محاضرات مقياس اقتصاديات الاعلام

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫محاضرات مقياس ‪ :‬اقتصاديات وسائل االعالم‬

‫السنة الثانية‬

‫أ عبيدي فاطمة الزهراء •‬


‫مقدمة نظرية تاريخية حول عالقة اإلعالم باالقتصاد‬
‫‪ )1‬نشأة وتطور مفهوم اقتصاديات وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫تعد صناعة اإلعالم في العصر الحديث واحدة من اقوى البنيات الصناعية التي عرفها العالم حيث أن‬
‫موضوع اقتصاديات اإلعالم عرف االهتمام مع ثورة االتصال‪ ،‬والنمو السريع لصناعة اإلعالم‪ ،‬ولم يكن‬
‫الموضوع يلقى نفس االهتمام في أشكال اإلعالم القديم‪ ،‬الن تكلفة اإلعالم قبل اختراع الطباعة ثم اختراع‬
‫الراديو والتلفزيون لم تكن شيئا يستحق البحث‪ ،‬حيث أن االهتمام كان منصبا على محتوى الرسالة في‬
‫اإلعالم القديم اكثر منه على الشكل او االخراج النهائي للرسالة ‪.‬أما اليوم فان االهتمام بالشكل المادي‪،‬‬
‫وبتكلفة الرسالة اإلعالمية يأتي على نفس القدر مع االهتمام بمضمونها هذا اذا لم يكن اكثر ‪،‬وهذا ما ساهم‬
‫بإعطاء الصبغة الصناعية والتجارية لوسائل اإلعالم بشكل متزايد‪ ،‬وقد ساعد في ذلك التطور‬
‫التكنولوجي العارم والتسارع في رقعة السوق وانفتاحها مما زاد تعقدها وحركتها على المستوى العالمي‬
‫في ظل ما يعرف بالعولمة بكل تجلياتها االقتصادية ‪،‬السياسية ‪،‬الثقافية واالعالمية ‪ ،‬وهو ما فرض إعادة‬
‫النظر في النظام االقتصادي لوسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة وااللكترونية في البلدان‬
‫الصناعية نفسها وفي كثير من البلدان النامية‪.‬‬
‫فرض هذا الوضع على المؤسسات اإلعالميةة سةواء اكانةم عموميةة او خاصةة م المزيةد مةن العمةل‬
‫نحةةو التحةةرر والتنةةوع مةةن اجةةل أن تةةتمكن مةةن تلبيةةة الطلةةص والتصةةدي لمتطلبةةات التطةةور الةةذي فرضةةته‬
‫تكنولوجيةةات االتصةةاالت الحديثةةة‪ ،‬وان تكةةون فةةي مسةةتوى الرهانةةات ومةةا تحتويةةه مةةن ابعةةاد اسةةتراتيجية‬
‫وتكنولوجيةةة وثقافيةةة علةةى المسةةتوى المحلةةي او الةةدولي ‪ ،‬وهةةذا يسةةتدعي مةةن هةةذا المؤسسةةات اإلعالميةةة‬
‫بالضرورة تحرير السوق والسماح لرأس المال الصناعي بمزيةد التحركيةة االقتصةادية فةي مجةال اإلعةالم‬
‫لدفع عجلة االستثمارات وبدعم من السلطات العمومية‪ ،‬ومن الهيئات الدولية واإلقليمية‪ ،‬وهذا االستثمارات‬
‫الضةةةمة مةةن القطةةاعين العةام والةةةاه هةةي التةةي سةةتحد الفةةرق الةةذي يةلةةق الفةةارق فةةي مجةةال اقتصةةاديات‬
‫اإلعةالم ‪ ،‬حيةث اكتسةص نشةا وسةائل اإلعةالم أهميةة متزايةدة مةع مةرور الةزمن‪ ،‬ممةا اسةترعى اهتمةام‬
‫الباحثين من كل التةصصات العلمية‪ ،‬وذلك بسبص الطابع االقتصادي المتنامي لنشةا وسةائل اإلعةالم مةع‬
‫ظهور الشبكات اإلعالمية الكبرى وتعقيد نشا وسائل اإلعالم نفسه‪ ،‬مع اكتساب أبعاد إستراتيجية بظهور‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬ومع اضطالع السياسات العمومية في معظم البلدان بمهمة تطوير القطاع‬
‫وتنظيمه‪.‬‬
‫وقد أصبح نشا وسائل اإلعالم عموما‪ ،‬والمرئية والمسموعة خصوصا يشم‬
‫ر تطبيق القواعد الصناعية بشكل واضح‪ ،‬والذي تؤكدا االستثمارات الضةمة في وسةائل اإلنتةاج والبةث‬
‫واالسةتقبال‪ ،‬وتقسةيم العمةل التقنةي والفنةي المتقةدم جةدا‪ ،‬واسةتةدام ةرق إنتةاج يغلةص عليهةا عنصةر رأس‬
‫المال‪ ،‬واعتماد أحدث التقنيات الدقيقة‪ ،‬ويتطلص ذلك كله سوقا واسةعة و لبةا نشةيطا متجةددا‪ ،‬يسةمح بجلةص‬
‫االستثمارات وتطوير اإلبداع الثقافي واإلنتاج الفكري واإلعالمي القادر على المنافسة ‪.‬‬

‫والشكل الموالي يوضح العلقةة بةين تطةور وسةائل اإلعةالم واالتصةال وبةين االهتمةام المتزايةد باقتصةاديات‬
‫اإلعالم عبر خط زمني توضيحي ‪:‬‬

‫ظهور ‪NTIC‬‬ ‫ظهور وسائل االتصال الجماهير‬ ‫ظهور الطباعة‬ ‫ظهور الكتابة‬ ‫ظهور االتصال كحاجة‬

‫ا‬

‫التطور عبر الزمن‬

‫بداية ظهور الصناعات اإلعالمية‬ ‫انتشار المواد المطبوعة‬ ‫بداية التأريخ‬ ‫وسائل االتصال بسيطة‬

‫على المعرفة‬ ‫اقتصاد مبني‬

‫االهتمام‬ ‫وغير مكلفة‬

‫االبتكار في صناعة اإلعالم واالهتمام‬ ‫االهتمام بالشكل‬ ‫بالمضمون‬

‫بخلق المحتوى‬

‫وسائل اإلعالم غير مكلفة‬

‫صناعة اإلعالم اكثر تعقيدا وتكلفة(زيادة‬ ‫(عدم ظهور اقتصاديات اإلعالم)‬

‫االهتمام باقتصاديات اإلعالم )‬


‫أسباب االهتمام المتزايد باقتصاديات اإلعالم‬
‫نؤكد بداية أن الدراسة االقتصادية المعمقة لوسائل اإلعالم حديثة نسبيا ‪ ،‬حيث انصص االهتمام سابقا‬
‫على دراسة الجوانص القانونية والسياسةية واالجتماعيةة والتاريةيةة ‪ ،‬وجةاء االهتمةام بالجوانةص االقتصةادية‬
‫الرمةوز‬ ‫متأخرا نوعا ما ويعود ذلك اساسا إلةى بيعةة المنةتال االعالمةي فةي حةد ذاتةه الةذي يتميةز بفةي‬
‫والمعاني سواء في الوسائل التقليدية صحف ‪ ،‬راديو‪ ،‬تلفزيون ‪..‬م او العوالم االفتراضية ‪ ،‬والتةي تةتلةف‬
‫عن المنتجات المادية ‪ ،‬كما أن االحصاءات المتعلقةة بحجةم االسةتثمارات والتمويةل والمصةروفات المتعلقةة‬
‫بقطاع اإلعالم وايضا النطاق السوقي لكةل مؤسسةة اعالميةة وعةدد زبائنهةا جمهورهةام ومةداخيلها ‪...‬كةل‬
‫هذا المعطيةات وييرهةا كانةم ييةر متةوفرة بالقةدر الكةافي ممةا يجعةل الدراسةة االقتصةادية ل عةالم ييةر‬
‫ممكنة ‪،‬وريم ذلك فان العديد من العوامل االخرى دفعم باالهتمةام باقتصةاديات اإلعةالم قةدما ونةذكر مةن‬
‫اهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬االهمية المتزايدة لوسائل اإلعالم واتسامها بصفة التعقيد ‪ ،‬خاصة مع ظهور تكنولوجيةات اإلعةالم‬
‫واالتصال وما فرضةته مةن فةره وتحةديات جديةدة وييةر مسةبوقة علةى الصةناعة اإلعالميةة مةن‬
‫ناحية الشكل والمضمون وايضا نطاق االنتشار‬
‫‪ ‬كما سبق واشرنا فان للعولمة بةال االثةر علةى ظهةور اقتصةاديات اإلعةالم ‪ ،‬وذلةك لمةا تتطلبةه مةن‬
‫اسةةراع حركةةة السةةلع ورسوس االمةةوال ‪ ،‬وهةةذا يسةةتوجص تةةدفقا كبيةةرا لحركةةة المعلومةةات وبالتةةالي‬
‫تحولم المعلومات من مجةرد قاسةم مشةترد يةدعم كةل النشةا ات االقتصةادية إلةى سةلعة اقتصةادية‬
‫قائمة بذاتها حتى أن تسمية اقتصاد ما بعد العولمة ب اقتصاد المعرفة م لم يكن صدفة بل للتةدليل‬
‫على االهميةة البالغةة للمعلومةات كمةورد اساسةي تقةوم عليةه اقتصةاديات الةدول بعيةدا عةن المةوارد‬
‫التقليدية ‪.‬‬
‫‪ ‬ضةامة االستثمارات في مجال اإلعالم ‪ ،‬وهذا نتيجة لما سبق ذكرا حيث اصبحم اإلعالم الية‬
‫اساسية من اليات المؤسسات العالمية لتحقيق عولمة االسواق وتنمية النزعات االستهالكية‬
‫وبالت الي فهي تحتاج إلى مؤسسات ضةمة وتقديم محتويات تتناسص واهداف العولمة واقتصاد‬
‫السوق ‪ ،‬ومنه اتجهم المؤسسات اإلعالمية اكثر فاكثر إلى الطابع الصناعي ومنطق التةصص‬
‫في العمل واالهتمام بعنصر راس المال واالستثمار في التقنية والبحث عن اسواق اكبروجلص‬
‫المزيد من رسوس المال ‪.‬‬

