CH Chikaiat

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫تدبير الشكايات والمحاضر‬

‫المحور األول ‪ :‬تدبير الشكايات‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الشكاية وأثرها في تحريك الدعوى العمومية‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف الشكاية‪:‬‬

‫رغم عدم وجود تعريف قانوني للشكاية ‪ ،‬إال أن التعريفات التي أعطيت لها من قب ل مختل ف‬
‫الدارسين للقانون تتمح ور ح ول اعتب ار الش كاية هي ‪ ":‬إبالغ بوق وع جريم ة يق دم من المج ني‬
‫عليه المتضرر من الجريمة إلى السلطة العامة المختصة ‪".‬‬
‫كما يمكن أن تقدم الشكاية من ط رف المتض رر نفس ه أو من يوكل ه ت وكيال خاص ا من أج ل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وتعتبر النيابة العامة هي الجهة المختص ة قانون ا بتلقي الش كايات ‪ ،‬حيث نص ت الم ادة ‪40‬‬
‫من قانون المسطرة الجنائية على أنه " يتلقى وكيل الملك المحاضر والشكايات و الوشايات ويتخ ذ‬
‫بشأنها ما يراه مالئم ا"‪.‬وه و األم ر ذات ه ال ذي نص ت علي ه الم ادة ‪ 49‬من ق م ج بالنس بة للس يد‬
‫الوكيل العام للملك‪.‬‬
‫غير أنه يجوز التوجه بالشكاية رأسا للضابطة القض ائية ‪ ،‬فقد نص ت الم ادة ‪ 21‬من ق م ج‬
‫على أن ضباط الشرطة القضائية " يتلقون الشكايات والوشايات و يجرون األبحاث التمهيدية "‪.‬‬
‫وهو خالف ما يتم تسجيله في كثير من األحي ان من إحج ام الض ابطة عن اس تقبال ش كايات‬
‫المواطنين حتى في حالة التلبس ‪ ،‬حيث يوجهون المواطنين للتقدم بشكاياتهم أمام النيابة العامة‪.‬‬
‫وليس للشكاية شكل محدد قانونا فيمكن أن تكون مكتوبة ‪ ،‬كما يصح أن تقع شفهيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية تمييز الشكاية عن بعض المفاهيم المشابهة‪:‬‬

‫‪ -‬تمييز الشكاية عن الوشاية‪:‬‬

‫إذا كانت الشكاية تقدم من طرف شخص معلوم هو المتضرر من الجريمة ‪ ،‬فإن الوشاية تقع‬
‫من طرف شخص ال عالقة له بالجريمة سواء أكان معلوما أومجهوال‪.‬‬
‫ومن تم فإذا كانت وقائع الشكاية مختلقة وال تمت للحقيقة بصلة لم يجز تسميتها ش كاية ب ل‬
‫تكون في هذه الحالة وشاية غير أنها وشاية كاذبة لعدم وجود المتضرر‪.‬‬
‫وال تظهر أهمية للتمييز بين الشكاية والوشاية إال في الحالة التي تكون فيها الشكاية ش رطا‬
‫للمتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬تمييز الشكاية عن الشكاية المباشرة‪:‬‬

‫ال يعتبر تقديم الشكاية العادية في أي حال من األحوال بمثابة تحريك للدعوى العمومية حتى‬
‫في الحاالت التي تتوقف فيها المتابعة على الشكاية ‪ ،‬خالف ا لم ا علي ه األم ر في الش كاية المباش رة‬
‫التي يسمح فيها القانون للمتضرر من الجريمة بتحري ك ال دعوى العمومي ة عن طري ق االس تدعاء‬
‫المباشر (الم واد من ‪ 348‬إلى ‪ 356‬من ق م ج ) ‪ ،‬أو عن طري ق تق ديم ش كاية أم ام الس يد قاض ي‬
‫التحقي ق م ع االنتص اب كط رف م دني (الم واد من ‪ 92‬إلى ‪ 98‬من ق م ج ) وال تي تتطلب ش روطا‬
‫وشكليات تم النص عليها في المواد المذكورة ‪ ،‬على عكس الشكاية العادية التي يكفي أن يقوم فيها‬
‫المجني عليه بإبالغ النيابة العامة أو الضابطة القضائية بوقوع الجريم ة لتق وم بمهامه ا في البحث‬
‫والتقصي وتحريك الدعوى العمومية عند االقتضاء‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬أثر الشكاية في تحريك الدعوى العمومية‪:‬‬

