‫كلية الحقوق و العلوم السياسية تونس‬

‫المنار‬

‫ندوة بحث ‪:‬‬

‫ائ العام‪:‬‬
‫القانون الجز ي‬
‫الشعية‪ :‬قضية عدد‪654321‬‬ ‫مبدأ ر‬

‫الضحية المذنبة‬
‫تحت رإشاف‪:‬‬ ‫إعداد ‪:‬‬

‫االستاذة سهام بن‬ ‫فرح بالزرقة‪ :‬القاض‬

‫عاشور‬ ‫ألفة طرداوي‪ :‬المحامية‬
‫نرسين المدين ‪ :‬النيابة العمومية‬

‫‪202/20223‬‬

‫المدين ‪ :‬النيابة العمومية‬

‫ي‬ ‫نشين‬
‫ألفة طرداوي ‪ :‬المحامية‬

‫القاض‬
‫ي‬ ‫فرح بالزرقة ‪:‬‬
 ‫لقاض ‪ :‬فرح بالزرقة‬
‫ي‬ ‫ا‬

‫"بسم هللا الرحمان الرحيم"‬

‫قضية اليوم ه قضية رأي عام حيث تعود اطوار القضية اىل الليلة‬
‫الفاصلة بي ‪ 3‬و ‪ 4‬سبتمب‪ 2012‬اذ توجهت المدعوة نىه عبد الجليل‬
‫عىل مي سيارتها رفقة خطيبها اىل الضاحية الشمالية للعاصمة و تحديدا‬
‫تسىم "تقاسيم الحدائق الشمالية بقرطاج" او "تقاسيم عي زغوان" حيث‬
‫مع حواىل منتصف الليل و نصف و اثناء قيام دورية امنية بالتجول ف نفس‬
‫المكان اثني من االمن بالتحرش بالفتاة لينتهيا باغتصابها ف حي قام‬
‫العون الثالث باصطحاب خطيبها لمكان بعيد عىل مرسح الجريمة و تعمد‬
‫اببازه‪.‬‬
‫ف هذا ننادي للمتهمي لتأكد من حظورهم‬
 ‫المتهم سام الجابري‬
‫المتهم محمود سعيد‬
‫المتهم كريم العبيدي‬
‫و اخبا نىه عبد الجليل‬
‫و عليه نحيل الكلمة لممثل النيابة العمومية‪.‬‬

