Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 31

‫الجمهورية اليمنية‬

‫جامعــة صنعــاء‬
‫الدراسات العليا والبحث العلمي‬

‫للعالمة الفقيه األمام ‪ /‬حميد بن أحمد المحـلى الهمداني‬


‫الشهيد المتوفى عام‪ 652 /‬هـ‬

‫لنيل درجـة الدكتوراه في الشريعة اإلسالمية‬

‫من كلية اآلداب – قسم الدراسات اإلسالمية‬

‫إشــــراف‬

‫نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا والبحث العلمي ‪ -‬سابقاً‬

‫أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية الشريعة والقانون‬


‫‪ 2003 / 2002‬م‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫‪ -‬الحمد هلل رب العالمين أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً ‪ ،‬الحمد هلل الذي علم بالقلم علم اإلنسان م ا لم‬
‫‪     ‬‬ ‫يعلم ‪ ،‬القائ ل {‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1()1(}    ‬والقائل (‬
‫‪      ‬‬
‫‪    ‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأش هد أن ال إل ه إالّ اهلل‬ ‫}‪     ‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫وحده ال شريك له شهادة أرجو بها األمان يوم العرض األكبر والنجاة من هول يوم المحشر ‪ ،‬وأصلي وأسلم‬
‫على خير خلقه ‪ ،‬الذي أشرقت له األرض بأنوار هدايته ‪ ،‬وتألألت معالم الدين بشعاع حكمته ‪ ،‬النذير الهاد ‪،‬‬
‫والش فيع ي وم التن اد ‪ ،‬س يد األنبي اء والمرس لين وإ م ام المتقين محم د ابن عبداهلل بن عب دالمطلب بن هاش م‬
‫وعلى آل ه األطه ار المنتج بين ‪ ،‬واص حابه االخي ار‪ ،‬ومن س ار على هدي ه واس تن بس نته إلى ي وم ال دين ‪.‬‬
‫وبعد ‪:‬‬

‫(‪)1()1‬‬
‫آل عمران ‪. )110( :‬‬
‫(‪)2()2‬‬
‫الحج ‪. ) 41 ( :‬‬
‫فإن مما تختص به الشريعة اإلسالمية عن سائر الشرائع واألديان أنها لم تفرق بين دين ودنيا أو دين‬
‫ودوله له ذا ف إن علم اء اإلس الم وأئم ة اله دى عليهم الس الم لم يع تزلوا مي دان السياس ة ب ل ك انوا في مقدم ة‬
‫فرسانها وإ ن اعتزل احدهم فبسبب ظلم من غلبوا على أمر هذه األمة ‪.‬‬

‫ولقد ترك لنا أولئك االعالم تراثاً فكرياً وعلمياً عظيماً دونوا فيه حركة حي اتهم وجه ادهم ووق وفهم في‬
‫وجه الظلم والطغيان فكان لحياتهم منزلة بين األمة ‪ ،‬وذكرى خالدة على مدى األزم ان ‪ ،‬وال درجات العال في‬
‫اآلخرة عنداهلل تعالى ‪.‬‬

‫نسأل اهلل تعالى أن يوفقنا إلى العمل بشرعه فنحل حالله ‪ ،‬ونحرم حرامه‪.‬‬

‫لع ل من الب ديهي االش ارة إلى ت راث الزيدية المع رفي في مج ال الفق ه والسياس ة الش رعية باعتب ار أن‬
‫الشيخ اإلمام الشهيد حميد بن أحمد المحلي ك ان واح داً من كب ار علمائه ا ‪ ،‬وذل ك لم ا يوج د في ه ذا الم ذهب‬
‫من الروائع التي أبدعها العلماء المجتهدون عبر مراحل التأريخ اإلسالمي ‪ ،‬ولقد كان ألئمة الزيدي ة ومن هم‬
‫على م ذهبهم في االجته اد اث ره ال بين والواض ح في تن وير الفك ر باالض افات الجدي دة إلى محاص يلهم العلمي ة‬
‫فحيثما يتجه المرأ في مناطق بالد اليمن يجد ما يتمناه من الزاد الفكري في مختل ف ف روع المعرف ة وم ا ه ذا‬
‫األمر بغريب على بل د احتض نت مدن ه الص غيرة منه ا والكب يرة ‪ ،‬وق راه الع امرة بالس كان‪ ،‬م ا ك ان يس َّمى إلى‬
‫وقت قريب ( بهجر العلم ) ‪ ،‬وهي في مفهومها المحدد عبارة عن مدارس علمية تدرس فيها علوم القرآن ‪،‬‬
‫والح ديث والعربي ة بفنونه ا المختلف ة ‪ ،‬والفق ه ‪ ،‬وأص وله ‪ ،‬وأص ول ال دين ‪ ،‬وغيره ا من العل وم العقلي ة‬
‫والنقلية ‪ .‬ولقد اثمرت تلك الهجر ف أنتجت علم اء ص ار ذك رهم مس ير الش مس ‪ ،‬واع ترف بهم ‪ ،‬وبمدارس هم‬
‫علم اء األمص ار ووف د إليهم التالمي ذ من أنح اء الع الم اإلس المي بحث اً عن ال تزود ب العلوم والمع ارف ال تي‬
‫افتق دوها في من اطقهم ‪ ،‬وبل دانهم ‪ ،‬فك ان لهم نص يب من العل وم ال تي اكتس بوها من ش يوخ وأئم ة أجالء في‬
‫بالد اليمن ‪ ،‬وص ار البعض منهم فيم ا بع د أئم ة لبعض الم ذاهب اإلس المية ‪ ،‬والكث ير من أمث الهم من فقه اء‬
‫اإلسالم الذين جاؤا إلى اليمن للتزود بالعلوم النافعة فنف ع اهلل بهم المس لمين بع د ذل ك بم ا ق دموا لإلس الم من‬
‫عظيم المصنفات ومن جالئل األعمال ‪.‬‬

‫ولعل ه من األش ياء المهم ة هن ا اإلش ارة إلى أم ر مهم وه و موض وع الحس بة واالحتس اب ل دى الزيدية‬
‫على اعتبار أن ه ذا الم ذهب ق د عم ل علم اؤه على ك واهلهم تبلي غ رس الة اإلس الم إلى الن اس في ه ذه ال ديار‬

‫وفي معظم بل دان اإلس الم ‪ ،‬وك ان ه والء العلم اء في جه ادهم الفك ري ينهج ون منهج الرس ول (‪ ) #‬ومنهج‬
‫الوص ّي (علي ه الس الم ) وابنائ ه ‪ ،‬وعلى ه دي من النض ال الي ومي المتواص ل ممثالً في ت راث اإلم ام الش هيد‬
‫حفي د ش هداء آل ال بيت زي د بن علي بن الحس ين بن علي(‪ )1()1‬ال ذي خ رج داعي اً إلى اهلل مثلم ا دعى ج ده‬

‫ه و اإلم ام الش هيد زي د بن على بن الحس ين بن علي بن أبي ط الب عليهم الس الم ‪ ،‬أب و‬ ‫(‪)1()1‬‬

‫الحس ين العل وي الهاش مي القرش ي ‪ ،‬ول د ع ام ‪79‬هـ ‪698/‬م ‪ ،‬اإلم ام المجته د العاب د الزاه د‬
‫كان يعرف في المدينة بحليف القرآن ‪ ،‬من خطباء بني هاشم قال عنه أبو حنيفة رحمه اهلل‬
‫( ما رأيت أحضر جواب اً من زيد بن علي بن الحسين قلت له ‪ :‬أقدر اهلل المعاصي ؟ قال ‪:‬‬
‫أفيعص ى قه راً؟ ف القمني حج راً ) ‪ ،‬وق د تلقى عن ه العلم جم ع كث ير ‪ ،‬وتنس ب الزيدية إلى‬
‫اإلمام زيدعليه السالم ‪ ،‬باعتباره مؤسس المذهب الزيدي ‪.‬‬
‫المصطفى (‪ )#‬ومثلما دعى إلى اهلل أمير المؤمنين ( عليه السالم ) والحسنين ‪ ،‬رضوان اهلل عليهم ‪ .‬ول ذلك‬
‫ف إن الزيدية م ا هي إالَّ ص وت من اص وات الح ق ‪ ،‬وليس ت حرك ة سياس ية دنيوي ة الغ رض من جهاده ا ض د‬
‫الباط ل‪ ،‬الوص ول إلى س دة الحكم ‪ ،‬أو التغلب على الغ ير من أج ل ال دنيا ‪ ،‬إنه ا دع وة إلى اهلل ‪ ،‬وإ لى تنفي ذ‬
‫تعاليم اإلسالم التي كادت أن تندرس بسبب أفعال المتغليين على الناس والذين حولوا الوجه اإلسالمي للدول ة‬

‫اإلسالمية ‪ -‬التي أرسى قواعدها رسول البشرية (‪ )#‬إلى ملك عض وض دف ع الن اس ثمن ه باهظ اً‪ ،‬وم ا ت زال‬
‫أثار تلك االنحرافات تجر أذيالها على أم ة اإلس الم ح تى ي وم الن اس ه ذا ‪ ،‬ف إذا ك ان الخلف اء ‪ ،‬أو المل وك من‬
‫ذوي السلطان والجاه قد فهموا الحياة على أنها التسلط والتنعم بما لذ وطاب فيها ف إن أئم ة الزيدي ة من أه ل‬
‫البيت واتباعهم قد استبان لهم أن الحياة ش يء آخ ر ؛ إنه ا فق ط س بيل إلى ال دار األخ رة وأن رس الة اإلس الم‬
‫هي اع داد الف رد المس لم إع داداً فاض الً ‪ .‬يمكن ه من نف ع الن اس في الحي اة العاجل ة ‪ ،‬ونف ع نفس ه في الحي اة‬
‫اآلجلة‪.‬‬

