ ،‬وبما أن مخاطر الطريق تقع على عاتق المشتري‪ ،‬لذا عليه أن يتفق مع ناقل بشروط تتفق مع‬
‫طبيعة البضاعة‪ ،‬وله مطلق الحرية لتأمين على البضاعة من مخاطر الرحلة البحرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تسليم البضاعة‪:‬‬


‫األصل هو أن المشتري يقوم بتسليم البضاعة في الميناء‪ ،‬ألن ملكية البضاعة تنتقل له عند شحنها‬
‫على ظهر السفينة‪ ،‬وبالتالي يجب أن يكون حاض ار وقت تسليم في ميناء الشحن‪ ،‬إما بنفسه أو عن‬
‫طريق ممثله‪ ،‬ويقوم بفحص البضاعة قبل القيام بشحنها على ظهر السفينة قصد التأكد من مطابقتها لما‬
‫تم االتفاق عليه في متن العقد‪ ،‬وعلى البائع أن يقوم بإخطار المشتري بوقت الشحن‪ ،‬حتى يتمكن المشتري‬
‫من الحضور إلجراء عملية الفحص التي يراها مناسبة قبل شحن البضاعة وفي حالة عدم القيام البائع‬
‫بإخطار المشتري بوقت الشحن‪ ،‬فللمشتري الحق في رفض البضاعة‪ ،‬عند وصولها لميناء الوصول‪،‬‬
‫وتنص المادة ‪ 60‬من اتفاقية فيينا على « يتضمن التزام المشتري باالستالم ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬القيام بجميع األعمال التي يمكن توقعها منه بصورة معقولة لتمكين البائع من القيام بالتسليم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إستالم البضائع‪».1‬‬

‫هذه المادة تبين أن المشتري ملزم كما قلنا سابقا باستئجار سفينة وحجز الفراغ الالزم والقيام‬
‫بإخطار البائع بأنه قام بكل األعمال المطلوبة منه حتى يتمكن البائع من القيام بشحن البضاعة وتسليمها‬
‫في الوقت المناسب‪ ،‬ثم بالمقابل يقوم المشتري باستالم البضاعة عند وصولها لميناء الوصول‪.‬‬

‫واذا كانت البضاعة غير مطابقة لما تم االتفاق عليه في متن العقد‪ ،‬في هذه الحالة يقع على عاتق البائع‬
‫عبأ إثبات قيامه بشحن البضاعة التي تتفق مع شروط العقد‪.‬‬
‫وقد يقوم البائع بتفادي رفض المشتري للبضاعة ‪ ،‬وهذا باالتفاق معه مقدما على القيام بإنقاص الثمن‬
‫الذي اتفقا عليه سابقا في حالة عدم مطابقة البضاعة لشروط العقد ‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 50‬من‬
‫اتفاقية فيينا بنصها ‪ «:‬في حالة عدم مطابقة البضائع للعقد وسواء أتم دفع الثمن أم ال جاز للمشتري‬
‫أن يخفض الثمن بمقدار الفرق بين قيمة البضائع التي تم تسليمها فعال وقت التسليم وقيمة البضائع‬
‫المطابقة في ذلك الوقت‪ ،‬غير أنه إذا قام البائع بإصالح الخلل في تنفيذ التزاماته وفق ألحكام المادة‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 60‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫‪ 37‬أو المادة ‪ ، 48‬أو إذا رفض المشتري أن يقوم البائع بالتنفيذ وفقا للمادتين المذكورتين ‪ ،‬فال‬
‫يجوز للمشتري أن يخفض الثمن»‪.1‬‬
‫كما قد يتفق البائع والمشتري على ميعاد معين‪ ،‬يتوجب فيه على المشتري القيام بإبداء رفضه واال يسقط‬
‫حقه في ذلك‪ ،‬واذا تم القبول من قبل المشتري فال يجوز له أن يرجع عنه‪ ،‬سواء كان هو من قام بفحص‬
‫البضاعة أو ممثله‪ ،‬وبالتالي ال يجوز للمشتري القيام برفض البضاعة إذا كان ممثله قد تسلمها‪ ،‬فهو‬
‫ملزم بقبول ممثله حتى ولو كان هذا األخير لم يقم بفحص البضاعة ما دام أنه كان بإمكانه القيام بعملية‬
‫الفحص‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزام بدفع الثمن‪.‬‬
‫القاعدة العامة ‪ ،‬أن الثمن في البيع فوب يصبح مستحقا على المشتري ‪ ،‬وقت تسليم البضاعة له من‬
‫قبل البائع في ميناء الشحن وعلى متن السفينة ‪ ،‬فبعد القيام بشحن البضاعة وحصول البائع على سند‬
‫شحن بها وتقديم السند للمشتري ‪ ،‬فعلى المشتري أن يدفع الثمن ‪ ،‬ألن السند حيازته ترقى لحيازة البضاعة‪،‬‬
‫وذلك إذا تبين أن الطرفان قد تم االتفاق فيما بينهما في متن العقد على أن يكون الدفع مقابل سند‬
‫الشحن‪ ،‬واذا كان المشتري هو الذي قام بإجراء عملية الشحن‪ ،‬فإن العقد عادة ينص على دفع الثمن‬
‫مقابل تقديم مستندات أخرى هذه المستندات تثبت تسليم البضاعة على ظهر السفينة مثل‬
‫• فاتورة الشراء‪.‬‬
‫• بوليصة التأمين‪.‬‬
‫إيصال ضابط السفينة‪.‬‬ ‫•‬
‫• شهادة تفتيش‪.‬‬
‫• شهادة منشأ‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 54‬من اتفاقية فيينا على «يتضمن التزام المشتري بدفع الثمن اتخاذ ما‬
‫يلزم واستيفاء اإلجراءات المطلوبة بموجب العقد أو بموجب القوانين واألنظمة الواجبة التطبيق‬
‫من أجل تسديد الثمن»‪ 3‬وقد أكدت كذلك اتفاقية فيينا في مادتها ‪ 53‬على ضرورة دفع الثمن‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 50‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪)01‬‬


‫‪ :2‬عادل على المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.191-190‬‬
‫‪ :3‬المادة ‪54‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫«يجب على المشتري بموجب شروط العقد وهذه االتفاقية‪ ،‬أن يدفع ثمن البضائع‪ ،‬وأن‬
‫يستلمها»‪.1‬‬

‫وفي حالة ما إذا كان دفع الثمن مستحقا أصال في المكان والزمان الذي تسلم فيه البضاعة أو‬
‫في مكان وزمان تسليم المستندات حسبما ينص عقد البيع فال يجوز للمشتري أن يعلق دفع ثمن‬
‫البضاعة على وصولها أو فحصها‪ ،‬أو أن يرفض دفع ثمنها عند تقديم المستندات إليه بحجة وجود‬
‫عجز في البضاعة المتفق عليها‪ ،‬بل يجب عليه دفع الثمن عندما تسلم له المستندات وبعدها‬
‫يطلب ندب خبراء مختصين لفحص البضاعة‪ ،‬ونتيجة لذلك يقوم بطلب فسخ العقد أو يطلب‬
‫استبدال البضاعة ببضاعة ثماثل البضاعة المتفق عليها أو استكمال النقص الموجود‪ ،‬أو القيام‬
‫‪2‬‬
‫بإنقاص الثمن‪.‬‬

‫إال أن الوفاء بثمن البضاعة هي أهم ما يتم االتفاق عليه في عقد البيع فوب‪ ،‬ألن هناك‬
‫بحر يفصل كال من البائع والمشتري‪ ،‬ألنه في غالب األحيان من دولتين مختلفتين‪ ،‬فالبائع ال‬
‫يطمئن إلى إرسال المستندات المتعلقة بالبضاعة قبل أن يقبض الثمن‪ ،‬كذلك المشتري ال يطمئن‬
‫للوفاء بالثمن قبل التحقق من مطابقة المستندات للشروط المتفق عليها في متن العقد بين المشتري‬
‫والبائع‪ ،‬لذلك ال بد من وسيط يكون بينهما‪ ،‬ويكون موضع ثقة لكال الطرفين‪ ،‬وهو البنك في عملية‬
‫االعتماد المستندي‪.3‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف االعتماد المستندي‬

‫االعتماد المستندي «هو عبارة عن عقد يتفق فيه مشتري البضاعة في مكان على أن يفتح‬
‫‪4‬‬
‫اعتمادا بمبلغ معين لصالح شركة في البلد التي سيقوم منها باستيراد بضاعة ما منها»‬

‫وهو كذلك حسب تعريف غرفة التجارة الدولية بأنه «تعهد مصرفي مشروط بالوفاء وبعبارة أوسع‬
‫هو تعهد مكتوب من بنك يسمى المصدر يسلم للبائع المستفيد وذلك بناء على طلب المشتري مقدم‬

‫‪ :1‬المادة ‪53‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬


‫‪ :2‬عبد القادر العطير‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.385‬‬
‫‪ :3‬على البارودي‪ ،‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.608‬‬
‫‪ :4‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫الطلب أو األمر وبالمطابقة لتعليماته يستهدف القيام بالوفاء في حدود مبلغ محدد خالل فترة معينة وفي‬
‫نظير مستندات مشترطة» ‪. 1‬‬

‫صدر من البنك‪ ،‬بناء على طلب المشتري لصالح البائع ‪،‬‬


‫وعليه االعتماد المستندي هو تعهد مكتوب ُ‬
‫بحيث يلتزم البنك فيه بدفع ثمن السلعة سواء كان الوفاء نقدا أو بقبول كمبيالة ‪ ،‬متى قدم البائع المستندات‬
‫مطابقة لتعليمات شروط االعتماد‪.‬‬

‫ولقد سمي باالعتماد المستندي ألنه يضمن إرسال المستندات التي تمثل البضاعة عن طريق‬
‫المصرف الذي يستلمها من البائع‪ ،‬ليتولى إرسالها للمشتري‪ ،‬بحيث تتمثل آليته في خطاب اإلعتماد‬
‫المستندي ‪ ، lettre de credit documentaire‬الذي يقوم المصرف بتوجيهها للبائع قصد إعالمه‬
‫بأنه إذا ما قدم له المستندات الملتزم بتنفيذه بإرسال بضائع معينة للمشتري‪ ،‬فالمصرف ملزم بصرف‬
‫االعتماد له ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية االعتماد المستندي‪.‬‬

‫‪ -‬يستعمل في تمويل التجارة الخارجية‪.‬‬


‫‪ -‬بالنسبة للمصدر‪ :‬يكون االعتماد المستندي ضمان له بأنه سيقبض قيمة البضائع التي يكون‬
‫تعاقد على تصديرها‪ ،‬ذلك عند تقديم وثائق الشحن للبنك الذي يكون قد أشعره بورود االعتماد‬
‫فو ار‪.‬‬
‫‪ -‬يضمن للمستورد أن البنك الذي فتح االعتماد المسندي لن يقوم بدفع قيمة البضاعة المتعاقد‬
‫على استيرادها إال عند تقديم وثائق الشحن بشكل مستكمل لشروط االعتماد المستندي الواردة‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم ائتمان للمصدر وللمستورد‪ ،‬ويتمثل في قيامه بسداد قيمة البضاعة نيابة عنه للمشتري‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم ائتمان للمشتري‪ ،‬حول البضاعة بتوفير قيمتها المستحقة من قبل البائع‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد التزامات المصدر والمستورد‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان سداد قيمة البضاعة محل البيع بالنسبة للبائع‪.‬‬

‫‪ :1‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ :2‬طالب حسين موسى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص – ‪.127-126‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫‪ -‬ضمان قيام البائع بتوريد البضاعة للمشتري المستورد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أطراف العتماد المستندي‬

‫أطراف االعتماد المستندي أربعة هم‪:‬‬

‫‪ -‬المشتري‪ :‬وهو الذي يقدم طلب فتح االعتماد‪ ،‬ويكون هذا االعتماد في شكل عقد بين‬
‫المشتري وبين البنك الذي يقوم بفتح االعتماد‪ ،‬ويحتوي على كل النقاط التي يطلبها المشتري‬
‫المستورد من البائع المصدر‪.‬‬
‫‪ -‬المستفيد‪ :‬هو المصدر والذي يقوم بتنفيذ جل شروط االعتماد في مدة صالحيته‪ ،‬وهو البائع‬
‫الذي يقوم بتسليم البضاعة‪ ،‬وفي حالة ما إذا كان تبليغه باالعتماد محرر من البنك المرسل‬
‫الذي يقوم بإبالغ البائع بنص خطاب االعتماد في بلده‪ ،‬فإن كتاب التبليغ يكون بمثابة عقد‬
‫جديد بينه وبين البنك المرسل‪ ،‬وبموجب هذا العقد يتسلم البائع ثمن البضاعة في حالة تنفيذ‬
‫التزامه بتقديم المستندات وفق لشروط االعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬البنك فاتح االعتماد‪ :‬هو البنك الذي يقوم بفتح االعتماد عند تقدم المشتري له بطلب فتح‬
‫االعتماد فيقوم بدراسة ذلك الطلب‪ ،‬ففي حالة الموافقة عليه وموافقة المشتري على الشروط‬
‫التي يقدمها له البنك‪ ،‬يقوم بفتح االعتماد ثم يرسله سواء للمستفيد مباشرة في حالة االعتماد‬
‫البسيط‪ ،‬أم ألحد مراسليه في بلد البائع في حالة مشاركة بنك ثاني في عملية االعتماد‬
‫المستندي‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المرسل‪ :‬هو البنك الملزم بإبالغ المستفيد بنص الخطاب الذي ورد له من البنك‬
‫المصدر‪ ،‬وقد يضيف هذا البنك المراسل تعزيزه لالعتماد‪ ،‬فيصبح ملزم بااللتزام الذي التزم‬
‫به البنك المصدر‪.1‬‬

‫وعليه فكما قلنا سابقا أن الثقة فيما بين البائع والمشتري شبه مفقودة يكون هذا الوسيط كمأمن لهما‬
‫وبالتالي يقوم المشتري بطلب من بنكه أن يفتح االعتماد في حدود مبلغ معين بقيمة البضاعة المتفق‬
‫عليها‪ ،‬وأن يتعهد بالوفاء بالكمبيالة التي يسحبها عليه البائع في مقابل تقديم المستندات المتفق عليها ‪،‬‬

‫‪ :1‬محمد نصر محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص‪.135-134 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫فيرسل البنك للبائع الخطاب بفتح اعتماد له في حدود مبلغ معين بقيمة البضاعة ويشهد فيه بالوفاء‬
‫بالكمبيالة عند تقديمها ‪ ،‬وعند وصول الخطاب للبائع يقوم بسحب الكمبيالة المستندية ويرفق البنك بها‬
‫المستندات المطلوبة ‪ ،‬ثم يقوم بخصمها لدى بنك البائع فيحصل على ثمن البضاعة فو ار ‪ ،‬ثم يتقدم بنك‬
‫البائع بالكمبيالة والمستندات الالزمة والمتفق عليها في متن العقد ‪ ،‬لبنك المشتري ‪ ،‬ويطلب بالوفاء الثمن‬
‫المحدد في متن العقد عند حلول استحقاقه فيقوم بنك المشتري بفحص المستندات والتأكد من مطابقتها‬
‫للتعليمات المشتري ثم يقوم بالوفاء بالثمن ‪ ،‬عندها يكون بنك المشتري حائز للمستندات التي تمثل‬
‫البضاعة ‪ ،‬فيسلمها للمشتري مقابل قيمة الكمبيالة والمصروفات والعمولة ‪. 1‬‬

‫والكمبيالة المستندية التي يقوم البائع بسحبها تعتبر هامة جدا كونها تقوم بدور هام في تنفيذ البيع‬
‫فوب‪ ،‬وتسمى مستندية ‪ traite documentaire‬ألنها ترفق بالمستندات المهمة للبضاعة وهي (الفاتورة‬
‫التجارية‪ ،‬سند الشحن‪ ،‬وثيقة التأمين‪ ،‬والمستندات الثانوية األخرى‪ )...‬حيث يكون الوفاء بهذه الكمبيالة‬
‫مضمون وآمن برهن المستندات‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬االلتزام بإبرام عقد التأمين على البضاعة‪.‬‬

‫المبدأ العام في عقد البيع هو انتقال المخاطر المتعلقة بالبضاعة تقع على عاتق المشتري من وقت‬
‫اجتياز البضاعة حاجز السفينة في ميناء الشحن المعين‪ ،‬على عكس البيع “سيف“ فالبائع هو الذي يلتزم‬
‫بمقتضى عقد البيع ذاته بإبرام عقد التأمين البحري على البضاعة المبيعة من مخاطر النقل البحري‪،‬‬
‫لذلك فالمشتري ملزم بإبرام عقد التأمين على البضاعة لضمان ما قد تتعرض له من أخطار‪.3‬‬

‫وتجدر اإلشارة هنا أن المشتري هو من يقوم بإبرام عقد النقل والتأمين على البضاعة في البيع فوب‬
‫إال أنه يمكن للمشتري أن يتفق البائع اتفاق خاص على أن يقوم البائع بإبرام عقد النقل والتأمين للبضاعة‬
‫لحساب المشتري‪ ،‬هنا يتعلق األمر بوكالة متميزة عن البيع‪ ،‬أي أن البائع يقوم بإبرام عقد النقل والتأمين‬
‫بصفته وكيال عن المشتري‪ ،‬وليس التزاما يجب تنفيذه‪ ،4‬فإن لم يقم البائع بإبرام عقد النقل والتأمين على‬
‫البضاعة‪ ،‬أي لم يقم بتنفيذ الوكالة‪ ،‬فإن المشتري ال يستطيع أن يطلب فسخ العقد بل يكون تعويض عن‬

‫‪ :1‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.379‬‬


‫‪ :2‬علي البارودي‪ ،‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ :3‬عبد القادر العطير‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬المرجع السابق‪.387 ،‬‬
‫‪ :4‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.399‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫الضرر الالحق فقط‪ ،‬يكون الطلب طلب تعويض عن عدم تنفيذ الوكالة‪ ،‬التي تعتبر مستقلة عن البيع‬
‫“فوب“‪ ،1‬واذا قام البائع بإبرام عقد النقل فقط دون إبرام عقد التأمين على البضاعة فالبيع “فوب“ في‬
‫هذه الحالة يقترب من البيع (‪ ،(C and F‬أما إذا قام بالتأمين عليها وابرام عقد النقل‪ ،‬فهنا البيع فوب‬
‫يقترب من البيع سيف‪ ،‬ومعيار التفرقة بين “فوب“ وغيره من البيوع األخرى البحرية هو الصفة التي‬
‫يتعاقد بها البائع “فوب“ عند إبرامه لعقد النقل وعقد التأمين‪ ،‬وعندما يقوم البائع بذلك بناءا على اتفاق‬
‫خاص بينه وبين المشتري‪ ،‬فهو يتصرف هنا عند إبرامه للعقدين وكيال عن المشتري‪ ،‬وهذه الوكالة مستقلة‬
‫عن البيع‪ ،‬وال تغير من طبيعة عقد البيع وال تؤثر على نطاقه وقواعده األساسية‪ ،‬وانما تنفيذها يجري من‬
‫قبل البائع (الوكالة والبيع فوب)‪ ،‬بناءا على ما يرتبه كل منهما من التزامات على عاتق البائع‪.2‬‬

‫وعليه وفي هذه الحالة يحرر البائع فاتورتين على المشتري‪ ،‬األولى تغطي الثمن‪ ،‬والثانية تشمل‬
‫المصاريف‪ ،‬النفقات المترتبة على الخدمات التي يقوم بها البائع لحساب المشتري بصفته وكيال خاصة‬
‫مقابل النقل والتأمين على البضاعة‪.3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثار عدم تنفيذ التزامات عقد البيع ̋ ‪̏ FOB‬‬

‫بما أن البيع فوب ̏ ‪ ̋ FOB‬بيع دولي يترتب عنه عالقات دولية بين أشخاص من دول عدة‪ ،‬يجب‬
‫على الطرفين المبرمين لعقد البيع ضرورة التمتع بالجدية في تنفيذ التزاماتهم‪ ،‬ولكن هناك بعض الظروف‬
‫تجعل الطرف األول عاجز عن إتمام أم تنفيذ التزامه‪ ،‬مما يسبب أضرار للطرف الثاني‪ ،‬واما أن يكون‬
‫بسبب تماطل الطرف األول‪ ،‬وبالتالي تترتب عليه عقوبات عدة‪ ،‬لما سببه من ضرر للطرف المضرور‪،‬‬
‫وهو ما درسناه في هذا المبحث طبق ألحكام القواعد العامة للقانون المدني وكذا اتفاقية فيينا لسنة‬
‫‪ ،1980‬تناولنا في المطلب األول انحالل عقد البيع فوب‪ ،‬وفي المطلب الثاني المسؤولية المترتبة عن‬
‫عقد البيع فوب‪.‬‬

‫‪ :1‬علي البارودي وآخرون‪ ،‬القانون البحري والجوي‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪،2001 ،‬‬
‫ص ‪.411‬‬
‫‪ :2‬عادل علي المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ :3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬التأمين البحري‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الوفاء القانونية لنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.44‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬

‫المطلب األول‪ :‬انحالل عقد البيع فوب ̋ ‪.̏ FOB‬‬

‫يجوز أن يلزم أحد الطرفين األخر بتنفيذ العقد عينيا إذا تقاعس عن ذلك‪ ،‬وهذا لتجنب انحالل العقد‬
‫لهذا السبب وضعته النصوص القانونية وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 119‬من القانون المدني الجزائري‪،‬‬
‫فاألصل في التنفيذ العيني أن يكون عينيا ‪ ،‬فالتنفيذ العيني هو حق الدائن وواجب المدين‪ ،‬فإذا قام يطلبه‬
‫الدائن فال يجوز للمدين أن يعدل عنه إلى التعويض واذا عرضه المدين فليس للدائن رفضه‪ ،‬وبحسب‬
‫نص المادة ‪ 164‬ق‪ .‬م‪.‬ج « يجبر المدين بعد إعذاره طبقا للمادتين ‪180‬و‪ 181‬على تنفيذ التزامه‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذا عينيا‪ ،‬متى كان ذلك ممكنا‪».‬‬

‫فاألصل العام أن يتولى المدين تنفيذ التزامه مختا ار بمجرد أن يقوم الدائن بمطالبته بالتنفيذ‪ ،‬طالما‬
‫أن ذلك التنفيذ العيني ممكنا‪ ،‬أما إذا أبى المديد تنفيذ التزامه بعد إعذاره حينها يجبره على التنفيذ العيني‪.‬‬

‫ويشترط للمطالبة بالتنفيذ العيني لاللتزام توافر عدة شروط‪ ،‬أن يكون التنفيذ العيني ممكنا‪ ،‬أن يقوم الدائن‬
‫بإعذار المدين لتنفيذ التزامه‪ ،‬أن يطلب الدائن التنفيذ العيني أو يتقدم المدين من تلقاء نفسه للتنفيذ‪ ،‬أن‬
‫ال يكون في التنفيذ العيني إرهاق للمدين‪.2‬‬

‫إال انه إذا لم يستطع المدين التنفيذ العيني للعقد البيع فوب‪ ،‬فال بد من انحالل العقد‪ ،‬لذا درسنا تعريفه‬
‫وأنواعه في الفرع األول والفرع الثاني خصص إلجراءات انحالل هذا العقد‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم انحالل العقد‬

‫تناولنا في هذا الفرع تعريف الفسخ وأنواعه طبقا لألحكام العامة في القانون المدني‪ ،‬حتى تتضح لنا‬
‫ما معنى الفسخ وما هي أنواعه أوال ثم نتطرق إلجراءات الفسخ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الفسخ‬

‫الفسخ هو «انحالل الرابطة التعاقدية بأثر رجعي‪ ،‬وال يكون إال في العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬أي تلك‬
‫التي يلتزم فيها كل متعاقد تجاه المتعاقد األخر‪ ،‬على وجه التبادل بمقتضى اتفاق المعقود بينهما»‪ .3‬أي‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 164‬من لقانون المدني الجزائري‪..‬‬


‫‪ :2‬رحيمة منصوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.62،64‬‬
‫‪ :3‬فاضلي إدريس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫إرجاع العالقة التعاقدية بين البائع والمشتري كما كانت في األول فيتم الفسخ عندما ال يقوم أحد المتعاقدين‬
‫سواء البائع أو المشتري بتنفيذ التزامه الناشئ عن عقد البيع فوب‪ ،‬وبالتالي يكون للطرف األخر أن يطلب‬
‫بفسخ العقد جزاء على عدم تنفيذ االلتزام‪ ،‬وفي ضوء أحكام المادة ‪ 119‬ق‪.‬م‪.‬ج التي نصت «في العقود‬
‫الملزمة للجانبين‪ ،‬لذا لم يوف أحد المتعاقدين بالتزامه جاز للمتعاقد األخر بعد إعذاره المدين أن يطالب‬
‫بتنفيذ العقد أو فسخه ‪ ،‬مع التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك»‪ ،1‬فيتضح أن الفسخ هو‬
‫جزاء يترتب على امتناع أحد الطرفين سواء كان البائع أم المشتري عند تنفيذ التزامه‪ ،‬وهو حق للمتعاقد‬
‫في حل الرابطة العقدية عندما ال يوفي أحد المتعاقدين التزامه‪ ،‬حتى يتحرر بدوره من االلتزامات الملقاة‬
‫على عاتقه بموجب عقد البيع محل الفسخ‪ ،‬ويخضع حق المتعاقد في طلب الفسخ لشروط ثالثة‪ ،‬العقد‬
‫محل الفسخ ملزم للجانبين‪ ،‬عدم وفاء المتعاقد بالتزامه‪ ،‬وفاء طالب الفسخ بالتزامه في البيع فوب‪.‬‬

‫أ‪ :‬العقد محل الفسخ ملزم للجانبين‬

‫هذا الشرط نصت عليه المادة ‪ 119‬م ج صراحة‪ ،‬ألنه في حقيقة األمر هو أمر بديهي فال فائدة‬
‫للدائن في العقد الملزم لجانب واحد من المطالبة بفسخ العقد‪ ،‬بل على العكس تكمن مصلحته في اإلبقاء‬
‫على العقد والمطالبة بتنفيذه‪ ،‬أما مصلحة الدائن في العقد الملزم لجانبين فهي تقتضي فسخ العقد‪ ،‬ألن‬
‫الدائن مدين في نفس الوقت‪ ،‬فإذا ما بقيت العالقة التعاقدية قائمة هو مطالب بتنفيذ التزاماته‪ ،‬وعن‬
‫طريف الفسخ يستطيع الدائن أن يتخلص من هذه التزامات المرتبطة به‪ ،‬ما لم يقم الطرف األخر من‬
‫تنفيذ كامل التزاماته‪.‬‬

‫‪ .1‬عدم وفاء المتعاقد بالتزامه في البيع فوب‬

‫ولقد أشارت كذلك المادة ‪ 119‬ق‪.‬م‪.‬ج على هذا الشرط صراحة‪ ،‬حيث ورد فيها «‪...‬إذا لم يوف أحد‬
‫المتعاقدين بالتزامه‪ »...‬وكما قلنا سالفا أن الفسخ هو عبارة عن جزاء امتناع أحد المتعاقدين عن تنفيذ‬
‫التزاماته‪ ،‬أي ال يحق للمتعاقد طلب فسخ العقد إال إذا أخل المتعاقد األخر بالتزامه‪.‬‬

