سيد قطب

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 32

‫سيد قطب‬

‫من ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‬


‫اذهب إلى التنقلاذهب إلى البحث‬
‫تحتاج هذه المقالة إلى‪ ‬االستشهاد‬
‫بمصادر‪ ‬إضافية‪ ‬لتحسين‪ ‬وثوقيتها‪ .‬فضالً‪ ‬ساهم في تطوير‪ ‬هذه‬
‫المقالة‪ ‬بإضافة‪ ‬استشهادات من‪ ‬مصادر موثوقة‪ .‬من‬
‫الممكن‪ ‬التشكيك‪ ‬بالمعلومات غير المنسوبة إلى مصدر‬
‫وإزالتها‪( .‬س‪/‬ب‪/‬ت‪/‬م‪/‬ب‪/‬ر‪)2018 /‬‬
‫إن‪ ‬حيادية وصحة‪ ‬هذه المقالة‪ ‬محل ُّ خالفٍ‪ .‬ناقش هذه المسألة في‬
‫توافق‪ ‬على ذلك‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صفحة نقاش المقالة‪ ،‬وال ُت ِزل‪ ‬هذا القالب من غير‪ ‬‬
‫(نقاش)‪( ‬م‪/‬ا‪/‬ي‪/‬و‪)2016 /‬‬
‫سيد قطب‬

‫صورة شخصية لسيد قطب‬

‫معلومات شخصية‬
‫سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي‬ ‫اسم‬
‫الوالدة‬
‫‪ 9‬أكتوبر‪1906 ‬‬
‫[‪]1‬‬
‫الميالد‬
‫قرية موشا‪   ،‬محافظة أسيوط‪   ،‬‬
‫الخديوية المصرية‬
‫[‪]2‬‬
‫‪ 29‬أغسطس‪ 59( 1966 ‬سنة)‪ ‬‬ ‫الوفاة‬
‫سجن االستئناف‪   ،‬محافظة‬
‫[‬
‫القاهرة‪   ،‬الجمهورية العربية المتحدة‬
‫‪]3‬‬

‫اإلعدام شنقا ً‬ ‫سبب‬


‫الوفاة‬
‫‪ ‬مصري‬ ‫الجنسية‬
‫اإلسالم‬ ‫الديانة‬
‫أهل السنة والجماعة‬ ‫المذهب‬
‫الفقهي‬
‫اإلخوان المسلمون‪  ‬‬ ‫عضو في‬
‫[‪]4‬‬
‫لم يتزوج‬ ‫الزوجة‬
‫قطب إبراهيم حسن الشاذلي‬ ‫األب‬
‫[‪]5‬‬
‫فاطمة حسين عثمان‬ ‫األم‬
‫محمد قطب‪  ،‬وحميدة قطب‪  ،‬وأمينة‬ ‫إخوة‬
‫قطب‪  ‬‬ ‫وأخوات‬
‫الحياة العملية‬
‫كلية دار العلوم‪ ،‬قسم اآلداب‬ ‫التع ّلم‬
‫المدرسة جامعة القاهرة‬
‫جامعة شمال كولورادو‪  ‬‬ ‫األم‬
‫المهنة معلم ‪ -‬كاتب صحفي ‪ -‬أديب مسلم‬
‫الحزب حزب الوفد‪( ‬تركه)‬
‫اإلخوان المسلمين‬
‫اللغة األم العربية‪  ‬‬
‫اللغات العربية[‪  ]6‬‬
‫تصحيح المفاهيم‪ ‬والتنظير‬ ‫سبب‬
‫الشهرة للجهاد‪( ‬قطبية)‬
‫كتاب في ظالل القرآن‬ ‫أعمال‬
‫كتاب معالم في الطريق‬ ‫بارزة‬
‫إسالم سياسي‪  ‬‬ ‫التيار‬
‫تهم‬
‫اغتيال‪ ( ‬في‪ ( )1966 :‬العقوبة‪ :‬عقوبة‬ ‫التهم‬
‫اإلعدام)‪  ‬‬
‫‪ ‬مؤلف‪:‬سيد قطب‪ -  ‬ويكي‪ ‬مصدر‬
‫تعديل مصدري‪ - ‬تعديل‪ ‬‬
‫سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي‪ 9( ‬أكتوبر‪1906 ‬م‪29 - ‬‬
‫أغسطس‪1966 ‬م)‪ ‬كاتب‪ ‬وشاعر‪ ‬وأديب‪ ‬وداعية‪ ‬ومنظر‪ ‬إسالمي‪ ‬مصري‪  ،‬م‬
‫[‪]8[]7‬‬

‫ؤلف كتاب‪ ‬في ظالل القرآن‪ .‬شغل منصب رئيس قسم نشر الدعوة في‪ ‬جماعة‬
‫اإلخوان المسلمين‪ ‬ورئيس تحرير جريدة‪ ‬اإلخوان المسلمون‪ ‬وعضو في‪ ‬مكتب‬
‫إرشاد الجماعة‪ ]9[.‬يعتبر رائد الفكر الحركي اإلسالمي أو ما‬
‫يعرف‪ ‬بالقطبية‪ ‬والتيار القطبي‪ ،‬تم إعدامه في‪ 29 ‬أغسطس‪1966 ‬م‪ ‬بتهمة‬
‫[‪[]10‬‬
‫إحياء تنظيم‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ ‬المحظور ومحاولة قلب نظام الحكم بالقوة‪.‬‬
‫‪]11‬‬

‫محتويات‬
‫‪1‬نشأته‬ ‫‪‬‬

‫‪1.1 o‬الدراسة‬
‫‪2‬العمل‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬تأثره‬ ‫‪‬‬

‫‪4‬الدراسة في أمريكا‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬الحالة األسرية‬ ‫‪‬‬

‫‪6‬االنتماء الفكري وحزب الوفد‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬جماعة اإلخوان المسلمين‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬هيئة التحرير‬ ‫‪‬‬


‫‪9‬الحس األدبي‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬السلفية الجهادية‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬المحاكمة والمعتقل‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬الحكم القضائي‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬اإلعدام‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬اإلرث الثقافي والفكر االدبي‬ ‫‪‬‬

‫‪15‬من أقواله‬ ‫‪‬‬

‫‪16‬قالوا عنه‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬كتب عنه‬ ‫‪‬‬

‫‪18‬اإلنتاج األدبي‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬انتقادات‬ ‫‪‬‬

‫‪20‬المؤيدون‬ ‫‪‬‬

‫ضا‬
‫‪21‬انظر أي ً‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬وصالت خارجية‬ ‫‪‬‬

