Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫أمن البيئة ‪ -‬حتقيق‬

‫الالجئون البيئيون‪. ..‬‬


‫المشاكل والحلول‬
‫‪٢-٢‬‬

‫‪76‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫‪77‬‬
‫أمن البيئة‬

‫‪78‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫‪79‬‬
‫أمن البيئة‬

‫حتقيق‪ :‬ح�سـني عبد املعز عبد احلافظ‬


‫تعد ظاهرة اللجوء البيئي‪� ،‬إحدى �أخطر الظواهر‪ ،‬التي تفاقمت خالل العقود الثالثة الما�ضية‪،‬‬
‫وبح�سب تقرير �صدر م�ؤخرً ا‪ ،‬عن مفو�ضية الأمم المتحدة ل�ش�ؤون الالجئين‪ ،‬ف�إن تدهور البيئة �أدى‬
‫�إلى نزوح ما يزيد عن ‪ 200‬مليون ن�سمة من �أوطانهم‪ ،‬مع نهاية العام المن�صرم (‪2016‬م) و�أن العديد‬
‫من الجُ زر‪ ،‬التي كانت يومًا عامرة بالب�شر‪ ،‬غمرتها المياه‪ ،‬نتيجة ارتفاع من�سوب البحر‪ ،‬و�إذا لم‬
‫تعالج �أ�سباب هذه الظاهرة‪ ،‬وظلت وتيرة الزيادة مُت�صاعدة بمُ عدالتها الحالية‪ ،‬فمن المتوقع �أن‬
‫تت�ضاعف �أعداد النازحين مع حلول العقد القادم‪ ،‬وكانت منظمات معنية ب�ش�ؤون الإغاثة الدولية‪،‬‬
‫قد �أ�شارت في تقرير لها‪�،‬أن �أعداد الالجئين على خلفية تداعيات بيئية‪ ،‬يمكن �أن ت�صل �إلى نحو‬
‫المليار ن�سمة‪ ،‬بحلول عام ‪2050‬م‪� ،‬إذا لم تكن هناك جهود جادة‪ ،‬لوقف تدهور البيئة‪ ،‬والحد من‬
‫المتغيرات المناخية‪.‬‬
‫توا�صل الأمن والحياة في الجزء الأخير من هذا التحقيق مناق�شاتها مع عدد من المتخ�ص�صين‬
‫والخبراء حول مو�ضوع (الالجئون البيئيون) لت�سلط ال�ضوء على بع�ض التداعيات والتحديات‬
‫الخطيرة الأخرى‪ ،‬وموقف القانون الدولي الحالي من ق�ضية اللجوء البيئي‪ ،‬وهل من مبادرات تدفع‬
‫نحو ر�ؤية عالمية جديدة تجاه �ضحايا المناخ والبيئة‪ ،‬وفي ختام التحقيق ي�ضع الم�شاركون عدد ًا‬
‫من التو�صيات والمقترحات‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫الم�شاركون في الحوار‬

‫روجرز بيتر‬ ‫ال�سيد نيكوال �شترن‬ ‫مانويل كاريالو‬


‫مدير مركز درا�سات الالجئين في �أك�سفورد‬ ‫�أحد كبار االقت�صاديين في البنك الدولي‬ ‫المدير التنفيذي للمركز الدولي للهجرة‬
‫وال�صحة والتنمية‪ ،‬في جنيف‬

‫�أولي براون‬ ‫د‪ .‬هانز فان حينكل‬ ‫الباحثة ماريا �ستافروبولو‬


‫مدير البرامج في المعهد الدولي للتنمية الم�ستدامة‬ ‫من جامعة الأمم المتحدة‬ ‫من مفو�ضية الأمم المتحدة ل�ش�ؤون الالجئين‬

‫�إيزابيال بيا�سينتيني دي �أندرادي‬ ‫جانو�س بوغاردي‬ ‫كيت رومر‬


‫�أ�ستاذة القانون الدولي وحقوق الإن�سان في‬ ‫مدير معهد البيئة والأمن الب�شري‪ ،‬التابع لجامعة‬ ‫المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬مُن�سِّ قة رفيعة‬
‫جامعة بوزيتيفو‪ ،‬وباحثة معنية ب�ش�ؤون‬ ‫الأمم المتحدة‬ ‫الم�ستوى لبرنامج الدول‪ ،‬مع منظمة الر�ؤية‬
‫الهجرة الق�سرية‬ ‫الدولية في �أ�ستراليا‬

‫والتر كالين‬ ‫ماريا خو�سيه فيرنانديز‬


‫مبعوث رئا�سة مبادرة نان�سن‬ ‫الباحثة في العالقات الدولية‪ ،‬في جامعة‬
‫�سالتا بالأرجنتين‬