‫‪ : 1‬المادة ‪ ،119‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وعدم التنفيذ هو االنعدام الكلي لتنفيذ االلتزام‪ ،‬وكذا التنفيذ الجزئي‪ ،‬أو التأخير في تنفيذ االلتزام‪ ،‬وعليه‬
‫فإن الفسخ يقتضي كذلك وباعتباره جزاء إلخالل المتعاقد بإلزامه أن يكون المتسبب في عدم التنفيذ‪ ،‬أي‬
‫عدم التنفيذ يرجع إلى خطاء صدر من المتعاقد‪.‬‬

‫‪ .2‬وفاء طالب الفسخ بالتزامه في البيع ̏ فوب ̋‪:‬‬

‫هذا الشرط لم تنص عليه المادة ‪ 119‬م‪.‬ج‪ ،‬ولكنه ليس من المعقول‪ ،‬أن يتمسك المتعاقد بفسخ عقد‬
‫البيع بسبب عدم تنفيذ المتعاقد األخر التزامه‪ ،‬وهو لم يقم بتنفيذ االلتزامات المترتبة على عاتقه‪ ،‬وبالتالي‬
‫يجب أن ال يكون طالب الفسخ مقص ار في تنفيذ كل التزاماته‪ ،‬وعليه يجب أن يكون قد أوفى بكل التزاماته‬
‫أو على األقل يكون مستعدا لوفاء به‪ ،‬واذا أخل بدوره بالتزاماته ولم ينفذها فسلوكه يكون كسلوك المتعاقد‬
‫اآلخر وبالتالي ليس له الحق بالمطالبة بفسخ العقد‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الفسخ‬

‫الفسخ على ثالثة أنواع‪ ،‬فسخ قضائي‪ ،‬فسخ اتفاقي‪ ،‬االنفساخ بحكم القانون‪.‬‬

‫أ‪ :‬الفسخ القضائي‬

‫للقاضي سلطة تقدير واسعة بالقيام بفسخ العقد‪ ،‬أو يمنح المدين أجال لتنفيذ التزامه‪ ،‬حسب ما جاء به‬
‫في نص المادة ‪ 02/119‬ق‪.‬م‪.‬ج «ويجوز للقاضي أن يمنح المدين أجال حسب الظروف كما يجوز‬
‫له أن يرفض الفسخ إذا كان لم يوف به المدين قليل األهمية بالنسبة إلى كامل االلتزامات»‪.‬‬

‫وعليه ومن خالل نص المادة نرى أن للقاضي سلطة في منح المدين اجل محدد حسب الظروف‬
‫التي يقوم بتقديمها متى يتمكن من إقناع القاضي ويعطيه مدة محددة لتنفيذ التزامه‪ ،‬واذا تبين للقاضي‬
‫أن نسبة االلتزامات التي تبقت في ذمة المدين ضئيلة مقارنة مع ما تم تنفيذه سابقا‪ ،‬وأن مصلحة طالب‬
‫الفسخ ال تتأثر وال يكن به ضرر‪ ،‬هنا قد يرفض الفسخ ويمنح للمدين أجال حتى ينفذ ما تبقى من التزامه‪،‬‬

‫‪ 1‬علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وقد يعفيه من التنفيذ وبالمقابل يمنح الدائن تعويضا فقط‪ ،‬واذا تبين للقاضي أن الفسخ أكثر ضمانا وفيه‬
‫مصلحة لألطراف ‪ ،‬قضى بذلك ويعوض طالب الفسخ زيادة على فسخ عقد فوب‪.1‬‬

‫ب‪ :‬الفسخ اإلتفاقي‬

‫نصت المادة ‪ 120‬ق‪.‬م‪.‬ج « يجوز االتفاق على أن يعتبر االتفاق مفسوخا ‪ ،‬بحكم القانون عند عدم‬
‫الوفاء بااللتزامات الناشئة عنه بمجرد تحقيق الشروط المتفق عليها وبدون حاجة إلى حكم قضائي ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهذا الشرط ال يعفي من االعذار‪ ،‬الذي يحدد حسب العرف عند عدم تحديده من طرف المتعاقدين»‬

‫يتضح لنا من خالل نص المادة أن عقد البيع فوب يعتبر مفسوخا عند عدم الوفاء بااللتزامات‬
‫الناشئة عنه‪ ،‬ذلك يكون متى وقع اتفاق بشأن الفسخ بين البائع والمشتري‪ ،‬ويعتبر في هذه الحالة تأكيد‬
‫للقاعدة العامة للفسخ‪ ،‬وهذا لعدم التنفيذ بعد القيام بإعذار المدين‪ ،‬وللقاضي سلطة واسعة من حيث‬
‫إمكانية العدول على فسخ عقد البيع فوب إلى التنفيذ ‪ ،‬وتوقي المدين فسخ العقد ‪ ،‬وقد يتم االتفاق على‬
‫اعتبار أن عقد البيع فوب مفسوخا من تلقاء نفسه ‪ ،‬أي أن في مثل هذا الشرط ال يكون للقاضي سلطة‬
‫تقديرية في طلب الفسخ أو اختيار تنفيذ ما تبقى من التزام ‪ ،‬وبالتالي في هذه الحالة ال يكون للقاضي‬

‫إال الحكم بفسخ العقد‪ ،‬وان كان هذا ال يغني عن قيام الدائن بإعذار المدين ورفع دعوى فسخ العقد ‪.‬‬

‫وقد يتم االتفاق على اعتبار أن عقد البيع مفسوخا من تلقاء نفسه دون حاجة لحكم والقيام برفع‬
‫دعوى للقضاء وهذا ال يعني أن في مثل هذا الشرط ال يعفي الدائن من القيام بإعذار المدين حتى يترتب‬

‫هذا الفسخ‪ ،‬فيعتبر عقد البيع فوب مفسوخا إذا لم يقم بتنفيذ التزاماته بعد تلقي اإلعذار من قبل الدائن‪،‬‬
‫ما لم يقع صراحة بين البائع والمشتري على اإلعفاء من اعذار‪ ،‬وقد يتفق البائع والمشتري على اعتبار‬
‫أن العقد مفسوخا من تلقاء نفسه دون حاجة لحكم‪ ،‬و دون حاجة لإلعذار‪ ،‬وفي مثل هذه الحالة إذ لم‬
‫يقم المدين بتنفيذ ما عليه من التزامات عند حلول األجل المتفق عليه‪ ،‬تحقق الفسخ دون الحاجة للقيام‬
‫الدائن بإعذار المدين‪ ،‬ودون حاجة لرفع دعوى والمطالبة بفسخ عقد البيع فوب‪.‬‬

‫‪ :1‬علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص‪.434-431 ،‬‬


‫‪ : 2‬المادة ‪ 120‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وبالنسبة ألثار الفسخ االتفاقي فهي مثل أثار الفسخ القضائي‪ ،‬يكون فيها الحكم بالتعويض إذا‬
‫استحال الرجوع للحالة السابقة‪ ،‬وبعدها يتم زوال عقد البيع بأثر رجعي‪.‬‬

‫ج‪ :‬االنفساخ بحكم القانون‪.‬‬

‫نصت عليه المادة ‪ 121‬ق‪.‬م‪.‬ج‪« .‬في العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬إذا انقضى التزام بسبب استحالة‬
‫تنفيذه انقضى معه االلتزامات المقابلة له وينفسخ العقد بحكم القانون»‪.1‬‬

‫وعليه يتضح لنا من خالل نص المادة الموضحة أعاله أن العقد ينفسخ كذلك بقوة القانون دون الحاجة‬
‫إلى اللجوء للقضاء‪ ،‬فإذا انقضى االلتزام بسبب استحالة التنفيذ‪ ،‬ينقضي معه االلتزام المقابل‪ ،‬وهذا هو‬
‫انفساخ عقد البيع فوب‪ ،‬أو الفسخ بقوة القانون‪ ،‬فال يخضع لرقابة القضاء أن يتدخل ليمنح أجال وتمديدا‬
‫قصد تنفيذ ما تبقى من االلتزامات‪ ،‬أو يحكم بالتعويض للطرف المتضرر‪ ،‬ففي حالة ما وقع اختالف‬
‫بين البائع والمشتري‪ ،‬هنا يتدخل القضاء ليقرر إذا ما انفسخ عقد البيع أوال يزال قائما‪ ،‬وفي حالة ما‬
‫تخلف التزام أحد التعاقدين بسبب استحالة تنفيذه‪ ،‬بعد أن قام العقد وكان صحيحا ولكن هذه االستحالة‬
‫راجع لسبب أجنبي ال بد له فيها هنا ينفسخ العقد بقوة القانون‪ ،‬وتنقضي االلتزامات المتقابلة‪ ،‬فإذا استحال‬
‫على البائع تنفيذ التزامه بعد أن هلكت البضاعة بسبب أجنبي‪ ،‬انقضى التزامه بنقل ملكية البضاعة‬

‫للمشتري ‪ ،‬وانفسخ عقد البيع فوب ‪ ،‬وانقضي التزام المشتري بدفع الثمن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات انحالل عقد البيع فوب ̋ ‪̏ FOB‬‬

‫فوب يجب انتهاج إجراءات تتناسب وظروف التجارة الدولية‪ ،‬وعليه قمنا‬
‫̏‬ ‫حتى يتم فسخ عقد البيع ̋‬
‫بدراسة إجراءات انحالل عقد البيع فوب وفقا ألحكام اتفاقية فيينا لسنة ‪ 1980‬بشأن عقود البيع الدولي‬
‫للبضائع لذلك فقد جعلت االتفاقية الفسخ يتم بإخطار يوجهه المتعاقد الذي طالب بالفسخ للمتعاقد األخر‬
‫وحددت االتفاقية ميعادا يتعين أن يوجه إخطار الفسخ فيه ‪ ،‬وهو الميعاد المعقول‪ ،‬يبدأ من التاريخ الذي‬
‫يجوز للمتعاقد أن يفسخ فيه ‪ ،‬حيث أنه إذا لم يتم توجيهه في ذلك الميعاد سقط حقه في المطالبة بالفسخ‪،‬‬
‫واستمرار العقد وأنتج أثاره بين البائع والمشتري‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 121‬قانون مدني جزائري‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫أوال‪ :‬اإلعذار [اإلخطار]‬

‫إذا قرر المشتري استعمال الحق في الفسخ‪ ،‬فال يشترط أن يطلبه من القضاء بكيفية أن يعلن فقط‬
‫بالفسخ‪ ،‬وال يحدث إعالن الفسخ أثره إال إذا تم بواسطة إخطار موجه للبائع‪ ،‬كما هو مبين في نص‬
‫المادة ‪ 26‬من إلتفااقية «ال يحدث إعالن فسخ العقد أثره إال إذا تم بواسطة إخطار موجه إلى الطرف‬
‫األخر‪»1.‬‬

‫وذلك يرجع إلى حرص االتفاقية على صالح التجارة الدولية‪ ،‬بحيث تقتضي اإلسراع لتصفية العقد‬
‫في حالة ما إذا تعذر الحفاظ عليه‪ ،‬دون اللجوء للقضاء بحيث يطول انتظاره فيعرض البضاعة للتلف‬
‫أو الهالك‪ ،‬قبل الفصل في أمرها ومصيرها‪ ،‬وكذلك الفسخ بقوة القانون أثار الكثير من الشكوك حول‬
‫مصير العقد‪ ،‬وبالتالي ال يساعد على تحقيق االستقرار في التجارة الدولية‪.‬‬

‫ولقد جعلت اتفاقية فيينا اإلخطار حكم عام يطبق على كل أنواع الفسخ ‪ ،‬إذن هذا الحكم جاء في‬
‫الفصل الخاص ببيع البضائع ‪ ،‬فيتعين على المتعاقد إذا أراد أن يفسخ عقد البيع ̋ فوب ̏ أن يوجه إخطار‬
‫للطرف األخر بذلك‪ ،‬سواء كان هذا الفسخ الرتكابه مخالفة جوهرية‪ 2‬ووفق للتعريف الذي قد أخذت به‬
‫اتفاقية فيينا لسنة ‪ 1980‬حول المخالفة الجوهرية للعقد تكون «إذا أنتج عنها ضرر للطرف األخر يحرمه‬
‫بشكل أساسي مما كان من حقه أن يتوقع الحصول عليه من إبرام العقد‪ ،‬إال إذا كان الطرف المخالف‬
‫لم يتوقع مثل هذه النتيجة وما كان ليتوقعها أي شخص سوى اإلدراك من صفة الطرف المخالف إذا وجد‬
‫في نفس الظروف»‬

‫ومن خالل هذا التعريف يتضح لنا أن المخالفة الجوهرية تكون باالرتكاب أحد المتعاقدين مخالفة للعقد‪،‬‬
‫بحيث تنتج هذه المخالفة ضرر جوهري بالمتعاقد األخر حيث يكون هذا اضرر متوقع‪ ،‬أو كان الفسخ‬
‫النقضاء المدة اإلضافية التي منحها من أ ارد الفسخ للطرف األخر دون تنفيذ ذلك الطرف إللتزامه‪ ،‬كما‬
‫يطبق نظام اإلخطار سواء كان الفسخ للعقد كليا بحيث يتعلق با لعقد بكامله أو جزئيا ينصب على الجزء‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 26‬من إتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق ‪.01‬‬


‫‪ 2‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬القواعد المنظمة لعقود البيع والتجارة ‪ 9‬الدولية‪ ،‬دط‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪،2010 ،‬‬
‫ص ‪.177‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫من العقد الذي وقعت بشأنه المخالفة مثل ما وضحته المادة ‪ 51‬من االتفاقية «(‪ )1‬إذا لم يسلم البائع‬
‫أحكام المواد من ‪ 46‬إلى ‪ 50‬بشأن الجزاء الناقص أو الجزاء غير المطابق ‪.‬‬

‫(‪ ) 2‬ال يجوز للمشتري أن يفسخ العقد برمته إال إذا كان عدم التنفيذ الجزئي أو العيب في المطابقة‬
‫بشكل مخالفة جوهرية للعقد »‪ ،1‬أو كان مبست ار وهو «اإلخالل الذي يظهر قبل حلول اجل تنفيذ االلتزام‬
‫‪ ،‬بتقدير حق الطرف المضرور في وقف تنفيذ التزاماته إذا كان هذا اإلخالل سوف يترتب عليه عدم‬
‫تنفيذ الطرق المخالف لجانب هام من التزاماته‪ ،‬وأتاحت في نفس الوقت للطرف المضرور استئناف‬
‫التنفيذ إذا قدم الطرف المخالف ضمانات كافية تؤكد عزمه على تنفيذ التزاماته‪ »2‬أي أن يتبين بوضوح‬
‫أن مخالفة جوهرية سوف ترتكب في المستقبل وهو ما وضحته المادة ‪ 72‬من االتفاقية «(‪ )1‬إذا تبين‬
‫بوضوح قبل حلول ميعاد تنفيذ العقد أن أحد الطرفين سوف يرتكب مخالفة جوهرية للعقد جاز للطرف‬
‫األخر أن يفسخ العقد‬

‫(‪ )2‬يجب على الطرف الذي يريد الفسخ‪ ،‬إذا كان الوقت سمح له بذلك‪ ،‬أن يوجه إلى الطرف األخر‬
‫التزماته‪.‬‬
‫إخطا ار بشروط معقولة‪ ،‬تتيح له تقديم ضمانات كافية تؤكد عزمه على تنفيذ ا‬

‫التزماته‪ ،»3‬ويطبق كذلك‬


‫(‪ )3‬ال تسري أحكام الفقرة السابقة إذا أعلن الطرف األخر أنه سوف ال ينفذ ا‬
‫إذا كان الفسخ متعلق بعقد بيع يتم تنفيذه دفعة واحدة أو على دفعات عدة‪ ،‬أو كان الفسخ متعلق جزائي‬
‫ويكون البيع على دفعة واحدة أو دفعات ‪،‬‬ ‫̏‬ ‫أو كلي أو مبست ار بخصوص عقد البيع فوب ̋ ‪FOB‬‬
‫فاألصل هو تنفيذ المتعاقدين لاللتزام دفعة واحدة في عقد البيع‪ ،‬ولكن إذا اتفقا في ما بينهما على تسليم‬
‫البضاعة على دفعات‪ ،‬ويحصل هذا النوع من التسليم في البيوع الدولية خاصة البيع فوب لكون ضخامة‬
‫كميات البضاعة وتعذر نقلها وتسليمها دفعة واحدة‪ ،‬أو ألن المشتري قد أراد البضاعة في أوقات مختلفة‬
‫خالل العام ‪.‬‬

‫إذن فسبب استلزام وقوع فسخ عقد البيع فوب بإخطار الطرف األخر‪ ،‬إلى أن فسخ العقد ليس أم ار‬
‫واجب على المتعاقد في حالة ما إذا ما تحقق سببه‪ ،‬بل هو اختياري له أن يلجأ إليه متى أراد أن يفسخ‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 51‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)1‬‬


‫‪ 2‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 72‬من إتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)1‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫العقد‪ ،‬كما أن له الحق في االستمرار في التنفيذ ثم يتخذ أي إجراء أخر ‪ ،‬غير الفسخ لكي يواجه اإلخالل‬
‫بالعقد الذي صدر من المتعاقد ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون االخطار‪.‬‬


‫لم تحدد االتفاقية مضمون اإلخطار الذي يوجه للطرف المخالف لفسخ العقد وما المعلومات التي‬
‫قد أصبح مفسوخا ‪ ،‬لكن هذه‬ ‫̏‬ ‫يتضمنها لذلك يكفي أن يتضمن ما يفيد أن عقد البيع فوب ̋ ‪FOB‬‬
‫المعلومات التي يتضمنها اإلخطار والتي تفيد بفسخ العقد يجب أن تكون كافية باإلضافة إلى ذلك يجب‬
‫أن تكون مفهومة إي يفهم منها أي شخص أن العقد تم فسخه‪ ،‬وعلى ذلك فإذا تم إخطار الفسخ من‬
‫المشتري الذي وجهه للبائع ‪ ،‬فإنه يجب أن يتضمن بأنه لن يقبل استالم البضاعة إذا لم يكن قد تسلمها‬
‫‪ ،‬أو أنه لن يقوم باالحتفاظ بها لديه ويقوم بإعادتها ‪ ،‬إذا تسلمها واذا كان قد تم توجيه اإلخطار في عقد‬
‫من البائع ‪ ،‬فإنه يجب أن يتضمن ما يفيد أنه لن يقوم بتسليم البضاعة للمشتري ‪،‬‬ ‫̏‬ ‫البيع فوب ̋ ‪FOB‬‬
‫واذا كان قد سلمها فإنه يجب أن يتضمن مل يفيد بأنه يريد استرجاعها‪.‬‬
‫أ‪ :‬التهديد بالفسخ واإلخطار المشروط‪.‬‬

‫ال تكفي أن تقتصر عبارات اإلخطار على التهديد بفسخ عقد البيع فوب‪ ،‬فاإلخطار الذي يوجه فيه‬
‫البائع إنذار للمشتري‪ ،‬بأنه إن لم يدفع ثمن البضاعة فسوف يفسخ العقد‪ ،‬وهذا ال يعد إخطار بالفسخ‪،‬‬
‫وينبغي أن يكون اإلخطار مشروطا‪ ،‬ألن الفسخ هنا يتوقف على تحقيق الشروط التي وردت فيه‪ ،‬وبالتالي‬
‫لن يكون ذلك إخطار‪ ،‬وفي حالة ما تحققت هذه الشروط يلتزم المتعاقد إن أراد أن يفسخ عقد البيع فوب‬
‫بأن يوجه إخطار أخر تكون فيه رغبته متجهة لفسخ عقد البيع فورا‪ ،‬ما لم يتم اإلتفاق بين المتعاقدين‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫ب‪ :‬لغة اإلخطار‪.‬‬

‫يجب أن تكون لغة اإلخطار مفهومة‪ ،‬بمعنى تكون باللغة التي يمكن أن يفهما المرسل إليه‪ ،‬والغالب‬
‫يتم تحديد اللغة التي يتواصالن بها البائع والمشتري في متن العقد صراحة‪ ،‬واذا لم يتم تحديدها في العقد‪،‬‬

‫‪ 1‬خالد أحمد عبد الحميد‪ ،‬فسخ عقد البيع الدولي للبضائع‪ ،‬ط ‪ 1‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‬
‫‪.322‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫فعليه الرجوع لما نصت عليه المادة ‪ )02(...« 08‬في حال عدم سريان الفقرة السابقة ‪ ،‬تفسر البيانات‬
‫والتصرفات الصادرة عن أحد الطرفين وفق لما يفهمه شخص سوى اإلدراك ومن نفس صفة الطرف‬
‫األخر إذا وضع في نفس الظروف‪ )03( ،‬عندما يتعلق األمر بتعيين قصد أحد الطرفين أو ما يفهمه‬
‫شخص سوى اإلدراك يجب أن يؤخذ في االعتبار جميع الظروف المتصلة بالحالة ‪ ،‬السيما المفاوضات‬
‫التي تكون قد تمت بين الطرفين والعادات التي استقر عليها التعامل بينهما واألعراف وأي تصرف ال‬
‫‪1‬‬
‫يحق صادر عنهما‪».‬‬

‫ونجد تطبيق لذلك قضية تخلص وقائعها في أن تاج ار المانيا اقام بالتعاقد مع صاحب مصنع إيطالي‬
‫على شراء كمية جد كبيرة من الجوارب‪ ،‬تحرر بشأنها أربع عقود بلغة صاحب المصنع أي اللغة اإليطالية‪،‬‬
‫بحيث قام البائع بتسليم البضاعة للمشتري وأرسل له قوائم الحساب بلغة اإليطالية ‪ ،‬وقبل سداد الثمن‬
‫كان البائع قد أحال حقوقه لبنك إيطالي‪ ،‬ثم وجه إخطار للمشتري بهذه الحوالة باللغة الفرنسية و اللغة‬
‫اإلنجليزية‪ ،‬ولم يكن المشتري يتقن اللغة الفرنسية ولكنه يعرف القليل من اللغة اإلنجليزية‪ ،‬وبالرغم من‬
‫هذا اإلخطار الذي وجهه له البائع فقد قام المشتري بالسداد للبائع الذي قام باتخاذ إجراءات اإلفالس‬
‫قبله‪ ،‬فطلب البنك الذي أحيل له سداد الثمن مرة ثانية‪.‬‬

‫فقضت المحكمة بأن المشتري كان عليه أن يقوم بترجمة اإلخطار حتى يصل لمضمونه الصحيح‪،‬‬
‫ألنه ليس بواجب أن يوجه اإلخطار بلغة العقد أو بلغة المرسل له حتى يحدث اإلخطار أثره‪ ،‬وانما يلزم‬
‫أن يكون اإلخطار باللغة التي تستعمل عادة في نفس فرع التجار‪ ،‬والتي من المفروض أن يكون‬
‫المتعاقدين قد وافق عليها‪.‬‬

‫كما أن اإلخطار يحدث أثره إذا كان من المتوقع أن يطلب المرسل إليه القيام بترجمة مضمون‬
‫اإلخطار أو القيام بطلب أي تفسيرات بشأن هذا اإلخطار‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار األعراف السائدة وما‬
‫يمكن أن يقوم به أي شخص معتاد من صفة المتعاقد وفي نفس ظروفه‪.2‬‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 08‬فقرة ‪ 01‬و‪ 02‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬


‫‪ :2‬خالد أحمد عبد المجيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص ‪.325-324‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫ج‪ :‬اإلخطار الكتابي والشفوي وعن طريق الهاتف‬

‫يكون اإلخطار كتابي أو شفي ‪ ،‬إذا أنه جاء لفظ اإلخطار في المادة بصفة عامة أي إخطار كان‬
‫شفهيا أو كتابيا ‪ ،‬واذا كان كتابيا فيجب أن تكون عبارته غير غامضة بمعنى أن تكون واضحة ‪ ،‬ويحسن‬
‫أن تكون صريحة في الداللة على وقوع الفسخ لتجنب المنازعات ‪ ،‬أما في حالة ما كان اإلخطار شفهيا‬
‫يجب أن يكون واضحا ومفهوما للطرف األخر ‪ ،‬فإذا لم يدركه وتعذر عليه فهمه فلن يحدث أثره ‪ ،‬كما‬
‫يستحسن أن يتبع بتوجيه إخطار كتابي فوري لتأكيد على فسخ العقد ‪ ،‬حتى يثبت المتعاقد حسن نيته‬
‫ولكي يتجنب ما قد يثار من نزاع فيما يخص اإلخطار الشفهي ‪.‬‬

‫ويجب أن يتم توجيه اإلخطار بالوسيلة التي تناسب مع الظروف‪ ،‬بحيث تتفق سرعة إجراء االتصال‬
‫بمدى استعجال المعلومات المرسلة‪ ،‬ففي حالة ما إذا كان الميعاد المحدد لإلخطار قد لم يتبقى له‬
‫وينقضي ال يكون مقبوال أن يرسله بالبريد العادي وتكون الوسيلة التي تتناسب مع الظروف في هذه‬
‫الحالة هي الفاكس أو التلكس‪ ،‬ويؤخذ بعين االعتبار كذلك وسائل االتصال التي يملكها كال الطرفان وال‬
‫يجوز ألحدهما أن يوجه إخطار بوسيلة ال يملكها الطرف األخر‪.‬‬

‫وعليه يجب أن تكون الوسيلة مناسبة واللغة مفهومة حتى يحدث أثره‪ ،1‬وهذا ما أكدته المادة ‪26‬‬
‫من االتفاقية «ال يحدث إعالن الفسخ لعقد أثره إال إذا تم بواسطة إخطار موجه إلى الطرف األخر»‪،2‬‬
‫ويتحمل المرسل إليه مخاطر أي تأخير أو خطاء فيما يخص إيصال االخطار ‪ ،‬وكذلك عدم وصوله ‪،‬‬
‫فأي تأخير أو خطاء في إيصال أي إخطار أو تبليغ أو طلب يقوم ببعثه أحد الطرفين في عقد البيع‬
‫فوب‪ ،‬ال يحرم هذا الطرف من التمسك بهذا الحق حسب ما نصت عليه المادة ‪ 27‬من االتفاقية «ما لم‬
‫ينص هذا الجزاء من االتفاقية صراحة على خالف ذلك ‪ ،‬فإن أي تأخير أو خطاء في إيصال أي‬
‫إخطار أو طلب أو تبليغ يبعث به أحد الطرفين في العقد وفق األحكام هذا الجزاء بالوسيلة والظروف‬
‫المناسبة‪ ،‬وكذلك عذم وصول اإلخطار أو طلب أو تبليغ ال يحرم هذا الطرف من حقه في التمسك‬
‫‪3‬‬
‫به‪»...‬‬

