Professional Documents
Culture Documents
قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي
قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي
كموني يونس
طالب باحث بسلك الدكتوراه
مختبر القانون و التنمية
قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي
مقدمة:
يعتبر الحساب الجاري من أهم الحسابات البنكية[ ،]1ويفتح عادة للتجار ،ويشتمل قيد المبالغ الناتجة
عن العمليات التي يجريها الزبون في نطاق تجارته مع البنك والتي يترتب عنها رصيد يمكن أن يكون
دائنا ،وفي أغلب الحاالت مدينا لفائدة البنك ،مما يؤدي إلى منح الزبون ائتمانا من قبل البنك في الحدود
المتفق عليها ،ويعتبر الحساب الجاري من أهم الحسابات التقليدية التي تمنحها البنوك لزبنائها التجار.
وقد تعددت التعاريف التي أسندت لمفهوم الحساب الجاري حسب الفقه وبعض التشريعات ،بحيث
عرفه الفقيهان الفرنسيان (ليون كان ورونو) ]2[Hبقولهما أنه“ :عقد بين شخصين ،يتعهد بموجبه
المتعاقدان ،نتيجة للعمليات التي قد تجري بينهما ،والتي قد تؤدي إلى تسليم أحدهما اآلخر نقودا
وأمواال ،بأن تفقد الديون التي تنشأ عن هذه العمليات ذاتيتها وتتحول Hإلى دفعات تقيد في المطالب
والمجهودات بحيث يصبح الرصيد النهائي الناشئ عن المقاصة الجارية بين هذه الدفوعات وحده دينا
مستحقا األداء”.
في حين نجد قانون التجارة الكويتي عرفه بمقتضى المادة 388على أنه“ :الحساب الجاري عقد يتفق
بمقتضاه شخصان على أن يقيدا في حساب عن طريق مدفوعات متبادلة ومتداخلة الديون الناشئة عن
العمليات التي تتم بينهما ،من تسلم نقود أو أموال وأوراق تجارية قابلة للتمليك وغيرها ،وأن يستعيضا
عن تسوية هذه الديون كل دفعة على حدة بتسوية نهائية ينتج عنها رصيد الحساب عند قفله”.
أما مدونة التجارة المغربية[ ]3فقد ميزت في إطار العقود البنكية H،الباب المتعلق بالحساب البنكي ،بين
حساب باإلطالع “ ”Compte à vueوحساب ألجل ،وقد ورد في المادة 487أن ” :الحساب البنكي،
إما حساب باإلطالع أو حساب ألجل” ،كما عرفت المادة 493من مدونة الحساب باإلطالع بأنه ” :عقد
بمقتضاه يتفق البنك مع زبونه على تقييد ديونهما المتبادلة في كشف وحيد على شكل أبواب دائنة
ومدينة ،والتي بدمجها يمكن في كل حين استخراج رصيد مؤقت لفائدة أحد األطراف”
والمالحظ أن ما ورد في المادة 493ممن مدونة التجارة يعتبر أول تعريف يضعه المشرع المغربي
لحساب البنكي بصفة عامة ،ذلك أنه لم يسبق أن كان هناك على المستوى التشريعي في بلدنا أي نص
قانوني يتعرض لتعريف هذا الحساب[.]4
وكما ال يخفى أن الهدف من وراء إبرام عقد الحساب الجاري من لدن البنك وزبونه يكمن في رغبتهما
في تسوية العمليات التي تتم بينهما ،هذه التسوية التي تكون عن طريق لجوء الطرفين في كل وقت
وحين إلى دمج ديونهما المتبادلة ،المقيدة على شكل أبواب دائنة ومدينة في كشف واحد ،وإجراء
المقاصة بين الباب الدائن والباب المدين الستخراج الرصيد المؤقت أو النهائي إن اقتضى الحال ،الذي
قد يكون دائنا بالنسبة ألحدهما ومدينا بالنسبة لآلخر.
إضافة إلى ذلك فإنه يترتب على الحساب الجاري آثار معينة ،تتمثل في اتخاذ كل من الطرفين من
أطراف الحساب الجاري صفة الدافع وصفة Hالقابض ،وهو ما يعبر عنه بقاعدة تبادل المدفوعات ،هذا
إلى جانب كون الدين المدفوع يتحول إلى مجرد مفرد في الحساب يفقد معه كل ضمانة ،وتعرف هذه
القاعدة بفكرة التجديد.
وزيادة على قاعدتي تبادل المدفوعات وقاعدة التجديد هناك قواعد أخرى يتعين توفرها لتشغيل الحساب
الجاري ،وتتمثل في عدم تجزئة مفردات الحساب وقاعدتي عمومية الحساب ورسملة الفوائد.
وبالتالي ما يالحظ أن أهمية هذا الموضوع تتجلى فيما للحساب الجاري من أهمية في تمييز العمليات
المتبادلة بين األطراف ،وكذا في معرفة خصوصية قواعد تشغيل هذا الحساب ،مما يدفعنا إلى التساؤل
عن كيفية تشغيل هذا الحساب؟ ما هي القواعد التي يجب توفرها ألجل تشغيله؟ ثم ما هي خصوصية
هذه القواعد؟ وما هي اإلشكاالت القانونية التي تنتج عن إعمال هذه القواعد؟
هذه األسئلة وغيرها سوف نحاول اإلجابة عنها وفق الشكل اآلتي:
– المبحث األول :قاعدتي تبادل المدفوعات والتجديد.
– المبحث الثاني :القواعد األخرى لتشغيل الحساب الجاري.
المبحث األول:
قاعدتي تبادل المدفوعات والتجديد
إن عقد الحساب الجاري ال يشكل في حد ذاته غاية لطرفيه ،وإنما الغاية المرجوة منه هي تبسيط
وضمان تسوية المعامالت المسترسلة بين البنك وزبونه H،ومن ثم فهو ال يمكن أن يرتب آثاره إال إذا تم
تشغيله.
واعتبارا لما يحظى به تشغيل الحساب باإلطالع من أهمية قصوى ،إذا ما نظرنا إلى القواعد المتحكمة
في هذا التشغيل ،والتي يتجلى هدفها األساس حسب بعض الفقه[ ،]5في خدمة التسوية السريعة
لمختلف معامالت طرفيه عن طريق لجوئهما في كل لحظة وحين إلى دمج ديونهما المتبادلة ،المقيدة في
شكل أبواب دائمة ،وأخرى مدينة في كشف وحيد وإجراء ،المقاصة بين بابي هذا الحساب بغية
استخراج الرصيد المؤقت أو النهائي واللذان يبينان مركز بعضهما البعض.
فإنه يجدر بنا التطرق لقاعدة تبادل المدفوعات (المطلب األول) وقاعدة التجديد (المطلب الثاني) ،على
أساس أنهما تعتبران من القواعد المتحكمة في تشغيل هذا النوع من الحسابات إلى جانب باقي القواعد
األخرى .
المطلب األول :قاعدة تبادل المدفوعات.