‫واألصل أن يتم تحريك الدعوى العمومية من طرف الجهات التي خولها القانون ذل ك تلقائي ا‬
‫حتى ولو لم يتقدم المتضرر من الجريمة بشكايته ‪،‬وفي هذه الحال ة ف إن الش كاية ال تع دو أن تك ون‬
‫مجرد إبالغ بالجريمة – وهي كذلك بمفهومها العام ‪ ،-‬غير أن القانون قد أعطى في بعض الح االت‬
‫للشكاية أثرا بالغا في تحريك الدعوى العمومية بحيث جعلها شرطا في المتابعة ‪ .‬وقد نص ت الم ادة‬
‫‪ 4‬من قانون المسطرة الجنائية على أن الدعوى العمومية تسقط بتن ازل المش تكي عن ش كايته‪ ،‬إذا‬
‫كانت الشكاية شرطا ً ضروريا ً للمتابعة‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك عدد من الجرائم التي قدم فيها المشرع مصلحة المتضرر على حق المجتم ع‬
‫في إيقاع الجزاء ‪ ،‬ومن ذلك جريمة الخيانة الزوجي ة ( ف‪ 491‬من ق ج ) وج رائم الق ذف والس ب‬
‫الموجه لألفراد ( ‪ 71‬من ق الصحافة والنشر ) ‪ ،‬وجريمة االمس اك عم دا عن االنف اق ( ف ‪ 479‬و‬
‫‪ 480‬ق ج ) ‪ ،‬وكجريمة استعمال ناقة بدون إذن مالكها (ف ‪ 522‬ق ج)‪.‬‬
‫فكل متابعة أثيرت في مثل تلك الجرائم المذكورة قبل تقديم المتضرر لشكايته تك ون باطل ة ‪،‬‬
‫حتى ولو تم تق ديم الش كاية بع د المتابع ة ‪ ،‬وال يش مل البطالن إج راءات البحث التمهي دي الس ابقة‬
‫لتقديم الشكاية بما في ذلك المحاضر المنجزة لما تقتض يه مص لحة جم ع األدل ة والتثبت من وق وع‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن تنازل المشتكي يخول النيابة العامة إجراء صلح طبقا لمقتضيات الم ادة‬
‫‪ 41‬من ق م ج ‪ ،‬كما له أن يطالب بهذا الصلح قبل إقامة الدعوى العمومية ‪ ،‬كما أن س حب ش كايته‬
‫بعد إقامتها يعطي للمحكمة إمكانية إيقاف ال دعوى العمومي ة بن اء على ملتمس من النياب ة العام ة‬
‫في الجرائم المنصوص عليها في المادة ‪ 41‬من ق م ج (م ‪ 461-372‬ق م ج )‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلجراءات المتعلقة بالشكايات بالنيابة العامة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مرحلة استقبال الشكاية والدراسة والتوجيه ‪.‬‬

‫يتم اس تقبال الش كايات بش كل ي ومي في أوق ات مح ددة من المش تكين مباش رة أو بواس طة‬
‫دفاعهم ‪ ،‬كما يمكن تلقيها عبرالبريد من طرف السيد وكيل الملك أو من طرف نوابه المكلفين ب ذلك‬
‫سلفا بموجب توزيع األشغال ‪ ،‬وبعد دراستها والتأكد من توفر الوصف الجرمي في األفعال موضوع‬
‫الشكاية ‪ ،‬يتم اتخاذ قرار بإحالتها على الضابطة القضائية المختصة قصد البحث باالستماع ألطراف‬
‫الشكاية وللشهود أو لكل من يفيد في البحث ‪ ،..‬مع مراعاة االستماع للمش تكي في بعض الش كايات‬
‫الخاصة كما سيأتي بيانه ‪.‬‬
‫وفي حالة ما إذا كانت وقائع الشكاية تكتسي طابعا مدنيا أو أن يكون ق د طاله ا أم د التق ادم‬
‫أو انعدام أي عنصر جرمي في وقائع الشكاية ‪ ..‬فإنه يتم اتخاذ ق رار بحف ظ الش كاية دون توجيهه ا‬
‫للبحث مع إشعار الطرف المشتكي داخل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ اتخاذ القرار‪ ،‬ما لم يتخل المشتكي‬
‫طواعية عن تقديم الشكاية بعد اقتناعه بعدم جدوى تقديمها ألحد األسباب المذكورة ‪.‬‬
‫إثر ذلك تحال الشكايات على الشعب المعنية لمباشرة اإلجراءات وتتحدد تلك الشعب في ‪:‬‬
‫أوال‪ -‬شعبة الشكايات العادية ‪:‬‬
‫وتمس ك ه ذه الش عبة س جل الش كايات نم وذج ‪ 501‬ال ذي تس جل في ه البيان ات الخاص ة‬
‫بالش كايات العام ة بحس ب ال رقم الترتي بي بع د التأك د من مرفقاته ا والـتأشير بخ اتم الش عبة على‬
‫الشكاية األصلية التي تتضمن تعليمات السيد وكيل الملك أو نائبه والتي يحتفظ بها في أص ل المل ف‬
‫مع أصول المرفقات ‪ ،‬بينما تسلم النسخة الثانية للمشتكي كدليل إثبات على وضعه للشكاية في حين‬
‫توجه النسخة الثالثة مع نسخ من المرفقات للضابطة القضائية بعد تحرير تعليم ات البحث المتعلق ة‬
‫بها بمطبوع يوجه‪.‬‬
‫وإن كان األمر يتعلق بشكاية تقرر فيها الحفظ فإن األمر يقتصر على تحرير وطب ع اإلش عار‬
‫بالحفظ الذي ينبغي توجيهه للمشتكي داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ اتخاذ القرار‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المطبوعان المذكوران يتم سحبهما مض منين بجمي ع المعلوم ات من‬
‫نظ ام ت دبير القض ايا "‪ "s@j‬مباش رة بع د ملء جمي ع المعطي ات المرتبط ة بالش كاية بالنظ ام‬
‫المذكور‪.‬‬