‫‪ 1‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص‪.244-243 ،‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 26‬من اتفاقيه فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 27‬من اتفاقيه فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وما لم يتفق البائع والمشتري على خالف ذلك فهذا الحكم ال يطبق فقط على اإلخطار بالفسخ وانما‬
‫على كل اإلخطارات وكذا التبليغات التي يبعث بها أحد الطرفين لألخر‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬متى يحدث اإلخطار أثره؟‬

‫لم تتناول اتفاقيه فيينا الوقت الذي يحدث فيه اإلخطار أثره ‪ ،‬وهل هو منذ لحظة إرساله أم عند‬
‫وصوله إلى المراسلة له ‪ ،‬عكس الحال بالنسبة لتكوين عقد البيع فنصت صراحة على أن اإليجاب يحدث‬
‫أثره عند الوصول للمخاطب ‪ ،‬والقبول يحدث أثره من لحظة وصوله للموجب ‪ ،‬حيث أدى موضوع‬
‫اإلخطار وقت الذي يحث فيه أثره اختالف الراي ‪ ،‬فهناك من يرى أنه يحدث أثره متى أرسل اإلخطار‬
‫للمتعاقد الثاني أي بمجرد ارساله له يحدث اثره ‪ ،‬وراي أخر يرى اإلخطار ال يحدث أثره إال عند وصوله‬
‫للمرسل إليه ‪ ،‬وقد رجع الرأي الثاني ‪ ،‬أي مبدأ االستالم يعني وصول اإلخطار حتى يتمكن الطرف‬
‫الثاني من العلم بمحتواه وهو المبدأ األقرب لروح نصوص اتفاقية فيينا والمبادئ العامة ‪ ،‬وهو الذي يحقق‬
‫االستقرار والوضوح وحسن نية المتعاقدين في التجارة الدولية ‪.2‬‬

‫وبالنسبة للمشرع الجزائري فقد تناول عنصر االخطار واقر بان التعويض ال يستحق إال بعد القيام بإعذار‬
‫المدين‪ ،‬وبالتالي يكون اعذار المدين بالقيام بإنذاره وهو ما نصت عليه المادتين ‪ 179‬و ق‪.‬م‪.‬ج‪180.‬‬
‫ونص كذلك على الحاالت التي ال ضرورة لإلعذار فيها‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 181‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية المترتبة عن عدم تنفيذ عقد البيع فوب‬

‫يترتب على إخالل البائع أو المشتري اللتزاماتهما مسؤولية بينا أسسها في الفرعين التاليين على‬
‫التوالي‬

‫‪ 1‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬


‫‪ 2‬خالد أحمد عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.336 ،332 ،‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط انعقاد المسؤولية‪.‬‬

‫تعتبر المسؤولية جزاء العقد‪ ،‬كونها تقوم على اإلخالل بالتزام عقدي من التزامات عقد البيع فوب‪،‬‬
‫فالبائع والمشتري في المسؤولية العقدية مرتبطان بعقد البيع فوب‪ ،‬مثال ذاك عقد فوب المبرم بين البائع‬
‫والمشتري‪ ،‬فيتعرض البائع للمشتري بالبضاعة فيخل البائع بالتزامه العقدي من عدم التعرض وقد يكون‬
‫عدم التنفيذ راجع لسبب خارج عن إرادة األطراف وبالتالي يعفى من المسؤولية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفعل الضار والخطاء العقدي‪:‬‬

‫عندما نكون في إطار معامالت التجارة الدولية‪ ،‬خاصة البيع فوب‪ ،‬فالعبرة من المسؤولية هو حصول‬
‫فعل ضار من البائع مثال أو العكس‪ ،‬بصفة جدية بأن يكون إخالل فعلي بحق من الحقوق ‪ ،‬وكذلك قد‬
‫يشترط في الفعل الضار توفر الخطأ بمعنى توافر اإلدراك‪ ،‬وفي بعض األحيان قد ال يشترط ذلك بمعنى‬
‫أن يشترط في الفعل الضار التعدي فقط وال وجود لإلدراك وعبء إثبات الفعل الضار يقع على عاتق‬
‫المدعى عليه إثبات عكسه وفي مجال المسؤولية المدنية العقدية يتحقق المسؤولية عندما يتوفر الخطاء‬
‫العقدي الذي بدوره يتخذ أكثر من مظهر قانوني‪ ،‬فهو يختلف باختالف نوع اإلخالل الذي يقوم به المدين‪،‬‬
‫وعليه فقد يتمثل في امتناع أحد المتعاقدين على التنفيذ العيني لاللتزام سواء أكان كليا أو جزئيا‪ ،‬أو في‬
‫شكل تأخر في التنفيذ ‪ ،‬وبالتالي ينتج عنه إلحاق الضرر بالطرف األخر‪ ،‬وعليه يتحقق المسؤولية العقدية‬
‫عن الفعل الشخصي بعدم تسليم البضاعة ‪ ،‬وتسليم في شكل غير مطابق سوآءا من حيث الكمية أو‬
‫الكيفية ‪ ،‬وفي جل األحوال ال يكفي لقيام المسؤولية العقدية عدم تنفيذ االلتزامات العقدية بل يجب أن‬
‫يكون عدم التنفيذ يرجع لخطأ المدين ‪ ،‬وعلى الدائن أن يثبت الخطأ العقدي للمدين ‪ ،‬والقواعد األساسية‬
‫الحاكمة المسؤولية في المعامالت التجارية الدولية تفرض التميز بين االلتزام بتحقيق غاية وبين االلتزام‬
‫ببذل عناية‪ ،‬ويقصد بااللتزام بتحقيق غاية هو االلتزام الذي ال يكون تنفيذه إال بتحقيق غاية محددة بمعنى‬
‫تحقيق نتيجة معينة وهي محل االلتزام ففي البيع فوب العقد الذي يبرمه البائع والمشتري حول بيع‬
‫البضاعة المتفق عليها‪ ،‬حيث أن التزام البائع هو االلتزام بتحقيق نتيجة التي هي بيع البضاعة ‪ ،‬واإلخالل‬
‫بهذا االلتزام يكون بعدم تحقيق النتيجة‪ ،‬فيكفي أن يثبت المشتري عدم تحقيق النتيجة ‪ ،‬فإذا أثبت ذاك‬
‫يكون خطاء البائع مفترض وتقوم مسؤوليته التي يستطيع نفيها عن نفسه‪ ،‬بأن يدفع بأن عدم تحقيق‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫النتيجة وهي بيع البضاعة وشحنها على ظهر السفينة راجع لسبب أجنبي‪ ،‬أما االلتزام ببذل عناية ‪ ،‬فهو‬
‫التزام ال يكون تنفيذه بتحقيق نتيجة معينة ‪ ،‬بل يكون ببذل جهد للوصول لغرض تجاري معين‪ ،‬إذ هو‬
‫التزام بعمل ولكنه عمل ال يحتوي على نتيجة‪ ،‬والمهم فيه هو أن يبذل المدين الذي أخل بالتزامه بتنفيذه‬
‫مقدار من العناية ‪ ،‬وهي عناية الشخص العادي ‪ ،‬ومثال ذلك في عقد البيع فوب يلتزم الناقل للبضاعة‬
‫بالحفاظ عليها وعدم تلفها خالل فترة المرحلة البحرية ‪ ،‬وهو التزام يبذل عناية ‪ ،‬حيث يجب عليه بذل‬
‫جهده لتوصيل البضاعة خالل فترة النقل دون تلف أو ضياع ‪ ،‬وليس ملزم بتحقيق نتيجة وهي وصول‬
‫البضاعة بدون أي تلف ‪ ،‬ويرسي هذا الركن معيار في مجال المسؤولية العقدية هو أن اإلخالل بااللتزام‬
‫يكون بإثبات الشخص الذي لحق به ضرر أن المخل بالتزامه لم يبذل في تنفيذه اللتزامه العقدي العناية‬
‫المطلوبة يجبره على إثبات الخطأ ‪ ،‬وعند إثبات ذلك الخطأ تتحقق مسؤولية المخل بالتزامه‪ ،‬الذي يمكن‬
‫له أن ينفيها بإثبات بذل العناية المطلوبة أو إثبات السبب األجنبي‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬ركن الضرر‪:‬‬

‫يعتبر ركن الضرر أساس المسؤولية المدنية فال تقوم بدونه حتى وان وجد خطأ وبه تتميز المسؤولية‬
‫المدنية عن المسؤولية الجنائية‪ ،‬فالمسؤولية الجنائية تقوم على مجرد ارتكاب الشخص للفعل المجرم حتى‬
‫وان لم يترتب عليه ضرر ومساس بالغير‪ ،‬ومن عناصر الضرر‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلخالل بمصلحة المضرور‪:‬‬

‫فال يشترط إذا أن يشتمل اإلخالل بالضرورة على حق المضرور بل فقط يكفي أن يمس بمجرد‬
‫مصلحة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن تكون المصلحة مشروعة‪:‬‬

‫فال يقوم الضرر إال إذا قد ترتب عليه اإلخالل بالمصلحة المشروعة‪ ،‬فإن كانت هذه المصلحة التي‬
‫تم المساس بها غير مشروعة‪ ،‬بمعنى أن تكون مخالفة للنظام العام واآلداب العامة لم يقم عنصر الضرر‬
‫قانونا‪.‬‬

‫‪ 1‬عمر سعد هللا‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ،‬ص ‪.339،341‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫ج ‪ -‬أن يكون الضرر محقق الوقوع‪:‬‬

‫فال يكون هذا الضرر مستوجبا للتعويض عنه‪ ،‬إال إذا كان محقق الوقوع وهو يكون كذلك إذا وقع‬
‫حق أو قد كان محتمل الوقوع في المستقبل أمر حتمي والضرر سواء كان مادي أو أدبي فيجب أن يكون‬
‫الضرر حاال أو محقق الوقوع‪ ،‬أما الضرر الذي يحتمل وقوعه ال يعوض عنه إال في حالة ما إذا تحقق‬
‫أو يعوض على تفويت الفرصة في الحال باعتباره ضرر محقق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ركن العالقة السببية بين الفعل الضار (الخطأ) والضرر‪:‬‬

‫يشكل ركن العالقة السببية أساس في المسؤولية المدنية خالل المعامالت التجارية الدولية على‬
‫غرارها البيع فوب ‪ ،‬ألنه ال يمكن نسبة الضرر للخطأ إذا لم يكن هناك عالقة سببية تجعل الخطأ هو‬
‫العلة في الضرر وسبب وقوعه‪ ،‬ويلزم في أن تكون الرابطة السببية بين الضرر والخطأ محققة ومباشرة‬
‫وتحديد الرابطة السببية في مجال التجارة الدولية من بينها البيع فوب ‪ ،‬من ألمور الشاقة نظ ار لتعقيدات‬
‫بعض األمور فيه ‪ ،‬فقد ترجع أسباب الضرر للعوامل البعيدة عن أطرف العقود ‪ ،‬أو عوامل خفية تعود‬
‫لطبيعة البضاعة المباعة ‪ ،‬فكل هذه األشياء توضح دقة الموضوع وكذا تشعبه في الرابطة السببية في‬
‫المعامالت التجارية الدولية بالنسبة المسؤولية حولهم‪.‬‬

‫ويجوز نفى الرابطة السببية بطريقة غير مباشرة بمعنى الضرر الذي لحق بالمتعامل نتج بسبب أجنبي‬
‫أخر سواء كان هذا السبب األجنبي هو العامل الوحيد الحدوث الضرر أم كان هو العامل الذي سبب‬
‫فعل الفاعل الذي أحدث ضرر‪ ،‬وقد أقر التشريع الجزائري بأن صور انعدام الرابطة السببية وقطعها هي‬
‫الحادث الفجائي أو القوة القاهرة ‪ ،‬وخطأ المضرور وخطأ الغير كما هو موضح في المادة ‪127‬ق‪.‬‬
‫م‪.‬ج« إذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب البد له فيه كحادث مفاجئ ‪ ،‬أو قوة قاهرة ‪ ،‬أو‬
‫خطاء صدر من المضرور‪ ،‬أو خطأ من الغير كان غير ملزم بتعويض هذا الضرر‪ ،‬ما لم يوجد نص‬
‫قانوني أو التفاق يخالف ذلك»‪.1‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 127‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وفي مجال المسؤولية المدنية العقدية ال يكفي لقيام الخطأ والضرر‪ ،‬بل ال بد من وجود هناك‬
‫عالقة سببية تكون بين الخطأ والضرر أي بين فعل المدين والضرر الذي أصاب الشخص المضرور‪.‬‬

‫ومن المفروض أن عالقة السببية ما بين الخطأ والضرر قائمة‪ ،‬فال يكلف الدائن بإثباتها‪ ،‬بل يكفي‬
‫إثبات الضرر الذي أصابه هو نتيجة معقولة لخطأ المخل‪ ،‬وأن إثبات ذلك قامت قرينة قضائية على‬

‫عالقة السببية‪ ،‬ويقع على عاتق المخل نفي عالقة السببية بإثبات السبب األجنبي‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬أن يعفى من المسؤولية‪:‬‬

‫أ‪ -‬حاالت اإلعفاء من المسؤولية في عقد البيع فوب‬

‫قد يخل أحد الطرفين بالتزامه وال يسأل مع ذلك عن التعويض‪ ،‬ومن المعلوم أن القواعد العامة‬
‫تعفي المدين من المسؤولية عن عدم تنفيذ التزامه إذا كان السبب راجع لسبب أجنبي وهذا السبب األجنبي‬
‫إما يكون قوة قاهرة أو خطأ المضرور أو خطأ الغير‪ ،‬وهي مفصلة على التوالي‪:‬‬

‫‪ :01‬القوة القاهرة‬

‫تقتضي القواعد العامة بعدم مساءلة كل من البائع والمشتري في عقد البيع فوب عند اإلخالل‬
‫بالتزامهم المفروضة عليهم ‪ ،‬إذا كان يرجع هذا اإلخالل لقوة خارجية غير ممكن توقعها أو تلقي نتائجها‬
‫‪ ،‬واذا كان الفقه والقضاء قد قاما بإعطاء مفهوم للقوة القاهرة تفسي ار مفاده أنها ذلك الشيء الخارجي الذي‬
‫ال يمكن توقعه وال تلقيه هما يجعل تنفيذ العقد مستحيال‪ ،‬واألحكام المتداولة في التجارة الدولية قضت‬
‫بأن مفهوم القوم القاهرة أخذت منحى جديد قد أملته ضرورات الحرص على استمرار الروابط القانونية‪،‬‬
‫نظ ار لما تنتجه من ضرر لطرفين أو للمشتري خاصة عند إنهائها ‪ ،‬وبالتالي فهو ينظر لوضع المدين‬
‫من االستحالة أثناء التنفيذ ‪ ،‬بمعنى أنه ال ينظر لالستحالة بمعناها المادي في كونها أنها مستحيلة على‬
‫جميع األشخاص لو أنهم وضعوا في مثل وضع المدين إنما يؤخذ الجانب الشخصي له‪ ،‬وبالتالي يكفي‬
‫بأن تكون مستحيلة عليه حتى يتحقق أحد عناصر القوة القاهرة‪ ،‬أي أنه يأخذ باالستحالة النسبية في ظل‬
‫ظروف التجارة الدولية وباعتبار أن البيع فوب هو بيع دولي ن ولقد نصت المادة ‪ 79‬من االتفاقية‬

‫‪ 1‬عمر سعد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.342 - 341 ،‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫على«(‪ )1‬ال يسأل أحد الطرفين عن عدم تنفيذ أي من التزاماته إذا أثبت أن عدم التنفيذ كان سبب‬
‫عائق يعود غلى ظروف خارجة عن ارادته وأنه لم يكن من المتوقع بصورة معقولة أن تأخذ العائق‬
‫في االعتبار وقت انعقاد العقد ا وان يكون بإمكانه تجنبه أو تجنب عواقبه أو التغلب عليه أو على‬
‫عواقبه‪ ،»1‬ويحدث اإلعفاء أثره خالل المدة التي يبقى فيها العائق قائما‪.‬‬

‫وتحدثت كذلك المادة على الجانب الشخصي بوجوب أال يدخل العائق ضمن توقعه أثناء إبرام العقد‪،‬‬
‫بمعنى أن المدين لم يمكن تصوره أن يحصل‪ ،‬وعبء اإلثبات يقع على عاتق من يدفع بطلب اإلعفاء‬
‫من المسؤولية‪.‬‬

‫وكذلك أشارت الفقرة الثالثة من نفس من المادة «(‪ )3‬يحدث اإلعفاء المنصوص عليه في هذه‬
‫المادة أثره خالل المدة التي يبقى فيها العائق قائما»‪ .2‬على كون أثر العائق هو اإلعفاء المؤقت خالل‬
‫مدة وجود أي أنه يزول العائق يلتزم المدين بالتنفيذ‪ ،‬ولكنه متروك إلرادة الطرف األخر الذي يجب أن‬
‫يخطره بظرف الذي لم ينفذ بالعائق‪ ،‬وعلى أثره بالنسبة لقدرته في التنفيذ االلتزام ومدة ذلك‪.‬‬

‫‪ :02‬خطأ الدائن (المتضرر)‪.‬‬

‫إذا كان عدم قيام المدين بتنفيذ التزامه قد نشأ عن خطأ الدائن ‪ ،‬فمسؤولية المدين ال تتحقق ‪ ،‬وبالتالي‬
‫يتحمل الدائن تبعة األخطاء التي وردة منه‪ ،‬وقد يكون خطأ الدائن خطأ شخصي كما لو كان المشتري‬
‫في عقد البيع فوب لم يقم بدفع الثمن في الوقت المحدد وامتناع البائع عن تسليم البضاعة ‪ ،‬فليس‬
‫للمشتري أن يرجع على البائع لكي يعوضه على ما أصابه من ضرر بسبب تأخير البائع عن تسليم‬
‫البضاعة ‪ ،‬وعليه فإن عدم قيام البائع بتنفيذ التزامه يعود لخطأ المشتري في عدم دفعه لثمن البضاعة ن‬
‫وللبائع الحق في حبس البضاعة حتى يدفع له المشتري ثمنها‪ ،‬تحت قاعدة الدفع بعدم التنفيذ‪ ،‬وقد يكون‬
‫خطأ الدائن يعود لتقصير قد تم ارتكابه من أحد اتباعه ن فتقع كل المسؤولية الناتجة عن أخطائهم على‬
‫عاتق الدائن ‪ ،‬وكذلك فعل الغير الذي يعمل لحسابه ‪ ،‬وخطأ المشتري عند تعيين السفينة في عقد البيع‬
‫أو تأخيره عن تعيينها في الوقت المحدد ‪ ،‬فال ّيسأل البائع عن األضرار التي تلحق‬ ‫̋‬ ‫فوب ̏ ‪FOB‬‬
‫بالبضاعة بشرط أن يثبت سبب الضرر راجع لخطأ المشتري في تأخيره عن تعيين السفينة في الوقت‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 79‬من اتفاقية فيينا الملحق رقم (‪.)01‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 79‬فقرة ‪ 03‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫المحدد في متن العقد فوب ‪ ،‬وكذلك ال يسأل البائع عن األضرار التي يكون سببها تخلف المشتري عن‬
‫تسليم البضاعة في الوقت والمكان المتفق عليهما‪.‬‬

‫وفي البيع فوب يطلب من المشتري حال تسليمه للبضاعة ان يخطر البائع بالنقص او العيب الذي‬
‫يعتريه‪ ،‬ويعتبر قابال إذا لم يقم باالحتجاج عليها‪ ،‬كما وضحته المادة‪« 80‬ال يجوز لحد الطرفين أن‬
‫يتمسك بعدم تنفيذ الطرف االخر اللتزامه في حدود ما يكون عدم التنفيذ بسبب فعل أو إهمال من جانب‬
‫الطرف األخر»‪.1‬‬

‫‪ :03‬خطأ الغير‪:‬‬

‫للغير أهمية بالغة وكذا استثنائية في عقد البيع فوب نظ ار ألن جانبا من تنفيذ هذا العقد يحصل من قبل‬
‫أطراف عدة أهمها‪ :‬الناقل‪ ،‬إذ أن البائع غير مسئول عن األضرار التي تلحق بالبضاعة من وقت شحنها‬
‫على ظهر السفينة كأن تسلم معيبة أو ناقصة‪ ،‬أو لم تصل في الوقت المحدد‪ ،‬إذا كان حصول هذه‬
‫النتيجة راجع لخطأ الناقل‪ ،‬على أن يكون البائع قد سلم البضاعة مطابقة لشروط عقد البيع فوب‪ ،‬وان‬
‫يكن قد تعاقد مع ناقل معتاد إذا طلب منه تولي إبرام عقد النقل‪ ،‬والقيام بتغليف البضاعة إذا كانت هذه‬
‫الخيرة تنقل مغلقة‪ ،‬وعلى ذلك إذا هلكت البضاعة أثناء نقلها أو بفعل الناقل‪ ،‬تكون المسؤولية على عاتق‬
‫الناقل‪ ،‬وال يسأل البائع عن ذلك‪.2‬‬

‫ب‪ -‬الظروف الطارئة‬

‫ب‪ :1‬الشروط المتعلقة بالظرف الطارئ‬

‫‪ :01‬الشروط المتعلقة بالظرف الطارئ‬

‫نصت المادة ‪107‬فقرة ‪ 3‬ق‪.‬م‪.‬ج على « غير أنه إذا طرأت حوادث استثنائية عامة لم يكن في‬
‫الوسع توقعها وترتب على ذلك حدوثها أن تنفيذ االلتزام التعاقدي ‪ ،‬وان لم يصبح مستحيال ‪ ،‬صار‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 80‬من اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم (‪.)01‬‬


‫‪ 2‬رحموني ناصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.74 ،70 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫مرعاة لمصلحة الطرفين‬
‫مرهقا للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة ‪ ،‬جاز للقاضي تبعا للظروف وبعد ا‬
‫أن يرد االلتزام المرهق الحد المعقول‪ ،‬ويقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك » ‪ 1‬من خالل نص المادة‬
‫‪ 3/107‬ق‪.‬م‪.‬ج نرى أن المشرع عرف الظروف الطارئة بأنها حوادث استثنائية عامة غير متوقعة‬
‫الحدوث أثناء إبرام العقد بحيث تجعل تنفيذ االلتزام مرهقا للمدين ‪ ،‬وتهدد بخسارة فادحة ‪ ،‬وهذه الحوادث‬
‫الطارئة تتمثل في الحروب ‪ ،‬الحوادث الطبيعية كالزالزل والبراكين ‪ ،‬صدور مثال قوانين جديدة تتمثل في‬
‫زيادة السعر أو تتمثل في فرض الضرائب‪.‬‬

‫وعليه ففي عقد البيع فوب قد تكون هذه الظروف الطارئة حوادث استثنائية تمس السفينة كالعواصف‬
‫البحرية مثال أو تعرض السلعة لتلف نتيجة ارتفاع علو األمواج مثال‪ ،‬حيث لهذه الظروف تجعل االلتزام‬
‫بالتأمين على البضاعة أو تسليم البضاعة مرهق‪.‬‬

‫وان للظروف الطارئة ثالثة شروط يجب توفرها‪ ،‬وال يمكن فصل أي شرط من هذه الشروط عن االخر‪:‬‬

‫❖ أن يكون الظرف الطارئ استثنائيا‪:‬‬

‫االستثنائية هو أمر غير متوقع الحدوث بسبب المألوف في الحياة‪ ،‬فالظروف االستثنائية ال تقع إال‬
‫ناد ار وعن طريق الصدفة بحيث ال يتدخل أي من المتعاقدين في حدوثه مثل الكوارث الطبيعية‪ ،‬الحروب‪،‬‬
‫األزمات االقتصادية‪ ،‬فمفاد الحادث االستثنائي هو أن يكون المتعاقدين‪ ،‬وخاصة المدين غير متوقع‬
‫لحدوث هذا الظرف أثناء أم بعد العقد‪.‬‬

‫❖ أن يكون الظرف الطارئ عاما‪:‬‬

‫ويتمثل هذا الشرط في أن حدوث هذا الظرف يكون عاما بمعنى يمس عامة الناس‪ ،‬ومثل هذه الحوادث‬
‫الزالزل‪ ،‬الحروب‪ ،‬الفيضانات‪...‬‬

‫إذن فشرط العمومية يتحدد بعدد األشخاص الذين تأثروا بهذه الظروف الطارئة‪ ،‬وال يشترط فيه أن‬
‫يشمل جميع البالد بل يكفي أن يمتد أثره لطائفة معينة فقط‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 107‬فقرة ‪ 03‬من المتضمن القانون المدني ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫❖ أن يكون الظرف الطارئ فجائي (غير متوقع)‬

‫متى يكون الظرف الطارئ فجائي غير متوقع يجب أن ال يكون في وسع المتعاقد توقعه أثناء إبرام‬
‫عقدا البيع‪ ،‬إذا كان قد توقعه وعلم به‪ ،‬ليس له أن يطالب بتطبيق نظرية الطارئ‪ ،‬فلكي تطبق نظرية‬
‫‪1‬‬
‫الظروف الطارئة يجب أن يكون الحادث مما ال يمكن توقعه وقت إبرام العقد‬

‫‪ :02‬شروط متعلقة بالمتعاقد‪:‬‬

‫إلى جانب ذلك تتوفر شروط خاصة بالظروف الطارئة من أجل تطبيق نظرية الظرف الطارئ هناك‬
‫شروط أخرى يجب توفرها وهي شروط متعلقة بالمتعاقد وهي كاالتي‪:‬‬

‫❖ اإلرهاق‬

‫ال يتحقق شرط اإلرهاق إال إذا لحق بالمدين ضر ار فعلى يتجاوز الحد المألوف‪ ،‬فيجعل تنفيذ االلتزام‬
‫مرهق وليس مستحيل‪.‬‬

‫فاإلرهاق الذي يقع فيه المدين جراء الحادث قد نصت عليه المادة ‪ 107‬فقرة ‪ 03‬ق‪.‬م‪.‬ج «‪...‬صار‬
‫مرهق للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة‪.2»...‬‬

‫وبالتالي ال بد من تحديد درجة الحادث حتى نميز بين ما يعتبر خسارة فادحة وما ال يعتبر كذلك فإذا‬
‫كانت هذه الحوادث تجعل من تنفيذ اإللتزام مستحيال فهنا ال تطبق نظرية الظروف الطارئة ‪ ،‬ألننا نكون‬
‫أمام القوة القاهرة‪ ،‬ألن الحادث الطارئ والقوة القاهرة يشتركان في أن كل منهما ال يمكن توقعه وال دفعه‪،‬‬
‫ويختلفان من حيث األثر والشرط‪ ،‬فمن حيث األثر يترتب على الحادث الطارئ رد االلتزام للحد المعقول‬
‫وتوزيع الخسارة بين المتعاقدين ويترتب على القوة القاهرة انقضاء االلتزام‪ ،‬ومن حيث الشرط فهنا الحادث‬
‫الطارئ يكون تنفيذ االلتزام مرهقا‪ ،‬وفي القوة القاهرة يكون التنفيذ مستحيال‪ ،‬وعليه يجب ان يؤدي الحادث‬

