Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 18

‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫كموني يونس‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬
‫مختبر القانون و التنمية‬
‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر الحساب الجاري من أهم الحسابات البنكية[‪ ،]1‬ويفتح عادة للتجار‪ ،‬ويشتمل قيد المبالغ الناتجة‬
‫عن العمليات التي يجريها الزبون في نطاق تجارته مع البنك والتي يترتب عنها رصيد يمكن أن يكون‬
‫دائنا‪ ،‬وفي أغلب الحاالت مدينا لفائدة البنك‪ ،‬مما يؤدي إلى منح الزبون ائتمانا من قبل البنك في الحدود‬
‫المتفق عليها‪ ،‬ويعتبر الحساب الجاري من أهم الحسابات التقليدية التي تمنحها البنوك لزبنائها التجار‪.‬‬
‫وقد تعددت التعاريف التي أسندت لمفهوم الحساب الجاري حسب الفقه وبعض التشريعات‪ ،‬بحيث‬
‫عرفه الفقيهان الفرنسيان (ليون كان ورونو)‪ ]2[H‬بقولهما أنه‪“ :‬عقد بين شخصين‪ ،‬يتعهد بموجبه‬
‫المتعاقدان‪ ،‬نتيجة للعمليات التي قد تجري بينهما‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى تسليم أحدهما اآلخر نقودا‬
‫وأمواال‪ ،‬بأن تفقد الديون التي تنشأ عن هذه العمليات ذاتيتها وتتحول‪ H‬إلى دفعات تقيد في المطالب‬
‫والمجهودات بحيث يصبح الرصيد النهائي الناشئ عن المقاصة الجارية بين هذه الدفوعات وحده دينا‬
‫مستحقا األداء”‪.‬‬
‫في حين نجد قانون التجارة الكويتي عرفه بمقتضى المادة ‪ 388‬على أنه‪“ :‬الحساب الجاري عقد يتفق‬
‫بمقتضاه شخصان على أن يقيدا في حساب عن طريق مدفوعات متبادلة ومتداخلة الديون الناشئة عن‬
‫العمليات التي تتم بينهما‪ ،‬من تسلم نقود أو أموال وأوراق تجارية قابلة للتمليك وغيرها‪ ،‬وأن يستعيضا‬
‫عن تسوية هذه الديون كل دفعة على حدة بتسوية نهائية ينتج عنها رصيد الحساب عند قفله”‪.‬‬
‫أما مدونة التجارة المغربية[‪ ]3‬فقد ميزت في إطار العقود البنكية‪ H،‬الباب المتعلق بالحساب البنكي‪ ،‬بين‬
‫حساب باإلطالع “‪ ”Compte à vue‬وحساب ألجل‪ ،‬وقد ورد في المادة ‪ 487‬أن‪ ” :‬الحساب البنكي‪،‬‬
‫إما حساب باإلطالع أو حساب ألجل”‪ ،‬كما عرفت المادة ‪ 493‬من مدونة الحساب باإلطالع بأنه‪ ” :‬عقد‬
‫بمقتضاه يتفق البنك مع زبونه على تقييد ديونهما المتبادلة في كشف وحيد على شكل أبواب دائنة‬
‫ومدينة‪ ،‬والتي بدمجها يمكن في كل حين استخراج رصيد مؤقت لفائدة أحد األطراف”‬
‫والمالحظ أن ما ورد في المادة ‪ 493‬ممن مدونة التجارة يعتبر أول تعريف يضعه المشرع المغربي‬
‫لحساب البنكي بصفة عامة‪ ،‬ذلك أنه لم يسبق أن كان هناك على المستوى التشريعي في بلدنا أي نص‬
‫قانوني يتعرض لتعريف هذا الحساب[‪.]4‬‬
‫وكما ال يخفى أن الهدف من وراء إبرام عقد الحساب الجاري من لدن البنك وزبونه يكمن في رغبتهما‬
‫في تسوية العمليات التي تتم بينهما‪ ،‬هذه التسوية التي تكون عن طريق لجوء الطرفين في كل وقت‬
‫وحين إلى دمج ديونهما المتبادلة‪ ،‬المقيدة على شكل أبواب دائنة ومدينة في كشف واحد‪ ،‬وإجراء‬
‫المقاصة بين الباب الدائن والباب المدين الستخراج الرصيد المؤقت أو النهائي إن اقتضى الحال‪ ،‬الذي‬
‫قد يكون دائنا بالنسبة ألحدهما ومدينا بالنسبة لآلخر‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإنه يترتب على الحساب الجاري آثار معينة‪ ،‬تتمثل في اتخاذ كل من الطرفين من‬
‫أطراف الحساب الجاري صفة الدافع وصفة‪ H‬القابض‪ ،‬وهو ما يعبر عنه بقاعدة تبادل المدفوعات‪ ،‬هذا‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫إلى جانب كون الدين المدفوع يتحول إلى مجرد مفرد في الحساب يفقد معه كل ضمانة‪ ،‬وتعرف هذه‬
‫القاعدة بفكرة التجديد‪.‬‬
‫وزيادة على قاعدتي تبادل المدفوعات وقاعدة التجديد هناك قواعد أخرى يتعين توفرها لتشغيل الحساب‬
‫الجاري‪ ،‬وتتمثل في عدم تجزئة مفردات الحساب وقاعدتي عمومية الحساب ورسملة الفوائد‪.‬‬
‫وبالتالي ما يالحظ أن أهمية هذا الموضوع تتجلى فيما للحساب الجاري من أهمية في تمييز العمليات‬
‫المتبادلة بين األطراف‪ ،‬وكذا في معرفة خصوصية قواعد تشغيل هذا الحساب‪ ،‬مما يدفعنا إلى التساؤل‬
‫عن كيفية تشغيل هذا الحساب؟ ما هي القواعد التي يجب توفرها ألجل تشغيله؟ ثم ما هي خصوصية‬
‫هذه القواعد؟ وما هي اإلشكاالت القانونية التي تنتج عن إعمال هذه القواعد؟‬
‫هذه األسئلة وغيرها سوف نحاول اإلجابة عنها وفق الشكل اآلتي‪:‬‬
‫– المبحث األول‪ :‬قاعدتي تبادل المدفوعات والتجديد‪.‬‬
‫– المبحث الثاني‪ :‬القواعد األخرى لتشغيل الحساب الجاري‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫قاعدتي تبادل المدفوعات والتجديد‬
‫إن عقد الحساب الجاري ال يشكل في حد ذاته غاية لطرفيه‪ ،‬وإنما الغاية المرجوة منه هي تبسيط‬
‫وضمان تسوية المعامالت المسترسلة بين البنك وزبونه‪ H،‬ومن ثم فهو ال يمكن أن يرتب آثاره إال إذا تم‬
‫تشغيله‪.‬‬
‫واعتبارا لما يحظى به تشغيل الحساب باإلطالع من أهمية قصوى‪ ،‬إذا ما نظرنا إلى القواعد المتحكمة‬
‫في هذا التشغيل‪ ،‬والتي يتجلى هدفها األساس حسب بعض الفقه[‪ ،]5‬في خدمة التسوية السريعة‬
‫لمختلف معامالت طرفيه عن طريق لجوئهما في كل لحظة وحين إلى دمج ديونهما المتبادلة‪ ،‬المقيدة في‬
‫شكل أبواب دائمة‪ ،‬وأخرى مدينة في كشف وحيد وإجراء‪ ،‬المقاصة‪  ‬بين بابي هذا الحساب بغية‬
‫استخراج الرصيد المؤقت أو النهائي واللذان يبينان مركز بعضهما البعض‪.‬‬
‫فإنه يجدر بنا التطرق لقاعدة تبادل المدفوعات (المطلب األول) وقاعدة التجديد (المطلب الثاني)‪ ،‬على‬
‫أساس أنهما تعتبران من القواعد المتحكمة في تشغيل هذا النوع من الحسابات إلى جانب باقي القواعد‬
‫األخرى‪ .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قاعدة تبادل المدفوعات‪.‬‬
‫تعتبر قاعدة تبادل المدفوعات من أهم القواعد التي يرتكز عليها الحساب الجاري‪ ،‬بحيث أن كل من‬
‫الطرفين يأخذ صفة الدافع وصفة القابض على اعتبار أنه ال يمكن تصور حساب جاري في حالة وجود‬
‫دفع من طرف واحد‪ ،‬ويعد هذا الشرط كذلك من العناصر المميزة للحساب الجاري عن الحساب العادي‬
‫أو البسيط‪ ،‬لذا ال يجوز االتفاق على أن يكون أحد طرفي هذا الحساب دافعا طوال مدة سريان الحساب‬
‫الجاري‪ ،‬ويكون الطرف اآلخر قابضا فقط[‪.]6‬‬
‫كما يرتبط وجود عقد الحساب بوجود مدفوعات متبادلة بين الطرفين فهذا العقد وجد أصال لقيد هذه‬
‫المدفوعات وتسويتها باعتبارها نتيجة لمعامالت متبادلة بين طرفيه‪ ،‬وهذا يعني أنه إذا لم توجد هذه‬
‫المدفوعات اقتضى ذلك عدم وجود حساب جاري[‪.]7‬‬
‫ومن أجل صحة المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري البد من توفر مجموعة من الشروط‬
‫نلخصها في أربعة شروط‪ :‬تتمثل في تماثل المدفوعات‪ ،‬وضرورة أن تكون ناتجة عن ديون مؤكدة‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫(الفقرة‪ H‬األولى)‪ ،‬إضافة إلى ضرورة تقديم هذه المدفوعات على سبيل التمليك‪ ،‬وتبادل المدفوعات‬
‫(الفقرة‪ H‬الثانية)‪ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شرط تماثل المدفوعات وكونها ناتجة عن ديون مؤكدة‪.‬‬
‫لصحة المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري‪ ،‬البد من توفرها على شروط معينة ويعد شرط‬
‫تماثل المدفوعات (أوال)‪ ،‬وضرورة كون هذه المدفوعات ناتجة عن ديون مؤكدة من بين هذه الشروط‬
‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تماثل المدفوعات‪.‬‬
‫في بعض األحيان قد تنشأ المدفوعات إثر عمليات متعددة كالودائع أو التحويالت أو تحصيل األرباح أو‬
‫البضائع أو الفوائد…‪ ،‬لكنها تتجسد داخل عقد الحساب الجاري في صورة واحدة ومماثلة‪ ،‬حيث تأخذ‬
‫شكل قيود محاسبية مجزأة بين الجانبين الدائن والمدين لهذا الحساب[‪.]8‬‬
‫فعند القول بأن المدفوعات تتكون من إحدى المصادر المشار إليها أعاله‪ ،‬فإن هذه التسمية تشير إلى‬
‫موضوع العملية األصلية التي كانت السبب في نشأة الدفوع[‪ ]9‬الذي يعتبر حقا لصالح الدافع ضد‬
‫القابض‪ ،‬يقيد قيمته نقدا بالحساب الجاري‪.‬‬
‫وبالتالي فإنه كيفما كانت مصادر المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري‪ ،‬فالنتيجة دائما واحدة‪،‬‬
‫والتي تتجلى في وجود مفردات حسابية بالجانب الدائن لهذا الحساب‪ ،‬وآخر بجانب المدين تكون محال‬
‫مناسبا لمقاصة سريعة واندماج مباشرة داخل الرصيد المؤقت الذي يظهر في كل لحظة‪ ،‬في انتظار‬
‫حلول موعد المقاصة اإلجمالية عند إقفال الحساب وظهور الرصيد النهائي‪.‬‬
‫وشرط المثلية في المدفوعات التي تدخل في الحساب الجاري يعتبر شرط متوفر دائما‪ ،‬ويتمثل في‬
‫وجود قيود محاسبية منها ما هو مقيد بالجانب الدائن وأخرى بالجانب المدين بحيث تسهل مقاصتها‬
‫واندماجها مباشرة في الرصيد الجاري الذي يظهر في كل لحظة‪ ،‬وهذا هو الهدف من اشتراط المثلية‬
‫في المدفوعات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تكون المدفوعات ناتجة عن ديون مؤكدة‪.‬‬
‫إلى جانب وجود مدفوعات من نوع واحد‪ ،‬فإنه يشترط كذلك أن تكون المدفوعات ناتجة عن ديون‬
‫مؤكدة‪.‬‬
‫بحيث يجب أن يكون المدفوع ناشئا عن دين محقق الودود ومعين المقدار‪ ،‬فإذا كان الدن منازعا فيه أو‬
‫كان معلقا على شرط واقف‪ ،‬فال يجوز قيه في الحساب الجاري إال بعد انتهاء النزاع بشأنه أو بعد‬
‫تحقق الشرط[‪.]10‬‬
‫أما إذا كان الدين معلقا على شرط فاسخ‪ ،‬فليس ثمة ما يمنع من قيده في الحساب الجاري‪ ،‬حتى إذا‬
‫تحقق الشرط وزال الحق بأثر رجعي وجب إلغاء القيد عن طريق القيد العكسي‪ ،‬كما أن األثر التجديدي‬
‫لعقد الحساب الجاري ال يمنع من زوال هذا القيد[‪.]11‬‬
‫ولكن هناك جانب من الفقه[‪  ]12‬أقر بالقول إنه يجوز قيد الدفوعات المعلقة على شرط واقف‪ ،‬وذلك‬
‫على أساس أن العبرة في اشتراط تأكيد الحي ليس بوقت قيده وإنما بوقت قفل الحساب الجاري‪ ،‬حيث‬
‫يحل وقف المقاصة القانونية‪ H‬واستخراج الرصيد وهي اللحظة التي يجب أن يكون الشرط الواقف قد‬
‫تحقق‪H.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫وقد ذهب قضاء المجلس األعلى (سابقا) محكمة النقض (حاليا) في قرار لها إلى القول أنه‪…“ :‬أنه يمكن‬
‫للبنك قفل االعتماد بدون أجل في حالة توقف المستفيد عن الدفع‪ ،‬أو في حالة ارتكابه لخطأ جسيم في‬
‫حق البنك‪ ،‬أو عند استعماله لالعتماد‪ ،‬وأنه ال يمكن استخراج الرصيد النهائي ومعرفة الدائن من المدين‬
‫في الحساب إال بعد إقفاله بصفة نهائية[‪.]13‬‬
‫بناء على ما سبق فالمدفوع المعلق على شرط واقف يدخل الحساب الجاري‪ ،‬ولكنه يظل مقيدا بالجانب‬
‫المؤجل في انتظار تحقق الشرط الواقف ليتحول‪ H‬إلى جانب الحال من أجل تسويته‪.‬‬
‫وقد أكد هذا المقتضى قرار المجلس األعلى (سابقا) محكمة النقض (حاليا) بقوله‪“ H:‬بمقتضى المادة ‪502‬‬
‫من مدونة التجارة فإنه حينما يكون تسجيل دين في الحسابات ناتجا عن ورقة تجارية مقدمة إلى البنك‪،‬‬
‫يفترض أن التسجيل لم يقع إال بعد التوصل بمقابلها من المدين الرئيسي‪ ،‬ونتيجة‪ H‬لذلك إذا لم تؤد الورقة‬
‫التجارية في تاريخ االستحقاق‪ ،‬للبنك الخيار في متابعة الموقعين من أجل استخالص الورقة التجارية أو‬
‫تقييد الرصيد المدين للحساب…”[‪.]14‬‬
‫وفي قرار آخر صادر عن محاكم الموضوع وبالضبط محكمة االستئناف التجارية بفاس ذهبت إلى‬
‫القول‪“ H:‬دورية والي بنك المغرب المؤرخة في ‪ 6/12/1995‬تحتم إحالة الديون الموقوفة على حساب‬
‫المنازعات بعد مرور على آخر عملية قام بها الزبون تحت طائلة عدم قبول تاريخ حصر الحساب‬
‫الوارد من البنك بعده‪.‬‬
‫تسجيل دين في الحساب نابع عن ورقة تجارية يفترض فيه أنه لم يتم إال بعد التوصل بمقابل الورقة‬
‫التجارية باألمر من المدين الرئيسي‪ ،‬ما لم يبين العكس…”[‪.]15‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه قد ثار نقاش فقهي حول ضرورة أن يكون المدفوع محدد المقدار؟‬
‫جواب على هذا النقاش ميز الباحث عبد الرحيم المودن على مستوى أطروحته بين نظريتين للحساب‬
‫الجاري‪ ،‬فداخل النظرية التقليدية والتي يمثلها العميل هامل يرى أنه من الضروري أن يكون مبلغ الدين‬
‫سيدخل الحساب الجاري محدد المقدار على أساس أنه من الالزم معرفة المبلغ الذي يقيد به الدين في‬
‫هذا الحساب‪.‬‬
‫بينما هناك اتجاه آخر يرى بأنه يمكن أن يدخل هذا الحساب دين غير محدد المقدار وقت دخوله مادام‬
‫سبب نشأته كان مؤكدا في هذه اللحظة[‪ ،]16‬وهذا االتجاه يجسد رأي أصحاب النظرية الحديثة‬
‫للحساب الجاري‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقديم الدفوعات على سبيل التمليك وتبادل المدفوعات‪.‬‬
‫إضافة إلى الشرطين السابقين اللذين من المفروض توفرهما في المدفوعات من أجل القول بتشغيل‬
‫الحساب الجاري‪ ،‬فال بد أن يتم تقديم هذه الدفوعات على سبيل التمليك (أوال)‪ ،‬زيادة على ضرورة‬
‫تبادل المدفوعات (ثانيا)‪.‬‬
‫‪ ‬وال‪ :‬تقديم المدفوعات على سبيل التمليك‪.‬‬

‫يعتبر تسليم المدفوعات من طرف الدافع إلى القابض على وجه التمليك وشرطا أساسيا لصحة دخول‬
‫المدفوعات إلى الحساب الجاري‪ ،‬ويعد هذا الشرط نتيجة طبيعية للوظيفة التي يضطلع بها هذا الحساب‬
‫كطريقة‪ H‬للوفاء بواسطة القيد فيه‪ ،‬فكل مدفوع ال يتم تسليمه على سبيل التمليك ال يمكن أن يشكل مفردا‬
‫داخل الحساب الجاري[‪]17‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫وإذا اتضح من اتفاق الطرفين أن المدفوعات كلها تدخل الحساب ولو لم تسلم للقابض على وجه التمليك‬
‫لم يعد هذا الحساب جاريا[‪.]18‬‬
‫وفي إطار الحساب الجاري البنكي أو الحساب باإلطالع كما سماه المشرع التجاري المغربي الجديد[‬
‫‪ ، ]19‬فتسليم الورقة التجارية بواسطة تظهير ناقل للملكية أو تسليمها للبنك من أجل الخصم‪ ،‬هو تسليم‬
‫على وجه التمليك‪ .‬وهذا على خالف تسليم الورقة التجارية على سبيل التحصيل‪ ،‬إذ هناك إجماع فقهي‬
‫قضائي وتأكيد قانوني حول مبدأ شرط التحميل في هذه الحالة‪ ،‬حيث يظل االنتقال على سبيل التمليك‬
‫معلقا على هذا الشرط الذي يهدف إلى حماية حقوق البنك في حالة عدم استخالص مبلغ الورقة‬
‫التجارية عند االستحقاق ‪.‬‬
‫وقد أكد هذا القول المجلس األعلى سابقا‪( ،‬محكمة النقض حاليا) في مجموعة من قراراته‪ ،‬حيث ذهبت‬
‫في قرار لها إلى القول‪“ :‬إن تسلم البنك للكمبيالة‪ H‬المظهرة له تظهيرا تمليكيا من طرف زبونته والذي‬
‫تختار بعد عدم استخالصه لقيمتها بسبب انعدام مؤونة ساحبها القيام بتقييد قيمتها في الرصيد المدين‬
‫لحساب زبونته‪ H‬المظهرة المصطلح عليه بالتقييد العكسي‪ ،‬وتقديمه لدعوى ضد زبونته‪ H‬للمطالبة بأدائها‬
‫له لمجموع الدين الذي بذمتها استنادا لكشف الحساب وصدور حكم لفائدته بمجموع الدين يجعله قانونا‬