تعتبر قاعدة تبادل المدفوعات من أهم القواعد التي يرتكز عليها الحساب الجاري ،بحيث أن كل من
الطرفين يأخذ صفة الدافع وصفة القابض على اعتبار أنه ال يمكن تصور حساب جاري في حالة وجود
دفع من طرف واحد ،ويعد هذا الشرط كذلك من العناصر المميزة للحساب الجاري عن الحساب العادي
أو البسيط ،لذا ال يجوز االتفاق على أن يكون أحد طرفي هذا الحساب دافعا طوال مدة سريان الحساب
الجاري ،ويكون الطرف اآلخر قابضا فقط[.]6
كما يرتبط وجود عقد الحساب بوجود مدفوعات متبادلة بين الطرفين فهذا العقد وجد أصال لقيد هذه
المدفوعات وتسويتها باعتبارها نتيجة لمعامالت متبادلة بين طرفيه ،وهذا يعني أنه إذا لم توجد هذه
المدفوعات اقتضى ذلك عدم وجود حساب جاري[.]7
ومن أجل صحة المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري البد من توفر مجموعة من الشروط
نلخصها في أربعة شروط :تتمثل في تماثل المدفوعات ،وضرورة أن تكون ناتجة عن ديون مؤكدة
(الفقرة Hاألولى) ،إضافة إلى ضرورة تقديم هذه المدفوعات على سبيل التمليك ،وتبادل المدفوعات
(الفقرة Hالثانية) .
الفقرة األولى :شرط تماثل المدفوعات وكونها ناتجة عن ديون مؤكدة.
لصحة المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري ،البد من توفرها على شروط معينة ويعد شرط
تماثل المدفوعات (أوال) ،وضرورة كون هذه المدفوعات ناتجة عن ديون مؤكدة من بين هذه الشروط
(ثانيا).
أوال :تماثل المدفوعات.
في بعض األحيان قد تنشأ المدفوعات إثر عمليات متعددة كالودائع أو التحويالت أو تحصيل األرباح أو
البضائع أو الفوائد… ،لكنها تتجسد داخل عقد الحساب الجاري في صورة واحدة ومماثلة ،حيث تأخذ
شكل قيود محاسبية مجزأة بين الجانبين الدائن والمدين لهذا الحساب[.]8
فعند القول بأن المدفوعات تتكون من إحدى المصادر المشار إليها أعاله ،فإن هذه التسمية تشير إلى
موضوع العملية األصلية التي كانت السبب في نشأة الدفوع[ ]9الذي يعتبر حقا لصالح الدافع ضد
القابض ،يقيد قيمته نقدا بالحساب الجاري.
وبالتالي فإنه كيفما كانت مصادر المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري ،فالنتيجة دائما واحدة،
والتي تتجلى في وجود مفردات حسابية بالجانب الدائن لهذا الحساب ،وآخر بجانب المدين تكون محال
مناسبا لمقاصة سريعة واندماج مباشرة داخل الرصيد المؤقت الذي يظهر في كل لحظة ،في انتظار
حلول موعد المقاصة اإلجمالية عند إقفال الحساب وظهور الرصيد النهائي.
وشرط المثلية في المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري يعتبر شرط متوفر دائما ،ويتمثل في
وجود قيود محاسبية منها ما هو مقيد بالجانب الدائن وأخرى بالجانب المدين بحيث تسهل مقاصتها
واندماجها مباشرة في الرصيد الجاري الذي يظهر في كل لحظة ،وهذا هو الهدف من اشتراط المثلية
في المدفوعات.
ثانيا :أن تكون المدفوعات ناتجة عن ديون مؤكدة.
إلى جانب وجود مدفوعات من نوع واحد ،فإنه يشترط كذلك أن تكون المدفوعات ناتجة عن ديون
مؤكدة.
بحيث يجب أن يكون المدفوع ناشئا عن دين محقق الودود ومعين المقدار ،فإذا كان الدن منازعا فيه أو
كان معلقا على شرط واقف ،فال يجوز قيه في الحساب الجاري إال بعد انتهاء النزاع بشأنه أو بعد
تحقق الشرط[.]10
أما إذا كان الدين معلقا على شرط فاسخ ،فليس ثمة ما يمنع من قيده في الحساب الجاري ،حتى إذا
تحقق الشرط وزال الحق بأثر رجعي وجب إلغاء القيد عن طريق القيد العكسي ،كما أن األثر التجديدي
لعقد الحساب الجاري ال يمنع من زوال هذا القيد[.]11
ولكن هناك جانب من الفقه[ ]12أقر بالقول إنه يجوز قيد الدفوعات المعلقة على شرط واقف ،وذلك
على أساس أن العبرة في اشتراط تأكيد الحي ليس بوقت قيده وإنما بوقت قفل الحساب الجاري ،حيث
يحل وقف المقاصة القانونية Hواستخراج الرصيد وهي اللحظة التي يجب أن يكون الشرط الواقف قد
تحققH.
وقد ذهب قضاء المجلس األعلى (سابقا) محكمة النقض (حاليا) في قرار لها إلى القول أنه…“ :أنه يمكن
للبنك قفل االعتماد بدون أجل في حالة توقف المستفيد عن الدفع ،أو في حالة ارتكابه لخطأ جسيم في
حق البنك ،أو عند استعماله لالعتماد ،وأنه ال يمكن استخراج الرصيد النهائي ومعرفة الدائن من المدين
في الحساب إال بعد إقفاله بصفة نهائية[.]13
بناء على ما سبق فالمدفوع المعلق على شرط واقف يدخل الحساب الجاري ،ولكنه يظل مقيدا بالجانب
المؤجل في انتظار تحقق الشرط الواقف ليتحول Hإلى جانب الحال من أجل تسويته.
وقد أكد هذا المقتضى قرار المجلس األعلى (سابقا) محكمة النقض (حاليا) بقوله“ H:بمقتضى المادة 502
من مدونة التجارة فإنه حينما يكون تسجيل دين في الحسابات ناتجا عن ورقة تجارية مقدمة إلى البنك،
يفترض أن التسجيل لم يقع إال بعد التوصل بمقابلها من المدين الرئيسي ،ونتيجة Hلذلك إذا لم تؤد الورقة
التجارية في تاريخ االستحقاق ،للبنك الخيار في متابعة الموقعين من أجل استخالص الورقة التجارية أو
تقييد الرصيد المدين للحساب…”[.]14
وفي قرار آخر صادر عن محاكم الموضوع وبالضبط محكمة االستئناف التجارية بفاس ذهبت إلى
القول“ H:دورية والي بنك المغرب المؤرخة في 6/12/1995تحتم إحالة الديون الموقوفة على حساب
المنازعات بعد مرور على آخر عملية قام بها الزبون تحت طائلة عدم قبول تاريخ حصر الحساب
الوارد من البنك بعده.
تسجيل دين في الحساب نابع عن ورقة تجارية يفترض فيه أنه لم يتم إال بعد التوصل بمقابل الورقة
التجارية باألمر من المدين الرئيسي ،ما لم يبين العكس…”[.]15
وتجدر اإلشارة إلى أنه قد ثار نقاش فقهي حول ضرورة أن يكون المدفوع محدد المقدار؟
جواب على هذا النقاش ميز الباحث عبد الرحيم المودن على مستوى أطروحته بين نظريتين للحساب
الجاري ،فداخل النظرية التقليدية والتي يمثلها العميل هامل يرى أنه من الضروري أن يكون مبلغ الدين
سيدخل الحساب الجاري محدد المقدار على أساس أنه من الالزم معرفة المبلغ الذي يقيد به الدين في
هذا الحساب.
