Professional Documents
Culture Documents
عيوب الصياغة القضائية
عيوب الصياغة القضائية
opt&RulID=46&TYPE=PRINT
طباعة
ج -محاكم اساس ومحكمة قانون .محكمة االساس هي محاكم الدرجة االولى ،والثانية (المحاكم االستئنافية) .ومحكمة
القانون هي محكمة التمييز (او النقض) .والفرق هام بين النوعين :فمحكمة االساس يناط بها النظر في الوقائع الثابتة في
الملف والعمل على تكييفها واعطائها الطبيعة او الوصف القانوني الذي تنطوي عليها اذ انه "يفصل القاضي في النزاع
وفق القواعد القانونية التي تطبق عليه" (المادة 369أ.م.م .).فيسند حكمه الى الوقائع التي تدخل في نطاق المحاكمة
والواردة فيها ،ولو لم يتذرع بها الخصوم خصيصًا السناد طلباتهم او مدافعتهم (المادة 368أ.م.م" .).وعلى القاضي ان
يعطي الوصف القانوني الصحيح للوقائع واالعمال المتنازع فيها دون التقييد بالوصف المعطى لها من الخصوم ،وله ان
يثير من تلقاء نفسه االسباب القانونية الصرفة ايًا كان االساس القانوني الذي تذرع به الخصوم "(المادة 370فـ 1و2
أ.م.م . ).اما محكمة التمييز فدورها يكمن في مراقبة مدى التزام المحكمة االستئنافية بتطبيق القانون ( المادة 703
أ.م.م . ).فال يقبل الطعن بطريق النقض اال لالسباب المنصوص عنها حصرًا في المادة 708أ.م.م .واالحكام التي
تصدر عن محكمة التمييز هي على انواع .فهنالك
:
-1قرارات الرد .والجامع بيها انها ال تحتوي على "تأشيرة دخول" الى وقائع الدعوى .المحكمة العليا هنا ال تنظر في
اساس النزاع بل تنظر في الحكم االستئنافي المطعون فيه من زاوية انطباقه على القانون .فدوره في هذه المرحلة يقتصر
على مراقبة قانونية القرار المطعون فيه وهي مراقبة ال تصل الى حد التعرض الساس النزاع ،اذ تقتصر مهمة المحكمة
على جعل محاكم االساس تلتزم ارادة المشترع حفظًا لوحدة االجتهاد .فالخصم امام هذه المحكمة هو الحكم المطلوب
نقضه من قبل طالب النقض وليس المحكمة المطعون في قرارها ،فتنظر المحكمة العليا في صحة االسباب المدلى بها،
ومدى تحقق هذه االسباب ،فترد الطلب في الشكل عندما تتحقق من احترام محكمة االستئناف للقانون وعدم الخطأ في
تطبيقه .وتصاغ هذه االحكام عادة بحيثيات مقتضبة يقتضي ان ال تتجاوز اساسًا وفي الغالب ثالثة حيثيات .الحيثية
االولى تعرض فيها المحكمة العليا الى ما توصلت محكمة االستئناف من نتائج والمستندات القانونية التي اعتمدتها تلك
المحكمة .الحيثية الثانية تعرض فيها المحكمة الى االسباب التي بني عليها طلب النقض ،اي االنتقادات التي يوجهها
طالب النقض الى الحكم االستئنافي .وفي الحيثية الثالثة تتولى المحكمة العليا رد اسباب النقض وعرض الحجج التي
تنفي حجج طالب النقض .وهذه الحيثية هي االهم في قرارات الرد الن العبارات التي تستعملها المحكمة العليا لكي
تصدق على الحل الذي اعتمدته المحكمة االستئنافية – بالتالي رد الطعن شكًال -من شأنها ان توضح االبعاد التي توخى
قضاة المحكمة العليا اعطاءها لقرارهم
.
ًا
وفي هذا االطار يمكن ابداء مالحظات اساسية تتناول اتجاه ال يزال يتردد في بعض قرارات تصدرها المحكمة
العليا ،وهو هذا التوسع في التحليل والشرح على ما سنرى ،مع ان هذا التوسع اذا كان مقبوًال في عمل محاكم االساس،
التي هي محاكم واقع قبل كل شيء ،فانه يضحى غير مقبول اطالقًا في عمل محكمة التمييز ،فهي محكمة قانون ،اي
تقول القانون بحيثيات مختصرة ،موجزة ،ودقيقة وقاطعة
.
-2هنالك نوع آخر من قرارات الرد وهي التي يكون فيها الرد مؤسسًا على استبدال سبب خاطئ في الحكم بسبب
قانوني صرف او ايضًا بصرف النظر عن سبب قانوني خاطئ فيما تراه المحكمة زائدًا .وذلك في مقابل حق المحكمة
العليا بنقض القرار المطعون فيه لسبب قانوني صرف يتعلق بالنظام العام من تلقاء نفسها
.
ان الحيثية التي ترتكز على السبب القانوني الصرف والتي تكون بديلة عن الحيثيات في الحكم المطعون فيه ،لها قيمة
المبدأ ،هي عادة ما تعلن عن نفسها كذلك .اما قرارات الرد والتي سبقت االشارة اليها والتي تكتفي برد اسباب الطعن
الن المحكمة االستئنافية قد احسنت في تطبيق القانون او انها عللت حكمهت واعطته االساس القانوني السليم بحيث
جاءت اسبابه الواقعية كافية وواضحة السناد الحل القانوني المقرر فيه ،فهذه االحكام هي اقل اهمية .فهنا قلما نستخرج
من هذه االحكام ،التي تأتي في صياغة ممثالة ،قواعد عامة في الموضوع] .[7وكذلك القرارات التي ترد بها المحكمة العليا
الطعن الن السبب المدلى به امامها هو سبب جديد ال يمكن تقديمه للمرة االولى امام محكمة التمييز النه خليط من الواقع والقانون]
.[8
-3احكام النقض :وهي االهم ،ففيها تتولى المحكمة العليا نقض الحكم االستئنافي بعد بيان الخرق الذي ارتكبته
المحكمة االستئنافية للقانون :النص او المبدأ او القاعدة القانونية – بمفهومها الواسع -التي اخطأت في تطبيقها او في
تفسيرها ،هو ما يشكل بالتالي ،مدخًال للمحكمة العليا الى نشر الدعوى امامها مجددًا والفصل فيها كمحكمة استئنافية
وبقرار مبرم لهذه الجهة ،فالطعن يرتكز على نقطة قانونية او اكثر والمناقشة تتناول هذه النقطة بالتحديد .فاذا وجدت
المحكمة العليا ان المحكمة االستئنافية قد خالفت مضمون النص القانوني ،وقد يكون من مصدر تشريعي (مادة في
القانون المدني التجاري ،او نص في قانون خاص او في مرسوم اشتراعي او عادي )...او من مصدر تعاهدي او مبدأ
قانونيًا عامًا ...او اساءت تفسير ما تقدم ،او ان المحكمة االستئنافية ،لم تتقيد باصول مفروضة تحت طائلة البطالن،
قضت تلك المحكمة بنقض الحكم االستئنافي ،ووضعت يدها على اساس القضية ونظرت فيها كأي محكمة استئنافية وفق
ما نصت عليه احكام المادة 734أ.م.م .والحيثيات التي تعتمدها المحكمة في حكم النقض توضع عادة في قسمين :االول،
تعرض فيه المحكمة العليا في ثالثة او اربعة حيثيات تحليلها للنص الذي طبقته .وفي قسم ثان تظهر المحكمة العليا من
جهة اولى ومن خالل حيثية مبدئية وموجهة تسمى عمليًا motif chapeauمخالفة وخرق محكمة االستئناف للنص او
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 3/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
للمبدأ القانوني العام او لالصول الجوهرية المذكورة وكيفية ذلك الخرق ،وتعلن من جهة ثانية النص او القاعدة التي
يقتضي تطبيقها على النزاع وكيفية تفسير هذا النص .فمحكمة التمييز في احكام النقض لمخالفة القانون او االساءة في
تفسيره انما تفسر ذلك النص وتكرس من خالل ذلك التطبيق او التفسير مبدأ قانونيًا مقيدًا للمحكمة العليا التي قررته.
وهنا تكمن اهمية هذا القرار ،اذ به تحدد المحكمة النص القانوني او المبدأ او المبادئ القانونية التي يجب ان تعتمد في
الدعوى كما تضع تفسيره .وكثيرًا ما تلتزم المحاكم الدنيا بما تقرره المحكمة العليا من مبادئ وبما تعلنه من قواعد ،على
االقل من الناحية المعنوية ،وبملء اختيارها .فهذه المحاكم تعلم مسبقًا ان احكامها المخالفة لما قررته المحكمة العليا من
مبادئ ستلقى مصير النقض اذا طعن باحكامها امام هذه المحكمة
.