‫‪23‬المصادر‬ ‫‪‬‬

‫نشأته[عدل]‬
‫ولد في قرية‪ ‬موشا‪ ‬وهي إحدى قرى‪ ‬محافظة أسيوط‪ ‬في‪ ‬صعيد مصر‪ ‬تلقى بها‬
‫تعليمه األولي وحفظ‪ ‬القرآن الكريم‪ ‬ثم التحق بمدرسة المعلمين األولية عبد‬
‫العزيز‪ ‬بالقاهرة‪ ‬ونال شهادتها والتحق‪ ‬بدار العلوم‪ ‬وتخرج عام‪1352 ‬‬
‫هـ‪ 1933 - ‬م ‪ .‬عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية‪ ،‬وابتعثته‬
‫الوزارة إلى‪ ‬أمريكا‪ ‬لمدة عامين وعاد عام‪ 1370 ‬هـ‪ 1950 - ‬م‪ .‬انضم‬
‫إلى‪ ‬حزب الوفد‪ ‬الليبرالي‪ ‬لسنوات وتركه على أثر خالف في عام‪1361 ‬‬
‫هـ‪ 1942 - ‬م‪ .‬وفي عام‪ 1370 ‬هـ‪ 1950 - ‬م‪ ‬انضم إلى جماعة‪ ‬اإلخوان‬
‫المسلمين‪ ‬تأثرا بفرحة األمريكيين بإغتيال‪ ‬حسن البنا‪ ،‬تولي منصب رئيس قسم‬
‫نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدتها الرسمية وقيادي في مكتب‬
‫اإلرشاد العام‪ ]12[،‬كما خاض معهم نشاطهم السياسي الذي بدأ منذ عام‪1954 ‬‬
‫م‪ ‬إلى عام‪ 1966 ‬م ‪ .‬وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم‬
‫[‪]13‬‬
‫بإعدامه وأعدم عام‪ 1385 ‬هـ‪ 1966 - ‬م‪.‬‬
‫مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته منذ الطفولة‪ .‬المرحلة األدبية البحتة التي‬
‫كان فيها متأثرا‪ ‬بعباس العقاد ‪ .‬ثم مرحلة فكرية‪ .‬ثم توجه لألدب اإلسالمي‪ .‬إلى‬
‫المجال السياسي حتى صار رائد الفكر الحركي اإلسالمي أو ما يعرف‪ ‬بالقطبية‪،‬‬
‫وهذه المرحلة هي التي يعرفه الناس بها حتى اليوم‪.‬‬
‫تأثيرا في الحركات اإلسالمية التي وجدت‬ ‫ً‬ ‫يعد سيد قطب من أكثر الشخصيات‬
‫في بداية‪ ‬الستينيات‪  ‬من القرن الماضي‪ .‬له العديد من المؤلفات والكتابات‬
‫حول‪ ‬الحضارة اإلسالمية ‪ ،‬والفكر اإلسالمي‪ .‬هو االبن األول ألمه بعد أخت تكبره‬
‫بثالث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل‪ .‬وكانت أمه تريد منه‬
‫عضوا في لجنة الحزب الوطني‬ ‫ً‬ ‫أن يكون متعل ًما مثل أخواله‪ .‬كما كان أبوه‬
‫وعمي ًدا لعائلته التي كانت معروفة في القرية‪.‬‬
‫الدراسة[عدل]‬
‫تلقى دراسته االبتدائية في قريته‪ ،‬ثم سافر في‬
‫سنة‪1920 ‬م‪ ‬إلى‪ ‬القاهرة‪ ‬والتحق بمدرسة المعلمين األولية ونال منها شهادة‬
‫الكفاءة للتعليم األولي‪ .‬بدأ بحفظ‪ ‬القرآن الكريم‪ ‬في السنة الثانية االبتدائية‬
‫وعمره حوالي ثماني سنوات‪ .‬وبعد ثالث سنوات أتم حفظ‪ ‬القرآن‪ ‬كامالً‪ .‬ثم‬
‫التحق بتجهيزية‪ ‬دار العلوم‪ .‬وفي سنة‪1932 ‬م‪ ‬حصل على‬
‫شهادة‪ ‬البكالوريوس‪ ‬في اآلداب من‪ ‬كلية دار العلوم‪.‬‬
‫عندما خرج سيد قطب إلى المدرسة حفظ‪ ‬القرآن الكريم‪ ‬كامالً في سن العاشرة‬
‫بعد إشاعة بأن المدرسة لم تعد تهتم بتحفيظ‪ ‬القرآن‪ .‬وفي أثناء ثورة‪1919 ‬‬
‫م‪  ‬أثر في تشبعه بحب الوطن كما تأثر من الثورة باإلحساس باالستقالل وحرية‬
‫اإلرادة وكانت دارهم ندوة للرأي شارك سيد قطب فيها بقراءة جريدة الحزب‬
‫الوطني ثم انتهى به األمر إلى كتابة الخطب واألشعار وإلقائها على الناس في‬
‫المجامع والمساجد‪.‬‬
‫ذهب سيد قطب إلى‪ ‬القاهرة‪ ‬في سن الرابعة عشرة وأقام عند أسرة واعية‬
‫وجهته إلى التعليم وهي أسرة خاله الذي يعمل بالتدريس والصحافة وكان لدى‬
‫الفتى حرص شديد على التعلم‪ .‬والتحق سيد قطب أوالً بإحدى مدارس المعلمين‬
‫األولية ‪ -‬مدرسة عبد العزيز ‪ -‬ولم يكد ينتهي من الدراسة بها حتى بلغت أحوال‬
‫األسرة درجة من السوء جعلته يتحمل المسؤولية قبل أوانها وتحولت مهمته‬
‫[‪]14‬‬
‫إلى إنقاذ األسرة من الضياع‪.‬‬
‫العمل[عدل]‬
‫سيد قطب في شبابه‪.‬‬
‫سا ابتدائ ًيا حتى يستعين بمرتبه في استكمال دراسته‬
‫اضطر سيد أن يعمل مدر ً‬
‫العليا من غير مباشرة من أحد من األهل إال نفسه وموروثاته القديمة‪ .‬وكان‬
‫هذا التغير سب ًب ا في االحتكاك المباشر بالمجتمع الذي كان ال بد له من أسلوب‬
‫تعامل يختلف عن أسلوب القرويين وتجربتهم‪ .‬ثم بلغ سيد قطب نهاية الشوط‬
‫وتخرج في‪ ‬دار العلوم‪ ‬عام‪ 1933 ‬م‪ ‬وعين موظ ًفا ‪ -‬كما أمل وأملت أمه معه ‪-‬‬
‫غير أن مرتبه كان ستة جنيهات ولم يرجع بذلك لألسرة ما فقدته من مركز‬
‫ومال فهو مدرس مغمور ال يكاد يكفي مرتبه إلى جانب ما تدره عليه مقاالته‬
‫الصحفية القيام بأعباء األسرة بالكامل‪ .‬وانتقل سيد قطب إلى وزارة المعارف‬
‫في مطلع األربعينيات ثم عمل مفتشا ً بالتعليم االبتدائي في عام‪ 1944 ‬م‪ ‬وبعدها‬
‫عاد إلى الوزارة مرة أخرى‪ ]14[.‬حيث عمل مدرسا ً حوالي ست سنوات‪ .‬ثم‬
‫سنتين في وزارة المعارف بوظيفة مراقب مساعد بمكتب وزير المعارف‬
‫آنذاك‪ ‬إسماعيل القباني‪ ‬وبسبب خالفات مع رجال الوزارة قدم استقالته على‬
‫خلفية عدم تبنيهم القتراحاته ذات الميول اإلسالمية‪.‬‬
‫تأثره[عدل]‬
‫صا بكاتبه‪ ‬عباس محمود العقاد‪ ‬فقد تأثر‬ ‫بدأ قطب متأثراً‪ ‬بحزب الوفد‪ ‬وخصو ً‬
‫كثيراً باعتقادات العقاد وكان من أشد المدافعين عنه إال أن نظرته إلى الجيل‬
‫السابق أخذت تتغير شيئا ً فشيئا ً وصار ينحى بالالئمة على ذلك الجيل في تردي‬
‫أوضاع األمة وبدأ بإنشاء منهج اختطه بنفسه وفق ما اقتضته الظروف‬
‫العصيبة للمجتمع واألمة‪ .‬زاد شغفه‪ ‬باألدب‪ ‬العربي‪ ‬وقام بتأليف كتاب‪ ‬ك‪/‬ت‪/‬ب‪/‬‬
‫و‪/‬ش‪/‬خ‪/‬ص‪/‬ي‪/‬ا‪/‬ت‪ /‬وكتاب‪ ‬ا‪/‬ل‪/‬ن‪/‬ق‪/‬د‪ /‬ا‪/‬أل‪/‬د‪/‬ب‪/‬ي‪ - /‬أ‪/‬ص‪/‬و‪/‬ل‪/‬ه‪ /‬و‪/‬م‪/‬ن‪/‬ا‪/‬ه‪/‬ج‪/‬ه‪ ./‬ثم تحول إلى الكتابة‬
‫اإلسالمية فكتب كتاب‪ ‬ا‪/‬ل‪/‬ت‪/‬ص‪/‬و‪/‬ي‪/‬ر‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬ف‪/‬ن‪/‬ي‪ /‬ف‪/‬ي‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬ق‪/‬ر‪/‬آ‪/‬ن‪ /‬الذي القى استحسا ًنا واس ًعا‬
‫بين األدباء وأهل العلم‪.‬‬
‫الدراسة في أمريكا[عدل]‬
‫سيد قطب شابا‪.‬‬
‫حصل سيد قطب على بعثة‪ ‬للواليات المتحدة‪ ‬في‪ 3 ‬نوفمبر‪ 1948 ‬م‪ ‬من وزارة‬
‫المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج‪ ]14[.‬وكان يكتب المقاالت‬
‫المختلفة عن الحياة في‪ ‬أمريكا‪ ‬وينشرها في الجرائد المصرية ومنها مقال‬
‫بعنوان‪ ‬أ‪/‬م‪/‬ر‪/‬ي‪/‬ك‪/‬ا‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬ت‪/‬ي‪ /‬ر‪/‬أ‪/‬ي‪/‬ت‪ /‬يقول فيه‬
‫«شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو واالرتقاء بينما هو في عالم‬
‫الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية األولى بل أقل من بدائي في‬
‫بعض نواحي الشعور والسلوك‪».‬‬
‫وذكر سيد قطب أنه تعرف على حركة‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ ‬ومؤسسها‪ ‬حسن‬
‫البنا‪ ‬عندما تم اغتيال‪ ‬حسن البنا‪ ‬ظن بأن‪ ‬األمريكيين‪ ‬قاموا باالبتهاج والفرح‬
‫لمقتل البنا مما أثر في نفسية سيد قطب وأراد أن يتعرف على هذه الحركة‬
‫عندما يعود إلى بلده‪ ]16[]15[ ،‬إال أن‪ ‬علي جمعة‪ ‬مفتي الجمهورية المصري‬
‫السابق زعم أن األمريكيين لم يحتفلوا بسبب وفاة حسن البنا بل كان‬
‫احتفاالً‪ ‬بيوم الفالنتين‪  ‬ولكن بسبب ضعفه في اللغة اإلنجليزية أستوعب األمر‬
‫[‪]18[]17‬‬
‫بشكل خاطئ‪.‬‬
‫وعند عودته أحسن‪ ‬اإلخوان‪ ‬استقباله فأحسن االرتباط بهم وأكد صلته حتى‬
‫[‪]14‬‬
‫عضوا في الجماعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أصبح‬
‫الحالة األسرية[عدل]‬
‫صورة لسيد قطب‪.‬‬
‫كانت تحيط بسيد مفارقات ال تجتمع حيث كان ضعيف البنية قوي القلب ولذلك‬
‫تعجب الشيخ‪ ‬علي الطنطاوي‪ ‬من شكله لما التقاه إذ لم يتصور أن المقاالت‬
‫العنيفة تصدر من شخص ضعيف البنية تبدوا عليه مظاهر المسالمة والموادعة‬
‫ومن المفارقات أن سيد كان حاد اللسان مرهف اإلحساس شبيها ً في ذلك‪ ‬بابن‬
‫حزم‪ ‬الظاهري‪  ‬ونحن إذ نذكر إحساس سيد المرهف ال بد لنا من التطرق للمرأة‬
‫في حياة سيد فالحس المرهف لسيد جعله يعاني فكان من الذين أحبوا مراراً ولم‬
‫يصلوا حب سيد هو الحب الراقي حب العفاف والطهر فقد أحب في البداية فتاة‬
‫وسافر للدراسة ورجع فإذا هي متزوجة فاغرورقت عيناه ثم اضطر لالنسحاب‬
‫ثم أحب فتاة غيرها وتبين له أنها تحب غيره وظل خاطبا ً لها سنوات عديدة‪،‬‬
‫يتعذب بها حتى صارت نتاجا ً أدبيا ً رفيعا ً من أشهره قصيدة الكأس المسموم‬
‫ورواية األشواك ثم اضطر بعد ذلك لفسخ الخطبة‪.‬‬
‫وظل يعاني سنينا ً وقد صرفه ذلك عن الحب سنوات عديدة ثم توجه بعد ذلك من‬
‫العمل األدبي البحت إلى األدبيات اإلسالمية ثم انضم لجماعة‪ ‬اإلخوان‪ ‬واستغرق‬
‫العمل الحركي كل وقته وقبل أن يعتقل أحب فتاة ملتزمة وأقدم على خطبتها‬
‫لكنه قبل ذلك اعتقل وألقي في السجن ليقضي به سنوات من عمره ثم خرج‬
‫بعفو صحي وكان عمره قارب التاسعة والخمسين وقد فكر بالزواج ووجد بغيته‬
‫وأوشك على خطبتها لكن حبل المشنقة سبقه إلى ذلك‪.‬‬
‫االنتماء الفكري وحزب الوفد[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪  :‬حزب الوفد‬
‫اختار سيد قطب حزب الوفد ليستأنس بقيادته في المواجهة وكان يضم وقتذاك‬
‫عباس محمود العقاد وزمالءه من كتاب الوفد وارتفعت الصلة بينه وبين العقاد‬
‫إلى درجة عالية من اإلعجاب لما في أسلوب العقاد من قوة التفكير ودقة التغيير‬
‫[‪]14‬‬
‫والروح الجديدة الناتجة عن االتصال باألدب الغربي‪.‬‬
‫جماعة اإلخوان المسلمين[عدل]‬
‫سيد قطب مع الشيخ‪ ‬البشير اإلبراهيمي‪ ‬وعلي الطنطاوي‪ ‬ومحمد محمود‬
‫الصواف‪.‬‬