بينما هناك اتجاه آخر يرى بأنه يمكن أن يدخل هذا الحساب دين غير محدد المقدار وقت دخوله مادام
سبب نشأته كان مؤكدا في هذه اللحظة[ ،]16وهذا االتجاه يجسد رأي أصحاب النظرية الحديثة
للحساب الجاري.
الفقرة الثانية :تقديم الدفوعات على سبيل التمليك وتبادل المدفوعات.
إضافة إلى الشرطين السابقين اللذين من المفروض توفرهما في المدفوعات من أجل القول بتشغيل
الحساب الجاري ،فال بد أن يتم تقديم هذه الدفوعات على سبيل التمليك (أوال) ،زيادة على ضرورة
تبادل المدفوعات (ثانيا).
وال :تقديم المدفوعات على سبيل التمليك.
يعتبر تسليم المدفوعات من طرف الدافع إلى القابض على وجه التمليك وشرطا أساسيا لصحة دخول
المدفوعات إلى الحساب الجاري ،ويعد هذا الشرط نتيجة طبيعية للوظيفة التي يضطلع بها هذا الحساب
كطريقة Hللوفاء بواسطة القيد فيه ،فكل مدفوع ال يتم تسليمه على سبيل التمليك ال يمكن أن يشكل مفردا
داخل الحساب الجاري[]17
وإذا اتضح من اتفاق الطرفين أن المدفوعات كلها تدخل الحساب ولو لم تسلم للقابض على وجه التمليك
لم يعد هذا الحساب جاريا[.]18
وفي إطار الحساب الجاري البنكي أو الحساب باإلطالع كما سماه المشرع التجاري المغربي الجديد[
، ]19فتسليم الورقة التجارية بواسطة تظهير ناقل للملكية أو تسليمها للبنك من أجل الخصم ،هو تسليم
على وجه التمليك .وهذا على خالف تسليم الورقة التجارية على سبيل التحصيل ،إذ هناك إجماع فقهي
قضائي وتأكيد قانوني حول مبدأ شرط التحميل في هذه الحالة ،حيث يظل االنتقال على سبيل التمليك
معلقا على هذا الشرط الذي يهدف إلى حماية حقوق البنك في حالة عدم استخالص مبلغ الورقة
التجارية عند االستحقاق .
وقد أكد هذا القول المجلس األعلى سابقا( ،محكمة النقض حاليا) في مجموعة من قراراته ،حيث ذهبت
في قرار لها إلى القول“ :إن تسلم البنك للكمبيالة Hالمظهرة له تظهيرا تمليكيا من طرف زبونته والذي
تختار بعد عدم استخالصه لقيمتها بسبب انعدام مؤونة ساحبها القيام بتقييد قيمتها في الرصيد المدين
لحساب زبونته Hالمظهرة المصطلح عليه بالتقييد العكسي ،وتقديمه لدعوى ضد زبونته Hللمطالبة بأدائها
له لمجموع الدين الذي بذمتها استنادا لكشف الحساب وصدور حكم لفائدته بمجموع الدين يجعله قانونا
غير حامل شرعي لها (الكمبيالة) ويفقده هذه الصفة”[.]20
ولكن التساؤل المطروح هو في حاقة تعلق األمر بوديعة بنكية هل يمكن اعتبارها مدفوعا مسلما على
وجه التمليك؟
جوابا على هذا التساؤل ذهب أحد الباحثين إلى القول أن الفقه يميز بين ما إذا كانت الوديعة عادية حيث
يلتزم البنك بردها بعينها ،وفي هذه الحالة ال يتصور تحقق شرط التمليك ،وال يمكن اعتبارها مدفوعا في
الحساب الجاري البنكي ،أما إذا كانت وديعة يستهلكها البنك ويلتزم برد مثلها ،فإن البنك يستهلك المبلغ
المدفوع ،وفي هذه الحالة يجوز قيد اإليداع والرد في الحساب الجاري[.]21
ثانيا :تبادل وتشابك المدفوعات.
يشترط لكي يكون الحساب جاريا ،أن تكون المدفوعات متبادلة ومتشابكة ،ومعنى المدفوعات متبادلة
هو أن يقوم كل من الطرفين بدور الدافع أحيانا ودور القابض أحيانا أخرى ،أو على األقل أن يكون
جائزا بمقتضى االتفاق على فتح الحساب[ ،]22وينتج عن ذلك أنه إذا لم تقدم المدفوعات إال من جانب
واحد كما لو كان أحد الطرفين دافعا دائما والطرف اآلخر قابضا دائما ،فال يعتبر الحساب جاريا.
فحتى يتحقق التبادل يجب أن يكون كل من الطرفين قابضا ودافعا أو بمعنى آخر أن توجد قيود في
الجانبين الدائن والمدين لكل من الطرفين في الحساب.
وال يلزم توافر هذا الشرط أن يتحقق التبادل فعال ،بل يكفي أن يكون تبادل المدفوعات ممكنا ومستطاعا
بمقتضى اتفاق الطرفين ،متى كان االتفاق قد تم على أن تكون هذه المدفوعات متبادلة[.]23
أما تشابك المدفوعات فيقصد بها استمراريتها بين الطرفين ،بحيث يجب أن تتخلل مدفوعات الطرف
األول مدفوعات الطرف الثاني لدرجة يبدو معها بشكل جلي التناوب على مركزي الدافع والقابض بين
طرفي الحساب الجاري العادي أو البنكي.
وال يكون هناك تشابك عندما يبدو من اشتغال الحساب الجاري أن مدفوعات أحد الطرفين ال تبدأ إال
حينما تنتهي مدفوعات الطرف الثاني ،بل يجب أن تتداخل المدفوعات فيما بينها وأن تحيط مدفوعات
احدهما من الواجهة الزمنية مدفوعات اآلخر مع مراعاة بداية ونهاية الحساب الجاري[.]24
بل أقره القضاء الفرنسي منذ القدم ،إذ صرحت محكمة Orlenبأن الحق الذي يقيد بالحساب الجاري
يختفي بمقتضى أثر التجديد ،ويحل محله مفرد محاسبي يخضع للقواعد الخاصة لهذا العقد[.]30
وهذا عن خصوصية قاعدة التجديد في إطار الحساب الجاري ،لكن السؤال الذي يطرح نفسه ،ما هي
النتائج التي تترتب نتيجة إعمال هذه القاعدة؟
الفقرة الثانية :آثار قاعدة التجديد.
يترتب عن التجديد طبقا للقواعد العامة زوال الدين القديم بما له من صفات وما له من تأمينات تضمن
للوفاء به ليحل محله دين جديد ،لكن على مستوى عقد الحساب الجاري فال يمكن تطبيق Hهذا األثر ،ألن
من أهم اآلثار التي تترتب عن إعمال قاعدة التجديد في إطار الحساب الجاري ،نجد أثر أول يتمثل في
تغيير المدفوعات (أوال) ،وأثر ثاني ،يتمثل في انقضاء ضمانات الدفوع (ثانيا).
أوال :تغير طبيعة المدفوع.
إن تحول الدين إلى مدفوع في الحساب باإلطالع ،يجعله يفقد الصلة بسببه األصلي إذ بمجرد تقييده يفقد
طبيعته التي كانت تالزمه من قبل ،وذلك بفعل التجديد ،فال ينظر إلى الدفعات مهما كان أصلها إال من
حيث كونها عنصرا عاديا في الحساب ذو طبيعة تجارية تبعا لطبيعة عقد الحساب باإلطالع[.]31
وبهذا يتم استبعاد القواعد التي كانت متحكمة في المدفوع ،قبل واقعة التقييد في الحساب ويصبح
خاضعا لقواعد القانون التجاري واألعراف التجارية البنكية.