‫ولقد سبر علماء الزيدية أغوار الحياة اإلنسانية باس تقراءاتهم ‪ ،‬وبم ا تعرض وا ل ه من اإلحن والمظ الم‬
‫القاسية‪ ،‬فوجدوا أن من أفضل الطرق لهداية الن اس وإلزال ة المظ الم عنهم هي األم ر ب المعروف والنهي عن‬
‫المنك ر ‪ ،‬وال دعوة إلى مراجع ة النفس ‪ ،‬واإليم ان ب أن اهلل سينص ر من ينص ره ‪ ،‬ومن يب ذل مهجت ه من أج ل‬
‫إيص ال كلم ة اهلل إلى دي اجير النف وس المظلم ة ‪ ،‬فك انت طري ق الحس بة هي من أول خط وات الداعي ة ‪ ،‬ومن‬

‫ضيق عليه هاش م بن عب دالملك االموي الخناق وك ان‬


‫خ رج من المدينة وأقام في الكوفة ّ‬
‫زي د علي ه الس الم يحث الن اس على ع دم الس كوت عن األم ر ب المعروف والنهي عن المنك ر‬
‫فبايع ه أه ل الع راق على ال دعوة إلى الكت اب والس نة ‪ ،‬وجه اد الظ المين وال دفع عن‬
‫المستض عفين ‪ ،‬واعط اء المح رومين والع دل في قس مة الفيء ورد المظ الم ونص رة آل‬
‫البيت ‪ ،‬وجاهد حتى استشهد ( ‪122‬هـ‪740/‬م) دفاع اً عن الحق والعدل والخير جاعالً مبدأ‬
‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مبادء العقيدة التي اتخذتها الزيدية منهاجاً لها ‪ .‬وق د‬
‫ترك آثاراً كثيرة أهمها المجموعان الفقهي والحديثي ويطلق عليهما ( مجموع اإلمام زيد )‬
‫راج ع مص ادر ترجمت ه ‪ :‬الح دائق الوردية ‪ ،‬ج‪ ، 1/241‬أئم ة الفق ه التس عة عب دالرحمن‬
‫الش رقاوي‪ ،‬ص‪ ،33-11‬طبع ة ثاني ة ‪ /‬العص ر الح ديث للنش ر والتوزي ع ب يروت ‪1406‬هـ‪/‬‬
‫‪185‬م مقاتل الطالبين ص‪ 127‬طبع دار المعرفة بيروت تحقيق السيد أحمد صقر ‪ ،‬وتاريخ‬
‫الط بري ج‪ ، 5/481‬وت اريخ دمشق البن عس اكر ‪ ،‬ج‪ ، 4/572‬والش افي إلم ام عبداهلل بن‬
‫حمزة ‪ ،‬ج‪ ،1/188‬وتاريخ اإلسالم ج‪ ، 5/74‬وطبقات ابن سعد ‪ ،‬ج‪ ، 5/229‬واإلمام زيد‬
‫ألبي زه رة‪ ،‬وت اريخ الكوفة ص‪ ، 327‬واالعالم لل زركلي ‪ ،‬ج‪ . 3/59‬مق دة ال روض‬
‫النضير للسياغي ‪.‬‬
‫مناهج التشريع اإلسالمي في القرن الثاني الهجري الستاذنا الدكتور محمد بلتا جي حسن‬
‫ج‪ ، 1/108‬الزيدية نظري ة وتط بيق ‪ ،‬علي عب دالكريم الفض يل ‪ ،‬المقدم ة ‪ ،‬ت اريخ الفك ر‬
‫اإلسالمي باليمن ‪ ،‬أحمد حسين شرف الدين ص‪ ، 111‬وما بعدها ‪.‬‬
‫ابرز معالم الخطط المؤدي ة في النهاي ة إلى إزال ة الظلم والج ور عن ظه ور العام ة ‪ .‬وق د أغ نى أئم ة الزيدي ة‬
‫وتابعوهم المكتبة اإلسالمية بروائ ع الت آليف في مج ال الحس بة واالحتس اب ‪ ،‬ولم يتركوه ا في ك ل مص نفاتهم‬
‫الفقهي ة والش رعية ‪ ،‬ب ل إنه ا موج ودة في ك ل المص نفات إلى ج وار مفه وم " اإلمام ة " وال اب الغ إذا قلت إن‬
‫أحد إالَّ عن طريقها وحينئذ فإنن ا نس تطيع الق ول َّ‬
‫إن‬ ‫الحسبة لدى الزيدية هي البواية التي ال يعبر إلى اإلمامة ُ‬
‫الحسبة لدى الزيدية هي العالقة المميزة لهذه الصفة أي لإلمامة والكثير من أئم ة الزيدي ة األعالم إنم ا ب داؤا‬
‫مس يرة نض الهم وكف احهم محتس بين وت درجت دع واتهم من ط ور إلى ط ور ‪ ،‬وهي س مة من س مات الم ذهب‬
‫الزيدي ‪ ،‬وسمة متميزة في منهج السياسة الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تم اختيار كتاب نصيحة الوالة موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه؟‬
‫كان الشيخ العالمة الشهيد حميد بن أحمد المحلي الهمداني واحداً من كبار العلماء ‪ ،‬الذين أدرك وا ثق ل‬
‫م ا عليهم من واجب نص يحة أولى األم ر بم ا يجب عليهم من سياس ة مرعي ة نح و الرعي ة وم ا ال ذي يجب‬
‫عليهم في اختي ار والة األم ر من قب ل اإلم ام ووج وب األم ر ب المعروف والنهي عن المنك ر ومقارع ة الباط ل‬
‫وتطبيق شرع اهلل والجهاد في سبيله بما يحقق الخالفة في األرض ‪.‬‬

‫ولم ا ك ان كت اب نص يحة ال والة الهادي ة إلى النج اة للش يخ المجته د الفقي ه حمي د ابن أحمد المحلي في‬
‫نص يحة والة األم ر على مختل ف درج اتهم ‪ ،‬ه و واح داً من الكتب ال تي تع الج ه ذا الج انب اله ام من فقهن ا‬
‫اإلسالمي بعامة – الزيدي اليم ني بخاص ة ‪ ،‬وك ان ال ي زال مخطوط اً لم تمس ه ي د محق ق أو ناش ر ‪ ،‬فق د وق ع‬
‫اختيار أستاذنا األستاذ الدكتور محم د بلت ا جي حسن على ه ذه المخطوط ة وأن اجع ل من دراس تها وتحقيقه ا‬
‫موضوعاً الطروحتي لدرجة الدكتوراه في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫وبع دفرغ الب احث من مناقش ة رس الة الماجس تير والمس جلة بنظ ام االش راف المش ترك بين ج امعتي‬
‫صنعاء والقاهرة – كلية دار العلوم ‪ ،‬والتي كانت بعنوان – ال بيوع المحرم ة في ض وء الفق ه الزي دي دراس ة‬
‫مقارنة بالمذاهب األربعة ‪.‬‬

‫صرت أفكر في اختيار موضوع ذي عالقة قريبة بالموض وع األول اث ري ب ه مكتبتن ا العربي ة في اليمن‬
‫خاصة والمكتبة اإلسالمية بعامة ‪ ،‬خاصة وأن المكتب ة الجامعي ة والمكتب ة العام ة تفتق ر إلى االبح اث الجدي دة‬
‫في مج االت الفق ه والسياس ة الش رعية وم ع أن ني كنت على معرف ة تام ة ب أن بح ثي ه ذا عن مخط وط أق وم‬
‫بدراس ته وتحقيق ه واص الحه من جمي ع جوانب ه اللغوي ة والفني ة والتاريخي ة واالس تقرائية ‪ ،‬وتقديم ه إلى‬
‫اء كب يرين ال من حيث البحث الش اق عن وج ود مخط وط فحس ب ‪ ،‬ولكن م ا‬ ‫الجامعة ‪ ،‬سيكلفني جه داً ‪ ،‬وعن ً‬
‫بع د الحص ول على المخط وط‪ ،‬من امث ال ونظ ائر تعين على فهم ه ذا النص وإ ع ادة الحي اة إلي ه ‪ ،‬له و أم ر‬
‫عس ير ومكل ف أب داً إالّ أن ح بي وش غفي واس تعدادي لب ذل أقص ى م ا امتل ك من معرف ة ومن جه د في خدم ة‬
‫التراث اإلس المي وخدم ة العلم وخدم ة االجي ال القادم ة من طلب ة العلم ‪ ،‬قد ه ون عليّ من المت اعب والس هر‬
‫والبحث الش اق إلى أن تكتم ل ص ورته وتتض ح معالم ه ويص ير اهالً ألن يك ون من جمل ة االبح اث العلمي ة‬
‫المحققة والتي نال بخدمتها اصحابها من الدرجات العلمية ال تي يس تحقونها وتس تحقها تل ك االبح اث الج ديرة‬
‫بالقراءة وبالدرس ‪.‬‬

‫وكنت قد تقدمت إلى استاذي الدكتور محمد بلتا جي حسن استاذ الشريعة اإلسالمية بكلية دار العل وم ‪،‬‬
‫جامعة القاهرة بثالث نسخ مخطوطة في الفقه اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ -1‬إح داها ‪ :‬من ت راث اإلم ام المؤي د باهلل أحم د بن الحس ين اله اروني المت وفي ‪411‬هـ وعنوانه ا "‬
‫االفادة في فقه المؤيد باهلل " ‪.‬‬

‫‪ -2‬والثانية ‪ " :‬كتاب الحفيظ في الفقه " للعالمة إبراهيم بن محمد بن سليمان ابن عبداألعلى بن محمد‬
‫المتوفي سنة ‪791‬هـ ‪.‬‬ ‫البوسي‬
‫(‪)1()1‬‬