‫لما وضعت‪ ‬الحرب العالمية الثانية‪ ‬أوزارها زادت‬


‫األوضاع‪ ‬السياسية‪ ‬واالجتماعية‪ ‬واالقتصادية‪ ‬سو ًءا وفسادًا وكانت‬
‫وانتشارا حتى وصلت‬
‫ً‬ ‫جماعة‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ ‬هي أوضح الجماعات حركة‬
‫لمعاقل حزب الوفد كالجامعة والوظائف‪ /‬والريف وأخذت تجذب بدعوتها‬
‫المثقفين‪ ]14[.‬في‪ 23 ‬أغسطس‪ ‬عام‪1952 ‬م‪ ‬عاد سيد من الواليات المتحدة‬
‫إلى‪ ‬مصر‪  ‬للعمل في مكتب وزير المعارف‪ .‬وقامت الوزارة على نقله أكثر من‬
‫مرة األمر الذي لم يرق لسيد فقدم استقالته من الوزارة في تاريخ‪18 ‬‬
‫أكتوبر‪ ‬عام‪1952 ‬م‪ .‬وبعد انتهاء‪ ‬الحرب العالمية الثانية‪ ‬ازدادت األحوال‬
‫ً‬
‫بارزا في‬ ‫دورا‬
‫المعيشية والسياسية سو ًءا ولعبت حركة‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ً  ‬‬
‫عجلة اإلصالح والتوعية‪ .‬واستقطبت حركة‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ ‬المثقفين وكان‬
‫لسيد قطب مشروع إسالمي يعتقد فيه بأنه‪:‬‬
‫سيد قطب في المحكمة‪.‬‬
‫«ال بد وأن توجد طليعة إسالمية تقود البشرية إلى الخالص‪».‬‬
‫ولذلك كانت بداية العالقة بين سيد قطب‪ ‬واإلخوان المسلمين‪ ‬هو كتاب‪ ‬ا‪/‬ل‪/‬ع‪/‬د‪/‬ا‪/‬ل‪/‬ة‪/‬‬
‫ا‪/‬ال‪/‬ج‪/‬ت‪/‬م‪/‬ا‪/‬ع‪/‬ي‪/‬ة‪ /‬ف‪/‬ي‪ /‬ا‪/‬إل‪/‬س‪/‬ال‪/‬م‪ /‬وفي الطبعة األولى كتب في اإلهداء‪:‬‬
‫«الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جدي ًدا كما بدأ يقاتلون‬
‫في سبيل هللا فيقتلون و ُيقتلون‪».‬‬
‫وفهم‪ ‬اإلخوان المسلمون‪ ‬أن هذا اإلهداء يعنيهم هم فأصبحوا يهتمون بأمره‬
‫ويعتبرونه صديقا ً لهم إلى أن انضم فيما بعد إلى الحركة وأصبح مسؤواًل للقسم‬
‫الدعوي فيها‪.‬‬
‫كما مدح‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ ‬ومؤسسهم‪ ‬حسن البنا‪ ‬فقال‪« :‬في بعض األحيان‬
‫تبدو المصادفة العابرة كأنها قدر مقدور‪ ،‬وحكمة مدبرة في كتاب مسطور‪..‬‬
‫حسن "البنا"‪ ..‬إنها مجرد مصادفة أن يكون هذا لقبه‪ ..‬ولكن من يقول إنها‬
‫مصادفة‪ ،‬والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء ‪ ،‬بل عبقرية‬
‫البناء‪ ،‬لقد عرفت العقيدة اإلسالمية كثيراً من الدعاة ‪ ..‬ولكن الدعاية غير البناء‬
‫‪ ..‬وما كان كل داعية يملك أن يكون ب ّناء‪ ،‬وما كل بناء يوهب هذه العبقرية‬
‫الضخمة في البناء‪ ..‬هذا البناء الضخم‪ ..‬اإلخوان المسلمون»‬
‫هيئة التحرير[عدل]‬
‫سيد قطب في السجن الحربي‪.‬‬
‫المقالة الرئيسة‪  :‬هيئة التحرير ‪1953‬‬
‫حاول‪ ‬جمال عبد الناصر‪ ‬أن يحتوي سيد قطب قبل انضمامه‪ ‬لإلخوان‪ /‬عندما‬
‫انشق هو عنهم وأسس‪ ‬هيئة التحرير‪ ‬فأقامت الهيئة لسيد قطب احتفاالً كبيراً‬
‫وعندما قام سيد متحدثا ً قال أنه متهيء للسجن ولما هو أكثر من السجن فقام‬
‫[محل‬
‫جمال وعاهده على الدفاع عنه وهو ذاته الرجل الذي أمر بإعدامه فيما بعد‪.‬‬
‫شك]كان‪ ‬جمال عبد الناصر‪  ‬يعلم المكسب العظيم من انضمام سيد للهيئة فعرض‬
‫عليه استالم وزارة المعارف فرفض سيد هذا العرض وأعلن انشقاقه عن‪ ‬هيئة‬
‫التحرير‪ .‬وهكذا انضم سيد قطب إلى صفوف‪ ‬اإلخوان‪ ‬لكنه انضمام عن قناعة‪.‬‬
‫لم ينضم‪ ‬لإلخوان‪  /‬في مرحلة الرخاء بل في وقت المحنة ولذلك وبعد فترة‬
‫وجيزة ألقي بالسجن مرات عديدة وظل قابعا ً في السجن سنوات عديدة من‬
‫عمره[بحاجة لمصدر]ذاق فيها صنوفا ً من التعذيب إضافة إلى أمراضه في الكلى‬
‫والمعدة والرئة وقد أصيب من جراء التعذيب بنزيف رئوي شديد وذبحة‬
‫صدرية‪.‬‬
‫سيد قطب انتمى لإلخوان بشكل متأخر في سنة ‪ 1953‬تقريبا ً وعينه المرشد‬ ‫‪‬‬

‫العام حسن الهضيبي رئيسا لقسم الدعوة خلفا للبهي الخولي الذي انضم إلى‬
‫عبد الناصر في عام ‪ ،1954‬ورأس سيد قطب تحرير مجلة اإلخوان‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫الحس األدبي[عدل]‬
‫األديب سيد فطب مع‪ ‬محمد محمود الصواف‪.‬‬
‫امتلك سيد قطب موهبة أدبية قامت على أساس نظري وإصرار قوي على‬
‫تنميتها بالبحث الدائم والتحصيل المستمر‪ ،‬حتى مكنته من التعبير عن ذاته‬
‫وعن عقيدته يقول‪:‬‬
‫«إن السر العجيب ‪ -‬في قوة التعبير وحيويته ‪ -‬ليس في بريق الكلمات‬
‫وموسيقى العبارات وإنما هو كامن في قوة اإليمان بمدلول الكلمات وما وراء‬
‫المدلول وإن في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة‬
‫حية المعنى المفهوم إلى واقع ملموس‪».‬‬
‫وطوال مسيرته ضرب سيد قطب مثل األديب الذي غرس فيه الطموح واالعتداد‬
‫بالنفس وتسلح بقوة اإلرادة والصبر والعمل الدائب كي يحقق ذاته وأمله‪ .‬ولم‬
‫تفتنه الحضارة الغربية من إدراك ما فيها من خير وشر بل منحته فرصة ليقارن‬
‫بينها وبين حضارة الفكر اإلسالمي وجمع بينه وبين حزب الوفد حب مصر‬
‫والمشاعر الوطنية وجمع بينه وبين اإلخوان المسلمين حب الشريعة وتحقيق‬
‫العدالة االجتماعية وبناء مجتمع إسالمي متكامل‪ .‬واستطاع بكلمته الصادقة أن‬
‫يؤثر في كثير من الرجال والشباب التفوا حوله رغم كل العقبات واألخطار التي‬
‫أحاطت بهم وأصبح من األدباء القالئل الذين قدموا حياتهم في سبيل الدعوة‬
‫[‪]14‬‬
‫التي آمنوا بها‪.‬‬
‫وجد سيد قطب ضالته في الدراسات االجتماعية والقرآنية التي اتجه إليها بعد‬
‫فترة الضياع الفكري والصراع النفسي بين التيارات الثقافية الغربية‪ .‬ويصف‬
‫قطب هذه الحالة بأنها اعترت معظم أبناء الوطن نتيجة للغزو األوروبي‬
‫المطلق‪ .‬ولكن المرور بها مكنه من رفض النظريات االجتماعية الغربية بل إنه‬
‫رفض أن يستمد التصور اإلسالمي المتكامل عن األلوهية والكون والحياة‬
‫واإلنسان من‪ ‬ابن سينا‪ ‬وابن رشد‪ ‬والفارابي‪ ‬وغيرهم ألن فلسفتهم – في رأيه –‬
‫[‪]19‬‬
‫ظالل‪ ‬للفلسفة اإلغريقية‪.‬‬
‫السلفية الجهادية[عدل]‬
‫سيد قطب في السجن‪.‬‬
‫اعتبر بعض الباحثين سيد قطب من أوائل منظري فكر‪ ‬السلفية الجهادية‪ ‬كون‬
‫[‪]22[]21[]20‬‬
‫جماعات‪ ‬السلفية الجهادية‪ ‬تستخدم كتبه‪.‬‬
‫بينما يرفض‪ ‬اإلخوان المسلمين‪ ‬اتهام سيد قطب بأنه يدعو إلقامة النظام‬
‫اإلسالمي بقوة السالح أو قلب نظام الحكم بالقوة وإنما يتكلم عن رد اعتداء‬
‫[‪]23‬‬
‫األنظمة علي الحركة اإلسالمية ويستدلون بقوله‪:‬‬
‫«كما تقدم كنا قد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم‪ ،‬وفرض‬
‫النظام اإلسالمى من أعلى‪ ،‬واتفقنا في الوقت ذاته على مبدأ رد االعتداء على‬
‫الحركة اإلسالمية التى هى منهجها إذا وقع االعتداء عليها بالقوة‪ .‬وكان أمامنا‬
‫المبدأ الذى يقرره هللا سبحانه‪« :‬فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما‬
‫اعتدى عليكم» وكان االعتداء قد وقع علينا بالفعل في سنة ‪ 1954‬وفى سنة‬
‫‪ 1957‬باالعتقال والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل‬
‫والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل وتخريب البيوت‬
‫وتشريد األطفال والنساء‪ .‬ولكننا كنا قررنا أن هذا الماضى قد انتهى أمره فال‬
‫تفكر في رد االعتداء الذى وقع علينا فيه‪ ،‬إنما المسألة هى مسألة االعتداء‬
‫علينا اآلن‪ .‬وهذا هو الذى تقرر الرد عليه إذا وقع ‪ ..‬وفى الوقت نفسه لم نكن‬
‫نملك أن نرد بالمثل ألن اإلسالم ذاته ال يبيح لمسلم أن يعذب أحداً‪ ،‬وال أن يهدر‬
‫كرامة اآلدمية وال أن يترك أطفاله ونساءه بالجوع‪ ،‬وحتى الذين تقام عليهم‬
‫الحدود في اإلسالم ويموتون تتكفل الدولة بنسائهم وأطفالهم‪ ،‬فلم يكن في أيدينا‬
‫من وسائل رد االعتداء التى يبيحها لنا ديننا إال القتال والقتل‪ :‬أوالً لرد االعتداء‬
‫حتى ال يصبح االعتداء على الحركة اإلسالمية وأهلها سهالً يزاوله المعتدون‬
‫في كل وقت‪ .‬وثانيا ً لمحاولة إنقاذ وإفالت أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم‬
‫النظيف المتماسك األخالق في جيل كله إباحية وكله انحالل وكله انحراف في‬
‫التعامل والسلوك كما هو دائر على ألسنة الناس وشائع ال يحتاج إلى كالم‪ .‬لهذه‬
‫األسباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد االعتداء ‪ ..‬والذى قلته لهم‬
‫ليفكروا في الخطة والوسيلة باعتبار أنهم هم الذين سيقومون بها بما في أيديهم‬
‫من إمكانيات ال أملك أنا معرفتها بالضبط وال تحديدها‪ ..‬الذى قلته لهم‪ :‬إننا إذا‬
‫قمنا برد االعتداء عند وقوعه فيجب أن يكون ذلك في ضربة راجعة توفق‬
‫االعتداء وتكفل سالمة أكبر عدد من الشباب المسلم‪ .‬ووفقا ً لهذا جاءوا في‬
‫اللقاء التالى ومع أحمد عبد المجيد قائمة باقتراحات تتناول األعمال التى تكفى‬
‫لشل الجهاز الحكومى عن متابعة اإلخوان في حالة ما إذا وقع االعتداء عليهم‬
‫كما وقع في المرات السابقة»‬

‫سيد قطب في تنظيم ‪.65‬‬


‫«الحركة اإلسالمية ال تريد أن تعتدي‪ ،‬وال أن تستخدم القوة في فرض النظام‬
‫الذي تؤمن بضرورة قيامه»‬
‫«وعدم فرض النظام اإلسالمي عن طريق االستيالء على الحكم ‪ ،‬قبل أن تكون‬
‫القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام اإلسالمي‪ ،‬ألنها عرفته‬
‫على حقيقته‪ ،‬وتريد أن تحكم به»‬
‫«إن إقامة النظام اإلسالمي تستدعي جهو ًدا طويلة في التربية واإلعداد وال تجئ‬
‫عن طريق إحداث انقالب»‬
‫«الوصول إلى تطبيق النظام اإلسالمي والحكم بشريعة هللا ‪ ،‬ليس هدفا عاجال‪/،‬‬
‫ألنه ال يمكن تحقيقه إال بعد نقل المجتمعات ذاتها»‬
‫«ليست المطالبة بإقامة النظام اإلسالمي ‪ ،‬وتحكيم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬هي‬
‫نقطة البدء‪ ،‬ولكن نقطة البدء هي نقل المجتمعات ذاتها‪-‬حكاما ومحكومين‪-‬عن‬
‫الطريق السالف إلى المفهومات اإلسالمية الصحيحة»‬
‫وحين يتحدث عن شباب الحركة اإلسالمية‪ ،‬يرى ضرورة‬
‫«ضبط حركاتهم بحيث ال يقع اندفاع في غير محله ‪،‬فعقلية البدء بإقامة النظام‬
‫اإلسالمي من قمة الحكم قد تغلب على عقلية البدء بإقامة العقيدة والخلق‪/،‬‬
‫واالتجاه في قاعدة المجتمع»‬
‫المحاكمة والمعتقل[عدل]‬