ان المحكمة العليا ،في هذا النوع من االحكام "ومن خالل لمسات صغيرة متتابعة تتجمع فيما بينها" تظهر للباحث
بان هنالك مبدأ قانونيًا هي في صدد تكوينه ودون ان يكون له سوى رابطة وصلة بعيدة مع النص القانوني الذي كان
منطلقًا لذلك المبدأ .ان ذلك يؤدي الى نتيجة اساسية هي التالية" :ان تأشيرة الدخول" التي ارتكزت الى النص القانوني
المشار اليه لم تكن مسألة شكلية .فاالساس الحقيقي للنقض يجد مصدره في هذه الحيثية المظللة ،الموجهةle motif ،
chapeauفي المبدأ الذي يحتمي او يختفي خلف النص المشار اليه .وعندما ال يكون للقاعدة التي يضعها حكم النقض
اية صلة مع النص القانوني االساسي يمكن ان نتساءل عندها"ما اذا لم يكن االفضل بصراحة ان ننظر الى ذلك المبدأ
الذي اعتمدته المحكمة من ناحية شكلية صرفة"؟ ولكن في مطلق االحوال ،نعود ونؤكد بان هذه القواعد التي تعبر عنها
المحكمة العليا بهذه الحيثيات المظللة والموجهة عند اصدارها احكام النقض ،انما تعلن بشكل واضح خلق قواعد
اجتهادية من مصدر قضائي ،منفصلة بشكل او بآخر عن النص القانوني الذي اعتمدته كمنطلق وكسند شكلي مجرد ،فهنا
نتحدث فعًال عن احكام مبدئية]
.[9
ومن اساليب محكمة التمييز عند نقضها للحكم المطعون فيه ان تلجأ الى عملية النقض الفتقار الحكم االستئنافي
الى االساس القانوني الكافي وذلك عندما ال تعطي هذه المحكمة االخيرة ،رغم تعليلها لحكمها ،التعليل الكافي حتى تتمكن
المحكمة العليا من ممارسة رقابتها واالستنتاج ما اذا كان الحكم المطعون فيه يتفق مع القانون .ففي هذا االطار تعطي
محكمة االستئناف لقرارها تعليًال ،اال ان محكمة التمييز لم تجد في هذا التعليل االسباب الكافية التي تمكنها من بسط
رقابتها على مدى التزام محكمة االستئناف بتطبيق القانون ،وما اذا كان حكمها لم يخالف القاعدة الواجبة التطبيق]. [10
اال فانه لوال وجود ذلك التعليل ،وان جاء ناقصًا ،العتمدت محكمة التمييز سببًا آخر لنقض ذلك الحكم هو عدم وجود
االساس القانوني ابتداء
.
-4الهيئة العامة لمحكمة التمييز العليا ،هي الهيئة المؤلفة من رؤساء الغرف لدى المحكمة العليا بموجب المادة 30
من القانون رقم ( 150/83قانون تنظيم القضاء العدلي) ،عندما يطلب منها في قضية يثير حلها تقرير مبدأ قانوني هام
او يكون شأنه ان يفسح المجال للتناقض مع احكام سابقة ،وذلك باحالة الملف اليها بحكم من رئيس الغرفة المعروضة
عليها الدعوى .وهذه الهيئة التي تصدر عنها احكام هي بالنتيجة احكام لها اهمية اضافية ،النها تعلن عادة حًال جديدًا او
تحوًال في االجتهاد .وهو ما يفرض صياغة للحكم الذي تصدره بنفس المستوى
.
بعد كل هذه المقدمة ،السؤال الذي تقتضي االجابة عليه هو التالي :ما هي نسبة العيوب في صياغة االحكام في العمل
القضائي وعلى مختلف انواع المحاكم ودرجاتها انطالقًا من القاعدة التي سبق ان عرضناها ،ان البشر خطاؤون
وخير الخطائين التوابون؟
.
العيب في الصياغة يكون في كتابة الحكم ومنهجيته ،وفي وضع الحكم وفن كتابته .فالحكم اضافة الى مقوماته
الموضوعية ،بياناته ،هنالك اسلوب خاص لصياغته ،وقواعد تحكم هذه الصياغة
.
اما الغلط في القانون فهو موضوع آخر ،انه عيب اما في كتابة الحكم واما في مضمونه ،دون ان يشمل في الحكم
القضائي حاالت الخطأ في تفسير القانون او تطبيقه ،فذلك من شأنه ان يعرض الحكم للبطالن .كما ان الخطأ في نص
القانون او في صياغة النص انما يطلب تصحيحه من قبل المرجع الذي وضعه ،وهو ما يخرج عن صالحية القضاء
الذي ينحصر دوره الدستوري في تطبيق القانون وتفسيره .وقد يؤثر العيب في الكتابة على مضمون النص ،فكالهما:
الخطأ في الصياغة والغلط في القانون ،عيب ،االول ال يؤثر على مضمون الحكم القضائي النه يرد على االسلوب
والكتابة ،بينما الثاني ،هنالك جهة منه تؤثر في النص عندما يغير الغلط في مضمون النص وفي احكامه
.
االول ،ال يحتاج الى تصحيح اال اذا كان التصحيح هو من النوع الذي نصت عليه احكام المادة 560وما يليها من
قانون اصول محاكمات مدنية (وتميزه عن التفسير والنقص) ،بينما العيب في الحكم لجهة المضمون فانه توجد طرق
مراجعة بشأنه الزالة ذلك الخطأ ،واال انبرم الحكم ،وال يمكن تصحيحه في القضية اال عن طريق المادة 741أ.م.م.
(مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن عمال القضاة العدليين) ،بينما الخطأ في القانون عندما يصدر عن واضع
النص ال يؤدي الى انبرام النص ،فيبقى خاضعًا للتصحيح اما عن طريق واضعه ،واما عن طريق مرسوم نشره في اي
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 4/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
وقت من االوقات]
.[11
ان دراسة تحليلية لالحكام القضائية الصادرة عن المحاكم اللبنانية تثبت ما يلي
:
اوًال :ان بعض االحكام القضائية ،حتى الصادرة منها عن المحاكم العليا ،تعرض للحل ولعكسه .فترد الدعوى في الشكل،
كمبدأ ،وتبحث بعد ذلك في االساس ،بحيث يتردد الباحث في معرفة ما اذا كانت المحكمة ردت الدعوى في الشكل او في
االساس ،او للسببين معًا وهو ما ينطوي على ما يسمى في الفقه التحكيمي باالستوبل ، ESTOPELاو موجب عدم
التناقض الذي نصت عليه احكام المادة 100من مجلة االحكام العدلية " من سعى في نقض ما تم من جهته فسعيه
مردود عليه" (فقرة اولى)
.
ثانيًا :ان احكامًا اخرى ،ال تقل عددًا او اهمية عن االولى ،تعطي المبدأ وتسهب في عرضه تحت اي حجة من الحجج،
متجاوزة في ذلك على قاعدة االختصار والوضوح "فكل شيء زاد عن حده انقلب ضده" ،وان من يشهد بالحق ،يحلف
اليمين القانونية بان يدلي بشهادته دون زيادة او نقصان (المادة 285أ.م.م ).فالصياغة االمثل هي "ما قل ودل"( .فقرة
ثانية)
.
ثالثًا :ناهيك عن احكام خجولة او وجدانية في صياغتها (فقرة ثالثة)
.
فقرة اولى :الصياغة بمخالفة موجب عدم التناقض
:
جاء في حكم محكمة التمييز المدنية رقم 38تاريخ 20ايار 1957وبحيثية كافية " ان التفسير الخاطئ الذي يفتح
طريق التمييز امام المتداعين هو تفسير القانون اللبناني دون القوانين االجنبية .فما يمنعه القانون الوطني هو مخالفة
االحكام القانونية الوطنية ،اما القوانين االجنبية فان تفسيرها يعود الى تقدير محاكم االساس" .اال ان المحكمة عادت بعد
ذلك وحاولت اعطاء تبرير لموقفها ،مستندة في ذلك ،ليس الى نص قانوني ،وانما الى االجتهاد الفرنسي " وحيث ان
المحاكم االفرنسية قد سارت على هذا االجتهاد اعتبارًا من بدء الجيل الحاضر فقد ورد في احكام عديدة ان الخطأ في
تفسير القوانين االجنبية ال يفتح باب النقض"
.
ان اللجوء الى االجتهاد ،واالجنبي منه ،هو امر مستغرب في احكام المحكمة العليا الوطنية .فاحكام هذه المحكمة
هي التي تكون االجتهاد .واذا كان من تبرير للموقف التمييزي فهو من خالل النص القانوني او المبادئ القانونية العامة
او العرف او االنصاف عند عدم وجود مثل ذلك النص .أما ان يتوجه حكم المحكمة العليا باحكام المحاكم االخرى او
الفقه كما توسلت الى ذلك المحكمة في القضية المعروضة ففي ذلك خروج على المنهجية واالسلوب الذي يقتضي ان
تكون عليه احكام المحكمة العليا
.
بل ابعد من ذلك ،فان المحكمة العليا بعد ان قررت كمنطلق عدم خضوع القرار القاضي بتفسير القانون
االجنبي لمراقبة هذه المحكمة -فالطعن يكون لخطأ في تطبيق او تفسير القانون الوطني ،حسب موقف هذه المحكمة
المستمر دون الخطأ في تطبيق وفي تفسير القانون االجنبي -عادت نفس المحكمة ومارست رقابتها على هذا التفسير
استنادًا الى فرضية قانونية هي انه "وعلى فرض ان مخالفة القانون االجنبي هي سبب من اسباب نقض الحكم تحت
اعتبار انه عندما يدعو القانون الوطني الى تطبيق احكام هذا القانون في المادة عينها بالتخصيص وبالتالي تصبح مخالفة
القانون االجنبي كأنها مخالفة للقانون الوطني فانه في هذه القضية يجب معرفة ما اذا كان هناك نص في القانون المدني
اليوناني يمنع عند اجراء عقد الزواج وضع بند يسمح فيه عند تحقق بعض الحاالت والشروط اعادة الدوطة الى الزوجة
اثناء قيام الزوجية"
.
"وحيث اننا تفحصنا النسخة غير الرسمية المبرزة في هذه الدعوى عن ترجمة القانون اليوناني الى االفرنسية وعلى
االخص النص المتعلق بموضوع الدوطة ،فبمعزل عن ان الترجمة االفرنسية للقانون المذكور هي غير صحيحة لغويًا
ويعتورها االبهام في كثير من نصوصها لم نجد هنك ما يحول دون انعقاد الزواج او قبل انعقاده بان يضع المرشحان
للزواج عقدًا يحددان فيه بملء حريتهما النظام المالي الذي يتفقان ان يطبقاه كما يتضح ذلك من مراجعة المادة 1402
من القانون المدني اليوناني
.[12]"...