‫المدين‬
‫ي‬ ‫النيابة العمومية‪ :‬نشين‬

‫" بسم هللا الرحمان الرحيم"‬

‫نرسين المدين نائبة االدعاء عن الضحية نىه عبد الجليل ‪.‬‬
‫سيدي الرئيس جناب المحكمة الموقرة‬
‫الرسعية لك يكون صحيحا ان يوجد نص التجريم الواجب‬ ‫يشبط ف مبدأ ر‬
‫التطبيق عىل الفعل المجرم حيث يؤسس عىل حماية الفرد ف مواجهة‬
‫السلطة و تمكينه من التمتع بكرامته اإلنسانية و خاصة احبام سيادة‬
 ‫القانون وخضوع الجميع له حكاما ومحكومي‪.‬‬
‫اننا امام دعوى اليوم تتلخص وقائعها ف عملية اغتصاب ارتكبها ثالثة‬
‫من رجال ر‬
‫الرسطة عىل فتاة تبلغ من العمر ‪ 27‬سنة عندما كانت برفقة‬
‫خطيبها ليال ف جولة عىل مي سيارتها ‪.‬‬
‫و هذا ما دفعنا اليوم لنبافع امام جنابكم ف حق المدعية مريم ‪.‬‬
‫و عليه نعرض عىل انظار الجناب موجزا للفصول الن تم تجاوزها من قبل‬
‫المتهمي‪.‬‬
‫الفصل ‪ 227‬مجلة جزائية اساسا و المتعلق باالعتداء بما يناف الحياء ‪.‬‬
‫و خرق القانون االساس عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬المؤرخ ف ‪ 11‬اوت ‪ 2017‬و‬
‫المتعلق بالقضاء عىل العنف ضد المرأة‪.‬‬
‫باالضافة لخرق االعالن العالىم الصادر عن الجمعية العامة لالمم المتحدة‬
‫ف شهر ديسمب ‪ 1993‬و المتعلق بالقضاء عىل العنف ضد النساء للعنف‬
‫الجنس ‪.‬‬
‫و بناء عىل كل ما سبق ذكره من اسانيد قانونية و واقعية و ف ضل تواجد‬
‫الركن المادي ف القضية المعروضة امامكم و المتمثل ف عملية االغتصاب‬
‫اما الركن المعنوي فيتمثل ف ممارسة الجنس عنوة‪.‬‬
‫الرسع فقد نص الفصل ‪ 227‬مجلة جزائية الوارد بجزئها الثان و‬‫أما الركن ر‬
‫المخصص لالعتداء عىل االشخاص تحت عنوان بما يناف الحياء يقول‬
‫"يعد اغتصابا كل فعل يؤدي اىل ايالج جنس مهما كانت طبيعته و الوسيلة‬
‫المستعملة ضد ى‬
‫انن او ذكر بدون رضاه‪ .‬و يعاقب مرتكب جريمة‬
 ‫االغتصاب بالسجن مدة ر‬
‫عرسين عاما ‪" .‬‬
‫و منه نفهم سيدي الرئيس ان كل عملية اغتصاب ترتبط بعملية فرض‬
‫اإليالج عىل الضحية عن طريق استعمال العنف أو التهديد أو القيد‬
‫الجسدي أو المعنوي أو عن طريق المفاجأة‪.‬‬
‫حيث يقصد ر‬
‫المرسع ان فعل االغتصاب يثبت بحدوث االتصال الجنس‬
‫الكامل بي المتهم و الضحية‪.‬‬
‫فقد تروي موكلن سيدي الرئيس خالل محض سماعها من طرف اإلدارة‬
‫الفرعية للوقاية اإلجتماعية التابعة إلدارة ر‬
‫الرسطة العدلية يوم ‪ 4‬سبتمب ما‬
‫يىل‬
‫"أمرون بامتطاء سيارتهم و بق مع بالسيارة نفرين أجهل هويتهما و‬
‫بإمكان التعرف عليهما حي عرضهما عىل‪ ،‬ف حي صعد ثالثهما مي سيارة‬
‫مرافق و توجها معا إىل مكان أجهله‪ ،‬و ف األثناء طلب من أحد النفرين‬
‫ممارسة الجنس معه و أمام رفض صعد بجانن بالكرس الخلق للسيارة و‬
‫أمسك ن و مارس مع الجنس عنوة باتصال جنس كامل ف حي كان‬
‫مرافقه يقود السيارة الن لم تتوقف أثناء الممارسةالجنسية ثم تبادال‬
‫األدوار عىل نفس الوتبة‪"....‬‬