‫سيد قطب ورفاقه في السجن أثناء محاكمتهم في قضية تنظيم ‪ 65‬بتهمة‬


‫تاسيس تنظيم سري مسلح لحزب اإلخوان المسلمين المنحل ومحاولة قلب نظام‬
‫الحكم بالقوة‪.‬‬
‫توطدت عالقة سيد باإلخوان المسلمين وساهم في تشكيل الهيئة التأسيسية‬
‫لجماعة‪ ‬اإلخوان ‪ .‬وكان سيد قطب المدني الوحيد الذي كان يحضر اجتماعات‬
‫مجلس الثورة التي قام بها‪ ‬الضباط األحرار‪ ‬بقيادة‪ ‬محمد نجيب‪[.‬بحاجة‪ /‬لمصدر]‪ ‬ولكنه‬
‫سرعان ما اختلف معهم على منهجية تسيير األمور مما اضطره إلى االنفصال‬
‫عنهم‪ .‬بدأت محنته باعتقاله ‪ -‬بعد‪ ‬حادثة المنشية‪ ‬في عام‪ 1954 ‬م‪ ‬حيث‬
‫اتهم‪ ‬اإلخوان‪ ‬بمحاولة اغتيال الرئيس المصري‪ ‬جمال عبد الناصر‪ - ‬ضمن ألف‬
‫شخص من‪ ‬اإلخوان‪ ‬وحكم عليه بالسجن ‪ 15‬سنة ذاق خاللها ألوا ًنا من التعذيب‬
‫والتنكيل الشديدين ومع ذلك أخرج كتيب‪ ‬ه‪/‬ذ‪/‬ا‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬د‪/‬ي‪/‬ن‪ /‬وا‪/‬ل‪/‬م‪/‬س‪/‬ت‪/‬ق‪/‬ب‪/‬ل‪ /‬ل‪/‬ه‪/‬ذ‪/‬ا‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬د‪/‬ي‪/‬ن‪ /‬كما‬
‫أكمل تفسيره‪ ‬ف‪/‬ي‪ /‬ظ‪/‬ال‪/‬ل‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬ق‪/‬ر‪/‬آ‪/‬ن‪ ./‬تم اإلفراج عنه بعفو صحي‬
‫في‪ ‬مايو‪ ‬عام‪ 1964 ‬م‪ ‬وكان من كلماته وقتذاك‪:‬‬
‫«أن إقامة النظام اإلسالمي تستدعي جهو ًدا طويلة في التربية واإلعداد وأنها ال‬
‫تجئ عن طريق إحداث انقالب‪».‬‬
‫وأوشكت المحنة على االنتهاء عندما قبض على أخيه‪ ‬محمد قطب‪ ‬يوم‪30 ‬‬
‫يوليو‪ 1965 ‬م[انحياز][ما هي؟]‪  ‬فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة‬
‫فقبض عليه هو اآلخر في‪ 9 ‬أغسطس‪ ‬عام‪ 1965 ‬م‪ ‬وقدم مع كثير‬
‫من‪ ‬اإلخوان‪ ‬للمحاكمة وحكم عليه وعلى ‪ 7‬آخرين باإلعدام ولم يضعف أمام‬
‫اإلغراءات التي كانت تنهال عليه من أجل العفو عنه في مقابل أن يمدح الثورة‬
‫[محل شك]‬
‫وقوادها فكان رده بكل ثبا ٍ‬
‫ت وعزيمة‬
‫«إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحدة باهلل عز وجل لتأبى أن تكتب‬
‫ولنظام مخال ٍ‬
‫ف لمنهج هللا الذي شرعه لعباده‪»]14[.‬‬ ‫ٍ‬ ‫برقية تأيي ٍد لطاغية‬

‫األديب سيد قطب‪.‬‬


‫تدخل الرئيس العراقي األسبق المشير‪ ‬عبد السالم عارف‪ ‬لدى الرئيس‪ ‬عبد‬
‫الناصر‪ ‬لإلفراج عنه في‪ ‬مايو‪ ‬عام‪1964 ‬م‪[.‬بحاجة‪ /‬لمصدر]‪ ‬إال أنه ما لبث أن اعتقل‬
‫ثانية بعد حوالي ثمانية أشهر بتهمة التحريض على حرق معامل حلوان إلسقاط‬ ‫ً‬
‫الحكومة كما حدث في‪ ‬حريق القاهرة‪ .‬عمل سيد خالل فترة بقائه في السجن‬
‫على إكمال أهم كتبه‪ :‬التفسير الشهير‪ ‬ف‪/‬ي‪ /‬ظ‪/‬ال‪/‬ل‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬ق‪/‬ر‪/‬آ‪/‬ن‪ /‬وكتابه‪ ‬م‪/‬ع‪/‬ا‪/‬ل‪/‬م‪ /‬ف‪/‬ي‪/‬‬
‫ا‪/‬ل‪/‬ط‪/‬ر‪/‬ي‪/‬ق‪ /‬وا‪/‬ل‪/‬م‪/‬س‪/‬ت‪/‬ق‪/‬ب‪/‬ل‪ /‬ل‪/‬ه‪/‬ذ‪/‬ا‪ /‬ا‪/‬ل‪/‬د‪/‬ي‪/‬ن‪./‬وقد جعل سيد السجن نتاجا ً إسالميا ً لمؤلفاته‪.‬‬
‫لم يكن سجينا ً ذليالً فعندما كان يقدم أهله له الدجاج في السجن كان ال يذوقه‬
‫ويقدمه إلخوانه المساجين‪ .‬وقد كان ثباته ومعاندته للباطل ممتدة إلى أن فارقت‬
‫روحه هذه الدنيا فقد حوكم من قبل القاضي فؤاد الدجوي بمحاكمة عسكرية إلى‬
‫أن حكم عليه باإلعدام‪.‬‬
‫‪ ‬ورغم تلك الروايات إال أن األستاذ فريد عبد الخالق مرافق اإلمام حسن البنا‬
‫مؤسس جماعة اإلخوان المسلمين وعضو الهيئة التأسيسية ومكتب اإلرشاد‬
‫األسبق في الجماعة‪ ،‬في شهادته على تلك األحداث أقر بأن سبب القبض‬
‫على سيد قطب كان تنظيمه السري المنفصل عن الجماعة الذي عرف بتنظيم‬
‫(‪ ) 65‬والذي كان يهدف فيه إلى قتل عبد الناصر وتصفيته وقلب النظام‪،‬‬
‫ففى شهادة لألستاذ عبد الخالق في برنامج شاهد على العصر بصفته معاصرا‬
‫لكل هذه األحداث ومشاركا فيها‪،‬‬
‫سأله أحمد منصور‪ :‬هل كان واضحا ً إنهم بيستهدفوا قتل عبد الناصر وتصفيته‬
‫وقلب النظام؟‪.‬‬
‫فأجاب فريد عبد الخالق‪ ":‬أيوه هو كان ماشي على الوضع ده‪ ،‬فأنا لما نبهته‬
‫إلى الخطر ده وإن ده ال يلقى يعني ليس سليما ال من المنظور اإلسالمي وال من‬
‫المنظور اإلخواني كمنهج تغيير المنهج إصالحه فقال لي طيب أنا الكالم اللي أنا‬
‫فهمته أنت عايز تقول له بس أنا هرجع برضه لإلخوان‪ /‬اللي هم معايا في‬
‫التنظيم اللي هم األعضاء عاملين زي مكتب يعني من استشارة الزم أقول لهم‬
‫فممكن نتقابل ثاني بعد ما أقول لهم "‪.‬‬
‫وفي شهادته أيضا قال أن تنظيم ‪ 65‬كان بعيدا عن سلطة المرشد العام للجماعة‬
‫وعندما علم به كلفه شخصيا وقال له أنا لم آذن به وأكلفك بأنك أنت يعني‬
‫[‪]24‬‬
‫تقضي عليه‪".‬‬
‫الحكم القضائي[عدل]‬

‫رسم لسيد قطب وهو في السجن‪.‬‬


‫في يوم‪ 30 ‬يوليو‪1965 ‬م‪ ‬ألقت‪ ‬الشرطة المصرية‪ ‬القبض على شقيق‬
‫سيد‪ ‬محمد قطب‪  ‬وقام سيد بإرسال رسالة احتجاج للمباحث العامة في تاريخ‪9 ‬‬
‫أغسطس‪1965 ‬م ‪ .‬أدت تلك الرسالة إلى إلقاء القبض على سيد والكثير من‬
‫أعضاء جماعة اإلخوان المسلمين و ُحكم عليه باإلعدام مع ‪ 6‬آخرين وتم تنفيذ‬
‫الحكم في فجر اإلثنين‪ 13 ‬جمادى اآلخرة‪ 1386 ‬هـ‪ ‬الموافق‪29 ‬‬
‫أغسطس‪1966 ‬م‪.‬‬
‫«سأله أحد إخوانه‪ :‬لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك‬
‫رقبتك ؟‪ ‬قال‪”  :‬ألن التورية ال تجوز في العقيدة‪ ،‬وليس للقائد أن يأخذ‬
‫بالرخص“‪  ]25[.‬ولما سمع الحكم عليه باإلعدام قال‪”:‬الحمد هلل‪ .‬لقد عملت خمسة‬
‫عشر عاما لنيل الشهادة“[بحاجة لمصدر]»‬
‫أثناء محاكمة سيد قطب طلب القاضي ‪ -‬الذي عينته الثورة ‪ -‬من سيد أن يذكر‬
‫الحقيقة فكشف سيد قطب عن ظهره وصدره اللذان تظهر عليهما آثار السياط‬
‫وعصيان الحراس وقال للقاضي‪:‬‬
‫«أتريد الحقيقة؟‪ ..‬هذه هي الحقيقة‪»..‬‬
‫[‪]14‬‬
‫وبعدها أصبحت جلسات المحاكمة مثار السخرية بين الجمهور‪.‬‬
‫في القضية رقم ‪ 12‬لسنة ‪( 1965‬تنظيم ‪ ،)65‬كان االتهام قد وجه للعديد‬ ‫‪‬‬

‫من جماعة اإلخوان المسلمين بمحاولة إحياء التنظيم الخاص‪ /،‬وتم تحويل‬
‫القضية إلى محكمة أمن الدولة العليا بتوقيع صالح نصر رئيس نيابة أمن‬
‫الدولة العليا‪ ،‬وقد تم تقسيم المعتقلين إلى ‪ 4‬مجموعات‪ ،‬أكبرها وأشهرها‬
‫المجموعة األولى وكان على رأسها سيد قطب‪.‬‬

‫سيد قطب اثناء وصوله للمحكمة‪.‬‬


‫نص االتهام‪:‬‬
‫«المتهمون في الفترة من سنة ‪ 1959‬حتى آخر سبتمبر ‪ 1965‬بالجمهورية‬
‫العربية المتحدة وبالخارج حاولوا تغيير دستور الدولة وشكل الحكومة فيها‬
‫مسلحا لحزب‬
‫ً‬ ‫بالقوة‪ ،‬بأن ألفوا من بينهم وآخرين تجم ًعا حرك ًيا وتنظي ًما سر ًيا‬
‫اإلخوان المسلمين المنحل يهدف إلى تغيير نظام الحكم القائم بالقوة باغتيال‬
‫السيد رئيس الجمهورية والقائمين على الحكم في البالد وتخريب المنشآت‬
‫العامة وإثارة الفتنة في البالد‪ ،‬وتزودوا في سبيل ذلك بالمال الالزم‪ ،‬وأحرزوا‬
‫مفرقعات وأسلحة وذخائر‪ ،‬وقاموا بتدريب أعضاء التنظيم على استعمال هذه‬
‫األسلحة والمفرقعات‪ ،‬وحددوا األشخاص المسؤولين الذين سيجري اغتيالهم‪،‬‬
‫وعاينوا محطات توليد الكهرباء والمنشآت العامة التي سيخربونها‪ ،‬ورسموا‬
‫طريقة تنفيذ ذلك‪ ،‬وتهيئوا للتنفيذ الفعلي‪ ،‬وعينوا األفراد الذين سيقومون به‪،‬‬
‫وحال ضبطهم دون تمام مؤامراتهم‪ .‬وكان المتهمون السبعة األول هم المتولين‬
‫زعامة التنظيم‪».‬‬
‫وبعد محاكمة علنية استمرت حوالي السنة‪ ،‬صدر الحكم باإلعدام على بعض‬
‫المتهمين ومنهم سيد قطب‪ ،‬وتخفيف الحكم على آخرين وكان من ضمن‬
‫المتهمين محمد بديع المرشد الحالي لجماعة اإلخوان المسلمين‪.‬‬
‫اإلعدام[عدل]‬