وقد كرس هذا التوجه المشرع المغربي لمدونة التجارة بمقتضى المادة 498من نفس القانون بقوله” :
تفقد الديون المسجلة في الحساب صفاتها المميزة وذاتيتها الخاصة…”.
وبهذا يكون المشرع قد اعتبر انه بمجرد دخول الحق في الحساب باإلطالع –يفعل األثر التجديدي لهذا
األخير -يتحول إلى مفرد حسابي فاقدا بذلك عالقته مع الدين أو الحق األصلي الذي كان وراء وجوده،
ليصبح خاضعا لقواعد الحساب اإلطالع ،ولعل السبب في ذلك هو تسهيل عمل هذا الحساب في مجال
التسوية السريعة.
وينتج عن هذا التحول في طبيعة المدفوع عدة آثار تمس عدة مستويات من أهمها الفوائد والتقادم ،فعلى
المستوى األول –الفوائد -فإنه بمجرد ما يدخل الدين في الحساب باإلطالع ،يصبح مجرد مفرد من
مفرداته ،والتي يدمجها في كل لحظة يظهر رصيد مؤقت لفائدة أحد طرفي هذا العقد[.]32
أما على المستوى والمتعلق Hبالتقادم فإنه بمجرد دخول الدين في الحساب باإلطالع ،يصبح خاضعا لمدة
تقادم هذا األخير ،قاطعا بذلك الصلة مع مدة تقادمه األصلية والتي كان معموال بها قبل دخولها هذا
الحساب[.]33
ثانيا :انقضاء ضمانات المدفوع.
يترتب على إثر التجديد باإلضافة إلى تغيير طبيعة المدفوع انقضاء ضماناته وتأميناته التي كانت تحميه
قبل دخول الحساب[.]34
وعلى هذا األساس فلو كان للمدفوع في الحساب باإلطالع ،قبل دخوله هذا األخير ضمانات أو تأمينات
أو رهن أو أي حق شخصي أو عيني ،فإنها نزول بمجرد دخول المدفوع إلى هذا الحساب ويصبح أحد
مفرداته.
وهذا يبقى منطقا ،إذا نظرنا إلى الكيفية Hالتي يشتغل بها هذا الحساب ،إذ أن المدفوع يفقد ذاتيته
واستقالليته H،وكل ما كان يتصف به ليندمج مع باقي مفردات الحساب ،مما يؤدي إلى زوال ضماناته
وتأميناته[.]35
لذاك فإننا نجد بعض الفقه[ ]36قد أعطى إمكانية للطرفين على إبعاد الديون المضمونة Hبتأمينات اتفاقية
أو قانونية من الحساب باإلطالع ،بل أكثر من ذلك فهناك من اتجه إلى عدم إمكانية قطع كل ارتباط بين
الدين األصلي والمفرد الخاص به في الحساب ،خاصة إذا كان الدين األصلي باطال ،أو مشوب بأحد
العيوب.
وعموما فإنه بمجرد اتفاق الطرفين عن إبرام اتفاقية الحساب باإلطالع على دخول التأمينات وضمانات
الدين إلى الحساب ،فإنها تصبح مقررة لفائدة الرصيد الذي سيفسر عليه العقد وال يقتصر فقط على
المفرد المحاسبي المقابل األصلي[.]37
المبحث الثاني:
القواعد األخرى لتشغيل الحساب الجاري
يتميز الحساب الجاري بمجموعة من القواعد أثناء فتحه ،باإلضافة إلى قاعدتي تبادل المدفوعات
وقاعدة التجديد ،اللذان تحدثنا عنهما سابق ،توجد قواعد أخرى لتشغيل الحساب الجاري ،كقاعدة عدم
تجزئة المفردات ،وهي من المبادئ التي استقر عليها القضاء نظرا لدورها الهام في مجال تحقيقH
التسوية في المعامالت بين الطرفين (المطلب األول) كما توجد أيضا قاعدتا عمومية الحساب ورسملة
الفوائد لتشغيل الحساب الجاري (المطب الثاني).
المطلب األول :قاعدة عدم تجزئة مفردات الحساب الجاري.
ترتبط هذه القاعدة بقاعدة التجديد في الحساب تتحول إلى بنود ومفردات تندمج في كتلة ال تقبل Hاالنقسام
وال التجزئة ،بحيث ال يمكن اعتبار احد الطرفين دائنا أو مدينا للطرف اآلخر مادام أن الحساب مازال
مفتوحا[.]38
ويمكن استنباط مفهوم هذه القاعدة استنادا إلى المادة 498من م.ت ” تفقد الديون المسجلة في الحساب
صفاتها المميزة وذاتيتها الخاصة وتعتبر مؤداة وآنذاك ال يمكنها أن تكون موضوع أداء أو مقاصة أو
متابعة أو إحدى طرق التنفيذ أو التقادم بصورة مستقلة” بمعنى الحساب الجاري ال يمكن تجزئته.
وتستند فكرة عدم تجزئة الحساب الجاري إلى إقراره بقرار محكمة النقض الفرنسية سنة 1903حين
أكد ما يلي“ :عمليات الحساب الجاري تتابع الواحدة تلوى األخرى ،وتشكل جزءا ال يتجزأ ،وخالل هذه
الفترة ال يوجد حق وال دين مادام الحساب مفتوحا وإنما مفردات دائنة ومدينة ويظل المر كذلك إلى
حين قفل الحساب واستخراج الرصيد النهائي[.]39
بعدما تعرضنا لمفهوم هذا المبدأ ،سنخلص الحديث في تقسيم هذا المطلب إلى آثار تطبيق مبدأ عدم
تجزئة مفردات الحساب (الفقرة Hاألولى) على أن نتناول استثناءات قاعدة عدم تجزئة مفردات الحساب
في (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :اآلثار المترتبة عن عدم تجزئة مفردات الحساب.
تترتب عن مبدأ عدم التجزئة بعض اآلثار والنتائج والتي ستكون محل دراستنا في هذه الفقرة H،لذا
سنتطرق إلى عدم جوزا استخراج مفرد معين (أوال) على أن ننتقل Hإلى استقالل المفردات فيما بينها في
(ثانيا).
البد من اإلشارة إلى أن مصدر هذه القاعدة هو العرف التجاري الذي دأب على عدم اعتبار أي مدفوع
يقيد بالحساب الجاري وفاء لدين معين داخل هذا الحساب ،بل هذا المدفوع ،مجرد مفرد دائن يساهم مع
غيره من المفردات في تكوين كتلة واحدة تتقلص عند نهاية الحساب وذلك وفق المفهوم التقليدي لعدم
التجزئة الذي أصبح متجاوزا كما سنرى الحقا في هذا العرض في الفقرة الثانية من هذا المطلب ،حيث
أصبح الرصيد المؤقت له قيمة قانونية مجسدة فقها وقضاءا وتشريعيا.