‫مفهوم اقتصاديات اإلعالم‪:‬‬


‫أصبحم اقتصاديات اإلعالم " ‪ " media economics‬فرعا ً مهما ً من فروع دراسات االقتصاد‬
‫سواء‪ ،‬ليس فقط من المنظور الجزئي الذي ينظر من خالله إلى تدفقات رسوس األموال‬
‫واإلعالم على ال ّ‬
‫والتّدفقات النّقدية داخل وخارج الشركات والمؤسسات العاملة في المجال اإلعالمي‪ ،‬ولكن ألن الكثير من‬
‫التغيّرات التكنولوجية والتشريعية والمالية والكثير من التكتالت العالمية التي دخلم مجال اإلعالم خالل‬
‫العقود الثالثة الماضية‪ ،‬كان لها أكبر األثر في تشكيل خار ة االقتصاد العالمي‪ ،‬والتأثير في مسار عولمة‬
‫صناعة اإلعالم والتأثر بها‪.‬‬
‫ثم ّ‬
‫أن دراسة اإلعالم واالتصال تهتم بقضايا حرية التعبير وسهولة الوصول إلى اإلعالم واألثر‬
‫االجتماعي للمحتوى اإلعالمي‪ ،‬واآلثار المترتبة على استحداث تكنولوجيا جديدة في االتصاالت‪ ..‬وكل‬
‫ي بـ‪:‬‬
‫ذلك يثير أسئلة كثيرة ذات ابع اقتصادي‪ ،‬فاالقتصاد معن ّ‬
‫‪ ‬ما الذي يُنتال؟‬
‫‪ ‬وكيف يُنتال؟ بما يتضمنه ذلك من تكنولوجيا ومؤسسات منتجةم‪،‬‬
‫‪ ‬ولمن يُنتال؟ من المستفيد من المنتال ذاتهم‬
‫‪ ‬وما عائداته وأرباحه؟‪.‬‬
‫و من هنا فـ "اقتصاديات اإلعالم" مصطلح يتم توظيفه عادة ل شارة إلى '' مةتلف األنشطة التشغيلية‬
‫صناعات اإلعالمية''‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والموزعة لمةتلف منتجات ال ّ‬ ‫سسات المنتجة‬
‫والمالية للمؤ ّ‬

‫وتعتبر اقتصاديات اإلعالم حقالً جديدا ً من حقول الدراسات اإلعالمية‪ ،‬ويهتم هذا الحقل بدارسة‬
‫الجوانص االقتصادية ل عالم‪ ،‬ومنه جاء تعريفه بأنّه‪ '' :‬فرع من فروع االقتصاد التطبيقي الذي يدرس‬
‫اإلنتاج والتّوزيع واالستهالد‪ ،‬و كل ما له عالقة بالتمويل واالستثمار والنفقات والتكاليف واإليرادات‬
‫واألسعار لمحتويات وسائل اإلعالم''‬
‫ويعرفه روبرت بيكارد بانه " دراسة كيف تقوم المؤسسات اإلعالمية بتلبية حاجات وريبات الجمهور‬
‫المعلوماتية والترفيهية ‪ ،‬وحاجات المعلنين وحاجات المجتمع ككل بشكل عام بما يتوفر لديها من موارد "‬

‫وتساعدنا دراسة اقتصاديات اإلعالم من فهم مايلي ‪:‬‬


‫بيعة العالقات االقتصادية االرتبا ية التي تجمع كل من القائمين على الصناعة اإلعالمية ‪،‬‬
‫والمعلنين من جهة والجمهور من جهة اخرى م حيث يعتبر جمهور وسائل اإلعالم الهدف‬
‫الرئيسي للمعنين حتى يوصل له كل اإلعالنات التي تساعد على تحفيز سلود الشراء وزيادة‬
‫المبيعات ‪ ،‬و بعا يلعص اإلعالم في هذا المعادلة الدور االبرز للتأثير على هذا الجمهور وتحديد‬
‫ميوله وريباته بشكل يير مباشر او تحديد سلوكه الشرائي بشكل مباشر من خالل نوعية‬
‫اإلعالن وتوقيته وتصميمه من ناحية مؤثرات الشكل والمضمون ‪ .‬ويمكن اختصار هذا العالقة‬
‫من خالل الشكل التالي‬

‫المعلنين‬

‫االعالن‬

‫المؤسسة‬
‫الجمهور‬ ‫االعالمية‬

‫يسمح لنا بفهم االنشطة االقتصادية للمؤسسات اإلعالمية وكيفية تسيير وادارة العملية االنتاجية‬
‫فيها ‪ ،‬وهنا نشير إلى أن الصناعة اإلعالمية هي صناعة متكاملة العناصر كما أن المؤسسة‬
‫اإلعالمية هي مؤسسة قائمة ذاتها ينطبق عليها كل مفاهيم اإلدارة والمانجمنم الحديثة ‪ ،‬يير أن‬
‫االختالف فقط هو في سيرورة هذا االنتاج و بيعة المنتال الالمادية ‪.‬‬
‫تساعدنا على دراسة السوق و المؤسسات المنافسة وفهم انشطة المؤسسة اإلعالمية وكيف‬
‫تدار عملية االنتاج داخلها‬
‫فهم كل الظروف المحيطة بالمؤسسة اإلعالمية وكيف تؤثر عليها‬

‫العالقة العضوية بين اإلعالم واالقتصاد‪:‬‬

‫لقد ظل االهتمام ولمدة ويلة منصبا على دراسة اإلعالم والصحافة كنظام مرتبط باألنظمة‬
‫األخرى‪ ،‬وتمركزت الجهود بشكل أساسي حول دراسة اإلعالم وتشريعاته وفنياته وأساليص الكتابة فيه‬
‫وتأثيرا‪ ،‬وظل اعتقاد سائد ‪ -‬ولمدة ويلة – مفادا ّ‬
‫أن مسائل اإلدارة والتمويل والتنظيم واإلنتاج والعائد في‬
‫بالرسالة اإلعالمية و ُمنتجها‬
‫ّ‬ ‫مجال العمل اإلعالمي تعَد ُّ مسائل ذات أهمية ثانوية مقارنة باالهتمام‬
‫و ُمستقبلها والتأثيرات التي تُحدثها‪ ،‬م ّما أدى إلى نقص واضح في مثل هذا الدراسات على الريم من‬
‫أهميتها وضرورتها العلمية والتطبيقية‪ ،‬فهذا جان ماري شارون ‪ Jean-Marie Charon‬م يؤكد ّ‬
‫أن تقييم‬
‫الدور السياسي أو الثقافي أو االجتماعي أو حتى السيميولوجي السميولوجيا هي علم المعاني والدالالت م‬
‫لوسائل اإلعالم دفعم إلى تهميش مسألة اقتصاداتها ‪.‬‬
‫يير ّ‬
‫أن التغيرات والتطورات التكنولوجية قد أبرزت الجانص الصناعي في المنتجات اإلعالمية‪ ،‬وتنظيم‬
‫هذا اإلنتاج‪ ،‬ث ّم أ ّن أهمية تمويل وسائل اإلعالم وتفاعلها مع قطاعات مفتاحية في مجال االقتصاد‪ ،‬أثارت‬
‫اهتمام الباحثين في مجموعات االتصال والمجموعات الصناعية‪ ،‬في يضون السنوات األخيرة‪ ،‬م ّما أدى‬
‫إلى نقالت نوعية وديناميكية كبيرة في المشهد االقتصادي لقطاع اإلعالم‪.‬‬
‫سلع التي يطلقها‬
‫أن المادة اإلعالمية أصبحم سلعة مثلها مثل أي سلعة أخرى تتوفر فيها شرو ال ّ‬
‫االقتصاديون عادة والمعروفة بـ ‪5Ms‬م أي يتوافر في صناعة المؤسسات اإلعالمية العناصر التقليدية‬
‫إلنتاج أي سلعة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬المال ‪. Money‬‬
‫‪ ‬األيدي العاملة ‪. Man power‬‬
‫‪ ‬المواد الةام ‪.Material‬‬
‫‪ ‬اآلالت ‪. Machines‬‬
‫‪ ‬اإلدارة ‪Managment‬م‬
‫ي سلعة أو منتال آخر مع التأكيد على الةصوصية‬
‫تشترد أهداف المنتال اإلعالمي مع أهداف أ ّ‬
‫المتعلقة بمضمون الرسالة اإلعالمية ووظائفها تجاا الفرد والمجتمع‪ ،‬فهناد هدف إشباع الحاجة إلى‬
‫ي صناعة‪.‬‬
‫المعرفة وتحقيق الربحية أو العائد باعتبارا مقياس إنتاجية أ ّ‬
‫أن إدارة المؤسسة اإلعالمية تعد نشا ا إبداعيا إداريا وإذا نظرنا إلى الواقع نجد أن الكثير من‬
‫مديري المؤسسات اإلعالمية هم من المبدعين ومنتجين الفكر ويعتبر ذلك تحديا يواجه اإلدارة الحديثة في‬
‫مؤسسات اإلعالم ‪ ،‬حيث يعتبر العنصر البشري هو العنصر االهم في المؤسسة اإلعالمية النه هو من‬
‫يضمن االبداع الحقيقي والتجديد المستمر الذي تحتاجه هذا الصناعة ‪.‬‬
‫ّ‬
‫أن مديري وسائل اإلعالم تنطبق عليهم صفة مديري المؤسسات األخرى‪ ،‬الذين يتولون مهمة تهيئة‬
‫البيئة اإلداريةة المالئمةة والتةي تجعةل جهةود الجماعةة موجهةة نحةو تحقيةق أهةداف العمةل الجمةاعي‪ ،‬حتةى‬
‫تةرج الصحيفة او أي منتال اعالمي اخر كسلعة مادية أو خدمة ملموسة تهدف لتحقيق الربح‪،‬‬