وفي نفس سياق هذا الحكم ،لجأت المحكمة العليا في حكم احدث الى االستزادة في التفسير –مع ان المطلوب هو
االختصار وااليجاز -مع ما ينتج عن هذه االستفاضة من انعكاسات على مدى تمتع الحكم التمييزي بالنسبة لهذه
االستفاضة عندما ال تكون ضرورية بقوة القضية المحكمة .فالغرفة االولى لدى المحكمة بعد ان قررت بوضوح "ان
السبب المبني على مخالفة المادة 1040موجبات وعقود ومبدأ الوجاهية انما يستند الى جملة ظروف واقعية تتعلق
بمقدار تركة الوالد وعلم المميزتين بهذا المقدار او عدم علمهما ،بحيث يستلزم ذلك نقاشًا وتحقيقًا جديدًا امام محكمة
التمييز واالعتراف بوضع واقعي وقانوني مختلف عن الوضع الذي اقرته محكمة االستئناف ،وبالتالي فهو خليط من
الواقع والقانون فال يسمع امام محكمة التمييز "...عادت نفس المحكمة ،وكما في الحكم السابق وتطرقت لالساس ،وهو
ان يكون التمييز ،افتراضًا ،مسموعًا شكًال .فبعد ان كانت ،قد قررت بانه ليس كذلك ،ما كان يقتضي رده لهذا السبب
دون التعرض بعد ذلك لبقية االسباب ،فناقضت المحكمة نفسها في هذه الصياغة (الرد والقبول في آن) .فالتمييز اما يقبل
ًال ًال
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT ًا ًال 5/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
شكًال فتتعرض المحكمة بعد ذلك وجوبًا لالسباب التمييزية المثارة ،واما ال يكون مقبوًال شكًال فيرد التمييز لهذا السبب
دون اي اسباب اخرى .جاء في حكمها "وحتى لو فرض وكان مسموعًا فيبقى ان القرار المطعون فيه قد اثبت ان عقد 3
تشرين اول 1973المذكور قد نفذ واخذت المستأنفتين حقهما بداللة بنده الثالث
.
ولكن قد اثبت ايضًا ،انه من الرجوع الى اتفاقية 3تشرين اول ، 1973يتضح ان االتفاقية جرت بين المتداعين،
وبموجبها اسقطت كل حق تدعيانه في تركة الوالد وتعترفان بصحة العقود الصادرة عن والدهما قبل وفاته لمصلحة
شقيقهما ،مصرحتين انهما اطلعتا عليها بكاملها وتوافقا بالنتيجة على وضع حد للدعوى المذكورة بصورة نهائية كما
توافقا على الرجوع عن كامل ادعاءاتهما ومطاليبهما فيها [13]"...وهو ما قد يبدو متعارضًا مع موقف المحكمة في مكان آخر
عندما قررت ان وظيفة المحاكم هي اصًال ليس ابداء رأي على سبيل الجدل الفقهي ،او على سبيل االستفاضة في البحث واالستطراد].[14
فكيف اذا كانت هذه المحكمة هي نفسها محكمة القانون؟
.
وفي مكان آخر ،وفي مسألة مدى حق القضاء بتخفيض اجر الوكيل ،عادت المحكمة وبحثت في مسألة تخفيض
اجر المميز ومدى توافر شروطه بعد ان كانت في حيثية سابقة في الحكم ،بان طالب التخفيض ليس من الوكالء الذين
تبحث بشأنهم هذه المسألة .فهذا االجتهاد ال يسري على العامل والمستخدم ،والمميز هو من هذه الفئة ،فال يحق للمحاكم
ان تخفض االجر .جاء في الحكم"وبما ان مبدأ تخفيض اتعاب الوكيل الذي اخذ به االجتهاد ال يسري على العامل
والمستخدم فال يحق للمحاكم تخفيض االجر او البدل المتفق عليه بين السيد او المولى وبين مستخدمه او عامله (انظر
االجتهاد في الحق المدني جزء 2رقم 1428جوسران)
.
"وبما انه لو فرض ان المميز كان وكيًال بالمعنى القانوني فان اذا كان االجتهاد خالفًا لرأي العلماء قد اجاز تخفيض بدل
االتعاب المتفق عليه اال انه اذا حصل االتفاق على البدل بعد ان انجز الوكيل مهمته ونفذها فان الموكل الذي حدد بدل
هذه االتعاب الناجزة بملء اختياره ورضاه ومع علمه التام بما قام به الوكيل فانه ال يسوغ له في هذه الحالة االدعاء
بتخفيض البدل. [15]".االحكام التمييزية الجزائية هي ايضًا لم تخل من هذا العيب .ففي حكم صادر عن الغرفة الرابعة لدى المحكمة رقم
60تاريخ ،[16] 7/4/1970اعتبرت "بما انه يتبين من مراجعة القرار فيه ان المحكمة اوردت بان طالب ملف الدعوى الجارية امامها...
وبما انه على فرض وجود مثل هذه الوثيقة ،فال شيء يدل على انها ضمت لهذه الدعوى وانها وضعت قيد المناقشة ،فتضحى المعرفة
بوجودها ،والبحث فيما تضمنته اثناء النظر بهذه الدعوى بمثابة معلومات شخصية استندت اليها المحكمة ،وتكون ارتكبت خطأ جوهريًا في
االصول يعرض حكمها لالبطال"
.
وفي حكم آخر ،ولكن هذه المرة صادر عن محاكم االساس ،من ذلك حكم الغرفة الرابعة لدى محكمة استئناف بيروت
المدنية رقم 879تاريخ ،22/6/2015مجدالني/سنو] .[17وحكم الغرفة االولى من المحكمة رقم 222تاريخ
،[18]20/2/1071بنك االتحاد الوطني/الجمعية التعاونية للنفط بدمشق
.
في الحكم االول ،قضت المحكمة باعالن مسؤولية المهندس هـ.س .عن الغاء اتفاقية التمويل مع آل ع .لحقوقهم
الناتجة عن اتفاقية التمويل ،لم يتبين ان هؤالء ارتكبوا خطأ او فعًال حال دون تمكين المهندس س .من انفاذ موجباته
تجاههم
،
وحيث لم يتبين من جهة اخرى ان المهندس س .اعترض على االفعال التي ينسبها آلل م.وش .كما لم يتبين انه
انذر هؤالء او طالبهم بتنفيذ بنود العقد قبل نشوء النزاع القضائي مع آل ع
.
وحيث انه على فرض ان االعمال المنسوبة آلل م .وش .حالت بالفعل دون تمكين المهندس س .من انجاز اتفاقية
المقاولة وحالت بالتالي دون تمكينه من ايفاء آل ع .حقوقهم الناتجة عن اتفاقية التمويل ،فان عدم مبادرة المهندس س.
الى انذار معاقديه في اتفاقية المقاولة لحثهم على التقيد بتنفيذ بنود العقد ،بغية تمكينه من انفاذ ما يتعلق به من موجبات
تجاه آل ع .يدل على عدم قيامه بالجهد الالزم لتنفيذ موجباته العقدية وفقًا لقواعد حسن النية واالنصاف والعرف
المنصوص عنها في المادة 221م.ع
.
وحيث وفي ضوء مخالفة المهندس س .لموجب تنفيذ موجباته العقدية تجاه آل ع .يقتضي تحميله مسؤولية الغاء العقد
الجاري مع هذين االخيرين ورد اقواله المخالفة"
.
وفي الحكم الثاني ،قضت المحكمة "وحيث ان الجهة المستأنفة تطلب رد الدعوى لعلة سبق االدعاء وحجتها ان
المستأنف عليها اقدمت على مداعاة تفليسة توريساني وشركاه امام محاكم ميالنو مطالبة اياها بالغرامات التي نصت
عليها المادة الخامسة من عقد التوريد االصلي والتي تشمل الكفالة موضوع الدعوى الحاضرة قسمًا منها بحال توجبها
وثبوتها وذلك قبل التقدم بالدعوى الحاضرة
.
"وحيث انه ال محل للدفع لسبق االدعاء اذا كانت احدى الدعويين عالقة امام محكمة وطنية واالخرى عالقة امام
محكمة اجنبية
.
ًا
وحيث لو افترض وكان الدفع بسبق االدعاء جائز في مثل هذه الحال فيبقى ان الدفع بسبق االدعاء يستلزم توافر شروط
منها وحدة االطراف ووحدة الموضوع
.
"وحيث ان الدعوى المقامة من المستأنف عليها على تفليسة توريساني وشركاه امام محكمة ميالنو ترمي الى اثبات دين
المستأنف عليها في التفليسة في حين الدعوى الحالية ترمي الى مطالبة المستأنف بنك االتحاد الوطني بقيمة الكفالة
ًا
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT ًال 6/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
باالستناد الى عقد الكفالة المتضامنة الذي انشأ المستأنف بصفة كفيًال متضامنًا وبين المستأنف عليها عالقة شخصية
ومستقلة تخول المستأنف عليها الدائنة حق مالحقة المستأنف الكفيل مباشرة اذا لم يقم المدين المكفول بالوفاء
.
"وحيث ان الموضوع في الدعويين هو بالتالي مختلف
.
"وحيث ان المستأنف بنك االتحاد الوطني ليس فريقًا في الدعوى المقامة امام محكمة ميالنو وبالتالي فشرط وحدة
االطراف غير متوفر
.
"وحيث ان شروط الدفع بسبق االدعاء تكون غير متوافرة بين الدعويين
.
"وحيث يقتضي بالتالي رد الدفع بسبق االدعاء"
.[19].
فقرة ثانية :الصياغة بمخالفة قاعدة االختصار والوضوح
:
وفي هذا االطار حدث وال حرج ،فاالحكام التي تسهب في التعليل دون سبب ال تعد وال تحصى ،وتحت حجج
مختلفة -وكلها تحت عنوان االستفاضة -وهو ما سنعرض له فيما سيلي
:
أ -على سبيل االستفاضة في البحث
.