‫كما تمسك الشعبة سجال خاصا بالش كايات ال واردة من قب ل المعتقلين " نم وذج ؟؟" وال تي‬
‫تمارس بشأنها نفس اإلجراءات غير التعليمات الموجهة بشأنها للضابطة القض ائية تك ون مقرون ة‬
‫باإلذن بولوج المؤسسة السجنية من أجل االستماع للسجناء المشتكين ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬شعبة شكايات الشيكات بدون رصيد ‪:‬‬
‫وتختص في استقبال الشكايات في مواجهة مرتكبي جريم ة ع دم توف ير مؤون ة ش يك عن د‬
‫تقديمه لألداء طبقا لمقتضيات م ‪ 316‬من م ت والفصل ‪ 543‬من ق ج‪.‬‬
‫ويجب إرفاق الشكاية لزوما بشهادة بنكي ة موقع ة من ط رف المؤسس ة البنكي ة المس حوب‬
‫عليها وكذا بأصل الشيك ونسخة منه مطابقة لألصل ‪.‬‬
‫وبعد تسجيل الشكاية يتم إنجاز محضر استماع للمستفيد يوقع عليه هذا األخ ير رفق ة وكي ل‬
‫الملك أو نائبه ‪ ،‬ثم تح ال تعليم ات على الض ابطة القض ائية رفق ة نس خة الش كاية والمحض ر وك ذا‬
‫نسخة الشيك من أجل االستماع للمشتكى به وتقديمه أمام وكي ل المل ك في حال ة س راح عن د األداء‬
‫وفي حالة اعتقال عند عدم األداء ‪ ،‬مع نشر مذكرة بحث في حقه في حالة تعذر االستماع إليه ‪.‬‬
‫ثالثا – خلية التكفل بالنساء واألطفال ‪:‬‬
‫وتنحصر مهمة هذه الخلية أساسا في استقبال النساء واألطف ال ض حايا العن ف المب ني على‬
‫النوع االجتماعي وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم وكذا االستماع إلى شكاياتهم والتي تتمثل في‬
‫أربعة أنواع من الشكايات ‪:‬‬
‫شكاية العنف ضد النساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شكاية الطرد من بيت الزوجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شكاية العنف ضد األطفال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شكايات إهمال األسرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفضال عن االجراءات المعمول بها في شعبة الشكايات العادي ة ف إن ال دليل العلمي للمع ايير‬
‫النموذجية للتكفل بالنساء واألطف ال المعتم د من ط رف وزارة الع دل والحري ات يوص ي باالس تماع‬
‫لض حايا العن ف من النس اء واألطف ال بالنياب ة العام ة ‪ ،‬وه و م ا يتم فعال من ط رف المس اعدة‬
‫االجتماعية التي تتكفل بتلقي تصريحات الضحايا وإجراء المعاينات االزمة تحت إشراف السيد نائب‬
‫وكي ل المل ك المكل ف بالخلي ة ‪ ،‬كم ا يتم تس ليم التعليم ات المتعلق ة بالش كايات في أظرف ة مختوم ة‬
‫للمش تكيات والمش تكين لتبليغه ا بأنفس م للمص الح األمني ة المختص ة ب البحث فيه ا‪ ،‬وذل ك تحقيق ا‬
‫للسرعة وضمانا للفاعلية في التعامل مع هذا النوع من الشكايات ‪.‬‬
‫ويتم إعفاء المشتكيات والمشتكين في الشكايات أعاله من التق دم بش كايات مكتوب ة مراع اة‬
‫لخصوصيتهم ‪ ،‬ماعدا في حالة شكايات إهمال األسرة المتعلقة بجريمة اإلمس اك عم دا عن االنف اق‬
‫(ف ‪ 480‬من ق ج ) والتي يتعين على المشتكية االدالء بشكايتها مرفقة بنسخة تنفيذي ة من الحكم‬
‫القاضي بالنفقة مع محضر االمتناع عن التنفيذ وعدم وجود مايحجز‪.‬‬
‫وتمسك الخلية س جل خ اص بش كايات العن ف ض د النس اء "نم وذج ؟؟" تس جل في ه أيض ا‬
‫شكايات الطرد من بيت الزوجية‪ ،‬وآخر خاص بشكايات العن ف ض د األطف ال "نم وذج ؟؟" ‪ ،‬فض ال‬
‫عن سجل شكايات إهمال األسرة"نموذج ؟؟"‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مرحلة تلقي الردود المتعلقة بالشكايات ‪.‬‬