‫التغيرات الواسعة التي حدثم في بيعة العالقات االجتماعية والمهنية بين فئات العاملين في‬
‫المؤسسات اإلعالمية‪ ،‬من مالد وصحفيين وإداريين وأهمية إعادة التوازن في هذا العالقة بعد دخول‬
‫عناصر جديدة يريبة عن الروح اإلعالمية مثل المبرمجين ألجهزة الحاسوب والمنظمين‪ ،‬والراصدين‬
‫لمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬هذا العناصر أضافم قيمة ودورا متزايدا للتنظيم واإلدارة والمحاسبة‪،‬‬

‫تعاظم دور االقتصاد في الصناعة اإلعالمية مع تزايد االتجاا نحو خوصصة النشا اإلعالمي علةى‬
‫المستويين العالمي والمحلي‪ ،‬إعادة هيكلة التمويل واالستثمار في هذا الصناعة في ظل العولمة التي جعلم‬
‫الجانص االقتصادي والتكنولوجي يمثالن القوة الدافعة ل عالم‪ .‬كما سبق شرحه‬

‫وننتهي إلى القول بأن الواقع أصبح يفرض على العامل فةي المؤسسةة اإلعالميةة محةررا ومةرجةا‬
‫وصةةحفيا ورجةةل مطبعةةة ورجةةةل إعةةالن ورجةةل إدارة م أن يلّةةةم بالجانةةص االقتصةةادي والمةةةالي واإلداري‬
‫للمؤسسة اإلعالمية‪ّ ،‬‬
‫وأن إنتاج عمةل إعالمةي عةالي الجةودة شةكال ومضةمونا والنجةاح فةي تسةويقه يتطلةص‬
‫تكامال وثيقا بين العمل التحريري والفني واالقتصادي واإلداري‪.‬‬
‫خصائص صناعة اإلعالم‪:‬‬
‫تعتبر الصناعة اإلعالمية من الصناعات ذات الطبيعة الةاصة التي تُم ِّيّزها عن الصناعات األخرى‬
‫بحكم تميّز منتجها‪ ،‬وتميّز المشكالت والتحديات التي تحيط بها كمشاريع اقتصادية تؤثر بشكل أساسي‬
‫على هياكلها التمويلية‪ ،‬وبما ّ‬
‫أن المحور األساسي الذي تدور حوله إدارة المشروع اإلعالمي هو تحقيق‬
‫متداوال ويحقق عائدا‪ّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫َ‬ ‫قيادة لهذا المشروع من الناحيتين‪ :‬المالية واإلدارية‪ ،‬كي يكون المنتال اإلعالمي‬
‫ال تعرف على خصائص صناعة اإلعالم يساهم في ترشيد االستثمار في هذا المجال وتوجيهه بما يةدم‬
‫الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫ومن أهم ما يميز الصناعة اإلعالمية عن ييرها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬عناصر اإلنتاج‪ :‬حيث تحتاج صناعة اإلعالم ‪ -‬شأنها شأن أية صناعة ‪ -‬إلى عناصر اإلنتاج‬
‫ولكن في مجال صناعة اإلعالم فإن هذا العناصر‬ ‫رأس المال‪ ،‬العمل‪ ،‬اإلدارةم‬ ‫المعروفة‬
‫أخذت شكال مميزا‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الوقت بالنسبة للمنتج اإلعالمي(الصحافة خصوصا)‪ :‬حيث يعتبر المنتال سريع التلف‬
‫وتنتهي صالحية الةبر الصحفي مثال مدة ‪24‬ساعة ‪،‬وهذا ما يفسر التسابق نحو تحقيق السبق‬
‫الصحفي ‪ ،‬وتزيد هذا المدة بحسص المنتال االعالمي ‪،‬سواء اكان مسلسل ‪ ،‬حصة ترفيهية ‪ ،‬وفيلم‬
‫‪..‬الخ‬
‫‪ ‬تعدد أشكال المخاطرة‪ :‬فصناعة اإلعالم مشروع يتسم بالمةا رة‪ ،‬بل تتعد أشكالها لشدة المنافسة‬
‫في مجاالتها المةتلفة بين المؤسسات المةتلفة‪ ،‬سواء في مجال البث المباشر للوقائع واألحداث في‬
‫الفضائيات أو في التحرير أو اإلعالنات أو الطباعة أو التوزيع‬
‫‪ ‬اعتماد الوسيلة اإلعالمية أساسا على إبداع العنصر البشري الذي يقوم بالدور األساسي في خلق‬
‫شةصية الوسيلة اإلعالمية وفي تحديد جمهورها وحجم توزيعها وبالتالي حجم إعالناتها وفي‬
‫النهاية حجم أرباحها‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫فإن البحث عن العنصر البشري المتمكن تةصصا وفنيا وإدارة‪،‬‬
‫أصبح ضرورة ال يُستغنى عنها وفي الوقم ذاته تحديا صعص تحقيقه بهذا التكامل‪.‬‬
‫‪ ‬أنّ األنظمة – خاصة في الدول النامية والتي ما زالت تس ِّيّر أمورها في ظل بقايا النظام‬
‫الشمولي‪ -‬تحره على فرض سيطرتها على الجانص اإلعالمي وخاصة الثقيل – اإلذاعة‬
‫الصحف‪،‬‬ ‫والتلفزيون – وحتى بع‬
‫‪ ‬االحتكارات اإلعالمية في أمريكا وأوروبا الغربية‬
‫‪ ‬تنامي قوة الرأي العام‬
‫‪ ‬ضخامة االستثمارات المطلوبة لقيام صناعة إعالمية واستمرارها‪ ،‬حيث أصبحم صناعة‬
‫اإلعالم صناعة مكلفة جدا‪،‬‬

‫‪ ‬خاصية المنتج المشترك )إيرادات التوزيع ‪ +‬إيرادات اإلعالنات(‪ :‬يترتص على المنتال اإلعالمي‬
‫تقديم منتجين متالزمين هما‪ :‬المادة اإلعالمية المصورة المتمثلة بالمادة التحريرية وما يصبحها‬
‫من صور والمادة اإلعالنية‪ ،‬وبالتالي تحصل المؤسسة اإلعالمية على إيرادات مشتركة‪ ،‬من‬
‫خالل إيراد التوزيع‪ ،‬وإيراد اإلعالنات‪.‬‬

‫أنماط الملكية واالستثمارات في المؤسسات اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ -‬وتتحدد ملكية وسائل اإلعالم يما يلي‪:‬‬


‫بيعة البلد الجغرافي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مستوى التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬ميل الحكومة للتدخل في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬النظام السياسي‪.‬‬

‫بيعيا أو معنويام بشيء من األشياء اختصاصا‬ ‫والملكية في معناها البسيط هي « اختصاه الشةص‬
‫يكفل له السيطرة على منافعه وكيانه »‬
‫تصنيف المؤسسات اإلعالمية حسب ملكيتها ‪:‬‬
‫تصنف المؤسسات ‪ -‬وفقا للنشا الذي تقوم به ‪ -‬إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة اإلدارية‬
‫‪ ‬المؤسسة االقتصادية‬
‫‪ ‬المؤسسة المهنية‬

