‫الماحضرة الرابعة‬

‫التصميمات شبه التجريبية و التصميمات التجريبية‪:‬‬

‫أ‪ -‬التصميمات شبه التجريبية‬

‫يتناول الدكتور مصطفى التير في كتابه مساهمات في أسس البحث‬

‫االجتماعي ما يسميه بالتصميمات شبه التجريبية‪ ،‬التي يرى بعض الباحثين أنها‬
‫تصميمات تجريبية‪ ،‬إال أنها ال ترتقي ‪ -‬حسب رأيه ‪ -‬إلى أن تكون كذلك‪ ،‬حيث تفتقد‬
‫إلى الشروط التي يجب توفرها في التجربة‪ ،‬وهي الضبط والتحكم و التحديد الدقيق‬
‫للمتغيرات الرئيسية‪ ،‬وتتمثل هذه التصميمات‪ 5‬شبه التجريبية في اآلتي‪ -:‬‬

‫تجربة المجموعة الواحدة والقياس البعدي‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ ‬يتمثل هذا النوع في اختيار الباحث لمجموعة واحدة‪ ،‬ثم يقدم المتغير المستقل‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بعملية القياس‪ ،‬ويفسر النتائج التي توصل إليها على أنها نتيجة التأثير المتغير‬
‫المستقل‪.‬‬

‫االختبار البعدي‬ ‫المعالجة التجريبية ( المتغير‬ ‫مجموعة واحدة‬

‫المستقل)‬

‫التجربة القبلية البعدية باستخدام مجموعة واحدة‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ ‬يختار الباحث‪ 5‬طبقا لهذا النوع مجموعة ثم يقوم بعملية قياس للمتغير التابع "القياس‬
‫القبلي"‪ ،‬وبعدئذ يقدم للمجموعة المتغير التجريبي‪ ،‬ثم يقوم بعملية قياس أخرى‬
‫للمتغير التابع "القياس البعدي" ‪ ..‬ونظرا لعدم وجود جماعة ضابطة فإن بعض‬
‫العوامل التي تؤثر في درجة الصدق الداخلي تعتبر وكأنها روقبت أو ضبطت‪.‬‬

‫االختبار البعدي‬ ‫المعالجة التجريبية‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫مجموعة واحدة‬

‫( المتغير المستقل )‬
 ‫تجربة المجموعتين والقياس البعدي‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬تتلخص هذه التجربة في أن الباحث يختار جماعة موجودة أصال في شكل‬
‫مجموعة‪ ،‬گفصل دراسي أو عمال مصانع او غير ذلك‪ ،‬ثم يقدم المتغير التجريبي‬
‫األفراد هذه الجماعة‪ ،‬ويختار جماعة أخرى موجودة أصال في شكل مجموعة بنفس‬
‫الطريقة السابقة‪ ،‬ثم يعرض أفراد المجموعتين القياس‪ 5،‬ويقارن المتوسطين‬
‫الحسابيين لقيم أفراد المجموعتين‪ ،‬ويفسر االختالفات بينهما بأنها راجعة ألثر‬
‫المتغير التجريبي الذي تعرض له أفراد احدى المجموعتين‪.‬‬

‫يعتبر قسم من العلماء هذه التصاميم شبه تجريبية‪ ،‬حيث ال تتوفر فيها الظروف التي‬
‫تساعد على ضبط كافة المتغيرات بالصورة الصحيحة‪.‬‬

‫اختبار بعدي‬ ‫المعالجة التجريبية ( المتغير‬ ‫المجموعة التجريبية‬

‫المستقل)‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪-‬‬ ‫المجموعة الضابطة‬

‫وعلى الرغم من ذلك فإن هذه التصميمات تتميز بانها توفر الكثير من الوقت والجهد‬
‫واالمكانيات للباحثين‪ ،‬حيث تتسم بسرعة وسهولة تنفيذها‪ ،‬ما يجعل العديد من‬
‫الباحثين يتجهون الستخدامها خاصة في مجال الدراسات التربوية والنفسية‬
‫واإلعالمية‪.‬‬

‫ب‪ -‬التصميمات التجريبية‬

‫وهي التجارب‪ 5‬التي يقوم بها الباحثين للوصول إلى إجابات على تساؤالتهم البحثية‪،‬‬
‫والتأكد من صدق فروضهم‪ ،‬والتعرف على العالقات بين المتغيرات المستقلة‬
‫والتابعة‪ ،‬وتأخذ هذه التصميمات عدة أنواع‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ . 1‬التجربة القبلية البعدية لمجموعتين تجريبية وضابطة‬