ب -على سبيل الجدل
.
ج -على سبيل االستطراد
.
د -على سبيل االحتياط
.
هـ -وهنالك احكام صيغت باسلوب وجداني ابعد ما يكون عن الصياغة القضائية
.
انها عناوين اذا دلت على شيء فانها تدل على اضافات غير مطلوبة وال مستحبة في حكم قضائي يفترض ان يقول
ما يجده من حق في القضية دون زيادة او نقصان .وهذه الصياغة ان كانت شائعة لدى محاكم االساس كونها المحكمة
العادية والشاملة فال يخرج عن اختصاصها اال ما كان متروكًا بنص خاص الى محكمة اخرى وهو ما يؤكد شمولية هذه
المحكمة (المادة 87أ.م.م .).كما انها محكمة الواقع ،دورها ان تفصل في النزاع وفق القواعد القانونية التي تطبق عليه
(المادة 369أ.م.م ).وعليها ان تعطي الوصف القانوني الصحيح للوقائع واالعمال المتنازع فيها دون التقيد بالوصف
المعطى لها من الخصوم .كل ذلك شرط االلتزام بالوقائع الواردة في المحاكمة ولو لم يتذرع بها الخصوم خصيصًا
السناد طلباتهم او مدافعاتهم .فالوقائع هي للخصوم في الدعوى .واذا كانت المادة 537أ.م.م .قد اوجبت على هذه
المحاكم ان تضمن احكامها بيانات الزامية ،تحت طائلة البطالن فهي ان يتضمن الحكم خالصة ما قدمه الخصوم من
طلبات واسباب لها ومن اسباب دفاع ودفوع ،وان يتضمن ايضًا حًال لجميع المسائل المطروحة من الخصوم وان يبين
االسباب المالئمة لذلك ،وكل ذلك تحت طائلة البطالن
.
فتعليل الحكم او بنيان اسبابه هو امر جوهري ويهدف الى تحقيق غرضين :عدالة فضلى ورقابة فعالة من قبل
المحاكم العليا] .[20واالمر الجوهري ايضًا انه ليس من صياغة مفروضة قانونًا لالحكام وانما ان تلتزم المحاكم بالبيانات المنصوص عنها
في المادة 537أ.م.م .بل ان عدم االلتزام بالبعض منها ال يؤدي الى البطالن .من هنا تختلف الصياغة بين محكمة واخرى ،وحتى على مستوى
المحاكم العليا في عملية التباري على ابراز كل محكمة "لعضالتها" وثقافتها القانونية ما يرضي طموحاتها ويسهم في اقناع المتقاضين بان
الحكم الذي صدر ،قد تناول القضية من مختلف جوانبها ،فال ترد او تقبل بحيثية او حيثيات مقتضبة .وهو ما يعبر عن ثقافة اجتماعية من ان
االختصار ال يفي بالغرض المذكور اعاله ،وفي ان كل اضافة ،ولو كانت غير ضرورية هي التي تحقق ذلك الغرض .فالمحكمة بتوسعها في
التعليل تهدف الى توجيه رسالة الى المراجع القضائية والعلمية والمتقاضين ووكالؤهم المحامين بانها من المحاكم التي تمحص اوراق الدعوى
وتقرأ النص وترجع الى المراجع البحثية والقضائية .فهي ان وجدت ان الدعوى مردودة في الشكل فهي ايضًا مردودة في االساس .وهذا ما
كان دافعًا الى الفرضيات واالفتراضات في الصياغة كما سبق ان بينا .والسبب االفتراضي الذي تعتبر فيه المحكمة ،الواقعة التي ال تقوم اال
على اساس افتراض منها انها واقعة اكيدة في حين انها ليست كذلك في واقع الملف .والسبب االفتراضي ،كالسبب غير التأكيدي هو عيب من
عيوب الصياغة لالحكام ،ويعتبر سببًا لبطالن الحكم اذا كانت المحكمة قد اعتمدته لذاته كاساس لبناء حكمها ومنطوقه] . [21من هنا كان هذا
االسهاب ايضًا بالشرح والتعليل
.
أ -العيب في الصياغة باسلوب االستفاضة في البحث
:
هذا التوجه يبرز في احكام عديدة وعلى مختلف درجات المحاكم .فالغرفة االبتدائية الثانية في بيروت مثًال في
حكمها تاريخ 27/3/2014في قضية Daneil Weihrouch /Mary Grace Donatoبعد ان قضت باختصاصها
للنظر في دعوى طالق بين زوجين اجنبين والزواج ابرم في دبي لدى الكنيسة الكاثوليكية هناك ،وذلك سندًا الى ما
يأتي":انه من الثابت بالعودة الى اوراق الدعوى الراهنة ان المدعي تقدم بالدعوى الراهنة امام هذه المحكمة مع علمه
ويقينه بانه والمدعى عليها سيغادران لبنان بغضون شهر او شهرين ،مما يفيد عن ارادته الصريحة باخضاع النزاع
الراهن الى المحاكم اللبنانية ،في حين ان المدعى عليها لم تدل بعدم اختصاص هذه المحكمة الدولي للبت بالدعوى
الراهنة مما يفيد تنازلها عن الدفع الناجم عن االختصاص الدولي لهذه المحكمة ،اي ان الفريقين اتفقا ضمنيًا على ايالء
المحكمة الراهنة اختصاص البت بالدعوى الراهنة ،اقله على الصعيد الدولي ذلك مع االشارة الى ان قواعد االختصاص
الدولي لهذه الجهة هي نسبية غير الزامية (المادة 80أ.م.م ).فيمكن بالتالي االتفاق على مخالفتها والتنازل عن االدالء
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT ًا 7/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
بها ،كما ال يعود للمحكمة اثارتها عفوًا بمعنى اذا حصل هذا االتفاق على مخالفتها والتنازل عن االدالء بها بانه يلزم
الخصوم والمحكمة على حد سواء .وحيث بناء على ما تقدم ،وفي ضوء عدم دفع المدعي عليها بعدم اختصاص هذه
المحكمة الدولي لم يعد من الجائز للمدعي الذي تقدم بهذه الدعوى مع علمه بالسبب الذي كان من الممكن ان يبني
عليه عدم اختصاص هذه المحكمة الدولي ،طلب رد دعواه لهذا السبب ،وال سيما بعد صدور احكام عن هذه المحكمة
لم يعتبرها لمصلحته بدليل استئنافه لها"
.
ورغم وضوح النتيجة التي توصلت اليها المحكمة باعالن اختصاصها لالسباب التي بينتها وبانه "لم يعد من الجائز"
بنظرها ان يطلب رد الدعوى لهذا السبب عادت المحكمة وقضت "بانه تقتضي االشارة ،وفيما لو اردنا االستفاضة في
البحث ،في اختصاص هذه المحكمة الدولي ان موضوع الدعوى االصلية الراهنة يتمحور حول اعالن طالق الفريقين
والبت بحضانة ولديهما القاصرين ...وحيث انه من الثابت ان الولدين القاصرين المطلوب البت بحضانتهما كانا بتاريخ
تقديم الدعوى الراهنة يقيمان مع والديهما في بيروت ،فتكون هذه المحكمة مختصة للبت بالدعوى الراهنة" .فالمحكمة
بعد ان اعلنت اختصاصها الدولي للنظر في الدعوى استنادًا الى نسبية هذا النوع من االختصاص واالتفاق والتنازل عن
االدالء بعدم االختصاص ،عادت الى االستفاضة في البحث وتكريس نفس النتيجة على اساس قانوني آخر وفي ذلك لزوم
ما ال يلزم
.
ايضًا ،حكم محكمة االستئناف المدنية في جبل لبنان الغرفة الثالثة رقم 13تاريخ [22]29/1/2008الذي قضى
بانه" من الواضح في القضية الراهنة ان الموصي اختار القانون الفرنسي بدليل انه نظم الوصية في فرنسا وفقًا للشكل المنصوص عليه في
القانون الفرنسي ،وانه يقتضي ترجيح صحة الوصية من حيث الشكل اذا كانت صحيحة وفقًا الحدى الجنسيات التي يحملها الموصي ...فيكون
تطبيق القانون الفرنسي الذي يؤدي الى احترام ارادة الموصي وحقه بالخيار وترجيح صحة الوصية هو الذي يفرض الحل المنطقي
والعادل "...ومع هذه النتيجة التي توصلت اليها المحكمة بتطبيق القانون الفرنسي العالنه صحة الوصية كونه احدى الجنسيات التي يحملها
الموصي ،ووضوحها ،عادت المحكمة واستفاضت في البحث وباعالن نفس النتيجة ولكن على اساس قانون آخر ،وهو قاعدة الشكل في
القانون الدولي الخاص ،واعالن صحة العمل عندما ينظم وفقًا لقانون مكان ابرامه ".فعلى سبيل االستفاضة في البحث فان القانون الفرنسي
هو القانون الواجب تطبيقه على شكل الوصية المنظمة في فرنسا وفقًا لقاعدة المكان يسود العمل القانوني Locus régit actumوقد
سار االجتهاد على اعمال هذه القاعدة ولو تطلب ذلك تفسيرًا لنص القانون الوطني
."...
