Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫تاريخ داء السكري من ‪ 4000‬سنة قبل الميالد حيث يعتبر داء السكري من اإلمراض التي‬

‫عاصرت حضارة اإلنسان منذ القدم ‪ ,‬و لذلك وردت إشارة إلى بعض أعراضه في مختلف‬
‫الحضارات‪ ,‬وشخص كحالة مرضية‪ ,‬وكان دائما ً مصاحبا ً للحضارات اإلنسانية‪ ،‬فهو يظهر‬
‫ويزداد مع نمو وازدهار الحضارات‪.‬‬
‫و نستعرض فيما يلي تاريخ مرض السكري في الحضارات المختلفة ‪,‬ابتداء بالحضارة‬
‫الصينية ‪.‬‬
‫الحضارة الصينية ‪ 4000‬سنة قبل ميالد المسيح‬
‫ورد ذكر مرض السكري في الكتب الطبية الصينية القديمة منذ ‪ 4000‬سنة عن طريق‬
‫تشخيص ابرز أعراضه من البول الوفير (بوال) ‪ ,‬والعطش الشديد ‪.‬‬
‫الحضارة الفرعونية ‪ 3500‬سنة قبل الميالد‬
‫اهتمت الحضارة الفرعونية ‪ ,‬منذ القدم بالمعرفة الطبية واثبت الدراسات أن أول دليل خطي‬
‫بشان مرض السكري ‪ ,‬يعود إلى مصر الفرعونية ‪ ,‬حيث ذكر عالم اآلثار (قوليونجي) في‬
‫كتابه ( السحر وعلوم الطب عند المصريين] القدماء ) أن المصريين] القدماء ذكروا مرض‬
‫السكري وارتباطه بكثرة التبول وحالوته ‪ ،‬و العطش الشديد و الجوع من خالل ما كشفته‬
‫ورقة البردي المسماة ( كاهون) ‪.‬‬
‫حضارة بالد مابين النهريين قبل الميالد المسيح‬
‫أقدم النصوص البابلية في الطب تعود إلى فترة بابل القديمة في النصف األول من األلفية‬
‫الثانية قبل الميالد وتعتبر تشريعات (حمو رابي) األولى في التاريخ من حيث تكاملها‬
‫وشمولها لكل نواحي الحياة ومنها الطبية‬
‫حيث ذكر أسلوب التشخيص لطرق العالج والمسببات المرضية وكيفية استخدام المنهج‬
‫التجريبي‪ ،‬واعتماد المنطق والعقالنية في التشخيص‪ ،‬مستخدمة في الجمع بين األعراض‬
‫المالحظة على جسم المريض مع التشخيص والتكهن كما أشار الطبيب ايساجيل‪ -‬كين‪-‬ابلي‬
‫من بورسيبا‪ ،‬خالل عهد الملك البابلي أداد ‪-‬ابال‪-‬ادينا ‪.‬‬
‫حضارة الهند قبل الميالد‬
‫يعتبر (سارتار) أبو الطب في الحضارة الهندية ولقد وصف مرض السكري بكثرة التبول‬
‫والمذاق الحلو ‪.‬‬
‫من خالل مالحظة جذب الذباب والحشرات لمذاقه الحلو لبعض الناس و بالجوع والعطش مع‬
‫تنميل األطراف‪ .‬و لوحظت تلك الصفات على بعض اإلفراد من األغنياء أو الذين يتغذون‬
‫بشكل جيد وهذه الصفات يمكن أن تنطبق على اإلفراد المصابين بمرض السكري النوع‬
‫الثاني‬
‫أما القسم أخر من األفراد السمان أو الذين غالبا ما يموتون سريعا ممكن أن تنطبق عليهم‬
‫أعراض مرض السكري من النوع األول ‪.‬‬
‫ومن المتعارف عليه في حضارة الهند القديمة وجود مفهوم لأليورفيدا وهي من أقدم النظم‬
‫للعلوم الصحية التي تقوم على المالحظة والتجربة والتوازن بين متطلبات الجسم والعقل‬
‫حيث أن الجسم عبارة عن نظام ذاتي التوازن بمعنى ينظم ذاته بذاته طبقا لنظام تردادي معقد‬