‫‪ ‬في هذا النوع من التصميمات التجريبية يقوم الباحث باختيار مجموعتين وفقا‬
‫الشروط والعشوائية ‪ ،‬ثم يقوم بعد ذلك بالقياس القبلي ‪ -‬وفقا ألهداف البحث ‪-‬‬
‫للمجموعتين‪ ،‬ويقوم برصد وتسجيل نتائج هذا القياس‪ ،‬وعلى أثر ذلك يقوم بتعريض‬
‫المجموعة التجريبية فقط للمتغير المستقل أو التجريبي‪ ،‬ثم يجري االختبار البعدي‬
‫للمجموعتين التجريبية والضابطة‪ ،‬للتعرف على تأثير المتغير التجريبي‪ ،‬واالختالف‬
‫في نتائج القياسين القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة يعود إلى مجموعة العوامل أو‬
‫المتغيرات العارضة‪ ،‬وكذلك إلى تأثير القياس نفسه‪ ،‬أما اإلختالف في نتائج القياسين‬
‫القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية فهو يعود إلى تأثير كل من‪ :‬القياس والعوامل‬
‫العارضة‪ ،‬و المتغير التجريبي‪ ،‬وهكذا يبقى أمامنا فقط أن نقيس االختالف الحاصل‪5‬‬
‫بين المجموعتين الضابطة والتجريبية لنتعرف على أثر المتغير التجريبي‪.‬‬

‫اختبار بعدي‬ ‫المعالجة‬ ‫المجموعة(‪()1‬التجريبية) اختبار قبلي‬ ‫االختيار‬

‫( المتغيرالمستقل )‬ ‫العشوائ‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪###‬‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫المجموعة ( ‪)2‬‬ ‫ي‬
‫( الضابطة )‬

‫‪ .2‬مجموعة تجريبية ومجموعتان ضابطتان‬

‫االختالف الرئيسي بين هذا النوع والنوع السابق هو إضافة مجموعة ضابطة ثانية غير‬
‫المجموعة األولى‪ ،‬وبالتالي يصير أمامنا مجموعة واحدة يتم إخضاعها للتجربة‪ ،‬ومجموعتان‬
‫ضابطتان‪ ،‬مع مالحظة أن المجموعة الضابطة الثانية ال تخضع للقياس القبلي‪ ،‬ويتم فقط‬
‫تعريض المجموعة التجريبية للمتغير التجريبي وبعد ذلك يتم إخضاع المجموعتين الضابطتين‬
‫للقياس‪ ،‬األولى التي خضعت للقياس القبلي‪ ،‬والثانية التي لم تخضع للقياس القبلي‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من عدم وجود قياس قبلي للمجموعة الثانية إال أنه يتم وضع نتيجة تقديرية لما سينتج عنه‬
‫القياس لو خضعت له بالفعل‪ ،‬وباإلمكان االسترشاد في ذلك من خالل متوسط القياس الذي تم‬
‫الحصول عليه للمجموعتين التجريبية و الضابطة األولى قبل إجراء التجربة‪ ،‬وذلك تأسيسا‬
‫على أن المجموعات الثالث تتسم بالتشابه الكبير والتماثل فيما بينها‪ ،‬وأنها اخضعت لقاعدتي‬
‫المصاهرة و العشوائية‪.‬‬
 ‫اختبار بعدي‬ ‫المعالجة التجريبية‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫المجموعة التجريبية‬
‫( المتغير المستقل)‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪##‬‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫المجموعة الضابطة (‪)1‬‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪##‬‬ ‫‪##‬‬ ‫المجموعة الضابطة (‪)2‬‬

‫‪ .3‬مجموعة تجريبية وثالث مجموعات ضابطة‬

‫‪  ‬ال يختلف هذا النوع كثيرا عن النوع السابق‪ ،‬إال من حيث زيادة مجموعة أخرى للمجموعات‬
‫الضابطة لتصبح ثالث مجموعات بدال من مجموعتين‪ ،‬وكل ذلك بغية التعرف على تأثير‬
‫العوامل العارضة‪ ،‬وبالتالي محاولة تحييدها واستبعادها‪.‬‬
‫اختبار بعدي‬ ‫المعالجة التجريبية‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫المجموعة التجريبية‬
‫( المتغير المستقل)‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪##‬‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫المجموعة الضابطة (‪)1‬‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪##‬‬ ‫‪##‬‬ ‫المجموعة الضابطة (‪)2‬‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪##‬‬ ‫‪##‬‬ ‫المجموعة الضابطة (‪)3‬‬