‫بع د انته اء مرحل ة اس تقبال المش تكين والدراس ة األولي ة للش كايات وتوجيه ا للض ابطة‬
‫القضائية قصد البحث ‪ ،‬تأتي مرحلة إحالة الناتج المتعلق بتلك األبحاث على النيابة العامة ‪ ،‬و يتخذ‬
‫هذا الناتج شكل محاضر رسمية منجزة أو إرساليات تكتسي صبغة إفادات سلبية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المحاضر المنجزة بشأن الشكايات‪:‬‬
‫بعد تلقي الموظف المكلف بالشعبة للمحاضر المنج زة بش أن الش كايات يتم إلحاقه ا بأص ول‬
‫الشكايات المتعلقة بها ثم تضمينها بسجل التداول قصد إحالتها على شعبة المحاضر العادية لتباش ر‬
‫فيها باقي اإلجراءات كما سيأتي بيانه مع الح رص على اإلش ارة إلى ذل ك بس جل الش كايات لض بط‬
‫مسار الشكاية ‪.‬‬
‫غير أن المحاضر الواردة بش أن الش كايات المتعلق ة بالخلي ة يتم تض مينها بس جالت خاص ة‬
‫بمحاضر العنف ضد النساء واألطفال ( نموذج ؟؟‪/‬؟؟) لتباش ر فيه ا اإلج راءات على مس توى نفس‬
‫الخلية بنفس الطريقة المعمول بها في المحاضر العادية كم ا س يتم تفص يله خالل الح ديث عن ه ذه‬
‫الشعبة في المحور الثاني‪.‬‬
‫ومن جه ة أخ رى ف إن المحاض ر ال تي تق رر فيه ا تق ديم المش تكى بهم أم ام وكي ل المل ك‬
‫كشكايات الشيكات بدون رصيد وكذا شكايات إهمال األسرة ‪ ،‬فإن الضابطة القضائية تتقدم بها رأسا‬
‫لشعبة التلبس وتقديم األظن اء ‪ ،‬حيث يتعين ض م أص ول الش كايات المتعلق ة به ا قب ل إحالته ا على‬
‫السيد وكيل الملك لتوزيعها على السادة النواب من أجل الدراسة‪.‬‬
‫ويالحظ أن بعض النيابات العامة تعمل على االحتفاظ بالمحاضر العادية المتعلق ة بالش كايات‬
‫في شعبة الشكايات إلى حين اتخاذ القرار النهائي بشأنها داخل نفس الشعبة ‪ ،‬غ ير أن ه ذا التوج ه‬
‫فضال على أنه منتقد من قبل لجان التف تيش المركزي ة فإن ه توج ه ال طائ ل من ورائ ه س وى إثق ال‬
‫كاه ل الش عبة بتص ريف ش ؤون المحاض ر في ظ ل وج ود ش عبة خاص ة بالمحاض ر يتعين إيالؤه ا‬
‫العناية الالزمة من أجل القيام باإلجراءات المتعلقة بكافة المحاضر العادية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلرساليات المنجزة بشأن الشكايات‪:‬‬
‫وتشتمل هذه االرساليات في العادة على إفادات مكتوب ة على ورق ة من الحجم الص غير تفي د‬
‫تعذر إنجاز األبحاث المتعلقة بالشكايات ألسباب مختلفة من أهمها‪:‬‬
‫عدم اختصاص الضابطة الموجهة إليها التعليمات ترابيا للبحث في الشكاية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعذر إنجاز البحث لنقص في عناوين أو هويات األطراف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعذر االستماع للمشتكي أو للمشتكى به لعدم استجابته لالستدعاء الموجه إليه‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويعم ل الموظ ف المكل ف بالش عبة على توزي ع ه ذه ال ردود بع د ض مها ألص ول الش كايات‬
‫وترشيدها بالسجل العام على السادة النواب المكلفين بدراستها التخاذ قرار الحفظ بشأنها أو إع ادة‬
‫توجيهها لنفس الضابطة أو للضابطة المختصة عند االقتضاء ‪ ،‬حيث يتم إنجاز االجراءات المتعلق ة‬
‫بتلك التعليمات وفقا للكيفية التي سبق بيانها في التوجيه التعليمات األولى المتعلقة بالشكاية‪.‬‬
‫إشكالية الردود السلبية المتعلقة بسبقية اإلنجاز‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫غير أنه من أكثر االف ادات الس لبية ال واردة بش أن الش كايات تل ك ال تي تفي د بس بقية إنج از‬
‫مسطرة في نفس الموضوع ‪.‬‬
‫ولئن كانت المعالجة السليمة لهذا النوع من اإلفادات تقتضي قي ام الن ائب المكل ف بالدراس ة‬
‫باالطالع على المسطرة المنجزة قصد التأكد من وحدة أطراف النزاع ووحدة الموضوع ‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يتم في الغ الب األعم حيث يكتفي الن ائب بتض مينه على حاش ية اإلف ادة عب ارة ‪":‬تض م للمس طرة‬
‫المنجزة في الموضوع " ‪ ،‬الشيء ال ذي يلقي على ط اقم الش عبة بمهم ة جس يمة تتمث ل في البحث‬
‫عن المس طرة الم ذكورة باإلف ادة قص د ض م الش كاية إليه ا ‪ ،‬وق د تك ون لم ت رد بع د من الض ابطة‬
‫القضائية ‪ ،‬وقد تكون قد صدر بشأنها حكم في الموضوع وتم توجيه ملفها لمحكمة االستئناف ‪...‬‬
‫ونقترح في هذا الصدد أن يتم حفظ هذا النوع من الشكايات لسبقية إجراء بحث بشأنها ‪ ،‬مع‬
‫إشعار المشتكي الذي سيكون من حقه المطالبة بإخراج شكايته من الحفظ عند االقتضاء ‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬تدبير المحاضر‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف المحضر و تصنيفاته ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف المحضر‪:‬‬

‫يعد المحضر هو اإلطار الق انوني ال ذي يتض من خالص ة اإلج راءات والعملي ات والتحري ات‬
‫التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية خالل بحثهم بشأن الجرائم المرتكبة ‪.‬‬
‫وقد عرف قانون المسطرة الجنائية المحض ر في الم ادة ‪ 24‬بأن ه ‪ ":‬ه و الوثيق ة المكتوب ة‬
‫التي يحررها ضابط الشرطة القضائية أثن اء ممارس ته مهام ه‪ ،‬ويض منها م ا عاين ه وم ا تلق اه من‬
‫تصريحات أو ما قام به من عمليات ترجع إلى اختصاصه‪" »...‬‬
‫ويتعين أن يحترم المحضر عددا من الشكليات كاسم محرره وصفته ومكان عمله وتوقيع ه ‪،‬‬
‫وكذا هوية الشخص المستمع إليه وتوقيعه بكتابة اسمه بخط يده عليه أو إبصامه إن كان ال يحس ن‬
‫الكتابة مع االشارة إلى ذلك في المحضر ‪ ،‬وت اريخ وس اعة إنج ازه وك ذا ت وقيت إنج از االج راءات‬
‫المضمنة به‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تصنيفات المحاضر ‪:‬‬