‫سيد قطب في السجن‪.‬‬

‫سيد قطب في الزنزانة‪.‬‬


‫عرض على سيد قطب في يوم تنفيذ اإلعدام وبعد أن وضع على كرسي المشنقة‬
‫أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال‪«:‬لن أعتذر‬
‫عن العمل مع هللا‪  »]26[.‬فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس‪.‬‬
‫فقال‪«:‬لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما ً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت‬
‫محكوما ً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل‪ »]27[.‬وروى أي ً‬
‫ضا أن الذي قام‬
‫بعملية تلقينه الشهادتين قبل اإلعدام قال له‪ :‬تشهد فقال له سيد‪«:‬حتى أنت‬
‫جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم ألجل ال إله إال هللا وأنت تأكل الخبز بال‬
‫إله إال هللا‪».‬‬
‫ً‬
‫ابتسامة عريضة نقلتها كاميرات‬ ‫كان سيد قطب يبتسم عندما سيق إلى المشنقة‬
‫وكاالت األنباء األجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله‪ .‬من هو‬
‫ت وعزيمة‪« ‬هو من شهد أن شرع هللا أغلى‬ ‫الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثبا ٍ‬
‫من حياته»‪ ‬وقبل أن ينفذ الحكم جاءوه برجل من األزاهرة فقال له‪« ‬قل ال إله‬
‫ُ‬
‫جئت هنا إال من أجلها»‪ ‬وتم تنفيذ حكم‬ ‫إال هللا»‪ ‬فرد عليه سيد قطب‪«:‬وهل‬
‫اإلعدام ونفذ فيه في فجر‪ ‬اإلثنين‪ 13 ‬جمادى األولى‪ 1386 ‬هـ‪ ‬الموافق‪29 ‬‬
‫[‪]14‬‬
‫أغسطس‪ ‬عام‪ 1966 ‬م‪.‬‬
‫‪ ‬غير أن هذه الروايات محل شك كبير لعدم وجود مصدر موثق لها‪ ،‬فلم‬
‫يحضر أحد من المنتمين لجماعة اإلخوان مع سيد قطب ولم يكن يعلم أحد‬
‫بوقت تنفيذه‪،‬‬
‫فالرواية القائلة أنهم جاءوه برجل من األزاهرة فقال له قل ال إله إال هللا فرد‬
‫جئت هنا إال من أجلها‪ ..‬هي مقولة ينسبها البعض في‬ ‫ُ‬ ‫عليه سيد قطب‪ :‬وهل‬
‫األساس إلى المجاهد عمر المختار وقت تنفيذ حكم اإلعدام عليه عالنية من‬
‫[‪]28‬‬
‫حواره مع أحد القادة اإليطاليين‪.‬‬
‫وفي اللحظات األخيرة لسيد قطب قبيل إعدامه لم يكن هناك ضمن شهود الحدث‬
‫ليرووا ما جرى إال محمد يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل وقد أعدم كليهما‬
‫عقب إعدام سيد قطب‪.‬‬
‫ولم يكن هناك سوى الضابط الذي صاحب سيد قطب وهو في طريقه للمشنقة‬
‫وهو اللواء "فؤاد عالم" الذي كان ضابطا وقتها وكان شاهد عيان‪ /،‬والشهادة‬
‫نقالً عن مذكراته " اإلخوان وأنا " التي يحكي فيها تفاصيل هذا اليوم‪ " :‬يقول‬
‫اللواء "فؤاد عالم" أن يوم إعدام سيد قطب لم يكن اليوم معلوما ً ألحد وكنت‬
‫أجلس في السيارة األولى وبجواري سيد قطب‪ ،‬وفي الثانية كان يجلس محمد‬
‫يوسف هواش نائب سيد قطب في قيادة التنظيم‪ ،‬وفي الثالثة كان يجلس عبد‬
‫الفتاح إسماعيل المسؤول عن االتصاالت الخارجية لجماعة اإلخوان المسلمين‪،‬‬
‫والثالثة محكوم عليهم باإلعدام‪ ،‬وركب السيارات يتحرك بهم من السجن‬
‫الحربي لسجن االستئناف لتنفيذ الحكم فيهم ‪.‬‬
‫وكان سيد قطب يرتدي بدلة داكنة اللون تحتها قميص أبيض ويبدو بصحة جيدة‬
‫فربما لم يتم ضربه أو تعذيبه كما أنه لم يكن مجهداً أو مرهقاً‪،‬‬
‫وقال سيد قطب خالل الطريق بنبرة تشف وحسرة‪":‬لألسف الشديد لم ينجحوا‬
‫في تنفيذ عملية نسف القناطر الخيرية التي لو تمت النتهى النظام"‪.‬‬
‫وأضاف قطب "إن مشكلتى في عقلي أنا مفكر وكاتب إسالمي كبير والحكومة‬
‫تريد القضاء على اإلسالم عبر قتلي!!"‪.‬‬
‫"تدمير القناطر ومحطات الكهرباء والمياه كان سيكون بداية الثورة اإلسالمية‬
‫وإنذار شديد للناس لينتبهوا من غفلتهم وسكرتهم بنظام حكم عبد الناصر"‪.‬‬
‫ثم بدأت مراسم تنفيذ الحكم فلبس سيد قطب بدلة اإلعدام الحمراء وسئل إن كان‬
‫يريد شيئا ً فطلب كوب ماء تجرعه ثم طلب أن يصلي الفجر ثم دخل غرفة‬
‫[‪]29‬‬
‫اإلعدام وتم تنفيذ الحكم ‪".‬‬
‫إلى هنا انتهت شهادة اللواء فؤاد عالم على تنفيذ حكم إعدام سيد قطب وكما‬
‫رأينا كان يوم التنفيذ سريا ً فلم يعلم به حتى سيد قطب نفسه وبالتالي فإن ما قيل‬
‫من روايات وقت إعدامه محل شك كبير‪ ،‬فلم يكن أحد يعلم وقت تنفيذ الحكم‬
‫حتى سيد قطب نفسه‪ ،‬ولم يكن أحد معه سوى الضابط المسؤول عن النقل‬
‫والتنفيذ‪.‬‬
‫اإلرث الثقافي والفكر االدبي[عدل]‬
‫مضت حياة سيد قطب في مرحلتين مرحلة النشاط األدبي ومرحلة العمل‬
‫اإلسالمي‪ .‬وقد بدأت األولى منذ كان طال ًبا بدار العلوم فنشر العديد من المقاالت‬
‫النقدية في المجالت والصحف عن العقاد والرافعي‪ ‬وتوفيق الحكيم‪ ‬ونجيب‬
‫محفوظ‪  ‬وجمع بعضها في كتابه كتب وشخصيات وكانت له معاركه النقدية‬
‫الحادة فقد كان أحد ك ّتاب‪ ‬مجلة الرسالة‪ ‬لصاحبها األديب‪ ‬أحمد حسن‬
‫الزيات‪ ‬التي نشر فيها كثيراً من مقاالته‪ .‬كما أصدر‪ ‬ديوان شعر‪ ‬بعنوان الشاطئ‬
‫المجهول عام‪ 1935 ‬م‪ ‬وكتاب طفل من القرية عام‪ 1946 ‬م‪ ‬وهو سيرة ذاتية‬
‫ضا أصدر كتاب النقد‬ ‫من وحي كتاب األيام‪ ‬لطه حسين‪ ‬وفي هذه المرحلة أي ً‬
‫األدبي أصوله ومناهجه عام‪ 1948 ‬م‪ .‬تميز سيد قطب بالجمع بين األصالة‬
‫[‪]13‬‬
‫والمعاصرة وفيه برزت بدايات نظريته في كتابه‪ ‬في ظالل القرآن‪.‬‬
‫وفي المرحلة األدبية ظهرت بواكير اهتماماته اإلسالمية فنشر مقالة التصوير‬
‫الفني في القرآن في‪ ‬مجلة المقتطف‪ ‬عام‪ 1939 ‬م‪ ‬ثم ما لبث أن عاد إلى الفكرة‬
‫ذاتها فاتسع بها وأصدر التصوير الفني في القرآن عام‪ 1945 ‬م‪ ‬ومشاهد‬
‫القيامة في القرآن عام‪ 1947 ‬م‪ ‬وهما دراسة جمالية بالغية جديدة في اإلعجاز‬
‫البياني للقرآن وأما المرحلة اإلسالمية فقد جمعت بين العمل اإلسالمي والكتابة‬
‫اإلسالمية وفيها نشر كتاب في ظالل القرآن بين عامي‪ 1951 ‬م‪ ‬إلى‪1964 ‬‬
‫م‪ ‬في ثالثين جز ًء ا جمع فيه خالصة ثقافاته الفكرية واألدبية وتأمالته القرآنية‬
‫العميقة وآرائه في واقع العالم اإلسالمي خاصة واألوضاع اإلنسانية في العالم‬
‫المعاصر‪ .‬وكانت فكرة الظالل‪ /‬والقيم التعبيرية ركيزة هامة في هذا الكتاب‪ .‬كذلك‬
‫أصدر طائفة من الكتب اإلسالمية ذات طابع خاص منها‪ :‬العدالة االجتماعية في‬
‫اإلسالم عام‪ 1949 ‬م‪ ‬السالم العالمي واإلسالم عام‪ 1951 ‬م‪ ‬معالم في الطريق‪.‬‬
‫[‪]13‬‬
‫وقد بلغت مؤلفاته حوالي ستة وعشرين كتا ًبا‪.‬‬
‫من أقواله[عدل]‬
‫الجاهلية ليست فترة من الزمان‪ ،‬وإنما هي حالة من الحاالت تتكرر كلما‬ ‫‪‬‬

‫انحرف المجتمع عن نهج اإلسالم‪ ،‬في الماضي والحاضر والمستقبل على‬


‫[‪]30‬‬
‫السواء!‪.‬‬
‫قليل هم الذين يحملون المبادئ وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا‬ ‫‪‬‬

‫من اجل تبليغ هذه المبادئ وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم‬
‫[‪]31‬‬
‫ودمائهم من اجل نصرة هذه المبادئ والقيم فهم قليل من قليل من قليل‪.‬‬
‫ً‬
‫ميتة ال حراك فيها هامد ًة أعراسا ً من الشموع‪ ،‬فإذا متنا‬ ‫“إن كلماتنا ستبقى‬ ‫‪‬‬

‫من أجلها انتفضت وعاشت بين األحياء‪ ،‬كل كلمة قد عاشت كانت قد اقتاتت‬
‫[‪]32‬‬
‫قلب إنسان حي فعاشت بين األحياء‪ ،‬واألحياء ال يتبنون األموات ”‬
‫إن اإلسالم الذي يريده األمريكان وحلفاؤهم في الشرق األوسط‪ ،‬ليس هو‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالم الذي يقاوم االستعمار‪ ،‬وليس هو اإلسالم الذي يقاوم الطغيان‪ ،‬ولكنه‬
‫اإلسالم الذي يقاوم الشيوعية‪ ،‬إنهم ال يريدون لإلسالم أن يحكم‪ .‬إنهم‬
‫يريدون إسالما ً أمريكان ًياً‪ ،‬إنهم يريدون اإلسالم الذي ُيستفتى في نواقض‬
‫الوضوء‪ ،‬ولكنه ال ُيستفتى في أوضاع المسلمين السياسية واالقتصادية‬
‫[‪]33‬‬
‫واالجتماعية والمالية‪ ،‬إنها لمهزلة‪ ،‬بل إنها لمأساة"‪.‬‬
‫إن دين هللا ال يصلح خادما ً يلبس منطقة الخدم‪ ،‬ويقف بحضرة أسياده‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ويوجهونه حيث يريدون! يطردونه من حضرتهم فينصرف‪ ،‬وهو يقبل‬


‫[‪]34‬‬
‫األرض بين أيديهم‪.‬‬
‫البد من فتنة‪ ،‬البد من بالء‪ ،‬البد من امتحان‪ ،‬ألن النصر الرخيص ال يبقى‬ ‫‪‬‬

