‫َّح ِكْيم‬ ‫ِ‬

‫فضيلةَ هيئة الت ْ‬

‫فضيلةَ اخلطَب ِاء ِ‬
‫الكَرام‬ ‫َُ‬
‫ويا أيُّها الـمستَ ِمعو َن ِ‬
‫األحبَّاء‬ ‫ُ ْ ُْ‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫ِ‬
‫السالَ ُم َعلَْي ُك ْم َو َرمْح َةُ اهلل َو َبَر َكاتُهُ‬
‫َّ‬
‫صـ َم ُد الَّ ِذي‬
‫اَألح ُـد ال َف ْـر ُد ال َّ‬
‫الواح ُد َ‬ ‫هلل الَّ ِذي َعلَّ َم اِإل نْسـا َـن مـا مَلْ َي ْعلَ ْم وَأ ْشـ َه ُد َأ ْن ال ِإلَـهَ ِإالَّ اهللُ ِـ‬ ‫احلم ُـد ِ‬
‫َْ‬
‫وحبِيبَن ــا‬ ‫ـاحبةً وال ولَ ـ ًـدا‪ ،‬ولَيس َك ِمثْلِ ـ ِـه َشـ ـىء وهــو ال َّسـ ـ ِميع الب ِ‬
‫صـ ـري‪ .‬وَأ ْشـ ـ َه ُد َّ‬ ‫ِ‬ ‫مَلْ َيت ِـ‬
‫َأن َسـ ـيِّ َدنا َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٌْ ََُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّخـ ْذ ص ـ َ‬
‫ور ُسـ ـولُهُ الَّ ِذي َْأر َشـ ـ َدنا ِإىل طَ ِري ـ ِـق اخلَرْيِ واهلُ ـ َـدى والنُّور‪.‬‬ ‫حمم ًدا َعْب ـ ُـدهُ َ‬‫َأعيُنِنـ ـاـ َّ‬
‫يمن ــا وقاِئ َدنا و ُق ـ َّـر َة ْ‬ ‫ِ‬
‫وعظ َ‬ ‫َ‬
‫وعلى ءالِ ـ ـ ِـه‬ ‫َّاس ِإىل اخلَرْيِ يف الـ ـ ُّـدنْيا ِ ـ‬
‫واآلخ ـ َر ِة َ‬ ‫َ َ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫م‬ ‫اُألم ِّي الَّ ِذي َعلَّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫يِب‬‫َّ‬
‫ن‬‫ال‬ ‫حمم ٍ‬
‫د‬ ‫َّ‬ ‫نا‬ ‫وص ـ ـلّى اهلل على س ـ ـيِّ ِ‬
‫د‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫وصحابَته َأمجع َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ص ْد ِري َو ِّ‬
‫فقه ْواـ قويل‪ََّ .‬أما َب ْع ُد‪.‬‬ ‫يس ْر يِل َْأم ِري َو ْ‬
‫احلُ ْل عُقد ًة من لساين يَ ُ‬ ‫رب ا ْشَر ْح يِل َ‬
‫وقال ِّ‬
‫َ‬