‫يسعى دوما إلى معادلة االضطرابات التي يواجها والعقل الذي يؤثر تأثيرا ملموسا على‬
‫الجسم‬
‫فعلم االيورفيدا يقوم على أساس تفاعل الجسم والسلوك والمزاج حيث أن الدوشاس ( الفاتا‬
‫والبيتا والكافا )هي المبادئ التي تنظم جميع الوظائف الجسدية ومن خالل االستفادة من عالج‬
‫االيورفيدا الذي هو أفضل عالج طبيعي لإلمراض المعروفة ‪.‬‬
‫حضارة اليونانية قبل الميالد‬
‫وصف الطبيب اليوناني( أبقراط) أبو الطب”‪ 370-460‬سنة قبل ميالد المسيح مرض‬
‫السكري بأنه “مرض العطش” من دون أعطاء مزيد من التفاصيل عن أسبابه‪.‬‬
‫في أوائل عام ‪ 130‬قبل ميالد المسيح الحظ الطبيب اإلغريقي (اريتو كابادوكيا )ولد في‬
‫كابادوكيا ( وسط األناضول‪ -‬تركيا حاليا ) أن بعض المرضى] تظهر عليهم أعراض كثرة‬
‫التبول والعطش الشديد وقد سمى هذه الظاهرة (البوال) أو الديابيتيس وهي كلمة التينية تعني‬
‫الذهاب إلى الحمام أو كثرة التبول ‪ ,‬و هو أول من وصف أعراض مرض السكري بشكل‬
‫واضح وشامل‪.‬‬
‫وشخص على وجه الخصوص‪ ،‬معلومات عن تطور المرض بحالة عدم العالج ‪.‬‬
‫وقد عزى ذلك إلى مرض حاد في المعدة‪ ،‬ومنطقيا‪ ،‬اقترح عالج “بتطهير” المعدة‪.‬ثم قدم‬
‫العالجات الخارجية األخرى ليتم تطبيقها على المعدة وإتباع نظام غذائي معين من الكعك‬
‫والحليب‪،‬والنبيذ‪ ]،‬والفواكه المجففة وأدوية مسهلة‪.‬‬
‫مفهوم مرض السكري بعد ميالد المسيح‬
‫بعد ميالد المسيح ‪ 135 – 80‬سنة في هذه الفترة استخدم عشرات من األطباء اإلغريق‬
‫العلوم التي دونها كابادوكيا قبل ‪ 130‬سنة من ميالد المسيح الخاصة بوصف إعراض مرض‬
‫السكري لكونها واضحة وشاملة ‪ ,‬و ساعدهم ذلك على تطوير المفاهيم الخاصة بمرض‬
‫السكر كمالحظة أن ظاهرة ذوبان الكتلة العضلية سببها فقدان السكر في البول ‪ ,‬ورصد‬
‫أعراض أخرى كالغثيان ‪ ,‬وحالة الهياج الكبير‪ ,‬والى التعطش الشديد ‪ ,‬وغيرها من‬
‫اإلعراض األخرى’‬
‫و بالتالي تصبح الحياة قصيرة و مؤلمة ‪ ,‬والموت بعمر قصير في إي وقت من األقوات ‪,‬‬
‫ولذلك سمي مرض السكري في المصطلح اليوناني ‪ ,‬مرورا لقصر أعمار مرضى السكري‬
‫وبهذا اعتبر المرض حالة خطيرة تصيب اإلنسان في ذلك الوقت ‪.‬‬
‫‪129-201‬سنة بعد الميالد‬
‫يعتبر (كاليني) من أوائل الصيادلة الذي سمى مرض السكري بالعطش الشرير ‪ ,‬وفي تلك‬
‫الفترة اعتبر األطباء اإلغريق أن مرض السكري ليس بسبب أمراض المعدة وإنما من‬
‫إمراض الكلي وبعد سنه ‪ 160‬ميالدية اعتبر المرض بسبب أن الكلية غير قادرة االحتفاظ‬
‫بالمياه ‪ ,‬وحينها أوصى بتناول األغذية التي تكثر فيها األنسجة والتي تحفظ المياه وكما‬
‫أوصى بتناول العدس والنبيذ‪.‬‬
‫‪ 600‬سنة بعد الميالد‬
‫وصف الهندي (تشاريكا) مرض السكري باسم البول الحلو آو البول العسل ‪,‬‬
‫ولذلك استخدم األطباء النمل أو غيرة من الحشرات التي يتم جذبها إلى الطعم الحلو من البول‬
