Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?

opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫طباعة‬

‫العيوب في صياغة الحكم القضائي ‪ :‬دراسة تحليلية في االحكام القضائية اللبنانية‬

‫للكاتب‪ :‬د‪.‬سامي منصور‬

‫العيوب في صياغة الحكم القضائي‬


‫دراسة تحليلية في االحكام القضائية اللبنانية‬
‫االستاذ الدكتور سامي منصور‬
‫رئيس محكمة التمييز شرفًا‬
‫‪ ‬‬
‫لم يعَر ف قانون اصول المحاكمات المدنية الحكم القضائي وانما اكتفى في الباب الخامس الذي خصصه لالحكام‬
‫بالتعرض لمسائل تتناول اصدارها‪ ،‬آثارها‪ ،‬تصحيحها وتفسيرها (المواد ‪ 528‬الى ‪ 563‬ضمنًا)‪ ،‬فترك االمر الى الفقه‬
‫الذي يعتبر الى جانب القضاء المصدران االساسيان غير الرسميين للقاعدة القانونية‪ ،‬والمصدران االساسيان الرسميان‬
‫اقله بالنسبة للقضاء في تطبيق القاعدة القانونية وتفسيرها‪ .‬فهو الذي يصدر عن محكمة مشكلة تشكيًال قانونيًا صحيحًا‬
‫وان يكون لها والية القضاء في الدعوى او الطلب وان يصدر هذا الحكم عن ارادة صحيحة للقاضي وبناء على‬
‫طلب]‪
.[1‬‬
‫‪       ‬وما يهمنا في هذا المجال‪ ،‬ووفق العنوان المعتمد في هذه الداخلة‪ ،‬هو موضوع الصياغة القضائية لالحكام‬
‫وتحديدًا‪ :‬العيوب التي قد تقع في هذه الصياغة‪ ،‬اذ انه ليس من عمل بشري كامل‪" ،‬فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين‬
‫التوابون" (حديث نبوي شريف)]‪ [2‬والكمال ال يكون اال هلل وحده عز وجل‪
.‬‬
‫‪       ‬ان لغة القضاء لها خصائص معينة‪ :‬اهمها الدقة والبساطة والوضوح‪ .‬وهي صفات مشتركة بينها وبين لغة‬
‫القانون‪ .‬فكالهما " لغة اصطالحية"‪ " .‬وهذه الصفة ترجع الى كونها لغة خاصة‪ ،‬فهي تعبر عن حقائق قانونية او حقائق‬
‫طبيعية واجتماعية‪ ،‬كما انها تعبر ايضًا عن االفعال المحظورة والجزاءات المترتبة على ارتكابها‪ ،‬وتتسع كذلك لتعبر‬
‫عن ادق العمليات الذهنية التي تؤدي الى نتيجة معينة"]‪ . [3‬ومع ذلك تنفرد اللغة القضائية بانها ال تقوم على قواعد عامة مطلقة‬
‫لصياغة االحكام‪ .‬اذ ان هذه الصياغة تعتمد على الحس السليم والثقافة القانونية واللغوية لكل قاٍض ‪".‬فاللغة القضائية ترتهن بشخص القاضي‬
‫وتتأثر بجوانب شخصيته وتكوينه العلمي القضائي والثقافي"]‪ . [4‬فاذا كانت صياغة القاعدة القانونية تفترض تقنية محددة‪ ،‬بان تكون دقيقة‪،‬‬
‫مجردة‪ ،‬حيادية وعامة‪ ،‬وهي الصفات العامة لكل قاعدة قانونية‪ ،‬وهي فتتناول المراكز القانونية وليس اوضاعًا قانونية معينة بالذات وبشكل‬
‫افرادي‪ ،‬فتصاغ بشكل يتوجه الى وضع عام وليس الى حاالت فردية خاصة ‪ "،‬فينظم هذا الوضع في ذهن المشترع بحيث يحيط بجوانبه كما‬
‫يتصورها بصورة موضوعية‪ ،‬كما يحيط بآثاره المحتملة تبعًا للمجرى العادي لالمور والمنسجمة مع طبيعة هذا الوضع ومع مبادئ التعامل‬
‫الدارج ومتطلبات العدالة والمساواة بين الناس]‪ .[5‬ان الصياغة القضائية ال يمكن ان تكون عامة ومجردة‪ ،‬فدور القضاء هو الفصل في النزاع‬
‫وفق القواعد القانونية التي تطبق عليه(المادة ‪ 369‬أ‪.‬م‪.‬م‪.).‬وللحكم النهائي منذ صدوره حجية القضية المحكوم بها بالنسبة لكل منازعة فصل‬
‫فيها وفقًا الحكام المادة ‪ 303‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬فلالحكام القضائية مفعول نسبي‪ ،‬عكس القاعدة القانونية‪ ،‬فال يمتد مفعول الحكم الى غير االطراف الذي‬
‫صدر بينهم هذا الحكم‪(.‬المادة ‪ 556‬و‪ 303‬أ‪.‬م‪.‬م‪
. ).‬‬
‫‪       ‬من هنا‪ ،‬فانه اذا كانت لغة التشريع تتسم بالعمومية والتجريد ‪ ،‬فان لغة القضاء تتسم بالخصوصية والنسبية‪ ،‬فدور‬
‫القضاء هو نقل النص التشريعي او اي قاعدة قانونية تتصف بالعمومية‪ ،‬من العمومية الى التخصيص‪ ،‬ومن التجريد الى‬
‫التطبيق‪ ،‬وذلك بحكم ال يجوز ان تتصف صياغته بشكل انظمة (المادة ‪ 3‬أ‪.‬م‪.‬م‪ ).‬على هذا االساس هناك قواعد خاصة‬
‫يقتضي احترامها عند صياغة الحكم القضائي‪ ،‬تلخص بما يلي‪
:‬‬
‫أ‌‪       -‬استخدام الكلمات التي تدل على الفكرة المقصودة‪
.‬‬
‫ب‌‪  -‬الوضوح واختيار العبارات المناسبة‪
.‬‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪1/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫ج‪ -‬توخي الدقة في المفردات المستعملة‪


.‬‬
‫د‪ -‬تجنب االلفاظ والمصطلحات المهجورة او المبتكرة والفضفاضة وكذلك العبارات المعقدة او الجاهلية بحجة الفصاحة‬
‫وابراز المعرفة باللغة‪ .‬فالمسألة في صياغة االحكام ليست مسألة آداب لغوية وانما هي مسألة صياغة قانونية وايصال‬
‫الفكرة بلغة علمية باستخدام المصطلحات المطلوبة باللغة التي يكتب فيها الحكم‪ ،‬واذا لم يجد القاضي رديفًا في اللغة‬
‫فيجوز في هذه الحالة االبقاء على اصلها االجنبي مع تعريبها بتغيير صيغتها بما يناسب اللغة التي وضع فيها القاضي‬
‫حكمه‪
.‬‬
‫هـ‪ -‬عدم استخدام عبارات تسمح باالستنتاج والتأويل‪
.‬‬
‫و‪ -‬االختصار دون مسخ‪ ،‬فال اسهاب في التعليل وال انقباض في الفكرة‪ ،‬وانما نقلها الى المقصودين بالحكم بما يتطلبه‬
‫ذلك من عبارات دون زيادة او نقصان‪ .‬تبقى مسألة مدى جواز االشارة الى المؤلفات الفقهية واستشهاد باحكام المحاكم‬
‫عند صياغتها للحكم القضائي‪ ،‬هل هي مسألة مستساغة ام انها غير جائزة؟