‫ويمكن تصنيف المحاضر‪:‬‬


‫* باعتبار صفة منجزها‪:‬‬
‫تنقسم إلى محاضر منجزة من قبل ضابطة القضائية ذات الوالية العامة في التحري بشأن‬
‫الجرائم‪ ،‬كالوكيل العام للملك ووكيل الملك أو نوابهم وكضباط الشرطة والدرك ‪ ،.‬ومحاضر منج زة‬
‫من طرف الضابطة القضائية الخاصة ‪ ،‬وهم الموظفين الذين منحت لهم الصفة الض بطية لممارس ة‬
‫بعض مه ام الش رطة القض ائية كم أموري زج ر الغش في البض ائع المحلفين ‪ ،‬وتق نيو الجماع ات‬
‫المحلي ة المكلف ون بمراقب ة المب اني ‪ ،‬وم أمورو المي اه والغاب ات المحلفين ‪ ،‬وهم ض باط ح دد لهم‬
‫مجال ت دخلهم وال يمكن أن يتج اوزوه لالختصاص ات المح ددة لهم بم وجب الق وانين ال تي منحتهم‬
‫الصفة الضبطية‪.‬‬
‫* باعتبار الحالة القانونية للوقائع التي تضمنتها ‪:‬‬
‫تنقسم إلى محاضر منجزة في إطار حالة التلبس بالجناية أو الجنحة كما تم التنصيص عليها‬
‫في الم ادة ‪ 56‬من ق م ج ‪ ،‬وهي ال تي تعطي لض ابط الش رطة القض ائية ص الحيات موس عة في‬
‫الوضع رهن الحراس ة النظري ة والتف تيش والحج ز وص يانة األدل ة ‪ ...‬ومحاض ر منج زة في إط ار‬
‫البحث التمهيدي (أي فيما عدا حالة التلبس) وهي مرحلة التثبت من وق وع الجريم ة وجم ع االدل ة‬
‫عنها والبحث عن مرتكبيها ‪.‬‬
‫* باعتبار الجرائم التي تشكل موضوعها ‪:‬‬
‫تنقسم إلى محاضر محررة بشأن المخالفات و محاضر محررة بشأن جنح ضبطية أو تأديبية‬
‫وهي محاضر يوثق بمضمنها إلى أن يثبت العكس بأي وسيلة من وسائل االثبات ( م ‪ 290‬ق م ج )‬
‫‪ ،‬ومحاضر محررة بخصوص الجنايات وهي محاضر اليعتد بها إال كبيان ات لالس تئناس (م ‪ 291‬ق‬
‫م ج )‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلجراءات المتعلقة بالمحاضر بالنيابة العامة‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬االجراءات المتعلقة بالمحاضر العادية‪:‬‬