‫‪ :1‬بلعجات قوقو‪ ،‬بكرار نجمة‪ ،‬نظرية الظروف الطارئة في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬تخصص القانون الخاص الشامل‪ ،‬إسعد فاطمة‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية ‪ ،2015‬ص‪ ،‬ص ‪.28،30‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 107‬فقرة ‪ 03‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫الطارئ لجعل تنفيذ االلتزام مرهقا للمدين ‪ ،‬وأن يهدد المدين بخسارة فادحة جدا ‪ ،‬فالخسارة المألوفة في‬
‫التعامل ال يمكن االعتداد بها ‪.‬‬

‫❖ عدم القدرة على الدفع‪.‬‬

‫إذا وقع الظرف الطارئ يجب أن ال يكون في اإلمكان دفعه‪ ،‬فإذا أمكن دفع الحادث اال يكون هذا األمر‬
‫ظرف طارئ‪ ،‬وال تطبق نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬ألن المتدين هنا مقصرا‪ ،‬وال يستطيع أن يحمل دائنه‬
‫نتيجة تقصيره‪.‬‬

‫❖ عدم اإلرادية‬

‫إضافة لشرط اإلرهاق‪ ،‬وكذا شرط عدم القدرة على الدفع‪ ،‬يجب أن يتوفر في المتعاقد شرط عدم اإلرادية‬
‫وهو أن ال يكون ألحد المتعاقدين يد في حدوث الظرف الطارئ ألن مجال الظروف الطارئة يكمن في‬
‫الحوادث التي تخرج عن إرادة المتعاقدين أي أن هذا الظرف ليس له عالقة بإرادة المتعاقدين بمعنى‬
‫خارج عن إرادة المتعاقدين ‪.1‬‬

‫ب ‪ :02‬أثار الظروف الطارئة‬

‫‪ :01‬إعطاء مهلة‪:‬‬

‫األصل في االلتزامات التي يرتبها البيع فوب هو أن الوفاء يتم بها فور إبرامه‪ ،‬ما لم يكمن هناك أجل‬
‫مضاف باتفاق بين الطرفين وهذا طبق لما نصت عليه المادة ‪ 281‬فقرة ‪1‬ق‪.‬م‪.‬ج بنصها «ال يجب أن‬
‫يتم الوفاء فور ترتيب االلتزام نهائيا في ذمة المدين‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك»‬
‫ولكن قد يعترض أحد المتعاقدين سواء أكان البائع أو المشتري عقبات تجعل تنفيذ التزاماته في الوقت‬
‫المتفق عليه غير ممكنا ‪ ،‬وبالتالي يكون غير قادر على الوفاء ومهددا بفسخ عقد البيع وغيرها من أثار‬
‫قانونية أخرى‪ ،‬فيلجأ المدين لطلب مهلة من القاضي حتى يتمكن من تنفيذ ما تبقى على عاتقه من‬
‫التزامات وهو ما نصت عليه المادة نفسها في فقرتها الثانية بنصها« غير أنه يجوز للقضاء نظ ار لمركز‬
‫المدين ‪ ،‬مراعاة للحالة االقتصادية أن يمنحوا أجاال مالئمة للظروف دون أن تتجاوز هذه مدة سنة‬

‫‪ 1‬بلعجات قوقو‪ ،‬بكرار نجمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،-‬ص‪.33 ،31 ،‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وان يوقفوا التنفيذ مع إبقاء جميع األمور على حالها‪ ».‬وعليه فإن للقاضي سلطة تقديرية واسعة في‬
‫منح هذه المهلة بالنسبة لدعوى التنفيذ التي يرفعها الدائن للمطالبة بتنفيذ التزاماته ويجوز فيها للقاضي‬
‫‪1‬‬
‫أن يقوم بمنح مهلة جديدة للتنفيذ وهذا بغية اإلبقاء على العقد والمحافظة على استم ارريته‪.‬‬

‫‪ :02‬إنقاص الثمن‪:‬‬

‫يتعلق خفض الثمن بالحالة التي يخل بها البائع التزامه بتسليم البضاعة كاملة ‪ ،‬لذلك جاءت القواعد‬
‫العامة وكذا نصوص اتفاقية فيينا ‪ 1980‬متطابقة ‪ ،‬حيث أعطت للمشتري الحق في خفض الثمن بمقدار‬
‫النقص الذي أصاب البضاعة ‪ ،‬قصد حماية المشتري وكذا حماية العقد وهو ما نصت عليه المادة ‪50‬‬
‫من االتفاقية « وفي حالة عدم مطابقة البضائع للعقد وسواء أتم دفع الثمن أم ال ‪ ،‬جاز للمشتري أن‬
‫يخفض الثمن بمقدار الفرق بين قيمة البضائع الذي تم تسليمها فعال وقت التسليم وقيمة البضائع‬
‫المطابقة في ذلك الوقت ‪ ،‬غير أنه إذا قام البائع بإصالح الخلل في تنفيذ التزامه وفقا ألحكام المادة‬
‫(‪ )37‬أو المادة (‪ ،)48‬أو إذا رفض المشتري أن يقوم البائع بالتنفيذ وفق للمادتين المذكورتين ‪ ،‬فال‬
‫‪2‬‬
‫يجوز للمشتري أن يخفض الثمن»‪.‬‬

‫فال يعتبر خفض الثمن تعويضا‪ ،‬ألن خفض الثمن يقوم بتغطية جزاء من العقد ‪ ،‬وهدفه هو حير‬
‫الضرر واصالحه وكذا القيام بالمحافظة على مصلحة أطراف عقد بيع فوب ̏ ‪ 3 ̋ FOB‬ويتمتع المشتري‬
‫بحق الخيار ‪ ،‬فإما أن يطالب بالتخفيض والتعويض‪ ،‬أو يقتصر طلبه على التعويض فقط ‪ ،‬وقد يحتار‬
‫في هذا االختيار‪ ،‬السيما أن المطالبة بإنقاص الثمن نتج عنه عدم المطابقة وغالبا ما يكون التعويض‬
‫هنا مساويا للثمن الواجب تخفيضه وقد يكون طريق التعويض مغلقا أمام المشتري في حالة ذا تخلف‬
‫البائع عن التنفيذ في إحدى الحاالت التي نصت عليها المادة ‪ 79‬المتعلقة بحاالت اإلعفاء من المسؤولية‪،‬‬
‫فينتفي للمشتري الحق في المطالبة بإنقاص الثمن فقط ‪ ،‬إال ان هذا الحق يرد عليه بعض القيود ‪ ،‬بحيث‬
‫تمنع المشتري من التمسك بحق التخفيض في الثمن وذلك في حالتين ‪:‬‬

‫‪ :1‬مقال نظرة الميسرة ‪ http://pro-elwancharissi.cf‬التسجيل‪11‬جوان ‪ ،2019‬على الساعة ‪.20:30‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 50‬اتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬
‫‪ 3‬أحمد أسامة طربلسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص ن ‪.110 -109‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫‪ -‬حالة التسليم قبل الميعاد‪ ،‬وعرض البائع إصالح الخلل خالل هذا الوقت ولغاية تاريخ تسليم‬
‫البضاعة‪ ،‬فعند حلول األجل وال يقوم البائع بتأدية التزامه يحق للمشتري أن يطلب إنقاص الثمن‬
‫مع التعويض‪ ،‬أما قبل ذلك فال يحق له أن يطلب إنقاص الثمن‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة ما إذا عرض البائع إصالح الخلل في حالة التسليم الواقع في الميعاد أو بعده وفق لما‬
‫نصت عليه المادة ‪ ،48‬وهنا نجد إشكال في حالة ما إذا أرسل البائع كمية أكثر من البضاعة‬
‫مما اتفق عليه‪ ،‬فهل يجوز للمشتري رفض التسليم؟‬

‫عالجت المادة ‪ 52‬من االتفاقية هذا الوضع‪ ،‬فيقتصر الخيار للمشتري على الجزء الزائد فقط‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للجزاء المطابق فيلتزم باستالمه‪ ،‬فإذا رفض الج ازء الزائد يتحمل البائع أجرة حفظه‪ ،‬وكذا إعادته‪ ،‬واذا‬
‫قبله يلتزم بأداء الثمن الذي ورد في عقد البيع‪ ،‬والذي يقع عمال عند استالم المشتري الجزء الزائد مقابل‬
‫تخفيض الثمن ‪.‬‬

‫‪ :03‬فسخ العقد‬

‫*أثار الفسخ في القواعد العامة‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 122‬ق‪.‬م‪.‬ج على « إذا فسخ العقد أعيد المتعاقدان إلى الحالة التي كانا عليها قبل العقد‬
‫فإذا استحال ذلك جاز للمحكمة أن تحكم بالتعويض »‪.1‬‬

‫ذهب المشرح الجزائري إلى إرجاع أطراف العقد للحالة التي كانا عليها قبل العقد كأن العقد لم يكن‪ ،‬وفي‬
‫أغلب األحيان يصعب إرجاعها للحالة التي ما قبل التعاقد ولذلك قدم الفقهاء الحلول التالية‪:‬‬

‫❖ رد البضاعة‪ :‬عند مخالفة البائع اللتزاماته فللمشتري الحق في رد البضاعة‪ ،‬ومصاريف الرد‬
‫تكون على عاتق البائع‪ ،‬واذا استحال على المشتري رد البضاعة فإنه يفقد حقه في طلب الفسخ‪.‬‬
‫❖ أما البائع في حالة طلبه لفسخ العقد فهو ملزم برد الثمن ‪ ،‬ويكون مقدار الثمن الذي يجب أن‬
‫يرده يكون مساوي للمبلغ الذي قام بدفعه المشتري مع الفائدة المحسوبة من يوم تسديده مع‬
‫مراعاة سعر الصرف ‪.2‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 122‬من القانون المدني الجزائري ‪. .‬‬


‫‪ 2‬رحموني ناصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.58-57‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫‪ -‬أثار الفسخ في اتفاقية فيينا لسنة ‪:1980‬‬

‫لقد جاءت اتفاقية فيينا موافقة للقواعد العامة في األثار التي يرتبها الفسخ وهو بإرجاع الطرفين لحالة‬
‫ما قبل التعاقد ‪ ،‬ولكن و لحماية العقد واألطراف سعت االتفاقية لتنظيم در البضاعة ورد الثمن من كال‬
‫الطرفين ‪ ،‬ولكن اتفاقية فيينا لم تحدد المكان الذي يجب رد البضاعة فيه وكذلك لم تذكر على من تقع‬
‫مصاريف رد البضاعة ‪ ،‬ولكن المنطق يفرض أنه لجانب الذي ارتكب المخالفة الجوهرية وهو الذي يقع‬
‫على عاتقه مصاريف رد البضاعة ونصت المادة ‪ 81‬على « (‪ )1‬بفسخ العقد يصبح الطرفان في حل‬
‫من االلتزامات الذي يرتبها عليهما العقد‪ ،‬مع عدم اإلخالل بأي تعويض مستحق ‪ ،‬وال يؤثر الفسخ‬
‫على أي من شروط العقد المتعلقة بتسوية المنازعات أو أي من أحكامه األخرى التي تظم حقوق‬
‫الطرفين والتزاماتهم المترتبة على فسخ العقد ‪ )2(.‬يجوز ألي طرف قام بتنفيذ العقد كال أو جزءا أن‬
‫يطلب استرداد ما كان قد ورده أو دفعه إلى الطرف األخر بموجب العقد ‪ ،‬واذا كان كل من الطرفين‬
‫‪1‬‬
‫ملزما بالرد وجب عليهما تنفيذ هذا االلتزام في وقت واحد»‬

‫وطبقا لما جاء في نص المادة أن الفسخ ال يؤثر على أي شروط متعلقة بتسوية المنازعات وال أي‬
‫من أحكامه األخرى التي تنظم حقوق الطرفين والتزاماتهم التي تترتب على فسخ عقد البيع ‪ ،‬وكذلك‬
‫نصت على أنه يجوز ألي طرف قد قام بتنفيذ العقد كال أو جزءا‪ ،‬أي المطالبة باسترداد ما كان قد ورده‬
‫أو دفعه للطرف االخر بموجب العقد ‪ ،‬ونصت المادة ‪ 84‬فقرة ‪ 1‬من االتفاقية على « ‪ -1‬إذا كان البائع‬
‫ملزما بإعادة الثمن وجب عليه أن يرد الثمن مع الفائدة محسوبة اعتبار من يوم تسديد الثمن »‪.2‬‬

‫فطبق لما جاء في نص المادة أنه إذا كان البائع ملزم بإعادة الثمن وجب عليه أن يرد الثمن إضافة‬
‫للفائدة المحسوبة يوم السداد ‪ ،‬مع مراعاة الفرق في سعر الصرف ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثار المسؤولية المترتبة في عقد البيع فوب ̏ ‪̋ FOB‬‬

‫يترتب على المسؤولية في عقد البيع فوب عدة أثار‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 81‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 48‬فقرة ‪ 01‬من اتفاقية فيينا ‪ ،‬الملحق قم ‪.01‬‬
‫‪ 3‬أحمد أسامة طربلسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫أوال‪ :‬التحكيم‬

‫يعتبر النشاط البحري من أهم األنشطة على المستوى الدولي‪ ،‬إذ تتم عبره أغلب المبادالت التجارية‬
‫الدولية ومن أهمها البيع فوب ‪ ،‬وال يخلو هذا البيع من منازعات والتحكيم نظام قانوني جدير بحل‬
‫المنازعات بصفة ودية بين طرفي العالقة التعاقدية ‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف التحكيم‪.‬‬

‫التحكيم «هو اتفاق طرفين في نزاع معين على إحالته إلى شخص ثالث أو أكثر لحسمه دون اللجوء‬
‫للقضاء قبل نشوء النزاع أو بعده فإذا كان االتفاق قبل نشوء النزاع سمي ذلك شرط التحكيم واذا كان‬
‫بعده سمي اتفاق التحكيم »‪.1‬‬

‫وعليه يتم اللجوء للتحكيم في مجال البيع فوب البحري بموجب اتفاق يتعهد بمقتضاه أطراف العالقة‬
‫التعاقدية على أن يحالوا للتحكيم جميع أو بعض النزاعات التي تقوم أو ستقوم مستقبال جراء هذه العالقة‪.‬‬

‫ويتميز هذا التحكيم بالطابع الدولي وهذا الختالف جنسية كال من المتعاقدين‪ ،‬وبالتالي فإن أغلب‬
‫المنازعات المتعلقة به تتصف بالدولية فقد قضت المادة ‪ 1039‬من القانون ‪ 09/08‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية أنه «يعد التحكيم دوليا بمفهوم هذا القانون الذي يخص النزاعات المتعلقة‬
‫بالمصالح االقتصادية لدولتين على األقل» ‪.2‬‬

‫ب‪ -‬أنواع التحكم البحري‬

‫يتفق أطراف العالقة البحرية على إحالة نزاعهم على التحكيم‪ ،‬فيكونا أمام أحد نوعي التحكم فيختا ار إما‬
‫تحكيما مؤسسيا أو تحكيما حرا‪.‬‬

‫‪ .1‬التحكيم المؤسساتي‪ :‬هو تحكيم الذي تتواله مراكز ومؤسسات تحكيم دائمة مثل غرفة التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬فيتفق األطراف على هذا النوع من التحكيم على اللجوء إلحدى هذه المراكز للقيام‬
‫بعملية التحكيم وفق اإلجراءات وقواعد محددة قبال‪.‬‬

‫‪ 1‬على طاهر بياتي ‪ ،‬التحكيم التجاري البحري ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ، 2005 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 1039‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ، 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫‪ .2‬التحكيم الحر‪ :‬ويعرف كذلك بالتحكيم الخاص‪ ،‬وهو التحكيم الذي تقوم بإدارته أطراف معنية‪،‬‬
‫دون تدخل منظمات خاصة ‪ ،‬ففي هذا النوع يتفق الطرفان على تعيين المحكمين وكيفية مباشرة‬
‫إجراءاته ومكان انعقاده والقانون الواجب التطبيق على النزاع‪.‬‬

‫والمشرع الجزائري لم يميز بين التحكيم الحر والتحكيم المؤسساتي ‪ ،‬فقد وضع تنظيم عام للتحكيم‬
‫وترك لألطراف حرية اختيار أي نظام تحكيمي يرونه مناسب ‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 1/1041‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على «يمكن لألطراف مباشرو أو بالرجوع إلى نظام التحكيم بتعيين المحكم أو المحكمين‬
‫‪ ،‬أو تحديد شروط تعيينهم ‪ ،‬وشروط عزلهم او استبدالهم »‪.1‬‬

‫والجزائر ال تملك مؤسسات أو مكتب أو مركز أو جمعية تحكيم ‪ ،‬إال أن المشرع الجزائري أعطى‬
‫للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة صالحية إحداث مؤسسة للمصالحة والتحكيم ‪.2‬‬

‫ويبدأ السير في إجراءات التحكيم البحري بعد تشكيل محكمة التحكيم المكونة من محكم واحد أو‬
‫من عدة محكمين حسب تشكيلها الفردي ‪ ،‬ويخضع سير إجراءات التحكيم للقواعد التي اتفق عليها‬
‫الطرفين ‪ ،‬ويتم اتخاذ اإلجراءات الالزمة بحضور األطراف وممثليهم ‪ ،‬وكذلك يتم تسيير إجراءات‬
‫التحكيم البحري من طرف محكمة التحكيم فتخضع لقواعد معينة كما هو الحال بالنسبة للنزاعات‬
‫المعروضة أمام القضاء ‪ ،‬ثم تنتهي إجراءات التحكيم بصدور حكم التحكيم الذي ينهى النزاع القائم‬
‫بين البائع والمشتري في عقد البيع فوب ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدعوى القضائية‬

‫إذا لم يتفق الطرفين المتنازعين على اللجوء للتحكيم أم أنهم لم يرضوا بما حكمت به محكمة التحكيم‬
‫جاز لهم رفع دعوى أمام القضاء‪ ،‬ولكن هذا األمر مستبعد لطول اإلجراءات فيها ويستدعى وقت‬
‫وجهد وكذا أموال‪ ،‬فيلجأ الطرفين المتنازعين لتحكيم كأفضل نظام لفض النزاع بصفة ودية‪ ،‬وعليه‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 1041‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪ 2‬سيدي معمر دليلة ‪،‬التحكيم في المنازعات البحرية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في القانون ‪ ،‬تخصص قانون‬
‫النشاطات البحرية والساحلية ‪ ،‬بوتوشتتة عبد النور ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ملود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‬
‫‪ ،2015 ،‬ص ‪ ،‬ص ‪.93-83 ،‬‬
‫‪ :3‬سيدي معمردليلة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.133-132‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫قمنا بعرض موجز لتعريف الدعوى القضائية وشروط قبولها طبقا للقواعد العامة بالنسبة لقانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف الدعوى القضائية‪:‬‬

‫هي إجراء قانوني يتقدم به صاحب الحق ضد طرف أخر‪ ،‬يطالب فيه بحقه المعتدي عليه‪.‬‬

‫ب‪ -‬شروط قبول الدعوى القضائية‪.‬‬

‫قيد المشرع الجزائري الحق في رفع الدعوى القضائية بشروط معينة يجب على القاضي البحث في‬
‫مدى صحتها وتوافرها وقد نصت عليها المشرع الجزائري في المادة ‪ 459‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ «:‬ال يجوز ألحد أن‬
‫يرفع دعوة أمام القضاء ما لم يكن حائ از لصفة وأهلية التقاضي وله مصلحته في ذلك »‪.1‬‬

‫‪ .1‬الصفة‪ :‬ويقصد بها المركز القانوني للشخص الذي يمنح له الحق في المطالبة بحق معين‬
‫وبالتالي المدعي يكون في مركز المعتدي عليه‪ ،‬والمدعي عليه ان يكون في مركز المعتدي‪.‬‬
‫‪ .2‬أهلية التفاوض‪ :‬وأهلية التقاضي هي مدى صالحية الشخص لمباشرة إجراءات التقاضي وهي‬
‫سن ‪ 19‬سنة بموجب المادة ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ .3‬المصلحة‪ :‬وهي تعني الفائدة التي تعود على رافع الدعوى‪ ،‬ويشترط فيها أن تكون قانونية‪ ،‬بمعنى‬
‫أن يكون هذا االعتداء على الحق فعال قد تم ‪.2‬‬

‫وعليه كما ذكرنا سالفا أنه في التجارة الدولية تسعى األطراف المتعاقدة لحل النزاع بالتطرق ألسهل‬
‫وأنجع وسيلة وهي التحكم‪ ،‬لسهولة إجراءاته وكذلك ال تأخذ وقت كثير بحكم أن التجارة قواعدها مرنة‬
‫ومتطورة ومتغيرة بتغيير األسعار وغير ذلك‪ ،‬فيستبعد األطراف فكرة اللجوء للقضاء حتى ال يتعقد منحى‬
‫النزاع ويتخذ منحدر أخر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعويض‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 459‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية وإلدارية‬


‫‪ 2‬بحث حول نظرية الدعوة القضائية ‪ https://FACEBOOK.COM.POSTS‬التسجيل ‪ 09 :‬جوان ‪ 2019‬على‬
‫الساعة ‪02:08‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫يعتبر التعويض هو العالج على المخالفات‪ ،‬حيث يمكن للدائن سواء كان البائع أو المشتري في عقد‬
‫البيع فوب‪ ،‬والتعويض ال يكون إال لجبر الضرر‪ ،‬والضرر هنا هو ما يصيب أحد المتعاقدين سواء أكان‬
‫البائع أو المشتري‪ ،‬نتيجة عدم قيام أحدهما بتنفيذ التزامه أو أنه يخالفها‪ ،‬وقد تمت دراسة التعويض وفقا‬
‫ألحكام اتفاقية فيينا لسنة ‪ 1980‬ويخصص التعويض بالتركيز على عدة شروط‪:‬‬

‫أ‪ -‬حصول مخالفة مرتكبة للعقد‪.‬‬


‫ب‪ -‬أن يكون الدائن قد أصابه ضرر بسبب الواجب الغير منفذ‪.‬‬

‫ج‪-‬أن يكون الضرر نتيجة للمخالفة‪.‬‬

‫وعليه فقد عالجت اتفاقية فيينا لسنة ‪ 1980‬التعويض من المادة ‪ 74‬لغاية المادة ‪ ، 77‬ويأخذ بعين‬
‫االعتبار في تقدير الضرر هو ما كان يتوقعه المتعاقد المخل عند إبرامه لعقد البيع فوب ‪ ،‬أو ما كان‬
‫ينبغي عليه توقعه في حالة عدم تنفيذه لاللتزام أو اإلساءة في التنفيذ ‪ ،‬والتعويض عن مخالفة البائع أو‬
‫المشتري يكون في حدود مبلغ يعادل الخسارة التي لحقت بالطرف المضرور‪ ،‬وكذا الكسب الذي فاته في‬
‫حالة ما قام العقد صحيحا ‪، 1‬وهو ما وضحته المادة ‪ 74‬من االتفاقية « يتألف التعويض عن مخالفة‬
‫أحد الطرفين للعقد من مبلغ يعادل الخسارة التي لحقت بالطرف األخر والكسب الذي فاته نتيجة‬
‫للمخالفة ‪ ،‬وال يجوز أن يتجاوز التعويض قيمة الخسارة والربح الضائع التي توقعها الطرف المخالف‬
‫أو التي كان ينبغي له أن يتوقعها وقت انعقاد العقد في ضوء الوقائع التي كان يعلم بها أو التي كان‬
‫من واجبه أن يعلم بها كنتائج متوقعة لمخالفة العقد »‪.2‬‬

‫كما أن االتفاقية في مادتها ‪ 75‬قد أعطت الحق للمشتري من أجل تعويضه في حاالت فسخ العقد ان‬
‫يشترط بضاعة بديلة إضافة لتعويضات المنصوص عليها في المادة ‪ ، 74‬كما أعطت نفس الحق للبائع‬
‫عند طلبه الفسخ ذلك بإعادة بيع البضاعة من أجل الحصول على التعويض بنصها « إذ فسخ العقد‬
‫وحدث‪ ،‬على نحو معقول وخالل مدة معقولة بعد الفسخ ‪ ،‬أن قام المشتري بشراء بضائع بديلة أو قام‬
‫البائع بإعادة بيع البضاعة ‪ ،‬فلطرف الذي يطالب بالتعويض أن يحصل على الفرق بين سعر العقد‬

‫‪ 1‬رحموني ناصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪67-66‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 74‬من إتفاقية فيينا‪ ،‬الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬
‫وسعر شراء البديل ‪ ،‬أو السعر عند إعادة البيع وكذلك التعويضات األخرى المستحقة بموجب المادة‬
‫‪1‬‬
‫(‪» )74‬‬

‫وقد جعلت االتفاقية وقت تحديد السعر الجاري هو وقت وقوع الفسخ ‪ ،‬لكنها أضافت أن الفسخ إذا‬
‫وقع بعدما قد سلم طالب التعويض البضاعة فعال ‪ ،‬بحيازته الفعلية لها ‪ ،‬فالعبرة تكون بالسعر الجاري‬
‫وقت وقوع التسليم ‪ ،‬كذلك حددت مكان تقدير السعر الجاري بأنه المكان الذي ينبغي أن يتم فيه التسليم‪،‬‬
‫واذا ما لم يكن المكان سعر سائد ‪ ،‬فيتم تقدير السعر الجاري في مكان أخر وهذا المكان يعد بديال معقوال‬
‫مع مراعاة الفروق في تكلفة النقل‪ 2‬كما هو وضحته المادة ‪76‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 75‬من إتفاقية فيينا ‪ ،‬الملحق رقم ‪1‬‬


‫‪ 2‬أسامة حجازي المسدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.295‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪FOB‬‬

‫ملخص الفصل الثاني‬

‫تترتب على عملية انعقاد عقد البيع فوب مجموعة من االلتزامات التي تقع على عاتق كل من البائع‬
‫والمشتري منها بالنسبة للبائع ‪ ،‬االلتزام بتجهيز البضاعة وتسليمها وكذا تسليم المستندات وفي المقابل‬
‫يلتزم المشتري بتعيين السفينة الناقلة وكذا تسلم البضاعة ودفع الثمن المتفق عليه ‪ ،‬ويترتب على اإلخالل‬
‫بهذه االلتزامات مجموعة من الجزاءات فيقع على عاتق الطرف المضرور مسؤولية في حالة عدم التنفيذ‬
‫االلت ازم عن قصد أو في حالة تدخل سبب أجنبي ‪ ،‬وبالتالي هنا يقع نزاع فيحل الطرفان إلى النظام‬
‫القانوني الذي اختاراه وعادة ما يلجأن للتحكيم كوسيلة لفض النزاع القائم بينهما دون اللجوء للقضاء ‪،‬‬
‫لسرعة إجراءاته وعدم تكلفته األموال طائلة ولتضييع الوقت ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬

‫وفي ختام هذه الدراسة التي حاولنا من خاللها إبراز أهم أحكام عقد البيع فوب‪ ،‬من خالل تطرقنا‬
‫لتعريفه وخصائصه‪ ،‬وكذا تمييزه عن البيوع االخرى المشابهة له‪ ،‬إضافة إلى أهم أحكام تنفيذه وجزاء‬
‫اإلخالل بها‪ ،‬هذا من الناحية العلمية للموضوع‪.‬‬