‫تجربة المجموعات األربع‬ ‫‪.4‬‬

‫‪  ‬يقوم الباحث في هذا النوع باختيار أربع مجموعات متساوية العدد فيما بينها‪ ،‬ويتم توزيع‬
‫األفراد على المجموعات بطريقة عشوائية‪ ،‬ثم يقسم المجموعات إلى مجموعتين تجريبيتين‪،‬‬
‫ومجموعتين ضابطتين‪ ،‬ويخضع الباحث مجموعتين أحدهما تجريبية‪ ،‬واألخرى ضابطة لعملية‬
‫القياس القبلي‪ ،‬ثم يعرض المجموعتين التجريبيتين للمتغير التجريبي‪ ،‬ويتم بعد ذلك قياس‬
‫المتغير التابع بين المجموعات األربع‪ ،‬ومن ثم رصد الفروقات بين متوسطات المجموعات‪،‬‬
‫وهو ما يقود إلى التعرف على أثر المتغير التجريبي‪.‬‬
‫اختبار بعدي‬ ‫معالجة تجريبية‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫اختيار عشوائي‬ ‫مجموعة تجريبية‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪-‬‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫اختيار عشوائي‬ ‫مجموعة ضابطة‬
‫اختبار بعدي‬ ‫معالجة تجريبية‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫اختيار عشوائي‬ ‫مجموعة تجريبية‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪-‬‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫اختيار عشوائي‬ ‫مجموعة ضابطة‬
‫يستخدم التحليل االحصائي للتباين الثنائي المتحققة على المتحققة على االختبارات‬
‫البعدية لمعرفة تاثير المعالجة التجريبية وفق المخطط التالي‬
‫التوجد معالجة تجريبية‬ ‫توجد معالجة تجريبية‬
‫المجموعة الثانية الضابطة‬ ‫مجموعة تجريبية اولى‬ ‫يوجد اختبار قبلي‬
‫مجموعة ضابطة اخر‬ ‫المجموعة التجريبية‬ ‫اليوجد اختبار قبلي‬

‫ووفق هذا التحليل بمكاننا معرفة تاثير المعالجة عن طريق اختيار المتوسطات وفق‬
‫االعمدة وينتج عن ذلك معرفة تاثير وجود االختبار القبلي وذلك بفحص المتوسطات‬
‫وفق االسطر والتفاعل لبن االعمدة واالسطر ( المتوسطات في خاليا المخطط) يمثل‬
‫اثر التفاعل بين االختبار القبلي والمعالجة‬

‫مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة‬ ‫‪.5‬‬

‫يختلف هذا النوع من التجارب عن تجربة المجموعتين والقياس البعدي التي سبق التعرض لها‬
‫في التصميمات شبه التجريبية‪ ،‬في انه في الحالة السابقة تجربة المجموعتين و القياس البعدي‬
‫يقوم الباحث باختيار مجموعتين كما هما موجودتان في الواقع مسبقا قبل التخطيط إلجراء‬
‫التجربة‪ ،‬وان المقارنة تمت بعد تعرض إحداها للمتغير التجريبي دون تدخل من الباحث لعزل‬
‫المتغيرات التي قد تؤثر على النتائج‪ ،‬أما في النوع الحالي مجموعة "تجريبية واخرى ضابطة"‬
‫فإن الباحث ال يقوم باختيار مجموعتين موجودين في الحالة الطبيعية كما هي في الواقع‪ ،‬بل‬
‫يقوم باختيار مجموعة من األشخاص يوزعهم عشوائيا على مجموعتين‪ ،‬حيث تضمن عملية‬
‫التوزيع العشوائي عزل وتحييد بعض العوامل التي قد تؤثر على القياس‪ ،‬ويقوم بعد ذلك‬
 ‫بتعريض المجموعة التجريبية للمتغير التجريبي وهكذا فإن زيادة عدد المجموعات الضابطة‬
‫واخضاعها لقاعدتي المصاهرة والتوزيع العشوائي وتكرار التجربة وضبط المتغيرات وتحييد‬
‫العوامل العارضة جميعها عوامل تساعد في ضبط التجربة والحصول على نتائج أكثر‬
‫وضوحا‪ ،‬من خالل قياس جميع العوامل والمتغيرات‪ 5‬التي تقود في النهاية إلى التعرف على أثر‬
‫المتغير التجريبي بصورة أكثر دقة وثبات‪.‬‬

‫اختبار بعدي‬ ‫معالجة‬ ‫اختيار‬ ‫المزاوجة مع‬ ‫اختبار قبلي‬ ‫مجموعة (‬

‫تجريبية‬ ‫عشوائي‬ ‫الضابطة‬ ‫‪)1‬تجريبية‬
‫( متغير‬
‫مستقل )‬
‫اختبار بعدي‬ ‫‪-‬‬ ‫اختيار‬ ‫مجموعة (‪ )2‬اختبار قبلي‬
‫عشوائي‬ ‫ضابطة‬