‫‪         ‬ممن كتب في الموضوع‪  ‬استهجن ذلك‪ ،‬ورأى بانه "يجب ان يحرص الحكم على ان أال يتضمن االشارة الى‬
‫حجج اواسانيد قانونية ينقلها من مرجع قانوني‪ ،‬حتى ولو كانت باللغة العربية‪ ،‬فان ما يكتبه الفقيه في مرجعه – مهما‬
‫عال قدره وارتفعت منزلته‪ -‬يرد عليه الجدل والنقاش والخالف‪ ،‬بل قد يعدل الفقيه عما انتهى اليه من رأى سابقًا‪ ،‬وهي‬
‫امور ينبغي ان ينأى عنها حكم القضاء‪ ...‬لذلك فانه ال يجوز ان يشير القاضي في حكمه الى هذه المراجع الفقهية حتى‬
‫ولو اتفق معها في الرأي ‪ ،‬او رجحها على رأي آخر "]‪ . [6‬وانه اذا كان من الجائز االشارة في اسباب الحكم الى احكام قضائية‪،‬‬
‫فان ذلك ال يكون اال في احكام المحكمة العليا وفي مسائل استقرت عليها هذه المحكمة من تفسير نص على نحو معين وشرط ان يكون هنالك‬
‫ضرورة اليراد هذه االحكام‪ .‬وفي واقع االمر‪ ،‬فانه ال يقتضي وضع حل مطلق وقاطع في الموضوع‪ ،‬فالمسألة تفترض التمييز بين انواع‬
‫المحاكم‪ .‬فاذا كان من غير الجائز بالنسبة لبعضها االستشهاد بالفقه والقضاء فان االمر يكون عكسه بالنسبة الى محاكم اخرى‪ .‬وعلى هذا‬
‫االساس‪ ،‬تنقسم المحاكم الى‪
:‬‬
‫أ‌‪       -‬محاكم عادية ومحاكم استثنائية‪ .‬فالمحكمة العادية هي محكمة القانون العادي وال تكون عادة ملزمة بالتفسير‬
‫الضيق والحذر كقاعدة وكمبدأ ‪ ،‬اال في الحاالت التي تفرض مثل هذا التفسير ‪ ،‬الن هذه المحكمة تتعاطى اساسًا مع‬
‫القواعد العامة التي تحكم العقد مثًال‪ ،‬او المسؤولية او الموجب‪ ...‬اما المحكمة االستثنائية‪ ،‬فهي محكمة تختص بتطبيق‬
‫قانون محدد في الزمان والنطاق‪ .‬فال يجوز لها التوسع في قواعد التفسير واال لتجاوز الحكم ما اراد المشترع له بان‬
‫يكون محددًا في اطار زمني او موضوعي معين‪ ،‬كمحكمة االيجارات التي تضع عادة قواعد في تفسير نصوص هذا‬
‫القانون‪ ،‬تعملها على الوقائع المتشابهة التي تحكمها هذه النصوص‪ .‬ولكن مع ذلك قد نجد محاكم عادية تفرض عليها‬
‫طبيعة مهمتها التفسير الضيق للنصوص‪ ،‬وعدم الرجوع اال الى النص في عملية الفصل في القضية‪ ،‬كالمحاكم الجزائية‬
‫التي تلتزم تطبيق قانون العقوبات‪ ،‬دون زيادة وال نقصان‪ .‬وفي حدود ما نص عليه القانون من جرائم وعقوبات‪ .‬من هنا‬
‫يقتضي تفهم طبيعة المحكمة او طبيعة القانون الذي تطبقه في عملية صياغة الحكم القضائي‪
.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ب‌‪  -‬محاكم شاملة ومحاكم متخصصة كمجالس العمل التحكيمي في لبنان مثًال‪ .‬وقد درجت التنظيمات القضائية في‬
‫الدول على توزيع االعمال بين الغرف واقسام المحاكم الشاملة‪ ،‬فتناط ببعضها القضايا المدنية‪ ،‬وببعضها اآلخر القضايا‬
‫التجارية او القضايا المالية‪ .‬وفي الفئة الواحدة من المسائل قد توزع القضايا‪ ،‬باالستناد الى تراكم الدعاوى وكثافتها‪ ،‬بين‬
‫الغرف التي تنظر في هذه الفئة‪ ،‬فتخصص بعض الغرف للنظر فقط في مسائل االفالس‪ ،‬وغرف في دعاوى شركات‬
‫االموال واخرى في دعاوى شركات االشخاص‪ .‬او كما خصصت محاكم للنظر في جرائم الجنح المرتكبة على‬
‫االشخاص‪ ،‬ومحاكم للنظر في جرائم الشك دون رصيد‪ ،‬ومحاكم للنظر في جرائم االحتيال والسرقة وهكذا‪
...‬‬
‫‪       ‬ان هذا التوزيع له اهمية خاصة بالنسبة الى تخصص القضاء‪ .‬فاذا كانت القاعدة التي قد تعتمد هي في عدم التزام‬
‫القاضي او حقه بالعمل في حقل قانوني معين‪ ،‬وانما واجبه ان يقبل العمل في اية محكمة تنتمي الى الجهة القضائية التي‬
‫هو من قضاتها‪ ،‬اال ان التجربة تثبت انه غالبًا ما يستمر القاضي بالعمل في المجال القانوني الذي بدأه مختارًا‪ ،‬وال يتغير‬
‫في هذا المجال اال اذا وافق هو على تغييره‪ ،‬وهو ما يحقق عمليًا فكرة التخصص القضائي ‪ ،‬وان كانت هذه الفكرة‬
‫مرفوضة من الوجهة القانونية‪ .‬فكيف اذا اضفنا الى ذلك هذا التوزيع المتعدد في توزيع الدعاوى بين االقسام والغرف‪،‬‬
‫وعلى شتى الدرجات القضائية والمحاكم‪ ،‬حتى ولو كانت منتمية الى جهة واحدة ويفترض بها ان تنظر في الفئة الواحدة‬
‫من الدعاوى كما تبين‪ .‬ان هذا التخصص العملي يؤدي الى نتيجتين ايجابيتين‪ :‬االولى‪ ،‬ان االحكام التي يصدرها قضاة‬
‫اصبحوا متآلفين مع المادة‪ ،‬يدركون ابعادها القانونية والواقعية‪ ،‬هي احكام تكون عادة معمقة ومدروسة‪ .‬الثانية‪ ،‬ان‬
‫توثيق هذه القرارات يفترض من الموثق ان يدرك هو ايضًا وبالضرورة االبعاد النظرية والعملية التي تناولها القرار‬
‫موضوع التوثيق وهو ما يساهم في تطوير البحث القانوني‪
.‬‬
‫‪      ‬فكم من نظرية كرسها المشترع كانت اصًال من وضع القضاء وبمساهمة من الفقه الذي تناول احكام المحاكم التي‬
‫صدرت بشأنها بالتحليل والتقييم‪ ،‬مستنتجًا عن طريق استقراء تلك االحكام مفهومًا قانونيًا او نظرية قانونية اصبحت‬
‫راسخة في التعامل‪.‬‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪2/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫ج‪ -‬محاكم اساس ومحكمة قانون‪ .‬محكمة االساس هي محاكم الدرجة االولى‪ ،‬والثانية (المحاكم االستئنافية)‪ .‬ومحكمة‬
‫القانون هي محكمة التمييز (او النقض)‪ .‬والفرق هام بين النوعين‪ :‬فمحكمة االساس يناط بها النظر في الوقائع الثابتة في‬
‫الملف والعمل على تكييفها واعطائها‪  ‬الطبيعة او الوصف القانوني الذي تنطوي عليها اذ انه "يفصل القاضي في النزاع‬
‫وفق القواعد القانونية التي تطبق عليه" (المادة ‪ 369‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .).‬فيسند حكمه الى الوقائع التي تدخل في نطاق المحاكمة‬
‫والواردة فيها‪ ،‬ولو لم يتذرع بها الخصوم خصيصًا السناد طلباتهم او مدافعتهم (المادة ‪ 368‬أ‪.‬م‪.‬م‪" .).‬وعلى القاضي ان‬
‫يعطي الوصف القانوني الصحيح للوقائع واالعمال المتنازع فيها دون التقييد بالوصف المعطى لها من الخصوم‪ ،‬وله ان‬
‫يثير من تلقاء نفسه االسباب القانونية الصرفة ايًا كان االساس القانوني الذي تذرع به الخصوم "(المادة ‪ 370‬فـ ‪ 1‬و‪2‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬م‪ . ).‬اما محكمة التمييز فدورها يكمن في مراقبة مدى التزام المحكمة االستئنافية بتطبيق القانون ( المادة ‪703‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬م‪ . ).‬فال يقبل الطعن بطريق النقض اال لالسباب المنصوص عنها حصرًا في المادة ‪ 708‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬واالحكام التي‬
‫تصدر عن محكمة التمييز هي على انواع‪ .‬فهنالك‪
:‬‬
‫‪    -1‬قرارات الرد‪ .‬والجامع بيها انها ال تحتوي على "تأشيرة دخول" الى وقائع الدعوى‪ .‬المحكمة العليا هنا ال تنظر في‬
‫اساس النزاع بل تنظر في الحكم االستئنافي المطعون فيه من زاوية انطباقه على القانون‪ .‬فدوره في هذه المرحلة يقتصر‬
‫على مراقبة قانونية القرار المطعون فيه وهي مراقبة ال تصل الى حد التعرض الساس النزاع‪ ،‬اذ تقتصر مهمة المحكمة‬
‫على جعل محاكم االساس تلتزم ارادة المشترع حفظًا لوحدة االجتهاد‪ .‬فالخصم امام هذه المحكمة هو الحكم المطلوب‬
‫نقضه من قبل طالب النقض وليس المحكمة المطعون في قرارها‪ ،‬فتنظر المحكمة العليا في صحة االسباب المدلى بها‪،‬‬
‫ومدى تحقق هذه االسباب ‪ ،‬فترد الطلب في الشكل عندما تتحقق من احترام محكمة االستئناف للقانون وعدم الخطأ في‬
‫تطبيقه‪ .‬وتصاغ هذه االحكام عادة بحيثيات مقتضبة يقتضي ان ال تتجاوز اساسًا وفي الغالب ثالثة حيثيات‪ .‬الحيثية‬
‫االولى تعرض فيها المحكمة العليا الى ما توصلت محكمة االستئناف من نتائج والمستندات القانونية التي اعتمدتها تلك‬
‫المحكمة‪ .‬الحيثية الثانية تعرض فيها المحكمة الى االسباب التي بني عليها طلب النقض‪ ،‬اي االنتقادات التي يوجهها‬
‫طالب النقض الى الحكم االستئنافي ‪ .‬وفي الحيثية الثالثة تتولى المحكمة العليا رد اسباب النقض وعرض الحجج التي‬
‫تنفي حجج طالب النقض‪ .‬وهذه الحيثية هي االهم في قرارات الرد الن العبارات التي تستعملها المحكمة العليا لكي‬
‫تصدق على الحل الذي اعتمدته المحكمة االستئنافية – بالتالي رد الطعن شكًال‪ -‬من شأنها ان توضح االبعاد التي توخى‬
‫قضاة المحكمة العليا اعطاءها لقرارهم‪
.‬‬
‫ًا‬
‫‪      ‬وفي هذا االطار يمكن ابداء مالحظات اساسية تتناول اتجاه ال يزال يتردد في بعض قرارات تصدرها المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬وهو هذا التوسع في التحليل والشرح على ما سنرى‪ ،‬مع ان هذا التوسع اذا كان مقبوًال في عمل محاكم االساس‪،‬‬
‫التي هي محاكم واقع قبل كل شيء‪ ،‬فانه يضحى غير مقبول اطالقًا في عمل محكمة التمييز‪ ،‬فهي محكمة قانون‪ ،‬اي‬
‫تقول القانون بحيثيات مختصرة ‪ ،‬موجزة‪ ،‬ودقيقة وقاطعة‪
.‬‬
‫‪    -2‬هنالك نوع آخر من قرارات الرد وهي التي يكون فيها الرد مؤسسًا على استبدال سبب خاطئ في الحكم بسبب‬
‫قانوني صرف او ايضًا بصرف النظر عن سبب قانوني خاطئ فيما تراه المحكمة زائدًا‪ .‬وذلك في مقابل حق المحكمة‬
‫العليا بنقض القرار المطعون فيه لسبب قانوني صرف يتعلق بالنظام العام من تلقاء نفسها‪
.‬‬
‫‪ ‬ان الحيثية التي ترتكز على السبب القانوني الصرف والتي تكون بديلة عن الحيثيات في الحكم المطعون فيه‪ ،‬لها قيمة‬
‫المبدأ ‪ ،‬هي عادة ما تعلن عن نفسها كذلك‪ .‬اما قرارات الرد والتي سبقت االشارة اليها والتي تكتفي برد اسباب الطعن‬
‫الن المحكمة االستئنافية قد احسنت في تطبيق القانون او انها عللت حكمهت واعطته االساس القانوني السليم بحيث‬
‫جاءت اسبابه الواقعية كافية وواضحة السناد الحل القانوني المقرر فيه‪ ،‬فهذه االحكام هي اقل اهمية‪ .‬فهنا قلما نستخرج‬
‫من هذه االحكام‪ ،‬التي تأتي في صياغة ممثالة‪ ،‬قواعد عامة في الموضوع]‪ .[7‬وكذلك القرارات التي ترد بها المحكمة العليا‬
‫الطعن الن السبب المدلى به امامها هو سبب جديد ال يمكن تقديمه للمرة االولى امام محكمة التمييز النه خليط من الواقع والقانون]‪
.[8‬‬
‫‪    -3‬احكام النقض ‪ :‬وهي االهم‪ ،‬ففيها تتولى المحكمة العليا نقض الحكم االستئنافي بعد بيان الخرق الذي ارتكبته‬
‫المحكمة االستئنافية للقانون‪ :‬النص او المبدأ او القاعدة القانونية – بمفهومها الواسع‪ -‬التي اخطأت في تطبيقها او في‬
‫تفسيرها‪ ،‬هو ما يشكل بالتالي‪ ،‬مدخًال للمحكمة العليا الى نشر الدعوى امامها مجددًا والفصل فيها كمحكمة استئنافية‬
‫وبقرار مبرم لهذه الجهة‪ ،‬فالطعن يرتكز على نقطة قانونية او اكثر والمناقشة تتناول هذه النقطة بالتحديد‪ .‬فاذا وجدت‬
‫المحكمة العليا ان المحكمة االستئنافية قد خالفت مضمون النص القانوني‪ ،‬وقد يكون من مصدر تشريعي (مادة في‬
‫القانون المدني التجاري‪ ،‬او نص في قانون خاص او في مرسوم اشتراعي‪   ‬او عادي‪ )...‬او من مصدر تعاهدي او مبدأ‬
‫قانونيًا عامًا‪ ...‬او اساءت تفسير ما تقدم‪ ،‬او ان المحكمة االستئنافية‪ ،‬لم تتقيد باصول مفروضة تحت طائلة البطالن‪،‬‬
‫قضت تلك المحكمة بنقض الحكم االستئنافي‪ ،‬ووضعت يدها على اساس القضية ونظرت فيها كأي محكمة استئنافية وفق‬
‫ما نصت عليه احكام المادة ‪ 734‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬والحيثيات التي تعتمدها المحكمة في حكم النقض توضع عادة في قسمين‪ :‬االول‪،‬‬
‫تعرض فيه المحكمة العليا في ثالثة او اربعة حيثيات تحليلها للنص الذي طبقته‪ .‬وفي قسم ثان تظهر المحكمة العليا من‬
‫جهة اولى ومن خالل حيثية مبدئية وموجهة تسمى عمليًا ‪ motif chapeau‬مخالفة وخرق محكمة االستئناف للنص او‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪3/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫للمبدأ القانوني العام او لالصول الجوهرية المذكورة وكيفية ذلك الخرق‪ ،‬وتعلن من جهة ثانية النص او القاعدة التي‬
‫يقتضي تطبيقها على النزاع وكيفية تفسير هذا النص‪ .‬فمحكمة التمييز في احكام النقض لمخالفة القانون او االساءة في‬
‫تفسيره انما تفسر ذلك النص وتكرس من خالل ذلك التطبيق او التفسير مبدأ قانونيًا مقيدًا للمحكمة العليا التي قررته‪.‬‬
‫وهنا تكمن اهمية هذا القرار‪ ،‬اذ به تحدد المحكمة النص القانوني او المبدأ او المبادئ القانونية التي يجب ان تعتمد في‬
‫الدعوى كما تضع تفسيره‪ .‬وكثيرًا ما تلتزم المحاكم الدنيا بما تقرره المحكمة العليا من مبادئ وبما تعلنه من قواعد‪ ،‬على‬
‫االقل من الناحية المعنوية‪ ،‬وبملء اختيارها‪ .‬فهذه المحاكم تعلم مسبقًا ان احكامها المخالفة لما قررته المحكمة العليا من‬
‫مبادئ ستلقى مصير النقض اذا طعن باحكامها امام هذه المحكمة‪
.‬‬
‫‪       ‬ان المحكمة العليا‪ ،‬في هذا النوع من االحكام "ومن خالل لمسات صغيرة متتابعة تتجمع فيما بينها" تظهر للباحث‬
‫بان هنالك مبدأ قانونيًا هي في صدد تكوينه ودون ان يكون له سوى رابطة وصلة بعيدة مع النص القانوني الذي كان‬
‫منطلقًا لذلك المبدأ‪ .‬ان ذلك يؤدي الى نتيجة اساسية هي التالية‪" :‬ان تأشيرة الدخول" التي ارتكزت الى النص القانوني‬
‫المشار اليه لم تكن مسألة شكلية‪ .‬فاالساس الحقيقي للنقض يجد مصدره في هذه الحيثية المظللة‪ ،‬الموجهة‪le motif ،‬‬
‫‪ chapeau‬في المبدأ الذي يحتمي او يختفي خلف النص المشار اليه‪ .‬وعندما ال يكون للقاعدة التي يضعها حكم النقض‬
‫اية صلة مع النص القانوني االساسي يمكن ان نتساءل عندها"ما اذا لم يكن االفضل بصراحة ان ننظر الى ذلك المبدأ‬
‫الذي اعتمدته المحكمة من ناحية شكلية صرفة"؟ ولكن في مطلق االحوال‪ ،‬نعود ونؤكد بان هذه القواعد التي تعبر عنها‬
‫المحكمة العليا بهذه الحيثيات المظللة والموجهة عند اصدارها احكام النقض ‪ ،‬انما تعلن بشكل واضح خلق قواعد‬
‫اجتهادية من مصدر قضائي‪ ،‬منفصلة بشكل او بآخر عن النص القانوني الذي اعتمدته كمنطلق وكسند شكلي مجرد‪ ،‬فهنا‬
‫نتحدث فعًال عن احكام مبدئية]‪
.[9‬‬
‫‪         ‬ومن اساليب محكمة التمييز عند نقضها للحكم المطعون فيه ان تلجأ الى عملية النقض الفتقار الحكم االستئنافي‬
‫الى االساس القانوني الكافي وذلك عندما ال تعطي هذه المحكمة االخيرة‪ ،‬رغم تعليلها لحكمها‪ ،‬التعليل الكافي حتى تتمكن‬
‫المحكمة العليا من ممارسة رقابتها واالستنتاج ما اذا كان الحكم المطعون فيه يتفق مع القانون ‪ .‬ففي هذا االطار تعطي‬
‫محكمة االستئناف لقرارها تعليًال‪ ،‬اال ان محكمة التمييز لم تجد في هذا التعليل االسباب الكافية التي تمكنها من بسط‬
‫رقابتها على مدى التزام محكمة االستئناف بتطبيق القانون‪ ،‬وما اذا كان حكمها لم يخالف القاعدة الواجبة التطبيق]‪.  [10‬‬
‫اال فانه لوال وجود ذلك التعليل‪ ،‬وان جاء ناقصًا‪ ،‬العتمدت محكمة التمييز سببًا آخر لنقض ذلك الحكم هو عدم وجود‬
‫االساس القانوني ابتداء‪
.‬‬
‫‪     -4‬الهيئة العامة لمحكمة التمييز العليا‪ ،‬هي الهيئة المؤلفة من رؤساء الغرف لدى المحكمة العليا بموجب المادة ‪30‬‬
‫من القانون رقم ‪( 150/83‬قانون تنظيم القضاء العدلي)‪ ،‬عندما يطلب منها في قضية يثير حلها تقرير مبدأ قانوني هام‬
‫او يكون شأنه ان يفسح المجال للتناقض مع احكام سابقة‪ ،‬وذلك باحالة الملف اليها بحكم من رئيس الغرفة المعروضة‬
‫عليها الدعوى‪ .‬وهذه الهيئة التي تصدر عنها احكام هي بالنتيجة احكام لها اهمية اضافية‪ ،‬النها تعلن عادة حًال جديدًا او‬
‫تحوًال في االجتهاد‪ .‬وهو ما يفرض صياغة للحكم الذي تصدره بنفس المستوى‪
.‬‬
‫بعد كل هذه المقدمة‪ ،‬السؤال الذي تقتضي االجابة عليه هو التالي‪ :‬ما هي نسبة العيوب في صياغة االحكام في العمل‬
‫القضائي وعلى مختلف انواع المحاكم ودرجاتها انطالقًا من القاعدة التي سبق ان عرضناها ‪ ،‬ان البشر خطاؤون‬
‫وخير الخطائين التوابون؟‪
.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪      ‬العيب في الصياغة يكون في كتابة الحكم‪ ‬ومنهجيته‪ ،‬وفي وضع الحكم وفن كتابته‪ .‬فالحكم اضافة الى مقوماته‬
‫الموضوعية‪ ،‬بياناته‪ ،‬هنالك اسلوب خاص لصياغته‪ ،‬وقواعد تحكم هذه الصياغة‪
.‬‬
‫‪       ‬اما الغلط في القانون فهو موضوع آخر ‪،‬انه عيب اما في كتابة الحكم واما في مضمونه‪ ،‬دون ان يشمل في الحكم‬
‫القضائي حاالت الخطأ في تفسير القانون او تطبيقه‪ ،‬فذلك من شأنه ان يعرض الحكم للبطالن‪ .‬كما ان الخطأ في نص‬
‫القانون او في صياغة النص ‪ ‬انما يطلب تصحيحه من قبل المرجع الذي وضعه‪ ،‬وهو‪  ‬ما يخرج عن صالحية القضاء‬
‫الذي ينحصر دوره الدستوري في تطبيق القانون وتفسيره‪ .‬وقد يؤثر العيب في الكتابة على مضمون النص‪ ،‬فكالهما‪:‬‬
‫الخطأ في الصياغة والغلط في القانون‪ ،‬عيب‪ ،‬االول ال يؤثر على مضمون الحكم القضائي النه يرد على االسلوب‬
‫والكتابة‪ ،‬بينما الثاني‪ ،‬هنالك جهة منه تؤثر في النص عندما يغير الغلط في مضمون النص وفي احكامه‪
.‬‬
‫‪       ‬االول‪ ،‬ال يحتاج الى تصحيح اال اذا كان التصحيح هو من النوع الذي نصت عليه احكام المادة ‪ 560‬وما يليها من‬
‫قانون اصول محاكمات مدنية (وتميزه عن التفسير والنقص) ‪ ،‬بينما العيب في الحكم لجهة المضمون فانه توجد طرق‬
‫مراجعة بشأنه الزالة ذلك الخطأ‪ ،‬واال انبرم الحكم‪ ،‬وال يمكن تصحيحه في القضية اال عن طريق المادة ‪ 741‬أ‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫(مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن عمال القضاة العدليين)‪ ،‬بينما الخطأ في القانون عندما يصدر عن واضع‬
‫النص ال يؤدي الى انبرام النص‪ ،‬فيبقى خاضعًا للتصحيح اما عن طريق واضعه‪ ،‬واما عن طريق مرسوم نشره في اي‬

‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪4/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫وقت من االوقات]‪
.[11‬‬
‫ان دراسة تحليلية لالحكام القضائية الصادرة عن المحاكم اللبنانية تثبت ما يلي‪
:‬‬
‫اوًال‪ :‬ان بعض االحكام القضائية‪ ،‬حتى الصادرة منها عن المحاكم العليا‪ ،‬تعرض للحل ولعكسه‪ .‬فترد الدعوى في الشكل‪،‬‬
‫كمبدأ‪ ،‬وتبحث بعد ذلك في االساس‪ ،‬بحيث يتردد الباحث في معرفة ما اذا كانت المحكمة ردت الدعوى في الشكل او في‬
‫االساس‪ ،‬او للسببين معًا وهو ما ينطوي على ما يسمى في الفقه التحكيمي باالستوبل ‪ ، ESTOPEL‬او موجب عدم‬
‫التناقض الذي نصت عليه احكام المادة ‪ 100‬من مجلة االحكام العدلية " من سعى في نقض ما تم من جهته فسعيه‬
‫مردود عليه" (فقرة اولى)‪
.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ان احكامًا اخرى‪ ،‬ال تقل عددًا او اهمية عن االولى‪ ،‬تعطي المبدأ وتسهب في عرضه تحت اي حجة من الحجج‪،‬‬
‫متجاوزة في ذلك على قاعدة االختصار والوضوح "فكل شيء زاد عن حده انقلب ضده"‪ ،‬وان من يشهد بالحق‪ ،‬يحلف‬
‫اليمين القانونية بان يدلي بشهادته دون زيادة او نقصان (المادة ‪ 285‬أ‪.‬م‪.‬م‪ ).‬فالصياغة االمثل‪  ‬هي "ما قل ودل"‪( .‬فقرة‬
‫ثانية)‪
.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ناهيك عن احكام خجولة او وجدانية في صياغتها (فقرة ثالثة)‪
.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فقرة اولى ‪ :‬الصياغة بمخالفة موجب عدم التناقض‪
:‬‬
‫‪      ‬جاء في حكم محكمة التمييز المدنية رقم ‪ 38‬تاريخ ‪ 20‬ايار ‪ 1957‬وبحيثية كافية " ان التفسير الخاطئ الذي يفتح‬
‫طريق التمييز امام المتداعين هو تفسير القانون اللبناني دون القوانين االجنبية‪ .‬فما يمنعه القانون الوطني هو مخالفة‬
‫االحكام القانونية الوطنية‪ ،‬اما القوانين االجنبية فان تفسيرها يعود الى تقدير محاكم االساس"‪ .‬اال ان المحكمة عادت بعد‬
‫ذلك وحاولت اعطاء تبرير لموقفها‪ ،‬مستندة في ذلك‪ ،‬ليس الى نص قانوني‪ ،‬وانما الى االجتهاد الفرنسي " وحيث ان‬
‫المحاكم االفرنسية قد سارت على هذا االجتهاد اعتبارًا من بدء الجيل الحاضر فقد ورد في احكام عديدة ان الخطأ في‬
‫تفسير القوانين االجنبية ال يفتح باب النقض"‪
.‬‬
‫‪       ‬ان اللجوء الى االجتهاد‪ ،‬واالجنبي منه‪ ،‬هو امر مستغرب في احكام المحكمة العليا الوطنية‪ .‬فاحكام هذه المحكمة‬
‫هي التي تكون االجتهاد‪ .‬واذا كان من تبرير للموقف التمييزي فهو من خالل النص القانوني او المبادئ القانونية العامة‬
‫او العرف او االنصاف عند عدم وجود مثل ذلك النص‪ .‬أما ان يتوجه حكم المحكمة العليا باحكام المحاكم االخرى او‬
‫الفقه كما توسلت الى ذلك المحكمة في القضية المعروضة ففي ذلك خروج على المنهجية واالسلوب الذي يقتضي ان‬
‫تكون عليه احكام المحكمة العليا‪
.‬‬
‫‪           ‬بل ابعد من ذلك‪ ،‬فان المحكمة العليا بعد ان قررت كمنطلق عدم خضوع القرار القاضي بتفسير القانون‬
‫االجنبي لمراقبة هذه المحكمة ‪  -‬فالطعن يكون لخطأ في تطبيق او تفسير القانون الوطني‪ ،‬حسب موقف هذه المحكمة‬
‫المستمر دون الخطأ في تطبيق وفي تفسير القانون االجنبي‪ -‬عادت نفس المحكمة ومارست رقابتها على هذا التفسير‬
‫استنادًا الى فرضية قانونية هي انه "وعلى فرض ان مخالفة القانون االجنبي هي سبب من اسباب نقض الحكم تحت‬
‫اعتبار انه عندما يدعو القانون الوطني الى تطبيق احكام هذا القانون في المادة عينها بالتخصيص وبالتالي تصبح مخالفة‬
‫القانون االجنبي كأنها مخالفة للقانون الوطني فانه في هذه القضية يجب معرفة ما اذا كان هناك نص في القانون المدني‬
‫اليوناني يمنع عند اجراء عقد الزواج وضع بند يسمح فيه عند تحقق بعض الحاالت والشروط اعادة الدوطة الى الزوجة‬
‫اثناء قيام الزوجية"‪
.‬‬
‫"وحيث اننا تفحصنا النسخة غير الرسمية المبرزة في هذه الدعوى عن ترجمة القانون اليوناني الى االفرنسية وعلى‬
‫االخص النص المتعلق بموضوع الدوطة‪ ،‬فبمعزل عن ان الترجمة االفرنسية للقانون المذكور هي غير صحيحة لغويًا‬
‫ويعتورها االبهام في كثير من نصوصها لم نجد هنك ما يحول دون انعقاد الزواج او قبل انعقاده بان يضع المرشحان‬
‫للزواج عقدًا يحددان فيه بملء حريتهما النظام المالي الذي يتفقان ان يطبقاه كما يتضح ذلك من مراجعة المادة ‪1402‬‬
‫من القانون المدني اليوناني‪
.[12]"...‬‬
‫‪       ‬وفي نفس سياق هذا الحكم ‪ ،‬لجأت المحكمة العليا في حكم احدث الى االستزادة في التفسير –مع ان المطلوب هو‬
‫االختصار وااليجاز‪ -‬مع ما ينتج عن هذه االستفاضة من انعكاسات على مدى تمتع الحكم التمييزي بالنسبة لهذه‬
‫االستفاضة عندما ال تكون ضرورية بقوة القضية المحكمة‪ .‬فالغرفة االولى لدى المحكمة بعد ان قررت بوضوح "ان‬
‫السبب المبني على مخالفة المادة ‪ 1040‬موجبات وعقود ومبدأ الوجاهية انما يستند الى جملة ظروف واقعية تتعلق‬
‫بمقدار تركة الوالد وعلم المميزتين بهذا المقدار او عدم علمهما‪ ،‬بحيث يستلزم ذلك نقاشًا وتحقيقًا جديدًا امام محكمة‬
‫التمييز واالعتراف بوضع واقعي وقانوني مختلف عن الوضع الذي اقرته محكمة االستئناف ‪ ،‬وبالتالي فهو خليط من‬
‫الواقع والقانون فال يسمع امام محكمة التمييز‪ "...‬عادت نفس المحكمة‪ ،‬وكما في الحكم السابق وتطرقت لالساس‪ ،‬وهو‬
‫ان يكون التمييز‪ ،‬افتراضًا‪ ،‬مسموعًا شكًال‪ .‬فبعد ان كانت‪ ،‬قد قررت بانه ليس كذلك‪ ،‬ما كان يقتضي رده لهذا السبب‬
‫دون التعرض بعد ذلك لبقية االسباب‪ ،‬فناقضت المحكمة نفسها في هذه الصياغة (الرد والقبول في آن) ‪ .‬فالتمييز اما يقبل‬
‫ًال‬ ‫ًال‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫ًا‬ ‫ًال‬ ‫‪5/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫شكًال فتتعرض المحكمة بعد ذلك‪  ‬وجوبًا لالسباب التمييزية المثارة‪ ،‬واما ال يكون مقبوًال شكًال فيرد التمييز لهذا السبب‬
‫دون اي اسباب اخرى‪ .‬جاء في حكمها "وحتى لو فرض وكان مسموعًا فيبقى ان القرار المطعون فيه قد اثبت ان عقد ‪3‬‬
‫تشرين اول ‪ 1973‬المذكور قد نفذ واخذت المستأنفتين حقهما بداللة بنده الثالث‪
.‬‬
‫‪        ‬ولكن قد اثبت ايضًا‪ ،‬انه من الرجوع الى اتفاقية ‪ 3‬تشرين اول ‪ ، 1973‬يتضح ان االتفاقية جرت بين المتداعين‪،‬‬
‫وبموجبها اسقطت كل حق تدعيانه في تركة الوالد وتعترفان بصحة العقود الصادرة عن والدهما قبل وفاته لمصلحة‬
‫شقيقهما‪ ،‬مصرحتين انهما اطلعتا عليها بكاملها وتوافقا بالنتيجة على وضع حد للدعوى المذكورة بصورة نهائية كما‬
‫توافقا على الرجوع عن كامل ادعاءاتهما ومطاليبهما فيها‪ [13]"...‬وهو ما قد يبدو متعارضًا مع موقف المحكمة في مكان آخر‬
‫عندما قررت ان وظيفة المحاكم هي اصًال ليس ابداء رأي على سبيل الجدل الفقهي‪ ،‬او على سبيل االستفاضة في البحث واالستطراد]‪.[14‬‬
‫فكيف اذا كانت هذه المحكمة هي نفسها محكمة القانون؟‪
.‬‬
‫‪       ‬وفي مكان آخر ‪ ،‬وفي مسألة مدى حق القضاء بتخفيض اجر الوكيل‪ ،‬عادت المحكمة وبحثت في مسألة تخفيض‬
‫اجر المميز ومدى توافر شروطه بعد ان كانت في حيثية سابقة في الحكم‪ ،‬بان طالب التخفيض ليس من الوكالء الذين‬
‫تبحث بشأنهم هذه المسألة‪ .‬فهذا االجتهاد ال يسري على العامل والمستخدم‪ ،‬والمميز هو من هذه الفئة‪ ،‬فال يحق للمحاكم‬
‫ان تخفض االجر‪ .‬جاء في الحكم"وبما ان مبدأ تخفيض اتعاب الوكيل الذي اخذ به االجتهاد ال يسري على العامل‬
‫والمستخدم فال يحق للمحاكم تخفيض االجر او البدل المتفق عليه بين السيد او المولى وبين مستخدمه او عامله (انظر‬
‫االجتهاد في الحق المدني جزء ‪ 2‬رقم ‪ 1428‬جوسران)‪
.‬‬
‫"وبما انه لو فرض ان المميز كان وكيًال بالمعنى القانوني فان اذا كان االجتهاد خالفًا لرأي العلماء قد اجاز تخفيض بدل‬
‫االتعاب المتفق عليه اال انه اذا حصل االتفاق على البدل بعد ان انجز الوكيل مهمته ونفذها فان الموكل الذي حدد بدل‬
‫هذه االتعاب الناجزة بملء اختياره ورضاه ومع علمه التام بما قام به الوكيل فانه ال يسوغ له في هذه الحالة االدعاء‬
‫بتخفيض البدل‪. [15]".‬االحكام التمييزية الجزائية هي ايضًا لم تخل من هذا العيب‪ .‬ففي حكم صادر عن الغرفة الرابعة لدى المحكمة رقم‬
‫‪ 60‬تاريخ ‪ ،[16] 7/4/1970‬اعتبرت "بما انه يتبين من مراجعة القرار فيه ان المحكمة اوردت بان طالب ملف الدعوى الجارية امامها‪...‬‬
‫وبما انه على فرض وجود مثل هذه الوثيقة‪ ،‬فال شيء يدل على انها ضمت لهذه الدعوى وانها وضعت قيد المناقشة‪ ،‬فتضحى المعرفة‬
‫بوجودها‪ ،‬والبحث فيما تضمنته اثناء النظر بهذه الدعوى بمثابة معلومات شخصية استندت اليها المحكمة ‪ ،‬وتكون ارتكبت خطأ جوهريًا في‬
‫االصول يعرض حكمها لالبطال"‪
.‬‬
‫وفي حكم آخر‪ ،‬ولكن هذه المرة صادر عن محاكم االساس‪ ،‬من ذلك حكم الغرفة الرابعة لدى محكمة استئناف بيروت‬
‫المدنية رقم ‪ 879‬تاريخ ‪ ،22/6/2015‬مجدالني‪/‬سنو]‪ .[17‬وحكم الغرفة االولى من المحكمة رقم ‪ 222‬تاريخ‬
‫‪ ،[18]20/2/1071‬بنك االتحاد الوطني‪/‬الجمعية التعاونية للنفط بدمشق‪
.‬‬
‫‪      ‬في الحكم االول‪ ،‬قضت المحكمة باعالن مسؤولية المهندس هـ‪.‬س‪ .‬عن الغاء اتفاقية التمويل مع آل ع‪ .‬لحقوقهم‬
‫الناتجة عن اتفاقية التمويل‪ ،‬لم يتبين ان هؤالء ارتكبوا خطأ او فعًال حال دون تمكين المهندس س‪ .‬من انفاذ موجباته‬
‫تجاههم‪
،‬‬
‫‪       ‬وحيث لم يتبين من جهة اخرى ان المهندس س‪ .‬اعترض على االفعال التي ينسبها آلل م‪.‬وش‪ .‬كما لم يتبين انه‬
‫انذر هؤالء او طالبهم بتنفيذ بنود العقد قبل نشوء النزاع القضائي مع آل ع‪
.‬‬
‫وحيث انه على فرض ان االعمال المنسوبة آلل م‪ .‬وش‪ .‬حالت بالفعل دون تمكين المهندس س‪ .‬من انجاز اتفاقية‬
‫المقاولة وحالت بالتالي دون تمكينه من ايفاء آل ع‪ .‬حقوقهم الناتجة عن اتفاقية التمويل‪ ،‬فان عدم مبادرة المهندس س‪.‬‬
‫الى انذار معاقديه في اتفاقية المقاولة لحثهم على التقيد بتنفيذ بنود العقد‪ ،‬بغية تمكينه من انفاذ ما يتعلق به من موجبات‬
‫تجاه آل ع‪ .‬يدل على عدم قيامه بالجهد الالزم لتنفيذ موجباته العقدية وفقًا لقواعد حسن النية واالنصاف والعرف‬
‫المنصوص عنها في المادة ‪ 221‬م‪.‬ع‪
.‬‬
‫وحيث وفي ضوء مخالفة المهندس س‪ .‬لموجب تنفيذ موجباته العقدية تجاه آل ع‪ .‬يقتضي تحميله مسؤولية الغاء العقد‬
‫الجاري مع هذين االخيرين ورد اقواله المخالفة"‪
.‬‬
‫‪     ‬وفي الحكم الثاني‪ ،‬قضت المحكمة "وحيث ان الجهة المستأنفة تطلب رد الدعوى لعلة سبق االدعاء وحجتها ان‬
‫المستأنف عليها اقدمت على مداعاة تفليسة توريساني وشركاه امام محاكم ميالنو مطالبة اياها بالغرامات التي نصت‬
‫عليها المادة الخامسة من عقد التوريد االصلي والتي تشمل الكفالة موضوع الدعوى الحاضرة قسمًا منها بحال توجبها‬
‫وثبوتها وذلك قبل التقدم بالدعوى الحاضرة‪
.‬‬
‫"وحيث انه ال محل للدفع لسبق االدعاء اذا كانت احدى الدعويين عالقة امام محكمة وطنية واالخرى عالقة امام‬
‫محكمة اجنبية‪
.‬‬
‫ًا‬
‫وحيث لو افترض وكان الدفع بسبق االدعاء جائز في مثل هذه الحال فيبقى ان الدفع بسبق االدعاء يستلزم توافر شروط‬
‫منها وحدة االطراف ووحدة الموضوع‪
.‬‬
‫"وحيث ان الدعوى المقامة من المستأنف عليها على تفليسة توريساني وشركاه امام محكمة ميالنو ترمي الى اثبات دين‬
‫المستأنف عليها في التفليسة في حين الدعوى الحالية ترمي الى مطالبة المستأنف بنك االتحاد الوطني بقيمة الكفالة‬
‫ًا‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫ًال‬ ‫‪6/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫باالستناد الى عقد الكفالة المتضامنة الذي انشأ المستأنف بصفة كفيًال متضامنًا وبين المستأنف عليها عالقة شخصية‬
‫ومستقلة تخول المستأنف عليها الدائنة حق مالحقة المستأنف الكفيل مباشرة اذا لم يقم المدين المكفول بالوفاء‪
.‬‬
‫"وحيث ان الموضوع في الدعويين هو بالتالي مختلف‪
.‬‬
‫"وحيث ان المستأنف بنك االتحاد الوطني ليس فريقًا في الدعوى المقامة امام محكمة ميالنو وبالتالي فشرط وحدة‬
‫االطراف غير متوفر‪
.‬‬
‫"وحيث ان شروط الدفع بسبق االدعاء تكون غير متوافرة بين الدعويين‪
.‬‬
‫"وحيث يقتضي بالتالي رد الدفع بسبق االدعاء"‪
.[19].‬‬
‫‪ ‬‬
‫فقرة ثانية‪ :‬الصياغة بمخالفة قاعدة االختصار والوضوح‪
:‬‬
‫‪      ‬وفي هذا االطار حدث وال حرج‪ ،‬فاالحكام التي تسهب في التعليل دون سبب ال تعد وال تحصى‪ ،‬وتحت حجج‬
‫مختلفة‪ -‬وكلها تحت عنوان االستفاضة‪ -‬وهو ما سنعرض له فيما سيلي‪
:‬‬
‫أ‌‪       -‬على سبيل االستفاضة في البحث‪
.‬‬
‫ب‌‪  -‬على سبيل الجدل‪
.‬‬
‫ج‪ -‬على سبيل االستطراد‪
.‬‬
‫د‪ -‬على سبيل االحتياط‪
.‬‬
‫هـ‪ -‬وهنالك احكام صيغت باسلوب وجداني ابعد ما يكون عن الصياغة القضائية‪
.‬‬
‫‪      ‬انها عناوين اذا دلت على شيء فانها تدل على اضافات غير مطلوبة وال مستحبة في حكم قضائي يفترض ان يقول‬
‫ما يجده من حق في القضية دون زيادة او نقصان ‪ .‬وهذه الصياغة ان كانت شائعة لدى محاكم االساس كونها المحكمة‬
‫العادية والشاملة فال يخرج عن اختصاصها اال ما كان متروكًا بنص خاص الى محكمة اخرى وهو ما يؤكد شمولية هذه‬
‫المحكمة (المادة ‪ 87‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .).‬كما انها محكمة الواقع‪ ،‬دورها ان تفصل في النزاع وفق القواعد القانونية التي تطبق عليه‬
‫(المادة ‪ 369‬أ‪.‬م‪.‬م‪  ).‬وعليها ان تعطي الوصف القانوني الصحيح للوقائع واالعمال المتنازع فيها دون التقيد بالوصف‬
‫المعطى لها من الخصوم‪ .‬كل ذلك شرط االلتزام بالوقائع الواردة في المحاكمة ولو لم يتذرع بها الخصوم خصيصًا‬
‫السناد طلباتهم او مدافعاتهم‪ .‬فالوقائع هي للخصوم في الدعوى‪ .‬واذا كانت المادة ‪ 537‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬قد اوجبت على هذه‬
‫المحاكم ان تضمن احكامها بيانات الزامية‪ ،‬تحت طائلة البطالن فهي ان يتضمن الحكم‪  ‬خالصة ما قدمه الخصوم من‬
‫طلبات واسباب لها ومن اسباب دفاع ودفوع‪ ،‬وان يتضمن ايضًا حًال لجميع المسائل المطروحة من الخصوم وان يبين‬
‫االسباب المالئمة لذلك‪ ،‬وكل ذلك تحت طائلة البطالن‪
.‬‬
‫‪       ‬فتعليل الحكم او بنيان اسبابه هو امر جوهري ويهدف الى تحقيق غرضين‪ :‬عدالة فضلى ورقابة فعالة من قبل‬
‫المحاكم العليا]‪ .[20‬واالمر الجوهري ايضًا انه ليس من صياغة مفروضة قانونًا لالحكام وانما ان تلتزم المحاكم بالبيانات المنصوص عنها‬
‫في المادة ‪ 537‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬بل ان عدم االلتزام بالبعض منها ال يؤدي الى البطالن‪ .‬من هنا تختلف الصياغة بين محكمة واخرى‪ ،‬وحتى على مستوى‬