‫وتدخل المؤسسات اإلعالمية ضمن هذا التصنيفات وتتفرع عنها المؤسسات الصحفية والتي تعني «‬
‫المنشأة أو الهيئة التي تتولى إصدار الصحف أو الصحيفة وتتةذ الوحدة االقتصادية الشكل القانوني وتةتار‬
‫الكيان اإلداري الذي يتالءم مع اعتبارات كثيرة»‪ ،‬ومهما اختلفم أشكال المؤسسات أو المنظمات فإنها‬
‫تتفق باشتراكها في عدة عناصر وهي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬وجود العاملين والمؤ رين للعمل في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬المقر ومشتمالته‪.‬‬
‫‪ -‬نشا المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة‪.‬‬
‫وسنقسم الحديث عن ملكية المؤسسات اإلعالمية إلى ملكية المؤسسات الصحفية وملكية المؤسسات‬
‫اإلذاعية والتلفزيونية‪.‬‬

‫‪ -1‬ملكية المؤسسات الصحفية‪ :‬مع النمو االقتصادي لصناعة اإلعالم وتطورها التكنولوجي‪ ،‬تعقدت‬
‫أنما الملكية وأشكالها وتنوعم هذا باختالف الجهة أو المؤسسة أو األفراد المالكون لهذا الوسائل‪،‬‬
‫ويمكن ذكر أكثرها شيوعا في األنما التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ملكية الدولة‪ :‬وتتوزع إلى عدة أنواع من الملكية‪.‬‬
‫‪ ‬ملكية مباشرة للدولة‪ :‬حيث تكون هذا الوسيلة مملوكة للدولة‪ ،‬وتسيطر الحكومة عليها تماما‪،‬‬
‫فهي التي تدير وتعين اإلداريين واإلعالميين والفنيين وتحدد السياسة التحريرية‪ ،‬وكل ذلك قد‬
‫يتم عن ريق وزير اإلعالم أو رئيس الوسيلة الذي تعينه الحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬ملكية غير مباشرة‪ :‬هنا تكون الملكية للدولة ممثلة في هيئة يير حكومية‪ ،‬فهي التي تحدد‬
‫تعيينات اإلدارة العليا وإن كان ذلك يير معلن‪ .‬وفي هذا الحالة تكون للوسيلة ميزانيتها‬
‫وكينونتها الةاصة وشةصيتها االعتبارية القانونية المستقلة‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمة العامة‪ :‬بحيث تكون الملكية للدولة ولكن الوسيلة مستقلة عن النظام السياسي‪ ،‬مثل‬
‫نموذج مؤسسة الةدمة العامة ‪ BBC‬في بريطانيا التي لديها درجة من االستقالل عن الدولة‬
‫تحميها من التحكم السياسي المباشر‪.‬‬
‫‪ ‬ملكية خاصة أو ملكية فردية‪ :‬ويقصد بهذا النمط من الملكية أن تكون الوسيلة اإلعالمية مملوكة لفرد أو‬
‫ريق أسهم‪ ،‬مثل روبرت موردوخ الذي يمتلك نسبة كبيرة من شركة ‪News‬‬ ‫ألفراد مباشرة أو عن‬
‫‪ Corporation‬وهي ثاني أكبر مجموعة إعالمية عبر العالم‪ .‬وريم أن اإلعالم الةاه هو النمط السائد‬
‫في الدول الغربية وتحكمه قواعد تفصل بين اإلدارة والتحرير‪ ،‬فذلك ال يعني يياب تأثير الرأسمال‬
‫والتوازنات السياسية على كثير من الوسائل اإلعالمية‪.‬‬
‫وهذا النوع من الملكية هو األكثر شيوعا في المجالت والجرائد األسبوعية‪ ،‬وعادة ما يكون المالك‬
‫للصحيفة هو رئيس التحرير والمدير بل ويمكن أن يعمل في أي موقع في مؤسسته‪ ،‬كما ّ‬
‫أن صاحص‬
‫الصحيفة هو الذي يدير العمل ويرسم السياسة للصحيفة ويتحمل المسؤوليات‪ ،‬وأهم ما يميز الملكية الفردية‬
‫ّ‬
‫أن للمالك الحرية في إدارة المؤسسة والتصرف في أمواله‪ ،‬واالحتفاظ بجميع المعلومات المالية الةاصة‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬أما عيوبها فتتمثل إمكانية ضياع ما يملكه مالك الوسيلة في حال فشله في إدارة مشروعه‬
‫اإلعالمي‪ ،‬وان الملكية الفردية ليسم قابلة للتحول إلى عمل تجاري موسع‪ ،‬وأن كل الديون تقع على عاتق‬
‫المالك الفردي‪ ،‬ومن الصعص الحصول على القروض والمنح والمساعدات ويلة األجل‪.‬‬

‫‪ ‬ملكية العائلة‪ :‬وهو شكل نتال عن تطور الملكية الفردية بعد أن آلم الصحف إلى العائلة‬
‫باإلرث ومن أبرز األمثلة على هذا النمط في الو ن العربي صحيفة األهرام التي يمتلكها آل نقال‪،‬‬
‫ودار الهالل التي يمتلكها آل زيدان‪ ،‬وروز اليوسف التي تمتلكها فا مة اليوسف وابنها إحسان عبد‬
‫القدوس‪ ،‬وقد تعددت أشكال التصرف في هذا الملكية بين رئاسة التحرير واإلدارة والملكية فقط‪.‬‬
‫‪ ‬ملكية المشاركة‪ :‬وفي هذا النمط يعقد شةصان أو أكثر اتفاقا شفويا أو كتابيا بغرض تأسيس‬
‫صحيفة أو شرائها أو إدارتها‪ ،‬ويأخذ هذا النمط من الملكية عدة أشكال‪ ،‬مثل المشاركة العامة‬
‫وتعني اتفاق بين شةصين أو أكثر لتأسيس أو شراء صحيفة واالشتراد معا في نشرها وهذا‬
‫النّمط هو األكثر شيوعا في ملكية المشاركة‪ ،‬وهناد ملكية المشاركة المحدودة وفي هذا الشكل‬
‫يمكن ألي ناشر أن يزيد رأس مال ملكيته مع إعطاء مسؤولية محددة لهؤالء الذي يزودونه‬
‫برأس مال إضافي‪ ،‬ويكون الشريك المحدد مسؤوال عن الديون المحددة للصحيفة بالقدر الذي‬
‫وافق على أن يساهم به استثماريا في الصحيفة وليس له حق التعاقد للصحيفة أو السيطرة على‬
‫رأسمالها‪ ،‬أما النوع الثالث من ملكية المشاركة فيتعلق بالشركة الةاصة وتكون باتفاق تعاقدي‬
‫بتشكيل مجلس للمديرين والمسؤولين إلدارة شؤون الصحيفة وكل مساهم يكون مسؤوال‬
‫بالةسارة والربح‪.‬‬

‫‪ ‬الملكية الحزبية‪ :‬يقصد بهذا النمط أن تكون الوسيلة اإلعالمية مملوكة لحزب سياسي تعبر‬
‫عن فكرا السياسي أو توجهاته أو مذهبه األيديولوجي‪ ،‬وتكون مهمتها الترويال له والدفاع عن‬
‫مواقفه وسياساته‬