‫للتأكد من أصابه بمرض السكري‪.‬‬
‫وهي تعتبر طريقة جيدة للتشخيص المرض وليس لعالجه‪.‬‬
‫‪865-925‬سنة بعد الميالد‬
‫(أبو بكر الرازي) ‪,‬من بالد فارس‪ ,‬إيران حاليا ‪ ,‬عالم وطبيب ‪ .‬له العديد من المؤلفات منها‬
‫كتاب الحاوي في الطب الذي ضم المعارف الطبية منذ أيام اإلغريق وحتى تاريخه ‪ ,‬و كتاب‬
‫تاريخ الطب وكتاب المنصور] في الطب أيضا ‪ ,‬وكتاب األدوية المفردة في الصيدلة ‪ ,‬و كتب‬
‫ومقاالت متعددة في جوانب مختلفة من العلوم‪.‬‬
‫كتب في مرض السكري وشخص أعراضه بكثرة التبول وكثرة شرب الماء وضعف البنية‬
‫الجسدية ‪.‬‬
‫ونصح لعالج مرض السكر باستخدام بعض العقاقير الخاصة ‪ ,‬و تنظيم الغذاء وانتقاء‬
‫النباتات الطبية المتعلقة بالحمية الغذائية وممارسة الرياضة‪ ,‬كما نصح بالتدين واإليمان باهلل ‪,‬‬
‫للقضاء على القلق والضغط النفسي المصاحب لمرض السكري للحصول على االسترخاء‬
‫والراحة النفسية ‪.‬‬
‫‪ 1037- 980‬سنة بعد الميالد‬
‫(ابن سينا )‪ ,‬ولد بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليا) وتوفي في مدينة همدان (في‬
‫إيران حاليا)‪.‬‬
‫عالم ‪ ,‬اشتهر بالطب والفلسفة ‪ .‬إلف الكثير من الكتب والرسائل‪ ,‬وتأثر بأسلوب بقراط و‬
‫جالينوس ‪.‬‬
‫انتشرت علومه في أوربا ونالت اهتمام الباحثين حتى أطلق علية لقب أمير األطباء‪.‬وأشهر‬
‫أعماله كتاب الشفاء و كتاب القانون في الطب‪ ،‬وبقي هذا كتاب المرجع في تعليم علم الطب‬
‫حتى أواسط القرن السابع عشر‪.‬‬
‫أطلق على مرض السكري بعجلة المياه ووصفه بكثرة التبول والعطش الشديد‪ ،‬وشخص‬
‫عالقة مرض السكر بغر غرينا القدم ‪ ,‬كما وصف بعض مضاعفات السكر األخرى كفقدان‬
‫أو ضعف الوظيفة الجنسية ‪ .‬وعالج مرضى السكري بتنظيم الغذاء وبالنباتات الطبية‬
‫والحجامة‪ ،‬و بالتمارين الرياضية والراحة النفسية‪.‬‬
‫‪ 1204 -1135‬سنة بعد الميالد‬
‫)موسى بن ميمون بن عبد هللا القرطبي)‪( ,‬الحاخام موشيه بن ميمون)‪ُ .‬ولد في قرطبة ببالد‬
‫األندلس (اسبانيا ) ‪ ،‬درس بجامعة القرويين في المغرب‪ .‬استقر في مصر وعمل طبيبا فيها ‪,‬‬
‫حتى وفاته‪ .‬له كتاب‪ ,‬في علم الطب استخرجه من مصنفات جالينس اليوناني وله كتب أخرى‬
‫بعلم الفلسفة والالهوت ‪.‬‬
‫ألف كتاب في مرض السكري وشخص أعراضه في العطش الشديد وسماه (عطاش) والبول‬
‫الكثير وسماه (بوال)‪ .‬و يعتبر من أول من ربط بين مرض السكري ‪ ,‬وتغير البيئة و المناخ ‪.‬‬
‫حيث كتب “نحن نرى السكري قليال في أوروبا‪ ،‬القارة الباردة‪ ،‬في حين أنه من الشائع في‬
‫أفريقيا‪ ،‬القارة الساخنة‪.‬‬
‫‪1231– 1162‬سنة بعد الميالد‬
‫موفق (الدين عبد اللطيف البغدادي ’ لقب بابن اللباد) ‪ ,‬ولد ومات في بغداد عاصمة العراق‬
‫حاليا وهو من أصل عربي موصلي (الموصل مدينة في شمال العراق نينوى حاليا )‪.‬‬
‫وهو عالم وفيلسوف وطبيب ‪ .‬كتب أكثر من ‪ 173‬عنوانا ً بين كتب ضخمة ومقاالت‬