‫المحاكم العليا في عملية التباري على ابراز كل محكمة "لعضالتها" وثقافتها القانونية ما يرضي طموحاتها ويسهم في اقناع المتقاضين بان‬
‫الحكم الذي صدر‪ ،‬قد تناول القضية من مختلف جوانبها‪ ،‬فال ترد او تقبل بحيثية او حيثيات مقتضبة‪ .‬وهو ما يعبر عن ثقافة اجتماعية من ان‬
‫االختصار ال يفي بالغرض المذكور اعاله‪ ،‬وفي ان كل اضافة ‪ ،‬ولو كانت غير ضرورية هي التي تحقق ذلك الغرض‪ .‬فالمحكمة بتوسعها في‬
‫التعليل تهدف الى توجيه رسالة الى المراجع القضائية والعلمية والمتقاضين ووكالؤهم المحامين بانها من المحاكم التي تمحص اوراق الدعوى‬
‫وتقرأ النص وترجع الى المراجع البحثية والقضائية‪ .‬فهي ان وجدت ان الدعوى مردودة في الشكل فهي ايضًا مردودة في االساس‪ .‬وهذا ما‬
‫كان دافعًا الى الفرضيات واالفتراضات في الصياغة كما سبق ان بينا‪ .‬والسبب االفتراضي الذي تعتبر فيه المحكمة‪ ،‬الواقعة التي ال تقوم اال‬
‫على اساس افتراض منها انها واقعة اكيدة في حين انها ليست كذلك في واقع الملف ‪ .‬والسبب االفتراضي‪ ،‬كالسبب غير التأكيدي هو عيب من‬
‫عيوب الصياغة لالحكام‪ ،‬ويعتبر سببًا لبطالن الحكم اذا كانت المحكمة قد اعتمدته لذاته كاساس لبناء حكمها ومنطوقه]‪ . [21‬من هنا كان هذا‬
‫االسهاب ايضًا بالشرح والتعليل‪
.‬‬
‫أ‌‪       -‬العيب في الصياغة باسلوب االستفاضة في البحث‪
:‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪        ‬هذا التوجه يبرز في احكام عديدة وعلى مختلف درجات المحاكم‪ .‬فالغرفة االبتدائية الثانية في بيروت مثًال في‬
‫حكمها تاريخ ‪ 27/3/2014‬في قضية ‪ Daneil Weihrouch /Mary Grace Donato‬بعد ان قضت باختصاصها‬
‫للنظر في دعوى طالق بين زوجين اجنبين والزواج ابرم في دبي لدى الكنيسة الكاثوليكية هناك‪ ،‬وذلك سندًا الى ما‬
‫يأتي‪":‬انه من الثابت بالعودة الى اوراق الدعوى الراهنة ان المدعي تقدم بالدعوى الراهنة امام هذه المحكمة مع علمه‬
‫ويقينه بانه والمدعى عليها سيغادران لبنان بغضون شهر او شهرين‪ ،‬مما يفيد عن ارادته الصريحة باخضاع النزاع‬
‫الراهن الى المحاكم اللبنانية ‪ ،‬في حين ان المدعى عليها لم تدل بعدم اختصاص هذه المحكمة الدولي للبت بالدعوى‬
‫الراهنة مما يفيد تنازلها عن الدفع الناجم عن االختصاص الدولي لهذه المحكمة‪ ،‬اي ان الفريقين اتفقا ضمنيًا على ايالء‬
‫المحكمة الراهنة اختصاص البت بالدعوى الراهنة‪ ،‬اقله على الصعيد الدولي ذلك مع االشارة الى ان قواعد االختصاص‬
‫الدولي لهذه الجهة هي نسبية غير الزامية (المادة ‪ 80‬أ‪.‬م‪.‬م‪ ).‬فيمكن بالتالي االتفاق على مخالفتها والتنازل عن االدالء‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫ًا‬ ‫‪7/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫بها‪ ،‬كما ال يعود للمحكمة اثارتها عفوًا بمعنى اذا حصل هذا االتفاق على مخالفتها والتنازل عن االدالء بها بانه يلزم‬
‫الخصوم والمحكمة على حد سواء‪ .‬وحيث بناء على ما تقدم ‪ ،‬وفي ضوء عدم دفع المدعي عليها بعدم اختصاص هذه‬
‫المحكمة الدولي لم يعد من الجائز للمدعي الذي تقدم بهذه الدعوى مع علمه بالسبب الذي كان من الممكن ان يبني‬
‫عليه عدم اختصاص هذه المحكمة الدولي‪ ،‬طلب رد دعواه لهذا السبب ‪ ،‬وال سيما بعد صدور احكام عن هذه المحكمة‬
‫لم يعتبرها لمصلحته بدليل استئنافه لها"‪
.‬‬
‫ورغم وضوح النتيجة التي توصلت اليها المحكمة باعالن اختصاصها لالسباب التي بينتها وبانه "لم يعد من الجائز"‬
‫بنظرها ان يطلب رد الدعوى لهذا السبب عادت المحكمة وقضت "بانه تقتضي االشارة‪ ،‬وفيما لو اردنا االستفاضة في‬
‫البحث‪ ،‬في اختصاص هذه المحكمة الدولي ان موضوع الدعوى االصلية الراهنة يتمحور حول اعالن طالق الفريقين‬
‫والبت بحضانة ولديهما القاصرين‪ ...‬وحيث انه من الثابت ان الولدين القاصرين المطلوب البت بحضانتهما كانا بتاريخ‬
‫تقديم الدعوى الراهنة يقيمان مع والديهما في بيروت‪ ،‬فتكون هذه المحكمة مختصة للبت بالدعوى الراهنة"‪ .‬فالمحكمة‬
‫بعد ان اعلنت اختصاصها الدولي للنظر في الدعوى استنادًا الى نسبية هذا النوع من االختصاص واالتفاق والتنازل عن‬
‫االدالء بعدم االختصاص‪ ،‬عادت الى االستفاضة في البحث وتكريس نفس النتيجة على اساس قانوني آخر وفي ذلك لزوم‬
‫ما ال يلزم‪
.‬‬
‫‪       ‬ايضًا‪ ،‬حكم محكمة االستئناف المدنية في جبل لبنان الغرفة الثالثة رقم ‪ 13‬تاريخ ‪ [22]29/1/2008‬الذي قضى‬
‫بانه" من الواضح في القضية الراهنة ان الموصي اختار القانون الفرنسي بدليل انه نظم الوصية في فرنسا وفقًا للشكل المنصوص عليه في‬
‫القانون الفرنسي‪ ،‬وانه يقتضي ترجيح صحة الوصية من حيث الشكل اذا كانت صحيحة وفقًا الحدى الجنسيات التي يحملها الموصي‪ ...‬فيكون‬
‫تطبيق القانون الفرنسي الذي يؤدي الى احترام ارادة الموصي وحقه بالخيار وترجيح صحة الوصية هو الذي يفرض الحل المنطقي‬
‫والعادل‪ "...‬ومع هذه النتيجة التي توصلت اليها المحكمة بتطبيق القانون الفرنسي العالنه صحة الوصية كونه احدى الجنسيات التي يحملها‬
‫الموصي‪ ،‬ووضوحها‪ ،‬عادت المحكمة واستفاضت في البحث وباعالن نفس النتيجة ولكن على اساس قانون آخر‪  ،‬وهو قاعدة الشكل في‬
‫القانون الدولي الخاص‪ ،‬واعالن صحة العمل عندما ينظم وفقًا لقانون مكان ابرامه‪ ".‬فعلى سبيل االستفاضة في البحث فان القانون الفرنسي‬
‫هو القانون الواجب تطبيقه على شكل الوصية المنظمة في فرنسا وفقًا لقاعدة المكان يسود العمل القانوني ‪ Locus régit actum‬وقد‬
‫سار االجتهاد على اعمال هذه القاعدة ولو تطلب ذلك تفسيرًا لنص القانون الوطني‪
."...‬‬
‫‪       ‬محكمة التمييز‪ ،‬رغم كونها محكمة استثنائية ينحصر دورها‪  ‬بما حددته لها المادة ‪ 708‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬التي نصت على‬
‫اسباب حصرية تعتبر المدخل لفرض رقابتها على االحكام القطعية الصادرة عن محاكم االستئناف في القضايا المدنية‬
‫والتجارية‪ ،‬والتي يقتضي ان تصاغ قراراتها بحيثيات قاطعة ومحددة لجأت الى هذا االسلوب‪ .‬فبنظرها "ان ما يخاصم‬
‫في المرحلة التمييزية هو الحكم االستئنافي وليس القرار التحكيمي فيرد ما اثير غير ذلك‪ .‬وفي كل حال‪ ،‬في حال ان‬
‫المقصود هو الحكم االستئنافي فان محكمة االستئناف اذ هي اعتبرت ان دولية التحكيم تستدعي بصورة حصرية تعريفًا‬
‫اقتصاديًا كليًا وتكييف العالقة‪  ‬بوصفها وطنية ام دولية‪ ...‬فمحله سبب العالقة وارتباطها بصورة مجردة بمعاملة دولية‬
‫حتى ولو كان العقد االصلي وطنيًا من حيث اطرافه ومكان انعقاده‪ ...‬فال تكون محكمة االستئناف قد خالفت العقد‬
‫ووصفته بما لها من حق سيادي وبينت كل اسس دولية التحكيم طالما يتناول خدمات بين شركات بحرينية ولبنانية‪ ،‬ما‬
‫يجعل من هذا الشق من السبب االول والمتعلق بعدم دولية التحكيم مردودًا استفاضة"]‪
. [23‬‬
‫‪ ‬‬
‫ب‌‪   -‬العيب في الصياغة بأسلوب الجدل‪
:‬‬
‫‪       ‬كما في الحالة السابقة ابتدعت المحاكم اللبنانية اسلوبًا آخر يعبر ايضًا عن تلك النزعة بالتوسع واالستفاضة غير‬
‫الصحية في الصياغة‪ .‬والملفت ان الهيئة العامة لمحكمة التمييز قد سلكت في احد احكامها هذا االسلوب‪ .‬ففي حكم مبدئي‬
‫لها رقم ‪ 40/2013‬اساس ‪ 85/2011‬تاريخ ‪ – 23/12/2013‬دايفيد فرانسوا زوين‪/‬الدولة ‪ -‬مسؤوليتها عن اعمال‬
‫القضاة العدليين‪ -‬افترضت المحكمة جدًال صحة الوسيلة المعتمدة من احد االطراف‪  ‬في العالقة على انها هي الوسيلة‬
‫التي قصدها المشترع في قانون العقوبات في النص‪ ،‬وبحثت في مضمون هذه الوسيلة فلم تجد فيها ما يصح اعتبارها‬
‫هي المقصودة بالنص‪ ،‬مع ان المطلوب هو الفصل في قبول هذه الوسيلة ابتداء ومن ثم البحث في مضمونها فتجاوزت‬
‫الهيئة البحث في المبدأ وانتقلت الى البحث في المضمون تحت ستار هذه الفرضية الجدلية ليس اال‪ " .‬فلو سلمنا جدًال بان‬
‫الرسالة االلكترونية تصلح كوسيلة انذار بالمعنى المقصود في المادة ‪ 671‬من قانون العقوبات ( واالنذار هو شرط من‬
‫شروط اعمال تلك المادة) بيد انه يبقى انه ليس في مضمون الرسائل االلكترونية المتبادلة بين فريقي النزاع‪ ،‬والمنوه‬
‫عنها آنفًا‪ ،‬ما يصح اعتباره انذارًا بالمعنى القانوني المشار اليه اعاله‪ ،‬وبالتالي كافيًا لتوافر العنصر المعنوي والكتمال‬
‫عناصر المادة ‪ 671‬عقوبات‪ "...‬فمن حكم كان يفترض ان يكون مبدئيًا يفصل في مسألة نزاعية هي في صحة اعتبار‬
‫الرسالة االلكترونية انذارًا بالمعنى الذي قصدته المادة ‪ 671‬من قانون العقوبات الى حكم‪ ،‬تجاوز ما هو مطلوب‬
‫واالنتقال للبحث في مضمون الرسائل االلكترونية المتبادلة بين فريقي النزاع في القضية فلم تجد فيها ما يتطلبه االنذار‬
‫المقصود في المادة ‪ 671‬عقوبات المذكورة من خصائص‪ ،‬وهي ان يحدد بدقة المبلغ او الشيء المثلي المسلم للمدعى‬
‫عليه على سبيل االمانة ببيان كمية النقود الواجب ردها ونوعها او كمية وماهية المثليات االخرى المسلمة الى المدعى‬
‫ًا‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪8/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫عليه بموجب عقد من عقود االئتمان المحددة في المادة ‪ 671‬عقوبات وهي الوكالة والمقاولة‪ ...‬فعوضًا عن الفصل في‬
‫المبدأ‪ ،‬فصلت في عدم توافر شروط تطبيقه عند افتراض قبول هذا المبدأ على سبيل الجدل ليس اال‪
.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ج‪ -‬العيب في الصياغة باسلوب االستطراد‪
:‬‬
‫‪       ‬درج المحامون في استحضاراتهم ولوائحهم الجوابية ان يسندوا مطالبهم االصلية واالحتياطية الى اسباب وحجج‬
‫قانونية اصلية واال حال عدم االخذ بها الى اسباب وحجج قانونية استطرادية‪ .‬وتلتزم المحكمة تضمين حكمها خالصة ما‬
‫قدمه الخصوم من طلبات واسباب لها ومن اسباب دفاع ودفوع وخالصة ما استندوا اليه من ادلة وحجج قانونية واسباب‬
‫الحكم وفقرته الحكمية ويجب ان يتضمن الحكم ايضًا تحت طائلة البطالن‪ ،‬حًال لجميع المسائل المطروحة من الخصوم‬
‫او يبين المالئمة لذلك (المادة ‪ 537‬ف ‪ 12-10-9‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .).‬واالسباب والحجج القانونية التي يلجأ اليها الخصوم هي أوًال‬
‫اسباب وحجج اصلية‪ ،‬واال‪ ،‬عند عدم اقتناع المحكمة بها‪ ،‬يدلي الفرقاء على سبيل االستطراد باسباب احياطية‪ ،‬كل ذلك‬
‫هدفه اقناع المحكمة بصحة مطالبهم وبانها مؤسسة على اسباب قانونية‪ ،‬اصلية كانت او استطرادية‪ .‬فالمحكمة ملزمة‬
‫االجابة على كل المسائل المطروحة بصورة اصلية‪ ،‬واال عند ردها‪ ،‬على المسائل المطروحة بصورة احتياطية‪
.‬‬
‫‪      ‬هذا االسلوب الذي يعتمده المحامون تحقيقًا لمصالح من يمثلونه من الخصوم وعلى اساس اي وسيلة قانونية اساسية‬
‫او استطرادية وهو حق من حقوقهم بالدفاع‪ .‬اما ان تنتقل هذه الصياغة الى صياغة االحكام القضائية فهو امر مستهجن‪.‬‬
‫فدور القضاء هو الفصل في المنازعة ‪ ،‬فاما ان تقبل بمطالب المدعي استنادًا الى ما يحكمها من قواعد قانونية (المادة‬
‫‪ 369‬أ‪.‬م‪.‬م‪ ).‬واما ان ترد هذه المطالب استنادًا الى عدم وجود اساس قانوني تستند اليه ‪.‬فاما ان تقبل الدعوى او ترد‬
‫على االسباب والحجج االصلية فال ضرورة بعد ذلك للبحث في اي اسباب اخرى واال كان ذلك نافًال ومخالفًا مبدأ‬
‫االختصار‪ ،‬وقد يعقد مبدأ الوضوح والدقة‪ .‬فالحق الذي يفصل القاضي في وجوده اما ان يكون مسندًا الى سبب قانوني‪،‬‬
‫واما ان ال يكون‪ ،‬وال حاجة بعد ذلك الى اي استطراد‪ .‬فهو ال يبحث باي وسيلة او حجة للوصول الى حق متقاض معين‪،‬‬
‫وانما الوصول الى الحق عند وجوده وبشكل موضوعي ومؤسس‪
.‬‬
‫‪     ‬ومن المستغرب ان نجد هذه الصياغة في احكام تمييزية قديمة وحديثة‪ ،‬فالغرفة المدنية الثالثة لدى المحكمة‪ ،‬في‬
‫حكمها رقم ‪15‬ر تاريخ ‪، 16/2/1961‬القضماني‪/‬هراوي‪ ،‬بعد ان اعتبرت ان العقد غير مبرم بين محام وموكل لكي‬
‫تصح المطالبة بالنسبة القانونية الواردة بقانون المحاماة فيكون سبب العقد والنسبة الباهظة المتفق عليها هو سبب صحيح‬
‫وليس فيه ما يخالف النظام العام ‪ ،‬وقد قام المميز عليه (الوكيل) بواجباته وفقًا لالتفاق كما تدل مستندات القضية‪ ،‬ما‬
‫يفرض رد االدعاء المخالف لهذه الجهة‪ .‬عادت نفس المحكمة وبحثت استطرادًا في المسألة بصورة استطرادية في‬
‫تخفيض اتعاب الوكيل‪ .‬وقد جاء في الحكم ‪":‬سابعًا‪ -‬مخالفة المادة ‪ 629‬من قانون الموجبات والعقود بعدم جواز االتفاق‬
‫على نسبة مئوية من القضية ‪
.‬‬
‫‪"      ‬بما ان هذا السبب مردود الن قانون تنظيم مهنة المحاماة قد خالف احكام هذه المادة واجاز للمحامي اخذ نسبة‬
‫مئوية قدرها ‪ % 20‬بالماية ولم يجعل االتفاق باطًال كما هو صريح المادة ‪ 51‬منه والعقد ليس بين المحامي وموكله‪
.‬‬
‫" ثامنًا‪ -‬واستطرادًا ان بدل االتعاب فيه استغالل غير مشروع وبهاظ يجب انزاله‪
.‬‬
‫"بما ان االتعاب يجب ان تكون متناسبة مع ما قام به الوكيل لتعادل الموجبات‪
.‬‬
‫" وبما ان هذه المحكمة ترى ان النسبة المتفق عليها باهظة وفيها مغاالة في تحديد االتعاب وهي ترى ان خمسين بالماية‬
‫من المحكموم به كاف لتعويض المميز عليه (المستأنف عليه) عما قام به من دفع الرسوم‪  ‬والمصاريف وبدل االتعاب‬
‫للمحامي ومتابعة القضية وما زاد ال سبب مشروع له وتأباه العدالة وفيه استغالل غير مشروع لذلك ترى تعديل الحكم‬
‫المستأنف وانزال بدل االتعاب الى ‪ 50‬بالماية فقط ورد جميع االسباب والدفوع االخرى النها ال تتالءم مع اسباب هذا‬
‫القرار ولالسباب البدائية"‪
.‬‬
‫‪      ‬وفي حكم هو االحدث حتى تاريخه رقم ‪ 47‬تاريخ‪ ،10/2/2015  ‬وبعد ان وجدت المحكمة انه يستخلص من‬
‫اوراق الدعوى ان االستدعاء التمييزي قد سجل بعد انصرام المهلة القانونية المنصوص عليها في المادة ‪ 316‬من قانون‬
‫اصول المحاكمات المدنية معطوفة على المادة ‪ 317‬فقرة ‪ 2‬منه ما يستتبع بالضرورة رد االستدعاء شكًال‪ .‬غير ان‬
‫المحكمة بحثت على سبيل االستطراد في فقدان االساس القانوني للحكم المطعون فيه لرد هذا السبب ايضًا‪ ،‬فتكون‬
‫المحكمة قد ردت االستدعاء التمييزي للسببين معًا‪ :‬تقديمه خارج المهلة‪ ،‬وعدم انطباق ما ورد في االستدعاء المشار اليه‬
‫تحت عنوان فقدان االساس القانوني على هذا العنوان‪ .‬والسبب االول هو ضروري وكاف بذاته لرد هذا الطعن‪ .‬جاء في‬
‫الحكم ‪" :‬وبما انه يستخلص مما تقدم بيانه اعاله‪ ،‬ان االستدعاء قد سجل بعد انصرام المهلة القانونية المنصوص عنها في‬
‫المادة ‪ 316‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬معطوفة على المادة ‪ 317‬فقرة (‪ )2‬أ‪.‬م‪.‬ج‪ .‬مما يستتبع رد االستدعاء شكًال؛