‫الوسائل اإلعالمية التي يملكها الصحفيون أنفسهم‬ ‫‪ ‬ملكية العاملين في اإلعالم‪ :‬هناد بع‬
‫وتقدم جريدة ‪ Le Monde‬الفرنسية مثاال ناجحا على ذلك‪ .‬نشأت جريدة ‪ Le Monde‬في‬
‫‪ 1944‬كمرجع يومي لألخبار جديرة بثقة القارئ‬
‫‪ ‬ملكية تعاونية‪ :‬يقوم هذا النمط على امتالد عدد كبير من المساهمين في هذا الوسيلة على‬
‫أرصدة صغيرة‪ ،‬وينتةبون جمعية عمومية ومجلس إدارة يعبر عنهم‪ .‬وهذا النمط من الملكية‬
‫يحافظ على أداء الوسيلة اإلعالمية بمعزل عن التأثر بإستراتيجية مالك محدد أو عدد قليل من‬
‫المالد‪ .‬كما أن زيادة عدد المالكين مع ازدياد دور الجمعية العمومية يزيد من مناعة وسائل‬
‫اإلعالم تجاا الضغو السلطوية‪.‬‬
‫نمط الملكية (تابع)‬
‫ب) نمط الملكية في اإلذاعة والتلفزيون‪ :‬هناد أربعة أنواع من النظم اإلذاعية والتلفزيونية في العالم‬
‫تبين عمليات التمويل وهي‪:‬‬
‫‪ ‬نظام اإلشراف الحكومي المطلق‪ :‬تمتلك الحكومات تحم هذا النظام المؤسسات اإلذاعية‬
‫المسموعة والمرئية وتشرف عليها وتديرها‪ ،‬وتكون على شكل هيئة حكومية تتبع إحدى‬
‫الوزارات كوزارة اإلعالم أو وزارة الثقافة‪ ،‬أو تتةذ هيئة مستقلة تةضع إلشراف الدولة‬
‫الدول العربية‪ ،‬وينتشر في فرنسا‬ ‫مباشرة‪ ،‬وهو أمر منتشر في الدول النامية ومنها بع‬
‫وبلجيكا والصين ودول أوروبا الشرقية؛ وبما أن الدولة هي التي تتولى إدارتها فهي مسؤولة عن‬
‫برامجها ويير ذلك من‬ ‫تمويلها وقد تسمح باإلعالن عن مؤسساتها‪ ،‬باإلضافة إلى بيع بع‬
‫الةدمات التي تحقق إيرادات تساعد في تةفيف العصء على الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫الحر ‪ :‬هنا ال ترتبط المؤسسات بأية رابطة مع الدولة ويستطيع األفراد أو‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬النظام التجاري‬
‫المؤسسات أو الشركات أو الهيئات وييرها من تأسيس اإلذاعات ومحطات التلفزيون التي‬
‫تستهدف تحقيق الربح‪ ،‬وينحصر دور الدول في منح تراخيص العمل للمتقدمين وتوزيع‬
‫الموجات‪ ،‬باإلضافة إلى اإلشراف على محتويات البرامال بحيث تتضمن قدرا تحددا الدولة؛ أما‬
‫مواردها المالية فهي تحقق عن ريق اإلعالنات التي تتةذ شكل تمويل برامال كاملة وبيع‬
‫ساعات البث وإنتاج البرامال التجارية وبيعها وتصدريها‪ ،‬وفي هذا النظام توجد ريقة تمويل‬
‫أخرى ريقة اشتراكات المستقبلين لكي تقلل من اعتمادها الكلي على اإلعالن‪.‬‬
‫‪ ‬النظام االحتكاري ‪ :‬وفي هذا النظام تعطي الدولة حق اإلذاعة إلى الهيئات العامة أو الةاصة التي‬
‫تتمتع بقدر كبير من الحرية‪ ،‬الن الحكومات ال تديرها وال تتدخل في عملها وإنما تشرف عليها‬
‫فقط بواسطة مجلس إدارة‪ .‬ويتم تمويلها بتةصيص جزء من ميزانية الدولة لتلك اإلذاعات‪ ،‬أو‬
‫عن ريق فرض ضريبة على أجهزة الراديو والتلفزيون أو فرض ضريبة على استهالد‬
‫الكهرباء؛ كما أن هذا النظام ال يسمح بإذاعة اإلعالنات ولكن معظمها اتجه ل عالنات اآلن‬
‫وكمثال هيئة ‪ BBC‬البريطانية‪.‬‬
‫الدول إلى األخذ بالنظام المزدوج نتيجة للظروف االجتماعية‪ ،‬وفي‬ ‫‪ ‬النظام المختلط‪ :‬تلجأ بع‬
‫هذا الحالة تمتلك الدولة هيئة إذاعية رسمية كما أنها تعطي للهيئات الةاصة والعامة واألفراد‬
‫حق امتالد مؤسسات إذاعية أخرى بموجص اتفاقيات تحدد فيها حقوق وواجبات كل من الدولة‬
‫واإلذاعة‪ ،‬ومن ناحية التمويل فإن هيئة اإلذاعة الرسمية تعتمد على مصدرين في دخلها؛ المنحة‬
‫المالية تقدمها الحكومة سنويا واإلعالنات التي تبيعها‪ ،‬أما بالنسبة للمحطات الةاصة تعتمد‬
‫بالدرجة األولى على اإلعالنات التي تذيعها وكمثال على هذا النظام‪ :‬هيئة اإلذاعة الكندية‬
‫واليابان حيث يوجد بها إذاعة رسمية وعشرات من شركات اإلذاعات المسموعة والمرئية‪.‬‬

‫تأثير نمط الملكية على األداء اإلعالمي واقتصاديات المؤسسة اإلعالمية‪:‬‬

‫ال شك أن لملكية وسائل اإلعالم تأثير على األداء اإلعالمي للوسيلة فال يوجد إعالم حر بشكل‬
‫كامل‪ ،‬وريم تباين هذا التأثير بين القطاع العام والةاه فإنهما يلتقيان في جوانص متعددة من أهمها‪:‬‬
‫• التأثير على الرأي العام‪ :‬يعد اإلعالم الصيني مثاال بارزا لمدى تأثير ملكية الدولة على األداء اإلعالمي؛‬
‫فمازالم الحكومة الصينية تسيطر بشكل مطلق على وسائل اإلعالم على الريم من أن وسائل اإلعالم‬
‫تعمل وفقا ً لقواعد السوق الحر‪ ،‬ولكنها تعمل في ضوء التوجهات الدعائية للحزب الشيوعي وال تستطيع‬
‫الةروج عن مبادئه وسياساته وتوجهاته أو الةروج عن التعليمات الحكومية‪.‬‬
‫بينما في الواليات المتحدة األمريكية توجد مجموعة من التكتالت االقتصادية العمالقة تسيطر على وسائل‬
‫االتصال األمريكية وتتحكم فيما يشاهدا الجمهور األمريكي وما يقرأا عن العملية السياسية‪،‬‬
‫• تحقيق مصالح النخبة الحاكمة‪ :‬تُتهم المؤسسات اإلعالمية الكبرى بأنها تقوم بدور شر ي الحراسة‬
‫لحماية وترويال المصالح والتشريعات االقتصادية للنةص الحاكمة وأبا رة السوق‪ ،‬وأن هذا الكيانات‬
‫اإلعالمية العمالقة التي نشأت خالل العقد والنصف الماضيين تجاوزت وظائفها اإلعالمية التقليدية‬
‫وصارت سالحا أيديولوجيا بأيدي المتحكمين في العولمة الرأسمالية‪ ،‬وانحصر دورها في تضليل‬
‫الجماهير من خالل تبرير وتجميل السياسات العولمية المعادية لحقوق يالبية البشر المستضعفين‬
‫والتصدي بشراسة للمطالص العادلة لهذا الفئات المهمشة والمقهورة اقتصاديا وسياسيا؛ وقد وصل األمر‬
‫الدول‪.‬‬ ‫هذا المؤسسات اإلعالمية العولمية إلى االستحواذ على السلطة السياسية نفسها في بع‬ ‫ببع‬
‫وهذا يضعنا امام اشكال كبير ومهم جدا وهو مدى مصداقية وموضوعية االداء االعالمي في ظل‬
‫تحديات اقتصاديات اإلعالم ‪.‬‬
‫‪ )3‬ظاهرة التمركز واالحتكار في الصناعة اإلعالمية‪.‬‬

‫أ) اتجاهات التركيز في البلدان الصناعية‪ :‬على الريم من الجهود التي بذلم للحد من التركيز‬
‫ملكية وسئل اإلعالم فإن الظاهرة تفاقمم وانتهجم اتجاهات مةتلفة في البلدان الصناعية وأهمها‪:‬‬
‫• امتداد ملكية وسائل اإلعالم عن ريق المشاركة بين مالكي مؤسسات مةتلفة للوسائل الجماهيرية‪،‬‬
‫وظهور مج ّمعات ضةمة تضم قطاعات متعددة‪.‬‬
‫• زيادة حجم المشروعات الفردية في مجاالت عديدة إنتاج األنباء‪ -‬المنتجات الثقافية – إنتاج البرامال –‬
‫صناعة أجهزة االتصال‪..‬م‬
‫• تضةم سالسل الصحف‪.‬‬
‫• التركيز في دار نشر واحدة ال بالنسبة للصحف اليومية فحسص‪ ،‬بل لمةتلف الدوريات‪.‬‬
‫• االندماج بين صحف وشركات توزيع مةتلفة‪.‬‬
‫• السيطرة على الصحف بواسطة صناعات أو بنود مةتلفة‪.‬‬
‫• دمال الصحف مع وسائل إعالم أخرى‪.‬‬
‫عمليات وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث انةفاض النسبة المئوية للمؤسسات يجعل لها‬ ‫• زيادة األهمية النسبية لبع‬
‫حصة أكبر في المجموع الكلي للتوزيع‪.‬‬

‫ب) تطور ظاهرة التركيز واالحتكارات‪ :‬لقد أصبحم الدراسة االقتصادية لوسائل اإلعالم ضرورية‬
‫وتم تجاوز مستوى تكوين المحتوى‪ ،‬إلى ضرورة النظر في أصعص المشاكل التي تطرح على مستوى‬
‫الوعاء أي على صيغة تنظيم اإلنتاج‪ ،‬واإلنتاجية‪ ،‬و التسيير‪ ،‬و التةطيط‪.‬‬
‫حيث ومع التطور السريع الذي عرفته وسائل اإلعالم في أوروبا خالل منتصف القرن الماضي من‬
‫جهة‪ ،‬ومع تعزيز قيم الرأسمالية التي كرسم التنافس بين مةتلف المؤسسات االقتصادية ومالكي الرأسمال‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تحولم وسائل اإلعالم إلى مؤسسات اقتصادية ربحية تسعى في المقام األول إلى تحقيق‬
‫األرباح دون األخذ في االعتبار حق الموا ن في اإلعالم‪ ،‬ودون االلتزام أيضا بمبادئ الةدمة العمومية‬
‫الذي تقرا مجمل دفاتر شرو وسائل اإلعالم‬