محكمة التمييز ،رغم كونها محكمة استثنائية ينحصر دورها بما حددته لها المادة 708أ.م.م .التي نصت على
اسباب حصرية تعتبر المدخل لفرض رقابتها على االحكام القطعية الصادرة عن محاكم االستئناف في القضايا المدنية
والتجارية ،والتي يقتضي ان تصاغ قراراتها بحيثيات قاطعة ومحددة لجأت الى هذا االسلوب .فبنظرها "ان ما يخاصم
في المرحلة التمييزية هو الحكم االستئنافي وليس القرار التحكيمي فيرد ما اثير غير ذلك .وفي كل حال ،في حال ان
المقصود هو الحكم االستئنافي فان محكمة االستئناف اذ هي اعتبرت ان دولية التحكيم تستدعي بصورة حصرية تعريفًا
اقتصاديًا كليًا وتكييف العالقة بوصفها وطنية ام دولية ...فمحله سبب العالقة وارتباطها بصورة مجردة بمعاملة دولية
حتى ولو كان العقد االصلي وطنيًا من حيث اطرافه ومكان انعقاده ...فال تكون محكمة االستئناف قد خالفت العقد
ووصفته بما لها من حق سيادي وبينت كل اسس دولية التحكيم طالما يتناول خدمات بين شركات بحرينية ولبنانية ،ما
يجعل من هذا الشق من السبب االول والمتعلق بعدم دولية التحكيم مردودًا استفاضة"]
. [23
ب -العيب في الصياغة بأسلوب الجدل
:
كما في الحالة السابقة ابتدعت المحاكم اللبنانية اسلوبًا آخر يعبر ايضًا عن تلك النزعة بالتوسع واالستفاضة غير
الصحية في الصياغة .والملفت ان الهيئة العامة لمحكمة التمييز قد سلكت في احد احكامها هذا االسلوب .ففي حكم مبدئي
لها رقم 40/2013اساس 85/2011تاريخ – 23/12/2013دايفيد فرانسوا زوين/الدولة -مسؤوليتها عن اعمال
القضاة العدليين -افترضت المحكمة جدًال صحة الوسيلة المعتمدة من احد االطراف في العالقة على انها هي الوسيلة
التي قصدها المشترع في قانون العقوبات في النص ،وبحثت في مضمون هذه الوسيلة فلم تجد فيها ما يصح اعتبارها
هي المقصودة بالنص ،مع ان المطلوب هو الفصل في قبول هذه الوسيلة ابتداء ومن ثم البحث في مضمونها فتجاوزت
الهيئة البحث في المبدأ وانتقلت الى البحث في المضمون تحت ستار هذه الفرضية الجدلية ليس اال " .فلو سلمنا جدًال بان
الرسالة االلكترونية تصلح كوسيلة انذار بالمعنى المقصود في المادة 671من قانون العقوبات ( واالنذار هو شرط من
شروط اعمال تلك المادة) بيد انه يبقى انه ليس في مضمون الرسائل االلكترونية المتبادلة بين فريقي النزاع ،والمنوه
عنها آنفًا ،ما يصح اعتباره انذارًا بالمعنى القانوني المشار اليه اعاله ،وبالتالي كافيًا لتوافر العنصر المعنوي والكتمال
عناصر المادة 671عقوبات "...فمن حكم كان يفترض ان يكون مبدئيًا يفصل في مسألة نزاعية هي في صحة اعتبار
الرسالة االلكترونية انذارًا بالمعنى الذي قصدته المادة 671من قانون العقوبات الى حكم ،تجاوز ما هو مطلوب
واالنتقال للبحث في مضمون الرسائل االلكترونية المتبادلة بين فريقي النزاع في القضية فلم تجد فيها ما يتطلبه االنذار
المقصود في المادة 671عقوبات المذكورة من خصائص ،وهي ان يحدد بدقة المبلغ او الشيء المثلي المسلم للمدعى
عليه على سبيل االمانة ببيان كمية النقود الواجب ردها ونوعها او كمية وماهية المثليات االخرى المسلمة الى المدعى
ًا
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 8/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
عليه بموجب عقد من عقود االئتمان المحددة في المادة 671عقوبات وهي الوكالة والمقاولة ...فعوضًا عن الفصل في
المبدأ ،فصلت في عدم توافر شروط تطبيقه عند افتراض قبول هذا المبدأ على سبيل الجدل ليس اال
.
ج -العيب في الصياغة باسلوب االستطراد
:
درج المحامون في استحضاراتهم ولوائحهم الجوابية ان يسندوا مطالبهم االصلية واالحتياطية الى اسباب وحجج
قانونية اصلية واال حال عدم االخذ بها الى اسباب وحجج قانونية استطرادية .وتلتزم المحكمة تضمين حكمها خالصة ما
قدمه الخصوم من طلبات واسباب لها ومن اسباب دفاع ودفوع وخالصة ما استندوا اليه من ادلة وحجج قانونية واسباب
الحكم وفقرته الحكمية ويجب ان يتضمن الحكم ايضًا تحت طائلة البطالن ،حًال لجميع المسائل المطروحة من الخصوم
او يبين المالئمة لذلك (المادة 537ف 12-10-9أ.م.م .).واالسباب والحجج القانونية التي يلجأ اليها الخصوم هي أوًال
اسباب وحجج اصلية ،واال ،عند عدم اقتناع المحكمة بها ،يدلي الفرقاء على سبيل االستطراد باسباب احياطية ،كل ذلك
هدفه اقناع المحكمة بصحة مطالبهم وبانها مؤسسة على اسباب قانونية ،اصلية كانت او استطرادية .فالمحكمة ملزمة
االجابة على كل المسائل المطروحة بصورة اصلية ،واال عند ردها ،على المسائل المطروحة بصورة احتياطية
.
هذا االسلوب الذي يعتمده المحامون تحقيقًا لمصالح من يمثلونه من الخصوم وعلى اساس اي وسيلة قانونية اساسية
او استطرادية وهو حق من حقوقهم بالدفاع .اما ان تنتقل هذه الصياغة الى صياغة االحكام القضائية فهو امر مستهجن.
فدور القضاء هو الفصل في المنازعة ،فاما ان تقبل بمطالب المدعي استنادًا الى ما يحكمها من قواعد قانونية (المادة
369أ.م.م ).واما ان ترد هذه المطالب استنادًا الى عدم وجود اساس قانوني تستند اليه .فاما ان تقبل الدعوى او ترد
على االسباب والحجج االصلية فال ضرورة بعد ذلك للبحث في اي اسباب اخرى واال كان ذلك نافًال ومخالفًا مبدأ
االختصار ،وقد يعقد مبدأ الوضوح والدقة .فالحق الذي يفصل القاضي في وجوده اما ان يكون مسندًا الى سبب قانوني،
واما ان ال يكون ،وال حاجة بعد ذلك الى اي استطراد .فهو ال يبحث باي وسيلة او حجة للوصول الى حق متقاض معين،
وانما الوصول الى الحق عند وجوده وبشكل موضوعي ومؤسس
.
ومن المستغرب ان نجد هذه الصياغة في احكام تمييزية قديمة وحديثة ،فالغرفة المدنية الثالثة لدى المحكمة ،في
حكمها رقم 15ر تاريخ ، 16/2/1961القضماني/هراوي ،بعد ان اعتبرت ان العقد غير مبرم بين محام وموكل لكي
تصح المطالبة بالنسبة القانونية الواردة بقانون المحاماة فيكون سبب العقد والنسبة الباهظة المتفق عليها هو سبب صحيح
وليس فيه ما يخالف النظام العام ،وقد قام المميز عليه (الوكيل) بواجباته وفقًا لالتفاق كما تدل مستندات القضية ،ما
يفرض رد االدعاء المخالف لهذه الجهة .عادت نفس المحكمة وبحثت استطرادًا في المسألة بصورة استطرادية في
تخفيض اتعاب الوكيل .وقد جاء في الحكم ":سابعًا -مخالفة المادة 629من قانون الموجبات والعقود بعدم جواز االتفاق
على نسبة مئوية من القضية
.
" بما ان هذا السبب مردود الن قانون تنظيم مهنة المحاماة قد خالف احكام هذه المادة واجاز للمحامي اخذ نسبة
مئوية قدرها % 20بالماية ولم يجعل االتفاق باطًال كما هو صريح المادة 51منه والعقد ليس بين المحامي وموكله
.
" ثامنًا -واستطرادًا ان بدل االتعاب فيه استغالل غير مشروع وبهاظ يجب انزاله
.
"بما ان االتعاب يجب ان تكون متناسبة مع ما قام به الوكيل لتعادل الموجبات
.
" وبما ان هذه المحكمة ترى ان النسبة المتفق عليها باهظة وفيها مغاالة في تحديد االتعاب وهي ترى ان خمسين بالماية
من المحكموم به كاف لتعويض المميز عليه (المستأنف عليه) عما قام به من دفع الرسوم والمصاريف وبدل االتعاب
للمحامي ومتابعة القضية وما زاد ال سبب مشروع له وتأباه العدالة وفيه استغالل غير مشروع لذلك ترى تعديل الحكم
المستأنف وانزال بدل االتعاب الى 50بالماية فقط ورد جميع االسباب والدفوع االخرى النها ال تتالءم مع اسباب هذا
القرار ولالسباب البدائية"
.
وفي حكم هو االحدث حتى تاريخه رقم 47تاريخ ،10/2/2015 وبعد ان وجدت المحكمة انه يستخلص من
اوراق الدعوى ان االستدعاء التمييزي قد سجل بعد انصرام المهلة القانونية المنصوص عليها في المادة 316من قانون
اصول المحاكمات المدنية معطوفة على المادة 317فقرة 2منه ما يستتبع بالضرورة رد االستدعاء شكًال .غير ان
المحكمة بحثت على سبيل االستطراد في فقدان االساس القانوني للحكم المطعون فيه لرد هذا السبب ايضًا ،فتكون
المحكمة قد ردت االستدعاء التمييزي للسببين معًا :تقديمه خارج المهلة ،وعدم انطباق ما ورد في االستدعاء المشار اليه
تحت عنوان فقدان االساس القانوني على هذا العنوان .والسبب االول هو ضروري وكاف بذاته لرد هذا الطعن .جاء في
الحكم " :وبما انه يستخلص مما تقدم بيانه اعاله ،ان االستدعاء قد سجل بعد انصرام المهلة القانونية المنصوص عنها في
المادة 316أ.م.م .معطوفة على المادة 317فقرة ( )2أ.م.ج .مما يستتبع رد االستدعاء شكًال؛
"وبما انه ،وعلى سبيل االستطراد في البحث ،يتبين من االستدعاء انه يعيب على الحكم المطعون فيه فقدانه االساس
القانوني ،كونه اعتبر ان ما نسب الى المميز ضدهما عو عطف جرمي جاء في افادة المحكوم عليهما م.ج .و ح.م.