‫"وبما انه‪ ،‬وعلى سبيل االستطراد في البحث‪ ،‬يتبين من االستدعاء انه يعيب على الحكم المطعون فيه فقدانه االساس‬
‫القانوني‪ ،‬كونه اعتبر ان ما نسب الى المميز ضدهما عو عطف جرمي جاء في افادة المحكوم عليهما م‪.‬ج‪ .‬و ح‪.‬م‪.‬‬
‫وانتهت الى عدم تجريمهما ولكنه لم يطبق المنطق عينه على المحكوم عليهما غيابًا الن ما نسب اليهم ورد على لسان‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪9/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫المحكوم عليهما م‪.‬ج‪ .‬و ح‪ .‬م‪  .‬نفسيهما؛ وان العطف الجرمي يكون لنفس التبعة في حين ان المحكوم عليهما المذكورين‬
‫لم ينسبا الى المميز ضدهما االشتراك‪  ‬في السرقات لنفي التبعة وانما اعترافا بمشاركة المميز ضدهما معهما في تلك‬
‫الجرائم؛

‫"وبما انه لدى مراجعة الحكم المطلوب نقضه‪ ،‬يظهر انه خلص الى النتيجة المطعون فيها بعدما اعتبر ان التهم المنسوبة‬
‫الى ح‪.‬ع‪.‬م‪ ،.‬والى م‪.‬ع‪.‬م‪ .‬استندت الى افادة القاصر م‪.‬ن‪ .‬االولية‪ ،‬التي تراجع عنها الحقًا‪ ...‬والى افادة المتهم ح‪.‬ع‪.‬م‪.‬‬
‫االولية بالنسبة م‪.‬م‪ .‬دون ح‪.‬م‪ .‬الذي نفى اشتراكه في السرقة‪ ،‬علمًا بانه تراجع الحقًا عن تلك االقوال‪ ...‬وان م‪.‬ص‪ .‬انكر‬
‫امام المحكمة ما نسب اليه ‪ ...‬اما لجهة تجريم باقي المتهمين الفارين‪ ،‬فلقد استندت محكمة الجنايات الى افادات المتهمين‬
‫م‪.‬ج‪ .‬و م‪.‬ح‪ .‬االولية واالبتدائية والى افادة م‪.‬ص‪ .‬امام قاضي التحقيق والى القرينة المستمدة من تواري المتهمين عن‬
‫وجه العدالة‪
...‬‬
‫" وبما ان فقدان االساس القانوني يتوافر عندما تكون الوقائع واالدلة التي اعتمدها الحكم المطعون فيه ليس من شأنها‬
‫تبرير الحل الذ ي خلص اليه هذا الحكم؛