‫(‪ )1()1‬إب راهيم بن محم د بن س ليمان بن عب داألعلى بن محم د البوس ي ‪ ،‬أح د علم اء الزيدية في‬
‫ال ديار اليمني ة فقي ه أديب ‪ ،‬ك ان إم ام الش ريعة المحمدي ة ‪ ،‬ش يخ العص ابة الزيدي ة عالم اً‬
‫فاض الً ‪ ،‬ش اعراً مجي داً ‪ ،‬بارع اً متقن اً ‪ ،‬ممن يس ر ل ه النظم نظم الت ذكرة على روى واح د‬
‫‪ -3‬أما الثالثة ‪ :‬من هذه النسخ المخطوطة فق د ك انت نص يحة ال والة الهادي ة إلى النج اة لش يخ اإلس الم‬
‫الفقيه حميد بن أحمد المحلي الشهيد وهي مصنفة ضمن المؤلفات الخاصة بالسياسة الشرعية ‪.‬‬

‫وبعد أن اطلع أستاذنا الدكتور محمد بلتا جي حسن على هذه النسخ ‪ ،‬استحسن نصيحة الوالة ‪ ،‬وقبل‬
‫مشكوراً األشراف على دراسة وتحقيق ه ذه المخطوط ة لتك ون موض وعاً أتق دم ب ه لني ل درج ة ال دكتوراه في‬
‫الشريعة اإلسالمية – السياسة الشرعية – كما استحببها أيضاً أس تاذنا األس تاذ ال دكتور حس ن محم د مقب ولي‬
‫تاذي ال دعم للموض وع اس تعنت باهلل‬
‫األه دل وقب ل األش راف من جامع ة ص نعاء ‪ ،‬وبع د أن وج دت من أس َّ‬
‫وش مرت عن س اعد الج د ‪ ،‬ورحت ابحث في المكتب ات الخاص ة في اليمن عن النس خ الض رورية للمقابل ة‬
‫والفحص والدرس وتوفر لي بعد جهد مض ني ذل ك المطل وب من النس خ بع د أن يئس ت أو ك دت أن أي أس من‬
‫العث ور على بعض النس خ له ذا المخط وط المهم ‪ ،‬وتم تس جيل البحث بجامع ة ص نعاء وف ق القن وات العلمي ة‬
‫نظام االشراف المشترك تحت اشراف استاذنا الدكتور محمد بلتا جي حسن أستاذ الشريعة اإلس المية ورئيس‬
‫قسم الشريعة بكلية دار العلوم مشرفاً رئيساً واستاذنا الدكتور حسن محمد مقبولي األهدل نائب رئيس جامعة‬
‫صنعاء للدراسات العليا والبحث العلمي – في حينه – مشرفاً مشاركاً ‪ ،‬وال ذي أص بح المش رف ال رئيس على‬
‫الرسالة نظراً لعدم تجديد إتفاقية األشراف المشترك مع جامعة القاهرة ‪.‬‬

‫وباشر الباحث في السير في طريق التحقيق بخطى حثيثة وبهمة عالية وبحمد اهلل وتوفيقه انتهيت من‬
‫دراسة وتحقيق هذا المخطوط الذي يبلغ عمره حوالي ثمانية ق رون مض ت ‪ ،‬ولي أمل في أن اهلل تع الى جلّت‬
‫قدرته أن يجعل هذا العمل مرضياً وفق المنهج العلمي المتبع في احي اء ال تراث وانتش اله من أم اكن احتج ازه‬
‫اينما وجد وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة ‪.‬‬

‫النتائج ‪ -‬والتوصيات‬
‫أوالً ‪ :‬النتائج ‪:‬‬

‫* ل وال أن ه ق د درج جي ل من الب احثين والكت اب والمهتمين على تب ني م ا يس مى‬


‫بالخاتمة كنهاية ألبحاثهم‪ ،‬ورسائلهم‪ ،‬ودراساتهم‪ ،‬لم ا أق دم الب احث على مج اراتهم‪ ،‬أو‬
‫متابعتهم في ه ذا التقلي د ‪ ،‬ولكن وبم ا أن ه ذه المس ألة ق د ص ارت عرف اً أكاديمي اً‪ ،‬فإن ه‬
‫من غير المعقول ‪ ،‬وغ ير المنطقي ‪ ،‬أن يق دم الب احث رس الته إلى األجالء من األس اتذة‬
‫العلم اء ال ذين س يتولون قراءته ا‪ ،‬وتقويمه ا ‪ ،‬ثم الحكم عليه ا ‪ ،‬وهي خالي ة من بعض‬
‫الص فحات ال تي لم يكن ق د التقى ه ؤالء األس اتذة العلم اء بواح دة من الرس ائل العلمي ة‬
‫التي تأتي اليهم إما لمراجعتها ‪ ،‬أو األش راف عليه ا ‪ ،‬وهي مج ردة عن الخاتم ة ‪ ،‬وق د‬
‫يستغرب البعض من الباحث مثل هذه المالحظة وله كامل الحق في ذلك ‪ ،‬وسيزول ذلك‬
‫االستغراب‪ ،‬عندما تتضح له كامل الرؤية ال تي يج دها الب احث ص ائبة ‪ ،‬ول و من وجه ة‬

‫وسماه ( الزهرة الزاهرة في فقه العترة الطاهرة ) وتسمى منظومة البوسي ‪ ،‬توفي رحمه‬
‫اهلل سنة ‪791‬هـ ‪ ،‬اعالم المؤلفين الزيدية عبدالسالم الوجيه ‪ ،‬ص‪ ، 68‬ترجمه ( ‪. ) 29‬‬
‫نظر شخصية ‪ ،‬على األقل ‪ ،‬وهي أن كتابة الخ واتيم – ال تي يحل و لك ل ب احث أن يت وج‬
‫به ا جه ده العلمي واإلب داعي – مهم ا ك انت غاي ة في الترك يز واإليج از في نق ل أش د‬
‫الفق رات ‪ ،‬وأكثره ا أهمي ة ‪ ،‬في الموض وع الم دروس ‪ ،‬وعلى وج ه الخص وص حينم ا‬
‫يك ون الموض وع بحث اً علمي اً معمق اً متع دد الج وانب ‪ ،‬ومت داخل الفص ول والمس ائل ‪،‬‬
‫متنوع األفكار ‪ ،‬بسبب تنوع مشموالته واتساع ثقافة المصدر المنشئ له ‪.‬‬

‫* ف إن الخاتم ة ال يمكن له ا أن تنق ل إالّ أق ل القلي ل من المع اني الب ارزة والمهم ة‬
‫عن البحث المدروس ‪ ،‬وه ذه الحقيق ة ال تي يس عى الب احث إلى تق ريب م ا يمكن تقريب ه‬
‫إلى المطلع والقارئ من أمور وقضايا ومسائل ومشكالت تعرض لها البحث انطالقاً من‬
‫مفهوم النص المدروس والمحقق ‪.‬‬

‫* وال ب أس حينئ ذ من إلق اء بعض األض واء على م ا يمكن اعتب اره من األم ور‬
‫الجوهري ة ال تي بإزاح ة الغط اء عنه ا باللف ظ المع بر أو باإلش ارة الدال ة ‪ ،‬أو اإليم اءة‬
‫الخفيف ة ‪ ،‬إنم ا ُيعب د الطري ق أم ام الق ارئ والمطل ع للتف اهم المتب ادل بين ه وبين النص‬
‫ممثالً في جمل ة موحي ة أو كلم ة ذات مع ان هادف ة تجع ل الق ارئ والمطل ع ش ريكاً في‬
‫التفاع ل بين موجب ات النص ‪ ،‬بجمل ه ‪ ،‬وكلمات ه ‪ ،‬ومفردات ه ‪ ،‬وتوس ع ل ه مكان اً في‬
‫مملكة الفك ر الخالق ‪ ،‬وه ذه المس ألة هي م ا يه دف إلي ه الب احث وم ا يتوخ اه ويرتجي ه‬
‫من بحث ه ‪ ،‬ومن المتلقين ال ذين ت ربطهم مش اعر الش وق واإلخالص في البحث عن‬
‫الحقيق ة العلمي ة النافع ة ‪ ،‬وال تي هي الغاي ة القص وى من البحث بك ل تش عباته وأبواب ه‬
‫وفص وله ‪ ،‬ومباحث ه‪ ،‬ومطالب ه ‪ ،‬ومس ائله ‪ ،‬وأشخاص ه ‪ ،‬وجمي ع م ا يش تمل علي ه من‬
‫أفك ار عقدي ة ‪ ،‬ومن نظ رات تأملي ة ‪ ،‬ومن أحك ام تش ريعية وش رعية ‪ ،‬ومن قواع د‬
‫علمية وأدبية ‪ ،‬وسياسية ‪ ،‬واجتماعية ‪ ،‬ووجدانية ‪ ،‬وأخالقية ‪.‬‬

‫* لقد حرص الباحث وكان وما تزال تختلج بجنبات ه جيش من الص ور الحي ة ال تي‬
‫وجد نفسه معها في رحلة حميمة دامت سنين طويلة ولو قدر له أن ينقلها جميعه ا إلى‬
‫وج دان الق ارئ لم ا ت رد من نقله ا ل و ك ان يق در ‪ ،‬وحس به في ذل ك العم ل‪ ،‬أن ه ق د ب ذل‬
‫جهده الذي بين أيديكم ‪.‬‬

‫* فالرسالة التي توجه بها عالمنا الجليل حميد بن أحمد المحلي هي من الوض وح‬
‫بحيث يستطيع المطلع على عنوانها أن يتفهم الغاية منها وإ لى من من الناس قد توج ه‬
‫بها ‪.‬‬
‫* إنه ا رس الة ولكن ليس ت كالرس ائل ال تي ال تق وى على البق اء بع د العص ر ال ذي‬
‫أنشئت فيه ‪ ،‬كم ا أن بعض الرس ائل ليس له ا من الج ذور م ا تجعله ا تُعم ر ط ويالً ع بر‬
‫العصور ‪.‬‬