‫‪81‬‬
‫أمن البيئة‬

‫‪82‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫اخللفية بالنزوح ال�سكاين‪ ،‬املُرتبط بتغري املناخ‪ ،‬غالبــًا ما‬ ‫وقد كانت البداية مع مانويل كاريالو‪ ،‬املدير التنفيذي‬
‫تكون ملمو�سة يف «اجلنوب»‪� ،‬إ َّال �أنها ال تقت�صر على البلدان‬ ‫للمركز الدويل للهجرة وال�صحة والتنمية‪ ،‬يف جنيف فقال‪:‬‬
‫النامية فح�سب‪ ،‬فقد �شهدت �أمريكا ال�شمالية و�أوروبا‪،‬‬ ‫يف زمن الهجرة الناجتة عن تغري املناخ‪ ،‬تزايد انتقال‬
‫تزايدً ا كب ًريا يف �أعداد املهاجرين والالجئني‪ ،‬وبالتايل‬ ‫املالريا‪ ،‬وحمى ال�ضنك مع النا�س‪ ،‬ومن املعلوم �أن بع�ض‬
‫تواجه كال املنطقتني نوعــًا جديدً ا‪� ،‬أو �أكرث خطورة‪ ،‬من‬ ‫املناطق يف جنوب �شرق �آ�سيا‪ ،‬و�أمريكا اجلنوبية والو�سطى‪،‬‬
‫التحديات ال�صحية‪ ،‬وقد �شهدت �أغلب مناطق �أوروبا‬ ‫التي تت�أثر بارتفاع من�سوب �سطح البحر‪� ،‬أو ارتفاع في�ضان‬
‫ال�سل‪ ،‬ج َّراء‬
‫الغربية بالفعل حاالت جديدة من مر�ض ُ‬ ‫الأنهار‪ ،‬هي مناطق ت�ستوطن فيها املالريا وال�ضنك وحمى‬
‫الهجرة املُتزايدة من �أوروبا ال�شرقية‪ ،‬وغريها من املناطق‬ ‫�شيكو نغونيا‪ ،‬وقد ت ؤ�دِّي التح ُّركات ال�سكانية‪ ،‬من هذه‬
‫التي بقيت فيها ُمع َّدالت انت�شار مر�ض ال�سل ُمرتفعة‪� ،‬أو‬ ‫املناطق �إلى غريها يف نف�س البلدان‪� ،‬أو عرب احلدود‪ ،‬حيث‬
‫تزايدت مع انت�شار مر�ض الإيدز‪ ،‬كما �أن حركة ال�سكان يف‬ ‫ُيتيح ارتفاع درجات احلرارة والرطوبة‪ ،‬مناخــًا ُمنا�سبـًا‬
‫املناطق الفقرية يف �أوروبا‪ ،‬والبلدان النامية‪ ،‬قد أ� َّدت كذلك‬ ‫للبعو�ض‪ ،‬ثم انت�شار ًا وا�سع ًا ملثل هذه الأمرا�ض‪ ،‬وكذلك‬
‫�إلى تف�شي مر�ض االلتهاب الكبدي‪ ،‬خا�صة من الفئتني‬ ‫قد تنتج عن تغري �أمناط توزيع املياه‪� ،‬إثر حدوث في�ضانات‬
‫(‪ ،)A-B‬يف دول �أوروبية �أخرى‪ ،‬مل يكن هذا املر�ض ُيثل‬ ‫ُمتكررة‪� ،‬إلى جانب ارتفاع درجة احلرارة‪ ،‬واحلركة‬
‫ُم�شكلة كبرية فيها‪ ،‬ف�ض ًال عن تر ُّكز انت�شار حاالت جديدة‪،‬‬ ‫لل�س َّكان‪� ،‬آثار بعيدة املدى �أي�ضــًا‪ ،‬على الأمرا�ض‬
‫الق�سرية ُ‬
‫من فريو�س نق�ص املناعة املُكتَ�سبة‪ ،‬والأمرا�ض اجلن�سية‬ ‫ً‬
‫املُرتبطة باملياه‪ ،‬كالبلهار�سيا مثال‪ ،‬وتُ�شري التقديرات �إلى‬
‫املعدية الأخرى‪ ،‬يف العديد من مناطق �أوروبا �أكرث ف�أكرث‪،‬‬ ‫�أن عدد املُ�صابني بهذا املر�ض‪ ،‬ي�صل �إلى ‪ 200‬مليون ن�سمة‬
‫ِ�ضمن الوافدين من البلدان التي كانت فيها و�سائل منع‬ ‫حول العامل‪ ،‬كما �أنه يت�سبب يف ارتفاع ُمع َّدالت االعتالل‬
‫انت�شار فريو�س نق�ص املناعة الب�شرية �أقل جناحـًا‪ ،‬مما‬ ‫والوفيات‪ ،‬وقد �أظهرت جليــًا م�شروعات تنمية املوارد‬
‫كانت عليه �أغلب بلدان �أوروبا الغربية‪ ،‬وقد ارتبطت هجرة‬ ‫املائية‪ ،‬يف عدد من البلدان‪ ،‬مدى ال�سهولة التي ُيكن‬
‫بتغي الأمناط والتحديات ال�صحية‪،‬‬ ‫�أمريكا ال�شمالية �أي�ضـًا ُّ‬ ‫�أن ينت�شر فيها مر�ض البلهار�سيا‪ ،‬مع احلركة ال�سكانية‪،‬‬
‫فقد ِوجد على �سبيل املثال‪� ،‬أن التح ُّركات املو�سمية لل ُعمال‬ ‫وعلى الرغم من �أن العديد من الت�أثريات ال�صحية‪ ،‬ذات‬