‫"وبما انه من الراهن ان ما يعرضه االستدعاء التمييزي تحت عنوان فقدان االساس القانوني‪ ،‬ال ينطبق على هذا‬
‫العنوان‪ ،‬وانما يندرج في الواقع ضمن سياق تقويم الوقائع واالدلة‪ ،‬التي تعود الى سلطة محكمة االساس االستنسابية‪،‬‬
‫والتي تخرج عن نطاق رقابة محكمة التمييز طالما لم يحصل تشويه لتلك الوقائع واالدلة‪ ،‬االمر غير المثار‪  ‬في‬
‫االستدعاء وغير الحاصل في هذه القضية‪ ،‬كون الحكم قد استند لتجريم المتهمين الفارين الى ادلة مختلفة غير افادتي‬
‫المتهمين؛

‫ًا‬
‫"وبما انه في ضوء ما تقدم بيانه‪ ،‬يكون سبب التمييز المدلى به في غير محله الصحيح قانون ومستوجب الرد‪
.".‬‬
‫‪ ‬‬
‫د‪ -‬العيب في الصياغة باسلوب االحتياط‪
:‬‬
‫‪      ‬وهو ما نجده في احكام قضائية‪ ،‬تلجأ فيها المحكمة فيها الى اصدار حكم على سبيل االحتياط وذلك قبل الفصل في‬
‫المطالب االساسية التي قد يؤدي فصلها الى عدم قبول الدعوى او ردها السباب قانونية مثارة في القضية‪
.‬‬
‫‪      ‬من ذلك الحكم الذي اصدرته الغرفة االبتدائية في جبل لبنان الناظرة في القضايا التجارية تاريخ ‪15/12/2015‬‬
‫والذي قضى مباشرة ‪ ،‬ودون اي تمهيد او تبرير بتعيين خبير على سبيل االحتياط ‪ ،‬ما يطرح تساؤالت اساسية بالنسبة‬
‫الطراف العالقة‪ ،‬اذ لم تصل الى حد التشكيك فيما اذا كانت المحكمة قد اتخذت في ذلك موقفًا مسبقًا في الموضوع‪،‬‬
‫وبانها فصلت في المسائل القانونية المثارة وردت بالتالي كل مطلب مخالف‪ ،‬دون اي تبرير او تعليل ما يخالف الفقرة‬
‫‪ 12‬من المادة ‪ 537‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬والمدرجة ضمن البيانات االلزامية للحكم التي يتوقف على عدم االلتزام بها بطالن الحكم‪.‬‬
‫فاذا كان التعليل خاطئ يشكل عيبًا قانونيًا في الحكم ‪ ،‬فكيف اذا لم يكن الحكم المتخذ معلًال او قد صيغ دون تعليل ما ال‬
‫يتيح مراقبته من المحاكم المختصة؟