‫ألن النصر السهل ال يعيش ألن الدعوة اله ّينة يتبناها كل ضعيف‪.‬‬
‫وهللا إنّ النصر فوق الرؤوس‪ ،‬ينتظر كلمة "كن" فيكون‪ ،‬فال تشغلوا أنفسكم‬ ‫‪‬‬
‫[‪]35‬‬
‫بموعد النصر‪ ،‬انشغلوا بموقعكم بين الحق والباطل‪.‬‬
‫كل أرض تحارب المسلم في عقيدته‪ ،‬وتصده عن دينه‪ ،‬وتعطل عمل‬ ‫‪‬‬

‫شريعته‪ ،‬فهي دار حرب ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله‬
‫وتجارته‪ ..‬وكل أرض تقوم فيها عقيدته وتعمل فيها شريعته‪ ،‬فهي دار إسالم‬
‫[‪]36‬‬
‫ولو لم يكن فيها أهل وال عشيرة وال قوم وال تجارة‬
‫"إننا لم ُن كفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول‪ :‬إنهم صاروا من ناحية‬ ‫‪‬‬

‫الجهل بحقيقة العقيدة‪ ،‬وعدم تصور مدلولها الصحيح‪ ،‬والبعد عن الحياة‬


‫اإلسالمية‪ ،‬إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية‪ ،‬وإنه من أجل هذا ال‬
‫تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام اإلسالمي‪ ،‬ولكن تكون‬
‫إعادة زرع العقيدة والتربية األخالقية اإلسالمية‪ ..‬فالمسألة تتعلق بمنهج‬
‫[‪]38[]37‬‬
‫الحركة اإلسالمية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!"‪.‬‬
‫لن ينام هذا العالم اإلسالمي بعد صحوته‪ ،‬ولن يموت هذا العالم اإلسالمي بعد‬ ‫‪‬‬

‫بعثه‪ ،‬ولو كان مقدّ راً له الموت لمات‪ .‬ولن تموت العقيدة الحية التي قادته‬
‫[‪]39‬‬
‫حي ال يموت‪.‬‬
‫في كفاحه‪ ،‬ألنها من روح هللا‪ ،‬وهللا ٌّ‬
‫األمة التي يكون من الرعيل األول فيها أبو بكر العربي‪ ،‬وبالل الحبشي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وصهيب الرومي‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬وإخوانهم الكرام‪ ،‬والتي تتوالى أجيالها‬


‫على هذا النسق الرائع‪ ...‬الجنسية فيها العقيدة‪ ،‬والوطن‪ /‬فيها هو دار‬
‫[‪]40‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬والحاكم فيها هو هللا‪ ،‬والدستور فيها هو القرآن‪.‬‬
‫علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام‬ ‫من الصعب َ‬ ‫‪‬‬

‫وسيلة خسيسة؟ إن الغاية النبيلة ال تحيا إال في قلب نبيل‪ ،‬فكيف يمكن لذلك‬
‫القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟ بل كيف نهتدي إلى استخدام هذه‬
‫الوسيلة حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل؟ البد أن نصل إلى‬
‫شط الملوثين‪ .‬إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع‬
‫هذه األقدام‪ .‬وكذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة‪ .‬إن الدنس سيعلق‬
‫[‪]41‬‬
‫بأرواحنا‪ ،‬وسيترك آثاره في هذه األرواح‪ ،‬وفي الغاية التي وصلنا إليها!‪.‬‬
‫االنحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى االنحراف الكامل في نهاية‬ ‫‪‬‬

‫جزء منها ولو يسيراً‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫الطريق‪ ،‬وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في‬
‫يملك أن يقف عند ما س ّل م به أول مرة‪ ،‬ألن استعداده للتسليم يتزايد كلما‬
‫[‪]42‬‬
‫رجع خطوة إلى الوراء‬
‫الذين يحاربون الحق ال يجهلون في الغالب أنه الحق‪ ،‬ولكنهم يكرهونه‪ ،‬ألنه‬ ‫‪‬‬

‫يصادم أهواءهم‪ /،‬ويقف في طريق شهواتهم‪ ،‬وهم أضعف من أن يغالبوا‬


‫[‪]43‬‬
‫أهواءهم وشهواتهم‬
‫التعذيب والتشويه والتنكيل ‪ . .‬وسيلة الطواغيت في مواجهة الحق ‪ ،‬الذي ال‬ ‫‪‬‬
‫[‪]44‬‬
‫يملكون دفعه بالحجة والبرهان ‪ . .‬وعدة الباطل في وجه الحق الصريح‪.‬‬
‫"فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير‪ ،‬وذلتها‪ ،‬وطاعتها‪/،‬‬ ‫‪‬‬

‫وانقيادها‪ ،‬وما الطاغية إال فرد ال يملك في الحقيقة قوة‪ ،‬وال سلطا ًنا‪ ،‬وإنما‬
‫همي الجماهير الغافلة الذلول‪ ،‬تمطي له ظهرها فيركب! وتمد لها أعناقها‬
‫فيجر‪ ،‬وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة‬
‫فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة‪ ،‬وخائفة من جهة أخرى‪،‬‬
‫وهذا الخوف ال ينبعث إال من الوهم‪ ،‬فالطاغية ‪ -‬وهو فرد ‪ -‬ال يمكن أن‬
‫يكون أقوى من األلوف والماليين‪ ،‬لو أنها شعرت بإنسانيتها‪ ،‬وكرامتها‪،‬‬
‫وعزتها‪ ،‬وحريتها"‪.‬‬
‫إذا أريد لإلسالم أن يعمل‪ ،‬فالبد لإلسالم أن يحكم‪ ،‬فما جاء هذا الدين لينزوي‬ ‫‪‬‬
‫[‪]45‬‬
‫في الصوامع والمعابد أو يستكن في القلوب والضمائر‪.‬‬
‫إن راية المسلم التي يحامي عنها هي عقيدته ‪ .‬ووطنه الذي يجاهد من أجله‬ ‫‪‬‬

‫هو البلد الذي تقام شريعة هللا فيه؛ وأرضه التي يدفع عنها هي «دار‬
‫اإلسالم» التي تتخذ المنهج اإلسالمي منهجا ً للحياة ‪ . .‬وكل تصور آخر‬
‫[‪]46‬‬
‫للوطن هو تصور غير إسالمي‪ ،‬تنضح به الجاهليات‪ /،‬وال يعرفه اإلسالم ‪.‬‬
‫إن هذه الجيوش العربية التي ترونها ليست للدفاع عن اإلسالم والمسلمين‬ ‫‪‬‬
‫[‬
‫وانما هي لقتلكم وقتل اطفالكم ونسائكم ولن تطلق طلقة واحدة علي اليهود‪.‬‬
‫‪]47‬‬

‫قد يسمح االستعمار بقيام حكم اسالمي زائف‪ ،‬في بقاع جاهلة من األرض‬ ‫‪‬‬

‫متأخرة‪ ،‬وفي ظل حكم ديكتاتوريات ظالمة مستغلة‪ ،‬كي يكون نموذج سيًئ ا‬
‫[‪]48‬‬
‫منفرا من حكم اإلسالم‪ ،‬بل من ذات اإلسالم!‪.‬‬‫ً‬
‫‪.‬أتاه أحد الض ّباط أثناء المحاكمة وسأله‪ -: ‬يا شيخ سيد ما معنى كلمة‬ ‫‪‬‬

‫"شهيد"؟ فقال‪" -: ‬شهيد‪ : ‬يعني أ ّنه شهد أن شريعة هللا أغلى عليه من‬
‫كنت صريحا ً كل‬ ‫حياته"‪ .‬وبعد جلسة المحاكمة عاتبه أحد اخوانه قائالً‪ :‬لماذا َ‬
‫الصراحة في المحكمة التي تملك رقبتك ؟ ‪..‬قال الشيخ س ّيد‪" :‬ألن التورية ال‬
‫بالرخص"‪ ..‬ثم صدق جمال عبد‬ ‫تجوز في العقيدة وليس للقائد أن يأخذ ّ‬
‫ُ‬
‫عملت‬ ‫الناصر على حكم اإلعدام ‪.‬فل ّما سمع الحكم قال‪": ‬الحمد هلل ‪ ،‬لقد‬
‫[‪]51[]50[]49‬‬
‫خمسة عشر عاما ً لنيل الشهادة"‬
‫[محل شك] ويوم تنفيذ اإلعدام‪ ،‬وبعد أن وضع على كرسي المشنقة عرضوا عليه‬ ‫‪‬‬

‫أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه‪ ،‬فقال‪" :‬لن‬
‫أعتذر عن العمل مع هللا"‪ .‬ثم قال‪" :‬إن إصبع السبابة الذي يشهد هلل‬
‫بالوحدانية في الصالة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية"‪.‬‬
‫فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس‪ .‬فقال‪" :‬لماذا أسترحم؟ إن‬
‫كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق‪ ،‬وإن كنت محكوما بباطل‪ ،‬فأنا‬
‫أكبر من أن أسترحم الباطل"‪.‬‬
‫قالوا عنه[عدل]‬
‫الشيخ‪ ‬ناصر الدين األلباني‪" :‬سيد قطب كاتب ومفكر إسالمي قُتل في سبيل‬
‫[‪]52‬‬
‫دعوته لإلسالم‪ ،‬والذين قتلوه هم أعداء اإلسالم"‪.‬‬
‫قال الشيخ العالمة‪ ‬بن جبرين‪ :‬إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين‬
‫ومن أهل الدعوة وقد نصر هللا بهما وهدي بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود ال‬
‫تنكر وألجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه‬
‫القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من هللا ما‬
‫يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد ألنه قتل ظلما‪،‬‬
‫وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى‬
‫العلماء كتبهما‪ ،‬ونفع هللا بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما‬
‫وإذا وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي‪ ،‬وابن الجوزي وابن عطية‪،‬‬
‫والخطابي والقسطالني‪ ،‬وأمثالهم كثير‪ ،‬وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي‬
‫في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة‪ ،‬فرد عليه الشيخ‬
‫بكر أبو زيد ـ حفظه هللا ـ وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في‬
‫[‪]54[]53‬‬
‫كالمه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير‪.‬‬
‫الشيخ‪ ‬محمد بن صالح العثيمين‪ :‬ال أرى أن يكون النـزاع والخصومة بين‬
‫الشباب المسلم في رجل معين‪ ،‬ال سيد قطب وال غير سيد قطب‪ ،‬بل النـزاع‬
‫يكون في الحكم الشرعي‪ ،‬فمثالً‪ :‬نعرض قوالً من األقوال لـقطب أو لغير قطب‪،‬‬
‫ونقول‪ :‬هل هذا القول حق أو باطل؟ ثم نمحصه إن كان حقا ً قبلناه وإن كان‬
‫باطالً رددناه‪ .‬أما أن تكون الخصومة والنزاع بين الشباب‪ ،‬واألخذ والرد في‬
‫رجل معين فهذا غلط وخطأ عظيم‪ .‬فسيد قطب ليس معصوماً‪ ،‬و َمن فوقه من‬
‫العلماء ليسوا معصومين‪ ،‬و َمن دونه من العلماء ليسوا معصومين‪ ،‬وكل شخص‬
‫يؤخذ من قوله ويترك إال رسول هللا صلى هللا عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فيجب قبول‬
‫قوله على كل حال‪ .‬فلذلك أنا أنهى الشباب أن يكون مدار نزاعهم وخصوماتهم‬
‫على شخص معين أيا ً كان؛ ألنه إذا كانت الخصومات على هذا النحو فربما‬
‫صر باطالً قاله هذا الشخص‪ ،‬وهذا‬ ‫ُي ْبطل الخصم حقا ً قاله هذا الشخص‪ ،‬وربما َي ْن ُ‬
‫خطر عظيم؛ ألنه إذا تعصب اإلنسان للشخص وتعصب آخر ضده‪ ،‬فالذي‬
‫يتعصب ضده سوف يقول عنه ما لم يقله‪ ،‬أو يؤول كالمه‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪،‬‬
‫[‪]55‬‬
‫والثاني ربما ُي ْنكِر عنه ما قاله‪ ،‬أو يوجه ما قاله من الباطل‪.‬‬
‫مفتي السعودية األسبق الشيخ‪ ‬عبدالعزيز بن باز‪" :‬إن سيد قطب ‪-‬رحمه هللا‪-‬‬
‫نفذ فيه حكم اإلعدام يوم اإلثنين الموافق ‪13/5/1386‬هـ‪ ،‬رحمة هللا عليه‬
‫وعلى سائر العلماء المسلمين‪ ،‬ونرجو أن يكون من الشهداء األبرار‪ ،‬وقد قُتل‬
‫معه في هذا اليوم الشيخ عبد‪ ‬الفتاح إسماعيل‪ ،‬والشيخ محمد إبراهيم هراس‪،‬‬
‫غفر هللا للجميع‪ ،‬وكتب الشهادة لهم‪ ،‬والمذكور له مؤلفات كثيرة مفيدة‪،‬‬
‫[‪]56‬‬
‫أشهرها وأهمها تفسيره (في ظالل القرآن)"‪.‬‬
‫الشيخ‪ ‬محمد متولي الشعراوي‪" :‬رحمة هللا على الشيخ سيد قطب صاحب‬
‫الظالل الوارفة فقد استطاع أن يستخلص من هذه الغزوة مبادئ إيمانية‪ ،‬لو‬
‫[‪[]57‬‬
‫طبقها المسلمون اآلن في جميع أنحاء األرض‪ ،‬لما كان ألحد الغلبة عليهم"‪.‬‬
‫‪]58‬‬