‫‪83‬‬
‫أمن البيئة‬

‫ال�صدمة النف�سية النا�شئة عن النزوح الق�سري‪.‬‬ ‫الزارعيني‪ ،‬من �أمريكا الو�سطى واجلنوبية‪ ،‬حيث يعي�ش‬
‫وكانت درا�سة حديثة‪ ،‬قد �أ�شارت �إلى �أن �أكرب التداعيات‬ ‫نحو ‪ 63‬مليون ن�سمة باملر�ض املعروف با�سم (�شاغا�س)‪،‬‬
‫والتحديات النا�شئة ج َّراء ظاهرة اللجوء البيئي‪ ،‬زيادة‬ ‫قد �أدت �إلى ظهور ما يقرب من ‪� 500‬ألف �إ�صابة جديدة‪،‬‬
‫االختالل بالتوازن الب�شري‪ ،‬وبالتايل زيادة التناف�س القوي‬ ‫يف �أجزاء من الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬وبخا�صة والية‬
‫واخلطري بني الدول واملجتمعات‪ ،‬من �أجل احل�صول على‬ ‫لويزيانا‪ ،‬وجنوب والية تك�سا�س‪ ،‬ووالية كاليفورنيا‪ ،‬حيث‬
‫حاجات الإن�سان الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫يتوافد كثري من ه�ؤالء العمال املو�سميني‪ ،‬للبحث عن عمل‪،‬‬
‫وكان تقرير �صادر عن برنامج الأمم املتحدة للبيئة‬ ‫و�إلى جانب التداعيات ال�صحية البدنية‪ ،‬ثمة ُم�شكالت‬
‫(يونيب)‪ ،‬بعنوان «من النزاع �إلى بناء ال�سالم ‪ :‬دور املوارد‬ ‫نف�سية واجتماعية �أي�ضـًا ب�سبب �أن الهجرة‪ ،‬التي دائمـًا‬
‫الطبيعية والبيئة»‪ ,‬قد �أ�شار �إلى حتد مهم‪ ،‬على خلفية‬ ‫ما تكون م�صحوبة بتجربة ع�صبية‪ ،‬فهي ت�ستلزم بطبيعة‬
‫تداعيات النزوح البيئي‪ ،‬وهو تهديد الأمن العاملي‪ ،‬نتيجة‬ ‫احلال قطع الروابط الأُ�سرية‪ ،‬واملغادرة بدون �ضمان‬
‫تزايد ال�صراع على املوارد الطبيعية‪ ,‬ور�صد التقرير ‪18‬‬ ‫النجاح يف احل�صول على عمل‪ ،‬وكذلك عدم معرفة كيفية‬
‫نزاعــًا عنيفــًا على الأقل‪ ،‬خالل الفرتة من عام ‪1990‬م‬ ‫ا�ستجابة املجتمعات امل�ستقبلة لهم‪ ،‬ويف كثري من احلاالت‬
‫حتى العام ‪2009‬م فقط‪� ،‬أذكاها ا�ستغالل موارد الطبيعة‪،‬‬ ‫الطرق التي ينتقل عربها املهاجرون‪ ،‬للو�صول �إلى‬ ‫تكون ُ‬
‫و�أن‪ %40‬على الأقل من جميع النزاعات داخل الدول‪،‬‬ ‫مق�صدهم‪ ،‬حمفوفة باملخاطر امل�ؤثرة على ال�صحة‪،‬‬
‫يف ال�ستني �سنة الأخرية‪ ،‬كان لها ارتباط وثيق مبوارد‬ ‫جلدد‪،‬‬ ‫كما �أنه يف ِظل مناخ �سيا�سي‪ُ ،‬يقاوم الوافدين ا ُ‬
‫الطبيعة‪ ،‬و�أن النتائج الأولية للنزاعات الداخلية‪ ،‬ت�شري‬ ‫وال يتعاطف معهم‪ ،‬فقد تزداد بدرجة كبرية ِحدة ومدى‬