‫‪     ‬ان السؤال الذي كان مطروحًا في معرض القضية المعروضة امام الغرفة االبتدائية في جبل لبنان هو التالي‪ :‬هل ان‬
‫المدعى عليه كان مكلفًا من المدعي بدفع اقساط العقار الذي اشتراه وتسجيله على اسمه‪ ،‬وهل ان هذه الدعوى ال تزال‬
‫مقبولة لمرور الزمن على هذه المطالبة‪ ،‬اضافة الى اسباب اخرى مدلى بها يؤدي الفصل باي منها الى رد الدعوى‪ .‬اال‬
‫ان المحكمة‪ ،‬من الناحية القانونية قد تجاوزت مبدأ التعليل المذكور الزامًا في المادة ‪ 537‬أ‪.‬م‪ .‬وهو الزامي‪ ،‬كما‬
‫تجاوزت على قواعد الصياغة‪ ،‬لجهة ان ال نكون امام حكم استباقي الذي اباحته المادة ‪ 9‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬عندما تهدف المحكمة الى‬
‫تثبيت حق انكر وجوده‪ ،‬او االحتياط لدفع ضرر محدق او مستقبل او االستيثاق من حق يخشى زوال دليله عند النزاع‬
‫فيه‪ .‬والحال في القضية‪  ‬ان الحق منازع فيه السباب جديدة وتثير نزاعًا في االساس حول وجود الحق وقبول الدعوى‪،‬‬
‫مما يجعل شروط مثل هذه الدعوى غير متوفرة وان صياغة الحكم على هذا االساس فيه عيب في الصياغة وفي‬
‫االساس‪ .‬جاء في الحكم‪
:‬‬
‫"ان المحكمة‪
،‬‬
‫وبعد االطالع‪
،‬‬
‫تقرر على سبيل االحتياط تعيين الخبير السيد أ‪.‬ح‪ .‬وذلك للقيام بالمهمة التالية‪
:‬‬
‫‪         -‬االطالع على الوحدة العقارية رقم‪ ...‬من البناء‪ ...‬في حال امكن ذلك واال االطالع على اي وحدة في العقار‬
‫المذكور مشابه‪
.‬‬
‫‪         -‬تخمين قيمة الوحدة وفقًا لوضعه واالسعار الرائجة في االعوام‪
"...‬‬
‫قد تفهم مسألة تعيين خبير لتحديد قيمة العقار بهدف تكليف المدعي دفع الرسم القانوني ‪ .‬ولكن ما ال يمكن تفهمه هو‬
‫تكليف الخبير استباقًا لتحديد قيمة العقار في دعوى مسؤولية عن عدم تنفيذ تكليف مدلى بوجوده ‪ ،‬وقد انكر المدعى‬
‫عليه اساسًا مثل هذا التكليف وبمرور الزمن على المطالبة‪ ،‬وذلك قبل الفصل في هذه المسائل؟‪
.‬‬
‫في مكان آخر‪ ،‬اصدرت الغرفة االبتدائية في بيروت الناظرة ايضًا في القضايا التجارية حكمًا مماثًال برقم ‪ 111‬تاريخ‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪10/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫‪ 5/10/2016‬فبعد ان عرضت المحكمة في صفحات مطولة من الحكم لوقائع الدعوى واجراءات المحاكمة حتى‬
‫اختتامها‪ ،‬قضت‪ ،‬بعد ان كلفت الفرقاء بابراز مستندات استكماًال للملف‪ ،‬بتعيين خبير على سبيل االحتياط باجراء‬
‫تحقيقات تتعلق باساس الدعوى ‪ .‬بينما المطروح في القضية وقبل تعيين اي خبير في االساس الفصل بمسائل جوهرية‬
‫منازع فيها في الشكل وفي االساس‪ ،‬منها ما يتعلق بعدم صالحية المحكمة‪ ،‬ومنها ما يتناول طبيعة العقد المبرم بين‬
‫الفريقين‪ ،‬وعدم استحقاق اي تعويض للجهة المدعية‪ .‬فالعقد موضوع الدعوى وفق الجهة المدعى عليها هو عقد تمثيل‬
‫تجاري عادي يخضع للقواعد العامة ومن ضمنها جواز التحكيم في هذا العقد لعدم خضوعه الحكام المرسوم االشتراعي‬
‫رقم ‪ .34/67‬فقد جاء في المادة ‪ 14‬منه فقرة ‪ 2‬ان النزاع الذي قد ينشأ عنه يحل بواسطة التحكيم وفقًا لقواعد غرفة‬
‫التجارة الدولية في باريس‪ ،‬وطالما ان العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬وعمًال باحكام المادة ‪ 785‬أ‪.‬م‪.‬م‪ .‬بشأن االعتراف وتنفيذ‬
‫احكام المحكمين االجنبية والتي صادق عليها لبنان‪ ،‬يفرض رد الدعوى شكًال لعدم صالحية المحاكم اللبنانية للبت‬
‫بالنزاع‪ ...‬كما ادلت المدعى عليها بعدم صفة المدعية بالمطالبة بالعطل والضرر الن العالقة التعاقدية هي مع شركة‬
‫اخرى تحمل نفس اسم الشركة المدعية‪ ،‬وان القانون الواجب التطبيق وفق المادة ‪ 4‬من العقد الجديد تاريخ ‪20/4/2005‬‬
‫وقد انتهى العقد االول في ‪ 31/12/2003‬وليس القانون اللبناني‪
.‬‬
‫‪     ‬والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الحكم هو التالي‪ :‬اال يتابع حكم المحكمة االبتدائية ‪ ‬بالسير باجراءات المحكمة‬
‫بتعيين خبير فيها قبل الفصل في االساس على انها تجاوزت مسألة الطرح بعد صالحتها للنظر في الدعوى؟ فالصالحية‬
‫هي مسألة اولية يقتضي فصلها ابتداء وقبل اتخاذ اي اجراء آخر قد يتعلق باالساس‪
.‬‬
‫ان االحكام القضائية المتخذة على سبيل االحتياط يقتضي التحوط لها كونها تجمع هذين النوعين من العيوب‪ ،‬في القانون‬
‫وفي الصياغة‪ .‬فكما ترد االسباب التمييزية شكًال عندما يختلط فيها الواقع بالقانون‪ .‬كذلك يقتضي بقبول الحكم ايضًا شكًال‬
‫واساسًا عندما يمتزج فيه عيب الصياغة بعيب القانون‪
.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هـ ‪ -‬العيوب في الصياغة باالسلوب الوجداني‪
:‬‬
‫‪     ‬كثيرًا ما تظهر صياغة االحكام القضائية ضعف واضح في االسلوب واللغة ما اضطر مجلس ادارة معهد الدروس‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫القضائية ومنذ سنوات الدخال مادة اللغة العربية في مواد الدراسة في المعهد كمادة من مواد مباراة الدخول الى المعهد‬
‫مع عالمة الغية‪
.‬‬
‫‪     ‬واذا كان هذا النمط من الكتابة هو خطأ شائع في صياغة الدراسات والمؤلفات واالحكام القضائية‪ ،‬ويعتبره البعض‬
‫متسامح به‪ .‬فما يهم في البحث القانوني والحكم القضائي ان يكون تقنيًا ‪ ،‬تستعمل فيه اللغة والمصطلحات القانونية‪ ،‬وهو‬
‫ما يكفي‪ ،‬اال ان هذا الخطأ الشائع ال يولد الحق‪ ،‬خاصة اذا كان االسلوب هو لغة العاطفة تقرب الى الشعر والوجدانيات‬
‫اكثر منها ان تكون لغة علمية ثابتة وقاطعة ال تردد فيها او حرج‪
.‬‬
‫‪     ‬من الفئة االولى الحكم الصادر عن القاضي المنفرد المدني الناظر في قضايا االحوال الشخصية في بيروت اساس‬
‫‪ 147/92‬رقم ‪ -22/5/1992‬جميل علي الصباح‪ -‬وموضوعه تحويل الجنس من ذكر الى انثى وتصحيح قيود االحوال‬
‫الشخصية‪ -‬وقد ردت فيه المحكمة الطلب بحيثية اساسية ضمنتها المحكمة مصطلحات تصلح في قصيدة او مقالة ادبية او‬
‫في دراسة قانونية بصورة جوازية وتصرف تلطيفًا لقساوة البحث وجمود اللغة القانونية كما هو متعارف عليه‪ .‬ولكن ان‬
‫تستعمل في لغة االحكام القضائية فهو امر غير مرغوب فيه‪ .‬جاء في الحكم‪
:‬‬
‫"‪ ...‬وبما ان الرد ايجابًا على هذا الطرح‪ ،‬ومجاراة من اقتنع بانتمائه الى جنس مغاير لجنسه االصلي في ما طلبه وما‬
‫ذهب اليه‪ ،‬يستتبعان حكمًا تضمين السجالت قيودًا تخالف الواقع العضوي لصاحبها‪ ،‬ويؤديان بالتالي الى نتائج تناقض‬
‫الكيان االجتماعي والحالة القانونية مع ما قد يشكل ذلك من مساس بالنظام العام‪ ،‬فيصبح المستفيد من التعديل مغردًا في‬
‫غير سربه ونغمًا ناشزًا عن الدوزان"‪
.‬‬
‫‪     ‬من الفئة الثانية الحكم الصادر عن محكمة التمييز اللبنانية الغرفة الثالثة الناظرة في قضايا المطبوعات تاريخ‬
‫‪ -4/9/2002‬شركتي "مر تلفزيون" ش‪.‬م‪.‬ل‪ .‬و"اذاعة جبل لبنان" ش‪.‬م‪.‬ل‪/.‬الحق العام‪ -‬وقد ردت فيه المحكمة‬
‫االستئناف من الشركتين المذكورتين ضد الحكم االستئنافي الصادر عن محكمة استئناف بيروت الناظرة في قضايا‬
‫المطبوعات والقاضي بحصر اقفال الشركتين بمدة زمنية محددة‪ ،‬شكًال ‪ ،‬لتقديمه بعد فوات المهلة القانونية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫انهت المحكمة العليا حكمها بالتعبير عن تألمها لبقاء المحطتين مقفلتين وانها لم تفعل سوى تطبيق القانون‪ ،‬في محاولة‬
‫لرفع المسؤولية عنها لالبقاء على االقفال‪ ،‬وانه لما يسر المحكمة ان ترى هاتان المحطتان قد عادتا لمزاولة العمل!!!

‫جاء في القرار‪
:‬‬
‫ًا‬
‫"وحيث انه ترتيب على كل ما تم بحثه وبيانه اعاله يقتضي رد االستئناف الراهن في الشكل لتقديمه بعد فوات المهلة‬
‫القانونية كما سائر االسباب الزائدة او المخالفة لعدم الجدوى‪
.‬‬
‫"وحيث انه وفي المنتهى نشير الى تألمنا (اي المحكمة) لبقاء المحطة "أم‪.‬تي‪?.‬ي‪ ".‬واالذاعة مقفلتين‪ ،‬لكنه ال يمكن لهذه‬
‫المحكمة‪ ،‬وهي محكمة قانون محض‪ ،‬اال تطبيق النص القانوني الواجب واعتماد القواعد والمبادئ العامة الراعية للتبليغ‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪11/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫والمنسجمة مع وجدان وقناعة المحكمة‪ ،‬ويبقى من حق اصحاب الوسيلتين االعالميتين توسل اي حالة قانونية مناسبة لنيل‬
‫مرادهم باعادتها الى مزاولة النشاط طبقًا للنصوص القانونية المرعية‪ ،‬وهذا ما يسرنا"!!!‪
.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪      ‬اما بعد‪ ،‬وعود على بدء‪
.‬‬
‫بينا سابقًا انه ليس من عمل بشري كامل‪ .‬فدائم هنالك ثغرات لها ما يبررها عندما ال تكون مقصودة وعفوية‪
.‬‬
‫ًا‬
‫‪         -‬اول هذه المبررات هي ثقافة هذا المجتمع‪ ،‬فالتوسع واالطالة هما غاية بذاتها‪ ،‬فكلما زاد الشرح‪ ،‬وفق هذه الثقافة‪،‬‬
‫كلما زادت اهمية العمل‪ .‬وهذه النزعة نجدها في مختلف المجاالت‪ :‬العلمية واالدبية والفنية‪ ،‬وقد انتقلت الى العمل‬
‫القضائي‪ ،‬رغم ان العرف في صياغة االحكام القضائية قد وضع نمطًا معينًا تصاغ على اساسه االحكام القضائية‪ ،‬بدءًا‬
‫بصدور الحكم مرورًا باسماء الخصوم والوكالء وحضورهم وغيابهم وخالصة ما قدموه من طلبات واسباب دفاع ودفوع‬
‫وخالصة ما استندوا اليه من ادلة وحجج واسباب الحكم وفقرته الحكمية‪ ،‬وكل ذلك يعرض بحيثيات تفرض على واضع‬
‫الحكم االلتزام بها عمليًا فال يخرج عن موضوع القضية والمسائل القانونية المثارة‪ ،‬والحل الذي اعطاه لتلك المسائل على‬
‫اساس من الواقع والقانون دون ان يكون القاضي مضطرًا لالطالة‪ .‬فالحكم القضائي ليس بحثًا قانونيًا او عرضًا للمواقف‬
‫الفقهية والقضائية على اختالفها وانواعها من تلك المسائل‪ ،‬وانما هو فصل في نزاع واالجابة على المطالب وفق القواعد‬
‫القانونية التي تنطبق عليه‪ .‬واللجوء الى المواقف الفقهية والقضائية وان كان في االساس هو مستهجن ]‪ [24‬في حكم قضائي‬
‫‪ ،‬اال انه اذا اعتمده ذلك الحكم خالفًا للمبدأ فيقتضي ان ال يكون اال بهدف توثيق الحكم وزيادة في قناعة القاضي وفي اقناع المتقاضين بان‬
‫حكمه له اساس قانوني سليم ليس اكثر‪ .‬فليس من نص يفرض على القاضي اعتماد الفقه والقضاء‪ ،‬واذا اعتمدهما‪ ،‬فيقتضي ان يكون ذلك بعد‬
‫عرضه للنص القانوني او للمصادر االحتياطية للقاعدة القانونية عند انتفائه‪ ،‬ولتأكيد الحل الذي كرسه في حكمه ‪ .‬فال يعرضان لذاتهما وانما‬
‫بغاية تحقيق ما تقدم خالفًا لما هو عليه االمر في البحث القانوني‪ ،‬الذي يفترض اسلوبًا خاصًا لمعالجة الموضوع ‪ ،‬في العمق والمدى ووفق‬
‫منهجية علمية محددة في وضع االبحاث القانونية‪ ،‬وهي غير المنهجية المعتمدة في االحكام القضائية]‪  .[25‬فلتحقيق البحث العلمي السليم على‬
‫الباحث ان يلجأ وبالضرورة الى المراجع الفقهية والقضائية وفق اسس ومقومات البحث العلمي]‪ .[26‬فاللغة واالسلوب هما مرآة الشعوب‪
.‬‬
‫‪         -‬ثاني هذه المبررات هي نفسية القاضي ونفسية المتقاضين‪ .‬فالقاضي يعتبر ان كل حكم قضائي يصدره هو محل‬
‫البراز ثقافته وشخصيته القانونية‪ ،‬وان دوره ال يكون وحسب في فصل النزاعات التي تعرض عليه‪ ،‬وانما اعطاء مساهمة‬
‫في المسألة القانونية التي بت فيها وهذه من مقومات البحث القانوني‪ ،‬ان في المعالجة القانونية او في الواقع‪ .‬ولعل في ذلك‬
‫انعكاس للشخصية اللبنانية التي تعودت تاريخيًا على التحدي والمجابهة بالبحث والدراسة للوصول الى كل ما هو جديد‪.‬‬
‫والمتقاضين بدوره ايضًا ال يقتنعون بسهولة‪ ،‬ان ترد الدعوى شكًال لتقديمها خارج المهلة او الن السبب القانوني المثار ال‬
‫يعتبر سببًا مقبوًال شكًال بقبول المراجعة فذلك ال يتطلب االفضلية في حيثيتين‪ ،‬وما يولد لدى المتقاضين شعورًا سلبيًا‬
‫وتشكيكًا في عدالة القاضي‪ ،‬فالدعوى اخذت منه وقتًا وجهدًا ونفقات‪ ،‬فمن الظلم بنظره ان ترد شكًال بحيثيتين وهو يعتبر‬
‫وفق قناعته ان الحق هو له في االساس‪ ،‬فيجد القاضي نفسه قد تطرق لالساس رغم ان المبدأ الذي وضعه بردها شكًال‬
‫اثباتًا‪  ‬للمتقاضي عدم صحة االدعاء ان في الشكل او في االساس‪ ،‬وعمليًا للسببين معًا ‪ .‬فيكون الحكم قد جمع المتناقضين‪.‬‬
‫فالحكم اما ان ال يكون مقبوًال في الشكل وينتهي النزاع في هذه المرحلة‪ ،‬واما ان يكون العكس‪ ،‬فيتابع الحكم البحث في‬
‫االساس‪
.‬‬
‫‪       ‬وما يقال في هذا االطار هو نفسه في حاالت العيوب االخرى‪ ،‬فالقضية تفصل في االساس‪ ،‬وال حاجة بعد ذلك الى‬
‫اي زيادة ‪ ،‬اال انه وبنتيجة تلك النزعة القضائية في التوسع‪ ،‬تتابع المحكمة في مرحلة الحقة التحليل والبحث على سبيل‬
‫االستفاضة او الجدل او استطرادًا او على سبيل االحتياط‪ ،‬او تعبر عن تألمها للنتيجة التي توصلت اليها في المرحلة‬
‫االولى من الحكم]‪" .[27‬ان هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"]‪
.[28‬‬
‫‪        ‬ذلك يتطلب العمل على تغيير الثقافة الشائعة في المجتمع وهذه مسألة تطول ‪ ،‬ولكن على المستوى القريب القابل‬
‫للتحقق هو العمل والتركيز على شكل الحكم القضائي وصياغته في مرحلة االعداد للقضاء‪ -‬وهذه مهمة اساسية لمعهد‬
‫الدروس القضائية‪ -‬فكما ان الدعوى قد تَر د في الشكل‪ ،‬فان الحكم القضائي يرد في علم القانون واالحكام القضائية ايضًا‬
‫للعيوب‪  ‬في الصياغة التي قد تصيبه دون سبب‪
.‬‬