‫َس َاديِت ْ َو َسيِّ َدايِت ْ!‬

‫َأعطَانَـا نَِع ًمـا َكثِ َـريةً َحىَّت قَـد َّْرنَا َعلى اِإل ْجتِ َم ِ‬ ‫يء هيـا بِنـا نَ ْشـ ُكر اهلل ع َّـز وج َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـاع‬ ‫ـل الَّذي قَـ ْد ْ‬ ‫ُ ََ ََ‬ ‫ـل َشـ َ ّ‬ ‫َقْب َـل ُك ِّ‬
‫(هْيَئ ِة حتكيم) الَّ ِذي قَ ـ ْد َأتَ ـ َ يِن‬ ‫ِ‬
‫كرا ِإىل ُم َقــدِّم َ‬
‫ِ‬ ‫ىِف هـ َذا ال ــم َك ِ‬
‫ان ال َّش ـ ِريْ ِ‬
‫ـاح ْ‬ ‫الب ْرنَ ـ َـامج َ‬ ‫ك َُأو ِّجهُ ُش ـ ً‬ ‫ف‪َ .‬كــذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ََأم َام ُكم‪.‬‬ ‫ُفر ِ‬
‫َأخطُ َ‬ ‫صةً نَفْي َسة َأِل ْن ْ‬ ‫ْ َ‬
‫َس َاديِت ْ َو َسيِّ َدايِت ْ!‬
‫َّعلُّم"‬
‫ث َعلَى الت َ‬ ‫ب َبنْي َ َأيْ ِديْ ُك ْم بِعُْن َوان‪:‬ـ " ََأه ِّـميَةُ ِع ْل ِم الدِّي ِن َواْحلَ ُّ‬‫َأخطُ َ‬‫اسبَة ُأِريْ ُد َأ ْن ْ‬‫يِف هذه ال ُـمنَ َ‬
‫ِِ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َء َامنُ وا‬ ‫ـال ﴿ َي ْرفَ ِع اهللُ الذ َ‬ ‫إخـ َـو َة اِإل ميان ِإ َّن اهللَ تَب ـ َـار َك وتَع ــاىل َمـ َـد َح العُلَم ــاءَ يف كتابِ ــه َ‬
‫الع ِزيـ ـ ِز فَق ـ َ‬ ‫ْ‬
‫ات واهللُ بِ َما َت ْع َملُو َن َخبِ ٌير (‪[﴾)١١‬سورة الـمجادلة]‬ ‫العلْم َدرج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ُأوتُوا َ َ َ‬ ‫من ُك ْم َوالذ َ‬
‫ور ِة ُّ‬
‫الز َمـ ِر‬ ‫ـل العلَمــاء َكغَ ِ ِهم فَـَأخبر َأنَّهم ال يسـَتوو َن فَقـ َ ِ ِئ‬
‫ـال َعـ َّـز م ْن قا ٍل يف ُسـ َ‬ ‫وج َّ ُ َ رْي ْ ْ َ َ ُ ْ َ ْ ُ‬ ‫ومَلْ جَيْ َعـ ِـل اهللُ َعـ َّـز َـ‬
‫اهلل ال يَ ْسـَت ُوو َن ‪..‬‬ ‫﴿قُل ه ل يس تَ ِوي الَّ ِذين يعلَم و َن والَّ ِذين الَ يعلَم و َن (‪[﴾)۹‬ســورة الزمــر] الَ و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ َْ ُ‬ ‫ْ َ َْْ‬
‫هلل ِمن َغ ِ ِهم ومــا ال َكرامـ ةُ ِعْنـ َـد ِ‬
‫اهلل ِإالّ‬ ‫واجلاهـل والعلَمــاء العـ ِـاملُو َـن هم َأخ َشـى ِ‬ ‫ـ‬‫ِ‬ ‫َكيــف يسـت ِوي العــامِل‬
‫َ‬ ‫ْ رْي ْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اهللُ َعلَْيـ ـ ــه َفُيَؤ ِّديَـ ـ ــه وع ْل ِم م ـ ــا َحـ ـ َّـر َم اهللُ‬ ‫ـالت ْقوى وال يَ ُـكـ ــو ُن الْ َمـ ـ ْـرء ِم َن الْ ُمت َِّق َ ِإ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني الّ بع ْلم مـ ـ ــا َْأو َج َ‬ ‫ُ‬ ‫ب ـ ـ َّ َ‬
‫َفيَ ْجتَنِبَهُ‪.‬‬
 ‫َس َاديِت ْ َو َسيِّ َدايِت ْ!‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي ِه َّ‬
‫ول‬
‫َأخَبَرنــا َر ُسـ ُ‬ ‫الم‪َ  ‬م ْن يُ ِرد اهللُ بِه َخ ْي ًرا ُي َف ِّق ْه هُ في الدِّي ِن‪ ‬اه ــ[رواهـ البخــاري] ْ‬ ‫والس ُ‬ ‫الصالةُ ّ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬
‫ـل ِم ْن‬ ‫الح الْ ـمـر ِء وِإراد ِة ِ‬
‫اهلل اخلَْـي َـر لِ َعْبـ ِـد ِه َأ ْن يُ َفق َـ‬ ‫صـلّى اهللُ عليــه وسـلَّ َم َّ‬ ‫ِ‬
‫ِّهـهُ يف الــدِّي ِن َف َـه ْ‬ ‫َ‬ ‫المـ ةَ فَ ِ َ ْ‬ ‫َأن َع َ‬ ‫اهلل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ُم َش ـ ِّم ٍر لِْلخَرْي ‪ .‬فَ ِه َم َـهـذا عُلَمــاءُ َّ‬
‫ـال اِإل مـ ُ‬
‫ـام‬ ‫ك قـ َ‬ ‫اُألم ِة فَ َش ـ َّم ُروا وطَلَبُــواـ العِْل َم َحىّت َبلَغُــوا مــا َبلَغُــوا ول ـ َذل َ‬
‫ِ‬ ‫يه نَفاِئس اَألو ِ‬ ‫ضل ما ُت ْن َف ُق فِ ِ‬ ‫غال بِطَلَ ِ ِ‬ ‫الشافِعِ ُّي ر ِضـي اهلل َعْنــه‪ِ ‬إ َّن ِ‬
‫اال ْشتِ َ‬
‫ـك‬
‫قات‪ ‬اه ـ و َذل ـ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ب العل ِْم َأفْ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫قادر على َأ ْن يزيِّن لِْلعابِ ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ب العِْل ِم ِح ْف ُ‬
‫اجلاه ِل َع َمالً‬ ‫َُ َ‬ ‫ظ الغَرْي ‪ .‬فَِإ َّن الشَّْيطا َن ٌ َ‬ ‫وح ْف ُ‬ ‫الن ْف ِ‬
‫ظ َّ‬ ‫َأِلن يف طَلَ ِ‬ ‫َّ‬
‫ب الشـَّْيطا َن بِعِْل ِم ِـه َفْي ْح ِفـ ُ‬ ‫مِلِ ِ‬ ‫مِل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ‬ ‫وَأمـا العـا ُ الذي ُه َـو َح ُّـق العـا َفَي ْغل ُ‬ ‫بـاطالً َفُي ْوق َعـهُ فيـه ويُضـلَّهُ و َغْي َـرهُ بِـه ّ‬
‫الم َغرْيِ ِه ِم َن النّاس‪.‬‬
‫المهُ وِإ ْس َ‬ ‫ْس َ‬
‫ِإ‬