‫المحاض ر العادي ة هي ك ل المحاض ر المحال ة على النياب ة العام ة من مختل ف الض ابطة‬
‫القضائية إحالة عادية ( أي من غير تقديم األطراف فيه ا ) ‪ ،‬س واء تم إنجازه ا بن اء على تعليم ات‬
‫من النيابة العامة أو أنجزت بناء على شكايات تم التقدم بها رأسا أمام الض ابطة القض ائية المنج زة‬
‫لتلك المحاضر‪.‬‬
‫ويتم استقبال هذه المحاضر بمكتب الضبط بالنيابة العامة والذي يتولى توزيعه ا على ش عب‬
‫المحاضر والتي هي شعبة المحاض ر العادي ة ‪ ،‬ش عبة ح وادث الس ير ش عبة جنح الس ير ‪ ،‬و ش عبة‬
‫المخالفات‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلجراءات الخاصة بمحاضر المخالفات‪.‬‬
‫وتش تمل محاض ر المخالف ات أساس ا على محاض ر مخالف ات الس ير ‪ ،‬فبع د التع ديل الجدي د‬
‫لمدونة السير على الطرق والتي تقضي في مادتها ‪ 228‬بقيام العون محرر محضر المخالفة بتس لم‬
‫رخصة المخالف في حالة عدم األداء الف وري للمخالف ة ‪ ،‬أص بحت محاض ر المخالف ات ت رد مرفق ة‬
‫برخص السياقة ‪ ،‬وهكذا فإنه يتم تضمين هذه المحاضر بسجل المحاضر نموذج ‪ 501‬وكذا تض مين‬
‫بياناته ا بالنظ ام المعلوم اتي المتعل ق بالش عبة "‪ "s@j‬وتتلخص اإلج راءات المتعلق ة فيه ا في‬
‫اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حفظ المحضر لألداء‪ :‬ويكون في الحالة التي يدلي فيها المخالف بما يفي د أداءه للغرام ة‬
‫داخل أجل ‪ 15‬يوما من ارتكابها أمام قباضات المالية دون أن يتمكن من س حب رخص ته‬
‫في اإلبان لدى المصالح المحررة للمخالفة‪.‬‬
‫‪ -2‬الس ند التنفي ذي (الم واد من ‪ 375‬إلى ‪ 382‬من ق م ج )‪ :‬وهي مس طرة تتلخص في‬
‫توجيه اقتراح لمرتكب المخالفة (التي يعاقب عليها بالغرام ة فق ط وليس فيه ا متض رر)‬
‫بأداء غرامة تبلغ نص ف الح د األقص ى المق رر للغرام ة قانون ا ‪ ،‬وفي حال ة تعب يره عن‬
‫رفضه للمقترح داخل أجل عشرة أيام من التوصل به يتم رف ع القض ية للمحكم ة ويعت بر‬
‫السند حينها بمثابة استدعاء للجلسة ‪ ،‬أم ا إن لم يع بر عن رغبت ه في األداء داخ ل نفس‬
‫األجل المذكور أعاله فإن السند يصبح حينها قابال للتنفيذ بالطرق الجبرية لتنفيذ األحكام‪.‬‬
‫ويبلغ السند التنفيذ بموجب رسالة تبلي غ للمع ني ب األمر بواس طة البري د المض مون م ع‬
‫اإلشعار بالتوصل أو بواسطة عون تبلي غ أو بالطريق ة اإلداري ة ‪ ،‬غ ير أن احتي اج معظم‬
‫المخ الفين لس حب رخص الس ياقة المتعلق ة بهم فإن ه يتم العم ل على تبليغهم بالس ند‬
‫التنفيذي بالنيابة العامة حيث يبادرون طواعية ألداء ما بذمتهم من غرامات‪.‬‬
‫‪ -3‬المتابع ة وفق ا للقواع د العام ة‪ :‬ويك ون ذل ك بفتح مل ف قض ية مخالف ات في مواجه ة‬
‫المخالف من خالل مسطرة االستدعاء المباشر ‪ ،‬حيث يتم س حب االس تدعاء ال ذي يوق ع‬
‫عليه وكيل الملك أو أحد نوابه وكذا وشهادة التسليم من النظام المعلوماتي ويحال الملف‬
‫على كتابة الضبط قصد تبليغه ‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال فإنه يتم إشعار مديرية التجهيز والنقل بالقرار المتخذ بشأن المحضر مع‬
‫نسخة منه من أجل المعالجة والتتبع تنفيذا الحكام المادة ‪ 237-236‬من مدونة السير‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات الخاصة بالمحاضر العادية ‪:‬‬
‫تعمل شعبة المحاضر على تسجيل المحاضر الواردة عليها بسجل المحاض ر نم وذج ‪، 501‬‬
‫وتحرص على تضمينها بالنظام المعلوماتي المتعلق بالشعبة‪.‬‬
‫إثر ذلك يتم تقسيم تلك المحاض ر إلى مجموع ات متس اوية بع دد الس ادة ن واب وكي ل المل ك‬
‫المكلفين بدراستها من طرف السيد وكيل الملك ‪،‬وبعد تسجيلها بس جل الت داول ت وزع عليهم مقاب ل‬
‫توقيعهم على التسلم بالسجل المذكور‪.‬‬
‫وبعد الدراسة يتم إرجاع المحاضر المذكورة للشعبة ‪ ،‬حيث يقوم الموظ ف المكل ف بالتأكي د‬
‫على هذا اإلرجاع بسجل التداول أمام كل رقم محضر على حدة‪.‬‬
‫كم ا يتم تض مين الق رارات المتخ ذة بالس جل الع ام للمحاض ر ‪ ،‬ثم العم ل على معالج ة تل ك‬
‫القرارات على مستوى النظام المعلوماتي الخاص بشعبة المحاض ر وذل ك قص د اس تخراج النم اذج‬
‫والمراسالت المطلوبة بحسب القرار المتخذ وإحال ة الك ل على الس يد وكي ل المل ك قص د التوقي ع ‪،‬‬
‫ومن تم القيام بتوجيه كل نموذج من نماذج المراسالت إلى الوجهة المطلوبة بحسب نوع الق رارات‬
‫المتخذة ‪ ،‬والتي ال تخرج عن أحد القرارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إتمام البحث ‪ :‬ويتم اتخاذ هذا القرار من أجل أسباب مختلفة كاإلستماع ألط راف ال تي لم‬
‫يتم االس تماع إليه ا كالمش تكى في حال ة تواج د مح ل س كناه خ ارج دائ رة اختص اص‬
