Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫الثورات األوروبية و نتائجها‬

‫الثورات األوروبية أو ربيع الشعوب أو الثورات األوروبية عام ‪ 1848‬تعرف‬


‫أيضاً في بعض البلدان باسم‪ ‬ربيع األمم‪ ‬وربيع الشعوب‪ ‬وعام الثورة‪ ،‬كانت سلسلة‬
‫من‪ ‬االضطرابات السياسية‪ ‬في جميع أنحاء‪ ‬القارة األوروبية‪ .‬وعدت من‬
‫أكثر‪ ‬الموجات الثورية‪ ‬انتشارا في‪ ‬تاريخ أوروبا‪.‬‬

‫كانت الثورات ذات طابع‪ ‬ديمقراطي‪ ‬في األساس‪ ،‬بهدف إزالة‬


‫الهياكل‪ ‬اإلقطاعية‪ ‬القديمة وخلق دول وطنية مستقلة‪ .‬بدأت الموجة الثورية‪ ‬بالثورة‬
‫الفرنسية في فبراير‪ ،‬سرعان ما امتدت إلى بقية‪ ‬أوروبا‪ .‬وقد تأثرت أكثر من ‪50‬‬
‫دولة بتلك الموجة‪ ،‬ولكن لم يكن هناك أي تنسيق أو تعاون بين ثوريي تلك الدول‪.‬‬
‫ووفقا إليفانز وفون ستراندمان (‪ )2000‬فإن من بين العوامل الرئيسية المساهمة‬
‫في انتشار تلك الموجة هي الشعور العام بعدم الرضا على القيادة السياسية‪،‬‬
‫والمطالبة بزيادة المشاركة في الحكومة والديمقراطية‪ ،‬وحرية الصحافة‪ ،‬باالضافة‬
‫إلى مطالب الطبقة العاملة‪ ،‬وازدياد النزعة القومية‪ ،‬وإ عادة تشكيل قطعات الجيوش‬
‫الحكومية القائمة‪.‬‬

‫وكانت االنتفاضات تقودها تحالفات‪ ‬مختصة‪ ‬من اإلصالحيين والطبقات الوسطى‬


‫والعمال الذين لم يجتمعوا معا منذ زمن‪ .‬حيث قتل عشرات اآلالف من البشر‬
‫وهجر العديد منهم‪ .‬ولكن بالمحصلة النهائية أتت إصالحات هامة ودائمة‪ ،‬مثل‬
‫إلغاء‪ ‬القنانة‪ ‬في‪ ‬النمسا‪-‬المجر‪ ،‬ونهاية‪ ‬الملكية المطلقة‪ ‬في الدنمارك‪،‬‬
‫وإ دخال‪ ‬الديمقراطية البرلمانية‪ ‬في هولندا‪ .‬أما الثورات األكثر أهمية فكانت‬
‫في‪ ‬فرنسا‪ ‬وهولندا‪ ‬والدويالت التي شكلت‪ ‬اإلمبراطورية األلمانية‪ ‬أواخر القرن ‪19‬‬
‫وأوائل القرن ‪ 20‬وإ يطاليا‪ ‬واإلمبراطورية النمساوية‪.‬‬

‫نتائج هذه الثورات‬


‫كانت هناك ذكريات متعددة لتلك الثورات‪ .‬لقد نظر الديمقراطيون إلى سنة ‪1848‬‬
‫بأنها ثورة‪ ‬للديمقراطية‪ ،‬مما ضمن على المدى الطويل الحرية والمساواة واإلخاء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بينما نددالماركسيون‪ ‬بتلك السنة وعدوها خيانة لمثل‪ ‬الطبقة‬
‫العاملة‪ ‬من‪ ‬برجوازية‪ ‬غير مبالية للمطالب‪ ‬البروليتاريا‪ ‬المشروعة‪ .‬أما‪ ‬القوميين‪ ‬فقد‬
‫كانت سنة ‪ 1848‬هو ربيع األمل لهم عندما رفضت القوميات حديثة النشأة تلك‬
‫اإلمبراطوريات الحاكمة متعددة الجنسيات القديمة‪ .‬فقد أصيبوا جميعا بخيبة أمل‬
‫مريرة‪ ،‬ولكن على المدى القصير‪.‬‬

‫لم يتغير في عقد مابعد ثورة ‪ 1848‬سوى القليل‪ ،‬حيث اعتبر معظم المؤرخين أن‬
‫تلك الثورات فاشلة‪ ،‬نظرا لعدم وجود تغييرات هيكلية دائمة على ما يبدو‪ .‬ومع‬
‫ذلك فقد كان هناك بعض النجاحات الفورية لبعض الحركات الثورية‪ ،‬وال سيما في‬
‫أراضي‪ ‬هابسبورغ‪ .‬فقد قضت كال من‪ ‬النمسا‪ ‬وبروسيا‪ ‬على اإلقطاع بحلول‬
‫‪ ،1850‬مما حسن من أوضاع الكثير من الفالحين‪ .‬وأيضا حققت الطبقات‬
‫األوروبية الوسطى مكاسب سياسية واقتصادية على مدى العقدين التاليين؛ فتمكنت‬
‫فرنسا من اإلحتفاظ‪ ‬باالقتراع العامللذكور‪ .‬وقامت روسيا الحقا‪ ‬تحرير القنانة‪ ‬في‬
‫‪ 19‬فبراير ‪ .1861‬وبالنهاية كان على ملوك هابسبورغ إعطاء المجريين مزيدا‬
‫من الحرية‪ ‬وتقرير المصير‪ ‬في‪ ‬أوسغليتش‪ ‬من ‪ .1867‬وألهمت تلك الثورات‬
‫قيام‪ ‬الدنمارك‪ ‬بعملية إصالح دائم‪ ،‬باإلضافة إلى‪ ‬هولندا‪ .‬ألهمت ثورات ‪ 1848‬إلى‬
‫قيام تشيلي‪ ‬بثورتها في ‪.1851‬‬

‫سكن األلمان المثقفين الفارين من تطهير الحكم الرجعي في‪ ‬أراضي تكساس‬


‫هيل‪( ‬تكسان األلمانية) في‪ ‬الواليات المتحدة‪ .‬أما على نطاق أوسع فقد ترك العديد‬
‫من الثوار الذين تعرضوا للخيبة واالضطهاد‪ ،‬وخاصة (وإ ن لم يكن حصرا) من‬
‫ألمانيا واإلمبراطورية النمساوية‪ ،‬فقد تركوا أوطانهم وذهبوا إلى المنفى في العالم‬
‫الجديد أو في الدول األوروبية األكثر ليبرالية‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like