‫التأثيرات الحاصلة في القطاع اإلعالمي بفعل المجموعات االحتكارية‪:‬‬


‫مما ال شك فيه أن تحول وسائل اإلعالم واالتصال من أداوت لالتصال الجماهيري إلى وسائل لزيادة‬
‫أرباح مجمل المستثمرين فيها كان له آثارا الظاهرة على مةتلف هذا الوسائل‪ ،‬و يمكن إجمالها في‬
‫النقا التالية ‪:‬‬
‫• األهمية التي أضحت تميز قطاع االتصال و المعلومات‪ :‬فقد صار قطاعا أساسيا في المجتمع الدولي‬
‫المعاصر الذي أصبح يطلق عليه مجتمع المعلومات تمييزا له عن عصرين أو نمطين سابقين للحياة و‬
‫التطور اإلنساني و هما نمطا الزراعة و الصناعة‪ ،‬وهو ما أدى إلى ظهور عمليتين مترابطتين‬
‫و هما‪:‬‬
‫‪ -‬عملية التةطي المعلوماتي للحدود الو نية ح ّل فيها بدرجات متفاوتة و في سياقات مةتلفة تنظيم‬
‫الشعوب في مجموعات أفقية عوضا عن تنظيمها رأسيا في مجموعات و نية بمعنى ارتبا الشعوب‬
‫بأساليص الكترونية و ليس بالجوار الجغرافي‪.‬‬ ‫بعضها ببع‬
‫‪ -‬عملية التةطي التجاري للحدود الو نية بفتح الحدود الو نية أمام تدفق المعلومات و البرامال‬
‫اإلعالمية و الثقافية وفق قواعد التجارة العالمية الحرة‬
‫• النمو الهائل في اقتصاديات اإلعالم و االتصال و المعلومات‪ :‬وقد أفضى هذا النمو إلى مزيد من‬
‫التداخل بين عولمة اإلعالم وعولمة االقتصاد فعولمة اإلعالم ليسم مجرد تعظيم في قدرات اإلعالم على‬
‫الدعوة إلى عولمة االقتصاد أو الثقافة‪ ،‬أو ما يعرف أحيانا بنشر إيديولوجية العولمة‪ ،‬أي أنه ليس مجرد‬
‫أداة إيديولوجية بل إن عولمة اإلعالم أصبحم جزءا أصيال من عولمة االقتصاد‪ ،‬وذلك بالنظر إلى الدور‬
‫الكبير لقطاع االتصاالت واإلعالم والمعلومات في اقتصاديات الدول الكبرى واألسواق العالمية‪.‬‬
‫• توسيع الخيارات و البدائل اإلعالمية المتاحة أمام الجمهور‪ :‬فقد وفرت المجموعات االحتكارية في‬
‫مجال اإلعالم وبصورة يير مسبوقة مئات القنوات التلفزيونية ومئات المحطات اإلذاعية وعشرات‬
‫الصحف والمجالت المحلية والدولية‪ ،‬وتسعى مجمل هذا الدعائم إلى تطبيق آليات السوق من خالل‬
‫النظر عن جنسيته أو ثقافته‪ ،‬مع التأكيد‬ ‫التركيز على مدى إقبال الجمهور على مضامينها المطروحة بغ‬
‫على مبدأ المنافسة الذي يضمن الحصول على خدمات إعالمية جيدة تلبي احتياجاته وبأسعار رخيصة‪.‬‬
‫• تعاظم دور المجموعات االحتكارية (الشركات المتعددة الجنسيات)‪ :‬يوجد في العالم حوالي‪ 40‬ألف‬
‫شركة متعددة الجنسيات تبل إيراداتها أكثر من نصف الناتال اإلجمالي العالمي وقيمة أصولها حوالي ‪94‬‬
‫ترليون دوالر وتبل الشركات الكبرى المهيمنة ‪ 500‬شركة يتركز منها ‪ 472‬شركة في دول الشمال مقابل‬
‫‪28‬شركة في الجنوب‪ ،‬وأضحم العولمة أحد المسميات الجديدة التي أبرزتها الشركات متعددة الجنسيات‬
‫بشعارات جديدة لصالح البلدان النامية حسص روحات العولمة‪ ،‬بينما في حقيقتها هي حالة استعمارية‬
‫تدرجم في الظهور على أرض الواقع خطوة بةطوة مالزمة للشركات المتعددة الجنسيات أو المجموعات‬
‫االحتكارية منذ ظهورها‪.‬‬

‫تنظيم اإلنتاج اإلعالمي‪:‬‬


‫مع تطور الصناعة اإلعالمية ونضال الرأي العام أصبح من حق الجمهور أن يُسائِّل اإلعالمي والوسيلة‬
‫إن أخطأت في حقه‪ ،‬وأن يحاسبه من خالل كيانات مؤسسية مستقلة‪ ،‬ومن حقه أن يعلم عنه وأن يكون‬
‫صوته مسموعا ورأيه معروفا‪ ،‬ومن حق الجمهور أيضا أن يعلم كيف تُدار مؤسسات اإلعالم وكيف‬
‫ت ُ َّ‬
‫مول‪ ،‬وكذلك ضوابط العمل اإلعالمي ومؤهالت من يعمل ومن حق الجمهور أن يكون له رأي فيما يُقال‬
‫يكون اتجاهاته ووجدانه ومنظومة قيمة‪ ،‬ثم‬
‫عبر وسائل اإلعالم ومن يقول فهؤالء يشكلون وعيه‪ ،‬ووعيه ّ ِّ‬
‫صنع الرأي العام الذي يحرد السلود الجمعي في المجتمع ومن حق الدولة أن يحافظ اإلعالم عليها‪،‬‬
‫ويساهم في دعمها وحمايتها‪ ،‬وأن يكون عنصرا من عناصر قوتها تضاف لها وال تةصم من رصيدها‪.‬‬

‫نفقات اإلنتاج في المؤسسة اإلعالمية‪.‬‬


‫إن تسيير وتدبير مؤسسة إعالمية مهما كان نوعها يتطلص أوال خبرات وكفاءات عالية في التسيير‬
‫االقتصادي والتدبير اإلداري وتنمية الموارد البشرية‪ ،‬وثانيا تشغيل اآلالت والمعدات المتطورة‪ ،‬وأيضا‬
‫لةبراء في المعلومات وييرها‪ ،‬فقواعد تنظيم مؤسسة إعالمية أضحم من أعقد األنظمة اإلدارية‬
‫واالقتصادية في مجال اإلنتاج االقتصادي الترفيهي‪.‬‬
‫‪ )1‬التمويل في المؤسسات اإلعالمية‪:‬‬
‫يعتبر التمويل العنصر األساسي لنجاح عمل المؤسسات اإلعالمية في أي مكان حول العالم‪ ،‬وهو‬
‫الضمانة الحقيقية لديمومتها واستمرار تطويرها وعند توفر التمويل ستتمكن المؤسسة اإلعالمية من توفير‬
‫أبرز عناصرها‪.‬‬
‫لقد شيَّدت وسائل اإلعالم بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة خالل القرون الماضية نماذج اقتصادية‬
‫يتم اتباعها في الحفاظ على ديمومة الوسيلة اإلعالمية وقدرتها على المنافسة؛ وبينما تتشابه رق إنفاق‬
‫يالبية وسائل اإلعالم اإلنفاق على العنصر البشري‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬والمحتوى‪ ،‬والنشرم‪ ،‬فإنها قد تتباين‬
‫في رق الحصول على مداخيلها مداخيل اإلعالنات‪ ،‬والمبيعات المباشرة وعبر االشتراكات والدعمم‪.‬‬
‫‪ )2‬النفقات في المؤسسة اإلعالمية‪ :‬المقصود بالنفقات « تكاليف صناعة المادة اإلعالمية وهي‬
‫مجموع النفقات المالية أو المصاريف التي تتحملها المؤسسة الصحفية على مستوى عمليات اإلنتاج‬
‫الفكرية‪ ،‬أو المادية‪ ،‬حسص الطاقات التشغيلية للمؤسسة الصحفية‪ ،‬وأساليص عملها‪ ،‬وأنما توزيع منتجاتها‪،‬‬
‫وذلك في سبيل الحصول على عائد أو توقع الحصول على عائد أو منفعة»‪،‬‬
‫أ) نفقات الموارد البشرية‪ :‬إن أي مؤسسة تقوم عادة على جهد إنسـاني واسـتثمار هذا الجهد بتوظيـف‬
‫الكفـاءات الالزمة فـي المواقـع المناسـبة وهكذا ّ‬
‫فـان عصـص أي مؤسسـة يتمثـل بأفرادها وهؤالء األفراد‬
‫يةتلفون حسص بيعة المؤسسـة وأهدافها واألفـراد عبـارة عـن مـوظفين وعمـال مهرة وعمال عاديين‬
‫ويؤدي كل منهم دورا لتحقيق أهداف المؤسسة‪ ،‬وهذا يستدعي االهتمام باإلنفاق على هذا القطاعات‪،‬‬
‫بالتكوين والتأهيل والتدريص‪.‬‬
‫ب) نفقات الموارد المادية‪ :‬ال يمكن تةيل وجود مؤسسة أو منظمة ما بدون مقر وتجهيزات أو‬
‫مشتمالت فالمقر هو المكان الذي يمارس فيه موظفـو المؤسسة نشا هم من أجل تحقيق أهدافها وهذا المقر‬
‫يجص أن يتالءم مع بيعة عمـل المؤسسـة ونشـا ها وان يشـتمل علـى كـل األدوات واآلالت والمعدات ا‬
‫المؤسسة‪ .‬فاإلذاعــة مــثال تحتــاج إلــى مقــر يشــتمل علــى االســتوديوهات‬ ‫لالزمة النجاز نشا‬
‫وأجهزة اإلرســال وآالت التسجيل واألرشيف ومكاتص الموظفين‪ ..‬الخ ‪....‬والجريدة تحتاج إلى مقر يتسـع‬
‫للمحـررين وأجهزة االسـتقبال والبـرق والوكـاالت وشـبكة االتصال الهاتفي والشـبكة العالميـة للمعلومـات‬
‫وآالت الطباعة وييرها‪.‬‬ ‫وآالت التصـوير ومعامـل الطبـع والتحمـي‬
‫وأهم الموارد المادية التي تستحق اإلنفاق عليها‪:‬‬
‫‪ -‬األجهزة والمعدات والتقنيات الحديثة كالكاميرات وأجهزة التسجيل واالتصال والماسحات الضوئية وما‬
‫شابه ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬األجهزة والمواد الداخلة في مجال الطباعة بدءا من آالت الطباعة الحديثة مرورا بأجهزة فرز األلوان‬
‫وملحقاتها وانتها ًء بالورق واألحبار المناسبة إلخراج الصحيفة بشكل تنافسي‪.‬‬
‫‪ -‬سيارات خاصة بالصحيفة لنقل العاملين إلى موقع الحوادث والمؤتمرات والمعارض والسباقات في‬
‫الوقم المناسص‪.‬‬
‫جـ) نفقات التوزيع والصيانة‪ :‬يقصد بالتوزيع عملية تسويق المنتال‪ ،‬وعادة ما تلتقي مصلح الموزع‬
‫مع الناشر وذلك حفاظا على التوزيع الواسع‪ ،‬وضمان أرباح محددة‪.‬‬
‫عمليات المستمرة التي يجص القيام بها بهدف وضع اآللة في وضع االستعداد التام للعمل‪.‬‬
‫أ ّما عن نفقات اإلنتاج السمعي بصري فإن األمر يةتلف قليال‪ ،‬إذ تؤكد الدراسات أن مجموع التكاليف‬
‫نفقات اإلنتاجم في إنتاج معين مرئي ومسموعم ال تتغير باختالف نسبة الجمهور‪ ،‬أي سواء ارتفعم‬
‫نسبة المشاهدة أو االستماع أو انةفضم ال تتغير تكاليف أو نفقات هذا اإلنتاج‪ ،‬و هذا عكس ما نجدا في‬
‫اقتصاديات الصحافة المكتوبة‪ ،‬وعليه فإن تكلفة البرامال في التلفزيون تكون نفسها مهما تغير حجم‬
‫الجمهور‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن تكاليف اإلذاعة و التلفزيون تةتلف باختالف عدة عوامل‪:‬‬