‫الضابطة المنجزة للمحضر ‪ ،‬أو من أجل استكمال البحث في بعض النقط التي لم يش ملها‬
‫البحث كإجراء معاينات أو مواجه ة بين أط راف المحض ر ‪ ،‬كم ا ق د يك ون إتم ام البحث‬
‫بهدف تقديم المشتكى به أمام النيابة العامة ‪.‬‬
‫ويقتضي إتمام البحث إرفاق مطبوع " يوجه نموذج ‪ "50067‬بع د تض مينه بالتعليم ات‬
‫المطلوبة بنسخة من المسطرة وتوجيهه للضابطة المعنية بواس طة س جل الت داول ‪ ،‬م ع‬
‫االحتفاظ بأصل المسطرة ونسخة االرسالية بالشعبة‪.‬‬
‫كما قد يتخذ إتمام البحث صورة إنابة موجهة ألحد وكالء الملك في حال ة تعل ق اإلج راء‬
‫بأشخاص مقيمين خارج دائرة النفوذ الترابي للمحكمة ‪.‬‬
‫و يتعين مواكب ة التعليم ات المرس لة بت ذاكير منتظم ة وذل ك من أج ل االس راع ب ورود‬
‫الجواب المتعلق بالمسطرة قبل أن يطالها أمد التقادم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلحالة لالختصاص ‪ :‬ويعني توجيه المسطرة برمتها للنيابة العامة المختصة سواء ك ان‬
‫اختصاصا نوعيا كالمساطر المحالة من الوكيل العام للملك على وكي ل المل ك أو العكس ‪،‬‬
‫أو ك ان االختص اص محلي ا (م ‪ 50- 44‬من ق م ج)‪ .‬ويتعين االحتف اظ بنس خة من‬
‫المسطرة الموجهة لالختصاص رفقة نسخة االرسالية بالمحفوظات بالنيابة العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬إحالة المسطرة للتحقيق ‪ :‬ويتم اللجوء إلى التحقيق به دف التأك د من قي ام أو ع دم قي ام‬
‫األدلة الكافية في مواجهة الظنين تعزيزا لضمانات المحاكمة العادلة ‪.‬‬
‫و يكون التحقيق إلزاميا في الجنايات المرتكبة من طرف األحداث وفي الجنايات المعاقب‬
‫عليها باالعدام أو المؤبد أو تص ل عقوبته ا إلى ثالثين س نة ( م ‪ 83‬ق م ج ) كم ا يمكن‬
‫اعتباره إلزاميا في غير الجنايات غير المتلبس بها لع دم إمكاني ة االحال ة المباش رة على‬
‫غرفة الجناي ات من ط رف الوكي ل الع ام للمل ك إال بالنس بة للجناي ات المتلبس به ا طبق ا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 73‬من ق م ج‪.‬‬
‫واليعتبر التحقيق إلزاميا في الجنح إال بوجود نص خ اص ( كح وادث الس ير المميت ة) ‪،‬‬
‫وهو اختياري في الجنح المرتكبة من طرف األح داث ‪ ،‬أو المرتكب ة من ط رف الرش داء‬
‫والتي يبلغ الحد االقصى المقرر لعقوبتها قانونا خمس سنوات على االقل‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يتم إحالة المحضر على شعبة التحقيق قصد فتح ملف للقض ية وتحري ر‬
‫مطالبة بإجراء تحقيق و مباشرة باقي االجراءات المتعينة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحفظ ‪ :‬ويكون الحفظ ألسباب مختلفة كجهل هوية الفاع ل ‪ ،‬وانع دام االثب ات ‪ ،‬وس قوط‬
‫الدعوى العمومية بسبب من األسباب ويسمى هذا الحفظ حفظا قانونيا لكون ه مبني ا على‬
‫أسباب تخضع لمبدأ الشرعية ‪.‬‬
‫غير أنه قد تعمد النيابة العام ة إلى حف ظ المحض ر رغم ت وافر أرك ان الجريم ة ومعرف ة‬
‫مرتكبها دون أن يكون على وكيل الملك أو الوكيل العام للملك الكشف عن االس باب ال تي‬
‫حدت به التخاذ قرار الحفظ‪ ،‬وهو ما يسمى بمبدأ مالئمة المتابعة ‪ ،‬وهو مب دأ أخ دت ب ه‬
‫جل القوانين والغرض من ورائه منح النيابة العامة سلطة في تقدير تخولها عدم تحري ك‬
‫الدعوى العمومية لما تقتضيه المصلحة العليا للمجتمع (األمنية أو االقتصادية‪)...‬‬
‫وهنا يتوجب على الموظف المكلف سحب مطبوع االشعار بالحفظ "نموذج‪ "50059‬من‬
‫النظام المعلوماتي مضمنا بالبيانات المتعلقة بالمحضر‪ ،‬وتوجيهه للمشتكي أو دفاعه بعد‬
‫التوقيع عليه من طرف الوكيل العام للملك أوكيل الملك أو أحد نوابهما ‪ ،‬وذلك داخل أجل‬
‫‪ 15‬يوما من تاريخ اتخاذ القرار‪ ،‬فيما تتم إحالة أصول المحاضر التي تق رر فيه ا الحف ظ‬
‫على شعبة الحفظ واألرشيف بواسطة كناش التداول‪.‬‬
‫‪ -5‬المتابعة ‪ :‬وهو قرار يتم اتخاذه بعد االقتناع بثبوت األفعال الجرمي ة في ح ق المش تكى ‪،‬‬
‫ويتم إحال ة المحاض ر ال تي وقعت فيه ا المتابع ة على ش عبة مراقب ة القض ايا الجنحي ة‬
‫العادية قصد تحرير االستدعاءات وشهادات التسليم وفتح ملفات جنحي ة له ا ‪ ،‬غ ير أن ه‬
‫إن كانت المتابعة بمقتضى القانون رقم ‪ 42.10‬المتعل ق بقض اء الق رب ‪ ،‬ف إن الموظ ف‬
‫المختص بشعبة المحاضر يحيل المحاضر موض وع المتابع ات برمته ا على قس م قض اء‬
‫القرب المختص ( م ‪ 19‬من ق قضاء القرب) مع االحتفاظ بنسخة من المس طرة ونس خة‬
‫من االرس الية بمحفوظ ات الش عبة باألرش يف ‪ ،‬كم ا يمكن االكتف اء بإحال ة نس خة من‬
‫المسطرة في حال فصل متابعة قضاء القرب عن متابعات أخرى تخص نفس المسطرة‪.‬‬