‫لسان الدفاع ‪ :‬ألفة طرداوي‬

 ‫استسمح منكم سيدي القاض اعبض عن هذا الموقف‪.‬‬
‫القاض ‪ :‬تفضلوا لكم الكلمة‬
‫لسان الدفاع‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬
‫سيدي القاض حضات المستشارين حضة النيابة العمومية ‪,‬كل السادة‬
‫المحبمي ‪.‬‬
‫يقف لسان الدفاع اليوم ليبافع لدفاع عن المتهمي الماثلي امام جنابكم‬
‫الموقر ‪.‬‬
‫اسمحوا ىل سيادتكم ان اذكر بداية ان المادة الجزائية يحكمها مبدأ مهم‬
‫للغاية و هو "مبدأ رشعية الجرائم و العقوبات" و قد نص عىل هذا المبدأ‬
‫الفصل األول مجلة جزائية‬
‫" ال يعاقب احد اال بمقتض نص من قانون سابق الوضع "‬
‫اذن من الواضح سيدي الرئيس ان هذا المبدأ يقتض الوصف الدقيق لكل‬
‫سلوك مجرم واحبام قواعد صياغة النصوص القانونية و خاصة اننا ف‬
‫اطار المادة الجزائية ‪.‬‬
‫نالحظ ف قضية الحال ان المدعوة نىه عبد الجليل كانت مع خطيبها او‬
‫صديقها عىل مي سيارتها ف حدائق قرطاج‪,‬‬
‫لوحدهما ؟ و مع منتصف الليل ؟و ف مكان هادئ و خاىل ؟؟‬
‫اال يثب ذلك تساؤال ف األذهان ماذا تفعل هذه الفتاة هناك ف تلك الساعة‬
‫‪.‬‬
‫لكن قبل الخوض ف تفاصيل القضية سننظر اوال ف السند القانون ف‬
‫اطار قضية الحال و هو اساسا الفصل ‪ 227‬من المجلة الجزائية الذي‬
‫سبق ذكره من جناب النيابة العمومية و ال تعقيب عىل قولها اذن سيدي‬
‫القاض ان الفصل قد نص عىل اركان جريمة االغتصاب و الركن المادي‬
‫المرسع ف الفصل مناط القضية اشباط‬‫فيها هو العنف و االكراه و ذكر ر‬
‫االيالج الجنس بالتاىل الجنس الكامل بي الطرفي ‪.‬‬
‫و هنا ننبه ان الفتاة لم تذكر اصال انه قام تهديدها بالسالح قبل عملية‬
‫االغتصاب بل ى‬
‫اكب من ذلك لقد اثبتت االختبارات الطبية ان الفتاة ليست‬
‫بعذراء " معتادة عىل ممارسة الجنس فلماذا نقول انها ضحية ؟ لما ال‬
‫تكون ه المذنبة ؟‬