‫* أم ا رس الة عالمن ا الناص حة لل والة الهادي ة لهم إلى النج اة ‪ ،‬فإنه ا ق د وج دت‬
‫تربته ا الص الحة لنموه ا ‪ ،‬وبقائه ا حي ة ع بر األزمن ة تتج دد بتج دد عص ور ال والة ‪،‬‬
‫والحك ام ‪ ،‬طالم ا بقي ال والة ‪ ،‬والحك ام وبقي المحكوم ون ‪ ،‬ف إن ض وابط التواص ل بين‬
‫الجمي ع هي تل ك القواع د اآلم رة والناهي ة ‪ ،‬ال تي تش كل مب ادئ العدال ة االجتماعي ة بين‬
‫الن اس " حكام اً ومحك ومين " وتق ع في مق دمتها قواع د األم ر ب المعروف والنهي عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وهي األس اس الحقيقي لعم ل المتص رفين المحقين حس ب تعب ير الفقي ه الش هيد‬
‫حميد المحلي ‪.‬‬

‫* فق د ع ّرف ال ذين توج ه إليهم بكتاب ه أنهم والة أم ور المس لمين من المتص رفين‬
‫وأص حاب االحتس اب ‪ ،‬وحينئ ذ فنص يحة ال والة هي بحث مهم من األبح اث ال تي تع الج‬
‫ش ئون ال والة والرعاي ا ‪ ،‬وش ئون المس لمين ‪ ،‬وغ ير المس لمين ‪ ،‬في أزمن ة الش دة‬
‫والرخاء ‪ ،‬وفي مختلف األوقات ‪ ،‬وسواء أكانت أوقات السلم أو أوقات الحرب ‪.‬‬

‫* لم يكت ف المؤل ف ب ذكر م ا تع ارف علي ه المس لمون ع بر العص ور من دع وة‬


‫الحاكمين إلى سلوك سبيل الرشاد ‪ ،‬بإقامة قواعد العدل ومخاف ة اهلل في الس ر والعلن ‪،‬‬
‫أمالً في النجاة من المهالك ‪ ،‬وطمعاً في رحمة اهلل يوم تنصب الموازين وت بيض وج وه‬
‫وتسود وجوه بل تعرض إلى المال وأهميته ‪.‬‬

‫* أهمية المحافظة على األموال العامة والخاصة ‪ ،‬ورك ز المؤل ف جه ده على ه ذا‬
‫الجانب المادي من حياة الوالة وحي اة الن اس ‪ ،‬ولق د أدرك بفطرت ه وبم ا ت وفر لدي ه من‬
‫الخبرة العلمية والتجارب التي اكتسبها على مدى تأريخ حياته الجهادية ‪ ،‬أن المال ه و‬
‫عص ب الحي اة وأن الحي اة السياس ية ‪ ،‬واالجتماعي ة أش د م ا تك ون في حاج ة إلى الم ال‬
‫الذي يحتاجه الوالة ‪ ،‬لإلنفاق على المرابطين من الجي وش في المواق ع النائي ة ‪ ،‬وال تي‬
‫تقع على تخوم الدولة اإلسالمية ‪.‬‬

‫* هذه النقطة بالذات هي شغل ع الم الي وم ‪ ،‬وك ان المؤل ف ق د أدرك ه ذه المع اني‬
‫الخاصة باالقتصاد ‪ ،‬قبل أن يعرف عالم اليوم نظريات التجارة ‪ ،‬واالقتصاد ‪ ،‬لم ا للم ال‬
‫من أدوار في حماي ة ال دول والش عوب ‪ ،‬واألف راد من أن تن ال منهم غوائ ل الفق ر ‪،‬‬
‫والحاج ات الض رورية الق اهرة ؛ فالم ال مهم لبن اء الجي وش ‪ ،‬وإ طع امهم ‪ ،‬واعط ائهم‬
‫أرزاقهم ال تي ت ؤمن لع وائلهم الحي اة اآلمن ة المس تقرة ‪ ،‬وت ؤمن للجن د ظروف اً أفض ل ‪،‬‬
‫تعينهم على أداء واجب اتهم في حمي ات الثغ ور من األع داء والمتربص ين باألوط ان‬
‫اإلسالمية وبالعقيدة على حد سواء ‪.‬‬

‫* ولذلك فإن تركيز المؤلف على أهمي ة الم ال الع ام ي أتي من أولوي ات تفك يره في‬
‫إقام ة النظ ام الع ام في الدول ة اإلس المية ؛ وق د ش دد على المتص رف أن ال ُي ْف رط في‬
‫التصرف باألموال ألنها ليست ملكاً له وحده ‪ ،‬فاإلسالم قد ح دد مص ارفها ومواجه ة م ا‬
‫يستجد من مشكالت بما تستحقه من العناية ‪ ،‬وإ ذا كان صاحب رس الة " نص يحة ال والة‬
‫الهادي ة إلى النج اة " ق د جن د نفس ه للعلم درس اً وتدريس اً وبحث اً ‪ ،‬وتأليف اً ‪ ،‬وتص نيفاً ‪،‬‬
‫ف إن رس الته الدعوي ة والجهادي ة ق د ت زامنت م ع رس الته العلمي ة تحص يالً وتدريس اً ؛‬
‫ولذلك نجد مؤلفن ا وعن طري ق الم ترجمين لحيات ه أن ه ق د ب رز من ذ زمن طوي ل من ذ أن‬
‫كان شاباً طري العود ‪ ،‬مؤيداً ومناصراً ألس تاذه المنص ور باهلل اإلم ام عبداهلل بن حم زة‬
‫ابن س ليمان المت وفي س نة ‪614‬هـ ‪ ،‬ب الرغم من ص غر س نه ‪ ،‬فق د انتظم بالحلق ة‬
‫الدراسية التي كان أبرز مدرسيها اإلمام عبداهلل بن حمزة‪ ،‬وشيعة آل البيت من القضاة‬
‫آل الرصاص ‪ ،‬وهم من هم علماً ومعرفة ‪ ،‬وعقيدة ‪ ،‬واألع داد الغف يرة من غ يرهم من‬
‫علماء العدلية الزيدية ‪ ،‬الهادوية ‪.‬‬

‫* وقد ظهر أثر التحص يل ل دى ص احب رس الة نص يحة ال والة ‪ ،‬حيث ت ابع مس يرة‬
‫أس تاذه اإلم ام عبداهلل بن حم زة في الت أليف والت دريس ‪ ،‬وم ا نص يحة ال والة إالَّ امت داد‬
‫ط بيعي للعدي د من الرس ائل ال تي دبجه ا قلم اإلم ام عبداهلل بن حم زة وع بر فيه ا عن‬
‫ضمير العقيدة اإلسالمية العدلية ‪ ،‬وهي كثيرة وتقع من بين أبرزها الرسالة الناصحة ‪،‬‬
‫والرسالة الطوافة ‪ ،‬وغيرهما ‪.‬‬

‫* وأن من له معرفة بفكر اإلمام عبداهلل بن حمزة ‪ ،‬أو له صلة بمؤلفات ه الكالمي ة‬
‫‪ ،‬والسياس ية ‪ ،‬يس تطيع أن ي رى التواص ل ‪ ،‬واالتف اق بين فك ري األس تاذ اإلم ام ‪،‬‬
‫واألستاذ الفقيه ‪ ،‬الذي تمثل إمامه في كل حركات ه وس كناته ‪ ،‬فه و ال يف ارق شخص ه ‪،‬‬
‫وال يغيب عن ه النظ ر إلى طرائ ق إبداعات ه ‪ ،‬وكي ف ك ان يس وق األدل ة المقنع ة عن د‬
‫تصديه ألية مسألة من مسائل عصره ‪ ،‬أو معضلة من معضالت الحياة ‪.‬‬
‫* وقد بدا هذا األمر جلياً عندما بوب الفقيه اإلمام حميد بن أحمد المحلي‪ ،‬رسالته‬
‫‪ ،‬التي نحن في صدد مقاربة بعض ما ورد فيه ا من أفك ار ‪ ،‬حيث وج دنا مؤلفن ا عن دما‬
‫يس وق األدل ة ‪ ،‬أو ي ورد الحجج ال تي تؤي د وجه ة نظ ره ال يلتفت ال يمين اً وال ش ماالً‬
‫ليس تعين بفك رة من ع الم م ا ‪ ،‬أو يقتنص حكم ًة أو مثالً من مص نف من المص نفات‬
‫المش ابهة لموض وعه ‪ ،‬ولكن ه يتج ه بس رعة ال برق ‪ ،‬وبثب ات راس خ ‪ ،‬فيس تنجد بفك ر‬
‫أستاذه اإلمام المنصور باهلل ‪ ،‬ويكاد المرء أن يقول في هذا الصدد ‪ ،‬إنه لوال أن الفقي ه‬
‫حمي د بن أحم د المحلي ك ان ق د تعم ق في العل وم الش رعية والكالمي ة ‪ ،‬والت أريخ ‪ ،‬لم ا‬
‫كان إال الصورة الثانية أو النسخة األخرى المنتزعة من الصورة الك برى لإلم ام عبداهلل‬
‫بن حمزة ‪ .‬فاإلمام عالم وفقيه ‪ ،‬ومحتسب ‪ ،‬وناقد ‪ ،‬ومبدع ‪ ،‬وجاء هذا التلميذ فاقتفى‬
‫أثر هذا الجبل األشم ‪ ،‬من جبال الحكمة‪ ،‬والمعرف ة والعل وم الش رعية ‪ ،‬ومم ا ي دل على‬
‫تالقح األفكار بين األستاذ ‪ ،‬وبين التلميذ – الذي بقي وفي اً ل تراث إمام ه طيل ة حيات ه –‬
‫أن الرس الة ال تي وجهه ا إلى ال والة ‪ ،‬م ا هي إال ترجم ة أمين ة لفك ر اإلم ام عبداهلل بن‬
‫حمزة ‪ ،‬الذي مارس خالل سنوات حياته صنوفاً عديدة من مشكالت عصره تص دى له ا‬
‫بالقلم أحياناً وبااللتحام أحياناً أخرى ‪.‬‬