‫‪84‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫�أك�سفورد ‪� :‬إن �أحد املو�ضوعات ال�سائدة يف النقا�شات‬ ‫�إلى احتمالية تكرار النزاعات املُرتبطة مبوارد الطبيعة‪،‬‬
‫الدائرة حول احلقوق‪ ،‬هو وجوب �أال ي�ؤدِّي النزوح �إلى‬ ‫يف غ�ضون ال�سنوات اخلم�س القادمة‪� ،‬أكرب ب�ضعفني على‬
‫انتهاك احلقوق‪ ،‬لذلك فهناك �صكوك قانونية‪ ،‬وعهود‬ ‫الأقل‪.‬‬
‫وقواعد را�سخة على املُ�ستوى العاملي‪ ،‬حلماية حقوق‬ ‫ويقول ال�سيد نيكوال �شرتن‪� ،‬أحد كبار االقت�صاديني يف‬
‫الأ�شخا�ص النازحني ق�س ًرا‪ ،‬ب�سبب ال�صراع‪ ،‬واال�ضطهاد‪،‬‬ ‫البنك الدويل ‪� :‬أن العامل ُمهدد ب�أن ُي�سجل هبوطـًا قيا�سيـًا‬
‫ولكن ما يدعو للده�شة هو غياب �إطار ُم�شابه حلماية‬ ‫يف نهاية القرن‪ ،‬يرتاوح ما بني ‪� 5‬إلى ‪ 20‬يف املائة‪ ،‬على‬
‫حقوق الأ�شخا�ص الذين ُيجربون على النزوح‪ ،‬ب�سبب‬ ‫خلفية كوارث املناخ‪ ،‬وعمليات النزوح الق�سري‪ُ ،‬ويكن‬
‫التغي البيئي‪ ،‬الناجم عن ا�ضطرابات املناخ‪ ،‬و ُي�ضيف ‪� :‬إن‬
‫ُّ‬ ‫�أن يتلف نحو ‪ 8,5‬تريليون دوالر من الرثوة العاملية‪ ،‬على‬
‫�إدراك دور التدخل الإن�ساين‪ ،‬وحاجة الدول �إلى الرتكيز‬ ‫خلفية ا�ستنزاف البيئة‪ ،‬وتراجع االقت�صاد العاملي ‪.‬‬
‫على حماية احلقوق‪ ،‬فيما يتع َّلق بالنزوح الناجم عن التغري‬
‫البيئي‪ ،‬ملن الق�ضايا املُ َّلحة‪ ،‬التي يجب �أال تُرتك هكذا‪،‬‬ ‫الالجئون البيئيون‪..‬والقانون الدولي‬
‫حتى ال تكون عواقبها املُ�ستقبلية وخيمة‪..‬وت�شري الباحثة‬ ‫وبرغم �أن النزوح‪ ،‬نتيجة تداعيات املناخ وتدهور البيئة‪،‬‬
‫ماريا �ستافروبولو‪ ،‬من مفو�ضية الأمم املتحدة ل�ش�ؤون‬ ‫حقيقة واقعة‪ ،‬وتتزايد حتدياتها يومــًا بعد يوم‪� ،‬إ َّال �أن‬
‫الالجئني‪� ،‬إلى �أن ثمة جدل وا�سع‪ ،‬حول مفهوم الالجئون‬ ‫العامل مل يتَّفق حتى الآن على و�ضع و�صف قانوين للجوء‬
‫البيئيون‪ ،‬ومن ثم تت�ضارب الآراء‪ ،‬حول و�ضعهم القانوين‪،‬‬ ‫البيئي‪.‬‬
‫حيث يري البع�ض ب�أن �أولئك النازحني نتيجة للتغري البيئي‬ ‫يقول روجرز يرت مدير مركز درا�سات الالجئني يف‬