لكن ما ينبغي التنبيه إليه وهو بخصوص استنزال المفردات (المدفوعات) داخل عقد تجزئة المرتكزات
األساسية للعقد وذلك نظرا لعدة أسباب:
ال يمكن معرفة الجزء الذي انقضى في الحساب مقابل دخول المدفوع الجديد ذلك نتيجة لمبدأ عدم .1
التجزئة ال يمكن أخد جزء عن انفراد من باقي األجزاء ،خاصة ذا كان الجزء محل استنزال محميا
بضمانات مما سيحول دون تحول هذه األخيرة إلى الرصيد.
لكي يكون أمام استنزال المدفوعات ،فال بد من وجود مجموعة من الديون المقبلة وهو ما ال يوجد .2
في الحساب الجاري.
استقالل المفردات فيما بينها يعتبر عائقا يحول دون استنزال مفرد من اآلخر من أجل إلغائه. .3
استنزال المدفوعات ال يفترض وجود الديون فقط ،بل يفترض عنصر األداء وما دام المدفوع في .4
الحساب الجاري ال يعتبر وفاء ،فال يمكن استنزال المدفوعات[.]44
استنزال المدفوعات يتعارض مع طبيعة عقد الحساب الجاري ،الذي يعرف حركة مستمرة ،كما أن .5
هذا األخير يفترض تسوية لكل مدفوع ،وهذا يتطلب توقف الحساب عن الجريان مما يتنافى مع
إرادة الطرفين التي اتجهت إلى االشتغال بالحساب الجاري بهدف تسوية سريعة لمعامالتها المتبادلة
والمسترسلة ،أو غير تسوية شمولية Hبواسطة المقاصة اإلجمالية عند إقفال الحساب الجاري[.]45
الفقرة الثانية :الرصيد المؤقت استثناء من عدم التجزئة.
طبقا للمادة 493من م.ت[ ]46فإن أداء الديون المقيدة في الحساب باإلطالع ،عن طريق إدماجها في
رصيد واحد ،يؤدي حتما إلى ضرورة نشوء رصيد جديد عند دخول كل دين في الحساب يسمى
بالرصيد المؤقت والمالحظ أن هذا الرصيد المؤقت لم يكن له أي قيمة قانونية في ظل التشريع القديم.
حيث لم يكن من الممكن التصرف فيه ال من طرف األطراف أنفسهم ،وال من الغير ،ولم يكن باإلمكان
إجراء أي حجز على هذا الرصيد الذي كان يؤدي في كثير من األحيان التهرب من االلتزامات،
خصوصا التزامات األغيار ،مما جعل المشرع المغربي من خالل مدونة التجارة بتدخل ليؤكد إمكانية
التصرف في الرصيد المؤقت (أوال) وإمكانية إجراء الحجز على الرصيد المؤقت (ثانيا).
أوال :إمكانية التصرف في الرصيد المؤقت.
بعد التطور الذي عرفه عقد الحساب الجاري ،أصبح الرصيد المؤقت قابال لكي يشكل مقابل وفاء ورقة
تجارية ،وأن يكون محل تحويل لحساب آخر.
وعلى هذا اإلحساس فالزبون يمكنه أن يسحب أوراقا تجارية على رصيده الدائن في مواجهة البنك ،كما
أن هذا الخير ملزم بالوفاء بقيمة Hكمبيالة سجلها الزبون رغم مديونية الرصيد وذلك تماشيا مع منطق
عقد الحساب الجاري حيث يلتزم الطرفين بتقديم مدفوعات متبادلة[.]47
وذلك استنادا للمادة 500من م.ت التي تنص على أنه“ :يمكن للزبون أن يتصرف حسب رغبته في
الرصيد المؤقت…”
وبالتالي يمكن لصاحب الحساب أن يتصرف في الرصيد المؤقت بكل أنواع التصرف وذلك إما
بالسحب المباشر أو إصدار الشيك أو بواسطة وسائل األداء الموجودة في مدونة التجارة[ ]48أي
بجميع التصرفات القانونية Hالتي تتالئم مع طبيعة العمل البنكي.
والمالحظ أن إمكانية التصرف في الرصيد المؤقت ،قد كانت محل نقاش بين الفقه ،ذلك أننا نجد البعض
من الفقه الذي اخذ بالنظرية Hالتقليدية في تماسك الحساب الجاري والذي يرى أنه حين إقفال هذا
الحساب ال يوجد ال حق وال دين مستحق ،مما ال يصلح معه المفرد الحسابي والذي يمثل حق أحد
الطرفين في مواجهة الثاني.
في حين يرى جانب آخر بأن الرصيد المؤقت يعتبر مقابل وفاء ورقة تجارية إذ ما كان الرصيد وقت
استحقاق الورقة التجارية المعنية يساوي قيمتها أو يفوق Hذلك[.]49
أما المشرع المغربي في هذا الخصوص ،فالمالحظ أنه قد حسم األمر بالنسبة لمدى إمكانية تصرف
صاحب الحساب باإلطالع في الرصيد المؤقت لهذا الحساب بالشيك أو الكمبيالة أو بأي وسيلة أخرى
من وسائل األداء التي تسلمها البنوك لعمالئها قصد التصرف في ودائعهم النقدية المدرجة في هذا النوع
من الحسابات[.]50
وعموما يمكن القول أن المشرع المغربي قد أوجد ضمانة هامة لحماية الزبون في الحساب باإلطالع
من خالل إعطائه إمكانية التصرف في الرصيد المؤقت.
ثانيا :إمكانية الحجز[ ]51على الرصيد المؤقت.
لقد استقر القضاء الفرنسي منذ زمن طويل على عدم إمكانية الحجز على الحساب الجاري أثناء
سريانه ،معلال ذلك بكون الحجز ال يمكن تصوره Hعلى مفردات الحساب طالما أنه لم يزل مفتوحا،
وبالتالي فإن الحجز كان مبلغ معين يعتبر حجزا غير صحيح[.]52
وهذا ما كرسته ابتدائية الرباط في أمر صادر عنها بأن “مفعول الحجز على الحساب الجاري يتأجل
لغاية قفل الحساب وتحديد الرصيد الدائن[.]53
وقد لقي اجتهاد محكمة النقض نقدا منه مجموعة من الفقهاء الذين يرون في ذلك إهدارا لحقوق الدائنين
إذ يستطيع المدين تفريغ الحساب قبل قفله.
ما ذهب بالقضاء الفرنسي بأن يتجه إلى النقيض من ذلك ،حيث قضت محكمة النقض الفرنسية بحكم
شهير سنة 1973بأن“ :الرصيد المؤقت يعتبر عنصرا من عناصر الدائنية الحالة دون حاجة إلى
انتظار غلق الحساب”[.]54
وهو االتجاه الذي صار عليه المشرع المغربي ،حيث أقر بجواز الحجز على الرصيد المؤقت للحساب
باإلطالع من طرف أحد دائني الزبون من خالل الفقرة الثانية من المادة 500م.ت ” :يكون هذا الرصيد
قابال للحجز من طرف أي دائن للزبون”H.
وبذلك يكون المشرع قد قطع الشك حول قابلية الرصيد المؤقت للحجز عليه[ ،]55كما أن المشرع قد
تبنى المفهوم الصحيح للحجز الذي يوقعه لدى الغير[ ]56أحد دائني صاحب الحساب باإلطالع ،والرأي
فيما نعتقد أنه صادق الصواب ألن المنطلق القانوني السليم يقتضي الحجز على الرصيد المؤقت لفائدة
الزبون ،وليس الحجز على الحساب باإلطالع إذ أن هذا األخير يشمل دائنية ومديونية Hكل الطرفين وال
يعقل أن يقع الحجز على مديونية أحد الطرفين.