‫أما من الناحية العملية والواقعية لعقد البيع فوب‪ ،‬نجد انه من أكثر البيوع استعماال وانتشا ار وهذا لما‬
‫له من أهمية بالغة في مجال التجارة الدولية‪ ،‬هذه األخيرة منحتها له خصائصه التي انفرد وتميز بها عن‬
‫غيره من عقود البيع البحرية األخرى‪ ،‬والتي تمت اإلشارة لها من خالل دراستنا‪.‬‬

‫فالبيع فوب يعد من أكثر البيوع انتشا ار والمتعامل بها‪ ،‬وذلك للتسهيالت التي يقدمها للمتعاقدين خاصة‬
‫المشتري‪ ،‬حيث ليس من الضروري أن يتنقل لمكان شحن البضاعة‪ ،‬فقط يكفي منه تكليف وكيله أو‬
‫تكليف البائع بموجب عقد وكالة فينوب عليه في النقل والتامين على البضاعة‪...‬‬

‫ويعد البيع فوب القاعدة األساسية في البيوع البحرية خاصة في القرن ‪ ،19‬فكان معظم التجار يعتمدون‬
‫عليه‪ ،‬وعند ظهور البيوع األخرى‪ ،‬واحتلت الصدارة الدولية‪ ،‬فتراجع استخدام البيع فوب امام البيوع البحرية‬
‫االخرى‪ ،‬إال انه لم يفقد مكانته‪ ،‬وأصبح المتعاملين االقتصاديين يلجئون له لما له من تسهيالت‪.‬‬

‫وعليه وعلى ضوء ما تمت دراسته من خالل بحثنا هذا واإلجابة على اإلشكالية المطروحة تم التوصل‬
‫لجملة من النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫النتائج‬

‫➢ البيع فوب من اكثر البيوع استعماال في مجال التجارة الدولية‪.‬‬


‫➢ البيع فوب هو البيع الذي يتم فيه تسليم البضاعة المبيعة على ظهر السفينة التي تم تحديدها‬
‫مسبقا من قبل المشتري‪ ،‬فتب أر ذمة البائع من االلتزامات التي كانت على عاتقه‪.‬‬
‫➢ البيع فوب هو بيع بحري بحت يتم عبر البحار أو الممرات المالحية‪.‬‬
‫➢ ينشئ البيع فوب عدة التزامات متعلقة بالبائع والمشتري‪ ،‬فيتم العقد بمجرد تنفيذ كل من البائع‬
‫والمشتري التزاماته بحسن نية‪.‬‬
‫➢ هناك تقارب كبير بين نصوص القانون المدني الجزائري‪ ،‬ونصوص اتفاقية فيينا من حيث‬
‫احكام تكوين العقد‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫خاتمة‬
‫➢ الجزائر لم تصادق على اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع‪.‬‬
‫➢ عدم وجود قانون موحد واجب التطبيق‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫➢ يجب على الجزائر أن تصادق على اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بالبيع الدولي للبضائع‪ ،‬وذلك‬
‫نظ ار ألهميتها الكبرى‪ ،‬فهي توحد العديد من األحكام الخاصة بالبيوع الدولية‪.‬‬
‫➢ في حالة ما إذا قامت الجزائر بالمصادقة على اتفاقية فيينا تكون لها فرصة في جذب االستثمارات‬
‫الخارجية لتوسيع دائرة االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫➢ التجاوز الكلي لمجال القضاء لحل نزاعات التجارة الدولية بصفة عامة‪ ،‬ومنازعات البيع فوب‬
‫بصفة خاصة‪.‬‬
‫➢ وضع أحكام خاصة بالبيع فوب في اتفاقية فيينا لتنظيمه‪.‬‬
‫➢ أن يوجه المشرع الجزائري نظره لهذا النوع من البيوع‪ ،‬خاصة انه ذو صبغة دولية‪.‬‬
‫➢ أن ينص المشرع الجزائري على االلتزام بالمطابقة‪ ،‬كونه التزام بالغ األهمية الن معظم النزاعات‬
‫القائمة بشأن عقد البيع الدولي للبضائع‪.‬‬
‫➢ وضع قانون واجب التطبيق موحد حتى ال يقع اشكال حول القانون الواجب التطبيق‪.‬‬
‫➢ تحفيز مثل هذه البيوع واألخذ بها في الجزائر لما لها من فوائد اقتصادية وكذا مصاحبة لتطورات‬
‫وانفتاح حول العالم‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ملحق‬

‫اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقود‬


‫البيع الدولية للبضائع‬
‫"فيينا ‪"1980‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقود البيع الدولية للبضائع‬
‫(الوثيقة ‪.A/CONF. 18/97‬المرفق األول)‬
‫إن الدول األطراف في هذه االتفاقية‬
‫إذ تضع نصب أعينها األهداف العامة للق اررات التي اتخذتها الجمعية العامة لألمم المتحدة في دورتها‬
‫جديد‪.‬‬ ‫االستثنائية السادسة بشأن إقامة نظام اقتصادي دولي‬
‫واذ تعتبر أن تنمية التجارة الدولية على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة عنصر هام في تعزيز العالقات‬
‫الودية بين الدول‪،‬‬
‫واذ ترى أن اعتماد قواعد موحدة تنظم عقود البيع الدولي للبضائع وتأخذ في االعتبار مختلف النظم‬
‫االجتماعية واالقتصادية والقانونية‪ ،‬من شأنه أن يسهم في إزالة الحواجز القانونية في مجال التجارة الدولية‪،‬‬
‫وأن‬
‫يعزز تنمية التجارة الدولية‪،‬‬
‫يلي‪:‬‬ ‫قد اتفقت على ما‬
‫الجزء األول‬
‫نطاق التطبيق وأحكام عامة‬
‫الفصل األول‬
‫نطاق التطبيق‬
‫‪1:‬‬ ‫مادة‬
‫‪ -1‬تطبق أحكام هذه االتفاقية على عقود بيع البضائع المعقودة بين أطراف توجد أماكن عملهم في دول‬
‫مختلفة( ‪:‬‬

‫عندما تكون هذه الدول دوال متعاقدة; أو‬ ‫أ‪-‬‬


‫متعاقدة‪.‬‬ ‫)ب( عندما تؤدي قواعد القانون الدولي الخاص إلى تطبيق قانون دولة‬
‫‪ -2‬ال يلتفت إلى كون أماكن عمل األطراف توجد في دول مختلفة إذا لم يتبين ذلك من العقد أو من أي‬
‫انعقاده( ‪.‬‬ ‫معامالت سابقة بين األطراف‪ ،‬أو من المعلومات التي أدلى بها األطراف قبل انعقاد أو في وقت‬
‫‪ -3‬ال تؤخذ في االعتبار جنسية األطراف وال الصفة المدنية أو التجارية لألطراف أو للعقد في تحديد‬
‫االتفاقية( ‪.‬‬ ‫تطبيق هذه‬
‫مادة ‪2:‬‬
‫التالية‪:‬‬ ‫ال تسرى أحكام هذه االتفاقية على البيوع‬
‫)أ( البضائع التي تشترى لالستعمال الشخصي أو العائلي أو المنزلي‪ ،‬إال إذا كان البائع ال يعلم قبل انعقاد‬
‫العقد أو وقت انعقاده‪ ،‬وال يفترض فيه أن يعلم‪ ،‬بأن البضائع اشتريت الستعمالها في أي وجه من الوجوه‬

‫‪85‬‬
‫المذكورة;‬

‫المزاد;‬ ‫)ب( بيوع‬


‫القضائية;‬ ‫)ج( البيوع التي تعقب الحجز أو غيرها من البيوع التي تتم بموجب أمر من السلطة‬
‫والنقود;‬ ‫)د( األوراق المالية واألوراق التجارية‬
‫والطائرات;‬ ‫)ه) السفن والمراكب والحوامات‬
‫)و( الكهرباء‪.‬‬

‫مادة ‪3:‬‬
‫‪ -1‬تعتبر بيوعا عقود التوريد التي يكون موضوعها صنع بضائع أو إنتاجها إال إذا تعهد الطرف الذي‬
‫إنتاجها( ‪.‬‬ ‫طلب البضائع بتوريد جزء هام من العناصر المادية الالزمة لصنعها أو‬
‫العقود(‬ ‫‪ -2‬ال تطبق هذه االتفاقية على‬
‫التي يتضمن الجزء األساسي فيها التزام الطرف الذي يقوم بتوريد البضائع تقديم اليد العاملة أو غيرها ذلك‬
‫الخدمات‪.‬‬ ‫من‬
‫مادة‪4 :‬‬

‫يقتصر تطبيق هذه االتفاقية على تكوني عقد البيع والحقوق وااللتزامات التي ينشئها هذا العقد لكل من‬
‫البائع والمشترى‪ .‬وفيما عدا األحوال التي يوجد في شأنها نص صريح مخالف في هذه االتفاقية‪ ،‬ال تتعلق‬
‫هذه‬
‫يلي‪:‬‬ ‫االتفاقية بوجه خاص بما‬
‫شأنه;‬ ‫)أ( صحة العقد أو شروطه أو األعراف المتبعة في‬
‫المبيعة‪.‬‬ ‫)ب( اآلثار التي قد يحدثها العقد في شأن ملكية البضائع‬
‫‪5:‬‬ ‫مادة‬
‫ال تسري أحكام هذه االتفاقية على مسؤولية البائع الناتجة عن الوفاة أو اإلصابات الجسمية التي تحدث‬
‫البضائع‪.‬‬ ‫ألي شخص بسبب‬
‫‪6:‬‬ ‫مادة‬
‫يجوز للطرفين استبعاد تطبيق هذه االتفاقية‪ ،‬كما يجوز لهما‪ ،‬فيما عدا األحكام المنصوص عليها في المادة‬
‫آثاره‪.‬‬ ‫‪ ،12‬مخالفة نصمن نصوصها أو تعديل‬
‫الفصل الثاني‬
‫أحكام عامة‬
‫‪7:‬‬ ‫مادة‬

‫‪86‬‬
‫‪ -1‬يراعى في تفسير هذه االتفاقية صفتها الدولية وضرورة تحقيق التوحيد في تطبيقها كما يراعىضمان‬
‫الدولية( ‪.‬‬ ‫احترام حسن النية في التجارة‬
‫‪-2‬المسائل التي تتعلق بالموضوعات التي تتناولها هذه االتفاقية والتي لم تحسمها نصوصها‪ ،‬يتم تنظيمها‬
‫وفقا للمبادئ العامة التي أخذت بها االتفاقية‪ ،‬وفي حالة عدم وجود هذه المبادئ‪ ،‬تسري أحكام القانون‬
‫الواجب‬
‫الخاص‪.‬‬ ‫التطبيق وفقا لقواعد القانون الدولي‬
‫‪8:‬‬ ‫‪:‬مادة‬
‫‪ - 1‬في حكم هذه االتفاقية تفسر البيانات والتصرفات الصادرة عن أحد الطرفين وفقا لما قصده هذا الطرف‬
‫أن يجهله( ‪.‬‬ ‫متى كان الطرف اآلخر يعلم بهذا القصد أو ال يمكن‬
‫‪2‬في حالة عدم سريان الفقرة السابقة‪ ،‬تفسر البيانات والتصرفات الصادرة عن أحد الطرفين وفقا لما يفهمه‬
‫الظروف( ‪.‬‬ ‫شخص متوسط اإلدراك ومن نفس صفة الطرف اآلخر إذا وضع في نفس‬
‫‪ -3‬عندما يتعلق األمر بتعيين قصد أحد الطرفين أو ما يفهمه شخص متوسط اإلدراك يجب أن يؤخذ في‬
‫االعتبار جميع الظروف المتصلة بالحالة‪ ،‬ال سيما المفاوضات التي تكون قد تمت بين الطرفين والعادات‬
‫التي(‬

‫عنهما‪.‬‬ ‫استقر عليها التعامل بينهما واألعراف وأي تصرف الحق صادر‬
‫‪9:‬‬ ‫مادة‬
‫بينهما( ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬يلتزم الطرفان باألعراف التي اتفقا عليها وبالعادات التي استقر عليها التعامل‬
‫ذلك‪(،‬‬ ‫‪ -2‬ما لم يوجد اتفاق على خالف‬
‫يفترض أن الطرفين قد طبقا ضمنا على عقدهما أو على تكوينه كل عرف كانا يعلمان به أو كان ينبغي‬
‫أن يعلما به متى كان معروفا على نطاق واسع ومراعى بانتظام في التجارة الدولية بين األطراف في العقود‬
‫التجارة‪.‬‬ ‫المماثلة السارية في نفس فرع‬
‫مادة‪10:‬‬

‫االتفاقية‪:‬‬ ‫في حكم هذه‬


‫)أ( إذا كان ألحد الطرفين أكثر من مكان وعمل واحد‪ ،‬فيقصد بمكان العمل المكان الذي له صلة وثيقة‬
‫بالعقد وبتنفيذه‪ ،‬مع مراعاة الظروف التي يعلمها الطرفان أو التي كانا يتوقعانها قبل انعقاد العقد أو وقت‬
‫انعقاده‪.‬‬

‫المعتاد‪.‬‬ ‫)ب( إذا لم يكن ألحد الطرفين مكان عمل‪ ،‬وجب األخذ بمكان إقامته‬
‫‪11:‬‬ ‫مادة‬

‫‪87‬‬
‫ال يشترط أن يتم انعقاد عقد البيع أو إثباته كتابة‪ ،‬وال يخضع ألي شروط شكلية ويجوز إثباته بأي وسيلة‬
‫بالبينة‪.‬‬ ‫بما في ذلك اإلثبات‬
‫‪12:‬‬ ‫مادة‬
‫جميع أحكام المادة ‪ 11‬والمادة ‪ 29‬أو الجزء الثاني من هذه االتفاقية التي تسمح باتخاذ أي شكل غير الكتابة‬
‫ألجل انعقاد عقد البيع أو تعديله أو فسخه رضائيا أو لوقوع اإليجاب أو القبول أو اإلعالن عن قصد أحد‬
‫الطرفين ال تطبق عندما يكون مكان عمل أحد الطرفين في إحدى الدول المتعاقدة المنضمة إلى هذه االتفاقية‬
‫التي أعلنت تحفظها بموجب المادة ‪ 96‬من هذه االتفاقية‪ .‬وال يجوز للطرفين مخالفة هذه المادة أو تعديل‬
‫آثارها‪.‬‬

‫‪13:‬‬ ‫مادة‬
‫في حكم هذه االتفاقية‪ ،‬الرسائل البرقية والتلكس ‪«،.‬كتابة » يشمل مصطلح‬
‫الجزء الثاني‬
‫تكوين العقد‬
‫مادة‪14:‬‬

‫‪ -1‬يعتبر إيجابا أي عرض إلبرام عقد إذا كان موجها إلى شخص أو عدة أشخاص معينين‪ ،‬وكان محددا‬
‫بشكل كاف وتبين منه اتجاه قصد الموجب إلى االلتزام به في حالة القبول ‪.‬ويكون العرض محددا بشكل‬
‫كاف(‬

‫تحديدهما‪.‬‬ ‫إذا عين البضائع وتضمن صراحة أو صمنا تحديدا للكمية والثمن أو بيانات يمكن بموجبها‬
‫‪ -2‬وال يعتبر العرض الذي يوجه إلى شخص أو أشخاص غير معينين إال دعوة إلى اإليجاب ما لم يكن‬
‫ذلك( ‪.‬‬ ‫الشخص الذي صدر عنه العرض قد أبان بوضوح عن اتجاه قصده إلى خالف‬
‫مادة‪15:‬‬

‫المخاطب( ‪.‬‬ ‫‪ -1‬يحدث اإليجاب أثره عند وصوله إلى‬


‫‪ -2‬يجوز سحب اإليجاب‪ ،‬ولو كان غير قابل للرجوع عنه‪ ،‬إذا وصل سحب اإليجاب إلى المخاطب قبل‬
‫وصوله( ‪.‬‬ ‫وصول اإليجاب أو في وقت‬
‫مادة‪16:‬‬

‫‪ -1‬يجوز الرجوع عن اإليجاب لحين انعقاد العقد إذا وصل الرجوع عن اإليجاب إلى المخاطب قبل أن‬
‫قبوله( ‪.‬‬ ‫يكون هذا األخير قد أرسل‬
‫اإليجاب( ‪:‬‬ ‫ومع ذلك ال يجوز الرجوع عن‬ ‫‪-2‬‬

‫)أ( إذا تبين منه أنه ال رجوع عنه‪ ،‬سواء بذكر فترة محددة للقبول أو بطريقة أخرى; أو‬
‫األساس‪.‬‬ ‫)ب( إذا كان من المعقول للمخاطب أن يعتبر أن اإليجاب ال رجوع عنه وتصرف على هذا‬

‫‪88‬‬
‫‪17:‬‬ ‫مادة‬
‫الموجب‪.‬‬ ‫يسقط اإليجاب‪ ،‬ولو كان ال رجوع عنه‪ ،‬عندما يصل رفضه إلى‬
‫مادة‪18:‬‬

‫‪ -1‬يعتبر قبوال أي بيان أو أي تصرف آخر صادر من المخاطب يفيد الموافقة على اإليجاب ‪.‬أما السكوت‬
‫قبوال( ‪.‬‬ ‫أو عدم القيام بأي تصرف فال يعتبر أي منهما في ذاته‬
‫‪ -2‬يحدث قبول اإليجاب أثره من اللحظة التي يصل فيها إلى العارض ما يفيد الموافقة ‪.‬وال يحدث القبول‬
‫أثره إذا لم يصل إلى العارض خالل المدة التي اشترطها‪ ،‬أو خالل مدة معقولة في حالة عدم وجود مثل‬
‫هذه(‬

‫الشرط‪ ،‬على أن يؤخذ في االعتبار ظروف الصفقة وسرعة وسائل االتصال التي استخدمها العارض ‪.‬ويلزم‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫قبول اإليجاب الشفوي في الحال ما لم يتبين من الظروف خالف‬
‫‪ -3‬ومع ذلك‪ ،‬إذا جاز‪ ،‬بمقتضى اإليجاب أو التعامل الجاري بين الطرفين أو األعراف‪ ،‬أن يعلن المخاطب‬
‫الثمن‪(،‬‬ ‫الذي عرض عليه اإليجاب عن قبوله بالقيام بتصرف ما‪ ،‬كالذي يتعلق بإرسال البضائع أو تسديد‬
‫دون إخطار الموجب‪ ،‬عندئذ يكون القبول نافذا في اللحظة التي تم فيها التصرف المذكور بشرط أن يجري‬
‫السابقة‪.‬‬ ‫ذلك خالل المدة المذكورة في الفقرة‬
‫مادة‪19:‬‬

‫‪ -1‬إذا انصرف الرد على اإليجاب إلى القبول ولكنه تضمن إضافات أو تحديدات أو تعديالت يعتبر‬
‫مقابال( ‪.‬‬ ‫رفضا لإليجاب ويشكل إيجابا‬
‫‪ -2‬ومع ذلك إذا انصرف الرد على اإليجاب إلى القبول وتضمن عناصر متممة أو مختلفة ال تؤدي إلى‬
‫تغيير أساسي لإليجاب‪ ،‬فهو يشكل قبوال إال إذ قام الموجب‪ ،‬دون تأخير غير مبرر‪ ،‬باالعتراض على ذلك‬
‫(‬
‫شفويا أو بإرسال إخطار بهذا المعنى‪ ،‬فإذا لم يعترض الموجب على النحو المذكور يكون العقد قد تضمن‬
‫القبول‪.‬‬ ‫ما جاء في اإليجاب مع التعديالت التي جاءت في صيغة‬
‫‪ -3‬الشروط اإلضافية أو المختلفة المتعلقة بالثمن أو التسديد أو النوعية أو الكمية أو مكان وموعد التسليم‬
‫للبضائع أو ما يتعلق بمدى مسؤولية أحد الطرفين تجاه الطرف اآلخر أو تسوية المنازعات‪ ،‬هذه األمور‬
‫تعتبر(‬

‫اإليجاب‪.‬‬ ‫أنها تؤدي إلى تغيير أساسي بما جاءت به صيغة‬


‫مادة‪20:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -1‬يبدأ سريان المدة التي يحددها العارض للقبول في برقية أو رسالة من لحظة تسليم البرقية لإلرسال أو‬
‫من التاريخ المبين بالرسالة‪ ،‬أو إذا لم يكن التاريخ المبين بالرسالة‪ ،‬أو إذا لم يكن التاريخ مبينا بها فمن‬
‫التاريخ(‬

‫الغالف‪.‬‬ ‫المبين على‬


‫ويبدأ سريان المدة التي يحددها العارض للقبول بواسطة الهاتف أو التلكس أو غير ذلك من وسائل االتصال‬
‫المخاطب‪.‬‬ ‫الفوري‪ ،‬من لحظة وصول اإليجاب إلى‬
‫‪ -2‬تدخل العطالت الرسمية أو أيام عطلة العمل الواقعة أثناء سريان مدة القبول في حساب تلك المدة‬
‫‪.‬ومع ذلك‪ ،‬إذا لم يمكن تسليم إخطار القبول في عنوان الموجب بسبب كون اليوم األخير من المدة المحددة‬
‫للقبول‬
‫العمل‪.‬‬ ‫عطلة رسمية أو يوم عطلة عمل في مكان عمل الموجب‪ ،‬تمدد المدة إلى اليوم التالي من أيام‬
‫مادة‪21:‬‬

‫‪ -1‬ومع هذا يحدث القبول المتأخر آثاره إذا ما قام الموجب دون تأخير بإبالغ المخاطب شفويا بذلك أو‬
‫المعنى( ‪.‬‬ ‫أرسل إليه إخطا ار بهذا‬
‫‪ -2‬إذا تبين من الرسالة أو الوثيقة المتضمنة قبوال متأخ ار أنها قد أرسلت في ظروف ظهر معها أنه لو‬
‫كان إيصالها قد جرى بشكل اعتيادي لوصلت إلى الموجب في الوقت المناسب‪ ،‬فإن هذا القبول المتأخر‬
‫يحدث(‬

‫آثاره إال إذا قام الموجب دون تأخير بأخبار المخاطب شفويا بأن اإليجاب قد اعتبر ملغيا أو أرسل إليه‬
‫المعنى‪.‬‬ ‫إخطا ار بهذا‬
‫مادة‪22:‬‬

‫يجوز سحب القبول إذا وصل طلب السحب إلى الموجب قبل الوقت الذي يحدث فيه القبول أثره أو في نفس‬
‫الوقت‪.‬‬

‫مادة‪23:‬‬

‫االتفاقية‪.‬‬ ‫ينعقد العقد في اللحظة التي يحدث فيها قبول اإليجاب أثره وفقا ألحكام هذه‬
‫مادة‪24:‬‬

‫أو «‬ ‫إلى المخاطب عند إبالغه شفويا أو تسليمه إليه شخصيا بأي وسيلة أخرى أو تسليمه في مكان عمله‬
‫وصل » في حكم هذا الجزء من االتفاقية‪ ،‬يعتبر اإليجاب أو اإلعالن عن قبول أو أي تعبير آخر عن‬
‫القصد قد‬
‫بريدي‪.‬‬ ‫في عنوانه البريدي‪ ،‬أو لدى تسليمه في مكان سكنه المعتاد إذا لم يكن له مكان عمل أو عنوان‬
‫الجزء الثالث‬

‫‪90‬‬
‫بيع البضائع‬
‫الفصل األول‬
‫أحكام عامة‬
‫مادة‪25:‬‬

‫تكون مخالفة العقد من جانب أحد الطرفين مخالفة جوهرية إذا تسببت في إلحاق ضرر بالطرف اآلخر من‬
‫شأنه أن يحرمه بشكل أساسي مما كان يحق له أن يتوقع الحصول عليه بموجب العقد‪ ،‬ما لم يكن الطرف‬
‫المخالف ال يتوقع مثل هذه النتيجة وما لم يكن أي شخص متوسط اإلدراك من نفس الصفة ال يتوقع مثل‬
‫الظروف‪.‬‬ ‫هذه النتيجة في نفس‬
‫مادة‪26:‬‬

‫اآلخر‪.‬‬ ‫ال يحدث إعالن فسخ العقد أثره إال إذا تم بواسطة إخطار موجه إلى الطرف‬
‫مادة‪27:‬‬

‫ما لم ينص هذا الجزء من االتفاقية صراحة على خالف ذلك‪ ،‬فإن أي تأخير أو خطأ في إيصال أي إخطار‬
‫أو تبليغ يبعث به أحد الطرفين في العقد وفقا ألحكام هذا الجزء وبالوسيلة والظروف المناسبة‪ ،‬وكذلك عدم‬
‫به‪.‬‬ ‫وصول اإلخطار أو الطلب أو التبليغ‪ ،‬ال يحرم هذا الطرف من حقه في التمسك‬
‫مادة‪28:‬‬

‫إذا كان من حق أحد الطرفين‪ ،‬بمقتضى أحكام هذه االتفاقية‪ ،‬أن يطلب من الطرف اآلخر تنفيذ التزام ما‬
‫فإن المحكمة غير ملزمة بإصدار حكم بالتنفيذ العيني إال إذا كان بوسعها أن تقوم بذلك بمقتضى قانونها‬
‫فيما‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫يتعلق بعقود بيع مماثلة ال تشملها هذه‬
‫مادة‪29:‬‬

‫الطرفين( ‪.‬‬ ‫‪ -1‬يجوز تعديل العقد أو فسخه برضا‬


‫‪ -2‬العقد الكتابي الذي يتضمن شرطا يتطلب أن يكون كل تعديل أو فسخ رضائي كتابة ال يمكن تعديله‬
‫أو فسخه رضائيا باتباع طريق أخرى‪ .‬غير أن تصرف أحد الطرفين يمكن أن يحرمه من التمسك بهذا‬
‫الشرط(‬

‫المذكور‪.‬‬ ‫إذا كان الطرف اآلخر قد اعتمد على التصرف‬


‫الفصل الثاني‬
‫التزامات البائع‬
‫مادة‪30:‬‬

‫‪91‬‬
‫يجب على البائع أن يسلم البضائع‪ ،‬والمستندات المتعلقة بها وأن ينقل ملكية البضائع على النحو الذي‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫يقتضيه العقد وهذه‬
‫الفرع األول‬
‫تسليم البضائع والمستندات‬
‫مادة‪31:‬‬

‫إذا كان البائع غير ملزم بتسليم البضائع في أي مكان معين آخر‪ ،‬فإن التزامه بالتسليم يكون على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫البضائع;‬ ‫)أ( تسليم البضائع إلى أول ناقل إليصالها إلى المشتري‪ ،‬إذا تضمن عقد البيع نقل‬
‫)ب( في والحاالت التي ال تندرج تحت الفقرة الفرعية السابقة‪ ،‬إذا كان العقد يتعلق ببضائع محددة أو بضائع‬
‫معينة بالجنس ستسحب من مخزون محدد أو تصنع أو تنتج‪ ،‬وعرف الطرفان وقت إبرام العقد أن البضائع‬
‫موجودة في مكان معين أو أنها ستصنع أو ستنتج في مكان معين يلتزم البائع بوضع البضائع تحت تصرف‬
‫المكان;‬ ‫المشتري في ذلك‬
‫)ج( وفي الحاالت األخرى يلتزم البائع بوضع البضائع تحت تصرف المشتري في المكان الذي كان يوجد‬
‫العقد‪.‬‬ ‫فيه مكان عمل البائع وقت إبرام‬
‫مادة‪32:‬‬