‫* وبه ذا ف إن رس الة " نص يحة ال والة الهادي ة إلى النج اة " هي من حيث األص ل‬
‫بحث علمي دقي ق ل ه عالق ة بطبيع ة العالق ة بين العلم اء ووالة األم ر ‪ ،‬ووس ائل األم ر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬وبالحسبة واالحتساب ‪ ،‬امتداد لرسائل اإلمام المنص ور‬
‫باهلل ‪ ،‬إال أن م ا يم يز ه ذه الرس الة عن غيره ا من رس ائل الحس بة واالحتس اب في‬
‫اإلس الم – ل دى الزيدي ة بال ذات – أن " نص يحة ال والة " ق د أض افت إلى غرض ها‬
‫األساس ‪ ،‬أغراضاً أخرى ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫* أن الفقي ه حمي د بن أحم د المحلي لم يكن عن د تأليف ه رس الته ه ذه ق د أتج ه به ا‬


‫لمعالج ة ش ؤون االحتس اب ‪ ،‬أو نظ ام الحس بة لوح ده ‪ ،‬ولكن ه وبحكم معارف ه الديني ة‬
‫وعقيدت ه العدلي ة أورد الكث ير من األق وال الم أثورة ‪ ،‬والحكم المش هورة ‪ ،‬والنص ائح‬
‫السائرة مسير الشمس ‪ ،‬مبتدءا باألدلة القاطعة من الق ران الك ريم ‪ ،‬ثم الس نة الش ريفة‬
‫على صاحبها وآله أفض ل الص الة والتس ليم ‪ ،‬ثم م ا زين ب ه ص حائف ه ذه الرس الة من‬
‫مأثور وأقوال وحكم س يد البلغ اء والفص حاء أم ير المؤم نين اإلم ام علي علي ه الس الم ‪،‬‬
‫ولهذا فالرس الة بمحتوياته ا الديني ة ‪ ،‬والش رعية فري دة في بابه ا ويمكن له ا أن تتب واء‬
‫مكان ًة مرموقة بين مصنفات علماء الزيدية في مجال نظام الحسبة في اإلسالم ‪.‬‬

‫* ومحتوياتها ت دل على ه ذه القيم ة العلمي ة له ذا الن وع من المعرف ة ‪ .‬وأن نظ رة‬


‫واحدة على أبواب الرس الة ‪ ،‬لهي كافي ة العط اء المطل ع الحص يف ‪ ،‬والب احث الل بيب ‪،‬‬
‫ه ذه ال ذخيرة ‪ ،‬عم ا ته دف إلي ه من غاي ات بعي دة تع ود ب النفع الع ام لإلس الم وألهل ه ‪،‬‬
‫مهما تباعده أو تقاربت بهم الديار ‪.‬‬

‫* والج دير بال ذكر بي ان تل ك الطري ق ال تي ابت داء به ا مؤلفن ا ‪ ،‬كتاب ة رس الته‬
‫الناص حة ‪ ،‬فق د ك ان على إدراك ت ام بأهمي ة األس لوب المقب ول في الكتاب ة ‪ ،‬م ع أن ه‬
‫ورسالته قد كان ا ض من عص ر لم يكن في ه للمنهج العلمي الح ديث ‪ ،‬والتقني ات المتعلق ة‬
‫بالكتابة ‪ ،‬أثر واضحاً يعت د ب ه غ ير أن مؤلفن ا رأى أن ه من األفض ل ل ه ولبحث ه ه ذا أن‬
‫يس بقه بمقدم ة ص غيرة م وجزة أوض ح فيه ا أن غرض ه من ت أليف رس الته ه ذه هي‬
‫إسداء النصيحة ‪ ،‬وبعد أن صلى على الرسول الك ريم وآل ه ‪ ،‬توج ه بالثن اء على إمام ه‬
‫ال ذي يقت دي ب ه في حيات ه كله ا‪ ،‬وليس في ت أليف ه ذه الرس الة أو غيره ا ‪ ،‬وبع د ذل ك‬
‫ابت داء في ت رتيب بحث ه ‪ :‬فك ان الب اب األول من ه ه و التع رض للمتص رفين ال ذين ق ال‬
‫عنهم ‪ :‬أنهم متص رفون محق ون ؛ أي أن واليتهم على الن اس ص حيحة ‪ ،‬ولكن أم وراً‬
‫معين ة من أم ور الحي اة ‪ ،‬وش ؤوناً معين ة أخ رى ‪ ،‬يح ق لجمي ع ال والة التص رف به ا ‪،‬‬
‫ويمتنع البعض من التصرف في بعضها ؛ فهنالك أمور يش تركون فيه ا وأم ور ال يج وز‬
‫اش تراكهم فيه ا ‪ ،‬ثم تع رض في الب اب الث اني إلى ش دة الخط ر على من يت ولى أم ور‬
‫المسلمين حيث أورد األدلة القوية على ما أراده ‪ ،‬وناقش في الباب الثالث الهدايا ال تي‬
‫تقدم إلى األمراء وأص حاب الق رار ‪ ،‬وجماع ات م ا يس مى بأه ل الح ل والعق د في الحي اة‬
‫العامة ‪ ،‬ولم ينس في الباب الرابع ‪ ،‬أن يفضح الظلمة الذين يعتسفون الن اس ‪ ،‬مح ذراً‬
‫العقالء من شرور هوالء العتاة األشرار ‪ ،‬وفي الب اب الخ امس رك ز على أهمي ة الوف اء‬
‫بالعقود والذمم ‪ ،‬في حين كان الباب السادس لبي ان الح ال ال ذي يك ون علي ه المتص رف‬
‫من التواض ع ولين الج انب لآلخ رين ‪ ،‬واإلقب ال على الرعي ة ‪ ،‬ومالحظتهم ب الرفق‬
‫واللين ‪ .‬وقد كان الباب السابع ‪ ،‬وهو أكبر األبواب كونه محور هذه الرسالة ‪ ،‬كما ه و‬
‫مح ور ك ل أنظم ة الحس بة في اإلس الم ‪ ،‬وه و وج وب األم ر ب المعروف ‪ ،‬والنهي عن‬
‫المنك ر ‪ ،‬وم ا يتب ع ه ذه القاع دة ‪ ،‬وه ذا المب داء من ش روط الب د من توافره ا ل دى‬
‫المتص رفين للوالي ة ‪ ،‬والط امحين إليه ا وال تي تب داء ب األمر ب المعروف والنهي عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وفي الباب الثامن أورد بيان شرف الجهاد وفضل المجاهد‪.‬‬

‫* وخص ص الب اب التاس ع لمناقش ة موض وع األم وال ال تي تؤخ ذ من الكف ار‪،‬‬
‫ومقاديرها ‪ ،‬ووجوه صرفها وحكم هذه األموال من حيث األساس ‪.‬‬

‫* أما خاتمة هذه الرسالة وهو الباب العاشر ‪ ،‬فقد جعله ل ذكر ط رف من المواع ظ‬
‫والوصايا التي ال يستغني أحد عن العمل بها من األمة المسلمة الصحيحة‪.‬‬

‫* بع د ه ذه الجول ة الس ريعة في أفي اء " نص يحة ال والة " يج د الب احث أن ه من‬
‫المناسب جداً إيجاز ما توصل إليه خالل بحثه في اآلتي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬إن رسالة نص يحة ال والة الهادي ة إلى النج اة ؛ بحث علمي في‬
‫الحس بة واالحتس اب ق ل نظ ائره بين الرس ائل ذات الص لة‬
‫بموض وع البحث ل دى الزيدي ة ‪ ،‬وال أب الغ إذا م ا قلت أيض اً‬
‫ولدى غيرهم من المذاهب والطوائف اإلسالمية والفكرية في‬
‫ال وطن الع ربي ‪ ،‬وأن إخ راج ه ذا البحث الي وم إلى ح يز‬
‫الوجود في زمن الحاس وب ‪ ،‬ووس ائل األتص ال الحديث ة له و‬
‫من األهمية بمكان ‪ ،‬خاص ًة وأنه ا وس ائل ذات أهمي ة ثقافي ة‬
‫ومعرفية ال غنى ألحد عنها ‪ ،‬من سكان عص رنا ه ذا ‪ ،‬وأن ه‬
‫مما ال شك في ه أن ه ق د ت أخر موع د إخ راج ه ذا البحث ال ذي‬
‫ه و ركن من أرك ان المعرف ة في السياس ة الش رعية ‪ ،‬وإ ن‬
‫األم ة ‪ ،‬والجي ل الحاض ر – من وجه ة نظ ر الب احث – لفي‬
‫أش د االحتي اج إلى تزوي ده ب الزار الفك ري ‪ ،‬والعلمي ‪،‬‬
‫والمع رفي ‪ ،‬ذي الص لة بحياتن ا االجتماعي ة والديني ة ‪،‬‬
‫والسياسية ‪ ،‬ولهذا فقد ج اء إخ راج ه ذا النص في زمن ه و‬
‫في حقيق ة أم ره في أمس الحاج ة إلى اس تلهام تراثن ا‬
‫اإلسالمي النافع ‪ ،‬وتعريف األجيال به ‪ ،‬وحفظ ه‪ ،‬وتمثل ه في‬
‫مختلف ش ؤون حياتن ا ‪ ،‬ومعامالتن ا المختلف ة ‪ ،‬والمتش عبة ‪،‬‬
‫والمتسعة باتساع المشكالت التي طرأت على هذه الحياة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬منذ زمن مض ى ‪ ،‬ب ل من ذ أزمن ة عدي دة خلت المكتب ة العربي ة‬
‫واإلس المية وفي اليمن خاص ة من أهم األبح اث ذات الص لة‬
‫بنظام الحسبة في اإلسالم فلم يظه ر ح تى الي وم ومن ذ عه ود‬
‫مض ت بالنس بة للمكتب ة اليمني ة إال كت اب واح د عن الحس بة‬
‫واالحتساب قام بتحقيقه أحد النشطاء من مفكري الزيدية هو‬
‫األس تاذ عب دالكريم ج دبان ‪ ،‬وه و كت اب االحتس اب لإلم ام‬
‫الناصر األطروش إال أنه قد أخذ مكان ه في ال رف الخ الي من‬
‫ه ذا الن وع من الكتب ‪ ،‬ويانض مام كت اب " نص يحة ال والة "‬
‫إلى المكتب ة العربي ة واإلس المية قريب اً ف إن الع الم سيكس ب‬
‫نص اً محقق اً في مج ال الحس بة واالحتس اب ‪ ،‬ويك ون إح دى‬
‫لبن ات الدراس ات المس تقبلية في اليمن في السياس ة‬
‫الشرعية ‪.‬‬