والواقع العملي جرى على أن بمجرد توصل البنك بما يفيد الحجز القضائي على حساب الزبون ،بادر
بتنفيذ األمر بالحجز في حدود المبلغ المحجوز عليه ،فيبدأ بتجميده وإال أخبر المحكمة باستحالة هذا
الحجز لعدم وجود رصيد مؤقت دائن يمكن حجزه[.]57
والحجز فيه األصل بفتح فترة تصفية العمليات الجارية في يوم توقيعه ،بمعنى أن الديون الناتجة عن
هذه التصفية يجب أن تقيد بالحساب ،ويكون لرصيد الناتج من هذا القيد هو محل الحجز ،ويقصد
بالعمليات الجارية بين طرفي الحساب وقت الحجز ،هي العمليات السابقة على الحجز.
ويرجع السبب في ضرورة قيد الديون الناتجة عن العمليات الجارية بعد الحجز إلى مبدأ احترام الحقوق
المكتسبة للغير الذي يكون قد اكتسبها على الرصيد المؤقت الدائن قبل توقيع الحجز حيث يلتزم البنك
بان يدفع قيمة الشيكات المسحوبة قبل الحجز من مبلغ الرصيد المؤقت الدائن.
وقد اعتبر القضاء الفرنسي أن العبرة في هذا الشأن بتاريخ سحب الشيك وليس Hتاريخ توقيع الساحب،
ويقع Hعبئ إثبات أسبقية سحب الشيك على عاتق الحامل ،ويجوز له إثباتها بكافة طرق اإلثبات ألنها
واقعة مادية[.]58
غير أن ما تجب اإلشارة إليه هو أن التجميد ال يعني إقفال الحساب باإلطالع إذ يبقى للبنك تسجيل
العمليات الالحقة إلخطاره في كشف جديد أو حساب جديد في انتظار تحديد الرصيد المؤقت للحساب
عن طريق تصفية العمليات الجارية يوم توقيع الحجز[.]59
المطلب الثاني :قاعدتا عمومية الحساب ورأسملة الفوائد.
إن الغرض من الحساب الجاري هو تسوية الديون الناتجة عن عمليات الطرفين ،واألصل هو عمومية
الحساب (الفقرة Hاألولى) بحيث يشمل كل ديون الطرفين كما يشكل استحقاق الفوائد عبر تقنية Hرسملة
الفوائد (الفقرة الثانية) من أهم النتائج التي تترتب على نشوء رصيد جديد مؤقت عند دخول كل دينا في
الحساب الجاري.
الفقرة األولى :قاعدة عمومية الحساب الجاري.
يعتبر هذا المبدأ (عمومية الحساب) مفترض في الحسابات الجارية ،حيث الهدف األساسي من فتح
الحساب الجاري هو تحقيق Hدفع الديون المتبادلة بين طرفيه (البنك والزبون) H،إذن من الطبيعي أن يتم
تنفيذ كل االلتزامات الناشئة من خالله ودون اللجوء إلى اتفاق خاص بكل عملية بين الطرفين ،حيث
تتجه إرادتهما إلى أن هذا الحساب يشمل كل العمليات التي تتم بينهما.
وما دام أن هذا المبدأ ال يتعلق بالنظام العام فإن الطرفين يمكنهما استثناء أي عملية وإبعادها خارج
نطاق الحساب الجاري كما تفترض هذه القاعدة أن كل الديون تدخل الحساب ،غير أنه الديون ينبغي أن
تكون قاصرة على الديون الناجمة عن عالقات األعمال ،وبذلك يستثنى الديون الناشئة عن العالقات
العائلية وتلك الناشئة عن الجرائم وأشباه الجرائم وكذا الديون المضمونة بتأمينات اتفاقية أو قانونية[H
.]60
ومن بين قواعد هذا المبدأ كذلك ما يعرف بالتخصيص االتفاقي لبعض الديون ،حيث يمكن تخصيص
بعض الديون ألغراض خاصة وذلك بإرادة الطرفين الصريحة أو الضمنية ،كما لو أعطى الزبون إلى
البنك مبلغا من المال مخصصا إياه للوفاء بكمبيالة ،فإن هذا المبلغ ال يحتسب في الرصيد[.]61
ولعل السبب أكثر انتشارا االتفاق الطرفين على إبقاء عملية ما خارج الحساب الجاري ،يتمثل في عدم
إدخال دين مضمون بضمان خاص ،ألن هذا الضمان قد يضيع إذ ما قيد ذلك الدين في الحساب الجاري.
ويتضح موقف المشرع المغربي من مبدأ عمومية الحساب في المادة 494من مدونة التجارة[،]62
حيث يفترض عمومية الحساب إال في حاالت استثنائية هي نفسها التي أقرها الفقه ،التي تحدثنا عنها
سالفا.
الفقرة الثانية :رأسملة الفوائد.
يقصد برأسملة الفوائد تلك الفوائد الناتجة عن فوائد داخل الحساب الجاري تفرضها خصوصية هذا
العقد ودوره في مجال التسوية السريعة للمعامالت المتبادلة.
فالرأسملة هي منطقية Hداخل نظام التسوية بمقتضى عقد حساب جاري يستفيد كال الطرفين من الفوائد
طبقا للفصل 872 Hمن ق.ل.ع ” فوائد المبالغ التي تتضمنها الحسابات الجارية تستحق بقوة القانون على
من يكون مدينا بها من الطرفين ،ابتداء من يوم ثبوت تقديمها”.
وتنص المادة 495من مدونة التجارة عل أنه ” :تسري الفوائد بقوة Hالقانون لفائدة البنك”.
وبقراءة متأنية لهذين النصين نالحظ أن المشرع المغربي يميز بين نوعين من الحسابات بخصوص
إنتاج فوائد الحساب الجاري والذي ال يكون أحد طرفيه مؤسسة بنكية( ،حيث إن الحساب يرتب فوائد
بقوة Hالقانون لفائدة من يكون الحساب بدائنه) والحساب باإلطالع والذي يرتب فوائد بقوة القانون لفائدة
البنك فقط[.]63
وبالرجوع إلى المادة 496من مدونة التجارة نجد أنها تنص على أن ” :يبين كشف الحساب بشكل
ظاهر سعر الفوائد والعموالت ومبلغها وكيفية احتسابها” وهذا يعني أن المؤسسة البنكية تتقاضى
عموالت عن مسكها للحساب باإلطالع وذلك إلى جانب الفوائد.
ولقد جرى العرف البنكي قبل صدور مدونة التجارة على احتساب الفوائد على رأس كل ثالثة أشهر
لتضاف إلى رأسمال المنتج للفوائد ،وهذا العرف تجسد تشريعا بمقتضى المادة 497من م.ت[،]64
وهذا ما يتعارض مع الفصل 873من ق.ل.ع“ H:ال يسوغ حساب الفوائد إال على أساس سعر يعين عن
سنة كاملة ويسوغ في الشؤون التجارية ،احتساب الفوائد بالشهر ،ولكن ال يسوغ اعتبارها من رأس
المال المنتج للفوائد ،حتى في الحسابات الجارية إال بعد انتهاء كل نصف سنة.