‫‪ -1‬إذا قام البائع‪ ،‬وفقا للعقد أو لهذه االتفاقية‪ ،‬بتسليم البضائع إلى ناقل‪ ،‬واذا كانت البضائع ال يمكن‬
‫تعيينها بوضوح بأنها المشمولة بالعقد‪ ،‬سواء بوجود عالمات مميزة عليها أو بمستندات الشحن أو بطريقة‬
‫أخرى‪(،‬‬

‫البضائع‪.‬‬ ‫يجب على البائع أن يرسل للمشتري إخطا ار بالشحن يتضمن تعيين‬
‫‪ -2‬إذا كان البائع ملزما باتخاذ ما يلزم لنقل البضائع فإن عليه أن يبرم العقود الالزمة لكي يتم النقل إلى‬
‫النقل( ‪.‬‬ ‫المكان المحدد بوسائط النقل المناسبة وفقا للظروف وحسب الشروط المتبعة عادة في مثل هذا‬
‫‪ -3‬إذا لم يكن البائع ملزما بإجراء التأمين على نقل البضائع فإن عليه أن يزود المشتري عندما يطلب‬
‫التأمين( ‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬بجميع المعلومات المتوفرة الالزمة لتمكينه من إجراء ذلك‬
‫مادة‪33:‬‬

‫البضائع‪:‬‬ ‫يجب على البائع أن يسلم‬


‫العقد; أو(‬ ‫‪ -1‬في التاريخ المحدد في العقد أو في التاريخ الذي يمكن تحديده بالرجوع إلى‬
‫)ب( في أي وقت خالل المدة المحددة في العقد أو التي يمكن تحديدها بالرجوع إلى العقد‪ ،‬إال إذا تبين من‬
‫الظروف أن المشتري هو الذي يختار موعدا للتسليم‪ ،‬أو‬
‫األخرى‪.‬‬ ‫)ج( خالل مدة معقولة من انعقاد العقد‪ ،‬في جميع األحوال‬

‫‪92‬‬
‫مادة‪34:‬‬

‫إذا كان البائع ملزما بتسليم المستندات المتعلقة بالبضائع‪ ،‬فإن عليه أن يوفي بهذا االلتزام في الزمان والمكان‬
‫المعينين في العقد وعلى النحو المحددة واذا كان البائع قد سلم هذه المستندات قبل الميعاد المتفق عليه‪ ،‬فله‬
‫حتى ذلك الميعاد أن يصلح أي نقصفي مطابقة المستندات‪ ،‬بشرطأال يترتب على استعمال هذا الحق‬
‫مضايقة للمشتري‪ .‬أو تحميله نفقات غير معقولة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يحتفظ المشتري بالحق في طلب تعويضات‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫وفقا ألحكام هذه‬
‫الفرع الثاني‬
‫مطابقة البضائع وحقوق الغير وادعاءاته‬
‫مادة‪35:‬‬

‫‪ -1‬على البائع أن يسلم بضائع تكون كميتها ونوعيتها وأوصافها وكذلك تغليفها أو تعبئتها مطابقة ألحكام‬
‫العقد( ‪.‬‬

‫كانت( ‪:‬‬ ‫‪ -2‬وما لم يتفق الطرفان على خالف ذلك‪ ،‬ال تكون البضائع مطابقة لشروط العقد إال إذا‬
‫)أ( صالحة لالستعمال في األغراض التي تستعمل من أجلها عادة بضائع من نفس النوع‬
‫)ب( صالحة لالستعمال في األغراض الخاصة التي أحيط بها البائع علما‪ ،‬صراحة أو ضمنا‪ ،‬وقت انعقاد‬
‫العقد‪ ،‬إال إذا تبين من الظروف أن المشتري لم يعتمد على خبرة البائع أو تقديره‪ ،‬أو كان من غير المعقول‬
‫للمشتري أن يعتمد على ذلك؛‬
‫)ج( متضمنة صفات البضاعة التي سبق للبائع عرضها على المشتري كعينة أو نموذج؛‬
‫)د( معبأة أو مغلفة بالطريقة التي تستعمل عادة في تعبئة أو تغليف البضائع من نوعها‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫وحمايتها‪.‬‬ ‫وجود الطريقة المعتادة‪ ،‬تكون التعبئة والتغليف بالكيفية المناسبة لحفظها‬
‫‪ -3‬ال يسأل البائع‪ ،‬بموجب أحكام الفقرات الفرعية )أ( إلى )د( من الفقرة السابقة عن أي عيب في المطابقة‬
‫العقد( ‪.‬‬ ‫كان يعلم به المشتري أو كان ال يمكن أن يجهله وقت انعقاد‬
‫مادة‪36:‬‬

‫‪ -1‬يسأل البائع‪ ،‬وفقا لشروط العقد وأحكام هذه االتفاقية‪ ،‬عن كل عيب في المطابقة يوجد وقت انتقال‬
‫الحق( ‪.‬‬ ‫التبعة إلى المشتري‪ ،‬وان لم يظهر هذا العيب إال في وقت‬
‫‪ -2‬وكذلك يسأل البائع عن كل عن كل عيب في المطابقة يحدث بعد الوقت المشار إليه في الفقرة السابقة‪،‬‬
‫وينسب إلى عدم تنفيذ أي من التزاماته‪ ،‬بما في ذلك اإلخالل بأي ضمان يقضي ببقاء البضائع خالل مدة‬
‫(‬
‫بخصائصها‪.‬‬ ‫معينة صالحة لالستعمال العادي أو لالستعمال الخاص‪ ،‬أو محتفظة بصفاتها أو‬
‫مادة‪37:‬‬

‫‪93‬‬
‫في حال تسليم البضائع قبل الميعاد‪ ،‬يحتفظ البائع‪ ،‬حتى ذلك الميعاد‪ ،‬بحق تسليم الجزء أو الكمية الناقصة‬
‫من البضائع المسلمة أو توريد بضائع بديلة للبضائع غير المطابقة لما جاء في العقد أو إصالح العيب في‬
‫مطابقة البضائع‪ ،‬بشرط أال يترتب على استعمال هذا الحق مضايقة للمشتري أو تحميله نفقات غير معقولة‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫‪.‬ومع ذلك يحتفظ المشتري بالحق في طلب تعويضات وفقا ألحكام هذه‬
‫مادة‪38:‬‬

‫الظروف ‪.‬‬ ‫‪ -1‬على المشتري أن يفحص البضائع بنفسه أو بوساطة غيره في أقرب ميعاد ممكن تسمح به‬
‫(‬
‫البضاعة( ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا تضمن العقد نقل البضائع‪ ،‬يجوز تأجيل هذا الفحص لحين وصول‬
‫‪ -3‬إذا غير المشتري وجهة البضائع أو أعاد إرسالها دون أن تتاح له فرصة معقولة لفحصها وكان البائع‬
‫يعلم‪ ،‬أو كان من واجبه أن يعلم وقت انعقاد العقد باحتمال تغيير وجهة البضاعة أو إعادة إرسالها‪ ،‬جاز‬
‫تأجيل(‬

‫الجديد‪.‬‬ ‫فحصها إلى حين وصولها إلى المكان‬


‫مادة‪39:‬‬

‫‪- 1‬يفقد المشتري حق التمسك بالعيب في مطابقة البضائع إذا لم يخطر البائع محددا طبيعة العيب خالل‬
‫اكتشافه( ‪.‬‬ ‫فترة معقولة من اللحظة التي اكتشف فيها العيب أو كان من واجبه‬
‫وفي جميع األحوال‪ ،‬يفقد المشتري حق التمسك بالعيب في المطابقة إذا لم يخطر البائع بذلك خالل‬ ‫‪-2‬‬

‫فترة أقصاها سنتان من تاريخ تسلم المشتري البضائع فعال‪ ،‬إال إذا كانت هذه المدة ال تفق مع مدة الضمان‬
‫التي(‬

‫العقد‪.‬‬ ‫نص عليها‬


‫مادة‪40:‬‬

‫ليسمن حق البائع أن يتمسك بأحكام المادتين ‪ 38‬و ‪ 39‬إذا كان العيب في المطابقة يتعلق بأمور كان يعلم‬
‫المشتري‪.‬‬ ‫بها أو كان ال يمكن أن يجهلها ولم يخبر بها‬
‫مادة‪41:‬‬

‫على البائع أن يسلم بضائع خالصة من أي حق أو ادعاء للغير‪ ،‬إال إذا وافق المشتري على أخذ البضائع‬
‫مع وجود مثل هذا الحق أو االدعاء‪ ،‬ومع ذلك إذا كان الحق أو االدعاء مبنيا على الملكية الصناعية أو‬
‫أي ملكية‬
‫المادة‪42‬‬ ‫‪.‬فكرية أخرى‪ ،‬فإن التزامات البائع تخضع ألحكام‬
‫مادة‪42:‬‬

‫‪94‬‬
‫على البائع أن يسلم بضائع خالصة‪ ،‬من أي حق أو ادعاء للغير مبنى على أساس الملكية الصناعية أو‬
‫الفكرية كان البائع يعلم به أو ال يمكن أن يجهله وقت انعقاد العقد‪ ،‬بشرطأن يكون ذلك الحق أو االدعاء‬
‫مبنيا‬
‫وذلك‪:‬‬ ‫على أساس الملكية الصناعية أو أي ملكية فكرية أخرى‬
‫)أ( بموجب قانون الدولة التي سيعاد فيها بيع البضائع أو استعمالها إذا كان الطرفان قد توقعا وقت انعقاد‬
‫العقد أن البضائع ستباع أو تستعمل في تلك الدولة; أو‬
‫المشتري‪.‬‬ ‫)ب( في الحاالت األخرى بموجب قانون الدولة التي يوجد فيها مكان عمل‬
‫التي( ‪:‬‬ ‫‪ -2‬ال يشمل التزام البائع بمقتضى الفقرة السابقة الحاالت‬
‫االدعاء; أو(‬ ‫‪ -1‬يعلم فيها المشتري وقت انعقاد العقد أو ال يمكن أن يجهل وجود الحق أو‬
‫)ب( ينتج فيها الحق أو االدعاء عن إتباع البائع للخطط الفنية أو الرسوم أو التصميم أو غير ذلك من‬
‫المشتري‪.‬‬ ‫المواصفات التي قدمها‬
‫مادة‪43:‬‬

‫‪ -1‬يفقد المشتري حق التمسك بأحكام المادة ‪ 41‬أو المادة ‪ 42‬إذا لم يخطر البائع بحق أو ادعاء الغير‬
‫محددا طبيعة هذا الحق أو االدعاء في ميعاد معقول من اللحظة التي علم فيها بهذا الحق أو االدعاء أو‬
‫من(‬ ‫كان‬
‫به‪.‬‬ ‫واجبه أن يعلم‬
‫‪ -2‬ال يجوز للبائع التمسك بأحكام الفقرة السابقة إذا كان يعلم بحق أو ادعاء الغير وطبيعة هذا الحق أو‬
‫االدعاء( ‪.‬‬

‫المادة‪44 :‬‬

‫بالرغم من أحكام الفقرة (‪ )1‬من المادة ‪ 39‬والفقرة(‪ )1‬من المادة ‪ ،43‬يجوز للمشترى أن يخفض الثمن‬
‫وفقا ألحكام المادة ‪ 50‬أو أن يطلب تعويضات اال فيما يتعلق بالكسب الذى فاته وذلك اذا كان لديه‬
‫سبب معقول يبرر عدم قيامه بتوجيه االخطار المطلوب ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫الجزاءات التي تترتب على مخالفة البائع للعقد‬
‫مادة‪45:‬‬

‫للمشتري( ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إذا لم ينفذ البائع التزاما مما يرتبه عليه العقد أو هذه االتفاقية‪ ،‬جاز‬
‫‪ 46‬إلى‪52‬‬ ‫) ;أ( أن يستعمل الحقوق المقررة في المواد‬
‫‪ 74‬إلى‪77‬‬ ‫) ‪.‬ب( أن يطلب التعويضات المنصوص عليها في المواد‬

‫‪95‬‬
‫ال يفقد المشتري حق في طلب التعويضات إذا استعمل حقا من حقوقه األخرى في الرجوع على البائع ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز للقاضي أو للمحكم أن يمنع البائع أي مهلة لتنفيذ التزاماته عندما يتمسك المشتري بأحد‬
‫للعقد( ‪.‬‬ ‫الجزاءات المقررة في حالة مخالفة البائع‬
‫مادة‪46:‬‬

‫‪ -1‬يجوز للمشتري أن يطلب من البائع تنفيذ التزاماته‪ ،‬إال إذا كان المشتري قد استعمل حقا يتعارضمع‬
‫الطلب( ‪.‬‬ ‫هذا‬
‫‪ -2‬ال يجوز للمشتري في حالة عدم مطابقا البضائع للعقد أن يطلب من البائع تسليم بضائع بديلة إال إذا‬
‫كان العيب في المطابقة يشكل مخالفة جوهرية للعقد وطلب المشتري تسليم البضائع البديلة في الوقت الذي‬
‫(‬
‫اإلخطار‪.‬‬ ‫يخطر فيه البائع بعدم المطابقة وفقا ألحكام المادة ‪ 39‬أو في ميعاد معقول من وقت هذا‬
‫‪ -3‬يجوز للمشتري في حالة عدم مطابقة البضائع للعقد أن يطلب من البائع إصالح العيب في المطابقة‬
‫إال إذا كان هذا اإلصالح يشكل عبئا غير معقول على البائع مع مراعاة جميع ظروف الحال‪ .‬ويجب طلب‬
‫(‬
‫اإلصالح أما في وقت اإلخطار بوجود العيب في المطابقة وفقا للمادة ‪ 39‬وأما في ميعاد معقود من وقت‬
‫اإلخطار‪.‬‬ ‫هذا‬
‫مادة‪47:‬‬

‫التزاماته( ‪.‬‬ ‫‪ -1‬يجوز للمشتري أن يحدد للبائع فترة إضافية تكون مدتها معقولة لتنفيذ‬
‫‪ -2‬فيما عدا الحاالت التي يتلقى فيها المشتري إخطا ار من البائع بأنه لن ينفذ التزاماته في الفترة اإلضافية‬
‫حالة(‬ ‫المحددة ال يجوز للمشتري قبل انقضاء هذه الفترة أن يستعمل أي حق من الحقوق المقررة له في‬
‫التنفيذ‪.‬‬ ‫مخالفة العقد‪ .‬غير أن المشتري ال يفقد بسبب ذلك حقه في طلب تعويضات عن التأخير في‬
‫مادة‪48:‬‬

‫‪ -1‬مع عدم اإلخالل بأحكام المادة ‪ ، 49‬يجوز للبائع‪ ،‬ولو بعد تاريخ التسليم أن يصلح على حسابه كل‬
‫خلل في تنفيذ التزاماته بشرط أال يترتب على ذلك تأخير غير معقول وال يسبب للمشتري مضايقة غير‬
‫معقولة‬
‫أو شكوكا في قيام البائع بدفع المصاريف التي أنفقها المشتري‪ .‬ومع ذلك يحتفظ المشتري بحق المطالبة‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫بالتعويضات المنصوص عليها في هذه‬
‫‪ -2‬إذا طلب البائع من المشتري أن يعلمه بما إذا كان يقبل التنفيذ ولم يرد المشتري في ميعاد معقول جاز‬
‫للبائع تنفيذ التزاماته في الميعاد الذي حدده في طلبه‪ .‬وال يجوز للمشتري قبل انقضاء هذا الميعاد استعمال‬
‫(‬
‫اللتزاماته‪.‬‬ ‫أي حق يتعارضمع تنفيذ البائع‬

‫‪96‬‬
‫‪ -3‬إذا قام البائع بإخطار المشتري بعزمه على تنفيذ التزاماته في المدة المحددة‪ ،‬فالمفروض أنه طلب من‬
‫السابقة( ‪.‬‬ ‫المشتري أن يعلمه بق ارره وفقا للفقرة‬
‫‪ -4‬ال يحدث الطلب أو اإلخطار الذي يقوم به البائع وفقا للفقرتين( ‪) 2‬و( ‪) 3‬من هذه المادة أثره إال إذا‬
‫المشتري( ‪.‬‬ ‫وصل إلى‬
‫مادة‪49:‬‬

‫العقد( ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجوز للمشتري فسخ‬


‫)أ( إذا كان عدم تنفيذ البائع اللتزام من االلتزامات التي يرتبها عليه العقد أو هذه االتفاقية يشكل مخالفة‬
‫جوهرية للعقد; أو‬
‫)ب( في حالة عدم التسليم‪ ،‬إذا لم يقع البائع بتسليم البضائع في الفترة اإلضافية التي حددها المشتري وفقا‬
‫الفترة‪.‬‬ ‫للفقرة( ‪) 1‬من المادة ‪ 47‬أو إذا أعلن أنه لن يسلمها خالل تلك‬
‫‪ -2‬أما في الحاالت التي يكون البائع فيها قد سلم البضائع‪ ،‬فإن المشتري يفقد حقه في فسخ العقد إال إذا‬
‫الفسخ( ‪:‬‬ ‫وقع‬
‫تم;‬ ‫)أ( في حالة التسليم المتأخر‪ ،‬في ميعاد معقول بعد أن يكون قد علم بأن التسليم قد‬
‫معقول‪:‬‬ ‫)ب( وفي حاالت المخالفات األخرى غير التسليم المتأخر‪ ،‬إذا وقع الفسخ في ميعاد‬
‫معقول‪:‬‬ ‫)ب( وفي حاالت المخالفات األخرى غير التسليم المتأخر‪ ،‬إذا وقع الفسخ في ميعاد‬
‫‪ -1‬بعد أن يكون المشتري قد علم أو كان من واجبه أن يعلم بالمخالفة; أو‬
‫‪ -‬بعد انقضاء أي فترة إضافية يحددها المشتري وفقا للفقرة( ‪) 1‬من المادة ‪ 47‬أو بعد أن يعلن البائع أنه‬ ‫‪2‬‬

‫سوف ال ينفذ التزاماته خالل تلك الفترة اإلضافية; أو‬


‫‪ - 3‬بعد انقضاء أي فترة إضافية يعينها البائع وفقا للفقرة( ‪) 2‬من المادة ‪ 48‬أو بعد أن يعلن المشتري أنه‬
‫التنفيذ‪.‬‬ ‫لن يقبل‬
‫مادة‪50:‬‬

‫في حالة عدم مطابقة البضائع للعقد وسواء تم دفع الثمن أم ال‪ ،‬جاز للمشتري أن يخفض الثمن بمقدار‬
‫الفرق بين قيمة البضائع التي تم تسليمها فعال وقت التسليم وقيمة البضائع المطابقة في ذلك الوقت غير‬
‫أنه إذا قام‬
‫البائع بإصالح الخلل في تنفيذ التزاماته وفقا لألحكام المادة ‪ 37‬أو المادة ‪ ، 48‬أو إذا رفض المشتري أن‬
‫الثمن‪.‬‬ ‫يقوم البائع بالتنفيذ وفقا للمادتين المذكورتين‪ ،‬فال يجوز للمشتري أن يخفض‬
‫مادة‪51:‬‬

‫‪ -1‬إذا لم يسلم البائع غير جزء من البضائع أو إذا كان جزء فقطمن البضائع المسلمة مطابقا للعقد‪ ،‬تطبق‬
‫المطابق( ‪.‬‬ ‫أحكام المواد ‪ 46‬إلى ‪ 50‬بشأن الجزء الناقص أو الجزء غير‬

‫‪97‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز للمشتري أن يفسخ العقد برمته إال إذا كان عدم التنفيذ الجزئي أو العيب في المطابقة يشكل‬
‫للعقد( ‪.‬‬ ‫مخالفة جوهرية‬
‫مادة‪52:‬‬

‫إستالمها( ‪.‬‬ ‫‪ -1‬إذا سلم البائع البضائع قبل التاريخ المحدد‪ ،‬جاز للمشتري أن يستلمها أو أن يرفض‬
‫‪ -2‬إذا سلم البائع كمية من البضائع تزيد عن الكمية المنصوص عليها في العقد جاز للمشتري أن يستلم‬
‫الكمية الزائدة أو أن يرفض إستالمها‪ .‬واذا استلم المشتري الكمية الزائدة كلها أو جزءا منها يجب عليه دفع‬
‫(‬
‫العقد‪.‬‬ ‫قيمتها بالسعر المحدد في‬
‫الفصل الثالث‬
‫التزامات المشتري‬
‫مادة‪53:‬‬

‫يستلمها‪.‬‬ ‫يجب على المشتري‪ ،‬بموجب شروطا لعقد وهذه االتفاقية‪ ،‬أن يدفع ثمن البضائع وأن‬
‫الفرع األول‬
‫دفع الثمن‬
‫مادة‪54:‬‬

‫يتضمن التزام المشتري بدفع الثمن اتخاذ ما يلزم واستيفاء اإلجراءات المطلوبة بموجب العقد أو بموجب‬
‫الثمن‪.‬‬ ‫القوانين واألنظمة الواجبة التطبيق من أجل تسديد‬
‫مادة‪55:‬‬

‫إذا انعقد العقد على نحو صحيح دون أن يتضمن‪ ،‬صراحة أو ضمنا‪ ،‬تحديدا لثمن البضائع أو بيانات يمكن‬
‫بموجبها تحديده‪ ،‬يعتبر أن الطرفين قد أحاال ضمنا في حالة عدم وجود ما يخالف ذلك إلى السعر االعتيادي‬
‫التجارة‪.‬‬ ‫الموجود وقت انعقاد العقد بالنسبة لنفس البضائع المبيعة في ظروف مماثلة في نفس النوع من‬
‫مادة‪56:‬‬

‫الصافي‪.‬‬ ‫إذا حدد الثمن حسب وزن البضائع‪ ،‬وفي حالة الشك‪ ،‬يحسب الثمن على أساسالوزن‬
‫مادة‪57:‬‬

‫البائع( ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إذا لم يكن المشتري ملزما بدفع الثمن في مكان معين وجب عليه أن يدفعه إلى‬
‫)أ( في مكان عمل البائع; أو‬
‫المستندات‪.‬‬ ‫)ب( في مكان التسليم‪ ،‬إذا كان الدفع مطلوبا مقابل تسليم البضائع أو‬
‫العقد( ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتحمل البائع أي زيادة في مصاريف الدفع والناتجة عن تغيير مكان علمه بعد انعقاد‬
‫مادة‪58:‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -1‬إذا لم يكن المشتري ملزما بدفع الثمن في وقت محدد‪ ،‬وجب عليه أن يدفع الثمن عندما يضع البائع‬
‫البضائع أو المستندات التي تمثلها تحت تصرف المشتري وفقا للعقد وهذه االتفاقية ويجوز للبائع أن يعتبر‬
‫الدفع(‬

‫المستندات‪.‬‬ ‫شرطا لتسليم البضائع أو‬


‫‪ -2‬إذا تضمن العقد نقل البضائع‪ ،‬جاز للبائع إرسالها بشرط أن ال تسلم البضائع أو المستندات التي تمثلها‬
‫الثمن( ‪.‬‬ ‫إلى المشتري إال مقابل دفع‬
‫‪ -3‬ال يلزم المشتري بدفع الثمن إال بعد أن تتاح له الفرصة لفحص البضائع‪ ،‬ما لم يكن ذلك متعارضا مع‬
‫الطرفين( ‪.‬‬ ‫كيفية التسليم أو الدفع المتفق عليها بين‬
‫مادة‪59:‬‬

‫يجب على المشتري أن يدفع الثمن في التاريخ المحدد في العقد أو الذي يمكن تحديده بالرجوع إلى العقد أو‬
‫إجراء‪.‬‬ ‫أحكام هذه االتفاقية دون حاجة إلى قيام البائع بتوجيه أي طلب أو التقيد بأي‬
‫الفرع الثاني‬
‫االستالم‬
‫مادة‪60:‬‬

‫يلي‪:‬‬ ‫يتضمن التزام المشتري باالستالم ما‬


‫بالتسليم;‬ ‫)أ( القيام بجميع األعمال التي يمكن توقعها منه بصورة معقولة لتمكين البائع من القيام‬
‫البضائع‪.‬‬ ‫)ب( استالم‬
‫الفرع الثالث‬
‫الجزاءات التي تترتب على مخالفة المشتري للعقد‬
‫مادة‪61:‬‬

‫للبائع( ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إذا لم ينفذ المشتري التزاما يرتبه عليه العقد أو هذه االتفاقية‪ ،‬جاز‬
‫‪ 62‬إلى‪65‬‬ ‫) ;أ( أن يستعمل الحقوق المقررة في المواد‬
‫‪ 74‬إلى‪77‬‬ ‫) ‪.‬ب( أن يطلب التعويضات المنصوصعليها في المواد‬
‫ال يفقد البائع حقه في طلب التعويضات إذا استعمل حقا من حقوقه األخرى في الرجوع على المشتري ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز للقاضي أو للمحكم أن يمنح المشتري أي مهلة لتنفيذ التزاماته عندما يتمسك البائع بأحد‬
‫للعقد( ‪.‬‬ ‫الجزاءات المقررة في حالة المخالفة المشتري‬
‫مادة‪62:‬‬

‫يجوز للبائع أن يطلب من المشتري دفع الثمن أو استالم البضائع أو تنفيذ التزاماته األخرى‪ ،‬إال إذا كان‬
‫الطلب‪.‬‬ ‫البائع قد استعمل حقا يتعارض مع هذا‬

‫‪99‬‬
‫مادة‪63:‬‬

‫التزاماته( ‪.‬‬ ‫‪ -1‬يجوز للبائع أن يحدد للمشتري فترة إضافية تكون مدتها معقولة لتنفيذ‬
‫‪ -2‬فيما عدا الحاالت التي يتلقى فيها البائع إخطا ار من المشتري بأنه لن ينفذ التزاماته في الفترة اإلضافية‬
‫المحددة‪ ،‬ال يجوز للبائع قبل انقضاء هذه الفترة أن يستعمل أي حق من الحقوق المقررة له في حالة مخالفة‬
‫(‬
‫التنفيذ‪.‬‬ ‫العقد‪ .‬غير أن البائع ال يفقد بسبب ذلك حقه في طلب تعويضات عن التأخير في‬
‫مادة‪64:‬‬