‫‪ -‬مضمون البرامج‪ :‬فهناد برامال أيلى من أخرى‪ ،‬وذلك من منطلق مضمونها‪.‬‬
‫‪ -‬مدة البرامج‪ :‬حيث تحدد مدة برمجة برنامال معين تكاليف هذا البرنامال‪.‬‬
‫‪ -‬طرق إرسال و بث البرامج‪ :‬كلما كانم الحصص التلفزيونية و اإلذاعية تبث مباشرة كلما انةفضم‬
‫التكاليف‪ ،‬كما يةتلف حجم تكاليف البث حسص رقها هرتزي‪ ،‬عبر األقمار‪ ،‬الكابل‪ ،‬عن ريق االنترنمم‬
‫‪ -‬القناة‪ :‬فالقنوات المتةصصة تكاليفها يالبا ما تكون صعبة التقدير‪ ،‬مقارنة بالقنوات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬موقعه في الشبكة البرامجية‪ :‬هناد عالقة مباشرة بين تكلفة المنتوج و موقعه في شبكة برامال القناة أو‬
‫المحطة المبرمجة‪.‬‬
‫النظر عن مصاريف التجهيز ومصاريف‬ ‫وتتمثل تكاليف الصناعة اإلعالمية المرئية والسمعية بغ‬
‫التسيير التي تحتاجها أي مؤسسة إعالمية تلفزيونية و إذاعية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تكاليف دراسات السوق‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف إنتاج البرامج في اإلعالم المرئي السمعي‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف شراء البرامج‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة شراء حقوق بث مباريات كرة القدم‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف البرمجة‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف التجهيزات‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف البث‪.‬‬
‫مداخيل المؤسسات االعالمية (اإليرادات)‪:‬‬

‫تهدف كل مؤسسة إعالمية إلى زيادة دخلها عن ريق زيادة استثماراتها والعمل على موازنة دخلها مع‬
‫مصاريفها لكي تحقق أرباحا سنوية مهمة‪ ،‬وهذا هو مقياس نجاح اإلدارة في المؤسسة اإلعالمية‪ ،‬ولذلك‬
‫تتنافس الصحف الصادرة في أي بلد أو مدينة ومهما بل عددها فيما بينها لالستحواذ على اهتمام الجمهور‬
‫أوال‪ ،‬ولتحقيق األرباح ثانيا؛ وال تتوقف المنافسة على السبق الصحفي وتقديم مواد وتقارير احترافية فقط‬
‫بل تتعداها إلى ميادين مةتلفة أخرى اشرنا إليها سابقا كالموارد المادية وأعمال الصيانة والتوزيع‪،‬‬
‫فالصحف المنافسة بما تطرحه من مواد تحريرية وأساليص إخراجية تعيد رسم سياسة الصحيفة من جديد‬
‫وتدفعها نحو آفاق التغيير المستمر‪ ،‬وال يمكن إنجاز كل هذا اإلجراءات والعمليات المتداخلة فيما بينها من‬
‫دون رأسمال يتناسص حجمه رديا مع حجم هذا العمليات‪ ،‬ولذلك تحره المؤسسات اإلعالمية على‬
‫ضمان إيرادات متنوعة تكفل لها هذا الموازنة وتضمن لها تمويال ناجحا للمشروع اإلعالمي ومن أبرز‬
‫مداخيل وإيرادات اإلنتاج اإلعالمي ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬مداخيل المبيعات (والتوزيع)‪.‬‬
‫من المصادر األساسية إليرادات الوسيلة اإلعالمية البيع والتوزيع‪ ،‬وتعد إيرادات بيع الصحيفة للجمهور‬
‫من أقدم مصادر تمويل الصحف‪ ،‬فالصحف تقليديا‪ ،‬تصنع لتوزع وتباع‪ ،‬وال يمكن تصور صحيفة تطبع‬
‫لتركن نسةها في المةازن‪ .‬ومع أن المسألة قد تبدو واضحة ألول وهلة‪ ،‬إال إنها ال تةضع للحسابات‬
‫والتكهنات عموما‪ ،‬فهناد العديد من التقلبات التي تؤثر على مجريات األمور مثل عطل آالت الطبع‪،‬‬
‫التقلبات المناخية‪ ،‬األزمات والحروب وييرها‪ .‬فقد ال تتمكن شركة توزيع الصحيفة من إيصالها إلى‬
‫بيعية‪ ،‬فالطرق قد تسدها الثلوج أو مياا الفيضانات أو‬ ‫منا ق تعيش تحم و أة تقلبات مناخية أو‬
‫الجماعات المسلحة أو تحول منطقة أو عدة منا ق إلى ساحة للعمليات العسكرية ويير ذلك من الصعوبات‬
‫والمعوقات؛ كما أن توزيع الصحيفة يةضع كذلك لسطوة الصحف المنافسة وما قد تنشرا كل يوم‪،‬‬
‫فالصحيفة التي تنشر‪.‬‬
‫وتتأثر إيرادات المؤسسة اإلعالمية من االشتراد والتوزيع بالعديد من العوامل على النحو التالي‪.‬‬
‫العوامل اإلقتصادية‪:‬‬
‫• المستوى االقتصادي للجمهور‪. :‬‬
‫• األزمات االقتصادية‪:‬‬
‫العوامل السياسية واالجتماعية‪:‬‬
‫• التحول االجتماعي لمجتمع الوسيلة اإلعالمية‪:‬‬
‫• األحداث السياسية واالجتماعية والرياضية‪:‬‬
‫العوامل الفنية‪:‬‬
‫‪ )2‬مداخيل االشتراكات‪ :‬تحقق االشتراكات استقرارا نسبيا في ميزانية المؤسسة االعالمي‬
‫الصحفيةم‪ ،‬خاصة وأنّها تحصل على هذا االشتراكات مقدماً‪ ،‬ومع ضةامة المسؤوليات المالية لهذا‬
‫المؤسسات تصبح لهذا الطريقة ميزة وأهمية كبيرة‪ ،‬حيث أنه ال توجد معها مرتجعات‪ ،‬وبالريم من هذا‬
‫العيوب التجارية التي قد تزيد من‬ ‫التحفظات وربما بع‬ ‫المميزات‪ ،‬إال ّ‬
‫أن هذا الطريقة تثير بع‬
‫أعباء المؤسسة الصحفية وبةاصة في حالة انةفاض معدالت االشتراكات نتيجة لسوء النظام البريدي‪ ،‬أو‬
‫انةفاض مستوى المعيشة‪ ،‬وتنقسم االشتراكات إلى نوعين‪ :‬االشتراكات الداخلية وتوزع بطريقتين التسليم‬
‫للمنازل والتسليم عن ريق البريد‪ ،‬واالشتراكات الةارجية وتتم بأسلوبين أيضا‪ ،‬عن ريق البريد‪،‬‬
‫وعن ريق وكالء االشتراكات بالةارج‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫أن عائد اإلشتراكات وخاصة في الدول‬
‫النامية ال يمثل نسبة كبيرة من اإليرادات‪.‬‬