‫غير حامل شرعي لها (الكمبيالة) ويفقده هذه الصفة”[‪.]20‬‬
‫ولكن التساؤل المطروح هو في حاقة تعلق األمر بوديعة بنكية هل يمكن اعتبارها مدفوعا مسلما على‬
‫وجه التمليك؟‬
‫جوابا على هذا التساؤل ذهب أحد الباحثين إلى القول أن الفقه يميز بين ما إذا كانت الوديعة عادية حيث‬
‫يلتزم البنك بردها بعينها‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يتصور تحقق شرط التمليك‪ ،‬وال يمكن اعتبارها مدفوعا في‬
‫الحساب الجاري البنكي‪ ،‬أما إذا كانت وديعة يستهلكها البنك ويلتزم برد مثلها‪ ،‬فإن البنك يستهلك المبلغ‬
‫المدفوع‪ ،‬وفي هذه الحالة يجوز قيد اإليداع والرد في الحساب الجاري[‪.]21‬‬
‫ثانيا‪ :‬تبادل وتشابك المدفوعات‪.‬‬
‫يشترط لكي يكون الحساب جاريا‪ ،‬أن تكون المدفوعات متبادلة ومتشابكة‪ ،‬ومعنى المدفوعات متبادلة‬
‫هو أن يقوم كل من الطرفين بدور الدافع أحيانا ودور القابض أحيانا أخرى‪ ،‬أو على األقل أن يكون‬
‫جائزا بمقتضى االتفاق على فتح الحساب[‪ ،]22‬وينتج عن ذلك أنه إذا لم تقدم المدفوعات إال من جانب‬
‫واحد كما لو كان أحد الطرفين دافعا دائما والطرف اآلخر قابضا دائما‪ ،‬فال يعتبر الحساب جاريا‪.‬‬
‫فحتى يتحقق التبادل يجب أن يكون كل من الطرفين قابضا ودافعا أو بمعنى آخر أن توجد قيود في‬
‫الجانبين الدائن والمدين لكل من الطرفين في الحساب‪.‬‬
‫وال يلزم توافر هذا الشرط أن يتحقق التبادل فعال‪ ،‬بل يكفي أن يكون تبادل المدفوعات ممكنا ومستطاعا‬
‫بمقتضى اتفاق الطرفين‪ ،‬متى كان االتفاق قد تم على أن تكون هذه المدفوعات متبادلة[‪.]23‬‬
‫أما تشابك المدفوعات فيقصد بها استمراريتها بين الطرفين‪ ،‬بحيث يجب أن تتخلل مدفوعات الطرف‬
‫األول مدفوعات الطرف الثاني لدرجة يبدو معها بشكل جلي التناوب على مركزي الدافع والقابض بين‬
‫طرفي الحساب الجاري العادي أو البنكي‪.‬‬
‫وال يكون هناك تشابك عندما يبدو من اشتغال الحساب الجاري أن مدفوعات أحد الطرفين ال تبدأ إال‬
‫حينما تنتهي مدفوعات الطرف الثاني‪ ،‬بل يجب أن تتداخل المدفوعات فيما بينها وأن تحيط مدفوعات‬
‫احدهما من الواجهة الزمنية مدفوعات اآلخر مع مراعاة بداية ونهاية الحساب الجاري[‪.]24‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قاعدة التجديد‪.‬‬


‫إن وجود معارضين لفكرة التجديد التي تعتبر من أهم القواعد التي تساهم في تشغيل الحساب الجاري‪،‬‬
‫لم يحل دون وجوده حسب المؤيدين لهذه الفكرة وذلك عبر تكييفه‪ H‬بطريقة خاصة تتالءم مع طبيعة عقد‬
‫الحساب الجاري حتى يحقق وظيفته في مجال التسوية السريعة للمعامالت المتبادلة بين الطرفين‪.‬‬
‫هذا الوضع دفعنا إلى التساؤل حول خصوصية قاعدة التجديد (الفقرة األولى) ثم النتائج واآلثار التي‬
‫يرتبها التجديد في إطار عقد الحساب الجاري (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬خصوصية قاعدة التجديد‪.‬‬
‫يعتبر تحديد مفهوم قاعدة التجديد كأحد أهم القواعد المتحكمة في تشغيل الحساب باإلطالع‪ ،‬من األمور‬
‫التي تقتضي الرجوع إلى قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وذلك حتى ندرك معنى التجديد وفق القانون‬
‫المدني‪ ،‬وبالتالي فالفصل‪ 347 H‬من قانون االلتزامات والعقود نص على أن‪ ” :‬التجديد هو انقضاء التزام‬
‫مقابل إنشاء التزام جديد يحل محله‪ ،‬والتجديد ال يفترض بل يجب التصريح بالرغبة في إجرائه”‪.‬‬
‫فبمقتضى الفصل أعاله‪ ،‬يتضح أن التجديد يعتبر أحد صور انقضاء االلتزام‪ ،‬وهو غير مفترض بل‬
‫يجب التنصيص عليه صراحة واالتفاق عليه بين الطرفين‪ ،‬وبالتالي فالتساؤل المطروح هو هل ينصرف‬
‫نفس المعنى على قاعدة التجديد في إطار الحساب باإلطالع؟‬
‫بصرف النظر عن الجدل الفقهي الذي أثير حول طبيعة التجديد ومدى وجوده في إطار الحساب‬
‫باإلطالع[‪ ،]25‬فإن معظم الفقه‪ H‬يجمع على أن التجديد في إطار الحساب باإلطالع ليس هو نفسه‬
‫الموجود في إطار القانون المدني‪ ،‬وإنما هو تجديد من نوع خاص[‪.]26‬‬
‫وقد أكد هذا االتجاه جانب من الفقه المغربي‪ ،‬والذي اعتبر أن التجديد في إطار الحساب باإلطالع‪H‬‬
‫معايير لما هو عليه الحال في القانون المدني[‪ ،]27‬فإذا كان هذا األخير يقتضي اتفاق األطراف عليه‪،‬‬
‫فإن التجديد المترتب عن تقييد الديون في إطار الحساب باإلطالع مفروض بقوة القانون‪.‬‬
‫وقد نص المشرع المغربي على هذا المبدأ كقاعدة لتشغيل الحساب الجاري وفق مقتضيات المادة ‪498‬‬
‫من مدونة التجارة والتي تنص على‪ ” :‬تفقد الديون المسجلة في الحساب صفاتها المميزة وذاتيتها‬
‫الخاصة وتعتبر مؤداة…”‬
‫وكرس القضاء المغربي مقتضيات هذه المادة في العديد من قراراته‪ ،‬فمثال ذهبت محكمة االستئناف‬
‫التجارية بفاس في قرار لها إلى القول أن‪“ :‬حصول المقترض على عقد من المؤسسة البنكية من‬
‫السماح لها بأحقيتها في تقييد االستحقاق بشكل دائم في مدينية حسابه يعطي األثر التجديدي للدين‪ ،‬أي‬
‫يتحول بعد ذلك إلى مجرد مفرد في الحساب يفقده استقالليته لتنشأ عالقة قانونية جديدة محل العالقة‬
‫األصلية…”‪.]28[ ‬‬
‫وبالتالي فإذا كان التجديد طبقا للقواعد العامة‪ ،‬يتعلق بالتزامين بحل الجديدة محل القديم‪ ،‬فإنه في إطار‬
‫الحساب الجاري البنكي يتعلق بانقضاء الدين األصلي ليحل محله مفرد حسابي يندمج وينصهر مع‬
‫غيره من المفردات المكونة‪ H‬للحساب[‪ ،]29‬مما يؤيد إلى زوال االستقاللية‪ H‬التي كان يتصف بها‪ ،‬ويفقد‬
‫ذاتيته ليصبح مجرد عنصر أو مفرد في الحساب‪ ،‬الشيء الذي يجعل من تحول الحق إلى مفرد حسابي‬
‫تجديد من نوع خاص‪.‬‬
‫وعموما فمبدأ التجديد يبقى ضروريا لقيام هذا العقد بدوره في مجال التسوية‪ ،‬وذلك عن طريق فتح‬
‫المجال للمقاصة السريعة والمتتابعة‪ ،‬كما أن هذا المبدأ في إطار الحساب باإلطالع ليس حديث العهد‪،‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫بل أقره القضاء الفرنسي منذ القدم‪ ،‬إذ صرحت محكمة ‪ Orlen‬بأن الحق الذي يقيد بالحساب الجاري‬
‫يختفي بمقتضى أثر التجديد‪ ،‬ويحل محله مفرد محاسبي يخضع للقواعد الخاصة لهذا العقد[‪.]30‬‬
‫وهذا عن خصوصية قاعدة التجديد في إطار الحساب الجاري‪ ،‬لكن السؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬ما هي‬
‫النتائج التي تترتب نتيجة إعمال هذه القاعدة؟‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار قاعدة التجديد‪.‬‬
‫يترتب عن التجديد طبقا للقواعد العامة زوال الدين القديم بما له من صفات وما له من تأمينات تضمن‬
‫للوفاء به ليحل محله دين جديد‪ ،‬لكن على مستوى عقد الحساب الجاري فال يمكن تطبيق‪ H‬هذا األثر‪ ،‬ألن‬
‫من أهم اآلثار التي تترتب عن إعمال قاعدة التجديد في إطار الحساب الجاري‪ ،‬نجد أثر أول يتمثل في‬
‫تغيير المدفوعات (أوال)‪ ،‬وأثر ثاني‪ ،‬يتمثل في انقضاء ضمانات الدفوع (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تغير طبيعة المدفوع‪.‬‬
‫إن تحول الدين إلى مدفوع في الحساب باإلطالع‪ ،‬يجعله يفقد الصلة بسببه األصلي إذ بمجرد تقييده يفقد‬
‫طبيعته التي كانت تالزمه من قبل‪ ،‬وذلك بفعل التجديد‪ ،‬فال ينظر إلى الدفعات مهما كان أصلها إال من‬
‫حيث كونها عنصرا عاديا في الحساب ذو طبيعة تجارية تبعا لطبيعة عقد الحساب باإلطالع[‪.]31‬‬
‫وبهذا يتم استبعاد القواعد التي كانت متحكمة في المدفوع‪ ،‬قبل واقعة التقييد في الحساب ويصبح‬