‫‪ - 1‬راجع مثًال‪ :‬محمد سعيد عبد الرحمن‪ ،‬الحكم القضائي اركانه وقواعده‪ ،‬اصداره‪ ،‬دراسة تأصيلية تحليلية تطبيقية مقارنة‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2011 ،‬‬
‫]‪ - [2‬نقل هذا الحديث الشريف عن انس ابن مالك‪ ،‬صحيح الترمزي‪.2499 ،‬‬
‫]‪ - [3‬اشرف توفيق شمس الدين‪ ،‬اصول صياغة االحكام (الجزء االول) ‪ ،‬المجلة القضائية التي تصدر في سلطنة عمان‪ ،‬وزارة العدل‪،‬‬
‫المحكمة العليا‪ ،‬المكتب الفني‪ ،2010 ،‬ص‪.69‬‬
‫]‪ - [4‬مصطفى احمد بلخيرية‪ ،‬رسالة القاضي‪ ،‬مؤسسات عبد الكريم بن عبدهللا للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪ ،‬الطبعة الثانية (دون تاريخ) ص ‪،66‬‬
‫وفي الصلة بين ثقافة‪  ‬القاضي وبين سالمة التفكير ودقة التعبير راجع‪ ،‬محمد فتحي نجيب‪ ،‬ثقافة القاضي شرط للصالحية وليست ترفًا‬
‫فكريًا‪ ،‬مجلة القضاة التي تصدر عن نادي القضاة في مصر‪ ،‬وهي مجلة فصلية‪ ،‬العددان ‪5‬و‪ 6‬ايار (مايو)‪ ،‬حزيران (يونيو)‪ ،1986 ،‬ص‬
‫‪ .85‬ويجب على القاضي ان يلم بالعلوم المختلفة الالزمة الدائه عمله والتي تسهم في تكوينه الشخصي والمهني مثل‪ :‬الطب الشرعي وعلم‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪12/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬
‫التاريخ واالجتماع‪ ،‬ومن ناحية اخرى فان الثقافة االجتماعية للقاضي لها دور مهم في تكوين القاضي الشخصي‪ ،‬وبها سيكون مطلعًا اطالعًا‬
‫عميقًا على مشكالت مجتمعه‪ ،‬غير منعزل عنه‪ ،‬عامًال باسرار المشاكل االجتماعية واسبابها وكيفية معالجتها وطبائع الناس‪ .‬في كل ذلك‬
‫راجع اشرف شمس الدين‪ ،‬الدراسة المذكورة‪ ،‬ص ‪ ،70‬هامش (‪ ،)1‬وهذه المجلة نصف سنوية يصدرها نادي القضاة في جمهورية مصر‬
‫العربية وتتضمن احدث االحكام الصادرة من المحكمة الدستورية العليا ومحكمة النقض بدوائرها المدنية والتجارية واالحوال الشخصية‬
‫والجنائية وتتضمن العديد من االبحاث للقضاة وغيرهم من الباحثين‪.‬‬
‫]‪ - [5‬مصطفى العوجي‪ ،‬القاعدة القانونية في القانون المدني‪ ،‬مؤسسة بحسون ‪ ،‬طبعة اولى‪ ،‬بيروت‪ ،1992 ،‬ص ‪.131‬‬
‫]‪ - [6‬اشرف شمس الدين‪ ،‬الدراسة المشار اليها‪ ،‬ص ‪88‬؛ وراجع رالحقًا في خاتمة هذه الدراسة‬
‫‪ier‬‬
‫[‪V . Par ex. Cass. Civ. 1  21 nov. 1975.p. 549.note F. Steinment “Attendu que le cautionnemet emporte -]7‬‬
‫‪obligation de la caution mais nom dessaisissement immédial et définitif d’un élément partimonial, qu’il ne‬‬
‫‪constitue donc pas un acte de disposition à titre gratuit tombant sous le coup de la prohibtion edictée par‬‬
‫‪» …l’art. 1422 C. Civ. Que par ces motifs du pur droit‬‬
‫‪ier‬‬
‫[‪v. par ex. Cass. Civ. 1 mars. 1975.Bull.civ. I. p. 84. n? 06 ; Cass. Comm.16 janv. 1973. Bull. Civ.IV. - ]8‬‬
‫‪
.p. 22. N. 28‬‬
‫‪ ‬‬
‫[‪V. Tournerie. Le droit fran?ais de la grêve. 1927. P. 17 ; Dagot note in J.C.P. 1975. II. 18161; et sur la ]9‬‬
‫‪question. V. Jacques Ghestin. Gilles Goubeau avec concours de Muriel Fabre-Magnan. Traité dr droit civil.‬‬
‫‪.Introduction générale. L.G.D.J. Paris 1995. Delta Liban . 1916. n?523‬‬
‫]‪ - [10‬مثال على ذلك احكام ‪ 11‬و ‪ 18‬تشرين االول ‪ 1988‬منشورين في‪
:‬‬
‫‪Revue critique de droit international privé 1989.p.368.                                                      ‬‬
‫‪                                                     ‬‬
‫وراجع ايضًا‪
:‬‬
‫‪Sur le troisièmeCass. Civ. 19 mars1975. Bull.civ.I.N? 117. P. 99.‬‬
‫‪moyen.                                                                             ‬‬
‫]‪ - [11‬ان االخطاء في القانون تسمى ‪ ، Errata‬مصدر هذه االخطاء‪ Marty et Raynaud. TI. P.164. n?89. ،‬؛ نقوال اسود‪ ،‬القانون‬
‫المدني‪ ،‬المدخل ‪ ‬واالموال‪ -‬على اآللة‪ ،‬بيروت ‪ ،1986 -1985‬ص ‪ 35‬وما يليها‪
.‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬هل يحق للقاضي ان يصحح الخطأ في القانون وان يبحث في وجوده ونتائج ذلك‪ ،‬ثم كيف ‪ :‬تلقائيًا او بناء للطلب؟

‫من الناحية العملية‪ :‬المسألة ليست مستحيلة‪ ،‬فالقاضي بما له من وسائل تحقق يستطيع الوقوف على النص القانوني الذي تمت المصادقة عليه‬
‫بالنسخة االصلية التي عرضت على المجلس التشريعي ‪ ،‬واما عن طريق اي وسيلة اخرى للوصول الى الحقيقة‪
.‬‬
‫ولكن من الناحية القانونية‪ :‬القاضي يلتزم النص كما نشر ‪ .‬يلتزم بمرسوم النشر‪ ،‬وال يعود له كقاض بان يراقب حتى من الناحية الشكلية‬
‫صحة ومشروعية ذلك المرسوم‪ ،‬وبالتالي فان النص ‪ ،‬حتى الذي وجدت فيه اخطاء نتيجة النشر‪ ،‬هو الذي يقتضي تطبيقه‪ .‬ثم هنالك شبه‬
‫استحالة في اجراء او ترك القضاء يفتش عن النص الحقيقي الذي يعتبره سليمًا‪ ،‬وخاصة ان النص االصلي ال ينشر ‪ .‬من هنا يمكننا ان‬
‫نستنتج بانه ال يوجد قرارات قضائية اعتمدت تصحيح النصوص اال في الحاالت التي يكون فيها الخطأ واضحًا يمكن تصحيحه من خالل‬
‫النص الذي نشر نفسه ( مثال‪ :‬قانون ‪ :16/82‬االصول الموجزة الزالة الشيوع في العقارات التي يتجاوز عدد المالكين فيها العشرة)

‫‪ ‬‬
‫ًال‬ ‫ًا‬
‫ولكن هل يحق للحكومة اجراء ذلك التصحيح‪ :‬قد يكون ذلك جائز باصدار مرسوم ينشر القانون معد ‪ .‬واما عن طريق العمل على اصدار‬
‫قانون معدل من قبل البرلمان‪ .‬الطريقة المعتدة هي‪  ‬االولى ‪ :‬ان تعمل الحكومة على اصدار مرسوم تصحيح يسمى ‪
Errata‬‬
‫‪La pratique gouvernementale utilise plutôt le procédé de l’ Errata  au journal‬‬
‫‪
officiel.                                                      ‬‬
‫ولكن شرعية هذه الطريقة مناقش فيها

‫‪La  régularité de cette pratique a été à bon droit contestée. ‬‬
‫‪                                                                                                                  ‬‬
‫والقضاء العدلي يعتبر ان التصحيح ال قيمة قانونية له اال اذا تناول اخطاء مادية ‪ erreure matérielle‬او واضحة ‪ .  evidente ‬ففي‬
‫التصحيح خلق نص جديد باسلوب غير تشريعي‪ :‬اي لم يصدر عن السلطة التي عليها سن القوانين‪ ،‬واالجتهاد االداري موافق من حيث‬
‫المبدأ‪
:‬‬
‫‪II. 3478; D. 1947 p. 177 ; C.E. 9 mars. 1936. Rec.Lebon P.V.Cass. Ch. 5 fev. 1947. J.C.P. 1947.‬‬
‫‪               299.                                             ‬‬
‫‪                                                                                                                    ‬‬
‫]‪ - [12‬تمييز مدني‪ ،‬رقم ‪ ،2‬رقم ‪ ،38‬تاريخ ‪ ،20/5/1957‬النشرة القضائية اللبنانية‪ .1957 ،‬ص ‪.728‬‬
‫]‪ - [13‬تمييز مدني‪ ،‬غرفة اولى‪ ،‬رقم ‪ 46‬اساس ‪ ،28/94‬تاريخ ‪ ،20/10/1994‬نينا كرم وغيتا كرم‪/‬جاد كرم‪.‬‬
‫]‪ - [14‬تمييز مدني‪ ،‬غرفة اولى‪ ،‬رقم ‪ ،25/95‬تاريخ ‪( 25/2/1995‬غير منشور)‪.‬‬
‫]‪ - [15‬تمييز مدني‪ ،‬غرفة اولى‪ ،‬رقم ‪ 130‬اساس ‪ ،144‬تاريخ ‪ ، 13/12/1954‬النشرة القضائية اللبنانية ‪ ،1955 ،‬ص ‪ 7‬وما يليها‪.‬‬
‫]‪ - [16‬مذكور في هانية محمد علي فقيه‪ ،‬مبدأ االستقامة في االثبات‪ ،‬اطروحة دكتوراه في الحقوق مقدمة الى المعهد العالي للدكتوراه في‬
‫الحقوق والعلوم السياسية واالقتصادية في الجامعة اللبنانية في ‪ ،28/7/2015‬ص ‪ .92-91‬ومنشور في سمير عالية‪ ،‬موسوعة االجتهادات‬
‫الحكام محكمة التمييز في عشرين عامًا منذ اعادة انشائها‪ ،‬طبعة اولى‪ ، 1990 ،‬ص ‪ 58‬رقم ‪.193‬‬
‫]‪ - [17‬غير منشور‪.‬‬
‫]‪ [18‬العدل‪ ،1971 ،‬ص ‪ 679‬وما يليها‪.‬‬

‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪13/14‬‬
‫‪25‬‏‪10/‬‏‪ 11:10 2022/‬م‬ ‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬

‫]‪ - [19‬استئناف بيروت المدنية‪ ،‬غرفة اولى‪ ،‬رقم ‪ 222‬تاريخ ‪ ،20/1/1971‬مجلة العدل ‪ ،1971 ،‬ص ‪.679‬‬
‫]‪ - [20‬ادوار عيد‪ ،‬موسوعة اصول المحاكمات المدنية واالثبات والتنفيذ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬رقم ‪.88‬‬
‫]‪ - [21‬عيد‪ ،‬المرجع المذكور‪ ،‬ص ‪ 339‬وما يليها‪ ،‬رقم ‪.97‬‬
‫]‪ - [22‬غير منشور‪.‬‬
‫]‪ [23‬تمييز مدني ‪ ،‬غرفة خامسة‪ ،‬رقم ‪ 14‬اساس ‪ ،95/2010‬تاريخ ‪ ،25/1/2914‬شركة الدانا الدارة السينما وتوزيع االفالم ضد ايطاليا‬
‫فيلم و شركة امبير انترناشيونال ش‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫]‪ - [24‬راجع ما سبق في مقدمة هذه الدراسة‪.‬‬
‫]‪ - [25‬في ذلك‪ ،‬عكاشة محمد عبد‪  ‬العال وسامي بديع منصور‪ ،‬المنهجية القانونية ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ ،2008‬ص ‪220‬‬
‫وما يليها‪.‬‬
‫]‪ - [26‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 497‬وما يليها ‪.‬‬
‫]‪ - [27‬راجع االحكام المذكورة في الدراسة‪.‬‬
‫]‪ - [28‬القرآن الكريم‪ ،‬سورة الرعد‪.11 :‬‬

‫‪77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT‬‬ ‫‪14/14‬‬

You might also like