‫صغيرة ‪،‬منها ‪ 53‬بحثا ً في الطب ‪ ,‬وقد نشر البروفسور األلماني ( ثيس ) صورة شمسية عن‬
‫هذه المخطوطة ومذيلة بتعليقات في غاية األهمية والدقة ‪.‬‬
‫كتب في مرض السكري ‪،‬رسالة خاصة تسمى ( رسالة في المرض المسمى‬
‫[ديابيطس ] ) ‪،‬وهي رسالة مفصلة عن مرض السكري‪ .‬وتشخيص أعراضه وحصرها في‬
‫استرسال البول وكثرته ‪ ،‬والعطش] الدائم ‪ ،‬والهزال وجفاف البدن ‪ ،‬وجعل عالجه في‬
‫الحمية ‪ ،‬والتغذية المقننة‪ ،‬والهدوء‪ ،‬وراحة البال‪.‬‬
‫– ويمكن تقسيم رسالته عن مرض السكر إلى ثالثة أجزاء‬
‫الجزء األول‬
‫• تكلم عن أعراض المرض وخاصة فرط إدرار البول مع العطش الشديد وكثرة شرب الماء‬ ‫‪.1‬‬
‫• وتحدث عن ضعف الجسم والهزال الشديد ومرض الكلى المصاحب لداء السكر‬ ‫‪.2‬‬
‫• الجزء الثاني‬
‫وذكر فيه آراء المتقدمين عن مرض السكر‪،‬وعلل فيه بعض أسباب المرض مثل تأثير بعض‬
‫المواد التي تفرز من الكبد والتي ال تحتملها الكلى فتتأثر بذلك وتدر البول بكثرة‬
‫•السكري والكلية وذكر أيضا ً أن ضياع رطوبة الجسم يعد سببا ً من أسباب المرض‬ ‫‪.1‬‬
‫الجزء الثالث‬
‫ويتطرق فيه إلى عالج مرض السكري حيث أوصى بتنظيم الغذاء وزيادة األلياف فيه‬
‫ووصى بالخيار والفواكه والمواد القابضة التي تقلل من إدرار البول كما أوصى بالتمارين‬
‫الرياضية ‪ ,‬كما أشار إلى أهمية الراحة النفسية واالسترخاء في العالج ‪ ,‬وكما قام بتركيب‬
‫بعض األدوية التي تساعد على العالج ‪.‬‬
‫‪ 1493-1541‬سنة بعد الميالد‬
‫هوهنهايم‪( ،‬فيليبس باراسيلسوس طبيب السويسري‪Théophratus Aureolus‬‬
‫‪)Bombastusvon‬‬
‫واحدا من الشخصيات األكثر إثارة للجدل في عصر النهضة‪ ،‬والذي دفع فرضية أن مرض‬
‫السكر ينجم عن تراكم األمالح الضارة في الجسم الذي يهيج ويغير الكلى‪ .‬ولتأكيد هذا‪ ،‬قام‬
‫باراسيلسوس بتسخين البول لشخص مصاب بالسكري ‪ ,‬فوجد ظهور مسحوق أبيض‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬كان قادرا على تشخيص تكوين الدم لدى مرضى السكري عن غير المصابين بذلك‬
‫المرض ‪ .‬وكما افترض أن هذه المادة في الدم هي التي تسبب العطش وتدفع الكلي تدفق‬
‫المياه(البول] )‪.‬‬
‫‪ 1622-1675‬سنة بعد الميالد‬
‫أعاد الدكتور (الهندوسي ستارتا) دراسة علوم ابو الطب الهندي قديما ‪ ,‬و ما يخص مرض‬
‫السكري‬
‫توصل إلى افتراض أن سبب مرض السكري ناتج عن االستهالك المفرط للمشروبات‬
‫الروحية ‪ ,‬وطور نظرية مفادها أن مرض السكري هو مرض في الدم‪.‬‬
‫‪ 1675 -1621‬سنة بعد الميالد‬
‫أكد الطبيب اإلنجليزي (توماس ويليس)‪ ،‬على وجود الطعم الحلو في البول‪ ,‬وعلق على ذلك‬
‫بما يلي‪”:‬مرض السكري هو اضطراب في نسبة السكر في الدم ‪,‬ولذلك يظهر السكر في الدم‬
‫أوال وبعد ذلك فقط في البول‪”.‬‬
‫ولتأكيد ذلك اخذ عينة من البول الشخص أوال‪ ،‬فإذا وجد سكر فيه اعتبر الشخص مصاب‬