‫خاضعا لقواعد القانون التجاري واألعراف التجارية البنكية‪.‬‬
‫وقد كرس هذا التوجه المشرع المغربي لمدونة التجارة بمقتضى المادة ‪ 498‬من نفس القانون بقوله‪” :‬‬
‫تفقد الديون المسجلة في الحساب صفاتها المميزة وذاتيتها الخاصة…”‪.‬‬
‫وبهذا يكون المشرع قد اعتبر انه بمجرد دخول الحق في الحساب باإلطالع –يفعل األثر التجديدي لهذا‬
‫األخير‪ -‬يتحول إلى مفرد حسابي فاقدا بذلك عالقته مع الدين أو الحق األصلي الذي كان وراء وجوده‪،‬‬
‫ليصبح خاضعا لقواعد الحساب اإلطالع‪ ،‬ولعل السبب في ذلك هو تسهيل عمل هذا الحساب في مجال‬
‫التسوية السريعة‪.‬‬
‫وينتج عن هذا التحول في طبيعة المدفوع عدة آثار تمس عدة مستويات من أهمها الفوائد والتقادم‪ ،‬فعلى‬
‫المستوى األول –الفوائد‪ -‬فإنه بمجرد ما يدخل الدين في الحساب باإلطالع‪ ،‬يصبح مجرد مفرد من‬
‫مفرداته‪ ،‬والتي يدمجها في كل لحظة يظهر رصيد مؤقت لفائدة أحد طرفي هذا العقد[‪.]32‬‬
‫أما على المستوى والمتعلق‪ H‬بالتقادم فإنه بمجرد دخول الدين في الحساب باإلطالع‪ ،‬يصبح خاضعا لمدة‬
‫تقادم هذا األخير‪ ،‬قاطعا بذلك الصلة مع مدة تقادمه األصلية والتي كان معموال بها قبل دخولها هذا‬
‫الحساب[‪.]33‬‬
‫ثانيا‪ :‬انقضاء ضمانات المدفوع‪.‬‬
‫يترتب على إثر التجديد باإلضافة إلى تغيير طبيعة المدفوع انقضاء ضماناته وتأميناته التي كانت تحميه‬
‫قبل دخول الحساب[‪.]34‬‬
‫وعلى هذا األساس فلو كان للمدفوع في الحساب باإلطالع‪ ،‬قبل دخوله هذا األخير ضمانات أو تأمينات‬
‫أو رهن أو أي حق شخصي أو عيني‪ ،‬فإنها نزول بمجرد دخول المدفوع إلى هذا الحساب ويصبح أحد‬
‫مفرداته‪.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫وهذا يبقى منطقا‪ ،‬إذا نظرنا إلى الكيفية‪ H‬التي يشتغل بها هذا الحساب‪ ،‬إذ أن المدفوع يفقد ذاتيته‬
‫واستقالليته‪ H،‬وكل ما كان يتصف به ليندمج مع باقي مفردات الحساب‪ ،‬مما يؤدي إلى زوال ضماناته‬
‫وتأميناته[‪.]35‬‬
‫لذاك فإننا نجد بعض الفقه[‪ ]36‬قد أعطى إمكانية للطرفين على إبعاد الديون المضمونة‪ H‬بتأمينات اتفاقية‬
‫أو قانونية من الحساب باإلطالع‪ ،‬بل أكثر من ذلك فهناك من اتجه إلى عدم إمكانية قطع كل ارتباط بين‬
‫الدين األصلي والمفرد الخاص به في الحساب‪ ،‬خاصة إذا كان الدين األصلي باطال‪ ،‬أو مشوب بأحد‬
‫العيوب‪.‬‬
‫وعموما فإنه بمجرد اتفاق الطرفين عن إبرام اتفاقية الحساب باإلطالع على دخول التأمينات وضمانات‬
‫الدين إلى الحساب‪ ،‬فإنها تصبح مقررة لفائدة الرصيد الذي سيفسر عليه العقد وال يقتصر فقط على‬
‫المفرد المحاسبي المقابل األصلي[‪.]37‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫القواعد األخرى لتشغيل الحساب الجاري‬
‫يتميز الحساب الجاري بمجموعة من القواعد أثناء فتحه‪ ،‬باإلضافة إلى قاعدتي تبادل المدفوعات‬
‫وقاعدة التجديد‪ ،‬اللذان تحدثنا عنهما سابق‪ ،‬توجد قواعد أخرى لتشغيل الحساب الجاري‪ ،‬كقاعدة عدم‬
‫تجزئة المفردات‪ ،‬وهي من المبادئ التي استقر عليها القضاء نظرا لدورها الهام في مجال تحقيق‪H‬‬
‫التسوية في المعامالت بين الطرفين (المطلب األول) كما توجد أيضا قاعدتا عمومية الحساب ورسملة‬
‫الفوائد لتشغيل الحساب الجاري (المطب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قاعدة عدم تجزئة مفردات الحساب الجاري‪.‬‬
‫ترتبط هذه القاعدة بقاعدة التجديد في الحساب تتحول إلى بنود ومفردات تندمج في كتلة ال تقبل‪ H‬االنقسام‬
‫وال التجزئة‪ ،‬بحيث ال يمكن اعتبار احد الطرفين دائنا أو مدينا للطرف اآلخر مادام أن الحساب مازال‬
‫مفتوحا[‪.]38‬‬
‫ويمكن استنباط مفهوم هذه القاعدة استنادا إلى المادة ‪ 498‬من م‪.‬ت ” تفقد الديون المسجلة في الحساب‬
‫صفاتها المميزة وذاتيتها الخاصة وتعتبر مؤداة وآنذاك ال يمكنها أن تكون موضوع أداء أو مقاصة أو‬
‫متابعة أو إحدى طرق التنفيذ أو التقادم بصورة مستقلة” بمعنى الحساب الجاري ال يمكن تجزئته‪.‬‬
‫وتستند فكرة عدم تجزئة الحساب الجاري إلى إقراره بقرار محكمة النقض الفرنسية سنة ‪ 1903‬حين‬
‫أكد ما يلي‪“ :‬عمليات الحساب الجاري تتابع الواحدة تلوى األخرى‪ ،‬وتشكل جزءا ال يتجزأ‪ ،‬وخالل هذه‬
‫الفترة ال يوجد حق وال دين مادام الحساب مفتوحا وإنما مفردات دائنة ومدينة ويظل المر كذلك إلى‬
‫حين قفل الحساب واستخراج الرصيد النهائي[‪.]39‬‬
‫بعدما تعرضنا لمفهوم هذا المبدأ‪ ،‬سنخلص الحديث في تقسيم هذا المطلب إلى آثار تطبيق مبدأ عدم‬
‫تجزئة مفردات الحساب (الفقرة‪ H‬األولى) على أن نتناول استثناءات قاعدة عدم تجزئة مفردات الحساب‬
‫في (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اآلثار المترتبة عن عدم تجزئة مفردات الحساب‪.‬‬
‫تترتب عن مبدأ عدم التجزئة بعض اآلثار والنتائج والتي ستكون محل دراستنا في هذه الفقرة‪ H،‬لذا‬
‫سنتطرق إلى عدم جوزا استخراج مفرد معين (أوال) على أن ننتقل‪ H‬إلى استقالل المفردات فيما بينها في‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫أوال‪ :‬عدم جواز استخراج مفرد معين‪.‬‬


‫من أهم النتائج المستقرة لمبدأ تماسك مفردات الحساب الجاري هو امتناع المطالبة باستخراج أي مفرد‬
‫من هذا الحساب ويقوم هذا الحكم‪ ،‬على إرادة الطرفين التي اتجهت إلى تأجيل تسوية الديون إلى حين‬
‫إقفال الحساب مؤقتا أو نهائيا[‪.]40‬‬
‫بعبارة أخرى فإن فتح الحساب الجاري يقتضي اتفاق الطرفين على إدخال كل المدفوعات في حساب‬
‫واحد‪ ،‬وال يحصل الوفاء إال مرة واحدة عند قفله وهكذا فإنه يستحيل على أحد الطرفين أن يرفع دعوى‬
‫على الطرف اآلخر للوفاء بدين سبق أن دخل في الحساب الجاري‪ ،‬لسبب بسيط هو أنه أصبح مفردا‬
‫من مفرداته ال يتمتع باالستقالل وال يقبل االنقسام‪.‬‬
‫وإذا كان مبدأ عدم تجزئة مفردات الحساب الجاري يمنع أي طرف من المطالبة بأي مفرد مستقل من‬
‫داخل هذا الحساب واستخالصه على انفراد‪ ،‬كقاعدة عامة فإن ذلك ال يمنع أن يرد عليه استثناء‪ ،‬حيث‬
‫ال يمكن للزبون أن يطلب من البنك إرجاع الورقة التجارية التي دخلت الحساب الجاري البنكي على‬
‫اعتبار أنه ال يريدها أن تدخل الحساب‪ ،‬وأن تظل خارجة‪ ،‬ألن من شأن ذلك يعرقل وظيفة عقد الحساب‬
‫الجاري في مجال التسوية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يمكن التساؤل حول عملية التقييد العكسي؟ بعبارة أخرى هل يمكن اعتبا التقييد‬
‫استخراجا لمفرد معين من الحساب الجاري؟‬
‫قبل اإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬البد من إعطاء تعريف بسيط لهذه العملية التي تتم بها‪ ،‬بداية يمكن القول‬
‫أن التقييد العكسي‪ ،‬هو عبارة عن ميكانيزم لتسهيل العمليات للتسوية‪ H‬السريعة خالل مرحلة اشتغال‬
‫الحساب الجاري البنكي‪ ،‬حيث يتم نقل مفرد معين يمثل قيمة ورقة تجارية لم يتم الوفاء بها عند حلول‬
‫أجلها من جانب الدائن إلى المدين للحساب‪.‬‬
‫فهذه العملية تؤكد انطالقا من تعريفها أن استحالة معرفة مفرد معين داخل الحساب الجاري ليس مطلقا‬
‫بدليل القيد العكسي للمفرد‪ ،‬لذا فنقل المفرد الحسابي ال يعتبر استخراجا لمفرد معين من الحساب‬
‫الجاري‪ ،‬بل هو تحول قانوني لهذا المفرد من الجانب الدائن إلى الجانب المدين تبرره دوافع قانونية[‬
‫‪.]41‬‬
‫وبالتالي يكون المشرع سمح للبنك بإجراء التقييد العكسي للورقة التجارية على سبيل الخصم‪ ،‬التي لم‬