‫‪85‬‬
‫أمن البيئة‬

‫مدير الربامج يف املعهد الدويل للتنمية امل�ستدامة ‪ :‬الجئون‬ ‫�أو املناخي‪ ،‬هم الجئون فعليون‪ ،‬ومن ثم يدافعون عن‬
‫بيئيون‪� ،‬أم مهاجرون بيئيون‪ ،‬هذه لي�ست ُم َّرد فروق‬ ‫�ضرورة تو�سيع تعريف الالجئني‪ ،‬يف اتفاقية الالجئني لعام‬
‫لفظية‪ ،‬فالت�سمية املقبولة �ستت�ض َّمن التزامات حقيقية من‬ ‫‪1951‬م‪ ،‬لت�شملهم‪ ،‬وتُقنن �أو�ضاعهم‪ ،‬بينما يدعو �آخرون‬
‫املُجتمع الدويل‪ ،‬ويف �إطار ت�شريع قانوين دويل‪ ،‬وي�ضيف‬ ‫لتبني اتفاقيات جديدة‪ ،‬من �ش�أنها توفري قدر ُياثل ما‬
‫‪� :‬إن كلمة الجئ ترن يف �أ�سماع العامة‪ ،‬الذين ُيكنهم‬ ‫يلقاه الالجئون من حماية‪ ،‬كما جند كذلك فئة ثالثة ترى‬
‫التعاطف مع الإح�سا�س ال�ضمني بالكارثة‪ ،‬كما �أنها حتمل‬ ‫�أن �أي اعتقاد عن وجود الجئني بيئيني‪ ،‬وحاجتهم حلماية‬
‫�أي�ضـًا داللة لوجوب ُ�سرعة ُّ‬
‫التدخل الإن�ساين‪� ،‬أكرث بكثري‬ ‫ُماثلة للحماية التي يتمتع بها الالجئون‪ ،‬هو اعتقاد ُمبالغ‬
‫من كلمة املُهاجر‪ ،‬التي تت�ضمن التح ُّرك الطوعي‪ ،‬باجتاه‬ ‫فيه على �أف�ضل تقدير‪ ،‬ومدفوع ب�أعرا�ض �سيا�سية على‬
‫�أ�سلوب للحياة �أكرث جاذبية ورفاهية‪.‬‬ ‫�أ�سو أ� تقدير‪ ،‬و ِوفقــًا له�ؤالء ف�إن مثل هذه املفاهيم ال تُفيد‬
‫�إن بع�ض الدول ال ُكربى تخ�شى من القبول ُمب�صطلح «الجئ‬ ‫�سوى يف ن�شر اخللط يف املفهوم التقليدي لالجئني ‪.‬‬
‫بيئي»‪ ،‬حيث قد ُيجربهم ذلك على توفري احلماية‪ ،‬على‬ ‫وحول جفاء القانون الدويل‪ ،‬لو�ضع الالجئني البيئيني‪،‬‬
‫قدم املُ�ساواة‪ ،‬مع الالجئ ال�سيا�سي‪..‬هذا على ُم�ستوى‬ ‫وعدم تقنني حقوقهم على نحو وا�ضح حتى الآن‪ ،‬يقول د‪.‬‬
‫الالجئ البيئي‪ ،‬الذي يرتك موطنه‪� ،‬إلى خارج حدود‬ ‫هانز فان جينكل‪ ،‬من جامعة الأمم املتحدة ‪ :‬نحن بال ِفعل‬
‫الرتاب الوطني‪..‬واجلدل ُمتد �أي�ضــًا �إلى الالجئ البيئي‪،‬‬ ‫يف حاجة ُم ِل َّحة لو�ضع ت�شريع دويل لالجئني البيئيني‪ ،‬فمثل‬
‫الذي يرتك م�سقط ر�أ�سه‪ ،‬باجتاه مكان �آخر داخل الرتاب‬ ‫هذا الت�شريع‪� ،‬سوف ُي�ساعد كث ًريا يف مواجهة الإ�شكالية‪،‬‬
‫الوطني‪ ،‬وهذا اجلدل ت�شهده �أروقة الأمم املتحدة‪ ،‬حيث‬ ‫وو�ضع حلول لها‪ ،‬مع الإ�شارة �إلى �أن اتفاقية و�ضع الالجئني‪،‬‬
‫ثمة من يرى ب�أن مفهوم اللجوء‪ ،‬البد �أن ُيط َّبق فقط على‬ ‫التي مت توقيعها عام ‪1951‬م‪ ،‬مل ت�شملهم ‪،‬حيث ورد فيها‬
‫من يجتازون حدود ًا دولية‪ ،‬ومن ثم ال تدخل ق�ضايا اللجوء‬ ‫تعريف الالجئ‪ ،‬على النحو التايل ‪ « :‬هو ال�شخ�ص الذي‬
‫الداخلي‪� ،‬ضمن �صالحيات املفو�ضية الدولية ل�ش�ؤون‬ ‫لديه �أ�سباب قو َّية‪ ،‬تدفعه للخوف من التع ُّر�ض لال�ضطهاد‪،‬‬
‫الالجئني‪� ،‬إ َّال ب�شكل هام�شي‪..‬بينما يري مندوب الأمم‬ ‫ب�سبب ال ِعرق‪� ،‬أو الدين‪� ،‬أو القومية‪� ،‬أو االنتماء �إلى جماعة‬
‫هجرين‬‫هجرين والالجئني‪� ،‬أن جميع املُ َّ‬‫املتحدة ل�ش�ؤون املُ َّ‬ ‫معينة‪� ،‬أو لتبنيه ر�أيــًا �سيا�سيــًا ُمعينــًا «‪ ،‬ويقول �أويل براون‪،‬‬