‫عبدهللا عزام ‪ :‬لقد كان الستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم اإلسالمي أكثر‬
‫من حياته‪ ،‬ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظالل سبع طبعات بينما لم تتم‬
‫الطبعة الثانية أثناء حياته‪ ،‬ولقد صدق عندما قال‪( :‬إن كلماتنا ستبقى عرائس‬
‫من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين األحياء)‪.‬والحق‪/‬‬
‫أنني ما تأثرت بكاتب كتب في الفكر اإلسالمي أكثر مما تأثرت بسيد قطب‪ ،‬وإني‬
‫ألشعر بفضل هللا العظيم علي أن شرح صدري وفتح قلبي لدراسة كتب سيد‬
‫قطب‪ ،‬فقد وجهني سيد قطب فكريا ً وابن تيمية عقديا ً وابن القيم روح ًيا والنووي‬
‫فقهيا ً فهؤالء أكثر أربعة أثروا في حياتي أثراً عميقاً‪.‬‬
‫الشيخ‪ ‬محمد عمارة ‪ :‬تجلى سيد قطب فيلسوفا حضاريا‪ ،‬منذ بواكير حياته‬
‫[‪]60[]59‬‬
‫الفكرية عليه رحمة هللا‪.‬‬
‫كتب عنه[عدل]‬
‫سيد قطب حياته وأدبه‪ ،‬عبد‬ ‫سيد قطب أو ثورة الفكر اإلسالمي‪ ،‬محمد ‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الباقي محمد حسن‪.‬‬ ‫علي قطب‪.‬‬


‫سيد قطب وتراثه األدبي‬ ‫العالم الرباني الشهيد سيد قطب‪ ،‬العشماوي‪‬‬ ‫‪‬‬

‫والفكري‪ ،‬إبراهيم عبد الرحمن‬ ‫أحمد سليمان‪.‬‬


‫البليهي‪.‬‬ ‫‪ ‬سيد قطب الشهيد الحي‪ ،‬صالح عبد الفتاح‬
‫سيد قطب األديب الناقد‪ ،‬عبد‬ ‫الخالدي‪ ،‬مكتبة األقصى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪‬‬

‫هللا عوض الخباص‪.‬‬ ‫‪ 1402 ،1‬هـ‪ 1981 /‬م‪.‬‬


‫ديوان سيد قطب‪ ،‬جمع‬ ‫أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب‪ ،‬صالح‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وتحقيق‪ ‬عبد الباقي محمد‬ ‫عبد الفتاح الخالدي‪.‬‬


‫حسن‪.‬‬ ‫‪ ‬سيد قطب من الميالد إلى االستشهاد‪ ،‬صالح‬
‫سيد قطب‪ :‬صفحات‬ ‫‪‬‬ ‫عبد الفتاح الخالدي‪.‬‬
‫مجهولة‪ ،‬محمد سيد بركة‪.‬‬ ‫‪ ‬سيد قطب من القرية إلى المشنقة‪ ،‬عادل‬
‫من أعالم الحركة اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫حمودة‪.‬‬
‫المستشار‪ ‬عبد هللا العقيل‪.‬‬ ‫‪ ‬سيد قطب‪ :‬الخطاب واأليديولوجيا‪ ،‬محمد‬
‫المورد الزالل في التنبيه على‬ ‫‪‬‬ ‫حافظ دياب‪،1992 ،1987 ،1986 ،‬‬
‫أخطاء الظالل للشيخ‪ ‬عبد هللا‬ ‫‪2010 ،1997‬‬
‫الدويش‪.‬‬
‫العواصم مما في كتب سيد‬ ‫‪‬‬
‫قطب من القواصم‪ ،‬ربيع‬
‫المدخلي‬

‫مع سيد قطب في فكرة السياسي والديني‪ ،‬مهدي فضل هللا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سيد قطب ومنهجه في الدعوة‪ ،‬بدير محمد بدير‪ ،‬دار نور اإلسالم‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫المنصورة‪ ،‬مصر‪ 1423 ،‬هـ‪2002 ،‬م‪.‬‬


‫سيد قطب‪ :‬خالصة حياته ومنهجه في الحركة والنقد الموجة إليه‪ ،‬محمد‬ ‫‪‬‬

‫توفيق يركات‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬


‫مقاصد الشريعة اإلسالمية في فكر االمام سيد قطب‪ ‬نصير زرواق‪ ‬دار‬ ‫‪‬‬

‫السالم‪.‬‬
‫اإلنتاج األدبي[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪  :‬قائمة مؤلفات سيد قطب‬

‫كتاب‪ ‬في ظالل القرآن‪ ‬و ُيعد أشهر مؤلفات سيد قطب‪.‬‬


‫في فترة األربعينيات كانت خطوات سيد قطب في النقد األدبي قد اتسعت وتميزت‬
‫وظهر له كتابان هما‪" :‬كتب وشخصيات"‪" ،‬والنقد األدبي ‪ -‬أصوله ومناهجه"‪.‬‬
‫وبعد ميدان النقد سلك سيد قطب مسل ًكا آخر بعي ًدا‪ :‬بكتابه "التصوير الفني في‬
‫القرآن" الذي القى مقابلة طيبة من األوساط األدبية والعلمية فكتب‪" :‬مشاهد‬
‫القيامة في القرآن" ووعد بإخراج‪" :‬القصة بين التوراة والقرآن" و"النماذج‬
‫اإلنسانية في القرآن"‪ ،‬و"المنطق الوجداني في القرآن"‪ ،‬و"أساليب العرض‬
‫الفني في القرآن"‪ ،‬ولكن لم يظهر منها شيء‪ .‬وأوقعته دراسة النص القرآني‬
‫على غذاء روحي لنفسه التي لم تزل متطلعة إلى الروح‪ .‬وهذا المجال الروحي‬
‫شده إلى كتابة الدراسات القرآنية فكتب مقاالً بعنوان "العدالة االجتماعية‬
‫[‪]14‬‬
‫بمنظور إسالمي" في عام‪ 1944 ‬م‪.‬‬
‫قال المستشار‪ ‬عبد هللا العقيل‪ ‬في مجلة "المجتمع" الصادرة سنة‪ 1972 ‬م‪ ‬في‬
‫العدد ‪ 112‬صفحة ‪" :  22‬إن سيد قد بعث إلخوانه في مصر والعالم العربي أنه‬
‫ال يعتمد سوى ستة مؤلفات له وهي‪ :‬هذا الدين‪ ،‬المستقبل لهذا الدين‪ ،‬اإلسالم‬
‫ومشكالت الحضارة‪ ،‬خصائص التصور اإلسالمي‪ ،‬في ظالل القرآن‪ ،‬ومعالم في‬
‫الطريق"‪ ]61[.‬وتشير بعض المصادر إلى أن لسيد قطب أكثر من ‪ 400‬مقالة‬
‫موزعة على عدد السنين التي كان يكتب فيها‪ ،‬باإلضافة إلى الكثير من القصائد‬
‫واألشعار التي كانت تمثل رؤيته للحياة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فأن بعض األجزاء‬
‫نظرا ألنه كان يكتب على كل ما يتوفر لديه من ورق‪،‬‬ ‫من كتب سيد قد ضاعت ً‬
‫ومن ضمن ذلك أوراق اإلدعاء في المحكمة‪ ،‬باإلضافة إلى أن معظم كتبه‬
‫أصبحت ممنوعة في مصر في عهد عبد الناصر‪.‬‬
‫كتب مقتطعة من الظالل‬ ‫المؤلفات األدبية‬
‫‪ ‬تفسير آيات الربا‪.‬‬ ‫‪ ‬طفل من القرية (سيرة ذاتية)‪.‬‬
‫‪ ‬تفسير سورة الشوري‪.‬‬ ‫‪ ‬أشواك (رواية)‪.‬‬
‫‪ ‬طريق الدعوة‪.‬‬ ‫‪ ‬المدينة المسحورة (قصة أسطورية)‪.‬‬
‫‪ ‬فقه الدعوة‪.‬‬ ‫‪ ‬النقد األدبي‪ :‬أصوله ومناهجه‪.‬‬
‫‪ ‬قصة الدعوة‪.‬‬ ‫‪ ‬التصوير الفني في القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬رسالة الصالة‪.‬‬ ‫‪ ‬مشاهد القيامة في القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬إسالم أو ال إسالم‪.‬‬ ‫‪ ‬كتب وشخصيات‪.‬‬
‫‪ ‬إلى المتثاقلين في الجهاد‪.‬‬ ‫‪ ‬مهمة الشاعر في الحياة‪.‬‬
‫مقاالت‬ ‫‪ ‬أفراح الروح (رسالة بعث بها سيد قطب إلى‬
‫أخته أمينة قطب)‬
‫كيف وقعت‪ ‬مراكش‪ ‬تحت‬ ‫‪‬‬
‫المؤلفات اإلسالمية‬
‫الحماية الفرنسية؟‬
‫قيمة الفضيلة بين الفرد‬ ‫‪‬‬ ‫معالم في الطريق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫والجماعة‪.‬‬ ‫هذا الدين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الداللة النفسية لأللفاظـ‬ ‫‪‬‬ ‫المستقبل لهذا الدين‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫والتراكيب العربية‪.‬‬ ‫في ظالل القرآن‪( ‬ست مجلدات تفسير للقرآن‬ ‫‪‬‬
‫هل نحن متحضرون؟‬ ‫‪‬‬ ‫الكريم)‪.‬‬
‫وظيفة الفن والصحافة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫العدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شيلوك فلسطين أو قضية‬ ‫‪‬‬