‫العقد( ‪:‬‬ ‫يجوز للبائع فسخ‬ ‫‪-1‬‬

‫)أ( إذا كان عدم تنفيذ المشتري ألي من االلتزامات التي يرتبها عليه العقد أو هذه االتفاقية يشكل مخالفة‬
‫جوهرية للعقد; أو‬
‫)ب( إذا لم ينفذ المشتري التزامه بدفع الثمن أو لم يستلم البضائع في الفترة اإلضافية التي حددها البائع وفقا‬
‫الفترة‪.‬‬ ‫للفقرة( ‪) 1‬من المادة ‪ ، 63‬أو إذا أعلن أنه لن يفعل ذلك حتى خالل تلك‬
‫الفسخ ;‬ ‫‪ -2‬أما في الحاالت التي يكون المشتري فيها قد دفع الثمن‪ ،‬فال يجوز للبائع فسخ العقد إال إذا وقع‬
‫تم;‬ ‫)أ( في حالة التنفيذ المتأخر من قبل المشتري‪ ،‬قبل أن يكون البائع قد علم بأن التنفيذ قد‬
‫وذلك‪:‬‬ ‫)ب( وفي حاالت المخالفات األخرى غير التنفيذ المتأخر‪ ،‬إذا وقع الفسخ في ميعاد معقول‬
‫‪ - 1‬بعد أن يكون البائع قد علم بالمخالفة أو كان من واجبه أن يعلم بها; أو‬
‫‪ -2‬بعد انقضاء فترة إضافية يحددها البائع وفقا للفقرة( ‪) 1‬من المادة ‪ ، 63‬أو بعد أن يعلن المشتري أنه لن‬
‫اإلضافية‪.‬‬ ‫ينفذ التزاماته خالل تلك الفترة‬
‫مادة‪65:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان العقد يقضي بأنه على المشتري أن يعين شكل البضائع أو مقاييسها أو الصفات األخرى‬
‫المميزة لها ولم يقدم هذه المواصفات في الميعاد المتفق عليه أو خالل مدة معقولة بعد استالم طلب بذلك‬
‫البائع(‬ ‫من‬
‫جاز للبائع‪ ،‬دون اإلخالل بأي حقوق أخرى له‪ ،‬أن يحدد المواصفات بنفسه وفقا لحاجات المشتري التي‬
‫معرفتها‪.‬‬ ‫يمكن له‬
‫‪ -2‬إذا حدد البائع بنفسه المواصفات كان عليه أن يبلغ المشتري بتفاصيلها وأن يحدد فترة معقولة يمكن‬
‫فيها للمشتري أن يحدد مواصفات مختلفة‪ .‬واذا لم يقم المشتري بذلك في المدة المحددة بعد استالم إخطار‬
‫من(‬

‫نهائية‪.‬‬ ‫البائع بهذه الشأن تصبح المواصفات التي وضعها البائع‬


‫الفصل الرابع‬

‫‪100‬‬
‫انتقال تبعة الهالك‬
‫مادة‪66:‬‬

‫الهالك أو التلف الذي يحدث للبضائع بعد انتقال التبعة إلى المشتري ال يجعله في حل من التزامه بدفع‬
‫تقصيره‪.‬‬ ‫الثمن ما لم يكن الهالك أو التلف ناتجا عن فعل البائع أو‬
‫مادة‪67:‬‬

‫‪ -1‬إذا تضمن عقد البيع نقل البضائع ولم يكن البائع ملزما بتسليمها في مكان معين‪ ،‬تنتقل التبعة إلى‬
‫المشتري عند تسليم البضائع إلى أول ناقل لنقلها إلى المشتري‪ .‬واذا كان البائع ملزما بتسليم البضائع إلى‬
‫في(‬ ‫ناقل‬
‫مكان معين‪ ،‬ال تنتقل التبعة إلى المشتري إال عند تسليم البضائع إلى الناقل في ذلك المكان‪ .‬أما كون البائع‬
‫التبعة‪.‬‬ ‫مخوال باالحتفاظ بالمستندات التي تمثل البضائع فال أثر له على انتقال‬
‫‪ -2‬ومع ذلك‪ ،‬ال تنتقل التبعة إلى المشتري ما لم تكن البضائع معينة بوضوح بأنها المشمولة بالعقد‪ ،‬سواء‬
‫بطريقة(‬ ‫بوجود عالمات مميزة على البضائع‪ ،‬أو بمستندات الشحن‪ ،‬أو بإخطار موجه إلى المشتري‪ ،‬أو‬
‫أخرى‪.‬‬

‫مادة‪68:‬‬

‫تنتقل إلى المشتري‪ ،‬منذ وقت انعقاد العقد‪ ،‬تبعة المخاطر التي تتعرضلها أثناء النقل البضائع المبيعة‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬إذا كانت الظروف تدل على خالف ذلك‪ ،‬فإن التبعة تقع على عاتق المشتري منذ تسليم البضائع إلى‬
‫الناقل الذي أصدر مستندات الشحن الخاصة بعقد النقل‪ ،‬إال أنه إذا كان البائع وقت انعقاد العقد يعلم أو‬
‫كان من واجبه أن يعلم بأن البضائع قد هلكت أو تلفت ولم يخبر المشتري بذلك‪ ،‬ففي هذه الحالة يتحمل‬
‫البائع تبعة‬
‫التلف‪.‬‬ ‫الهالك أو‬
‫مادة‪69:‬‬

‫تنتقل التبعة إلى المشتري عند استالمه‬ ‫‪68‬‬ ‫‪ -1‬في الحاالت غير المنصوص عليها في المادتين ‪ 67‬و‬
‫البضائع‪ ،‬أو عند عدم تسلمها في الميعاد‪ ،‬ابتداء من الوقت الذي وضعت البضائع تحت تصرفه ولم يتسلمها‬
‫مع(‬

‫للعقد‪.‬‬ ‫مخالفة ذلك‬


‫‪ -2‬ومع ذلك‪ ،‬تنتقل التبعة إلى المشتري إذا وجب عليه استالم البضائع في مكان غير أحد أماكن عمل‬
‫المكان( ‪.‬‬ ‫البائع عندما تكون البضائع جاهزة لالستالم وعلم المشتري بأنها وضعت تحت تصرفه في ذلك‬
‫‪ -3‬إذا كان العقد يتعلق ببضائع لم تكن بعد معينة‪ ،‬فال تعتبر البضائع ذد وضعت تحت تصرف المشتري‬
‫بالعقد( ‪.‬‬ ‫إال بعد تعيينها بوضوح بأنها المشمولة‬

‫‪101‬‬
‫مادة‪70:‬‬

‫إذا ارتكب البائع مخالفة جوهرية للعقد فإن أحكام المواد ‪ 67‬و ‪ 68‬و ‪ 69‬ال تحول دون استعمال المشتري‬
‫المخالفة‪.‬‬ ‫لحقوقه في الرجوع على البائع بسبب هذه‬
‫الفصل الخامس‬
‫أحكام مشتركة تنطبق على التزامات البائع والمشتري‬
‫الفرع األول‬
‫اإلخالل المبتسر وعقود التسليم على دفعات‬
‫مادة‪71:‬‬

‫‪ -1‬يجوز لكل من الطرفين أن يوقف تنفيذ التزاماته إذا تبين بعد انعقاد العقد أن الطرف اآلخر سوف ال‬
‫التزاماته( ‪.‬‬ ‫ينفذ جانبا هاما من‬
‫)أ( بسبب وقوع عجز خطير في قدرته على تنفيذ هذا الجانب من التزاماته‪ ،‬أو بسبب إعساره; أو‬
‫تنفيذه‪.‬‬ ‫)ب( بسبب الطريقة التي يعدها لتنفيذ العقد أو التي يتبعها فعال في‬
‫‪ -2‬إذا كان البائع قد أرسل البضائع قبل أن تتضح األسباب المذكورة في الفقرة السابقة جاز له أن يعترض‬
‫هذه(‬ ‫على تسليم البضائع إلى المشتري ولو كان المشتري يحوز وثيقة تجيز له استالم البضاعة‪ .‬وال تتعلق‬
‫البضائع‪.‬‬ ‫الفقرة إال بالحقوق المقررة لكل من البائع والمشتري على‬
‫‪ -3‬يجب على الطرف الذي يوقف تنفيذ التزاماته قبل إرسال البضائع أو بعد إرسالها أن يرسل مباشرة إلى‬
‫عزمه(‬ ‫الطرف اآلخر إخطا ار بذلك وعليه أن يستأنف التنفيذ إذا قدم له هذا الطرف ضمانات كافية تؤكد‬
‫التزاماته‪.‬‬ ‫على تنفيذ‬
‫مادة‪72:‬‬

‫‪ -1‬إذا تبين بوضوح قبل حلول ميعاد تنفيذ العقد أن أحد الطرفين سوف يرتكب مخالفة جوهرية لعقد جاز‬
‫العقد( ‪.‬‬ ‫للطرف اآلخر أن يفسخ‬
‫‪ -2‬يجب على الطرف الذي يريد الفسخ‪ ،‬إذا كان الوقت يسمح له بذلك‪ ،‬أن يوجه إلى الطرف اآلخر‬
‫التزاماته( ‪.‬‬ ‫إخطا ار بشروط معقولة‪ ،‬تتيح له تقديم ضمانات كافية تؤكد عزمه على تنفيذ‬
‫التزاماته( ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال تسرى أحكام الفقرة السابقة إذا أعلن الطرف اآلخر أنه لن ينفذ‬
‫مادة‪73:‬‬

‫‪ -1‬في العقود التي تقضى بتسليم البضائع على دفعات‪ ،‬إذا كان عدم تنفيذ أحد الطرفين اللتزام من التزاماته‬
‫العقد(‬ ‫المتعلقة بإحدى الدفعات يشكل مخالفة جوهرية للعقد بشأن تلك الدفعة جاز للطرف اآلخر فسخ‬
‫الدفعة‪.‬‬ ‫بالنسبة لتلك‬

‫‪102‬‬
‫‪ -2‬إذا كان عدم تنفيذ أحد الطرفين اللتزام من التزاماته المتعلقة بإحدى الدفعات يعطى الطرف اآلخر‬
‫أسبابا جدية لالعتقاد بأنه ستكون هناك مخالفة جوهرية للعقد بشأن االلتزامات المقبولة جاز له أن يفسخ‬
‫العقد(‬

‫معقولة‪.‬‬ ‫مستقبال على أن يتم ذلك خالل مدة‬


‫‪ -3‬للمشتري الذي يفسخ العقد بالنسبة إلحدى الدفعات أن يعلن في نفس الوقت فسخ العقد بالنسبة للدفعات‬
‫أرادها(‬ ‫التي تم استالمها أو بالنسبة للدفعات المقبلة إذا كان ال يمكن استعمال هذه البضائع لألغراضالتي‬
‫العقد‪.‬‬ ‫الطرفان وقت انعقاد‬
‫الفرع الثاني‬
‫التعويض‬
‫مادة‪74:‬‬

‫يتكون التعويض عن مخالفة أحد الطرفين للعقد من مبلغ يعادل الخسارة التي لحقت بالطرف اآلخر والكسب‬
‫الذي فاته نتيجة للمخالفة‪ .‬وال يجوز أن يتجاوز التعويض قيمة الخسارة والربح الفائت التي توقعها الطرف‬
‫المخالف أو التي كان ينبغي عليه أن يتوقعها وقت انعقاد العقد في ضوء الوقائع التي كان يعلم بها أو التي‬
‫العقد‪.‬‬ ‫كان من واجبه أن يعلم بها كنتائج متوقعة لمخالفة‬
‫مادة‪75:‬‬

‫إذا فسخ العقد وحدث‪ ،‬على نحو معقول وخالل مدة معقولة بعد الفسخ‪ ،‬أن قام المشتري بشراء بضائع بديلة‬
‫أو قام البائع بإعادة بيع البضائع‪ ،‬فالطرف الذي يطالب التعويضأن يحصل على الفرق بين سعر العقد‬
‫المادة‪74‬‬ ‫‪.‬وسعر شراء البديل أو السعر عند إعادة البيع وكذلك التعويضات األخرى المستحقة بموجب‬
‫مادة‪76:‬‬

‫‪ -1‬إذا فسخ العقد وكان هناك سعر جار للبضائع فللطرف الذي يطالب بالتعويض‪ ،‬إذا لم يكن قد قام‬
‫‪ ،‬أن يحصل على الفرق بين السعر المحدد في العقد والسعر‬ ‫‪75‬‬ ‫بالشراء أو بإعادة البيع بموجب المادة‬
‫وقت(‬ ‫الجاري‬
‫فسخ العقد وكذلك التعويضات األخرى المستحقة بموجب المادة‪ 74 .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا كان الطرف الذي يطلب‬
‫التعويض قد فسخ العقد بعد تسلمه البضائع‪ ،‬يطبق السعر الجاري وقت تسلم البضائع بدال من السعر‬
‫الجاري‬
‫العقد‪.‬‬ ‫وقت فسخ‬
‫‪ –2‬ألغراض الفقرة السابقة‪ ،‬فإن السعر الجاري هو السعر السائد في المكان الذي كان ينبغي أن يتم فيه‬
‫تسليم البضائع أو‪ ،‬إذا لم يكن ثمة سعر سائد في ذلك المكان‪ ،‬فالسعر في مكان آخر يعد بديال معقوال‪ ،‬مع‬
‫(‬

‫‪103‬‬
‫البضائع‪.‬‬ ‫مراعاة الفروق في تكلفة نقل‬
‫مادة‪77:‬‬

‫يجب على الطرف الذي يتمسك بمخالفة العقد أن يتخذ التدابير المعقولة والمالئمة للظروف للتخفيف من‬
‫الخسارة الناجمة عن المخالفة‪ ،‬بما فيها الكسب الذي فات‪ .‬واذا أهمل القيام بذلك فللطرف المخل أن يطالب‬
‫تجنبها‪.‬‬ ‫بتخفيض التعويض بقدر الخسارة التي كان يمكن‬
‫الفرع الثالث‬
‫الفائدة‬
‫مادة‪78:‬‬

‫‪.‬إذا لم يدفع أحد الطرفين الثمن أو أي مبلغ آخر متأخر عليه‪ ،‬يحق للطرف اآلخر تقاضى فوائد عليه‪،‬‬
‫المادة‪74‬‬ ‫وذلك مع عدم اإلخالل بطلب التعويضات المستحقة بموجب‬
‫الفرع الرابع‬
‫اإلعفاءات‬
‫مادة‪79:‬‬

‫‪ -1‬ال يسأل أحد الطرفين عن عدم تنفيذ أي من التزاماته إذا أثبت أن عدم التنفيذ كان بسبب عائق يعود‬
‫إلى ظروف خارجة عن إرادته وانه لم يكن من المتوقع بصورة معقولة أن يأخذ العائق في االعتبار وقت‬
‫انعقاد(‬

‫عواقبه‪.‬‬ ‫العقد أو أن يكون بإمكانه تجنبه أو تجنب عواقبه أو التغلب عليه أو على‬
‫‪ -2‬إذا كان عدم تنفيذ أحد الطرفين نتيجة لعدم تنفيذ الغير الذي عهد إليه بتنفيذ العقد كال أو جزءا فإن‬
‫إذا( ‪:‬‬ ‫ذلك الطرف ال يعفى من التبعة إال‬
‫السابقة;‬ ‫)أ( أعفى منها بموجب الفقرة‬
‫المذكورة‪.‬‬ ‫)ب( كان الغير سيعفى من المسؤولية فيما لو طبقت عليه أحكام الفقرة‬
‫قائما( ‪.‬‬ ‫‪ -3‬يحدث اإلعفاء المنصوص عليه في هذه المادة أثره خالل المدة التي يبقى فيها العائق‬
‫‪ -4‬يجب على الطرف الذي لم ينفذ التزاماته أن يوجه إخطا ار إلى الطرف اآلخر بالعائق وأثره في قدرته‬
‫على التنفيذ واذا لم يصل اإلخطار إلى الطرف اآلخر خالل مدة معقولة بعد أن يكون الطرف الذي لم ينفذ‬
‫(‬
‫التزاماته قد علم بالعائق أو كان من واجبه أن يعلم به فعندئذ يكون مسئوال عن التعويض عن األضرار‬
‫المذكور‪.‬‬ ‫الناتجة عن عدم استالم اإلخطار‬
‫‪ -5‬ليس في هذه المادة ما يمنع أحد الطرفين من استعمال أي من حقوقه األخرى خالف طلب التعويضات‬
‫االتفاقية( ‪.‬‬ ‫وفقا ألحكام هذه‬

‫‪104‬‬
‫مادة‪80:‬‬

‫ال يجوز ألحد الطرفين أن يتمسك بعدم تنفيذ الطرف اآلخر اللتزاماته في حدود ما يكون عدم التنفيذ بسبب‬
‫األول‪.‬‬ ‫فعل أو إهمال من جانب الطرف‬
‫الفرع الخامس‬
‫آثار الفسخ‬
‫مادة‪81:‬‬

‫‪ -1‬بفسخ العقد يصبح الطرفان في حل من االلتزامات التي يرتبها عليهما العقد‪ ،‬مع عدم اإلخالل بأي‬
‫تعويض مستحق‪ .‬وال يؤثر الفسخ على أي من شروط العقد المتعلقة بتسوية المنازعات أو أي من أحكامه‬
‫(‬
‫العقد‪.‬‬ ‫األخرى التي تنظم حقوق الطرفين والتزاماتهما المترتبة على فسخ‬
‫هقددرو أو دفعه إلى الطرف‬
‫‪ -2‬يجوز ألي طرف قام بتنفيذ العقد كال أو جزءا أن يطلب استرداد ما كان ّ‬
‫واحد( ‪.‬‬ ‫اآلخر بموجب العقد‪ .‬واذا كان كل من الطرفين ملزما بالرد وجب عليهما تنفيذ هذا االلتزام في وقت‬
‫مادة‪82:‬‬

‫‪ -1‬يفقد المشتري حقه في أن يعلن فسخ العقد أو أن يطلب من البائع تسليم بضائع بديلة إذا استحال على‬
‫بها( ‪.‬‬ ‫المشتري أن يعيد البضائع بحالة تطابق‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬الحالة التي تسلمها‬
‫السابقة( ‪:‬‬ ‫‪ -2‬ال تنطبق الفقرة‬
‫)أ( إذا كانت استحالة رد البضائع أو ردها بحالة تطابق‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬الحالة التي تسلمها بها المشتري ال‬
‫تنسب إلى فعله أو تقصيره; أو‬
‫)ب( إذا تعرضت البضائع‪ ،‬كال أو جزءا‪ ،‬للهالك أو التلف السريع نتيجة الفحص المنصوص عليه في‬
‫المادة; ‪ 38‬أو‬
‫)ج( إذا قام المشتري‪ ،‬قبل أن يكتشف‪ ،‬أو كان من واجبه أن يكتشف‪ ،‬العيب في المطابقة‪ ،‬ببيع البضائع‪،‬‬
‫بتحويلها في سياق االستعمال العادي‪.‬‬ ‫كال أو جزءا في إطار العمل التجاري العادي‪ ،‬أو قام باستهالكها‪ ،‬أو‬
‫مادة‪83:‬‬

‫المشتري الذي يفقد حقه في أن يفسخ العقد أو أن يطلب من البائع تسليم بضائع بديلة وفقا للمادة ‪ 82‬يحتفظ‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫بجميع حقوقه األخرى في الرجوع على البائع بموجب شروط العقد وأحكام هذه‬
‫مادة‪84:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان البائع ملزما بإعادة الثمن وجب عليه أن يرد الثمن مع الفائدة محسوبة اعتبا ار من يوم تسديد‬
‫الثمن( ‪.‬‬

‫منها( ‪:‬‬ ‫‪ -2‬يسأل المشتري تجاه البائع عن جميع المنافع التي حصل عليها من البضائع أو من جزء‬

‫‪105‬‬
‫)أ( إذا كان عليه إعادة البضائع أو جزء منها; أو‬
‫)ب( إذا استحال عليه إعادة البضائع كلها أو جزء منها‪ ،‬أو إعادتها كال أو جزءا بحالة تطابق‪ ،‬إلى حد‬
‫كبير‪ ،‬الحالة التي كانت عليها عند تسلمها‪ ،‬بالرغم من أنه قد أعلن فسخ العقد أو طلب من البائع تسليم‬
‫بضائع‬
‫بديلة‪.‬‬

‫الفرع السادس‬
‫حفظ البضائع‬
‫مادة‪85:‬‬

‫إذا تأخر المشتري عن استالم البضائع‪ ،‬أو إذا لم يدفع الثمن عندما يكون دفع الثمن وتسليم البضائع شرطين‬
‫متالزمين‪ ،‬وكانت البضائع ال تزال في حيازة البائع أو تحت تصرفه‪ ،‬كان عليه اتخاذ اإلجراءات المعقولة‬
‫المناسبة للظروف لضمان حفظ البائع‪ .‬وله حبس البضائع لحين قيام المشتري بتسديد المصاريف المعقولة‬
‫الغرض‪.‬‬ ‫التي أنفقت لهذا‬
‫مادة‪86:‬‬

‫‪ -1‬إذا تسلم المشتري البضائع وأراد ممارسة أي حق له في رفضها وفقا لما جاء بالعقد أو بموجب هذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬وجب عليه أن يتخذ اإلجراءات المعقولة المناسبة للظروف لضمان حفظ البضائع‪ .‬وله حبسها‬
‫لحين‬
‫الغرض‪.‬‬ ‫قيام البائع بتسديد المصاريف المعقولة التي أنفقت لهذا‬
‫‪ -2‬إذا وضعت البضائع المرسلة إلى‪ :‬المشتري تحت تصرفه في مكان الوصول ومارس حقه في رضها‪،‬‬
‫أن(‬ ‫وجب عليه أن يتولى حيازتها لحساب البائع بشرط أن يتمكن من القيام بذلك دون دفع الثمن ودون‬
‫يتعرض لمضايقة أو أن يتحمل مصاريف غير معقولة‪ .‬وال ينطبق هذا الحكم إذا كان البائع أو شخص‬
‫مخول يتولى مسؤولية حيازة البضائع لحسابه موجودا في مكان وصولها‪ .‬وتسري على حقوق والتزامات‬
‫السابقة‪.‬‬ ‫المشتري الذي يتولى حيازة البضائع بموجب هذه الفقرة أحكام الفقرة‬
‫مادة‪87:‬‬

‫يجوز للطرف الملزم باتخاذ إجراءات حفظ البضائع أن يودعها في مستودع للغير على نفقة الطرف اآلخر‬
‫معقولة‪.‬‬ ‫بشرط أن ال تؤدي إلى تحمل مصاريف غير‬
‫مادة‪88:‬‬

‫أن يبيعها بجميع الطرق‬ ‫‪86‬‬ ‫أو المادة‬ ‫‪85‬‬ ‫‪ -1‬يجوز للطرف الملزم بحفظ البضائع وفقا ألحكام المادة‬
‫المناسبة إذا تأخر الطرف اآلخر بصورة غير معقولة عن حيازة البضائع أو عن استردادها أو عن دفع‬
‫أو(‬ ‫الثمن‬

‫‪106‬‬
‫البيع‪.‬‬ ‫مصاريف حفظها بشرط أن يوجه إلى الطرف اآلخر إخطا ار بشروط معقولة بعزمه على إجراء‬
‫‪ -2‬إذا كانت البضائع عرضة للتلف السريع أو كان حفظها ينطوي على مصاريف غير معقولة‪ ،‬وجب‬
‫يتخذ اإلجراءات المعقولة لبيعها ‪.‬‬ ‫على الطرف الملزم بحفظ البضائع وفقا ألحكام المادة ‪ 85‬أو المادة ‪ 86‬أن‬
‫(‬
‫البيع‪.‬‬ ‫ويجب عليه‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬أو يوجه إلى الطرف اآلخر إخطا ار بعزمه على إجراء‬
‫‪ -3‬يحق للطرف الذي يبيع البضائع أن يقطع من قيمة البيع مبلغا مساويا للمصاريف المعقولة لحفظ‬
‫‪.‬‬ ‫البضائع وبيعها‪ .‬ويتوجب عليه للطرف اآلخر المبلغ المتبقي‬
‫الجزء الرابع‬
‫األحكام الختامية‬
‫مادة‪89:‬‬

‫االتفاقية‪.‬‬ ‫يعين األمين العام لألمم المتحدة وديعا لهذه‬


‫مادة‪90:‬‬

‫ال تحجب هذه االتفاقية أي اتفاق دولي تم الدخول فيه من قبل أو يتم الدخول فيه مستقبال ويتضمن أحكاما‬
‫بشأن المواضيع التي تنظمها هذه االتفاقية بشرط أن تكون أماكن عمل األطراف في دول متعاقدة في مثل‬
‫هذا االتفاق‬
‫مادة‪92:‬‬

‫‪ -1‬للدولة المتعاقدة أن تعلن‪ ،‬وقت التوقيع أو التصديق أو القبول أو اإلقرار أو االنضمام‪ ،‬إنها لن تلتزم‬
‫االتفاقية( ‪.‬‬ ‫بالجزء الثاني من هذه االتفاقية أو أنها لن تلتزم بالجزء الثالث من هذه‬
‫‪ -2‬ال تعتبر الدولة المتعاقدة التي تصدر إعالنا وفقا للفقرة السابقة فيما يتعلق بالجزء الثاني أو الثالث من‬
‫التي(‬ ‫هذه االتفاقية‪ ،‬دولة متعاقدة في حكم الفقرة( ‪) 1‬من المادة ‪ 1‬من هذه االتفاقية فيما يتعلق بالمواضيع‬
‫اإلعالن‪.‬‬ ‫ينظمها الجزء الذي ينطبق عليه‬
‫مادة‪93:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان للدولة المتعاقدة وحدتان إقليميتان أو أكثر تطبق‪ ،‬بموجب دستورها‪ ،‬أنظمة قانونية مختلفة‬
‫فيما يخص المسائل التي تتناولها هذه االتفاقية‪ ،‬جاز لتلك الدولة‪ ،‬وقت التوقيع أو التصديق أو القبول أو‬
‫اإلقرار أو‬
‫االنضمام‪ ،‬أن تعلن أن هذه االتفاقية تسري على جميع وحداتها اإلقليمية أو على واحدة منها فقط أو أكثر‪،‬‬
‫آخر‪.‬‬ ‫ولها‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬أن تعدل إعالنها بتقديم إعالن‬
‫‪ -2‬يخطر الوديع بهذه اإلعالنات ويجب أن تبين اإلعالنات بوضوح الوحدات اإلقليمية التي تسري عليها‬
‫االتفاقية( ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت هذه االتفاقية سارية في وحدة إقليمية أو أكثر في دولة متعاقدة‪ ،‬بموجب إعالن صادر وفقا‬
‫هذه(‬ ‫لهذه المادة‪ ،‬وكان مكان عمل أحد األطراف في تلك الدولة‪ ،‬فإن مكان العمل هذا ال يعتبر‪ ،‬في حكم‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫االتفاقية‪ ،‬كائنا في دولة متعاقدة ما لم يكن موجودا في وحدة إقليمية تطبق فيها هذه‬
‫‪ -4‬إذا لم تصدر الدولة المتعاقدة أي إعالن بموجب الفقرة( ‪) 1‬من هذه المادة‪ ،‬فإن االتفاقية تسري على‬
‫الدولة( ‪.‬‬ ‫جميع الوحدات اإلقليمية لتلك‬
‫مادة‪94:‬‬

‫‪ -1‬يجوز ألي دولتين متعاقدتين أو أكثر تطبق على المواضيع التي تنظمها هذه االتفاقية نفسا لقواعد‬
‫القانونية أو قواعد قانونية تتصل بها اتصاال وثيقا‪ ،‬أن تعلن في أي وقت أن االتفاقية ال تنطبق على عقود‬
‫البيع(‬