‫‪86‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫نحن �أمام ظاهرة واقعية‪ ،‬بحاجة ما�سة لإقرار معاهدة‬ ‫والالجئني‪ ،‬يجتمعون �ضمن فئة قانونية واحدة‪ ،‬وحمايتهم‬
‫دولية تعرتف باللجوء البيئي ر�سميــًا‪ ،‬ومن ال�ضروري‬ ‫واجبة ب�صورة ُمت�ساوية‪..‬واملعار�ضون لهذا الر�أي‪ ،‬داخل‬
‫‪ -‬من وجهة نظري اخلا�صة ‪� -‬أن تكون هذه املُعاهدة‬ ‫املفو�ضية العليا‪ ،‬يعتقدون �أن تطبيق ذلك ُيكن �أن‬
‫ُمنف�صلة عن اتفاقية جنيف ب�شان الالجئني لعام ‪1951‬م‪،‬‬ ‫ُي ِ�ضعف و�ضع الالجئني‪ ،‬كما �أن البنية ال�ضرورية لتح ُّمل‬
‫وخ�صو�صــًا يف ِظل ِخالف على و�صفهم بالالجئني‪� ،‬أو‬ ‫هذه امل�س�ؤولية‪ ،‬ي�صعب �إيجادها‪..‬وتقول كيت رومر‪ ،‬من‬
‫املهاجرين‪ ،‬من ِقبل الدول الغربية‪ ،‬التي ترف�ض بع�ضها‬ ‫ن�سقة رفيعة امل�ستوى لربنامج‬‫املنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬و ُم ِّ‬
‫تبني ُم�صطلح «الجئ بيئي»‪ ،‬خ�شية ا�ضطرارها �إلى‬ ‫الدول‪ ،‬مع منظمة الر�ؤية الدولية يف �أ�سرتاليا‪« :‬علينا‬
‫توفري احلماية لهم‪ ..‬وتذكر لنا �إيزابيال بيا�سينتيني دي‬ ‫ت�شجيع احلكومات‪ ،‬على االعرتاف ُمب�شكلة نازحي البيئة‪،‬‬
‫�أندرادي �أ�ستاذة القانون الدويل وحقوق الإن�سان يف جامعة‬ ‫ودعم تطوير اتفاقيات الهجرة‪ ،‬ملُ�ساعدة الأ�شخا�ص‬
‫بوزيتيفو‪ ،‬وباحثة معنية ب�ش�ؤون الهجرة الق�سرية‪ ،‬جتربة‬ ‫املُع َّر�ضني للنزوح‪ُ ،‬ويكن اتخاذ اتفاقية نيوزلندا‪ ،‬مع‬
‫الربازيل مع الالجئني البيئيني‪ ،‬فتقول ‪ :‬لقد واجه الت�شريع‬ ‫دول البا�سيفيك‪ ،‬مثا ًال على ذلك‪ ،‬كما �أن علينا ت�شجيع‬
‫الربازيلي عددًا متزايدً ا من الوافدين الهاييتيني‪ ،‬بعد‬ ‫احلكومات‪ ،‬على اال�شرتاك يف املبادئ املوجهة للنزوح‬
‫زلزال ‪2010‬م‪ ،‬لأنه مل يكن كافيــًا للتعامل مع هذه الفئة‬ ‫الداخلي‪ ،‬وااللتزام بها‪ ،‬لالعرتاف بحقهم‪ ،‬يف احل�صول‬
‫من املهاجرين بالطريقة املُنا�سبة‪ ،‬فمن مفهوم ُ‬
‫ال�سلطات‬ ‫تغيات املناخ‪ ،‬داخل‬ ‫على احتياجات احلماية‪ ،‬ب�سبب ُّ‬
‫الربازيلية مل يكن النازحون الهاييتيون واقعني ِ�ضمن‬ ‫حدود البالد» ‪.‬‬
‫تعريف «الجئ»‪ ،‬على اعتبار �أن نزوحهم كان لدواعي‬ ‫وحول قوننة و�ضع الالجئني البيئيني‪ ،‬و�ضمان حقوقهم‬
‫ُمتع ِّلقة بالكوارث البيئية‪.‬‬ ‫دوليــًا‪ ،‬يقول جانو�س بوغاردي‪ ،‬مدير معهد البيئة والأمن‬
‫وحول اجلدل الذي مازال دائ ًرا يف الأو�ساط القانونية‬ ‫الب�شري‪ ،‬التابع جلامعة الأمم املتحدة ‪ :‬ال داعي ملِثل هذا‬
‫الدولية‪ ،‬وبني �صانعي ال�سيا�سة العاملية‪ ،‬تقول ماريا خو�سيه‬ ‫ف�شئنا �أم �أبينا‪ ،‬طال الوقت �أم ق�صر‪،‬‬ ‫اجلدل العقيم‪ِ ،‬‬