‫تدفع خالل تاريخ استحقاقها‪ ،‬وهذا التقييد يعني استرجاع البنك للمبلغ الذي قيده في جانب الدائن‬
‫الحساب وتم تبرير هذا القيد لكون عقد الخصم يتضمن شرط ضمان الوفاء بمبلغ الورقة‪ ،‬ولتفادي البنك‬
‫دعوى الرجوع الصرفي[‪.]42‬‬
‫ودائما في إطار الحديث عن عدم جواز استخراج مفرد معين من الحساب الجاري البد من استحضار‬
‫المادة ‪ 676‬من م‪.‬ت[‪ ، ]43‬حيث نجد أن المشرع المغربي يمنع استخراج مفرد من الحساب الجاري‬
‫ويتمثل هذا المفرد هنا في الثمن أو جزء منه إذا ما تم تقييده بالحساب الجاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استقالل‪ H‬المفردات فيما بينها‪.‬‬
‫تشكل المفردات الموجودة بالحساب الجاري كتلة واحدة متجانسة ال تمكن من معرفة المفرد المقابل‬
‫ألية عملية معينة‪ ،‬مادام هذا المفرد هو عبارة عن رقم محاسبي يمثل قيمة تلك العملية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫استنزال هذه المفردات فيما بينها‪.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫البد من اإلشارة إلى أن مصدر هذه القاعدة هو العرف التجاري الذي دأب على عدم اعتبار أي مدفوع‬
‫يقيد بالحساب الجاري وفاء لدين معين داخل هذا الحساب‪ ،‬بل هذا المدفوع‪ ،‬مجرد مفرد دائن يساهم مع‬
‫غيره من المفردات في تكوين كتلة واحدة تتقلص عند نهاية الحساب وذلك وفق المفهوم التقليدي لعدم‬
‫التجزئة الذي أصبح متجاوزا كما سنرى الحقا في هذا العرض في الفقرة الثانية من هذا المطلب‪ ،‬حيث‬
‫أصبح الرصيد المؤقت له قيمة قانونية مجسدة فقها وقضاءا وتشريعيا‪.‬‬
‫لكن ما ينبغي التنبيه إليه وهو بخصوص استنزال المفردات (المدفوعات) داخل عقد تجزئة المرتكزات‬
‫األساسية للعقد وذلك نظرا لعدة أسباب‪:‬‬
‫ال يمكن معرفة الجزء الذي انقضى في الحساب مقابل دخول المدفوع الجديد ذلك نتيجة لمبدأ عدم‬ ‫‪.1‬‬
‫التجزئة ال يمكن أخد جزء عن انفراد من باقي األجزاء‪ ،‬خاصة ذا كان الجزء محل استنزال محميا‬
‫بضمانات مما سيحول دون تحول هذه األخيرة إلى الرصيد‪.‬‬
‫لكي يكون أمام استنزال المدفوعات‪ ،‬فال بد من وجود مجموعة من الديون المقبلة وهو ما ال يوجد‬ ‫‪.2‬‬
‫في الحساب الجاري‪.‬‬
‫استقالل المفردات فيما بينها يعتبر عائقا يحول دون استنزال مفرد من اآلخر من أجل إلغائه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫استنزال المدفوعات ال يفترض وجود الديون فقط‪ ،‬بل يفترض عنصر األداء وما دام المدفوع في‬ ‫‪.4‬‬
‫الحساب الجاري ال يعتبر وفاء‪ ،‬فال يمكن استنزال المدفوعات[‪.]44‬‬
‫استنزال المدفوعات يتعارض مع طبيعة عقد الحساب الجاري‪ ،‬الذي يعرف حركة مستمرة‪ ،‬كما أن‬ ‫‪.5‬‬
‫هذا األخير يفترض تسوية لكل مدفوع‪ ،‬وهذا يتطلب توقف الحساب عن الجريان مما يتنافى مع‬
‫إرادة الطرفين التي اتجهت إلى االشتغال بالحساب الجاري بهدف تسوية سريعة لمعامالتها المتبادلة‬
‫والمسترسلة‪ ،‬أو غير تسوية شمولية‪ H‬بواسطة المقاصة اإلجمالية عند إقفال الحساب الجاري[‪.]45‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرصيد المؤقت استثناء من عدم التجزئة‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 493‬من م‪.‬ت[‪ ]46‬فإن أداء الديون المقيدة في الحساب باإلطالع‪ ،‬عن طريق إدماجها في‬
‫رصيد واحد‪ ،‬يؤدي حتما إلى ضرورة نشوء رصيد جديد عند دخول كل دين في الحساب يسمى‬
‫بالرصيد المؤقت والمالحظ أن هذا الرصيد المؤقت لم يكن له أي قيمة قانونية في ظل التشريع القديم‪.‬‬
‫حيث لم يكن من الممكن التصرف فيه ال من طرف األطراف أنفسهم‪ ،‬وال من الغير‪ ،‬ولم يكن باإلمكان‬
‫إجراء أي حجز على هذا الرصيد الذي كان يؤدي في كثير من األحيان التهرب من االلتزامات‪،‬‬
‫خصوصا التزامات األغيار‪ ،‬مما جعل المشرع المغربي من خالل مدونة التجارة بتدخل ليؤكد إمكانية‬
‫التصرف في الرصيد المؤقت (أوال) وإمكانية إجراء الحجز على الرصيد المؤقت (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إمكانية التصرف في الرصيد المؤقت‪.‬‬
‫بعد التطور الذي عرفه عقد الحساب الجاري‪ ،‬أصبح الرصيد المؤقت قابال لكي يشكل مقابل وفاء ورقة‬
‫تجارية‪ ،‬وأن يكون محل تحويل لحساب آخر‪.‬‬
‫وعلى هذا اإلحساس فالزبون يمكنه أن يسحب أوراقا تجارية على رصيده الدائن في مواجهة البنك‪ ،‬كما‬
‫أن هذا الخير ملزم بالوفاء بقيمة‪ H‬كمبيالة سجلها الزبون رغم مديونية الرصيد وذلك تماشيا مع منطق‬
‫عقد الحساب الجاري حيث يلتزم الطرفين بتقديم مدفوعات متبادلة[‪.]47‬‬
‫وذلك استنادا للمادة ‪ 500‬من م‪.‬ت التي تنص على أنه‪“ :‬يمكن للزبون أن يتصرف حسب رغبته في‬
‫الرصيد المؤقت…”‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫وبالتالي يمكن لصاحب الحساب أن يتصرف في الرصيد المؤقت بكل أنواع التصرف وذلك إما‬
‫بالسحب المباشر أو إصدار الشيك أو بواسطة وسائل األداء الموجودة في مدونة التجارة[‪ ]48‬أي‬
‫بجميع التصرفات القانونية‪ H‬التي تتالئم مع طبيعة العمل البنكي‪.‬‬
‫والمالحظ أن إمكانية التصرف في الرصيد المؤقت‪ ،‬قد كانت محل نقاش بين الفقه‪ ،‬ذلك أننا نجد البعض‬
‫من الفقه الذي اخذ بالنظرية‪ H‬التقليدية في تماسك الحساب الجاري والذي يرى أنه حين إقفال هذا‬
‫الحساب ال يوجد ال حق وال دين مستحق‪ ،‬مما ال يصلح معه المفرد الحسابي والذي يمثل حق أحد‬
‫الطرفين في مواجهة الثاني‪.‬‬
‫في حين يرى جانب آخر بأن الرصيد المؤقت يعتبر مقابل وفاء ورقة تجارية إذ ما كان الرصيد وقت‬
‫استحقاق الورقة التجارية المعنية يساوي قيمتها أو يفوق‪ H‬ذلك[‪.]49‬‬
‫أما المشرع المغربي في هذا الخصوص‪ ،‬فالمالحظ أنه قد حسم األمر بالنسبة لمدى إمكانية تصرف‬
‫صاحب الحساب باإلطالع في الرصيد المؤقت لهذا الحساب بالشيك أو الكمبيالة أو بأي وسيلة أخرى‬
‫من وسائل األداء التي تسلمها البنوك لعمالئها قصد التصرف في ودائعهم النقدية المدرجة في هذا النوع‬
‫من الحسابات[‪.]50‬‬
‫وعموما يمكن القول أن المشرع المغربي قد أوجد ضمانة هامة لحماية الزبون في الحساب باإلطالع‬
‫من خالل إعطائه إمكانية التصرف في الرصيد المؤقت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إمكانية الحجز[‪ ]51‬على الرصيد المؤقت‪.‬‬
‫لقد استقر القضاء الفرنسي منذ زمن طويل على عدم إمكانية الحجز على الحساب الجاري أثناء‬
‫سريانه‪ ،‬معلال ذلك بكون الحجز ال يمكن تصوره‪ H‬على مفردات الحساب طالما أنه لم يزل مفتوحا‪،‬‬
‫وبالتالي فإن الحجز كان مبلغ معين يعتبر حجزا غير صحيح[‪.]52‬‬
‫وهذا ما كرسته ابتدائية الرباط في أمر صادر عنها بأن “مفعول الحجز على الحساب الجاري يتأجل‬
‫لغاية قفل الحساب وتحديد الرصيد الدائن[‪.]53‬‬
‫وقد لقي اجتهاد محكمة النقض نقدا منه مجموعة من الفقهاء الذين يرون في ذلك إهدارا لحقوق الدائنين‬
‫إذ يستطيع المدين تفريغ الحساب قبل قفله‪.‬‬
‫ما ذهب بالقضاء الفرنسي بأن يتجه إلى النقيض من ذلك‪ ،‬حيث قضت محكمة النقض الفرنسية بحكم‬
‫شهير سنة ‪ 1973‬بأن‪“ :‬الرصيد المؤقت يعتبر عنصرا من عناصر الدائنية الحالة دون حاجة إلى‬
‫انتظار غلق الحساب”[‪.]54‬‬
‫وهو االتجاه الذي صار عليه المشرع المغربي‪ ،‬حيث أقر بجواز الحجز على الرصيد المؤقت للحساب‬
‫باإلطالع من طرف أحد دائني الزبون من خالل الفقرة الثانية من المادة ‪ 500‬م‪.‬ت‪ ” :‬يكون هذا الرصيد‬
‫قابال للحجز من طرف أي دائن للزبون”‪H.‬‬