‫وتطبق نفس المساطر أعاله بالنسبة للمحاض ر العادي ة المحال ة على ش عبة جنح الس ير وش عبة‬
‫حوادث السير‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬االجراءات المتعلقة بالمحاضر التلبسية‪:‬‬
‫ونقصد بالمحاضر التلبسية في موضوعنا المحاضر المنجزة بناء على حاالت التلبس والتي‬
‫يتم تقديم المعتقلين فيها أمام النيابة العامة في حالة اعتقال أو سراح ‪ ،‬كما تشمل أيضا المحاضر‬
‫المنجزة في إطار البحث التمهيدي التي أعطيت فيها تعليمات بتقديم المشتبه بهم في حالة اعتقال‬
‫أو في حالة سراح‪.‬‬
‫ويرد هذا النوع من المحاضر مباشرة على شعبة التلبس وتقديم األظناء ‪ ،‬وتتسم فيه‬
‫اإلجراءات بالسرعة و الفورية الرتباطه بحرية األشخاص‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المحاضر التلبسية ال تختلف عما رأيناه في المساطر العادية من حيث قيام‬
‫الموظف المكلف بتضمينها بسجل المحاضر "نموذج ‪ "501‬وبالنظام المعلوماتي المتعلق‬
‫بالشعبة ‪ ،‬ومن حيث القرارات التي يتم اتخاذها بشأنها والتي ال تخرج عموما عن القرارات‬
‫السالفة المفصلة أعاله ‪ ،‬إال أن تقديم المشتبه فيهم أمام الوكيل العام للملك أو أمام وكيل الملك‬
‫يفرض مسطرة خاصة السيما فيما يتعلق باستنطاق المتهم وإحالته للمحاكمة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المساطر التلبسية في الجنح ( م‪ 47‬و ‪ 74‬من ق م ج ) ‪:‬‬
‫إن أهم خصوصية تميز المساطر التلبسية هو استنطاق المتهم الذي يتم تقديمه ويكون ذلك‬
‫لزوما في حالة التلبس بالجريمة حسب منطوق المادة ‪ 47‬من ق م ج خالفا لما دأبت عليه بعض‬
‫النيابات العامة من عدم استنطاق بعض المتابعين في جرائم تلبسية كجريمة السكر العلني البين‪.‬‬
‫ويتم االستنطاق وفقا للنموذج "‪،"50044‬والذي يتضمن هوية المشتبه فيه وجوابه عن‬
‫االفعال المنسوبة إليه والقرار المتخذ وتاريخ الجلسة مع توقيع وكيل الملك أو نائبه وكذا المشتبه‬
‫فيه‪.‬‬
‫وبغض النظر عن قرار الحفظ أو إتمام البحث أو االحالة لالختصاص والتحقيق التي تطرقنا إليها‬
‫آنفا ‪ ،‬فإن متابعة المتهم تتم في حالتين اثنتين‪:‬‬
‫حالة االعتقال‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ويمكن لوكيل الملك اتخاذها في األحوال التالية‪:‬‬
‫في حالة التلبس بجنحة معاقب عليها بالحبس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا لم تتوفر ضمانات الحضور في المتهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا اعترف بارتكابه الجريمة أو ظهرت أدلة قوية على ارتكابه لها مع اقتران ذلك‬ ‫‪-‬‬
‫بظهور كونه خطير على النظام العام أو خطير على سالمة األشخاص أواألموال‪.‬‬
‫وتتلخص اإلجراءات المرتبطة باالعتقال على مستوى عمل كتابة النيابة العامة في تحرير األمر‬
‫باإليداع بالسجن" نموذج ‪ "50043‬في ثالث نسخ يوقعه وكيل الملك أو من ينوب عنه وفتح ملف‬
‫جنحي تلبسي للقضية ونظيره يسجل في سجل مراقبة القضايا الجنحية" نموذج ‪ ، "502‬باإلضافة إلى‬
‫تسجيل المعتقل بسجل االعتقال االحتياطي "نموذج ‪ ، "509‬ويتم في هذه الحالة إحالة المعتقل على‬
‫الجلسة في نفس اليوم أو داخل أجل ثالثة أيام ( م‪ 385‬ق م ج ) ‪.‬‬
‫حالة السراح‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ويتخذ صورتين اثنتين‪:‬‬
‫السراح مقابل كفالة مالية ‪ :‬ويتعين في هذه الحالة تحرير مطبو ع "تحديد كفالة مالية‬ ‫‪‬‬
‫مع األمر بااليداع" في ثالث نسخ توقع من لدن وكيل الملك أو نائبه مع تضمين بيانات‬
‫الكفالة بسجل خاص يساعد على ضبط الكفاالت‪.‬‬
‫ونذكر هنا بمقتضى دورية السيد وزير العدل التي تمنع على الموظفين تولي دفع‬
‫الكفاالت بصندوق المحكمة بدال عن األشخاص المقدمين‪.‬‬
‫السراح مقابل كفالة شخصية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتعطي المتابعة في حالة سراح لوكيل الملك الحق في إحالة المتهم على المحكمة إحالة فورية‬
‫دون سابق استدعاء وذلك كلما كانت الجنحة المرتكبة متلبس بها أو لم تتوفر في المتهم ضمانات‬
‫الحضور ‪ ،‬كما يمكنه متابعته في جميع األحوال بمقتضى الطرق العامة لتحريك الدعوى العمومية عن‬
‫طريق االستدعاء المباشر الذي يتعين االحتفاظ بأصله بملف المتابعة كصك اتهام فيما تبلغ للمتهم‬
‫نسخة منه مطابقة لألصل يوقع على تسلمها بشهادة التسليم ‪ ،‬ويجب في هذه الحالة أن يفصل بين‬
‫تاريخ تبليغ االستدعاء واليوم المحدد للحضور بالجلسة أجل ثمانية أيام على األقل تحت طائلة البطالن‬
‫( م ‪ 308‬من ق م ج )‬
‫ونشير في األخير إلى أحد أهم المساطر التي يتم اللجوء إليها عند التقديم وهي مسطرة الصلح‬
‫طبقا للمادة ‪ 41‬من ق م ج وذلك في الجنح التي ال تتجاوز عقوبتها سنتين أوغرامة تقل عن ‪5000‬‬
‫درهم ‪ ،‬وذلك باقتراح من األطراف‪ ،‬أو بمبادرة من وكيل الملك في حالة التنازل او انعدام المشتكي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المساطر التلبسية في الجنايات ( ‪ 49‬و ‪ 73‬من ق م ج ) ‪:‬‬
‫ويشمل اختصاص الوكيل العام للملك إلى جانب الجنايات الجنح والمخالفات المرتبطة بها أو‬
‫غير القابلة للتجزئة عنها‪.‬‬
‫وبصرف النظر على الجنايات التلبسية التي يكون فيها التحقيق إلزاميا كما سبقت االشارة‬
‫إليه والتي يتعين على الوكيل العام للملك إحالتها على قاضي التحقيق ‪ ،‬فإن با قي الجنايات‬
‫التلبسية المعروضة عليه ال تخلو من حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون القضية غير جاهزة للحكم ‪:‬فإنها تحال على السيد قاضي التحقيق بعد تحرير‬
‫ملتمس يوقعه السيد الوكيل العام أو نائبه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون القضية جاهزة للحكم ‪ :‬فإن السيد الوكيل العام للملك يصدر أمر بإيداع المتهم‬
‫في السجن يحرره الموظف المكلف في ثالث نسخ ‪ ،‬كما يحرر أمر باإلحالة على غرفة‬
‫الجنايات‪.‬‬
‫‪ -3‬ويتعين أن تكون الجلسة داخل مدة ‪ 15‬يوما من تاريخ االعتقال دون أن تقل عن مدة ‪5‬‬
‫أيام ( م ‪ 73‬و ‪ 420‬من ق م ج)‪.‬‬

You might also like