‫‪87‬‬
‫أمن البيئة‬

‫الإفريقي‪ ،‬وجنوب �شرق �آ�سيا)‪� ،‬إ�ضافة �إلى االجتماعات‬ ‫فرينانديز‪ ،‬الباحثة يف العالقات الدولية‪ ،‬يف جامعة �سالتا‬
‫املُنف�صلة‪ ،‬التي جرت مع املجتمع املدين‪ ،‬يف املناطق‬ ‫بالأرجنتني‪� :‬إذا �س ِّلمنا بوجود ظاهرة ُّ‬
‫التغي املناخي‪،‬‬
‫ذاتها‪ ،‬وقد �أكدت هذه املُ�شاورات على تن ُّوع العوامل امل�ؤدية‬ ‫التي يت�سبب فيها الب�شر ب ِن�سبة كبرية‪ ،‬ف�إنه ال ُيكننا‬
‫للتهجري العابر للحدود‪ ،‬وو�ضوحها على طبيعة التنقل‬ ‫�أن ُننكر ال�ضمانات الوا�ضحة لها على حقوق الإن�سان‪،‬‬
‫الب�شري ب�شكل عام‪�ِ ،‬ضمن �سياقات التهجري‪ ،‬وعالوة على‬ ‫لكن الأمر الذي مازال غري وا�ضح‪ ،‬كيفية ودرجة و�صف‬
‫ذلك �س َّلطت املُ�شاورات ال�ضوء على الطبيعة الإقليمية لهذه‬ ‫ت�أثريات التغري املناخي‪ ،‬على �أنها متثل انتهاكـًا حلقوق‬
‫التح ُّركات‪.‬‬ ‫الإن�سان‪ ،‬باملعنى القانوين البحت‪ ،‬فالقانون ال يرى �شيئــًا‬
‫و�أخري ًا فقد �أجمع امل�شاركون على �ضرورة �أن ت�ستعد‬ ‫ا�سمه «الجئو املناخ»‪ ،‬رغم اال�ستخدام الوا�سع لذلك‬
‫حكومات العامل‪ ،‬ملوجات من الهجرات اجلماعية‪ ،‬الناجمة‬ ‫املُ�صطلح‪،‬كون الق�ضايا املناخية والبيئة‪ ،‬ال تقع ِ�ضمن‬
‫عن االرتفاع العاملي يف درجات احلرارة‪� ،‬أو احتمال‬ ‫تعريف «الالجئ» يف اتفاقية عام‪1951‬م‪ ،‬ومع ذلك ُيكن‬
‫مواجهة نتائج كارثية‪ ،‬كما �أجمعوا على �أهمية العمل على‬ ‫تطبيق مبد�أ عدم الإعادة الق�سرية‪ ،‬على احلاالت التي ال‬
‫احلد من ظاهرة الهجرة من الريف �إلى املُدن‪ ،‬وذلك من‬ ‫يوجد فيها �أمل معقول بعودة املهاجرين‪� ،‬إلى الأو�ضاع التي‬
‫ل�سكان الريف‪،‬‬ ‫ِخالل مزيد من العناية والرعاية والدعم ُ‬ ‫تُهدد حياتهم‪ ،‬فالتغري املناخي غالبـًا ما ُينظر �إليه على �أنه‬
‫التم�سك ب�أرا�ضيهم‪ ،‬وت�أمني‬ ‫ُّ‬ ‫وجعلهم �أكرث حر�صــًا على‬ ‫ُعن�صر ُم�ضاعف للمخاطر‪ ،‬يف �سياق الظروف االجتماعية‬
‫التو�صل �إلى اتفاقية‬
‫ُ�سبل احلياة الكرمية لهم‪ ،‬و�ضرورة ُّ‬ ‫واالقت�صادية والبيئية القائمة ُم�سبقـًا‪ ،‬والتي متثل عنا�صر‬
‫دولية‪ ،‬تتع َّلق بق�ضايا اللجوء البيئي‪ ،‬بحيث ُيكن للدول‬ ‫�أ�سا�سية من عنا�صر اخلطر‪ ،‬ل ُكل ُمتمع حم ِّلي‪..‬‬
‫ال�سعي ب�شكل جاد‪ ،‬يف طريق و�ضع حلول واقعية‪ ،‬وينبغي‬
‫و�سبل الإ�سهام‬ ‫التوعية باملُ�شكلة‪ ،‬و�أبعادها‪ ،‬وخماطرها‪ُ ،‬‬ ‫ُمـبـادرة نـانـسن‬
‫يف ح ِّلها‪ ،‬على �أن تُ�س َتخدَ م يف التوعية و�سائط الإعالم‬ ‫وبرغم �أن ق�ضية اللجوء البيئي‪ ،‬مل تُ�صنف على �صعيد‬