‫فلسطين‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلسالم والسالم العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬أين أنت يا‪ ‬مصطفى كامل؟‬ ‫‪ ‬في التاريخ فكرة ومنهاج‪.‬‬
‫‪ ‬فلنعتمد على أنفسنا‪.‬‬ ‫‪ ‬لماذا أعدموني؟ (مجموعة مقاالت نشرتها‬
‫جريدة المسلمون التي تصدر في لندن باعتبارها‪ ‬ضريبة الذل‪.‬‬
‫الشهادة التي كتبها اإلمام بخط يده قبل إعدامه)‪ .‬أين الطريق؟‪.‬‬
‫قصائد‬ ‫‪ ‬دراسات إسالمية (مجموعة مقاالت)‪.‬‬
‫‪ ‬السالم العالمي واإلسالم‪.‬‬
‫‪ ‬أخي أنت حر (قصيدة)‪.‬‬ ‫‪ ‬خصائص التصور اإلسالمي ومقوماته‪.‬‬
‫‪ ‬أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب‪( ،‬مقاالت ‪ ‬غرباء (قصيدة)‬
‫كتبها سيد قطب أيام ابتعاثه في الواليات المتحدة‪ ‬الصبح يتنفس (قصيدة)‬
‫‪ ‬حدثيني (قصيدة)‪.‬‬ ‫جمع وإعداد‪ ‬صالح الخالدي)‪.‬‬
‫‪ ‬هم الحياة (قصيدة)‪.‬‬ ‫‪ ‬معركة اإلسالم والرأسمالية‪.‬‬
‫‪ ‬قصص األنبياء (باالشتراك مع‪ ‬عبد الحميد جودة‪ ‬هتاف الروح (قصيدة)‪.‬‬
‫‪ ‬تسبيح (قصيدة)‪.‬‬ ‫السحار)‬
‫‪ ‬اإلسالم ومشكالت الحضارة‪.‬‬
‫مؤلفات مقتطعة من كتبه المشهورة ومقاالته في‬
‫الصحف والمجالت‬
‫سيناء بين أطماع االستعماريين والصهيونيين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫باالشتراك مع‪ ‬حسن البنا‪ ‬وكامل الشريف‪.‬‬


‫الجهاد في سبيل هللا‪ ،‬باالشتراك مع‪ ‬حسن‬ ‫‪‬‬

‫البنا‪ ‬وأبي األعلى المودودي‪.‬‬


‫معركتنا مع اليهود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫في التاريخ فكرة ومنهاج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تصورات إسالمية (مجموعة مقاالت في كتاب)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مفترق الطرق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قيمة الفضيلة بين الفرد والجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫انتقادات[عدل]‬

‫جزء من‪ ‬سلسلة مقاالت‪ ‬حول‬

‫التيار القطبي‬
‫˂‬
‫شخصيات‬

‫˂‬
‫جماعات‬

‫˂‬
‫أحداث‬

‫˂‬
‫األدبيات‬

‫˂‬
‫كتب‬

‫˂‬
‫تيارات أخرى‬

‫‪ ‬بوابة إسالم سياسي‬

‫ع‬ ‫‪‬‬

‫ن‬ ‫‪‬‬
‫ت‬ ‫‪‬‬

‫ينتقد العديد من الكتاب والمؤلفين‪ /‬ورجال الدين اإلسالمي سيد قطب على كتاباته‬
‫وأفكاره السيما تلك التي تكفر المجتمعات في فهمها القاصر ومن بين من‬
‫انتقدوا أفكاره التكفيرية الشيخ‪ ‬يوسف القرضاوي‪ ‬الذي ذكر خالل حوار‬
‫تلفزيوني خروج سيد قطب عن‪ ‬أهل السنة والجماعة‪ ‬بوجه ما‪ .‬فأهل السنة‬
‫والجماعة‪ ‬يقتصدون في عملية التكفير حتى مع‪ ‬الخوارج‪ .‬مؤكداً أن قطب أخطأ‬
‫في تكفير جموع المسلمين والحكام واألنظمة مضيفا ً أنه يتحمل بعض‬
‫المسؤولية عن تيار التكفير مثله‪ ‬كشكري مصطفى‪ ‬الذي كفر المسلمين عدا‬
‫[‪]63[]62‬‬
‫جماعته وهو قائد‪ ‬جماعة التكفير والهجرة‪ ‬التي تعتزل المجتمعات بإثرها‪.‬‬
‫ومن االنتقادات لسيد قطب ما أورده في كتابه " معالم في الطريق " الذي‬ ‫‪‬‬

‫كتبه في أخر حياته‪ ،‬فكتب يرد عليه الشيخ عبد اللطيف السبكى ‪ -‬رئيس‬
‫لجنة الفتوى‪ ‬باألزهر الشريف‪ - ‬وقتها وأصدر بيانا مفصال بعد قراءته‬
‫للكتاب يرد به على كل ما به‪ .‬وكان مما أورده رئيس لجنة الفتوى باألزهر‬
‫الشريف‪: ‬‬
‫وكان أيضا ممن انتقدوا سيد قطب وكتابه‪ ،‬المستشار‪ ‬حسن الهضيبي‪- ‬‬ ‫‪‬‬

‫المرشد العام لجماعة اإلخوان المسلمين وقتها‪ ،‬حيث أصدر المرشد العام‬
‫كتابا ً عنوانه (دعاة ال قضاة) تراجع فيه عن اآلراء الواردة في كتاب سيد‬
‫[‪]64‬‬
‫قطب‪ ،‬بل إنه فند هذه اآلراء بالرد ليبين أنها بعيدة عن اإلسالم‪.‬‬
‫المؤيدون[عدل]‬
‫يري المؤيدون لسيد قطب أنه برئ من التكفير حيث أرسل أعضاء مكتب‬
‫اإلرشاد "عبد الرؤوف أبو الوفا" إلى سيد قطب في سجن طرة يستفسر منه؛‬
‫ألن المخالفين اتهموه بأنه يكفر الناس‪ ،‬فرد سيد علي ذلك في كتابه "لماذا‬
‫أعدموني" فقال "إننا لم ُنكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول‪ :‬إنهم‬
‫صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة‪ ،‬وعدم تصور مدلولها الصحيح‪ ،‬والبعد‬
‫عن الحياة اإلسالمية‪ ،‬إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية‪ ،‬وإنه من‬
‫أجل هذا ال تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام اإلسالمي‪ ،‬ولكن‬
‫تكون إعادة زرع العقيدة والتربية األخالقية اإلسالمية‪ ..‬فالمسألة تتعلق بمنهج‬
‫[‪]38[]37‬‬
‫الحركة اإلسالمية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!"‪.‬‬
‫يقول شقيقه‪ ‬محمد قطب‪" :‬إن سيد قطب لم يقل في حياته إن فالنا كافر"‬ ‫‪‬‬

‫وقال كذلك "إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين‪ ،‬هو بين‬
‫المعنى الحقيقي لال اله اال هللا شعوراً منه بأن كثيرا من الناس ال يدركون هذا‬
‫المعنى على حقيقته‪ ،‬وبيان المواصفات الحقيقية لإليمان كما وردت في‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬شعوراً منه بأن كثيراً من هذه المواصفات قد أهمل أو غفل‬
‫الناس عنه‪ ،‬ولكنه مع ذلك حرص حرصا ً شديداً على أن يبين أن كالمه هذا‬
‫ليس مقصوداً به إصدار أحكام على الناس‪ ،‬وإنما المقصود به تعريفهم بما‬
‫غلوا عنه عن هذه الحقيقة‪ ،‬ليتبينوا هم ألنفسهم إن كانوا هم مستقيمين على‬
‫طريق هللا كما ينبغي ام انهم بعيدون عن هذا الطريق‪ ،‬فينبغي عليهم ان‬
‫يعودوا اليه‪ ،‬ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول‪ :‬نحن دعاة ولسنا‬
‫قضاة‪ ،‬إن مهمتنا ليست إصدار االحكام على الناس‪ ،‬ولكن مهمتنا تعريفهم‬
‫بحقيقة ال اله اال هللا‪ ،‬ألن الناس ال يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم‬
‫إلى شريعة هللا‪ ،‬كما سمعته أكثر من مرة يقول‪ :‬ان الحكم على الناس يستلزم‬
‫وجود قرينة قاطعة ال تقبل الشك‪ ،‬وهذا امر ليس في ايدينا‪ ،‬ولذلك فنحن ال‬
‫نتعرض لقضية الحكم على الناس فضال عن كوننا دعوة ولسنا دولة‪ ،‬دعوة‬
‫[‪]67[]66[]65‬‬
‫مهمتها بيان الحقائق للناس ال إصدار االحكام عليهم"‪.‬‬
‫قال‪ ‬مأمون الهضيبي‪" :‬كان األستاذ سيد قطب الشهيد رحمه هللا موجودًا‬ ‫‪‬‬

‫معنا في السجن الحربي‪ ،‬وكان لي زنزانة قريبة من سيد قطب في السجن‪،‬‬


‫وفي أحد األيام وجدت الزنزانتين مفتوحتين صباحا علي غير العادة‪،‬‬
‫وفوجئت باألستاذ سيد يمر علي زنزانتي وقال إن الحارس جاء لي وقال‬
‫نحن نريدك فقلت له أنتظر ألخذ الدواء فقال لي أنت غير محتاج للدواء ‪،‬‬
‫وعرفنا أنهم سيأخذونه لتنفيذ حكم اإلعدام‪ ،‬فقال لي فإنقل الي والدك أنني لم‬
‫[‪]68‬‬
‫أكفر أحدا وأنني علي العهد وسأبقي علي العهد"‪.‬‬
‫قالت‪ ‬زينب الغزالي‪ ‬في مقابلة أجرتها مع مجلة المجتمع الكويتية عام‬ ‫‪‬‬

‫‪1982‬م ردا علي سؤال‪ :‬هل ح ًّقا أن الفكر الذي كان يتبناه سيد قطب‬
‫ويدر سه لإلخوان‪ ،‬هو تكفير أفراد المجتمع؟ فأجابت زينب الغزالي على ذلك‬ ‫ِ‬
‫فقالت‪" :‬هذا وهم‪ ،‬توهمه بعض تالميذ الشهيد سيد‪ ..‬لقد جلست مع سيد في‬
‫منزلي عندما سمعت بتلك الشائعة‪ .‬وقلت له‪ :‬إن منزلتي عند "السيدات‬
‫المسلمات" تجعلهن يحترمنني احترا ًما عظي ًما‪ ،‬ولك َّنهن مستعدات أن ينسفن‬
‫كل هذا االحترام إذا علموا أنني أقول ُ عنهن ‪-‬أو عن أح ٍد من أقاربهن‪ -‬إنهن‬
‫كفار!‪ .‬واستغرب نفسه هذا القول! وبين أن هذا فهم خاطئ لما كتبه‪ ..‬وب َين‬
‫[‪]19‬‬
‫أنه سيوضح هذا في الجزء الثاني من "المعالم"‪.‬‬
‫يقول وائل السمرى عن معني دعوته للناس إلى اعتزال معابد الجاهلية أو‬ ‫‪‬‬

‫المساجد "فلها سياق محدد ال يجب أن نقتطعه منه‪ ،‬وابن كثير نفسه في‬
‫تفسيره آلية «واجعلوا بيوتكم قبلة» يكاد يتطابق مع ما ذهب إليه «قطب»‬
‫حيث قال‪« :‬إن بنى إسرائيل كانوا خائفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم»‬
‫وقطب يذكر هذه اآلية ويأمر باتباعها متوجها بكالمه إلى العصبة المؤمنة‬
‫التي تخشى أن ينالها أذى‪ ،‬بما يعنى أنه جعل هذا األمر في حال الخوف من‬
‫الطواغيت‪ ،‬أما المساجد التي أسست على تقوى من هللا والتي أمر هللا أن‬
‫ترفع ويذكر فيها اسمه‪ ،‬يقول عنها قطب‪« :‬إذن هللا هو أمر للنفاذ‪ ،‬فهي‬
‫مرفوعة قائمة وهى مطهرة رفيعة يتناسق مشهدها المرفوع مع النور‬
‫المتألق في السماء واألرض وتتناسق طبيعتها الرفيعة مع طبيعة النور‬
‫[‪]69‬‬
‫السنى المضئ وتتهيأ بالرفعة واالرتفاع ألن يذكر فيها اسم هللا"‪.‬‬
‫ضا[عدل]‬
‫انظر أي ً‬
‫سيد قطب‪ ‬في‪ ‬المشاريع‬
‫الشقيقة‪:‬‬
‫‪ ‬صور وملفات‬
‫صوتية‪ ‬من كومنز‪.‬‬
‫‪ ‬نصوص مصدرية‪ ‬من‬
‫ويكي مصدر‪.‬‬
‫‪ ‬اقتباسات‪ ‬من ويكي‬
‫االقتباس‪.‬‬

You might also like