‫وبذلك يكون المشرع قد قطع الشك حول قابلية الرصيد المؤقت للحجز عليه[‪ ،]55‬كما أن المشرع قد‬
‫تبنى المفهوم الصحيح للحجز الذي يوقعه لدى الغير[‪ ]56‬أحد دائني صاحب الحساب باإلطالع‪ ،‬والرأي‬
‫فيما نعتقد أنه صادق الصواب ألن المنطلق القانوني السليم يقتضي الحجز على الرصيد المؤقت لفائدة‬
‫الزبون‪ ،‬وليس الحجز على الحساب باإلطالع إذ أن هذا األخير يشمل دائنية ومديونية‪ H‬كل الطرفين وال‬
‫يعقل أن يقع الحجز على مديونية أحد الطرفين‪.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫والواقع العملي جرى على أن بمجرد توصل البنك بما يفيد الحجز القضائي على حساب الزبون‪ ،‬بادر‬
‫بتنفيذ األمر بالحجز في حدود المبلغ المحجوز عليه‪ ،‬فيبدأ بتجميده وإال أخبر المحكمة باستحالة هذا‬
‫الحجز لعدم وجود رصيد مؤقت دائن يمكن حجزه[‪.]57‬‬
‫والحجز فيه األصل بفتح فترة تصفية العمليات الجارية في يوم توقيعه‪ ،‬بمعنى أن الديون الناتجة عن‬
‫هذه التصفية يجب أن تقيد بالحساب‪ ،‬ويكون لرصيد الناتج من هذا القيد هو محل الحجز‪ ،‬ويقصد‬
‫بالعمليات الجارية بين طرفي الحساب وقت الحجز‪ ،‬هي العمليات السابقة على الحجز‪.‬‬
‫ويرجع السبب في ضرورة قيد الديون الناتجة عن العمليات الجارية بعد الحجز إلى مبدأ احترام الحقوق‬
‫المكتسبة للغير الذي يكون قد اكتسبها على الرصيد المؤقت الدائن قبل توقيع الحجز حيث يلتزم البنك‬
‫بان يدفع قيمة الشيكات المسحوبة قبل الحجز من مبلغ الرصيد المؤقت الدائن‪.‬‬
‫وقد اعتبر القضاء الفرنسي أن العبرة في هذا الشأن بتاريخ سحب الشيك وليس‪ H‬تاريخ توقيع الساحب‪،‬‬
‫ويقع‪ H‬عبئ إثبات أسبقية سحب الشيك على عاتق الحامل‪ ،‬ويجوز له إثباتها بكافة طرق اإلثبات ألنها‬
‫واقعة مادية[‪.]58‬‬
‫غير أن ما تجب اإلشارة إليه هو أن التجميد ال يعني إقفال الحساب باإلطالع إذ يبقى للبنك تسجيل‬
‫العمليات الالحقة إلخطاره في كشف جديد أو حساب جديد في انتظار تحديد الرصيد المؤقت للحساب‬
‫عن طريق تصفية العمليات الجارية يوم توقيع الحجز[‪.]59‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قاعدتا عمومية الحساب ورأسملة الفوائد‪.‬‬
‫إن الغرض من الحساب الجاري هو تسوية الديون الناتجة عن عمليات الطرفين‪ ،‬واألصل هو عمومية‬
‫الحساب (الفقرة‪ H‬األولى) بحيث يشمل كل ديون الطرفين كما يشكل استحقاق الفوائد عبر تقنية‪ H‬رسملة‬
‫الفوائد (الفقرة الثانية) من أهم النتائج التي تترتب على نشوء رصيد جديد مؤقت عند دخول كل دينا في‬
‫الحساب الجاري‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قاعدة عمومية الحساب الجاري‪.‬‬
‫يعتبر هذا المبدأ (عمومية الحساب) مفترض في الحسابات الجارية‪ ،‬حيث الهدف األساسي من فتح‬
‫الحساب الجاري هو تحقيق‪ H‬دفع الديون المتبادلة بين طرفيه (البنك والزبون)‪ H،‬إذن من الطبيعي أن يتم‬
‫تنفيذ كل االلتزامات الناشئة من خالله ودون اللجوء إلى اتفاق خاص بكل عملية بين الطرفين‪ ،‬حيث‬
‫تتجه إرادتهما إلى أن هذا الحساب يشمل كل العمليات التي تتم بينهما‪.‬‬
‫وما دام أن هذا المبدأ ال يتعلق بالنظام العام فإن الطرفين يمكنهما استثناء أي عملية وإبعادها خارج‬
‫نطاق الحساب الجاري كما تفترض هذه القاعدة أن كل الديون تدخل الحساب‪ ،‬غير أنه الديون ينبغي أن‬
‫تكون قاصرة على الديون الناجمة عن عالقات األعمال‪ ،‬وبذلك يستثنى الديون الناشئة عن العالقات‬
‫العائلية وتلك الناشئة عن الجرائم وأشباه الجرائم وكذا الديون المضمونة بتأمينات اتفاقية أو قانونية‪[H‬‬
‫‪.]60‬‬
‫ومن بين قواعد هذا المبدأ كذلك ما يعرف بالتخصيص االتفاقي لبعض الديون‪ ،‬حيث يمكن تخصيص‬
‫بعض الديون ألغراض خاصة وذلك بإرادة الطرفين الصريحة أو الضمنية‪ ،‬كما لو أعطى الزبون إلى‬
‫البنك مبلغا من المال مخصصا إياه للوفاء بكمبيالة‪ ،‬فإن هذا المبلغ ال يحتسب في الرصيد[‪.]61‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫ولعل السبب أكثر انتشارا االتفاق الطرفين على إبقاء عملية ما خارج الحساب الجاري‪ ،‬يتمثل في عدم‬
‫إدخال دين مضمون بضمان خاص‪ ،‬ألن هذا الضمان قد يضيع إذ ما قيد ذلك الدين في الحساب الجاري‪.‬‬
‫ويتضح موقف المشرع المغربي من مبدأ عمومية الحساب في المادة ‪ 494‬من مدونة التجارة[‪،]62‬‬
‫حيث يفترض عمومية الحساب إال في حاالت استثنائية هي نفسها التي أقرها الفقه‪ ،‬التي تحدثنا عنها‬
‫سالفا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬رأسملة الفوائد‪.‬‬
‫يقصد برأسملة الفوائد تلك الفوائد الناتجة عن فوائد داخل الحساب الجاري تفرضها خصوصية هذا‬
‫العقد ودوره في مجال التسوية السريعة للمعامالت المتبادلة‪.‬‬
‫فالرأسملة هي منطقية‪ H‬داخل نظام التسوية بمقتضى عقد حساب جاري يستفيد كال الطرفين من الفوائد‬
‫طبقا للفصل‪ 872 H‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ” فوائد المبالغ التي تتضمنها الحسابات الجارية تستحق بقوة القانون على‬
‫من يكون مدينا بها من الطرفين‪ ،‬ابتداء من يوم ثبوت تقديمها”‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 495‬من مدونة التجارة عل أنه‪ ” :‬تسري الفوائد بقوة‪ H‬القانون لفائدة البنك”‪.‬‬
‫وبقراءة متأنية لهذين النصين نالحظ أن المشرع المغربي يميز بين نوعين من الحسابات بخصوص‬
‫إنتاج فوائد الحساب الجاري والذي ال يكون أحد طرفيه مؤسسة بنكية‪( ،‬حيث إن الحساب يرتب فوائد‬
‫بقوة‪ H‬القانون لفائدة من يكون الحساب بدائنه) والحساب باإلطالع والذي يرتب فوائد بقوة القانون لفائدة‬
‫البنك فقط[‪.]63‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 496‬من مدونة التجارة نجد أنها تنص على أن‪ ” :‬يبين كشف الحساب بشكل‬
‫ظاهر سعر الفوائد والعموالت ومبلغها وكيفية احتسابها” وهذا يعني أن المؤسسة البنكية تتقاضى‬
‫عموالت عن مسكها للحساب باإلطالع وذلك إلى جانب الفوائد‪.‬‬
‫ولقد جرى العرف البنكي قبل صدور مدونة التجارة على احتساب الفوائد على رأس كل ثالثة أشهر‬
‫لتضاف إلى رأسمال المنتج للفوائد‪ ،‬وهذا العرف تجسد تشريعا بمقتضى المادة ‪ 497‬من م‪.‬ت[‪،]64‬‬
‫وهذا ما يتعارض مع الفصل ‪ 873‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪“ H:‬ال يسوغ حساب الفوائد إال على أساس سعر يعين عن‬
‫سنة كاملة ويسوغ في الشؤون التجارية‪ ،‬احتساب الفوائد بالشهر‪ ،‬ولكن ال يسوغ اعتبارها من رأس‬
‫المال المنتج للفوائد‪ ،‬حتى في الحسابات الجارية إال بعد انتهاء كل نصف سنة‪.‬‬
‫وهذا على العكس تماما لما تنص عليه المادة ‪ 497‬من م‪.‬ت التي تعطي للبنك فقط من تقاضي فوائد‬
‫على فوائد الحساب الجاري‪.‬‬
‫وانطالقا من النصين السابقين‪ ،‬يظهر تعارض النص العام مع النص الخاص وال يوجد تفسير لهذا الحق‬
‫سوى الهيمنة وقوة الضغط التي يمارسها اللوبي البنكي‪ ،‬وهذه الهيمنة تجعل من الحساب الجاري‬
‫المكشوف لجانب البنك هو الشائع داخل األبناء المغربية[‪.]65‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن شروط إجراء رأسمالية الفوائد داخل عقد الحساب الجاري تتحدد وفق ثالث‬
‫شروط‪:‬‬
‫* الشرط األول‪ :‬أن يكون حساب جاري بين طرفين‪ ،‬فال يتصور أي رأسملة للفوائد داخل أي نوع‬
‫آخر من الحسابات البنكية‪ H‬غير الحساب الجاري‪ ،‬فهذه الرأسمالية تفرضها وظيفة هذا الحساب في‬