وهذا على العكس تماما لما تنص عليه المادة 497من م.ت التي تعطي للبنك فقط من تقاضي فوائد
على فوائد الحساب الجاري.
وانطالقا من النصين السابقين ،يظهر تعارض النص العام مع النص الخاص وال يوجد تفسير لهذا الحق
سوى الهيمنة وقوة الضغط التي يمارسها اللوبي البنكي ،وهذه الهيمنة تجعل من الحساب الجاري
المكشوف لجانب البنك هو الشائع داخل األبناء المغربية[.]65
وتجدر اإلشارة أن شروط إجراء رأسمالية الفوائد داخل عقد الحساب الجاري تتحدد وفق ثالث
شروط:
* الشرط األول :أن يكون حساب جاري بين طرفين ،فال يتصور أي رأسملة للفوائد داخل أي نوع
آخر من الحسابات البنكية Hغير الحساب الجاري ،فهذه الرأسمالية تفرضها وظيفة هذا الحساب في
مجال التسويةH.
* الشرط الثاني :أن يكون الحساب الجاري في حالة اشتغال ،هذا الشرط يحقق دور التسوية الذي
يقوم عقد الحساب الجاري والذي يمنع خروج المفرد الحساب الممثل بمبلغ الفائدة على انفراد بل
يفرض بقائه داخل الحساب.
* الشرط الثالث :أن يلتزم البنك باإلرسال الدوري للكشوفات الحسابية وفي الختام ما ينبغي اإلشارة
إليه هو أن القضاء المغربي يلزم بالتأكد من هذه الشروط ومدى توافرها في الطلبات المرفوعة من
طرف األبناك بشأن رأسملة الفوائد حيث يجب القضاء أن يكون ملما بالعمل البنكي وتقنياته Hألن هذا
األخير ،ال ينبغي فقط عليه النظري بل يتطلب قانونا وعمليا ألن الحساب الجاري هو عرف بني وعمل
قضائي[.]66
الخاتمة:
على الرغم من تدخل المشرع المغربي لتنظيم أحكام عقد الحساب الداري بصفة Hعامة وقواعد تشغيل
الحساب الجاري بصفة خاصة ،ضمن العقود التجارية وفق مقتضيات مدونة التجارة والقانون البنكي،
فإن ذلك يبقى قاصرا لإلجابة على كل اإلشكاالت التي يطرحها الموضوعH.
على سبيل المثال ال الحصر ،استئثار البنك فقط في تقاضي فوائد عن فوائد الحساب الجاري دون
الزبون.
وبالتالي فالمادة 195من مدونة التجارة ال توفر الحماية الالزمة للزبون باعتباره الطرف الضعيف مما
يقتضي تدخل تشريعي يعطي الحق لهذا األخير بالمطالبة بالفوائد إذ كان هو الطرف الدائن.
ولذلك فإن اكتمال تنظيم عقد الحساب الجاري ،لن يتحقق Hإال على ضوء العرف والعمل البنكي وما
يتالئم مع المصالح المشروعة لطرفي العقد.
ويظل تدخل القضاء أمرا ال غنى عنه من أجل المساهمة في زرع الثقة بين مختلف الفاعلين التجاريين
والمعول عليه لسد الفراغ الذي يعتري نصوص مدونة التجارة والقانون البنكي وتحقيق Hالتوازن بين
طرفي عقد الحساب الجاري.
[ – ]1فقد وضع الفقيهان كافلدا وتوفلي “مفهوم الحساب البنكي انطالقا من المفهوم العام للفظ الحساب
الجاري ،فالحساب في دورته األصلية والمبسطة هو جدول رقمي يعبر عن وضع معين بوحدات نقدية.
[Traité théorique et pratique du droit commercial principes du droit « – ]2
.commercial » Recueil DALLOZ. 2005, P 674
[ – ]3ظهير شريف رقم 1.96.83صادر بتاريخ 15من ربيع األول 1417فاتح أغسطس 1996
بتنفيذ القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة بتاريخ 3أكتوبر 1996الجريدة الرسمية عدد
،4418ص .2187
[ – ]4محمد لفروجي “العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون Hالبنكي” سلسلة الدراسات القانونية ،2
مطبعة النجاح الجديدة ،2000ص .78
[ – ]5ياسر حموش “تأثير فتح مساطر صعوبات المقاولة Hعلى العقود البنكية –االعتماد البسيط
والحساب باإلطالع نموذجا -رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار ،جامعة محمد األول،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،الموسم الجامعي ،2010-2009ص .82
[ – ]6محمد جنكل “العمليات البنكية” الجزء األول ،العمليات البنكية المباشرة ،الطبعة األولى ،مطبعة
النجاح الجديدة البيضاء ،2003ص .47
[ – ]7عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي” أطروحة لنيل الدكتوراه في
القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية الرباط ،الموسم الجامعي ،2004-2003ص .55
[ – ]8عبد الرحيم المودن ،نفس المرجع ،ص .55
[ – ]9إلياس نصيف “الحساب الجاري في القانون المقارن” طبعة ،1992ص ،88أشار إليه عبد
الرحيم المودن ،ص .56
[ – ]10مصطفى كمال طه “العقود التجارية وعمليات البنوك –دراسة مقارنة ”-منشورات الحلبي
الحقوقية ،بيروت لبنان ،بدون ذكر الطبعة وسنة الطبع ،ص .123
[ – ]11جمال الدين عوض “عمليات البنوك من الوجهة القانونية” ،دار النهضة العربية ،القاهرة طبعة
1981ن ص ( 258أشار إليه عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي”
مرجع سابق ،ص .)57
[.Escarat et Rault, principes de droit commercial. Op. cit, P 321 – ]12
[ – ]13قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 19/1/05تحت عدد 7في الملف التجاري عدد
،111/05منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ،151ص 291وما بعدها.
[ – ]14قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) بتاريخ 9/2/2004تحت عدد
،152في الملف عدد ،59/06المجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت عدد 17و ،18ص 179
وما يليها.
[ – ]15قرار صادر بتاريخ 7/11/2013تحت عدد 1616في الملف عدد ،986/05بمجلة المعيار
عدد ،40ص 253وما يليها.
[ – ]16أشار إليه عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .58
– .Escarat et Rault. Op. cit, P 359
[ – ]17عبد اللطيف شبيب “الجوانب القانونية للحساب الجاري” رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا،
جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية
،1994-1993ص .117
[ – ]18علي جمال الدين لوخي ،مرجع سابق ،ص .267
[ – ]19عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي ،مرجع سابق ،ص .60
[ – ]20قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) بتاريخ 8/4/2002تحت عدد
400ملف تجاري عدد ،287/05مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ،70ص 221وما يليهاـ
لالستفادة أكثر راجع كذلك القرارات التاليةH:
– قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 09/05/2006تحت عدد 694ملف عدد ،1589/07
مجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد ،72ص 191وما يليها.
– قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش ،بتاريخ ،07/05/2008تحت عدد 512في
الملف عدد 94و ،308/16مجلة المحاكم التجارية ،عدد 5و ،6ص 120وما يليها.