وانتهت الى عدم تجريمهما ولكنه لم يطبق المنطق عينه على المحكوم عليهما غيابًا الن ما نسب اليهم ورد على لسان
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 9/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
المحكوم عليهما م.ج .و ح .م .نفسيهما؛ وان العطف الجرمي يكون لنفس التبعة في حين ان المحكوم عليهما المذكورين
لم ينسبا الى المميز ضدهما االشتراك في السرقات لنفي التبعة وانما اعترافا بمشاركة المميز ضدهما معهما في تلك
الجرائم؛
"وبما انه لدى مراجعة الحكم المطلوب نقضه ،يظهر انه خلص الى النتيجة المطعون فيها بعدما اعتبر ان التهم المنسوبة
الى ح.ع.م ،.والى م.ع.م .استندت الى افادة القاصر م.ن .االولية ،التي تراجع عنها الحقًا ...والى افادة المتهم ح.ع.م.
االولية بالنسبة م.م .دون ح.م .الذي نفى اشتراكه في السرقة ،علمًا بانه تراجع الحقًا عن تلك االقوال ...وان م.ص .انكر
امام المحكمة ما نسب اليه ...اما لجهة تجريم باقي المتهمين الفارين ،فلقد استندت محكمة الجنايات الى افادات المتهمين
م.ج .و م.ح .االولية واالبتدائية والى افادة م.ص .امام قاضي التحقيق والى القرينة المستمدة من تواري المتهمين عن
وجه العدالة
...
" وبما ان فقدان االساس القانوني يتوافر عندما تكون الوقائع واالدلة التي اعتمدها الحكم المطعون فيه ليس من شأنها
تبرير الحل الذ ي خلص اليه هذا الحكم؛
"وبما انه من الراهن ان ما يعرضه االستدعاء التمييزي تحت عنوان فقدان االساس القانوني ،ال ينطبق على هذا
العنوان ،وانما يندرج في الواقع ضمن سياق تقويم الوقائع واالدلة ،التي تعود الى سلطة محكمة االساس االستنسابية،
والتي تخرج عن نطاق رقابة محكمة التمييز طالما لم يحصل تشويه لتلك الوقائع واالدلة ،االمر غير المثار في
االستدعاء وغير الحاصل في هذه القضية ،كون الحكم قد استند لتجريم المتهمين الفارين الى ادلة مختلفة غير افادتي
المتهمين؛
ًا
"وبما انه في ضوء ما تقدم بيانه ،يكون سبب التمييز المدلى به في غير محله الصحيح قانون ومستوجب الرد
.".
د -العيب في الصياغة باسلوب االحتياط
:
وهو ما نجده في احكام قضائية ،تلجأ فيها المحكمة فيها الى اصدار حكم على سبيل االحتياط وذلك قبل الفصل في
المطالب االساسية التي قد يؤدي فصلها الى عدم قبول الدعوى او ردها السباب قانونية مثارة في القضية
.
من ذلك الحكم الذي اصدرته الغرفة االبتدائية في جبل لبنان الناظرة في القضايا التجارية تاريخ 15/12/2015
والذي قضى مباشرة ،ودون اي تمهيد او تبرير بتعيين خبير على سبيل االحتياط ،ما يطرح تساؤالت اساسية بالنسبة
الطراف العالقة ،اذ لم تصل الى حد التشكيك فيما اذا كانت المحكمة قد اتخذت في ذلك موقفًا مسبقًا في الموضوع،
وبانها فصلت في المسائل القانونية المثارة وردت بالتالي كل مطلب مخالف ،دون اي تبرير او تعليل ما يخالف الفقرة
12من المادة 537أ.م.م .والمدرجة ضمن البيانات االلزامية للحكم التي يتوقف على عدم االلتزام بها بطالن الحكم.
فاذا كان التعليل خاطئ يشكل عيبًا قانونيًا في الحكم ،فكيف اذا لم يكن الحكم المتخذ معلًال او قد صيغ دون تعليل ما ال
يتيح مراقبته من المحاكم المختصة؟
ان السؤال الذي كان مطروحًا في معرض القضية المعروضة امام الغرفة االبتدائية في جبل لبنان هو التالي :هل ان
المدعى عليه كان مكلفًا من المدعي بدفع اقساط العقار الذي اشتراه وتسجيله على اسمه ،وهل ان هذه الدعوى ال تزال
مقبولة لمرور الزمن على هذه المطالبة ،اضافة الى اسباب اخرى مدلى بها يؤدي الفصل باي منها الى رد الدعوى .اال
ان المحكمة ،من الناحية القانونية قد تجاوزت مبدأ التعليل المذكور الزامًا في المادة 537أ.م .وهو الزامي ،كما
تجاوزت على قواعد الصياغة ،لجهة ان ال نكون امام حكم استباقي الذي اباحته المادة 9أ.م.م .عندما تهدف المحكمة الى
تثبيت حق انكر وجوده ،او االحتياط لدفع ضرر محدق او مستقبل او االستيثاق من حق يخشى زوال دليله عند النزاع
فيه .والحال في القضية ان الحق منازع فيه السباب جديدة وتثير نزاعًا في االساس حول وجود الحق وقبول الدعوى،
مما يجعل شروط مثل هذه الدعوى غير متوفرة وان صياغة الحكم على هذا االساس فيه عيب في الصياغة وفي
االساس .جاء في الحكم
:
"ان المحكمة
،
وبعد االطالع
،
تقرر على سبيل االحتياط تعيين الخبير السيد أ.ح .وذلك للقيام بالمهمة التالية
:
-االطالع على الوحدة العقارية رقم ...من البناء ...في حال امكن ذلك واال االطالع على اي وحدة في العقار
المذكور مشابه
.
-تخمين قيمة الوحدة وفقًا لوضعه واالسعار الرائجة في االعوام
"...
قد تفهم مسألة تعيين خبير لتحديد قيمة العقار بهدف تكليف المدعي دفع الرسم القانوني .ولكن ما ال يمكن تفهمه هو
تكليف الخبير استباقًا لتحديد قيمة العقار في دعوى مسؤولية عن عدم تنفيذ تكليف مدلى بوجوده ،وقد انكر المدعى
عليه اساسًا مثل هذا التكليف وبمرور الزمن على المطالبة ،وذلك قبل الفصل في هذه المسائل؟
.
في مكان آخر ،اصدرت الغرفة االبتدائية في بيروت الناظرة ايضًا في القضايا التجارية حكمًا مماثًال برقم 111تاريخ
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 10/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
5/10/2016فبعد ان عرضت المحكمة في صفحات مطولة من الحكم لوقائع الدعوى واجراءات المحاكمة حتى
اختتامها ،قضت ،بعد ان كلفت الفرقاء بابراز مستندات استكماًال للملف ،بتعيين خبير على سبيل االحتياط باجراء
تحقيقات تتعلق باساس الدعوى .بينما المطروح في القضية وقبل تعيين اي خبير في االساس الفصل بمسائل جوهرية
منازع فيها في الشكل وفي االساس ،منها ما يتعلق بعدم صالحية المحكمة ،ومنها ما يتناول طبيعة العقد المبرم بين
الفريقين ،وعدم استحقاق اي تعويض للجهة المدعية .فالعقد موضوع الدعوى وفق الجهة المدعى عليها هو عقد تمثيل
تجاري عادي يخضع للقواعد العامة ومن ضمنها جواز التحكيم في هذا العقد لعدم خضوعه الحكام المرسوم االشتراعي
رقم .34/67فقد جاء في المادة 14منه فقرة 2ان النزاع الذي قد ينشأ عنه يحل بواسطة التحكيم وفقًا لقواعد غرفة
التجارة الدولية في باريس ،وطالما ان العقد شريعة المتعاقدين ،وعمًال باحكام المادة 785أ.م.م .بشأن االعتراف وتنفيذ
احكام المحكمين االجنبية والتي صادق عليها لبنان ،يفرض رد الدعوى شكًال لعدم صالحية المحاكم اللبنانية للبت
بالنزاع ...كما ادلت المدعى عليها بعدم صفة المدعية بالمطالبة بالعطل والضرر الن العالقة التعاقدية هي مع شركة
اخرى تحمل نفس اسم الشركة المدعية ،وان القانون الواجب التطبيق وفق المادة 4من العقد الجديد تاريخ 20/4/2005
وقد انتهى العقد االول في 31/12/2003وليس القانون اللبناني
.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الحكم هو التالي :اال يتابع حكم المحكمة االبتدائية بالسير باجراءات المحكمة
بتعيين خبير فيها قبل الفصل في االساس على انها تجاوزت مسألة الطرح بعد صالحتها للنظر في الدعوى؟ فالصالحية
هي مسألة اولية يقتضي فصلها ابتداء وقبل اتخاذ اي اجراء آخر قد يتعلق باالساس
.
ان االحكام القضائية المتخذة على سبيل االحتياط يقتضي التحوط لها كونها تجمع هذين النوعين من العيوب ،في القانون
وفي الصياغة .فكما ترد االسباب التمييزية شكًال عندما يختلط فيها الواقع بالقانون .كذلك يقتضي بقبول الحكم ايضًا شكًال
واساسًا عندما يمتزج فيه عيب الصياغة بعيب القانون
.