‫(تابع)‬
‫‪ )3‬مداخيل اإلشهار‪.‬‬
‫ال يمكن تصور قيام أو استمرار صناعة اإلعالم في الوقم الحالي دون االعتماد على اإليرادات‬
‫اإلعالنية و االشهارية‪ ،‬حيث أن االقتصار على تغطية تكاليف إصدار الوسيلة اإلعالمية على إيراد التوزيع‬
‫أو االشتراد فقط عملية تكاد تكون مستحيلة بل إنها تعرض المؤسسة اإلعالمية إلى خسائر كبيرة تؤدي إلى‬
‫انهيارها ‪.‬‬
‫وتنقسم اإلعالنات من حيث الشكل إلى‪:‬‬
‫• اإلعالنات التجارية‪ :‬وهي التي تنشر على هيئة تصميمات فنية محددة مطبوعة أو مرئية أو مسموعة‪.‬‬
‫• اإلعالنات التحريرية‪ :‬وهي التي تتةذ شكل األخبار أو المقاالت أو التحقيقات‪ ،‬والتي ال يدرد الجمهور‬
‫ألول وهلة أنها إعالنات بل تةتلط مع المادة التحريرية التي تقدمها الوسيلة لقرائها‪.‬‬
‫• اإلعالنات الصحفية المبوبة‪ :‬وهي التي تظهر ضمن األعمدة العادية للصحيفة وتكون عادة محددة‬
‫الموضوع وتحم عناوين مميزة وتنشر في أماكن معينة بالصحيفة‪.‬‬
‫وتتأثر إيرادات المؤسسة اإلعالمية من نشا تسويق المساحات اإلعالنية بنوعين من العوامل‪:‬‬
‫• النوع األول‪ :‬يشمل عوامل يير مرتبطة بالوسيلة بل تتعلق بالمجتمع الذي تصدر فيه‪ ،‬ولها تأثير مباشر‬
‫على نشا تسويق المساحات اإلعالنية‪ .‬ومن أمثلة هذا العوامل‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة االقتصادية من انتعاش أو ركود؛‬
‫‪ -‬إنتاج سلع جديدة والحاجة إلى ضرورة تعريف المستهلك بها‪ ،‬وكذلك زيادة الطاقة اإلنتاجية للمشروعات؛‬
‫‪ -‬زيادة عدد السكان وانتشار توزيعهم مما يؤدي إلى ضرورة تعريفهم أينما وجدوا بأنواع اإلنتاج المةتلفة؛‬
‫‪ -‬انتشار األسواق وبعد المنتال عن المستهلك ووجود عضو المنافسة‪.‬‬
‫• النوع الثاني‪ :‬ويشمل عوامل ترتبط بالوسيلة اإلعالمية ذاتها أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬مدى انتشار الوسيلة وعدد المتابعين أو عدد القراء؛‬
‫‪ -‬أسعار بيع المساحات اإلعالنية بالوسيلة؛‬
‫‪ -‬المستوى الفني للوسيلة؛‬
‫‪ -‬الةدمات التي تؤديها الوسيلة للمعلن؛‬
‫‪ -‬التشكيلة البيعية للمساحة اإلعالنية بالوسيلة‬

‫ايرادات‬
‫المؤسسة‬
‫االعالمية‬

‫ايرادات‬ ‫ايرادات‬ ‫ايرادات‬


‫المبيعات‬ ‫االستراكات‬ ‫االشهار‬
‫اقتصاديات اإلعالم في ظل اإلعالم الجديد ‪:‬‬
‫قبل الحديث عن اقتصاديات االعالم الجديد وعالقته بانتشار التكنولوجيات الحديثة العالم واالتصال من‬
‫االفضل الى التطرق البسيط لهذا المفاهيم وتوضيحها‬
‫مفهوم تكنولوجيا المعلومات ‪:‬هي خليط من أجهزة الحواسيص االلكترونية ووسائل‬
‫االتصال المةتلفة والتي يستةدمها اإلنسان في السيطرة على المعلومات واستثمارها في‬
‫المجاالت الحياتية المةتلفة‪.‬‬

‫ومن ابرز أمثلة تكنولوجيا المعلومات هي شبكة االنترنم التي يمكن تعرفها على أنها ‪:‬‬

‫االنترنم‪ :‬شبكة عمالقة تضم عشرات اآلالف من الشبكات والحواسيص المرتبطة مع‬
‫في العالم وتستةدم هذا الشبكات والحواسيص بروتوكوالت النقل‬ ‫بعضها البع‬
‫والسيطرة والذي يرمز لها ب ‪IP \TCP‬م‪.‬‬

‫بالتالي فان االنترنم هي أوسع شبكة حواسيص في العالم تزود المستةدمين بالعديد من الةدمات ‪:‬كالبريد‬
‫االلكتروني ونقل الملفات واألخبار والوصول إلى اآلالف من مواقع المعلومات وكذلك بةدمات الحوار‬
‫والدردشة مع أشةاه آخرين حول العالم وممارسة األلعاب االلكترونية وييرها من التطبيقات والةدمات‬
‫التي تزيد وتتطور بشكل دائم ومستمر‪.‬‬

‫الشبكات االجتماعية ‪:‬هي تركيبة اجتماعية الكترونية تتم صناعتها من أفراد أو جماعات‬
‫أو مؤسسات‬

‫ومنه فان شبكات التواصل االجتماعي على االنترنم هي شكل جديد للتواصل االجتماعي تسمح‬
‫لمستةدميها في أي وقم وأي زمان من التبادل والتشارد في المعلومات واالهتمامات وحتى المشاعر‬
‫واالنشغاالت ‪.‬‬

‫اإلعالم الجديد ‪ :‬يشير إلى المحتوى اإلعالمي الذي يبث أو ينشر عبر الوسائل اإلعالمية‬
‫التي يصعص إدراجها تحم أي من الوسائل التقليدية‪ ،‬وذلك بفعل التطور التكنولوجي‬
‫الكبير في إنتاج وتوزيع المضامين اإلعالمية؟‬
‫‪ ‬تغير بيئة االعالم واالتصال ‪ :‬تظهر هذا التغيرات على مستويين ‪:‬‬
‫‪ ‬تغيرات تقنية اقتصادية ‪:‬وتتمثل خاصة في تعاظم استةدام التقنية كالهاتف المحمول م‬
‫الذي شهدت انةفاض مستمر في تكلفة اقتنائها في مقابل االمكانات و الةدمات التي‬
‫توفرها ‪،‬مما ادى الى وفرة معلوماتية كبيرة وظهور اشكال تواصلية جديدة ‪ ،‬مثل اعالم‬
‫الهاتف النقال‪.‬‬
‫‪ ‬تغيرات ثقافية تواصلية ‪ :‬وقد نتال عن هذا التوسع والسهولة في االستةدام تراجع كبير‬
‫وحتى زوال احتكار النةص السياسية والثقافية للفضاء العام ‪،‬و تراجع احتكار المضامين‬
‫االعالمية مما ادى الى ظهور اشكال جديدة للصحافة ييرت في شكل ومضمون‬
‫الصحافة واالعالم عموما‬

‫أدى ظهور االعالم الجديد وتطبيقاته المستحدثة مع ما يرافقه من استعمال للتكنولوجيات الفائقة الى رح‬
‫العديد من االشكاليات والتحديات الكبيرة على االعالم بشكله التقليدي ‪ ،‬حيث ان التحدي االهم هو تراجع‬
‫العوائد االعالنية وقلة االقبال عليها وفي الوقم الذي تتغير فيه عادات القراءة والمشاهدة لدى جمهور‬
‫وسائل االعالم بالمفهوم التقليدي ‪ ،‬تقدم وسائل االعالم الجيد نفسها كبديل او على االقل كمنافس شرس ‪،‬‬
‫وفي هذا اال ار تشكل االنترنم نموذجا لهذا التحدي اذ يمكن استةدامها لتوزيع الرسائل من جمهور الى‬
‫فرد ومن فرد الى فرد وهي ايضا متميزة في عدم مركزيتها او احتكارها من رف جهة ما ‪ ،‬كما ان‬
‫وتقدم فعالية كبيرة ‪.‬‬ ‫تحتاج الى استثمار منةف‬

You might also like