‫بمرض السكري ألنه افترض وجود عالقة بين وجود السكر في الدم ومرض السكري ‪.‬‬
‫وأشار توماس إلى وجود نوعين من المرض السكري‪:‬نوع قابل للشفاء وأخر غير قابل‬
‫للشفاء‪.‬‬
‫وأشار كذلك إلى اختالف نسب اإلصابة حسب السياق االجتماعي واالقتصادي للفئات‬
‫االجتماعية‪ .‬كعالج‪ ،‬فإنه يوصي بالمياه والليمون واألرز والشعير مع الحليب‪.‬‬
‫‪1727- 1653‬سنة بعد الميالد‬
‫الطبيب السويسري (يوهان كونراد برونر اهتم )بدراسة مرض السكري منذ‪ 1685‬محاوال‬
‫استكشاف مسببات هذا المرض من خالل التركيز على البنكرياس‪,‬‬
‫وطرح السؤال‪ :‬هل البنكرياس حيوي للجسم أم ال ؟ ولمعرفة ذلك شرع بالتجارب على‬
‫الكالب وشرع بإزالة البنكرياس من الكالب و وجد أن هذه الكالب تستشعر أوال بالعطش‬
‫الشديد والتبول بغزارة‬
‫ولكن بعد ذلك تختفي هذه األعراض‪ .‬وتبقى الحيوانات حية ال تموت‪ .‬وبالتالي فإنه توصل‬
‫افتراض بان البنكرياس ليس حيوي للجسم الكائن الحي ‪.‬‬
‫ولكن ما حدث من تجارب إزالة البنكرياس وبقاء الكائن حيا ال يموت ؟ لم يفسر إال بعد مائتي‬
‫سنة حيث أثبت أن بقايا صغيرة من البنكرياس كافية لتوفير ما يكفي من األنسولين لتلبية‬
‫احتياجات الجسم ولذلك لم تموت الكالب حينها ‪ ,‬وبما أن برونر كان قد ترك أجزاء من‬
‫البنكرياس في الجسم في الحيوانات‪ ،‬وهذا أدى إلى استنتاجات خاطئة‪.‬‬
‫‪ 1813 -1719‬سنة بعد الميالد‬
‫في عام ‪ ،1780‬يكتشف الطبيب اإلنجليزي (فرانسيس هوم) طريقة إلثبات وجود مرض‬
‫السكري‪.‬عن طريق إضافة الخميرة إلى بول ‪ ،‬وعلى نتيجة تخمر السكر في البول يمكن تميز‬
‫مريض السكري ‪.‬‬
‫‪ 1784 – 1745‬سنة بعد الميالد‬
‫في عام ‪ ،1776‬اثبت الطبيب اإلنجليزي (ماثيو دوبسون) أن مرضى السكري لديهم الكثير‬
‫من السكر في الدم وكذلك في البول‪.‬وكتب ببصيرة ثاقبة‪ …“ :‬البول له طعم مماثل لطعم‬
‫السكر البني ‪ ,‬وعليه يمكن تحديد مرض السكري عن طريق القضاء على السكر في الدم‬
‫والبول ‪.‬‬
‫‪ 1843 – 1790‬سنة بعد الميالد‬
‫في سنة ‪ 1835‬استطاعت اإليطالية (فيليس امبروزوني) عزل بلورات السكر في الدم والبول‬
‫لألشخاص الذين يعانون من مرض السكري‪.‬‬
‫وفي سنة ‪1838‬‬
‫استطاع الفرنسيان (بيجوت و وبوروشدات )كل على حدة أثبات أن السكر هو الكلولكوز‪]..‬‬
‫‪ 1809 – 1749‬سنة بعد الميالد‬
‫الطبيب العسكري البريطاني (جون رولو) أثبت بشكل غير مباشر وجود السكر في الدم‪.‬‬
‫حيث الحظ أن عينات الدم من األفراد األصحاء تبدأ تتحلل بعد ‪ 4‬أيام من التعرض للهواء‬
‫الطلق ‪ ،‬خالفا لعينات الدم من أفراد مرضى السكري‬
‫ثم أضاف قصب السكر إلى الدم من األفراد األصحاء ‪،‬ثم قام بجمعها ومالحظة متى توقف‬
‫التحلل فيها‪ .‬ومن المعروف أن تركيز عال من السكر يثبط نمو الميكروبات ‪.‬‬