‫مجال التسوية‪H.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫* الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون الحساب الجاري في حالة اشتغال‪ ،‬هذا الشرط يحقق دور التسوية الذي‬
‫يقوم عقد الحساب الجاري والذي يمنع خروج المفرد الحساب الممثل بمبلغ الفائدة على انفراد بل‬
‫يفرض بقائه داخل الحساب‪.‬‬
‫* الشرط الثالث ‪ :‬أن يلتزم البنك باإلرسال الدوري للكشوفات الحسابية وفي الختام ما ينبغي اإلشارة‬
‫إليه هو أن القضاء المغربي يلزم بالتأكد من هذه الشروط ومدى توافرها في الطلبات المرفوعة من‬
‫طرف األبناك بشأن رأسملة الفوائد حيث يجب القضاء أن يكون ملما بالعمل البنكي وتقنياته‪ H‬ألن هذا‬
‫األخير‪ ،‬ال ينبغي فقط عليه النظري بل يتطلب قانونا وعمليا ألن الحساب الجاري هو عرف بني وعمل‬
‫قضائي[‪.]66‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫على الرغم من تدخل المشرع المغربي لتنظيم أحكام عقد الحساب الداري بصفة‪ H‬عامة وقواعد تشغيل‬
‫الحساب الجاري بصفة خاصة‪ ،‬ضمن العقود التجارية وفق مقتضيات مدونة التجارة والقانون البنكي‪،‬‬
‫فإن ذلك يبقى قاصرا لإلجابة على كل اإلشكاالت التي يطرحها الموضوع‪H.‬‬
‫على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬استئثار البنك فقط في تقاضي فوائد عن فوائد الحساب الجاري دون‬
‫الزبون‪.‬‬
‫وبالتالي فالمادة ‪ 195‬من مدونة التجارة ال توفر الحماية الالزمة للزبون باعتباره الطرف الضعيف مما‬
‫يقتضي تدخل تشريعي يعطي الحق لهذا األخير بالمطالبة بالفوائد إذ كان هو الطرف الدائن‪.‬‬
‫ولذلك فإن اكتمال تنظيم عقد الحساب الجاري‪ ،‬لن يتحقق‪ H‬إال على ضوء العرف والعمل البنكي وما‬
‫يتالئم مع المصالح المشروعة لطرفي العقد‪.‬‬
‫ويظل تدخل القضاء أمرا ال غنى عنه من أجل المساهمة في زرع الثقة بين مختلف الفاعلين التجاريين‬
‫والمعول عليه لسد الفراغ الذي يعتري نصوص مدونة التجارة والقانون البنكي وتحقيق‪ H‬التوازن بين‬
‫طرفي عقد الحساب الجاري‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫[‪ –  ]1‬فقد وضع الفقيهان كافلدا وتوفلي “مفهوم الحساب البنكي انطالقا من المفهوم العام للفظ الحساب‬
‫الجاري‪ ،‬فالحساب في دورته األصلية والمبسطة هو جدول رقمي يعبر عن وضع معين بوحدات نقدية‪.‬‬
‫[‪Traité théorique et pratique du droit commercial principes du droit  « – ]2‬‬
‫‪.commercial » Recueil DALLOZ. 2005, P 674‬‬
‫[‪ – ]3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.96.83‬صادر بتاريخ ‪ 15‬من ربيع األول ‪ 1417‬فاتح أغسطس ‪1996‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ 1996‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،4418‬ص ‪.2187‬‬
‫[‪ – ]4‬محمد لفروجي “العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون‪ H‬البنكي” سلسلة الدراسات القانونية ‪،2‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،2000‬ص ‪.78‬‬
‫[‪ – ]5‬ياسر حموش “تأثير فتح مساطر صعوبات المقاولة‪ H‬على العقود البنكية –االعتماد البسيط‬
‫والحساب باإلطالع نموذجا‪ -‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2010-2009‬ص ‪.82‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫[‪ –  ]6‬محمد جنكل “العمليات البنكية” الجزء األول‪ ،‬العمليات البنكية المباشرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة البيضاء ‪ ،2003‬ص ‪.47‬‬
‫[‪ –  ]7‬عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي” أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2004-2003‬ص ‪.55‬‬
‫[‪ – ]8‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫[‪ – ]9‬إلياس نصيف “الحساب الجاري في القانون المقارن” طبعة ‪ ،1992‬ص ‪ ،88‬أشار إليه عبد‬
‫الرحيم المودن‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫[‪ –  ]10‬مصطفى كمال طه “العقود التجارية وعمليات البنوك –دراسة مقارنة‪ ”-‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬بدون ذكر الطبعة وسنة الطبع‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫[‪ –  ]11‬جمال الدين عوض “عمليات البنوك من الوجهة القانونية”‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة طبعة‬
‫‪1981‬ن ص ‪( 258‬أشار إليه عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي”‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.)57‬‬
‫[‪.Escarat et Rault, principes de droit commercial. Op. cit, P 321 – ]12‬‬
‫[‪ – ]13‬قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 19/1/05‬تحت عدد ‪ 7‬في الملف التجاري عدد‬
‫‪ ،111/05‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪ ،151‬ص ‪ 291‬وما بعدها‪.‬‬
‫[‪ – ]14‬قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) بتاريخ ‪ 9/2/2004‬تحت عدد‬
‫‪ ،152‬في الملف عدد ‪ ،59/06‬المجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت عدد ‪ 17‬و‪ ،18‬ص ‪179‬‬
‫وما يليها‪.‬‬
‫[‪ – ]15‬قرار صادر بتاريخ ‪ 7/11/2013‬تحت عدد ‪ 1616‬في الملف عدد ‪ ،986/05‬بمجلة المعيار‬
‫عدد ‪ ،40‬ص ‪ 253‬وما يليها‪.‬‬
‫[‪ – ]16‬أشار إليه عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫– ‪.Escarat et Rault. Op. cit, P 359‬‬
‫[‪ –  ]17‬عبد اللطيف شبيب “الجوانب القانونية للحساب الجاري” رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1994-1993‬ص ‪.117‬‬
‫[‪ – ]18‬علي جمال الدين لوخي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫[‪ –  ]19‬عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫[‪ – ]20‬قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) بتاريخ ‪ 8/4/2002‬تحت عدد‬
‫‪ 400‬ملف تجاري عدد ‪ ،287/05‬مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ ،70‬ص ‪ 221‬وما يليهاـ‬
‫لالستفادة أكثر راجع كذلك القرارات التالية‪H:‬‬
‫– قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 09/05/2006‬تحت عدد ‪ 694‬ملف عدد ‪،1589/07‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،72‬ص ‪ 191‬وما يليها‪.‬‬
‫– قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش‪ ،‬بتاريخ ‪ ،07/05/2008‬تحت عدد ‪ 512‬في‬
‫الملف عدد ‪ 94‬و‪ ،308/16‬مجلة المحاكم التجارية‪ ،‬عدد ‪ 5‬و‪ ،6‬ص ‪ 120‬وما يليها‪.‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫[‪ –  ]21‬عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫[‪ –  ]22‬أحمد محمود جمعة “مبدأ عدم تجزئة مفردات الحساب الجاري في الفقه والقضاء” منشأة‬
‫المعارف اإلسكندرية دون ذكر الطبعة وسنة الطبع‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫[‪ – ]23‬مصطفى طه “الوجيز في القانون التجاري” بدون ذكر المطبعة ‪ ،1971‬ص ‪ ،476‬أورده‬
‫أحمد محمود جمعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫[‪ – ]24‬محمد صالح بك “الحساب الجاري” مجلة االقتصاد والقانون ‪ ،1937‬ص ‪504‬ـ أورده عبد‬
‫الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫[‪ –  ]25‬عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 127‬وما‬
‫يليها‪.‬‬
‫[‪.Gavalda et Stofflet droit de la banque, op. cit, P 488 – ]26‬‬