هـ -العيوب في الصياغة باالسلوب الوجداني
:
كثيرًا ما تظهر صياغة االحكام القضائية ضعف واضح في االسلوب واللغة ما اضطر مجلس ادارة معهد الدروس
ًا ًا
القضائية ومنذ سنوات الدخال مادة اللغة العربية في مواد الدراسة في المعهد كمادة من مواد مباراة الدخول الى المعهد
مع عالمة الغية
.
واذا كان هذا النمط من الكتابة هو خطأ شائع في صياغة الدراسات والمؤلفات واالحكام القضائية ،ويعتبره البعض
متسامح به .فما يهم في البحث القانوني والحكم القضائي ان يكون تقنيًا ،تستعمل فيه اللغة والمصطلحات القانونية ،وهو
ما يكفي ،اال ان هذا الخطأ الشائع ال يولد الحق ،خاصة اذا كان االسلوب هو لغة العاطفة تقرب الى الشعر والوجدانيات
اكثر منها ان تكون لغة علمية ثابتة وقاطعة ال تردد فيها او حرج
.
من الفئة االولى الحكم الصادر عن القاضي المنفرد المدني الناظر في قضايا االحوال الشخصية في بيروت اساس
147/92رقم -22/5/1992جميل علي الصباح -وموضوعه تحويل الجنس من ذكر الى انثى وتصحيح قيود االحوال
الشخصية -وقد ردت فيه المحكمة الطلب بحيثية اساسية ضمنتها المحكمة مصطلحات تصلح في قصيدة او مقالة ادبية او
في دراسة قانونية بصورة جوازية وتصرف تلطيفًا لقساوة البحث وجمود اللغة القانونية كما هو متعارف عليه .ولكن ان
تستعمل في لغة االحكام القضائية فهو امر غير مرغوب فيه .جاء في الحكم
:
" ...وبما ان الرد ايجابًا على هذا الطرح ،ومجاراة من اقتنع بانتمائه الى جنس مغاير لجنسه االصلي في ما طلبه وما
ذهب اليه ،يستتبعان حكمًا تضمين السجالت قيودًا تخالف الواقع العضوي لصاحبها ،ويؤديان بالتالي الى نتائج تناقض
الكيان االجتماعي والحالة القانونية مع ما قد يشكل ذلك من مساس بالنظام العام ،فيصبح المستفيد من التعديل مغردًا في
غير سربه ونغمًا ناشزًا عن الدوزان"
.
من الفئة الثانية الحكم الصادر عن محكمة التمييز اللبنانية الغرفة الثالثة الناظرة في قضايا المطبوعات تاريخ
-4/9/2002شركتي "مر تلفزيون" ش.م.ل .و"اذاعة جبل لبنان" ش.م.ل/.الحق العام -وقد ردت فيه المحكمة
االستئناف من الشركتين المذكورتين ضد الحكم االستئنافي الصادر عن محكمة استئناف بيروت الناظرة في قضايا
المطبوعات والقاضي بحصر اقفال الشركتين بمدة زمنية محددة ،شكًال ،لتقديمه بعد فوات المهلة القانونية ،ومع ذلك
انهت المحكمة العليا حكمها بالتعبير عن تألمها لبقاء المحطتين مقفلتين وانها لم تفعل سوى تطبيق القانون ،في محاولة
لرفع المسؤولية عنها لالبقاء على االقفال ،وانه لما يسر المحكمة ان ترى هاتان المحطتان قد عادتا لمزاولة العمل!!!
جاء في القرار
:
ًا
"وحيث انه ترتيب على كل ما تم بحثه وبيانه اعاله يقتضي رد االستئناف الراهن في الشكل لتقديمه بعد فوات المهلة
القانونية كما سائر االسباب الزائدة او المخالفة لعدم الجدوى
.
"وحيث انه وفي المنتهى نشير الى تألمنا (اي المحكمة) لبقاء المحطة "أم.تي?.ي ".واالذاعة مقفلتين ،لكنه ال يمكن لهذه
المحكمة ،وهي محكمة قانون محض ،اال تطبيق النص القانوني الواجب واعتماد القواعد والمبادئ العامة الراعية للتبليغ
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 11/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
والمنسجمة مع وجدان وقناعة المحكمة ،ويبقى من حق اصحاب الوسيلتين االعالميتين توسل اي حالة قانونية مناسبة لنيل
مرادهم باعادتها الى مزاولة النشاط طبقًا للنصوص القانونية المرعية ،وهذا ما يسرنا"!!!
.
اما بعد ،وعود على بدء
.
بينا سابقًا انه ليس من عمل بشري كامل .فدائم هنالك ثغرات لها ما يبررها عندما ال تكون مقصودة وعفوية
.
ًا
-اول هذه المبررات هي ثقافة هذا المجتمع ،فالتوسع واالطالة هما غاية بذاتها ،فكلما زاد الشرح ،وفق هذه الثقافة،
كلما زادت اهمية العمل .وهذه النزعة نجدها في مختلف المجاالت :العلمية واالدبية والفنية ،وقد انتقلت الى العمل
القضائي ،رغم ان العرف في صياغة االحكام القضائية قد وضع نمطًا معينًا تصاغ على اساسه االحكام القضائية ،بدءًا
بصدور الحكم مرورًا باسماء الخصوم والوكالء وحضورهم وغيابهم وخالصة ما قدموه من طلبات واسباب دفاع ودفوع
وخالصة ما استندوا اليه من ادلة وحجج واسباب الحكم وفقرته الحكمية ،وكل ذلك يعرض بحيثيات تفرض على واضع
الحكم االلتزام بها عمليًا فال يخرج عن موضوع القضية والمسائل القانونية المثارة ،والحل الذي اعطاه لتلك المسائل على
اساس من الواقع والقانون دون ان يكون القاضي مضطرًا لالطالة .فالحكم القضائي ليس بحثًا قانونيًا او عرضًا للمواقف
الفقهية والقضائية على اختالفها وانواعها من تلك المسائل ،وانما هو فصل في نزاع واالجابة على المطالب وفق القواعد
القانونية التي تنطبق عليه .واللجوء الى المواقف الفقهية والقضائية وان كان في االساس هو مستهجن ] [24في حكم قضائي
،اال انه اذا اعتمده ذلك الحكم خالفًا للمبدأ فيقتضي ان ال يكون اال بهدف توثيق الحكم وزيادة في قناعة القاضي وفي اقناع المتقاضين بان
حكمه له اساس قانوني سليم ليس اكثر .فليس من نص يفرض على القاضي اعتماد الفقه والقضاء ،واذا اعتمدهما ،فيقتضي ان يكون ذلك بعد
عرضه للنص القانوني او للمصادر االحتياطية للقاعدة القانونية عند انتفائه ،ولتأكيد الحل الذي كرسه في حكمه .فال يعرضان لذاتهما وانما
بغاية تحقيق ما تقدم خالفًا لما هو عليه االمر في البحث القانوني ،الذي يفترض اسلوبًا خاصًا لمعالجة الموضوع ،في العمق والمدى ووفق
منهجية علمية محددة في وضع االبحاث القانونية ،وهي غير المنهجية المعتمدة في االحكام القضائية] .[25فلتحقيق البحث العلمي السليم على
الباحث ان يلجأ وبالضرورة الى المراجع الفقهية والقضائية وفق اسس ومقومات البحث العلمي] .[26فاللغة واالسلوب هما مرآة الشعوب
.
-ثاني هذه المبررات هي نفسية القاضي ونفسية المتقاضين .فالقاضي يعتبر ان كل حكم قضائي يصدره هو محل
البراز ثقافته وشخصيته القانونية ،وان دوره ال يكون وحسب في فصل النزاعات التي تعرض عليه ،وانما اعطاء مساهمة
في المسألة القانونية التي بت فيها وهذه من مقومات البحث القانوني ،ان في المعالجة القانونية او في الواقع .ولعل في ذلك
انعكاس للشخصية اللبنانية التي تعودت تاريخيًا على التحدي والمجابهة بالبحث والدراسة للوصول الى كل ما هو جديد.
والمتقاضين بدوره ايضًا ال يقتنعون بسهولة ،ان ترد الدعوى شكًال لتقديمها خارج المهلة او الن السبب القانوني المثار ال
يعتبر سببًا مقبوًال شكًال بقبول المراجعة فذلك ال يتطلب االفضلية في حيثيتين ،وما يولد لدى المتقاضين شعورًا سلبيًا
وتشكيكًا في عدالة القاضي ،فالدعوى اخذت منه وقتًا وجهدًا ونفقات ،فمن الظلم بنظره ان ترد شكًال بحيثيتين وهو يعتبر
وفق قناعته ان الحق هو له في االساس ،فيجد القاضي نفسه قد تطرق لالساس رغم ان المبدأ الذي وضعه بردها شكًال
اثباتًا للمتقاضي عدم صحة االدعاء ان في الشكل او في االساس ،وعمليًا للسببين معًا .فيكون الحكم قد جمع المتناقضين.
فالحكم اما ان ال يكون مقبوًال في الشكل وينتهي النزاع في هذه المرحلة ،واما ان يكون العكس ،فيتابع الحكم البحث في
االساس
.
وما يقال في هذا االطار هو نفسه في حاالت العيوب االخرى ،فالقضية تفصل في االساس ،وال حاجة بعد ذلك الى
اي زيادة ،اال انه وبنتيجة تلك النزعة القضائية في التوسع ،تتابع المحكمة في مرحلة الحقة التحليل والبحث على سبيل
االستفاضة او الجدل او استطرادًا او على سبيل االحتياط ،او تعبر عن تألمها للنتيجة التي توصلت اليها في المرحلة
االولى من الحكم]" .[27ان هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"]
.[28
ذلك يتطلب العمل على تغيير الثقافة الشائعة في المجتمع وهذه مسألة تطول ،ولكن على المستوى القريب القابل
للتحقق هو العمل والتركيز على شكل الحكم القضائي وصياغته في مرحلة االعداد للقضاء -وهذه مهمة اساسية لمعهد
الدروس القضائية -فكما ان الدعوى قد تَر د في الشكل ،فان الحكم القضائي يرد في علم القانون واالحكام القضائية ايضًا
للعيوب في الصياغة التي قد تصيبه دون سبب
.