‫ثالث اً ‪ :‬يؤك د الب احث أن من بين األه داف ال تي ح دت ب ه إلى إخ راج‬


‫ه ذا النص وإ ع ادة الحي اة إلي ه بع د إهم ال دام مئ ات الس نين‬
‫أمران ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬هو االتجاه نحو التراث بك ل جدي ة ‪ ،‬وإ عط اء‬


‫الش باب من الب احثين والمتطلعين إلى‬
‫أحي اء ال تراث ال درس النقي الص افي ‪ ،‬في‬
‫تحمل الصعاب والتغلب على مشاكل البحث‬
‫في المخطوط العربي ‪.‬‬

‫الث اني ‪ :‬ال دعوة إلى ك ل من يج د في نفس ه الق درة‬


‫على التعام ل م ع ال تراث أن ال ي تردد في‬
‫اقتح ام ه ذا المج ال ‪ ،‬خدم ًة لعلمائن ا‬
‫المب دعين ‪ ،‬وتق ديم ت راثهم إلى الع الم من‬
‫حولنا‪ ،‬منقحاً مدروس اً‪ ،‬كم ا يعم ل غيرن ا ‪.‬‬
‫وإ زاء ه ذه النظ رة الواقعي ة ‪ ،‬ته ون على‬
‫الب احث الص عاب والمش كالت ال تي تواجه ه‬
‫أثناء إعداد بحثه ‪.‬‬

‫رابع اً ‪ :‬عن دما اتج ه الب احث إلى ه ذا الحق ل من حق ول المعرف ة‬


‫الش رعية ‪ ،‬ك ان ي درك أن ه القتحام ه ه ذا الج انب س وف‬
‫يش ق طريق اً لآلخ رين كي ي ثروا بتحقيق اتهم قاع ة البحث‬
‫العلمي في الكلي ات ‪ ،‬والجامع ات‪،‬والمؤسس ات البحثي ة‪،‬‬
‫وسيس هلون بأبح اثهم المس تقبلية‪ ،‬الطري ق لنم و البحث‬
‫العلمي اليمني في مجال تحقيق التراث ؛ ألنه ما ي زال في‬
‫بدايات ه ‪ ،‬ولكن القافل ة ق د ب دأت المس يرة وس وف تح اط‬
‫بعناية اهلل وتوفيقه ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ -‬التوصيات ‪:‬‬

‫من خالل الدراس ة ال تي ق ام به ا الب احث ال تي تن اولت موض وع " نص يحة ال والة‬
‫الهادية إلى النجاة " فإن هناك العديد من التوصيات التي يستوجب البحث لبيانه ا س واء‬
‫فيما يتصل بالعالقة مع الوالة والحكام وما يتصل بالعلماء وأصحاب الرأي وتأتي أهمية‬
‫هذه التوصيات من كون ص احب الرس الة – حمي د بن أحم د المحلي – ل ه قص ب الس بق‬
‫في ميدان النصح لوالة األمر ‪ ،‬وهوى عالم ‪ ،‬مج رب ‪ ،‬ومحتس ب مجته د ‪ ،‬وب ذلك ف أن‬
‫ما أورده ُيعد مرجعاً من المراجع الهامة التي تشكل في مجمله ا اط اراً لطبيع ة العالق ة‬
‫بين الحك ام والرعي ة وض ابطاً حاكم ا لعالق ة العلم اء بالحك ام ووالة األم ر ‪ ،‬وفيم ا يلي‬
‫نورد أهم التوصيات على النحو األتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يق ع على والة األم ر واجب إقام ة الش رع وسياس ة ال دنيا بال دين ‪،‬‬
‫وفي ه ذا ال من اص لهم من األخ ذ بنص ائح العلم اء المخلص ين ‪،‬‬
‫واتب اع منهجهم وتق ريبهم من مجالس هم ‪ ،‬طمع اً في النص ح‬
‫والمشورة ‪ ،‬وخوفاً من الزلل ‪ ،‬والوقوع في مخالفة الشرع ‪.‬‬

‫‪ -2‬وبالمقابل فإن على العلماء واجب النصح وأخالصه ابتغ اء لمرض اة‬
‫اهلل تع الى ‪ ،‬ال تقرب اً للحك ام وتزلف اً لطلب م ا عن دهم من الج اه‬
‫والسلطان عمالً بقول الرسول الكريم صلى اهلل عليه وآل ه وس لم ‪:‬‬
‫( الدين النصيحة ‪.) ...‬‬

‫‪ -3‬وإ ذا ك ان ب ذل النص ح من علم اء األم ة ومص لحيها ‪ ،‬واجب نح و‬


‫ولي األم ر فه و ك ذلك واجب نح و أعوان ه ووالت ه ‪ ،‬فبهم تس ير‬
‫شؤون الخلق وتصلح أحوالهم وبهم – األعوان – تفسد ‪.‬‬

‫‪ -4‬وعلى ذل ك ف إن على والة األم ر إفس اح المج ال أم ام العلم اء‬


‫المصلحين‪ ،‬وتمكينهم من أداء واجبهم في مختل ف المج االت ‪ ،‬ب دأ‬
‫بالنصح وإ بداء الرأي والمشورة ووصوالً إلى االحتساب ‪.‬‬

‫‪ -5‬وعلى والة األم ر ك ذلك إل زام أع وانهم وعم الهم باألخ ذ بنص ائح‬
‫العلم اء ووض عها موض ع التنفي ذ ‪ ،‬عمالّ بقول ه تع الى ( ي ا أيه ا‬
‫الذين أمنوا لم تقولون ماال تفعلون ‪ ،‬ك بر مقت اً عن د اهلل أن تقول وا‬
‫ما ال تفعلون ) وعليهم كذلك االستقامة على الطاعة واالحسان في‬
‫كل شي ‪.‬‬

‫وأخيراً ‪:‬‬

‫فإن الباحث وهو يقدم هذه التوصيات فأن ه يعتبره ا من ب اب القي ام ب واجب النص ح‬
‫ألئمة المسلمين وعامتهم ‪ ،‬مبتغياً بذلك وجه اهلل تعالى مبتع داً عن التش هير والتع ريض‬
‫راغباً في اإلصالح ‪ ،‬وداعياً إلى التعاون ‪ ،‬والتكامل ‪ ،‬والتعاضد ‪ ،‬فيما بين أبن اء األم ة‬
‫لما فيه الخير والصالح ‪.‬‬

‫وحس بنا اهلل ونعم الوكي ل وص لى اهلل على س يدنا محم د وآل ه الط اهرين واص حابه‬
‫الراشدين وسلم تسليماً كثيراً ‪.‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين‬


‫‪ -‬فهرس المواضيع‬

‫المقدمة ‪1.............................................................................. :‬‬

‫‪ -‬كيف تم اختيار نصيحة الوالة موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه؟‪6..................‬‬

‫‪ -‬صحة نسبة كتاب " نصيحة الوالة " ‪9.............................................‬‬

‫عملى في تحقيق النص المخطوط والمشاق التي وجدتها خالل التحقيق‪11...........‬‬

‫وصف نسخ نصيحة الوالة الهادية إلى النجاة ‪16.......................................‬‬

‫محتويات نصيحة الوالة الهادية إلى النجاة ‪31..........................................‬‬

‫‪ -‬خطة البحث ‪39......................................................................‬‬

‫القسم األول‪:‬‬

‫الدراسة‪ -‬وفيها بابان‪43.......................................................... :‬‬

‫الباب األول ‪44.....................................................................‬‬

‫الفقيه اإلمام حسام ِ‬


‫الد ْي ِن ُح َم ْيد بن أحمد المحلي ‪45..................................‬‬ ‫ُُّ‬

‫الفصل األول‪ :‬حياته وعصره وآثاره ‪46............................................‬‬

‫المبحث األول ‪48...................................................................‬‬

‫" اسمه ‪ ،‬ونسبته " ‪48..............................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪50.......................................................................‬‬

‫" والدته ‪ ،‬ونشأته " ‪50.................................................................‬‬


‫المبحث الثالث ‪53.......................................................................‬‬

‫" شيوخه " ‪53...........................................................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪60.......................................................................‬‬

‫" تالمذته " ‪60..........................................................................‬‬

‫المبحث الخامس ‪66.....................................................................‬‬

‫" عقيدته ومذهبه " ‪66...................................................................‬‬