[ – ]21عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي ،مرجع سابق ،ص .61
[ – ]22أحمد محمود جمعة “مبدأ عدم تجزئة مفردات الحساب الجاري في الفقه والقضاء” منشأة
المعارف اإلسكندرية دون ذكر الطبعة وسنة الطبع ،ص .70
[ – ]23مصطفى طه “الوجيز في القانون التجاري” بدون ذكر المطبعة ،1971ص ،476أورده
أحمد محمود جمعة ،مرجع سابق ،ص .71
[ – ]24محمد صالح بك “الحساب الجاري” مجلة االقتصاد والقانون ،1937ص 504ـ أورده عبد
الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .67
[ – ]25عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي ،مرجع سابق ،ص 127وما
يليها.
[.Gavalda et Stofflet droit de la banque, op. cit, P 488 – ]26
أشار إليه ياسر حموش “تأثير فتح مساطر صعوبات المقاولة Hعلى العقود البنكية –االعتماد البسيط
والحساب باإلطالع نموذجا -مرجع سابق ،ص .83
[ – ]27محمد لفروجي “العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي” مرجع سابق ،ص .107
[ – ]28قرار صادر بتاريخ 6/2/2007تحت عدد 141في الملف عدد ،1512/05منشور بمجلة
المحاكم التجارية عدد ،2ص 156وما يليها.
[ – ]29مصطفى كمال طه “العقود التجارية وعمليات البنوك” مرجع سابق ،ص .40
[ – ]30أشار إليه عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .134
[ – ]31محي الدين إسماعيل “علم الدين” موسوعة أعمال البنوك من الناحيتين القانونية والعملية”
الجزء األول ،دار النهضة العربية القاهرة ،1993ص .307
[ – ]32ياسر حموش “تأثير فتح مساطر صعوبات المقاولة على العقود البنكية H،مرجع سابق ،ص .85
[ – ]33سميحة القيلوبي “األسس القانونية Hلعمليات البنوك” دار الجيل للطباعة ،مصر ،1992ص
.218
[ – ]34عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي ،مرجع سابق ،ص .139
[ – ]35محمد جنكل “العمليات البنكية” الجزء األول ،مرجع سابق ،ص .59
[ – ]36محمد لفروجي “العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي” مرجع سابق ،ص .108
[ – ]37الصنهاجي بوبكر “الحساب البنكي على ضوء مدونة التجارة والقانون البنكي” تقرير لنيل
دبلوم الدراسات العليل المعمقة في الحقوق H،شعبة القانون الخاص ،تخصص قانون األعمال ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية
،1999-1998ص .74
[ – ]38محمد جنكل “العمليات البنكية” الجزء األول ،مرجع سابق ،ص .66
[ – ]39قرار صادر بتاريخ 26يونيو 1903عن محكمة النقض الفرنسية ،أورده عبد الرحيم المودن
“النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي ،مرجع سابق ،ص .152
[ – ]40عبد الرحيم المودن ،نفس المرجع ،ص .159
[ – ]41عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .160-159
[ – ]42مقتطف من محاضرة ألقاها األستاذ سعيد الروبيو ،على طلبة الفوج السابع ،بتاريخ
.06/12/2013
[ – ]43المادة 676من مدونة التجارة تنص على أنه“ :إذا تم إعادة بيع مال كان البائع قد احتفظ
بملكيته H،أمكن استرداد الثمن أو الجزء من الثمن الذي لم يؤد أو لم يكن موضوع Hتسليم كمبيالة أو سند
ألمر أو شيك ،ولم يتم تقييده في الحساب الجاري بين المدين والمشتري عند تاريخ الحكم بفتح
المسطرة”
[ – ]44الفقرة األولى من المادة 498من مدونة التجارة.
[ – ]45عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،الصفحات ،164-163-162-161بتصرف.
[ – ]46تنص المادة 493على أنه ” :الحساب باالطالع عقد بمقتضاه يتفق البنك مع زبونه على تقييد
ديونهما المتبادلة في كشف وحيد على شكل أبواب دائنة ومدينة ،والتي بدمجها يمكن في كل حين
استخراج رصيد مؤقت لفائدة أحد األطراف”
[ – ]47مقتطف من عرض تمت مناقشته تحت إشراف الدكتور سعيد الروبيو ،ماستر عقود وعقار،
مجزوءة العقود البنكية H،السداسي الثالث ،السنة الجامعية ،2014-2013ص .10
[ – ]48من المادة 229من م.ت إلى المادة 233من م.ت.
[ – ]49محسن شفيق “األوراق التجارية” دار النهضة العربية القاهرة ،طبعة ،1954ص .709
[ – ]50محمد لفروجي ،مرجع سابق ،ص .121
[ – ]51يقصد بالحجز لدى الغير :ذلك اإلجراء المسطري الذي يستطيع الدائن أن يتعرض بين يدي
مدين مدينه على كل المبالغ والقيم المنقولة التي يمسكها هذا األخير في حساب المدين وأن يستوفي دينه
من تلك المبالغ والقيم المنقولة Hوقد نظمه المشرع المغربي من الفصل 488 Hإلى الفصل 496من قانون
المسطرة المدنية.
[ – ]52قرار لمحكمة النقض الفرنسية في 23يناير ،1992أورده عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق،
ص .167
[ – ]53أمر صادر عن ابتدائية الرباط بتاريخ 06/07/1997ملف عدد ،898منشور بمجلة المدن
القانونية Hالعدد 17يونيو .1999
[ – ]54قرار لمحكمة النقض الفرنسية في 13نونبر ،1973أورده عبد الحق بوكبيش “الحساب
باإلطالع في مدونة التجارة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،في قانون األعمال بوجدة،
الموسم الجامعي ،2000-1999ص .42
[ – ]55شأنه شأن المشرع الليبي من خالل المادة 207والمشرع التونسي من خالل المادة .739
[ – ]56األطراف الثالثية H:المحجوز عليه هو الرصيد المؤقت؛ المدين هو الزبون الدائن للبنك
بالرصيد؛ الغير هو البنك المفتوح لديه الحساب.
[ – ]57عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .209
[ – ]58محمد جنكل “العمليات البنكية المباشرة”مرجع سابق ،ص 88بتصرف.
[ – ]59محمد لفروجي ،مرجع سابق ،ص .130
[ – ]60عبد الحق بوكبيش “الحساب باإلطالع في مدونة التجارة الجديدة ،تشغيل وغلق Hالحساب”،
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،وحدة البحث والتكوين الضمانات التشريعية في قانون
األعمال المغربي ،كلية العلوم القانونية Hواالقتصادية واالجتماعية وجدة ،الموسم الجامعي -1999
،2000ص .25
[ – ]61عبد الحق بوكبيش ،مرجع سابق ،ص .26
[ – ]62تنص المادة 494من مدونة التجارة ” :غير أنه يفترض إال في حالة التنصيص على خالف
ذلك ،خارج الحساب.
-1الديون المضمونة بتأمينات اتفاقية أو قانونية؛
-2الديون التي ال تنتج عن عالقات األعمال العادية”
[ – ]63محمد جنكل ،مرجع سابق ،ص .72
[ – ]64المادة 497من م.ت تنص على أنه ” :يسجل في الرصيد المدين للحساب دين الفائدة للبنك
المحصور كل ثالثة أشهر ،ويساهم ،احتماال ،في تكوين رصيد لفائدة البنك ينتج بدوره فوائد”
[ – ]65عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .285
[ – ]66عبد الرحيم المودن ،مرجع سابق ،ص .286