‫وعندما الحظ أن مستوى السكر في البول يزيد عندما يستهلك المريض فطيرة التفاح أو‬
‫البيرة ‪ .‬خلص أن مرض السكري هو مرض في الجهاز الهضمي‪.‬‬
‫ولذلك قام رولو بتطوير نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات] مستفيدا من االختبارات التي‬
‫أجراها بنجاح الكابتن ميريديث على اإلفراد ذوي الوزن الزائد‪.‬‬
‫وتوصل إلى نظام غذائي يعتمد على الوجبات الخفيفة‪ ,‬يتكون من الحليب والماء الدافئ عند‬
‫تناول اإلفطار ‪ ،‬والحلوى المصنوعة من دم الخنزير عند تناول طعام الغداء واللحوم‬
‫الطازجة أو المجففة ‪ ،‬عند تناول العشاء‪.‬‬
‫‪1861- 1809‬سنة بعد الميالد‬
‫خالل حصار باريس(‪ ،)1871-1870‬الحظ (ابولينير] )إن العديد من مرضى السكري الذين‬
‫يعانون من نقص التغذية ’ ينقص معدل السكر في البول لديهم بنفس الوقت ‪.‬لذلك قدم‬
‫المشورة إلى مرضى السكري كعالج لمرضهم قال لهم ‪“ :‬كلوا أقل قدر ممكن‪”.‬‬
‫‪1881 – 1847‬سنة بعد الميالد‬
‫في عام ‪1869‬تم اكتشاف كبير من قبل (بوالنجر هانز )األلماني عند تعرفه على شكل‬
‫وهيكل الجزر في الخلية البنكرياس ولكنه فشل في إلقاء الضوء على وظيفة تلك الجزر في‬
‫خلية البنكرياس‪.‬‬
‫‪ 1849-1931‬سنة بعد الميالد‬
‫في سنة ‪1889‬‬
‫عمل باحثان من ستراسبورغ هما (جوزيف (‪ ) 1908-1849‬واسكار (‪)1931-1858‬‬
‫واالثنان صيادلة ومختصين بإمراض العضوية الباطنية ‪ ,‬بتجارب إزالة البنكرياس للكالب‬
‫مع الحرص أزاله كل أجزائه كليا من الجسم ( على خالف برونير في التجارب السابقة قبل‬
‫مئة سنه و التي لم يزيل البنكرياس كليا من الجسم) ‪.‬‬
‫وكانت تلك التجارب على الحيوانات جيدة حيث شخصت أعراض نموذجية من مرض السكر‬
‫كالعطش المفرط والبول الغزير الذي يحتوي على السكر و سرعة فقدان الوزن رغم التغذية‬
‫الجيدة ‪ ,‬والموت السريع لكل الحيوانات التي تم استئصال البنكرياس كليا منها ولذلك اعتبر‬
‫البنكرياس جهاز حيوي في الجسم وله عالقة وثيقة بمرض السكري‪.‬‬
‫واكتشف الباحثين ظهور األسيتون في البول‪ .‬وان وضع أجزاء من البنكرياس تحت الجلد‬
‫تختفي أعراض مرض السكري‪ .‬وهذه النتائج جعلت العديد من المختبرات البحثية تتنافس‬
‫فيما بينها لمحاولة معرفة العالقة بين وجود البنكرياس من عدمه وارتباطه بمرض السكري‬
‫وعالقة هذا التشخيص بموت السريع لمريض السكري‪ ,‬وخاصة األطفال المصابين بمرض‬
‫السكري للمساهمة في يجاد وسيلة لشفائهم ‪.‬‬
‫‪ 1949 – 1870‬سنة بعد الميالد‬

‫في سنة ‪1908‬قام (جورج لودفيغ زيلر)‬

‫‪ ‬‬
‫بزرع بنكرياس مستخرج من العجل الذي سماه ( كوميتول) ولكنه سرعان ما تخلى عن ذلك‬
‫لآلثار الجانبية التي تمخضت عن تلك التجربة من تلوث ومضاعفات‪ ,‬لصعوبة التعقيم‬
‫والتجهيز واإلعداد‪ .‬ولكنه رصد بعض اإلعراض مرض السكري من تسارع دقات القلب و‬
‫تعرق وهي أعراض ترافق مظاهر نقص السكر في الدم ‪.‬‬

You might also like