‫المبحث السادس ‪69.....................................................................‬‬

‫" استشهاده في عام ‪652‬هـ " ‪69........................................................‬‬

‫الفصل الثاني عصر وآثاره ‪80.........................................................‬‬

‫المبحث األول ‪81.......................................................................‬‬

‫" الحالة السياسية " ‪81..................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪89.......................................................................‬‬

‫" الحالة الدينية " ‪89.....................................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪94.......................................................................‬‬

‫" الحالة االجتماعية " ‪94................................................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪101.....................................................................‬‬

‫" الحالة االقتصادية أو المعيشية " ‪101.................................................‬‬


‫المبحث الخامس ‪105...................................................................‬‬

‫" الحركة العلمية والثقافية " ‪105........................................................‬‬

‫المبحث السادس ‪119...................................................................‬‬

‫" مؤلفاته ‪ ،‬وأماكن وجودها " ‪119.....................................................‬‬

‫الفصل الثالث في حدائق حسام الدين ‪134..............................................‬‬

‫المبحث األول ‪135.....................................................................‬‬

‫" رحلة في حدائق حسام الدين الفقيه حميد بن أحمد المحلي"‪135......................‬‬

‫المبحث الثاني ‪141.....................................................................‬‬

‫محتويات كتاب الحدائق الوردية ‪ ،‬ومصادره ‪141.....................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪147.....................................................................‬‬

‫في رفقة اإلمام علي بن أبي طالب عليه السالم ‪147...................................‬‬

‫وبعض روائعه الخالدة ‪147............................................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪160.....................................................................‬‬

‫" وقفه مع فكر ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم " ‪160.................................‬‬

‫" المبحث الخامس " ‪174...............................................................‬‬

‫" إطاللة على تراث اإلمام الهادي وسيرته "‪174......................................‬‬

‫ثانياً ‪ " :‬الهادي إلى الحق والخروج مرتين إلى اليمن "‪179...........................‬‬
‫ثالثاً ‪ " :‬من تراث الهادي إلى الحق ‪ ،‬في الحدائق "‪181..............................‬‬

‫المبحث السادس ‪193...................................................................‬‬

‫مصافحة علمية مع اإلمام المنصورباهلل عبداهلل بن حمزة ‪193........................‬‬

‫" في الحدائق الوردية " ‪200............................................................‬‬

‫عينات من خطبة ‪ ،‬ومواعظه ‪201..................................................‬‬

‫" في صفة الجنة والنار " ‪201......................................................‬‬

‫الباب الثاني ‪208.......................................................................‬‬

‫في الحسبة واالحتساب ‪208............................................................‬‬

‫الفصل األول ‪209......................................................................‬‬

‫الحسبة واالحتساب عبر العصور وفيه ستة مباحث‪209...............................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الحسبة عند األمم األخرى‪210.......................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪219.....................................................................‬‬

‫الحسبة في اإلسالم ‪219.............................................................. :‬‬

‫المبحث الثالث ‪223.....................................................................‬‬

‫أوالً ‪ -‬الدواعي الضرورية للحسبة ‪223............................................. :‬‬

‫المبحث الرابع ‪232.....................................................................‬‬

‫من هو المحتسب ؟ ‪232................................................................‬‬


‫المبحث الخامس ‪239...................................................................‬‬

‫شروط المحتسب ‪239................................................................ :‬‬

‫المبحث السادس ‪252...................................................................‬‬

‫الصلة بين الحسبة ‪ ،‬والواليات الشرعية األخرى ‪252.................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪262......................................................................‬‬

‫الحسبة واالحتساب لدى الزيدية وفيه المباحث التالية ‪262...........................:‬‬

‫المبحث األول ‪263.....................................................................‬‬

‫من تاريخ االحتساب لدى الزيدية ‪263..................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪273.....................................................................‬‬

‫تراث الزيدية في مجال الحسبة ‪273...................................................‬‬

‫أوالً – ضبط المصطلح ‪273......................................................... :‬‬

‫الحسبة في اللغة ‪273............................................................ :‬‬


‫ْ‬ ‫‪-1‬‬

‫ثالثاً – ‪ -1‬شروط المحتسب لدى الزيدية ‪277......................................:‬‬

‫‪ -2‬وما يجوز له وما ال يجوز ‪277................................................. :‬‬

‫المبحث الثالث ‪285.....................................................................‬‬

‫الحسبة واالحتساب لدى الزيدية ‪285...................................................‬‬

‫من الناصر األطروش إلى حميد الشهيد ‪285..........................................‬‬


‫المبحث الرابع ‪291.....................................................................‬‬

‫تاريخ تدوين الحسبة لدى الزيدية من بعد حميد الشهيد ‪291............................‬‬

‫المبحث الخامس ‪295...................................................................‬‬

‫محتسبون ‪ ،‬ثم أئمة ‪295................................................................‬‬

‫المبحث السادس ‪302...................................................................‬‬

‫مفهوم االحتساب في مؤلفات الزيدية" الفقهية ‪ ،‬والكالمية "‪302......................‬‬

‫الفصل الثالث ‪312.................................................................‬‬

‫عرض موجز لما جاء في كتاب نصيحة الوالة ‪312.................................‬‬

‫المبحث األول ‪314.....................................................................‬‬

‫في قسمة المتصرفين المحقين وما يقع بينهم فيه‪314................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪317.....................................................................‬‬

‫االحتساب في العرب والعجم وعدم جواز احتساب أكثر من واحد‪317................‬‬

‫المبحث الثالث ‪335.....................................................................‬‬

‫في شدة خطر من يلي على المسلمين ‪335.............................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪339.....................................................................‬‬

‫في هدايا األمرآء ‪ ،‬وما ورد فيها من اآلثار ‪339......................................‬‬

‫وبيان حكمها بعد أخذها ‪339...........................................................‬‬


‫المبحث الخامس ‪342...................................................................‬‬

‫في ذكر الظلمة ‪ ،‬وما جاء فيهم وفي مخالطتهم ‪342...................................‬‬

‫وحكم ما في أيديهم من األموال ‪342...................................................‬‬

‫المبحث السادس ‪347...................................................................‬‬

‫في وجوب الوفاء بالعقود والذمم ‪347..................................................‬‬

‫المبحث السابع ‪352.....................................................................‬‬

‫فيما يجب أن يكون عليه المتصرف من التواضع ( وفيه فقرات )‪352................‬‬

‫المبحث الثامن ‪359.....................................................................‬‬

‫أوالً ‪ :‬في األمر بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪359...............................‬‬

‫ثانياً ‪ :‬في التنبيه على المناكير التي وردت فيها اآلثار ‪361........................:‬‬

‫المبحث التاسع ‪367.....................................................................‬‬

‫في شرف الجهاد ‪ ،‬وفضل المجاهد ‪367...............................................‬‬

‫وما ينبغي أن يكون عليه ‪367..........................................................‬‬

‫المبحث العاشر ‪373....................................................................‬‬

‫في حكم األموال المأخوذة من الكفار ‪373..............................................‬‬

‫المبحث الحادي العاشر ‪378............................................................‬‬

‫وهو في ذكر طرف من المواعظ والوصايا ‪378.......................................‬‬


‫القسم الثاني ‪382...................................................................‬‬

‫أوالً ‪ :‬الكتاب المحقق ‪383..........................................................‬‬

‫الباب األول ‪395........................................................................‬‬

‫في قسمة المتصرفين المحقين ‪ ،‬وما يقع االشتراك بينهم فيه ‪395....................‬‬

‫أحدها ‪ :‬في شرائط االحتساب ‪396................................................... .‬‬

‫فصل ‪[ :‬االحتساب في العرب والعجم]‪398........................................ .‬‬

‫فصل ‪[ :‬عدم جواز احتساب أكثر من واحد إذا تقاربت الديار]‪399..................‬‬

‫وأما الموضع الثاني ‪ :‬وهو في بيان ما ال يجوز للمحتسب فعله‪399..................‬‬

‫فصل ‪[ :‬إقامة الحد على ملك اليمين] ‪403..........................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬وليس له أن يحارب على ترك الواجب] ‪404...............................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في التزام فتواه] ‪405......................................................‬‬

‫وأما الموضع الثالث‪ :‬وهو في بيان ما يجوز للمحتسب فعله‪405......................‬‬

‫[المعروف على ضربين] ‪406..........................................................‬‬

‫فأما العقلي ‪406...................................................................... :‬‬

‫وأما الواجب الشرعي ‪407........................................................... :‬‬

‫فصل ‪[ :‬ما يختص بباب المقتصد]‪412............................................ .‬‬

‫فصل ‪[ :‬في الذين يؤذون المسلمين ويضرونهم]‪412............................... .‬‬


‫فصل ‪[ :‬في البغاة إذا غزوا وقتلوا من المسلمين] ‪412...............................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في جواز التعزير لمن نصبه المسلمون ]‪412............................. .‬‬

‫فصـل ‪[ :‬في أنه يجب على ولي األمر االجتهاد في الوالي] ‪414.....................‬‬

‫فصل ‪ [ :‬وليس ألحد من الناس االعتراض على واليه]‪417.........................‬‬

‫فصل ‪[ :‬وال يجوز لوالي المحتسب الزيادة على ما قدر له م]‪418...................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في أن كثيراً من أهل األمر يزعم أنه محق مع أنه يأخذ الكثير من‬

‫أموال الرعايا] ‪419................................................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في أن تناول المال وخطره عظيم] ‪424....................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في أن ولي األمر ال يجوز له أن يعطي من هذا المال من ال حظ‬

‫له في الجهاد] ‪424.................................................................‬‬

‫فص ل‪ [ :‬ويجـب على المحتس ب االجته اد في ض بط الم ال الم أخوذ من‬

‫الرعية] ‪426.......................................................................‬‬