‫ك َأمــر اهلل رسـولَه بِطَلَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ميان‪ِ ،‬ع ْلم الدِّي ِن حياةُ اِإل س ِ ِ ِ‬ ‫ِإخو َة اِإل ِ‬
‫ب اال ْزديــاد م َن الع ْل ِم ومَلْ يَـْأ ُم ْر نَبِيَّهُ‬ ‫الم ل َذل َ َ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ب ِز ْدنِي ِعل ًْم ا (‬ ‫ـاد ِم ْن َش ـ ـ ْى ٍء ِإالَّ ِم َن العِْل ِم فَقـ ـ َ‬
‫ـال َعـ ـ َّـز ِم ْن قاِئ ٍل ﴿ َوقُ ْل َر ِّ‬ ‫اال ْز ِديـ ـ ِ‬
‫ب ِ‬ ‫يف ال ُقـ ــر ِ‬
‫ءان بِطَلَ ِ‬
‫ْ‬
‫صـْيلِ ِه َّ‬
‫والت َقـ ِّـوي‬ ‫‪ ﴾)١١٤‬فَٱ ْقتَـ ُـدوا بِنَبِيِّ ُكم صـلّى اهلل علَيـ ِـه وسـلَّم وٱطْلُبــوا ِع ْلم الــدِّي ِن و ُشـدُّوا اهلِ َّمةَ لِتَح ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫الد ُكم وِإس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َأْن ُف ِس ُكم ِ‬ ‫اآلخر ِة ِ‬ ‫الرفِيعةُ يف ِ‬ ‫فِ ِيه فَِفي َذلِ‬
‫الم ُكم‪.‬‬ ‫وَأهلي ُك ْم وبِ ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫وح ْف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫َّر‬
‫َ‬ ‫والد‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ك‬‫َ‬

‫ِإ ْخ َوايِن امل ْسلِ ُم ْو َن ُّ‬

‫الس َع َداء‪....‬‬
‫ُ‬
‫ان و َنتَمىَّن الِّل َقــاء ىِف‬‫ي ــم ِكن َأ ْكتَ ِفي هـ َذا ِميِّن ىِف هـ ِـذ ِه ال ــمناسبة‪ ،‬وَأطْلُب اْلع ْـفـو ِمْن ُكم ِمن اْخلَطَـِإ والنِّسـي ـِ‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُْ‬
‫ب َوبَ ِّش ـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫منَاس ـب ٍة س ـعِي َد ٍة ُأخــرى‪ .‬ش ــكرا علَى ُكـ ِّ ِ ِ‬
‫ص ـٌر ِّم َن اهلل َو َفْت ٌح قَ ـ ِريْ ٌ‬
‫ـل ْاهت َمــام ُك ْم وا ْس ـت َماع ُك ْم‪ .‬نَ ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ ََ َ ْ َْ‬
‫ال ُـمْؤ ِمنِنْي َ ‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬

‫ّ‬