‫أو على تكوينها إذا كانت أماكن عمل األطراف موجودة في تلك الدول ‪.‬ويجوز أن تصدر تلك اإلعالنات‬
‫متبادلة‪.‬‬ ‫بصورة مشتركة أو بإعالنات انفرادية‬
‫‪ -2‬يجوز للدولة المتعاقدة التي تطبق على المواضيع التي تنظمها هذه االتفاقية نفس القواعد القانونية‬
‫التي تطبقها دولة غير متعاقدة أو أكثر‪ ،‬أو قواعد قانونية تتصل بها اتصاال وثيقا‪ ،‬أن تعلن في أي وقت أن‬
‫(‬
‫الدول‪.‬‬ ‫االتفاقية ال تنطبق على عقود البيع أو على تكوينها إذا كانت أماكن عمل األطراف موجودة في تلك‬
‫‪ -3‬إذا أصبحت أي دولة تكون موضوع إعالن صادر بموجب الفقرة السابقة دولة متعاقدة فيما بعد‪ ،‬فإن‬
‫)اعتبا ار من تاريخ سريان االتفاقية‬ ‫الفقرة( ‪1‬‬ ‫اإلعالن الصادر عنها يحدث أثر اإلعالن الصادر بموجب‬
‫فيما‬
‫يتعلق بالدولة المتعاقدة الجديدة‪ ،‬بشرط أن تنضم الدولة المتعاقدة الجديدة إلى هذا اإلعالن أو أن تصدر‬
‫متبادال‪.‬‬ ‫إعالنا انفراديا‬
‫مادة‪95:‬‬

‫ألي دولة أن تعلن وقت إيداع وثيقة تصديقها أو قبولها أو إقرارها أو انضمامها‪ ،‬أنها لن تلتزم بأحكام الفقرة‬
‫االتفاقية‪.‬‬ ‫الفرعية( )‪)( 1‬ب( من المادة ‪ 1‬من هذه‬
‫مادة‪96:‬‬

‫لكل دولة متعاقدة يشترط تشريعها انعقاد عقود البيع أو إثباتها كتابة أن تصدر في أي وقت إعالنا وفقا‬
‫للمادة ‪ 12‬مفاده أن أي حكم من أحكام المادة ‪ ، 11‬أو المادة ‪ ، 29‬أو الجزء الثاني من هذه االتفاقية‪ ،‬يجيز‬
‫انعقاد‬
‫عقد البيع أو تعديله أو إنهاءه رضائيا أو إصدار اإليجاب أو القبول أو أي تعبير آخر عن النية‪ ،‬بأي صورة‬
‫الدولة‪.‬‬ ‫غير الكتابة‪ ،‬ال ينطبق على الحاالت التي يكون فيها مكان عمل أحد الطرفين في تلك‬

‫‪108‬‬
‫مادة‪97:‬‬

‫‪ -1‬تكون اإلعالنات الصادرة بموجب هذه االتفاقية وقت التوقيع خاضعة للتأييد عند التصديق أو القبول‬
‫اإلقرار( ‪.‬‬ ‫أو‬
‫رسميا( ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تصدر اإلعالنات وتأييد اإلعالنات كتابة‪ ،‬ويخطر بها الوديع‬
‫‪ -3‬يحدث اإلعالن أثره في نفس وقت بدء سريان هذه االتفاقية فيما يتعلق بالدولة المعنية على أن اإلعالن‬
‫الذي يرد إلى الوديع إخطار رسمي به بعد بدء سريان االتفاقية يحدث أثره في اليوم األول من الشهر التالي‬
‫(‬
‫النقضاء ستة أشهر من المادة وصوله إلى الوديع ‪.‬وتحدث اإلعالنات االنفرادية المتبادلة الصادرة بموجب‬
‫الوديع‪.‬‬ ‫المادة ‪ 94‬أثرها في اليوم األول من الشهر التالي النقضاء ستة أشهر من وصول آخر إعالن إلى‬
‫‪ -4‬يجوز ألي دولة تصدر إعالنا بموجب هذه االتفاقية أن تسحبه في أي وقت بإخطار رسمي مكتوب‬
‫يوجه إلى الوديع ‪.‬ويحدث هذا السحب أثره في اليوم األول من الشهر التالي النقضاء ستة أشهر من تاريخ‬
‫(‬
‫الوديع‪.‬‬ ‫وصول اإلشعار إلى‬
‫‪ -5‬إذا سحب اإلعالن الصادر بموجب المادة ‪ 94‬فإن هذا السحب يبطل أي إعالن متبادل صادر عن‬
‫أثره( ‪.‬‬ ‫دولة أخرى بموجب هذه المادة‪ ،‬وذلك اعتبا ار من التاريخ الذي يحدث فيه السحب‬
‫مادة‪98:‬‬

‫العبارة‪.‬‬ ‫ال يسمح بأي تحفظات غير التحفظات المصرح بها في هذه االتفاقية بصريح‬
‫مادة‪99:‬‬

‫‪ -1‬مع مراعاة أحكام الفقرة( ‪) 6‬من هذه المادة يبدأ سريان هذه االتفاقية في اليوم األول من الشهر التالي‬
‫أو(‬ ‫النقضاء اثني عشر شه ار على تاريخ إيداع الوثيقة العاشرة من وثائق التصديق أو القبول أو اإلقرار‬
‫المادة‪92‬‬ ‫‪.‬االنضمام بما في ذلك أي وثيقة تتضمن إعالنا بموجب‬
‫‪ -2‬عندما تصدق أي دولة على هذه االتفاقية أو تقبلها أو تقرها أو تنضم إليها بعد إيداع الوثيقة العاشرة‬
‫من وثائق التصديق أو القبول أو اإلقرار أو االنضمام‪ ،‬يبدأ سريان هذه االتفاقية‪ ،‬فيما عدا الجزء المستبعد‬
‫منها‪،‬‬
‫بالنسبة لهذه الدولة مع مراعاة أحكام الفقرة( ‪) 6‬من هذه المادة‪ ،‬وفي اليوم األول من الشهر التالي النقضاء‬
‫االنضمام‪.‬‬ ‫اثنى عشر شه ار على تاريخ إيداعها وثيقة التصديق أو القبول أو اإلقرار أو‬
‫‪ -3‬يجب على كل دولة تصدق على هذه االتفاقية أو تقبلها أو تقرها أن تنضم إليها‪ ،‬وتكون طرفا في‬
‫‪1‬‬ ‫االتفاقية المتعلقة بالقانون الموحد بشأن تكوين عقود البيع الدولي للبضائع المبرمة في الهاي في‬
‫تموز‪/‬يوليه(‬

‫‪109‬‬
‫) ‪1964‬اتفاقية الهاي لتكوين العقود لعام( ‪ 1964‬أو االتفاقية المتعلقة بالقانون الموحد بشأن البيع الدولي‬
‫للبضائع المبرمة في الهاي في ‪ 1‬تموز‪/‬يوليه ) ‪ 1964‬اتفاقية الهاي للبيوع لعام( ‪ 1964‬أو في كليهما‪ ،‬أن‬
‫تنسحب‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬من أي من اتفاقية الهاي للبيوع لعام ‪ 1964‬أو اتفاقية الهاي لتكوين العقود لعام‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫‪1964‬أو من كليهما‪ ،‬حسب األحوال‪ ،‬وذلك بإخطار حكومة هولندا بما يفيد‬
‫‪ -4‬كل دولة طرف في اتفاقية الهاي للبيوع لعام ‪ 1964‬تصدق على هذه االتفاقية أو تقبلها أو تقرها أو‬
‫تنضم إليها وتعلن‪ ،‬أو تكون قد أعلنت‪ ،‬بموجب المادة ‪ ، 92‬أنها لن تلتزم بالجزء الثاني من هذه االتفاقية‪،‬‬
‫يجب(‬

‫لعام ‪1964‬‬ ‫عليها وقت التصديق أو القبول أو اإلقرار أو االنضمام أن تنسحب من اتفاقية الهاي للبيوع‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫بإخطار حكومة هولندا بما يفيد‬
‫تصدق على هذه االتفاقية أو تقبلها أو‬ ‫‪1964‬‬ ‫‪ -5‬كل دولة طرف في اتفاقية الهاي لتكوين العقود لعام‬
‫تقرها أو تنضم إليها وتعلن‪ ،‬أو تكون قد أعلنت‪ ،‬بموجب المادة ‪ ، 92‬أنها لن تلتزم بالجزء الثالث من هذه‬
‫االتفاقية(‬

‫يجب عليها وقت التصديق أو القبول أو اإلقرار أو االنضمام أن تنسحب من اتفاقية الهاي لتكوين العقود‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫لعام ‪ 1964‬بإخطار حكومة هولندا بما يفيد‬
‫‪ -6‬في حكم هذه المادة‪ ،‬أن التصديق على هذه االتفاقية أو قبولها أو إقرارها أو االنضمام إليها من جانب‬
‫الدول األطراف في اتفاقية الهاي لتكوين العقود لعام ‪ 1964‬أو في اتفاقية الهاي للبيوع لعام ‪ 1964‬ال يحدث‬
‫(‬
‫أثره إال حين يحدث انسحاب تلك الدول‪ ،‬حسبما يقتضيه األمر‪ ،‬من االتفاقيتين المذكورتين أثره ‪.‬ويتشاور‬
‫الوديع لهذه االتفاقية مع حكومة هولندا‪ ،‬بصفتها الوديع التفاقيتي عام ‪ 1964‬لضمان التنسيق الالزم في هذا‬
‫الصدد‪.‬‬

‫مادة‪100:‬‬

‫‪ -1‬ال تنطبق هذه االتفاقية على تكوين عقد ما إال عندما يكون العرض بانعقاد العقد قد قدم في تاريخ بدء‬
‫سريان االتفاقية فيما يتعلق بالدول المتعاقدة المشار إليها في الفقرة الفرعية( )‪) 1‬أ( أو بالدول المتعاقدة المشار‬
‫(‬
‫التاريخ‪.‬‬ ‫إليها في الفقرة الفرعية( )‪) 1‬ب( من المادة‪ ، 1‬أو بعد هذا‬
‫‪ -2‬ال تنطبق هذه االتفاقية إال على العقود المعقودة في تاريخ بدء سريان االتفاقية فيما يتعلق بالدول‬
‫المتعاقدة المشار إليها في الفقرة الفرعية( )‪) ( 1‬أ( أو الدول المتعاقدة المشار إليها في الفقرة الفرعية )‪) (1‬ب)‬
‫من‬
‫التاريخ‪.‬‬ ‫المادة‪ ، 1‬أو بعد هذا‬
‫مادة‪101:‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -1‬يجوز ألي دولة متعاقدة أن تنسحب من هذه االتفاقية أو الجزء الثاني أو الجزء الثالث من االتفاقية‬
‫الوديع( ‪.‬‬ ‫بتوجيه إخطار رسمي مكتوب إلى‬
‫‪ -2‬يحدث االنسحاب أثره في اليوم األول من الشهر التالي النقضاء اثني عشر شه ار على وصول اإلخطار‬
‫لدى(‬ ‫للوديع‪ .‬وحيث ينص اإلخطار على فترة أطول لكي يحدث االنسحاب‪ ،‬فإن االنسحاب يحدث أثره‬
‫للوديع‪.‬‬ ‫انقضاء هذه الفترة األطول من وصول األخطار‬
‫حررت فى فيينا‪ ،‬فى هذا اليوم الحادى عشر من نيسان ‪ /‬ابريل ‪ 1980‬من أصل واحد‪،‬‬
‫تتساوى نصوصه األسبانية واالنكليزية والروسية والصينية والعربية والفرنسية فى الحجية‪.‬‬

‫واثباتا لما تقدم‪ ،‬قام المفوضون الموقعون أدناه‪ ،‬المخولون بذلك حسب األصول كل من قبل حكومته‪،‬‬
‫بالتوقيع على هذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أ‪ -‬المصادر‬
‫‪ .1‬المعاهدات الدولية‪.‬‬
‫• اتفاقية األمم المتحدة ‪ 11‬أبريل ‪ 1980‬بشأن عقود البيع الدولي للبضائع (فيينا ‪)1980‬‬
‫‪ .2‬النصوص القانونية‪.‬‬
‫• األمر رقم ‪ 58 – 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪05 – 07‬‬
‫المؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪ ،2007‬المتضمن القانون المدني‪.‬‬
‫• قانون رقم ‪ 09 – 08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير‪ ،‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرجع‬
‫‪ .1‬أسامة حجازي المسدي‪ ،‬القواعد المنظمة لعقود البيع والتجارة الدولية‪ ،‬دون طبعه‪ ،‬دار شتات‬
‫للنشر والبرمجيات‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .2‬خالد أحمد عبد الحميد‪ ،‬فسخ عقد البيع الدولي للبضائع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع‬
‫الفنية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .3‬رمضان أبو السعود‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .4‬طارق كاظم عجيل‪ ،‬الوسيط في عقد البيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .5‬طالب حسن موسى‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ .6‬طالب حسن موسى‪ ،‬القانون البحري ن الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .7‬طالب حسن موسى‪ ،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .8‬عادل على المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ .9‬عادل على المقدادي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬الطبعة األولى مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫عباس العبودي‪ ،‬أحمد إبراهيم الحيازي‪ ،‬شرح أحكام العقود المسماة في القانون المدني‬ ‫‪.10‬‬
‫– البيع واإليجار‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫عبد القادر العطير‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.11‬‬
‫األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫عبد القادر الفار‪ ،‬بشار عدنان ملكاوي‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫‪.12‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2015 ،‬‬
‫عدنان إبراهيم السرحان‪ ،‬نوري محمد خاطر‪ ،‬مصادر الحقوق الشخصية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.13‬‬
‫األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬
‫عز الدين الدناصوري‪ ،‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المشكالت العملية و الدعاوي والدفوع في‬ ‫‪.14‬‬
‫عقد البيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬شركة الجالل للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫علي البارودي‪ ،‬هاني دويدار‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‬ ‫‪.15‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬
‫علي البارودي‪ ،‬هاني دويدار ن مبادئ القانون البحري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪.16‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫علي البارودي وأخرون‪ ،‬القانون البحري والجوي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مشورات الحلبي‬ ‫‪.17‬‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان ن ‪.2001‬‬
‫على جمال عوض ن القانون البحري ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬مطبعة النهضة‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫مصر ‪.1987 ،‬‬
‫علي علي سليمان ‪ ،‬النظرية العامة لإللتزام ‪ ،‬مصادر اإللتزام في القانون المدني‬ ‫‪.19‬‬
‫الجزائري ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪.2007 ،‬‬
‫علي فياللي ‪ ،‬اإللتزامات ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبيعة للنشر‬ ‫‪.20‬‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.2010 ،‬‬

‫‪113‬‬
‫علي طاهر بياني ‪ ،‬التحكيم التجاري البحري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬ ‫‪.21‬‬
‫والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪.2005 ،‬‬
‫علي هادي العبيدي ‪ ،‬العقود المسماة البيع واإليجار ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬ ‫‪.22‬‬
‫والتوزيع ن األردن ‪.2010 ،‬‬
‫عمر سعد اهلل ‪ ،‬قانون التجارة الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫الجزائر‪. 2007 ،‬‬
‫فاضلي إدريس ‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة لإللتزامات ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ديوان‬ ‫‪.24‬‬
‫المطبوعات الجامعية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.2015 ،‬‬
‫فتحي عبد الرحيم عبد اهلل ‪ ،‬أحمد شوقي محمد عبد الرحمن ‪ ،‬النظرية العامة للحق ‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫دون طبعة ‪ ،‬منشأة المعارف للنشر والتوزيع ‪ ،‬مصر ‪.2002 ،‬‬
‫كمال حمدي ‪ ،‬القانون البحري ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬منشأة المعارف للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫مصر‪.2007 ،‬‬
‫لحسن بن الشيخ أث ملويا ‪ ،‬المنتقى في عقد البيع ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار هومة للطباعة‬ ‫‪.27‬‬
‫والنشر ‪ ،‬الجزائر ‪.2006 ،‬‬
‫محمد بهجت عبد اهلل أمين قايد ‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.28‬‬
‫األولى ‪ ،‬دار انهضة العربية للنشر والتوزيع ‪ ،‬مصر ‪.2005 ،‬‬
‫محمد حسين منصور ‪ ،‬شرح العقود المسماة ن الطبعة الولى ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‬ ‫‪.29‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬لبنان ‪.2010 ،‬‬
‫محمد صبري السعدي ن الواضح في شرح القانون المدني مصادر الحقوق الشخصية‪،‬‬ ‫‪.30‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الردن ‪.2008 ،‬‬
‫محمد صبري الصعدي ‪ ،‬مصادر اإللتزام ‪ ،‬النظرية العامة لإللتزامات ‪ ،‬دون طبعة ‪،‬‬ ‫‪.31‬‬
‫دار الكتاب الحديث للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.2003 ،‬‬
‫محمد علي سكيكر ن معتز كامل مرسي ‪ ،‬شرح القانون المدني ‪ ،‬العقود المسماة عقد‬ ‫‪.32‬‬
‫البيع وعقد المقايضة ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬الجزء السادس ن منشأة المعارف للنشر والتوزيع ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪114‬‬
‫محمد نصر محمد ‪ ،‬الوافي في عقود التجارة الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الراية للنشر‬ ‫‪.33‬‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الردن ‪.2013 ،‬‬
‫محمد يوسف الزعبي ‪ ،‬العقود المسماة شرح عقد البيع في القانون المدني ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.34‬‬
‫األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪.2004 ،‬‬
‫محمود فياض ‪ ،‬المعاصر في قانون التجارة الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الوراق للنشر‬ ‫‪.35‬‬
‫والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪.2012 ،‬‬
‫محمود محمد عبابنة ‪ ،‬أحكام عقد النقل ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‬ ‫‪.36‬‬
‫‪ ،‬األردن ‪.2015 ،‬‬
‫مصطفى العوجي ‪ ،‬القانون المدني ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬منشورات الحلبي‬ ‫‪.37‬‬
‫الحقوقية ‪ ،‬لبنان ‪.2007 ،‬‬
‫مصطفى كمال طه ‪ ،‬القانون البحري ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬المطبوعات الجامعية للنشر والتوزيع‬ ‫‪.38‬‬
‫‪ ،‬مصر ‪.2000 ،‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬التأمين البحري‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر‬ ‫‪.39‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر ‪.2012‬‬
‫منذر الفضل ‪ ،‬النظرية العامة لإللتزامات ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مكتبة الثقافة‬ ‫‪.40‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪.1996‬‬
‫هاني دويدار ‪ ،‬النقل البحري والجوي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية للنشر‬ ‫‪.41‬‬
‫والتوزيع ‪ ،‬لبنان ‪.2008 ،‬‬
‫هاني دويدار ‪ ،‬قانون النقل‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪.2014 ،‬‬ ‫‪.42‬‬

‫األبحاث االكاديمية‪:‬‬
‫‪ .1‬أجعود أزواو‪ ،‬أيت موهوب نونور‪ ،‬دور اإلرادة في انشاء العقد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في الحقوق‪ ،‬بهلولي فاتح‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمن ميرة‪ ،‬بجابة‪.2017 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد أسامة طرابلسي‪ ،‬عقد البيع (فوب) ‪ ،free on board‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪،‬‬
‫محفوظ لشعب بن حامد‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2014‬‬

‫‪115‬‬
‫بلعجات قوقو‪ ،‬بكرار نجمة‪ ،‬نظرية الظروف الطارئة في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪.3‬‬
‫تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص القانون الخاص الشامل‪ ،‬أسعد فاطمة‪،‬قسم القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪.2015 ،‬‬
‫رحموني ناصر‪ ،‬اآلثار القانونية المترتبة عن عقد البيع الدولي سيف ( ‪ ،)CIF‬مذكرة لنيل‬ ‫‪.4‬‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬طحطاح عالل‪ ،‬قسم الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪.2014 ،‬‬
‫رحيمة منصوري‪ ،‬اآلثار القانونية لعقد البيع الدولي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬محمد‬ ‫‪.5‬‬
‫الصالح روان‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ،‬ام‬
‫البواقي‪.2014 ،‬‬
‫سيدي معمر دليلة‪ ،‬التحكيم في المنازعات البحرية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في القانون‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫قانون النشاطات البحرية و الساحلية‪ ،‬بوتوشتة عبد النور‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة ملود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2015 ،‬‬
‫نورهان حفيظ‪ ،‬االطار القانوني لعقد النقل البحري‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر عمر‬ ‫‪.7‬‬
‫ذيب‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬ام‬
‫البواقي‪.2016،‬‬

‫المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪http://www.wata.cc/forums/uploaded/72_1173962386.doc‬‬

‫‪ 1‬بحث حول نظرية الدعوة القضائية ‪ https://FACEBOOK.COM.POSTS‬التسجيل ‪ 09 :‬جوان ‪ 2019‬على‬


‫الساعة ‪02:08‬‬

‫‪ :1‬مقال نظرة الميسرة ‪ http://pro-elwancharissi.cf‬التسجيل‪11‬جوان ‪ ،2019‬على الساعة ‪20:03‬‬

‫‪116‬‬
‫الفهارس‬
‫إهداء‬

‫شكر وعرف ان‬

‫مقدمة ‪1 .............................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعقد البيع فوب‪5 .....................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم عقد البيع فوب ‪5.........................................FOB‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد البيع فوب وطبيعته القانونية‪5 ............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد البيع فوب ‪5..............................Free on board‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد البيع فوب "‪9.............................."FOB‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع عقد البيع فوب "‪ "FOB‬وتميزه عن بيوع القيام األخرى فاس "‪"FAS‬‬
‫وسيف "‪10 .................................................................... "CIF‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع البيع فوب "‪10.............................................."FOB‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز عقد البيع فوب "‪"FOB‬عن بيوع القيام سيف" ‪"CIF‬‬
‫وفاس"‪13..................................................................... "FAS‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكوين عقد البيع فوب "‪17....................................."FOB‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وجود التراضي ‪18..............................le consentement‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام اإليجاب لعقد البيع ‪18.......................................FOB‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أحكام القبول لعقد البيع فوب ‪21...................................FOB‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صحة التراضي‪24.......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محل وسبب عقد البيع فوب ‪26..................................FOB‬‬

‫‪117‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المحل في عقد البيع فوب‪27.............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السبب في عقد البيع فوب‪36............................................‬‬

‫ملخص الفصل األول ‪38 .............................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار عقد البيع فوب ‪39..........................................FOB‬‬


‫المبحث األول‪ :‬أثار تنفيذ عقد البيع فوب "‪40.................................."FOB‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامات البائع‪40.................................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بتجهيز البضاعة‪40..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزام بتسليم البضاعة‪42............................................. .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزام بتسليم المستندات‪43............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إلتزامات المشتري‪46................................................. .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بنقل البضاعة‪46............................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تسليم البضاعة ‪47......................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزام بدفع الثمن‪48.................................................. .‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬االلتزام بإبرام عقد التأمين على البضاعة‪52...............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثار عدم تنفيذ التزامات عقد البيع ̋ ‪53.................................̏ FOB‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إنحالل عقد البيع فوب ̋ ‪54.................................... ̏ FOB‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم انحالل العقد ‪54..................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات إنحالل عقد البيع فوب ̋ ‪58.......................................̏ FOB‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية المترتبة عن عدم تنفيذ عقد البيع فوب‪64...................‬‬

‫‪118‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط إنعقاد المسؤولية‪65............................................. .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثار المسؤولية المترتبة في عقد البيع فوب ̏ ‪76.................. ̋ FOB‬‬

‫ملخص الفصل الثاني ‪82.............................................................‬‬

‫الخاتمة ‪83..........................................................................‬‬

‫الملحق ‪85 ..........................................................................‬‬

‫المصادر والمراجع‪112 ..............................................................‬‬

‫الفهرس‪117 .......................................‬‬

‫ملخص‬

‫‪119‬‬
‫ملخص المذكرة‬

‫ إذ أنه‬، ‫يعتبر البيع فوب من أهم البيوع البحرية نظ ار لكثرة استعماله في التجارة الدولية البحرية‬
‫ عندها تب أر ذمة‬، ‫عقد يلزم بمقتضاه البائع بتسليم البضاعة على ظهر السفينة المعينة من قبل المشتري‬
‫ والبيع فوب مثل البيوع العادية من حيث تكوينه فيتطلب ركن التراضي‬، ‫البائع وتنتقل المسؤولية للمشتري‬
‫ ركن المحل والسبب وعند إتمام إنعقاده يلتزم كال الطرفين بإلتزاماتهم الملقاة على عاتقهم وبالتالي يلتزم‬،
،‫البائع بتجهيز البضاعة وتسليمها على ظهر السفينة وتسليم كل المستندات والوثائق المتعلقة بالبضاعة‬
‫ تسلم البضاعة ودفع ثمن البضاعة‬، ‫وفي المقا بل يلتزم المشتري بتعيين السفينة قصد نقل البضاعة‬
‫ يقع على الطرف المخل إجراءات وهذا الجزاء‬، ‫ وعند إخالل أحد الطرفين بإلتزاماتهم‬، ‫المتفق عليها‬
‫يكون مقدر حسب الضرر الذي لحقه بالطرف المضرور وبالتالي يكون نزاع قائم بين الطرفين فيلجأ‬
‫ ويكون التحكيم‬،‫الطرفين للوسيلة المختارة قصد فض النزاع حسب ما إتفقا عليه في متن العقد فوب‬
‫ بصفة‬f.o.b. ‫ والبيع البحري فوب‬، ‫كأحسن و أفضل وسيلة لفض منازعات التجارة الدولية بصفة عامة‬
‫ وكذا التقليل من صرف المبالغ الطائلة‬، ‫ كونه يؤدي لحسم النزاعات بسرعة مقارنة بالقضاء‬، ‫خاصة‬
. ‫ وكذا سرعة إجراءاته وعدم تضييع الوقت‬، ‫على عكس القضاء الذي يحتاج لمبالغ هائلة‬

Summary of the note

FOB is considered one of the most important maritime sales because it is widely used in
international maritime trade. It is a contract whereby the seller is required to deliver the
goods on board the vessel designated by the buyer. The seller is discharged and the
responsibility is transferred to the buyer. The sale is like normal sales in terms of
composition. , The corner of the shop and the reason on completion of the commitment of
both parties to their obligations entrusted to them and therefore the seller is committed to the
processing of goods and delivery on board the ship and the delivery of all documents and
documents relating to the goods, in contrast the buyer is committed to appoint the ship in
order to transport the goods, And the payment of the goods agreed upon, and when one of
the parties has breached their obligations, the infringing party shall be subject to procedures.
This penalty shall be assessed according to the damage caused to the injured party and
consequently there shall be a dispute between the parties. The parties shall resort to the
chosen means to settle the dispute as agreed upon in the contract. , And be fob Arbitration
as the best and best way to settle international trade disputes in general, and FOB f.o.b. In
particular, because it leads to resolve disputes quickly compared to the judiciary, as well as
reduce the disbursement of large amounts unlike the judiciary, which needs huge amounts,
as well as the speed of its procedures and not waste time.

You might also like