‫الش ْح ِ‬
‫نة في حص ن من الحص ون‪،‬‬ ‫فص ل‪[ :‬وم تى غلب في ظن ه أو علم ق ّوةَ ُ‬

‫في أي جنس كان لم تجز له الزيادة على ذلك] ‪427.................................‬‬

‫فصل‪[ :‬يجب على ولى األمر التثبت والبحث في صحة األمور]‪429................‬‬

‫فصل ‪[ :‬ينبغي له أن يستشير في أموره ما يعظم منها]‪431.........................‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب على الجميع التعاضد والتعاون متى نابت نائبة]‪434..................‬‬


‫الباب الثاني ‪436...................................................................‬‬

‫في ش دة خط ر من يلي على المس لمين وم ا ج اء في ذل ك من اآلث ار وعظم‬

‫ثوابة إن عدل ‪ ،‬وشدة عقابة إن عصى ‪436....................................... .‬‬

‫الباب الثالث ‪452...................................................................‬‬

‫في هدايا األمراء ‪ ،‬وما ورد فيها من اآلثار ‪ ،‬وبيان حكمها بعد أخذها ‪.............:‬‬

‫‪452‬‬

‫الباب الرابع ‪457...................................................................‬‬

‫في ذكر الظلمة ‪ ،‬وما جاء فيهم ‪ ،‬وفي مخالطتهم ‪ ،‬ليحذر العاقل أن يكون‬

‫من جملتهم ‪ ،‬وحكم ما في أيديهم من األموال ‪457................................ .‬‬

‫فصـل‪ [:‬ما جاء من اآليات وما روى عن الرسول] ‪462.............................‬‬

‫[ب‪ -‬تفصيل في مخالطة السلطان وتبيين الجائز منها والمحضور‪465..............].‬‬

‫فصل ‪[ :‬في حكم األموال التي في ايديهم ‪468.................................... ].‬‬

‫فصل ‪[ :‬عند أخذ المال من خزائنهم كيف يتم صرفه ‪469........................].‬‬

‫فصل ‪[ :‬في حكم مبايعتهم ‪470.................................................. ].‬‬

‫فصل ‪[ :‬فيما يأخذ أعوان الظلمة من أرباب األموال ‪470.........................].‬‬

‫الباب الخامس ‪473.................................................................‬‬

‫في بيان وجوب الوفاء بالعقود والذمم ‪473........................................ .‬‬


‫فصل ‪[ :‬في حكم أمان العبد إذا كان مسلماً – وأمان المرأة ‪477..................].‬‬

‫فصل ‪[ :‬البد في األمان أن يكون مؤقتاً] ‪477.......................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬ان امان الكافر إلى غير مدة معلومة يكون كفراً] ‪478......................‬‬

‫الباب السادس ‪479.................................................................‬‬

‫فيما يجب أن يكون عليه المتصرف من التواضع واإلقبال على الرعية ‪.............‬‬

‫‪479‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب عليه أن يلقي جلباب الكبر وينزع ثوب العظمة]‪483.................‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب أن يكون كثير الرحمة لعباد اهلل] ‪485.................................‬‬

‫فصل ‪[:‬يجعل الناس عنده على النظر في أمورهم على جناح السواء]‪487...........‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب عليه منع الرعايا بعضهم من بعض في القتال والظلم]‪489...........‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب عليه إنصاف البعض من البعض] ‪490...............................‬‬

‫فصل ‪[ :‬النهي عن قبول قول الناس في بعضهم بعضا]‪493.........................‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب عليه األناة والحلم وترك الغضب وكظم الغيظ]‪494...................‬‬

‫فصل ‪[ :‬عليه اإلجتهاد في العدل] ‪495..............................................‬‬

‫الباب السابع ‪498..................................................................‬‬

‫في وجوب األمر بالمعروف والنهى عن المنكر وشرائطهما ‪498...................‬‬

‫فصل ‪ :‬واعلم أن لألمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرائط خمسة‪504..........:‬‬


‫فصل ‪[ :‬في وجوب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر]‪510......................‬‬

‫فصل ‪[ :‬حكم ما إذا فقدت شرائط األمر بالمعروف والنهي عن المنكر]‪510.........‬‬

‫فصل‪[:‬في ذكر تحريم األكل والشرب في آنية الذهب والفضة وما أشبههما]‪512.........‬‬

‫فصل ‪[ :‬في تحريم لبس الحرير ]‪514............................................ .‬‬

‫فصل ‪[ :‬في النهي عن الصور وما ورد في ذلك] ‪517..............................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في أن كل ٍ‬
‫آلة موضوعة للمعصية فأنه يجوز كسرها]‪521.................‬‬

‫فصل ‪[ :‬من المناكير اللعب بالشطرنج والميسر] ‪522...............................‬‬

‫فصل‪[:‬في أنه يجوز أن يدخل الدار المغصوبة فإقامة معروف وإ زالة منكر]‪..............‬‬

‫‪524‬‬

‫فصل‪[ :‬في حكم من يتساهل من أهل األمر في النهي عن المنكر]‪525..............‬‬

‫الباب الثامن ‪529...................................................................‬‬

‫في شرف الجهاد ‪ ،‬وفضل المجاهد ‪ ،‬وما ينبغي إن يكون عليه ‪529................‬‬

‫فصل ‪[ :‬أن يجدد التوبة إلى اهلل من كل ذنب وخطيئة‪535........................ ].‬‬

‫فصل ‪[ :‬يجب عليه االجتهاد في قضاء ديونه]‪536..................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬أن يقصد في جهاده وجه اهلل تعالي] ‪537...................................‬‬

‫فصل‪[:‬ينبغي له إذا زحف إلى الجهاد أن يكثر من ذكر اهلل تعالى]‪538..............‬‬

‫الباب التاسع ‪539..................................................................‬‬


‫في حكم األموال المأخوذة من الكفار ‪539......................................... .‬‬

‫فصل ‪[ :‬وجوب الجزية قبل كمال السنة] ‪540.......................................‬‬

‫فصل‪[:‬إذا أسلم الذمي في أول السنة أو أخر السنة سقطت الجزية]‪541..............‬‬

‫فصل ‪ [:‬يجوز أخذ الجزية في غير وقت اإلمام] ‪541...............................‬‬

‫فصل‪:‬وأما الذي يؤخذ من أموال الذميين فاعلم أن الذميين ضربان ‪541.............‬‬

‫أحدهما ‪ :‬نصارى بني تغلب(‪541................................................ ، )4‬‬

‫الثاني ‪ :‬من عدا نصارى بني تغلب وهم سائر أهل الذمة ‪542....................... ،‬‬

‫فصل ‪[ :‬أنه ال يؤخذ منهم ما يؤخذ في السنة إال مرة واحدة]‪542...................‬‬

‫فصل‪[:‬أنه يؤخذ من الحربي المستأمن ما شرط عليه عند االستئمان]‪542............‬‬

‫فصل ‪[ :‬مال المرتد لورثته المسلمين] ‪543..........................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬ما في أيدي المرتدين لغيرهم] ‪543.........................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬وأما الحربيون فإن أموالهم ودماؤهم وذراريهم على اإلباحة]‪543..........‬‬

‫فص ل ‪[ :‬أن دار الح رب ال يخل و أم ا أن يس تفتحها اإلم ام في وقت ه أو وآلي ه‬

‫أو يستفتحها المسلمون من دون إمام ‪544........................................ ].‬‬

‫فصل ‪[ :‬إذا استفتحت دار الحرب في غير وقت اإلمام]‪545........................‬‬

‫فصل ‪[ :‬من جملة ما يؤخذ من أهل دار الحرب مال الصلح ومال الخراج‬

‫الخراج وشبهة فيئ يح ّل لمن ال تح ّل له الصدقة] ‪546...............................‬‬


‫فصل ‪[ :‬ما يؤخذ من الكفار بطريقة الغنم فيه الخمس]‪546..........................‬‬

‫الباب العاشر ‪547..................................................................‬‬

‫أحد عن العمل بها ‪547...........‬‬


‫في ذكر طرف من المواعظ والوصايا التي ال يستغني ٌ‬

‫فصل ‪[ :‬ترك بعض الملوك لملكهم] ‪568............................................‬‬

‫فصل ‪[ :‬في بعض وصايا أمير المؤمنين عليه السالم للحسن ‪571................].‬‬

‫فصل ‪[ :‬في خاتمة الكتاب] ‪577....................................................‬‬

‫ثانياً‪:‬الخاتمةالخاتمة ‪582.......................................................... :‬‬

‫الخاتمة ‪583...................................................................... :‬‬

‫النتائج ‪ -‬والتوصيات ‪583..........................................................‬‬

‫أوالً ‪ :‬النتائج ‪583.................................................................... :‬‬

‫ثانياً ‪ -‬التوصيات ‪593............................................................... :‬‬

‫الفهارس العامة ‪596................................................................‬‬

‫‪-1‬فهرس األيات القرآنية ‪597.........................................................‬‬

‫‪-2‬فهرس األحاديث النبوية ‪611........................................................‬‬

‫‪ -3‬فهرس اآلثار ‪622..................................................................‬‬

‫‪ -4‬فهرس الحكم ‪624..................................................................‬‬

‫‪-5‬فهرس األعالم ‪632.................................................................‬‬


‫‪ -6‬فهرس األماكن والبلدان ‪643.......................................................‬‬

‫‪ -7‬فهرس األمم والقبائل والطوائف ‪648..............................................‬‬

‫‪ -8‬فهرس األشعار ‪651...............................................................‬‬

‫‪ -9‬فهرس المصادر والمراجع ‪653................................................‬‬

‫أ‪ -‬المخطوطة‪653.................................................................... :‬‬

‫ب‪-‬المطبوعة‪657..................................................................... :‬‬

‫‪ -01‬فهرس المواضيع ‪706............................................................‬‬

You might also like