‫المدين‬
‫ي‬ ‫النيابة ‪ :‬نشين‬

‫كيف يمكن االدعاء بهذه التهمة ف حي ان التحاليل الجينية و التقارير‬

‫الطبية فقد ثبت سيدي الرئيس اثار االغتصاب حديثة العهد و ثبت وجود‬
‫كدمات جديدة طولها صنتمب و اثار حديثة العهد عىل مستوى العضو‬
‫التناسىل و اسمحوا ىل سيادتكم ان اقدم لكم التقارير الطبية الن تثبت‬
‫كالم ‪.‬‬
 ‫لسان الدفاع ‪ :‬ألفة الطرداوي‬
‫عذرا سيدي القاض كلنا نعرف ان الفتاة قد و جدها رجال االمن مع‬
‫الشاب عىل حافة الطريق ف وضع مخل لألخالق الحميدة‪,‬‬
‫جناب القاض اريد ان اطرح سؤاال هل نحن هنا لنحاكم االشخاص استنادا‬
‫للمنطق و القناعات و االحاسيس ‪ ,‬اذا كان االمر كذلك فسيكون حينها‬
‫القانون و الحقوق كلها عىل حب الورق و اهم من ذالك اين العدالة ؟‬
‫العدالة الن كل منا هنا دخل هذا المجال ف تحقيقها‪.‬‬
‫القاض‪ :‬طلباتك استاذة ‪.‬‬
‫ي‬
‫المحامية ‪ :‬اذن سيدي القاض طبقا ما سبق و لالسباب المذكورة و عمال‬
‫باحكام الفصول المذكورة و طمعا ف عدالتكم اطلب من جنابكم الموقر‬
‫التفضل بالقضاء بعدم سماع الدعوى و شكرا‪.‬‬
‫القاض ‪ :‬هل من اضافة للنيابة العمومية؟‬
‫ي‬
‫النيابة العمومية ‪:‬‬
‫سيدي القاض اريد ان اختم مرافعن بالفصل ‪ 227‬م ج " يعاقب بالسجن‬
‫بقية العمر مرتكب جريمة االغتصاب الواقعة‬
‫‪ 1‬باستعمال العنف او السالح او التهديد به او استعمال مواد او اقراص او‬
 ‫ادوية او مخدرات ‪.‬‬
‫‪ 4‬ممن كانت له سلطة عىل الضحية او استغل نفوذ وظيفة ‪".‬‬
‫و بالرجوع لوقائع القضية فان موكلن سيدي الرئيس وقع إستعمال الغاز‬
‫الشال للحركة ضدها كما استعمل رجال األمن صبغته األمنية مسع‬
‫لإلفالت من العقاب فاستعمال االمنيي لنفوذهم قصد التسلط و التهديد‬
‫‪.‬‬
‫و بناء عىل ما سبق ذكره نطلب من سيادتكم الحكم بالسجن لمدة ‪ 20‬سنة‬
‫لالمنيي الذين اغتصبوا الفتاة و اقرار السجن لمدة عامي لالمن الثالث‬
‫مع خطية مالية قدرها ‪ 20‬الف دينار للجميع مع الحرمان من الوظيفة‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫القاض ‪ :‬بناء عىل ما تقدم ذكره يتمثل الركن المادي لجريمة االغتصاب ف‬
‫ي‬
‫العنف و االكراه و ذلك بالقوة الن وقعت عىل جسد الضحية و وقوع‬
‫مرسوع بي الضحية و المتهمي و ذلك حسب عبارات‬ ‫اتصال جنس غب ر‬
‫الفصل ‪ 227‬م ج فال يشبط ف الجريمة ان يكون االيالج كليا او جزئيا اي‬
‫انه بمجرد االيالج تقوم جريمة االغتصاب باالضافة النتفاء الرضا اي بدون‬
‫ارادة منها ألن برضاءها نكون امام وصف اخر للجريمة ‪.‬‬
‫و حيث ان انتفاء الرضاء يتخذ عدة صور منها االكراه المادي اي الوسائل‬
‫المادية الجبار االمرأة عىل المواقعة و يتمثل االكراه المعنوي عن طريق‬
‫التهديد و التخويف او ف حالة ققدان الوع او الغش او الخديعة اما الركن‬
‫المعنوي يتمثل ف القصد الجنان اي النية لدي الجان الرتكابها فيكون‬
‫ذلك بعلم الفاعل مسبقا انه يواقع امرأة دون رضاها ‪.‬‬
‫حيث يقوم القانون الجزان عىل مبدأ هام و هام جدا مبدأ رشعية الجرائم‬
‫و العقوبة و نعن به تحديد االفعال المجرمة و العقوبة المستوجبة حيث‬
‫انه ال يعاقب احد اال بمقتض نص قانون سابق الوضع اي ان الشخص‬
‫الذي يرتكب جريمة محمول عىل العلم بانه يرتكب فعل يجرمه القانون و‬
‫تنضف ارادته اىل الحط من القاعدة القانونية كما ارتض لنفسه نتائجها‬
‫مثل جريمة االغتصاب حديث الحال ‪.‬‬
‫حيث هناك سوء فهم واضح الحكام الفصل ‪ 227‬م ج باالضافة لما ورد‬
‫بالفصل الستغالل واضح للمتهمي لنفوذ وظيفتهم‬
‫فضال عن القانون االساس عدد ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬المورخ ف ‪ 11‬اوت‬
‫‪ 2017‬و المتعلق بالقضاء عىل العنف ضد المرأة و االعالن العالىم لالمم‬
‫المتحدة لسنة ‪. 1993‬‬
‫الحكم ‪:‬‬
‫قررت المحكمة حظوريا الحكم عىل المتهم سام الجابري و محمود‬
‫سعيد ب ‪ 20‬سنة سجن و عىل المتهم كريم عبيدي بالسجن لمدة عامي‬
‫و خطية مالية قدرها ‪ 20‬الف دينار لجميع مع الحرمان من الوظيفة‬
‫العمومية ‪.‬‬