‫أشار إليه ياسر حموش “تأثير فتح مساطر صعوبات المقاولة‪ H‬على العقود البنكية –االعتماد البسيط‬
‫والحساب باإلطالع نموذجا‪ -‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫[‪ – ]27‬محمد لفروجي “العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي” مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫[‪ – ]28‬قرار صادر بتاريخ ‪ 6/2/2007‬تحت عدد ‪ 141‬في الملف عدد ‪ ،1512/05‬منشور بمجلة‬
‫المحاكم التجارية عدد ‪ ،2‬ص ‪ 156‬وما يليها‪.‬‬
‫[‪ – ]29‬مصطفى كمال طه “العقود التجارية وعمليات البنوك” مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫[‪ – ]30‬أشار إليه عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫[‪ –  ]31‬محي الدين إسماعيل “علم الدين” موسوعة أعمال البنوك من الناحيتين القانونية والعملية”‬
‫الجزء األول‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة ‪ ،1993‬ص ‪.307‬‬
‫[‪ – ]32‬ياسر حموش “تأثير فتح مساطر صعوبات المقاولة على العقود البنكية‪ H،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫[‪ – ]33‬سميحة القيلوبي “األسس القانونية‪ H‬لعمليات البنوك” دار الجيل للطباعة‪ ،‬مصر ‪ ،1992‬ص‬
‫‪.218‬‬
‫[‪ –  ]34‬عبد الرحيم المودن “النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫[‪ – ]35‬محمد جنكل “العمليات البنكية” الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫[‪ – ]36‬محمد لفروجي “العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي” مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫[‪ – ]37‬الصنهاجي بوبكر “الحساب البنكي على ضوء مدونة التجارة والقانون البنكي” تقرير لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليل المعمقة في الحقوق‪ H،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1999-1998‬ص ‪.74‬‬
‫[‪ – ]38‬محمد جنكل “العمليات البنكية” الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫[‪ – ]39‬قرار صادر بتاريخ ‪ 26‬يونيو ‪ 1903‬عن محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬أورده عبد الرحيم المودن‬
‫“النظام القانوني لعقد الحساب الجاري البنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫[‪ – ]40‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫[‪ – ]41‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160-159‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫[‪ –  ]42‬مقتطف من محاضرة ألقاها األستاذ سعيد الروبيو‪ ،‬على طلبة الفوج السابع‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪.06/12/2013‬‬
‫[‪ – ]43‬المادة ‪ 676‬من مدونة التجارة تنص على أنه‪“ :‬إذا تم إعادة بيع مال كان البائع قد احتفظ‬
‫بملكيته‪ H،‬أمكن استرداد الثمن أو الجزء من الثمن الذي لم يؤد أو لم يكن موضوع‪ H‬تسليم كمبيالة أو سند‬
‫ألمر أو شيك‪ ،‬ولم يتم تقييده في الحساب الجاري بين المدين والمشتري عند تاريخ الحكم بفتح‬
‫المسطرة”‬
‫[‪ – ]44‬الفقرة األولى من المادة ‪ 498‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫[‪ – ]45‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحات ‪ ،164-163-162-161‬بتصرف‪.‬‬
‫[‪ – ]46‬تنص المادة ‪ 493‬على أنه‪ ” :‬الحساب باالطالع عقد بمقتضاه يتفق البنك مع زبونه على تقييد‬
‫ديونهما المتبادلة في كشف وحيد على شكل أبواب دائنة ومدينة‪ ،‬والتي بدمجها يمكن في كل حين‬
‫استخراج رصيد مؤقت لفائدة أحد األطراف”‬
‫[‪ –  ]47‬مقتطف من عرض تمت مناقشته تحت إشراف الدكتور سعيد الروبيو‪ ،‬ماستر عقود وعقار‪،‬‬
‫مجزوءة العقود البنكية‪ H،‬السداسي الثالث‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.10‬‬
‫[‪ – ]48‬من المادة ‪ 229‬من م‪.‬ت إلى المادة ‪ 233‬من م‪.‬ت‪.‬‬
‫[‪ – ]49‬محسن شفيق “األوراق التجارية” دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،1954‬ص ‪.709‬‬
‫[‪ – ]50‬محمد لفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫[‪ – ]51‬يقصد بالحجز لدى الغير‪ :‬ذلك اإلجراء المسطري الذي يستطيع الدائن أن يتعرض بين يدي‬
‫مدين مدينه على كل المبالغ والقيم المنقولة التي يمسكها هذا األخير في حساب المدين وأن يستوفي دينه‬
‫من تلك المبالغ والقيم المنقولة‪ H‬وقد نظمه المشرع المغربي من الفصل‪ 488 H‬إلى الفصل ‪ 496‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪.‬‬
‫[‪ – ]52‬قرار لمحكمة النقض الفرنسية في ‪ 23‬يناير ‪ ،1992‬أورده عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.167‬‬
‫[‪ – ]53‬أمر صادر عن ابتدائية الرباط بتاريخ ‪ 06/07/1997‬ملف عدد ‪ ،898‬منشور بمجلة المدن‬
‫القانونية‪ H‬العدد ‪ 17‬يونيو ‪.1999‬‬
‫[‪ – ]54‬قرار لمحكمة النقض الفرنسية في ‪ 13‬نونبر ‪ ،1973‬أورده عبد الحق بوكبيش “الحساب‬
‫باإلطالع في مدونة التجارة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬في قانون األعمال بوجدة‪،‬‬
‫الموسم الجامعي ‪ ،2000-1999‬ص ‪.42‬‬
‫[‪ – ]55‬شأنه شأن المشرع الليبي من خالل المادة ‪ 207‬والمشرع التونسي من خالل المادة ‪.739‬‬
‫[‪ – ]56‬األطراف الثالثية‪ H:‬المحجوز عليه هو الرصيد المؤقت؛ المدين هو الزبون الدائن للبنك‬
‫بالرصيد؛ الغير هو البنك المفتوح لديه الحساب‪.‬‬
‫[‪ – ]57‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫[‪ – ]58‬محمد جنكل “العمليات البنكية المباشرة”مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 88‬بتصرف‪.‬‬
‫[‪ – ]59‬محمد لفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫[‪ – ]60‬عبد الحق بوكبيش “الحساب باإلطالع في مدونة التجارة الجديدة‪ ،‬تشغيل وغلق‪ H‬الحساب”‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬وحدة البحث والتكوين الضمانات التشريعية في قانون‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬


‫كموني يونس‬ ‫‪ 13‬ديسمبر‪2019 ,‬‬ ‫قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

‫األعمال المغربي‪ ،‬كلية العلوم القانونية‪ H‬واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬الموسم الجامعي ‪-1999‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.25‬‬
‫[‪ – ]61‬عبد الحق بوكبيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫[‪ – ]62‬تنص المادة ‪ 494‬من مدونة التجارة‪ ” :‬غير أنه يفترض إال في حالة التنصيص على خالف‬
‫ذلك‪ ،‬خارج الحساب‪.‬‬
‫‪ -1‬الديون المضمونة بتأمينات اتفاقية أو قانونية؛‬
‫‪ -2‬الديون التي ال تنتج عن عالقات األعمال العادية”‬
‫[‪ – ]63‬محمد جنكل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫[‪ – ]64‬المادة ‪ 497‬من م‪.‬ت تنص على أنه‪ ” :‬يسجل في الرصيد المدين للحساب دين الفائدة للبنك‬
‫المحصور كل ثالثة أشهر‪ ،‬ويساهم‪ ،‬احتماال‪ ،‬في تكوين رصيد لفائدة البنك ينتج بدوره فوائد”‬
‫[‪ – ]65‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫[‪ – ]66‬عبد الرحيم المودن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬

‫)‪ (droitetentreprise.com‬قراءة في قواعد تشغيل الحساب الجاري وفق القانون المغربي‬

You might also like