‫املُختلفة‪ ،‬املرئية وامل�سموعة واملقروءة‪� ،‬إلى جانب االهتمام‬ ‫القانون الدويل‪� ،‬إ َّال �أن ثمة جهود تُبذل‪ ،‬يف حماولة‬
‫والرعاية ال�صحية املُتكاملة‪ ،‬ل�ضحايا النزوح البيئي‪ ،‬ملنع‬ ‫لإيجاد ت�شريع دويل‪ ،‬يفك الطال�سم الفل�سفية املُثارة‬
‫انت�شار الأمرا�ض املُعدية‪ ،‬فيما بينهم‪� ،‬أو لغريهم‪ ،‬من‬ ‫حول هذه الق�ضية‪ ،‬ومن �أهم هذه اجلهود‪�..‬إطالق ُكل‬
‫قاطني املناطق املُ�ستقبلة لهم‪ ،‬واال�ستفادة من التط ُّور‬ ‫من احلكومتني الرنويجية وال�سوي�سرية‪ ،‬يف �أواخر عام‬
‫التقني‪ ،‬يف عمليات غوث و�إجالء وتوطني الالجئني‪ ،‬وكذا‬ ‫‪2012‬م‪ ،‬ملُبادرة (نان�سن)‪ ،‬بهدف بناء �إجماع دويل‪ ،‬حول‬
‫التنب�ؤ ور�صد الكوارث الطبيعية‪ ،‬املُرتبطة بالتغري املناخي‪،‬‬ ‫املبادئ والعنا�صر الرئي�سة املُتع ِّلقة بحماية املهجرين عرب‬
‫ف�إذا كان هذا التغري املناخي قد �أوجد ظاهرة جديدة‪،‬‬ ‫احلدود الدولية‪ ،‬يف �سياق الكوارث‪ ،‬مبا يف ذلك التهجري‬
‫وخطرية‪ ،‬متتد تداعياتها وحتدياتها �إلى االقت�صاد‬ ‫املُرتبط بتداعيات التغري املناخي ‪.‬‬
‫واالجتماع وال�سيا�سة‪ ،‬ناهيك عن اخلطر الأكرب على‬ ‫وحول هذه املُبادرة و�أهميتها‪ ،‬حتدث والرت كالني‪ ،‬مبعوث‬
‫البيئة‪ ،‬بكل عنا�صرها‪ُ ،‬مك ِّوناتها‪ ،‬ف�إن هذا التغري يجب‬ ‫رئا�سة مبادرة نان�سن‪ ،‬قائ ًال ‪ :‬على مدار ما ُيناهز الثالث‬
‫�أن يخ ِلق مفهومــًا جديدً ا‪ ،‬و�أقوى للت�ضامن‪� « ،‬إذ �أنه يف�سح‬ ‫�سنوات‪ ،‬حددت عملية ُمبادرة نان�سن اال�ست�شارية‪،‬‬
‫الطريق للتعاون الدويل‪ ،‬يف مواجهة املُ�شكالت العاملية‪ ،‬ويف‬ ‫جمموعة �أدوات وخيارات ال�سيا�سة املُحتملة‪ ،‬املعن َّية‬
‫ُمقدِّ متها ُم�شكلتي النزوح‪ ،‬واالحرتار العاملي‪ ،‬اللتان تُذ ِّكرنا‬ ‫بالت�صدِّ ي لتحديات التهجري العابر للحدود‪ ،‬واال�ستعداد‬
‫ب�أن كل الأ�شياء ترتبط بع�ضها البع�ض‪ ،‬فحتى لو كان العامل‬ ‫واال�ستجابة لها‪ ،‬يف �أوقات الكوارث‪ ،‬مبا فيها �آثار تغري‬
‫بطرق عديدة‪ ،‬فمازال‬ ‫ُمنق�سمــًا‪ ،‬وكانت ال�شعوب ُم�صنـَّفة‪ُ ،‬‬ ‫املناخ‪ ،‬فقد ُع ِقدت ُم�شاورات حكومية دولية‪ ،‬يف �ضيافة‬
‫يجمعنا كوكب واحد‪ ،‬هو كوكب الأر�ض‪ ،‬الذي نحن جميعــًا‬ ‫�أع�ضاء الفريق التوجيهي ملبادرة نان�س‪ ،‬يف مناطق فرعية‬
‫ُجزء منه‪.‬‬ ‫(منطقة املحيط الهادي‪ ،‬و�أمريكا الو�سطى‪ ،‬والقرن‬

‫‪88‬‬
‫العدد ‪٤٢١‬‬

‫‪89‬‬

You might also like