- 1راجع مثًال :محمد سعيد عبد الرحمن ،الحكم القضائي اركانه وقواعده ،اصداره ،دراسة تأصيلية تحليلية تطبيقية مقارنة ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،بيروت.2011 ،
] - [2نقل هذا الحديث الشريف عن انس ابن مالك ،صحيح الترمزي.2499 ،
] - [3اشرف توفيق شمس الدين ،اصول صياغة االحكام (الجزء االول) ،المجلة القضائية التي تصدر في سلطنة عمان ،وزارة العدل،
المحكمة العليا ،المكتب الفني ،2010 ،ص.69
] - [4مصطفى احمد بلخيرية ،رسالة القاضي ،مؤسسات عبد الكريم بن عبدهللا للنشر والتوزيع ،تونس ،الطبعة الثانية (دون تاريخ) ص ،66
وفي الصلة بين ثقافة القاضي وبين سالمة التفكير ودقة التعبير راجع ،محمد فتحي نجيب ،ثقافة القاضي شرط للصالحية وليست ترفًا
فكريًا ،مجلة القضاة التي تصدر عن نادي القضاة في مصر ،وهي مجلة فصلية ،العددان 5و 6ايار (مايو) ،حزيران (يونيو) ،1986 ،ص
.85ويجب على القاضي ان يلم بالعلوم المختلفة الالزمة الدائه عمله والتي تسهم في تكوينه الشخصي والمهني مثل :الطب الشرعي وعلم
ًا ًا
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 12/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
التاريخ واالجتماع ،ومن ناحية اخرى فان الثقافة االجتماعية للقاضي لها دور مهم في تكوين القاضي الشخصي ،وبها سيكون مطلعًا اطالعًا
عميقًا على مشكالت مجتمعه ،غير منعزل عنه ،عامًال باسرار المشاكل االجتماعية واسبابها وكيفية معالجتها وطبائع الناس .في كل ذلك
راجع اشرف شمس الدين ،الدراسة المذكورة ،ص ،70هامش ( ،)1وهذه المجلة نصف سنوية يصدرها نادي القضاة في جمهورية مصر
العربية وتتضمن احدث االحكام الصادرة من المحكمة الدستورية العليا ومحكمة النقض بدوائرها المدنية والتجارية واالحوال الشخصية
والجنائية وتتضمن العديد من االبحاث للقضاة وغيرهم من الباحثين.
] - [5مصطفى العوجي ،القاعدة القانونية في القانون المدني ،مؤسسة بحسون ،طبعة اولى ،بيروت ،1992 ،ص .131
] - [6اشرف شمس الدين ،الدراسة المشار اليها ،ص 88؛ وراجع رالحقًا في خاتمة هذه الدراسة
ier
[V . Par ex. Cass. Civ. 1 21 nov. 1975.p. 549.note F. Steinment “Attendu que le cautionnemet emporte -]7
obligation de la caution mais nom dessaisissement immédial et définitif d’un élément partimonial, qu’il ne
constitue donc pas un acte de disposition à titre gratuit tombant sous le coup de la prohibtion edictée par
» …l’art. 1422 C. Civ. Que par ces motifs du pur droit
ier
[v. par ex. Cass. Civ. 1 mars. 1975.Bull.civ. I. p. 84. n? 06 ; Cass. Comm.16 janv. 1973. Bull. Civ.IV. - ]8
.p. 22. N. 28
[V. Tournerie. Le droit fran?ais de la grêve. 1927. P. 17 ; Dagot note in J.C.P. 1975. II. 18161; et sur la ]9
question. V. Jacques Ghestin. Gilles Goubeau avec concours de Muriel Fabre-Magnan. Traité dr droit civil.
.Introduction générale. L.G.D.J. Paris 1995. Delta Liban . 1916. n?523
] - [10مثال على ذلك احكام 11و 18تشرين االول 1988منشورين في
:
Revue critique de droit international privé 1989.p.368.
وراجع ايضًا
:
Sur le troisièmeCass. Civ. 19 mars1975. Bull.civ.I.N? 117. P. 99.
moyen.
] - [11ان االخطاء في القانون تسمى ، Errataمصدر هذه االخطاء Marty et Raynaud. TI. P.164. n?89. ،؛ نقوال اسود ،القانون
المدني ،المدخل واالموال -على اآللة ،بيروت ،1986 -1985ص 35وما يليها
.
-السؤال :هل يحق للقاضي ان يصحح الخطأ في القانون وان يبحث في وجوده ونتائج ذلك ،ثم كيف :تلقائيًا او بناء للطلب؟
من الناحية العملية :المسألة ليست مستحيلة ،فالقاضي بما له من وسائل تحقق يستطيع الوقوف على النص القانوني الذي تمت المصادقة عليه
بالنسخة االصلية التي عرضت على المجلس التشريعي ،واما عن طريق اي وسيلة اخرى للوصول الى الحقيقة
.
ولكن من الناحية القانونية :القاضي يلتزم النص كما نشر .يلتزم بمرسوم النشر ،وال يعود له كقاض بان يراقب حتى من الناحية الشكلية
صحة ومشروعية ذلك المرسوم ،وبالتالي فان النص ،حتى الذي وجدت فيه اخطاء نتيجة النشر ،هو الذي يقتضي تطبيقه .ثم هنالك شبه
استحالة في اجراء او ترك القضاء يفتش عن النص الحقيقي الذي يعتبره سليمًا ،وخاصة ان النص االصلي ال ينشر .من هنا يمكننا ان
نستنتج بانه ال يوجد قرارات قضائية اعتمدت تصحيح النصوص اال في الحاالت التي يكون فيها الخطأ واضحًا يمكن تصحيحه من خالل
النص الذي نشر نفسه ( مثال :قانون :16/82االصول الموجزة الزالة الشيوع في العقارات التي يتجاوز عدد المالكين فيها العشرة)
ًال ًا
ولكن هل يحق للحكومة اجراء ذلك التصحيح :قد يكون ذلك جائز باصدار مرسوم ينشر القانون معد .واما عن طريق العمل على اصدار
قانون معدل من قبل البرلمان .الطريقة المعتدة هي االولى :ان تعمل الحكومة على اصدار مرسوم تصحيح يسمى
Errata
La pratique gouvernementale utilise plutôt le procédé de l’ Errata au journal
officiel.
ولكن شرعية هذه الطريقة مناقش فيها
La régularité de cette pratique a été à bon droit contestée.
والقضاء العدلي يعتبر ان التصحيح ال قيمة قانونية له اال اذا تناول اخطاء مادية erreure matérielleاو واضحة . evidente ففي
التصحيح خلق نص جديد باسلوب غير تشريعي :اي لم يصدر عن السلطة التي عليها سن القوانين ،واالجتهاد االداري موافق من حيث
المبدأ
:
II. 3478; D. 1947 p. 177 ; C.E. 9 mars. 1936. Rec.Lebon P.V.Cass. Ch. 5 fev. 1947. J.C.P. 1947.
299.
] - [12تمييز مدني ،رقم ،2رقم ،38تاريخ ،20/5/1957النشرة القضائية اللبنانية .1957 ،ص .728
] - [13تمييز مدني ،غرفة اولى ،رقم 46اساس ،28/94تاريخ ،20/10/1994نينا كرم وغيتا كرم/جاد كرم.
] - [14تمييز مدني ،غرفة اولى ،رقم ،25/95تاريخ ( 25/2/1995غير منشور).
] - [15تمييز مدني ،غرفة اولى ،رقم 130اساس ،144تاريخ ، 13/12/1954النشرة القضائية اللبنانية ،1955 ،ص 7وما يليها.
] - [16مذكور في هانية محمد علي فقيه ،مبدأ االستقامة في االثبات ،اطروحة دكتوراه في الحقوق مقدمة الى المعهد العالي للدكتوراه في
الحقوق والعلوم السياسية واالقتصادية في الجامعة اللبنانية في ،28/7/2015ص .92-91ومنشور في سمير عالية ،موسوعة االجتهادات
الحكام محكمة التمييز في عشرين عامًا منذ اعادة انشائها ،طبعة اولى ، 1990 ،ص 58رقم .193
] - [17غير منشور.
] [18العدل ،1971 ،ص 679وما يليها.
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 13/14
2510/ 11:10 2022/م 77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT
] - [19استئناف بيروت المدنية ،غرفة اولى ،رقم 222تاريخ ،20/1/1971مجلة العدل ،1971 ،ص .679
] - [20ادوار عيد ،موسوعة اصول المحاكمات المدنية واالثبات والتنفيذ ،الجزء الرابع ،رقم .88
] - [21عيد ،المرجع المذكور ،ص 339وما يليها ،رقم .97
] - [22غير منشور.
] [23تمييز مدني ،غرفة خامسة ،رقم 14اساس ،95/2010تاريخ ،25/1/2914شركة الدانا الدارة السينما وتوزيع االفالم ضد ايطاليا
فيلم و شركة امبير انترناشيونال ش.م.م.
] - [24راجع ما سبق في مقدمة هذه الدراسة.
] - [25في ذلك ،عكاشة محمد عبد العال وسامي بديع منصور ،المنهجية القانونية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2008ص 220
وما يليها.
] - [26المرجع السابق ،ص 497وما يليها .
] - [27راجع االحكام المذكورة في الدراسة.
] - [28القرآن الكريم ،سورة الرعد.11 :
77.42.251.205/researchesView.aspx?opt&RulID=46&TYPE=PRINT 14/14